كاتب الموضوع :
auroraa
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
سلامٌ ورحمهٌ من الله عليكم
لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..
معليش ما اقدر اشوف طول الفصل لاني كتبته
بالجوال وصعب اعرف حجمه
وعشان لابتوبي خربان اضطريت اكتبه بالجوال
ممكن تعليقات ولا يكات وشغلات حلوه تعبيراً عن التعب
بس اعتقد انه فصل طويل وفي احداث دسمه
مو حشو وكلام فارغ
قراءه ممتعه ويا رب يعجبكم
الفصل الحادي والعشرين
' عصراً ,
كانت عينيها مُتسعتين وهي تُحدّق بعينيه الخبيثة التي بعثت اليها الشرارات ونظراته الوقحة التي تتأمل وجهها أشعرتها بالاشمئزاز والإذلال ، بينما انفاسه القذره تمُر على عنقها و انفاسها أُعتقِلت داخل رئتيها وقد كتم دخول الأوكسوجين عنها بكفه القاسية حتى لا تصرُخ وتدوي صراختها خلف تلك الأسوار .
تململت تحاول التخلص من حصاره وضغطه وهي تقف عند زوايه الغرفه ورُقِقت حركه كفه عن فمها لتستطيع ان تعضه بكل عنفوان وقوه والتفتت بقوه تلتقط المصباح القابع على طاوله زُجاجيه في زاويه الغرفة وتضربه بقوه العلى رأسه .
فخرّ أرضاً يتأوه ألماً ، بينما هي ركضت الى حقيبتها التي سقطت من كفها أثناء هجومه وملاحقته لها وأخرجت هاتفها واتصلت على اخر رقمٍ تم التواصل معه بالقائمة وقد كان زياد .
قالت بلهفه وهي تلهث بخوف ، دون ان تتميع وتُرقق بصوتها كما العاده عندما تحدثه : زياد !! الله يخليك تعال خذني من بيت صديقتي سلوى تعرفها وتعرف بيتها ، الله يخليك تعال بسرررعه ولا حياتي بتضيع ....
لم تكن تدري بأن حياتها قد ضاعت منذ زمن ، في ذلك الوقت الذي باعت به اختها لأجلِ رجل .
شهقت بعنف عندما خُطف منها الهاتف على حين غِرّه وسمعت صوت تهشمه بعيداً ، وهو يهتف بشراسه ووجهه مُخيف يسيل عليه الدمّ ويضع كفه على صدغه كي يوقف نزيفه المؤلم : على وين يا حلوه ؟؟؟ على بالك تقدرين تفلتين بسهوله مني وانا الاخطط من شهور أجيبك وأجيب راسك .
شهقت بعُنف وخوف اكتنز أضلاعها ، ولم ترى امامها إلا غمامه من الدموع .
وفُتح الباب خلفها فجأه وقد كانت سلوى تقول برُعب وصدمه اعتلت وجهها .. بعد ان سمعت صوت الضجة في الداخل وحاولت فتح الباب بلا جدوى فذهبت وأحضرت المفتاح الاحتياطي لتعرف ماذا يجري : وش صار هناااا ؟؟؟! اسيل لين للحين ما رحتِ ؟؟!
همست بذُعر وهي ترى أخيها : مُصعب !!!
قال هادراً وهو يرى تلك الدمية الحمراء تهرب وتتجاوز اخته دافعه إياها للخلف ، واشتدّ الم راْسه فلم يستطع اللحاق بها وقد فلتت الفريسة من بين انيابه الحادة : يا غبيه !!! يا الحماره !!! وش جااابك وخلاك تفتحين الباب يالحيوانه وتخربين عليّ كل شيّ ؟؟؟؟!
شهقت سلوى وهي تقول : يعني صدق الكنت اشوفه بعيوني ما أتوهم ، كنت رح تسوي البراسك بدون لا تفكر فيني ؟؟؟؟!!
صرخت بعُنف والدموع تترقرق على عينيها : كنت بتمشي ورى شهواتك وتنساني انا الممكن يصير فيني مثل ما كنت بتسوي فيها !!! ما تدري انه كما تُدين تدان ودقه بدقه وان زدنا لزاد السقّا ، ماقد سمعت بهاذي القصة ؟؟؟!
تأفف بضجر وهو يصرخ بعُنف : خلاص بس مو وقت نصايحك يا المطوعه ، اذللللفي عن وجهي .
خرجت بقوه كما دخلت بقوه وهي تتأمل باب المنزل الذي بقي مفتوحاً بعد ان خرجت منه اسيل تجُرّ خلفها أذيال خيباتها .
أما في داخل الغرفة ، كان مايزال يضغط على صدغه من الألم وهو يشتم ويسُب في تلك القذرة التي آذته بهذا الشكل دون ان ينال منها ما يُرِيد .
اخرج هاتفه بنرق من جيبه وقال بصلافه فور ان اجاب الطرف الآخر : وش صار مع سيف ولد عمّ الفهد صار جاهز ؟؟؟! عشان نبتزّه .
صرخ بقهر وهو يُفرغ محتوى الطاولة الزجاجية في منتصف الغرفة بذراعه وحتى تلوثت الطاولة ببعض الدمّ ، وقال بخشونه : وش تسون يا الحمير كل هذا الوقت ؟؟؟! كان يعرف ان سيف لم يُدمن حتى الآن فالفترة التي اعطوه بها المخدر قليله ، ولم يهبأ لشيء غير انه عليه ان ينتظر فرصه الانتقام الثانية بما ان الاولى قد هربت منه بلا عوده .
*****
ارتعشت كفها وهي تضع الهاتف على إذنها ، لم تسمع وتتمعن بالكلمات التي قيلت عبر الهاتف و بين غياهب الأحزان التي غرقت بها او ما يحدث حولها إلا وهي تُركِّز على صوتِ تلك الأنثى التي يخونها زوجها معها .
في الكلمة الأولى التي نطقتها اسيل همست ريما لداخلها ،
هل يُخلق يا الله من الصوتِ اشباهٌ أربعون كما للأشكال أشباه ؟؟؟!
ام انها فقط تتوهمّ ذلك الصوت الذي اخترق مسامعها ، صوت أنثى تعرفه جيداً وتحفظ تفاصيله ولطالما تحدثت معها كثيراً .
هل تتوهم ؟؟! لا وتالله إنها لا تتوهم انه هو صوتها ، صوت أختها .
لم تشعر بالهاتف ينزلق من كفها كالزئبق سقط بخفه دون ان يُهشَّمّ ، لم تشعر بجسدها الواهن من الحمل يسقط صريعاً مصدوماً على الأريكة المُوردة ، تُحدّق امامها بالفراغ لا ترى إلا السواد الباهت حولها ،
كماشه تقتلع قلبها من جذوره وتكدمه بمراره الواقع .
ابتلعت ريقها وبدأ عقلها يستوعب هذه الصدمة رويداً رويداً وهمست بصوتٍ أجش وصل لأُذنيه دون ان تنظر إليه : أسيل !!!!!
بللت شفتيها تَنْظُر بعمق عينيه ليُكذب هذه المرارة والصديد الذي عبر عن طريق حنجرتها ، وهمست : طلعت التخوني معها اسيل !!!
نظرت بعُمق اكثر في عينيه حتى ترى الصدق ، ترجوه بعينيها ان يُكذب كلامها ويقول انها اوهام لا حقيقه واقعه .
ولكنه لم يتكلم بل اكتفى بالصمت والصمت علامه الرضى ، تباً للصمت الذي يخونه في هذه الأوقات !!!
لا تدري عدد المرات التي ازدردت بها ريقها ، بل كانت تدري أنّ عليها ان لا تنهار أمامه ، ليست ريما حفيدة كاسر من تنهار وتضعُف لأجل العشق والمشق والحُبّ !!!
أخذت نفساً عميقاً وهي تنهض عن الأريكة ، تنوي العودة إلى اَهلها .
رباااااه لقد عادت من عندهم قبل قليل ما الذي ستقوله لهم الآن عندما تعود ، اشتدّت عيناها وهي لن تأبه الآن لشيء وقالت بمراره تتشبع بالسُخريه في صوتها وهي تقف بشموخ أعالي الجبال : حُلم مستحيل !!! صدق هي الحلم المستحيل لك ، ما تقدر تتزوجها عليّ ولا طلقتني ما رح تقدر تأخذها لانه ببساطه اخواني رح يخلصوا عليك بالوقت التفكر في فيها .
قالت بتحشرج وصوتها ماعاد يصمد : برافو عليك وعليها قدرتوا تخدعوني كل هالوقت ، والله وحده العالم من متى وانتوا تخونوني مع بعض .
زمت شفتيها وهي تُحاول ان تكون هادئه امام اطفالها ، لا تُرِيد الانفعال والصُراخ فهو لن يأتي بنتيجه تُذكر ، وقالت بكبرياء : مؤيد ، راما يالله البسوا بنروح عند ماما سوزي " والدتها سوزان " .
ابتلع ريقه وهو يرفع رأسه ببهوت وقد امتقعت ملامح وجهه وهمس بهوان وضُعف : بتروحين ؟؟!
ارتفع حاجبيها وهي تراه مُنكس الرأس وأكتافه مُتهدله بهُزِل ولا تعرف لماذا هذه المره الأولى تراه على حقيقته ؟؟؟!شخص ضعيف ، هزيل القامة ، وقد غادرت الصحة جسده ، عديم الشخصية و لا رأي له .
فجأه تكررت امام عينيها الكثير من الصور لغبائه وتفاهته وبلاهته وكأنه مريض ، لم تكن ترى كل عيوبه بل كانت تمتدحه كثيراً وينتعش قلبها عندما تفعل ويرُدّ لها المديح ، لم تكن تُركِّز كثيراً لانها كانت مولعه به ، مولعه حدّ النهم .
قالت بقوه عكس هزالته : إيه ، برووووح ولا عاد بتشوفني مره ثانيه ، ولا تنسى ترسل ورقه طلاقي طبعاً ، والوسخة الثانية انا اعرف كيف اتعامل معها .
ذُعرت ملامحه وقال يرجُوها بتوسل لا يليق برجل : لا تكفين !!! لا تخليني ما ودي عيلتنا تتدمر وتتشتت وانتِ حامل فكري في البيبي ، كيف بعيش بعيد عني ؟؟! اذا ودك روحي عند اهلك كم يوم غيري جو بس ارجعي ونتفاهم واشرح لك كل شي ، كل شي تبينه بشرحه لكِ .
ارتفع حاجبيها وفغرت شفتيها من قمّه ضعفه وهو يرجوها كالذليل بأن لا تتركه ، فقالت بقوه وهي تسيطر على نبره صوتها المرتجفة من الغضب من اجل اطفالها فقط : كان لازم تفكر بالهشي قبل لا تخوني مع اختي ، كان لازم تفكر بأطفالنا وبالطفل المادخلته الروح في بطني ، ما ادري ايش بينك وبينها بس مستحيييييييل بعد اليوم ارجعلك ، انت وهي انتهيتوا من حياتي في هاذي اللحظة ، سلام .
ليست هي اول إمراة يخونها زوجها ، فالخيانات انواع أقساها تلك الخيانة المريرة الجسدية فهي مؤلمه بشكلٍ مُفجع ان كانت بالحلال او بالحرام ، ولا يعني ذلك ان الخيانة المعنويه كأن يُفكر بغيرها وهي معه او الخيانه الحسية عندما يتحدث معها في اي مكان مُجرد مُحادثات بريئة لا تؤلم ولكنها أقل وطأه من خيانه الجسد ، اقل وطأه فقط ، كلها مؤلمه و من اجل اطفالها كانت ستفكر ومستعده ان لا تبتعد عنه ان كانت خيانته معنويه او حسيه .
ولكن مع اختها التي شاركت هي ايضاً بخيانتها ، لا وألف لا وتالله انها لن تعود له وهي تعرف انه كان مع اختها وكانت هي معه ، سترى صورتها دوماً في وجهه كما ستراه هو في وجهها ، كما انها لا تعرف الى أين وصلا بعلاقتهما .
هل من المعقول انه انتهك جسدها وكانت هي سعيده بهذا الانتهاك ؟؟؟؟؟!
هزّت رأسها بعُنف تمحو هذه الصورة من ذهنها لا تُرِيد تخيلها لا تُرِيد ان تتألم ولكن الالم يأتي رغماً عنها دون أن يستأذن ، يجرها ويسكب الملح على جرحها وينظر لها في الزاويه يقهقه بمُتعه وهو يراها تتألم .
زمّت شفتيها بقوه لن تبكي الان لقد صمدت طوال بقائها في المنزل
ستصل أولاً وتسلم الاطفال لزوجه اخيها وتنفرد وحدها في جناحها تبكي أيامها وسنوات عمرها الضائعة .
نظرت بتشوش والدموع تلتمع في عينيها تنظر من نافذة سياره السائق ، تلك المباني الشاهقة وَتُخفي خلفها الشمس التي بدأت بالهرولة للبعيد ليأتي بدلاً منها القمر يُضِيء العتمة ، ولكن ولا اي ضوء يستطيع بعد اليوم ان يُضِيء عتمه قلبها .
وصلت وأخيراً لمنزل عائلتها وكأن بهذه الساعه قد استغرقت سنه كامله للوصول إليهم .
تنهدت براحه وهي ترى دينا تخرج من باب القصر لم ترى عبائتها وتركز كثيراً بأنها كانت ستخرج ، كان المها اكبر من ان تُركِّز فقالت بلُطف وهي محرجه ان تتركهم عند ميرال للمره الثالثه هذا اليوم : دينا ، معليش حبيبتي تجلسين شوي مع العيال ، مررررّه تعبانه وبرتاح شوي .
قالت بصِلف دون ان تنظر للأطفال : ليه يا حبيبتي ؟؟ خلفتهم ونسيتهم ، وماحد قالك تصيرين قطوه وتجيبين واحد ورا الثاني ، لا والثالث بعد ببطنك !!!!
غادرت دون ان تلتفت لها فقد خرجت قبل قليل من اجل التسوق وعادت لترك أغراضها والآن ستذهب للصالون حتى تتجهز فالليلة هي ليلتها ، وستثبت لفهد انها أفضل وارقى من زوجته في الفراش ستُفقده عقله هذه الليله كما تفعل في كل مره يكون الامر على مزاجها .
مجرد النظر للحظه واحده لتلك القبيحة حتى تعرف انها فاشله بأمور الفراش وهي التي ستأخذ عقل زوجها هذه الليله حتى يشتاق لكل ليله ان يأتيها .
خرجت ميرال من شقتها تقصد القصر ورأت ريما تُمسك بكف طفلتها بينما طفلها يلهو بلعبته وتبدو هي تائهة .
قالت بنعومه وفي يدها علبه من الكعك : ريما سلامتك حبيبتي ، تعبانه .
كانت الغصة تقف في حلقها وهي تنظر لميرال وتقول بألم : راحت دينا وسحبت عليّ مالي غيرك بعد الله يا ميرال محرجه منك كثييير ، بس مرررره تعبانه .
نظرت بيأس للأطفال وفهمت ميرال ما تريد قوله وهمست : ولا يهمك حبيبتي ، افا عليكِ بس خليهم عندي وروحي ارتاحي ، حتى خليهم يناموا عندي الليله فهد بكون عند دينا .
نظرت لها بامتنان شديد وهي تنبه اطفالها بان لا يُزعجوها ، ودلفت إلى جناحها وأغلقت الباب وهي تنزلق أرضاً وتنتحب بمراره وتُطلق العنان لشلال دموعها المكبوت لساعتين كاملتين .
بينما صوتها غرق في نشيج مُختنق كاد ان يودي بأنفسها للتهلكه .
*****
هواء صاخب خرج من بين شفتيه وهو يسير في ممرات المستشفى التي اعتاد رائحتها ، وهمٌ يقبع على قلبه ليعرف حال زوجته .
زوجته الناعمة الرقيقة ، انه متوكل على الله وسيكتُب له الخير .
عقد حاجبيه وهو يرى باب غرفتها مفتوحاً .. اقترب اكثر وسمع أكثر صوتٍ كرهه في هذه الفترة ، صوت " بسام " أخيها .
تنهد بعُمق وهو يلتقط انفاسه الثائرة ، يُهئ نفسه لان لا ينقضّ عليه ويُقطعه إن أذاها بكلامه المسموم وهو يعلم جيداً أنها بهذا الوقت تكون مستيقظة .
همّ بالدخول ولكنه توقف عندما سمع فحيح بسام يقول : برافو عليكِ يا شاطره يعني قدرتي تجيبين راس الدكتور وخليتيه يفتح لكِ حسابات بالبنك ورصيد ماكنا نحلم فيه ، وشوي شوي وبس يرَجِعلكْ نظرك ويسويلك العملية مجاناً وتعرفين تتحركين براحه بتطيحينه اكثر وأكثر و بتخلينه يسجلك بعض الاملاك مثل ما اتفقنا انا وانتِ من البداية ، على بالي أنك رح تعنّدي بس لا طلع الوضع عاجبك وهالشي مُفيد لي ، وطبعاً كله بثمنه مثل ماساعدتك تتزوجيه بتعطيني من الطيب نصيب مو كل الخير لك .
ابتسم بخُبث وهو يرى ظلّ فيصل يقف عند الباب ويستمع لما يقوله حرفاً حرفاً ، ثم ألقى نظره خاطفه على اخته المجنونه الغارقة في غيبوبتها كان مُجبراً ان يرشوا المُمرضة لتقوم بتخديرها ولا تُفسد خطته بجنونها وصراخها عليه بأن يخرج من حياتها .. خاصه بعد ان علم من حماتها ان فيصل في طريقه إلى هنا .
كان قد اتفق معها ان تعطيه النقود بشرط ان يُخرج اخته من حياتهم ويجعل فيصل يُصدَّق انها مُخادعه كي يُطلقها ، اخته غبيه ان كانت مع زوجها الذي تحبه فهو لن يحصل على شي ولن يستفيد شئياً .. اما بهذه الطريقة فهو قد عثر على المال الوفير وعندما يُطلقها سيُخطط من اجل ان يُزوج اخته من غنيّ اخر يحصل منه على المال .
قال برقه : يلا سلام يا حلوه ، ولا تنسين حاولي قدر الإمكان تجيبين راْسه اكثر عشان نستفيد اكثر .
لمعت عينيه ببرق خاطف بعد جُملته وكان الظلّ قد اختفى ، ليخرج بهدوء بعد ان أيقظ تلك الغافلة عن ما حدث للتو واللحظة .
في إحدى ممرات المشفى كان يقف مبهوتاً بالكاد يستطيع تصديق ماسمعه
هل خُدع بكل هذه السذاجه ؟؟؟!
هل كان غبياً لهذه الدرجة حتى يُشفق على الفتاة ويتزوجها بسرعه ؟؟؟! دون ان يسأل او يستفسر عنها .
وإذ بها متفقه مع أخيها لخداعه !!!!
يالك من احمق فيصل .. كيف تثق بهؤلاء الأغراب ؟؟؟!
يالك من مُغفل .. كيف خدعوك بهذه السهولة ؟؟!
تذكر قول والدته قبل ان يتزوجها وهي تصرخ به
: فيصل انت يا خبل او عقلك ما عاد فيه دماغ وتعرف الصح من الغلط .. هالناس ما نعرف عنهم شي فجأه طلعولنا من العدم !!!! ماتدري وش أخلاقها ولا اخلاق اَهلها على الأقل تزوج وحده نعرفها من اهلنا ، أقاربنا و أصحابنا مو وحده غريبه لا وعميّه بعد ما رح تقدر تسوي لك شي .
بلى يعرف أخلاق أخيها القذر وما يفعله وكسله وبلادته ، كما انه يعرف أخلاقها فقد قامت بزيارته عده مرات في العيادة من اجل عينيها وعندما علمت بسعر العملية باهظة الثمن ترددت وقررت ان تنسحب ، علم في وقتها ان حالها لن يسمح بدفع التكاليف وكان سيُجريها لها مجاناً .
لما كُل هذا الخداع إذاً أمن أجل المال ؟؟؟!
تباً للمال والنقود والثروة لو كانت تجعله غبياً يُصدَّق المساكين !!!
فهو لطالما قام بمساعده الناس ، انه شخصٌ طيب لا يأبه للمال بقدر ان يرى البسمه على شفتيّ المرضى ، ولكنها وأخيها خداعه بطريقه لن يغفر لهما ما فعلاه ، لقد أيقظآ بداخله وحشُ الكاسر المعروف بهدوئه ورزانته أخرجاه من طوره ليأخذ حقه منهم بكل شراسه وقوه .
ماذا يفعل الان بعد ان اكتشف خِداعها ؟؟!
لن يستطيع تطليقها وقد عرف البارحة ان الخائنة تحمل طفله بين أحشائها ، الطفل الذي لم يعد سعيداً بوجوده وقد بُترت فرحته به مع ما سمعه بأُذنيه .. وليته يفقده فهو لا يرغب ان يرتبط بأي شَيْءٍ معها ، لم يعد يرغب .. لم يعد يرغب .
قرر ان يُعاقبها وستكون تحت أنظاره حتى تلد طفله ويدوسها بلا رحمه ، سيؤلمها كما آلمت رجولته .
*****
' في مثل هذه الليلة ,
مضى هذا اليوم يعمل بجُهد يُفرغ طاقته وكبته في المستشفى دون أن يمُرّ عليها او يُلقي عليها نظره ، كان يومه منذ بدايته مرير سيئ ، يلوم نفسه على غبائه وعلى قلبه الذي كاد ان ينخرط ويميل إليها لتُصبح لها مكانه في مختلفه في قلبه .
اقترب من غرفتها على آخر اليوم بعد انتهاء عمله وقدماه تخوناه عن الدخول ، ضرب قبضته نحو الحائط وهو يهمس ويجذرأ نفسه ، ولايزال قلبه يغلي بَشَرّ وافكاره السوداء بما سيفعله بها تطوف حوله فهو لن يرحمها لأنها عمياء !!!!
لن يرحمها ابداً ، وقد تحّرر وحشه من عِقاله .
جاء الطبيب وهو يبتسم بحبور ويقول هاتفاً : فيصل ، هات البشارة !!!
نظر له فيصل بوجهٍ شاحب وهمس : خير ؟؟؟!
قال الطبيب ياسر بابتسامه شفافه دون ان يُركز بملامحه الباهتة : طلعت نتايج فحوصات زوجتك ، الحمدلله سليمة ما في أعراض جانبيه وهي بخير ، بإذن الله بس تولد تقدر تسوي لها العملية في عيونها ، تدري الحمل أخَّر الموضوع .
أومأ فيصل بهدوء ونظراته شارده للبعيد ، ماتزال هذه الصدمة قد شلّت تفكيره .
دخل بهدوء للغرفه ووجدها تجلس بهدوء عينيها سارحه أمامها . التفتت بلهفه باتجاه الصوت وهي تقول بلهفه اكثر تشبع بها صوتها : فيصل انت جييت صح ؟؟؟! هاذي ريحتك .
قال بجمود وهو يتأمل ملامحها البريئه التي خُدع بها بكل صفاقة : ايه جيت ، ليه تبين شي ؟؟؟!
توترت من نبرته الجامدة ، نبره لم تسمعها من صوته إطلاقاً ، وهمست : لا سلامتك !! بس خفت عليك لأنك ما جيتني اليوم ، متى رح اطلع من المستشفى ؟؟! مره اخاف لحالي وانا بهاذي الحالة .
ابتسم ابتسامه جانبيه تشبعت بالسُخرية وقال يرمي القنبلة الكاذبة في وجهها دون ان يأبه لحالتها النفسية او مشاعرها : ايه صح نسيت اقولك !!! للاسف هالحاله رح تضلّ معك للأبد تعودي تتعايشي معها ، الدكتور كلمني وقال إنك تضررتي من طيحه الدرج وماعاد في أمل يرجع نظرك زائد انك حامل الحين حتى لو في أمل يرجع نظرك ما كُنَّا نقدر نسوي العملية .
نهض عن الكُرسي وشعرت بوقوفه وظله الطويل الرشيق يهيم عليها كالجاثوم ، وهمس بصوتٍ جاف أجش : عن إذنك بروح البيت الحين !!! وجهزي نفسك بكره الظهر بترجعين مالها داعي جلستك هنا .
غادر وفجأه غادر معه الدفء الذي كان داخل المكان ، غادر وتركها ممتقعة الملامح بصدمه من نبرته وتعامله الجاف معها لأول مره منذ أشهر .
ماذا حدث له ؟؟ هل لأنها حامل وهو لم يرد هذا الحمل منها ؟؟؟
ولهذا السبب يُعاملها بكل هذه القسوة والجفاف .
خرّت دُرّه من دُررها على وجنتها وقلبها يرتعش بخوف ،
لقد كانت تُدرك من قبل ان حياتها لن تستمر بتلك السعاده ، كانت تشعر وكان قلبُها دليلُها .
*****
كانت تضع اخيها بعربه " الماركت " وتدفعها بهدوء وتختار بعض الأطعمة من الرفوف و النوع الرخيص جداً .
ازدردت ريقها بصعوبه فعندما كانت ميرال عندهم كان الخير يأتيهم من كل مكان وعندما غادرت غادر معها الخير والرزق ، وعليها ان تقتصد قدر الإمكان في الشراء فهي لا تمتلك إلا القليل من الأوراق المالية .
تهدلت خصله شقراء طبيعيه من أسفل حجابها ، تأففت بنزق وهي تقوم بتعديلها وتلف الحجاب بشكلٍ أفضل وقد أضاء وجهها ببياضه الأخاذ وعينيها الزرقاوان كعيون ميرال كانت تلمع ببريق آسر .
ومسحت على شعر أخيها الأشقر والذي يُشببها كثيراً ومازال طفلاً ناعِماً .
في الطرف المُقابل لهم كان يقف ببهوت مصدوم لا يُصدَّق انه يراها أمام عينيه وهو يتأمل حركاتها ، خصلتها الشقراء التي نزلت بهدوء تُضايق عينيها الجميلتين كما العاده عندما كانت تُزعجها وكان هو يتطوع ليُزيحها خلف إذنها ، بشره يديها الناعمتين التي كانت فيما مضى تسير على عضلات صدره العاري .
ارتعش من فرط هذه الذكرى ، لم تتغير كثيراً لقد كبرت و زادت انوثه وحسب ومعالمها تضُج بسحرٍ مُغوي وجسدها الذي اكتسب وزناً وأصبحت " رويانه " وكأنها .. وكأنها ارتاحت ببعده .
تألم قلبه عند هذه الفكرة ..
ولكن هناك شي ناقص لمعه الفرح في عينيها لا يراها .
ربااااااه ، كيف عادت إليه أشواقه وهو من ظنّ انه قد نسيها بعد تركِها له ورحيلها عنه وقد قرّر تجاهل وجودها ، كيف ينساها ؟؟؟ كيف ؟؟! وابنهما يكبُر أمام عينيه إلى أن وصل لعُمر السبعُ سنوات وشعره البُندقي يميل إلى اللون الفاتح كشعرِها ويُذكره بها على الدوام ، ولطالما حرّك أصابعه القاسية على خُصلات الذهب الملتويه .
ظنّ انه نسيها ولم يَعُد يُحبها ولكنه مُخطئ انه لم ينساها ولا للحظه .
عضّ شفتيه حينما رأى بعض الشباب يحمون حولها وهي تتجاهلهم بغرور كم يليق بها هذا الغرور ، حبيبته الخائنة التي تركته مع طفلٍ صغير وهربت وأجبرته على طلاقها .
ارتفع الغضب إلى أوجه عندما رأى أحد الشُّبان يكاد يلمسها ويُمثل بأنه مُخطئ ، ووجه له لكمه قويه خرجت من أعماقه وأدمت وجه الشاب .
قال بغضب ينفثُ النار من انفه وفمه كتنين خطير وهو يُسِّرها أمامه يقبض على عضدها بكماشته القاسية
: أمشي قدامي اشوف .
ارتفع حاجبيها بذهول وهي تتعرف إلى هذا الوجه الغير مألوف ، عمق صوته الخشن ، هيمنته الذكورية المستفزة .
ربااااه لقد كان هو ، كان هو ولكن الذي تغير به
ان وسامته الملحوظة قد زادت بخشونه ذكوريّة فظّة و ولاحظت ان رموشه أشد سواداًمن شعره الآجعد
وان انفه الشامخ وفكاه الصلبان وذقنه التي تحتاج للحلاقه غالباً
تخفي بين ثناياها اثار الدم العربي الأصيل الذي يجري في عروقه .
هل اكتسب جسده طولاً ام تتخيل ذلك بعد كُل هذه السنوات ؟؟!
قالت برقه رُغماً عنها وقد تعرفت اليه و ابتعدا عن ذاك المكان : عفواً ، كيف بتسمح لحالك تجِرني وتلمسني بالهطريئه ئُدام الخلئ " الخلق " والعالم ؟؟؟!
ارتفع حاجبه باناقه وقال بخشونه زادها العُمر مُتجاهلاً سؤالها بصلافة : ليه مو مغطيه وجهك وكاشفتيه .
فغرت شفتيها التوتييتين بصدمه من وقاحته : هيك مزاجي ، انت ما بئيت زوجي وما إلك أي حق تسألني عن شي .
وكأنه استوعب وجود الطفل في عربتها وسألها ببهوت وغصّه علقت في حنجرته وهو يرى الشبه الكبير بينها وبين خالد : تزوجتِ ؟؟؟
لا يعرف هل يسألها أم يُقرر واقع ؟؟
ولكنها أجابت وهي تنظر لطفله الذي يُشبهه بكل شي ماعدا شعره الفاتح المُتناقض مع سواد شعر والده
: متلك انت تزوجت وخلفت اول ما طلئتني وكأنك ما سدئت " صدقت " .
رفعت ذقنها بكبرياء مجروح ، لقد تزوج فور ان طلقها كما أخبرتها والدته ليُنجب طفلاً يبدو في السابعه من عمره وقد مضى على طلاقها منه سبعُ سنوات " رعّد " كان دخيلاً على حياتها لمده سنه ، سنه واحده فقط ليخرج منها فور ان ولدت طفلهما ويقولوا لها أنه قد تُوفي .
ذهبت إلى صندوق المحاسبة وقد كانت تتمنى لو انها تملك ثمن جميع هذه الأغراض الرخيصة ولا تُضطر لإلغاء شراء بعض الحاجيات .
اما هو فقد كان مصدوماً من حديثها ، من أخبرها انه قد تزوج بعدها ؟؟؟ وأنجب أيضاً ؟؟! الم تُلاحظ ان هذا الطفل هو طفلها أيضاً ؟؟؟!
وهو الذي لم يتذوق النساء من بعدها وقد وسمته بها للأبد .
تعجب كثيراً ولحقها إلى صندوق المحاسبة حتى يفهم ماذا تقصد من كلامها .
توقف بعدها ورأها تنظر لورقة النقود التي تحملها بين كفيها بأسى من فئه 100 ريال فقط ونظرتها تنتقل للصندوق الذي طلب الضعف .
فقالت بخجل وإحراج ولم تنتبه للصندوق عندما توقف عند المئه : ممكن تلغي مئه ريال من الطلبات ما معي غير مئه !!!
قال صاحب الكاشير : طيب مو مشكله وش الاغراض التبينها .
هَمَّت لان تتحدث وقاطع صوتها ، صوت خشن عميييييق : خلاص حط أغراضها بالكيس رح أحاسب عليها .
نظرت له بقوه وكادت أن تهدُر به بغضب ولكنه نظر لها بتلك النظرات المُخيفة بأن إياها ان تنطق بكلمه واحده .
أنهى أمورها ليُحاسب على أغراضه وهو ينظر لها وتنتظره مُكتفه ذراعيها بغضب .
توجه اليها فقالت بصوتها الناعم المنخفض : لو سمحت انا رح ادفع لك كل ريال دفعته مو من حقك انك تحاسب على حاجاتي هلأ خُد المئه وأعطيني رقمك لأعطيه لبابا ويحكي معك ويرجع إلك المئه التانيه .
ابتسم وهو يقول مُتجاهلاً لها للمره الثانية : ايش اسم ولدك ؟؟؟
ضربت قدمها بعصبية : يا الله انا شو بحكي وهو شو بيحكي ؟؟؟ هاد مو ابني ، اخي ، هلأ ممكن تعطيني رقمك لأعطيه لبابا .
ابتسم وقد شعر ان حِملاً قد أزيح عن كاهله عندما علم انها لم تتزوج ، وقد كان يعرفها عندما تكذب فأراد ان يتأكد الان ، وقد فعل .
ثم همس لها بصوتٍ حريري اخرجه امامها هي فقط : لو ما مسحتِ رقمي من عندك فبكون هو نفسه من سبع سنين .
جعلها تصعد إلى سياره الاجره وساعدها بوضع الحاجيات بالسياره وقام بمُحاسبة السائق ، بينما هي كانت تنظر لسيطرته عليها بذهول .
وغادرت السيارة وهي تنظر في هاتفها إلى رقمه الذي لم تستطع ان تمسحه وقد ظنت انه قد غيره حتى لا تزعجه عندما يتزوج مره اخرى .
كان هو يرمُقها من الخلف بهدوء وبإصرار انه سيُعيدها إليه وإن كان رُغماً عنها ، فرؤيته لها بهذه الصدفة بعد سبع سنوات ، اعادت له نيران الماضي وأشواق الهُجران .
سيُعيدها له ولعصمته وهو الذي لم يدخل قبل سبع سنوات إلى " الكليه العسكرية " حتى يتزوجها ، فرّط بحُلمه من اجلها فقط " باربيته الشقراء " فدوماً ماكان يُناديها بــ " باربي "
*****
هبط ذلك الوحش الطائر إلى مدرج المطار والروتين المعتاد الذي قد اعتاد عليه من نزول الركاب وتجهيز الطائرة لرُكاب جدد وكابتن اخر يحُل محله .
غادر الوحش الذي كان يقوده وعلقت به رائحه الطائرة ، وهاهو يعود لمنزله اخيراً حتى يرتاح رغم انه لا يظن ان يرتاح عند زوجته الاولى التي لا تعرف معه غير المشاكل والطلبات .
وصل أخيراً إلى القصر ودخل لشقته حتى يرى جدته قبل ان تنام ، ودغدغه خبيثه تُداعب قبله ليرى زوجته البلهاء .
قال بابتسامه تُزين ثغره : شلونك يمّه ، عساكِ طيبه وبخير ؟؟!
الجده بلطف : الحمدلله بخير ، دامكم يا مهجه القلب بخير .
كان يتحدث معها وعينيه ورقبته تسقطان رُغماً عنه للداخل ينتظر ان تطُلّ عليها ببهائها ، عينيه تلقائياً تبحثان عنها ولم يعجبه ذلك ان يتوق لرؤيتها ولو لعده لحظات .
اجفله صوت جدته المرح تقول : لا تتعب نفسك ما هي هنا !!!
ابتسم بخفه وقال وهو يعرف من تقصد : ما كُنت ادور عليها ، وش ابي فيها اصلاً الليله مو ليلتها .
هزت رأسها وهي تتفهم كبرياءه ولكنها قالت : طيب مو مشكله يا وليدي على العموم هي بالقصر ، راحت تودي عيال ريما لها طلبتهم .
عقد حاجبيه وقال : هي ريما ما راحت بيتها اليوم وبتنام عندنا ؟؟!
قالت الجده بحُزن : مادري يا وليدي راحت بيتها وفجأه مالقيناها إلا وهي راجعه ، الله العالم انها متهاوشه مع زوجها .
نهض عن الأريكة : بسيطه يمه بكلمها يوم اشوفها ، خير ان شاء الله .
همّ بفتح الباب ولكنه توقف عندما سمع جدته تُناديه وتقول بتصميم واصرار ......
دخل إلى القصر بهدوء ويرى عائلته مجتمعه بغرفه الجلوس المفتوحة أمام الدرج ، وهمّ بالاقتراب منهم ولكنه رأى ميرال تخرج من المطبخ فتوجه لها وسحبها بخفه بعيداً عن الأنظار وقال بشبه ابتسامه : كيفك اليوم ؟؟!
نظرت له بخجل وهي تقف مُرتعشه الساقين من فرط خجلها : الحمدلله بخير ، وانت الحمدلله على سلامتك .
فهد : الله يسلمك يااا رب .
خانته كفه وارتفعت تلقائياً ومررها على وجنتها المُحمَّرة من خجلها كلما رأته تُفقده صوابه بخجلها الذي لا يعرف متى سينتهي ويغيب بوجوده .
سألها بلُطف ولم يُبعد كفه التي تُعانق وجنتها بحنان : وش تسوين ؟؟!
قالت بخفوت : ولا شي كنت أشرب الشاي مع عمي وعمتي والبنات ، وخلصنا ووديته المطبخ .
قال بصوتٍ حريري تعجب منه ، فهذه المره الاولى التي تحدث بها بهذه النبره : الله يعطيكِ العافية .
خانته ذراعه لتنزل كفه عن وجنتها وتنتقل إلى عُنقها ويسحب رأسها بهدوء نحوه ويلثُم شفتيها بنهم وقد أسبل اهدابه يتمرّغ بحراره شفتيها ، خانته ذراعه الاخرى ولفها على خصرها حتى قربها إليه أكثر ، لتغرق هي الأخرى معه في بُحور قبلته القاسية التي كدمت شفتيها كدماً .
نزلت دينا عن الدرج ورأت ذلك المشهد الرومنسي ليُجن جنونها وتقول وهي تُصفق بكفيها : برافو والله ، مشهد حلو وحار بس كان انخشيتوا شوي داخل عشان لا احد يشوفكم خاصه في بزران هنا .
ابتعد عنها كالملسوع ولكنه لم يترك خصرها وهو ينظر لدينا بشزر : اقول اقضبي لسانك يا قليله الحيا ، تراها زوجتي لو نسيتِ اذكرك .
قالت بكبرياء مجروح : وانا بعد زوجتك مو بس هي ومعك من اربعه سنين بس ما قد بستني بكل هالحراره ، ايش معنى هي ؟؟؟؟
هذه المره ابتعد عنها وادخل كفيه بجيبيّ بنطاله حتى لا ترتفع يده عليها زوجته المجنونة وقال بلا احراج : اعتقد تعرفين السبب وقد نبهتك عليه كم مره .
احمّر وجهها وتذكرت قوله دوماً ان تُنظف فمها ، هل يترك كل شيء تفعله لاجله ؟؟؟! ويُركز على هذا الامر السخيف !!!
لمعت عيناها بخُبث وهي ترى الخاتم على إصبع ميرال ، لتقول بحقد : يعني مثلاً انا ما ادري وش شايف فيها هاذي الخمارة وحتى انها سراقه .
ارتفع حاجبه باستغراب وقال بقوه : دينا لا تغلطين !!!
قالت بحقد وهي تُمسكها من كفها وتسحبها حيث يجلس أفراد العائله وتقول بجنون وقوه وهي تمُد ذراع ميرال أمامهم : عمتي ، رسيل شوفوا بالله مو هاذا خاتمي الجابه لي فهد ؟؟؟!!
التفت اليه بقوه تسحب ذراع ميرال امام وجهه كالدُمية وتقول بصُراخ مجنون تجعل الذي لا يُصدَّق .. يُصدَّق : شوووووف مو ذَا خاتمي الجبته لي ، وش جابه باصبعها ، إلا انها سارقته من غرفتي ، يعني حتى بكل وقاحه داخله جناحي وغرفتي وسارقه خاتمي .
شهق الجميع بصدمه ونظر سلمان نحو زوجه ابنه دينا بقوه ، وميرال كانت تشهق بصدمه تُغطي فمها بكفيها لا تُصدق ما يَحْدُث معها ودموعها تتساقط على وجنتيها ، بينما فهد كان يرمُقها من رأسها للأسفل بنظراتٍ قويه تخترق الصخر وينظر بحِده كفهدٍ رابض .
|