كاتب الموضوع :
auroraa
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..
الفصل التاسع عشر
أشرقت الارض بنور ربها ، بدأت تلك العصافير تُحلق عالياً ، انها مجرد كائنات لا تسأل ولا تكل ولا تمل ، بل تأكل وتبحث عن رزقها وحسب وتحمي صغارها من كل مكروه ، هي تلك حياتها دون حياه البشر المعقدة من كل جانب .
فتح باب الجناح الصغير بهدوء وقابله مباشره امام عينيه بابٌ اخر موصد لدوره المياه . مشى بالممر القصير المرصوف بقطع الخشب المصقولة " باركييه " حتى يستدير يساراً ويصبح جسده داخل غرفه النوم المكسوة بالموكيت .
بجانبه الأيسر يستقر الدولاب كوحشٍ كاسر يكسو الجدار كاملاً من النوع الذي يُفتح بالانزلاق ، بينما يمينه توجد طاوله الزينة وماعليها من مقتنيات له ولزوجته ، وفي الزاويه ثلاجه صغيره يقبع فوقها تلفاز صغير ، وبجانبها اريكه وثيره تسع لشخصين يليها اريكه مفرده أضخم بقليل من النوع الهزاز ، وأمامه بمترين يقع السرير بشموخ له ظهر خشبي مصقول يلمع ، وبجانبيّ السرير تستقر منضدتين صغيرتين .
عقد حاجبيه بريبه فلقد أنهى صلاه الفجر بالمسجد وجاء كالعاده يطمئن ويجلس مع جدته قليلاً ، وقد سألها عن ميرال وقالت له انها بالداخل ولم تخرج منذ عادوا من التسوق ، غضب كثيراً وظنها مدللة وماتزال حزينه في الغرفه بسبب صراخه عليها .
اما الان فهو لا يجدها .. تحرّك قليلاً فقط لتتسع عينيه بصدمه عندما وجد كومه من الحرير البندقي مُنفرشاً على الارض ، بين السرير والاريكة .
تقدم بذعر اليها وقلبه يخفق بانه قد حدث لها مكروه ، او انها مريضه بمرضٍ مزمن دون ان يدرك ذلك وتركها على هذا الحال .
بالكاد استطاع حشر ساقيه بينها وبين الأريكة ليرفعها فالمسافه كانت قصيره بينهما . حملها بين ذراعيه وكان جسدها مُتصلباً من البرد والمُكيف يرتطم بها طوال ذلك الوقت ، ضمها الى صدره عله يمدها ببعض الدفء بلا فائدة ، ولكنه شعر بالراحه وتنفس بانتظام عندما كان قلبها مازال يخفق ويدق بانتظام دليلاً على نومها .
وضعها على السرير بهدوء وهو يتأمل وجهها الصغير والجميل بالنسبه اليه رغم انها لم تمتلك مقومات الجمال الخارقة ، ودون ان يشعر مال براسه يلثم جبينها وفجأه شعر بشفتيه تتحرك تلقائياً على وجهها وشفتيه الدافئة توزع القُبلات عليه .
أراد ان يبتعد وان لا يُتابع هذا التهور الذي حدث فجأه ، فدينا كانت تدفعه بقرف واشمئزاز واضحين على ملامحها ، فور ان تدرك وجوده بقربها وانه يُريدها ، فلا تحب ان تستيقظ لشيء تافه كما سمته .
يبدو انه يهوى تعذيب نفسه فهو لن يبتعد الا عندما يرى علامات الرفض على وجهها .
والعجيب انه لم يرى هذه العلامات بل كانت تبتسم له وتتململ بين ذراعيه ، حتى انها رفعت ذراعيها على صدره وهي تدفن وجهها به وكأنها تطلب منه الأمان .
كان يرمش بصدمه من رده فعلها التي لم يتوقعها ، فجعله ذلك يتمادى اكثر بلمساته ومشاكساته حتى أيقظها دون أن تتأفف أو تمتعض من قربه بل كانت تقترب منه بخجلٍ فطري وكأنها بدأت تعي ما يحدث .
كانت انفاسه تُهدر وتهرول من رئتيه بلا توقف ، ونظر اليها وهي تعود للنوم بهدوء والابتسامه على شفتيها وكأن شيئاً لم يحدث بينهما للتو واللحظة ، لا يُصدَّق لقد كانت رخوه بين ذراعيه وهي تتقبله بكل الحب دون ان ترفضه او تبدي امتعاضها ، لقد نظرت لعينيه وهي تبتسم وتبادله كل ما أراد ، كما كانت حمره الخجل تُلون خديها الورديين ، لقد كانت لذيذة ولذيذة اكثر مما ينبغي .
نهض عن السرير يلتقط قميصه الذي نزعه بعُنف عن جسده وألقاه أرضاً في غمره عاطفتهما المُشتعله .
اقترب منها يهمس في إذنها ، رغم انه يعرف انها لن تسمعه الان وقد غرقت بالسُبات : جيت بس اتطمن عليكِ وعشان لا تنامين وانت زعلانه مني ، ما كنت أدري انه في ورده ممكن تغوي وهي نايمه !!! ، نايمه بدون لاتسوي اي شي أو تتحرك و اغوتني والليلة هاذي ماكانت ليلتك ، أجل وش بتسوي فيني لو كانت ليلتك ؟؟؟!
طبع قُبله على وجنتها القطنيه ، فابتسمت له ببهوت ثم فغرت شفتيها الصغيرتين .
شتت عينيه وهو يكاد يُجن ، عليه ان يخرج فوراً !!! والا لن يستطيع الخروج من هنا أبداً , و قام بمشاكستها مره اخرى حتى تستيقظ !!! ولن يضعف ابداً مره اخرى ، فهو لا يرغب في ان يضعف امام حُسنها .
*****
لقد باتت تشعر بالضجر وهي تستيقظ مبكراً دوماً كم ترغب في ان تستعيد بصرها حتى تُمارس شيئاً تتسلى به ، فهي تبقى جالسه دوماً دون ان تفعل شيئاً ولا احد هنا يتحدث معها او يطيقها ويحبها ، انها تنسى نفسها وتتسلى عندما يأخذها حبيبها الى بيت عمه حيث جدته وعائلته هناك ، عندهم لا تعرف شيئاً اسمه الوقت بل انه يمضي بسرعه البرق دون ان تشعر لتعود لقوقعه الضجر .
اجفلها صوت فيصل من خلفها يقول وهو ينقر صدغها بإصبعه : على وين شارده يا الحب ؟؟؟! قمت من النوم وصحصحت ودخلت الحمام الله يكرمك وطلعت ولبست وبطلع لدوامي وانتِ للحين سرحانه ، المآخذ عقلك يتهنى فيه !!! اكيد انا صح خلني ازهو بنفسي اليوم .
نهضت عن الكُرسي وهي تلتفت له ، وتُحيط عنقه بذراعيها وكانت قد اعتادت عليه وهي لا ترى غيره هنا : ههههه عيّار انت ، كنت سرحانه من الطفش وبس ما اقدر أتحرك او اسوي شي عشان اتسلى فيه ولا احد يسولف معي هنا ـ صمتت لبرهه وهي تردُف بهمس ـ عادي تأخذني لامي اليوم ؟؟!
همس بهدوء وقد تألمّ لحالها وهو يقول : اكيد باخذك حبيبتي ، ولا يهمك .
ثم ابتسم لها وهو يضع كفه على وجنتها يُداعبها ، ويسحب خصرها بذراعه الاخرى ويهمس : عندي لك مفاجاه اليوم باخذك لها اول وبعدها أوديك لامك تبشرينها .
تحمست كثيراً وهي تتعلق بعنقه وتقول بلهفه : جد حبيبي !!! ايش هي المفاجآه حمستني .
همهم وهو يهز راْسه نفياً : ما رح اقول انتظري لين ارجع من الدوام وأعلمك .
سرق قُبلة من وجنتها وهو يتركها ويذهب لعمله ككل يوم بين براثن والدته وأخته الشريرة .
خرجت من الجناح حتى تتجول قليلاً في حديقه القصر وتستنشق بعض الهواء العليل ، وهمت لنزول الدرج ثم توقفت عندما اطلق هاتفها رنينه بنغمه الاتصال التي تخص اخيها ، تأففت بضجر وقد ملتّ من إزعاجه لها منذ ذلك اليوم الذي طلب منها ان تأخذ نقوداً من زوجها ورفضت لم تطلب منه ولن تطلب وستصبر ، فكرامتها غاليه عليها جداً .
ردت بطوله بال ولم تنتبه لتلك الاذان المُصغية لوالده زوجها والتي ارادت هي الاخرى النزول للأسفل : هلا بسام ، وش تبي بعد ؟؟! قلتلك ذاك الموضوع أنساه انا ما رح اطلب من زوجي شي ، أمي الحمدلله لها ربي مو مقطوعه انت تبغى فلوس روح اشتغل وانا ما طلبت منك تصرف عليّ زوجي مو مقصر وهو يصرف علي وهذا اخر كلام عندي ولا عاد تتصل ولا ما رح أرد .
لم ترد ان تخبره بان خالها من الرياض بدأ يرسل لوالدتها مصروفاً بعد ان علم بوضع اخته حتى لا يستولي بسام على ما يرسله لها ، فهي تعرف ان دمه بارد لن يشتعل وقلبه جاف لن يلين وحتى انه لن يخجل ويذهب للعمل من اجل والدته ، وان كان الناس مازالوا يتصدقون فعلاً على والدتها لما كانت لتتحمل ذلك ولطلبت ديناً من زوجها الحبيب .
خرق إذنها وهو يشتمها ويصرخ بقوه : طيب يا الحيوانه انا تراديديني ، يوم رحتِ وشفتِ الخير تتكبرين علينا طيب انا اوريكِ يالوسخة .
شهقت عندما سمعت طنين إغلاق الهاتف يُصادفه لكّزَه على كتفها وصوت " حماتها " يهدر بغضب مصدوم : اجل مسوين كل هاللفه ولاعبين على ولدي عشان الفلوس ؟؟؟
ارتعشت ميس بذعر وقالت بسرعه : لا والله يا خالتي لا !!!
إيمان وهي تقترب منها حتى ارتطمت انفاسها الحاره بوجهها : خلخلت عظامك قولي امين ، ياالواطية اثاريكِ انت وأخوك الداشر ناوين تَحُطُّون عينكم على حلال ولدي ، وهاذي خطتكم من البداية يا الوقحين ، اصلاً كنت حاسه من البداية انه هدفكم هو الطمع يا القذره والحين جالسه تتفقين مع اخوك على خططكم .
تشنج جسدها وهي تسمع سيل الاتهامات بحقها ، هي حقاً علمت لاحقاً ان اخيها كان هدفه من البدايه هو الطمع وقد استخدمها في ذلك وجعلها اداه له ادركت ذلك في وقتٍ متاخر !! متأخر جداً للاسف ، بعد ان احبت فيصل واعتادت على وجوده بحياتها والتي ارتبطت به وبرائحته العنبرية التي يصعُب الابتعاد عنها بعد إدمانها .
ربما هي لم تصل لمرحله العشق له ولكنها وصلت إلا انها لا تستطيع العيش بدون وجود ظله حولها ، بدون رقته وحنانه الذي اغدقه عليها طوال الشهور الماضية وقد ادمنته بحقّ .
كيف تستطيع ان تبتعد عنه لتحميه من شر اخيها وهي من تحتاج لشخصٍ ما كي يحميها ويعطف عليها ؟؟!
حتى انها لا تستطيع ان تخبره بذلك فلا تُرِيد ان يدخل الشك ولو مقدار ذره في قلبه ويظن انها اشتركت مع اخيها في خداعه عندها هو لن يثق بها ابداً وقد باتت تفهمه وتعرفه جيداً فهو لا يغفر ابداً لمن يقوم بخداعه لا يغفر !!! .
اجفلها صوت شهقه عبير التي قالت بسخط : يا القذره كنت حاسه من البداية انك بنت فقر وهذا اقل احلامكم يا الوقحه تحصلوا منا ريال ، اصلاً ما في غير ذَا السبب اليخليك تلفين على اخوي وتتزوجيه بطريقه رخيصه مثلك ومثل شكلك .
قالت ميس بأسى والدموع تترقرق بعينيها وتتشبث بدرابزين الدرج : حرام عليكم لا تظلموني فهمتوني غلط !!! ، والله اني احب فيصل ولا طلبت منه شي ولا ابغى أأذيه باي شكل كان .
ارتفع حاجبيّ إيمان وهي تهزّ عضدها بقسوه وتقول : فاهمينك غلط ؟؟؟! والسمعناه بأذونا ؟؟؟!! يعني احنا طُرش وما نفهم وانت الفهيمة الوحيدة !!!
ذُعرت كثيراً وهي لا ترى امامها الا السواد ، وظِلا والدته وآخته يحُوما حولها كالشيطان الرجيم ، غشيت منهما وكل واحده منهما تهزها وتنكزها من جانب وتوجه لها شبه صفعات على كتفها وجنبِها فزلقت قدمها على الدرجه الأولى حتى تتدحرج نحو العتبة الأخيرة ، وتنزف دماً أسفلها جعل إيمان وعبير تقفان مبهوتتان مما حدث بعد ان ضغطا عليها في الشتم والصفعات الخفيفه التي لم تتحملها وجعلتها تتهاوى على تلك العتبات القاسية ، وشعرها مُنهارٌ حولها بأسى .
*****
استيقظت من النوم تتثائب وتمُط ذراعيها بنعومه ، حتى شهقت وهي تنظر لنفسها العارية وقد شعرت بالبرودة تتسلل لجسدها وهمست بخفوت شاهق ومعالم النُعاس على وجهها المرمري بعينيها المُنتفختين من النوم وهي تحاول التذكر وتهمس لنفسها
" وين ملابسي الكنت لابستها وانا نايمه ؟؟!! حتى اتذكر اني نمت على الارض مين شالني وحطني بالسرير ؟؟!! "
لم تحتج الا عده لحظات فقط حتى تتذكر و تتقافز امام عينيها صور متفرقة مِما حدث البارحه مع زوجها .
شعرت به يحملها بين ذراعيه و يضعها على السرير و شعرت بحراره انفاسه التي تُقبل كل جزء من وجهها وهي تبتسم له ببلاهه مُختلط بخجلها الفطري منه ، وكانت تُدرك ما يفعله حتى انها !!! حتى انها جارته بما أراد بكل وقاحه .
وضعت وجهها الصغير بين كفيّها والاحمرار يغزوا وجهها من الخجل والإحراج ، كيف ستُقابله الان وتنظر الى وجهه وهي تتذكر كيف ذابت بين ذراعه بدون خجل ؟؟! بالتأكيد سيقول عنها قليله التهذيب والحياء !!!
كتمت انفاسها بذُعر وقد قررت ان تتجنب اللقاء به طوال اليوم وستنام قبله ايضاً !!! فالليلة هي ليلتها .
قفزت عن السرير كورده متفتحه وتوجهت لدوره المياه حتى تغتسل وتُصلي وتلبس .
أنهت أمورها بسرعه وهي تتوجه للمطبخ وتُعد طعام الغداء وأجفلتها رسيل وهي تقول بطريقه مضحكه : عووووووو .
قالت ميرال وهي تخفق بعض الصوص : ما خوفتيني ، كان تقدري تلعبيها بطريقه احسن .
رفعت رسيل يدها بدون اهتمام وقالت : ماعلينا ، قلت ادخل بطريقتي الاستراتجيه عشان لا افجعك ، المهم علميني وش تسوين الحين ؟؟؟!
ميرال بعجله حتى تهرب للغرفة قبل عوده فهد من صلاه الجمعة : اجهز الغدا ، اكيد الكل جُعان الحين !!
شهقت رسيل وقالت : ترى أمي بتزعل منك توك عروس ، لا تسوين شي .
ميرال : مو متعوده اجلس لازم اشتغل .
رسيل وهي تبتلع حبه عنب موجوده بطبق على سطح الرُخام : ايه قصدك متعوده على الشِقا .
قالت ميرال بخجل دون ان تنظر لها , وهي تتجاهل حديثها انها معتاده على الشقاء فهي كذلك فعلاً : رسيل !! وين فهد رجع من الصلاه ولا توه ؟؟
رسيل : ايه رجع من اول ، بس جانا ضيوف من صباح رب العالمين ، ما ادري ما قدروا ينتظروا لين العصر ؟؟! هو الحين بالمجلس التابع للقصر مع أبوي مستقبلينهم .
قالت بهدوء : اها ، اها طيب مو مشكله بجهز قهوه وخذيها لهم تمام .
رسيل : الحمدلله انك موجوده ، عاد العاملات ما يعرفون يسون شي ونشبوني اسوي القهوه ومالي خلق .
ابتسمت وهي تُحضر القهوه : كسوله انتِ !!!
تحمدلله انها أنهت كل شيء وأعطت القهوة لرسيل كيّ تأخذها لفهد ، وهربت للغرفة .
،
في مجلس الرجال الخارجي ، كان يجلس مُجعد الجبين متجهم الملامح ، وبدت ملامحه قاسيه للغاية وهو يرى الياس يجلس امامه وإمارات الذنب تُزين محياه .
بالطبع عليه ان يشعر بالذنب والخجل لإخفائه امر ميرال لسنوات دون ان يعلموا عنها هو شخصياً لم يستطع ان يعذره ويُمرر ضعف شخصيته امام زوجته ولم يعطه العذر لذلك مثل والده ابداً .
كان يُقدم جذعه للأمام ويُرخي مرفقه على رُكبته وكفه الاخرى تستقر على فخذه ، وقدمه تهتز بعدم صبر لمعرفه ماذا يُرِيدُون هؤلاء الرجال .
تنحنح ابو عبدالله وقال مُعرفاً عن نفسه ويدرأ خجل إلياس من ان يبدأ الحديث ولا وجه له لان يقول شيئاً : انا محمد الشهراني " ابو عبدالله " .
وأشار الى ولده مُردفاً : وَذَا ولدي عبدالله ، وطبعاً الاستاذ الياس غني عن التعريف ، و حنا جيرانهم من سنين .
قال سلمان بوقار : الله يحييكم جميع في دارنا ، تو ما نور الدار بوجودكم .
محمد : النور نوركم الله يحييك ويبقيك .
نظر لفهد يقول : عاد انت يا ولدي قد جيتني وسألتني عن بيت الاستاذ الياس ودليتك عليه وعلمتك يوم رجعوا من السفر ، بس الوكاد ما كنّا ندري ليه تبونهم وعرفنا بعدين انه بنيتنا ميرال هي بعد بنيتكم .
قال فهد والسخرية المبطنه تُغَلِف صوته المُدوِّي كمدفع : ايه الحمدلله ربي اظهر الحقيقه ولو بعد سنين مافي شي يبقى مخفي .
همس محمد : الحمدلله ونعم بالله ، والأستاذ الياس قالي عن كل شي وبصراحة انا ما أعطيه الحق أبد بالسواه زمان ولاني واقف معه والصار صار باراده وقدر من ربّ العالمين ، ومن بعد ما أخذتوا بنيتكم وبشهادتي هالرجال الحزن ما يغادر عيونه وصوته كسير لانه ما يقدر يتواصل معها باي طريقه كانت وبالعافيه قدرنا نجيب عنوانكم .
أردف بقوه : وانا متأكد انه بكون فيكم الخير ، وما رح تحرمونه من بنت اخته المابقى منها غير هالبنيه ، ولا انا غلطان ؟؟!
هزّ سلمان رأسه نفياً : لا والله ما انت غلطان مو من شيمنا نحرم البنت من خالها خاصه لو هي تبي تتواصل معه ، بس لو هي رفضت السموحة منكم ما نقدر نجبرها .
قال الياس بمُداخله سريعه : اكيد ما رح ترفض تشوفني ، حبيبه قلبي كتير طيبه وما يهون عليا تتركني قلقان عليها هالقد ، وانا عن جد بعتزر منكن كتير على الصار وَإنَّا خبينا عنكن وجودا ، بس بأكد لكم انها كانت معززه مكرمه عنا وما أزيناها بشي .
نظر فهد بريبه الى الياس والصدمه تعلوا وجهه والغضب يتصاعد إليه من هذا الكاذب السافل ، وهو بنفسه رأى تلك الجروح القاسية على جسدها الغضّ الضعيف .
وبكلام مقصود وهو يعلم ان زوجته سترفض رؤيتهم لما سببوه من اذى لها : قالها أبوي ما نقدر نجبرها !! خاصهً وحنا ما ندري وش الصار لها هناك وايش سويتوا فيها .
توتر الياس من نبرته الصريحة ولا يعلم كيف علم بما قد فعلته زوجته بها ، وكأنه متأكد من كلامه ويُخفي الكثير بنبرته الجافة ، ولكنه يعلم ان زوجته لم تتمادى ويصل بها الامر بضربها وإلا قد تدخل بقوه فهي كانت تصرخُ عليها فقط وتشتمها وهو يقوم بمراضاتها آخر اليوم لأنه لا يستطيع ان يفعل شيئاً
قال محمد يتدخل بموضوع اخر قبل ان ينفجر فهد الذي لا يبدوا طبيعياً وعروق ذراعيه وصدغيه نافره بشكلٍ واضح وكأنه يكتُم غضباً هادراً : حنا جيرانهم من سنين والبنيه بحسبه بنيتي ساره وهم صديقات من زمان وما ودي انهم يقطعون صلتهم من بعد اذنكم طبعاً ، وتفاجأنا يوم طلعت بدون لا ندري عنها اي خبر وزعلنا .
قال سلمان : حنا صرنا الحين حسبه اهل والبيت بيتكم حياكم إنتوا وأهلكم باي وقت الباب والصدر مفتوحين لكم ، ما ودي للضغينه والحقد انهم يستمرون فلذلك من جهتنا القلوب صافيه .
هزّ محمد راْسه موافقاً كلامه : وحنا بعد القلوب من عندنا صافيه الحمدلله ، وبالمناسبة جيتنا ذَا الوقت طالبين القُرب منكم ، ونطلب أيد بنتنا ميرال لولدنا عبدالله بما انه قِدّ خطبها من قبل كم مره بس هو للحين خاطره فيها .
بُهتت ملامح فهد وأصابها القحط والجفاف الذي يُصيب الصحاري ويحتاج لجرعه من الماء لترتوي تلك الارض الجرباء وتعود لتنمو مُجدداً وتُزهر من جديد .
اعتدل بجلسته وقال بهدوء وتحذير خطير خلف صوته القوي وهو ينظر لعبدالله بنظرات فهدٍ شرس يُدافع عن ما يملكه بغيرته العمياء : يستحسن يشيلها من خاطره ولا عاد تمُر على خاطره من الأساس ويلقى نصيبه بعيد عنها ، لانها ببساطه صارت زوجتي من اسبوعين تقريباً .
شحبت ملامح عبدالله وغزاها الاسى وقد ادرك منذ وقتٍ طويل ، طويل جداً .....!!!! ان تلك الورده لم تكن له يوماً .
،
دخل الى شقته مكفهر الوجه وهو يتخيل هذا العبدالله مع امرأته يُقبلها ويحتضنها ويُعاشرها كما يفعل هو ، فيُجن جنونه من هذه التخيلات اللعينة ، لا يستطيع ان يتخيلها بين ذِراعيّ رجلٍ غيره رغم انه لم يكن يُريدها من البدايه الا انها وُصِمَت به وبجسده ولا يستطيع ان يتخلى عنها وقد ادمن قُربها اللذيذ قُربها الذي لم تمنحه إياه امرأه قبلها وهو يشعر بتلك الكيماء العجيبة بينهما منذ ان وقعت عينيه الحاده على عينيها ، وهو يرى تجاوبها معه بعلاقتهم الجسديه تلك الرغبه في عينيها المختلطة بالخجل الفطري ، رغم خوفها منه في البدايه وقد تغلبت على خوفها منه بمساعدته .
لقد كانت هذه الأسبوعان شُعله محترقه وكالورده المتفتحة وكانت تتهادى كالغزال الشارد في بريّته الخطيرة كيف تجتمع هذه الصفات في ورده واحد ؟؟!! هو نفسه لا يعرف كيف ذلك ؟؟
في كل مره يُعاشرها بها حتى اخر مره وكانت في فجر هذا اليوم يَشْعُر بان الامر بينهما اكبر من مجرد علاقه جسديه ،
اكبر بكثير ففي كل مره لم يُفكر بالعلاقة وهي التي تهمه بل كانت تاخذه في كل مره لعالم اخر عالم يخصمها وحدهما هي ميرال وهو فهد ، بينما يرى ابتساماتها الجميله وتعابير وجهها ويُمرر عينيه على ملامحها الطفولية .
وكان هذا هو الشيء الغريب الذي شعر به بالبدايه وحاول انكاره فكل النساء مثل بعضهم وشعوره شعور مؤقت وكل ما يهمه معها العلاقه الجسديه .
لقد ظن انه مخطئ ويتوهم هذا الشعور بأنهما روحٌ واحده مرتبطه ببعضها ، ولكنه في كل مره يتجدد هذا الشعور بأنها وحدها من استطاعت اخذه لعالم اخر ويزداد تعمُقاً كل يوم ، فقد تشاركا وفعلا اشياء لم يفعلها مع زوجاته السابقات من قبل .
جرجرة من أفكاره صوت رسيل تقول بانبهار : فهد !! وش فيك سرحان ؟؟ الماخذ عقلك يتهنى فيه
نظر لها وقال بحده : وش تبين ؟؟؟!
رسيل وقد عرفت انه غاضب من نفور عضلاته وعروقه , فهدأت وهي تقول بخفوت يصل اليه هو فقط : كنت بقولك صدق الدنيا صغيره ، يوم أعطيتك القهوه وقلت لي مين جانا تذكرت صديقتي مروج ، دايماً تكلمني عن بنت خالتها ساره واهلها وطلعت هي نفسها بنت ابو عبدالله مع القلته لي وانه جيرانهم بيت العم الياس تاكدت انها هي ، وكانت ساره دايماً تسولف عن ميرال لمروج ومروج تسولف لي ، بس ماكنت ادري انه بيوم من الأيام بتكون ميرال التحكي عنها هي نفسها بنت عمي ، ياكانت تحكي عنها حكي وقلبي يتقطع عليها .
قطب فهد جبينه وقد أثار الموضوع اهتمامه وقال : وش كانت تقول عنها ؟؟؟!
ارادت ان تخبره لعله يُشفق عليها ولا يُحزنها كما فعل البارحه فالذي مرت به من قبل ليس بقليل ، ثم قالت بصوت خافت يصل اليه فقط : تقول كانت مرت خالها سوسن مخليتها زي الخدامه تنظف وتطبخ اكل حق البيت واكل للبيع وتسوي كل شي حتى بس يجيهم ضيوف ويعجبون فيها وبيخطبونها لعيالهم تغار وتقول تراها الخدامه ، شافت الويل عندهم وماغير تهزئ فيها وتشتمها وكل شي وبالعافيه تخليها تكمل جامعه كل ترم ، وتخليها تنام بالمخزن الفوق بدون سرير او فراش على الارض مباشره ، وقد صارت لها مشاكل بالظهر بسبب هالنومه وعُلّوم إلى آخره .
فغر شفتيه بصدمه من هذه المعلومات الجديده التي يسمعها عن زوجته الرقيقه ، لم تشكو له ولم تخبره الا بما سأله وهو لم يضغط عليها في وقتها .
التفت براسه وقد شعر برائحتها تغزو انفه وقد شعر بوجودها هنا وكأن كيانها يُلاحقها .
شهقت عندما رأته ولم تتوقع وجوده وعادت ادراجها حتى تهرب ، أسبلت أهدابها بقوه وهي تسمع نبرته الخشنة : تعالي ، تعالي ، تعالي على وين رايحه .
انزلق صوتها من بين شفتيها خجولاً وهمست : ولا مكان موجوده هنا !!!
تنهد بعُمق ولم يكن يُفكر بهذا الفجر كما كانت تفكر هي بخجل ، بل كان تفكيره إلى مكان بعيد !! بعيد جداً ، الى حيث انه لا يُرِيد ان يؤذيها ويُهينها بمعرفته لتلك الأمور الجديده التي عرفها عن ماضيها البائس .
همس لها بخفوت وهو يُمرر أصابعه على صفحه وجهها الرقيقه بعد ان ادرك خروج اخته واختلائه بها ، وانتابته الرعشة وهو يتحسس نعومه بشرتها القشدية : تدرين مين موجود عندنا الحين ؟؟!
قالت بغرابه خافته : لا ما بعرف .
فكرت بسخريه , فمن أين لها ان تعرف من جاء لأجلهم ؟؟!
ابتسم على لهجتها السورية فهي تليق بها كثيراً ، فلقد لاحظ بشكلٍ جيد ان كلامها مُختلط اللهجات بسبب العروق التي تجري بدمها ، فقال وهو يُعانق وجنتها الطرية بداخل كفه : خالك موجود عندنا ووده انه يشوفك .
توتر حلقها وخرج صوتها متحشرجاً وهي تضع كفيها على صدره بهلع من نبرته الهادئه التي جعلتها تُذعر : خالي هنا ؟؟؟ ليه ايش صار ؟؟!! احد منهم صار له شي ؟؟؟! هم بخير صح مافيهم شي ؟؟! الله يخليك قولي انهم بخير .
ارتفع حاجبيه بصدمه لرده فعلها التي لم يتوقعها وهو الذي ظن انها تكرههم ولا تريد ان تسمع عنهم شيئاً , هدئها وهو يربت بكفيه على كتفيها : اهدي ، اهدي ما فيهم شي بس هو جا يطمن عليكِ وياخذك معه اليوم لانه مشتاق لك وماقد شافك من شهور ، لو ما تبين تشوفينه ولا تروحين معه ماحد رح يجبرك القرار قرارك انت !!!
لم يرد ان يُشعرها بالضُعف فان اخبرها بما يعرفه عن ماضيها البائس وانه لن يسمح لأحد بإيذائها ، ستشعر بالمهانه وإحساس الضُعف وهو لا يُرِيد ان يوصل لها هذا الإحساس ، سيترك الأمور تجري كما هي ويحميها دون ان تعلم فهو لن يسمح لأحدٍ بان يؤذيها وقد أصبحت خطاً احمر و تحت حمايته فور ان عُقِد قرانه عليها .
بُهتت ملامحها بشكلٍ آسي ، هل تذكروها الان ؟؟! وهي التي قد غادرت منزلهم منذ أشهر ، هل حقاً اشتاقوا لها ويريدون رؤيتها ؟؟!! أين كانوا عنها دون ان يهتموا لها ؟؟! هي حقاً اشتاقت لهم كثيراً اشتاقت حدّ الموت وهي التي لم تعرف غيرهم لسنوات عِجاف .
فهمست بخفوت تغلِبُها طيبتها و اشتياقها ، ربما يتغير كل شيء وتبدا صفحه جديده مع زوجه خالها ، ربما زوجه خالها قد اشتاقت لها حقاً وأفقدتها !!! بصيص أملٍ لمع في عينيها جعلها تبتسم ببراءتها : طيب رح اشوفه وأروح معه ، حتى انا اشتقت لهم .
شحبت ملامح وجهه وهو الذي كان يظن انها سترفض الذهاب معه بقوه ، بسبب كل مافعلوه لها ، فقال بريبه : متأكده ودك تروحين ؟؟!
اومأت برأسها دون ان تنبس ببنت شفه ، فقال لها : طيب روحي تجهزي اجل ، وانا عندي كم رحله داخليه اليوم ، وبرجع آخذك بالليل .
ميرال بهدوء وهي لاتزال عاتبه عليه بسبب صراخه عليها واحراجها امام زوجته الاولى ، فما فعله فجر هذا اليوم لم يُلئم جرحها لقد زاد من إحراجها وخجلها : طيب .
غادرت لتبدل ثيابها وجلس هو على الأريكة ينتظرها والقلق يملأ قلبه عليها وليته يعرف ما تفكر به انها تتظاهر بالقوه حتى لا يشعر بضعفها تريد ان تتغلب على مخاوفها وان تذهب الى ذلك المكان الذي أُهينت فيه وتأذت وتثبت انها قويه ولا يؤثر بها شيء وكم احب محاولتها هذه , رغم اه في قراره نفسه لا يرغب منها ان تذهب إلى هناك .
وخرجت جدته من غرفتها تتجاهله بشكلٍ ملحوظ وقد اكتفت بإلقاء السلام ببرود وجفاف واضحين له .
ردّ السلام باستغراب وقد استوعب غضبها منه فقال مذهولاً : افا بس الشيخة زعلانه عليّ ؟؟!
لم تجبه فجعلت قلبه يخفق برجفه ، وقد اوجعه صدها له . فاقترب عند رُكبتيها وقال بحنان ينزلق تلقائياً من صوته عندما يتحدث معها : يمّه تدرين انه ما يهون زعلك عليّ مهما كان السبب ، عسا الله ياخذ الروح لو انها اذتك بشي سواء بقصد او بدون قصد .
شهقت بهلع عندما دعا على نفسه واستفز عواطفها بمكر ، فضربته بخفه على كتفه وقالت بوهن اكتنز به قلبها : بِسْم الله عليك الله يحفظك ، انت ما اذيتني بس ما ابيك تحاكيني لاني زعلانه عليك واجد يوم زعلت حفيدتي الغاليه امس ، صوت صراخك عليها واصل لغرفتي وخلا قلبي يوجعني عليها ، وماادري وش سوت بنيتي الغاليه ؟؟ عشان تصارخ عليها قدام مرتك الاولية وتهينها بهاذي الطريقة ، بس ادري فيك ماعندك سالفه وتعصب على اي شي ولا تمسك لسانك حتى لو الموضوع تافه ، وما رح ارضى عليك لين اشوف البسمه ترجع لثغرها وعيونها الزعلانه .
تنهد بخفوت عندما عرف السبب وابتسم بهدوء ، فجدته لم تعرف بانه جاء هذا الصباح وقد أرضاها بطريقته وكبرياءه يمنعه من الاعتذار لفظاً فهو يكتفي بأفعاله وخاصه ان الموضوع لا يستحق ان يعتذر بلسانه , بل حتى وان اخطأ .
*****
كانت تجلس بهدوء وهي تُداعب ابن خالها الصغير وتقبله بعُمق وهي تقرض وجناته البيضاء وتقول بصوتٍ طفولي : دلبو ياناس ، فديت الوحشوني يا قلبي انت حتهً عسل مصفّى .
قهقهت نادين بضحكه وهي تضع امامها قدح العصير وتقول بنعومه : ما كنت بتوقع رده فعله العنيفه هاي اول ما شافك فكرته نسيك وما تزكرك .
ميرال بزهو تمثيلي : ليه يا حبيبتي ينساني ؟؟! انا ميرو ماحد ينساني !!!
نادين بلكاعه : يوه يوه ، شوفوا كيف اغترينا ياعالم والله بحِئيلك "يحقلك " ، مش عارفه هو الجواز هيك بزيد البنت حلاوه ، صايره ئمر "قمر" بالسما بعد ماكنت ئِرد " قرد " .
شهقت ميرال وهي تعبس بحاجبيها : زفته انتِ الكنت ئرد ، قبل لا تتزوجي .
ضغطت على شفتيها وسحقتها بأسنانها عندما زل لسانها بغير قصد ، وابتسمت نادين بحزن وقالت : كنت ، فعل ماضي بس هلأ شكلي رجعت ئِرد ، هههههههه .
ميرال بتأنيب الضمير الذي اجتاحها : لا انت عسل مصفّى زي اخوكِ ، وورده حمرا ، وئشطه بيضا ، وسُكّر خِشن وليمونه حامضه و ...، .
ضحكت نادين وقد افتقدت أيامها مع ميرال وهي تلكزها على كتفها : بس ، بس ولي بس فئعتيني ضحك ماكِنت بعرفك زريفه " ظريفه " هيك ميرال هانم ، الجواز عن جد لَعِب بالخلايا العقليه لمُخك .
في احد الغرف بالداخل وضعت كفها على فمها بصدمه : شو بتحكي انت اتجوزت ابن عما !!! .
الياس : ايه اكبر واحد من ولاد عما ، بس الئهرني " قهرني " عليا إنّا مرته التانيه وهو متجوز كنت حاب يكون نصيبا احسن من هيك .
سوسن : شو بدك نصيب احسن من هيك ، زلمه طول بعرض وشغل ومنصب مهم وكاريزما وسروه " ثروه " وكل شي منيح فيه ، والله مانا ئليله " قليله " هالئِرده عرفت كيف تجيبوا لراسو وتحط شباكها عليه وتصيده ، زلمه لُئطه
الحيوان العمل فينا هيك وشحططنا فكل مكان وطردك من شغلك .
كان يُزرر قميص منامته ويقول : لا حول ولا قوه الا بالله ، ماشاء الله تبارك الله ، خليهن بحالهون شو بدك فيهن ؟؟ وبعدين لا تسيئي الظن فيه ، هاد قدر من الله يصير فينا هيك ، شو دخله للزلمه يعمل فينا هيك ، ومتل مانبهتك ما تحكي مع ميرال باي شي بخصوص وضعنا ، مابدي انكد عليا بعد ما غيرت جو عنا هون .
حركت كفها بلا اهتمام وقالت : ايه ، ايه فهمانه نام انت هلأ لنشوف ايمتا ليشرّف جوزا ياخدا من هون .
خرجت وقد قررت ان تستفيد من وجودها في منزلها ، فهي لن تخرج من هنا خاليه الوفاض وعليها ان تستغل عواطف ميرال الطيبه واستفزازها وستنجح بذلك دون أدنى شك .
وصلت الى حيث استقبلت ميرال ورأتها تضحك بسعاده ووجهها مُنير وكانت متفتحه كالوردة ولم يعد وجهها حزيناً كما في الماضي ، تحسست التجاعيد في وجهها وكم تشعر بالغيرة منها .
قالت بغِلّ خفي وهي تنظر لميرال الذي ازداد اشراقها بعد الزواج : نادين خِدي اخوك ونيميه اجا موعد نومته الساعة صارت عشره .
نهضت بطاعه تأخذ اخيها وتترك والدتها مع ميرال التي ارتعشت خوفاً لم تستطع السيطرة عليه من انفرادها مع زوجه خالها .
جلست الاخرى ببطء تتمعن في ملامح ميرال الخائفة وجعلها ذلك تبتسم وقد اعجبها خوفها منها , وقالت بقصد مقهور : ماشاء الله الجواز زادك حلاوه عن اول .
احمرت وجنتيها خجلاً وقالت : الله يسلمك خالتي من زوئك .
لمعت عينا سوسن وهي تمثل عدم الاهتمام : بس الله يسامحه لجوزك على العمله فينا من لما اخدوك اهلك عندهم .
قطبت جبينها وقالت : زوجي ؟؟؟! ايش سوا ؟؟!
سوسن بانتصار وهي تُحرف بالكلام وتكذب : ليه ما بتعرفي انه بعد ما اخدوك ئطعوا اي صله تواصل بينا معك ، لهيك ماقدرنا نسأل عنك ونطمن عليكِ في بيت اهلوا لأبوكِ ؟؟؟
رمشت بأهدابها وقالت : جد هذا الصار ؟؟؟!
سوسن بتمهل : ايه ، وغير هيك فجأه انطرد خالك من الشغل ونادين كمان انفصلت من شغلا ووضعنا صار بالحديد ، منيح معنا شويه مصاري محوشتن للعازه ، بس بعدين حنصير نتقبل صدقات الناس .
شحبت ملامحها وبدأ قلبها يؤلمها لما تسمعه فهي لا تتحمل ان يُصيب هذه العائله اي اذى بسببها ، بعد كل مافعلته بها زوجه خالها من سوء إلى انها ليست مثلها ولن تكون سيئة ولن تنتقم منها فهي أصفى وأنقى من ذلك إيمانها بربها كبير يجعلها تؤمن بانه هو من يأخذ لها حقها وليست هي من تأخذه بالخداع والانتقام ، وكما انها ليست ناكره للمعروف وليست ناكره لإحتوائهم لها في يُتمها ولن تكون .
همست بخفوت : ولا يهمك خالتي ، انا رح اكلم فهد مع اني ما اعتقد انه ممكن يسوي كده ، مره طيب هو .
ابتسمت بتشفي وقلبها يرقص طرباً داخل أضلعها , حتى وان لم يكن هو من فعل ذلك وكانت صدفه ان ينفصل زوجها وابنتها من عملهما فعلى الأقل ستكسب قروشاً من خلفها وسيساعدهم زوجها عندما تتدلل عليه ميرال فسيُنفذ لها طلباتها ورغباتها لانها عروسٌ جديده .
|