كاتب الموضوع :
همس الريح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: همسات الالم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
البارت اليوم ...بلا قفلات ...و هادئ ..تمهيدا للبارت الجاي
همسات الالم
البارت رقم (16):
لا تشغلكم روايتي عن الصلاة و العبادة و الدراسة و العمل
اغمض عبد الرحمن عينيه و هو يسمع سيل الشتائم من والده ..تنهد بتعب و هو يستمع لتعليمات والده قبل ان يقول بارهاق "ارسل احد غيري يبه " ...و اغلق الهاتف للمرة الاولي منهيا المحادثة ...ضغط علي راسه بقبضة يده و هو يقرر اجراء محادثة ..ربما ستهدم عالمه كله ...
نظر للرقم الذي لم يعتقد في اسوا كوابيسه انه سيتصل به ..ابتسم بسخرية علي شقاء حاله و هو يتصل ...اغمض عينيه بالم و هو يستمع للرنين المتواصل قبل ان يجيبه صوت علي الطرف الاخر ...قال بصوت متحشرج "سيد سلطان؟؟" ...عقد حاجبيه و هو يستمع للطرف الاخر للحظات قبل ان يقول بخشونة "ساتصل به لاحقا" ...القي الهاتف بضيق و هو يفكر في ما فعله الان ..اتصل بسلطان ..سلطان الذي انتزع منه زوجته قبل اكثر من 12 عام ..دفن وجهه بين كفيه و هو يحاول منع سيل الذكريات التي تدفقت ..
فتح راكان عينيه بصعوبة ..توجه نحو الحمام بخطوات متثاقلة ليحاول ارخاء عضلاته المتشنجة ...ارتدي ثيابه بسرعة قبل ان يتصل علي اسرته من هاتف الغرفة ...لم يخبرهم بما حدث له ..فلا داعي لاخافتهم و كل شئ قد انتهي الان ..اعتذر لوالدته عن عدم اتصاله سابقا و تعلل بفقدانه لهاتفه ..انهي المحادثة و خرج مغادرا الغرفة ...اوما براسه للرجلين الذين اصر زوج عمته علي بقائهما معه ..تبادل معهما تحية مقتضبة و هم يتجهون الي موقف السيارات الخاص بالفندق .. استقل السيارة ليطلب منهما اخذه الي احد محلات بيع الاجهزة الالكترونية لشراء هاتف قبل التوجه الي المستشفي ..
كتمت سديم اهة الم حادة كادت تفلت من بين شفتيها ...الم حاد بدا منذ فترة ..جفاف في حلقها و نار مشتعلة في جوفها ...اطرافها مشدودة و تؤلمها كانها تقف علي ابر ساخنة ..و صداع رهيب مؤلم لم تشعر بمثله من قبل ...ضمت قدميها الي صدرها و هي تكتم صرخة الم ثانية كادت تفلت منها ..لتتحول الي انين مكتوم ...ضربت راسها بالعارضة الحديدية للسرير علي امل ان يخف صداعها قليلا .."ااااااااااااااااااااااااااااااااااه" ..لم تستطع منع الصرخة الثالثة من الخروج ...انزلقت الي الارض و هي تان بالم ....انسكبت الدموع من عينيها و هي تشعر بانها ستموت ..ستموت بدون ان تودع ابنتها او تخبرها عن ابيها ....
انهت ام رائد اتصالها مع تركي ...زفرت بضيق و هي تعود لتجلس جوار ام وسام ...لم تكن مطمئنة ..رغم تاكيدات تركي لها ان عبدالله اخذ رغد و سيعيدها ..لم يقل لها السبب رغم الحاحها ..زفرت مرة ثانية لتربت ام وسام علي كتفها و تبتسم بشحوب في وجهها و هي تقول "ان شاء الله ما فيها الا العافيه" ..
تمتمت بخفوت "ان شاء الله" ...
لفهما الصمت مرة ثانية ليقطعه نزول وتين من الطابق العلوي .. ...حيتهما بصوت مبحوح قبل ان تجلس جوار امها و تدفن نفسها في حضنها ...احست بالدموع التي تناثرت علي خدها .مسحتها بطرف يدها و هي تحتضن امها اكثر ...
همست لها والدتها "عمتك بتجي اليوم تعزينا" ..
رفعت راسها و هي تذكر "عمتها" .ام خطيبها ..عبدالله الفيصل ..خطبها من والدها قبل اقل من 3 اسابيع ..و لم ترفض هي ..فكما قال والدها ..الشاب في الثلاثين ..و رجل اعمال ناجح ...وافقت لان والدها كان موافقا ...و الان ...هي لا تعرف ..
تنهد احمد بضيق حاول الا يظهره و هو يخرج من غرفة شقيقته ..قضي معها اكثر من نصف ساعة و هو يحكي لها عن حياتهم ...بدون ان ينجح .. رفع راسه ليجد انور جالسا علي المقاعد ..اتجه نحوه و هو يساله "ليش جالس هنا؟؟" ...
اجابه انور "وين تبيني اجلس" ...
جلسا في صمت لدقائق قبل ان يسمعا صوت المصعد ..التفتا اليه ليجدا راكان ...حياهما و هو يسال عن حال نور ... ليقول له احمد بفرح مشوب بحزن"صحيت بس .." ..
تهلل وجهه للحظة قبل ان يسال بحذر "بس ويش" .......
ليجيبه انور بحزم "فاقدة الذاكرة" ...
نقل راكان عينيه بين ابني عمته قبل ان يبتسم باتساع و هو يقول بفرح حقيقي "المهم انها ذاهنه الحين ..اللهم لك الحمد و الشكر" ..اخرج هاتفه الجديد من جيبه و هو يقول "بابشر جدي " ...
فتح سلطان عيناه للمرة الثانية .احس بدوار خفيف زال بعد لحظات ..جلس بحذر تفاديا للالم الذي شعر به المرة الماضية ..كان علي وشك النهوض عندما فتح الباب و دخلت الطبيبة ...تذكر اسمها و هي تقترب حاملة احد الملفات ...ليقول "دكتورة وفاء ..ابي جوالي او اي تليفون" ..
راجعت مؤشراته الحيوية بسرعة قبل ان تقول "هاتفك لدي احد رجالك ..سارسله لك حالا" ..كتبت بعض الملاحظات علي ملف في يدها و هي تواصل "ساسمح بنقلك الي المستشفي الاخر الان ..و هناك ستكمل علاجك ..حمدا لله علي سلامتك " ..
تمتم بعبارة شكر مقتضبة و هي تخرج ..ليدخل مساعده بعدها بلحظات ..اعطاه تقريرا سريعا عن ما حدث خلال ساعات نومه الاجباري ...اعطاه هواتفه و قائمة الاتصالات الفائتة ..و حقيبة صغيرة فيها ثوب نظيف ..ليبدل سلطان ثوب المستشفي بسرعة و هو يقول بحزم "توكلنا علي الله " ....
تجاهل نصيحة الطبيبة بالذهاب في سيارة اسعاف مجهزة ...و قلق مساعده من خروجه السريع من المستشفي و هو يجلس في المقعد الخلفي لاحدي السيارات ...القي نظرة علي قائمة المكالمات و هو يتصل بعبدالله ...
طرق عبدالله باب المكتب ليدخل بعدها ..وجد رغد جالسة علي احد المقاعد .جلس امامها و هو ينظر لحركة اصابعها المتوترة ...ليقول لها بصوت مطمئن "سيف من القسم التقني يبي يسالك كم سؤال " ..
رعت عيناها لتنظر له بتوتر و هي تقول "عمي و الله قلت كل شي " ..
اوما براسه و هو يقول لها "ادري ..ما بيطول ..بس كم سؤال" ...وقف ليدخل سيف المنتظر في الخارج قبل ان يقول لها بحنان "و صار عندنا عبقرية كمبيوتر " ....
ابتسمت و هي تشعر بتوترها يقل ...خرج تاركا الباب مفتوحا ليدخل شاب علي كرسي متحرك ..قال بصوت خشن "السلام عليكم" ....
عاد اليها توترها ي لحظة و هي تجيب بصوت خافت "و عليكم السلام" ...
وضع الحاسب النقال و الهاتف علي احد المقاعد و هو يقول "كنت اريد معرفة بعض التفاصيل عن برنامج الحماية في حاسبك" .."من صممه؟؟" ..
رفعت احد حاجبيها و هي تقول ببرود "انا" ...
سالها بعض الاسئلة التقنية الدقيقة ليخلص ان التي امامه عبقرية حاسب الي لا يشق لها غبار ..استاذن منها و خرج ليومئ لعبدالله الذي يتحدث علي هاتفه و تحرك نحو مكتبه ..و يغرق في التفكير ..
فتح باب الغرفة و هو يسمع انينها المكتوم ..نظر لساعته قبل ان يدخل و يغلق الباب خلفه ..فهو قد تاخر لساعتين عن موعد الجرعة المنتظمة ...وقف امام جسدها الملقي علي الارض ...مد يديه و رفعها ..كانت تئن بالم ..وجهها شاحب و العرق يغرق ملابسها ...مددها علي الفراش لتزداد تاوهاتها ...اخرج المحقن من جيبه و غرسه في ذراعها ..ثوان قليلة و استرخت ملامحها ..جلس علي طرف الفراش مسندا راسه لقبضة يده ...انتظر حتي استرخي جسدها تماما قبل ان يخرج هاتفه الجوال من جيبه .التقط صورة لها قبل ان يرسلها لرقم عبد الرحمن متبوعة برسالة قصيرة "انا ابي شي من ابوك و انت تبي شي مني" ....اغلق الهاتف نهائيا بعد ذلك ..فهو من سيتواصل مع عبدالرحمن في الوقت الذي يحدده ...خرج مغلقا الباب خلفه ..اتجه الي غرفة اخري في اخر الممر ..القي نظرة علي الفتاة النائمة ...اعتصرت قلبه قبضة باردة لشحوبها و نحولها الزائدين ..قبل جبينها قبل ان يخرج من الغرفة ....
تم بحمد الله تعالي الفصل السادس عشر
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
|