همسات الالم
البارت رقم (15):
لا تشغلكم روايتي عن الصلاة و العبادة و الدراسة و العمل
عقدت رغد حاجبيها بغضب و هي تجلس امام عمها في غرفة مكتب عمها الراحل ..رفض عبدالله وجود اي احد معهما ..اخبر تركي عن الموضوع باقتضاب ..لم يخف عليه اي شئ ...طلب من سيف البقاء حتي يغادروا شوية الي المقر الامني لاستكمال التحقيقات هناك ..تنهد عبدالله و هو يعيد سؤاله بلطف "حبيبتي ليش حولتي الفلوس" ..
نظرت له رغد للحظات قبل ان تقول بخفوت "عمي و الله اللي قلته لك هو الحقيقه ..صديقتي طلبت مني ذا الشي" ..
نهض و هو يقول من بين اسنانه "رغغغد ...منتي بزر لاجل تسوين كذا" ..
اخفضت عينيها بتوتر و هي تقول "عمي ..اهو قال ان الفلوس لهم و ما قدروا يطلعونها من سوريا ..لاجل كذا ساعدتهم" ..
ضيق عينيه للحظة قبل ان يسال "اهو من؟؟" ..
اخذت رغد نفسا عميقا و هي تروي له كل شئ ...بالتفصيل ..

خرج عبدالله من المكتب مشددا علي رغد بان ترتجي عبائتها و تخرج خلال 5 دقائق ...وجد تركي و رائد في المجلس ..لينهضا فور رؤيته ...نظر تركي له بصمت ليقول له "لا تخافون ..واحده من صديقاتها ورطتها ..ساعه او اثنين و بترجع" ...
قاطعه تركي بحزم "باروح معها" ...
هز عبدالله راسه بنفي قاطع و هو يقول "افاا يا تركي ..ووين رحت انا " ..
تحشرج صوت تركي و هو يقترب من عبدالله ليهمس في اذنه "بنتي ذي يا عبدالله ..بنتي" .....
احتضنه عبدالله بقوة قبل ان يبعده و هو يقول "ساعتين و احنا عندكم .." ..و خرج بعدها ليجد سيف في السيارة و رغد تقترب بخطوات بطيئة ..ابتسم لها قبل ان يفتح لها الباب الخلفي و يجلس جوارها ..لتنطلق بهم السيارة ..

تصرف مساعد سلطان بسرعة فور سماعه الصوت المدوي عبر الهاتف ..حدد الاحداثيات و ارسلها لفرقة حراسته ..الذين كانوا قريبين من المكان ..رفعوه بسرعة و حاولوا السيطرة علي النزيف و هم ينقلونه لاقرب مستشفي ...تم ادخاله لغرفة العمليات مباشرة لاستخراج الرصاصة التي استقرت تحت الكتف بسنتيميترات قليلة ...ليتم اخراجه مباشرة لغرفة العناية المشددة ..و رفضت الطبيبة المشرفة علي حالته نقله في الوقت الحالي لمستشفي اخر كما طلب مساعده ..لم يعرف كل هذا و هو يعود ببطء من حالة اللاوعي ....
حاول فتح عينيه اللتين احس بهما ثقيلتين للغاية ...ليغلقهما مباشرة جافلا من الضوء الساطع..انتظر للحظة قبل ان يفتحهما مرة ثانية ..حاول الحركة ليؤلمه كتفه بقوة ..كتم المه و هو يتطلع حوله ..عرف انه في مستشفي من شكل المكان ..رفع راسه بصعوبة و هو يري الطبيبة المرتدية المعطف الابيض تقترب منه ..فحصته بعملية قبل ان تقول بعربية مشوبة بلكنه ....ركز مع كلماتها جيدا ليميز لكنتها ..فرنسيه ...قرا اسمها عل البطاقة المعلقة بجيبها (دكتورة /وفاء حداد) ....ابتلع ريقه بصعوبة قبل ان يقول بصوت مبحوح "ابي تليفون" ...
رفعت الطبيبة احد حاجبيها و هي تتاكد من علاماته الحيوية قبل ان تقول بحزم "ما في تليفون ..سيد سلطان ...الرصاصة مرت تقريبا فوق القلب" ...
كرر ثانية "ابي تليفون" ..
تنهدت بياس منه و هي تقول بنفس النبرة "ساتركك ترتاح الان و عندما تستيقظ المرة القادمة يمكنك اجراء كل المكالمات الهاتفية التي تريدها " ..انهت حديثها و هي تضغط علي احد الازرار لينساب مسكن قوي عبر عروقه و ينام في ظرف لحظات ..لتلقي عليه الطبيبة نظرة اخيرة و تخرج لتطمئن الرجال الذين ينتظرونه في الخارج ..

ارتجفت سديم و هي تسمع صوت المفتاح يدور في الباب ...انزوت في ركن السرير و هي ترتعش ...راسها ينبض بالم ..و هي جائعة ..لم تتناول شيئا من قبل احضارها الي هنا ..و تحس بتنميل خفيف في اطرافها ... دخل معذبها من الباب حاملا صينية عليها طبق و قارورة ماء ..نظر لها للحظة قبل ان يقترب منها ..انكمشت اكثر و هو يسحبها اليه ..امسك كاحلها و اخرج مفتاحا من جيبه ...حررها من السلسلة و همس "ساعيدها بعد ساعه" ...ثم خرج ..
فركت كاحلها بلطف متفادية الجرح الموجود قبل ان تقفز للصينية ...كانت خائفة من ان يكون هناك شئ ما في الطعام لكنها اقنعت نفسها انه يعطيها ابرة بشكل منتظم ..اذن فهو بالتاكيد لا يريد قتلها ...فتحت قارورة الماء و شربتها بسرعة قبل ان تتناول الطعام ..اتجهت نحو خزانة الثياب الموجودة و فتحتها ..كانت تعرف ان فيها ملابس و لكنها لم تتفحصها ...انتقت تنورة طويلة و بلوزة تبدو واسعه قبل ان تغتسل بسرعة و تبدل ثيابها ..اعادت ارتداء العباءة و لفت الطرحه باحكام ..لم تكن هناك حتي سكين مع الطعام لتتمكن من استخدامها كسلاح ..تنهدت و هي تدعو بصمت لان تنتهي محنتها هذه و تعود الي ابنتها ..سالت دمعة من عينها و هي تتخيل صبا امامها ..ابتسمت بحنين قبل ان تتبخر صورة صبا في الهواء و هي تسمع باب الغرفة يفتح ..انكمشت بشكل عريزي و هو يدخل الي الغرفة ..لم يغلق الباب خلفه ..فكرت للحظة ان تركض من خلفه عبر الباب المفتوح و لكنها ايقنت باستحالتها ..سيمسك بها خلال لحظات ..اقترب منها قبل ان يرفع طرف السلسلة الملقي علي الارض ..لم تقاومه عندما اعاد تثبيتها .. حتي عندما اخرج المحقن و غرزه في ذراعها ...سحبه لينظر لها للحظات ..ابتلعت ريقها بتوتر و هي تشعر بافكارها تبدا في السباحة وراء غيمة خفيقة ...لتقول بخفوت "قول لعبدالرحمن باسوي كل اللي يبيه ..بس يجيب لي صبا" ...لم يجبها و هو يحمل الصينية خارج ليغلق الباب خلفه ..

"وش تقصد انت؟؟" ...صرخ انور في وجه الطبيب المعالج لشقيقته ...
اخذ الطبيب نفسا عميقا قبل ان يعيد شرح الحالة لهذا الشاب الذي يبدو ان فقد شقيقته لذاكرتها افقده القدرة علي الفهم ...حاول الابتعاد عن المصطلحات الطبية قدر الامكان و هو يواصل "و الحالة دي غالبا بتكون مؤقته يفندم ..و هنخلي دكتورة نفسية تشوفها بعد شوية " ..
ساله احمد باهتمام "يعني ما في شي حنا نقدر نسويه؟؟"..
ليلتفت اليه الطبيب متجاهلا انور المتجهم و هو يقول بهدوء "خليكم جمبها ..ممكن اوي لما تشوفكم تفتكر " ..
شكره احمد و خرج ساحبا خلفه انور الي الممر ..توقفا خارج غرفة نور قبل ان يقول انور بغموض "انت روح لها ..عندي مشوار صغير" ...انهي حديثه و اتجه مغادرا القسم باكمله تاركا احمد محدقا خلفه بحيرة ..
اندفع انور نحو الاستقبال و هو يشعر بقبضة باردة تعتصر قلبه و كلمات الطبيب تتردد في اذنيه "الانسة مفيش سبب عضوي لفقدانها الذاكرة" ..."ممكن تكون تعرضت لصدمة او حصلت لها حاقة" ..."دكتورة نفسية" ..
سال موظف الاستقبال بخشونة "في عندكم طبيبة نسائية؟؟" ...
اجابه الموظف بعملية "لا اخوي ما عندنا قسم هنا .." ..
طحن انور اضراسه و هو يقول بخفوت "ابي دكتورة نسائية اخوي ..وش السواة الحين؟؟" ..
القي الموظف نظرة علي الشاشة امامه قبل ان يقول "ممكن نطلب طبيبة من مستشفي ال(...)" ..
اوما انور براسه ليبدا الموظف في اجراء اللازم ..تاركا انور و قلبه يشتعل قهرا علي شقيقته ...

نفث دخان سيجاره السميك باستمتاع و هو يقرا الكلمات التي تراقصت امامه علي الشاشة ...ضغط زرا علي لوحة المفاتيح امامه و هو يرسل رسالة الكترونية مختصرة باللغة الانجليزية "انتهت المرحلة الاولي بنجاح ..تبدا المرحلة الثانية" ...

قطب عبدالله حاجبيه و هو يقرا افادة رغد للمرة الخامسة ...كل ما يراه امامه ان تلكالفتاة استغلت عبقرية ابنة شقيقه في مجال الحاسب الالي لتقوم بهذا التحويل ..و لكن ..هناك شئ اخر ...الرجل الذي عرف نفسه بانه قريبها ..حتي بعد رسم صورة تقريبية له لم يستطيعوا التعرف عليه ..و مكتب لندن لا معلومات لهم عنه اطلاقا ...رفع هاتفه ليتصل للمرة العاشرة علي سلطان ..و لا اجابة ..مختف منذ ساعات ...زفر للهاتف "وينك يا رجال" ..
كاد ينهي المحادثة ليعود الي رغد لاخذها الي المنزل ..فهم هنا منذ ساعات ...عندما اجاب احدهم علي هاتف سلطان ..عقد حاجبيه للصوت الغريب و هو يقول "انت من؟..ووش يسوي معك جوال سلطان؟؟" ...
سمع الجواب علي الطرف الاخر ليهتف بقلق "ووش حالته الحين؟؟" .."الحمد لله رب العالمين " .."اجل اعطيني العنوان" ....
انهي المحادثة و هو يحوقل بخفوت ...و عقله يصرخ ..من وراء كل هذا ..و ما هدفهم ؟؟ ....
خرج من المكتب متجها الي غرفة رغد ليعيدها الي المنزل قبل ان يذهب لسلطان في المستشفي ..سمع صوتا يناديه من خلفه ..التفت ليجده سيف علي مقعده المتحرك ..انتظره للحظات ليصله و يعطيه هاتف رغد و حاسبها الالي ...تنحنح بحرج قبل ان يقول بتوتر "سيدي كنت ابي اسال بنت اخوكم كم سؤال" ...
مط عبدالله شفتيه و هو ينظر لساعته و هو يقول "وش اسئلته الحين يا سيف ..البنت قالت كل اللي عندها" ..
ازداد توتر سيف و هو يقول "لا مهوب عن التحويل" ...
ضيق عبدالله عينيه و هو ينتظر سيف الذي تابع "عندها برنامج حمايه ما قد شفت مثله " ...
القي عبدالله نظرة اخري علي ساعته قبل ان يشير لسيف بالحضور معه ...وصلا لغرفة رغد ليشير له عبدالله بالانتظار قليلا ...

دار عبدالرحمن في مكتبه بالفيلا كاسد جريح ...شعره مبعثر و نظرة عينيه زائغة ...يشعر بنار في صدره و لا يقدر علي اطفائها ...فقط لو يعرف مكانها ...يطمئن انها ما زالت ....نفض راسه بقوة و هو يهمس "حيه ..متاكد انها حيه" ...ليجلس علي احد المقاعد و هو يضغط علي صدره بالم ..انتفض علي صوت رنين هاتفه بنغمة والده ..التقط هاتفه بلهفه و هو يقول "يبه بترجعها" ..
اغمض عينيه و هو يسمع سيل الشتائم من والده ..تنهد بتعب و هو يستمع لتعليمات والده قبل ان يقول بارهاق "ارسل احد غيري يبه " ...و اغلق الهاتف للمرة الاولي منهيا المحادثة ...ضغط علي راسه بقبضة يده و هو يقرر اجراء محادثة ..ربما ستهدم عالمه كله ...

نهاية البارت الخامس عشر
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

جاري القراءه،شكرا حبيبتي هموسه

تطورات مثيرة ...يسويها عبد الرحمان و يتصل بسلطان؟؟؟؟ رغد و سيف اذا تعاونوا بحلوا قسم كبير من القضية خاصة اذا ذكرتلهم اوصاف اللي تهجموا عليهم و يمكن بداية قصة حب بيناتهم بس اتوقع بعد مشادات و صراعات على المركز الاول في الحاسوب هههه...الله يعينك يا سديم اكثر قصة فيها نقاط استفهام...لاعاد تتاخري علينا هموس و مشكووورة على الفصل و ترى نستنى الترضية 😳