كاتب الموضوع :
همس الريح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: همسات الالم
همسات الالم
البارت رقم (13):
لا تشغلكم روايتي عن الصلاة و العبادة و الدراسة و العمل
اغمضت عينيها بتعب ..بكت حتي تورمت عينيها ..صرخت حتي بح صوتها ...دقت علي باب الغرفة حتي ادمت اصابعها ..و لم يرحمها احد ..هل كتب عليها ان تعيش عمرها في عذاب ..علي الاقل كانت ابنتها معها ..صرخت بصوت مبحوح "عبدالرحماااان ..و الله مافكر اروح مكان ..بس جيبلي صبا ..عبدالرحماااان" ...
جلست علي ركبها جوار السرير و اسندت راسها للفراش لتنام ..او يغمي عليها .. لتنتفض بخفه و باب الغرفة يفتح ... فتحت عينيها و هي تتمتم "عبدالرحمن ..تكفي ابي صبا ..و الله ما اعيدها و الله" ...
لم تستطع التركيز و هي تشعر بذراعين ترفعانها من الارض و تمددانها برفق علي الفراش ..قبل ان تشعر بقبضة تطبق علي ذراعها و محقن ينغرس في عروقها ..نفضت الضباب المحيط براسها و هي تركز في الشخص الذي يحقنها لتهمس بخوف "انت ليش تعطيني ابرة؟؟" ...
سحب المحقن الفارغ من ذراعها قبل ان يومئ لها بخفة و يغادر الغرفة بدون ان يجيب علي سؤالها ....
شهقت رغد برعب و هي تستيقظ من نومها المتعب الذي ملاته الكوابيس ... اقتربت منها وتين التي استيقظت قبلها بدقائق ..كانت شاردة في موت والدها المفاجئة عندما احست بعلا تتحرك بتوتر ..كادت توقظها بالفعل ..ابتسمت لها بشحوب و هي تهمس "قولي اعوذ بالله من الشيطان الرجيم " ..
نظرت لها رغد للحظة قبل ان تتذكر كل شئ و تدفن وجهها بين كفيها و تستعيذ بالله اكثر من مرة ...نهضت من الفراش بخفة و هي تبعد شعرها عن وجهها ..اتجهت للحمام ..اغتسلت بسرعه و بدلت ثيابها لفستان قطني للفخذ و جينز قبل ان تبحث بعينيها في الغرفة عن هاتفها و حاسبها الالي ..بحثت مرة اخري قبل ان تسال وتين الشاردة "وتين ....وتييييييييين" ...
التفتت لها وتين بتكشيرة "وجع ..وجع ..ليش تصارخين" ..
مطت شفتيها قبل ان تقول "شفتي جوالي و لابتوبي؟؟"...
هزت وتين راسها نافية لتسحب رغد شالا من حقيبتها و هي تخرج ..هبطت السلم بسرعة ..القت تحية سريعة علي زوجة عمها قبل ان تسال والدتها "ماما دقي علي مدري جوالي وين"..
ابتسمت والدتها لها و هي تضمها لصدرها ..فقد كادت تفقدها اليوم و هي تقول لها "حبيبتي جوالي و جوالك خذاهم وسام "
عقدت حاجبيها و هي تستوعب ما قالته والدتها قبل ان تقول بحيرة "وش يبي فيهم " ..
لتجيبها زوجة عمها "مدري والله ..خذا كل الجوالات و اللابتوبات اللي في البيت"..
عقدت حاجبيها بعدم اقتناع و نهضت متجهة للخارج و هي تتحلطم ..فهي لا تستطيع العيش دون جوالها و حاسبها الحبيب .. وجدت الخادمة في المطبخ فطلبت منها ان تنادي شقيقها من المجلس ..زفرت بملل و هي تنظر للحديقة المنسقة امامها .. امامها مباشرة كان حوض زهور به ورد جوري متفتح ..جلست علي ركبتيها و هي تلامس الورود باطراف اصابعها ..قبل ان تقرب وجهها لاحداها و تشمها باستمتاع ...جلست للحظات قبل ان تسمع صوت وتين تناديها ..التفتت لها و سحبتها من يدها بشقاوة لتقف جوار حوض الزهور و هي تقول "الحين احد عنده حديقة مثل هاذي و يجلس جوه؟؟" ..
ابتسمت وتين بشحوب و هي تحاول مجاراة مرحها "اجلس بره و في ذي القايله ؟؟..اذووب" ..
لتواصل رغد بمرح "خفي علينا يا لوح الثلج" ...و تضحكان سوية
كان يتحدث في الهاتف مع مدير مكتبه ..انهي المحادثة و اتجه نحو المجلس لتوقفه الخادمة قائلة بعربيتها المكسر "ماما راقاد تبي اخو هيا" .. هز راسه و اتجه نحو المنزل .. سمع صوت الضحك .زالاولي مرحة و بصوت علا اخته المجنونة ..اما الاخري فرنت في اذنيه كنوتة موسيقيه ..خطا للامام ملتفا حول المنزل متجها لباب المطبخ ليراها ..لمحها مرة عندما حضروا ..و اليوم ..تبدو ..اكثر شحوبا ..و عينيها يطل منهما حزن اعتصر قلبه في صدره ..تنحنح لتلتفت له بوجهها للحظة ..للحظة احس بالعالم كله توقف ..كل الاصوات صمتت و وجيب قلبه يصرخ بصمت .. انفصل عن الدنيا باكملها ..حتي عقله الذي كان يصرخ به ان يغض بصره و يلتفت عنها ..اخرسه قلبه ..لتكسر هي الصمت بشهقة خفيفة قبل ان تركض مغلقة باب المطبخ خلفها ...تعلقت عيناه بالباب المغلق حتي جذبته رغد من يده و هي ترقص حواجبها هامسة "نحن هناااا" ..
نظر لها بانزعاج قبل ان يتمالك نفسه و يسالها بهدوء لا يشي ابدا بالعواصف الثائرة في صدره "وش تبين يا مزعجه" ...
ضيقت عينيها و هي تفكر برد لاذع ..قبل ان تغير رايها و تقول "ابي جوالي و لابي ..ابن عمك وراه ماخذهم؟؟" ...
قال بشرود "مهوب وسام اللي ماخذهم ..واحد من رجال سلطان يشتغل عليهم " ..
سالته بفضول "سلطان من؟؟" ..قبل ان تستوعب ما يقوله "وش يعني يشتغل عليهم ..اجهزتي هاذي و ماسمحح لاحد يفتحهم " ..
نظر لها بغيظ و هو يقول من بين اسنانه "قولي ان فيها صور لاجل اذبحك " ..
تخصرت و هي تنظر اليه بتحد "اكيد فيها صوري و صور صديقاتي بعد ..وش فيك رائد..هذا لابتوبي الخاص" ..
زفر للمرة العاشرة قبل ان يقول لها "خلاص الحين بقول له ان فيها اسرار عظمي و ما يفتح ملفات الصور و لا الفيديو" ..
رفعت حاجبا بغرور و هي تقول "اصلا ما راح يقدر يفتحه ..انا علا مهوب اي احد" ...و استدارت رافعة انفها لتدخل من باب المطبخ و تغلقه خلفها ..تاركة رائد يضحك قبل ان يذهب للمجلس ..
خرج عبدالرحمن من المبني القديم يتبعه 4 من رجاله ... ضرب السيارة بيديه بقهر ..فهو لم يثق بحديث والده و انكاره معرفة مكان سديم .و هذا خامس مكان يتبع لوالده يبحث فيه عنها بدون جدوي ...طحن اضراسه و هو يخرج ورقة من جيبه بها عناوين مخابئ سرية يستعملها والده لادارة عملياته القذرة ..ادار محرك سيارته و انطلق بها نحو الموقع التالي ..و امله في العثور عليها يخفت مع كل مكان يبحث فيه و لا يجدها ...مع غروب الشمس انهي البحث في اخر مكان يعرفه ..لم يجد لها اثرا ..علي الاطلاق ..ادار سيارته نحو لا مكان تحديدا .. اوقفها و الظلام يعم المكان ... صرف رجاله الذين يتبعونه باشارة من يده ..جلس لدقائق قبل ان يخرج من السيارة ..حاول ملء صدره بالهواء ليفشل ..ضرب قبضته علي صدره عدة مرات قبل ان يسقط علي ركبتيه ...يحبها ..يحبها حتي و هي تكرهه لاعوام ..يحبها و هي ترفض القاء نظرة عابرة عليه ...لم تاتيه ابدا في حياتها الا عند مرض صبا ...لكنها كانت معه ..امام عينيه ..و الان كان روحه غادرت جسده ...انتزعه من افكاره رنين هاتفه بنغمة خاصه ..نغمة والده ...تلقي الاتصال و هو يكاد يصرخ بوالده ان يعيد له سديمه ..لكنه تمالك اعصابه بصعوبة و هو يجيب بخفوت "سم يبه "
"انت يالحيوان متي بتصير رجال "
اجاب بذات الخفوت "سم يبه"
"انت تبي تذبحني ..ما قلت لك ما خذيتها ال .... ؟؟..وراك انهبلت و تدورها عندي"
لم يجي ..فغصة استحكمت حلقه ..فان لم يكن والده من اخذها ..من فعلها ؟؟
شتمه والده ببذاءة قبل ان ينهي المحادثة بغضب ..ليزفر عبدالرحمن و يصرخ للفراغ "ويييييييييييينهااااااااااااااااااااااااااا" ..
سعل راكان بقوة و سحب الدخان و الغبار تحيط به .. حاول النهوض لكنه احس بثقل في راسه ..غير الطنين المستنر في اذنيه ..عاد بذاكرته للدقائق القليلة الماضية ... ما ان وجدوا القنبلة حتي اشهر الحراس اسلحتهم في وجهه و امروه بعدم الحركة ...لحظات قليلة و اتت فرقة تفكيك القنابل ..كل شئ كان يتم بسرعة ..البسوه درعا واقيا للجزء العلوي من جسده ..و بدا احد المختصين بالتعامل مع القنيلة ..لا يعرف من اين اتي زوج عمته ..زابتسم له بشحوب و هو يراه يقترب و يستوعب الموقف كاملا .. بعدها هتف الرجل الذي كان يحاول ابطال مفعول القنبلة باخلاء المكان لان الباقي دقيقة واحدة ..ابتعد الجميع و بقي عبدالله واقفا قربه ...كان يعد الثواني الباقية بصمت ..10 ..9 .. 8 ..7 ..ليتوقف الرجل عن عمله و يومئ لعبد الله قبل ان يجذبانه معا و يتدحرجوا كلهم محاولين الابتعاد عن السيارة التي انفجرت في ظهورهم ..احس بلفح الانفجار قبل ان تلفهم سحابة كثيفة من الدخان و الركام ... تحامل علي نفسه اكثر و هو يحرك اطرافه ..تنهد براحة و هو يحسها سليمة .. سعل مرة اخري و هو يهتف "عمممي" ..
ليجيبه عبدالله بصوت مختنق "راكان انت بخير؟؟" ..
لحظات قليلة و تم نقلهم لداخل الادارة الامنية ..تمت معاينة جروحهم التي كانت مجرد خدوش بسبب التدحرج علي الارض ..بدا يروي ما حدث معه ليقتحم سلطان المكان بوجه مظلم هاتفا "عبدالله" ..
وقف عبدالله ليطمئنه ليحتويه سلطان في عناق رجولي ..افلته ليعانق راكان ايضا ووجهه يسترخي قليلا ..جذب كرسيا ليجلس مواجها راكان و يقول بحزم "احكيلي كل شي صار" ....
نظر احمد للطبق امامه قبل ان ينحيه جانبا بصمت ..نظر له انور للحظة قبل ان يشاكسه "وراك ما تاكل؟؟" ..
رد احمد بحنق "وش اكل؟؟..لا تخليني اتكلم عن نعمة ربي بس" ...
كتم احمد ضحكته بصعوبة و هو يقول بصرامة مفتعله "وش فيه الاكل ؟؟هذا دجاج مسلوق و خضار ..اكل صحي يعني" ...
دمدم احمد من تحت انفاسه "و انا وش علي اكل مسلوق و مدري وشو" ...
"وش قلت ؟؟"
لتقاطعهم الممرضة المبتسمة و هي تخاطب انور "sir ,your sister is awake " ..
نظرا لها للحظة قبل ان يركض كلاهما لغرفة نور ....
نهاية البارت الثالث عشر
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
|