كاتب الموضوع :
همس الريح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: همسات الالم
همسات الالم
البارت رقم (12):
لا تشغلكم روايتي عن الصلاة و العبادة و الدراسة و العمل
اندفع نحو باب القصر ..لمح افراد الحراسة بطرف عينه يركضون خلفه ..لم يعبا بهم و واصل اندفاعه .. وصل للباب الداخلي ليقف في وجهه احد رجال والده و يهتف في وجهه "سيد عبدالر.." .. لم يمهله حتي لاكمال عبارته و هو يهوي علي فكه بلكمة مزيحا له عن طريقه ليتجه نحو مكتب والده .. نهض الرجل الذي كان مع حسين واقفا بتوتر ليصرخ فيه عبدالرحمن "اطلع بره" .. نظر له الرجل قبل ان ينظر لحسين الذي اوما له براسه ببرود ليخرج و يغلق عبدالرحمن الباب خلفه و يستند عليه قبل ان يقول لوالده "ابي سديم" .. ابتسم حسين ببرود و هو يسترخي اكثر في مقعده قبل ان يقول بسخريه "ادري" ..ليصرخ عبدالرحمن بشراسه "يبه ابي سديم .الحين" ..
عقد حسين حاجبيه و هو يجيب عبدالرحمن "صوتك ما يعلي يا ولد " .. ليدور عبدالرحمن حول المكتب و يجثو علي ركبتيه و يلتقط كف ابيه و يقبلها بحراره و هو يغمغم بصوت مخنوق "تكفي يبه ..تكفي ..قول انها حيه للحين ..قول انك ما ذبحتها " .. نفض حسين يده بحده و هو ينظر الي ابنه بعينين متسعتين قبل ان يهدر "اصطلب يا ولد ..و بعدين وش ذبحتها ؟؟ ما ذبحتها و لا قربت عليها " ..لينهض عبدالرحمن علي قدميه و هو يتوسل ابيه " يبه تكفي .. رجعها و انا باخذها ابعد مكان ..انت بس رجعها " .. نظر حسين لابنه للحظات قبل ان يستوعب ما قاله ..سديم غير موجودة ..و الاحمق يظنه اخذها .. تنهد بحرارة و هو يشد علي كتف عبد الرحمن و يقول "ما خذيتها و لا فكرت .." .. ليشحب وجه عبدالرحمن و عقله يفكر بجنون .. اين ذهبت اذن ؟؟ ..هل تمكنت من الذهاب الي سلطان ؟؟ ... قبل ان يتهاوي علي احد المقاعد .. سمع والده يتحدث في الهاتف بتشوش ..لم يستطع ان يفهم شيئا ..هل يمكن ان تهرب سديم بدون ابنتها ؟؟.. و الحارس ...كيف هربت منه ؟؟..و اين هو ؟؟؟ .. انتزعه من افكاره صوت والده و هو يصرخ باسمه ..التفت اليه بعينين زائغتين ليصرخ فيه مرة ثانيه "انت متي بتصير رجال؟؟" .. تنبه لخيط الدموع الذي سال علي وجنتيه ليمسحه بكفه قبل ان يقترب من والده الذي كان يتابع شيئا علي حاسبه المحمول ... حدق للحظة في الشاشة قبل ان يستوعب ما عليها ..تسجيل كاميرات مراقبة علي كل زوايا منزله .. شاهد خروج سيارة صبا ..ثم سيارته ..و دقائق طويلة تمر قبل ان تقف سيارة سوداء امام المدخل .. ترجل منها رجل ضخم ..شاهد الصراع القصير مع الحارس ..و ترجل اخر من السيارة ..حملا جسد الحارس و القياه في مؤخرة السيارة ..قبل ان يتجه الضخم الي الداخل .. دقائق معدودة و عاد يحمل جسد سديم علي كتفه ..ساله والده بحزم "هاذي اهي؟؟" ..لم يجبه و هو يكاد يخترق الشاشة امامه لينتزعها من ذاك الذي القاها في المقعد الخلفي للسيارة قبل ان يحتل المقعد الامامي و تبتعد السيارة .. سال والده باختناق "من ..و ليش؟؟" ... ليظل السؤال معلقا بلا اجابه ..
جلست سديم علي حافة الفراش بتعب .. فكل محاولاتها لفك السلسلة و الصراخ لم تفدها الا كاحلا مجروحا و صوت مبحوح ...فكرت في صبا و دموعها تسيل علي صفحة خدها .. استكشفت الغرفة قبلا ..وجدت الخزانة بها بعض الملابس ..ليست ملابسها ..بل ملابس جديدة ..حتي المقاسات ليست مقاساتها بالتحديد و لكنها قريبة بحيث يمكنها ان تبدل ثيابها بها بارتياح ... لا تعرف الوقت الان و لا توجد حتي نافذة في المكان ..تنهدت بحرقة و هي تفكر انه عبدالرحمن ..من سواه ؟؟ .. فكرت للحظة انه ربما يكون سلطان ..يريدعقابها ..طردت الفكرة بسرعة ..فهي تعرف سلطان جيدا ..لن يعذبها هكذا ..انه عبدالرحمن ..عبدالرحمن سبب عذابها لاكثر من 12 سنه .. انتفضت و هي تسمع صوت مفتاح يدور في الباب ..وقفت بتحفز تنتظر عبدالرحمن الذي سيدخل الان .. تراجعت خطوة للخلف و الوجه غير المالوف يدخل الي الغرفه .. تراجعت للخلف اكثرليلتصق ظهرها بالحائط و هي تتمتم "انت من ؟؟ .. ابي عبدالرحمن " .. لتصرخ "عبدالرحمااااااااااااااااااااان" ..لترتسم ابتسامة علي شفتي الرجل و هو يواصل اقترابه منها ببرود "عبدالرحمن محد " ... حاولت الابتعاد عنه ليمسك يدها و يلقيها علي الفراش بقسوة ..و يثبت جسدها بسهولة قبل ان يهمس في اذنها "لا تتحركين" ..ليخرج محقنا من جيبه و يغرسه في وريدها و يدفع السائل الرائق الي جسدها قبل ان يفلتها مرة واحده و يتجه الي الخارج ..ليتوقف عند الباب و يلتفت اليها ..القي عليها نظرة سريعة و هي تحتضن ذراعها و ترفع اليه عينين دامعتين تعلق بهما للحظة قبل ان يخرج و يغلق الباب ..
اغمض عبدالله عينيه و غرق في صمت لفترة طويلة .. اراد احمد التحدث معه ليمنعه انور ..فهو يعرف جيدا ان اباه يفكر الان .. يربط الاحداث مع بعضها البعض و يحاول معرفة ما يحدث حولهم من جنون ... جنون مطبق .. حاول ان يفكر هو ايضا ..و لكن كل شئ يبدو و كانه مترابط ..عدا عن انه لا يوجد رابط حقيقي .. فماذا يربط الاعتداء علي منزلهم في الطائف و اختطاف شقيقته بخلية ارهابية في الرياض ..و عمه الذي قتل ..و ابن خاله المختطف كما ابلغه والده ..و نور .. لم يريدون قتلها بهذا الاصرار ... غرق في افكاره و التي كانت علي توافق مع افكار والده ..الذي كان يصنف كل شي ..كل معلومة في عقله محاولا ايجاد الرابط بين كل الاحداث التي مرت ... ففي غياب معلومات حقيقيه لديه احساس غريب ان كل ما حدث او سيحدث عباره عن عملية تغطيه لكارثة اكبر ...
كارثة اكبر .. ترددت الجملة في عقله و شئ في داخله يتحفز ... هناك شئ ما ..هو لا يعرف بالتحديد و لكن هناك معلومة ما .شئ مر عليه .. شئ ما ..فتح عينيه و هو يتصل علي مساعده "السلام عليكم ........انت وينك فيه ؟؟....... " القي نظرة سريعة علي ساعته قبل ان يقول "اجل بانتظرك في مكتب سلطان " ... انهي المحادثة و نهض ليلقي نظرة علي ابنته من خلف الزجاج ..رقت نظرته و هو يراها .. مسح بيده علي الزجاج قبل ان يهمس "استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه" .. تبادل عبارات سريعة مع ابنيه و طقم الحراسة قبل ان يعود لابنائه و يشدد عليهما الا يخرج احدهما من المستشفي حتي يعود هو ثم خرج متجها الي مكتب سلطان ...
اتسعت عينا راكان بذهول ..فمع التفافه وجد امامه مبني امنيا ... فكر للحظة ..ما مقدار الثقة التي يتحلي بها اولئك المجرمون ..كانوا يريدون قتله خلف مبني الادارة الامنية ؟؟.. التقط نفسا عميقا و هو يريد اكمال الطريق حتي البوابة الرئيسية و هناك سيسال عن سلطان ..توقف بالفعل امام البوابة ..اعطي اسمه و اسم سلطان للحارس و اعتذر انه لا يحمل معه اي اثبات لشخصيته ..طلب منه الحارس الانتظار قليلا و غاب ليجري بعض الاتصالات .. احس راكان ببعض الدوار فهو منذ ان تم اختطافه لم يتناول شيئا عدا عن الضربات التي تلقاها اثناء قتاله قبل لحظات ..اغمض عينيه للحظة ليفتحهما علي صوت الحارس و هو يشير له بالبقاء مكانه حتي يتم فحص السيارة بسرعه .. اتي رجلان يحمل كل منهما جهازا بيده و حاما به حول السيارة قبل ان يصدر احد الاجهزة ازيز متصل ..جعل الحارس يشهر سلاحه في وجه راكان و الرجل الاخر يرقد علي الارض بشكل كامل لينظر في الارقام الحمراء المتصلة بالسيارة من اسفل ..ارقام تعلن و بوضوح ان هناك قنبلة ستنفجر ...بعد 9 دقائق فقط ...
غاب سيف عن الواقع حوله و هو ينغمس بكامل حواسه في الجهاز الذي امامه ..و اصابعه الخبيرة تعمل بسرعة علي لوحة المفاتيح ..كان تحديا بالنسبة له و هو يعشق التحديات ... لم يشعر بعودة تركي و لا بالحديث الذي دار بينه و بين سلطان ...لم يشعر بسلطان و هو يحدثه اكثر من مرة قبل ان يحرك يده بين عيني سيف و شاشة الحاسب ..رفع عينين منزعجتين لسلطان الذي ساله بغيظ "انت وش فيك ...ما تسمع؟؟" ..ليبتسم بخجل خفيف و هو يدرك انه انغمس في فك الشفرة التي امامه و انقطع عن العالم حوله ..ليضحك بخفه و سلطان يواصل "مهوب اسهل اذا عرفنا صاحبه و اهو فتحه ؟؟" ..ليجيب بحزم "لا ..ابي اعرف وش فيه قبل ما اشوف صاحبه ..لاني شبه متاكد ان التحويل صار من ذا الجهاز" ..تركه سلطان يعود لعمله و هو يفكر ..اذا تم التحويل من هنا ..اذا فاحد ابناء عبدالمحسن او ابناء اشقائه هو المتورط .. هل يمكن ان يكون هذا هو سبب اغتيال عبدالمحسن ؟؟ ..هل لعبد المحسن دخل في الموضوع ؟؟ .... انتزعه من افكاره اتصال هاتفي ..نظر للرقم بسرعه ليجده احد ارقام الادارة الامنيه ..تلقي الاتصال باليه لتتسع عيناه و هو يركض للخارج هاتفا للمتصل انه في الطريق و سيصل باقصي سرعه .. انطلق بسيارته بسرعة تتبعه سيارة حراسة و هو يجري عدد من الاتصالات ...
وصل عبدالرحمن لمنزله ..لاحظ وصول سيارة صبا ..زفر بتعب و هو يفتح باب المنزل لتصله صبا ..احتضنها للحظة قبل ان تبتعد عنه و هي تنظر خلفه هاتفة "ماما وين ؟؟" .. اغمض عينيه للحظة مع سؤالها و هو يحس بنار تحترق في صدره ..ليته يعرف اين هي ..ليته يعرف .. جذبها من ذراعها برفق و هو يخترع قصة عن اضطرار والدتها للعودة الي الكويت بسبب بعض الاوراق المهمة و انها ستعود بعد بضعة ايام ..لم يبدو عليها التصديق ابدا و هي تصعد الي غرفتها ..زفر بحرقة و هو يجلس علي احد المقاعد في الصالة ..اغمض عينيه و عقله و قلبه يصرخان ..اين انت يا سديم ؟؟ ...اين ؟؟؟
جلست ام وسام علي الاريكة بعد ان اطمانت علي وتين ..التي استيقظت من اثر المهدئ ..و مع انها لا زالت تبكي الا انها افضل بكثير ..تنهدت بحرقة و ام علاء تربت علي كفها ... التمعت الدموع في عينيها و هي تذكر زوجها ..استغفرت الله و هي تدعو له بالرحمه ..شق صوت هاتف المنزل الصمت لتجيب عليه ام علاء ..تحدثت للحظات قبل ان تنهي المحادثة و تقول لام وسام "هاذي واحده تقول اهي ام خطيب بنتك و بيجون المساء يعزون " ..هزت ام وسام راسها بصمت قبل ان تبتسم بشحوب و ام علاء تقول لها بتانيب "متي انخطبت وتين ؟؟..و ليش ما قال لي تركي ؟؟" .. قاطعتها ام وسام و هي تقول "ما دري غير عبدالله ..و اكيد كنا بنخبركم " ..ليتهدج صوتها و هي تواصل "بس قدر الله " .. احتضنتها ام علاء برقه و هي تسب نفسها علي لسانها الطويل ...مالها و الفتاة خطبت او تزوجت ..
وصل عبدالله الي الادارة الامنية ليلاحظ الاستنفار الامني ..ترجل من السيارة و اخرج بطاقته .. افسح له احد الرجال مساحة للدخول ...ساله مباشرة "وش صاير ؟؟" ... ادخله الرجل من مدخل جانبي و هو يجيبه بان احدهم جاء اليوم يسال من السيد سلطان و تم اكتشاف قنبلة في سيارته .. كانوا في الطريق الي المبني ليغير عبدالله طريقه و يتجه الي البوابة الرئيسية للمكان بخطوات سريعة ..تجاهل الرجل الذي كان يطلب منه التوجه لداخل المبني لسلامته الشخصيه ..اتجه نحو المدخل و كل تفكيره ان هذا الذي جاء بسيارة مفخخة قد يكون بداية خيط لازاحة ستار الغموض الذي يلفهم منذ ايام ... وصل للمنطقة التي فيها السيارة ..شاهد و هو يقترب افراد وحدة تفكيك القنابل بالبستهم الواقيه ...اقترب اكثر و احد الرجال يتعرف عليه ..طلب منه البقاء بالداخل فحتي اللحظة لم يتم تفكيك القنبلة ..ازاحه بخشونة و هو يتجه نحو السيارة ..فهذا السائق يبدو له مالوفا و بشدة ... اقترب اكثر و رئيس الفرقة يصرخ باخلاء المكان حالا ..فالقنبلة ستنفجر بعد اقل من دقيقة .. صرخ هو ايضا بان يخرجوا راكان ..ليجيبه رئيس الفرقة ان القنبلة تحت مقعده مباشرة ..و اذا تحرك و لو انشا واحدا ستنفجر ...تعلقت عينا راكان في هذه اللحظة بزوج عمته ..و ابتسم له بشحوب ....
قطع سلطان الطريق حتي الادارة الامنية باقصي سرعه سمحت بها حالة الطريق .كان في بعض اللحظات يتخطي الاشارة الحمراء و في اخري يناور فوق الارصفة ...تنهد و هو ينظر لمبني الادارة الامنية ..حاول زيادة السرعة اكثر ليجد انه ينطلق بالسرعة القصوي فعليا ..تعلقت عيناه بالمبني المقترب ليوقف السيارة بصرير عنيف كاد يقلبها مع السرعة العالية التي كان يقود بها ...دوي الانفجار الذي اطاح بقسم من اسوار الادارة و لسان اللهب الذي شق عنان السماء .....
نهاية البارت الثاني عشر
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
|