كاتب الموضوع :
همس الريح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: همسات الالم
همسات الالم
البارت رقم (10):
لا تشغلكم روايتي عن الصلاة و العبادة و الدراسة و العمل
ـ قالت: ((أحبك!)) قلت: ((كاذبة))؛
غري بذا من ليس ينتقد
- هذا كلام لست أقبله :
الشيخ ليس يحبه أحد
هدات سديم قليلا و هي تحتضن ابنتها بعد ان غادر زوجها و ابنها الي المجلس .. ستعود معهما الي لندن .. اعصابها لا تحتمل كل هذا التوتر .. تحترم قرار زوجها في البقاء مع ابناء اخيه المتوفي .. و لكنها اليوم عاشت اسوا لحظات حياتها .. لحظات اعادت لها ذكري وفاة شقيقها .. و هي لا تستطيع التفكير في احتمال فقدهما .. ستعود معهما اليوم او غدا .. و حين يعود زوجها الي سويسرا ستذهب اليه .. احتضنت رغد اكثر بذهن شارد و هي تفكر في ما يجب فعله ...
عقد عبد الله حاجبيه بشدة و هو يعقد ذراعيه خلف ظهره و يقف صامتا .. استمع لما حدث 3 مرات .. و استجوب رائد عن كل التفاصيل الدقيقة قبل ان يطلق عقله في التفكير بما حدث ..كل المؤشرات توحي بانها كانت عملية تصفيه لرائد و رغد .. او احدهما علي الاقل .. و يعني ايضا انهم تحت المراقبه .. عقله يستبعد انها عملية تخويف فقط .. و لكن لم توقفوا .. لماذا ؟؟ ..
ظل السؤال مدويا في عقله لفترة قبل ان يخرج هاتفه و يتصل علي سلطان .. لا بد من معرفة الحقيقة وراء ما يحدث .. قبل ان يخسروا المزيد .. تبادل عبارات مقتضبة مع سلطان قبل ان يذهب ليجلس جوار رائد و يطلب منه اعادة تفاصيل ما حدث .. للمرة الرابعه ..
سمع راكان صوت مزلاج يليه صرير باب يفتح و خطوات ثقيله ... ارهف سمعه اكثر .. علي الاقل ليحدد عدد الذين دخلوا .. احس بيد علي قيود قدميه حلتهما لتعيد تقييدهما معا ..ثم احس بيدين عند اكتافه و بدون صوت وجد نفسه محمولا .. حاول التلوي بين ايديهم و لكن قيوده حدت من حركته .. احس من الاختلاف في الهواء انه خرج من الغرفة التي كان محبوسا فيها .. بل هو الان في مكان مفتوح كليا .. فهو يحس بحرارة الشمس ..
اوقف سلطان سيارته جوار منزل عبدالرحمن .. اتجه بخطوات واسعة للمجلس .. اهتز هاتفه فاخرجه ليجيب بحركة اليه .. ازداد تجهم وجهه و هو يستمع لاحد مساعديه يؤكد له شكوكه .. راكان خطف .. احدي كاميرات المراقبة قرب المستشفي التقطت صور الاختطاف .. اصدر تعليماته بتشديد الحراسة علي المستشفي و منزل عبد المحسن .. انهي المكالمة و هو يدخل الي المجلس ... تبادل عبارات مقتضبة مع تركي و وسام و رائد قبل ان يبلغهم بتشديد الحراسة و عدم خروج اي منهم الا بصحبة سيارة حماية ...
انتزعت رغد نفسها من احضان والدتها و هي تقول بتوتر "ماما ..ابطلع ارتاح" .. لتقول زوجة عمها المتوفي "طلعي يمه ..تراكي تروعتي اليوم " .. قبلت خد والدتها قبل ان تصعد الي الغرفة التي تتقاسمها مع وتين .. فتحت الباب برفق لتراها علي السجادة تتلو القران .. ابتسمت للتحسن البادي عليها و اتجهت الي حقيبتها لتخرج منها ثيابا ثم الي الحمام ... اغتسلت و بدلت ثيابها قبل ان تصلي الظهر و تغطي نفسها باللحاف و تغمض عينيها ليبدا جسدها في الارتجاف ... بشدة
جلس سلطان و عبدالله في ركن المجلس .. تنحنح سلطان قبل ان يقول بشكل مباشر "راكان انخطف"
انتفض جسد عبدالله و هو يقفز كالملدوغ ليجذبه سلطان بحزم " الله يهداك بس مابيهم يتروعون" ..
ليهمس عبدالله من بين اسنانه " الولد مخطوف و تقولي يتروعون ..وشلون انخطف ..ووين رجالك عنه " ...
زفر سلطان بحدة و هو يجيب بحزم مغلف بالتوتر " خطفوه قرب المستشفي و رجالي الحين يحاولون يتتبعون السيارة اللي خطفته بكميرات المراقبه " ..
مسح عبدالله وجهه بكفيه و هو يقول " وش ذا اللي يصير يا سلطان .. منو هذا اللي يلاعبنا ؟؟" ...
ليجيبه سلطان بحزم " بنعرفه .. قريب ان شاء الله " .. ثم يستطرد " اعترضنا عملية تحويل من واحد من الحسابات المشبوهه .. و تتبعنا الاشارة " .. صمت قليلا قبل ان يكمل بنبرة صارمة " الاشارة من هنا "
عقد عبدالله حاجبيه وهو يسال بحيرة " من الرياض؟؟"
ليجيبه سلطان " لا من هنا .. من بيت عبدالمحسن "
فكر عبدالله قليلا .. طالما القسم الفني حدد الموقع اذن فاحتمال الخطا شبه منعدم .. ثقته في عملهم لا تهتز .. خاصة انه قد تعامل معهم شخصيا قبل بضع سنوات ... ثبت عينيه في عيني سلطان و تبادلا حديثا صامتا ... اجري سلطان علي اثره اتصالا ليتم ارسال سيف اليه هنا .. و طلب عبدالله من وسام ان يذهب الي المنزل و يحضر كل الهواتف و الحواسب المحمولة و الاجهزة اللوحية الموجودة هناك ..
قدرت سديم المسافة بين الشرفة و الارض مرة ثانية ببصرها قبل ان تاخذ نفسا عميقا و هي تجلس علي الحافة و تطوح نفسها لتسقط علي جانبها ... تاوهت بالم و هي تحرك يدها و قدمها لتتاكد من انها لم تكسر احد عظامها .. قطبت جبينها و هي تنظر الي الخدوش علي كفها الايمن ... نهضت و هي تتلفت حولها .. قبل ان تتجه نحو اليمين ... كما قدرت بالضبط وجدت باب المطبخ لتدخل بخفة و هي تنظر الي ظهر الخادمة المشغولة بالحديث في الهاتف ...اتجهت للباب الداخلي لتشهق الخادمة و هي تفاجا بها .. قبل ان تقول "مم ..ماما يبي شي ؟؟" ..
هزت سديم راسها نفيا و هي تواصل طريقها .. فهي تريد الهاتف و لكن لتجد صبا اولا .. صعدت الدرج بسرعه و هي تفتح باب غرفة صبا لتجدها خاليه ..و الحمام ايضا .. بعد 10 دقائق تاكدت من خلو المنزل باكمله من صغيرتها و من عبدالرحمن ايضا .. جلست علي الارض مستندة للجدار و ضمت ركبتيها الي صدرها و هي تفكر بجنون .. بدات تتمتم بخفوت "خذاها مني .. يبي يبعدها مني .. يبي يفجعني " ... لتنهض بحركة حادة و تتجه الي المطبخ و تصرخ في الخادمه "ابي جوالك ط .. ارتجفت الخادمة و هي تري سيدتها تصرخ في وجهها .. فتعليمات سيدها كانت واضحه .. اذا اعطت هاتفها لسيدتها فانه لن يكتفي بانهاء عملها بل سينهيها هي شخصيا من الدنيا ..ردت بفزع "ماما ..تليفون مال انا رصيد فنش "
لم تستوعب سديم حرفا مما قالته الخادمة و هي تتجه نحوها و تنتزع منها الهاتف بعنف قبل ان تضغط ارقام هاتف ام سلطان ... ابعدت الهاتف عن اذنها بجنون و هي تسمع الرسالة التي تفيد بتعذر اجراء الاتصال لعدم وجود رصيد كاف ... القت الهاتف من يدها و هي تتجه الي غرفة المكتب .. بحثت في الادراج بجنون .. بعثرت كل ما وجدته داخلها ... لم تجد هاتفا علي الاطلاق ... صعدت الي غرفة صبا مرة اخري .. فتحت خزانة ثيابها و تنهدت بارتياح عندما وجدت ثيابها .. اتجهت الي غرفتها لتجد المفتاح معلق في الخارج .. دخلت و ارتدت عباءة و خمار .. سحبت احد نقاباتها و هي تلف حجابها علي عجل .. فتحت باب المنزل و هي ترتدي نقابها لترتطم بجسد ضخم لتشهق بقوة و ذراع قوية تلتف حولها...
نهاية البارت العاشر
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
|