كاتب الموضوع :
همس الريح
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: همسات الالم
همسات الالم
البارت رقم (8):
(( لا تشغلكم روايتي عن الصلاة و العبادة و الدراسة و العمل ))
كبدي حـــري ودمعـــي يكـــــفُ
تعــــرف الذنــــب ولا تعترفُ
أيـــها المعــــرض عــما اصــفُ
قـــد نمــــا حبي بقلبي وزكـــا ** لا تــــخــل في الحب أنـــي مــدعي
زفر سلطان بتوتر .. لا بد ان يكتشف ما يحدث .. هناك شئ غير مفهوم .. قلب الصور التي وصلت الي منزل المرحوم عبدالمحسن .. و ما ان اطلع عليها عبدالله حتي اتصل به .. صور لعبد الله و ابنيه و خال ابنائه و ابنه راكان ..و ابناء عبد المحسن ..و تركي و ابنائه .. و دوائر حمراء تحيط بوجوه راكان و رائد و رغد .. و المصيبة الاعظم ان الصور حديثة .. زفر بتوتر مرة عاشرة و هو يجري عددا من الاتصالات برجاله .. ارسل احدهم لاحضار راكان من الفندق فجواله مغلق .. شدد الحراسة في المستشفي و هنا في المنزل .. و تركي اتصل بابنه ليحضر و شقيقته .... لا يحب هذا الاحساس فهو كالاعمي .. يتخبط و ينتظر ما يحدث .. موقع لم يكن فيه بحياته .. و لا يعجبه ابدا ..
اقترب منه عبدالله بملامح هادئة لا تعكس مقدار التوتر الذي يموج في صدر الرجل "وش صاير سلطان ؟؟ من ذا اللي يلاعبنا كذا؟؟" .. ليجيبه سلطان بحزم "مادري .. و المشكلة ان ما به شي مترابط .. ليش يستهدفونك و يستهدفوني في نفس الوقت .. و بعدين من متي الاستهداف كان للعائلة كلها " .. جلس عبدالله و اشار لسلطان بالجلوس الي جواره "اكيد في شي ..معلومة غايبه او تفصيل ما انتبهنا عليه.. كل الحل في التفاصيل يا سلطان " .. ليجلس سلطان جواره و هو يقول بتركيز "السر في شي مشترك بيني و بينك " ....ليخرج عبدالله هاتفه و يتصل "هلا عبدالمجيد ..ابي ملفات القضايا اللي كان فيها تداخل بيننا و بين الرياض .... لا جيبها بنفسك ...انتظرك ...فمان الله " .. انهي الاتصال و تنهد بحرقة .. غير قادر علي استيعاب كل هذا .. من هؤلاء الذين قلبوا حياتهم جميعا ..و ما هو السبب ؟؟؟.. و لماذا قتلوا شقيقه ؟؟ .. و لم يقتلوا ابنه عندما اختطفوا ابنته .. و لماذا حاولوا قتل والدة سلطان .. و ما معني الصور التي وصلت ؟؟ ..
القي نظرة علي ظهر سلطان المنشغل بمكالمة هاتفية و هو يستعيد خلاصة اعوام الخبرة الطويلة ... التفكير بهدوء هو الحل .. مهما كان الموقف معقد فحله سهل جدا . و اذا ابعدنا كل المستحيلات يبقي امامنا الحل الممكن و الوحيد ... قطع عليه سيل افكاره دخول وسام الذي اتجه نحوه و هو يقول "عمي وش صاير ؟؟" .. تنهد بحرقة و هو يهمس لنفسه "ليتني ادري " .. قبل ان يقول بصوت اعلي " اكيد بندري يا يبه " .. ليعود نحوهما سلطان بوجه شاحب و هو يقول "انا طالع .. لما عبد المجيد يوصل دق علي لاجل نتلاقي " .. و اتجه للخارج .. لا بل شبه ركض و هو يستقل سيارته و ينطلق بسرعة جعلت الاطارات تصدر صوتا محتجا ..
اغلق الباب علي سديم و سحب المفتاح ووضعه في جيبه .. تنهد بقوة .. صبا و حسب تعليماته لن تعود من مركز التسوق حتي يتصل علي الحارس ..و الخادمة ذهبت مع صبا .. و الخادمة الاخري منعها من الصعود الي هنا مهما حدث .. و الان يجب ان يذهب لرؤية والده .. يخشي هذه المقابلة .. فوالده متطرف في تصرفاته و لا يؤمن بانصاف الحلول .. قاد السيارة بهدوء و كانه يؤجل المحتوم .. وصل بعد دقائق قليلة .. فقصر والده لا يبعد كثيرا عن الفيلا التي يسكنها .. اسند جبينه للمقود و اغمض عينيه و هو يزفر بتوتر .. يريد ترتيب افكاره قبل ان يقابل والده .. فوالده خبير في بعثرة الافكار و تشتيتها ..انتفض بخفة علي صوت نقرة قوية علي زجاج نافذته .. رفع راسه و هو يشاهد احد رجال والده يشير له بالنزول .. رسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه و هو يغادر السيارة ... مر من طقم الحراسة الخارجي و هو يتجه الي مكتب والده بخطوات ظاهرها واثق .. الا انه كان يحاول ابطاءها .. طرق باب المكتب و دخل قبل ان يسمع صوتا ليقلب شفتيه بامتعاض و هو يشاهد الفتاة نصف العارية المتعلقة بعنق والده .. اغلق الباب بحدة لتنتفض و تنهض متجهة نحو الباب .. القي عليها نظرة سريعة قبل ان يتجه بنظراته لوالده و يغمغم بسخرية "عاد هاذي مستحيل تكون فوق ال 15 " .. ليجيبه والده بحزم " 18" ... قبل راس والده قبل ان يجلس علي احد المقاعد و هو ينظر لوالده بتوتر " خير طال عمرك " .. ليهدر والده من مقعده "و انت يجي من وراك الخير ... كم مرة قلت لك الخمام اللي عندك ترميها بالشارع و انت وش سويت ؟؟ .. خذيتها و هجيت الكويت " ..ليرفع احد حاجبيه و هو يكمل "ظنك كذا بتبعدها عني ؟؟ .. تراني تاركها بمزاجي .. و لا لا انت و لا غيرك ما بيردوني عنها " .. قرر عبدالرحمن المحافظة علي هدوءه .. فهو يعلم والده .. و اذا غضب فسيدفع الثمن غاليا ليتحدث بنبرة هادئه "يبه الله يهداك بس .. الحين وش صار لكل ذا .. قلت لك ما لحقت تقول شي .. و اللي صار ما بيتكرر" .. لينهض والده من خلف المكتب و يقف ليقف عبدالرحمن احتراما لوالده .. ليرفع حسين اصبعه في وجه ابنه "بتطلع من هنا و تخلصنا منها و من بنتها ..و ترميهم مكان ما اقول لك" .. انتفض جسد عبد الرحمن بقوة .. قبل ان يعقد حاجبيه و يجيب من بين اسنانه " لا " .. ليصفعه حسين بقوة كادت ان تسقطه و هو يصرخ " تتصرف انت او اتصرف انا يا عبد الرحمن .. ما عندي وقت لكل ذا " .. ليمسك عبدالرحمن بيد والده و هو يهمس "يبه تكفي .. تكفي .. ما قد طلبتك شي ابد .. تكفي ..انا احبها.." .. لتقاطعه صفعة جديدة جعلته يبتلع بقية جملته ووالده يهدر بغضب "انت متي بتصير رجال .. هذا اللي ناقص ولدي انا يوقف في وجهي و يقول لي احب " .. ليمسك بابنه من عنقه و هو يهزه بعنف "اذا تبي الحريم الحين اجيب لك اللي تبيها تحت رجلك .. و" .. ليقطع جملته و هو ينظر الي عيني ابنه المحمرتين و الدمعة التي سالت من عينه اليسري .. خفف من الضغط علي عنقه و هو يهمس بصدمة "تبكي يا ولد ؟؟..تبكي لاجل حرمة ؟؟" ليصرخ عبدالرحمن بثورة "احبها يا يبه ..احبها من يوم ما شفت صورتها في الملف اللي سويته انت عن سلطان .. احبها و انت تقول لي اذبحها " .. ليطبق حسين علي عنقه مرة ثانيه و هو يصرخ "بس .. بس مابي اسمع ذا الكلام .. ما تستحي انت .. رجال وش طولك وش كبرك .. كنك بزر .. لكن الشرهة مهيب عليك .. الشرهة علي اللي تركتك عند امك" .. ليصرخ عبدالرحمن بدوره "و انت كنت تدري عني ؟؟".. ليصفعه والده بقوة اسقطته ارضا هذه المرة .. زحف ليسند ظهره علي الحائط و هو يقول لوالده "سديم ما باذبحها يبه ..و ان ذبحتها اذبحني قبلها " .. ليسحب والده مسدسا من درج المكتب و يشد عبدالرحمن واقفا قبل ان يلصق فوهة المسدس بصدغه و هو يهدر " لا تستفزني يا عبدالرحمن .. لاجل مصلحتي حتي انت باذبحك" .. ليضع عبدالرحمن يده فوق يد ابيه و يزيد من ضغط المسدس علي راسه و هو يهمس " اذبحني يبه " ..
اندفع سلطان باقصي سرعة سمحت بها حالة الطرقات و هو يعيد الاتصال بالرجل الذي ارسله لفندق راكان "ما بين للحين؟؟.. و فريق الحراسة تاكدانه طلع من المستشفي؟؟..لا روح المستشفي "... القي الهاتف علي المقعد المجاور و هو يحس بالصداع ... اين اختفي راكان .. التقط هاتفه مرة اخري و هو يتصل مرة اخري "اسحب لي صور كاميرات المراقبة اللي في محيط مستشفي ال(..) .. دور عن اي شي غريب .. و ابي رقم السيارة اللي طلع فيها راكان .. شاب طلع من المستشفي اليوم ..اجل تابع لي حركة كل رجال طلع من المستشفي صباح اليوم".. انهي الاتصال بحنق .. يعلم ان الرجل لم يخطئ .. فهو لا يعرف من هو راكان .. زفر بتوتر و هو يوقف سيارته في مواقف المستشفي .. اتجه معه احد افراد الحراسة و هو يعطيه تقرير مقتضب عن الحالة الامنية ..توقف في الاستقبال قليلا ليطمئن علي حالة والدته ... ثم اتجه الي القسم الذي به نور .. اذ تقريرا مقتضبا اخر من قائد فرقة الحراسة قبل ان يتجه نحو انور و احمد ... وقف كلاهما عندما شاهداه ليوجه حديثه الي انور "راكان متي طلع ؟؟" .. ليعقد انور حاجبيه و هو يقول " حوالي 6 ليش؟؟" .. ليزفر سلطان بتوتر " ما راح الفندق" .. ليقول احمد "يمكن راح يفطر " .. ليهز سلطان راسه مع عدم اقتناعه بهذا التبرير " يمكن " .. ليتجه نحو المصعد .. فطالما وصل المستشفي سيطمئن علي والدته .. كان عقله يعمل بسرعة محللا الموقف .. قبل ان يجد نفسه امام غرفة والدته ..
عقد سيف حاجبيه بشدة و هو يمرر اصابعه علي لوحة مفاتيح لحاسب الالي بسرعة .. رغم برنامج الحماية المتطور و الذي لم ير مثيلا له من قبل .. يقسم ان من صممه عبقري برمجة .. فخلال الساعة الماضية قفز بهم عبر خوادم حواسب الية في ثمان دول موزعة علي 3 قارات مختلفه .. و لكنه عبقري ايضا و لا يشق له غبار .. استطاع تتبع الاتصال رغم انقطاعه .. و الان هو علي بعد دقائق من تحديد الموقع بدقة .. و لكن ما يقلقه ان هذا المكان سيكون في المملكة .. لا و بل في الرياض ايضا .. اكمل عمله و هو يرسل رسالة نصية قصيرة لسلطان "جاري تحديد الموقع .داخل الرياض" ...
فركت كفيها بتوتر و هي تجلس جوار زوجة عبدالمحسن .. قلبها غير مطمئن .. و عدم رد ابنيها علي الهاتف زاد من قلقها .. لا تريد التعبير عن قلقها فمن حولها متوترون بما يكفي ... نزلت المها من علي الدرج و جلست امامهم لتسالها والدتها عن شقيقتها .. اجابت بانها لا تزال نائمة .. هربت الي المطبخ .. فقلبها غير مطمئن و صدرها منقبض .. حتي انفاسها لا تستطيع التقاطها .. اغلقت باب المطبخ القريب من الصالة و ارسلت رسالة لتركي تطلب منه الحضور حالا .. دقائق و كان يطرق باب المطبخ الخارجي لتفتح له الباب و تلقي بنفسها بين ذراعيه و تنفجر بالبكاء ... شدد من احتضانه لها و هو يهمس في اذنها بحنان "سدومة .. اذكري الله .. وش فيك" ..رفعت له وجها محمرا و عينين مبللتين لتشهق و هي تقول "ابي عيالي .. تركي ابيهم الحين" .. امسك بوجهها بين كفيه و هو يهمس لها " دقيت علي رائد و الحين بيجوا " .. لتنتحب بشدة و هي تتمتم بين شهقاتها " ما .. يرد .. ون .. علي .. و .. خا .... يفة" ... احتضنها بيد واحدة و اخرج هاتفه بالثانية ليتصل علي رائد ... رنة و ثانية و عاشرة .. كاد ينهي المكالمة قبل ان ياتيه صوت رجل ليعقد حاجبيه و يقول بتوتر "انت من ؟ .. ووين صاحب الجوال؟؟"...
نهاية البارت الثامن
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
|