و تستمر المعاناة،

حبيبتي هموسة عساك من عواداه مافي هيك عيدية تصبيرية حتى يتصلح اللاب بتاعتك الله يقوموا بالسلامة ان شاء الله،على فكرة هموسة بعتقد هيذا مهندس الكمبيوتر ما بيعرف شي كيف مافيه يقدر copier الأشياء يا ذوب يستغرق شي نصف يوم،بس راح اصبر و بعدين بدي أغني أغنية شرين "صبري قليل"

اهو ينقل كل شي من لابي المرحوم اللي توفي ..يعني مهوب مفتوح ..
و كان واعدني فيه من قبل اجازة العيد و تاخر ..
باحاول اكتب بارت علي الجوال حبيبتي ..

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حبيباتي ..
اخباركم
اول شي اعتذار كبيييييييييييييييييييييييييييييير لكم كلكم ..
بس ظروفي صارت كذا ..
و اليوم بارت طويل ..اتمني يعجبكم ..و بدون قفلات ..
البارت الجاي يوم الجمعه ان شاء الله و احتمال كبير يكون الاخير ..
مابي اطول الهذرة ..
استلموا البارت ..


همسات الالم
البارت رقم (17):
لا تشغلكم روايتي عن الصلاة و العبادة و الدراسة و العمل

قبل اكثر من 12 سنة ...
اغمض عبدالرحمن عينيه و هو يحاول تجاهل الرنين المزعج لهاتف غرفته ..شتم بقذارة قبل ان يمد يده و يصرخ في السماعه "ووجع" ..
فتح عينيه دفعة واحدة و صوت والده الغاضب يصل اذنيه هاتفا "ووجع يوجعك ..للحين نايم انت؟؟" ..
تمتم معتذرا "لا يبه ..ماني ن.." ..
ليقاطعه هاتفا "اقطع يا ولد ..الشرهه علي انا اللي ابيك تصير رجال .ربع ساعه و انت عندي" ..
تاوه عبدالرحمن بالم و هو يلقي الهاتف باكمله ليتحطم علي الحائط القريب ..غسل وجهه بسرعة فمهلة والده لا تمنحه فرصةحتي ليغتسل قبل ان يرتدي ثوبه و يحمل شماغه في يده و هو يهبط السلم راكضا الي باب الفيلا التي يسكنها لوحده منذ عامين..فوالده طلق والدته عندما كان في الخامسة ..و انتزعه منها لتتعاقب سلسلة طويلة من المربيات عليه ..قبل ان يبحث هو عنها و يجدها عادت الي وطنها "الكويت " منذ عامين ..و اقنعها ان يبقي لديها كلما سمحت له ظروف دراسته و عمله مع والده ..و ابتاع هذه الفيلا ليبقي فيها و تزوره والدته كلما سمحت لها ظروفها بزيارة المملكة ..
ادار محرك سيارته و انطلق باقصي سرعة للمحرك ..قلب امامه قليلا قبل ان يخرج علبة من الاسبرين ..ابتلع قرصين بدون ماء عل صداعه يخف قليلا قبل لقائه مع والده .
اوقف السيارة خارج قصر والده ..اتجه نحو مكتبه و هو يحاول الا يركض ..طرق الباب ليسمع صوت والده الصارم يسمح له بالدخول ..فتح الباب و هو ياخذ نفسا عميقا ..فوالده يتفاهم بقبضته معه و بمسدسه مع رجاله ..اقترب من الرجل المتجهم الجالس خلف مكتبه مقبلا راسه ليقول حسين "ابيك تروح مصر علي اول طيارة .بتقابل رجال هناك" ..
اكثر من نصف ساعة مرت ووالده يشرح له طبيعة مهمته في مصر ..سيمثل والده في اجتماع مع احد رجال احدي المنظمات المهمة ..سيتفقان علي تمرير شحنة اسلحة الي العراق ..قاطع اجتماعهما دخول احد رجال والده ..همس في اذن حسين ليخرجا سوية ...بعد عدة دقائق القي عبدالرحمن نظرة ملولة علي مكتب والده ملتقطا ملفا متوسط الحجم ..رفعه ليري ما فيه لتسقط منه عدة اوراق علي الارض ..لعن عبدالرحمن فضوله و هو يرفع الاوراق بسرعة لتنزلق من وسطها صورة لصبية ..يبدو انها من هوية او ورقة رسمية ..لا يعرف ما الذي تملكه في تلك اللحظة و لكنه دس الصورة في جيبه بسرعة قبل ان يقرا الاوراق ..معلومات عن ضابط في احدي الاجهزة الامنية ...تم انتدابه للعمل في احدي قضايا تهريب الاسلحة ..قرا الاسم بسرعة ..سلطان بن ..و زوجته سديم .....
اعاد الملف بسرعة للمكتب و هو يسمع خطوات والده تقترب من الباب ..تبادل معه عدة عبارات و تاكيدات قبل ان يستاذن لاعداد نفسه للسفر ...خرج و هو يضغط بكفه علي جيبه المحتوي الصورة ...

الان ...
اعاد عبد الرحمن الاتصال للمرة المائة او اكثر ..لا فائدة ..الرقم مغلق ..فتح الصورة و هو يتطلع في ملامح سديم بوجع ..الالم محفور في وجهها ..خصل من شعرها تبدو من تحت حجابها ..شفتيها شاحبتين ..و تبدو فاقدة الوعي ..او اسوا ...انقبض قلبه بعنف في صدره و هو ينفض فكرة الاسوا و هو يطمئن نفسه انها بخير ..ما دام يرغب بالتفاوض فهي حيه ...عقد حاجبيه و هو يفكر في الرسالة التي وصلته ..من هذا ؟؟..و ما الذي يريده من ابيه ؟؟

انهي راكان اتصاله مع اهله في الدوحة ..طمانهم علي نور بدون ان يذكر شيئا عن ما حدث له هو شخصيا ..ليس وقته الان فلديه اشياء اكثر اهمية الان ..ما يحدث لهم جميعا يدل علي ان هناك جهة قوية جدا ..و ربما تكون نور قد عرفت شيئئا ما لذا يريدون قتلها كما حاولوا مسبقا ..او يريدون الانتقام من زوج عمته لذا حاولوا قتله هو ..ايا كان السبب فنور في خطر ...اعاد الاتصال برقم جده ليقول بهدوء "جدي طلبتك" ...
علي الطرف الاخر انتفض جده بحميه ..فهذا حفيده الذي يري نفسه فيه ..و حتي الان لم يطلب شيئا ..اجابه بهدوء يخفي خلفه امواجا من الحب "عطيتك ..وش تبي" ..
ليقول راكان بنفس الهدوء"ابيك تخطب لي نور " ..
ابتسم جده و هز راسه و هو يجيب "ما طلبت شي ..خلها تتشافي" ..
ليقاطعه راكان "جدي انت اخطبها و نملك و عقب يصير خير" ..
عقد جده حاجبيه و هو يشتم رائحة شئ ما خلف كلمات حفيده ليقول بحزم "وراك علم يا راكان" ..
ليتنهد راكان بصوت مسموع قبل انيقول بنبرة مزجت اللهفة و الحزن "ابي اشوفها" ..
التقط جده لوعته علي حبيبته ليقول بهدوء "بكلم عبدالله"..
تنفس راكان براحه ..فان كان احد قادر علي اقناع عبدالله فهو جده ..انهي المحادثة و عاد الي مقعده امام غرفتها ..
خرج احمد تاركا شقيقته قليلا لترتاح ..جلس جوار راكان الذي ساله "شلونها الحين"
ليغمغم احمد بتعاسه "مثل ما هي" ..
شد راكان علي كتفه و هو يقول "بتطيب ان شاء الله" ..
جلسا في صمت لبضع دقائق قبل ان يلتفتا ناحية المصعد الذي فتح بابه ليخرج منه انور تتبعه امراة ...تجاهل نظرات احمد و راكان و هو يصطحبها الي غرفة شقيقته ..حيث غابا لدقائق قبل ان ينهض راكان و احمد بحدة و هما يسمعان صوت صرخات نور العاليه ...
اندفع احمد للداخل بينما تمسك راكان بالباب بعنف و هو يقهر نفسه الا يدخل ..فالفتاة لا تحل له بعد ..سمع صوت نقاش حاد في الداخل ليهتف بتوتر "وش صاير؟؟" ..
سمع صوت صفعة مدوية تلاها صمت زاد من توتره ..لتخرج المراة من الغرفة و تتجه مباشرة نحو المصعد ..ليتبعها انور الذي اتجه نحو احد المقاعد و القي جسده عليه بقوة .. ليقف امامه راكان و يساله بتوتر "وش صاير؟؟" ..
زفر انور بضيق و هو يستغفر بصوت مسموع ..ليخرج احمد من غرفة نور و يتجه نحو انور بوجه محمر من اثر صفعة قوية ..ما ان وقف امامه حتي لكمه بكل قوته ...ليشتبك الاثنان في قتال عنيف علي الارض قبل ان يتدخل راكان بينهما و يفصلهما صارخا "تخبلتوا انت و اياه ؟؟ ..وش فيكم " ..
ليصرخ احمد "هذا صار مجنون ..مجنوون" ..
ليقول انور من بين اسنانه "احمممممممممممممممد" ..
ليلهث احمد و هو يسند ظهره الي الجدار و هو يقول بخفوت "انت مجنون ..مجنون ..العاقل ما يسوي سواتك" ..
مسح احمد وجهه بيده السليمة و هو يجلس علي المقعد و هو يقول "وش سويت؟؟"..
نقل راكان نظراته الغاضبة بينهما قبل ان يقول بغضب مكتوم "بتقولون وش فيكم و لا لا؟؟" ..
رفع احمد عينيه لراكان و هو يقول "انور تخبل ..راح لنور مع دكتورة لاجل تفحصها و البنت ما تحملت ..صرخت لين صوتها راح" ..
عقد راكان حاجبيه و هو يسال بتوتر "وش فيها نور ؟؟.. ليش الدكتورة؟؟" ...
اجابه انور ببرود "دكتورة نسائية" ..
اسود وجه راكان و المعني الذي قصده انور يصله ..تجمد للحظة قبل ان يرفع انور من عنقه و يثبته علي الجدار بعنف "خبل انت؟؟..خبل؟؟" ..
حاول انور دفعه بعيدا بدون فائدة ليقول بصوت مخنوق "ابي اعرف وش صار" ..
خفف راكان ضغطه علي عنق انور و هو يقول من بين اسنانه "مهوب كذا " ..ابتعد عنه و هو يواصل "البنت كانت مخطوفه و حالتها حاله و يوم ما فتحت عيونها ما تذكرت شي و لا حتي انت ..و انت صدمتها اكثر الحين" ...
اغمض انور عينيه بمرارة و هو يعترف لنفسه انه تصرف بتهور ..اخذ نفسا عميقا و هو يقول "اجل وش اسوي؟؟" ...
ظل السؤال معلقا لفترة طويلة ..فلا احد منهم يعرف ماذا يفعل ...

كتم سلطان اهة الم و السيارة تصطدم باحد مطبات الطريق ..القي عليه مساعده نظرة قلقة ليتجاهله سلطان و هو يكمل اتصالاته لمعرفة ما حدث خلال فترة غيبوبته القسرية .. انهي المحادثة و السيارة تتوقف امام المستشفي ..رفع حاجبا متسائلا لمساعده الذي قال بتوتر "الطبيبة .." ..
قاطعه بخشونة و هو يقول "ما بي مستشفي ..خل نروح المكتب" ...
تحركت السيارة مرة اخري ..ليلقي سلطان نظرة علي الارقام المتبقية في قائمة المكالمات الفائته ..عقد حاجبيه و هو يعطي الجوال لمساعده قائلا "تعرف ذا الرقم؟؟" ..
هز مساعده راسه نافيا و هو يتصل باحد الرجال لمعرفة هوية صاحبه ..

اوقف عبدالله سيارته امام منزل شقيقه و هو يقول لرغد "ما اوصيكي ..اللي صار ما ابي احد يدري عنه "..
هزت رغد راسها و هي تحمل اجهزتها الالكترونية و تغادر السيارة لتدخل المنزل ..تاكد عبدالله من دخولها قبل ان يغادر متجها نحو مكتب سلطان ...وصل بعد 20 دقيقة ليستقبله مساعد سلطان عند الباب و يصطحبه الي غرفة الاجتماعات التي جلس سلطان علي احد مقاعدها بينما جلس سيف علي مقعد اخر و اصابعه تقفز علي لوحة مفاتيح حاسبه الالي ..
ما ان دخل عبدالله حتي اغلق مساعد سلطان الباب خلفه ..ليلقي عبدالله نظرة قلقة علي وجه سلطان الشاحب و الضمادة الضخمة التي تغطي قسما كبيرا من صدر سلطان ..و بقعة الدم الخفيفة التي تظهر من تحت الثوب الابيض الذي يرتديه ...
اوما سلطان لعبدالله بابتسامة قبل ان يقول له "الحمدلله" ..
ابتسم عبدالله قبل ان يجلس جوار سلطان الذي اشار لسيف باشارة البدء ..لتظلم القاعة الا من ضوء خافت صادر عن شاشة الحاسب الالي الذي يعمل عليه سيف للحظات قبل ان تضئ شاشة حائطية ضخمة و يقول سيف "مساعدك ارسل لي كل ملفات القضايا المشتركة بينكم ..و سويت مقارنة بينهم و بين الاحداث اللي صارت من لحظة الاعتداء عليكم لين السيارة المفخخه" ...
بدات صور متلاحقة في الظهور علي الشاشة الحائطية ..اسماء و تواريخ ..مواقع داخل المملكة و خارجها ..قبل ان تتوقف الصور و تبقي صورة جانبية ملتقطة من علي البعد لرجل لا تظهر ملامحه ...و الصورة لا تفاصيل عليها غير "ليون ..فرنسا..1423 " ..
توقفت الصورة علي الشاشة ليعلو صوت سيف "العملية المشتركة ما بينكم ...وقتها سلطان كان توه يبتدي في الجهاز و بو انور ..انت اخترته شخصيا لذي المهمه" ..
عقد سلطان حاجبيه و هو يتذكر تفاصيل تلك المهمة ..مهمته الاولي ...
قبل اكثر من 12 عام ..
وقف سلطان بطريقة عسكرية مشدودة ليقول له عبدالله بهدوء "اول شي في شغلنا هذا ما في لا تحيات و لا وقفات عسكرية جامدة .." استرخي سلطان في وقفته ليواصل عبدالله"مع انك راح تلاحظ ان في كثار من خلفيه عسكرية لكن ذا ما يمنع ان معنا مدنيين من مجالات مختلفه " ...
اشار لسلطان بالجلوس الي طاولة اجتماعات صغيرة في ركن المكتب قبل ان يدفع له ملفا اسود ..فتحه سلطان ليقرا الكلمات القليلة المكتوبة علي اول اوراقه ..كانت معلومات متفرقة عن صفقة اسلحة ضخمة ستمر عبر الحدود الشمالية للمملكة الي العراق ..الذي و بعد عام من الغزو الامريكي له سقط في صراعات داخلية و تسللت عدة جماعات ارهابية اليه تحت مسمي محاربة الغزو الامريكي ..فانتهي بهم الحال الي قتل الاف العراقيين الابرياء ..القي سلطان نظرة علي تفاصيل الشحنة ..كانت ضخمة ..ضخمة للغاية ..الاف المدافع الرشاشة من نوع حديث للغاية ..بضعة اطنان من الذخيرة ..الاف الكيلوغرامات من المتفجرات ..باختصار اسلحة ستؤدي لالتهاب المنطقة المشتعلة اساسا ..
عقد سلطان حاجبيه بتوتر و هو يقرا المعلومات المسجلة ..انتهي من القراءة ليرفع راسه لعبدالله قائلا "ليش عندنا كل تفاصيل الشحنه و ما عندنا معلومة واحده عن الوسيط او حتي تاريخ النقل؟؟" ..
تنهد عبدالله و هو يشرح لسلطان " المعلومات جابها واحد من رجالنا من المجموعه الموردة للسلاح ..و ذول مهمتهم انتهت في البحر لما سلموا الشحنه للوسيط اللي ما ندري عنه شي ..كل اللي نعرفه ان في موعد تسليم في ليون ..و نتوقع ان اللي بيروح لاجل يستلم فلوس عمليه كبيرة مثل هاذي بيكون البوس نفسه او واحد من رجاله اللي يعتمد عليهم " ..
استمر نقاشهم لساعة كامله قبل ان يضعا اللمسات الاخيرة علي خطة محكمة للقبض علي ايا كان من سيذهب لاتمام عملية استلام النقود ..
اخذ سلطان تفاصيل سفره لفرنسا بعد يومين ثم غادر المقر الامني متجها الي منزله ..و زوجته ..
الان ..
انتفض سلطان بخفه و هو يتنحنح مستاذنا ليخرج من غرفة الاجتماعات الي دورة المياه الملحقه ..غسل وجهه بماء بارد قبل ان يحرك كتفه ليزيد الم صدره ...نفض راسه من بقايا الماء و مرارة الذكريات ليعود الي غرفة الاجتماعات مرة ثانية ...و الذكريات تنساب رغما عنه ...

قبل اكثر من 12 عام ..
فتح باب منزله لتستقبله رائحة البخور ..ابتسم بانتعاش و هو يدخل و يغلق الباب خلفه ..وجد والدته في الصالة تتابع برنامج طبخ علي احدي القنوات ...ابتسمت لرؤيته ليقترب منها و يقبل راسها و كفها قبل ان يجلس جوارها ...ابعدت الدفتر و القلم اللذين كانت تكتب فيهما احدي الوصفات و هي تقرب راسه لحجرها ..ليستلقي و يغمض عينيه و هو يقبل يدها ...مررت يديها في راسه و هو يسالها "يمه سديم وينها عنك؟؟" ..
ضربته بخفة علي راسه و هي تقول بمرح "وش تبي فيها ؟؟..ما يكفيك امك؟؟" ..
لتعلو ضحكته و هو يقبل يدها مرة اخري "افاااا ..تكفيني و زود" ..
ابتسمت والدته و هي تقول بحنان "فديتها راحت غرفتكم من شوي ..احسها تعبانه اليوم" ..
اعتدل سلطان بسرعه و هو يسالها بجزع "وش فيها يمه؟؟" ..
نظرت له بغموض و هي تقول "مدري ..روح شوفها ..و الاحسن تاخذها المستشفي" ..
ركض سلطان و هو يصعد درجات السلم ليندفع الي جناحهما ..فتح باب غرفة النوم ليجدها مستلقية علي الفراش ..جلس جوارها و هو يقول بحنان "سديم ..سدييم" ..
رفرفت رموشها للحظات قبل ان تفتح عينيها و ترتيم ابتسامة عذبة علي ثغرها و هي تهمس "حبيبي" ..
وضع كفه علي جبينها و هو يقيس حرارتها لتنزلق يده الي خدها و هو يسالها "وش فيك ؟؟امي تقول انك تعبانه" ..
امالت وجهها لتقبل باطن كفه و هي تقول بعذوبة "تعب بسيط و راح " ..
اعتدلت لتنهض ليمنعها بيديه علي كتفها و هو يقول بقلق "نروح المستشفي؟؟" ..
هزت راسها و ابتسامتها تتسع لتقول "لا حبيبي ما يحتاج " ..
نظر لها بحب و هو يقول لها "اكيد ؟؟" ..
غرقت في عينيه و هي تقول "اكيد حبيبي" ..
اقترب منها او اقتربت منه ليلتقط شفتيها في قبلة انصهرا فيها جسدا و روحا ...
اذن العصر لينهض سلطان بخفه و هو يضع راس سديم المتوسد صدره علي الوسادة ..طبع قبلة حانية علي خد سديم التي ابتسمت و هي تفتح عينيها لتحمر بخجل دفع ابتسامة الي شفتي سلطان ..ليقتنص من ثغرها قبلة خاطفة قبل ان يتجه الي الحمام ..خرج بعد 10 دقائق ليجدها اخرجت ثوبه و اغراضه ليرتديها و يخرج الي المسجد القريب لاداء الصلاة ...
عاد الي المنزل ليجد سديم ووالدته و امامهما القهوة ..جلس معهما لدقائق قبل ان يقول "باسافر بعد باكر ان شاء الله المغرب ..و يمكن اطول" ..
حملت سديم الدلة الذهبية و نهضت مغمغمة "باجدد القهوة ..بردت" ..
نظر سلطان خلفها و هو يجيب علي سؤال ولدته "دورة يمه " ..
نهض لاحقا بتلك التي هربت تاركا والدته تقول بضيق "يا يمه وش ذي الدورات اللي كل مرة في بلد " ..
دخل الي المطبخ متوقعا ان يجدها تبكي ليفاجا بها متماسكة و هي تعد دلة قهوة جديدة ..احتضنها من الخلف ليهمس في اذنها "ليش هربتي" ..
حاولت ان تفك يديه عن خصرها ليشدد قبضته قليلا قبل ان تقول "ما هربت" ..
ادارها لتواجهه ..رفع ذقنها باصبعه لتنحدر دموعها علي خدها ..مسحها بشفتيه و هو يقول "ليش البكا؟؟" ..
دفنت وجهها في صدره و هي تقول بصوت باك "اخاف عليك ..اخاف تروح و ما ترد" ..
احتضنها بقوة و هو يردد في اذنها عبارات مهدئة ووعود بالعودة باسرع ما يمكنه ..فهي تعرف طبيعة عمله الخطرة ..اصاباته المتعددة في مهمتين سابقتين و التي رات اثارها علي جسده اجبرته علي ان يخبرها ...
تركها حتي هدات قبل ان يخرج ليجلس مع والدته قليلا ...
سافر بعد ذلك بيومين ..ووصل الي ليون ..و انغمس في مهمته الجديدة ...المهمة الوحيدةالتي لم يكن نجاحه فيها كاملا ..
قبضوا علي مندوب الجماعة الارهابية و عرفوا منه نقطة استلام الشحنه علي بعد 10 كيلومترات من الحدود ..و لكن الوسيط اختفي كشبح ..حتي المراقبين الذين كانوا في المنطقة لم يتمكنوا سوي من التقاط صورة بعيدة غير واضحة لرجل لم يتمكنوا من تحديد شخصيته قط ..و عاد هو الي المملكة ليفجع بهروب زوجته ..تركت له رسالة تنتخيه فيها ليطلقها ..و غادرت المملكة باكملها الي الكويت حيث احد اخوالها الذي اتصل به بعد ايام مطالب بورقة طلاقها ..الطلاق الذي كاد يرفضه لولا ان خالها قال له "ما تنجبر روحن علي روح يا سلطان" ..
ليطلقها و يرسل ورقة طلاقها الي خالها ...و تظل سديم جرحا في قلبه ..يذكره بخسارته المزدوجة ...

الان...القي سلطان جسده بارهاق علي احد المقاعد لينظر له عبدالله بعطف قبل ان ينهض و يقول "روح ارتاح و بكرة ان شاء الله نكمل" ..
لم يعترض سلطان ..فهو يتالم ..و مرهق ..و ذكرياته استنزفته بشدة..