لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-07-16, 08:22 PM   المشاركة رقم: 7246
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة
مشرفة روائع من عبق الرومانسية
كاتبة مبدعة
سيدة العطاء


البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148401
المشاركات: 25,150
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسن الخلق تم تعطيل التقييم
نقاط التقييم: 137607

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسن الخلق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: رواية .. ترنيمة عذاب سلسلة أسياد الغرام لعبير قائد .. مكتمله

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قراء ترنيمة عذاب هلموا هلموا
اميرتنا الحلوه اهدتنا خاتمه جديده للروايه
اجمعوا هنا حالا لمعرفة التطورات الجديده


الخاتمة
هل انتهينا أم أن انتهاء العذاب أولى..
بعد شهر..
مدينة دبي ..
الاستعدادات على أوجها , المنزل الكبير يشتعل بالأضواء والفرح يعم الجميع..
انه الفرح الذي طال انتظاره..
ابتسامات توزع والترتيبات مستمرة على قدم وساق..
انه زفاف الجساس والصوانة ♥
-هل يبدو جيداً؟؟
تمتمت بحذر وهي تستدير لتقابل عيني زوجها الذي ارتفع حاجبه بحنان:
-تبدين جميلة.
عادت لتنظر في مرآتها وتنفث ضيقها من بين شفتيها , فثوبها باللون الفستقي لم يُخفي تكور بطنها ولا الوزن الزائد الذي اكتسبته, بسبب ضغطها المرتفع طيلة الفترة الماضية والذي سيرافقها حتى الولادة كما يبدو, اقترب منها زوجها بينما تهمس بنبرة مخنوقة:
-أبدو بدينة؟
ثم يحوطها بذراعيه من الخلف قائلاً:
-تبدين جميلة.. مثيرة وغاية في الأناقة سلطانة.
تنهدت سارة ومالت على ركان هامسة بضيق:
-يزداد وزني باستمرار.. ولا شيء يناسبني بعد اليوم أنا بحاجة لخزانة جديدة.
ضحك بتسلية وغمرها بين ذراعيه:
-يسعدني على الدوام أن أخرج معكِ للتسوق.
استدارت وتعلقت بربطة عنقه وغمغمت بدلال:
-هل ستحبني الى الأبد ركان؟
تساؤلها حمل عدم ثقة جعل قلبه ينقبض بألم, ولكنه يفهم.. هو السبب بعدم ثقتها والتي لن تستعيدها بهذه السرعة ولا السهول, انه يحتاج للوقت, والصبر كي تثق به كما كانت.. وأكثر.
-حتى الأبد يا سلطانة قلبي وروحي.. هل لديك شك؟
رفت بعينيها وهزت رأسها والذنب يلون وجنتيها بحمرة خفيفة جعلته يتنهد وينزل رأسه ليقضم من وجنتها بخفة جعلتها تشهق قبل أن تسلم ذائبة:
-أعشق هذا الوزن الزائد, لم تكن لديكِ وجنتين من قبل يا دبدوبتي.
حاولت التراجع ساخطة وبدأت تضرب صدره بقبضتيها وهو يضحك بعلو صوته لتجد نفسه مضطرة أن تشاركه الضحك على استحياء..
-متى تريدين الخروج للسوق؟
سأل بحنان لتجيب بلهفة:
-غداً.. سنكون قد انتهينا من زواج جساس وصوان.
-حاضر.. أنت تأمرين وأنا أنفذ.
ابتسمت وقبلته بنعومة وهي تعقد ذراعيها حول عنقه بتملك..
ليس من السهل أن نستعيد الثقة.. قد تمر علينا لحظات تهتز قناعاتنا ونشعر بالأرض تنهار تحت أقدامنا, وقد يفرض علينا الحب بعض من التنازلات التي لا يجب أن نتجاوزها, لا يجب أن نساوم عليها..
سنعطي الثقة ولكننا لن نضع رقابنا تحت السكين.. سنكون حذرين ونحافظ على مالدينا بكل قوة وإصرار, مانملكه هو حقنا, ولدينا كل الحق في القتال من اجله..
مهما كانت السبل والنتائج..
على أن لا نؤذي أحدٍ في طريقنا.. إلا من يقف عقبة لنــا..
~~~
وفي البهو كانت تقف وسط فاطمة والخالة سعاد وتصرخ بحنق:
-لا لا هذا ليس جيداً.. اللافتة هذه يجب أن تعلق هنا.. من الغبي الذي وضعها فوق الثريا.
-أحد العمال بنيتي ومن سيكون سواه..
قالت فاطمة ضاحكة.. لتزفر بحنق وتتلفت حولها بأعصاب تغلي:
-يجب ان أفعل كل شيء بنفسي.. هؤلاء لا يفهمون أبسط التعليمات..
راقبتها فاطمة وسعاد بحذر.. أحضرت سلماً متوسط الدجات وتسلقت بخفة..
-ترنيم بنيتي انزلي سوف تقعين.
هتفت سعاد بقلق, لتزفر ترنيم بضيق وهي تقف على أخر درجات السلم ولا تكاد تصل الى مبتغاها.. تباً تباً لقصر قامتها وقصر ذراعيها,..
-لم لا يصنعون سلماً لقصار القامة؟؟
صرخت بحنق وهي تشوح بذراعيها لتشهق بذعر وقدميها تتركان السلم وترتفعان فجأة وصوت متهكم يقول من أسفلها:
-أستغفر الله العظيم, من سمح لقصيرتي بالتسلق, ماذا لو وقعت وضاعت تحت أحد المقاعد؟
نظرت أسفلها بعينين متسعتين لترى أوس يحيط بفخذيها ويرفعها لتصل لمبتغاها فهتفت بحنق:
-أنزلني أوس.
رفع حاجبه بمكر :
-انا في قمة الراحة..
-أوس يا حبيبي.. اذا لم تنزلني الان سنقع كلينا وتتكسر عظامنا.
هتفت بغل ليضحك هاتفاً بخبث:
-ويجمعنا جبس واحد.. الفكرة تروقني من الأن.
رفعت رأسها وصرخت بغيظ يغطي احمرار وجهها من وقاحته وصاحت لفاطمة:
-ماما فاطمة أرجوكِ..
هزت فاطمة كتفيها ومضت تقول بهدوء:
-وما شأني بكما, تتشاجرا كالأطفال وحين نحاول الصلح نجد أنكما أكثر من السمن على العسل.
شهقت ترنيم وضيقت عينيها لتخلي فاطمة عنها ثم فكرت باستغلال الموقف, فعدلت من وضع اللافتة وأبعدتها عن الثريا ومن ثم عادت لزوجها الذي لا بد أنه قد فقد جزءاً من عقله:
-والأن كابتن هلا تركتني لأنزل.
لامست كفه ساقها بنعومة وهو يقول بابتسامة:
-وأفوت على نفسي هذا الموقع.. والمنظر.. والملمس؟؟
كانت عيناه تلتهمانها بلا تحفظ من مكمنه أسفلها مما جعلها تحمر بقوة وتبدأ فعلاً بالانزعاج وخصوصاً أنهما في البهو وأي من العمال أو اقرباءه قد يدخل فجأة:
-أوس إن لم تتركني الأن فأقسم أن أُسقط الثريا هذه على رأسك.
ضحك بقوة وبالكاد حافظ على توازنه وهو يكاد يختنق بكلماته:
-رباااه ترنيم, خذي بي شفقة مما أصاب رأسي المسكين.. ألا يكفيه؟
زمت شفتيها بتوتر وهتفت:
-اذاً أنزلني أوس.. أنا جادة أنزلني في الحال.
اتسعت ابتسامته وتجاهل شهقتها المرعوبة وهو يطوح بها لتستلقي على كتفه وساقيها تتحركان في الهواء بينما يقفز هو عن السلم بخفة ويتحرك صوب الباب قائلاً لعمته:
-سوف نغيب بعض الوقت عمتي.. ربما لن نظهر حتى المساء..
ضحكت فاطمة وأشاحت بوجهها عنهما بينما تصرخ ترنيم بحنق وبلا توقف وتضرب ظهره بذراعيها تطالبه بالتوقف وانزالها ولكنه لم يفعل..
استمر يحملها عبر الحديقة الخلفية الصغيرة نحو عريشة من الورد تخفي خلفها أرجوحة قماشية مخصصة لفردين.. وهناك أفلتها لتصرخ بوجهه:
-هل جننت أخيراً أوس؟
قبض على ذراعيها بتملك وقربه منه وهمس بصوت أجش:
-ماذا كنتِ تفعلين معلقة على السلم وساقيك مكشوفة للعلن؟؟
شحب وجهها وهي ترى عاصفة تلوح خلف عينيه لتهمس ببراءة:
-أنا أرتدي ثوباً ساتراً.
زمجر:
-وأنت واقفة على الأرض وليس وأنت معلقة في الهواء, ثم مالذي كنتِ تفعلينه فوق؟؟ هل جننتِ ترنيم؟؟ أنسيتِ أنك حامل؟؟
هتف بغيظ لتكشر رغماً عنها بابتسامة تجتاحها ما أن يذكر أمر حملها الذي أخفوه عن الجميع حتى يحصلا على تأكيد طبيب بدل الفحص المنزلي:
-وأنت نسيت أنني حامل حين حملتني رأساً على عقب.. الآن أنا وابنك مصابان بالدوار.
همست مغيظة قبل أن تلف وتلقي بنفسها على صدره فيتلقفها ويحملها بين ذراعيه دون عناء ويجلسا معاً على الأرجوحة قائلاً بمرح:
-مجنونة.. أنت فتاة مجنونة..
عانقته بحنان وهمست لشفتيه:
-مجنونة بحبك كابتن..
حملت عيناه حزناً خفياً:
-لم أعد الكابتن ترنيم.. هل نسيتِ؟
تنهدت وقبلت وجنته قبل أن تريح رأسها على كتفه وتتذكر كيف أن أصابته بعمى جزئي في عينه اليسرى تسببت أن يفقد وظيفته كطيار, وأنه سخر خبرته للعمل في شركة الملاحة التي تملكها عائلته وأصبح موظفاً لا علاقة له بالتحليق سوى بكونه مسافراً.. حتى طائرته وولف.. تركها في حظيرة الطائرات الخاصة بشركة الملاحة على أمل أنه في يوم ما ربما يتمكن من قيادتها...
ولكنه لن يستطيع أن ينكر أنه يعيش أجمل أيامه معها..
ترنيمته التي أعادت لحياته توازنها وسعادتها.. بل فرحته كلها تلخصت بها.. قصيرته المجنونة..
نور عينيه الذي غطى على كل السواد الذي كان يعيشه, وتركه في بركة من نور ساطع تغشاه.
-هل تشعر بالحنين؟
تساءلت بغصة ليظهر تساؤله في عينيه فتهمس:
-للطيران.. للتحليق..
ابتسم ورد دون مواربة أو تردد:
-حين اكون معكِ.. بين ذراعيك كما الآن.. أشعر أنني أحلق في السماء السابعة ترنيمتي..
تألقت عينيها فقابلها بابتسامة ناعمة:
-أخبريني بالله عليكِ عن طيار وصل الى حيث وصلت اليه انا؟!!
هزت رأسها تنفي.. ثم همست:
-لم لا نذهب بعيداً بعض الوقت؟
ضاقت العقدة بين حاجبيه:
-الى أين تريدين الذهاب؟
-الى أي مكان.. لا يهمني .. كل ما أريده هو أن نبقى معاً.
ثم رفعت عينيها لعينيه وهمست:
-أريد الذهاب لروما.. منزل كمالة أريد أن ألقي عليه نظره.

 
 

 

عرض البوم صور حسن الخلق   رد مع اقتباس
قديم 22-07-16, 08:23 PM   المشاركة رقم: 7247
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة
مشرفة روائع من عبق الرومانسية
كاتبة مبدعة
سيدة العطاء


البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148401
المشاركات: 25,150
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسن الخلق تم تعطيل التقييم
نقاط التقييم: 137607

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسن الخلق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: رواية .. ترنيمة عذاب سلسلة أسياد الغرام لعبير قائد .. مكتمله

 
دعوه لزيارة موضوعي

-ماذا تريدين أن تفعلي به؟
-لا اعلم بعد.. ربما أقوم بتأجيره.. أشعر بالحيرة.
-لا بأس .. سنفكر بشيء ما معاً.
قال بحنان لتومئ ثم تقول:
-وأريد الذهاب الى بحيرة تريفي, لأخر مرة.
ظهرت حيرته لتبتسم وتميل على صدره:
-ستعرف في وقتها حبيبي.
-كما تريدين ترنيمتي.. سننتهي من زواج صوان والجساس وبعدها نجهز لرحلتنا.
ابتسمت بسعادة لتفهمه اللامحدود, بساطته في تعامله معها, كانت مدللته, وهي تعشق أن تتدلل, وهو كان يجيد تدليلها..
أحاطها بذراعيه بقوة لتتأوه بألم:
-أنت تؤلمني أووسي..
رفع حاجبه بمكر:
-اقتربي أكثر وسيخف الألم.
رمقته بحدة وهتفت:
-تحشم نحن في الحديقة.
غمز لها بخبث:
-وحدنا ولا احد يجرؤ على الاقتراب من هذه الجهة, والأن ماذا علي أن أفعل لتعطيني دفعة على الحساب..؟
مطت شفتيها ورفعت عينيها تدعي التفكير بينما تعقد كفيها على صدره, وتنظر في عينيه مطولاً وتلككت:
-سوفليه..
رفع حاجبه وهتف بحنق:
-اليوم؟؟
لعقت شفتيها بنهم وهي تومئ ليفقد سيطرته على نفسه ويغرق في الضحك:
-لا تضحك علي, لقد رفضت اعطائي الوصفة, وعليك تحمل نزواتي.. ثم أنني حامل.. وهذا..
-يكفي .. يكفي ..
هتف ضاحكاً وهو يرفع ذراعيه في الهواء:
-سأفعل لكِ ما تريدين.. أعطني فقط بعض الوقت.. حتى نهاية الحفل.
ضيقت عينيها ورفعت اصبعها محذرة:
-هذا وعـد؟
مال برأسه ليسند جبينه لجبينها وهمس بحب:
-أعدك ترنيم,, سأكون الى الأبد بالقرب منك, سأهتم بكِ وأراعيك ولن أتسبب يوم بأذيتك.. سأدافع عنكِ بحياتي, وأعطيك كل ما تشتهيه نفسك يا غرامي.
-أوسي أيها المحتال أنت تعرف أننا في الحديقة.
همست متأرجحة بين الذوبان في غرامها والغيظ منه ليبتسم بسعادة حقيقية:
-أنت ترنيمتي,, ملكي.. ومهما حدث فلن أتوقف يوماً عن التعبير لكِ عما أشعر به وما أحسه نحوكِ سواءاً كنا وحدنا.. أو وسط حشد.. في بيتنا أو في الشارع.. أتفهمين؟!
همهمت برضا عن كونها تفهم وتفهم.. ثم غابت بين ذراعيه.. ونسيت كل شيء عداه..
***
وفي الفيلا ذاك المساء..
كان ينتهي من ارتداء قميصه الأبيض حين سمع الطرقات على باب غرفته..
-تفضل ..
صاح بتوتر وعاد ينهمك في ارتداء باقي ملابسه حين سع نقرات الكعب العالي على الرخام.. التفت بسرعة وتوسعت عيناه بصدمة..
-ماذا تفعلين هنا؟
شهق بالسؤال وهو يرى اقتراب صوان متدثرة بعباءة واسعة وقد تركت شعرها ينسدل حتى خصرها في تموجات رائعة..
-أتيت لأراك.
قالت بابتسامة فحاول جهده الحفاظ على منظره المتزمت:
-صوان.. لقد اتفقنا .. لا لقاءات سرية ولا لقاءات في الظلمة حتى زواجنا.
زمت شفتيها وهتفت بحنق:
-نحن متزوجان منذ دهر.
رفع يده وقال بصرامة:
-بعد حفل الزفاف.
-ان هذا سخيف.
هتفت غاضبة وهي تضرب قدمها بالارض ليرفع حاجبيه ويهتف:
-هل أنت متلهفة سيدة صوان؟؟
زمت شفتيها وقالت بحنق:
-بل أشعر بالسخف.. هذا الحفل سخيف.. اصرارك على اقامته أسخف.. كيف أزف الى رجل وأنا أحمل طفله بين أحشائي.. انظر..
وفتحت عباءتها ليظهر تحتها ثوبها الأبيض القصير وقد برز بطنها مكوراً تحت القماش المطرز ارتفع حاجباه وهو يتأمل ثوبها الناعم بتطريزه الناعم والتموجات الشقية التي تتلاعب بإغراء فوق ركبتيها كاشفة عن ساقين بلانهاية مغلفتين بنعومة جوارب شفافة لامعة ثم ذلك الحذاء الأحمر.. !!
عروس بفستان أبيض وحذاء أحمر..
عروس أحلامه الخيالية..
ابتسم وقال بحنان:
-أنتِ تبدين جميلة صوانة, جميلة جداً حبيبتي.
احتقن وجهها بالحمرة وكادت تغرق معه في كلماته وتنسى ماجائت لأجله ولكنها عادت لعقلها ورفعت ذراعها بتهديد:
-لا تحاول مغالطتي, لا تحرف تفكيري جساس.. ثم أحاطت بطنها تبرزها لعينيها أكثر وهتفت بحنق:
-أنظر اليّ أُزف وبطني تسبقني.
قهقه بمرح واقترب منها يحيط خصرها الممتلئ بذراعه:
-وما أجمل من أن تحملي ثمرة حبنا ونزف بها؟؟ انه تقليد جديد..
-لا جساس.. على جثتي.
-بعيد الشر.
زجرها بعنف لترتمي بين ذراعيه وتهتف برجاء:
-أرجوك جساس.. أتوسل اليك.. رباااه ألم تشتق الي..
ثم اقتربت تتنشق رائحته بجنون:
-لقد مضى وقت طويل حبيبي.. طويل جداً.
قبض على ذراعيها بقوة وتصارعت في نفسه رغبة البقاء قربها برغبة تحقيق حلمها الذي تنكره اليوم بالزفاف.. حتى الثوب أحضره لها.. بعد أن رفضت القيام بأي شيء لتجهيز نفسها..
ولكنه لم يسكت.. لقد أرادت عرساً وهو أراد ان يعلم العالم الأجمع أنها أصبحت زوجته حتى لو عنى هذا أن يقيما فرحاً بعد شهور من اتمام زواجهما..
-لقد دعونا جميع أهلنا واقاربنا.
قال بتردد جعلها تنتفض بنصر صغير وهي تزم شفتيها بتمثيل:
-ويرضيك أن يراني الجميع هكذا؟؟ يسخرون مني.. !!
-لا احد يجرؤ على السخرية منكِ , سأحطم فكه وأنزل له طقم أسنانه.
هتف بغلظة ليقفز قلبها لوعة لأجله فتقرب نفسها منه أكثر:
-نحن نرتدي ملابس الزفاف.. تماماً كما أردت حبيبي, لنذهب الأن, شهر العسل بانتظارنا.
-جنتي.. هذا جنون.. والدينا سوف يعلقانني من قدميّ.
رف قلبها للفظ الجنة الذي لا ينفك يقولها لها منذ مصالحتهما في المشفى..
-أنا سأقف معك..
همست تشجعه ثم ابتعدت عنه تتهادى أمامه بالثوب الأبيض القصير وساقيها المديدتين بالحذاء الأحمر, قبل أن تستدير نحوه بأناقة وتهمس:
-سوف تضيع الوقت.. ونعود الى منزلنا أخر الليل مرهقين.. متعبين .. ننام على الفور.
-ومن سيسمح لكِ بالنوم؟
زمجر بتوتر لتهز كتفيها العاريتين وتقول بلا مبالاة:
-الطبيب منعني من السهر والارهاق لوقت متأخر.
-تباً له.
-انه يريد صالحي..
هتفت بغيظ ثم أشاحت عنه وهمست بدلال:
-ويبدو انه الوحيد الذي يفعل..
اندفع نحوها وأدارها اليه:
-مالذي تريدينه صوانة؟
زمت شفتيها وهمست:
-لنهرب..
اتسعت عيناه بذهول ففردت ذراعيها قائلة بحماس:
-ألم تهددني يوماً بالاختطاف؟؟ هيا ها أنا الآن أماامك.. اخطفني..
وتلككت أخر كلماته لتصيب هدفها مباشرة.. وبدون تردد كان يلبسها عباءتها غصباً ومتجاهلاً ضحكاتها المرتبكة:
-فليذهب الحفل للجحيم, والدي سلطان عليه أن يكيف نفسه على الأمر.
كان يحملها بين ذراعيه ويمضي بها من باب خلفي صغير.. نحو الظلام.. حين هتفت مغيظة:
-والحفل؟؟ من سيحيي الحفل؟
-ولم لدينا أخوة؟؟ فليهتف سيف وأوس بالحفل.. فليفعلا مايحلو لهما, لقد تأخرنا كثيراً من الأساس.
-أنت مجنون..
هتفت ضاحكة وهي تتشبث بقميصه الذي لم يكمل ارتداءه ليهتف بحنق:
-اصمتي صوان, أنت تقودينني للجنون؟
وسارع للخروج من الغرفة.. متسللاً بعيداً عن الضوضاء والصخب القادم من قاعة الاحتفالات التي نصبتها عائلته في استقبال الزوار الخارجي..
وبعد ساعتين..
كانت القاعة التي ضجت بالضيوف قبل دقائق فقط.. خالية على عروشها..
ووسط هذا كان حسن الشيب يقف بعينين محمرتين ووجه مكفهر وهو يصرخ:
-سوف اعلقه من قدميه..

 
 

 

عرض البوم صور حسن الخلق   رد مع اقتباس
قديم 22-07-16, 08:24 PM   المشاركة رقم: 7248
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة
مشرفة روائع من عبق الرومانسية
كاتبة مبدعة
سيدة العطاء


البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148401
المشاركات: 25,150
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسن الخلق تم تعطيل التقييم
نقاط التقييم: 137607

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسن الخلق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: رواية .. ترنيمة عذاب سلسلة أسياد الغرام لعبير قائد .. مكتمله

 
دعوه لزيارة موضوعي

أخفى أوس ضحكته ومضى ينظر للسقف بينما والده يهتف بحنق:
-يستأهل, وأنا سأعلقه معك..
-توقفا أنتما الاثنان.. كيف تقولا هذا الكلام عن جساس..
هتفت توبا باندهاش ثم أضافت بغضب:
-هو لم يخطف خطيفة .. انها زوجته وكل ما يفعله من حقه.
-ليس من حقه أن يفعل وقد دعونا نصف المدينة.
هتف نضال بغلظة لترفع اصبعها محذرة:
-أنت بالذات حبيبي.. لا تفتي في هذا الموضوع.
احتقن وجه نضال وأطبق شفتيه بعنف لتضحك فاطمة عالياً ثم تهتف:
-توقفوا جميعاً..
التفت الانظار اليها بانتباه ترتسم على وجهها نظرات حالمة وهي تعانق ذراع حسن زوجها وتسند رأسها على كتفه قائلة:
-اتركوهما لبعض الوقت.. انهما بحاجة للانفراد لوقت طويل, يكفي ماعانياه معاً, ألاتظنون؟
تبادل الجميع النظرات وصمتوا لبرهة قبل أن يقطع أوس الصمت وينهض جاذباً ترنيم خلفه:
-في هذه الحالة لا فائدة من بقائنا هنا, فليعد كلٌ الى بيته, أنا وترنيم لدينا رحلة في مساء الغد, سنودعكم الآن جميعاً.
ابتسمت ترنيم بشغف وهي تودع عائلته وتعانق سلمى وسارة وبالأخص العمة فاطمة التي همست في أذنها:
-اعتني بنفسك جيداً ولا توافقيه على أفكاره الجنونية على الدوام.
ابتسمت بخجل واومأت للمرأة التي ربت زوجها وتعتبره ابنها الذي لم تلده, كانت تعرف أنه قد أخبرها بأمر حملها, وكيف لا.. كان يحاول نشر بهجته حيثما كان كي لا يصاب بالتخمة وينفجر على حد قوله, ولكنها تتفهم قوله لفاطمة بالذات, هي نفسها تعتبرها كأم.
-لا تخافي ماما فاطمة سأكون حذرة.
ابتسمت لها فاطمة وقبلت وجنتيها وأوصتها بزوجها ونفسها مجدداً ثم التفتت لأوس الذي عانقها بقوة وهو يرجوها بخفوت ألا ترهق نفسها وأن تتبع تعاليم الأطباء وتواظب على علاجها..
بعد أيام..
مصر.. المنصورة ..
استقبله البواب كالعادة بكل بشر وترحيب, وسبقه في الصعود الى الشقة العليا, لاحظ في طريقه أن المشغل مقفل..
تنهد واستمر بطريقه الى حيث فتح الباب واستقبلته النظرات الذاهلة..
-مرحباً شيماء, أين هي أمي؟
قال جساس بتوتر لتتلعثم الشيماء وهي تخبره أن والدته في غرفتها.. وقبل أن يتحرك كلمته:
-جساس هل أنت بخير؟
التفت اليها وعقد حاجبيه يفكر بالسؤال ثم ابتسم بتوتر:
-أنا لم أكن بحالة أفضل بحياتي.
ابتلعت شيماء ريقها وهمست بنبرة باكية:
-خالتي ليست بخير.
عبس للحظة ثم اندفع لغرفة والدته دون أن يكلف نفسه عناء الطرق على بابها, كانت ترقد على فراشها وعينيها في عالم أخر..
_أمي؟!!
انتفضت نرجس بقوة واستدارت اليه.. عينيها تتسعان بقوة تكاد تحتل وجهها.. لم يصدق أن هذا الشبح الذي لم يره لمدة قصيرة فقط.. تكون أمه؟!! لقد فقدت نصف وزنها تقريباً..
وجهها شاحب هزيل.. عينيها تلمعان بدموع حبيسة..
-جساااس؟!!
تمتمت غير مصدقة ليسرع ويرتمي بين ذراعيها, احتواها بقوة وقبل رأسها بعمق ثم همس بألم صادق:
سامحيني أمي.. لم أستطع المجيء قبل الأن..
-أنت بخير؟!
همست بذهول وهي تتحسس وجهه ليومئ فتبكي بارتياح وهي تعانقه تحمدالله بلا توقف..
-سامحني بني.. أرجوك ان تسامحني..
اغلق عينيه بقوة.. يسامح؟؟
ربما لا يستطيع أن يغفر كلياً ماعرف مؤخراً أنها فعلته.. ولكنه لا يقدر على لااستمرار بالغضب والألم.. لم يخبره والده أو سيف مافعلته أمه.. ولا حتى صوان, كان الشيخ الذي يقرأ عليه هو من أخبره .. الشيخ الذي حذره من تناول طعام أو شراب لا يعرف مصدرهما.. الشيخ الذي طلب منه قراءة سورة البقرة يومياً ليقيه من السحر وعمائله.. حينها أدرك..
لم يكرهها أبداً.. لقد شعر بالغضب وليس أي شيء أخر.. انه غاضب.. حانق..
ولكنها أمه.. أمه الحبيبة فكيف يكرهها أو يعاملها بسوء. تنهد بقوة وابعدها عنه للحظة هاتفاً:
-أنا بخير يا حبيبة القلب, أنا في رحلة شهر العسل مع زوجتي.
تجهم وجهها ولم ترد فابتسم:
-أعرف أنك لا تحبين صوان, وربما هي كذلك.. ولكنك امي.. وهي زوجتي.. لن أسمح لأحداكما أن تؤذي الأخرى أتفهمين أماه؟!
-افعل مايحلو لك بني.. لقد انتهت ايامي.. ومن الأفضل أن أبقى بعيدة. هكذا تعيشان براحة بعيداً عني.
ابتسم لمحاولتها المثيرة للشفقة:
-أنت أمي.. وأنت مسؤولة مني الأن, سأحاول ان أرضيك حبيبتي, ولكنني ابداً لن أؤذيك.. أو أسمح لأحد ان يفعل. ثقي بي.
نظرت له بأسى ثم سألته:
-هل جاءت معك؟
اومأ ثم قال:
-سنغادر الى اسطنبول بعد أربع ساعات, انها تنتظرني في فندق هل تودين زيارتها؟
عبست فضحك بجفاء ونهض قائلاً بحزم:
-لقد أردت رؤيتك أمي, للاطمئنان ولتعرفي أننا حولك مهما حصل, لذا..
-ألن تبقى بعد؟
هتفت بلهفة ليبتسم ويقترب ليقبل وجنتيها هامساً بحزم:
-أخبرتك أنني في رحلة شهر العسل أمي.. حين نخطط للعودة أعدك أن أعود اليكِ وأن ابقى معكِ بعض الوقت.
ابتلعت ريقها وهمهمت:
-أتعدني؟
-لقد وعدتك بالفعل.
ثم عاد يقبل رأسها ويودعها باقتضاب..
لقد انتهكت امه كل الخطوط الحمراء بما فعلته لتفرق بينه وبين زوجته متناسية ان كل ضرر وعمل سحر لا يتم الا بإذن الله, وربنا كما يبدو لم يأذن بما كانت تخطط له.. لقد حفظه وحفظ له زوجته..
نعمته وجنته التي لن يفرط بها بعد الآن ولن يسمح لأحد أن يقترب منها..
وأمه على رأسه.. ولكن بعيداً كل البعد عن عائلته الصغيرة التي تنتظره بلهفة ..
***
رومـا ..
نافورة تريفي..
كانت تقف عابسة .. عينيها على المياه المتدفقة من بين التماثيل التي تحرس الأمنيات تحت أقواس من الحجارة المنقوشة .. محاولة السيطرة على دقات قلبها, تحتضن مذكراتها وتمعن النظر في الماء المتدفق أمامها, أخذت نفساً عميقاً ونظرت لأوس الواقف الى جوارها وقد ظللت عيناه نظارة سوداء قاتمة تحميه من أشعة الشمس, وتخفي عنها بعض من مشاعره, شبكت أصابعها بأصابعه وتقدمت نحو حافة النافورة, وبمساعدة جسد أوس الطويل كانت تتخطى المرتادين الكثر والسواح للنافورة, وصلت الى الحافة وكعادتها في كل عام, انحنت على السور وبكل هدوء غمست المذكرات في المياه والتي تكفلت بتقليب صفحات عام كامل من الأحداث.. من الألام والدموع.. كان عاماً قصيراً جداً.. انتهى قبل الأوان, ولكنه انتهى.. فصل من حياتها انتهى والى الأبد.
أخرجت المذكرات بعد دقائق.. لفتها بحرص بحقيبة من النايلون, لتشعر بذراعي أوس تحوطها بقوة أغمضت عينيها محاولة السيطرة على دموعها بينما يهمس لها برفق:
-لنعد الى البيت حبيبتي.
-اومأت بتصلب وتركته يقودها الى منزل كمالة عبر الأزقة العبقة بروائح البهارات الهندية والأصوات العالية.. المتاجر الضيقة, والبسطات الخشبية التي تعج بالمصوغات الرخيصة ..
الباب الخشبي القديم فتحه أوس بسهولة.. ومضى بترنيم لتجلس على أريكة بسيطة ثم احكم اغلاقه, وعاد اليها ليجلس القرفصاء أمامها وعينيه تتمعنان في عينيها الزائغة بحرص:
-هل أنت بخير؟!
تنهدت ونظرت الى الحقيبة التي تحتوي على المذكرات ثم رفعت عينيها لأوس وهمست مختنقة:
-لم أعد أريدها.
عقد حاجبيه:
-أأنت واثقة ياحبيبتي؟
-نعم أوس.
همست بارتجاف, وترقرقت عينيها بالدموع قائلة:
-لم تحمل سوى الذكريات السيئة, وأنا لم , أنا لم أعد أريد أن أتذكر.
لاحت على شفتيه شبه ابتسامة ثم نهض على عقبيه وقبل قمة رأسها هامساً بخشونة:
-سنتخلص منها معاً.
راقبته يتوجه نحو المدفأة الجدارية فقالت محذرة:
-أوسي.. هذه المدفأة لم تفتح منذ وفاة كمالة قبل شهور.
-لا تقلقي..
همس مبتسماً.. وسرعان ماكانت النار تشتعل في الخشب وتقرقع بخفوت ..
اشار لها أن تقترب ففعلت وتقرفصت بين ساقيه الطويلتين وراقبته يحرك الخشب لتشتعل النار أكثر.
-هيا ترنيم.. أحرقيها بيديكِ.
تنهدت وترددت للحظة قبل أن تحسم ترددها وتبدأ بتقطيع الصفحات المبلولة وترميها في النار الواحدة تلو الأخرى..
راقبت ألسنة اللهب تتصاعد بجشع لتبتلع الورقات التي تشبعت بالماء .. لا ترحمها وانما تزيدها المياه ضراوة..
ساعدها أوس بصمت وتراكمت الأوراق والنار تستعر أكثر.. سعلت ترنيم .. وأدرك أوس أن الأدخنة تتراكم ولا تخرج من أعلى المدخنة كما يجب..
-انتظري..
نهض وبدأ يتفقد فتحة المدخة السفلية بسنار طويل لتحذره ترنيم:
-أووسي..لا تفعل هذا..
-لا تقلقي ترنيمة انا اعرف ما افعل.
راقبت بصمت..كان يحاول التأكد من فتحة المدخنة السفلية وهي تناديه محذرة ولكن ذلك الكبرياء الرجولي الأحمق:
-ترنيم اصمتي وشاهدي كيف يتصرف رجال الشيب.
سمعت صوتاً مزعجاً عالياً جعلها تهب من مكانها وتتراجع وهي تنادي اسمه ولكنه لم يأبه لتحذيرها.. وسرعان ماكان هناك كومة من مخلفات وسخام تسقط من المدخنة على النار لتنتشر الأدخنة والرماد بجنون حولهما جعل ترنيم تصرخ ما بين الجزع والضحك المجنون وهي ترى أوس وقد غطاه السخام من رأسه لأخمص قدميه وشعره الأسود أصبح رمادياً كشعر أبيه وهو يحاول التراجع من النار التي تطايرت حوله ولسعت السجاد والأرض الخشبية..

 
 

 

عرض البوم صور حسن الخلق   رد مع اقتباس
قديم 22-07-16, 08:24 PM   المشاركة رقم: 7249
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة
مشرفة روائع من عبق الرومانسية
كاتبة مبدعة
سيدة العطاء


البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148401
المشاركات: 25,150
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسن الخلق تم تعطيل التقييم
نقاط التقييم: 137607

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسن الخلق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: رواية .. ترنيمة عذاب سلسلة أسياد الغرام لعبير قائد .. مكتمله

 
دعوه لزيارة موضوعي

تعالى صوت ترنيم وقد توقفت ضحكاتها وهي تراه ينهض مغطى بالسواد.. سعاله لا يتوقف:
-يالهي أووس هل أنت بخير؟
لم يرد كان يتحرك بعيداً عن النار, بعيداً عن الدخان والسخام.. تلقفته بين يديها وهمست بقلق:
-أووسي حبيبي تكلم معي..
كانت عيناه مغلقتان بقوة همس بكلمة واحدة قبل أن يعاود اغلاق فمه بقوة..
"حمام"
اتسعت عينيها وقادته مسرعة نحو الحمام, وهناك فتحت صنبور المياه ليضع كفيه ويملؤهما ويغسل فمه الذي امتلأ بالرماد, ويتنشق لينظف أنفه.. راقبته بقلق وهو يغسل عينيه بحرص..
كان بخير..
تنهدت بحنان ثم تراجعت بصمت..
غسل أوس وجهه وعينيه وبدأ يفتحهما مرمشاً بقوة.. ورآهاه حينها.. تقف أمامه والضحكة تشق حلقها وعيناها المشاغبتان تضحكان بشقاوة رفع حاجبيه وهتف بغلظة:
-تسخرين مني؟
رفعت حاجبها بمكر وهمست مقلدة أسلوبه بطريقة ساخرة:
- ترنيم اصمتي وشاهدي كيف يتصرف رجال الشيب.
ضاقت عيناه وهو يزمجر بسخط بينما تهمس بحنق:
-كنت سأخبرك لو أعطيتني الفرصة أن المدخنة معيوبة, وأن عمتي دائمة الشكوى منها.
وضاقت حدقاتها وهي تقاوم الضحك:
-ولكن لا.. مستحيل..وانظرالنتيجة.
اشارت اليه ولنفسها التي لم تسلم من السخام ليتقدم نحوها بهدوء قائلاً:
-أنت متسخة مثلي..
-وغلطة من هذه؟؟
هتفت ساخرة وهي تتراجع للخلف الا أنه سرعان ما قفز ليقبض على ذراعيها وهي تقاومه ضاحكة الا أنه لم يمهلها مرغ كفه في خصلات شعره وعاد ليلطخ وجهها وهي لا تقوى على الافلات أو حتى التوقف عن الضحك..
-تضحكين عليّ يا سيدة ترنيم؟؟ سوف تدفعين الثمن.
همس لأذنها بخشونة مثيرة جعلتها ترتجف وهو يسحقها على صدره ويقبلها بعنف بينما يدفعها للخلف حتى ارتطمت ساقيها بطرف المغطس.. ولم يكسر أوس تواصلهما لحظة.. حتى حين حملها بين ذراعيه وأنزلها بداخله.. حاولت التحرر ولكنه لم يفلتها.. لم يحررها.. تاركاً عقلها يعود للاستسلام في غيمة من مشاعر مهتاجة تتقاذفهما من ناحية للأخرى, لاتزال قبلته.. تأخذها لعوالم أخرى.. ترفع بها ساقها وتدور في حلقات بين بتلات الأزهار, تحت وابل من الألعاب النارية الملونة..
كأميرة في قصة خيالية التقت أميرها بعد عذاب.. وعاشت معه في سعادة الى أبد الآبدين..
ولكن من قال أن رجال الشيب قد يتركون السخرية منهم دون انتقام..
ونزل عليها انتقامه بارداً..
اتسعت عينيها وصرخت ولكنه لم يفلتها لتكون الضحكة العميقة من نصيبه هو حين تحرر من قبلتها وهو يغرقها تحت رذاذ الماء ليغرقهما بلا مقدمات .. فتتشبث بقبة قميصه وتدفن صرخاتها المتفاجأة في عنقه..
بعد ساعات..
لامست ترنيم الخشب المصقول بعناية.. لايزال يحتفظ بقوته ورونقه, لمعانه استعاده بعد ان نظفته بعناية.. واعتنت بأوتاره..
ثم رفعت عينيا تتأمل الشقة وقد نظفتها مع أوس حتى عادت تلمع من جديد.. وأثناء التنظيف وجدت هذا الكمان القديم..
كان يخصها منذ زمن.. وظنت ان أوس قد تخلص منه؟!
-هل تعزفين عليه؟
ثقلت نظراتها وهمست:
-أنا لم أعزف منذ دهور..
رفع حاجبه وتساءل:
-ولاحتى لجلي؟!
-لا أعرف ان كنت أستطيع؟
-لن تعرفي حتى تحاولي.
قال بتشجيع لتظهر نظرة الشك في عينيها, ولكنها لم تكن لتدع الشك يدخل عالمها من جديد, ليس وهي تحظى بحب أقوى رجل في العالم, الرجل الذي حارب العالم كله لأجلها,, لم تعد ترنيم الخائفة والهاربة.. هو جعلها أقوى.
يستحق منها أن تحاول ليس لها.. بل له.
رفعت الكمان على كتفها وبعصاه بدأت تختبر الأوتار ثم تعود فتضبطها بخبرة..
راقبها بفخر.. نظرة الحزم والقوة في عينيها جعلته يغرم بها من جديد, يعشقها من بداية السطر..
رفعت ترنيم رأسها ووجدته ينظر لها بإمعان فاحمرت وجنتيها بقوة وخفضت نظرتها, أسندت ذقنها لكمانها وبدأت تختبر قوة الاوتار من جديد.. اغلقت عينيها وبدأت تحرك عصا الكمان بتردد في البداية.. تعرف أن بعض النغمات تخرج بنشاز عن الطريقة التي يجب أن يتم بها الأمر, توقفت بتردد وفتحت عينيها لتراه يراقبها بتشجيع وعينين متسعتين ثم يهمس:
-لن تنجحي حتى تحاولي ترنيم.
ابتلعت ريقها واغمضت عينيها وعادت تعزف بحركات بطيئة أرسلت نغمات حزينة الى مسامعه.. وكررتها بقوة.. عدة مرات.. حتى أتقنتها من جديد..
ثم تغيرت استراتيجيتها.. والحركات ازدادت سرعة, قوة وثقة.. نغمات طويلة متعالية تتناقص بخفة وتتراقص حولهما بافراط.. ابتسمت وفتحت عينيها وأصابعها تتحرك متلاعبة بالوتر برقة فراشة ودقة فنان محترف..
التقت عينيه.. واغرقت عينيها بالدموع لنظرة الفخر في عينيه, والحركة المتناغمة التي يحرك بها قدمه استجابة للترنيمة العذبة التي تعزفها وقد تخلصت من عذابها وبدأت رحلتها السعيدة.. بخطى ثابتة قوية.
***
بعد أربعة أشهر تقريباً..
ميلان..
تصاعد بكاء قوي من غرفة الولادة في ذلك المستشفى الصغير خارج مدينة ميلان, جعل الرجل الأشقر الصامد طيلة التسع ساعات كاملة التي قضتها زوجته في الطلق ينهار أخيراً وهو يحمد الله بلا توقف..
-مبارك لكما ركان.
قالها أوس بسعادة وارتياح حقيقي حين خرج الطبيب يهنئهما بسلامة الأم ومولودها بعد الولادة الطويلة والصعبة..
-ألم يكن من الأفضل أن تلد بقيصرية؟
همست ترنيم بخوف وهي تتحسس بطنها التي بالكاد تجاوزت الشهر الخامس وكانت بالكاد تظهر تحت كومة الملابس التي ارتدتها تقيها البرد القارص في تلك الأيام من العام, ليقول ركان بسخط:
-سارة المجنونة وهوسها بمنظرها, لقد رفضت العملية ولم ترضى أن تشوه بشرتها بمشرط الجراحة.
-زوجتك مجنونة.. انها قمة الجبل الجليدي كما تعلم ركان.. الجنون الحقيقي لم يظهر بعد.
همس جساس بسخرية لتلكزه صوان في خاصرته بحنق ثم قالت لركان:
-انها خائفة.. لا تصدق ما يقوله لك هذا الرجل.. سارة خائفة.
نعم كانت خائفة.. شكاكة..
نهض وتبع الطبيب الذي قاده مباشرة الى غرفة سارة حيث كانت مستلقية ترفض حمل طفلها المولود ودموعها تسكبها بلا توقف:
-أريد زوجي..
همست بألم فاستجاب لها بنعومة:
-أنا هنا سلطانة.. أنا هنا ياجميلتي..
فتحت ذراعيها ليسرع ويرفعها بحنو نحوه, يغمر وجهها الباكي في صدره وهو يقول بحنان:
-لقد انتهى الأمر حبيبتي, انتهى الأمر.
-لقد تألمت كثيراً.
بكت بمرارة وهي تتشبث بقميصه.. وتشهق بعلو صوتها, لم يرد أن يضحك.. أوه هي لن تسامحه لو فعل.. تنهد وعانقها بصمت وتركها لتفرغ كل انفعالاتها على صدره.. وبعد دقائق همس لها:
-ألا تريدين رؤية مسبب تعبك وألمك؟؟
حركت رأسها ورفعته له.. كان وجهها متورماً بفعل اضطرابات الضغط التي رافقتها طيلة الحمل وتسببت لها بالكثير من المشكلات والتي دفعت الطبيب في كثير من الأحيان للتفكير بانهاء الحمل حفاظاً على صحتها, ولكنها كانت قوية للغاية ولم تستسلم ولم توافق..
اومأت له فأشار للممرضة بالاقتراب واحضار الصغير.. كان أشقراً بعينين رماديتين واسعتين..
-انه فاتن..
همست سارة منتحبة.. ليرد ركان بفخر وهو يفسل له مكاناً على صدره بينه وبين والدته:
-انه أمير الصغير..
رفعت حاجبها باعتراض فتراقص حاجبيه لتبتسم رغم دموعها وتحني رأسها تتنشق رائحة طفلها الذي عانت الأمرين للحصول عليه ولم تستسلم قط.. ركان من ناحية أخرى كان يعرف تماماً ماتمر به.. ثقتها به والتي استعادها بصعوبة ويحافظ عليها بشق الانفس بسبب طبيعة عمله, ورغم أنها تشاركه الاعمال بشكل كامل الا ان قلقها وشكوكها خصوصاً بعدما ازداد وزنها بسبب الحمل وقلة ثقتها بنفسها قد ساهما بالتوتر في حياتهما ولكنه أكثر نضجاً الأن. أكثر بكثير..
ربما خسر عائلته من قبل ولكن.. الحياة تعطينا الفرصة تلو الأخرى .. ونحن من علينا أن نحارب ونغتنمها كي لا تفلت من بين أيدينا مرة بعد مرة ..
حياته الجديدة كانت بين يديه والان عليه هو الحفاظ عليها.
تمت بحمد الله
عبير محمد قائد


رابط تحميل الروايه الجديد

http://www.mediafire.com/download/ve...ب+عبيرقائد.pdf

 
 

 

عرض البوم صور حسن الخلق   رد مع اقتباس
قديم 22-07-16, 09:57 PM   المشاركة رقم: 7250
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,029
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبير قائد المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: رواية .. ترنيمة عذاب سلسلة أسياد الغرام لعبير قائد .. مكتمله

 

نهاية جميلة جدا

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجزء الرابع من سلسلة اسياد الغرام, الكاتبة عبير قائد, اسياد الغرام, اوس سلطان الشيب, ترنيمة عذاب, بقايا همس, شيوخ لا تعترف بالغزل, قسم روايات عبق الرومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t199231.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 14-02-16 06:10 PM
Untitled document This thread Refback 11-09-15 11:35 AM


الساعة الآن 01:49 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية