بسم الله الرحمن الرحيم ...
:
:
به دجل يملى الحواري به كذوب في الجوامع طوّل اللحية لسلطة ماهو سنة والا طوع..
به نفاق وفاق حده مالقى في الناس رادع به صدق موجود لكن مهمل وماله شيوع..
به شعوبٍ ضاع املها تكره الفعل المضارع تلقى في الماضي عزاها اما حاضرها يلوع..
:
:
:
:
الجزء التاسع ..
:
:
ياله من حلم سعيد ...من شدة فقدها حتى رائحة الحلم الجميله لا زالت تغمرها ..لقد تعبت من الوحدة والنبذ حقا ...مسحت دموعها بأطراف أناملها ...فتحتها ..ألتفتت حولها وقد فضحت اضاءة الممر ملامح الغرفه الواسعه ..التي غرقت برائحة حلمها ..
كانت ترقد على سرير على غير عادتها ...عندها ألتففت ..لم تقاوم دموعها وابتسامتها الحزينه ..تأملت جدتها النائمه بكل راحه ...جدتها نعم ...جدتها ....أم أبيها ....أبيها رجل حياتها الوحيد ...
:
:
:
لا تعلم كم لبثت تتأملها ...فقط تتأملها وخلى ذهنها من الذكريات والحزن والآلم ...فقط راقبتها ...
شعرت بحركة خارج غرفة جدتها ...مثلت النوم لا اراديا ...لحظات حتى سمعت أذان الفجر ...
صوته قريب للغايه ...ومريح ...أقنعها بأنها في واقع تماما ...عندها سمعت صوتا خلفها ...
ينادي بحنان ...."يا قوت ....الصلاة الظاهر مارقدتوا الا اخر الليل ...."
:
:
أبتسمت للصوت الا انها خجلت ان تلتفت ....عندها تحركت جدتها جالسه ...وهي تذكر الله ...."هذاني قمت الله يحفظك ...."
:
:
كل هذا وهي مغلقه عينيها ....عندها سمعت صوتا ليس لجدها أبدا ...لكنته جميله ليست سعودية ابدا رغم انها بدويه ...."جده اسلم عليش ...."
:
أوقفته تلك بحديثها ...."ولد ....صوم معنا اليوم لا فطرت امشي .."
:
الا انها توترت من صوته الذي يبدو قريبا وكأنه يقف قرب الباب ...."ياجده امي واخواتي هنا تسلي بهم وبروح طيران لاتخافين بترك الموتر هنا مهاب بيأخذني المدينة معاه ....يومين وارجع لش واخذ علومش يازينتهم انتي افداش ...."
:
:
ودعته بدعواتها ....شعرت بلمساتها الحنونة وقبلاتها ....انهم يمارسون حياتهم الطبيعيه حولها ويالها من حياة زاخمه باللحظات العائليه ...
سمعتها وهي تهمس لها تحثها للصلاة .....عندها فتحت عينيها ...تأملت جدتها التي كانت تتأملها بحنان ...
مدت يدها وهي تقبل باطنها ...تأملت الحناء فيها ....لطالما لفتها الا انها لم تضعه يوما ...فليس لديها جده تضعه له ...
:
:
أستقامت جالسه وهي تراقب جدتها تخرج من السرير وتستحثها للحاق بها ...قفزت لا ارديا كطفلها صغيره يسيرها حماسها خشية أن تفوت لحظه واحده ...
:
:
::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كان يرقد بتعب ...فقد كانت ليلته بالامس حافله للغايه ...شعر بصداع مؤلم وهو يفتح عينه ...أغلقها متأثرا بالضوء الذي اقتحم الغرفه من الممر ...تأفف وهو يتقلب ...لقد افرط في الشرب حقا بالامس ...
:
:
أعطى الضوء ظهره ..فتح عينيه لم يستوعب مايراه امامه حتى أرتجف جالسا هلعا ...متى رأه أخر مره ..هل ازداد ضخامه ام انه يتهيأ له ..يا الله أخر مرة التقى فيه عند رجوعه من الخارج ...متعبا ونحيلا وعاجزا ...
في الكرسي بالقرب من السرير ...كان يجلس يضع رجليه فوق بعضها بوقارة المعتاد الفارض نفسه ..ويمد يده اليمنى يسند بها عصاته ...
يرتدي قميص أسود وبنطال رمادي ...
:
:
لم يحدثه ...طال الصمت بينهم يحمد ربه انه لا يرى عينياه وما ينويه ...مد ذاك يده لمفتاح الاضاءة القريب ...فحس الأخر بأن عينيه تحترق ...
:
:
همس ...."وليد ....."
:
لازال يضع يديه على عينيه ...انه لايتوهم قد سمع صوته حقا ......تردد غير مصدق ...."خالي صياف ...."
:
:
رغم تعبة الا ان جسده قوي للغايه لن يقدر هذا المتخبط ابدا على هزمه مع برنامجه الرياضي وغذاءة الصحى ....
لم يحتاج الى وقت حتى يرديه ارضا بشفاة نازفه ويد مخلوعه ....
:
:
وكأن هذا ماينقصه ...أقترب منه ...فمؤخرا لم يعد صعبا عليه الا الحركات الدقيقه ..والحديث المنمق ...وشيء من استعادة الذاكرة ..
:
:
أقترب منه ..كان وليد يلتوى ارضا متأثرا بما أقدم عليه ذاك الضخم ....وقف بالقرب منه ...كان تنفسه غير منتظم فقد مر وقت طويل عن نشاط له كهذا ....أخرج من جيبه قلم ..بيد مرتجفه فهو لا يطلق على نفسه متحكم تام في يده اليمين ..وقد حدد وقت عملية للاعصاب بها قريبا ...
:
:
رماه بالقرب من ذاك ..وأخرج ورقة كُتب بها شيء ما ..فمنصبه وابناء اخته يجعل منهم يخرجون ورقه مهمه كهذه في لحظات ..
جر شعر ذاك ليرفع رأسه ....وضع الورقه بيده اليسار أمامه ......همس ...."وقع ..."سكت مطولا ....واعقب ...."يالرخمه ..."
:
:
تألم ذاك بقوة ...وهو يوقع غير واعي بما يحدث ...فهو لازال لم يجمع اداركه بما حوله بعد أن كان في عز نومة الأثم المنهك ....يعود شخص نسيه منذ زمن ليلقنه درس بالكاد يعرف ماسببه ...
أخذ الورقه وهو يدفع رأسه للأمام بقوه ....
ألقى نظره على الغرفه بشئ من انتقاد و تقزز ....أغلق مفتاح الاضاءة بيسارة وهو يضع يمينه في جيبه كعادته ليخفى ارتجافها ...
مسح يده في ملابسه وهو يلتفت له متأوها خلفه ...."كـ..."سكت وهله ليركز ....ثم أعقب ..."كمل ...نومـ...ـمك ..."
::
راقب أختفاءة متألما ...وكعادته قديما عندما يخطئ يبرحه ضربا ويتركه مكانه ..متى عاد صياف ولم يكن متنبها له ....ولما كان كل هذا ....؟؟تذكر بعد وهلة وقد عاد اليه ذهنه المغيب .."بخوت ..."
:
:::::::::::::::::::::::::
لم ينظر خلفه وهو يركب السيارة ويأمر السائق بالانطلاق ...لم يغعل هذا سوى بعد رؤيته دموع أخته الخجله ..وان كانت المغدورة يتيمه الا يحق لها ان تعيش بكرامة يال لأبن أخته الارعن الاحمق...
:
:
لقد كان الامس أخر أيام شعبان ..وبعد أن عاد من صلاة التروايح فتح مصحفه وجلس في عرزالة وقد خي الظلام تماما الا من الاضاءات الموزعه تنكسر على سعف النخيل حول المكان ...
وفراشات ظلت طريقها واهدتت أخيرا بالضوء...الجو لطيف نظرا لرطوبة التربه ...ونسمات هادئة بالكاد تحرك اوراق الشجر ..
:
:
وكعادته يقرأ القرأن بصوت شبه مسموع طريقه اتخذها مع نفسه ليعود نفسه على الحديث بدون تأتأة مجددا ..
:
ألتفتت خلفه لحظات حتى أطل عمران مع الباب تبادلا السلام وجلس بالقرب منه ....
:
:
نظر الي عيني أبن أخته هناك حديثا ما فيها...وبعد الحديث المتفرق أفشى له ما يؤرقه ويخجله ....
أستقام في جلوسة المتاح بغضب غير مصدق لم يتوقع بأن وليد لازال يتصرف بهذه الطريقه بل انه اسوء حتى مما تخيل يوما ..
:
:
عندها اعقب عمران ...."أنا قلت بقول لصياف ....ونقرر كيف نتصرف معاه لأن تعرف لو تركنا الامر للشرطه بيتدخل عمي صلاح ويحل الامور كلها ..."
:
:
هز رأسه بتفهم ....وفي ذهنه العقاب والحل قد تجليا ....."خـ..خله ...علي ...مـ..ماقصرت ..يابو رافد ...."
:
:
أنتظر حتى خروج عمران ..وذهب الى بيت أخته حتى رأها على ما زاد من حدة غضبه على ذاك وما أجبره على كسر رهبانيته وصومعته التي ألتزم بها طويلا ....
:
:
وقرر أن يتصرف معه شخصيا ..فلا يتعض او يخاف وليد الا منه ...نظرا لماضيه الحافل معه ...
:
::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
غضن جبينه لصوت متقطع ازعجه فتح عينيه كذيب يراقب منطقته ...أستمع الى نحيبها الهادئ الحزين ....
والرجاء في صوتها المكتوم من وراء الباب .....
:
:
جلست وهي تسند نفسها على الباب ....."متعب الله يخليك اذا تسمعين افتح الباب ...بأنجن ....مكاني مو هنا ....انا اش سويت عشان تحبسني كذا ....خرجني ....أروح لدار الاملاحظه ....ولا لليمن ادور خوالي بس افتح لي الله يخليك ...."
:
:
رفع حاجبه بقل صبر لما تقوله هذه الجاهله ...كان سيتجاهلها الا انه لم يستطع عندما سمعها تشتكي ...."متعب ......مو قادرة اتنفس افتح الباب ...."
:
:
خفت صوتها في آخر جملتها ....عاد للأستلقاء ...توقع ان تعود للطرق في أي لحظه ...الا انها تأخرت عما يتوقع ...
:
:
ساوره الشك ...أخذ المفتاح من المنضده ...أدخله وأدار القفل ...أنتظر ردة فلعلها الا انه لم يحدث شيء ...
عندها ايقن بأنه يجب ان يدخل ....دفع الباب للدخول ..كان ورائه عائق ...بخفه دفعه ...فأنفتح الباب على مصراعية ...لم يكن هناك احدهم في الغرفه ...دخل فلم يجدها ...أين تكون قد ذهبت ...
ألتفت خلفه الى الباب أقترب وهو يبعده وكأنة سيغلقه ...صدم مما رأى غضن جبينه ..منظرها كان محزناً للغايه وهي تتوسد الارض الباردة بضعف ....أخذته الرأفه وهو يقترب منها ...
كانت مستلقيه على جانبها الايمن وقد غطى شعرها محياها وتبعثر حولها ...كانت ترتدي قميصه ...خجل لمنظرها التي كما يبدو هي لاترضى به ..ولا يرضى به رجل غيور ...جر الغطاء من على السرير بخفه وهو يغطيها ...
حاول ان يرفعها مع عضدها الايسر وقد تشبثت بضعف بيدها اليمنى في فتحتة صدر القميص ...
نعومة عضدها الواهن في يده جعله ينتبه الى كدمات متفرقه تغطيه ...ضغط على مرفقها يستشعر نبضها الضعيف الذي بالكاد يصل له ...
أبعد شعرها عن وجهها ...كانت كطفل محموم يغط في نومه الاخير ..وقد أحمرت خديها وجفنيها واستقرت رمشيها الطويلة بهدوء وسكينه ...
مرر يده على خدها انها ساخنه للغايه ...أبعد يدها عن القميص ليسهل له حملها لسرير ...ألا انه توقف عما يفعل ...جر فتحتة القميص الواسعه عليها اين تنتهي هذه الكدمة ...؟؟ صعق للونها الداكن واتساع مساحتها ...لهذا لا تتنفس ...ما الذي ورط نفسه به ..
:
:
وقف مسرعها متجه الى الخزانه وهو يفتحها ويبحث عن شيئا ما ....ألم تتركي شيئا يساعد زوجك يارفيده ....؟؟
:
:
وجد عباءة أخيرا لم يضن بأنه سيجدها جرها مسرعها ...أتجه اليها ...شعور ابوته طغى عليه وهو يرفعها بحنان لا يعلم كيف غطى جسدها بالعباءة ..رتب شعرها الذي لازال رطب الا انه لم يعلم كيف يتصرف معه ...
:
:
فتح الباب و لبس ثوبه ..ثم عاد لها ..وضع يديه تحتها ورفعها الى صدره حملها وهو يقف ..أخذ نفسا عميقا ...وخرج بها بهدوء نزل السلم بخفه ...نادى السائق ..نظر الى ملامحها الهادئة بين يديه ...
عدل من وضعها فأطرق رأسها بين رقبته وكتفه ...أقترب السائق هلعا من المنظر الا انه لم يرفعه عينه يعلم تماما ما مبدأ رئيسه من هذا ...
فتح له باب السياره ....وضعها في المرتبه الخلفيه ...مالذي وضعت نفسك فيه يا متعب ..؟؟مالذي ستجره لك هذه الغريبه .....؟؟
جر العباءة ليغطي انكشاف ساقيها ....ركب السياره أدار المحرك وارتدى نظارتة الشمسيه وانطلق بأقصى سرعه لأقرب مستشفى خاص ....
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كان يجلس بملل ومزاج سيء ....يقلب أيميل ما قد ورده للتو ....وقد وضع غترته وعقاله على ركبته ...
غلل أنامله في شعره وهو يتنهد ...ألتفتت الى ابن عمته ...كان بكامل اناقته المعهودة وثوبه القطري الذي يميزه ...
سارحا يراقب الطريق وهو من كان يقود السياره بأصرار منه فمهاب عاد بالامس من طريق سفر....
معد ...ما القصص التي يخبيها معد ؟؟لماذا لم الاحظ تغيره طوال هذه السنوات ...
بدأ الحديث وهو يغلق هاتفه ..."خير من كان امس عند جدي ....؟؟مارجعت الا حزة السحور وراسي مدري كيف مادخلت اسلم ...."
:
:
أبتسم معد وهو يلتفت له ...."تصدق انت دايم أخر واحد يوصله العلم ....الظاهر الغربة خربتك ..."
:
:
ضحك بكسل لقولة الذي اقتبسه من قول جدته قوت ....الا ان ذاك أعقب ...."بنت خالي رباح ..."
:
تثاوب ذاك بكسل وهو ينظر للطريق ...."ماشاء الله ...."الا انه استوعب ....."نعم عمي رباح ....عنده بنت ؟؟ياشيب عينك ياعمي صخر ....من جدك يامعد؟؟"
:
:
لم يلتفت له وهو يراقب الطريق ...."و اكذب عليك ليش ....؟؟نصرة أفدا طاريها هالنصرة هي من جاب العلم ...."
:
غضن جبينه وهو يستمع الى قصة معد الموجزه .....لا يكاد يصدق ما يقال له الا ان عائلته لا تتقن في الحياة الا التفرد بالقصص الغريبه ...
:
:
همس بعدم اهتمام وهو لايعجبه هذا المبدأ في عائلته ابدا ...."ماشاء الله ...خليني ادق على جدتي ابراك لها لاتقعد تلومني شهر قدام ..."
:
:
طلبها مره لم ترد فأغلق هاتفه بلا مبالاة ...."أكلمها اليوم بالليل ....تصدق ضايق من بدر ....أعود الحقك الدوحه ...."
:
:
أبتسم ذاك ..."الله يحيك بيتي خاوي العروش يبي لي خوي ...."
:
:
أبتسم مهاب وهو يعلم الى أين سيأخذه الحديث ....ضحك معد بملل من الموضوع اياه ...."يا ليل اصرارك يامهاب...تراك توك اللي اقتنعت بالموضوع .....تزوج انت ثم جب ولد سميه معد ومعد ان شاء الله بيخلف بنت ....وهالبنيه محجوزة لي ...ها رضيت ...؟؟"
:
:
ضحك ذاك ...."اعوذ بالله ...وش ذنبها البنت ...خذ من بنات نصرة ...نصرة بالذات اللي ماعندها مانع تزوجك بنتها لو عمرك 90 ..."
:
:
همس مبتسما ...."نصره شيخه طيب فعايلها يسبقها ....آه يانصره ...."
:
:
سكت مهاب للحظه وهو يلتفت له ...."معد ....نصره ؟؟"
:
:
ضحك معد وهو يلتفت له بضحكته الفاتنه المعهوده ..."نصره عاد يا مهاب ....؟؟يالله صباح خير الغربه لعبت بمخك ...."
:
:
أخذ ذاك نفسا عميقا قد يكون جاهلا بمسائل الغرام لكن لابد بأن هناك وراء معد انثى ما ...."أجل من يامعد ...؟؟لاتحسب اني ما اعرفك ....أول كان موضوعك الاول والاخير تبي تتزوج وعالنا بمواصفات الحبيبه وفجأة عزوف غير مبرر ...الشنب ذا مهوب على رجال ان كنت ماتحب ....."
:
:
غضن جبينه بجديه ...."مهاب ....الموضوع ذا رجاء ماعاد ينفتح معاي ...أحب ..ما احب ...موضوع راجع لي ...."
:
:
التفت ذاك الى الطريق ....."قناعاتك وعنادك ...مالي فيك ..."
:
:
تكدر خاطره وهو يراقب الطريق المشمس بشيء من سرحان .....هل أنا أحب حقا ؟؟
:
:
و لم يريح موضوع الحديث كليهما ..فقررا تخطيه ..
::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أغلقت مصحفها وهي تراقب صغيرتيها...يتناولن وجبتهن ويتبادلن حديث طفولي ما ...أبتسمت ..هي تود النوم حقا لكنها لن تتركهن وحدهن ...
:
:
وقفت متجهه الى المرآة ..سرحت شعرها الرطب ..وهي تراقبهن فيها ..زينتها المعتاده ..عطرها ..كحلها ..وذهبها ...في أخر لمساتها مر ذاك من خلفها ..وقد هم بحزم حقيبته ...
ألتفتت له غير مصدقه ...."وين أن شاء الله...؟؟"
:
تفقد جيوبه وهو لا ينظر لها ....."بسافر ...وين يعني ؟؟"
:
نظرت الى عيني ابنتيها الحزينه ......"بندر ....اسبوع لك غايب ...وقبله اسبوعين ....واللحين بتسافر ....بناتك حرام وحشتهم ...."
:
:
رفع عيينه بقل صبر ..."أش هالكلام ....ترى مايفهون ذيلا للحين ....وحشتهم قال ..."
:
هم بالخروج ...وقد تركن الصغيرات كل مابيدهن الصغيره وهن يراقبنه ..أوقفته ...."على الاقل قول لهم مع السلامه ...ضمهم ...كلمهم ...."
:
:
أشار من عند الباب بأبتسامه مصطنعه ....."مع السلامه ..."قالها وهو يخرج ليغلق الباب بقوه خلفه ....
:
:
تبا له ولخذلانه ...التفتت لصغيريتها التي أمتلئت أعينهن بخيبة الامل وهن يلتفتن الى الشاشه خلفهم ...
كرهت نظرتهن هذه ....وكأن ماتشعر به لا يكفي ....أبتسمت لهن وهي تقترب ....وتستحثهن بقبلاتها وحنانها ...."هيا نروح لجده قوت ....بس اول خلصوا فطوركم ..."
:
:
أيدنها بقبلاتهن الصغيره وقد تحمسن للخروج ...انه لم يفكر لو لمرة واحده يخرجهن الى مكان ما ...نزهه ..او لعبه ..أو حتى قبله ...
يا لحزن طفلتيها الصغير ..تتمنى ان تحميهم من كل شيء حتى من اهمال ابيهم و تفاهته ..
:::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
خرجت من باب الغرفه التي تنام بها أمها ...تأملت الطابق الهادئ الممتد حولها وقد عمه السكون وصمت فخامته...وبالكاد قد أشرقت الشمس بالخارج ...
ورائحة العوده سكنت جدرانه ..لم تتوقع يوما بأن هذا وضع عائلة ابيها المعيشي ..نزلت الدرج بهدوء وهي تتأمل السقف العملاق بديكورة الفريد ...
قابلتها جدتها فتحت ذراعها لها مبتسمه أقتربت منها فقبلت رأسها ...أخذتها حتى الباب الخلفي ...فتحته وخرجت فلحقتها ...
بهتت وهي تراقب المكان الجميل ..للمرة الاولى تكون في مزرعه ...كانت خضراء غناء وأشجارها ضخمه قديمه ...
:
:
أبتسمت بحماس وهي تقترب الى الورد المديني الذي انتشر حول المكان ذكرها بأصيصها المتواضع الذي تركته خلفها ...الا ان هذه اجمل بأحجامها الكبيرة عبقها ولونها الوردي الخلاب ...
ألتفتت الى جدتها التي همت بالاهتمام بنباتتها ...تعلم الان عمن ورثت حب الورد ..ياسمين ..فل ..ورد مديني ..نعناع ..بشام ..و روائح أخرى جميله تغمر المكان المضلل ..وجدر حجري قديم في ركنه ....وبالقرب من الباب جلسة أرضيه مرتبه ...
:
:
تعلم اين تكون امها هذا الوقت..وقفت على الباب تراقب أبنة أخيها الوافده الجديده.. تجلس بجانب جدتها..ترتدي ثوبا قطنيا متواضع بلون بنفسجي وتركت خصلات شعرها النحاسية الحمراء وتموجاتها العريضه حول محياها فلمست الارض ...
:
:
يبدو بأن حياتها كانت صعبه حقا ...بلصقات الجروح حول اناملها الرقيقه الطويله ...والهالات في محجر عيينها العسلية الغائرة ..على الرغم من جمالها وحدة ملامحها وبشرتها كبياض الثلج ..الا الحزن والتعب أخذ منها مأخذا ...
أقتربت وهي تقبل رأس أمها ....."صباح الخير ياجوزيده اشوف امي مصحيتك بدري ...."
:
:
خجلت وهي تبعد نظراتها للورد ....."لا متعودة ...."
:
عندها دخلت نصرة المكان بألقها الفريد ...ألتفتت لها جوزيده ....انها تلفتها للغايه ...كانت تجمع عبائتها في يدها ولا زالت ترتدي نقابها ......"معد موجود ...؟؟"
:
هزت لها عمتها رأسها بالنفي ...."لا راح المدينه ...طيارته للدوحه اليوم ...."
:
نزعت نقابها وعبائتها وهي تأخذ نفسا عميقا ....."درب السلامه الله يحفظه ابو عبد العزيز ....."
:
:
تنهدت عمتها بضيق ...."ياعمري محد يناديها كذا غيرك ...الله يكتب له بنت الحلا عاجلا غير أجلا يارب ...."
:
:
أبتسمت جدتها ...."معد بنزوجه ثنتين سعودية وقطريه ....أدري به يحب الدلال وحده هنا و وحده هناك ....."
:
:
أبتسمت نصرة وقد سلمت على جوزيده وجلست بالقرب منها...."خليه يرضا بوحده يا جده هو بس ......"التفتت الى جوزيده ..."ياحي الله بياض الثلج ....صباح الخير عاد هذا احلى صباح عند جدتي صدقيني ....."
:
:
أبتسمت عمتها وهي تراقبها قد اغرمت بهذه الخجوله للغايه ...."والله جبتيها يانصره ...ماشاء الله لون بشرتها غريب ...."
:
:
التقفت جدتها يدها بهلع حنون ...."غريب وشبه ...هه وش زينها بنيتنا طيبه ...."
:
ضحكت نصره ....."ياجده ...مانقصد شيء ...هي بياضها غير عننا ...."
:
:
:::::::::::::::::
::::
جلست جدتها على الكرسي ...جلست بالقرب منها وهي تغرق بأحاديثهن الجميله ولهجتهن البدوية ...فقط راقبتهم بصمت اردات ان تتشبع بهم ...هي مشتاقه لكل هذا الشعور ...
أنضممن لهن بنات عمتها منوة وزوجه عمها ..الذي تسيت من هو من كثرتهم في الامس ...
:
أبتسمت عندما مدت جدتها يدها الى شعرها ترتبه ....عدلت من وضعها حتى يتسنح لها الوصول اليه سرحته لها في جديله طويله ومشدوده ....
قبلت يدها عندما انتهت منه ...راقبت ابنة نصرة الكبيرة تنظر لها بأستغراب ...
أبتسمت لها وهي تمدها بالوردة التي قطفتها وتركتها في يدها حتى فاحت رائحة احتضارها الجميله والتصقت بها ...
أقتربت الصغيره بتردد ..أخذدتها منها وهي تجلس بالقرب منها ...مدت يدها الصغيره الى شعرها ..قلبته في يدها ...
رفعت رأسها الى جوزيده التى راقبتها بغرام فهي تعشق الفتيات الصغيرات الا ان هذه لذيذه للغايه بشعرها الاسود عيينها الواسعه ورموشها الطويله فستانها الابيض وقطع ذهبها الصغيره ...
أبتسمت نصره الى ابنتها ....."طيف .....مين هاذي ....؟؟عاجبها شعرك ...."توجهت بالحديث الى جوزيده ...
أبتسمت جوزيده وهي تقبلها ...."ماشاء الله عليها بس ليش زعلانه ...."
:
:
راقبت تغير ملامح نصرة القويه ....."ابوها سافر ....وتقول وحشها ..."أعقبت وكأنها تحدث نفسها ...."طيف بدت تتكلم انه وحشها في بس نظرات ما بعد عرفت كيف تعبر ..."
:
:
أبتسمت جوزيده وهي تعدل شعر الصغيره ...."معليش بكرا بابا يرجع ....ويلعب معاكي ..صح ؟؟"
:
قالتها وهي تتذكر وعود امها لها عندما كان ابيها يطيل الغياب فهمت وجع هذه الصغيره فقد مرت به يوما ...
أبتسمت لها نصرة تغير سير الحديث وهي تعدل فستان ابنتها الصغرى ....."يشبهوني يا جوزيده ...."
:
:
أبتسمت جوزيده وهي تهز رأسها بالايجاب ...."ايوا نسختك ماشاء الله ....انتي شكلك غريب عن البقيه اصلا ...."
:
أخذت نصرة نفسا عميقا وهي تراقب انشغال الجمع حولهن وغياب جدتها ...."أمي من برى العيله ....اما لاحظي الباقين كلهم يشابهون بعض ..."
:
أستغربت جوزيده ...."ليش اللي امس مو امك و اخواتك...."قالتها وهي تستغرب من الرسميه التي شاهدتها بالامس ....
:
:
أجابتها نصره ....بشعور غير مفهوم ...."لا مرة ابوي ...وأخواتي ..يعني عاشو بعيد عننا ...فالعلاقه بيننا رسميه ....توهم يرجعون بدر بعد ما ابوي تقاعد .."
::
عضت جوزيده شفتيها وهي تسرح يبدو بأن الجميع لديه
قصص قديمه ....عندها تحدثت نصره ...."مهاب هو شقيقي من الاب والام ...بس ...."
:
:
غضنت جوزيده حاجبيها ...."مهاب ...معد ....نصره ....اسماء غريبه جدا ..."
:
ضحكت نصره بعذوبه ...."يعني جوزيده اللي نسمعه كل يوم ...."
:
أبتسمت جوزيده ..."لا والله ...حتى امي اسمها اهون من اسمي ...."
:
عندها تدخلت عمتها ...."امك ماشاء الله عليها تجنن حبيتها ...وتتكلم عربي ماشاء الله تمام ...."
هزت جوزيده رأسها بايجاب ...."ايوه امي تربت فتره من حياتها في سوريا ...عشان كذا ...."
:
:
شاركتها ابنة عمتها الحديث ...."ماعمرك رحتي تركيا ....؟؟"
:
هزت رأسها بالنفي ...."عمري ماطلعت من المدينه الا مره لمكه ....حتى امي اخر مره كانت بتركيا وهي طفله .."
:
تعجب الكل لم يتوقعوا بأن حالتها الماديه صعبه لهذه الدرجه ...أبتسمت لها نصره ..."زمان قبل اتزوج سافرت مره لتركيا مع مهاب ....مره انبسطت عاد مهاب بكل ديره له معارف ....أذكر سكنا عند اهل صاحبه كانوا عسل ماشاء الله ...."
:
:
تحسرت ابنة عمتها ...."ومن يوم ما اخذتي بندر ماعاد سافرتي ....ياحسرة ..."
:
لامتها امها بنظراتها عن حديثها ....غيرت الموضوع...."ان شاء الله بعد زواج وردة بنروح انا والبنات ....معد وعدنا يودينا وبناخذ جوزيده وامها ينبسطون معانا ..."
:
أبتسمت جوزيدا بحزن ساخر...."احتمال امي ماترجع لو وديتيها تركيا ...."
:
اجابتها عمتها بحنان ...."لو عندها اهل هناك من حقها ...الانسان ماله الا اهله يابنتي الغربه شينه اسأليني ...."
:
:
:::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
كان يجلس امام الباب وقد حدق به سارحا .....كره مافعلوه حتى يدخلونها من حظه ان اوراقها الرسميه لا زالت في السياره ...
:
:
خرجت الطبيبه تنظر اليه بعمليه ...."محرم الاخت جليلة ؟؟"
:
وقف بطوله الفارع بنظره أكملي ....."عندها شعر في القفص الصدري هو اللي سبب لها ضيق التنفس ...غير الهبوط والحمى ....قمنا باللازم بما يخص الضغط والحمى الحمد لله انه درجة حرارتها ماارتفعت عن المعتاد ....اما الشعر بنصرف لها دواء لكن ماهو مهم قد الراحه والغذاء الجيد وبيختفي من حاله لكن ماتقوم بأي مجهود رياضه او أحتكاك بأحد لانه واضح اللي فيها أثار ضربه او صدمه قويه ....وبس ....تقدر تخرج بعد ساعتين من الان ...."
:
:
أجابها وهو ينظر الى الباب ...."شكرا دكتورة ...."
:
:
نظر الى ساعته وهو يمرر يده بين خصلات شعره الرماديه بتعب ....تبقى ساعتين ونصف عن اذان المغرب أخذت الاشعه والاعتناء بها يومه بالكامل ....
:
يحتاج حقا الى النوم لكنه لن يتركها ...وعمله لقد اهمل عمله اليوم ...يغيب للمرة الاولى منذ سنوات استلامه المنصب...
تألم وهو يعدل يده اليسار ...فمكان الغرز يشعر بوخزات متباعده ..هو ايضا لم يراعي نفسه ..
:
:
:::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
رفعت سفرة الفطور ...قد كان يوما غريبا الا انها بنشاطاتها المعتادة ملئته بالروحانيه لاتحتاج أحدهم لتشعر بالايمان حولها ..
خرجت من المطبخ لترفع السفره في الصاله ...عادت الى الوارء وهي تراقب خروج ابن عمتها ماجد ....أغلق الباب خلفه اتجهت الى الصالة ..كان سليم لازال يأكل ...وعمتها تراقب عمها سعد بنظرات غريبه ...وقد انهى ذاك مابيده للتو ...
وقف وهو يوجه حديثه لابن اخته ...."أنت ....انقلع الشارع بنام لا اسمع لك صوت ....صحيني للسحور ..."قال جملته الاخيره وهو يلتفت لأخته ...
همست بخضوع ..."حاظر ..."
:
:
وقف سليم بحماس وقد خرجت امه من الصاله بخروج اخيها ....أمرته قربى ...."سليم غسل بعدين اخرج ...توضى عشان الصلاة ...."
:
همست بحنق ...."هاي مايعرف ياخذ بيد اخوه لحتى الجامع ..."
:
التفتت لها عمتها بقل صبر ...."قربى أنا بخرج وارجع لا انتهت التراويح ...."
:
أتسعت حدقيتها لاتصدق تصرفات العائله الشخص الوحيد الطبيعي فيها هو سليم صديق لحظاتها الطويله الممله ..."خذي راحتك عيني ...."
:
:
رتبت المكان ..ومن ثم توضئت لتصلي خرجت من الحمام ..التفتت الى عمتها التي ارتدت عبائتها بتوتر ...."اذا رجع ماجد من التروايح دفي له الاكل ....اللي يسأل عني انا نايمه ....بعد التروايح أرجع ....خلي الباب مفتوح لسليم ..اذا تعب يرجع ينام ..."
:
:
تسألت ...."عمه وين بتروحين ...؟؟"
أجابتها عمتها وهي تتجاهلها للخروج ..."بروح الجامع بصلي التراويح .....سلام"
:
قالتها وهي تغلق الباب ....همست قربى بغير اهتمام وهي ترتدي شرشف صلاتها ..."سلام ..."
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::
:
:
كان يجلس على السفره مع ابناءة وقد عاد للتو من الصلاة ...سأل أبنته وهو يعرف الجواب مسبقا ...."فين أمك ....؟؟"
:
مثلت التشاغل بطبقها ....."خرجت ...."
:
رفع احد حاجبيه بعدم رضا ...."ماشاء الله ..."
:
رفعت عينيها الى ابيها ...لاتعجبها علاقته بأمها نهائيا ...تخجل من افعالها معه حقا فمثله يدفع الاخرين للخجل بدماثة خلقه ورسميته المعتادة في شتى اساليبه ...من حنانه النادر ...حتى غضبه الجارف ...
:
:
الا تستحي هذه المرأه ...أين تختفي في وقت كهذا كل ربة بيت طبيعيه تشارك به عائلتها ...رفع رأسه بغضب ....لولا ابنيها ياربي ....لولاهما ...
:
:
عندها فتح الباب ودخلت وهي تأمر الخادمة ان تحمل حقيبتها الى غرفتها ....اتجهت اليهم بخطوات متشاغله وهي تنظر الى الهاتف في يدها ...لازالت تحافظ على شبابها ....انها تحمل هوس بالحفاظ على شبابها .
:
:
رفعت عينيها كان يجلس وقد رفع احد حاجبيه يراقبها ...بلعت ريقها ...لماذا هو هنا ...؟؟منذ ان هجرها في حقهما ...وهي لم تعد على علم بأيام تواجده ...
:
:
أبتسمت له بأسلوبها الملتوي...."انت هنا حبيبي ....."
:
الجميع يستطيع التحدث ...بل ويتفنن بهذا الحديث الا ان قليلا الفاعل ...لكن ليس مع رجل المواقف هذا لا ياهنده .."ماشاء الله يا ام رافد ....مشغوله الله يعينك حتى اول رمضان ماتقضبين ارضك ...."
:
:
جلست على أحد كراسي الطاوله بقل صبر الا انها اضهرت العكس ...."عمران حبيبي ...تعرف انو انا ما احب احد يقول لي ام رافد ....احس يكبرني ....بعدين انا ما كنت ادري انك في اليوم"
:
:
هز رأسه يمثل الاقتناع ...ببرود .."لا معذورة صراحه يا ام رافد ....."وجه حديثه الى ابنيه ..."رافد أميمه .....اذا خلصتوا ابغا امكم لحظه ....."
:
:
أنسحبا بهدوء ....تأملته وهو يراقب غيابهم بعينان خائفه ....ألتفتت اليها ببروده المعتاد ...."هنده ....أخر مره اقولها ....التفتي لبيتك وعيالك ...قدريهم ترى مو مخليك على ذمتي غيرهم ....."
:
:
أجابت بحقد ...."وانت ....طول وقتك برى ...عليك ايوه وعلي لا...."
:
أخذ نفسا عميقا وهو يغمض عينيه ليكتم غضبه ...."هنده حجتك الغبيه هاذي حلاص بارت ....لاتقارنين نفسك فيني انا مضطر.... اشتغلت سنين عشان اوصل لهاذي اللحظه ...ورغم بعدي يا هنده الا انه عمري ماقصرت بدال ماتجلسين تعوضين غيابي وتربين عيالك ...انا اللي اسافر في الاسبوع مرتين متواجد في البيت اكثر منك ...انتي ماتقومين بأي واجب وحق لك ...مجرد مستمتعه بالرفاهيه حولك ....ولاتحسبين انه ما ادري انك الاسبوع اللي فات كله منتي بجده ....بدون شوري ...او حتى رسالة استأذان ....و اولادك وراكي ....الكبير يبي له احد يقابله اجل كيف اللي عمرهم 11 و10 ياهانم ....هنده انتبهي لا افضى لك ترى براسي موال ابد ماراح يعجبك ...اصلحي حالك لين افضى لك ..."
:
:
قالها وهو يبعد كرسيه ويقف بغضب ....راقبت غيابه ....كشرت لمكانه الخالي ....هي ذاتها لاتعلم ماذا تريد ..
هذه الجاحده وهبها الله طفلين ورجل كهذا للأستقرار ولا زالت مراهقه حمقاء ..
:
:
:::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::
كان يجلس في صالته الرياضيه الصغيره في ركن الطابق الاول لمنزله ...انتهى للتو من تمرينه القاسي ..
أضطرب نفسه وهو يرتشف الماء بيده اليمنى المرتجفه ...حتى وان كانت هذه حالتها لن يريحها بل سيعودها على الحركه ...
وضع الزجاجه ارضا وهو يفتح قفازاته السوداء الخاصة بالتمرين ...راقب احمرار الاحتاكك في مفاصل اصايع يده اليسرى من شدة لكمه لذاك ...
لكن الموضوع اصبح بيده الان ....بتوكيله له ...من حقه ان يطلقها منه ..وسيفعل لكن عليها ان تستيقض المسكينه اولا ...لتطمئن اميمه اولا على صحتها ...
يبدو بأنها شخص مهم للغايه لأميمه ...
::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
وضعت يدها على رأسها تحارب صداعها وهي تستوعب ماحولها ...متى أتت الى هنا ...دمعت عينيها وهي تستوعب الاحداث منذ صلاة الجمعه بالامس ...ماهذا اليوم الحافل ...
ضيقه اعترتها وهي تتذكر ذاك ..أستمعت لتوصية الطبيبه بتعب وكأنها تحدثها من وراء جدار ...
كانت تدفن محياها في كفها بوهن وهي تستند عليه..أخذت نفسا عميقا فألمها صدرها ...صعب عليها اخرجه ..فأخرجته متقطعا ...
نظرت الى نفسا من اين اتت هذه العباءة ...ما هذا الوضع الذي بالكاد تستوعب حدثا صغيرا منه ...
جلست في العربيه التي كانت بالقرب من السرير ...آه ياقدميها ..عدلت العباءة لتغطي ساقيها التي كما يبدو قد ضمدت جروح قدميها ...غطتها جيدا ...لفت الطرحه التي كانت رائحتها تشبعت بمطهرات المشفى الكئيبه ...
:
:
تذكرت ما قد تقدم عليه ....تنهدت بتعب ...كانت ستتراجع عما تفعله الا ان السستر دفعت الكرسي ....
حاربت بكاءها المستسلم بقهر ...وهي تغطي وجهها كانت فرصه للهرب منه ...شعرت بقربه ...التفتت اليه ..كان يمد تلك بالمال ...همت تستغفله بالوقوف لا تعلم اين تذهب تريد فقط الابتعاد عنه ...
:
:
الا ان جروح قدمها المتورمة ألمتها ..همس بها بصوته القوي الوقور ..."بنت ...على فين ان شاء الله ...."
أقترب منها بسرعته المعتاده ...أحتمت لا ارديا بكتفها مبتعده عنه ....توقف للحظه ..لم يكن سيؤذيها ..انه لم يؤذي أنثى قط ....
بينما هي اعتادت فعلها هذا كلما اقترب منها ابيها غاضبا ..الا انه خالف توقعاتها وهو يفتح لها باب السيارة بهدوء ...
رفعت رأسها بتردد وهي تراقبها يفتح باب السائق ليركب ....ركبت بهدوء واغلقت الباب....
أدار محرك السياره وانطلق مسرعا فالوقت يداهمه عليه ان يكون مع بناته على سفرة الافطار ...
أطرقت رأسها بتعب وهي تراقب الفراغ ....لماذا حياتها كلها هكذا تكون في المكان الاخير الذي تود ان تتواجد به ....
همست ...."متعب ...."
لم يلتفت لها او يحدثها ....أكملت قولها ..."متعب.... ما ابغا اروح بيتك ...؟؟"أنتظرت تفاعله ..
:
:
أطال الصمت حتى فتحت الاشاره اكمل طريقه ومن ثم حادثها ....."لك اهل بنجران طيب ....؟؟"
:
:
كانت ستجيبه كذبا ...كانت ستهم بالحديث لولا انها غيرت رأيها عندما لاحظت نظراته لها في المرآة الاماميه ....رباه هذا الصقر لايفوته اي اختلاج ....همست بأنكسار ..."لا ..."
:
:
أخذ نفسا عميقا وهو يعيد عينيه للطريق ...وقد قرر...."أذا اكون مسؤل عن مكان اقامتك الين يرجع ابوكي بالسلامه ......."
:
أطالت حتى تجيبه ..."انا مالي رغبه تكون مسؤول عني ...."
:
همس ببرود .."مو بكيفك ..."
:
بلعت ريقها سيطرته مخيفه لا مجال لنقاشها ....عندها اكمل ..."شهر رمضان بس...بعدها ان شاء الله يكون ابوك راجع ....وترتاحين ونرتاح ..."
:
:
همست بغل ...."انت مو مجبور تهتم فيني انا اعرف كيف اهتم بنفسي ...."
:
:
أ هذا شبح ابتسامه على شفته ؟؟....وبسخريه ..."هه .."
يقصد بأن أخر مره اهتميتي بنفسك وصلتك لهذا الوضع ....عندها تفاقم غضبها ...."أش تقصد ....؟؟"
تنهدت بتعب ...."ما ابغا اناقشك انت غريب وانا ما اعرفك ...كل اللي اعرفه ما ابغا اكون معاك ...وشكرا على كل شيء سويته لي ...."
:
:
هز رأسه بأيجاب وبصوته العميق أردف...."أمم ...فعلا ..صادقه ...."
:
كاد رأسه ان يشتعل ....كيف يصل اليه ماتقوله ....مالذي يقصده وكأنه يسكتها ....
عندها التفتت كانت في باحة منزله ....همست بعناد .." مو نازله ....."
:
:
فتح الباب وترجل من السياره تاركها خلفه تتشبث برائيها ....راقبت نزوله وكأنها لم تقل شيئا ...هلعت عندما راقبته يتجه الى الباب....فتح الباب بهدوء وهو ينظر الى مستواه ...حدثها بتسلط ...."انزلي يابنت ....."
:
:
نفثت نفسا عميقا وقد المها صدرها لن تعانده وما ضمانها بأنه لن يحملها كما فعل مسبقا ليجبرها ....
أبتعد عنها لتستقيم واقفه ...حاربت ألمها وهي تخرج من السياره ...أغلق الباب ....ألتفت لها ...."شوفي يابنت الناس ...انا محد يقول لي لا ...انا اتكلم وغيري ينفذ ...راح يكون لك جناحك الخاص معززه مكرمة ولا احد يأذيك ...تبين شيء تطلبين مني اوامرك وطلابتك اليوميه مستجابه لحد ما ربنا يفرجها ..."
:
:
راقبت طوله بحنق انه يبكي قلبها قبل عينها ماهذا التسلط وهذه الثقه .....بأستسلام مضطره له ....نهرته "ما ابغا غرفتك ...."
:
:
لم يرد عليها وهو يتجه الى باب صغير في أقصى واجهة المنزل ....راقبته يشير لها بالتقدم ...كان قد طلب من مدبرة منزله تجهيزة ....انه جناح الضيوف ...
فتحه و أشار لها ....بالدخول ..نظرت اليه غير مقتنعه ...للحظه خافت من منظره المهيب فدخلت المكان كما امرها ....وضع دوائها على المنضده بالقرب من الباب ...
ومن ثم أغلقه ....سمعت صوت المفتاح في الطرف الاخر وهي تتنهد ....لماذا يصر على حبسي ...
نزعت العباءة بعنف حاولت افراغ طاقتها السلبيه به ...الا ان الم صدرها قد غزاها ...
التفتت للمكان حولها ....كانت صالة بجلسة امام الشاشة وطاولة طعام مدت عليها سفرة الفطور ....
رائحة المكان العبقه الهادئه وبساطة ديكورة العصري ...أتجهت الى الباب في نصف الصاله عرفت ان السرير هناك ...الغرفه ايضا غطاها اللون الابيض ورتبت بعنايه ...أستلقت على السرير بتعب ...
ان كانت سمتضي كل شهر رمضان بهذا المعزل فهي تحتاج الى لباس غير قميصه الاحمق هذا ....
راقبت الغرفه بملل وهي تستلقي على ظهرها ...ارتاحت لقرب صوت الاذان ...وقفت لتفتح النافذه الواسعه ...ازاحت الستار وفتحتها ....كانت مغلقه بقضبان سوداء بشكل هندسي ....الا ان الرطوبه ورائحة العشب غمرتها فشعرت بأنها حيه ....
للحظه فكرت براني ....ماذا حل بها ؟؟ لماذا اقدمت على فعل كهذا في حياتها ؟؟اين قادتها الظروف لتكون على ماهي عليه ؟؟ وما همها ؟؟ فالموضوع يضيق خناق تنفسها ..
:
:
أتجهت الى دورة المياة ..ستصلي وتخلد الى النوم وبعدها ليكن ما سيكون .....
::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::
:
كانت تجلس بجانب امها وجدتها وهي تراقب الجمع بأبتسامه بها شئ من فخر ...لاتصدق الاجواء التي تعيش بها وقد فتحت كل نوافذ الصاله على المزرعه و الباب الكبير المطل عليها ...
وحملت النسمات رائحه بتلات زهور جدتها الى المكان فأختلطت برائحه العود الذي وضع فوق الرف بالقرب من التلفاز ....
السفره الممتده الواسعه ...والجمع الكبير المتقارب حولها وهي التي لسنوات تشاركت السفره مع امها فقط ...
راقبت الصغر يسرقون ريموت الكنترول بخفه ...ومعاتبة عمتها لهم عندما تبدل التلفاز عن قناة السنه ...
حديث الفتيات عن وصفه طعام يتشاركنه ...وعمتها منوة التي كانت تقنع امها بأن تأكل جيدا ..
جدتها التي تحازطها بذراعها وتنتقي لها لقماتها ...والضجيج الحي حول المكان الذي جعل منها تشعر اخيرا بانها طبيعيه ومقدار اهتمام الجميع بها ...
:
:
عندها توقف الكل عن نشاطه عندما دخل الجد المكان ..ما ان وقف حتى اجتمعن حوله ...راقبت نصرة اول من اتجه اليه ووقف عن يمينه وهي تقبل يمينه ..وكتفه ..وجبينه ..ورأسه ...
:
:
طوال ما كن الباقيات يسلمن عليه ويشاركنه الحديث كانت تراقبه بحب واهتمام كأنه صغيرها ...بعدها اتجه للجلوس بجانب زوجته ...أخذ يدها ليقبلها ..فأستغفرت وهي تقبل يده ..
راقب جوزيده بأهتمام ..والجميع كان يراقب الموقف ...وقفت وقبلت رأسه بخجل ثم عادت للجلوس ...
أبتسمت لها جدتها وهي تحتضنها وتدعو لها ....طوال اكتضاض المجلس بالحديث المتلهف مع كبيرهم والاستماع الى نصائحه المعتدله عن كيفية استغلال رمضان ...
كانت جوزيده تراقبه .....شعرت بأنها كنصره اخرى تماما ....تحبه للغايه ....انه رجل فريد و وقور حقا ....
:
:
:::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::
جلس على الطاولة يشاركهن الفطور بحضورة الطاغي المعتاد وكأن شيئا لم يكن ...انه لشدة ثقته واقتناعه بما يفعل لا يفكر بها حتى ...
ولا يلقى لها بالا ..كل الذي يعلمه بأنه سيحرص على ان لا ينقصها شيء حتى يحضر ابيها لها ...فهذا الرجل لا يعلم كيف يفكر حقا ..
أ يعقل ان يترك احدهم ابنتة الوحيده الضعيفه خلفه للمجهول ...؟؟دون ان يلتفت الا لسبب قاهر ...
له عذره حتى يعود فيتبين الرشد من الغي ..لم يلاحظن كمية التعب وعدم الراحه التي تغطي وجهه ...
لكنه كالعاده ابدا اهتمامه بهن ....نظر الى ابنته عنود ...هذه الفتاه تشبه اهل امها كثيرا ....
مد يده لها .....أرتجفت خجله ....وهي تضع هاتفها في يده ...نظر الى الشاشه بنصف نظره ...أقفله و وضعه على الطاوله ...
تشمتت بها اختها بنظراتها ...التفت اليها ابتسم داخليا لكنه لم يظهر عليه ...وهذه الحسناء تشبه امها ...
كملامح كلاهن يشبهن جهته من العائله انهن اجمل من امهمن ...حتى هو كان اجمل من رفيده بمراحل ...
لكنه يقصد بالشبه شخصياتهن .....عندها اعقب بحزم وهو يقف ليتجه الى المسجد ...بترقب رفعت نظرها له داعيه الا يأخذ هاتفها ...وضعه في جيب ثوبه فصابتها خيبة الامل ...."المره هاذي باخذه معاي ...المره الثانيه بشيله هو والمودم وفي الزباله ...."
:
:
:
راقبت خروجه بحزن على فراق هاتفها .....ضحكت اختها ...."أحسسسن عشان مره ثانيه ماتطلعين جوالك قدامه وكمان وسط الاكل ...تعرفين انه هو يكره نطلع جوالتنا لمن نجتمع مع بعض ...بس على حسب اش كنتي فاتحه ....."
:
:
وقفت تلك بقل صبر ....."طيب مافي شيء نقوله اش اسوي ....كنت اكلم صحباتي عن مسلسلنا ..."
:
:
وقفت تلك تعاتبها ...."هذا وقت مسلسل بالله ...أمشي صلي بس ....بعدها نامي من القهر ..."
:
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::
:
كانت تستلقي على سجادتها وقد اغلقت المصحف للتو ...صلت التروايح وقد كانت مستيقضه من صلاة الظهر انها حتى لم تنم جيدا ...
بالكاد اغمضت عينيها للحظه سمعت صوت رجل غريب في المكان ..رفعت رأسها بهلع وهي تتجه الى الباب الذي تركته مفتوحا لسليم ...
:
:
نظرت بخوف واذا بها عمتها ...التي تلعثمت ضحكتها وتبدلت بملامح جافه هلعه ....."ماجد جا ؟؟"
هزت قربى رأسها بالنفي وهي تنظر للباب بعدم اقتناع أردفت تلك...."سليم وينه ؟؟ "
قالتها وهي تتجاوز قربى للدخول الى غرفتها ....لحقتها قربى ..كانت ستهم بنزع عبائتها الا انها تراجعت بوجود قربى ...."سليم رجع اكل ...وبعدها رجع خرج .....عمي سعد خرج كمان ...."
:
:
أتسعت حدقتي تلك ...."سعد ....مو قال بينام ..؟؟سأل عني ...."
:
:
تنهدت قربى وهي تخرج ....."لا ...."
:
:
انها ليست حتى في مزاج لتفسر تصرفاتهم وحماقتهم ...
:
:::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::
أين كانت ؟؟ هذا اطول حلم مر بها ...أم انه واقع مبهم ؟؟لاتعلم ....فتحت عينيها بكسل ...اضاءة الغرفه الخافته سمحت لها بذلك ...
الا ان الما غزى رأسها وجسدها أغلقت عينيها بأنزعاج ...لوهله تذكرت جسدها يهتز متأثرا بأعتداء ذاك وضربه ....
دمعت عينيها وهي لا تزال تغمضها ...."حسبي الله ونعم الوكيل ...."وهل لها في هذه الدنيا غير الله وكيلا ..
:
:
أستمعت لصوت الطاقم المستبشر المستنفر حولها وهي تعود الى سكونها ....لاتعلم متى تعود للواقع ؟؟ الافضل لها الا تعود .........
:
فالواقع ماهو الا
احلام بشعه و أخرى مسلوبه ...
:
::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
هذا وقد كان بحمد الله الجزء التاسع ...ولي بكم لقاء قريب ..
:
:
:
اليومين هاذي النفسيه كانت مو تمام ..أعذروا تأخيري ..و الحمد لله ..
.."تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال .."
: