لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-11-16, 09:51 PM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 2101
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 203368
المشاركات: 938
الجنس أنثى
معدل التقييم: missliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
missliilam غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أسمتني أمي قربى

 

الصراحة انا لازم اشكر مشاااعل لانها كانت اول سبب بعد الله في انها تغير نظرتي لاسم مشاعل ،، لانه بصراااحة من صغري وحتى في المسلسلات ارتبط في ذهني بالجمال المخلوط بالشر والخبث 😂😂😂😂😂 بس للامانة التعميم مش صح ،، عشان كده لازم اعترفلك انك من من رحم الله ،، والسبب التاني انه بقى اسم بنت اختي كمااان 😂😂😂😂 شفتي ازاي !!! اللهم اجعلها واجعلنا ممن رضيت عنهم واحببتهم ،،، آميييين ،، نخش بقى في المفيد ،، حقيقة انا زعلانة وعتبانة على كل مذكر ومؤنث في الرواية دي 😠😠😠😠😠😠 وخااااااصة متعب وعمراااان 😈😈😈😈 وحتى صياف ومهاب وصخر ،🤔🤔🤔🤔 معد يعني زعلانة منه فتفوتة صغيرة بس 😎😎 لحظة لحظة ما تاكلونيش بقشوري وتقطعوني باسنانكو😂😂😂😂 هوا عتب شنيع اكثر منه زعل رقيق 🤔🤔🤔🤔 متعب صراااحة كل شوية طالع بحجة ،، هو نفسه أصلا مو عارف ايش يبغى 🤔🤔 ادري حتقولولي بسبب شغله وعقد مرات ابوه واللي احنا عارفينه !! بس صراحة لعب فينا وفي البنت من كثرة تقلباته ،، اول يبغى رفيدة ومرتاح مع رفيدة والله يرحمك يارفيدة ،، ما كنتيش جميلة يا رفيدة ،، جوازنا كان بارد يا رفيدة ،، فين الشراب يا رفيدة ،، نوف زي رفيدة ،، ايه هيا الأنوثة يا رفيدة ،، و كل شوية رأي ،، ما ابغاها ،، ابغاها ،، روحي ،، تعالي ،، عارفة ممكن تقولوا حس ناحيتها بالذنب ،، طب ما كان من الاول ،، اللاه!! بس هو لمن طنت في راْسه ،، عرف خلاصه 😏😏😏 مش كده ،، اعترف يا حضرة المأمور ،، وبعدين ايه شغل جيمس بوند اللي خليت جليلة المسكينة تعمله ده 😱😱😱😱 بس حسبي الله على ابوها الله يغفر له اللي خلاها ضايعة بوجوده ومن بعده 👿👿👿👿 وبعدين سي عمران ،، موضوع سوء اخلاق هندة حطه على جنب ،، كونها زوجتك انت صراااحة مو سائل عنها ولا جايب خبرها ،، ومريح ضميرك بأنها تستاهل ،، انا ما أدافع عنها ،، هي كريهة فعلا الله يتوب عليها ،، بس عمران فعلا فعلا بارد معاها بس عشان سوء أخلاقها محد مغلط عمران ،، مهما كان شيخ ومشغول لازم يفضي نفسه ،، وكونه عارف عن عياله ما يعني انه مقدر امهم ،، وبعدين كونه حب قربى من يوم ما شافها ،، مو مشكلتنا ،، مشكلته يحلها مع نفسه ،، بس يوقف نصيب البنت عشانها شالعة قلبه و يبغاها لنفسه وفوق كذا مخليها مرافقة لأخته ومتحجج بموضوع الأمانة ،، صراحة ،، هو عامل زي حكاية مسمار جحا ،، مفروض لو هي أمانة انه يعاملها زي بنته وأحسن ويخليها تشوف نصيبها وتختار وياخذ رايها في حياتها بعين الاعتبار ،، مو يخليها وقف لأخته ولا يسأل فيها ،، لا ويتعصب عليها كأن الشغلة واجب عليها مو كرما منها ولحسن أخلاقها ،، بس عشان اخته بنت متربية وقربى حبتها من جد ما ركزنا على النقطة دي ،، وبعدين عاملي فيها غيران وشغال فيها سحب وشخط وأوامر تعسفية ،، وبعد كل ذَا يقلها يا اني أحبك حب 😒😒😒😒😒 حبتك هندة يا شيخ !! انت اللي سبت الحبل لها وبعدين تتحجج بأنها ما فهمتك ولا اهتمت فيك ،، وعاملي فيها انك وحداني ومحد مقدرك ،، انت أصلا زي اخوك قاعد تتلكك وتبغاها من الله ،، وبعدين حبك في الواقع ترى يخنق ،،، حرااااام عليك البنت حتى ليلة عرسها نكدت عليها ،، هذا وانت عارف هندة وقال ايش ما يحبها 😒😒😒هاااه اكمل ولا زعلتوا 😂😂😂 لا بجد يعني خلوا حبكم لهم على جنب وشوفوا الموضوع بحيادية ،، متعب وعمران بجد فيهم كووومة غلاااسة بجانب ايجابياتهم ،، وقاعدين يرقعوها برومانسية عنيفة ما تدري وش تبي ومهي مصنفة ضمن الرومانسية أساسا ،، ومحد ماكلها الا الضعيفتين هذول ،، واحد خانقها ومطلع روحها والثاني يشخط فيها وعفش معاها ،، والاثنين لاويين بوزهم وعاقدين النونة ،، شوفوا انت وإياه الوضع مو عاجبني ولازم يتعدل ،، يا اخي قدروا النعمة اللي عندكم يا شنب متقصف انت وإياه 😂😂😂😂 الى اللقاء 🙋🏻🙋🏻🙋🏻🙋🏻

 
 

 

عرض البوم صور missliilam  
قديم 07-11-16, 10:16 PM   المشاركة رقم: 2102
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 203368
المشاركات: 938
الجنس أنثى
معدل التقييم: missliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
missliilam غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أسمتني أمي قربى

 

حتى مهاب وامتنان ،، خلوا سوء أدبها وشرها ودلعها الماصخ على جنب ،، هي ما طالبت بأكثر من حقها ،، بس كونها تمردت على العادات والتقاليد وبسبب عراجتها جابت العيد ،، بس هذا مو مبرر ولا مسوغ لمهاب انه يعلقها ،، يقدر يطلقها وخلاص ،، يردوها لابوها وهو بأدبها ،، ابوها عايش محد له شور عليها ،، واذا كان مش ولا بد ،، خلاص عندها خالها يتفاهم معاها ،، مو يعلقها ويشوف حياته ويتزوج ،، بعدين على كبر عقله غلط غلطة مش سهلة وهي المجاملة في الزواج وعشان الأهل ،، الف مرة نقول ذَا زواج مو لعبة ،،، لازم تكون واضع أهداف وملامح لشريكة حياتك ،، مو قالك جدك خذ قلت هات ،، اهو كسبنا ايه حبيت جوزيدة وهويتها رحت عالحامي دوغري خطوبة وزواج والثانية سنين قاعد معاها على محلك سر ،، بس عشان سوء أخلاقها و غلاستها محد لامك ،، بس برضو تراك لست بتلك البراءة ،، واذا زواجك الثاني شرع الله فتعليقك الأولاني مو شرع الله ،، وطالما ناوي تفتح صفحة جديدة مع جوزيدة لازم تقفل صفحتك القديمة مع امتنان ،، لانها هتفضل منغص لكم في حياتكم العسلية دي ،، ولازم تنهيها وانت حاط في بالك انك ظلمتها بتعليقها ومنت عادل معاها ،، ولا تتحجج بأخلاقها وشرها ،، انت وافقت عليها وانت عارف أمها وأنها باخة فيها من سمها وشرها فاتحمل نتيجة قرارك المتهور بزواجك منها ،، غلطة الشاطر بمليار وخمسمئة فدان يا مهاب ،، الله يتوب علينا وعليك !! هاااه اكمل و تعطوني الأمان ،، ولا اسكت خلاص 😂😂😂 فان سررتم معنا 🎤🎸🎷🎹🎻🎬🎺🎼🎧 نامل ان سنلتقي 🎹🎤🎺🎻🎷🎸🎬🎧🎼 😂😂😂 الى اللقاء 🙋🏻🙋🏻🙋🏻😈😈😈😈

 
 

 

عرض البوم صور missliilam  
قديم 08-11-16, 02:38 PM   المشاركة رقم: 2103
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2013
العضوية: 258332
المشاركات: 23
الجنس أنثى
معدل التقييم: فاط عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 34

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فاط غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أسمتني أمي قربى

 

سلام عليكم يا جماعة الخير هو مفيش بارت جديد قريبة والله مشتاقين بانتظار البارت ان شاء الله ما تتاخر علينا الاخت مشاعل اكثر من هيك.

 
 

 

عرض البوم صور فاط  
قديم 09-11-16, 11:08 AM   المشاركة رقم: 2104
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241651
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1903

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أسمتني أمي قربى

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثالث ..
الجزء الثلاثون ..
قُلْ لي – ولو كذباً – كلاماً ناعماً
قد كادً يقتُلُني بك التمثالُ
مازلتِ في فن المحبة .. طفلةً
بيني وبينك أبحر وجبالُ
لم تستطيعي ، بَعْدُ ، أن تَتَفهَّمي
أن الرجال جميعهم أطفالُ
إنِّي لأرفضُ أن أكونَ مهرجاً
قزماً .. على كلماته يحتالُ
فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً
فالصمتُ في حَرَم الجمال جمالُ
كَلِماتُنا في الحُبِّ .. تقتلُ حُبَّنَا
إن الحروف تموت حين تقال..
لا تجرحي التمثال في إحساسهِ
فلكم بكى في صمته .. تمثالُ
قد يُطْلِعُ الحَجَرُ الصغيرُ براعماً
وتسيل منه جداولٌ وظلالُ
إني أُحِبُّكِ من خلال كآبتي
حسبي وحسبك .. أن تظلي دائماً
سِراً يُمزِّقني .. وليسَ يُقالُ ..
:
دخل المجلس متجها الى مكان جلوس ابيه في صدره دوما ..معتزا شامخا محاط بأخيه وأبناءه ورجاله عن كل حدب من منكبيه الواسعه ..
تباطئت خطواته وهو ينظر لما كان امام ابيه على الارض..راقبت الابتسامه الفخوره بين لحية ابيه البيضاء ..و قد تعلقت عينيه بما كاد ان لا يصدقه وكادت ان تدمع ...
فبعد كل هذه السنوات الطويله ...لقد تزوج اكثر من عشرة نساء ..لم يرزقه الله سوى متعب وعمران على كبر ..لكنه لم يفقد الامل وحاول حتى أتته هذه الصغيره ...
يوما ما قلت له امه ..رافد ياولدي من يخلف صبيه لاتموت أمه ...وهاهي ابنته بين يديه وهو في الخامسه و الثمانين من عمره ..
:
رفع نظراته عما في الارض لأخيه الذي كان يقف يسار ابيه يتأملها بوجوم خالي من أي مشاعر ...
أقترب منها بهدوء ..جلس على ركبيته وهو يقبل كتف ابيه ...مد يده بتردد لها ..أول طفل يراه في حياته كانت هي ..
مرر طرف انامله على خدها الصغر الناعم ..أبعد يده وهو يعيد نظره لأخيه ..لازال اخيه يراقبه بوجه خلى من أي شعور وهو يضع يده على صدره ...
أعاد نظره للصغيره التي بدأت تنزعج من وضعها ....سأل أبيه بأستغراب..." يبه ..وين امها ..؟؟"
تغضنت ملامح ابيه وكساه الهم والحزن ...أجاب ذاك ولازال سارحا بها ..كان في صوته تشفي غريب...." ماتت ..."
ألتفتت اليه اخيه هلعا ليس مما قاله بل من طريقة قوله ...خوفا من أن يصل ابيه شيئا ..أعاد نظره للصغيره....انهم رجال لا يعرفون مايصنعون بها ...." الله يرحمها ..." همس بها على مضض ...."يبه ..وش نسوي بها ..."
أبتسم ابيه وهو يراقبها بحزن ...أنا ابوك ...أنا هدتني الايام....هاذي امانتكم ذحين ..ولا بي حيل اجيب لها مرة ابو ..."
"هه" ساخره صدرت من الضخم الاسمر الذي كان الامر لا يهمه ابدا ...بل كره غريب تعاظم في نظراته لليتيمه ....
أحس بهم غريب يثقل صدره ويخنق نفسه وهو يراقبها ......" سميتها يا أبوي ..."
هز أبيه رأسه بالنفي ..." عمرها شهر ولا لها أسم ...واهل امها مايبغونها ...جاتني على كبر وانا ابوك ...وينها يوم كنت بشبابي ..وينها ما خاوتني .."
مرر سبابته بباطن كفها الصغيره .....شددت تلك عليها بين قبضتها الرقيقه ....شعر بنبضات قلبه تتعاظم وهو يراقب فعلتها ....همس ..و لا يعرف بما نطق ...." سميتها اهداء يبه ..."
أبتسم له ابيه بحب وهو يراقب الصغيره ...." وهي هديه من رب العالمين لكم قبل تكون لي ...الله الله وانا ابوك فيها ...هاذي اختك امانتك أسألك عنها قدام رب العالمين ...امانتك انت ياعمران ...."
وكأنه كان يعرف بأن بداخل متعب صحراء لاتحمل أي شعور ...متعب الصامت ..الهارب ..القاسي ..العنيف...
رفع يدها الصغيره لشفتيه ليقبلها ....." مسؤل عنها قدامك يا ابوي يوم الدين ..."قالها وقد وقع سهم غريب ادمى صدره بحب لامتناهي لهذه الضعيفه ...
التفتت الي باب المجلس ....كانت تقف بالقرب منه مبتسمه ...كانت اجمل من أي لحظه في حياتها وقد توردت خديها و اكتسبت وزنا و أصبح لون بشرتها افتح ...وتألقت عينيها المتعبه الحزينه بحب ورضا كبير ...وانسل المرض من جسدها كأنه لم يعرفه يوما ...همست له مبتسمه ...." عمران ...لا اوصيك ..."
التفتت للصغيره التي بين يديه ولم يعد يستوعب اعاد نظره لها ...كررت وهي تبتعد ..." عمران لا اوصيك ..."
التفتت فأذا بالمجلس خالي ...من ابيه ..واخيه ..وصغيرته ..ولم يبقى سوى بشت ابيه مكانه ...أظلم المكان شيء فشيء.....
شهق وهو يجلس"أهداء.."...ولازالت رائحة المكان وظلمته تسيطر عليه ...لم يستوعب مكانه بعد ..تسلل صوت الامواج البعيده لمسمعه ..و بالكاد وصلت اشعة الشمس لأركان الغرفه المظلمه من وراء الستائر الثقيله ..
مد يده بأستغراب أين هو ..كان للتو في مجلس ابيه ..أين أبيه ...ماذا حدث ...؟؟ مرر يديه على جفنيه بتعب وهو يستوعب ابيه توفى بعد ذاك الموقف بشهرين ...
التفتت للملمس الذي غرقت به يده ..أبتسم غير مصدقا بين حزنه .. مرر يده على ظهرها العاري وهو يقترب منها أكثر ...كان حلما مزعجا وغريبا للغايه ...دفن محياه في خصلات شعرها الرطبه وهو يحاوط جسدها بذارعه ...
على الاقل لم يكن قربها حلم هذه المره ....
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
أخذت نفسا عميقا باردا برائحة مزعجه لا تتغير في أي مكان ...تنهدت وهي تفتح عيينها بأنزعاج ...
أدارت نظرها في المكان كانت ستمرر يديها على ملامحها الا ان حركتها ألمتها ..نظرت لظاهر كفها وقد تعلقت به ابرة المغذيه البغيضه ..غضنت جبينها للصداع الغريب الذي كاد ان يحطم رأسها ...ولم تتنبه للضماده التي غطت جرحها جراء ارتاط رأسها العنيف بطرف الكومدينو الحاد ...
أغمضت عينيها بتعب لتستوعب أين هي ...مرت بها كل الايام الماضيه بلمحه متشابكه ..فتحت عينيها ..حينها فُتح الباب ليطل ذاك من خلفه ..
ارتجف صدرها تراقبه وقد أبتسم وهو يلقي السلام للدخول ..تأملت دخوله بهدوء وهي تريد ان تعرف الى اين وصلت معه ..كل هذا ولا تستطيع سوى ان تستحظر حديث قربى لها الذي دار بخلدها طوال هذه الايام ...." هذا معد يانصره ...." وكأن الايام لم تذكرني بما يكفي ياقربى ...
:
أبتسمت له بوهن بين ملامحها الباهته وكأنها تمنحه السلام ..قبل جبينها وهو يجلس بجانبها ..أخذت نفسا عميقا تمنع توقف نبضات قلبها لفعلته ..." الحمد لله على سلامتش الشيخه ..."
هزت رأسها له بالايجاب وهي ترفع نظرها للمحلول الذي كاد ان ينقضي ....عندها عاتبها بنبرة فهمتها وخافت منها للغايه ...." ليش ماقلتي لي ان لش سوابق مع هبوط الضغط ...الدكتورة مو مصدقه اللي وصلتي له ..كمان طلع معاش نزله معويه اش ماكله انتي .."
:
:
ضحكت بتعب لنبرته الاخيره ...تأملت ملامحه وهو سارحا بتأملها بهدوء....خجلت لمنظرها موقفها امامه وهي تبعد نظرها عنه ...تسألت بأهتمام ..." بناتي فين ..؟؟"
كره ابعاد نظرها عنه اجاب بأقتضاب ...." عند أمي ..."
التفتت اليه دون ان ترفع عيينها له ...." جزاك الله خير ..." وهي تتأمل يده التي وضعها فوق سياج السرير الرمادي الكئيب ...
دون أن تعي ..ولرغبه داخلها مدت يدها لتمرر اناملها فوقها ..نفث نفسا عميقا وهو يتأمل فعلتها ...أرتجفت للمكان البارد حولها ....سألته هامسه ..." كتبوا لي خروج ...؟؟"
فهم حديثها الذي ارسلته له من خلال لمسات اناملها الناعمه ...." اللحين تجي تشوف الوضع كيف ....طمنيني عنش اللحين ..كيف..؟؟"
أبتسمت له وهي تهز رأسها ...." أحسن ...دايم المحلول يريحني ..."
"سلامتش " قالها وهو يقف لدخول الطبيبه ...
أبعدت نظرها عنه بعد طول تأمل للطبيبة التي بدأت بالتحدث معها ....كانت تركز معها بنظراتها الا ان تفكيرها يأخذها لبعد أخر تماما ...كل هذا كثير عليها ..ضنت بأن الامور ستكون تحت سيطرتها وستكون قويه كما اعتادت و تعيش بقية حياتها كما عودت نفسها قبل سنوات ....لكن هذا معد ..ضنت بأنها نسيت يوما و قادتها حياتها للتصديق لكن الان كل هذا ينهار امامها ..
وتعشر بألم كبير في صدرها وضياع وشتات لاتعرف كيف تنهيه ....ماهو الذي اراد ان يوضحه لي تلك الليله ...ما كتم منذ سنوات ...هل جننت حتى بدأت اتخيل اقوالا لم تقال ..
:
:
الايام لم تكن رؤوفه معك يانصره ابدا ..بل عاونتيها على نفسك ..بأن محييت أي شعور جميل وغريب نبض به قلبك يوما ما ..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
:
لقد مرت وجبة الغداء بينهم هادئه سوى من احاديث مقتضبه بالكاد تبادلنها نوف وجليله ..أما عنود اكتفت بالصمت وهي تراقب انقلاب مزاج ابيها ...
ابعدت الصحن قليلا عن طرف المائده وهو ترفع عينها له ...لما هو هكذا حقا ياربي أريد اجابه ...انها لحظه قيمه في حياة أي اسره بينما اكتفى هذا بتقضيب حاجبيه و الصمت المخيف ...
انها تجرب هذا الشعور اول مره وتضنه جميلا للغايه وتكاد تجن به شعور الاسرة الصغيره هذا ..لكن لا ينغصه عليها سوى صمته الغامض ...
تحدثت نوف وهي تراقب وجومه المخيف ...تريده ان تتحدث فيرتاحون ...لتبدأ هي اولا لانها تعرفه سيصمت طويلا ان لم تتحدث ....." بابا حبيبي ...أشبك ...؟؟"
أبتسمت جليله لقولها وهي تترقب ردة فعله ...مرر يده على كتف ابنته يساره وهو يتأملها بفخر محب ...
اشاح نظره عنها وهو يتأمل الفراغ امامه ...فهمت كلتاهن ان موضوع الحديث القادم يخصهن الاثنتين به ....
تحدث حينها ...." انا ما احرمكم من أي حقوق ...حقي بسيط ارجع اخر الليل بيتي ادخل غرفتي براحتي ..نظام ظيوف في الدور الثاني انا ما ابغاه ..هذا اكثر مكان خاص في البيت ..سواء هنا او في بدر ..ظيوف حياهم الله البيت واسع ...لكن في مكان انا لابد اتواجد فيه الامر مرفوض عندي ...تمام عنود ...نوف .."
قالها وهو يحيطهم بنظراته التي تنتظر جواب حاسم ...تبدلت ملامح نوف وهي ترفعها لجليله التي مثلت الانشغال في طبقها ....فهمت لحظتها تماما بأن هناك ما بدر من خالتها وازعج ابيها ...
اما جليله فقد فهمت هذا الغضب منه مبكرا بالامس لحظه دخوله الغرفه بغير مزاجه الجيد ...
عنود اكتف برمق جليله بنظراتها المتفاجئه ..اذا كان حقا ما قالته لها خالتها بأنها ستبدل من اراء ابيها شيء فشيء ...فلطالما استقبلن صديقاتهم وبنات خالاتهم في غرفتهن ..لما هذه المره بالذات ابيها يرفض ...
همست نوف وهي تؤيد ابيها بأبتسامه متفهمه ...وترفع نظرها الى اختها...." أن شاء الله ...أمرك يابوي ...بس ورينا ضحكتك الحلوه ...بابا "قالت نبرتها الاخيره بشقاوه وهي تميل رأسها لتراقب ملامحه وهو ينظر الى عنود متجاهل قولها تماما ...
همست عنود على مضض ...." حاظر ..."
أبتمست نوف مصره وهي تحاول ان تبدل المزاج العام ...." بابا .....جليله تدرين انو ضحكة بابا تجنن ...اكيد شفتيها ..."
أبتسمت جليله بخجل وهي ترفع عينيها له ..لا لم ترها ..وبالكاد هي تفهمه يا نوف ..
ابتسم وهو يرمق ابنته بنظرته ..." بنت بس ..."
أشارت لأبتسامته بحماس ...." جليله شفتي ...شفتي ...خلاص السنه الجايه موعودين بأبتسامه ثانيه ..."
أبتسمت عنود لفعلة اختها التي تعرف دوما كيف تطفيء غضب ابيها ..انشغلت كلتا ابنتيه بما امامهما ...لا يعلم مالذي دفعه للألتفات لها ..
كانت تتأمله بشرود ...أبتسمت بحنان لألتفاته لها ..لا يعلم كم لبث وهو يتأملها ..سرح بها وغرق ..يجرب هذا الشعور لاول مره الفضول الغريب الذي يدفعه لها ..لايفهمها ..ابدا...لكن يعرف كم هي رقيقه و أخاذه و اكبر من ان يتعامل معها شخص مليء بالفراغ مثله ...
أبتسم لها ..بصدق ..كانت ابتسامته هي ماتحمل كل شعور بداخله يجربه للمره الاولى ولا يفهمه بأتجاه هذه الانثى الجليله ..
شبح الابتسامه هذا هو ليس سوى مؤشر باهت لبداية سقوط كان يخاف منه منذ لحظات حياته القديمه ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
تقلب في سريره بأنزعاج ...ساعات سفره كانت طويله قداماه تكاد تقتلانه لشدة ألمه بهما ...وهذا الصوت المُلح بالكاد ينقطع ..
فتح عينيه وهو يجلس بصعوبه متخليا عن فكرة النوم المريح ..وقد رمى بجسده بالامس هنا دون تفكير بأنه ترك كل شيء بجانب يده المقيده ...
ابعد الغطاء عنه وهو يمد يده لهاتفه الذي بالكاد كان قد صمت لثانيه ...اربعه اتصالات من ام وليد ...خير ان شاء الله ..
كان سيطلب رقمها لولا ان لحظتها رن هاتفه بأسمها ....لمس ايقونة الرد ...خبئ عينيه بين انامله وهو يقاوم صداعه ...
أستغربت الصمت من الناحية الاخرى ....." السلام عليكم ...؟؟" همست بها مستغربه ..وخوفا بأن قد اصابه شيء ما ..
سمعت صوته الناعس بعد طول صمت يرد ببرود ....." وعليكم السلام ..."
أبتسمت بحب لصوته هناك شعور يجدده صوت اخيها بداخلها كلما تحدث ولم يتلعثم ..كلما سمعت الهدوء في صوته ..هي من راقبته لسنوات جثه هامده في فراش المرض بالكاد تنتظم نبضات قلبه ...مايمر به الان اكبر من كل نتيجه تمنتها له.." ياعمري ياهذا الصوت ....كيفك ياقلبي ..."
:
سكت للحظه وهو يراقب الغرفه المظلمه البارده حوله بتعب ونعاس ولم يفهم بعد ماذا تريد ...." نايم ..."
ضحكت لقوله وهي تعتذر ..." أسفه ياقلبي بس قلت اكلمك قبل تمشي ...كم جالس في بدر ...؟؟"
قالتها وهي تعرف عادته بأنه اذا انقطع طويلا عن السعوديه يذهب لمكة ...غضن جبينه وهو يراقب الفراغ ..." اسـ سبوعين ....ليه ؟"
حينها بانت الجديه في صوتها ولم يعجبها رده فهذا زمن قصير للغايه ...."مو رايح مكة ..؟؟"
تنهد وهو يجيبها ..." مـ ماتوقع معاي و وقت ..."
غيرت نبرتها وهي تلعب على وتر التأثير به دوما ...وحدتها وحاجتها ...." يالله اجل أأجل الروحه ...وانت طيب ان شاء الله نروح نعتمر ....."
نفث نفسا عميقا وهو يعرف ماتريد ان تصل له ويعرف ايضا بأنه لا يستطيع رفض هذه النبره ...." تـ تبغين مـ مكه ...؟؟ اذا تـ تبغينها..نـ نروح اليوم ...بـ ...بس مانطول ..."
أبتسمت بأنتصار وهي تراقب بخوت التي دخلت الغرفه للتو ....سمعت صوته وهو يحادثها ...بهتت ابتسامتها وهي تتأملها ترتب المكان حولها وتجلس بعدها بهدوء تراقب الشاشة امامها ....
شعرت بأن بابا للنعيم قد فُتح وقد غفلت عنه لسنوات عديده وكانت حمقاء لاتعرف ماتريد ...بأن اجابه مقنعه وعظيمه انهت كل تساؤول وخوف مر بقلبها يوما ما ...
حينها تحدثت هامسه محاوله ان لاتلفت نظر بخوت ...." علشان بخوت خلت عدتها من مده وزمان عن مكة نفسي اوديها تعتمر ...واذا ما معاها محرم على الاقل انا معاي ....بس اذا ما مداك خلاص ...."
:
أغمض عينينه ولازال صداعه يتعاظم ...كيف سيكون صياف الذي يعرف لو رفض هذا ....همس وهو ينهي النقاش يود ان يعود لنومه ...." خـ خلاص ...خليها علي ..العـ صر أنا ارد لك ..."
أبتسمت بحب لاخر قوله تعرفه انها لايخذلها ابدا ..." حبيبي انت جزاك الله خير ..انتظر اتصالك ..كمل نومك اللحين نوم العافيه ياعمري ..."
أبتسم لنغمتها الحنونه ...فهي امه واهله وكل من عرف يوما في حياته المحدوده ...." بـ بنام اللحين ...ممكن ..؟؟"
استوعبت حينها خجله ..." يوه ...أسفه خلاص انا بقفل ..نام انت بس لاتاكلني ..." قالتها وهي تقفل هاتفها وتتركه بجانبها دون ان تضيف كلمه اخرى ...
وغرقت في تأمل غريب لبخوت التي سرحت تماما بنظراتها للفراغ وقد امتلىء ذهنها فنضح بما أشغله وبان همها على حدقتيها الواسعه ..
ندم غريب اعتراها وهي لازالت غارقه في تأمل هذه الشابه ...كان الحل امامها كل تلك السنوات ولم تفكر ...كيف ..؟؟ والان وقد تبدلت الاوضاع هل لازال هذا الحل قائما لاتعرف ...
تعرف بأنها فوتت الكثير ..وسببت الكثير بغفلتها عنه ...
:
:
بينما ذاك في الطرف الاخر ترك الهاتف بيده وهو يرمي بجسده الضخم المنهك بتعب على وساداته البارده فوق سريره الواسع الخالي ...مرر انامله في خصلات شعره وهو يشدها غارقا بتفكيره ...وقد زال النوم من ذهنه تماما وغرق في فراغ سارح غريب ...
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
:
كان شبه مستلقي على السرير وهو يراقب الفراغ وقد خلت حدقتيه من أي معنى ..تبدل كل هذا ليتحول لابتسامه مغرمه ما ان فتحت تلك باب دورة المياه وهي تلف جسدها بالمنشفه وتركت خصلات شعرها انسياب قطرات الماء فوق كتفيها وصدرها العاريه ..
أبيتمت بخجل وهي تبعد نظراتها عنه ..واحست بنبضات قلبها تغمر اجمع جسدها وبمفاصلها ترتجف ...تعلم ان هذه الشعور من تأثير نظراته عليها والحلم الغيرب السعيد الذي تغرق فبه ليس برودة الغرفه ..
"قفليه ..." سمعت صوته يأمرها من خلفها التفتت اليه مستغربه ...أومئ لها بنظراته على جهاز التكييف ...
أمتثلت لامره وهي ترتجف بوضوح لشدة برودة المكان ...فتح ذاراعيه لها ...تأملت صدره الاسمر الخالي ..أغمضت عينيها وهي تنفث نفسا مرتاحا غير مصدق لوجوده ...
ابتسمت وهي تشد المنشفه حول جسدها وهي تقترب منه دون تردد لقد تعبت و انُهكت وبال امرها من هذا التردد الذي ساد على مجمل موقف حياتها...
رمت بجسدها بتعب وكسل فوقه وهي تغمض عينيها براحه وهي تشعر بدفء صدره وهو يشدد من التفاف ذراعيه المتمكن حول جسدها بقوه ...
تنهدا في نفس الوقت ....لحظات حت اهتز كتفها تكتم ضحكتها داخل صدره ...أبستم يراقب فعلتها ..." خير ...؟؟"
رفعت رأسها وهي تسند ذقنها على صدره ...." ولا شيء..." قالتها وهي تتأمل حدقتيه الفاتحه التي اكتفت بتأملها بطريقه غريبه لاتفهمها لكنها تريح قلبها وتريد ان لا يرفعها عنها ..
أبتسم لها وهو يمرر انامله بين مقدمة خصلاتها المتشابكه ..وهو يراقب لونها بين اناملها ..ألم تكن هذه الخصلات المبعثره الخارجه عن السيطره هي اول ما لفته واوجع قلبه ..
أرتجف لفعلتها هو يعيد نظره لحدقتيها ...كانت سارحه بما تفعل ...نظر للطريق الذي تبعته اناملها فوق صدره ...على ندباته القديمه البشعه ...
رفع يديه من على ظهرها وهي يبعد اناملها عن صدره ..كان اذكى من ان تلاحظ و يجمع اناملها بالقرب من شفتيه ويقبلها ...
لكن انثى جربت الوجع كهذه لا تغفل عن فعلته ابدا ....حينها همست وهي تتأمله بلحن لاتعلم لما طرأ على بالها هذه اللحظه لكنها كانت دوما تستكن بهدوء تسمعه من صوت امها الجميل وهي تحتضن اخيها وتهزه بهدوء تأخذه للنوم ...او حين تريد ان تنسيه الم مر به لضرر اصابه ...
"حلو حلو هوايه شكد حلو والله
حلو حلو هوايه شكد حلو والله
عيونه اللسود يحلى الكحل
اللترف لو خلى حلو
أسمر بدمه معجون هوايه حلو
ماصار مثله بالكون هوايه حلو
واني بجماله مفتون
هذا الولد لمن فات للقلب سلم "
:
لم يستوعب سرحانها باللحن وهي تمرر اناملها على خصلات شعره وملامح وجهه القاسيه التي بدأت تلين كطفل صغير ل للحنان الغريب الذي استلهمه منها ..
وهل هو الا طفل قديم حرم من كل شعور جميل ..انهت لحن الذكرى الذي مر بها ...اللحن الذي تمنت ان تخصها امها به يوم ..لحن كان متشبع بحنان امها الذي لم تكن تعرفه سوى تلك اللحظات ولم يكن لها بل اكتفت بمراقبته من مكان قصي ..
:
ابتسمت بخجل وحزن وهي تخفى ملامحها في صدره ..رفعت رأسها له بعدما طال سكونه ...تأملت حدقتيه التي لازالت تراقبها تبحث عن رد ما ..
أغمض عينيه يعبر عن اعجابه ...." آه يا هاللهجه اللي تعور القلب ..."
ضحكت خجله لقوله وهي تمرر اناملها على محياه ...مرر اناملها بين يديه و يشبكها بأنامله ...تأمل رقتها بين يده الضخمه ...وهو يعارض خجلها ...." لا بجد اللهجة العراقيه جميله ...مو اللهجة الثافه العراقيه عموما جميله ....تدرين اول مره واخر مره زرت العراق بداية عام 1989 ميلادي مع الوالد الله يرحمه ..."
لم تصدق قوله وهي تعتدل في وضعها لشدة حماسها ...." جد ...فين رحت ...؟؟ كم كان عمرك وقتها ..."
غضن جبينه وهو يعيد الذكرى لذهنه ....." اسبوع واحد بغداد فقط ...يمكن كان عمري وقتها 13 او 14 سنه ناسي ..."
أبتسمت وهي تتخيل الرجل الصغير الذي سيكونه ..." انا مواليد 92..."
هز رأسه بالايجاب ...." 2/5/ 1992م ..عارف ...."
راقبت اجابته غير مصدقه ....." حافظه ...؟؟"
تأمل حدقتيها الرماديه التي تعلقت به وهو يجيب بهم قديم ..." أي شيء ينتهي بقربى حافظه ..."
أبتسمت بحزن تمنع دموعها ...ياه ..هل كان موجود طول هذا الوقت ..هل كان هناك شخص يعيش بالقرب منها تشكل له اهتمام ..تشكل له قيمه و أسم في حياته ...أعادت اطراق رأسها على صدره وهي تتأمل ملامحه الشارده بأناملها التي لازال يملك ...
عندها تحدث وهو سارحا بها ....." يوم زواجنا انهيت التسع والثلاثين ..."
قبلت صدره وهي تحادث نفسها لاتحادثه ....." العمر كله ياقلبي...."
اعاد نظره لها وقد خلت ملامح وجهه من أي ردة فعل و ولم تكن في حدقتيه التي تعلقت بها سوى الاستغراب ...لقد وصل الى هذه المرحله ...وصل الى حلم عصي قديم لم يكن يوما في أن يتوقع تحققه ...لطالما همست لأهداء بهذه الكلمات الرقيقه ...وارتجف قلبه القاحل بعيدا ...
اليوم حين خصته بها ....هو خائف ..نعم ..خائف لانه لايعرف نفسه ...او يعرفها جيدا ..بأن يخذلها ..بأن يحرم نفسه هذه النبره الحنونه ...
بينما هي في الطرف الاخر لم تعرف كيف ظهرت منها هذه الكلمه ...أترها التراكمات بداخلها بدأت تنزاح ...أم تفيض لاتعلم ...حاولت ابعاد هذه النظرات عنها وهي تسأله مبتسمه للذكرى الجميله ....." تعرف انه انا في يوم زواجنا اول مره اعرف انه لي اقارب ...؟؟ "
أبتسم للفرحه في حدقتيها ...." أدري ....أنا عزمتهم ..."
غضنت جينها بعدم اقتناع ...." أنت تدري من قبل انه عندي أهل أب ...؟؟"
هز رأسه بعدم اهتمام للموضوع ...." أكيد ...." قالها وهو يتأمل نظراتها المعاتبه التي تأملته بها ..
مرر انامله على خدها ...." ايش مثلا بتروحين لهم ...أنا مارضيت تروحين لعمامك اهل ابوك برضا تروحين لقرايبك من بعيد ..."
كرهت نغمته وهي تبتعد عنه جالسه ..هذا عمران الذي تعرفه ...لازال يمتلك اناملها ..شدها يمنع ابتعادها ...." وين ؟"
قالها وهو يراقب تبدل ملامحها المريحه للتو وقد تعكر مزاجها ...شعر بأن غيرته تتلضى هذه اللحظه ..وبأن يمحى أي أسم فوق وجه الارض له صله بها وتبقى لاتعرف غيره أهلا او مأوى ...
رفعت نظراتها عنه ...." بلبس ...."
ترك يدها وراقب خروجها الهاديء من السرير ....لحظات حتى ابتسم لوقوفها الحائر بالقرب من السرير ....." ألبسي ...؟؟"
التفتت اليه وهي لم تستطيع مقاومة نبرته الساخره ضحكت وهي تبعد خصلاتها عن وجهها ..." عمران كولش مايضحك .."
أعتدل في جلوسه وهو يشير لها بالاقتراب ....." تعالي ...نشوف لنا حل ..."
نفثت نفسا عميقا وهي تقترب منه ...هذا الرجل أسر مريب ولذيذ يثيرها ..عبث بأطراف خصلاتها بين اناملها وهو غارقا بلونها ...." أنا أش أسمي ..؟؟"
أستغربت قوله ...ونبرته الهادئه ....همست وهي تلتفت اليه ..." عمران ..."
رفع حاجبه وهو يهز رأسه بالايجاب يمثل الاقتناع ..." كمان مره ...أش أسمي ..؟؟"
هذا الرجل غريب الاطوار ....اجابته مستغربه ..." عمران ...عمران ...أشبك ؟؟"
هز رأسه بالنفي وهو يقبل كتفها العاري ....." تنطقينه غير عن الكل ...عِمران ...العاده الكل يناديني عُمران .."
أبتسمت وهي تزيح الاستغراب عن ذهنها ..." بس عشان كذا ...عِمران عادي ماعمري فكرت فيها ...."
حاوط خصرها بيديه وهو يقربها اليه .....ويرتاح في جلوسه ..أستقرت في حضنه ...أبعدت نظراتها عنه بخجل ..." ليت مايناديني غيرك ياشيخه ....انتي عاجبك ذحين انك جالسه بدون ملابس ....ترى مو في صالحك ولا صالحي ..."
خبئت شفتيها تمنع شهقة خجلها لقوله ....أبتسم وهو يراقبها ...." انا ماعندي مانع ...بس يعني لنفسك ...ننزل السوق ...؟؟ "
شدت من التفافا المنشفه فوق جسدها وهي تخفي ارتجافها ولازالت تبعد نظرها عنه ...." ليش ناوي نجلس كم يوم ...؟"
هز كتفيه مخيرا اياها ...." أسبوع اسبوعين ....شهر ..شهرين ...أهم شيء انت ترتاحين ..تبغينا نسافر برى نسافر ..أبغى كذا انفرد فيك اطول مده ممكنه ..."
اخفت ابتسامتها الخجله وهي تلتفت اليه ...." شهرين ...ماقدر اغيب عن بدر شهرين ...وميمي ورافد مقدر ..."
راقب خجلها وهو لا يؤيدها ...." رافد رجال واميمه مالها ام يعني ....انتي ذحين خلاص ابغاك تتفرغين لي ...مالك شغل بأحد ..."
ارتجفت لقوله وهر تطرق رأسها لتخبي ملامحها بين خصلات شعرها ...." ترى لي شريكه ..."
منع ابتسامته وهو يراقب هربها من الرد على كلامه ....." ولك شريكه يعني ...؟؟"
رفعت رأسها له وهي تبتسم بطريقه استفزته ...." يعني ليله لها وليله لي ...الشرع كذا ماجبت شيء من راسي ...."
رفع حاجبه بعدم اقتناع ...." شوفي انا اول سنه مو فاكك مني ...بعدها نشوف ..."
ابعدت نظراتها عنه وهي تمنع ابتسامتها لاتعلم لما هناك داخلها شعور يتعاظم يدفعها لأبتزازه ...." أممم ...الشرع شرع ....ماتوقع هنده يعني بتتنازل لي ...بتقعد تفاجئني بفساتين الين متى ...؟؟"
ضحك لقولها وهو يعلم بأنها ليست ند سهل ....حاول تغيير الموضوع ..." كيف الفستان ..؟؟"
مثلت عدم الاقتناع ...." أمم ...يعني يجي منه ..." قالتها وهي ترفع نظراتها له راقبت ملامحه الساخطه وهو يراقبها بعدم رضا ....ضحكت لفعلته وهي تمرر اناملها على حاجبه بأنتصار مشاغب لردة فعله أكملت ..." الا يجنن ..وتسلم لي وشكرا ...وتعيش وتجيب يا عمران ياولد رافد ...كنو مفصل لي ..."
أبتسم وقد فهم ما تريد الوصول اليه ....وهو يهز رأسه بأستنتاج واثق ...." ادري انه حلو ..ومفصل لك ..كل اللي سويته وصفت شخصيتك برساله للمصمم وفهمني ..."
تنهدت وهي تتأمل ملامحه السمارء من أين لها كل هذا ياربي ...هل هذا حقيقه ام وهم زائل ..." واش قلت له ..."
هز رأسه بالنفي وهو يومئ لها بالرفض التام ...." قلت اللي قلت ..."
مررت اناملها في شعره الرطب ترتبه ....وهي تحادثه شاكره " تسلم لي والله ...أحلى هديه وبحتفظ فيها للابد ..."
تأملها بين ذراعيه ساكنه ..بدون دفاعات او عداوت او احاديث واتهامات ....." بوديك فيينا ....أجمل مدينه زرتها لازم تشوفينها ...تليق فيك ..."
ابتسمت براحه وهي تتأمله ...." ليه ...؟؟"
هز رأسه بالنفي وهو يجيب بأقتناع ...." فيينا جميله جدا ...تليق بجمالك وهدوءك ..ممكن انتي وهي راح تكونون مزيج صعب قلبي يتحمل جماله ..."
ضحكت لقوله الاخير ...هذا الرجل يعرف كيف يتحدث جيدا ....راقب ضحكتها الجميله مبتسما وهو ينتظر ردها ....هزت رأسها بالايجاب ...." مو ذحين ....ليومها ...بكون مروقه وقتها وفاجئني فيها ....أش رايك ...؟؟ "
هز رأسه بالايجاب مقتنعا لقولها ...." تمام ..خلك على استعداد ..ماراح اوديك فيينا بدون ملابس برضه ...."
أبتسمت لقوله وهي تبعد نظراتها عنه ...أغمضت عينيها للحظه سكينه وهدوء مرت بها وهو يدفنها داخل صدره الواسع ...كل هذا كثير على انثى لم تعرف رجل في حياته يوما ..لم تجرب هذه الطمئنينه والاستسلام ......أمان غريب يتعاظم بجانبه ..فما بالها بصدره ..
كل هذا كثير ياربي ...مرتعبه انا من الخوف الذي نزعته من صدر ما ان اومأ لي بالاقتراب ...من الثقه التي انهلها منه دون احتياط او تفكير ..
فلتكن هذه مخاوف انثى جاهله يارب ...لاتنزع مني أي من هذا ...ليس بعد أن جربته ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
كان يعدل غترته امام المرآه الضخمه ...وضعت المبخره من يدها فوق التسريحه وهي تقترب منه ...
أبتسم لاقترابها ...يعشق هذه الرقه بها ...هذا الحنان وكأنها امه ..حبيبته زوجته وكل جميل في نظره وشعوره ..هذه الانثى التي يريدها في حياته هو في غنى عن انثى قاسيه وطاغيه ترى نفسها معه في مواجهه شرسه ...يريد انثى ام تشبهها ...وهاقد وجدها ...ويحبها هو اكثر من أي طاقه ضن بنفسه يوما ان يصل اليها و يتحملها ..
أبتسمت بهدوء جميل لابتسامته السارحه بها وهي تمرر يدها على عرض منكبيه لتعدل ثوبه ..انصت لهمساتها الراقيه له..لايحتاج لحديثها ابدا فأفعالها الحريصه هذه تبين له كل شيء ...
فتحت عينيها وهي ترفع رأسها له كان يتأملها حينها ...رفعت جسدها له وهي تقبل خده ...مررت اناملها على لحيته المشذبه تحاول محي اثر تضن ان قبلتها تركته ..ابتسم لها وهو يمنعها جمع كفيها وقبلها .." خير بنت عمي اليوم مو في مودها ..."
أبتسمت له وهي تهز رأسها بالنفي ..." خير ...ما ادري احس اليوم حيلي مهدود ومالي نفس اسوي شيء..."
أيدها معاتبا ........." لاتسوين شيء طيب ..انسدحي في سريرك الين ارجع ...مو مجبره ..."
هزت رأٍها بالنفي تعارضه ...."لا مقدر اسيب جدتي وجدي ..يبغون شيء يحتاجون شيء اذا ماخدمتهم ذحين متى اخدمهم ..."
أبتسم لردها الجميل ..قبل جبينها ..." ماتقصرين ام رباح ..."
أبتسمت بحب لقوله ...." الله سميته خلاص اول خليه يجي ..."
ضحك لقولها وهو يعدل هندامه ناظرا للمرآه ...." استعجلي الله يخليك وانا بساعدك بدوري..."
احمرت خديها خجلا وهي تبتعد عنه لترتب الفوضى التي تركها فوق التسريحه ..." بدري..."
عارضها ...." جوزيده انا بقفل الست والثلاثين أش بدري ..بدلعك لاتخفاين لو جبتي لي سته بيزيد دلعك كمان .."
اتسعت حدقتيها غير مصدقه ..." سته ...ياساتر ..."
مازحها وهو يهم بالخروج ...." عادي لو تبغين تزيدين ما احدك في السته ...عشره اثنعش ...الخير واجد ...وامهم تفتح النفس ..."
ضحكت خجله وهي تغيير الموضوع ..." كلمت نصره بس ...؟؟"
تبدلت ملامحه وهو يتذكر ..."دقيت عليها وعلى زوجها محد رد علي ..."
ترجته بأصرار وشوق رقيق ..." بالله اذا دقت عليك قولي ابغا اكلمها ....وحشتني مره ..."
أبتسم بخبث ...." أش يبغون فينا هم عرسان ياخي خل يتهنون ...الود ودي يرجع بي الزمن وارمي جوالي في الزباله واتفضى لك ..بعدين حنا لسا فيها عرسان ..بعد سنه نقول ماعدنا عرسان ..."
ابعدت نظرتها عنه وهي تخفي ابتسامتها الخجله ..." روح مشوارك بس الله يستر عليك ...هرجك بدأ يكثر ..."
أبتسم لخجلها وهو يكمل طريقه ...." سألتك بالله مايعجبك هرجي ....التبوسم والتسبيل ذا وما يعجبك هرجي ...ان كيدكن عظيم حتى انتي ماسلمتي منه ..."
ضحكت وهي تحثه للخروج ..." أمشي يا مهاب ..أمشي تلقى عمي سيار طفش يستناك .."
تأمل ضحكتها برضا كبير ...لقد تبدلت هذه الانثى تماما في وقت قصير ..أقترب منها وهو يقبل جبينها ..." يالله عمري اشوفك على خير تأمرين شيء..."
هزت رأسها بالنفي وقد خفتت ابتسامتها ..." لا حبيبي ما ابغى الا شوفتك سالم ..."
ابتسم لجمال ردها وهو يبتعد عنها متجها الى السلم ...راقبت عرض منكبيه وهي تضع يديها على قلبها ...لما رحيله عني يؤلمني لهذه الدرجه ...لما لا يتعاظم في صدري خوفا يشبه خوف عدم رجوعه ...كم اكره هذا السلم الواسع المجحف في هذا الوقت من اليوم ...عندما يتركني اقف خلفه لا اهمس الا بمخاوفي و احزاني وشكواي ...لما لا اتوقف عن تأمل هذا اسلم ساعة عودته وانا كلي امل ارجوا ان لا يخيب بعودته سالم سعيدا راضي لي ...
اكره هذا الشعور ...الزعزعه الغريبه التي تجتاحني اتجاه كل هذا ...بأن يأتي يوما ما بلا سندي ورجلي ...بأن ينساني يتخلي عني يختفي بين زحمة الحياه القاسيه ...
بدون ان تعي نادت بأسمه وهي تلحقه بخطواتها اللاهفه اكثر من صوتها ..." مهاب ..."
استغرب وهو يتوقف في خطواته السريعه ويلتفت لها ...." هلا ..."
تأملت ملامح وجهه وكأنها تراه للمره الاخيره ....هزت رأسها بالنفي وهي تتأمله بأبتسامه حزينه ..." ولا شيء حبيبي ...أستودعتك الله ..."
أبتسم لها بشرود وهو يكمل طريقه ....صغيرته هذه الايام غريبه حقا ...هناك خوف متجدد في عينيها يفهم جزء منه و يجهل الباقي ..
اغمضت عينيها بأنزعاج لصوت باب المنزل الكبير وهو يُغلق خلف خروجه ..
عادت تجر الخطى لغرفتها ..لتكمل لباسها ولتقضي اليوم الطويل مع جدها وجدتها لحين عودته ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
كانت قد سلمت للتو من صلاة العصر ..لازالت ترتدي رداء صلاتها ..وقد أبتل متأثر بخصلات شعرها الرطبه ..
اقتربت من المبخره فوق التسريحه وهي تضع قطعه عودة أخرى فوقها ...راقبت احتراقها البطيء ...مررت اسفل خصلات شعرها التي رفعتها وقد طالت كثيرا الفتره الاخيره ولم تجد لحظه هدوء لتقصرها ..نظرت الى ملامحها الهادئه البدويه وضعت المبخره من يدها وهي تمرر اناملها اسفل جفنيها لتزيل بقايا الكحل العالقه برموشها الكثيفه ...
وضعت من عودتها الانثويه القريقه على اماكن نبضها ..عدلت فتحه صدر ثوبها العودي الضيق الواسعه ...وهي تهم برسم عينيها لتخفي هذا الاحمرار الواضح اسفلها ...وكأن وجعها لا يكيفها ليترك بكائها اثرا فوق ملامحها ..
دخلت اميمه حينها الغرفه مبتسمه بحماس وهي تستحثها ...." بسرعه ...بسرعه اجهزي ولا ترى بيروح عليك ثلاث ليالي في مكة رافلز ...بسرعه لمي أي شئ ...صياف على وصول بنروح مكة..."
اتسعت حدقتيها وهي تترك الكحل من يدها غير مستوعبه تعجل اميمه ..." توني مبخره شعري ..."
وبختها اميمه بنبرتها..." بخوت ...بسرعه بالله خفي ...ماحسبت يوافق صايف ...خلصيني ..."
لا زالت لم تستوعب ..." صياف وشبه ...؟؟بيروح معنا .."
نفثت اميمه نفسا بقل صبر وهي تدخل الغرفه ....وتفتح خزانتها وتخرج ملابس عشوائيه بخفه ...." ياحليلك صياف بيودينا...مكة بدون رجال كيف بنروح ...بسرعه ...اذا وصلنا متأخر بيروح علينا الحجز ...وحينها حنا في غنا عن صياف لا عصب ..."
:
نزعت رداء صلاتها وهي تقترب منها ....لامتها بتخوف ...." عمه لا يكون بنثقل عليه ...صعبه انا ما اقدر اروح ..."
عارضتها اميمه ...." ولا كلمه عشره دقايق وانتي جاهزه تسمعين ....ما معانا وقت ...."
راقبت خروج اميمه من الغرفه ...اتجهت الى خزانتها وهي ترتب ما امرتها اميميه بعينان سارحه ...ماهذا الاصرار الغريب في طلبها ...صحيح بأنني لم ازور مكه منذ سنوات لكن ليس لهذا الحد ..بطئت يديها وهي ترتب اغراضها ...وكيف سأكون في مكه بدون محرم ...يارب كن لطيف بي ..الحياة بدون سند مخيفه ومتعبه للغايه ..
:
:
ما ان انهت ترتيب حقيبتها البسيطه تشعر بأنها نسيت الكثير ..دخلت اميمه الغرفه وهي ترتدي عبائتها ...." ها بخوت خلصتي ...؟؟"
هزت رأسها لها على مضض ..." ايوا ...بس خليني انزل ذهبي و البس عباتي .."
ابتسمت لها اميمه برضا ..." تمام حبيبتي ...بس عجلي صياف وصل ...."
راقبت خروج اميمه من المكان وهي تتجه الى مكان عبائتها ..أخيرا ستذهب الى مكه ولكنه محرجه جدا من مرافقه اخيها ...حتما ستكون ضيفا ثقيلا فلربما هو يتوقع فقط قدوم أخته ..
:
انهت ارتداء عبائتها ..وضعت نقابها في حقيبتها وهي تتأكد من خلو الغرفه مما تحتاجه قبيل خروجها ..أتت الخادمه لتحمل حقيبتها الصغيره ..
عارضتها بأبتسامه مقدره وهي تحمل حقيبتها وتغلق باب غرفتها غلفها ...عدلت عبائها وهي تخرج من المنزل ..لم يكن يوما مشمسا بل كان مغيم وهاديء...اتجهت الى السياره السوداء الضخمه ..قابلها السائق وهو يتنازل حقيبتها منها بخفه ...
استقلت السياره في المقعد خلف السائق .. وهي تغلق الباب خلفها بخجل بأنها جعلتهم ينتظرون ...ألقت السلام هامسه وهي تضع نظراتها في حجرها ...سمعت الرد الهامس من اميمه ..وتحركت السياره على عجل حينها ...
لاتعلم كم لبثت وهي ماثله على وضعها ..اخذت نفسا عميقا وهي ترفع رأسها ..وقد تعبت من طريقه جلوسها وتريد ان تغيرها ...
تعلقت حدقتيها دون تخطيط او وعي بالعصا التي اسندها على الباب امامه ...وضخامة جذعه التي كادت ان تخنق وجودها البسيط هنا حتى من خلف طبقة غطاءها الثقليه على عينيها ..غضنت جبينها بأسف وهي تبعد نظرها عنه ...ولازالت خصلات شعره السوداء الداكنه تقبع داخل ذهنها ...همست لنفسها ..." الله يشفيه .."
شعرت بشفقه غريبه تدفعها للنظر اليه مره اخرى ...لا يوجد هناك اكثر مايوجع من رجل مريض ووحيد قلب هذه الانثى الحنونه ...دمعت عينيها دون ان تشعر ..لم تسمع عنه الكثير كانت اميمه وكأنها لاتصدق وجعه لدرجه انها تخفيه وتتجاله ..لكنه يبدوا رجلا صحيح تماما لاتعرف هي ما به ..لكن رجل مجهول من حديث اخته بالتأكيد هو يعاني من الكثير ..كان الله في عونه ..
عدلت طرف الطرحه فوق وجهها وهي تبعد نظرها مره اخرى ..اعتدلت في جلوسها وهي تسرح بجبال الحجاز العظيمه التي بدأت أشعه الشمس تتخلى عنها ببطء...ارتجف قلبها لجبال تشبهها ربتها يوما ما ..
لكل منا وجعه الذي لايشبه فيه احد اخر ....وهذا هو التفرد الوحيد الذي لايريده احدنا ...
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
:
كانت تقف بالقرب من الموقد ..أطفأت النار عن القهوه التي اخذت كفايتها من الغليان ..همت في وضها في الدله ..كانت لوحدها في المطبخ ...
" جليله ..."
انتفضت يدها للصوت المفاجيء ..." جليله ..."
أعتذرت بخجل لفعلتها ...." اوه اسفه جليله ..ماكان قصدي ..."
أبتسمت لها جليله بلطف ...." لا حبيبتي عادي ..انا اللي كنت سارحه ..."
أبتسمت نوف على مضض وهي تجلس على الكرسي امام جليله وتخفي في عينيها حديث ما ....تأملت انشغال جليله الهاديء في ما تقوم به ....سألتها حينها ...." جليله ..خالتي امس قالت لك شيء..."
تباطئت حركة يد جليله وهي ترفع عينيها لتلك ...." لا ....ليه ؟؟"
هزت نوف كتفيه غير مقتنعه بردة فعل جليله ...." يعني مدري ....أبوي اليوم قال ..."
قاطعتها جليله ..." ما قلت له شيء...." ندمت على ماقالت وهي تراقب نظرات نوف المستنتجه ..." لاا ...في شيء مزعله ...جليله قولي لي ...أخر شيء ابغاه اني اكون غبيه في هالبيت ....قولي لي ...وامس كمان كنتي شوي حاده مع خالتي مو جليله الرايقه اللي متعودين عليها ..."
هزت جليله رأسها بالنفي وهي تنهي الحديث بطريقتها ....." لا حاده ولا شيء الله يصلحش ....بس...ابوش شافها بالغلط وعصب ...مزاجه انقلب حتى علي ...بس والله ماقلت شيء ...بس ماهان علي وضعه .."
تنهدت نوف بخجل كبير وهي تعرف تماما تصرفات خالاتها الرعناء ...." جليله حقك علي .."
هزت جليله رأسها بالنفي وهي تنهي مابيدها ...." ياعمري لاتقولين كذا ...اعذريني انا ان تكلمت ...بتقولين توها جايه وبتخرب على خالتي .....بس كمان ما ابغى اكذب عليش .."
عاتبتها نوف بنبرتها ..." جليله ..انا ادرى الناس بخالاتي وامي وابوي ..وبكل شيء ...والاهم الادرى بك ...لاتشيلين هم ...جليله انا هنا اختك وصديقته واللي تبغين قولي لي كل شيء لاتكتمين نحنا ذحين اكثر من اهل ..."
ابتسمت جليله لها بحب ..." تسلمين ياقلبي ....عاد خلاص انتهى الموضوع ...صدفه وانتهت ...خليني اخذ القهوه لابوك قبل يمشي..."
أيدتها نوف وهي تقف معها ..." وانا بتقهوى معاه مين يفوت قهوة جليله .."
:
:
اقتربت منه وهي تضع مابيدها امامه بهدوء ...سكبت فنجال ومدته به ..كان قد ارتدى بذلته واستعد للخروج ..
مدت نوف بفنجال ....ألتفتت الى عنود المنشغل بهاتفها ...." عنود اصب لش فنجال ..."
هزت تلك رأسها بالنفي صامته وهي لازالت محدقه في هاتفها ...كان ابيها حينها ينظر اليها ..رفعت جليله رأسها لنظراته السارحه بأبنته ..
همس وهو يكمل فنجاله ...." اليوم العشاء بنرجع بدر ...خلكم جاهزين ..."
قالها وهو يقف ويضع الفنجال من يده على الطاوله ..رفعت عنود رأسها له وهي تعارضه بنظراته وتستنجد بأختها بين ايمائتها المحبطه ...
وقفت جليله لوقوفه ...كان متجه الى الباب الا انه توقف وكأنه يتذكر شيء ما ...غضن جبينه كيف ينساه ...يبدو بأنه لا يستوعب هذا القرار في ذهنه بعد ...أشار لجليله ..وهو يأمرها بأستعجال ..." جليله الله يرضا عليك ..بسرعه اطلعي ثاني درج في المكتب فيه ظرف ورق هاتيه ...بسرعه ..."
هزت رأسها بالايجاب وهي تبتعد عنه ...." حاظر ..."
صعدت السلم مسرعه ...لغرفتهم ..اتجهت الى المكتب وهي تجر أخر درج قابلها في المكتب البني الضخم بالخطاء..فتحت الدرج فوقه وقد وجدت ما امرها ..اخذت الظرف بسرعه وهي تعود ادراجها ..
نزلت السلم مسرعه وهي تمده بها ...لم تلاحظ نظراته التي تعلقت بها في خضم استعجالها ..هدئها وهو يأخذه منها ...." شوي شوي .."
نظر اليه في يده ليتأكد منه ....." شكرا ...العشاء ياجليله لا تتأخرون ..."
ابتسمت له وهي ترتب نفسها ...." أن شاء الله ...انتبه على نفسك ..."
كان يهم بالخروج حينها ...التفتت اليها كان يبدوا بأنه سيقول شيء ما الا انه اكتفى بهز رأسه بالايجاب وهو يترك المكان ...
اغلقت الباب بهدوء ..وهي تعود ادراجها..اخذت نفسا عميقا وهي تصعد السلم مستمعه لجدال ابنتيه حول امر ما ...
اغلقت الباب خلفها وهي تتجه الى مكتبه ..اغلقت الدرج الذي تركته مفتوح خلفها ...كانت تهم بأغلاق الدرج الاخر اسفله ...الا ان يديها تسمرت مكانها وهي تتأمل شيء ليست تجهله ..قطعه من ذكرى مرت بها في هذا المكان مع خضم المها وظروفها لاتدري اين تركتها ...
مدت اناملها المرتجفه وهي تخرجه من الدرج ..فردته على طرف المكتب غير مصدقه ...لا بد بأنه يملك الكثير غيره ...غير مصدقه مرت اناملها على بقعة دم من جرحها تذكر جيدا بأنها تركتها هنا ....كيف وصلت هذه القطعه المتسخه لدرج مكتبه ...
هل ...................هل احتفظ بها ...؟؟ لما ..تأملت القميص الرمادي القطني بشعار قوى الامن في منتصفه بين يديها ...
ارتجف قلبها قبل اطرافها وهي تجلس على الارض غير مصدقه ولا زال في يديها ...اطرقت رأسها على متن المكتب وهي تتأمل مابيدها ...
بقعه داكنه تركتها دمعه سقطت من بين رموشها دون ان تلاحظها ...لم تستوعب بأنها كانت تتأمل هذه القطعه بعينان دامعه ...
تحتاج اجابه ...اجابه لهذا السؤال الكبير ....انه ليس سؤال انه واقع واضح ومعقد في نفس الأن يقبع بين يديها حقيقه لا تكذيب لها ابدا ...
لما ....لما هو يحتفظ بها ..هذا سينفي مشاعر كثيره و مباديء كثيره بنتها في ذهنها اتجاهه ...على قدر ماهو مريح على قدر ماهو مخيف...ان تكسبين رجل مثل متعب ..
:
شددت عليها بين اناملها وهي تتأملها بعينن دامعه ويدين مرتجفه ..حيره غريبه وضياع اكبر في حدقتيها التي تعلقت بها ...لما هي هنا ...؟؟ لو لدي الشجاعه ياربي لكي أسأله ..
:
ارتجفت يدها هلعه بعد الهدوء الذي عصف بها وبالمكان معها ...وهي تسمع لصوت نوف يقترب منها ويناديها ...." جليله ..."
وقفت متعثره وهي تغلق الادراج وتترك القميص الذي في يدها اسفل المكان الخالي في المكتب المقابل للكرسي الضخم ..
غضنت نوف التي كانت تقف على باب غرفة المكتب لحال جليله التي وقفت متخبطه وكأنها كانت منهمكه في فعل ما ...
أخذت نفسا عميقا و هي تعطي نوف ظهرها وتمثل بأنها ترتب المكان ...مررت اناملها اسفل جفنيها و هي تحاول تماسك نفسها ...رسمت ابتسامه زائفه وهي تلتف الى نوف خلفها ...
" هلا حبيبتي نوف بغيتي شيء ..."
أبتسمت لها نوف بلطف وهي تراقبها ....هزت رأسها بالنفي ..." لا ..عنود نامت وقلت اجي اجلس معاك زمان عنك ...بس شكلك مشغوله عادي اجي وقت ثاني ..."
اقتربت منها جليله تثنيها بخطوه واسعه ...." لانوف تعالي ...ماعندي شيء والله ..حتى انا زمان عنش خلينا نتقهوى مع بعض ..."
أبتسمت لها نوف على مضض وهي تتأمل ملامح وجهها الباكيه ..هناك حتما ما تخبئه ..قالت وهي تبعد نظرها عن ملامحها ...وتتجه للخروج " اوكي اجل انا بنزل اجيب القهوه ...اذا تبغين نروح مكان ثاني غير هنا ..."قالتها وهي ترمق المكان الرتيب الرسمي حولها بنظره ...فلطالما كان جزء ابيها خاص للغايه و لم تقضي فيها اكثر من ثواني مستعجله ..
أبتسمت لها جليله تؤيدها وهي تلحقها وتغلق باب المكتب خلفها ...راقبت خروج نوف من الغرفه وهي تلتفت للباب البني الواسع خلفها الذي اغلقته للتو ..أغمضت عينيها تمنع سقوط دموعها ....مالذي فعلته يامتعب ...؟؟ كيف افهمك ...؟؟ لم احتج للتفكر مرتين لأعرف بأني احبك اكثر من روحي ....انت يارجلي الغامض مالذي يدور بخلدك العتي الصعب ...
:
:
رتبت هندامها بعد ان غسلت وجهها ..وجلست امام الشاشه بنظرات سارحه ...لم تتنبه لدخول نوف حتى وضعت ما بيدها على الطاوله امامها وجلست بجانبها ....أبتسمت تستحثها على الحديث ..." خير ياعروستنا ليش سارحه ....أشبك ...توك تحت يازينك...؟؟"
اصطنعت جليله ابتسامه زائفه تخبي حيرتها بها وهي تهز رأسها بالنفي وتمد يدها لتسكب لها بعض من القهوه ...." مافي شيء..."
راقبت نوف فعلها الهادي غير مقتنعه وهي تأخذ منها فنجان القهوه ...ساد الصمت المكان ..انهت نوف فنجانها وهي تضعه على الطاوله .....تحدثت حينها بأصرار ....." جليله قولي لي ....أبوي كيفه معاكي ...؟؟ مزعلك ...؟؟"
ارتجفت جليله للسؤال وهي تلتفت لها مدافعه وقد دمعت عينيها ...." ليش تقولين كذا ....بسم الله عليه حبيبي والله مو مقصر ..عمري هو روحي فداه ما يزعلني ولا يضغط علي ...ليش تقولين كذا ..."
تأملت ردة فعلها والدموع في عينيها ....." جليله انا اعرف ابوي ....بس مو معاك يعني اكيد الرجال مع زوجته غير ...ليش تبكين دامك تقولين كذا ...."
هزت جليله رأسها بالنفي وهي تبعد نظراتها عن نوف ....." مو ابكي ...بس الكلام عن متعب يدمع عيني ..." اطلقت ابتسامه هامسه وهي تمحي دموعها..." يمكن يانوف ماراح تفهميني انتي عشتي حياتش كلها بنته ..حوله ومعاه ...انا كل هذا جديد علي ...صح متعب مايتكلم واحيان يمر يومنا كله ويادوبه تكلم كلمتين على بعضها ...بس يعني انا اهدأ منه وعشت حياتي كلها ساكته ..لو بس يكفيني الامان اللي احسه حوله ....حبيبي جعل يومي قبل يومه ..."
ابتسمت نوف بحزن وهي تتأمل جليله ....." يعني تحبينه ياجليله ....؟؟"
قاومت جليله دموعها الا ان رؤيتها انعدمت اغمضت عينيها وهي تهز رأسها بالايجاب وتأخذ نفسا عميقا ...طال صمتها لتهمس خجله " أكيد احبه يانوف ...احبه اكثر من كل شيء هو الباقي لي في الدنيا ...وكان احلى شيء صار لي ..."
عندها دمعت عينا نوف وهي تراقبها ...." جليله انا اعرف انه في في قلبك كثير مايعلمه الا الله ....لكن هذا الشيء الوحيد اللي تشاركينه ابوي وفي محله ...انك تحبينه ...يكفي انك تحبينه ...جليله خليه يعرف لاتكتمين ...في كل لحظه و موقف بيني له حبك ...ابوي يستاهل ..وعانى كثير وكتم كثير هو اقوى من انه يشتكي او ينحني ...بس ابغاه يرتاح ...يستحق انه يرتاح ..."
مررت جليله كفيها على محياها وهي تبعد هذه الدموع والمشاعر ....." حبيبي ..الله يقدرني على اني اسعده ...."
ردت لها نوف قولها ..." ويقدره انه يسعدك يا اكمل جليله والله ....معليش اصبري عليه علشاني ...اعرف كيف هو مزاجي وعصبي وبس ساكت ...بس هو بابا حبيبي وعنده احن قلب ..."
ابتسمت لها جليله ....وهي ترد بنبره متنهده" عيوني له هالمتعب..." قالتها وهي تتأمل ابتسامه نوف الراضيه ...يانوف انا بالكاد اعرف عن هذا الرجل شيء لكن لا يحتاج ان اعلم بأنني احبه للغايه ...حتى لو كانت تصرفاته مستبده ومزعجه ....ولاتشعر معه بأنها زوجه سوى بأنها شريكة فراش ...هذا مايؤرقها ويرهقها ...هل هو ارادها فقط لهذا ...واكتفى بمن رحلت زوجة وشريكة حياة ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
عدلت من وضع المنشفه فوق خصلات شعرها المبتله وقد التصقت منامتها القطنيه بجسدها الرطب ...
وقفت امام المرآه وهي تحرر خصلاتها الطويله فوق كتفيها وضعت المنشفه من يدها وهي تتأمل ملامحها المتعبه و هالاتها السوداء التي اتسعت اسفل محجر عينها ...لقد اهملت صحتها حقا ..
مررت اناملها البارده فوق محياها الهاديء الجميل وهي سارحه بكل هذا ...سمعت صوت حركة خارج غرفتها ..
اتجهت الى الباب متناسيه تعبها وهي تفتحه بحماس ...بهتت ابتسامتها وهي تراقبه يقف امام باب غرفته .... سألته بشوق تخفي هلعها ...." وين بناتي يامعد ..؟؟"
التفتت اليها وهو يترك مقبض باب غرفته ....ابتسم لها بعطف ...." هلا الشيخه ...هاه بشريني عنش ...بناتش امي فرحت بهن وحلفت ما أخذهن اليوم تقول ريحة بدر بينامون عندها الليله ..."
عاتبته بنظرتها ..." ليه يامعد ...وحشوني ..."
ابتسم لها بسخريه ..." يا بختهن ....اسمعي الكلام اللحين ...بينامون عند امي وانتي ارتاحي اليوم و نامي و روقي حالش ..."
هزت رأسها بالنفي ..." لا يامعد ذحين يثقلون على خالتي ولا يبكون ...وانا الحمد لله مرتاحه..."
هز رأسه بالنفي محتفظا بفكرته ...." يابنت عمتش هنا مثل امش واكثر قلت لها لا زودوها دقي علي بأجي اخذهم ....لو تشوفينهم ماطريتي على بالهم مبسوطات مع بنات خواتي ..."
أبتسمت له على مضض وهي غير مقتنعه ...." هو انا اقدر اقول لك لا على شيء ..."
شاركها ابتسامته الخافته وهو يغرق في تأمل ملامحها التي لم يعتادها بعد ..." ادري ...ها بشريني عنش ...شلونش اللحين ..."
هزت رأسها برضا خجله وهي تبعد نظرها عنه ...." الحمد لله هي الدوخه بس ...اديها يوم بالكثير تختفي ..."
أبتسم لها بصدق وهو لازال غارقا في تأملها وكل اختلاجتها نبراتها وكل ما يبدر منها ...." قدامش السلامه يا شيختنا ...ان شاء الله ما يجي غداء ابوي يوم الجمعه الا وانتي طيبه ..."
رفعت رأسها له وهي تأخذ نفسا عميقا ....يبدوا بأن الوضع اكبر من ارادتها ..." أن شاء الله ..."
أبتسم لها بعد ان فتح باب غرفته وهو يومئ بنظراته لها على جسدها ..." النهايه ..شوفي صرفه لعمرش لاتبردين علينا توش خارجه من المستشفى ..."
استوعبت قوله وهي تبعد قميص بيجامتها الذي التص عليها بخفه ...أبتسم لردة فعلها ..." تامرين شيء ...بدخل انام لي نص ساعه ..."
هزت رأسها له بالنفي وهي ترسم ابتسامه على محياها المتوتر ..." سلامتك ...نوم العوافي .."
قالتها وهي تعطيه ظهرها وتدخل غرفتها وتغلق الباب خلفها بهدوء ...تأمل مكانها الخالي وهو يأخذ نفسا عميقا ويدخل غرفته ....عصيه يا نصره ...عصيه ياحبي القديم ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
كانت تجلس معهم بعد ان انهيا وجبة غدائهم ...رتبت المكان وهي تهم بالجلوس بعد ان انهت فعلها ...لامتها جدتها ..." يابنت انتي ما لك ارض تجلسين عليها ...ارتاحي اجلسي كني لك بمكان ..."
ابتسمت لها جوزيده بحب ..." ياجده انا مرتاحه ...بعدين اني اخدمكم عندي بالدنيا ...امي موصيتني عليهم وبعدها نصره اخاف اقصر بحقكم ..."
قاطعها جدها بعدما ترضت جدتها عليهم بقولها ....وهو يوميء بنظراته لجدتها ..." ارتاحي انا جدك وهاذي ليش جالسه ...ولا عجزت ...."
رمقته بنظرتها التي لازالت تفضح جمال عينيها من اسفل برقعها ...." لا عجزت انا تراك معجز من قبلي يا ابو عيالي ..."
ابتسم لها وهو يغمز لها بشقاوة شبابه التي شاركته بها ..." ياويلي يا عيونها ...يامره قلبي...لاعاد تطالعيني كذا ..."
خجلت جوزيده وهي تخبيء ابتسامتها ...ابعدت قوت نظراتها عنه متمتنعه ..." حمد الله والشكر ...بعد ماشاب ودوه الكتاب ..." التفتت الى جوزيده وكأنها تعطيها درسا ...." هذا بس طالعت فيه سوى كذا تعلمي وانا امك ..."
:
:
ابعدت برقعها برقه لازمتها منذ لحظه انوثتها الاولى هي ترتشف من فنجان قهوتها ...ابتسم ولازال مصرا على مايفعله ..." الله ..الله .. متحنيه اليوم ...ليش ليلتك ...؟؟"
احمرت خدي جوزيده لشدة خجلها وهي تهم بترك المكان ...منعتها جدتها وهي ترد عليه متعاليه ...." راحت عليك ...حبيبه حنت وحطت لي الباقي ..."
اتسعت حدقتي جوزيده لتحايل جدتها ...فهي من شجعتها في ساعات مبكره اليوم للحناء ..اكملت جدتها ...." وين حريمك عنك ياهارون الرشيد ..روح دورك لك وحده منهن ..ما ابيك .."
اعتدل في جلسته وهو يلومها ..." افا يا بنت عمي ..وهو من هاذي اللي تجي مكانك في قلبي..."
رمقته بنظرتها ..." قل لحالك ...انا ادرى انه لو تلف الدنيا كلها مانت لاقي من تصبر عليك مثلي .."
لازالت جوزيده تراقب الموقف بحماس لا يخفيه خجلها ...عجيب امر جدها وجدتها ...لقد تزوج غيرها اربع مرات ...ولا تجد في قلب جدتها غيره او حقد ..ولاتجد في جدها نفور او نسيان ...
عاتبها ...." يابنت عمي وشبك اليوم علي ...هذا وانا من غرة الاسبوع اعد الايام وارقبها لين تجي ليلتك ..."
و ضعت اناملها فوق خدها وهي ترمقه بنظرتها اللائمه ...." مادري عنك ...وين اللي وعدتني ...ولا كبرت و قمت تنسى ..."
غضن جبينه جاهلا بما تقول..ثانية حتى تبدلت ملامحه وهو يوبخ نسيانه ..." المعذره منك والسموحه والله ...ما انسانيه الا الشيطان ...حقك علينا ..بأيش اعوضك ..."
اخذت نفسا عميقا وهي تمثل عدم اقتناعها ..." بمثله مرتين ...مو انا اللي توعدني وتنساني ياولد عمي ..."
خجلت جوزيده حقا ولم تقوى حتى على ترك المكان وهي تمثل بأنها تتأمل احمرار الحناء باطن كفها ....
اكملت جدتها لومها ..." امس ...تقولي اجيك العصر اتقهوى عندك وتعطيك علومي ولا توفي ...قلبي بغى يوقف وانا افكر بك ...مانمت ليلي اتقلب ..ادق عليك ماترد وعيالك انا ادرى بهم لو اسألهم واحد واحد عن شيء انت داسه عني ماتكلموا ...ماتريحني الاشوفتك يا صلاح لا عاد اتعودها ..."
تنهد وهو يبتسم لها فلا حيلة للقلب سوى حبها ...." ما اخلى منك يالغاليه حقك علي ...ما عاد اعودها ..جعليومي ما يخلى من حسك ..."
ابتسمت حينها برضا وهي تقف ...تعلقت عينيه بها..." وين ..؟؟"
اشارت له بيدها تمنع حديثه ولازالت تمثل عتابها ..." وين يعني ...تبعتني مناحلتك ..بأنسدح لي ربع ساعه ...خلني اقوم ولا القاك هنا ..."
امتثل لامرها يبحث عن رضاها ..." افا ...مكاني وزماني ماني مغيره ارتاحي بس يا مالي انتي .."
ابتسمت اسفل برقعها برضا وهي تترك المكان ...ولازالت حدقتيه متعلقه بها ...ابتسمت جوزيده وهي تراقب ردة فعله ....همس حينها ..." فدا شوفتك الرحيمه .."
لاتعلم لما عينيها دمعت لقوله الاخير يبدوا متعلق بها للغايه ...وقفت وهي تقترب منه ..." تأمريني شيء يا جدي ..."
هز رأسه بالنفي وهو يومئ برأسه لباب غرفتها الذي تراءى له من مكانه ..." سلامتك يا وليدي ...بس طلي على جدتك ..امديها تبغى شيء..."
أبتسمت له ممتثله لامره ..." حاظر من عيوني ..."
:
اتجهت الى غرفة جدتها ...فتحت باب الغرفه بهدوء وهي تدلف المكان الهادئ ..كانت جدتها تهم بالاستلقاء على السرير ..أبتسمت لوجودها وهي تفتح برقعها وتتركه بجانبها ..." هلا ...مرسلك ولا جايه من راسك .."
ابتسمت لها جوزيده بحب وهي تجلس بالقرب من قدميها ...." الثنتين ...."
ابتسمت جدتها وهي تتأمل هدوئها ...حتى الان لاتصدق تواجدها بينهم ...سألتها بأهتمام وهي ترتاح في استلقائها ...." زوجك وينه ...؟؟"
حاولت تلك اني تخفي ابتسامتها لذكره ..." مدري خرج مع عمي بدري ...يرجع العشاء قال لي .."
تأملتها جدتها وفي قلبها حديث كبير لهذه الصغيره الوحيده ....سألتها بصدق واهتمام ...." حبيبه ...يابنت الغالي اسألك بالله انتي مرتاحه مع ولد عمك ...."
أبتسمت جوزيده براحه ..." أكيد ياجده ..."
هزت جدتها رأسها بالايجاب ..." بس انا امك ذا اهم من أي شيء...انا امك الدنيا ايامها ماهي واحد ...رجلك ياوليدي تمسكي فيه ..."
ابتسمت جوزيده لحديث جدتها الذي لاتعرف سببه ...." ياجده لاتوصيني في مهاب ..."
هزت رأسها جدتها بحزن قديم ...." اه يا مهاب ...في قلبه اللي يكفيه ...:
غضنت جوزيده جبينها وهي تقف لتترك جدتها ترتاح قليلا ...هل من المعقول ان ذاك الشخص الايجابي المتفائل بقلبه ألم دفين وقديم هي جاهله به ....كم هي مقصره بحقه .." ارتاحي ياجده بخلي الباب مفتوح اذا تبغين حاجه ناديني ..."
أبتسمت لها جدتها وهي تثني عليها بدعواتها ..خرجت من الغرفه بهدوء وهي تتجه الى المطبخ ...وعدت مهاب بأنها ستصنع له اليوم على العشاء طبق تركي علمتها اياه امها في يوم من الايام ...
ما ان انتصفت اعداد ما بيدها حتى سمعت صوت جرس الباب الرئيسي يرن ...لحظات حتى عادت الخادمه التي فتحت الباب للتو ...
سألتها جوزيده بأهتمام وهي تنفض يديها من الدقيق وتغطي ما صنعته ..." مين الباب ...؟؟"
اجابتها الخادمه التي انخرطت في ماكانت تصنعه قبل ذهابها ..." هذا عمه كبيره ..."
أبتسمت لها جوزيده ...فهي تعرفها لاتميز بين بنات جدها الكثيرات ..." طيب ...جهزي صنيه القهوه ..."
نفضت اخر ما علق بها من الدقيق وهي تترك المكان صاعده الى غرفتها لتبدل ملابسها و لترتب هندامها قليلا ..
:
:
سألت الخادمه عن مكان تواجد ابيها ...نزعت نقابها وهي تضع عبائتها على كتفه ...اخذت نفسا عميقا وهي تتجه الى مكان جلوسه ...وهي تنوي على فعل كبير تعرف بأن الوحيد الذي سيساندها به ابيها ...
دخلت المكان وهي تلقي السلام على ابيها وتلقي نظره على المكان الخالي الا منه ...قبلت رأسه وهي تجلس امامه ...
رد السلام عليها مرحبا وهو يسألها بأهتمام عن بناتها ....كانت تجيبه بأقتضاب وفي شفتيها حديث تتدافع حواسها لاظهاره ..
سألها بأهتمام عن اخيها ..." اخوك كيف حاله اليوم ما كلمتيه ....؟؟"
ابتسمت بأقتضاب وهي ترد برسميه ..." لا والله حدي فيه قبل ما يمشي ....ادق ما يرد .."
هز ابيها رأسه بالايجاب يؤيدها ..." انا امس كلمته لكن اليوم ما يرد عساه طيب ..."
رفعت حاجبه بعدم رضا وهي تجيب ابيها ..." طيب يا يبه ماعليه خلاف ذا صخر منهو يخاف عليه ..."
لم يعجب ابيها ردها وهو يعارضها ...وفي نبرة حديثه اسى لصخر الذي فقدته مجالسه ...صخر النجم الذي انطفأ مبكرا ..." الوالد والد وانا ابوك ....حتى لو انه صخر ..."
اخذت نفسا عميقا وهي تتأمل ابيها ....قادت الموضوع الى المكان حيث تريده ...." طيب يبه انت لاتخاف ...شوي يدق عليك ...المهم يبه ...انا جايتك بهمي...وطالبتك ماتردني ..."
غضن ابيها جبينه بأستغراب لما تقوله ...." افا ..اطلبي وانا ابوك ..."
مثلت الانكسار وهي تحدثه بحيلتها ...." يبه ..يرضيك حال بنتي ...ولد اخوي يتهرب منها وساكتين له ..الناس بدت تتكلم ...من متى وهي خطيبته من يومها بزر ...واللحين يوم كبرت واحلوت وعيون الناس عليها يعضلها كذا ...معليش اخذ جوزيده ماقلنا شيء يا ابوي والرجال ما يعيبه شيء...لكن خلاص ما شاء الله ماعاد عريس ....وبنتي اشوفها في بيتي حسره تنخطب وارد ...اقول لسى البنت لولد خالها ...الناس يوم شافوه اخذ غيرها حسبو انه طلقها ...وانا بسكت الناس والبنت لولد خالها لمتى بنأجل ...خير البر عاجله ..ياخذها وخلاص ويستر عليها وبنت عمته متربيه معاه وادرى به ..."
:
:
كانت قادمه للتو من المطبخ وابتسامته الجميله تنطبع فوق محياها الهاديء وبيدها القهوه ..فهي تعشق هذه اللحظات العائليه والزيارات التي لاتنقطع ...
تسمرت خطواتها الهدئه في مكانها ولم تستوعب بعد الصوت الذي سمعته ..تعثرت في وقوفها وكاد ما بيدها ان يسقط ..شددت من قبضتها فوق مقبض الصنيه في يدها ..الهواء تخلى عنها ..ولم تعد عيناها ترى ماحولها ..توقف بها زمنها ..ضاق المكان واتسع في لحظته وبردت اطرافها ...واستحالت عظامها ماء زلال ..
شهقت تكتم آلم ألم بقلبها وشعرت بها كنصل صديء يهاجم نبضاتها وينزع الروح والسعاده منه ..
وضعت ما بيدها على المنضده بالقرب منها وهي بالكاد تستدل طريقها بخطوات متعثره ...مدت يدها لسياج السلم القريب منها ...اغمضت عينيها وهي تشعر بالمكان يتزلزل بها ..
كم هذه اللحظه اقسى .. و اكبر ..و احد مما توقعت يوما ما ...وهي الحمقاء التي استبعدتها ونفت حدوثها ..هاهي تأتي ..
:
:
صعدت السلم بخطوات متبعاده وقد اظلم ماترى و ضاع طريقها ..ونسيت كل ما تريده ..
:
في الطرف الاخر كان ابيها لازال محافظا على استماعه لها بينما هي لازالت تصطنع انسكارها المحتال وهي ترفع نظراتها المتقطعه لابيها ...
هز ابيها رأسه بالايجاب وهو مقتنع بقولها ....." كلامك عين العقل وانا ابوك وهذا من حقك ...ومهاب خليه علي انا اللي بكلمه ..لو ان امتنان ماقصرت معاه وكسرت كلمته وزعلته منها ...انا بكلم مهاب وانتي عقلي بنتك ..."
دافعت عنها وهي تحلف كذبا ...." ندمانه يا ابوي ..ندمانه ومقهوره وعارفه غلطها ...و انا تعبت وانا شاوف بنتي مكسورة قدامي ....كلمه يا ابوي واضغط عليه زعل بنتي و تعبها وكسرتها ماتهون علي وتتعبني يتيمه ضعيفه من لها غيره ...كلمه يبه ..."
اخذ ابيها نفسا عميقا وهو يتأمل محياها ولا يرى امامه سوى جوزيده...بات فيهذا الموضوع طرف ثالث ..وليس أي طرف ..انها الارق من وردة والاوحد من سجين ..لو كانت انثى غيرها لكان الموضوع اسهل ...انه صعب للغايه على كل انثى لكنها جوزيده الصغيره التي لا تستحق ما يحزنها ..
:
:
جلست وقد خارت أي قوى تحمل قدميها على الوقوف والا زالت يدها متمسكه بسياج السلم ..اطرقت رأسها على ذراعها وهي تغمض عينيها ..كانت جفنيها فقط هي ماتفصلها عن الذكرى ..وكل آلم متعلق بها ..ما ان اغلقتها حتى تهافتت على ذهنها قبل قلبها الاف الاحزان والذكريات واللحظات المريره ..
وامها تنام بجانب الباب بعد ان ارهقها بكاءها تنتظر فقط عودة ابيها ..تنتظر ان تستمع لادارة المفتاح من الجهه الاخرى ...ان تجتاح الفرحه حياتها من الجهه الاخرى ...الرضا و الامان الذي فقدته ..
مهما كبرت الفتاة مهما تبدلت ايامها ...هي تشبه امها .. هذا ماتعلمته ..وهذا ما تلقاه اليوم ..
أخذت نفسا عميقا وهي تستمع لاغلاق باب المنزل الزجاجي الضخم ...من حسن حظها بأنها في مكان لا يبين انكسارها منه ...
مررت اناملها اسفل جفنيها لتمحي دموعها ...تأملت باب جزئهم من الطابق الذي ترأى لها من مكان ضعفها ...
شهقت مبتسمه لمروره العذب على بالها الكسير ...هي تعرف انها تحبه ..هي تعرف بأن لاتريد بأن يعاد كل ما مر بها من فقد و وجع وحاجه و ووحده ان يعود لها ...ليس الان بعدما تخلت عنه ...سيكون زوجها الذي تحبه اكثر من روحها وتخاف فقده...سيكون دوما الرجل الذي تقف بعد خروجه خلف الباب لدقائق طويله ...لاتعلم السبب فقط تريد ان تتعلق بكل مكان هو قد يكون مر به ...بكل احتمال لرجوعه وتواجده .....هي ضعيفه للغايه ..معرفتنا بمقدار ضعفنا وحاجتنا هي قوة كبيره لانقدرها ...
ليكن في ضعفها هذا مكمن قوه لا نهاية لها ..امتنان لم تعرف الضعف يوما ...هي تعرفه جيدا ..هي تفهمه و تمرسته وتشربته منذ طفولتها ....
ضعفها هذا هو ماسيحفظ مهاب لها وحدها ...وحدها ..ستبذل كل جهدها وكل قوتها وخوفها من ضعفها القديم ليكون لها وحدها ...
قد تضن امتنان ان في هذا انتصار ...لاتعلم ان لي في هذا حياة ...
:
:
:
سمعت صوت جدتها وهي تناديها ...وقفت وهي تأخذ نفسا عميقا ..وتمحي هذه الملامح وهذا الخوف عن هالتها ..رتبت هندامها و هي تخطو خطوات واثقه ...ما ان نزلت السلم حتى قابلت جدها الذي خرج من مكانه ...تأملته دون ان تبعد عينيها كالعاده ...كان لا يقوى على رفع عينيه لها ...
انه يعلم بأنه سيخذلها هذا يكفيها ...هذا يكفيها حتى الان ...راقبت خوزجه وهي تتجه الى غرفة جدتها مقصيه هذه الغصه التي تكتم من صدرها ..
اخر ماتوده ان تلتمس جدتها في صوتها حزنا قد يقض مضجعها ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
لقد صلت العشاء للتو ..جلست على الرمال البارده وهي تمد ساقيها لداخل تيار المياه الهادئ البارد...
شهقت لبرودته الا انها لم تبعد ساقيها ...رفعت نظرها للسماء الداكنه ..التي بدأت نجومها تتلألأ بهدوء أخاذ ..
أغمضت عيينها وهي تشعر بنسمات الهواء التي بدأت تشبه شتاء الحجاز القارص ..
" قربى .."
التفتت للصوت الباحث عنها ...وقفت هلعه وهي تنفض الغبار الذي علق بها وتلقي نظره اخرى على النجوم فوقها ..
تعثرت في خطواتها وهي تتجه الى الباب الضيق وتستدل بأعتياديه على الطريق المظلم الضيق والسلم الذي لازال يحمل رطوبة غسيله للتو ..." جيت ...جيت.." قالتها وقد تسارعت نبضات قلبها لتكرار نداء اسمها بضجر غاضب ..
:
سمعت زوج امها وهو يفتح الباب خارجا ...." هاي ما عرفنا لهم والله ..صيف لو شتاء كولش طافينها ..."
:
ابعدت كتفها تحمي نفسها من الضربه التي تلقتها في الظلماء دون ان تتوقعها ...وكانت لازالت تراقب خروج زوج امها .." الله ياخذج ...وين كنتي ..اناديج من متى ..لو الجدر رد مارديتي .."
دافعت عن نفسها ..." كاني يمه ..من ناديتي جيتك .."
غرزت اظافرها بقبضة اناملها القويه في عضد الصغيره الغذ وهي تدفعها لداخل الغرفه ..." لعن الله هالخلقه ....اخذي اخوتج لا اشوف وجهتج الا وهو نايم معاج ...الله يحرمتج الراحه مثل ماحرمني اهيا ..قطع ما منج فايده ..."
عضت على شفتيها تمنع دموعها وهي تحث اخيها على الوقوف هامسه بحنان لا تعرفه..." حاتم ..قوم وياي "
كان لازال يدقن رأسه اسفل وسادته ..." ما ابي ..ظلماء ..اني اخاف منها ..."
ابتسمت وهي تنحني لتجبره على الوقوف ...بعدما القت نظره على خلو الباب من انعكاس ظل امها ..." قوم حبيبي اني وياك ..لاتخاف .."
مد يده الصغيره يبحث عن يد اخته ..تعلق بها في السكون المظلم ..ساعدته على الوقف وهي تساعده على استدلال خطواته ..
راقبت اساريره تنفرج وهو يتأمل المكان بأستغراب...ابتسمت لردة فعله وهي تحثه على اللحاق بها ولازالت ممسكه بيده ...
جلست في مكانها المعتاد وهي تضعه على رجلها ..اخر ما توده ان تتسخ ملابسه وتوبخها امها ..
احاطته بذراعها وهي تشير له للسماء التي خلت من اضاءة الحي الشعبي القديم ..وترك هذا لجمال السماء مجالا ان تطل على زخم المدن و انشغالها وازدحامها المخيف ..." طالع ..."
قالتها وقد التمعت حدقتيها الرماديه للمنظر المريح ....همست ولازالت حدقتهيا متعلقه بالسماء ..." تخيل كم واحد غيرنا هسه بكل هالعالم يطالع هالنجوم ...تخيل كم شخص يحبك يطالعها ..وكم شخص حزين ..ولا وحيد ولا ضايع ..ولا مع من يحبه يطالعهم ...بس تخاف اني اريد منك تطالع النجوم ...تأكد انا بكون وياك اطالعهم .."
همس وهو يتأمل ما افصحت عنه اخته ...." قربى ...أنا أحبتج .."
قبلت جبينه وهي ترتب خصلاته الفاتحه ...." اني هم احبك اكثر من كل اشيء بحياتي ..وحبيبي الظلماء ماتخوف تدري ليش ...لان لو كان بقلبك نور ...ابد الظلماء ما تقدر عليك ...وانت هسه رجال ماشاء الله عليك ..تملى العين ...كيف تخاف .."
ابتسم لحديث اخته الرقيق ...." وهاي النجوم كل من في العلم يطالعهم مثلنا ..."
رفعت رأسها تتأملها ..هزت رأسها بالايجاب ....وهي تهمس ..." أكيد ..."
ساد الصمت بينهم وفي داخلهم احاديث لا تفنى ..لا سلوة لهذه المنبوذة سوى تخيل الاحاديث القصص والفرص التي تجرى اسفل هذه النجوم ..ولا يكون عليها شاهد سوى التماعها من بعد أخر ..
هل ستكون هذه النجوم يوما ما شاهد لها على سعاده لا تعلمها ..
:
همست وهي تتأملها ..." دايم اني هني يا حاتم ..."
:
:
اغمضت عينيها للصوت الذي يناديها ...." قربى " نفثت نفسا عميقا وقد عاد المنادي قوله ..." قربى ..."
الا ان الزمان والنبره والموقف والشعور هذه المره كان مختلف ...
التفتت للصوت خلها ..." هني عمران .."
الا انه لم يكن متواجد داخل الشاليه الهادئ خلفها ...يبد بأنها تتخيل ..غضنت جبينها وهي تعيد نظرها للبحر امامها ..
ارتجفت لصوته ..." انا هنا .."
التفتت الى الكراسي بجانبها وهي تضع يدها على صدرها تهديء من روعها ....همست وهي تأخذ نفسا عميقا ...." الله يسامحك ...قلبي بغى يوقف ..."
اغمضت عينيها وهي تنفث نفسا عميقا...تأمل محياها وقد اغمضت عيينها ..أبتسم لانفراج جفنيها عن حدقتيها الرماديه التي تعلقت به ....سألها بأهتمام ..." بأيش كنتي تفكرين ...؟؟"
:
تعلقت نظراتها به مطولا قبيل ان تجيبه ...اعادت نظرها للنجوم وهي تجيبه بضيع في الذكرى التي مرت بها للتو ...." بحاتم ..."
قالتها وهي تعيد نظرها اليه لترى ردة فلعه.....كان يتأملها بوجوم غريب ...عضت شفتيها وهي توضح له ...." أخوي الوحيد ...."
هز رأسه بالايجاب وهو يبعد نظره عنها ...."أدري ..."
غضنت جبنينها بأستغراب وهي تراقب ردة فعله المنزعجه الهذه الدرجه تملك قد يصل ...؟؟ سألته بهدوء ..." كيف تعرف...؟؟"
نفث نفسا عميقا وهو يتخلى عن الكرسي ويقترب منها ويجلس بقربها ....التفتت اليها وهو يغرق في تأملها ...." نسيتي انك قربى ...قربى ملكيتي و خاصتي ....اعرف عنك كل شيء ..و أي شيء ..."
أبتسمت بخجل وهي تبعد نظراتها عنه ..وقد شعرت بوخزات لذيذه لاتفهمها تشعر بعا في معدتها لصوته واقواله هذه .." بس انا ماعرف عنك أي شيء..."
قالتها وهي تنظر لا اراديا لنجوب صدرة البارزه ....أبتسم لها ولم تغب نظرتها عنه ..." مو لازم تعرفين كل شيء ...اغلبها تفاصيل ممله بدون هدف ...والاهم مافيها لذه مثل اللي القاها في كل معرفتي بتفاصيلك ...ياحب عمري انتي ...."
تنهدت دون ان تعي ردة فعلها ....ابتسم سارحا بها على ردة فعلها ..جذب طرف قميصه الذي ترتدي ...." اش رأيك ننزل السوق نجيب لك شيء تلبسينه ...."
هزت رأسها بالنفي تعارضه ...." امم ...لا ..ما ابغى اخرج لمكان ...كذا انا اكثر من مرتاحه ..بعدين في شعور حلو مع تيشرتاتك ...كأنها تحرر من قيود أش البس قدامك ..."
أبتسم لها وهو يرفع حاجبه بمقصد بعيد ...." اتحرري من كل شيء انا راضي واتفرج ...هو في احلى ولا امتع من اني اتفرج أش تسوين ..."
عضت شفتيها تمنع ابتسامتها الخجله وهي تبعد نظراتها عنه ....تأملها مع السكون حولها الذي يليق بها ...." تكلمي ...."
التفتت اليه مستغربه وهي تنظر الى عينيه ....اكمل و هو يستحثها .." ما ابغاك تسكتين ..تكلمي قولي كل شيء ...ابغى افهمك اكثر ...عقليتك جدا جميله ...الكلام معاك مشتهى وله لذه ..."
اخفت بأنملها ابتسامتها وهي تنظر الى الارض ..اخذت نفسا عميقا وهي تنظر اليه ...." كلامك هو اللي يخليني اسكت ...وما اعرف اش اقول او ارد ...متحدث جدا لبق ..وعنيد ..وحذر ..تعطيني كل المجال بس بحدود غريبه ..."
رفع حاجبه مستغربا ردها ....." هذا شيء جيد او سيء..."
هزت كتفيها حيره ...." الاثنين ...يمكن لمجال عملك تأثير .."
ارتاح في جلوسه متكئا على ذراعه ولازالت نظراته متعلقه بها....ان الامر اكبر من استيعابه وتصديقه ان تكون قربى المرام القديم تحمل هذه العقليه الجميله ..." يمكن ..."
سألها بما الجمها حقا ....." قربى بعد ماعرفتي انتي اش كنتي بالنسبه لي طول هالسنين ....؟؟ انا اش كنت لك ...."
التفتت اليه اطالت صمتها وهي مكتفيه بتأمله ....ولازال هو ينتظر اجابته ولاول مره يجرب شعور الطفل اللاهف داخل صدره ...
هزت رأسها بالنفي وكأنها تحاول تسبين ما شعرت به يوما ما ......" سند ..اهل ..راعي ..شعور غريب ..كنت دايم بالنسبه لي المنطقه المحرمه والمحظور التفكير فيها مرتين ..كنت عمي الشديد والحريص علي ..كنت انسان لو فكرت بيوم ارتبط كنت راح افكر بأنسان مثلك تماما ..."
غضن جبينه لاخر حديثها ...." لو فكرتي بيوم ترتبطين ...؟"
هزت رأسها بالايجاب وهي تغرق بمضيها القريب .." ايوا ...كيف بتزوج واترك اهداء .. كيف بكون اكثر شيء اخاف منه ...كيف بكون ام ...؟؟ كان اعظم خوفي ..اما مين بيرضى بمن في وضعي الاجتماعي هاذي كانت اخر مخاوفي ...هل كنت اقدر على ارتباط طبيبعي وهاديء ..هل في انسان راح يتأقلم مع كل هاذي العيوب والعقد في ..كيف بكون ام ...؟؟"
عادت السؤال لنفسها بنبرة بها خوف قديم لا يخفى وهي تتأمل الافق ...بنظره فارغه ..
شعرت بكفه تحاوط اناملها التي عقدتها في حجرها بقل حيله ....." لو كان فيك صفة تهزم كل هاذي التركيبه الجميله اللي انتي فيها فهي صفة الحنان ...قربى اللي اضن اني اعرفها راح تكون ام عظيمه "
التفتت اليه بعينان دامعه لطالما كانت قاسيه على نفسها هذه الكلمات المتفائله البسيطه هي ماكانت تريد سماعه ..أبتسمت له بحزنها القديم ...." بس اعرف انا اش مسويه عشان راضي علي كل هذا الرضا ...."
أبتسم وهو يرفع حاجبه متسائلا ...." قولي لنفسك ...هاذي جوابها عندك ....يكفي بس تقولين لي عِمران .."
ابتسمت سارحه وهي تتأمل ملامحه السمراء الحادة...." عمران ...صح راح اكون ام عظيمه في يوم من الايام ..."
أخذ نفسا عميقا وهو يبتسم لها و بجديه اجابها ...." متأكد ..."
ضحكت بخجل غير مصدقه وهي تبعد نظرها عنه وكأن حائط مخاوف حصين في داخلها قد انهدم للتو ...
تأمل سكونها الآخاذ ...تتغير ...تتغير تماما هذه الانثى بتغيره ..هو فقط كان جاهلا بها كل تلك المده ...انها ايسر وابسط مما توقع ..
أعتدل في جلوسه وهو يخفي محياه في خصلاتها الحيويه المبعثره حول وجهها وكتفيها ..وضعت يدها فوق ذراعه التي حاوطت خصرها ...
غضنت جبينها وهي تمرر اناملها فوق ساعده ..." عمران ...مسخن انت ...أشبك حار كذا ..."
رفع رأسه لها مبتسما غير مصدق الذعر في صوتها التي خصته به ...." لا ..."
قاطعته مصره ...." لاوالله مسخن ..انت سخونتك شينه علمني فيها قلبي كان راح يوقف ذاك اليوم معاك ...هاذي نهاية اللي يتحمم بمويا باردة ويخرج برى ...الجو ذحين بدأ يبرد اخر شيء ابغاه انك تتعب ..."
اعتدل في جلوسه وهو يتأمل ردة فعلها .....لربما كانت هذه المره الاولى التي يلومه احهم على اهمال بصحته بكل هذا الذعر والاهتمام الحنون في صوتها ...." يعني تخافين علي امرض ..."
رفعت نظرها عنه وهي تتمنع ...." ايوا ...بعدين مين يرجعني بدر انا ...مافي غيري وغيرك هنا ...تتعب ابلش فيك ...وانا كمان صحتي على قدي ..ماشاء الله انت علشان احرك يدك بس احتاج جهد عظيم ...."
كان يمثل الاستماع لها عندما رف يدها وعض اناملها ....تألمت وهي تجر يدها منه ..وتضربه على كتفه تدافع عن نفسها ...." آه عمران ...أش ذا ...؟؟"
نظر محل ضربته على كتفه ....وقف وهو يرمقها بنظرته الحازمه ...لامت استعجالها في الاعتياد عليه ...هل نسيت من هذا ...همس لها وهو يرفع حاجبه لعدم رضا ..." انا عمران ..تضربيني .."
" تعالي ..." قلها وهو ينقض عليها ...صرخت ضاحكه وهي تهرب منه متعثره وقد تبدلت ملامحه تماما لمزاج اخر ..." عمران بعد ..."قالتها تثنيه الا انه لم يستجيب لها ...
حاوط خصرها بذراعه وهو يرفعها عن الارض بخفه ...حاولت التحرر منه عبثا ...." خلاص توبه ..نزلني .."
رفعها فوق كتفه وهو يهددها ..." توبه ايش....؟؟"
ضربته على ظهره ...." اضربك ياعمي عمران ....نزلني يمه عمران دخت ....كيف تستحمل الجو فوق ..."
عدل وضعها فوق كتفه لترتاح ...استسلمت هي وهي تسدل يديها وتتأمل الارض البعيده ...." وين انزلك ...؟؟"
تنهدت وهي تجيبه ...." هنا ...خلاص دخت ..."
عراضها وهو يتجه الى الداخل ....اغمضت عينيها لحركته ....وهي تبتسم لاجابته المعارضه ..." لا غلط ....فوق انزلك ...عندنا موضوع مهم نناقشه ..."
ضحكت بقل حيله ...." عمران انا اخاف المرتفعات ...نزلني "
مثل عدم الاهتمام وهو يصعد السلم ..." في صوت ..مدري منين جاي يزن في اذني ...ما اسمعك ياللي تتكلم انا مشغول ..."
ضحكت وهي تخبئ ملامحها بين كفيها .....هذا كثر عليها ..كثير ياربي..هي لم تعتد على كل هذا الاهتمام يوما ما من شخص واحد يخصها به ...ولايخص به غيرها ..
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
ارتدت عبائتها وهي تنظر الى اميمه التي تتأكد من هاتفها ...." قربى مدي كيف حالها ...ادق عليها ماترد عساها طيبه بس .."
التفتت الى المنظر الذي تفضي اليه النافذه الزجاجيه العملاقه ..تأملت هالة البياض التي تنبع من المكان ..والحركة المرتبه حول الكعبه التي اشتاقت اليها ولاتذكر متى كانت اخر مره زارتها ..
سألتها اميمه ..." هيا نزلنا يا بخوت ...جاهزه ...؟؟"
نظرت اليها وكأنها ايقضتها من حلم جميل ..." هلا ....لا خذي راحتك مع اخوك ..روحي مع محرمك ...انا شوي وانزل ..ما ابغى اثقل عليكم ولا أأخركم ...مدري متى ارجع .."
تفهمتها اميمه الا انها لم تستطع كتم خوفها ...." متأكده ...تعرفين كيف ترجعين ترى الحرم تغير كثر هالسنوات ..."
هزت تلك رأسها بأصرار هي تنظر الى صحن الطواف الذي بدأ زحامه يخف ...." أيوا ...ياعمه انا مو صغيره خلاص روحي ولاتشيلين همي ...اذا خلصت بدق عليك ..."
اخذت اميمه نفسا عميقا وهي راضيه لكنها غير مقتنعه .." طيب ياعمري اللي تشوفينه ...خذي راحتك وانتبهي لنفسك ..."
ابتسمت لها بتردد قبيل خروجها ....استحثتها بخوت على الرحيل ..." خلاص ياعمه روحي ...تخافين علي في مكة عاد..."
ابتسمت اميمه لقولها الاخير ..." حبيبتي الله يحفظك ....خلاص اجل تجين تلاقيني قدامك ...انتبهي لنفسك ها ..؟؟"
قالت جملتها الاخيره وهي تغلق الباب خلفها ...ابتسمت بخوت لمكانها الخالي ..اخذت نفسا عميقا وهي تجول بنظراتها على المكان الفخم الخالي حولها ...
:
:
:
اتجهت اليه وهي تعدل هندامها ..ابعد نظره عنها وهو يبتعد بخطواته عنها ....اقتربت منه وهي تسأله بأهتمام ..." صياف لو تعب عليك نأجلها شوي للفجر ...من اليوم وانت جالس في السياره ..وذحين بتمشي ذا كله ..."
عارضها متضايقا ...." لو جـ..جلست أ..أكثر بـ..تعب زياده ....و و المكان قريب .. فينها الببنت ...بننزل بدونها ...."
غضنت جبينها غير مقتنعه لقولها فالتعب بادي على صوته ...هي تعرفه جيدا عندما يكون متعبا ينعس صوته و يزيد تلعثمه ...لانه مؤخرا لم يعد لتلعثمه مكانا كبير في قوله ...
" عارفه انك تعبان ...بس عنادك من يقدر عليه ...بخوت بتنزل لوحدها بتأخذ راحتها ..."
لم يعجبه قولها ...." تـ ..تعرف طريقها ...؟؟"
أخذت نفسا عميقا ....." صياف صح هي من الديره بس مو جاهله ..."
لم تفهم مقصده لكنه لا يريد مجادلتها ...فهمت مايقصده بعد لحظات وهي تخطو بجانبه ..." وصيتها على نفسها ..خلها تأخذ راحتها ...يكفي في السياره ولاتحركت مستحيه منك ...آآ صياف متى عمليتك ..."
غضن جبينه وهو يطلب المصعد واجابها بأقتضاب ...." مـ..ـادري ..ييمكن يتغير مموعدها ..ففي حدود ثلاث اسابيع ..."
:
:
زمت شفتيها اسفل غطائها وهي في ذهنها خطة ما ...." طيب مداك تطلع لي تأشيره قبلها ابغا اروح لوليد ...ومره وحده اطمن عليك .....دام سواقك هناك بيتركك ...مو وقته صراحه يتركك .."
رحب بقرارها برؤية ابنها ...." ممداك لو كلمتي عمران ...و واسطاته تطلعها لك فـ في اسبوع ..."
أبتسمت لقوله مطمئنه ...." الحمد لله ...يصير كمان مره وحده انتبه لك ..العمليات تجي ورى بعض واكيد بتتعبك ولامعاك احد دام وليد نقل في سكنه الخاص ...لكن ماقدر اجلس اكثر من اسبوع ...ليت اقدر اكمل معاك السنه كلها لين تخلص عملياتك ..."
تنهد وهو يخطو خارج المصعد ...." اميمه انا بـ..بزر ...الله ييهديك ...ببتعود ..."
عارضته وهي تخطو بجانبه ...." نعم ...صياف هاذي عمليات دقيقه وخطيره وانت كنت تستناها من زمان وتعبت سنين عشان توصل لهاذي المرحله ...تقوم تتعب نفسك وقتها و يضيع انتظارك وتعبك سدى ...مايصير ..."
نفث نفسا عميقا وهو يحاول انهاء النقاش ...." بـ..بكلم لك عمران ..."
ابتسمت بأنتصار اسفل غطائها وقد عرفت تأخذه حتى المكان الذي تريد ان تحادثه منه ...لكن ليس الان ...التأني نتائجه لا تخيب ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
تنهدت وهي تقترب من النافذه ..لطالما كانت الاماكن الفخمه المبهرجه تزعجها ...الاماكن التي لم تعرفها سوى بعد ارتباطها بهذه العائله ...هي ابنة جبال الحجاز الهادئه ..ابنة البيوت الحجريه والمزارع المصفوفه فوق سفوح الجبال ...تجد نفسها تنفر من كل هذا التصنع والبذخ ..ولا يريحها ...الحياة ابسط من كل هذه التعقيدات ..
:
ابتعدت عن النافذه ولازالت حدقتيها الدامعه متعلقه بالمنظر ..اتجهت الى دورة المياه لتتوضأ و تلجأ الى البيت العتيق ...التي لم يخرج منها عبدا خائبا ابدا ...
سلكت طرق طويله ومزعجه لتتجه الى البوابه المؤديه لساحات الحرم ..اغمضت عينيها بأنزعاج تحاول الحفاظ على توازنها متأثره بالمصاعد المتتاليه التي اتخذتها حتى تصل الى هنا ...
أخذت نفسا عميقا للهدوء الذي عصف بها ...بنفسها المهمومه الشقيه التي تعبت منها ..وهي تحل بأرض حرم مسجد الله ضيفه ...
اتجهت بها خطواتها نحو البوابه الضخمه التي احتفت بقاصديه وكرمتهم ..همست و قد تعلقت نظراتها وهي تقف على الارضيه البارده بعد ان تبائطت خطواتها بكيان الكعبة المشرفه الاسود الذي بدى لها ...." ربي اجعل لي من ضيقي هذا مخرجا ..ولاتذرني فردا وانت خير الوارثين .."
:
:
اخذت نفسا عميقا وهي تبتسم للقاء الذي اشتاقت اليه بين دموعها ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
:
لا تعلم هل كان هو مسرع ام انها لم تعتاد بعد على مسافات السياره هذه ...رفعت نظرها لانكسار الضوء على سعف نخيل بدر المعمر الذي حاوطها ..
ابتسمت وهي تتأمله براحه ....نحن من نصنع اوطاننا ..انا الوحيده المجهوله ...أجد في هذا النخيل وطنا و اسما ودما .. أجد في بدر دفء و امان لم اجده يوما في أي مكان أخر ...بدر الحنونه التي اكتفت بأهلها اخلاء ...لم تكن بخيله معي ..عاملتني كأبنه واكثر ..
:
اهتز هاتفها في يدها ..فتحت الرساله التي اتتها من اميمه ...كم اشتاقت لها ...تخبرها بأنها في مكة وتريد منها ان لم يكن متعب يعارض او متواجد ان تحل مكانها غدا في الجمعيه ..
اغمضت عينيها وهي تطفيء هاتفها ..متعب ...لما هو له هذا النصيب الكبير جدا من اسمه ..غرقت في التفكير به ..حتى نست بأنها جانبها وبأنهم داخل حدود منزلهم الان ...
ما ان توقفت السياره حتى نزلن ابنتيه والخادمه معهم بتعب ..وهن يتهامسن عن موضوع ما ...اخذت نفسا عميقا تتمالك نفسها حتى لاتفرغ ما بمعدتها وهي تترجل ببطء من السياره ..
دخلت البيت تاركته خلفها لازال في السياره ..صعدت السلم بهدوء وتكاسل وهي تستمع لصوت ابنتيه يتسلل اليها من بين الباب الاتي لم يؤصدنه بعد ...
:
اخرجت مفتاح جناحها وهي تقترب من بابه ...فتحت دون ان تغلقه خفلها وهي تضيئه ...أخذت نفسا عميقا من رائحته التي علقت بالمكان راحته التي باتت لاتفارقها حتى ضنت بأنها علقت في ذهنها وتتخيلها في كل مكان ...علقت حتى في جسدها ...
نزعت عبائتها وحذائها ..وحتى فستانها البسيط وهي تتناول معطفها الحريري وتضعه فوق جسدها المنهك ..جلست امام التسريحه ..وهي تهم بأزالة ماعلق في محياها من زينه ..
سمعت صوت خطواته يقترب من المكان ..راقبت دخوله خلفها وهو يتجه الى الخزانه ..فتحها وهو يبحث عن شيء ما ...
اخرج منها ورقة ما تبدو رسميه وهو يضعها في جيب ثوبه ...وقف خلفها وهو يعدل غترته ..اقترب وهو يأخذ عطره من فوق التسريحه ...رش القليل منه ...لأكنه كان كافيا بأن يحاصر تلك ...
يبدو بأنه سيخرج ...عندها حادثها وهو يعدل غترته للمره الاخيره ..." جليله انا برجع جده ...اسبوع بالكثر وانا راجع ....لاينقصكم شيء ..وانا بدق عليك كل يوم اشوف حوالكم ..."
اتسعت حدقتيه غير مستوعبه قوله ..." ذحين ...؟؟"
رفع حاجبه وهو ينظر الى انعكاسها...." ايه ...مستعجل ...بس نزلتكم ..."
لم تقوى على مجادلته ...ان كان لدى ابنتيه مدرسه فلما يتركها حتى هي هنا ...هذا الرجل لا يفسر حقا ...لو تركها تكون معه ..الهذه الردجه هو يرغب بعدها ...ويبنى حوائط منيعه لا قوة لها بها بينهم ...
نفثت نفسا عميقا وهي تقف لخروجه بعدما القى عليها نظره اخيره ....نادته تستوقفه وهي تجمع طرفي معطفها فوق جسدها ...." متعب ..."
توقف في مكانه ملبيا ندائها .....اقتربت منه ترسم ابتسامه فوق محياها المنهك ...." اذا ما عندك مانع ...بروح الجمعيه هاليومين لان اميمه مو موجوده ووصتني اسوي كم شغله ...ومره وحده بعزل غرفتي في الشقه ...."
:
طال صمته وهو يتأملها وكأنه يحاول ان يصل لقرار ..." تمام خذي راحتك ...لكن لاتطولين برى البيت ...وارجعي مع السواق مو حارس الجمعيه ..وخذي معاك الخدامه لاتركبين لوحدك معاه ..."
ابتسامه ذابله تخفي حديث ارتسمت على شفتيها ....تريد ان تصل هي لحدي يصف ما بداخلها وما وجدت حتى تبوح له به ...
" تامرين شيء..." سألها وهو يهم بالخروج من المكان ...
هزت رأسها بالنفي ..." سلامتك ..."
:
:
تأملت وسع منكبيه وهو يعطيها ظهره للخروج ....تحتاج لهذا كي تفهمه....نادته تستوقفه مره اخرى ...." متعب ..."
توقف مغضن جبينه وهو يلتفتت اليها ....منتظرا ما تقوله ...اقتربت منه وهي تنظر الى عينيه وتخبئ رجفتها ...من هذه الحدقتين التي تخلق في داخلها اعاصير لا تركد ..
اقتربت منه وهي ترفع جسدها على رؤوس اصابعها وضعت اناملها البارده على خده وقبلت خده الاخر بهدوء وهي تستنشق رائحته ..."أستودعتك الله حبيبي...."
قالت كلمتها الاخيره وهي تبتعد قليلا لترى ردة فعله ....كان واجما خاليا من أي حديث مكتفي بتأملها ...قبل جبينها وهو يبتعد عنها دون ان يبدي لها ملامحه وجهه ..
تأملت ابتعاده وهي تعض شفتيها لتمنع طعم دموعها ...كم انتي حمقاء ياجليله ما الذي تريدنه اكثر منه ...
:
:
اغلقت باب المكان خلف غيابه ..توقف في منتصف السلم وهو يستمع لصوت اغلاق الباب ..لاتعلم بأن الاعصاير التي يخلقها بداخلها ...أساسها تغيرات ضخمه ومخيفه تحدث داخل هذا الجامد القاسي ..
خصته بكلمه ...لم يذكر يوما انه في حياته البائسه قد سمعها ..هو ..هو متعب ..رجل التضحيات ..تربية القسوة ..هو العدواني البارد الذي لم يذكر يوما سير لمشاعر جميله يتخلق داخله ..
اختار هذا الاسبوع الاخير بعيدا عنها يريد ان يعرف نفسه ....يريد ان يقرر لما سيصل ..يريد ان يفهم كل هذا داخله ...
كل هذا اكبر منه ياجميله...يا جليلة ...يا انثى جذبت اقسى قلب ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
:
نظرت الى انعكاسها في المرآه ...نفثت نفسا عميقا وهي تقف لتقترب منها ...تأملت محياها الذي بدأ الحزن يتسلل اليه ...مدت يدها الى احمر شفاءة بلون حيوي وجريء يليق بملامحها ...
وضعت منه ..رفعت رأسها تتأمل ملامحها ..رتبت خصلاتها الرطبه فوق كتفها وهي تعدل فستانها الوردي القصير ...
اتجهت لكرسي المائده وهي تجلس عليه ببطء وتتأمل وجبة العشاء التي بدأت تبرد امامها ..فردت كفيها داخل حجرها وهي تتأمل احمرار الحناء داخلها ..ابتسمت لثناء جدتها اليوم على كيف تبدو جميله فوق يدها ..
:
نظرت الى ساعة الحائط ....انها الساعه الواحده ولم يأتي بعد ..اذا هكذا يبدو الانتظار ..اذا هذه البدايه الى الطريق الموجع الذي تخاف منه ..
أخذت نفسا عميقا وهي تطرق رأسها فوق ذراعها الذي سندته على طرف الطاولة ....عسى ان يكون بخير ...
:
:
ابتسمت بين حزنها وهي تستمع لصوته ينتشلها من وحدتها ....." بنم جوزيده ...قوزال جوزيده ..."
رفعت رأسها ...وهي تلتفت اليها ...." قال جنم ...قال ..." قالتها وهي تقف لتستقبله ..." ياهلا بعمري ..."
قالتها وفي صوتها لهفة لاتخفيها ....أبتسم لها وهو يقترب منها ....تغضنت جبينها تحارب بكائها وتقوس شفتيها ...اقترب منها وهو يحتضنها ويطبع قبلته على جبينها ....." أسف ...والله أسف ...أنشغلت مع ابوي وجدي ...وكل شوي اطالع الساعه استنى مجلسهم الكريم ينفض ..."
:
رفعت نظرها لها ....تعرف جيدا عن ماذا تحدثوا ..تعرف هو مايخبئ هذه اللحظه ...و تؤلمها ابتسامته هذه اكثر من أي شيء...
نظر الى السفره وهو يحادثها بحماس ...." والله الاكل شكله يشهي ...ماتعشيت مع ابوي وجدي عارف اش يستناني ..اتحمم سريع واجيك انهلكت اليوم ....يعطيك العافيه ياقلبي تعبتك ..."
ابتسمت له وهي تهز رأسها بالنفي لاتريد الحديث ستنفجر ببكائها في أي لحظه .....راقبت غيابه عنها ...
جلست وهي تأخذ نفسا عميقا لتتمالك نفسها ...حاولت ترتيب نفسها عبثا وهي تشعر بأن الهواء توقف عن استدلال طريقه لصدرها ...
الان هي تفهم مما كانت تريد نصرة الهرب ...من العجز الغريب هذا في سطوة رغبة العائله ..
:
لم تعلم كم مضى على هدوئها هذا ...لدرجة بأنه اتى وجلس امامها ولم تستوعب شيء بعد ...ناداها مرة اخرى ....." جوزيده ..."
اغمضت عينيها تهرب مما هي في ...فتحتها وهي تبتسم له ...." عيونها ..."
أبتسم غير مقتنع بحالها ...." تسلم العيون وراعيتها ....اقولك الاكل شيء ..تسلم يدك ...يازين زوجتي السنعه ..."
أبتسمت لقوله وهي تراقبه يأكل ....." حبيبي بالعافيه ......"
اطالت تأملها فيه ...ولازالت جملته الاخيره تدور بخلدها ...مررت اناملها فوق محياها لتطرد هذا الشرود وتهتم به هذه اللحظه ...
سألته تريد فقط ان تستمع لحديثه وانتقاداته المضحكة ....." كيف كان يومك ..؟؟"
ابتسم لها وهو يضع ما بيده في الطبق ...." جيعان ...."
ضحكت لقوله ....بينما هو اكمل ...." يوم ممل ...مو احسن يوم ولا اسوء يوم ....حمد الله ..."
لازالت غارقه بتأمله .....سألها هو بدوره ...." خلك مني ....انتي كيف يومك غير انك تعبتي حالك بهالطبخ اللي يرد الروح ...."
أبتسمت له ...ان حياتها ابسط منه ...دون هذه الانشغالات والتوجهات الكبيره التي تسيطر على حياته ..." متعوده ....عادي كان يومي عادي ..يشبه كل الايام ...تغديت مع جدي وجده ...تغزلوا في بعض ...غير مراعين وجودي ...وجات عمه علياء ..."
رفع رأسه لها ....وبهتت ابتسامته وهو يراقب قولها ....وكأنه يحميها من شيء ما ....أكملت وهي تبتسم متجاهله ردة فعله التي فهمت منها الكثير وهي تنظر لباطن كفها ...." وجده حنت وتحنيت معاها ..."
أبتسم متحمسا ...." جد ....وريني ..."
مدت يدها له خجله ....اغمض عينيه وهو يطرق رأسه ...." ياماشاء الله اش هالزين ...أش هالجمال ...لونها ....لونها "
تلقف يدها من فوق الطاولة وهو يقبل باطنها ...." الريحه تجنن ..."
ابتسمت لردة فعله وهي تتأمله الا انها انخرطت في بكاءها لحظتها ....ضغط على كفها بين انامله ولازال مطرقا رأسه و بهتت ابتسامته وانقلبت ملامحه الى الجديه ...
ترك كرسيه وهو يقترب منها ويجلس على ركبيته امامها على الارض ...اطرق رأسه على كتفها ..همس لها يهدئها ...." جوزيده ...لاتبكين ياعمري ..والله ماحد يقدر في هاذي الدنيا يفرقني عنك الا الكريم العالي ....لاتبكين وحقك علي يابنت عمي ...انا اللي حطيتك معاي في هذا الوضع ...مثل ماحطيتك فيه ...بخرجك منه ..ما ابغاك تبكين ولا تتنكدين اتركيه لي ...انتي زوجتي الوحيده وانتي اللي اختارك قلبي لا يمكن اقارنك بوحدة ثانيه او اشاركك بوحده ثانيه ..خليها علي ها ...ها حبيبتي ..لاتزعلين ولا تنهمين ...خلك امانه ..وعيشي زي ما انتي ...عادي مشكله وتعدي وانا لها ..."
رفعت رأسها ولم يزدها حديثه الا بكاء ....." مهاب كيف تقول لا لجدي ....كيف ...؟"
دافع عن رأيه ...." جوزيده...وليه ماقول لا ...انا رجال امري بيدي ...وجدي بالذات عارف انا من اكون واش ابغى ومحد يقدر يغصبني على شيء ...وامتنان اللي بيني وبينها محد ثاني له شغل فيه حتى امها ...انا اعرف اش ابغى منها ..."
تعلقت حدقتيها به ....وهي تغضن جبينها غير متفهمه ...." يعني تبغاها ....؟؟"
نفث نفسا عميقا .....وهو يطمئنها بلطف ..." ما ابغى من بنات حواء كلهم سواك ...لكن لامتنان درس عندي وعدتها فيه ...وانتي بالذات ابغاك تنسين انه في وحده بهذا الاسم وهي مجرد بنت عمتي ..لاغير ..مثلها مثل بنات عماتي الباقيات ...اعرفي انه مهاب لك لوحدك بس...وربك هذا اللي قدامك مايقدر يفارقك لحظه ..."
:
اغمضت عينيها وهي تجيبه بهمس بين دموعها ...." ما اقدر ... ما اقدر ما افكر ولا اخاف ولا ابكي...ليتك تفهمني ..."
قبل كفيها التي جمعها بين انامله ...." ليتك انتي تفهميني ....سيجعل الله بعد ضيق فرجا يا جوزيده ...ومن هاذي العقبه بالذات في بداية حياتنا راح تفهميني ...."
قوف وهو يمد يده لها ...."قومي ..."
استغربت وهي تنظر حولها ...." وين ..؟؟"
اجابها مقررا ..." الديره ...قومي ...مانصبح الا هناك ...الجو بدأ يشتي خلينا نروق لنا يومين لحالنا ..."
ابتسمت بين دموعها ..." ....ذحين ....؟؟"
شجعها ...." ايوا ذحين قومي ...لمي لك كم تغييره وانا بروح اشغل سيارة الديره ..واشيك على امورها ..نروق حتى جوالاتنا بنطفيها ..انا وانتي بس ..."
ارتجف قلبها وهي تقف مبتسمه بحماس بين دموعها ...." طيب ....بس بقول لجده ..."
عارضها ..." مره ولا تلكمين احد وحنا في الطريق كلمي امك بس عشان لاتشيل هم ..."
لم يعجبها رده ...." بس جده ...مقدر ..."
اصر على رأيه ..." خير رجال ماخذ حرمته لا بس ولاشيء عجلي قبل تقوم توتر وتمسكنا ..."
:
:
لحقته الغرفه وهي تستمد شيئا من حماسه ...." طيب ..طيب ...خليني ارتب الغرفه واشيل الاكل ..."
التفتت اليها وهو يرتدي قميصه ...." جوزيده ....الله عطاك عشره دقايق بس ....مالي شغل اش تسوين فيها ...انا تحت ...حتى لبس مو اخذ بيتي هناك مليان ...خلصي ..."
تحركت خلفه في الغرفه غير مستوعبه قوله ...." بيتك ...؟؟"
اغمض عيينه بقل صبر وهو يبحث عن مفتاح سيارته ...." عشره دقايق بس ....انا تحت ..."
:
:
كانت ستتحدث لولا انه قاطعها قبل ان يخرج ...." وحدة وربع ماجهزتي طلعت شلتك بفستانك ذا ...بسرعه يالله أي جينز و جوتش واحلقيني ...."
:
:
وقفت لحظه في مكانها بعد خروجه ...لتستوعب قوله ..تحركت مسرعه بعدما تذكرت تهديده ..لتشاركه الطريق ..لاتعلم اين سيأخذها هذا لكن يكفيها بأنها ستكون بجانبه ...
لتتجاهل كل مايحدث هنا ليوم واحد فقط ...لتتظاهر بأن كل هذا لم يكن ...لتمحي هذه التعقيدات للحظه لتتحرر منها ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
:
بعدما انهت السعي ..عادت الى صحن الكعبه ...فتحت طرحتها واعادت لفها ...اخرجت نقابها من حقيبتها وارتدته ..اخذت مصحف وكأس ماء زمزم ..واتجهت الى مكان خالي امام الكعبه ..
جلست مكتفيه بالنظر اليها ...وصمت غريب يحيط بها منبعه دواخلها ...وكأن كل الم وحديث وخوف وذكرى بداخلها صمتت اجلال لهذا المنظر العظيم ..لهذه الحضرة التي تشبه النعيم ...
:
اخرجت نفسا عميقا ...وهي تهمس ..." يارب ..." وكانت في نبرتها كل شكوى واحتياج ...فالله يعلم كل شيء ...وادرى بكل شيء ..حتى من انفسنا ..
:
:
:
في نفس المكان على بعد امتار منها .......مدت اخيها بكوب الشاي ...." تفضل ..."
تناوله منها وهو يضعه فوق الطاوله ...أبتسمت له ..." والله غسلت يدي ..."
لامها بنظراته وهو يبعدها عنها ويمد يده للكوب ويرتشف القليل منه ....جلست في الكرسي امامه وهي تلقي نظره على صحن الطواف الذي بدى لها من مكانها وقد بدا شبه خالي ....
اخذت نفسا عميقا وهي تلتفت اليه ...تأملته وهو يبعد عصاته ويمد رجله بتعب ....لم يعجبها ماترى ....تحدثت حينها بنبرة جديه ...."صياف ....تعرفني ما احب الف ولا ادور ادخل في الموضوع على طول ....."
رفع نظرته لها وهو ليس بمزاجها ابدا ....." خير ..."
عضت على شفتيها وهي تضع الكوب من يدها وتعتدل في جلوسها ...." خير يا صياف ...خير ...متى تتزوج يا اخوي وترتاح وتريحني ....ياصياف والله اللي انت فيه لا يرضي لا ربنا ولا عباده بعده ....يا اخوي .."
قاطعها حينها بحزم ...." اميمه ....تدرين انه مقدر اتزوج ...؟؟"
غضبه ازاح تلعثمه دون ان يشعر ...تحدثت هي بخوف تدافع عنه ..." ياصياف بسم الله اش ناقصك ياخوي لاتقول كذا ....انتي ماشاء الله عليك صحتك افضل من ناس كثير طبيعين ....ياصايف لاتخوفني كل ماكلمت قلت لا ....أشفيك اش ناقصك انت تعبان ...العمر يا اخوي مره وحده ويروح لا تعيشه وحيد ...ياوخيي اسم ابوي واسمك من بعده من يشيله ....جيب لك بنت ناس تراعيك تسليك ..تكلمك تريحك ..."
قاطعها بغضب وهو يشير لنفسه ...." قصدك مـ...ممرضه ...انا تعبان و و بالعافيه ا..اتحرك اجيب و وحده احبسها مـ..معاي ليش ....مـماقدر اعطي و واجباتي الز..وجيه لها ....و و فوقها تبغيني اخلف ...انا كيف اربي و و هاذي حالتي ..."
غضنت جبينه بخوف وهي تحبس دموعها ...." صياف قولي اشفيك ...انا اختك وكل اهلك ريحني فهمني ...اش ناقصك ياخوي ..صياف اللي اعرفه قوي لدرجة انه من هيكل عظمي من حادث دمر الحياه فيه ...قدامي هذا هو اكمل الرجال ...واحسن من ما اتذكره قبل الحادث...تحرم نفسك من العيشه العدله ليش...."
انفجر غاضبا حينها ....." رجال يابنت ابوي رجال ان كان هذا خوفك ...مو ناقصني شيء...لكن ما ابغى لي مره ضعيفه تحتاجني وانا ارمي ثقلي عليها ..ما ابغى طفل يبغى ابو طبيعي ..يلقى اب حتى اسمه ما يقدر يناديه فيه قبل يتلعثم ...."
عارضته ...." ياصياف انت جالس تتعالج اتذكر وين كنت ووين صرت ويهون عليك كل ذا "
محتفظا بعناده اجابها ..." لا تتعالجت و وصلت لممرحلة الا..نسان الطبيعي حـ..حينها ان ان شاء الله اففكر ارتبط واقيم و و ضعي"
حاولت اقناعه بنبرتها الاخويه المتفهمه ...." صياف ..اللي ماعاش معاك اللي عشته لايمكن يوم يفهمك ....خذ لك وحده تساعدك وتقويك وتكون معاك في تعبك عشان تقدر قوتك ..."
هز رأسه بالنفي ...." اميمه ....مـ..مين بـ.بترضا على نفسها ..مـ..من ببتقدر ووتفهم ...مين ببتضيع اجمل ايام عـ..ـمرها على وواحد ككل شهرين بعمليه ...الوحده تتبغى ررجال يقوم فيها مـ..ـو رجال تقوم فيه ..."
بهدوء اجابته ...." لو قلت لك انها عندي ...عندي اللي بتفهمك وتراعيك وتقوم فيك وبترضا فيك وبكل عيوبك اللي انتي تشوفها في نفسك ...وبتقويك وتوقف جنبك وابدا ماراح تتعبك وتعايرك وتلومك ....عن وحده تشتري الرجال ...ماهمها المظهر ولا الشكليات ...."
هز رأسه بالنفي غير مصدقها ...." تضنين ...انسانه ز زي كذا ممو موجوده .."
ابتسمت له تأكد قولها ..." لا موجوده ...موجوده ياصياف ...واقرب من توقعك ...."
:
:
تنهد غير مقتنع بما تقوله اخته فقط ليجيبها بما تريد ليريحا في النهايه لن يتم سوى ما يريده ..." مين ؟؟"
نفثت نفسا عميقا وهي تجيب بفخر ...."بخوت ..."
:
:
:
:
:
:
لما ادلهم الكون حولك ..حين اطبقت سحب الكئابه و الخوف على سماء عمرك...عندما انتصر عليك همك ...
هل نسيت ان تبتسم ...هل استسلمت ...هل ضعفت ....هل هناك مايستحق ...
لك آله جل شأنه ...هل نسيت هذا ...؟؟
:
:
:
هذا وقد كان بحمد الله الجزء الثلاثون ...
الايام بدون امي رماديه و مخيفه ...بدون رضا بدون روح ...ربي احفظ لي امي ..واحفظ امهات جميع المسلمين ...واشفي من ارهقتها الايام وارحم من غابت ولم يغب ذكرها ...
:
:
:

 
 

 

عرض البوم صور ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛  
قديم 09-11-16, 01:42 PM   المشاركة رقم: 2105
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 320071
المشاركات: 27
الجنس أنثى
معدل التقييم: algeria عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 46

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
algeria غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أسمتني أمي قربى

 

عودا حميدا غاليتنا أول رد في غرام وليلاس. يسسسسسسس.
حبيبتي ربي يحفظلك أمك ويكسيها ثوب العافية. كسبت دعاوي من كل محبينك الفترة الماضية.

 
 

 

عرض البوم صور algeria  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسمتني, قربى
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t199150.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 12-11-16 10:35 PM
Untitled document This thread Refback 31-05-16 02:16 PM
ط±ظˆط§ظٹط© ط³ظ…طھظ†ظٹ ط§ظ…ظٹ ظ‚ط±ط¨ظ‰ - Rocket Tab This thread Refback 26-04-16 08:37 AM
ط§ط³ظ…طھظ†ظٹ ط§ظ…ظٹ ظ‚ط±ط¨ظ‰ ط؛ط±ط§ظ… - Rocket Tab This thread Refback 21-04-16 06:56 PM


الساعة الآن 03:21 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية