.......
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الجزء التاسع والعشرين ..
يكفيك إنَّك شفتهـا دون ميعـاد
يكفيك شمَّك من بعيـد لعطرهـا
الحظ لَك بالوقت ياصاحبي جـاد
فرحتك في صدفة لقـاء ياكبرهـا
لولا هواها مشعل الشَّوق وقَّـاد
ماعانقت عينك لواحـظ نظرهـا
سحابةٍ ملياء هـواء دون رعَّـاد
مِنَّك قريب ولاوصل لك مطرهـا
راعي المحبَّه دايـم بحاجـة إنجـاد
ومعرضٍ نفسه تهالـك خطرهـا
حدٍ حصيله في الهوى قدِّ فرصـاد
وحدٍ من الأغصان يجنـي ثمرهـا
جتك وتحدَّت نار شوقك ولافـاد
نفسك على رغم التِّحدي صبرها
البارق الَّلي فيه دجى الَّليل وقَّـاد
مِن قال إنَّه مالِمـع مـن نحرهـا
والبدرِ الي مسفر على النَّاس بنجاد
من قال إنَّه مكسبه مـن سفرهـا
قضيت عمري أرتجي الوصلِ ينعاد
وأعرضت عن بيض الخدود وحمرها
:
:
:
:
:
نظرت الى حديقة المنزل التي حفظتها عن ظهر قلب فقد تأملتها في ايام حيرتها الطويله تلك ..كان هو منشغل بالحديث الغامض عن مسألة عمل ما في هاتفه ..راقبت ارتجال ابنتيه المتحمس من السياره خلفها ..ألتفتت اليه كان منشغلا تماما ..
فتحت باب السياره بهدوء وهي تراقب ارتجاف اناملها فوق المقبض..ثبتت قدميها على الارض وهي تتحاشى النظر للمكان الذي قضت فيه تلك الذكريات القاسيه ..
خطت خطوات مثلت فيها الثقه وقد اقتربت منها نوف لتحادثها ....." جليله أشبك مالك حس طول الطريق أحد مزعلك ..."
قالتها وهي تنظر لظهر اختها التي سبقتها لدخول المنزل .... هزت جليله رأسها لها بالنفي وهي تحاول اقصاء سطوة المكان عليها ...." لا حبيبتي مافيني شيء بس شوي دايخه ..وما احب مشاوير السياره تنومني ..."
أبتسمت لها نوف وهي تشابك عضدها بتلك ...." حبيبتي سلامتك ...جليله سامحينا ..]عني على جية جده ابوي قال لنا يالله ما نقدر نقول لا ...يعني لو تقضون الوقت لحالكم افضل اللي زي وضكم يسافرون برى ..و انتي جايه جده وكمان لازقين فيك ..."
عاتبتها جليله بلطف ...." نوف لاتقولين كذا يعني مالقيتي غيري افكر كذا ...بالعكس كانت اصعب لو جيت لحالي ..."
تسألت نوف بأستغراب ...." ليه ...؟؟"
هزت جليله رأسها لها بالنفي وهي تلتفت لذاك خلفها وقد ترجل من السياره وابتعد محادثا هاتفه ....خبئت آلم الذكرى بادخلها .." مو لشيء ...بس انا جده بعد وفاة ابوي الله يرحمه ماعدت ابغاها ..وكمان أكيد متعب بينشغل بعمله عني ..."
أبتسمت لها نوف وقد اقتربن من باب المنزل ...."الله يرحمه ... ياعمري على طيبة قلبك ياجليله ...صبر ابوي ونال ربي يسعدكم ..."
أبتسمت بخجل لقولها الاخير وهي شارده...هذه الكلمه رددتها اميمه كثيرا لها ..والجده قوت ..والان نوف ...تستغربها حقا لانها تكررت كثيرا ..." تسلمين ..."
:
سبقتها نوف بخطواتها وهي تلتفت اليها ...." تعرفين طريقك ولا تستنين ابوي ...انا بطلع بأخذ الحمام قبل عنود ...."
أبتسمت لها جليله وهي تعرف طبع عنود ..." لا خذي راحتك ...بأستنى متعب هنا ..."
أرسلت لها قبله في الهواء وهي تصعد السلم مسرعه وتصرخ بأسم أختها لتثنيها ..." عنود ياويلك .."
أخذت نفسا عميقا وهي تتأمل المكان حولها ..نفثته وهي تتقدم في طريقها بهدوء ..صعدت السلم ولازال البيت غارق في ظلام نسبي ...
أرتجف صدرها وهي تراقب الباب الواسع أياه...كان المكان هاديء الا من نقرات كعب حذائها ..أدارت مقبض الباب ..ففتح معها لم تكن الغرفه مؤصده كما تمنت..
مدت يدها تستدل مفتاح الاضاءه ...ما ان لمسته حتى اضاء المكان الشاسع امامها ...لكن قبله تسللت رائحته القوية لصدرها ..أرتجفت وهي تتأمل لمكان وقد حملت لها هذه الرائحه كل الموقف ذاك ..
بكاءها ..
هلعها ..
دماؤها ..
تشتتها ..
وذاك ..من اجبرها لدخول هذه الحياه منذ تلك اللحظه التي اتى بها الى هنا ...ها هي تعود للمكان الذي زرع الرعب في داخلها بمسمى أخر ...لك الحمد يا الله على اقدارك التي لانفهمها يوما لكننا سوف نرضا بها ..
أتجهت بخطوات متردده الى الباب يسار المكان وهي تفتحه ...فتحت الاضاءه ..ارتعد صدرها للغرفه التي وكأنها كانت بها للتو ..لم يتغير بها شيء أبدا ...
أرتجفت هلعه للصوت خلفها ...كان ذاك يقف وقد ترك الهاتف على اذنه واكتفى بمراقبتها انه هاديء للغايه لاتعلم منذ متى كان يقف خلفها ...
أبعدت نظرها عنه وهي تنزع عبائتها ..وتحرر شعرها وترتب مقدمته ..وضعتها على طرف السرير وهي تقترب من النوافذ الواسعه ..لمست طرف الستار ..الا انها تذكرته حينها التفتت اليه فأذا هو يراقبها وقد رفع حاجبه بنظره بارده تعلو وجهه ..
تركت الستار وهي تعض على شفتيها وتدير نظرها في المكان حولها ...أخذت عبائتها وخرجت من الغرفه وهي تمر بجانبه ..
وضعت العباءه في المكان المخصص لها بالقرب من الباب...لم تفهم بعد تصميم المكان الرتيب ..لفت نظرها حقيبتها أسفل المنضده بالقرب من الباب ...
نظرت الى انعكاسها المنهك في المرآه أمامها وهي تعدل فستانها الضيق البسيط فوق جسدها ..
اغلقت باب الغرفه وهي تستمع لحديثه الذي تكره هذا فهو يأخذها الى مواضع لاتريد التفكير بها من ماضيها ...
منهيا المكالمه مع من حدثه وكان يبدوا بأنه اقل رتبة منه ....بنبرة عمليه عسكريه قاسيه " خلاص أذا الامر مبدئيا منتهي وغدا ينرفع تقرير المداهمه ...عارفين قبل نسمع الحكم قصاص ان شاء الله ..."
أتسعت حدقتيها وقد توقفت يديها فوق خصرها وهي تعدل فستانها لقوله الاخير ....يقولها بدم بارد معتاد ..وكأنه امر طبيعي ...
اغلق الهاتف وهو يرميه على الكرسي امامه وينزع غترته ..ويفتح أخر زر من ياقة ثوبه ..
أتجه الى الباب المقابل لباب غرفة النوم وهو يخرج مفتاحه من جيبه ...فتحه ..و أمرها بهدوء ...." سوي لي قهوه مصدع ...."
أيقضها من شرودها في مراقبته ...." هلا ...من عيوني شوي وتجهز ..."
رمقها بنظره لم تفهمها قبل ان يدخل ويغلق الباب خلفه ...غضنت جبينها وهي تراقب مكانه الخالي ....وهي تهمس ..." ياساتر .."
لاتعرف بأي طريقه تتحدث معه ليبدي اهتمام او رضا ...
خرجت من الغرفه وهي تكتشف المكان حولها كانت هنا مع اميمه قبلا ...لكنها ايضا ذكرى لاتود استحضارها ..و لم تغادر فيها غرفتها ..
:
قضت وقتا طويلا في المطبخ وهي تبحث عما طلبه منها ..سمعت اصوات تقترب من المطبخ ...كانت قد اقتربت من انهاء ما بيدها ...حينها دخلت الخادمه اياها التي كانت هي وحدها من شاركها الحديث في عزلتها القديمه تلك ...ومعها خادمه اخرى...
أبتسمت لها وهي تحيها بخجل .." سلام عليكم .."
ردت جليله لها الابتسام ..." وعليكم السلام ..."
بادرتها تلك بأهتمام ...." خلاص مدام انا يسوي ..."
عارضتها جليله ..." لا خلاص انا سويتها ..شكرا ..بس أبغى بخور ..موجود ..؟؟"
أبتسمت تلك وهي تأمر الاخرى معها بلغتها ...." موجود مدام ...ون منت .."
جهزت صنية القهوه وقد احمرت خديها متأثره من حرارة الغاز ..انتظرت لدقائق لتمدها تلك بالمبخره ...شكرتها وهي تضعها في الصنيه مع القهوه ..
عرضت تلك مساعدتها الا انها رفضتها بلطف ...هي ليست معتاده على مسألة الدلال هذا كله كيف يعيشون حقا ...
صعدت السلم بخطوات هادئه ..اغلقت باب الغرفه خلفها وهي تضع القهوه على المنضده بالقرب من الباب ..اتجهت الى حقيبتها ...وقفت امام المرآه ..مررت يدها على وجهها المتورد ..مررت الماسكرا سريعا على رموشها ..ومن ثم وضعت طبقه خفيفه من احمر الشفاه الوردي ..
تأملت منظر فستانها الكحلي لن تبدله ..حتما سيلاحظ ..اعادت ترتيب خصلات شعرها واغدقت من رشات عطرها ...
حملت الصنيه مره اخرى وهي تأخذ نفسا عميقا ..وهي تتجه بخطوات متردده للباب الذي اغلقه خلفه ...طرقته بخفه ..لا مجيب..
انتظرت للحظه ثم قررت ان تفتحه هي ...كان منهمك في الاوراق بين يديه..رفع رأسه لها ..راقبها حتى وضعت القهوه على طاولة الخدمه امام مكتبه ..
أبتسمت له بتوتر وهي تشعر بأنها اقتحمت عالمه الذي يشبهه ..مكتبه البني الضخم ..و رفوف الكتب التي غطت جدرانه ..
نظرت الى الاطر الزجاجيه خلفه التي احتوت على شتى انواع الاسلحه ...أبعدت نظرها عنها ..منظرها مخيف حقا ..
سكبت فنجان القهوه ومدته به ..." تفضل "
أبعد الاوراق من امامه وهو يأخذه منها ..." سلمتِ"
أبتسمت للكلمه التي لم تسمعها سوى لدي الحجازيين ..في حين تلعثمت او تألمت و خدمت احدهم فأنه يردها بها ..
وضعت صحن التمر امامه وهي تتأمل المكان حوله ...في حين كان هو ينظر الى المبخره بجانب دلة القهوه ...راقبت نظراته مبتسمه وهي لازالت واقفه ...بررت له فعلتها " أمي الله يرحمها ..تقول مايكمل صنية القهوه الا البخور ...ريحته مع القهوه تروق ..."
هز رأسه لها بالايجاب ...وهو يعيد نظره اليها ..كان ينظر الى ساقها وقد لفته منظر الخلخال فوقها..خجلت لفعلته وهي تخبئها وراء الاخرى ...
أبعدت نظرها عنه مبتسمه ..وهي تقترب من الاطر الخشبيه التي عرضت خلف زجاجها الاسلحه ..تأملتها ..وجودها في المكان بين الكتب حقا يليق به ..." تخوف .."
رفع رأسه بأستغراب لكلمتها ....أكملت وهي تشير اليها ..." من ايام نجران وتعز ..الاسلحه كانت تخوفني ..مسألة الوحشيه فيها ..هيبتها ...ما ادري..."
نظر اليها وهو يخالفها الرأي تماما ...." السلاح صديق وفي للرجال ...ذكائه ..و هويته ..تراثه وعاداته ...منظره ..هندسته بسيطه كانت ولا صعبه كفائة اداءه ..كلها اشياء ملفته ..تخلي منه كيان مهم لأي رجل ..."
استرسل في حديثه عن شغفه بينما كانت تلك تتأمله مبتسمه غير مصدقه استرساله المريح في حديثه ...عرفت جانب جميل منه ..بقدر ماهو فريد ومخيف الا انه جميل ...." يعني افهمها انها شغفك ..."
نظر اليها ...وهو يرفع حاجبه يخفي اعجابه بأستنتاجها اللماح من جمله قصيره شاركها بها ..." شيء من هذا القبيل ..."
ابتسمت له وهي تبتعد عنه ..أعادت سكب فنجال قهوه اخر له ....سألته متردده ..الا انها تود ان لا ينتهي الحديث معه ...." ليش كنت واثق من القصاص ...."
رفع حاجبه بأستهجان لقولها ...راقبت الشرر يتطاير من عينيه ..وضعت الدله من يدها بهدوء وهي تبرر قولها ..." دوبك لمن كنت تكلم الجوال ...قلت الحكم قصاص ان شاء الله.."
أبعد نظره عنها وهو يستوعب قولها وقد قاده تفكيره لامر بعيد .....اجابها بأقتضاب ...." اذا ثبت على الشخص انه مروج حكمه القصاص تعزيرا ..قانون لا يمكن يتغير في الدوله ..."
هزت رأسها بالايجاب ....وقد اقشعر بدنها من التفكير بالامر .." لاحول ولاقوة الا بالله ....ربي يحمينا ..."
راقب السؤال تخفيه في عينيها ....قالها لها ببرود وهو يراقب ردة فعلها بهاجس ما ...." فاتح مثلا ...تم تنفيذ حكم القصاص عليه قبل مده ..."
ارتجفت يدها وهي تعيد وضع الفنجال من يدها التي كانت ستهم بسكبه لنفسها في مكانه ..." ياربي امنعنا من سيرته ..."
شبح ابتسامة انتصار مر على شفتيه ...وهو يراقب ردة فعلها ...حاولت تغيير مجرى الحديث وهي تسأله ..." فنجالك ..؟"
هز رأسه بالنفي لها وهو يأمرها ..." هاتي الدله هنا ..."
استجابت لأمره وهي تضعها بالقرب منه ...أخذت فنجالها الخالي وهي تقترب منه ..اتكأت على المكتب خلفها بالقرب منه ..وهي تخالف ساقيها ..
كانت ستسكبه لنفسها الا انه اثناها وهو يأخذ الفنجال منه ويسكب لها ويمدها به ...أخذته منه بهدوء وهي تتأمله ..تأملت الخصلات الرماديه التي غزت مقدمة شعر رأسه ...
قالت امها يوما ...الرجل لايمد انثى بفنجال القهوه الا اذا قدرها ...ان فعلها لك زوجك يوما ما ثقي به ..تمسكي به ..انه ونعم الرجل ..
اعادت نظرها للأسلحه على الجدار ..." منين جبتها ..يعني في سوق اسلحه ...؟؟" لقد عاشت حياه معزوله حقا ..بالكاد عرفت فيها شيء ما ..خصوصا عن عالم الرجال الذي بالكاد احتكت به ...
كان يجيبها وهو يتأملها ..." ورثت بعضها ..بس الاغلب اشتريها ..."
غضنت جبينها وهي تتأملها ...." ورثتها ..."
هز رأسه بالايجاب وهو يتمعن ردات فعل محياها اللذيذه ...." من ابوي رافد وجدي بن شايق ..وجدي عمران ..بعضها توراثتها العائله من ايام الحرب العثمانيه .."
أتسعت حدقتيها بأعجاب متفاجيء ...." جد ..ماشاء الله ..حلو الانسان يحافظ على هويته ..."
هز رأسه بالايجاب وهو يراقبها عليه ان يتعلم الحديث معها هذه انثى ملفته للغايه من الدخل كما من الخارج ..
"هذا لاعاد تلبسينه برى البيت ..."نظرت اليه لتسوعب قولة راقبت ايماءه لها على الخلخال على ساقها اليسار....
أبتسمت لملامحه الجاده تماما .." اللي تشوفه ...بس يعني .."
قاطع نبرتها المتحايله وهو يتأمل خطوط الحناء الناعمه التي لا زالت تزين ساقيها ..." والقصير ما ينلبس برى البيت ..."
أبتسمت له وهي تنظر الى ساقيها بخجل ...." ماحب البسه كثير ..بس لبست العبياه مستعجله وخرجت ...القصير حاظر بس الخلخال ..." قطعت حديثها وهي تراقب نظرته الصارمه ...
هزت رأسها بالايجاب ...." حاظر ..حاظر ياعمري أهم شيء رضاك انا عندي .."
رفع حاجبه لردها الرقيق وهو يراقبها بمحيا واجم ..لكلماتها ...لطيف لكنتها النجرانيه الذي يطغى على حجازيتها ..لنظراتها ..لردات افعالها الواضحه على ملامح وجهها البريء ...للأنثى التي تحملها تأثير غريب عليه ...
هل هذا الوضع الجديد يليق به ...هل وجد اخيرا ما يشده للبقاء داخل منزله ...هل هذا دفء جمعهما للتو ..اذا هكذا يبدو قرب الانثى ....
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
لقد أتى الى هنا في وقت قياسي يشكر عليه...لايريد ان يفوت مناسبة أخته المهمه ..ليتغاضى عن تعبه مستعين بالمسكن القوي..
فتح باب المنزل وهو كعادته يهم بنزع قميصه من الباب لشجة استعجاله ..توانى عن فعلته وهو يعيد ارتدائه ويرتب هندامه انه ليس وحده بعد الان ..
للمره الاولى يدخل منزل وتكون كل اضواءه مضائه ورائحة البخور والعود تعلق في اجوائه ...
يرى منزله ...حي ..للمره الاولى ..صعد السلم بخطوات واسعه وهو يتجه الى غرفته مسرعا ان كانت موجوده لا يود ان تشعر به فيشكل عبئ عليها ..
اغلق باب غرفته خلفه بهدوء وهو يشعر بأنه ظيف ثقيل في بيته لشده تهربه الخجل من ملاحظته ..لطالما اعتاد على العزله ...ابعد نظره عن السرير وهو يرمي بمفتاحه على المنضده بالقرب من الباب ..لن يتكاسل ..سيحضر مناسبة أخته ..اتجه الى دورة المياه ..وكان في وقت وجيز مستعد للخروج ..
عدل غترته وهو يغلق باب الغرفه خلفه بهدوء ..سمع صوت ابنتهيا قادم من الغرفه في أخر الطابق ..التي بالكاد فُتح بابها ..
حسنا هذا دليل محسوس كبير بأنها اصبحت هنا ..وهل ابنتيها سوى امتداد لجمال روحها اذي تغرق به أي مكان تنزل به ..
نزل السلم بخفه وقد رسم ابتسامه سخريه راضيه على ملامحه ..أنت هنا يامعد أخيرا ...أنت في هذه المرحله من حياتك أخيرا ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
تثائب بكسل وهو يراقب الجمع ويخفي كسله بلا جدوى ...ويجب على الاسئله المطمئنه على جده بكل رحابة صدر ودماثة خلق ..
عدل غترته ومن ثم جلوسه وهو يرمش بعينيه بتعب يبعد النعاس عنه ..لازال هناك وقت طويل لينتهي الحفل لكنه بالكاد يقاوم نعاسه..
نفث نفسا متمللا وهو يراقب كل من بالمكان يقفون احترام وهيبة للداخل ..يا الهي أي عناد يحمل بصدره هذا الرجل ...وكأنه لم يعد للتو مثله ..
أن هذا الكهل الخشن لم يخلق العناد سوى له حقا ..نظر الى ساعته ..لم يبدأ الحفل سوى منذ نصف ساعه متى سينتهي ..
وقف وهو يهمس لابيه معتذرا ...ويقبل رأس جده دون حديث دائر بينهم وهو يخرج هاتفه ليطلب رقم اخته ...ليسلم عليها ويبارك لها و يعود لمنزله ..انه منهك حقا ..
لوهله مع كل هذا التشتيت نسيها ...لا لاهو لم ينسها يوما ..لكنه لم يفكر بأنها سيراها لربما اليوم وسيعيش معها وسيراها ويحتك بها يوميا لوحدهم ..بمبدأ حياة أخرى وعلاقه بعديا عن التي جمعتهم يوما ..
ليحمد الله على انهاك جسده هذا الذي بقي حاجزا بينه وبين هذه الافكار والتساؤلات التي لا تنتهي ...
:
طرق الباب بخفة وهو يضع هاتفه في جيب ثوبه...لحظه حتى فتحة اخته الباب واطلت من خلفه مبتسمه بخجل ...دخل وهو يغلق الباب خلفه ويلقي نظره على الغرفه الخاليه سوى منها ..
أحتضنها وهو يقبل جبينها ومن ثم يدها ....وبمشاعر الاب قبل الاخ .." الله الله ...أش هالزين ...مبروك يالغاليه ..حبيبة اخوش انتي ...متى كبرتي ...؟؟"
ابتسمت بخجل وهي تقبل يده ...أبتسم لها بحب وهو يراقب خجلها ...." الله يرضا عليش ويتمم لش على خير ويبارش لش ....محظوظ ولد عمي يومه اختارش ..."
همست له بخجل ..." الله يبارك فيك ياخوي ..ويبارك لك في نصره .."
أبتسم وهو يساعدها على الجلوس ويجلس امامها ...ماذا هل بات اسمها يذكر معي الان في كل دعوه ...ياه كم دعيت انا لها في سري مكلوما مكتوما ...
تسائل وهو يعتدل في جلوسه ..." أمي وينها بسلم عليها لاتزعل مني...خواتش لا اشوفهم بيصدعوني يكفي انا تعبان وابغي ارقد ...."
ضحكت لقوله الذي يصف ازعاج اخواته ..." مشغولات ماهن يمك..امي اللحين بدق عليها وتطلع ..."
لحظتها فُتح باب الغرفه ....أشار للصوت ..." أكيد هاذي امي ...عندها استشعار بتواجدي قوي .."
ابتسمت له اخته وهي تنحني لتراقب الممر القصير امامها وقد اتاح لها مكانها رؤية الداخل..لم تعرف ماذا تقول او تفعل شعرت بغرابة الامر في اول لحظه ...لكنها استوعبت لاحقا بأنها زوجته ...
كان سيهم للوقوف لصوت نقرات كعب الداخله لابد انها امه ...أستغرب صوت الخلخال الظاهر ...حينها خذلته قدميه وهو يستمع لصوتها الرقيق تحادث اخته ...
سيراها اخيرا ...لكن لم يكن في ذهنه ولو احتمال بسيط بأنه سيراها لأول مره بهذا المنظر...لطالما ارتجف قلبه لصوتها ..فأذ هي تبديء عليه بنظراتها الحانيه من وراء برقعها و حديث متزن يتشاركانه ...
لكن .....لم يكن يرى ما اعتاده وانتظره ...لم تبدي لها ملامحها وهي تتجه الى هاتفها وقد غطت خصلات شعرها الطويل الكثيف جانبه وجهها وملامحها ...
يريد أن يربط الصوت بالشكل الذي امامه لكن عقله لم يستوعب هل كان هذا ماخبئته طوال الوقت اسفل لباسها الواسع المحتشم ...و...
حينها استقامت في وقوفها وهي تبعد شعرها وتلتف اليه ...
لا اراديا وضع يديه على ركبيته وهو يهم بالوقف اجلالا واحتراما لهذه الانثى الذي لم يقدر جمالها يوما ولم يتوقعه ...ولم يتخيله حتى ..لم يكن يعرف منها سوى عينيها ..
وكم كانت تظلمها حقا ...حتى عينيها تبدلت بعدما تخلت عن البرقع الذي ظلمها ..وحال بين بقية ملامح محياها البدوي الجميل ..
أين الطفله السمينه المدللة من كل هذا ...هذه الانثى موجعه حقا ...أحس بأنه ضعيف امامها اكثر من أي لحظه مرت به ...وكأن الذي مر به بأسببها لم يكن امام هذه اللحظه وهو امام مواجهة صعبه مع مشاعره حقا ...
هل هذه نصرة ياربي ....؟؟
هل هذا الهلع الجميل في حدقتيها خصتني به ...أني اضعف حتى من تأمل شفتيها ..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::
عضت على شفتيها وهي تغمض عينيها تقاوم فقدانها لوعيها وتقاوم الضمأ لشدة غرابتها ورعبها مررت اناملها متشتته فوق شعرها بشرود وهي تبحث عن برقعها عبثا ...وتشعر بالمكان يضيق بها حتى لم تقوى على ان تأخذ نفسا أخر ...
وقد تعلقت عينيها فيما كادت ان تخرج روحها من جسدها ...تمنت ان يتلاشى كل هذا ..لتغمض عينيها وتستيقض واذا بها لازالت تشعر بالكسره والعجز في غرفتها في بيت جدتها ..
الا الان الاماني كبيره والاحلام ممتده ..ولايتحقق سوى الواقع ...
وضعت يدها على صدرها تقاوم شدة تسارع نبضات قلبها ...وهي تشعر بوخزات اسفل بطنها لاتفسرها ...
لقد مرت بها كل تلك السنوات وقد اعتادت ان تكون مستتره متحجبه في تواجده ...لأكنها بمنظرها هذا امامه هدمت كل ما اعتادت عليه ...بمنظرها هذا اضاعت الفرصه تماما من يدها لتمر بينهم علاقة اخويه فاتره تقودها هي ..هي هكذا صرحت له بأنها راضيه بمعنى الارتباط بينهم ..
كم انتي حمقاء يا نصره ...كم انتي غبية وضعيفه وتضنين بأن الامور سهله و الوضع مستسلم بين يديك ....معد رجل ...الرجال لا يستسلمون أبدا ..
لم تكن لحظتها تنظر سوى لردة الفعل في حدقتيه ..نظراته التي احاطها بها ...لم تفسرها او تفهمها ...أم فهمتها وكرهت ان تكون منه لا تعلم ...
:
حينها فُتح الباب خلفها وشق الصمت والسكون المتوتر الذي عم المكان ...أطلت من خلفه عمتها وهي تغلقه خلفها ...." معد هنا يابنت قوت ....حسيت انه طلع مدري ليه ...؟؟"
دخلت وهي تبتسم لأبنة أخيها وتمرر يدها على كتفها غير منتبهه لنظرتها الشارده سكونها وارتجاف جسدها ...
نظرت الى ولدها الواقف وعينيه معلقه بتلك ...كادت ان تدمع حدقتيها للانتصار الحزين والوله في نظراته ...هي ام ..تفهم صغيرها من نظره ....." ياهلا بروح امه ..."
:
أبتسم لها بحب وهو يبعد نظراته عن تلك التي تسمرت في مكانها ..ولا زال تأثير تواجدها معه في هذا المنظر يعيق حركتها ويشل ردة فعلها ..
قبل يدها ورأسها وهو يستسلم لحضنها ..لازال هذا الضخم الرجولي طفلا محتاجا في نظرها ..لقد دفنته في صدرها يوما وهاهي اليوم لاتقوى حتى على لف ذاعيها حلوه لكن شعدورها منذ يوم ولدته حتى الان لم يتبدل لحظه ...
قبلت كفيه بين اناملها ..." حبيبي أنا ...كيف حالك ...؟؟"
راقب نظرة امها التي فهم منها كل شيء ..وسؤالها الذي يحمل خلفه ألف سؤال وسؤال ...
أجابها بحب استمده منها ..." طيب طاب حالش .." قالها وهو يرفع نظره الى نصرة التي كانت لاتزال تقف خلف امه وفيها معنى لا يغيب ابدا ..
حينها اكمل وهو يجلسها مكانها ولازال واقفا ..." طمنيني عنش ..وعن خواتي ..مبروك يمه ماسويتي لقوت ..."
أبتسمت له وهي تلتفت لصغيرتها التي حضرت الموقف من البداهي وشكرت المولى لتدخل امها ...." حبيبي طيبه ماناقصني الا شوفتك ...الله يبارك فيك يابو عبد العزيز ويبارك لك في نصره ...."
قالتها وهي تنظر لها ....وهي تلومها بحب ..." و اشوف بعض ناس ...ياعمه بطلع جوالي والبنات ومدري ايش ...أثاري حبيب القلب هنا ...."
رمشت عيني نصره فقط ترد على وقع الكلمه الكبير على مسامعها وهي تبعد نظراتها بخجل عنهم ...
حينها استغربت عمتها وهي تسألها ...." يابت اشبك ...ترى خوفتيني ..هذا خجل ولا في شيء ثاني ...بناتك فيهم شيء...أحد مزعلك تحت ..."
قالتها وهي تلتفت لمعد وقد اشتعل حسها الامومي وفي عينيها تساؤل كبير ....ومخاوف أكبر ...
حينها ابتعد معد وهو يقترب من تلك ....كانت تريد ان تبتعد وهي تنظر اليه يقترب منها لكن وكأنما قدميها التحمت بالارضيه البارده ..أبتسم وهو يقف بجانبها ويحيط كتفها بيده ويقربها لصدره ...
شد على كتفها هو يشعر برجفتها تصل الى جسده ..أخذ نفسا عميقا وهو لا يهرب من رائحتها كالعاده وهي من تركتها بالكاد تلاحظ خلفها في المكان ..
لكنها الان بقربه ..بأنوثتها ورائحتها ...دون حواجز او مخاوف او تهرب ..." مابيها شيء يمه ...لكن ..."
رمشت بعينيها وهي تصد للجهه الاخرى تهرب من سطوة قربة وقوة رائحة عودته التي كادت ان تخنقها ..
كانت تعتقد بأنها ستنفرلقربه وطوال مراقبتها لخطواته القصيره التي اخذها لها وكأنها دهر بالنسبه لها كانت تفكر بالخلاص من قربه دون ان تخجل نفسها او تخجله ...
لكن قربه ..لطيف ومريح ..عكس ماضنت ..
غضنت اميه جبينها وهي تنتظره بأن يكمل قوله ...." لكن وش ..قول خوفتني ..."
ضحك بخفه وهو يلتفت لها ....." أول مره نشوف بعض ...."
قالها وهو يتأملها وقد الصق جسدها به ولم يخفى عليه انكماشها على على نفسها عبثا كي لاتلتصق بصدره ..وفي عينه شوق لم يلاحظه احدهم ابدا ...
ضحكت امه غير مصدقه وهي تخفي ضحكتها بين اناملها ...." من جدكم ...ياعمري ...صح والله توي افكر فيها ..."
قالتها وهي تستوعب صدق ماقاله....." سامحوني هذا غلطي ...لا قلت لكم شوفه ولا شيء ..راح عن بالي قلت معد ونصره حافظين بعض ..."
أبتسم لقول امه وهو لا زال ينظر لها وهي تهرب من بنظراتها في أي ركن في الغرفه تحاشيا من وقوعها عليه ..." معذوره يمه ...انشغلنا شوي وقتها "
أبتسمت بحب وهي تقف ...." الله يرضا عليكم ويتمم لكم على خير قلبي اليوم طاير من فرحته أول بفرحة وقوت وثاني بشوفتكم يم بعض ..."
كل هذا ونصره حقا تريد ان ترد او تبتعد لكنها حقا لاتقوى على أي فعل واكتفت بشتم نفسها وغبائها في هذا الموقف ...
التفتت بأستغراب هلع في نظراتها بعدما شعرت بأنامله التي مررها على كتفها العاري اسفل خصلات شعرها..وكأنها قد تركت مكانها اهيب حمم لا ينطفيء ...
كادت ان تدمع عينيها لكل هذا الوضع التي هي به ...
الا انها كعادتها تتقن جيدا كيف تخبئ كل عظيم في صدرها ....أبتسمت لعمتها بحب واحترام ..." حبيبتي ياعمه الله يتمم لقوتنا على خير ان شاء الله ...."
وقالتها وهي تشد ازرها و تعدل من وقوفها وهي تقيم ظهرها بثقه وتبتعد عنها وترسم ابتسامه مثاليه على محياها ...
أبتسمت امه وهي تراقبهم بحب ولاتكاد تصدق الفرحه التي تمر بها وهي من عاشت الحزن مع ابنها دون ان يشعر طول تلك السنوات الفائته ...تنهدت براحه ....ورجاء مطمئن في صوتها" يارب ..."
قبل يد امه التي مدتها له بحب كي تودعه قبيل خروجها ...راقب خروجها وعاد ليلتفت للكارثه خلفه ..
عدل غترته وهو ينفث نفسا عميقا ويراقبها ..نظر الى اخته مبتسما ...." يا الله ياعروستنا انا بمشي تأمرين على شيء ..ودك بشيء قولي..."
أبتسمت له بخجل وهي تهز رأسها بالنفي ..." سلامتك يالغالي ...."
نظر الى تلك التي مررت اناملها فوق الهاتف هاربه مشتته وهي تبحث عن رقم ما ...." الشيخه ...تأمرين شيء..."
رفعت رأسها له ....بنظرات شارده ...." هلا ...سلامتك يأبو عبد العزيز ..."
تذكرت حماقتها وقلة ذوقها ...." معد ...."
قالتها وهي تراقبه وقد ما على اخته ومدها بهديتها وهمس لها بمباركته ....رفع رأسه لها وهو يعتدل واقفا مقتربا منها ...." أمرش ..."
ابتسمت له بلطف ...متجاهله تأثر هذه الابتسامه عليه ..." ما يأمر عليك عدو ....ها كيف حال جدك ...؟"
هز رأسه بالايجاب وهو يقدر سؤالها ...." طيب الحمد لله ...كان أجهاد ومن هاذي الامور اللحين مرتاح أبو عبد العزيز ...هذا هو تحت موجود...."
أبتسمت براحه له ..." الحمد لله ...ربي يحفظه لكم ...."
كان سيخرج لولا انه تذكر ....سألها وكان متلهف لاجابتها ...." في أحد بيوصلش البيت ...؟؟"
أبتسمت له وهي تعدل في وقوفها مقتربه منه دون شعور منها لتجيب عليه ...يا رباه الا تكتفي من هذا الابتسام...." ماشي أنت ذحين ...."
هز رأسه لها بالايجاب ..." أي والله مشاي ...تعبان ومهلوك ادور السرير ..."
ألتفتت الى قوت ....لكن تلك علمت النظره في عينيها ...." لا نصرة الله يخليش...لا تروحين ظلم ...مثل ماجيتي مع هيا بتروحين معها ..."
غضنت نصره جبينها بقل حيله ....." قوت اهو شايفتك قدامي زي القمر ..والبنات ورايا ..وتعبت من الجلسه خليني اروح ..كمان اخاف البنات يصحون يزعجون معد حرام بينام تعبان ..."
خجلت اخته وقد فهمت اصرارها على الرحيل ....عندها تخلت عن تمسكها ..." اوكي حبيبتي اللي يريحك ..."
تدخل حينها ذاك عندما فهم خجل اخته ...." نصره اذا تبغين تجلسين عادي اجلسي وانبسطي لا حطيت راسي ورقدت ما احس بأحد ..."
أبتسمت له بتقدر محاولته بعدم الضغط عليها ...." لاخلاص معاك ماشيه ...دام قوت رضيت حتى انا أحس أني مو شيء ...بنزل اسلم على عمتي والبنات وبلحقك ما راح اطول تكه بس....أوكي "
قالتها وهي تقبل قوت وتبارك لها معتذره ..وتتجاوزه بخفه خارجه من الغرفه ....القى السلام على اخته وهو يخرج من حيث أتى ...
وقد تعاظمت الافكار بداخل رأسه وتفرعت ...لما اصرت على الرحيل معي ...بماذا تفكر ..؟ ابتسم بسخريه على الموقف للتو وهو يتجه الى طريق الخروج ومن ثم لسيارته ...اذا ...هذه نصره...هكذا تبدوا ..رأها للمره الاولى لكن ادنى تفصل منها لم يغب عن ذهنه وهو يفكر بها هذه اللحظه ...
غير موقف سيارته ليقف بالقرب من باب النساء وهو يطلب رقمها ...
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
تفهمتها عمتها وعذرتها ولم تحاول ثنيها فهي في ظروف فريده ...ارتدت عبائتها مسرعه وهي تراقب التماع شاشة هاتفها بأسمه ..
أحست بالخجل لربما هي تأخرت عليه وهو متعب ويكفيه ما به ...لم ترد عليه ..وهي ترتدي نقابها ..وتحمل حقيبتها ..
كان يقف بالقرب من الباب عند خروجها ...كان ينظر للجهه الاخرى وهو يسند رأسه على كفه متأمل الشارع بشرود ..
التفتت الى تواجدها الرقيق بجانبها وهي تغلق الباب خلفها ...أعتذرت له خجله " أسفه تأخرت عليك ..."
هز رأسه لها بالنفي وهو يدير محرك السياره ....وهو يعاتبها ...." الله يصحلش توي موقف ..ماله داعي الاعتذار .."
:
طال الصمت بينهم ....حينها تحدثت لتكسر هذا الصمت الذي وترها تريد التحدث بأي شيء لتضيع غرابة ما مر بهم للتو بينهم..." عسى ماتعبت بس ...؟؟"
أبتسم وهو يراقب طريقه ...." متعود ....ما عليش مني ...قابلتي جدتي ...؟؟"
التفتت اليه بحماس وهي تعتدل في جلوسها ...." يوه يامعد تجنن ...تجنن ...لمن شفتها جيت أبكي من شوقي لجدتي قوت ...ياعمري هي تأخذ العقل ....قابلت عماتك ..وبناتهم وبنات عمانك وزحمة العيله كلها ...مادري ماجمعت احد دايخه ومصدعه ...بس تذكرت عيلتنا في بدر نفس الجو ...لكن اللي ثبتت معاي في مخي مها الله يسعدها ..."
:
كان ينقر بأنامله فوق مقود السياره وهو يستمع اليها مبتسما بفخر ...الا ان ابتسامته بهتت وتوقف يده عن فلعته وهو يشد من قبضته فوق المقود ...كانت ستكمل حديثها لكن فعلته لم تفتها ...
فتر حماس حديثها الذي استرسلت به للحظه وجيزه كأنها تحادث مهاب او معد القديم ....هذا رجل جديد يا نصره في حياتك ..لقد اقتحمتي عالمه غصبا لابد بأنه مليء بأسراره وعزوفه ...
:
لطالما ارهقها عزوفة عن الزفاف لكنها تفكر الان جيدا وكأنها تلقت صفعة على محياها الجميل ...
سألته بهدوء ولم تغير نبرتها حتى ..لكي لا يشعر بشيء ....مثلت اكمال حماسها للتو.." مها زوجة مين ...؟؟ زوجة اخو اللي بيأخذ قوت صح ..."
راقبت جمود ملامحه وهو يجيبها بعدم اهتمام ويراقب طربقه ...." مو متزوجه مها ...."
أخذت نفسا عميقا ونفثته بهدوء وهي تعدل نقابها وتبعد نظراتها عنه شعرت بالبرد وارتجفت اطرافها وهي تقاوم دموعها ....ليس لشيء ...سوى لوجع قد طال هذا الامير بجانبها ...يخفي حتما قصه عن تلك الرقيقه التي قابلتها اليوم ....
همست وهي تحمل معنى كبير في صدرها ...." حبيبتي هي الله يرزقها اللي يتمناها تجنن ربي يحفظها ...."
همس بهدوء وهو يراقب الطريق الذي انحنى اليه ...."آمين..."
التفتت لردة فعله ...وقد ارتجف صدرها للعمق في صوته ...هزت رأسها بالايجاب وهي تراقبه بشعور فهمته جيدا ....." آمين ..."
اعادت نظرها للشارع وهي تفكر به.... أنها ابنة عمه ..والاقرب اليه ..لما تأخر لهذا الحد بالارتباط بها...لابد بأن بينهم عواقب لا اقوى على فهمها وكل هذا اكبر مني ...من انا لأفهم الحب ...لقد سُيرت حياتي بعيد عن هذه المشاعر ...
ألتفتت تتأمله ...آه يامعد ..من ترفضك ..من لاتريد قربك وكرم وصلك ..حمقاء يامعد ..كيف لا تراك ...وانت من يعرفك بالكاد يقوى على رفع عينيه عن جميل خُلقك قبل خلقتك ..
دمعت عينها حينها وهي تراقبه ...حزنت لحزن قد مس قلبه ..انتي مثلي يا ابن عمتي انت لا تتحدث ..افهم كم هذا موجع ...افهمك في هذا ...أفهمك جيدا ..لو تسمح لي اشاركك تقديري المتواضح لحرمانك ...
:
دخلا المنزل سويا ..اغلق الباب خلفهما ..التفتت اليه شاكره ..." تسلم يابو عبد العزيز تعبتك ..."
أجابها برحابه ...." مابيننا كذا ...."
تأملها للحظه وهو يتجاوزها لم تنزع نقابها عندها ابتسم لها بشرود لم تفهمه ...هل ايقضت مواجعه كم هي حمقاء ...
همس لها وهو يصعد السلم بهدوء...." تصبحين على خير ..."
:
:
راقبت اختفائه وهي ترد بشرود ..." وانت من اهله ..."
صعدت السلم خلفه ما ان انهته حتى سمعت صوت اغلاق باب غرفته ..نفثت نفسا عميقا وهي تمحي كل هذه الملامح عن محياها كي تبعد أي حزن او هم يعتريها من ان يصيب طفلتيها ..
دخلت الغرفه بهدوء ..كُن قد غرقن في نومهن ...نزعت كعبها بالقرب من الباب وهي تغلقه خلفها بهدوء ..
أتجهت اليهن بخطوات حذره ..وهي تطبع قبلاتها على خد كل صغره منهن وتستنشق رائحتهن التي تعشق..
تحركت حولهن في الغرفه بهدوء كبير ..لحظات حتى خرجت من دورة المياه وهي تجفف شعرها وترتدي منامتها الحريريه الكلاسيكيه بلون عودي غامق ...
أتجهت الى التسريحه بهدوء وهي تتناول الكريم فتحته بعينين سارحه كل هذا وهي تستدلي على طريقها بالاضاءه الخفيفه التي تركتها الخادمه مضاءه في الغرفه ....
لما لاتشعر بالغرابه التي اعترتها اول لحظه ما ان لاقته ..هي توقن بأن معد سيتبدل وضعه في حياتها ..لكن بأي طريقه لاتعلم ..كل الذي تعرفه بأنها ستسعى لسعادته كما ستسعى لسعادة ابنتهيا ...
:
سمعت صوت صغيرتها الناعسه من خلفها ...." ماما هينو فتور ...."
أبتسمت وهي تلتفت اليها تركت مابيدها وهي تتجه اليها امطرتها بقبلاتها وتلك تضحك بكسل دون ان تمنعها .....اجابتها وهي تقلد حديثها " هينو فتور ...تبغين فطور ماما ...ذحين حنا و قت العشاء ياعمري ...من عيوني تكه والعشاء جاهز ...جيعانه ماما ..؟"
هزت ابنتها رأسها بالايجاب وهي تستلقي بتكاسل وتلعب بخصلاتها الرطبه بين اناملها الصغيره ..قبلت خدها وهي تبتعد عنها ..." نامي شويا وماما تصحيك للعشاء طيب ..."
أبتسمت لها وهي تعدل الغطاء فوقها وفوق اختها ...القت نظره اخيره عليها قبل ان تخرج كانت قد غرقت في نومها مره اخرى ...
:
:
تركت باب الغرفه خلفها شبه مفتوح ..قبل ان تنزل السلم القت نظره على باب غرفة ذاك ..بالكاد قد اغلق نصفه ولازالت الاضاءه مفتوحه ..
ابعدت نظرها وهي تنزل السلم بهدوء ..فتحت اضاءة المطبخ الخالي ..أخذت نفسا عميقا وهي تتأمل رتابه المكان ..
لتخلي ذهنها المزدحم بالافكار هذا بالانشغال بأعداد الطعام كما اعتادت دوما ..
نظرت الى الساعه على الحائط لازال الوقت مبكر حقا انها الثانيه عشر بعد منتصف الليل ..لم تستغرق وقتا في التعرف على مايوجد في المطبخ الذي رتب بعنايه ...
لتعد عشاء خفيف ..هي ايضا جائعه ونسيت متى كانت اخر مره أكلت بها ..حافظت على الهدوء في حركتها ..
ارتعدت وهي منهمكه في عملها للصوت خلفها ..التفتت فأذا بالخادمه التي بدأ النعاس على محياها ..سألتها ان كانت تحتاج شيء...
عارضتها بأصرار ..فهي لاتحب ان يشاركها احد التواجد في المطبخ ..
أنتهت من تجهيز كل شيء ..وعادت للنظر في الساعه ..أنها الواحده الان ...
أخذت الاكل الى غرفتها مع ابنتهيا ...وضعته على الطاوله وهي تراقبهم بحب ومراعاه...اقتربت جالسه على طرف السرير ..كرهت ان تقطع عليهم نومهم اللذيذ هذا ..
تعرف بأنها لو ايقضتهم من نوع نومهم هذا سيمر يومهن وهن في مزاج سيء وبالكاد سيأكلن لترفع الاكل متى ما استيقضوا سيكون موجود..
حملت الطعام وعادت من حيث اتت ..رتبته لحفظه ...وتأكدت من نظافه المطبخ بعدها ..حينها جهزت الاكل بشكل وكميات اخرى وهي لاتفكر بما ستقدم عليه ...فقط لتكن هادئه كما اعتادت و واثقه من كل شيء تقوم به ..
:
:
حملته بصعوبه وهي تعود لصعود السلم مره اخرى ..أقتربت من غرفته بهدوء ...سندت ما بيدها على ركبتها وهي تثنيها ..
همت بطرق الباب لولا انها ثنت نفسها عن فعلتها وهي تجمع كفها ...الا انها تجاهلت ذعرها وهي تعيد فعلتها وتطرق الباب بهدوء ...ان لم يجب ستعود طريقها ...
:
أرتجف للصوت الذي ايقضه كوهم من نومه المتعب ..وكأنه يستجيب للعالم حوله وهو غائب عن الوعي...رفع صوته الناعس وهو يرد على الطارق ...." أدخل يا حيدر.."
:
عضت على شفتيها وهي تستمع الاسم الذي نطقه ...من هذا ...؟؟ حسنا انه مستيقض..
أخذت نفسا عميقا وهي تعتدل في وقوفها و تحكم قبضتها على ما في يدها ...
دفعت الباب بكتفها وهي تدخل الغرفه ...وقفت في مكانها وهي تتأمل المكان ...هاديء وبسيط للغايه بعكس بقية المنزل ..
بجدرانه البيضاء الناصعه ..و الاوراق والكتب مبعثره حول المكان ..الشاشه العملاقه واجهزته قد رتبها بالقرب منها والتفت اسلاكها حولها ...
حتى انه لم يكن هناك خزانه فقط غرفة ملابس فتح بابها و فضحت الفوضى التي بدت تعم بين ارفف الملابس المرتبه ..
الاكثر غرابه هي المرتبه الضخمه التي حلت بدال السرير في اقصى الغرفه الواسعه بملائاتها السوداء ..
لم تتوقع أبدا بأن انسان انيق ومعقد كمعد ستكون غرفته هكذا ..منزله يليق فيه جدا الا غرفته لربما هذا هو معد الحقيقي فغرف نومنا هي ما يفصح عن ميولنا دوما ...
:
أين هو ....نادت اسمه بأستغراب وهي تضع مابيدها بالقرب من السرير بعد ان تقدمت خطوات ..." معد ..."
قالتها وهي تبحث عنه في الغرفه ....
رفع رأسه غير مستوعب الصوت الذي سمعه للتو ..مرات كانت تخونه احلامه وتأخذه لصوتها لكنه لم يسمعه بهذا الوضوح يوما في لحظات نومه المنهكه هذه ...
هلعت وهي تعود للخلف ومن ثم ضحكت على نفسها كيف لم تنتبه له ...كان قد دفن نفسه بغطاءه الاسود الوثير فوق هذه المرتبه الضخمه ..
بالكاد فتح احدى عينيه ورفع حاجبه ليستوعب وقد تبعثر شعره الطويل نسبيا ...أبتسمت وهي تتأمله ...حسنا.. ترى هي هذا الامير في معقله ..تراه للمره الاولى هكذا ...
همست له بين ابتسامتها ...." أسفه صحيتك ....بس كنت جايبه لك عشاك قلت اكيد جيعان ..."
كان ينظر الى ابتسامتها بوجوم غريب لم تفهمه الا زال نائما ...
لازال لم يستوعب ملامحها لازالت في ذهنه هي الانثى المخبئه وراء البرقع ...تأمل خصلات شعرها الطويله التي لازالت تحمل رطوبتها وقد توزعت فوق كتفيها ..ولون منامتها الواسعه التي حاولت بها اخفاء ملامح جسدها ...
تنهد وهو يجلس بعدما تذكر كل ما مر به اليوم ...لم تبعد عينيها عينه ..لم تسوعب منظره كان خجلها وصدمتها اكبر منها ..الرجل الوحيد الذي رأته بهذا المنظر قبلا كان بندر رحمه الله ...
ولا يقارن ابدا بما تراه هذه اللحظه ..راقب أحمرار خديها خجلا ...وهي تبعد نظراتها عن عضلات صدره البارزه ...
وقف بخفه وهو متخبطا متأثرا بنومه العميق للتو ...وهو يعتذر لها ..." السموحه ..."
عادت للخلف وهي تغطي شفتيها بخجل اكبر ..." لا انا اسفه خلاص بخرج ..."
اغمض عينيه يشتم نفسه انه لم يعد وحده كيف نسي هذا ..لم يكن يرتدي سوى رداءه الداخلي كما اعتاد دوما ..
اثناها وهو يتمسك بوجودها ...." خلش نصره ...لحظه بس بلبس .."
في الجهه الاخرى كانت هي قد اغمضت عينيها ..و كادت ان تفقد وعيها لشدة خجلها ايتها الحمقاء لم تحترمي خصوصيته او تستوعبيها انه في منزله ليس في غرفة جدتك ...
:
اجابت متلعثمه لقوله ..." لا خلاص خذ راحتك ..أسفه صحيتك ...العشاء هنا طيب ..."
سمعت صوته من غرفة الملابس هو يعارضها ....." يابنت خلش ..اصبري تعشي معاي مو متعشي لحالي ..."
فتحت عينها وهي تنظر للمكان من حيث يأتيها الصوت ...." سبقتك ..."
أطل عليها برأسه من وراء الباب ...." مو علي عارف انش ماتاكلين الا اذا الكل أكل ..."
أبتسمت بين خجلها وتوترها له ....كيف تخبيء نفسها عنه ..انه الادرى بها ..ابعدت نظرها عن مكانه وهي تنظر الى الاكل الذي وضعته على الارض بالقرب من مرتبته ...
:
التفتت ورأها وهي تشعر بغرابة موقفها ...خرج من دورة المياه وهو يجفف يده ووجه ..رمى المنشفه بعشوائيه على طرف المرتبه وهو يجلس بالقرب من ما جلبته ...
كل هذا وهي لم ترفع عينها عينه حقا انها لاتعرفه هكذا كيف اقنعت نفسها بأنها تعرف معد جيدا تراه للمره الاولى بغير الثوب ..
وقد ارتدى بنطلون اسود رياضي و قميص ابيض ...مرر يده على شعره ليرتبه وهو ينظر لها ...أمرها برحابه ..."أجلسي ....حياش ..."
نهته وهي تشير الى الارض ..." معد الارض بارده كيف تجلس عليها كذا ..."
أبتسم لأهتمامها ...." متعود ...." قالها وهو يميل بجذعه ويجلب وسادته من خلفه ...رماها بخفه امامه اسفل قدميها ...." أجلسي ..."
أبتسمت على مضض وهي تجلس فوقها ..." الله يصلحك يامعد ....علشانك بس ..مارضى تزعل ..."
أبتسم لها وهو يمدها بالملعقه ...." كلي اللحين وخلي التشره لبعدين ..."
عارضته ..." هاذي لك ..."
تركها في الصنيه و وقف ...راقبته بأستغرب وهو يختفي عنها للحظه ثم يعود ...أشار لها بالملعقه السوداء البلاستيكيه في يده ...." الغرفه مليانه ...الله يخلي المطاعم .."
أبتسمت بحزن لقوله وهي لازالت تراقبه ....عاد للجلوس في مكانه امامها ...قلبت ما بالطبق امامها على مضض ...
أكتفى بتأملها ...وقد التفت خصلات شعرها الطويله على الارض خلفها ...ابعد نظره عنها ما ان رفعت عينيها ...
سألته وهي تنظر الى الطبق امامه ...." ليه ماتأكل ...لايكون ماعجبك الاكل ..."
أبتسم وهو يرفع عينه لها ..." أفا كيف طبخ نصره مايعجبني ...."
بادلته ابتسامه خجله وهي تنظر اليه ...ابعدت نظراتها للأكل ...حينها عرف هو بأنها تحمل حديث في عينيها ..وكم هو قارئ ماهر لعينيها ...." خير ام طيف ...مو عاجبش اشوف ...اعتذر على المنظر قبل شوي ...امحيه أنسيه ولا ماراح اقدر ارفع عيني لش..."
أبتسمت لقوله ....وهي تعذره ..." لا عادي غلطي هو ...بس .."
رفع حاجبه بأستغراب....وهو يعيد اخر كلمه لها ..." بس ..."
رفعت عينها لها وهي بالكاد تسيطر على ضحكتها ...." مو مستوعبه شكلك بدون غتره وثوب ..."
رفع حاجبه بسخريه ..." لا والله ..."
حينها ضحكت وهي تخبئ شفتيها ...." اول مره اشوف قطري بدون ثوب ..."
قاوم ابتسامته وهو يراقبها ..تمنى لو ان اللحظه تتوقف ويقبل ثغرها الضاحك هذا ..." يعني بنام بالثوب والغتره ...قولي بالعقال بعد ..."
هزت رأسها بالنفي بين ضحكتها...وهي تبرر له " لا بس يعني اول مره اشوفك كذا حتى لمن كنت تنام عند جدتي تكون لابس الطاقيه..."
ابتسمت وهي تمرر يدها فوق رأسه ..." طلع شعرك طويل ..."
أبعد رأسه عنها وهو مستغرب فعلتها ...نظر اليها بنظرات شارده ...كانت هذه مرته الاولى التي يشعر بلمساتها الرقيقه على جسده ..كان ينظر الى عينيها خشيه ان تستمع لصوت علو نبضات قلبه ...
خجلت لفعلتها وهي تبعد نظراته عنه معتذره ....." أسفه ..." قالتها وهي توبخ نفسها ..لاتكسري الحدود بينكم ياحمقاء ..لاتنسي كيف اجتمعتم ...
صرخت متألمه بأستغراب وهي تراقب طرف خصلاتها بين انامله.....حينها حذرها ..." نصره الاسف مو بيننا ...ماهو عاجبش بكرا بروح الحلاق ..."
أبتسمت لفعلته ..." أوكي ...لا لا تحلقه ماعليك مني حلو عليك ...أح عورتني ..." قالتها وهي تضع يدها عى منابت شعرها وتنظر اليه بعتاب ...
سخر من قولها ..." يمه ياللي عورتها ..."
نفثت نفسا عميقا وهي تبعد خصلات شعرها وراء ظهرها ...." ليش غرفتك كذا ...؟؟"
قالتها وهي تنظر للمكان حولها ...تأملها وهو يجيبها بعكس مايبطن ..." ما فضيت لها ..."
تأملتها وهي تجيبه دون النظر اليه ...." البيت يجنن ماشاء الله ...باقي الغرفه هاذي ..حلوه و واسعه ..لها افكار كثير حلوه ...ان شاء الله اذا تزوجت تزبطها ..."
:
أستوعبت ما قالته ...نظرت اليه ...راقبت الوجوم الذي بادلها اياها ...رفع حاجبه بعدم اقتناع وهو يجيبها ببرود واثق ....وكأنه يذكرها ..." نصره أنا متزوج ..."
كان قولها كصفعه له على وجهه ...كجرف تنتهي به رحلته الهادئه الجميله ...من كلمتها هذه فهم كل ماتنوى عليه ...
نفثت نفسا عميقا وهي تغمض عينيها بما زل لسانك يانصره ؟؟...زل بما سهى به دوما ...حسنا بما أن الموضوع قد بدأ لتنهيه وتتحدث به....
تأملته وهي ترد بهدوء ....." زواج هاديء وعادل وطبيعي يامعد ...وانا بسعى لك في هذا الموضوع"
كان رده بأنه حدق في عيينها واجاب بأقتناع تام ...." زواجي منش هاديء و عادل وطبيعي ...بعد هالسنين كلها يوم اخترتش تدورين لي وحده غيرش ..."
كرهت اقتناعه هذا ...لهذا هي تشعر بأنها عبء وثقل كبير عليه انه حتى اقنع نفسه بها حتى لا يجرحها ...."انت مجبر علي معد مهما تقول وتسوي انا عارفه هالشيء.... معد تتذكر شرطي الثالث ..."
قاطعها وهو يتحدث من وجهة نظره ........" نصره انا رجال ما انجبر على شيء...لو بنجبر كان جبروني قبل جدي كثير ....ترضينها علي بعد العمر هذا كله اخذش واجيب عليش شريكه ...اهلي و اهلش ..أهلنا يانصره ..اش بيقولون ..أنا مقتنع فيش..."
:
تنهدت وهي تعض على شفتيها تمنع دموعها ....اجابته بصوت مرتجف ..." معد امانه لاتسوي معاي كذا ...الله يخليك لاتصعبها زياده ....يامعد خذ بنت لايقه فيك ..تفهمك تدلعك تعيش معاها كل شيء من جديد ....أنا اش تبغى في ...ام و..."
قاطعها حينها .....بحزم تراه معاه اول مره ...." قصدش ماهو بكر ....نصره انا مراهق بعينش بيهمني هالشيء....لو الف الدنيا كلها محد بيفهمني قدرش..."
شهقت وهي تضع كفها على شفتيها لصراحه قوله ...حينها اكمل وهو يراقب ردة فعلها ...." هذا اللي تفكرين فيه صح ...هذاني قلته لش...شفتي كيف صعب يوم تسمعينه من غيرش .."
اخرجت نفسا متحشرجا تمنع فيه بكاءها لم تتوقع بأنها ستكون حجتها ضعيفه لحظه مواجهته ...." معد يكفي مرؤه الله يخليك ....أنا ما أرضى اقصر في حقك يوم لاني اعرف انك لايمكن تقصر في حقي ولاني عارفه وحاسه وباين لي زي وجودك قدامي هاذي اللحظه انه بظلمك معاي ..."
قاطع حديثها الذي لو اكملت سيوجعه اضعافا ...." نصره ...انا بداية جديده انسي كل شيء مر بش زمان ...ماتبين تظلميني لاتفكرين في اللي راح ...."
بررت نفسها له.....وهي تحاول ان تصل لحل معه ...." معد كيف انسى اللي راح ...أنا لسى فيه ...أنا أم من اللي راح ...أنت تقولي كذا لانك ماجربت وتضن انك راح تكون سعيد معاي ...معد انا مليانه من جوه ...ما اقدر اعطيك ولا شيء...معد انت زي ...."
حينها قاطعها وقد غضب حقا ....." نصره انا عمري ماكنت اخوش....تسمعين ولاعمش ولا أي شيء انا كنت معد ولد عمتش القطري اللي مابيينه وبينش أي صلة اسم او قبيله ...انتي مليانه ..انا فاضي من داخل وتعبت اعطيني اخفف عنش...العادات الغبيه خلتنا نشوف بعض ونقابل بعض كل يوم ...فكرتي فيني كأخ او عم يوم هذا من طيب اصلش...فكرت فيش كأخت يوم هذا من احترامي لش ....بس أنا رجل يا بنت خالي ...و دام انش دخلتي بيتي زوجه ...بفكر فيش كزوجه ...ولايمكن تلوميني او تعاتبيني لان هذا الشرع ...."
:
أتسعت حدقتيها وهي تراقبه غير مستوعبه .....سألته وكأنه تتوهم سماع مايقول...." معد....... انت تقول كذا يا معد ....؟؟"
لقد وصل حده حقا ...." نصره انتي اش كنتي تفكرين ....أنا ليش متزوجش ..ليش ..؟؟ "
دفنت محياها بين ملامحها .....نطقت وهي ترفع نظرها له و قد انهمرت دموعها على وجنتيها ...." معد ..لاتقول كذا ..انا ما اعرفك ...انا ارفض العلاقه هاذي كلها ..وامرك انك تلبي شرطي الثالث ....بأخطب لك اللي تبغى ...من العمران من عيلتك ...مها أي أحد .."
رد عليها وهو ينظر الى عينيها بتأكيد حازم في صوته ...." لا تجيبين لي سيرة مها ....بعدين من قال لش عليها ....لي سنين ينفتح معاي الموضوع وارفض ..انا ومها مانبغي بعض ...خلاص هي رغبه والاهل تفهموها ....من قال لش ..؟؟"
ابعدت نظرها عنه ...." محد قال لي انا استنتجت ..."
اجابها ببرود ..." أستنتاجش خاطيء للأسف ...لبيت لش شرطين ...ولبي لي شرطي والبي لش ثالثها ...."
أجابته محذره مما سيقول بتخوف باكي ...رجته الصمت وكأنها تعلم ماسيقول..." معد .."
عاتبها متأسفا لحالها ........." نصره انا ما اطلب شيء غلط ...أوزنيها بعقلش من اللي طلبه بيننا واقعي ..بيني وبينش ثلاث شهور زوجين طبيعين ...مرت وانتي مصره على رأيش هذا من عيوني لش تم وكان ..أطلب منش قليل وتطلبين مني الكثير يانصره ..."
:
دمعت عينيها وبدى ارتجاف جسدها واضحا لوقع الفكرة عليها وهي تنظر لعينيه بصمت واجم ....هزت رأسها بالنفي ...."مقدر..."
رفض ردها وهو يتأملها ....رد بهدوء موضحا ...." فكري يانصره ...أطلب منش هالشيء بس..انا مقتنع بطلبي وفاهمه ..طلبي هو اللي بيوضح لش موقفش من كل قرارتش وتفكريش هذا ..."
وقف وهو يحمل الاكل الذي نسيوه بينهم وبالكاد لمسوه ..وضعه خارج الغرفه وهو يقفل الباب ...راقبت فعلته .. وهي تقف هلعه ..." معد أش تسوي ..."
أخذ نفسا عميقا وهو يلتفت لها ....نزع قميصه وهو يقترب منها ...." اللي انتضرته سنين ...أوضح لش انا مين ..."
:
خطت خطوه للخلف وهي تراقب الباب خلفه ...." معد الله يرضا عليك لاتسوي كذا معاي لاتزعلني منك ...أمانه ..."
أقترب منها أكثر وهو يهز رأسه لها بالنفي وبعينيه نظره أصرار لايثنيه شيء..." ما أسمعش..."
كانت قدميها قد علقت في الارض هذا ماتشعر به وهي تراقب اقترابه ...وقد نُفي من صدرها كل شيء سوى هلع مرتجف غريب لاتفسره ...
أغمضت عينيها تتفادى النظر الى قربه ..ثانيه فقط حتى شعرت بألتصاقه بها ...همست تثنيه .." معد .."
رد لها همسها يهدئها ...." شش..." قالها هو يحيط مؤخرة عنقها بكفه ويقربها أكثر ...قبل رأسها وهو يستنشق رائحتها ..لبث زمنا على فعلته ..وهو يغرق بقربها ..رقتها ورائحتها ..نصره الليله في صدري ياربي...دعوتك ياربي ..شكيت لك ..واليوم اشكرك ..رحمة ياربي بقلبي ..
شعر بدفء انفاسها على صدره العاري ..هذا أكثر مما طلب يوما ..
لازالت تغمض عينيها وهي تشعر بنفسها مدفونه أوسط رحابة صدره ..و رائحته الرجوليه تكاد تخنقها تريد أن تختفي هذه اللحظه من على وجه الارض فهذه الطريقه الوحيده التي ستهرب منها من الذكرى التي ينوي في تخليدها في ذهنها ..
أرتعد صدرها وهي تضع كفيها على صدره تمنع التصاقها به وهي تحاول الهرب ..بقدر ما ارادت الهرب ...بقدر ما داهمها شعور غريب....كانت تبحث عن شعور هي وضعته في ذهنها لهكذا موقف لكنها لم تجده ..
ارتاح اخيرا ..لم يعد بحاجه لأن يخبئ هواه ورغبته أكثر ...لتبدي ..لتبدي للملأ لتغرق الواقع حوله ...ليحرر هواه من قيود الصبر والنبذ والنفي ..
تريدين الهرب مني يا نصره ...ليس بعد أن واتتني الفرصه أبدا ..سأعلمك مما تعلمت ..سأشاركك بكل شعور دفنته يوما ...لأعيد احياءه على شرف تواجدك في صدري...
أبتعد قليلا لتبدي له ملامحها ..كانت تغمض عينيها هاربه منه ..أكتفى بتأملها صامتا ..
شعرت بالهواء البارد يمر عبر جسديهما ..حسنا هذا كل شيء...فتحت عينيها فأذا به يتأملها ..
ما ان أتسع جفنها لتستوعب نظرته لها ...حتى عجزت عن تلقى الهواء وكاد قلبها ان يتوقف ..وشعرت بجسدها يثقل لفعلته ..
أبتعد عنها ليراقب ردة فعلها ..نفثت الهواء بين شفتيها لتستوعب فعلته ..رفعت عينها لحدقتيه السوداء التي تعلقت بها ..تعلقت نظراتها باللهفه الحزينه التي فضحتها نواظره ...
أعاد فعلته بشغف وعنف اكبر ..حتى فقدت توازنها ..أحاط خصرها بذراعه وهو يرفعها عن الارض بخفه ..
شعرت بجسدها الضعيف يغوص بين فوضى فراشه ..كل هذا وارتاجفها لم يتوقف وخبئت عينيها خلف كفيها وكأنها طفله تهرب مما هي فيه ..
شهقت تمنع انين بكائها لفعلته وهي تشعر بقبلاته على نحرها وصدرها ..و شعرت بحمى غريبه و وهن يجتاح جسدها .. أم استسلام لاتعلم ..
تكره كم هي لاتفهم نفسها هذه اللحظه ...
لقد اخذه شوقه وقاده شغفه و رغبته ..أستمع الى صوتها ..توقف عما يفعل وهو يعتدل في جلوسه ..
ارتجفت اطرافها و حينها افصحت عن بكائها المكتوم ...لم يكمل ما بدأه ..
أبعد يديها عن محياها كانت اضعف من انها تقاومه ..رفعت عينها له وهي تلومه بنظراتها الباكيه ..وقد احمرت خديها لأثر فعلته ..
راقبت جهده اللاهث الذي اتخذه ليمنع نفسه من اكمال ما بدأ به ...ابعد نظراته عن محياها وهو يراقب كفيه التي حاوط بها خصرها ...همس لها بنبرة لم تفهمها ..." ودي أقول اني أسف...بس مقدر ..لأن هذا اللي ابغيه منش..."
رفع نظرته لها كان لازال صدرها مرتعدا وهي تراقبه صامته ...جمع طرفي قميص منامتها على صدرها ..وهو ينحني ليطبع قبله عميقه على خدها ..وقد وصل اليه ارتفاع حرارة خديها ..
:
أبتعد عنها وهو يحررها من ثقل جسده ...لقد قسى عليها ...لكن هو مضطر ..لا يريدها تنفذ من بين يديه ..." اللحين يانصره بتفكرين بي كزوج ..لا مقام أخ ولا عم .."
ابعدت نظرها عنه وهي تنظر الى الباب الذي اقفله للتو انها اضعف من ان تصل اليه ...جرت الغطاء لتختبئ أسفله ...وهي تدفن رأسها في الوساده ...
شهقات بكاءها المكتومه اسفل الغطاء الثقيل آلمته ...اغمض عينيه ندما بأنه كان هو السبب في هذا ..والأن بعدما ذاق قربها ايقن بأنه لا يستطيع العيش بدونها ..كم ظلم نفسه قديما ..وظلمها هذه اللحظه ...هو من كتم شعوره سنوات طوال تهور وافسد كل هذا في ربع ساعه ..
شعرت بأن رائحته قد التصقت بها ...تريد ان تبكي حتى تتحرر من هذا الشعور المضطرب ....لم تكن تشعر بأن مايفعله خاطيء...لكنها تريد بشده ان تشعر بالعكس...
علت نبرة بكاءها وهي تشعر به يحتضنها من خلف الغطاء ...." نصره انا افداش وقفي بكاء ...سامحيني انا غلطان ..."
استمعت للندم اللائم في أخر قوله ...أجابته وهي لازالت على وضعها ...وقد حاربت بكاءها لترد عليه ..." لاء...لا ..انا الغلطانه ..."
رفعت الغطاء عن رأسها وهي تحادثه دون الألتفات اليه وهي تأخذ نفسا عميقا ...." انا الغلطانه يا ولد عمتي اللي حطيتك بهذا الموقف ..."
تنهد وهو يستمع لردها الباكي ...." نصره قولي لي وش يرضيش ..."
هزت رأسها بالنفي وهي ترد عليه بشرود ...." خلاص يا معد انا اللي حطيت نفسي بهالعلاقه الصعبه ..واعرف انه مافي حل بيننا ..مافي حل يرضيني ...مسامح يامعد الغلط غلطي..."
راقب خصلات شعرها التي انتثرت على سريره ....." نصره .."
لم ترد عليه وهي تبعد الغطاء الثقيل عنها وتقف متخبطه ...استندت بيدها على الحائط وهي تستقم في وقوفها ..
لم تلتفت اليه وهي تتجه الى الباب بخطوات متعبه بالكاد حملتها ..ادارت المفتاح بأناملها المرتجفه ..خرجت واغلقت الباب خلفها بهدوء...
تنهد هو يراقب مكان غيابها ..وقف وهو ينظر حيث مكانها للتو في الفراش...فيما كنت تفكر يامعد ..لكن لو تحدث معها طوال يومه ابدا لن تفهمه سوى بالفعل ..بعد ان فهمت هو مايريد وغيرت مكانته في نظرتها... المكانه التي توجعه وتدمي قلبه ....ستفكر بعدل حينها ..
أتجه الى دورة المياه وهو ينزع ملابسه ليستحم...لقد اختفى النوم حقا ..واختفى التعب وكل شيء وحل محله التفكير بها ..ألم يتخلى عن هذه الايام منذ زمن بعيد ...
:
:
:
في الطرف الاخر كانت تلك قد تركت باب الغرفه خلفها مفتوح وهي ترمي بجسدها المخدر بين ابنتيها ...وتدفن رأسها في وسادتها وتغرق ببكاءها الصمات ....لقد ألقت بنفسها الى الهاويه ..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
:
:
نزعت رداء صلاتها ورتبت في مكانه ...غللت اناملها في شعرها وهي تموجه لتزيل بقايا الماء منه ...ولازالت تلف جسدها بالمنشفه ..
أرتجفت للنسمه البارده التي حملتها الستائر الخفيفه من الخارج ..لقد بدائت اجواء الشتاء تغزو المكان الزراعي مبكرا ...
مشطت شعرها بهدوء وهي تقف امام التسريحه وقد انشغلت بمراسلة امها ..مبتسمه لاخطائها الاملائية وسخطها على هذه الاجهزه الذكيه ..
وقفت وهي تنفث نفسا عميقا ..وترتب خصلات شعرها الرطبه ..اغدقت من رشات عطرها فوق جسدها البارد وهي تتجه الى خزانتها ..
فتحتها وهي تتأمل الملابس المرتبه امامها ...تفتقده حقا ..لم تتوقع بأنها ستتعلق به لهذا الحد ..لكنها تشعر بنفسها رماديه و متلاشيه ...مهمشه ..وكأنه اخذ الالوان في حياتها كلها معه ..لربما هي كانت تحتاج لهذه المسافه لتعلم لأي حد هي قد تعلقت به ..
:
نفثت نفسا عميقا متنهده وهي تراقب الخزانه امامها ....سمعت صوتا خلفها ويد تمتد للقميص العودي امامها ...." ليه ما لبستي هذا قبل ..."
صرخت بذعر وهي تبتعد ...التفتت اليه وهي تكتم صرختها بكفها و تضع يدها الاخرى على صدرها تخفف من روعها ...
اتسعت حدقيتها لتستوعب وجوده مره اخرى ...دمعت عينيها وهي تفتح ذراعيها له ...تعلقت في رقبته وهي تحاوطها بشوق ...دفنت رأسها مابين رقبته وكتفه وهي تستنشق رائحته ..طبعت قبلاتها العميقه غير مصدقه على خده ورقبته ..
حاوطها بذراعيه وهو يشدد على احتضانها ...همس "آه ...آه ياربي.."قال اخرها بصوت عالي ليصف لها حاله ....أكمل وهو يدفن رأسه في خصلات شعرها ويقبل خدها ...." وحشتني هالريحه ...توبه اسافر بدونك ...لو بروح المدينه ان شاء الله أخذك أخذك .."
:
أبتسمت وهي تبتعد عنه بصعوبه ....مررت اناملها على لحيتة المشذبه ..كتفيه العريضه وصدره ..
رتبت قميصه الذي بعثره احتضانها على صدره ...." ياقلبي الحمد لله على سلامتك ما انام الليل افكر فيك ....بشرني عنك ..عسى ماتعبت ..."
تنهد وهو يتأملها بشوقه الذي سيطر عليه طول مدة سفره ..ابعد خصلاتها الصهباء عن محياها ..." والله تعبت ..."
على الحزن محياها قبل نبرتها ...." يا لله ...قلت لك لا تتعب نفسك سلامتك ..."
أبتسم بخبث وهو يرقب درة فعلها الحانيه ...." اول مره اتعب في سفرة عمل ..."
مررت اناملها داخل خصلا تشعره وهي ترتبها ...وهي تسأله ببرائتها التي تشده" ليه ....؟"
تنهد وهو يمثل التعب ..." اول مره اسافر وانا متزوج ..."
ضربته على باطن كتفه وقد احمرت خديها خجلا ..." عمى قليل أدب ..."
قبلها بعنف وهو يبعدها عنه ...تمسكت بتوازنها بصعوبه متأثره بفعلته ...خلع قميصه وهو يتآوه بتعب ...." جوزيده ...يا انا تعبان ...يا انا نعسان وجيعان وخرمان قهوه انقذيني يازوجتي العزيزه ..."
ابتسم للطفها وحنانها الغامر هذا وهي تلبي امره ..." يوه ..كش على الجوع ...دحين الا الاكل قدامك والقهوه جاهزه ..."
قالتها وهي تتجاوزه للخروج ....ضحك لقولها ...." يعني هاذي يخسى الجوع عند الحضر ..."
كشرت له وهي تكمل طريقها .....اثناها مبتسم ..." بنت لحظه ...بتروحين كذا..."
نظرت الى نفسها واحمرت خديها خجلا ...." يوه نسيت ...عقلي معاك ..."
أبتسم لها وهو يكمل نزع ملابسه ...." يابختي دام عقل
زينة البنات معاي ..."
أبتسمت بحب لقوله وهي تتجه للخزانه مخرجه فستانها وترتديه على عجل ....أستوعبت فلعتها وهي تلتفت اليه وكادت ان تدمع عينيها لشدة خجلها ....
كان متجها الى طريقة لدورة المياه ...توقف وهو يبتسم اليها بنظره في فهمتها في عينيه ....مثّل الانهيار ...." خلاص غيرت رأيي ما ابغا عشاء ..."
ضحكت لفعلته بين خجلها ....." لا بتتعشى وتتقهوى وتنام وترتاح ..."
قالتها وهي تخرج من الغرفه سريعا مستمعه لوعيده خلفها ...ابتسمت وهي تنزل السلم بهدوء واضعه يدها على صدرها لتشعر بنبضاته قد اعتلت ...ياربي ماهذا الشعور الجميل الذي تعيشه ...رباه لا تحرمها منه لم تكن سعيده في حياتها اكثر من هذه اللحظه ...
لتفديه بأي جميل في حياتها فقط لتدوم هذه اللحظات بينهم ..حتى بأن خجلها منه لم يعد يؤلمها ..بل بات لذيذا ومضحكا ويضيف معنى كبير بينهم ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :
:
لقد صلت صلاة الظهر للتو هنا في الصاله القريبه من الباب...لازالت ترتدي عبائتها رفعت هاتفها تبحث عن رد ما ...
نفثت نفسا عميقا وهي تغمض عينيها بحيره ....في البدايه ضنت بأنه يتجاهلها اما الان هي في ذعر غريب عليه من ان يكون قد اصابه مكروه ..
حسنا ليكن ستطبع له رساله ..وبعد عودتها ستتصل عليه ..بالكاد احدهم سيلاحظ غيابا لكنها تريد اخباره ..لاتريده ان يفهمها بطريقه اخرى ..." السلام عليكم ..أضطريت اروح مع أميمه المدينه ..العشاء بالكثير وانا في بدر ..."
راجعت نص ماكتبت أمامها ..تنهدت وهي ترسلها اليه بدون تفكير ...ارتعد صدرها خيفه لا تفهمها شعور لم تخص به شخص من قبل ...خوف الفقد ...غدا من غير عمران ...اوهمت نفسها بالتفكير بحال رافد واميمه لو غاب ...
رن هاتفها فأغلقته سريعا وهي تراقب التماع الشاشه بأسم اميمه ...لقد تأخرت في القدوم ..وقفت وهي ترتدي نقابها ..حتى بأنها لم تأخذ معها سوى حقيبتها الشخصيه لن تلبث هناك طويلا ...القت نظره على المنزل الهاديء المظلم خلفها وهي تغلق الباب بهدوء ..
:
صعدت الى السياره وهي تغلق الباب خلفها القت السلام وهي ترتاح في جلوسها لازال هاتفها بين يديها ...سمعت القاء اميمه الهامس لرد السلام ..
التفتت الى اميمه متسائله ...." تأخرتي ..."
هزت اميمه رأسها بالايجاب وبعنين سارحه ...." ظروف ...."
لم تعجبها نغمة حديثها ...." اميمه خير في شيء..."
تنهدت اميمه وهي تراقب الطريق امامها ....." خير ان شاء الله ....بخوت رجعت .."
أتسعت حدقتي قربى وهي تراقبها غير مصدقه ..." بخوت رجعت ....خير ليش..؟؟"
أغمضت اميمه عيينها وهي تمرر اناملها عليها بتعب ...." ما اردي يا قربى رأسي بينفجر ...لو تشوفين حالتها امس كيف دخلت علي ومنظرها ...مو عارفه اش فيها ولا راضيه تقولي ...من امس وهي نايمه ولارضت تأكل او تشرب ...دوبي قبل ما اجي بس غصبتها على عصير ..."
هلعت قربى من السوء الذي قد يكون اصابها ...." اعوذ بالله ...طيب مالمحتي شيء مافهمتي شيء ...أشبها ...؟؟"
نفثت اميمه نفسا عميقا يخفف من حيرتها ...." الله اعلم ...أمس داخت علي وطاحت ..وكانت حالتها بالبلى بس اليوم بعد ماصت الفجر كنها اشوى شوي ....اكلمها ماترد علي تقول ابغى انام بس مافيني شيء....قربى انا خايفه انه صار لها شيء...يعني ولد عمتها اخذها وهو اللي رجعها ..."
أرتجفت كفي قربى للفكره المخيفه في عقل تلك ..." بسم الله اميمه لاتقولين كذا ..عيال عمتها رجال وسيرتهم زينه على كل لسان ...لاتفكرين كذا اكيد في سبب رجعها ..."
تحدثت والهم يطويها ...." آه ياقربى ..على الله ..والله ماقدرت انام وانا اراقبها ...نفسي اعرف اش فيها ...تهقين انا مكبره الموضوع وهي بس عمتها غاثتها وجايه تجلس عندي كم يوم وترجع ....بس هي قالت انها بتجلس في بيت ابوها ..ولايمكن تسويها اصلا ..تروح وترجع من ليلتها من شيء هين ..."
تنهدت قربى وهي ترد عليها بسخريه حزينه ...." حتى هي مالها حظ في العمات ....اكيد مارجعت من هين ..لكن لاتفكرين في شيء مو زين ..."
نظرت لها اميمه مستغربه اخر قولها .....لقربى اسرار كبيره لاتفشيها ...وتبدوا مخيفه جدا ..." الله كريم .....ليش اشبها عمتك حليله ...."
رفعت قربى حاجبها بعدم اقتناع وهي تغير الموضوع ...." ايوا حليله ....ماعلينا ...بخوت كيف حالها وصيتي عليها خدامتك تنتبه لها ..."
هزت أميمه رأسها بالايجاب وهي تفكر بتلك ...." وصيتها عليها قلت لها اهم شيء لاترخج ..وتطمني عليها كل شوي وانا بكلمك ..ما اعرف اش القوه اللي خلتني اتركها ..واروح المدينه ..."
طمئنتها قربى معاتبه ...." اميمه هذا حدث مهم بالنسبه لاسم الجمعيه لايمكن تضيعينه ..وبخوت دام انها في بيتك ان شاء الله انها بخير وطيبه وماعليها خوف ...سيبيها ترتاح ..ترجعين تلقينها خفت وتفهمين منها كل شيء ...لو جلستي عندها مافي شيء راح يتغير ...."
:
هزت اميمه رأسها بالايجاب وهي تقتنع بحديث قربى ...." صادقه...أنا خفت اجلس عندها احد من اهلنا يحس ...لأن الكل عارف انه بخوت راحت والكل عارف انه انا بروح المدينه اليوم ...ما ابغى احد يدري انها عندي ابدا ...لان ما اتقوع هي ترضا انه الناس تدري وتتكلم ..ماهم مخلين احد في حاله ...بيقولون وش رجعها من ليلة روحتها الاشيء كبير وهي مطلقه وبيجلسون يأكلون في لحمها ...يكفيها اللي فيها ..هالمجتمع من جد يتعب.."
:
تنهدت قربى بين ابتسامتها الساخره ...." نظرته دايم سلبيه ..والكلام بيلاحقك وين مارحتي وكنتي ...اهم شيء انتي لاتضعفين وربي اعلم بالحال ...صادقه لاحد يدري انها عندك الين تشوفين اشبها ...وامر الله خير ان شاء الله ...لاتخافين ..."
نفثت اميمه نفسا عميقا مثقلا بمخاوفها ....." ونعم بالله ...كيف ما اخاف يا قربى وانا احس انه هالبنت امانتي وحدي ...ومو قادره القى لها أي حل ..."
مدت قربى يدها تربت على كف اميمه لتساندها ..." حبيبتي عمه اميمه ربي ماراح يضيع لك اجر ...وان شاء الله ان الامور كلها تمام لاتشيلين هم ...سيكتب الله بعد ضيق فرجاً..."
ابتسمت لها اميمه وقد اراحها حديثها قليلا ..." ونعم بالله ...."
غيرت قربى الموضوع وهي تحاول ان تخفف عنها ...." طيب ذحين في شيء محدد تبغيني ابينه ولا اقوله ...عرض تعريفي أي شيء...."
اجابتها اميمه بتعب بين شرودها ...." لا ماعليك كله علي انا بس ابغاكي تترجمين لي ..هي تعرفين كيف زي ملتقى تبادل خبرات لكل جمعيه طاولتها تعرض اعمالها وانجازاتها وكذا ...خلاص كل شيء جاهز سويته ...جليله الله يسعدها ويذكرها بالخير ساعدتني الين ليلة زواجها وهي كانت تشتغل على العرض وتعدله..."
أبتسمت قربى بحب لذكرى تلك الهادئه ...." تمام الحمد لله خلاص اتركي الترجمه علي ....يازينها ياناس هالبنت ...ربي يجزاها خير ...و يتمم لها هي وعمي متعب على خير "
أبتسمت اميمه لذكرها ...وهي تستحضر الذكرى ..." والله من اول يوم دخلت علي فيه حسيت انها من نصيبه سبحان الله ..هو جابها لي واول مره يطلبني شيء ..سبحان الله ربي قدر تتطلق وترجع من نصيبه ...متعب يا قربى اخس من عمران زوجك شوي لسانه فالت يهزئك يكرهك بعمرك على غلط هو يركبك اياه ومقتنع انك السبب ....متعب لا ساكت ..حتى عيونه ماتفهمين منها شيء ..بس يوم ما ضربها اللي مايتسمى الله لا يعيده ..هو اللي دخلها عندي ...ما استوعبت المنظر اول شيء ..متعب ..معاه حرمه...بعدين فهمت ...انشغلت بجليله وقتها كانت حالتها حبيبتي بالبلا ومتعب معصب ..بس ابدا مافاتتني نظرته لها ...يمكن انا ما افهم الرجال بس نظرته لها ذاك اليوم غريبه ...كنها حسره ..."
:
ارتجفت قربى وهي تتخيل المنظر ..." يا الله ..."
همست اميمه وهي تراقب الطريق ...." القلوب تعرف بعضها يا قربى ...واللي كاتبه ربي بيصير بيصير مهما رفضناه ...."
تأملت قربى قولها سارحه وهي تكرر قولها في ذهنها ...القلوب تعرف بعضها ....
:
التفتت لها لتسألها بأهتمام ..." كيف حال عمران ....متى راجع ..؟؟"
ايقضتها من شرودها ...أجابتها بين جهلها ...." ان شاء الله انه طيب ....قال اسبوعين ..يعني يمكن بعد اسبوع يرجع ..."
أبتسمت لها اميمه ..." ان شاء الله ...الله يصلحه ذا وقت سفر كان اخذك معاه ..."
سرحت قربى في قولها ....أجابت بعد طول صمت .." خليه يأخذ راحته ..."
:
تنهدت اميمه وهي تراقبها ومن ثم تبعد نظرها لتراقب الطريق ...هي ليست حمقاء ..بين هؤلاء الاثنين قصه كبيره ..لاتريد فهمها ..وفي غنى عن فهمها الايام بينهم ستشفيهم حتما ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
فتح باب منزله وهو يعيد المفتاح الى جيبه ...تأمل باطن كفه المرتجفه ..شدد قبضته وهو يغمض عيينه بهدوء ...هو اقوى من هذا سيتغلب على الامر حتما ...
يشعر بها تكاد تشتعل يريد ان يذهب هذه اللحظه لدورة المياه ليغسلها جيدا...اغلق الباب خلفه بهدوء وهو اقوى من أي شعور ..وتعلم كيف يتجاهل الغربة الملحه هذه داخله ..لا لن يستسلم لها ...
فتح الاضاءه وهو يتأمل المكان الخاوي ..لمس كتفه الايمن ضاغطا وهو يكشر بتعب لقد المه ثقل تعلق يده بها ...كل هذا والجد لم يبدأ بعد في عملياته ..
اتجه الى العرزال الخارجي الذي صممه يوما ملتصق بباب المزل الخلفي ...فتح الباب ..وهو يجلس على اول كرسي قابله ...وأكتفى بتأمل المكان الذي كره وعشق في نفس اللحظه والشعوره ..سجنه وملاذه ..اغمض عينيه وهو يستمع لاحتاك سعف النخيل المتأثر بالنسمات الهادئه التي حملت بداية الشتاء لهم ..
عندما جلس شعر بالألم يكاد يفتت قدميه فقد قرر بأنه سيتخلى عن عصاته اليوم ..أخرج نفسا عميقا وهو يوعد نفسه بيوم افضل في الغد...سيستيقض ويلاحظ الفرق ..الايام ابدا لم تمر هينه معه ...لقد حملت معها شفائه ببطء ..يوما ما سيستيقض ولن يشعر بأي فروق و آلم ....
سيكون الرجل الذي تركه خلفه قبل سنوات طويله ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
لقد انتهى الامر على خير مما يرام ..لقد نسيت حقا ضيقها وهي تختلط بهذا المجتمع الجميل الذي جمعهم أمر خير بينهم وجمعتهم الفضيله ..
لطالما انستها الاجواء التي مارست فيها شخصيتها العمليه والقياديه كل امور حياتها المعقده ..لقد تذكرت اجواء المؤتمرات العمليه والبحثيه في الجامعه التي شاركت بها دوما بأسم اهداء واسمها ..
هنا هي حيث تطمح ان تكون ..عدلت نقابها وهي تنظر الى أميمه التي وجدت اصدقاء قدماء لها في المكان و أُخذت بالحديث معهم ..من الجيد لها ان تسلى قليلاً عن التفكير ببخوت ..
رتبت الاوراق امامها ..بطئت حركة يدها وهي تراقب الدبله في يدها ..حركتها بأبهامها وهي تغرق في تأمل معناها الغائب عنها ...عن كل استقرار و هدوء تجهله ..
رفعت رأسها للمكان الذي بدأ يخلى نسبيا حولها ..وقفت لترتب الحاجيات استعداد لانتهاء الملتقى ...انهت نصف عملها عندما رن هاتفها الذي تركته على الطاولة امامها ..
لقد ارتجف صدرها لكل رنة هاتف سمعتها طوال اليوم وراقبت هاتفها بحيره ...كانت تود حقا ان تعود الى بدر دون ان يتصل بها او يعيد لها ارسال الرساله لا تعلم لماذا ...
لكن كان عكس ما تمنت وهي تراقب اسمعه يلتمع على شاشة الهاتف الذي حملته بين يديها مسرعه..
أخذت نفسا عميقا وارتعد صدرها وهي تنظر نحو اين تقف اميمه ...اجابت عليه دون ان ترد بكلمه ...
سمعت صوته في الطرف الاخر نفثت نفسا عميقا وهي تغمض عينيها تمنع شعورا غريب بالبكاء اعتراها والهب حدقتيها ...." السلام عليكم ..."
لم يفتها الوجوم في صوته ...." وعليكم السلام ..."
تحدث بعد طول صمت ..." أخرجي انا عند الباب ..."
غضنت جبينها وهي تلتفت حولها بأستغراب ماذا ...؟؟ هل هو في المدينه ...؟؟ من اين عرف مكانها ..
كانت سترد لولا ان قابلها الصوت الرتيب من الجهه الاخرى بعدما اغلق سماعة الهاتف ..ابعدت الهاتف عن اذنها ببطء ..وهي تقف تجهل ما تفعله ..
حملت حقيبتها مسرعه لتستوعب ماقاله للتو ...اقتربت من اميمه ..وهي تهمس لها في اذنها ..." أميمه عمران برى ..."
التفتت اميمه مستغربه لقولها ..." نعم ..."
أبتسمت لها اسفل النقاب بتوتر ..." كلمني توه يقول اخرجي ..انا خارجه ..خلاص الامور كلها تمام رتبتها لك ..."
هزت أميمه رأسها لها بالايجاب ...." طيب حبيبتي خذي راحتك ..كلميني طمنيني طيب..."
اجابتها تلك وهي تبتعد عنها ..."حاظر ..."
خطت خطوات واثقه وهي تخرج من قاعة الملتقى الواسعه بقدمين تكاد تحملها هل هو حقا هنا ...
اخذت نفسا عميقا قبل ان تخرج من بوابة الفندق الرئيسية العملاقه ..ما ان فُتحت حتى داهمها ضجيج المصلين الذي خرجو ا من ساحات المسجد الحرام ..في الجهه الاخرى ..
تأملت حولها بضياع ...هل سمعته جيدا ياترى ...حينها توقف سيارته امام البوابه ...
شددت على قبضتها بعدم تصديق وهي تأخذ نفسا متقطعا وتقترب بهدوء من باب السياره ..ولم ترى وجهه بعد ..
فتحت الباب بكف مرتجفه..أعتدلت جالسه ..ومن ثم اغلقت الباب خلفها ..أغمضت عينيها لرائحته التي اكتضت بها داخل السايره البارد ..
التفتت اليه وهي تلقي السلام بهمس ...." السلام عليكم .."
لم يلتفت لها كان مركزا على الطريق المزدحم امامه و قد بدى الغضب واضحا على ملامحه ..
بعد طول صمت رد السلام لها ...
عضت شفتيها اسفل النقاب وهي تبعد نظراتها عنه ..كم كانت حمقاء عندما فكرت للحظه بأنها تفتقده ..تبا له ..
توقف في اول أشاره قابلته ..كانت المدينة مزدحمه للغايه ..فلا زالت جموع الحجيج لم تتركها بعد رغم انتهاء موسم الحج ..
التفتت اليها وهو يسألها ببرود مجحف .." برري ..."
اغمضت عينيها تحاول ابعاد الاستفزاز الذي تزرعه فيها كلماته المنمقه الموجزه ...نظرت اليه وهي تجيبه بثقه ....." انكتمت وانخنقت من جلسة البيت مو قادره ...جاتني فرصه لحدي منها اخدم اميمه ومنها اتنفس شوي ...ما قدرت اقول لاميمه لا ..وقلبي حسيته بيوقف من الهم ..اتصلت عليك اكثر من مره مارديت ..."
وكأن اجابتها الصداقه للتو لم تعني له شيء ..." واتصالك ذا كان استأذان ولا تبليغ بس ..."
رمقته بنظرتها وهي تبعدها عنه للطريق الذي بدأ الزحام يخف منه تدريجيا مع ابتعادهم عن الحرم...لو كان هناك مايخنقها في حياتها فهو هذا الرجل المتعجرف ..
لما هو في حضورة ينفي كل تفكيرها به في غيابه ويحل محله هذا البغض ..شخصيته مستفزه حقا ...
لحظات حتى كانت امام بنايته التي سكنتها طوال سنوات الجامعه مع اهداء ..ألتفتت اليه غير مصدقه فعلته ..
كانت ردة فعله التجاهل التام وهو يطفي محرك السياره ويترجل بهدوء ...لم تجد في يدها سوى ان تترجل من السياره هي ايضا ...
فتح الباب الرئيسي ..واختفى داخلا تاركها خلفه ...نسيت لحظتها كل شيء ..سخطها عليه..و ردورها التي سطرتها في ذهنها وكل شعور خصته به ..
وهي تغمض عينيها تقاوم حزنها ..وقد كاد قلبها ان يتفتت مع كل خطوه خطتها للأمام ..أغلقت الباب خلفها ..
ولازالت تنظر الى موضع قدميها ...تجاهلت المصد والنظر اليه حتى ..وكم داهمها هي واهداء الضحك هنا وحاولن ان يكتمنه جاهدات على موقف احمق مر بهن لشدة تعبهن من ايام الدراسه الطويله ...
ارتجفت يديها وهي تمدها للحائط بداية السلم لتسند ارتجاف جسدها ...شهقت وهي تحاول جاهده ان يصل الهواء الى رئتيها ..
كم هذه الدنيا مخيفه ..كم الفقد مرعب وموجع ...كيف يستوعب ذهنها بأنها فقدتها للأبد لا تعلم ..منذ لحظات فقط هي كانت تشارك ذهنها بذكرى بسيطه جمعتهم ..وكأنها تمر بها ..وهاهي تتلقى صفعه قويه تأخذها لألم وواقع فقدها الجائر ..
قاومت شهقاتها المنهاره وهي تصعد السلم بخطوات متباعده ثقيله ..وقفت في نهايته وهي تراقب باب الشقه الواسع وقد تركه ذاك مفتوح خلفه لتدخل ..
تقدمت بهدوء بخطوات مستسلمه ابعدت الباب وهي تتأمل المكان ..تنهيده حزينه خرجت منها وهي تنزع نقابها ..
وكأنها تركته اليوم ..رائحته ..هدوءه .اضائته ..كل ذكرى تشبثت في جدرانه ..اغلقت الباب خلفها ولازالت حدقتيها متعلقه في الاركان امامها ..
ابتسمت بحزن للأيام الهادئه الجميله التي قضتها هنا ...اقتربت من جهة الغرف و قدميها تحملها كرها وشوقا ..بأنها ستفتح الباب وسترى اهداء تجلس في مكانها من السرير بهدوء كعادتها ...
التفتت الى الجهه المعزوله من الشقه ..التي خصصها لنفسه وبالكاد كان يأتي بها..فقد تركها تقريبا لها ولاهداء منذ بداية دراستهم واستقرارهم بها ...كانت كمنطقه مجهوله او محرمه بالنسبه لها ...وقد تجاهلت وجودها طوال الخمس سنوات الفائته ..
:
مدت يدها المرتجفه الى مقبض الباب ..وهي تفتحه ..أصدر صريرا كأنين مكتوم ...مدت يدها لمفتاح الاضاءه ..
تعلقت حدقتيها في مكان تلك من السرير ...لازالت الغرفه كما تركتها اخر مره ..المبلغ الذي اقتصته للتذكره واعتبرته كدين وتركته خلفها والهاتف المحمول ..
الملابس المبعثره والكتب ..الملازم والاوراق اكواب القهوه المتروكه ...اقتربت وقد تعلقت حدقتيه الدامعه بأسطوانة الاكسجين بالقرب من جهة اهداء من السرير ..دمعت عينيها ...
وشعرت بحوائط المكان تنكب على صدرها ..عادت ادرجها وهي تغلق الباب خلفها بعنف ..تريد ان تهرب لاتعلم اين تذهب ...نفس الشعور الذي دفعها للهرب المره الاولى هاهو يتعاظم في صدرها ...
قادتها قدميها للهروب اليه ...تركت المساحه لقلبها ان يتحكم بها هذه اللحظه ..
:
:
هو غاضب حقا منها لخروجها هذا ..لكن الصدق كان باديا في تبريرها لم تكن تعانده كانت تريد ان تهرب ..
تهرب ...اليس هذا ما يخاف منه ...هربها ..كيف يلومها ولايلوم نفسه الم يهرب هو منها بدورة ...بعدما افصحت له بما ايقض مضجعه لايام ...
لما عاد بالامس ..الم يعود لأنه تعب من التفكير بالامر ..
فتح اعلى زر في ياقة ثوبه وقد اجهده التفكير حقا ...التفتت غير مصدقا لتواجدها خلفه ..
وقفت امام الباب بهدوء وهي تأخذ نفسا عميقا من الهدوء الذي وفره لها محيطه قليلا ...دخلت الغرفه الواسعه بهدوء وهي تتجاهل وقوفه بالقرب من التسريحه وقد حدق فيها بأستغراب ...
:
تسللت بهدوء لجهته من السرير ولازال ترتدي عبائتها ..نزعت حذائها بتعب و نظرات سارحه رمت بجسدها على السرير وهي تدفن وجهها بوساتده استنشقت رائحته البارده التي تركها فوقها ...حينها فقط ..ومنذ اشهر طويله قد كتمته ...أنفجرت ببكاء الاطفال ..بكسرتها التي دارت ..بحزنها الذي خبئت ..من الذكريات التي هربت منها عبثا ..من الضياع والوحده التي تنهشها ..من عدم الانتماء التي تشعر به ازاء كل شيء في حياتها ..
:
:
اقترب منها بهدوء غير مصدق بأن هذا يصدر من تلك الانثى العنيفه ....وهو يراقب كتفيها تهتز بشده وهي تحاول كتم شهقات بكاءها العاليه ...
وضع يدها على كتفها ..زادت فعلته من حده وتيرة بكاءها ..حاول رفعها ليتبين السبب منها وهي تقاومه خجله من وضعها ...لاتريده ان يشهد على هذا ..
الا انه رفعها بخفه ..وهو يبعد خصلات شعرها التي التصقت بفعل دموعها على خديها عن محياها ...
التحقت شهقات بكائها ببعضها بطريقه غير طبيعه وهي تبعد نظراتها عنه ...حاوط وجهها بكفيه وهو يتأملها ...لقد تغيرت ملامحها الحاده للغايه وهي مستلمه لبكائها وقد احمرت خديها ..وحدقتيها الرماديه امتلئت بدموعها واحمرت اطرافها ...
مرر انامله على محياها وقد تعلقت نظراتها بوجهها ..نظرت الى داخل عينيه ..ارتجفت ملامح وجهها وهي تعود للأنفجار بالبكاء ....
وقد آلمها صدرها لشدة تلاحق انفاسها المتقطعه المتأثره بنوبة بكائها هذه ...
سألها بأهتمام مذعور ...." أشبك..؟؟"
تقطعت انفاسها وهي تجيبه بين انهيارها ...." تـ...تعبانه ...عمران ..أ..أ قــقلبي ..."
أبعد خصلات شعرها مره اخرى عن محيها وهو مذعور ...نعم مذعور ..يجرب هذا الشعور للمره الاولى ...تمنى ان يهب كل ما يملك هذه اللحظه ..ولا يراها بهذه الحاله ..شعر بأن قلبه هو من يؤلمه ..
طبع قبله قويه على خدها وهو يدفنها داخل صدره ....حاول تهدئتها عبثا ...." يا بنت اشبك ...أذكري الله .."
جمعت ثوبه بين قبضتيها وهي تدفن رأسها في صدره ...تمنت ان يتركها تختبئ هنا ...همست بصوتها المكتوم ...." مخنوقه ...مخنوقه ..تعبانه ..قلبي بيوقف ..عمران بيوقف ...الله يخليك خرجني من هنا ..."
:
شدد من التفاف ذراعيه حولها ..وهو يتأمل الفارغ خلفها ..بماذا كان يفكر عندما احضرها الى هنا ...لام قسوته وتكبره هذه اللحظه ..أنسيت قلب هذه الانثى ياعمران ...أ لا تكفيك هذه الانانيه يارجل ...؟؟
همس لها ....متأثرا لحالها ..." قومي غسلي وجهك ..وهيا مشينا .."
شهقت تتمالك نفسها وهي تبعد رأسها بهدوء عن صدره بعد لحظات من قوله ...أبتعد عنها قليلا وهو يتأملها وهي تبعد دموعها عبثا عن خديها وقد ابتلت اناملها منها ..
كل هذا وهي تتحاشي النظر اليه راقب غيابها داخل دورة المياه وهي تحاول ان تستقيم خطواتها عبثا ...
كنت اضن بأن حدقتيها بلون الحزن ....اليوم عرفت بأن الحزن من حدقتيها قد خلق ...قربى يا وصيتي القديمه ...ليتني لم أكون هذا الرجل الفض لأعوض عليك ..لأفهمك ..
:
خرجت من دورة المياه وهي تبعد نظرها عنه ..ولازالت دموعها تنهمر بهدوء فوق حدقتيها ..لقد اختارت الوقت الخاطيء لتنفجر ..والشخص الخاطيء..
تشعر بهدوء غريب يتعاظم بداخلها ...
راقبها وهي تتشبث بقوتها و اندفاعيتها التي عرف عبثا امامه وهي ترتدي حذائها ..وتأخذ نقابها من فوق السرير ..
همست له وهي تهم بالخروج من الغرفه ..." أنا نازله ..."
قالتها وهي ترمق المكان بنظره اخيره...تحاشت النظر الى أي مكان أخر وهي تنزل السلم بخطوات سريعه ..بعد ان ارتدت حجابها على عجل ..وتتناول حقيبتها التي تركتها على الكرسي بالقرب من الباب ..
تنفست الصعداء وهي تخرج من المكان نهائيا وتقترب من موقف سيارته ...مررت اناملها اسفل جفنيها تمحي بقايا دموعها العالقه برميشها ...
خرج هو حينها من المكان وهو يعدل غترته ..ابعدت نظرها عن اقترابه ..انتظرت حتى يفتح قفل السياره ركبت وهي تبعد نظرها عن البنايه من الخارج ..
أرتاحت في جلوسها وهي تطرق رأسها على متن الكرسي الوثير وهي تراقب اختفاء اضاءات الشارع في الخارج ...وخفوت انعكاسها على الافق ..
اغمضت عينيها بتعب الا انها اعادت فتحها ...تشعر برأسها يكاد ينفجر ...الا انها استسلمت للهدوء الغريب الذي يخيم عليها ...واستسلمت لنومها العميق ..الهروب المثالي بعد اعاصير البكاء التي مرت بها ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
:
خرجت من دورة المياه وهي تجفف شعرها ...نظرت الى اختها التي استلقت على سريرها بعدم اهتمام وهي تراقب شاشة هاتفها ...
سألتها بأهتمام ...." ليش ماتقومين تلبسين ...؟؟ابوي قال بعد نص ساعه يلقانا جاهزين .."
رمت هاتفها من يدها وهي تتمدد بكسل ...." قلت له مو رايحين ..."
أستغربت ردها ...." كيف مو رايحين ....ما كلمتي خالاتي انتي قلتي بتكلمينهم ..."
نفثت نفسا عميقا بملل ...." خالاتي اليوم عندهم زواج بنت عمتهم ..."
جلست على كرسي التسريحه وهي ترد عليها بملل وقد تذكرته ...." يوه صح ...؟؟ هم كمان الله يهديهم ماقالوا لنا التاريخ ...كان رحنا قمنا بواجب امي الله يرحمها ..."
تأففت عنود بملل وقل صبر...." هيا بالله اش نسوي ذحين الجيه كلها عشان نشوف خالاتي ...كلمي ابوي بالله خلينا نطلع مكان ..."
نظرت الى ساعتها ...ردت عليها بملل أكبر ...." الساعه تسعه لو ايش ابوي مو راضي لك تخرجين ذحين ..."
راقبت اختها بملل ....." المشكله حنا موم طلوين ببنزل بدر دام خالاتي اليوم في زواج لا يمكن يجتمعون بكرا .."
أبتسمت لها نوف وهي تقف لتبدل ملابسها ...." معليش مره ثانيه ان شاء الله...ذحين نشغل لنا فيلم ونجلس عليه زمان عن الافلام نروق بين بعضنا ..."
نظرت اختها لها مبتسمه تؤيدها ..." نطلب بيتزا ..."
شجعتها نوف وهي تختفي عنها لتبدل ملابسها ...." ثنيتين كمان ...خليني ابدل وانتي دقي على المطعم ...والفيلم علي ..."
:
وقفت بحماس وهي تراقب مكان اختها ....هي تبحث عن الرقم في هاتفها ...الا ان قاطعها طرق هادئ على الباب ...دخلت بعده الخادمه وهي تخبرها بلطف ...." مدام عنود ...في ظيوف تحت .."
أستغربت وهي تغضن جبينها ....علت صوتها لتحادث اختها ...." نوف ...أحد بيجينا اليوم ..."
ردت عليها اختها وهي تقترب منها مستفهمه ..." لا..مين بيجينا في جده يعني الا خالاتي ..ومشغولين اليوم ..."
استغربت عنود وهي تسأل الخادمه ..." مين ماتعرفين ...؟؟"ألتفتت لأختها ..."لايكون وحده من صديقاتك الغثيثات يعنني مفاجئه ..."
كانت ستوبخها الا ان الخادمه قاطعتهم ...." خاله انتي هاذي...فريال ..."
استغربت نوف قدومها ..كانت ستحادث اختها الا انها تجاهلتها وهي تتجاوز الخادمه ..وتنزل السلم بحماس ....
أبتسمت نوف للخادمه على مضض وهي تشكرها ..." شكرا ...خلاص جهزي القهوه وهاتيها تحت ..."
هزت تلك رأسها لها بالايجاب وهي تعود ادراجها ...أغلقت باب الغرفه خلفها وهي تخرج بهدوء مراقبه باب جناح ابيها ...فريال ...مالذي تريده في وقت كهذا كيف تفوت زفاف قريبتها ..لابد بأنها ستلقي السلام فقط ...لربما هي تحمل القدر لعنود ولم ترضا ان تكسر بخاطرها أن تأتي لجده وتذهب وهي لم تقابلها..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
جلست على طرف السرير وهي تراقبه يقف امام المرايا الضخمه وهو يعدل هندامه ..
مرر انامله داخل خصلاته شعره وهو يرتبه قبل أن يرتدي قبعته العسكريه ..منظره هذا يعيد مشاعر متضاربه و احاديث وذكريات مؤلمه ..لكنها لاتريد رفع عينها عن هيبته الاخاذه هذه ..تكاد تقسم بأنها لم تقابل رجلا من قبل له كل هذا الحضور ..
وهي التي لم تعرف في حياتها سوى رجلين أبيها وباسم ..ورتوش ذكريات عن جدها واخوالها منذ زمن بعيد ..وهل تقارن الخيبات التي زرعت في حياتها من الرجال ...بما يخلفه هذا بها ..
لون بذلته ..درجه سماره ..ضخامته ..حدة ملامحه ..تشعرها بأنها انثى لاتعلم ..نظر الى انعكاسها خلفه ..وقد اكتفت بالشرود به ومراقبته وهي تخفي ابتسامتها السارحه به وقد عضت طرف شفتها السفلى ..
عدل سترته التي عرضت مناصبه وانجازاته ..وهو يهم بالخروج وقفت ..وهي تجمع طرفي معطف قميص نومها الودري الفاتح ..
لحقت به وهي تستمع لحديثه ...." ساعه بالكثير وراجع ...توصين شيء..."
مررت يدها على ظهره وهي تبتسم له ..." سلامتك .."
رمقها بنظرته قبل خروجه ..حقا كل ماتقوم به جديدا عليه ويجربه للمره الأولى ..لايعلم هو لما لايستوعبه ..ويتجاهله ولا يترك أثرا عليه ..يشعر به شكليات غير مهمه لكنه في المقابل ايضا يلفته ..
سيذهب لحظور اخر ملتقى تبادل خبرات في مشوار عمله الطويل هذا ..لقد حان الوقت لتركه ..أخر الشهر الجاري أقصى حد سيكون فيه محتفظا بمنصبه ..
ومن ثم ..لايعرف ماذا يفعل ..؟؟ لقد استيقض لسنوات فقط ليذهب للجلوس على كرسيه ويمارس منصبه وعسكريته وواجبه ..وجد في هذا جزء من روحه وشخصيته ..استمرار للقسوه التي عرفها في حياته ولم يعرف كيف يمارس أي شعور غيرها ..
:
شعر بها وهي تنزل السلم خلفه بهدوء ..مالذي تريده ..؟؟ لا افهم النساء ياربي...فتح باب المنزل وقفت حينها في مكانها ...سمعها وهي تحيطه بدعوتها ..شدت كل حاسه به ...يخصه احدهم بها للمره الاولى ...." أستودعتك الله الذي لاتضيع ودائعه ..."
:
عرف لحظتها وهو يبطء من خطواته خارجا دون الألتفات لها بأنه كان مستوحدا للغايه ..مؤخرا ..غمامة جبروته وقسوته وبروده التي أضلته طوال حياته بدأت تنقشع ..
فأذا به خالي اليدين ..لايعرف من هو وماذا يريد ..وبأن الحياه كلها فاتته ..فم يعد يعرف مالذي يريده ..وقد قضى كل ايام ماضيه بالأنغماس في حياته العسكريه التي انسته كل شيء..
:
أغلقت الباب خلفه وهي تتنهد ...أبتسمت لنفسها وهي تراقب المكان الخالي حولها خشيه من ان قد يكون لاحظها احدهم ..ماهذا ياجليله ...؟؟
كم قلبك رقيق ياجليله ..لايهم ..دعيه يمارس رقته هذه لا تحرميه وتلبسينه ثوب القسوه ليس هناك مايستحق ...
:
سمعت صوت ابنتيه الصادر من الصاله بالقرب من الباب ...عدلت المعطف فوق قميصها لتتأكد بأنه لايفضح ما تحته ..
مررت اناملها في خصلاتها وهي تعدلها ...دخلت المكان وهي تلقي السلام بهدوء مبتسمه ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أبتسمت لها عنود بحب ....." ياه خالتي فريال دخلتك بالدنيا مره وحشتيني ...."
راقبتها نوف بعدم اقتناع بوجودها هنا ..." ليه يا خاله مارحتي الزواج معاهم ...."
كشرت لها وهي تمرر يدها بداخل شعرها .." يا شيخه فكيني بالله ..أشبو عمه ولا بناتها يستاهلون احد يقدرهم ....خليت بنتي مع بزوره اخواتي وشغالاتهم وجيت ....بسهر عندكم ..مو احسن .."
أيدتها عنود بحماس ...." الا احسن واحسن ...بس مو تمشين بدري كالعاده ..."
أبتسمت لها وهي تصطنع حديثها ...." امم لا ...يمكن لأثنين بس وامشي ...ماعليكم مني انا ...انتم كيفكم اخباركم ...واهم شيء كيف حالكم مع القادمه الجديده ..." قالتها وهي ترمقهم بنظره غير راضيه ابدا ..
ردت نوف على مضض ولم تعجبها نبرة سؤالها ...." طيبين ..."
قلدت نبرتها بسخريه ...." طيبين ...حبيبتي مرة الابو حيه من تحت تبن ....مانحكم ذحين لسى تسوي فيها انا اللي طيبه ...أصبري عليها كم شهر بالكثير لين تخلف وشوفي الوجه الحقيقي ..."
نظرت الى الملامح التي راقبت بها اختها قول خالتها ....يا عنود يا حمقاء ....ردت عليها لتغلق موضوع الحديث هذا ....." مو جليله ...ماشاء الله اخلاقها تسبقها مع الكل وعاقله ..."
رفعت حاجبها بغير اقتناع بقولها ...." ذحين تقولين كذا ...بعدين قولي خالتي ما قالت مافي حرمه ترضا تاخذ رجال ويشاركها فيه احد ثاني ..."
أجابتها بأقتضاب ...." نحنا بناته وهي زوجته ..فين المقارنه ياخاله .."
كرهت ردت فعلها حقا ...هذه الفتاه راجحة العقل جدا لايمكن تستميلها ...." ما قلنا شيء اعوذ بالله هذا كله دفاع عنها ترى انا خالتك ...شوي علي ..."
عندها تحدثت عنود وقد كرهت حقا ضغط خالتها عليها ناحية هذا الموضوع ..." خلاص بالطقاق ..واذا تزوج ابوي يعني بتقدر علينا مثلا ..."
انهت نوف النقاش وهي تهمس بحزم ..." محد له شغل في ابوي ولا زوجته احترموه شوي ...وجليله انا ارفض أي شخص يتكلم عنها بهاذي الطريقه قدامي ..."
رمقتها خالتها بنظره ساخره ...." والله انك مدري اش اقول ....ماعلينا ...عاد حلوه هالجليله ما قلتوا لي .."
:
حينها دخلت تلك المكان ...وقفت في مكانها متفاجئه من من امامها ضنت بأنهم لوحدهم ..اعتراها الخجل من منظرها وضعت يدها فوق فتحه صدر معطفها وهي تجمعها بتوتر ...
ولازال شعرها يحمل رطوبته ..و وجهها خالي من أي مساحيق التجميل سوى من بقايا الكحل العالقه برمشيها ..
وقفت تلك لا اراديا وقد اخرسها دخولها كجواب ....يا الهى ملامحها مريحه للغايه ..كم تكرها وتحسدها على مكانتها الجديده ...
أبتسمت جليله بخجل وهي تلقي السلام عليها ...لم تجلس عندما انتهت من السلام وبقيت واقفه ...
خجلت نوف من طريقة استقبال خالتها لها ....تحدثت وهي تعرفها ..." جليله هاذي اصغر خالاتي فريال ...."
أبتسمت لها جليله بلطف ...." يا هلا والله ...الله يحييش ..أخيرا شفت وحده من خالات نوف وعنود دايم يحكوني وتحمست اقابلكم ..."
راقبت نوف نظرات خالتها التي رمقت بها جليله وهي تهم بالرد عليها بعدم اهتمام ...." أمم .."
قاطعتها نوف وهي تحادث جليله ..التي لم يعجبها رد تلك .." جليله اجلسي ليش واقفه ..."
هزت رأسها بالنفي وهي ترفض لطف ..." لا حبيبتي .. بطلع ارتب الغرفه ..سمعت صوتكم قلت اجلس معاكم شوي قبل يرجع متعب ...بس خلاص خذوا راحتكم ..."
سألتها عنود بخيبه ...." بالله ابوي خرج خلاص ....أف كنت ابغى فلوس ..مامعاي مصروف "
أبتسمت لها جليله وهي تذكر ما اوصاها...." ايوا توه خرج ...خلى لش فلوس فوق اللحين برسلها لش ...قالي بس ساعه وراجع "
كل هذا وهي تتحاشى نظرات تلك التي ترمقها بعدم رضا ..هي ليست حمقاء ..ان كانت متمسكه بالحلم و باللطف هذا لا يعني بأنها ضعيفه وحمقاء ولاتلاحظ مايدور حولها ...لكنها عاشت حاية صعبه جعلت كل هذا في عينيها لا يسوى شيء ..وبأنه ترهات لاطائل منها ..فهذبت نفسها وعقلها وترفعت عن كل هذا ...
أبتسمت لهم وهي تستأذن ...." طيب استأذن انا تصبحون على خير ...عنوده ارسلها لش مع الخدامه ذحين طيب..."
ابتسمت لها عنود وهي تهز رأسها لها بالأيجاب محاوله اخفاء ابتسامتها عن خالتها...
راقبت خروجها بملامح ساخطه ...." ويييع ..ياثقل دمها ...ليش تتكلم كذا هاذي ..."
حتى عنود التي تبدلت مشاعرها اتجاه جليله لم يعجبها حديث خالتها هذا ....اجابتها نوف ببرود وهي تقف لتغير مكانها بالجلس بينها وبين اختها ...انها خالتها حقا وتحترمها لكن لاتريد لعنود ان تحتك بها اكثر من هذا لقد أثرت عليها سلبا ...." نجرانيه ..."
استنتجت بغيره ...." اهااا ...أشوف الملامح ..ابدا ماتعطينها حجازيه ..ييه ماعجبتني مره ...وابوك ياختي منين طاح على النجرانيه ..."
اجابتها وهي تنهي النقاش التاهه هذا ..وتحمد الله بأن اختها لم تفصح عن شيء يخص جليله لها من قبل ..." يعرف ابوها من شغله ...."
التفتت اليها وهي رافعه حاجبها بأهتمام ..." مين ابوها ...ابوي يعرفه ...."
اجابتها بأقتضاب ..." ما اتوقع مو منصب زي جدي وابوي ...."
سألتها بعدم رضا ...." يوه يعني مو بنت شيوخ ؟؟"
كرهت حقا مستوى تفكيرها ..." لا ..ضروري يعني تكون من نفس الطبقه ...أش بيفرق؟؟"
تعاظم حقدها أكثر ...معدمه وتأخذ كل هذا ...." يفرق حبيبتي ...لمن احد يسأل مين زوجة متعب العمران ...أش نقول ...أسم ابوك ومكانته يأخذ وحده معدمه.."
ردت عليها وقد نفذ صبرها حقا ...." أعتقد ان هذا مو مستوى تفكير ابوي ...هو يدور الراحه مايدور الاسماء ...وبعدين يمكن الراحه والتفاهم اللي بيلقاها مع المعدمه على قولتك مو لاقيها مع بنات الشيوخ ...
قالت كلمتها الاخيره مقلده طريقتها في الحديث ....رمقتها خالتها بنظرتها وهي تعرف جيدا ماذا تقصد ..وقد الجمها ردها ..
تدخلت عنود التي ملت من احاديثهم المشابهه دوما .." انا طفشت ..خلونا نطلب البيتزا اللي قلنا عليها ونشوف فيلم ونسهر ونروق ...أش رايكم.."
ايدتها اختها وهي ترمق خالتها بنظرتها ...." اكيد ..نسهر ونروق ونتركنا من سيرة خلق الله .."
تأففت خالتها وهي تعبث بخصلات شعرها ..."ذحين انا جايه اسهر عندكم عشان تشغلون لي فيلم ...أمشي يعني"
ترجتها عنود بتعلق ...." خاله بليييز اجلسي عندنا ..واسهري خلاص بلاش فيلم ...مره وحشتيني وزمان عنك ...عندي أشياء كثير ابغى اقولها لك ...."
نفثت تلك نفسا عميقا ...." أف هو انا اقدر اقول لك لا يا بنت رفيده ..."قالتها وهي ترمق نوف بنظرتها..
هزت نوف رأسها بعدم رضا على مستوى تفكير خالتها ..وهي تخرج من الصاله ..وفي ذهنها سؤال كبير مالذي تريده خالتها من زياره في هذا الوقت بالذات ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
راقبت الخادمه وهي تشارك ابنتيها اللعب مبتسمه ..أنها اضعف حتى من ان تبتسم لمنظرهم المريح لها ...وقد تبعادت نبضات قلبها وثقل نفسها ..
وارتجف سائر جسدها متأثر لأرتجاف اطرافها الواهن ..ولم يترحك بها سوى نظراتها المتعبه الحزينه وهي تراقبهن بشرود ..
نظرت الى الساعه المثبته على الحائط كاد وقت صلاة العشاء ان يخرج وهي لم تستجمع قوتها بعد للخروج من السرير ..
تشعر بأن عظامها استحالت لماء وهي تمد يدها بوهن لطرف ظهر السرير لكي تسند نفسها للجلوس ثم الخروج من السرير ...
أغمضت عينيها بعد الجهد الذي بذلته لتجلس وهي تشعر بالمكان يجول بها ...تسارعت انفاسها وشعرت بنبضات قلبها تجتمع في رأسها ..
فتحت عينها على مضض وهي تقاوم الشعور هذا الذي يراودها لأول مره ..تريد ان تغمض عينيها فلا تفتحها ابدا ..وينتهي كل هذا ..
وقفت على قدميها المرتجفه وهي تحاول جاهده بكل ما اؤتيت بقوه ان تخطو خطوتها الاولى ..
:
:
نظر الى باب المنزل قبل ان يترجل من سيارته ..لم يرها منذ موقف الامس ..مالذي تفكر به الان ياترى ...هل وضحت لها وجه نظري للأمر كله ...
لقد صعبت علي كل شيء...كنت سأصارحها بشعوري ..لكنها حتما بتفكيرها هذا ستفهمها مجامله لاغير ..لما انتي تفكرين بي بهذه الطريقه يانصره ..ألم تلمحي مني يوما ما سببا ..
وهل كنت تسمح انت بهذا يارجل ...لي يد في هذا انا ايضا ..
ترجل من سيارته على مضض وهو يتجه الى الباب متفحصا هاتفها ...لما لم يطلب رؤيتها قبل خروجه كان لربما انتهى من حية تفكيره هذه ...
ما ان اغلق باب المنزل خلفه حتى سمع صرخة الخادمه المذعوره ...ذعر لهذا الصوت فلطالما عم السكون ارجاء منزله ...
ركض بخطوات واسعه وخفيفه لمصدر الصوت في الطابق العلوي ..سمع بكاء ابنتيها ..هلع وهو يدخل الغرفه باحثا عنها ..ويمني داخله ان لم يصبها شيء ياربي..
لكن خاب ضنه وهو يراقبها ممده متوسده ذراعها وقد تبعثر شعرها في المكان حولها ..أتجه اليها وهو يراقب وقوف الخادمه الجازعه المتصلب محاولا فهم شيء منها ...
حاوط خصرها بيديه وهو يقلبها ليتبين ما بها ..وقد كاد الخوف عليها ان يشل حركته هو ..ابعد خصلات شعرها عن وجهها المصفر المأخوذ وهو يناديها ...."نصره ..."
مرر يده على محياها وهو يعيد مناداتها بلهفة أكبر ...." نصره ...بنت "
أمر الخادمه وهو يشير لها على التسريحه ...." هاتي عطر ...."
نظر الى باطن يده الذي غرقه بحمره بغيضه ...أتسعت حدقتيه وهو يلتفت اليها ...وقد تلوث باطن خدها الايسر بدمائها ...صرخ بالخادمه وهو يقف ورفعها بخفه ويخبئها داخل صدره ..." خذي البنات لبيت امي ...بسرعه ..ولاتقولين لها شيء...هاتي عباتها اول ..."
:
أخذها منها على عجل وهو يراقب هلع صغيرتيها الباكي ..نفث نفسا عميقا وهو ينزل السلم مسرعا ...ماللذي اصابك يا حبيبتي ...سألوم نفسي دهرا ان كان لي يدا به ..
:
فتح قفل السياره وهو يمدد جسدها بحرص فوق المقاعد الخلفيه كانت غائبه عن الوعي تماما وقد بهتت ملامح وجهها وفقدت أي تعبير ..البسها عبائتها وهي مستسلمه بخفه بين يديه كانت كدميه بلا روح ...وهذا مازاد هلعه مالذي مر بها ..
القى نظره اخيره عليها وهو يغلق الباب خلفها ..ويركب على عجل وينطلق بأقصى سرعته ..لأول مره يرى نصره هذه هل ياترى البعد قد اضعفها ....أم الهم ..أم الخيبه ..
ليمر هذا على خير ...ويحدث الله بعد ذلك أمرا ..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
:
:
لقد وصلت للتو بدر ..ولم تفكر حتى في نزع عبائتها وهي تغلق باب المنزل المظلم خلفها بهدوء ...واتجهت لباب غرفة تلك حيث كانت وحدها مضائه ..
دفعته بهدوء وهي تقف مستنده عليه ..نفثت نفسا مرتاحا وهي تراقبها فوق سجادتها ..لا تعلم كم لبثت وهي تراقبها ..ترفع يديها بهدوء وقد تقطع نشيجيها المكتوم ...
سلمت وهي تمرر كفيها على ملامحها ...سمعت صوتها الحاني خلفها .." تقبل الله ..."
أخذت نفسا عميقا وهي تمحى هذه الملامح عن وجهها وتلتفت اليها ...هامسه بتعب ..." منا ومنكم صالح الاعمال ..."
:
اقتربت اميمه وهي تجلس على طرف السرير بالقرب من سجادة تلك ...." كيفك ...؟"
هزت رأسها بالايجاب وهي شارده بنقوش السجاده امامها ...." نحمد لله ..."
هزت أميمه رأسها بالايجاب وهي تبتسم لمنظرها بحزن ..." الحمد لله على كل حال ..."
طال الصمت بينهم حينها تحدثت اميمه بما اشغل تفكيرها ....." بخوت ...خير ...؟؟ "
ألتفتت اليها وهي تبتسم برضا كبير بين كسرتها ..." خير ياعمه ..."
هزت اميمه رأسها بالنفي وهي تعارضها ...." أبغا اصدقك ...أمر الله كله خير ونعم بالله ...لكن ردت فعلك غريبه ..مو قادره افهم منك شيء ومنظرك امس خوفني ..."
ابتسمت لها بخوت بسخريه ..." عمه جايه من الديره ..تعرفيني ..لازم اغبر ماعرف امشي زين ..."
هزت اميمه رأسها بالنفي وهي تراقبها غير مقتنعه ..بحزم سألتها ...." بخوت ...مو علي ..في شيء صاير بتقولين لي ولا اعرف من نفسي ..."
رفعت بخوت رأسها لها بعد طول صمت ..." أش اقول ياعمه ...أش اخلي ..أقولك سواد سواة عمتي لحمي ودمي في ...ولا وش اقول ...طردتني ..وهدت بيت ابوي وامي ..ويوم رجعت اعتذر لمرة ولد عمتي ..لقيتها حتى هي الطيبه مشوشتها علي ..وقالت لي خربتي عيشتنا بما فيه الكفايه لاعاد نشوف وجهك ...ماعرفت وين اروح ياعمه ...مالي غيركم ...ولد عمتي قالي لي لو انك بتروحين لبيت غير بيوت العمران كان رديتك ..بس ما احرص عليك اكثر مننا الا هم ...مايردون خايب ..قالي ..سامحينا يانت خالي ماقدرناك حق قدرك ....بس خلاص مانقدر نسوي شيء هاذي امنا ..."
:
امتلئت حدقتي اميمه بالدموع وهي تراقب الكسره في حديث تلك والخجل والضعف ...لاتريد ان تفكر بما ستلقاه ان لم تكن هنا ..لم تفهم معظم كلامها ...لكنها فهمت حزنها هذا ..وهي لها الملاذ وكل الاهل ...
مررت يدها على ظهرها وهي تربت عليها بحب وتؤازرها ...." بنتي ورجعت بيتها ...لاتزعلين ياحبيبتي ..انا هنا ..."
حينها دفنت تلك محياها بين ساعديها التي اتكأت بها على ركبيتها وهي تكتم بكاءها ..." قهرتني ياعمه ...بيت امي وابوي هدته ..."
غضنت اميمه جبينها تمنع بكاءها وهي تجلس على الارض بالقرب منها وهي تضمها لصدرها لتؤازرها ...." عمري لاتبكين ...هاذي ماديات وشكليات...مهما سوت ماتقدر تمحي ذكراهم من ذهنك ..رحيتهم ..و هرجهم ووصاياهم ..حاولت تفرق اسمهم وهما احياء يرزقون ماقدرت ..حتى لو هدمت بيتهم ألف مره لايمكن تقدر تفرق اساميهم ...قولي لا اله الا الله لاتبكين ياحبيبتي ...فين بخوت القويه اللي اعرفها ..اسمعي ..أش رأيك بكرا نطلع مكه ها ..صياف موجود نقوله يطلعنا مكه ...وناخذ هناك لو اسبوع ..أش رأيك تاخذين عمره عنهم ..و تهدين وتروقين ..اعرفك من زمان عن مكه .."
رفعت رأسها لها مبتسمه بين بكاءها وهي تمحي دموعها ...." جزاك الله خير ياعمه ...سامحيني بتعبتك اكثر من ماتعبتك .."
وبختها بحب ...." بنت لاتقولين كذا تدرين انه روحي معلقه فيك ...انتي بس قولي يارب وارجعي بخوت اللي اعرفها ..طيب..عشان لاضعفتي انا اضعف معاكي ..."
أبتسمت لها بتقدير وهي تتأمل محياها الجميل الذي لازال يحتفظ بشبابه ونضوجه .." حاظر .."
قبلت خدها وهي تقف لتشجعها ...." هيا اجل قومي خلينا نتعشى ونتقهوى برى ..الجو يجنن برى ..هالسنه الظاهر الشتاء بيكون قوي ..."
أبتسمت وهي تقف لتنزع رداء صلاتها ...." سهيل طلع بدري هالسنه ..."
رمقتها اميمه بنظره غير مصدقه ردها...." من جد عجوز ..."
كشرت لها بعدم رضا ...." ذحين ليش قلت سهيل صرت عجوز ..."كانت ستهم في شرح ما تقوله ..
الانها قاطعتها وهي تخرج من الغرفه ...." فاهمتك فاهمتك ....تعالي بس..."
:
أبتسمت لمكانها الخالي وهي تتنهد ...غدا يابخوت غدا ..ستفكرين واليوم ستعيشين ..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
نظرت الى ساعتها وهي تراقب الباب ...لاتعرف حقا ما أصابها انها تشتاق له ...نعم هذا الشوق الذي لم تجربه سوى لامها راحله ...ولكنه يختلف معه بطريقه غيربه ..ٌد تكون في اول علاقتها معه ...لكن لها هذا القلب العذري الذي لايفكر سوى به ..
:
أبتسمت وهي تسمع لصوت ادارة مقبض الباب وهي تقف وقد هبط قلبها وتنملت اطرافها ..يا الهى كم هم شعور لذيذ..
مررت اناملها في خصلات شعرها وهي تنتظر دخوله ..ندمت لنظرته لها عند لحظه دخوله ..أين كانت تفكر عندما ارتدتها ..
تجاهلها تماما وهو يغلق الباب خلفه بعنف ويتجه بخطوات واسعه الى مكتبه ويغلق الباب خلفه ..
نظرت الى منامتها الحريريه السوداء ..جرت طرف الشورت لتغطي فخذها بخجل ...عدلت شعرها على فتحة صدرها الفاضحه وهي تهم بالاتجاه الى الباب لاغلاق الاضاءه والخلود للنوم ..تكره مزاجه هذا ..وهو به طوال الوقت ..لا لتجهز العشاء له قبلا ..
لم تعلم مالذي دفعها لفتح الباب ...لربما كان هناك مايزعجه ..اول ما اطلت مع الباب ..لم ترى شيء الا انها استوعبت عكس ماضنت وهي تحدق بباب غرفة ابنتيه وقد وقفت تلك مرتديه فستان فاضح وهي تحدق بها بكل وقاحه ...
وضعت جليله يدها على صدرها وهي تستغفر من الشعور الذي زرعته بها ...الا تستحي ..
اغلقت الباب بهدوء وهي تعود لغرفتها جالت حول نفسها وهي تشعر ببدنها تشتعل دواخله ..اذا هذا ما كان يضايقه ..
شددت على قبضتيها التي جمعتها بغضب وهي تفكر بتلك كيف تجرأت على كيانه المخيف ..راقبت باب مكتبه المغلق ...
ارتدت معطف منامتها الاسود الطويل وهي تجمعه فوق صدرها بأحكام حتى لايفضح ما اسفله ..خففت احمر الشفاه الاحمر الجريء قبل خروجها فهي تخجل ان تقابل نوف وعنود به...
:
اغلقت الباب خلفها بهدوء ..واتجهت الى غرفة نوف وعنود ...طرقت الباب قبل دخولها ..
التفتت نوف لوجودها ...أبتسمت لها وهي تستحثها للدخول ...." حيا الله جليله ..أدخلي ياقلبي..."
رمقتها تلك بأبتسامه انتصارها الساخره ....دخلت مبتسمه لنوف وهي ترد عليها بلطف ..." الله يبقيش ...ما شاء الله اش هالاجواء الحلوه ..."
أبتسمت لها نوف وهي تفتح الاضاءه ....عارضتها ...." لا ياعمري خليها خذوا راحتكم ...بس جايه اجلس معاكم شوي قبل انام "
بررت لها نوف ..." لاخلاص اصلا دخنا من الظلما ..و عنود صدعتنا مو راضيه تستقر على شيء تتابعه ..اجلسي جليله ليش واقفه ...."قالتها وهي تشير لها على الكرسي بالقرب من اختها وخالتها ...
جلست جليله وهي تشكرها ..." تعشيتوا ...."
ردت تلك عليها بجفاء ..." أكيد يعني بيتركوني بنات اختي بدون عشاء ..."
لم ترد عليها جليله وهي تتجاهلها ....وتداركت نوف الموقف بخجل ..." ايوا ياقلبي تسلمين ...ارسلت لك الخدامه قالت ماترد .."
هزت جليله رأسها بالنفي ..." مدري والله ما سمعتها ....بس عشان بنزل اسوي لمتعب عشاء خفيف ..قلت لو تبغون أحسبكم ..."
ضحكت فريال بسخريه ...." من جدك ....؟؟بتطبخين له وانتي عروسه "
ألتفتت اليها جليله وهي تجيبها بلطف كاد يخنق ذيك ..." كذا ولا كذا طابخه له عروسه ولا غيره ..بعدين انا ما ارضى ابو نوف يأكل من يد غيري .."
كشرت لها وهي ترمقها بنظره صاغره ..." فكيني ...طول عمره ياكل من يدين الخدم ..بعدين تدلعي لا يستغلك ويطفش منك بعدين ويجيب الثانيه ....اللي ماتتدلع عند متعب العمران وين بتدلع "
كرهت غنجها في نطقها اسمه ..و لم يعجبها قولها ...كم هي جاهله ....اجابتها بعقلانيه " الدلع في كل الامور الا في واجباتك كزوجه ..."
ردت عليها بعدم احترام ...." ياشيخه فكينا ..بلا كلام مثاليه بلا هم الرجال ماينفع معاهم الدلع .."
قاطعتها ..." هذا مو دلع ...هذا تقدير له .."
الا ان تلك اكملت بنفس نبرتها ...." بلا تقدير بلا هم الرجال ماينفع معاهم الانصياع هذا ..تزوجت وانفصلت وعرفت هذا المبدأ ...أكيد تفهميني ..وجربتي حرية ما بعد الطلاق ..." قالتها لها وهي تغمز لها بنظرتها بمعنى كرهته جليله ونفرت منه ...
الا انها سألتها تكذب ...." من جهة .."
أبتسمت لها بخبث...." يووو ..لاتسوين فيها فاهمتني ..حريتنا ياختي بعد ماكتمونا الرجال .."
رفعت جليله حاجبها بعدم رضا وهي ترد عليها من باب الأدب ولم تتحلى سوى بالاحترام لها في ردها ...." الطلاق مرحله في حياتك وتمر ...انا تطلقت قبل الزواج ..والاهم انه الانثى تراقب افعالها واخلاقها مطلقه كانت بنت او ارمله ...لان في عاقبة اخلاقيه ..وهي مع نفسها لو احترمت حالها راح تكون مرتاحه ..وربي بيعوضها ان شاء الله ...اما الي تفكها حبتين وتقول هاذي حريه ..صدقيني اول شخص بيستحقرها هو الرجال .."
فهمت نوف كل الحديث الدائر بينهم عندها تدخلت وهي تراقب الخيبه والغضب والحقد يملأ محيا خالتها .....لابد بأن جليله رأت شيء ما ..خالتها قد اختفت للتو من امامهم ..ولم تعد سوى للتو ..جليله متمسكه جدا بمبادئها ودينها وهذا ماعرفته عنها منذ اول مره قابلتها بها ..
وقفت جليله وهي تبتسم بأرتياح وقد انهت هذا قبل أن يبدأ في مكانه ....." طيب ...تصبحون على خير ..تشرفت بمعرفتش فريال ..."
حادثت عنود قبل خروجها وقد لاحظت منذ زمن تبدلها ..." عنوده ...تصبحين على خير .."
أبتسمت لها عنود بخجل ...يبدوا بأنها لاحظت تغيري ...." وانتي من اهله .."
القت نظرتها على فريال القابعه بملامح لاتفسر في مكانها مراقبتها ..رفعتها وهي تودعهن متجهه الى الاسفل ..
نزلت السلم بهدوء ...نفثت نفسا عميقا وهي تسند يدها على نهاية سياجه ...وهي لازالت حتى الان لم تستوعب بأنه قد يكون رأى تلك ...بماذا كانت تفكر عندما ظهرت له بهذا المنظر الم تحترم اختها المتوفاه حتى ..
:
جهزت له عشاء خفيف ..وهي تعود للأعلى..أغلقت الباب خلفها بهدوء وهي ترتب الاكل على الطاوله امام الشاشه ..واعادت على احمر الشفاه وبضع رشات من عطرها ...أخذت نفسا عميقا وهي تتجه اليه ..طرقت باب مكتبه بهدوء ..لم تسمع ردا ..فتحته بهدوء وهي تدخل ..
كان قد ترك سترته وقبعته على الكرسي امامه ..و فتح ازرار قميصه وركز في الاوراق بين ييده مرتديا نظارته ..
أبتسمت لمنظر شعره الاعشوائي ونظارته تبدلت ملامحه حقا ..لولا حاجبه الذي رفعه بعدوانيه وهو يراقب الورقه بين ييده ..
أتجهت الى سترته وقبعته رفعتها و وضعتها على ساعدها ..نادته بلطف ..." متعب ..."
رفع رأسه له ...أكتفى بتأملها صامتا ....أبتسمت له ..." العشاء ...."
راقب الهدوء في ملامحها وهو يقف تاركا مابيده تجاوزها بهدوء ليبدل ملابسه ..رتبت ملابسه ومن ثم جلست تنتظره في مكانها ..
لحظات حتى اتى وهو يجفف يديه جلس بجانبها ..راقبت صمته الوقور ..سألته وقد كرهت هذا السكون الذي وترها ...." كيف كان يومك ...؟؟"
ألتفتت لها وهو يرمقها بنظرته الغير مهتمه ...أبتسمت له تخفي توترها وهي تضع ساقها فوق الاخرى وتغطي مافضحته حركتها ..
رفعت رأسه لها ..كان ينظر لها بعينان فراغه هادئه ...هز رأسه بالايجاب لها وهو يبعد نظره عنها ..." تمام .."
أبتسمت غير مصدقه بأنه رد عليها ..يكفيها هذا منه لاتريد ان تضغط عليه ليأكل بهدوء ..اكتفت بمراقبته وهو يأكل بهدوء ويراقب الشاشه بملل ..
وقف وهو يأخذ زجاجة الماء معه ....همس وهو يتجه لمكتبه ..." جاد الله عليك .."
أدارت حدقتيها في المكان بأستغراب....ماذا قال للتو ..بماذا ترد عليه لاتعلم ..راقبته وهو يغلق خلفه باب مكتبه ..
وقفت وهي ترتب المكان وهي ترددها مع نفسها ...كلمته الاخيره ...ما معناها ..تذكرت وهي تضرب جبينها تلوم غبائها ...تقولها اميمه دوما لها عندما تنتهي من ما قدمته لها ...معناها اكرمك الله او شيء من هذا القبيل ...متى تعتاد على لهجتهم البدويه هذه ..
:
رتبت المكان ..عادت لغرفتها واغلقت الباب خلفها ...توضئت وصلت وترها ..قراءت وردها لليوم ..مشطت شعرها وازالت ماعلق في محياها من زينه وهي تعود للسرير بعدما اطفئت الاضاءه ...
كل هذا ولازال يقبع في مكتبه ..دفنت نفسها اسفل الغطاء الثقيل المترف برائحته ..تأملت الباب الذي تسللت منه اضاءة المكان في الخارج بشرود ..
دخل حينها ..خبئت ملامحها وهي تراقبه كطفله صغيره ..شعرت بحركته خلفها ..يبدوا بأنها يقوم بطقس الهواتف ذاك ..
أتجه الى دورة المياه و أغلق الباب خلفه بهدوء ..الان ستخلد الى النوم براحه ..تأملت الغرفه التي قضت بها اصعب ليله في حياتها ..لحظات حتى داهم جفنيها النعاس ..
فتح باب دورة المياه حينها ..لحظات حتى ابتسمت بفرحه حزينه وراحه وهي تستمع لهمساته وصدى حركته في المكان وهو يصلي وتره ..
همست لنفسها ..." الله يحفظك .."
انه رجل بالكاد تصدق بأنه موجود في حياتها ..شعرت بثقله في الطرف الاخر من السرير ..أخذت نفسا عميقا وهي تغلق جفنيها ..
:
أبتسمت تعض شفتيها وهي تشعر بذراعه التي احاط بها خصرها اسفل الغطاء ..أخذت نفسا عميقا متقطعا لتأثير قبلته العميقه التي طبعها على عنقها ..
مررت اناملها داخل خصلات شعره الرطبه وهي تهمس له بحب ..." ياهلا .."
أخذ نفسا عميقا وهو يدفن رأسه في نحرها ..لا يعلم ماذا يريد ..او مالذي يدفعه لهكذا افعال ..أهي هذه الانثى امامه ...أم رغبته التي يجهلها ..غرق برائحتها الرقيقه التي تمده بشعور لايفهمه يبعث داخله هدوء وراحه غريبه....يبعث داخله انتماء بدأ يدمنه ..
كلما رأها امامه يفكر بشيء واحد ..لما فعل كل هذا بها ..لما واتته فرصه ان يحيمها وتخلى عنها وشك بها ..لما يركه قسوته التي قادته للتصرف الا انساني ذاك معها ..
يشعر برجولته تخجل كلما احاطته بأنوثتها وهو يفكر بما بدر منه تلك الايام اتجهاها ..هل يسامح نفسه يوما لايعلم ...؟؟
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
هدوء غريب يحيط بها ..فقدت الشعور بكتفها ...تسلل الى مسمعها همس مكتوم ..." حان الان موعد اذان الفجر بتوقيت مدينة الرياض .."
تنهدت بتعب وهي تحاول ان ترتاح في نومتها ...فتحت عينيها بهلع غير مستوعبه مكانها لصوت المؤذن القديم الذي كسر الهدوء في السياره ...
نظرت الى المكان التي هي فيه بعدم استيعاب ..التفتت حولها ...أخذت نفسا عميقا وهي تغمض عينيها وقد تذكرت كل ما مر بها ..فتحتها وهي تراقب مكانه الخالي ..والهواء الهادئ الذي اقتحم السايره البارده ..وقد ترك النوافذ مفتوحه ...ألتفتت لصدى الصوت البعيد الذي لم تستوعبه ...
هذه ليست بدر ..فتحت الباب وقد كاد الهدوء في المحيط ان يصم اذنها ..اغلقت الباب فدوى صوته صداه في المكان ..
أتجهت لأول باب كان مفتوح امامها ...هل هذا حلم ...كان يهم بالخروج حينها بعدما تأكد من المكان ..
قابلته على الباب وهي تتأمل المكان بأستغراب ..سألته وهي تراقب انكسار الضوء فوق الامواج خلف الواجهه الزجاجيه للمكان خلفه ...." فين ..؟؟"
:
اجابها وهو يخرج .." ينبع .."
التفتت حولها ..غير مصدقه الهدوء الذي يعم المكان ..الشتاء اقترب ..لا أحد يزور البحر في هذا الوقت والدراسه في اوج موسمها ..
نزعت عبائتها وهي تتجه للخارج بعدما فتحت الباب ..أخذت نفسا عميقا وهي تغمض عينيها مستمعه لصوت البحر وانكسار امواجه الهادئه ..وهواءه المالح ونسماته المريحه ..
فتحت شعرها وهي تمرر اناملها بها موعود بفوضى غريبه مع هذه الرطوبه ..نزعت حذائها وهي تقترب اكثير من الشاطئ الرملي ..
شهقت لبروده الماء على ساقيها ..أقتربت اكثر وهي تجلس بهدوء متردد داخله وتراقب افقه الزرقاء ..
سلمت يديها للامواج وهي تراقبها تحركها بهدوء.. كل هذا وذاك الذي قد بدل ملابسه للتو يقف خلفها ويقابل سكينتها واستسلامها ...
جلس على الكرسي بالقرب منها ..ألتفتت اليه ...وهي تشكره بخجل ..." شكرا ..."
هز رأسه لها بالايجاب وهو يراقبها ...تحدثت بعد صمت وهي تراقب حركة يديها ...." ماحسيت على نفسي ..نمت من التعب ...عسى ما ازعجتك ..."
قالتها وهي تلتفت اليه على مضض ...هز رأسه بالايجاب وهو مكتفي فقط بتأملها ..أبعدت نظرها عنه وهي تعيدها لتأمل الافق ...
راقب اطراف خصلات شعرها وقد التقت بأمواج البحر فحملتها بهدوء تفضح ملامح خصرها التي خبئتها خلفها ..
كانت ناعمه يبدوا بأنها سرحتها فبان طول شعرها الحقيقي ....
سألها وهو يقتحم سرحانها ...." قربى ليش تركتينا ذاك اليوم ...."
تسمرت حركتها وهي تستمع لقوله ...مررت الماء بين اناملها وقد طال صمتها التفتت اليه تجيبه بما خبئت طويلا ..." لبيت طلبك ...."
:
غضن جبينه مستغربا ردها ....أكملت وهي تبعد نظرها عنه ...وهي تبتسم بسخريه " سمعتك يومها وانت تقول لخالتك اميمه انه ...تبعت مني ..وماتبغاني ..ولازم ترجعني لاهلي ...لأنك تخاف على اولادك ..."
لم يصدقها بادئ الامر كاد ان يرد علهيا الا انه صمت حينها وقد داهمته الذكرى ....رفع رأسه لها كانت تلتفت اليه مبتسمه ....أكملت وهي تراقب ردة فعله ...." تصدق ...مهما قلت ..انا محبوسه معاكم للأبد ..محد قلكم تتبنوني بعد وفاة ابوي ..."
بالكاد يستوعب بأن ما ابعدها عنهم هذه الجمله الحمقاء ...لقد عانى وعانت فقط لسوء الفهم هذا .." قربى ....ما كان الكلام موجه لك ..."
هزت رأسها بالنفي وهي تطمئنه مبتسمه ..." ماعليك ..لاتبرر ..لي او مو لي ...أنا اليوم هنا .."
أتسعت ابتسامتها الحزينه وهي تبدل الموضوع ....وتخرج من الماء وقد التصقت خصلات شعرها وملابسها البسطيه بجسدها ...." أبغا كوفي ...تبغا معايا ..."
:
هز رأسه بالنفي وهو يراقب اختفائها ..ابعد نظره عنها وهو يتأمل الافق بشرود ...مالذي كان ياقربى...ماذا قلتي او افصحتي ....كيف ابرر نفسي لك كيف ..
لايعلم كم لبث وهو يتخبط في افكاره وما استنتج ...رفع رأسه لها وهي تقترب منه بخطوات حذره وهي تمده بالكوب مرتجفه ...ما ان اخذه منها حتى عادت الى مكانها بحماس كبير ...قررت ان يتوقف كل حزن بداخلها هذه اللحظه ..
ألتفتت اليه مبتسمه بحسره وهي ترتشف من كوبها ...." زمان عن البحر ...ليت ميمي ورافد واهداء معانا ...."
غضن جبينه وهو يراقب اخر قولها ...أستوعبت ماقالته وهي تضحك بحزن لسهوها .." دايم انسى ....الله يرحمها .."
تحدث حينها وهو يريد حقا ان يوضح لها الامر ....." كنت اقصد هنده ..."
ألتفتت اليه ولم تفهم مقصده في باديء قوله ....تأملته بهدوء وهي تبعد نظرها عنه وقد امتلئت حدقتيها بدموع رضا غريبه ...
طوال هذه الاشهر كانت تحمل هذه الجمله صخرا في صدرها تثقل تنفسها نومها وراحتها...خيبتها القويه بها ..شعورها بالتخلي ..بالانعدام ...ألتفتت اليه مره اخرى وهي تلومه بدموع قاومتها وصوت ارتجف....وهي تشير بأبهامها لتؤكد شعورها ...." كل يوم ...كل لحظه ...كل تعب كل حزن كل هم ...كل ضربه وكل ظلم ...كنت امني نفسي واقول اليوم بيجي عمي عمران وبيرحني ...وماتجي ..واتذكر انت اش قلت ..حتى لو ماكنت تقصدني ..بعد تخليك عني صرت تقصدني ..بس ..كذا ولا كذا كنت راح اترككم اهداء راحت ..."
توقفت عن الحديث وبهت هو بما قالت ...الا انها اكملت وكأنها تتذكر شيء...." احس كلامك سكين في صدري ..حتى لو ما كان لي ياعمران ..اهلي ظلموني وانتي ياسندي طول عمري اختفيت ..ولمن رجعت كنت اقسى منهم دمرت أي جميل لك في صدري ..تتوقع كنت بقول لك وابرر لك من اول مره قابلتك اش اللي صار لي ...مو انت خذلتني وتركتني كيف ارجع ثقتي فيك واقولك انا كذا وكذا ...هو انا خلقه مكانتي مزعزه بسبب وضعي في بيتكم و طبقتي الاجتماعيه جنسية امي وكل شيء ..كمان اجي واكملها لك واقول اشتغلت كذا وكذا ...هي ذرة كرامه تمسكت فيها ...عمي كان راح يذبحني ...شفت الموت ..مستشفى مافكروا يطلعوني ...أول ماصحيت مافكرت الا فيك ..لو كنت معاي لو كنت تهتم في زي ما انا أمنت لسنين ..كان راح يصير لي كذا ..وماكنت جنبي وكرهتك ..حتى لو ماكنت تقصدني كنت فين لمن احتجتك ..فين .."
انهمرت دموعها وهي تبعد نظرها عنه ...أشارت على صدرها .........." يوه قد أيش كنت احبك ..واحترمك واعتمد عليك وادعي لك ...واخاف عليك ...وفي لحظه بس اختفى كل هذا ..عمران انا حياتي كلها صعبه كلها من او يوم انولدت الين لحظتي قدامك لكن ماجرحني فيها قد ماجرحتني قسوتك علي ...ليش تزوجتني ليش....؟؟ لو تركتني ذاك اليوم ...لو ضاع كل شيء مني ...أرحم لي من أي نظره شك واستصغار منك ...أرحم لي..."
:
وقفت وهي تخرج من الماء وضعت الكوب على الطاوله بقربه وهي تأخذ انفاسا متقطعه تمنع دموعها وهي تمحيها بأطراف اناملها تاره وبباطن كفها تاره ..
كل هذا وهو لازال يحدق بها بجمود وكأن ما قالته ليس سوى صفعات متتاليه يتلاقها ...من مشاعرها لخيبتها لأحتياجها لشكواها ...
مد يده وهو يتنسك بساعدها مانعا ابتعادها ...." قربى ...أنتي طول عمرك كنتي لي ..."
ابعدت نظرها عنه وهي تمحي دموعها ...أكمل وهو يستحضر ذكراه ..." أبوك الله يرحمه وصاني عليك ...كان بيزوجني اياك لحظتها ...لكن الموت كان اقرب...مارفضتك ياقربى ..وبيوم في عمري ماراح ارفضك ....أنتي في ذهني من يوم المزرعه والفستان الاخضر ...كبرتي وكبرت ونسيت ..مدري تناسيت ...مابغيتك لي ولا بغيتك لغيري ...كنت بس ابغى الوضع يستمر انتي الصغيره الي توصيت عليها ..لاتكبرين ولا تتغيرين و لاتبعدين ..."
ضحكت بين دموعها الباكيه لقوله الذي لم تستوعب ....أكمل وهو يرفع رأسه لها ..." ما اكذب يوم لقيتك قدامي بذاك الوضع تمنيت اقتلك ...أقتلك وادفنك ..لانك لي لوحدي وانا الوحيد اللي له الحق في هذا ...ماصدقت فيك ..لكن انتي كمان ماساعدتيني ...مافهمت وللأن مافهمت من الي قال لي انتي فين ...واش وضعك ...جلست افكر مره ومرتين ..استنتج وأخطيء ...وارجع افكر بك ....لو ..."
قاطعته وهي لازالت تراقب حديثه ...." أنا اعرف مين ..ماجد ولد عمتي ..أكيد هو ..منيره قالت لي سامحيني ماجد ضغط علي ...يمكن بينتقم على حركة اني بلغت عنه ..."
أبتسم بين جديته غير مصدق شخصيتها المركبه وهو يراقبها ...."وانتي ليش تبلغين عنه ....؟؟"
هزت كتفيها بغير اهتمام ...." ماعجبني وحط راسه براسي ....." راقبته بهدوء وهي تكمل بنظرات ذات معنى ...." لكن العقاب كان اقوى ..."
نظرت الى قبضته فوق ذراعها ...." عمران ...سامحني ..و أفهمني..أنا غلطت ..ما انكر ابدا اني غلطت وكنت في مرحله متعبه من حياتي فقدت اهداء وفقدت معاها أي معنى ..وماعرفت بأي حق راح اكون معاكم .."
هز رأسه لها بالايجاب و هو يمرر انامله على ساعدها حتى وصل الى اناملها رفعها وهو يقبلها بهدوء ولازالت تحتفظ ببرودتها ورجفتها ..." بحق انك بنت الغالي ..بحق انك بنت بدر ..بحق انك وصيتي ..مسامحه ..سامحيني انا اللي ضغطت عليك...وقسيت لو لحظه اتجاهك .."
ابتسمت له بين دموعها وهي ترفع يده الى شفتها وتقبلها ...احتفظت بها بالقرب من شفتيها وهي تتأمله ...همست له وهي تحتضن كفه ..." عمران يكفيني خذلان ...أوعدني ماتعيدها مره ثانيه ..."
هز رأسه بالنفي وهو يقف ليقترب منها ...أبتعدت عنه خطوات للخلف وهي تستمع لصوت الاقامه الذي بالكاد قد وصل لمكان الشاليه المعزول ....." قامت صلاة الفجر ..."
:
ابتسامه خافته مرت به وهو يراقب ابتعادها ...وهي تصعد السلم ...." يوه يا انا جيعانه ..."
ما ان اختفت عنه ..حتى وضعت يديها واحده على صدرها تهديء من نبضات قلبها واخرى على شفتيها تكتم شهقات بكاءها غير مصدقه الراحه والسعاده الغريبه التي غمرت قلبها ..
ابتسمت بين بكاءها وهي تخبئ ملامحها بين كفيها وهي تهمس ...مكررتها .." ياربي ...ياربي.."
مالذي قاله للتو ..سمعت صوت اقترابه ...اكملت صعود السلم بهدوء وهي تختبي في دورة المياه و تقفل بابها خلفها لاتريد مقابلته ...ليس وهي في وضعها هذا ...من هذه الطفله التي تتلبس قلبها لاتعلم ...
استمعت لصوته في الخارج وهو يخبرها ...." قربى انا رايح اصلي واجيب فطور لاتنامين ..."
ردت عليه تتدعي الهدوء ...." تمام ..."
:
وضعت يدها على شفتيها تمنع انفلات اصوات حماسها وسعادتها بين دموعه وهي غير مصدق او مستوعبه أي من الحديث الذي دار بينهم للتو ...
فتحت الباب بهدوء وهي تطل من خلفه بهدوء تراقب المكان الهاديء وقد تسرب الى مسمعها صوت اغلاقه للباب ...
فتحت باب دورة المياه وهي تهم بالوضوء ..ارتجفت للبروده التي داهمتها ...التفتت حولها وهي تستوعب ورطتها ...ليس معها أي قطعة ملابس ..
ابعدت خصلات شعرها عن محيها وهي تشدها بين اناملها وتراقب الغرفه بعدم تصديق ...ماذا ؟؟ لا تملك أي شيء ترتديه ..نظرت الى حقيبته بالقرب من الباب ..
اغمضت عينيها بهزيمه ..كم هي حمقاء ..ماذا و ماكان يدريها بأنها ستأتي لهنا ..ضنت بانها ستعود للمنزل وتعود لممارسة حزنها ووحدتها ...
نزلت السلم وهي تتناول عبائتها ...ارتدتها وهي تقف فوق السجاده ...صلت صلاتها..ومن ثم خرجت وهي تضع طرحتها على كتفها واكتفت بمراقبة الهدوء حولها ...تمددت بكسل وهي تجلس على الكرسي وقد المتها رجلها لطول وقوفها وقد بدأ الشروق يزيح الظلمات واشتدت زرقة البحر ..
تأملت الافق بذهن خالي وصافي ..أغمضت عينيها وهي تستمع لصوته الهاديء ..تشكر الله على هذه السكينه التي مسحت على صدرها ...
سمعت صوت ادراة المفتاح في الباب خلفها ...مررت اناملها اسفل جفنيها تخفي دموعها لكنها لم تكن هناك ..
أبتسمت له وهي تراقب دخوله نزع غترته وهو يقترب منها ..وضع مابيده على الطاوله امامها ..." مافي محل فاتح غيره ....البلد مشوار ..."
مدت يدها وهي ترتب ما اتى به على الطاوله ..." تسلم ماقصرت ..."
جلس امامها وهو يراقبها ..انها ابسط مما توقع ..انها تشعر ايضا ..وهذا ما غاب عن ذهنه في ظل انانيته تلك ..وضن بأنه لا يهمها ابدا وبأنها تسكن برج عاجي ولا ترضا بأحدهم ابدا ..انها قربى ...انها الطفله التي كبرت في منزله ..انها غايته الصعبه ..
احمرت خديها خجلا وهي تأكل بهدوء وتبعد نزراتها عنه ...تحدثت بعد مهله وهي تريد كسر حاجز الصمت الفعم بالاحاديث والتفكير هذا ........." فين رحت ...؟؟"
رفع حاجبه مستغربا سؤالها ...أجابها بعمليه .....وفي عينيه معنى كبير يخبئه " قطر ..."
أبتسمت له ....وهي تتحدث بما تبطن ..." الله ...ياعمري يانصره ...قطر حلوة ؟؟"
هز رأسه بالايجاب ..." أكيد ...تبغين تزورينها ..."
هزت رأسها بالنفي ...." لا ...ما ابغى ازور او اسافر لأي مكان ...مقدر اترك بدر لحظه ..هناك ريحة ابوي ..."
أستغرب ردها ...سألها بأهتمام ...." والعراق ....؟؟"
رفعت رأسها له وقد شدها قوله ....الا انها ابعدت نظرها عنه ...." العراق ...ممكن بغداد ..الانبار ما ابغاها ...حتى ذكرياتي فيها أختفت ..."
غضن جبينه بأستغراب وهو يعدل من جلوسه ..." انولدتي في الانبار ...."
هزت رأسها بالايجاب ...وهي تخفي حزنها بأبتسامه ...." هجره في الانبار ...حتى اسمها نسيته .."
ضحكت بسخريه تخفي تأثرها..." انولدت في مقبره ...."
رفع حاحبه بأستفهام متفاجيء لقولها .....أضافت وهي تراقب ردة فعله ..." أمي ولدتني في مقبره ...يوم توفت جدتي ...عشان كذا سمتني قربى ..."
لم يفهم ما قالته ...." ليش..؟؟"
أبتسمت مكمله بأسى ....." الاسم المستوحش بيبعد النحس عنها ..قربان ..كانت تقصد بأسمي اني اكون قربى مدفوعه ضد أي نحس ممكن يصيبها ..."
عارض قولها ...وهو سارحا بملامحها ..." اسم يليق في انثى فريده ...ما في أي انثى غيرك في الدنيا اسمها قربى ..ممكن هي فكرت في كأسم مستوحش... لكن غيرها شاف فيه كل جمال ممكن يوصفك ...أنتي القربان المثالي والتعجيزي لأي رغبه في هذه الدنيا ..."
:
بهتت ملامحها وهي تراقب قوله بعدم تصديق ...ارتعد صدرها وعلى صوت تنفسها لقوله الموزون الذي الجم ردودها ...أبتسمت بخجل لقوله وهي تبعد نظرها عنه وهي تعض شفتيها تمنع اتساع ابتسامتها الغير مصدقه ..
:
لم يغب عنه خجلها الرقيق هذا واكتفى بالغرق في نعيم تأملها ...وقف وهو يرتشف اخر ما تبقى في كوب العصير امامه ...." تصبحين على خير ..."
التفتت اليه مبتسمه بخجل ....بهتت ابتسامتها وهي تبعد نظرتها عن الحديث في عينيه لها .." و انت من اهله ..."
:
لا تعلم كم لبثت وهي تراقب الافق امامها ..التفتت للمكان الخالي خلفها لغيابه ...أغمضت عينيها وهي تنفث نفسا عميقا...وقفت وهي ترتب المكان خلفها ..وتغلق الباب والستائر خلفها ..
نزعت عبائتها ووضعتها بجانب غترته ..مررت اناملها عليها سارحه ...هل هذا حقيقه ...؟؟
صعدت السلم بهدوء ..فتحت باب الغرفه ببطء ..راقبت المنشفه الرطبه الملقاه بجانب حقيبته المفتوحه ...
كان يعيطها ظهره وقد غرقت الغرفه بالهدوء والبروده ..وقد تسللت اشعة الشمس للمكان من وراء الستائر الخفيفه ...
مالت والتقطت اول قميص قطني ابيض قد وصلت يدها له ...اتجهت الى دورة المياه وهي تبعد نظرها عنه اقفلت الباب خلفها ..
وهي ترتجف لشدة البروده ولازال لباسها مبتلا ..كان قد ترك مستحضراته الشخصيه القويه في المكان خلفه ..
تنهدت وهي تشعر بهدير المياه الساخنه فوق كتفيها المتعبه ...لاعلم كم لبثت حتى بدأت المياه تبرد شيء فشيء ...خرجت وهي تجفف جسدها ..
حاولت لا تصدر صوتا وهي تجفف شعرها ..نظرت الى المرآه ...أبتسمت لمنظرها ..وهي تمرر اناملها داخله وقد بدى على حقيقته وانتشرت خصلاته الملتفه حول كتفيها وملامحها ولازال يحمل شيء من رطوبته ..
فتحت الباب بهدوء وهي تغلق اضاءه دورة المياه خلفها ...توقفت للحظه وهي تراقب جلوس عاري الصدر مكتفيا بتأملها ...
أبتسمت خجله وهي تشد قميصه الذي ارتدت لتستر به فخذيها ..." مامعاي ملابس..."
هز رأسه لها بالايجاب وهو يتأمل اقترابها المتردد من الجهه الاخرى من السرير...ابعدت خصلاتها بخجل عن ملامحها وهي تحاول ان تسيطر عليها عبثا بعدما تمددت بجانبه وهي تتدثر بالغطاء الثقيل ...
أشارت اليه بخجل ...." عشان الرطوبه .."
رفع حاجبه يمثل الاقتناع وهو يبتسم لها هازاً رأسه بالايجاب ...مد يده لأحدى خصلاته ...جرها بين انامله بخفه ..وتركها ...راقبها وهي تعود الى مكانها ...
نظرت الى الخصله نفسها بخجل وهي تبعدها ...وتمرر اناملها في شعرها تحاول ترتيبه دون جدوى ...
ارتجفت وهي تمثل الانشغال في شعرها وهي تشعر بأقترابه منها في السرير ...ثنانها عن فعلتها وهو يبعد يدها عن شعرها ...نظرت اليه تراقب ردة فعله ...
قبل رأسها وهو يستنشق رائحتها الياسمين البارده ...اعاد فعلته اكثر من مره ..وكأنه يقول لها ان لا بأس كم يعجبني هو ويشدني ....ابتسمت لفعلته ..ابتعد عنها فراقبت خطوط الغطاء امامها هاربه ..
رفعت رأسها اليه ..تأملت نظراته ذات المعني الكبير لها وقد فضحت شوقه ..لهفته ..ورغبته ..
ارتجفت وارتعد صدرها ...لتأثير برودة المكان ام قربه لاتعلم ...حاوط فخذيها بذراعيه وهو يسحبها بعنف ..لتستلقي بعدما كانت جالسه ...
شهقت لفعلته وهي تبعد نظراتها عنه ..أقترب منها وهو لايزال غارقا بتأملها ....
حادثها لكي يشدها ..." بنت قربى ...طالعيني ..."
تجاهلت قوله وهي تبعد نظرها عنه ...."أسمعي .."
نظرت اليه اخيرا بعد جهد بذلته ...نظر الى عينيها ..يريد ان تصل الكلمه لقلبها كي تفهمه ...نطق بقوله بكل ثقه ...وهو ينظر الى حدقتيها الرماديه لتتأكد من قوله ....ورباه كم هي تعشق صوته ...." تدرين اني أحبك .."
أتسعت حدقتيها وارتعد صدرها ..شعرت بجسدها يثقل ويهوي بها الى بعد تجهله ..في النفس الوقت انعدم ثقلها وعامت في شعور لاتفمه ..بكاء وفرح ..ارتجاف واستكنان ...ماضي وحاظر كبير ينتظرها ...ولادة جديده ..أسم جديد ..وقصه جديده أبتدأت بهذه الكلمه ...
:
راقب ردة فعلها وهو يعيدها لها ...." يا أنا احبك حب ..."
دمعت عينها وهي تتأمل قوله والدفء به ...شاركها قبله طويله تحمل كل ما اراد قوله لها يوما وسهى ونسي ..
أخذ نفسا عميقا يتدارك انفاسه المتقطعه به والجهد الذي بذله ليترجم شوقه ..." والله أحبك .."
وضعت يدها على خده وقد ارتعد صدرها بعنف ...ودمعت عينيها لقوله مررت اناملها على محياها وهي لاترعف بما ترد حتى لو تكررت بها هذه اللحظه ملايين المرات فقد اخرسها الصدق في حديثه ....
أبتسم لها وهو يمرر انامله فوق محياها يبعد خصلاتها ....أبتسمت بحزن بين دموعها وهي تخفي محياها في صدره..
أحاطها بذراعيه وهو يضحك لفعلتها ولراحته بعدما افضى بما يشعر دون تردد او تخوف ...وزع قبلاته على خصلات شعرها وهو يشدها لصدره أكثر ..متنهدا لهذا الشعور الذي يغمره ..
:
بينما كانت تلك تدفن رأسها في صدره غير مصدقه ...غير واعيه ..لم تعتاد على كل هذا لطفا بها يا الله ...أنها اضعف من كل هذه السعاده ..
وانا ايضا احبك يارجلا لم اعرف سواه في حياتي ....أحبك لتدوم لي سندا في الشده وقبله في الرخا ..
:
:
هذه الروح الضعيفه ....القوه في ضعفها ..الحاجه في تعففها ...هي المعنى ..المعنى لكل رغبه ونهايه أخذتنا يوما ...
لطفا بهذه الروح ...أنها ارق مما نحملها ....
:
هذا وقد كان بحمد الله الجزء التاسع والعشرون ....
ونهاية الفصل الثاني ...
لاقوني في الفصل الثالث قريبا ....
عمران وقربى والسعاده الجديده الى أين ....؟؟"
متعب وجليلته الهدوء يلتقي في شخصين ....هل سيدوم ..؟؟
صياف والقرارت الكبيره في انتظاره ....هل يستسلم ...؟؟
مهاب و جوزيده الصغيره والانتصار هذا ....هل سيفشلون ..؟؟
معد ..واسم نصره في حياته ....هل تستوعبه ..؟؟
أميمه .....ألم يحن الوقت بعد ...؟؟
:
:
القاكم على خير بأذن الله قريبا ..
كان من المفترض ان يكون الجزء يوم الاربعاء لكن ..الحمد لله ..ارجوكم اعذروا أي تخبط او تقصير ..
محبتكم .../ مشاعل الحربي ...
"سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك"
...