كاتب الموضوع :
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: أسمتني أمي قربى
:
:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الجزء الثامن والعشرون ..
أنا راجع أشوفك
سيرني حنينــي إليك
أسأل عن ظروفك
وتأثير الليالـــي عليك
رجعنــي إللي شفته معاك
يدفعنــي عشان ألقاك
و أنا راجع أشوفك
متصــــــور و أنا غلطان
و أردد قدرت أنساك
أتارينــي و أنا حـــــيران
بأدور علــــــى لقيــاك
و أكـذب فـي نفسي الشوق
و أتبســم و أنا المحروق
و أنا راجع أشوفك
ضيعنا ليالــي العمر
ضيعنا الجفا و الـهجر
و نسينا مع الأحــلام
أيام الخصــــــــام المــــر
لقيتك زي ما تمنيت
من لـهفه و حنين لاقيت
وأنا راجع أشوفك
انا راجع اشوفك
:
كانت تغلل أناملها في خصلاتها الصهباء وقد استندت على يدها مستلقيه في مكانها من السرير وأكتفت بمراقبته ..
وهو يعيد فرز الاوراق في يده وقد وقف بالقرب من المنضده ..رفع نظره لها من بين انشغاله ..أبتسم لأبتسامتها السارحه به ..
" متأكد ما تبين تروحين معاي تراني للحين فيها ..أأجل شغلي للأسبوع الجاي وأخذك .."
تأملت الرطوبه التي تركها شعره الذي صففه بعنايه على ياقة قميصه الرسمي ..هزت رأسها بالنفي ..." مو رايحه مكان ..ما اقدر اترك جده لحالها .."
أتسعت ابتسامتها أكثر وهي تتأمله ..أقترب منها وهو يترك الاوراق على المنضده فوق حقيبته ..متسائلا عن سببها وهو يجلس بالقرب من قدميها ..." خير أش هالابتسامات اللي ما تخلص ..في شيء غلط ..؟"
منعت ابتسامتها وهي تغطي عينيها ..ابعدت عينيها وعادت لتأمله ..مدرت يدها تمرر ظاهر كفها على عارضه المشذب بعنايه .." مو قادره استوعب شكلك بالبذله .."
نظر الى قميصه اللبني وبنطلونه البيج الغامق الرسمي ...."ليش ...ألبس ثوب ...البذله أريح ..خصوصا اني مو مستأجر فندق بحضر الاجتماع وبطلع موسكو على طول .."
أتسعت حدقتيها وقد طغت امومتها وحنانها بداخلها ..." ياربي ..متى ترتاح ..خذ راحتك البس اللي تبغى بس ريح نفسك ..."
أبتسم وهو يرمقها بنظره ذات معنى .." أش هالحنان الغريب .."كان قد لاحظ هذا الشعور منها للمره الاولى وكم هو رقيق وعذب وله وقع فريد على قلبه الوحيد ..
أبتسمت بنظرة غررو تعلو محياها ..." حنونه من يومي مو ذنبي أذا ما انتبهت ..."
أبتسم لمزاجها الذي يلاحظه للمره الاولى ....جر الغطاء من فوق جسدها ..." طيب هاتي ياحنونه ..."
أثنته وهي تسحب الغطاء بخجل...." سيب اش تبغى باللحاف ...مهاب سيب بجد .."
مثل الضعف ..." هاتيه ..موسكو برد وما فيها أي دفى بأي شكل من الاشكال ..يعني مو جايه معاي وكمان مستقله تعطيني الغطاء.."
ضربته على يده وهي تجر الغطاء منه ..وترتبه فوق جسده ...حاولت منع ابتسمامتها المتأثره بنظراته لها ...." أترك ..مو رايحه مكان ..ياساتر بكاش ..."
كشر لها وهو يعيد كلمتها الاخيره بأستغراب ..." بكاش...أش عندها الحضريه ..معاي انا ماتنفع هاذي الالفاظ ابغاك جده قوت ثانيه .."
لا تريده ان يسافر حقا ......أجابته بنفس غرورها ذاك انها في مزاجها الجيد اليوم..." والله عاد أن عجبك .."
أبتسم لكلمتها الاخيره ...مال ليقبل كتفها العاريه ..أستنشق رائحتها .." كيف ما يعجبني ..يعجبني غصبا عني ..لو تقولين لي شمالك يمينك قلت لك تم ..."
أبتسمت بشرود وهي تتأمل ملامحه ..تريد ان تستوعب بأنه يعاملها هكذا حقا بصدق ..وليس لنزوه سينساها مع مرور الزمن ..
قاطعهم صوت رنين هاتفه ..رفع حاجبه بأستغراب يبحث عن صوته ..لقد نسي أين وضعه ..رفع الغطا ليبحث عنه ..
ضحكت وهي تعيد ترتيب الغطاء فوقها ..."أش تدور هنا ...مو هنا ..."
أبتسم لها وهو لازال يبحث عنه ..." ياشيخه أخر مره لمن طفيت المنبه كان هنا .."
شاركته البحث ..حينها وجدته ..أخرجه من بين فوضى السرير وهي تمده به ..." أهو...مره ثانيه تذكر فين تركته .."
كان حينها قد توقف عن الرنين لكنه عاد لحظتها وهو في يدها للرنين..القت نظره على التماعه بين يديها ..وقد اظهرت الشاشه الاسم .." منو ..يتصل بك .."
:
نظر اليه بين يديها ومن ثم رفع رأسه ليراقب ردة فعلها ..تحولت ملامحها المبتسمه للتو للجمود وهي تمده به ...
حاولت بداخلها ان تتجاهل الاسم ..لكنها لم تستطع وكادت دواخلها ان تتلاشى رمادا لشدة حرقتها ..تشاركها به أنثى أخرى ..حتى وان افصح لها بحبه ..تشاركه به انثى اخرى شخصيه اخرى وكيان أخر ..ان هذا صعب للغايه ..كيف بها التي تشعر بنفسها دخيله بينهم و ماهي الا عقاب على خلاف بينهم سيندثر يوما ما ...هذا اصعب بأضعاف ...
راقبته وهو يرفض المكالمه ..ويضع الهاتف في جيبه ..راقبت ملامحه التي تبدلت تماما ..أستغربته ..اومأت للهاتف .." رد.."
هز رأسه بالنفي وهو يقف وينظر لساعته ..." يالله نسلم عليك ..تأخرت .."
همست وهي تراقبه يخرج من الغرفه حاملا حقيبته وحاسبه ..." استودعتك الله .."
تأملت الفراغ الذي تركه حولها ..وكم كرهته ..حز في خاطرها بأنه خرج من عندها في عكس المزاج الذي كانا به للتو ..
وقفت مسرعه ..وهي ترتدي ملابسها ..وفي قلبها بصيصي أمل بأنه لم يغادر بعد ..
أخرجت شعرها الرطب من اسفل فستانها الناعم وهي تهم بترك المكان مسرعه..حزنت وهي تراقب هدوء المنزل حولها لكن هناك شعور داخلها يدفعها بأنه لازال هنا ..ستلحقه..ستراه ولو للحظه أخرى ..
تذكرت هذا الشعور ..عندما كانت تلحق ابيها حتى خروجه من المنزل وتلبث دقائق بعد خروجه امام الباب أمله في عودته ..ولو للحظه..
وكم افتقدت ابيها حينها ..
:
كانت ستعود ادراجها عندما سمعت صوت محرك السياره في الخارج ..بالقرب من الباب ..الا ان قلبها ابتسم قبل ثغرها وهي تراقبه يخرج من جهة جدته من المنزل ..
شعور كبير داخلها يدفعها للأرتماء في حضنه ..أبتسم غير مصدق لفعلتها وتبدلت ملامحه الجديه للتو ..لاتعرف جوزيده الحزينه ..بأن هذا الحنان والضعف بداخلها هو ما يأسر رجل مثل مهاب لاتستهويه الانثى القويه المكابره ..سابقت خطواتها اليه و هي تتعلق في رقبته لتحتضنه ..حاوط خصرها بذراعيه وهو يشدها أقوى الى صدره ..أحست بضلوعها تتحطم بين ذراعيه لكنه كان اجمل شعور مؤلم تعيشه ..
هو الان في مربط عقدة وثيق صعب حله مع موضوع امتنان ..دون ان يشعر يعكر هذا مزاجه لطالما كانت حياته انسيابيه وواضحه لكن موضوع امتنان مغبش داخل ذهنه ..
أبتعدت عن حضنه وهي تعيد قدميها الى الارض..حاوطت محيه بكفيها وهي تنظر الي عيينه وتحدثه من كل قلبه ..." أستودعتك الله ..لا تتعب نفسك ..ولا تتأخر .."
قالتها وهي تقف على رؤوس اصابعها وتطبع قبله رقيقه على شفتيه ..تأمل فعلتها بمعنى في نظراته لم تفهمه ..
حاوط كتفها بذراعه وهو يعيد ضمها الى صدره ويطبع قبله على جبينها .." حاظر ...توصين شيء.."
هزت رأسها بالنفي ولازالت تضع يدها على صدره ..." سلامتك .."
أبتعد تدريجيا عنها القى نظره عليها قبل خروجه ...حاولت ان تقاوم الدموع التي اغرورقت بها حدقتيها الا انها لمجرد ان اغلق الباب خلفه انهمرت ....هل تعلقتي فيه يا جوزيده الحزينه الى هذا الحد ...انه اول شخص يشاركها كل هذه المشاعر بعد امها ..وليس هناك مقارنه فيما بينهما حتى ..
همست له بالدعاء في صدرها وهي تعود ادراجها بهدوء دون المرور على جدتها ..لاتريد ان ترى أحدا بعده ...هل تُراه قد نقل اليها عدوى العشق الذي يدعي ..؟؟
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
اقفلت باب السياره خلفها وهي متجاهله كل ماحولها من شدة تعبها تريد فقط ان تغمض عينيها فتكون على سريرها ...كم هي متعبه ..
حتى انها لم تستلسم للنوم طال رحلتهم ..لم تتوقع بأن الرحله الى الدوحة ستأخذ منها هذا المجهود وتكون بهذه الصعوبه فكيف عنه الذي لا ينقطع عن هذا النوع من الرحلات ...
ألتفتت الى ابنتيها في المقعده الخلفيه وقد انهكهن التعب ...
شق صوت رنين هاتفه الصمت رد عليه قبل ان يدير محرك السياره ..غضنت جبينها وهي تتأمل المكان حولها بكسل ناعس ...
التفتت اليه مستغربه النغمه في صوته ....وهو يسأل غير مصدق ..." كيف ...؟؟ حجزت لي طيب ....خلاص طيب ..خلاص اتركه علي ..."
:
:
هبط قلبها من بين ظلوعها وهي تتأمل ملامحه التي تبدلت والنغمه التي تسمعها للمره الاولى في صوته ...
عساه خير ياربي ....لم تفكر الا في أخيها مهاب هذه اللحظه ...
:
راقبته وهو يغلق هاتفه وقد بدى الانزعاج واضحا على محياه ..نظر الى المرآه ليرى ماخلفه وقد أدار محرك السياره ..
راقبت هدوءه العاصف ..هل تعرف معد هذا ياترى ...؟
سألته بخوف في صوتها ورغبة بالاطمئنان ...." خير يامعد .."
نسي بأنها هنا ..لربما وحدته طوال تلك السنوات في رحلاته المشابهه أنسته وجودها ...ألتفتت اليها وهو رافع حاجبه سارحا بوجودها وكأن هناك ألاف الاحاديث تتزاحم داخل ذهنه ..
سألته مره أخرى وقد تعاظم خوفها لردة فعله ...." معد ...خير في شئ..؟؟"
هز رأسه بالنفي بأستغراب وكأنه يستيقض من حلم ما ...." لا ...سلامتش ..جدي حمد ..مراجعته كانت أمس في برلين..وتعب عليهم هناك وتنوم .."
وضعت يدها على صدرها لتهديء من روعها ...." سلامته ...أن شاء الله انه طيب ..لا تخاف ..ما قال لك أشبه ..؟؟"
هز رأسه بالنفي وهو يراقب الطريق ..." قلبه ..ماله اقل من سنه مسوي زراعه ..وهذا وقت حرج له ..والظاهر انه تعب نفسه كثير .."
قالها وهو يشرد بنظراته لطريقه ..وفي عينه مغزى كبير ..يعرف مالذي أجهد جده جيدا .." لازم اطلع له عناد جدي ما يقدر عليه غيري على قولة عمي ..مصر ينزل قطر اليوم .."
همست وهي تراقبه بحنان .." حبيبي..." ألتفتت اليها وقد جمدت ملامحه وخلت من أي معنى ..أكملت وهي لم تشعر بوقع كلمتها عليه التي يسمعها للمره الاولى ..." هو الله يشفيه ويخليه لكم ...أيوا اطلع له ..أقنعه خطر يرجع .."
هز رأسه بالايجاب وهو يبعد نظراته عنها ..." أن شاء الله ...أعذريني يابنت خالي ..وقتي ضيق زين أوصلش باب البيت ..مدي وين اودي وجهي منش "
هزت رأسه بالنفي وهي تبتسم له أسفل نقابها وتلومه ..." أبو عبد العزيز ما بيننا هالكلام ..لاتزعليني ..روح وتطمن على جدك وطمنا ..وأرجع وقت ما أستقرت الامور ..."
:
أبتسم لها ابتسامه باهته بين شروده ...مالذي يحمله أن معد غريب هذه اللحظه لربما هو متعب فقط ..ولربما هو استوعب ما اوقع نفسه به معي ..همست له ..." لاتشيل هم يقدم الله اللي فيه الخير ..تطمن على جدك وريح بالك .."
عاد للأعتذار ..." صعبه والله ..أعذريني ..اول مره تدخلين البيت تدخلينه بروحش .."
عاتبته مره أخرى ..." ليه يا معد هو أنا ضيفه ..؟؟"
أبتسم لجوابها ..لطالما أعجب بردودها اللطيفه القديره هذه ..." أشهد انش سيدة البيت واهله .."
أبتسمت تحت نقابها لرده وهي شارده بنظراتها اليه ..." الله يرفع قدرك .." شرودها هذا لا يحمل سوى عظيم الاسئله داخلها ...كانت تشعر بنفسها مقديه في بدر ..واول يوم لها في الدوحه وتشعر بنفسها ثقيله ...مالذي ستحمله الايام القادمه ..
التفتت للجهه الاخرى وهي تتأمل الطريق ....همست وكأنها تحادث نفسها ..." يقولون الشتاء حلو في قطر ..."
أبتسم لقولها وقد غيرت مجرى الحديث..." كل شيء بقطر حلو ..."
أبتسمت للسخريه التي نطق بها أخر كلمه .. مقلدها ..همست الا ان همسها وصله ..." ربي يتمم الامور على خير ..."
رد عليها وهي يطمئنها ..."خير ...يالشيخه ..خير .."
هزت رأسها بالايجاب وهي تتأمل قوله وتعيد نظرها الى الطريق ...لتمر الايام يامعد ..ستشفي الايام كلينا يا رجلي الشهم ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
كانت تجلس في اقصى ركن الاريكه الضخمه وقد غرق جسمها المنهك داخلها مرتديه منامه كحليه ضيقه بكم طويل تشعر بالبرودة تكاد تفتت عظامها ..نظام التكييف في المنزل يكاد يخنقها فهم في عز الصيف الا انها تشعر ببرودة تنبع من داخلها..
وقد بهتت ملامحها الجميله فطغى تعبها على حزنها وشرودها..كانت اميمه تشاركها الجلوس في المكان وتركهم رافد للتو الذي نعس واتجه الى غرفته لا تعلم كم لبثت في جلوسها هذا وهي تتأمل كل مابثته الشاشه امامها وانشغلت معه الصغيره ..هل تعلم تلك الايام التي تمر بك ..التي يسيطر عليك الشرود بها واللحظات الطويله بل تمتد لساعات تقضيها في نفس المكان سارحا لايقودك سوى شرودك ..
تأملت كوب النعناع الذي برد امامها وبالكاد ارتشفت ربعه ..اطرقت رأسها على الخداديه الضخمه التي استندت عليها ..جمعت شعرها وهي ترتبه بعشوائيه فوق رأسها ..كرهته تريد ان تقصه حقا ..
مرت هنده بالمكان ..ضحكت بسخريه وهي تنظر الى اشرطة المسكنات القويه امامها ..." يوه عروسة الغفله تعبانه ...انا اعرف العرايس في المالديف و فيينا ..مو جليسات اطفال .."
ألتفتت ابنتها اليها وهي تراقب قولها ..تأملت قربى الصغيره التي لازالت على فطرتها ستكبر يوما وستعرف معنى الام اتمنى ان لا تنقاد لأفكار امها هذه ..تجاهلتها وهي تتأمل الصغيره ..
جلست امامها في صدر المكان وهي تنهر ابنتها ..." بنت ..قومي بس بلا غباء يكفي تليفزون وردي عن القرف ذا ..."
قالتها وهي تشر الى الشاشة الضخمه التي بثت فيلمها المفضل وجزئها المفضل ايضا حينما قررت بل بأنها ستعطي الوحش فرصه ..
لو اعطت هذه الغافله نفسها فرصه صغيره كانت عرفت ماتحب ابنتها ..كانت تقربت منها وفهمتها ..انه طفله ذكيه ..عاقله وقليلة الحديث ولطيفه ولبقه للغايه عليها ان تحمد ربها صبح مساء عليها ...
رمقت قربى بنظرتها ما ان تركت ابنتها تترك الغرفه كسيره .." انتي اش قايله لعمران ..؟؟"
كانت ستكمل حديثها لولا ان قربى التفتت اليها وهي تقاطعها ببرود ....وقد ضاقت ذرعا منها.." انتيل يش معطيه نفسك هذا الحجم ..كأن مابيني وبين عمران الا انتي ...اش بقول له يعني ..عندك شيء خايفه من شيء قولي له وريحيني..انا ما بيني وبينك كلام ..."
:
رفعت حاجبها وهي تراقبها بسخط ما بالها هادئه هكذا اليوم لن تستطيع جرها الا جدالها ...أشارت لها بأستقلال .." أكد حبيبتي ما بين العمه وخدامتها كلام ...عموما ترى انا ملاحظه انه طفش منك ...شكلك ايامك معدوه ويرجعك بلدك ...مدري لاهلك ..الواحد مو عارف لك اصل ..استغفر الله انا عندي بنت مقدر اتكلم ..."
ابعدت قربى نظرها عنها وهي تراقب الشاشه بهدوء ..انه حقا ليست بمزاجها وليست بطاقتها ولا تهمها ...لم يعد هناك شيء يهمها ..تمر بحالة استسلام غريبه ..
لازالت نظراتها تجول حول محيا تلك المتعب الشارد ...بحقد يكاد يوقف قلبها .." وحبيبتي لاتحسبين بفوت لك حركة تقفيلة الباب ها ...بس انا اعرف متى ارد عليك .."
قاطعها مرور ذاك وهو يحمل حقيبة جهازه المحمول في يده ..سكتت ودُحرت وهي تراقبه بخوف ..القى عليها نظره ساخطه بملل وهو يتوجه لها بالحديث متجاهل تلك التي توسدت يدها متعبه وغابت عنهم سارحه ...." بسافر اسبوعين ..وراجع ولي معاك كلام ثاني ..خليكي تخرجين من البيت ولا تتحركين من مكانك حينها انا اللي بقفل عليك باب الغرفه ..بنتك نهاية الاسبوع عندها مجمع امهات تخرجين معاها وترجعين معاها تسمعين ..التفتي شوي لعيالك ...والكردت كارد وحساباتك كلها جمدتها ..انتي ماتستاهلين شيء.."
بهتت ملامحها وهي تراقب اخر قوله دون استيعاب ..القى نظره على تلك قبل خروجه ..لثانيه فقط اراد ان ترفع عينيها له ..يريد أن يرى مابها ..يريد ان يفهم من حدقتيها لون الحزن ما افضت اليه من حديث ...وقد اقصى النوم من عينيه واشعل الهواجس في قلبه ..وأجج الغيره في شعوره ..فتمنى لو ان الزمن يعود ويدفنها حيث زرعها في قلبه ..بأن يعود الزمان ..ويؤصد عليها كل منفذ ومهرب وتبقى أسيره لديه لا ينعم بوصلها ولا تواجدها ..أن يطمئن وينفيها من ذاكرته ..وتبذل وتموت في مكانها ..ان غيرته تتحول لمرض حقا ..لدرجه انه تمنى بأنها لم تولد يوما وارتاح من كل هذا ..
:
:
أغمضت عينيها وهي تستمع لصوته الساخط حولها ..انه يتجاهلها ..كم هذا مريح لها ..ان تجاهله مطمحها منذ زمن ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تجلس امام المرآه ..مررت اناملها على الكدمه في باطن كتفها الايسر ..من أين أتت هذه لا تذكر ..أتراه تأثر من فعلته تلك ؟؟..لقد المها حقا وكاد قلبها ان يتوقف لشدة رعبها ..
لطالما امها حذرتها بأنها ضعيفه للغايه وكل ألم أو أذى يمر بها سيفضحه جسدها الغض و بشرتها الناعمه ..
دخل الغرفه حينها غطت كتفها بتوتر بمعطف قميصها ..لم تفته حركتها ..والتوتر والشرود على ملامحها ..أقترب منها بهدوء وهو ينزع غترته ويضعها على طرف التسريحه الضخمه ..
ذابت قدميها فلم تقوى على الوقوف والابتعاد عنه ..فتح أعلى ازرار ياقة ثوبه ..وهو متجاهلها تماما ..
كانت تهم بالوقوف بعد أن شدت أزرها بصعوبه ..ألا ان كانت يده اقوى منها وهو يمنع عن الوقوف ..أمتلثت لامره بتفاجيء مرتعب يعلو ملامحها ..ابعدت نظرها عنه وهي تحدق في حجرها وهي تحاول ان تكتم الآه التي كانت ستخرج منها متأثره بقوة يده ..هذا ما كانت تخاف منه ..انها مسلوبه للغايه و خاضعه ..
مد يده بهدوء لطرف فتحه معطفها الذي التصق برقبتها ..مرر انامله ليكشف جسدها أسفله ..ارتجفت وهي تكتم شهقته لوقع لمساته على رقبتها ..
أطرقت رأسها بخجل وقد انكشفت كدمتها للتو له ..شعرت بيده تتوقف ..هدوء وجمود غريب واجهها منه انه هاديء دوما لكنه هذه اللحظه هدوءه غريب لا يشبه باقيه ..
سمعت بعد طول صمت عاصف بينهم صوته ..الذي بالكاد سمعته منذ انفرادها معه ..."أسف .."
أرتجفت يديها في حجرها لنغمته الغريبه التي أحاطها بها ...رفعت رأسها له وقد اغرورقت حدقتيها بدموعها ..انها مرتعبه دوما من الظر في عينيه الا انها هذه المره دون وعي منها ركزت في حدقتيه المخيفه التي تعلقت بها ..فيها معنى كبير ..فيها معنى كبير شعرت به ..
هزت رأسها لها بالايجاب بين دموعها ان لا بأس يا رجلي ..
مال يحني طوله الفارع وهو يبعد خصلات شعرها عن صدرها ..أغمضت عينيها وهي تخرج نفسا عميقا متعبا لقبلته التي طبعها بهدوء على طرف كدمتها ..
غللت اناملها في شعره وهو لازال بوضعه ..يغرق في هدوءه ..يغرق برائحتها ورقتها ..شعر بأنه يهرب منه شيء كبير ..وبأن تعب كاسر ينقض على قلبه ..
تخلى عن وقوفه و هو يجلس على ركبيته امامها ولازال يخبئ ملامحه داخل كتفها ..حاوط خصرها بذراعيه ..شعر بباطن كفيها الناعمه تحاوط منكبيه الواسعه وهي تشده أكثر الى صدرها ..
أنه محتاج للغايه لهذا الهدوء لهذا الحضن الرقيق ..لقد نسي نفسه في خضم هذه الحياه لقد اتعبته قسوته للغايه ...لقد نسي من يكون ..لا بأس بأن يستسلم للحظه لهذا الحضن الرقيق ..أن يتخلى عنه دفاعيته.. ويرخي من شدته..أن ينعم فقط بهذا الهدوء ...بالشعور الذي يجربه لأول مره ..هل هذا الحنان ..لا يعلم ان كان هو فكم هو لذيذ و وقعه يلاشيء كبرياء التعلق بالعزة و الصلابه ..
لم تفهم فعلته كل الذي فهمته بأنها تريد ان تخبئه في حضنها ..مررت اناملها بألتقاء شعره برقبته وهي تطبع قبلتها على رأسه ..خنوع الوحش هذا ..خنوع المحارب على صدر الاميره الرقيقه ..يبعد و ينفي كل شعور يوما بنته اتجاهه ...تريد ان تتوقف الحياه بينهم ويستمر هذا الشعور الى الابد ..
أطرقت رأسها على جذعه الضخم الذي التصق بها ..و أخذت نفسا عميقا وهي تغرق برائحته الرجوليه التي تحمل لها موج ذكريات ينكسر على صخور افعال ..
لقد عانت كثير هذه الجليله ..عانت الامرين وما اشد منها ..لكنها هذه اللحظه لم تأخذ أبدا اختارت ان تعطي وكم العطاء مريح أكثر من الأخذ ..
:
أبتسمت تمنع حزنها الغريب ..هل مرت بك تلك اللحظات من شدة تشبعها بالمشاعر العذبه انتباك الحزن بها ..وهي تشعر بعد طول سكونه في حجرها بقبلاته الشغوفه حول كدمتها ..
كيف ترفضه ..انه متعب .. بمستوى شدة رعبها ونفورها منه ..مستوى رغبتها و غرقها به ..هذه المتضادات داخلها هي ما يشدها اليه ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::
نظرت اليه وهو يتأكد من خروج الحارس من المنزل بعد ان ادخل امتعتها ..التي لازال بقيتها لم يصل وقد شحنته متأخر ..
عاتبته وهي تحمل ابنتها في يدها وتقف الاخرى خلفها تراقب المكان بأستغراب ..." معد ما يحتاج خلاص انا بدخل ..روح يادوب تلحق .."
هز رأسه بالنفي لها وهو يبتسم بلبقاه ويسبقها لفتح باب المنزل ...خطت خلفه خطوات بطيئه وهي تبعد هذا الشعور من قلبها ..وقد تعالت نبضات قلبها ..وشددت من قبضتيها فوق جسد ابنتها التي حملتها لتمنع ارتحافها ..ماذا انها كبيره لتتجاهل هذا الشعور ...لا تنسى لما هي هنا ..لكن الموقف أكبر منها ..
فتح لها الباب وهو يشير لها بالدخول ...." تفضلي ..حياش يالشيخه نورتيه ..."
أبتسمت اسفل نقابها على مضض وهي تدلف الى المنزل همست .." ماشاء الله ..تسلم"قالتها وهي تتأمل اركان المنزل العصري الانيق البسيط ..
لم تتنبه لنظراته التي احاطها بها ..وهو غير مصدق تواجدها في منزله ..بعد كل هذه السنوات ..المنزل الذي بناه خصيصا ليستقر به معها وعاش معاه كل لوعة وحدته ..قد دخلته أخيرا ..
مدت يدها لا اراديا لتفتح نقابها الا ان يدها توقفت عن الحركه وهي تعيد يدها على جسد ابنتها التي حملتها ..كما اشتعلت نشوة الطفل داخله كما انطفت ..لفعلتها ..كم هو مقدر لها وكم عذرها بداخله ..لتأخذ راحتها ..
حمل طيف من على الارض بخفه وهو يقبلها ..." نور المكان بالشيخه وبناتها ..نور..الله يحيكم ..تعالي خليني ادلش على المكان قبل أمشي ..."
صعد السلم بخفه وهو يلتفت اليها مشيرا بيديه ..أشار الى اقصى يمين المكان .." غرفة النوم الاساسيه هنا...وهنا غرفتين نوم زياده" قالها وهو يشير لليسار" ..تبينها للبنات تبين تعدلين اللي تبينه تحت امرش..."
لم يتوجه بلفظ غرفتي او غرفتنا او أي من هذا ..يريدها هي ان تقود الامور فالموضوع الارتباط هذا ذا وقع كبير عليها كما يبدو ..وليتسلم هو زمام الامور عندما تعتاد وترتاح ..قد يكون كره السفر المفاجئ هذا فقط خجلا بأنها ستبقى وحدها ..لكن من ناحيه أخرى يعلم بأن هذا سيخفف عنها كثيرا يعرف كم نصره مكابره وتتظاهر بالاعتياديه دوما ..لكنها ايضا تحتاج وقتها الخاص لتتأقلم ....أكمل حديثه وهو يضع ابنتها على الارض ..." الخدامه اللحين برسل السواق يجيبها من بيت ابوي..خذي راحتش هذا مكانش ..وبوصيه يجيب لش شريحة جوال ..نسيت اطلع لش وحده في المطار اعذريني ...واللي تبينه كلميني ابد تحت امرش بكلم ثاني ولا أي حد من اخواني يجيبه لش ..لا اوصيش يا نصره ..لا ينقصش شيء كلنا تحت امرك يالشيخه ..."
هزت رأسها بالنفي وهي توزع نظراته حول المكان خجله ..." ماتقصر يامعد ..خيرك سابق ..لاتتعب نفسك انا ماعليك مني روح وبالك مرتاح حمد الله بين اهلي وناسي ..."
هز رأسه بالايجاب بأن الامور تمت جزء منه لا يريد تركها .." أن شاء الله مانقصر بحقش.."قالها وهو يهم بنزول السلم ..." نسلم عليش أجل ..تامرين شيء ولاش.."
أبتسمت له اسفل نقابها و هي تنزل السلم معه وقد تركت ابنتها بجانب اختها ..." ماتقصرون ..سلامتك ..انتبه لنفسك ..وكلمني لا تطمنت على جدك ..ولاتتعب نفسك ..أستودعتك الله .."
قالتها وهي تقف بالقرب منه ممسكه الباب وهو يهم بالخروج ...ألتفتت اليها ...ان خيالاته كلها اندثرت امام هذا الموقف ..
كان في عينيه حديث قديم محاه بقوله ..." انا اشهد انش نورتي البيت والبلاد "
ردت على اطرائه خجله ..." الله يسلمك ..منوره بأهلها وناسها .."
القى عليها السلام وهو يترك المكان ..أغلقت الباب بهدوء بعد ان حرك سيارته ..نزعت نقابها وهي تتأمل المكان حولها ..
كم تشعر بأنها غريبه ..سمعت صوت ابنتيها في الاعلى ..وقد بدأن في اللعب ...صعدت اليهن وهي تتجاهل هذه المخاوف داخلها ..مادمن معها كل شيء على مايرام ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :
كانت تجلس فوق كرسي الارجوحه الواسع وقد سرحت بنظرها للأفق البعيد وكوب الشاي في يدها قد برد ..
كانت تفكر به ..ومتى غاب يوما عن ذهنها ..تشعر بأنها ظلمته وهي سبب كبير فيما هو فيه ..كم تود ان تغمض عينيها وتعيد فتحها فتراه هنا بجابنها يحادثها عن يومه ويقبل يدها كل تاره ..
هل هي من زرعت هذه القسوه بداخلها فلم تذكر يوما قد قبل جبينها او يدها ..أو بحث عليها لاهقا بين الغرف ليحادثها في موقف مر به اليوم ..
ألتفتت للصوت القريب منها ابتسمت بين حزنها وهي تشير للمكان الخالي بجانبها ..." ياهلا بعمري ...تعالي .."
أبتسمت تلك على مضض وهي تقترب منها ..جلست بجانبها بهدوء وهي تراقب هدوء الفجر الذي عم المكان ..
حادثتها ولازالت حدقتيها معلقه ببوادر الشروق ..." عمه ..أبغى أرجع الديره ..."
ألتفتت اليها اميمه هلعه ..انه تكره الوحده التي يحيطها بها العالم هذه ..كم تتمنى بأنها قد اسست عائله كبيره ومستقره تحيطها من خوف غربه الايام هذه ..سألتها تكذب ماسمعته .."أيش..؟"
أبتسمت لها بخوت بحزن وهي تعيد قولها .." أقول لك أبغى أرجع الديره .."
هزت أميمه رأسها بالنفي وهي تسألها بتوجس ..." ليه يا بخوت ..أنا قصرت عليك بشيء..أحد غلط عليك قولي لي ..ليه تبغين تتركيني ...؟؟"
هزت بخوت رأسها بالنفي مبتسمه بأنكسار ..." لا والله يشهد عليك الله ما قصرتي في حقي يوم ...لكن ياغريب كون اديب.."
عارضتها اميمه وهي تشعر بأن روحها ستتركها ..." غريب ايش يابنتي ..انتي اهل البيت وفرحة البيت ..وست البيت "
الخيبه علت وجه تلك ..." سامحيني ياعمه ..مادخلت الفرحه اللي كنتي تتمنينها للبيت .."
مدت اميمه كفها وهي تلمس خد تلك برقه أم ..." حبيبتي ..انتي اللي سامحيني ..كأن اللي مريتي فيه مايكفي ..أنا شفت فيك بنتي وفرحتي وتعلقت فيك وتمنيت ربي يكتب لك السعاده والاستقرار مع ولدي ..لكن "
قاطعتها تلك كارهه كسرة اميمه امامها ...." عمه لاتقولين كذا والله أسعد ايام عمري عشتها معاك ..أنتي مو بس كنتي أستاذتي بيوم ..انتي كنتي لي اهل وسند وفضلك علي كبير لايمكن في يوم انساه ...لكن ياعمتي ..ماعاد لجلوسي معاك حاجه ..الناس تتكلم و ماترحم ..ارجع لديرتي بستري ..وانتي تبدين من جديد مع وليد ..ارجع لأهلي وناسي ..وماراح أقطعك ..ياعمه لو تقولين اللي تقولين ..والله مافي سبب يخليني اجلس معاك ..القلوب صح ياعمه شواهد وتعرف بعضها واتمنى لو اعيش معاك للابد وما اتركك بيوم ..لكن الواقع غير ..وانا ما ارضاها لا لك ولا لوليد اكون سبب قطاعه بينكم لمجرد اني اكون في بيتك ..أنا برجع ديرتي وعيال عمتي ماهم مقصرين معاي .."
لم تستطع اميمه الرد عليها لان تعرف بداخلها ان قولها صحيح وهذا ما كان يخيفها وتهرب منه طوال هذه الشهور ...." وعمتك يا بخوت بتستقبلك ..."
أبتسمت تلك برقتها المراعيه ..." بجلس في بيت ابوي وامي ..وماعليه تقسى يوم ولا يومين وترجع تحت الدم يحن ياعمه ...وانا بكون مرتاحه هناك..وبرجع للبيئه اللي تعودت عليها .."
غضنت اميمه حاجبيها تمنع بكائها وهي تراقب محيا تلك انها تشتاق لها منذ الان ...." بتجلسين لحالك في بيتكم كيف مايصير ..."
عارضتها بخوت وهي الاعلم بهذا ...." يا عمه اهل الديره بيبانهم مفتوحه على بعضها ..وهناك استر لي ..لقب المطلقه مو حلو ياعمه للناس..وكمان جالسه في بيت ام طليقها ..وانا والله لو يلحقني الكلام لوحدي ماهمني لكن انتي ووليد لا ..وزي مادخلت بسلام اخرج بسلام ..لاعارضيني ياعمه ولا توقفيني لانه عارفه انه انتي بداخلك فاهمتني ..بس قلبك الحنين هو اللي يقول لك خليها عندك ..."
هزت اميمه رأسها بالنفي وهي تبعد اقتناعها .... " كيف بتعيشين لحالك وكيف بتصرفين على نفسك ..وكيف وكيف يابخوت .."
عاتبتها بخوت بنظرتها الحزينه ...." تضنين عيال عمتي بيقصرون ...لاتشيلين همي ..تنفرج ..انتي بس ارضي علي و خليني اروح مرتاحه .."
مررت اميمه اناملها اسفل جفنيها تمحي اثر دموعها ..." يا ربي كيف ما ارضى عليك انتي بس سامحينا واستريما واجهتي وتأكدي بزورك في ديرتك ولا بنقطع عنك ..انا روحي معلقه فيك ربي يصبرني على فراقك ..."
أحتضنتها وهي تربت على كتفها وترتب خصلاتها وتطبع قبلاتها على رأسها ..." ياحبيبة عمتك انتي .."
أبعدتها عن حضنها وهي توصيها بجديه ..." بخوت اوعديني ...اوعديني ..تنجحين ...وتستقرين بحياتك وتبنين اسره كبيره وسعيده وتتركين المكابره عنك مافي زي العيله ...انا خلفت وليد وانا عمري 13 ..تعبت وشفت الويل حياتي ما كانت سهله ..رميت كل شيء وراي وكابرت وكملت دراستي ..وتوظفت كم سنه وتركت واستقريت بشغلي ..بس لو اندم على شيء اندم اني ماعطيت نفسي فرصه اني اتخلى عن كبريائي وضني بأني مكتفيه ..ورفضت فكرة الارتباط وتكوين العيله ...اليوم انا عمري تسعه وثلاثين ..واعيش في بيت وحدي وولدي زين منه يتذكرني ..الفرص ضاعت مني كثير ..لايلهيك أي شيء في الدنيا عن تكوين عائله هي اللي راح تبقى لك ..هي بس..لاتخلين تجربه سيئه وحده تدمر حياتك للأبد مافي شيء يستاهل ...صح؟؟ .."
تأملت الوجع في عيني اميمه التي تفصحه للمره الاولى لها ...
هزت رأسها بالايجاب بين دموعها وهي لاتقوى على الرد ..بعدما استوعبت الوجع النادم في حدقتي اميمه ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
:
صوت الاذان اقرب من العاده وليس من مسجد جدها الذي اعتادت عليه ..فتحت عينيها مستغربه وهي تتأمل المكان ..ألتفتت لأبنتيها في السرير خلفها ..
نفثت نفسا عميقا بتعب وهي تستوعب مكانها ..أنها أبعد ماتكون عن ديار جدها ..كم هي متعبه لدرجة انه نامت دون ان تنزع عبائتها ..
سمعت صوت مكنسه كهربائيه في الخارج ..نفثت نفسها بتعب وهي تستقيم جالسه لازالت لم تستوعب أين قد تكون..
وقفت بكسل متخبطه في وقفتها ..وهي تمر بتشتت يكاد يفقدها ذاكرتها لشدة تعبها ولا زالت تحت تأثير نعاسها ..
عدلت الغطاء فوق ابنتيها الاتي شاركنها تعبها اضعافا ..وهي تتجه لحقيبتها ..أخرجت فستانا قطني طويل كان الاقرب اليها ..نزعت عبائتها وهي تتجه بخطوات متعثره لدورة المياه ..
جلست تحت هدير المياه الساخنه علها تخفف من الآم جسدها ..انها لا تقوى حتى على الوقوف ..مررت كفيها على محياها وهي تتأمل المكان حولها ..أنها خطوة الالف ميل يانصره ..اقصي مشاعر التخوف والغربه هذه أليس هذا ما اردتيه انك ناضجه وقادره على تحمل كل هذا ...ستنعمين بالعزله الاستقرار أخيرا ..
لا تعلم كم لبثت اسفل المياه ..وقفت وهي تتشبث بالحائط الرخامي وقد كادت ان تفقد توازنها لشدة الدوران الذي تشعر به ..لا بد بأنه هبوط لقد ضغطت على نفسها كثيرا ..
متعبه حقا و أرتجفت اطرافها ..لاتريد أن تمرض اليوم ..هذا ماحذرت نفسها منه وهي تقاوم افراغ ما بمعدتها الخاليه ..
توضئت وارتدت ملابسها ..بيدين مرتجفه وذهن شارد وجسد واهن قضت الصلوات التي فاتتها ..
سمعت طرق على الباب ..بالكاد جمعت قوتها لترفع صوتها بأن تسمح للطارق بالدخول ...حينها فُتح الباب اطلت من خلفه خادمه حسنت المظهر ...سألتها مبتسمه بعمليه ..." مدام ....دينر ..."
قالتها وهي تدخل مابيدها وترتبه على الطاوله في منتصف الغرفه الواسعه ..أبتسمت لها نصره بين تعبها تشكرها وهي بالكاد تستطيع تحريك أطرافها ...
كانت تلك ستهم بالخروج بعدما سألتها بلطف ..." أني ثينق ألس ..؟؟"
هزت نصرها لها رأسها بالنفي مبتسمه وقد بهتت ملامحها وبدى تعبها ...أضطرت لها وهي تشير لها على ابنتيها ..." قوميهم يأكلون ...وهاتي لي ليمون أو حاجه مالحه ..."
قالتها وهي تمتد بجذعها فوق السرير وتراقب ابنتيها بتعب ولا زالت قدميها على الارض...
أستجابت تلك لأمرها وهي تقترب مبتسمه من الصغيرتين ...اللتين استغربا الامر في البدايه لكن ما ان لمحا ابتسامه امهم التي أحاطتهم برضا وحب حتى عمهم الاطمئنان ..
راقبتهم مبتسمه وقد نسيت كل تعبها وهن يجاهدن ارتفاع الطاوله للجلوس ...ولازالت ايديهن الصغيره رطبه من الماء ..وتغيرت ملامحهن الحماسيه متأثره بنومهن ...
أشارت للخادمه ..." شكرا ..خلاص انا اكمل ..بس جيبي لي أي حاجه مالحه .."
وقفت بتعتب وهي تستند على كل مايقابلها حتى وصلت أليهن ..جلست بهدوء متعب على كرسي بعدما رفعت صغيرتها عنه بوهن ووضعتها في حجرها ..
ساعدتهن في الاكل وهي بالكاد تقوى على رفع الملعقه لافواههن الصغيره ..كانت تمرر يديها على خصلاتهن السوداء ووجناتهم الورديه وهي تراقبهم بحب ولم تفكر بنفسها البته ..
لاتريد ان تتعب حقا انها بعيده عن ديارها وليس هناك من يهتم بهن هنا وتثق به ..غصبت نفسها على بضع لقيمات وهي تشجعهن للأكل ..عادت لوعيها قليلا بعدما ان شربت عصير الليمون واكلت السلطه المالحه ...لكنها لازالت تشعر بوهنها...
بدلت ملابسهم بعدما حممتهم و صففت شعورهن ...ياه كم هي عاشقه لهن ولجمالهن البريء ..
لعبن في المكان حولها بعدما افرغن حقائبهن من العابهم الصغيره التي خبئنها خلسه ..استلقت على طرف السرير وهي تراقبهم بحب وتشعر بقلبها يقفز في صدرها لشدة فرحتها بهن ...ياسعادة عمرها هن ..وكل جميل قد مر بها يوما ..
دخلت الخادمه حينها .." مدام ...في ضيوف تحت ..."
جلست مستغربه وهي تنسى تعبها للحظه ...هزت رأسها لها بالايجاب .." اوكي ..سوي قهوه ذحين انا أجي ..."
لاتعلم كيف تصف شعورها تشعر بالغربه ربما ..وبعض الراحه ..وكأنها ترتاح في فندق بعد سفر طويل ولاتعلم متى ستغادره فقط تريد ان تنعم بالهدوء ..
وقفت وهي تبحث عن حقيبة زينتها ...وجدتها بسرعه ..صففت شعرها الذي لازال رطبا ومن ثم مررت الماسرا على رموشها واكتفت بالمرطب على شفتيها ...مررت يديها على محياها تمحي التعب عنه وقد احمرت خديها تأثرا لتعبها ..
لازالت ترتدي بعض حليها الناعمه ..أخرجت حذاء مريح ..واغدقت من رشات عطرها كل هذا في دقائق مستعجله ..قبل خروجها بحثت عن برقعها ...نفثت نفسا ساخرا وهي تتذكر بأنها ليست في المنزل الكبير ...استحثت ابنتيها للحاقها ..
نزلت السلم كان المكان هادئ مثلما دخلته لكم الاضاءات قد سطعت جميعها ورائحة العود و البخور القويه علقت بالهواء ..
التفتت مستغربه حولها أين الضيوف ...أشارت لها الخادمه التي اتت ببتو من جهة المطبخ كما يبدو ..." هنا مدام ..."
أبتسمت لها نصره تشكرها وهي تدخل المكان ..ولحقنها ابنتيها متجاهلات امرها لهن بالجلوس هنا ..
دخلت الغرفه المخصصه كما يبدو للأستضافه ...أتسعت ابتسامتها وهي ترى قوت ابنة عمتها امامها ..و أختها هيا الكبيره وكان قد نسيت متى أخر مره قد رأتها فهي الاكبر بعد معد ومستقله منذ زمن طويل في قطر ....بادلتهن السلام بشوق وكعادتها المحببه والمقدره رحبت بهن..." ياهلا يامرحبا ..لو ادري اني بشوفكم كان من اول جيت الدوحه ..."
ردت عليها هيا التي لاتشبه عمتها ابدا ...." حبيبتي ..والله نورتينا مبروك ربي يسعدش ويهنيش ياعروستنا ...تغيرتي علي أخر مره شفتش كان عمرش 13 سنه ..."
ياه كم ان لهجتهم جميله ..كانت تحب سهو معد واخواته بها دوما .." ياعمري الله يبارك فيك ...بس انا خلاص راحت علي عروستنا قوت الجميله ..فديتها وفديت اسمها ..."
جلست بجانبهن وهي تبتسم تغطي خجلها ..لم تكن يوما خجوله لطالما كانت واثقه لكن الموقف هذا يمر بها لأول مره ..أبتسمت لها هيا وهي تمرر شعرها بحنان على شعر اختها الصغيره ..." اللحين انتي عروستنا لأخر الاسبوع ..عشان لايزعل علينا معد نسحب البساط من تحتش شوي شوي ..خلقه ماحسب لقى فرصه دق علينا...روحوا لنصره لوحدها أكيد تعبت من الطريق ...."
أبتسمت نصره بخجل للطفه ...." ياعمري هو مايقصر ...حنين ابو عبد العزيز ..."
ضحكت أخته ساخره بحب ...انها لاتواجه ابدا نشكله مع ارتباطه بها فالكل يتمناها وتليق به جدا ..." بدينا ...بدينا .. خلاص من هالكلمه عرفت اننا بنرتاح من تدليعه ..على قولة جدتي بنزوجه ثنتين يشبع دلعه ..."
استوعبت ما قالته وقد لامتها اختها الصغرى بنظراتها ...أبتسمت نصره بهدوء وتسامح وهي متفهمه قولها ....." أبو عبد العزيز ..يستاهل ..لو أربعه أهم شيء يرضا علينا ويرتاح ويشبع دلع ..أن ماتدلع هو مين بيتدلع ..."
:
أستغربت هيا الرد وكانت ستعاتبها لولا أن قاطعتها أختها الصغرى وهي تبدل موضوع الحديث ...." نصره بتحضرين ملكتي أخر الاسبوع صح ..."
راقبت تبدل ملامح نصره وهي تحاول التملص من دعوتها بخجل ...."آآآ ..قوت ...ياعمري ما اقدر .."
عندها عارضتها هيا وهي تعاتبها ...." خير شو هالنبره ....؟؟ عروستنا وما تبغين تحضرين أول مناسبه لش عند أهل رجلش بعد زواجشش ..صعبه لو دريت أمي بتزل بعدين بتكون أول طله لش للعيله الكريمه ...الكل ذابحه الفضول ويشوفش...بعدين لو درى معد أنش ماتبين تحضرين هو اللي بيزعل مو أمي "
أبتسمت نصره تخبئ امتعاضها ....من سطوة عائله الى أخرى هذا ماكانت تهرب منه ...تنهدت بعدم رضا وقد غلبتها حقا بأخر جمله ..." دام فيها زعل معد وعمتي لا أكيد بحضر ..وعشان كمان أشارك قوت الحلوه فرحتها ....بنات عمتي علياء عمرهم ماقصروا معانا بمناسبه ...ما أقدر أقصر بحقهم ..."
أعجب هيا ردها الرزين ...." حبيبتي ما تقصرين ..ربي يسعدش ويخليش لكل عين تحبش وتغليش..."
أبتسمت لها نصره وهي تهمس بخجل ...."تسلمين ...." سألتهم بلباقتها المعهودة..." تعشيتم ...؟؟ ترى عازمتكم على العشا وهذا بيتكم ومكانكم....عاد في هاذي لاتقولون لا مو متعوده أكل لوحدي أبدا ..."
لم ترفض هيا طلبها وهي تساندها ...." مو بقايلين لش لاء ...أنا أكبر داعمه في الاكل ...وبيني وبينش دام الابو رضا ينتبه لعياله أنا معاش للفجر ..."
ضحكت نصره لأسلوب تلك المحبب ...." يعني العقده هاذي ممتده لقطر مو بس عند ربعي الاسبان ...."
أبتسمت لها هيا وهي تؤيدها الا انها تصنعت السخريه.." مو بطره ...لكن ماحد يتقارن بالقطري...فديته"
مثلت نصره عدم رضاها ..." انتبهي ترى بنبدأ نختلف ...أنا سفيرة الاسبان هنا وبدافع عنهم.."
أجابتها هيا بثقه ..."ما بنقاشش... اسبوعين وبتجينا برجلوش وتقولين لي مؤيده لش ياأخت زوجي العزيز ...أنتي عاد أخذتي ملك الدلع والرومانسيه ..."
أبتسمت نصره على مضض وهي تشرد بقولها هذا لمعد الذي اقتحمت حياته ...كيف ستسلبه كل هذا ..كيف ستفاتحه برغباتها ..كيف وهي تعلم برفضه منذ الان ..فلا يشابه معد الامير هذا بمرؤته و وفاءه أحد ...
:
:
أبتسمت بشرود وهي تشاركهم الحديث لقد كسروا صمتها وسرحانها وصعوبة اليوم الأول ..بخفة دم هيا وخجل قوت ...شعرت بالانتماء لهم فهم يشاركنوها نفس الدم ..بينما لم يجول في ذهنها أبدا سوى من تسكن بيته الأن مالذي سيحدث بعد عودته ...لقد ساعدها سفره بالهروب التي كرهته ومقتته ...مرتاحه ومتوتره في نفس الوقت للقاء الموعود...
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
بعد أسبوع ..
أغلقت هاتفها وهي تقذفه من يدها بكل قوتها و تحاول ان تفرغ غضبها به ...
حينها دخلت امها الغرفه وهي توبخها بقل صبر ...." وجع ...يابنت ترى قرفنا كل شهرين بجوال وش قلة الحيا ذي...."
صرخت بها بقل صبر ..." ماما أسكتي عني ...أنا دخت مع عمادة القبول والتسجيل ...ماما ملفي فاضي ومرفوض لان اوراقي مو كامله ...قبل شهر بس كنت مرشحه ومقبوله ...خير ...والله الزفت ذا ولد أخوك له يد زوج الجنيه ....اش يدريني انها هي اللي وازته علي ...والله لاروح لها ذحين لاكسر راسها وراسه ..."
وبختها امها وهي تشد قبضتها فوق ساعدها وتهددها ..." ياشيخه الله يأخذك ويأخذ الابتعاث ذا معاك ...أقول أنا رافضته ..مانتي خارجه لو تموتين ...تسمعين ولا لا ..ولد اخوي ذا بتاكلين تبن ها ..وتروحين له وتراضينه يا طويلة اللسان وتردينه لك ...تحسبين ما اعرف وش سويتي فيه ...أحد يعاير زوجه بأمه ...حيوانه انتي ماتفهمين ..ولا والله لأقول لخالك صخر ...وش يضمنك انه اللي الغى ملفك صخر مو مهاب ...مهاب من له نفوذ في الجامعه عشان يلغي ملفك ....ولايمكن ربي استجاب لدعائي ....نحسه من يومك مثل ابوك وعمك ...وجع .."
:
جرت يدها بقوه من امها وهي تتفحص اثار اظافر امها التي غارت بها وهي تقاوم دموعها لشده ألها وليس لضعفها ...." بالله فكيني اخوك ذا يوم يطلع وسنتين يجري بولده من مستشفى لمستشفى الظالم ربي يشغله في نفسه ...وانا عارفه انه مهاب السبب ..ابتعاث ببتعث حتى لو جدي صلاح بنفسه ربطني بنخله ..والله مايردني عن فكتي من هالعيله المعقده شيء...تحرموني اكمل تعليمي ليه ..."
وبختها امها ...وهي تكاد تجن منها ..." ياحيوانه سواة يدك يالغبيه قالك زوجك ...أجلسي هالسنه والسنه الجايه بحطك في احسن جامعه على حسابي بس النكد وقلة الحيا ...ماحد ردك عن تعليمك ...بتسوين نفسك انا المسيطره انا الكل في الكل ...مو فستان هو ولا خرجه لصاحبتك زواج ذا ومن مين من مهاب شيخ الشيوخ وضيعيته من يدك ...وخلي بنت الشيشانيه تنفرد فيه وتاخذ كل الدلع عنك بفعولك يالغبيه ..تحسبين لو طلقك جدك بيطل في وجهك مره ثانيه والله زين ان رضا بك اقل واحد من عيال خوالك ....اللي يرفس النعمه ربي يعاقبه ...وكل اللي انتي فيه سواة يدك ...ما اقول غير يامبدل عود الخيزرانه بجريده ...."
فقدت صبرها حقا وهي تصرخ وتخبيء وجهها في وسادتها ...." امي مو وقت امثالك الغبيه هاذي ...انتي ماتفهميني وعمرك ماراح تفهميني ...." قالتها وهي ترفع رأسها لها ..." أصلا كل الذل اللي حنا فيه منك ...ليش ما خليتين نعيش مع عمامي ونرتاح من القرف ذا ...."
ردت عليها امها بسخريه كبيره ...." ياربي ياعمانك ياعيال الشيوخ يا بيض الفعايل ..كل واحد مايدري وين ارضه ...لو تلفين الدنيا كلها مردك خوالك يالغبيه ..الدلع ذا كله بتنسينه مع عمانك ...بس ليتني ولههه خليتك عندهم كان طلع لك قلب ومسحوا فيك البلاط ...لكن انا اللي دلعتك وانا اللي استاهل .....اليوم تسمعين اليوم ...زي الطيبه تروحين تراضينه مالي شغل ..لو تسوين اللي تسوين سامعه ..."
خرجت من عندها امها وهي تنهي الموضوع ....صرخت لكي تسمعها امها ..." الله يأخذ مهاب ..والعمران كلهم ...وبدر .. الله يأخذهم وارتاح ..."
سمعت امها تصرخ بها من الخارج ....وقد ضاقت ذرعا حقا بها ...." الله يأخذك أنتي وارتاح ....لكن هين أمرك بيدي ..."
:
:
عضت على وسادتها بأقوى ماعندها وقد نفذت منها الردود حقا ...تريد أن تترك المنزل بأي طريقه الان لكن اين تذهب ..
رفعت حاجبها وقد واتتها فكره وهي تبتسم لأنعكا سجولها البعيد على المرآه الذي لم يخفي مقدار جمالها بخبث ..وقفت وقد تغير مزاجها تماما ..انها تنوى على شيء يبرد قليلا من حرارة الانهزام بداخلها ..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
ترددت لتحادثه ..يا الهى لما هو صعب لهذه الدرجه ..حتى في لحظاتهم تلك الاكثر خصوصيه هو صعب جدا التعامل معه ...ومسيطر للغايه ..وقفت على باب الغرفه وهي تراقبه بخوف متردد ..كطفل يحادث معلمه للمره الاولى ..وكم هو سليط ومرعب هذا المعلم ..
:
تأملت ملامحه وهو يتابع ماعرضته الشاشه أمامه عن تغطيه سياسيه فاتره .. كان الملل والغضب يكاد يمزق ملامحه وهو يراقب مايقولونه بحاجب مرفوع غير مقتنع ...
أعاد نظره للكتاب الذي أطال مكوثه في يده حتى نسيه ..رماه على المنضده امامه بعدم اهتمام ...وهو يرفع أحد الهاتفين ..الغير ذكيه ويتأمل شاشته وكأن يبحث عن شيء ما ..عندها تذكر وضعه..اعاده الى مكانه وهو ينفث نفسا عميقا متمللا ...
رفع عينيه لها وهو كان ملاحظه منذ البدايه ...ما ان رفع عينيه لها حتى ارتعدت و عادت تختبئ في الغرفه ..
وبخت نفسها وهي تغمض عيينها لا تعرف على ردة فعلها ام فعلها نفسه ..عدت حتى ثلاثه في نفسها بأنه سيأتي الى الغرفه الأن ..لكنه لم يأتي ..أطلت بأستغراب من فتحة الباب ...
كان لازال رافعه حاجبه بتملل وضاح لمكان وقوفها للتو ..اطرقت رأسها للأسفل وهي تهرب بنظراتها بطريقه طفوليه ..وقد استسلمت لقد لاحظها حقا وهو غير راضي ...
تشعر بها تتطفل على حياته للغايه ..خصوصا مع صمته الطويل ونفوره من الحديث معها ..وتملله الواضح ..وهو يبحث عن أي شيء يشغله ويغيب عنها وقت طويل بعد اداءه للصلوات ويخلد للسرير في وقت باكر جدا ..
تشعر به وبهدوءه في الطرف الأخر لا ينام الا في وقت متأخر ..كل هذا رفض واضح له ..تبدله تماما افعاله الرقيقه تلك ..السهله الممتنعه ..لتعود لنفس الفكره لحظه بعده عنه ..فهو يتبدل لشخص أخر ...
:
:
جرت خطواتها بهدوء وهي تجلس بجانبه ..كانت القهوه التي اعدتها له تقبع في مكانها كيفما تركتها ...كانت ستهم بسكب فنجال له ..لولا انه نهاها ...بكلمه مقتضبه ..." تقهويت .."
نظرت الى الفنجان المتسخ الذي اعاده لمكانه ...حسنا لاتستغرب هذا على رجل مرتب لا يترك فوضى خلفه الا في شعورها ..
عادت للأستقامه في الجلوس بجانبه ...نظرت الى الهاتفين السوداء الصغيره التي تفارقه بأستغراب ...
ما ان رفعت عينيها حتى كان هو يارقب فعلتها بملامح حذره مستفهمه ...أبعدت عينها عن محياه وقد بدى الانزعاج المتأثر على محياها ..أنها زوجته الأن ليست شاهدته الحمقاء ..
سمعته وهو يتحدث بأقتضاب مميت لشدة الملل به ...." للشغل ...." بعد طول صمت أكمل ..." تستحمل الضغط ..الذكيه تعلق مع الضغط ... هاذي أمنه أكثر ..."
هزت رأسها لها بالايجاب وتكاد عمليته تخنقها الا انها ابتسمت له متفهمه حسنا لقد شاركها حديث ما ...يعتبر نسبيا عن أمر خاص به ..
طال صمتها وهي تعض شفتها السفلى وتشاركه النظرات المتملله للشاشه الواسعه ..تذكرت أمر ما كانت تود قوله له للتو عندما ترددت في القدوم أليه ..
ألتفتت اليه لتخبره ....كان ينظر لها حينها ...ألهي كم هو مخيف يستبق فعل الذي بجانبه ..." خالتي أميمه وخالتي قوت بيزورنا اليوم ..."
هز رأسه لها بالايجاب بعدم اهتمام وهو يعيد نظره للشاشه ....ماذا ألا يهمه هذا ...أعقبت ..." عشان يعني ...يسلمون عليك ..خالتي قوت تبغى تبارك لك ..."
ألتفت لها وهو مغضن حاجبيه بأستغراب ....عندها استوعب وكم خجلت لردة فعله يا الهي هو يهمشني لدرجه انه نسي بأنه ارتبط بي ولماذا قد يتلقى التبريكات..
رمقها بنظرته التي تكره ..لانها تشعر به يقرأ حديثها لنفسها ...التفت اليه كان ينظر الى الساعه ..ابعدت نظرها عنه وهي تخبيء ابتسامتها الخجله بأناملها ..
رباه كم تريد فهم هذا الرجل ليس لترضي فضولها بل لترتاح حقا ..فهو صعب للغايه ..بالكاد تفهم منه فعل او كلمه ...ليعود يناقضه بفعل وكلمه أخرى ..
وقفت وهي تتركه هاربه لتخبر الخادمه بقدومهم وتستعد ...انها تفتقد نوف وعنود حقا فهي لم تخرج سوى قليلا وكانت عكس جدول نومهم كما انها في داخلها تهرب من مقابلتهم حقا لانها خجله للغايه ...لكن الاسبوع سينتهي وستراهن في اجازه نهاية الاسبوع ...
توقفت خطوتها وهي تشعر بما يعيقها ..ألتفتت اليه ..كان مطرقا رأسه و وممسكا بكم معطفها الحريري الواسع ..
نفثت نفسا عميقا وهي تتأمله ...فقط ساعدني لفهمك ..؟؟ وسألبي لك كل طلب بكرم لاطائل له ..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
كانت تنزل السلم عندما دخلت احداهن المنزل واغلقت الباب خلفها ...انتباها برود عدائي غريب ما ان عرفتها ..
كشرت تلك لها وهي تتجاهلها وتتجه حيث تجلس زوجة جدها دوما ...تحتاج فقط لرضا هذه العجوز المحنكه ليرضا الكل عنها ...لكنها فقط هربت من مواجهة الصهباء الجميله ..تكاد ان تتفتت دواخلها لشدة غيرتها منها ..لما قد ازداد جمالها اضعافا وبدت راحتها على محياها الجيمل هذا الذي اردي نزعه من ذاكرتي للأبد ..كما ان وزنها ازداد قليلا فبانت ملامح جسدها وأشتدت حدة ملامحها الجميله المريحه ..للحظتها فقط عرفت بأن هذا تأثير مهاب ودلاله وتفهمه عليها وهو الذي سمعت به كثيرا وضنته تملقا ولا يملكه هذا الشخص أبدا..وعرفت ماذا ضيعت من يدها ..
:
:
القت السلام على قوت التي استغربت حضورها ..عندها دخلت جوزيده وبيدها القهوه ..سكبت لجدتها فنجان أخذته منها وهي تحيطها بدعوات الرضا عليها ..
مدت تلك بفنجان ..أخذته منها وهي تتصنع لها ابتسامه زائفه وكارهه ...سمعت جدتها تثني بعدما ارتشفت فنجانها ..." الله تسلم يد سوتها ...هاذي القهوه ولا بلاش ..."
:
نظرت لها امتنان بملامحه كارهه جامده وهي تمد يدها لخالرج الفرشه وتسكب الفناجان على العشب ..
أبتسمت جوزيده بسخريه على فعلتها التي لم رتاها جدتها والا عرفت كيف توبخها ..بدأت الجده سؤال امتنان عن حالها وحال امها واخواتها ...وتلك تجيبها بلطف زائف ...حينها أتت الخادمه ..وهي تنادي الجده ..." ماما قوت ...هذا حرمه تليفون يبغى انتي ..."
وقفت العجوز وهي تستأذن وتتسأل عمن تكون ...
حينها تحدثت ابمتنان بسخريه على ذهابها ...." والله جدتي قوت معنيه نفسها وللأن متمسكه في التليفون ...بس بعذرها ماجربت الجوال ..اللي يجرب الافضل بيمل من القديم وينساه..قاعده خذيها في حياتك..."
أبتسمت لها حوزيده بلطف وهذا ما يقتلها لطفها رقيق وغير مصطنع ...." جدتي وفيه وبتتمسك في الاصيل والقديم دايم ...لانها ماتعرف الا له ..مالها ومال المعقد .."
كشرت تلك لها وهي ترمقها بنظره تكاد تقتلها ..ألتفتت حولها بملل ..ومن ثم اعادت نظرها لتلك ..كانت منشغله في التحديق بكوبها والورده التي قطفتها للتو ووضعها بجانبه..وهي تمرر اناملها على بتلاتها الريانه....تذمرت تلك ...." يالله ..قديش انتي ممله ..أف..اكيد مهاب حبيبي طق من الملل ...."
رفعت جوزيده لها رأسها وهي ترمقها بنظرتها وقد رفعت حاجبها بغير رضا من اللفظ الذي نادته به ...لو سيقتلها شيء ليس خوفها من أنه يترك ويذهب لهذه ...بل شدة غيرتها هذه اللحظه ..." عكس ما تضنين يا أمتنان ...في ناس تقدر الهدوء والتأمل ...الحياة الصاخبه تنزع منك ملاحظه الجمال ...ومهاب..يقدر جدا جدا ..التأمل والجمال ..."
صدمها ردها الرقيق المنطقي لكن هي دوما من تضع بتسرعها واستصغارها نفسها في هذه المواقف ....الا انها اظهرت عكس ما تبطن ....اجابتها مستفزه وهي تنهي حديثها.." بلا بلا ...وين مهاب أبغاه ...وحشني ..بيني وبينه امور كثير بقولها ..بما انه كلنا لنا نفس العقليه والميول ...أكيد حبيبي افتقد الاحاديث العقلانيه من وحده اكبر همها ذهبها وماكينتها ..."
:
تجاهلتها جوزيده ..لكن ترك ذاك في داخلها حزن ما ..لو تحسد هذه الفتاه فسوف تحسدها على قوتها صحيح بأن احيان وقاحتها تغلبها لكن هذه لا يخفى قوة شخصيتها واستقلالها ...أجابتها ببرود كادت تلك ان تتجمد لتأثيره ...." مهاب مسافر ..."
تنهدت تلك بأنعدام حيله ..." ما الومه حبيبي ولا في عريس يسافر هالوقت الحساس لأرتباطه ولوحده من هين ...الله يكون في عونه ..يتعوض ان شاء الله ..حبيبي واضح مضغوط حتى سافر ما قال لي "
ضحكت سخريه صدرت من جوزيده لم تخفيها ...." أمم ...صح ..مسكين حبيبي ..والله مسكين .." قالتها وهي ترمقها بنظرتها التي اعادتها الى وردتها ...وقد فهمت جيدا امتنان قصدها بنظراتها بأنه مسكين لارتباطه بها هي وكيف الخلاص منها ...
اتسعدت حدقتي امتنان من فعلتها وهي تفهم تماما بأن ما خافت منه حدث ..وبأن وتر ضعف جوزيده تلاشى للضغط عليها ...وهاهي تستقوي به ...فمن هي التي لاتستقوي بهذا الرجل الراسخ ...
:
وقفت وهي لا زالت ترتدي عبائتها تهم بترك المكان ...دخلت حينها الجده المكان مستغربه خوجها ..." وين ياوليدي ...ماسلمتي على جدك ذحين يجي ...ولاجلستي معاه "
اجابتها بعدم اهتمام وهي تترك المكان ...." أسلم عليه برى ... "
راقبت قوت خروجها بعدم رضا ....جمعت كفها ونثرت اصابعها ورائها علامه على أنها غسلت يدها منها ولا تتوقع منها طيب ... وهي تهمس بأستنتاج قديم وحقيقه لا تنكرها ...." المقطع وين تروح ..."
التفتت الى جوزيده متسائله ...." وشبها .."
هزت جوزيده رأسها بالنفي ..." مابها شيء ياجده ..تسأل عن مهاب بس..."
كشرت جدتها وهي تجلس ..." ذوان تسأل عنه قليلة الحيا ...."
حاولت جوزيده تغيير مسرى الحديث وهي تضحك على كلمة جدتها ....." جده اش ذوان ...؟؟"
وبختها جدتها ...." اقول الحضريه ..تراني جايه من الجبال ...وش تبغيني اقول ...دحين .." قالتها وهي تقلدها بأبتسامه بين سخريتها ..
ضحكت جوزيده لقول جدتها ..أبتسمت جدتها بحب لفعلتها ...." ياعميري ...عسى هالضحكه وصاحبتها ماتذبل ..."
مدت يدها لكف جدتها وهي تتلقفها وتقبلها ...." ربي مايحرمني دعواتك يالغاليه .."
تأملتها جدتها بحب..كم هذه الفتاه حسنة التربيه ..النعرة لم تفد احدا ..امتنان من ربتها ابنتهم ذات المقام العالي صدرت منها هذه التصرفات الرعناء وهذه من ربتها المعدمه التي رفضوها يكاد ادبها ان يسبق اسمها عند ذكرها ....لايتعلم الانسان اخطاءه ولا يتخلى عن مبادءه الظالمه المجحفه الا عندما يكبر ...
:
:
وقفت جدتها تهم بالخروج من المكان ...." عاد شوفي اميمه وينها ذحين ..تقول بمرك نروح نبارك لمتعب ..."
ابتسمت جوزيده وهي تقف لوقوفها ..." سلموا لي على جليله ...خلاص العشاء انا اسويه لاتتأخرين على جدي بس..."
أحاطتها بالدعاء والرضا ..وهي لاتكاد تستغني عن وجودها في المنزل التي كرهته بدون نصره ...لا ترضى عن غيابها ..لكن هذا ما اختاره جدها ..وان كان يريحها فمن هي لترفض ..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
سمعت طرق الخادمه على الباب ... التي اوصتها بحضور الضيوف ان تفعل ..يا الهى لا تصدق بأنها تأخرت ...كان يفترض لها أن تقابلهم ..كما انها ليست معتاده على الرفاهيه والبيت الواسع هذا الذي يشتتها من التركيز على استعدادتها ..
كانت ستخرج من الغرفه بعدما ارتدت كعبها على عجل ...لكنها تذكرت من الزائرتان عادت على عجل الى صندوق مجوهراتها وهي تخرج بناجرها الذهب ارتدتها وهي تهم خارجه من الغرفه سمعت صوت وهو يحادث الهاتف ...
حتما هو سمع طرقات الخادمه..كيف يخفى عليه أي شيء يمر بهذا البيت سينهي مكالمته ويأتي لن تغامر بمناداته ...
نزلت السلم مسرعه متجهه لغرفة الضيوف ..أخذت نفسا عميقا قبل دخولها ..كن يهممن في نزع عبائاتهن و مناولتها الخادمه عندما دخلت ...
أعتذرت وهي تقترب منهن خجله من امور كثر ...." سامحوني تأخرت عليكم ..." قالتها وهي تهم في السلام عليهم ...
أجابتها اميمه تعذرها ..." ماعليك دوينا داخلين ..."
أستضافتهن لوحدها وهي تستمع لدعاء وثناء الجده قوت خجله ..انها تغمرها بكرم اخلاقها حقا ..كانت كل لحظه ترفع نظرها للباب تنتظر دخوله ..
الا أحد لحظاتها ارتجف صدرها لكنه استكن بحب وهي تراقب دخول ابنتيه ..لاتعلم لما هي خجلت ..لانها باتت تشاركهم ابيهم الان بطريقه أخرى ..
غرق المجلس في حديثهن وتوبيخ قوت الدائم الذي لاينتهي لعنود وتعليقاتها الجريئه ..
تحدث اميمه حينها ..." صح بدري عليها ...بس الجمعيه بدونك مو حلوه ..."
أبتسمت جليله بخجل وهي تفتقد ايامها البسيطه هناك .." تسلمين .."
حينها تحدثت قوت بقل صبر ..." الرجال هذا وين هو ..نجري وراه عشان نسلم عليه ...لايكون بس ماهو في "
حينها ابتسمت بحماس لاتكاد تفسره وقد ارتجفت اطارفه عندما سمعت صوته قبل دخوله ..." هذاني ياخاله جايك ..."
دخل وهو يلقي السلام ورحب به من كل قلبه ...بهتت ملامحها وهي تراقبه لاتعرف هذا الشخص ابدا ..وقد اتسعت ابتسامته وامطر كف خالته وجبينها بقبلاته واختفت خلف ضخامة هامته ...
ما ان انهى سلامه على من بالمجلس ..وانتهي بأبنيته اللاتي حيينه بأحترام وحب وافتخار ...تراه لأول مره عن كثب بالقرب منه ..راقبت الحزم الحاني في حدقتيه المخيفه ...
لكن ابتسامتها السارحه به اختفت تماما ما ان التفتت عليها وتبدلت ملامحه وعلت وجهه نظره غاضبه وهو يرمقها بنظرته ..جلس بالقرب من خالته ...وهو يجب على أسألتها مباركتها وحدقتيه تراقب تلك التي قاومت امتلاء حدقتيها بدموعها لشدة سخط نظراته لها ..
كانت تنتظر اللحظه التي ستعرف كيف يعاملها امام عائلته حينها ستفهم الكثير وفهمت هذا للتو ...وقفت لتسكب له فنجان قهوه جديد ..وهي تشغل نفسها وخيبتها بفعلتها ...
كانت ترتدي فستان ضيق بلون وردي لحمي ذو اكمام طويله وضيق أسفل ركبتها وبفتحه صدر واسعه ..وكعب رمادي يليق به ..واكتفت بذهبها وماسكرا وروج وردي فاتح ..كانت تجرب لون الفستان هذا للمره الاولى لكنه يليق جدا بدرجه بياض بشرتها ورسم جسدها ..ولاتملك وقتا لتجربة غيره حتى ..
ولا زالات خصلات شعرها التي تركتها على طبيعتها تحمل رطوبتها ...اعادت استضافة من بالغرفه من القهوه وهي تغير مكانه امامه ..وتجلس بالقربمن اميمه ..تريد الهروب من تأثير نظراته عليها لاتريد لاحدهم ان يلاحظ شيئا ...
من حيث مكان جلوسها بان لها جانبه الايمن وهو جالس بجانب جدته ولا يكاد يخفي ضخامة جذعه شيء..
تأملته وهو يعدل غترته ويهمس مجيبا على همسات خالته ..ابعدت نظرها عنه لنوف التي كانت تتحدث حينها مع اميمه ..وهي تريد ان تستوعب نظراته المخيفه الساخه الغير راضيه للتو ..
تأملت حديث نوف سارحه ..وهي تمرر اناملها فوق سلسلتها الناعمه التي استقرت في وسط نحرها ..لا اراديا التفتت اليه حينها بين سرحانها لتفكيرها به ...كان يحادث خالته عندما رفع رأسه لها هو يتأمل فعلتها بسخط ..أبعدت اناملها بتوتر عنها وهي تعيد نظرها الى نوف انها لاتصدقه ولا تفهمه حقا ..مالذي يريده منها ..ماهذا الاجحاف الذي يعاملها به ..لما يستقلها هكذا امام اهله ..
دون ان تعي كانت نوف توجه الحديث لها ..." هذاك الريجيم اللي قلت لك عليه ياجليله تتذكرينه .."
مثلت انها على طبيعتها وهي تجاوبها محاوله الانشغال عنه وعن شعورها ...."أيش...أيوا ..أيوا الريجيم هذاك عرفته ....يبغالي والله .."
عاتبتها اميمه ..." ياويليك من ربك أي رجيم انتي وهي كل نوف لسى شغيره على ريجيم ومدري ايش وانتي جسمك يجنن حرام .."
ابتسمت جليله لأطرائها ...." لا يعني في زوايد الواحد يبغى يتخلص منها ...صح انا نقصت كثير عن زمان لكن لسى .."
:
تنحنح حينها وهو يرفع صوته بحديثه لخالته ...." تعشوا عندنا ياخاله ..."
التفتت اليه ..كان يحادث خالته وينظر هي لها وفي عينيه وعيد لاتفهمه هربت بنظراتها منه ...
عارضته خالته بحب وهي تقدره ...." لا ياوليدي ..وراي عمك وزوجة مهاب لحالهم في البيت ...كيف اتعشى عنه برى ...خالتك بكيفها بتجلس تجلس ..."
عندها اندفعت اميمه تهرب من دعوته خجله ...." لا مره...انا جايه اصلا وقلت بس بسلم واخذ البنات يجلسون مع بخوت شوي طقها الطفش..لاتخاف بعشيهم وارجعهم مو سهرانين..لاحقين على العزايم ..."
:
رفع نظره لابنتيه اللاتي ترجينه بصمت بين نظراتهن ...هز رأسه بالأيجاب .." المره ذي فلتتوا منها لكن هه ياخالتي وعد منك انتي ...ان لكم عشاء عندي ...أختاري الوقت بس...."
وضعت خالته يدها على كفه التي احتضنت يدها الاخرى...." ماتقصر يابو نوف ...ان شاء الله على سابع الولد ..."
كانت جليله وقتها ترتب المكان امامها لتخرج بسهوله وتودعهم ...رفعة رأسها وكأن صاعقة من السماء أصابتها وهي تحاول التأكد القول الذي سمعته للتو ...
كان ذاك مطرقا رأسه لمستوى خالته ..انها مغيبه بالجمله حتى انها لم تتبين رده ..اشعرت بأن الزمن توقف بها وهي تحاول استيعاب ماقيل للتو ...ماذا ..كانت لاتعلم تشعر بأنها محطه فقط ..لم تفكر لشدة وقع امر ارتباطها به لحتى الان التي لم تستوعبها كليا ...بأن هذا الارتباط سيستمر ويمتد حتى انها ستشاركه الاطفال ...لاتعلم لربم حياتها المتزعزعه التي نزع الاستقرار منها تماما هي ما تركت هذا الوقع على ذهنها ...بأن هذا لن يستمر ..ليس بأنها لاتثق او انها لاتريد حياه مستقره لكن هذا الشعور رغما عنها فهي اعتادت على تغيير حياتها كل فترح حتى ان لم تذكر بأن حياتها استمرت على رتم واحد ...
استوعبت المجلس الخالي حولها ..بالكاد حملت خطواتها على الحراك لتلحق ضيوفه لتودعهم ..عند خروجها كانت عنود ونوف قد نزلن السلم مرتديات عبائاتهن وتوقفوا للحديث معه في منتصف السلم ...اتجهت للباب لتودع قوت واميمه ..التي لم يغب عنها شرود جليله لكنه ليس وقت السؤال ..
ودعتهم وهي تراقب غيابهم بينما نزل ذاك مع ابنتيه من السلم ليوصلهن للسياره ..ما ان خرج وابتعدت هي تماما عن طريقه حتى اسندت جسدها بيدها المرتجفه على المنضده الضخمه بجانبها ..رغم قصر اللقاء الا انه كان صعبا ثقيلا بوجوده وما بال هذه النظرات وعدم الرضا الذي بادلها به ...
صعدت السلم بهدوء وهي تستمع لأذان العشاء ..يالهذا الرجل الصعب المتعب انه اخذ من اسمه أكثر من الكثير ..
فقد نزعت حذائها وارتدت رداء صلاتها ..صلت ..ومن ثم رتبته سارحه بالقرب من السرير ..جلست على طرف السرير ..وهي مشتته وسارحه ..وتتأمل الفراغ ..حتى فستانها لم تبدله بعد ..كل ماكانت تفكر به هو لماذا ...
سمعت صوت الباب وهو يُفتح ...لقد عاد للتو من المسجد ..لا تعلم كم لبثت سارحه ..
أخذت نفسا عميقا ونفثته بتعب وهي تستيقض من سرحانها تنتظر دخوله ...أستمعت لصوت خطواته المقتربه كوقع ثقيل على قلبها ..
دخل الغرفه ..رمقها بنظرته نفسها وهو يهم بنزع شماغه ..أبعدت نظرها عنه للفراغ كارهه جهلها به ..فتح اعلى ازرار ياقته ...وهو يلتفتت اليها ..
حينها تكلمت لم تستطع كتم الآلم أكثر ...." ليه تعاملني كذا ...؟؟" قالتها وهي حقا موجوعه لفعلته و هي تفكر بأختلاف خلفياتهم وماضيهم أسمائهم ومن يكونوا ..كانت هذه مخاوفها ...
:
رمقها بنظره فاحصه تجيبها ...نظرت الى نفسها مستغربه ..حينها تحدث ..." مافي فستان فتحته أكبر من كذا عندك ..."
وضعت يدها على فتحه نحرها الواسعه والفاضحه ..وهي تستوعب قليلا مايغضبه ..بررت له موقفها ..." كنت احسبه ساتر لمن لبسته كان الوقت راح خلاص ..."
عندها اكمل وهو غاضب حقا ..." مايبرر وضيق ..ضيق جسمك كل تفاصيله باينه ...وشوي ساقك كلها برى و تجرين فيه ..وشوي حاطه يدك على صدرك ...وجسمي مدري أشبه ...لاعاد تلبسين كذا سمعتي ..في غرفتك قدامي البسي اللي تبغين ..برى وقدام أحد لا...صح نقول انتي ما انبتهي لكن الكل كان يطالع في صدرك "
نظرت الى فتحة صدرها التي فضحكت طرف كدمتها من ذاك اليم التي بدأت تتلاشي...لقد فهمته الان ..رباه لاول مره تفهمه ...ربما يكون تشدد منه ..لكنها فهمتها بأنها غيره حتما غيره ..وضعت يدها تخبئ كدمتها وهي تبعد نظراتها المتفاجئه عنه ..." بس انا خجلت وخفت من نظراتك وكنت شوي وابكي قدامهم ...توقعت شيء ثاني ..."
:
جلس بجانبها على السرير ولازال بفورة غضبه ...التي هدئها بالصلاه والتأخر في العوده ...لا يعلم ..ماهو شعوره هذا او هجومه للتو عليها ..لكن يشعر بأن جسده قبل رأسه يشتعل ما أن رأها بذاك المنظر الرقيق امام احدا غيره ..
سألها عن ردها الغريب هذا ..." أش توقعتي ...؟؟"
رفعت رأسها لنبرته العسكريه الجامده وكأنه يحقق معها ...اغرورقت حدقتيها بدموعها ...وهي تنهره ..." لاتكلمني كذا أمانه ..."
أكتفى بالتحديق اليها وهو يفهم مقصدها نفث نفسا عميقا وهو يبعد نظراته عنها ...حينها اكملت ..." كلمني ..كلمني وفهمني وبفهمك لو كلمه وحده لكن لاتطالع في كذا ..لو غلطت انا اسفه ..ولاتتكلم معاي وتطالع في كأنه انا لسى شاهدتك ولسى مو واثق في .."
:
دون ان يقصد كان هذا العسكري الخشن قد جرحها ..همس لها وهو يأخذ يدها من حضنها .." أعتذر ..اذا وصلت لك فكره خطأ ...الايام هاذيك انتهت بيننا ياجليله ..واذا سببت لك أي ضغط او خوف وقتها انا اعتذر الان ..."
تأملت اناملها ترقد بين كفه الضخمه لم تصدق ماتسمعه ...لربما هي لشدة رغبتها بسماع قوله هذا تخيلته ...حينها اضاف بنبره مهدده ومحذره عكس نبرته العمليه للتو ...." لكن ممنوع تطلعين مره ثانيه بمنظر اليوم قدام أحد ..أو تتكلمين عن جسمك أو .."
توقف في منتصف تحذيره للشعور الغريب الذي تولد داخله ...هل هذا شبح ابتسامه خصها لها ..أبتعدت عنه بهدوء وهي تمرر يدها على خده لتمحي اثر قبلتها ..التفت اليها يراقب ابتسامتها البريئه الخجله بملامحه الجامده دوما ...ابعدت نظراتها عنه خجله ..
انها الان تشعر براحه كبيره تتسلل لدواخلها لقد فهمت جزء صغيرا منه ..وما هذه الا البدايه ..ستبين لها الايام الصعبه التي وعدت نفسها بها تفكيره ومن يكون ...عليها فقط ان تصبر وان كانت تتقن شيء في حياتها فهو الصبر ....
و أن كانت قد تقبلت شيء جديد في حياتها فهي قبلاته المتباعده التي يهديها اياها هذه اللحظه ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
أبعدت نظرها عن حقيبتها التي جهزتها بالقرب من الباب وهي تدخل الى غرفتها ..أبتسمت لها وهي تجلس على طرف سريرها وتراقبها بعينان لاتخفي حزنها..
أبتسمت لها بخوت وهي تهم في ارتداء عبائتها ...أشارت على الصناديق المرتبه في ركن الغرفه ..."هاذي اغراض رتبتها للجمعيه ..ماعاد لي حاجه فيها ..."
تنهدت اميمه وهي تراقب الصناديق بحزن ...." جزاك الله خير ..."
اعادت نظرها لها وهي تتأملها وقد كادت ان تنتهي من ارتداء عبائتها ...عاتبتها بحب ..." ليتك خليتين اسوي لك عشاء كبير نجميع فيه حبايبنا ...حتى نوف وعنود امس مارضيتي اقول لهم ..وقربى وجليله ..."
أبتسمت لها بخوت بقناعه وتسامح..." حبايبنا وشفتهم امس ..قربى وجليله مشغولات سلمي لي عليهم بس..ما ابغى اخر ليله تجمعنا تتحول لوم وعتاب وبكاء..نفسي اقول راح اشوفهم مره ثانيه لكن ادري اني مقدر عشان كذا اقول نتلاقى على خير ان شاء الله ...ما راح انساهم من دعائي..."
:
رن هاتفها حينها ...وقفت اميمه قبلها والشوق منذ الان يبكيها ..." جاء ولد عمتك ....بتروحين معاه لوحدك ..."
أبتسمت تلك وهي ترد عليه بجمله قصيره هامسه ....اغلقت هاتفها ..." لا معاه زوجته وعياله دوامه في رابغ ونازل اليوم للديره ...قلت له يمرني ..."
دمعت عيني اميمه وهي ترد عليها محاوله ان تسيطر على نفسها وتغصب الحديث بالخروج من بين شفتيها ...." الله يجزاه عنا كل خير .....بخوت ...بخوت لا تنسين اللي وصيتك ...وسامحيني ياحبيبتي وسامحي وليد وادعي له ..."
أبتسمت لها بخوت بين دموعها برضا وهي تقترب منها لتضمها للمره الاخيره ..."ماراح انساكم لأخر يوم من عمري ...عمه امنتك ياعمه كلمي وليد وارضي عليه ...وسامحيني انا ان كنت عائق بينك وبينه ....ولاتعبتك في يوم "
هزت اميمه رأسها لها بالنفي ..." كيف ياعمري تتعبيني ..يشهد علي الله جيتي فرحه وخرجتي احلى سيره وذكرى ...ماتركتي وراكي الا افعالك الطيبه وكلامك الاطيب...يسلم من رباك وجعلهم للجنه"
:
ابتعدت بخوت عن حضن تلك على مضض وهي تتوجه لحقيبتها لتحملها ...عارضتها اميمه ..." خليها بتطلعها الخدامه .."
امتثلت لامر عمتها الاخير ....قبل خروجها وبعد ان ارتدت نقابها ..." عمه ...أستودعتك الله الذي لاتضيع ودائعه ..القلوب الطيبه تلقى بعضها ياعمه ..."
أبتسمت لها اميمه بين دموعها وهي تحتضنها للمره الأخيره وتحيطها بدعواتها لاتصدق أبدا بأنها ستتركها للأبد ...لقد تعلقت بها للغايه ..لاتملك الان سوى الدعاء لها ..ولاتعلم هل ستحن الايام يوما وتجمعهم مره أخرى ...لكن ذلك ليس على الله بعسير ...
:
وضعت تلك عبائتها على رأسها وهي تعطيها ظهرها متجهه لسياره ابن عمتها التي توقفت في الخارج ...هذه أخر مره تخرج من هذا المنزل ..لن تعود هذه المره وستبدأ مرحله جديده في حياتها لاتعلم عما تحمله لها ...كل الذي تعرفه بأنها ستذهب لمكان تعرفه جيدا ..
:
استقلت السياره وهي تُلقى السلام الهامس على الجميع الذي ردوا عليها و رحبوا بجمل متفاوته ..
التفتت للمنزل الذي يبتعد خلفها ...وقد شردت بالذكريات التي حملها لها ...كانت فرصه جميله للعيش الكريم ..لكن لم يكن وليد الشريك المناسب لها ..
:
:
في الجهه الاخرى البعيده ..دخلت الخادمه واغلقت الباب ولازالت تقف امامه ..لا تعلم كم لبثت ..التفتت حولها بنظره حائره ومتوحده وهي تتأمل المنزل الواسع ..
أخذت نفسا عميقا تريد ان يستدل الهواء دربه لداخلها المختنق..ياه كم انتي وحيده يا اميمه ..هذا ما همست لنفسها به ..وكانت هذه ابشع لحظات وحدتها التي هربت منها طويلا ..
:
:
عادت بخطوات مشتته كسيره لغرفتها الا انها دون ان تعي قد كرهت المكان الخالي ...عادت ادراجها لغرفة وليد و بخوت في الماضي ..
كانت ستحادث بخوت في تشعر بضيقه غريبه ..غضنت جبينها وهي تقف على بابها ..انها لا تستوعب وحدتها حتى ...
عادت الى غرفتها وهي تأخذ عبائتها وحقيبتها على عجل ...وتطلب من الخادمه استدعاء السائق تريد الهرب من منزلها الموحش حقا ..لتقضي يومها في منزل خالتها قوت الحافل بالافراد والزيارات والاحاديث التي لاتنتهي ...الحياة التي تمنتها منذ زمن طويل وقد رافقتها الوحده من طفولتها حتى مراحل حياتها المتلاحقه المضطربه ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
مر اسبوع بالتمام ..وغدا هي ملكة اخته ..علمت من قوت بأن الجد أصر بأن لاتلغي مناسبتها هذه وقد الغتها مره من قبل بسبب موت جدة زوجها ..
انتبذت من غرفتها مكانا قصيا ..لاتعلم متى قد يكون متواجد ..في الامس فقط هي استقرت جيدا وانتهت من ترتيب حاجياتها التي وصلت من السعوديه ..
لاتريد ان تكون هناك في الغد حقا ..لاتريد مقابلة أحد حتى من سيشاركها نفس المنزل تفزع كلما طُرق باب غرفتها بأنه سيكون هو ..فما بالها بالجمع الغفير الذي هربت من جمع مشابه له على بعد الاف الاميال ..
عكس ماتوقعت هذه العزله الفارغه لم تثر سوى التساؤلات في ذهنها ...حاولت ان تشغل نفسها وهي تقف لتفتح خزانتها الواسعه التي لم يمتلىء نصفها حتى لحاجياتها ..
لم تجلب معها فستان لمناسبه كبيره كهذه ..جلبت فستان مناسبه واحد فقط وناعم يليق بمناسبه صغيره ..
أخرجته وهي تتأمله ..كان ناعم للغايه حتى لايكاد يلفت اليها نظرا .....ماذا اليس هذا ماكانت ترجوه ..عليها ان تتخلى عن طلاتها الملفته ..لتنسى كل هذا ورائها تسليط الاضواء والمكانه الرفيعه لتناساها تريد ان تبتعد عنها لتبني حايه هادئه ومستقله لطفليتها ..
رضت عن وهي تعلقه في الخزانه من الخارج ..بقماشه الذهبي الفخم وقد كان هو موديله ..ضيق يقف حتى منتصف ساقها وبفتحه صدر وكتفين واسعه وكم طويل ضيق ...كان هو الفستان الوحيد الذي اشترته بذوق قربى ..
قربى ...ياترى كيف حالها ..لم احادثها منذ وصولي الدوحه ..انه حتما ليس وقتي للأتصال ...أدعو الله انها وجدت السعاده والتفاهم اخيرا معه ..
ونعم هي مضطره لترك ابنتيها لدى ابناء هيا وخادمتهم فهي من اصرت عليها ..صحيح انهم ليسوا معتادات على ابتعادي عنهم لكنها لن تجلبهم معها في اول مناسبه هكذا ...كما انهن لازلن يعانين من تعب رحلتهم وقد تبدل جدول نومهم ..سيقضين اغلب وقت غيابها في النوم ..
:
:
لقد كلمها مره واحده فقط يسألها عن حالها وحال الفتاتين ..ولم يحادثها مره أخرى ..حسنا لتكن صادقه لقد تفادت مكالمتين له ..واحتجت بالنوم في مكالمتهم الوحيده ..لما هي تهرب منه ولما اللقاء طال انتظاره هكذا ..فعادت حسابتها مئة مره ..ليأتي ويريحها حقا ....لقد ملت ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :
لم تحارب دموعها منذ لحظه دخولها ديرتها ..لم تريد ان تحرم نفسها من هذه المشاعر الصغيره العظيمه بداخلها ..كانت لم تتوقع بأنها ستعود يوما ..وهاهي هنا ..تقف امام منزل عمتها زوجة أكبر رجل في المكان ولم يتغير أبدا ..لازال يحتفظ بجموده ومنظره الفاتر ..
:
ترجلت من السياره وهي تراقب ابناء اكبر اولاد عمتها من تعده اخا كبيرا لها لم يقصر هو وزوجته الطيبه في حقها يوما واحد ..وهم ينتشرون حولها بحماس فهل تضاهي فرحة بيت الجد في الديره فرحه في نفوسهم الصغيره ...
:
ذكرت اسم الله وهي تدخل بتردد وراء زوجة ابن عمتها ...شعرت بنفسها تختنق كان هذا المنزل شاهدا كبيرا على احداث المفصليه و الأشد حزنا في حياتها ..
سمعت صوت عمتها وهي تهلل بتلك وأطفالها وترحب ...أخذت نفسا عميقا وهي تدخل المكان ..في البدايه استغربتها من تكون ...لازالت مبتسمه تنظر اليها ..ما ان نزعت تلك نقابها ..حتى اكفر وجهها و ضاقت ملامحها و تبادلت حدقتيها بشرر يرميها بكل كره قد حملته لامها يوما في صدرها ....
ألتفتت لزوجة ابنها وهي تسألها بأستحقار واضح ..." وش جايبها ذي ..مو قلت لاتدخل على ولا اشوف وجهها ...ما استحملناها بنت بنستحملها مطلقه ..."
أبتسمت تلك لها وهي حريصه على علاقتها بها للغايه فهمي من تبقت لها في الدنيا ...." عمه ..عفى الله عما سلف ..أنتي عمتي وريحة ابوي وكل اهلي جايه بس اسلم عليك واشوف احوالك ...وبروح بيت ابوي ..."
رمقتها بنظره صاغره ...." مالك اهل هنيا ..روحي للي عزوك ورزوك واخرها طلقهم ولدك ...وش نقول بس الاعوج عمره ماينصلح ...وين تروحين امك خلقه واخلاق .."
تجاهلت كل قولها هذا ....وغلطها على امها ...." حاظر ...أنا بس جايه اسلم عليك ما حبيت اعدي على بيت ابوي وامر من بيتك دون لا اسلم عليك .."
اجابتها تلك بنبره مستحقره ..." نعم ...انتي حاطه لنفسك قدر منين ..بيت ابوي قال ..كله حلالي انا تسمعين مالك ريال عندي ..و ذوان اقلبي وجهك عنه لا اشوفك حولي ولا حول عيالي ...وجهنم تاخذك ماتردك ان شاء الله ..."
:
خرجت لقول عمتها الاخير ..وتركت خلفها كل شيء وهي تريد فقط الهرب بخطواتها ...تجاهلت دخول ابن عمتها الناري من جانبها ...
أغمضت عينيها تمنع انهيارها وهي تستمع اليه يصرخ بأمه ....." يمه وين غيرتك ..وين فزعتك ...والله العظيم يمه لا أخذها ...والله لأخذها حلفت..."
صرخت به امه غير مصدقه وقد بدى نحيب زوجته بين نقاشهم الحاد ..." خذها ..خذها ومالك عندي لاقدر ولاقيمه وين تروح زي مالعبت امها لعبت هي ...تهون عليك ام عيالك عشان هاذي الوجيه ..."
رد بها مصرا على فعلته حتى يضغط على امه ويترك الامر لمرؤته بالتصرف .." بنت خالي والله ما ارضى لها ضيم ...لأخذها واخليها شيخه عليكم كلكم ...ماقصرت في حقنا واشهد انها اجوديه ماتربى مثلها ...."
:
كرهت سماع اسمها وتواجدها حملا ثقيلا يتقاذف بينهم ...أبتعدت أكثر تعلم اين تذهب ..لقد استدلت خطواتها الصغيره هذا المكان يوما ..لقد اعتادت عليه حتى حفظت صخوره وجباله ومزارعه وبيوته عن ظهر قلب ..
رفعت عبائتها فوق يديها وهي تستحث الخطى للذهاب للمكان الذي لا طالما حلمت بأنها تخطو اليه ولا تجده او تجد من سكنه ...
تريد الهرب اليه من كل شيء ..ستصل وتغلق بابها ولن تفتحه يوما ..قاومت تعثر خطواتها في الطريق الممهد بين صخور ديار الحجاز ذات الالوان الملفته و الملساء ..
بانت لها مشارف الجبل الذي أحتضن منزلهم ..ياه انها تكاد تقسم بأن تشم رائحته في ذكرياتها منذ الان ..
تجاوزت المنزل الاقرب لهم التي وزعت بعشوائيه متباعده ..تجاوزت بروز الجبل العملاق الذي اخضرت اشجاره لمطر قريب مر بهم وهي تسابق خطواتها شوقا لمنزلهم ...
بهت ابتسماتها بين دموعها المشتاقه وهي تتأمل المكان ..التفتت حولها وهي ترقب رؤوس الجبال التي احاطت منزلهم و حفظت اسمائها واشكالها عن ظهر قلب..
ماذا ..هل أنستها حياة المدينه تفاصيل هذه الجبال فأختلطت الامور في ذهنها ..لكنها تعرف جيدا بأن هذا مكان منزلها ...
اقتربت اكثر وهي تنتصف الروضه التي جرفت السيول جدارها الحجري ..و نبتت ارضها بعشوائيه بنبتات موسميه مصفره ..
وفي اقصاها حيث كان منزلها ملاصقا للجبل ...لم يكن هناك سوى تسلخات تربة المكان الزراعيه الصفراء المتأثره من قوة سيل قد مر بها ...
ألتفتت حولها غير مصدقه وهي تقاوم نحيبها ..لم تعرف ماذا تفعل سوى انا جالت فوق الارض الخاوية على عروشها من يمينها وحتى شمالها وهي غير مصدقه وقد غطى طرف عبائتها وثوبها الغبار ...
واخذت تضرب كفيها غير مصدقه لما تراه ...
صعدت طريق استدلته منذ صغرها فوق صفح الجبل ...بحثت عما اعتادت على وجوده هنا ..برميل معدني ازرق كان قد امتلىء بالصخور ..الا ان السير جرفه ولم يعد يحوي سوى الطين ..
ادخلتها يدها تبحث عن شيء ما ...عندها وجدته وقد تلوثت اناملها الرقيقه بالغبار ...ازالت عنه ماعلق به وهي تتأمله بين يديها ..مفتاح باب منزلهم المغدور وقد بدأ الصدى يأخذ منه مأخذا ..
شهقت وهي تطلق بكائها الذي كتمت بدون تصديق وهي تجلس وتراقب الارض الخاويه تحتها ...
انهارت في بكائها كطفله لم تعد تجد والديها معها ..لم تبكي بهذه الطريقه منذ وفاتهم ..كتمت بكائها بين ركبيتها وهي تحتضن نفسها ...لاتصدق ابدا هذا ..انها اكبر وقعا واشد وطء من ان تصدقه ..انه حزن اكبر من قلبها ...ويكاد يوقف نبضاته ...
وقفت بخطوات متعثره وهي لاتعلم كم لبثت جالسه هنا وقد أبتدأ وقت المغرب بالحلول...
نزلت وهي لاتكاد تستدل دربها لشدة كمدها وحزنها ..
قطعت المسافه التي كانت يوما تحوي منزلها وقد دغنت ذكرياتها هنا كما دفن ابيها وامها من قبل ولم يبقى لها سوى غبار الاحتضار الموجع هذا ..
جلست على طرف جسر الروضه الذي لازال قائم ...وخلت ملامحها من أي ردة فعل وبهتت ملامحه وشخصت عينيها تراقب المكان امامها و وما كان يتحرك بها سوى دموعها التي انسابت بلا توقف ونبض قلبها المتعثر في صدرها ...
:
نبهها الصوت المادي من خلفها في منتصف الوادي ...." بخوت ...يابنت يابخوت ..."
نفثت نفسا عميقا وهي تلتفت اليه ...حينها وبخها بحرص...." وش جالس بك في هالمكان مغرب يابنت خالي انزلي ...المغرب في هالاماكن ماهو زين ..."
هزت رأسها له بالنفي ....وهي تجيبه معارضه ...." مافيه الا ذكر الله ..هذا بيتي يا ولد عمتي ..."
تنهد لقولها الاخير رفع ثوبه وبخطوات رشيقه معتاده كان يقف خلفها ....مشاركها النظر الى المكان الخاوي ....تحدث معتذرا خجلا ...." امي هدت البيت وباعت الروضه ...السموحه منك يابنت خالي ..غصب عننا تعرفينها لاعندت ..كلميها خذي حقك منها في البيعه ..."
هزت رأسها بالنفي ولم يعد يهمها شيء...." حقي راح ياولد عمتي من يوم انهدم هالبيت ..وش ابغى انا غيره .." تأملت المكان بحزن وقد خيم الظلام على المكان زاحفا من بين الجبال...." ماعدت اعرف الدنيا اليوم يا أبو عمر ...ماعدت اعرفها ..."
وقفت وهي تنفض الغبار من عبائتها ...." ردني من محل ماجبتني ياولد عمتي أخاف قلبي يوقف واطق لا جلست هنا أكثر ..."
عاتبها يثنينها ..." يابنت خالي لاتقولين كذا حقك وبجيبه لك ...تزوجيني ..والله ماينقصك شيء خالي عمره ماقصر معاي ..."
هزت رأسها بالنفي بحب وهي تراقب مرؤته تتوجع بين حدقتيه ...." يا ابو عمر انت اغلى عندي من الاخو ..يشهد علي الله ..تراضاها لبنت عمك ام عمر انا ما ارضاها لها ..ردني بس من محل ماجبتني وان سألأك عني احد قول انه مالقيتني وماعليك مني انا بدبر عمري اهم شيء عمتي ترتاح ..ولاعاد تشوف عيني اللي شافته اليوم ..وذحين خذني لأم عمر خلني اسلم عليها واعتذر لها عن اللي سمعته منك اليوم ...ماعاد لي مكان هنا ياولد عمتي .."
:
:
راقبها وهي تتجاوزه مستدلة طريقه قبل ان يخيم الظلام كليا ..كره العجز الذي وضعته امه به معها فهي ابنة رجال تستحق الافضل في حياتها ..كيفيه ردها الموزون للتو ..تكفيه عن كل موقف مر بينهم ..يعرفها جيدا ..لقد كبرت تحت نظره ..تخجل الجميع دوما بسماحتها ولطيف ردها ورجاحة عقلها ...لو يتمنى لها شيء حقا فهو يتمنى لها الابتعاد عن هذا المكان الذي كسرها واحزنها ان تبدأ من جديد ..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
ألتفتت اليها خالتها وهي تراقب سرحانها الحزين .." وشبك ياوليدي ...؟"
هزت رأٍها بالنفي وهي تصطنع ابتسامه زائفه على ثغرها الجميل ..."مابي شيء ياخاله .."
عاتبتها تلك تبحث عن اجابه ..." مو على خالتك قوت ...وجيهك ماهو شيء..؟؟"
:
كانت سترد عليها لولا ان دخلن عليها من باب المنزل ثلاث فتيات شابات تراهم اميمه للمره الاولى ...وقفت قوت وهي ترحب غير مصدقه ...
وتتلقف الصغير من يد اولهن وتمطره بدعائها وقبلاتها ...بادلتهم اميمه السلام وهي تعود جالسه ..
لكنها الجمود على محيا جوزيده وهي تراقبهم بنفور لم يعجبها ....التفتت الى خالتها التي كانت تدلل الصغير في يدها ..." يازين الولد من ولده ...جده شافه ...؟؟"
أبتسمت من تكون امه وهي تجلس بجانب قوت ....." أيوه شافه بس وهو واقف في المستشفى...كان مشغول ..."
لم تعرفهم اميمه انها تعرف حفيدات صلاح اجمعهن من يكن هؤلاء الثلاثه ...وقفت جوزيده وهي تضيفهم بالقهوه...وقوت منشغله معهم بالسؤال عن احوال ابيهم واخوانهم ...
حادثت الجده قوت حينها اميمه وهي تضع يدها على كتف الشابه التي جلست بجانبها متسائله...." ماتعرفين هذيلا بنات من يا اميمه ..."
هزت أميمه رأسها بالنفي مبتسمه لهن ...." لا والله ..مشاء الله عليهم الله يحفظهم اول مره اشوفهم .."
اضافت من جلست بجانب قوت وكانت كما يبدو أكبرهم ...." بس نحنا نعرفك ...من بعيد لبعيد مين مايعرف اميمه في بدر ..."
أبتسمت اميمه بخجل مستغربه من تكون ....." حبيبتي الله يسلمك ..."
تحدث قوت وهي تشير اليهن ...." هاذي الكبيره ام الوليد نجوى ..وهاذي الوسطى مرام ..والصغيره ذي أمل ..وفي البيت صلاح وعمران ورباح مع ابوه الله يشفيه...بنات صخر ..."
:
أبتسمت اميمه ابتسامه باهته ...ماذا من اين ظهرن فجأه لم تذكر بأنها رأتهن يوما او سمعت عنهن ...." ماشاء الله الله يخليهم له ويطرح فيهم البركه ..الله يشفيه يارب ويفرحكم فيه ..عاد اهم شيء عندكم عمران علامة الجوده ..لاتقولون لي عندي وراسه يابس وماتمشي الا كلمته "
ضحكت مرام لقولها .." أيوا سبحان الله كانك تعرفينه ...."
أبتسمت لها اميمه .." خلاص اجل انا اقتنعت عندنا وعندكم خير عندنا أكبر عمران لو تجلسين معاه دقيقتين مخك يوقف ..."
لم يعجب الجده قوت المعجبه دوما برجال هذه العائله ...." الله يخلي لكل مين عمرانه ...سلمتوا على جدكم يابنات .."
ردت الكبرى عليها ..." ايوا قابلناها برى تونا ...ابوي دق وقال اول ماتوصلون بدر روحوا لبيت جدكم ...عشان هاذي اول جيه لي لبدر بعد ما ولدت نفست هناك عند امي ..وجايبته لجدي صلاح يشوفه بأمر من أبوي الله يحفظه لنا ...."
أبتسمت الجده قوت بحزن فلصخر قيمه كبيره عندها لارتباطه برباح ...." مايقصر ابو رباح رايته بيضا عسى ربي يرده هو ووليده سالمين غانمين يارب ..."
حزنت اميمه لنبره خالتها فتسائلت ..." سلامته يا نجوى اخوك أشبه من متى قالي عمران صخر يعالج ولده برى ...؟؟"
تنهدت اخته بحزن ...." سرطان الدم ...صابه بدري بس سبحان الله امره وكان....فتره خف معاه وارتاح ..وكان يمتثل للشفاء لكن مؤخرا رجع معاه ويقولون اقوى من قبل ..ابوي ترك المانيا وراح لاميركا سمع عن اسلوب علاج جديد هناك ممكن يفيده ...عنده امل كبير زي ماكان راح يهزمه اول مره يهزمه ثاني مره ...."
همست اميمه بحزن هي ام ايضا وتعلم ان ليس هناك اقسى من ضرر الابن على قلب والديه آلما ..." حبيبي الله يشفيه يارب وتفرحون برجعته و سلامته قريب يارب .."
أبتسمت تلك للطف اميمه وهي ترد بحزن ..." أمين ..."
أخذت اميمه نفسا عميقا وهي تراقب المكان الذي بدأ يكتض قليلا بحفيدات قوت و بناتها زوجات ابناءها وحتى بنات وحفيدات زوجها صلاح ...
لم تعلم كم مضى على وجودها هنا لكنها تهرب جديا من العودة للمنزل الخالي ذاك ..
أخر ما توده هو تأنيب الوحده يشتد عليها في وقد كهذا ...مؤخرا باتت الفكره تعذبها كثيرا من ماذا لو ....ماذا لو حرمت نفسها من هذا الشعور الذي تغرق به خالتها قوت ..يكفيها ابتسامه خالتها لتعلم بأن هذا نعيم لا مثل له في الحياه ..
لكنها تأخرت كثيرا ...لتعيش مع هذا التأنيب ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
لو أخذت كفاياتها من أمر ما فهو النوم الذي يسيطر عليها جدا ..فلا تستيقض سوى من الظهر حتى بعد العشاء بقليل وتعود لتغرق في نومها ...تشعر بأنها متعبه للغايه و كأن تعب ايامها الماضيه لم يجد سوى هذه الايام ليهاجمها بكسله وأثاره ..
تقلبت في السرير البارد بكسل وهي تستمع لصوته القريب ..فتحت نصف عينها وهي تراقبه يجلس ويعطيها ظهره ويغرق كما يبدوا في مكالمه عمليه ..
غطت اجمع جسدها حتى رأسها بالغطاء الثقيل وهي ترجوا الدفء والهرب مره اخرى الى النوم ...دفنت رأسها في وسادتها التي تأثرت برطوبة شعرها وبرودته ...
أخذت نفسا عميقا وهي تغرق برائحته التي سيطرت على السرير والمكان ..
أستمعت لصوته المصر الذي يصلها من وراء حاجز نعاسها .." جليله .بنت قومي صلي بنمشي..."
لم ترد عليه ...جر الغطاء من فوقها ..فجلست متكاسله وهي لازالت مغمضه عينيها واعادت الغطاء فوق جسدها تستر ما كشفه ...
سمعتها يناديها بحزم ...." قومي بنمشي بالكثير العصر وانا في جده ..."
فتحت عينيها غير مستوعبه قوله ...لا تريد العوده لجده حقا انها تكرها وتحمل لها ذكريات ومواجع هي في غنى عنها ...
رفعت نظرها اليها كان يرمقها بنظره قليلة صبر وهو ينتظر خروجها من السرير ....وضعت قدميها على الارض تستعد للخروج ..لكنها تريد منه الابتعاد خجله من المرور أمامه بمنظرها هذا .....
حينها خرج هو من الغرفه وهو يعطيها انذار أخير ...." نص ساعه وانتي جاهزه ...."
خرجت من السرير وهي تتنهد بتعب تريد قضاء باقي اليوم في سريرها ليست بمزاج لأي ضغط نفسي يمر بها ...
لاتعلم الوقت الذي قضته في التجهيز وهي تذكر جملته الاخيره المهدده رباه كم هو عسكري حقا ويتعامل مع الوقت بالدقيقه ..ليته يذهب ويتركها ..هل تقول له ....لا هي في غنى عن أي توتر قد يحمله لها انتظار الاجابه منه ..
:
جهزت حقيبتها ..كانت ستهم بحملها ..لولا انه كان حينها قد دخل الغرفه وهم بأرتداء غترته ..أمرها بحزم ..." خليها أنا بشيلها ..."
كانت ستعارضه لولا انها راقبت نظراته لها ..أبتسمت وهي تتركها من يدها ...همست له ..." تسلم .."
لتكن دوما معه في المزاج الجيد تبتسم له وتخبيء استفهامها وخوفها بأقوى ماتستطيع ..فكلما شدت يشد هو بطريقه مرعبه ..ماذا اليس هو بمرعب في أي حال من الاحوال ...
تركته في الغرفه وهي تخرج ولازال نقابها في يدها ..
:
سمعت صوت عنود ونوف في اخر الممر ..هربت من البقاء معه وهي تخرج لملاقاتهن ..ما ان رأتها عنود حتى اطرقت رأسها لهاتفها ..لم يفت هذا جليله التي اقتربت من نوف ..وألقت السام عليها ..
سألت عنود بحب..." كيفك عنوده ...؟؟"
رفعت تلك رأسها لها وهي تقاوم خجلها بأنها حتما لاحظت تعاملها معها ...." تمام ..كيفك أنتي .."
أبتسمت لها جليله ..." الحمد لله ...ليش بنروح جده ...؟؟" تسائلت بغير رضا وهي حقا تود الهرب من هذا الالتزام بأي طرقه ..
جاوبتها نوف وهي تراقب اختها التي انشغلت بهاتفها ..." شغل ابوي ..ومره وحده بنزور خالاتي زمان عنهم ..ننزل يوم السبت في الليل بالكثير لكن ابوي هو اللي راح يقعد هناك ..."
:
تبدلت ملامحها وهي غير مصدقه قول تلك ..ماذا لا لاتريد البقاء في مكان دونه ..ماهذا التعلق الجديد الذي نمى بقلب هذه الضعيفه ..انها عانت من الكثير من الهجر والاجحاف في حياتها فكفتها هذه الايام لتجد تعلق جديد في حياتها فهو تقريبا الشخص الوحيد الذي عاش بالقرب منها هذه المده حتى ولو كان قليله فهي بعينها تعني الدهر أجمعه ..
كانت ستتحدث لولا انها التفتت خلفها لخروجه ...رفع عينه ليحثهم على اللحاق به ...لكن نظرات تلك له لم تفته ..يراها للمره الاولى ..هل تعني ما تبادر لذهنه حقا ...لكن لما تبادله بها ..
هل أصبحت هبته في فهم ما تخبئه الاعين تصل الى قلبه الأن ...أم هي من وصلت الى قلبه ..؟؟ هل هو في خطر الان لا يعرف ...لايرد أن يضعف بعد هذا التمسك كله..ليس الأن لقد كان جيدا بهذا طوال زمنه الفائت ...مالذي اوقع نفسه به ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
:
تقلبت في سريرها بتعب اليوم فقط هي استعادت صحتها ..تأملت سقف الغرفه بتملل ..آه ستدفع كل ما تملك لتتحرر من هذه اللحظه وتسلم من هذه الهواجس والتساؤلات ..من ماذا لو ..؟؟ وماذا كان ...؟؟
:
أليس كل رجوتها يوما بأن يتجاهلها ويمل منها ويتركها لحال سبيلها لما الان هي لاتكاد تخرج نظراته المتجاهله لها ذاك اليوم من ذهنها ..وتفكر ألف مره بماذا هو يفكر فيها ...بماذا هو سيرد عليها وكيف سيكون اللقاء بينهم ..
رن هاتفها ..تجاهلته لاول مره ..كانت تمد يدها لتقفله الا انها ردت بالغلط ...أغمضت عينيها موبخه نفسها وهي تضعه على اذنها وترد بعد طول صمت ....
"هلا ..."
قابلها الصوت المتسائل من الجهه الاخرى .." ياساتر أش هالصوت ؟"
أبتسمت لصوتها بتعب ..." ياسارت اش هاي الصوت اللي عندك ...؟"
هدوء قابلها من الجهه الاخرى سمعت باب ما يغلق ....ومن ثم حادثتها .." تعرفين زحمة بيت خالتي قوت ..يوم الجمعه وكل العيله عندها ...أنتي كيفك اش صوتك ماش ..."
تنهدت قربى وهي تجلس بتعب وتعدل الوساده خلفها ..."سخونه مع الدورة مع نزله معويه على الله بس اليوم اللي شفت العافيه ....أش موديك يوم الجمعه بيت خالتي قوت محد يطبه الجمعه..."
ذُعرت تلك وهي تسألها ...." يوه هذا كله ..ياعمري سلامتك خلاص أجل كنت بطلب منك شيء بس هونت ....خليها على ربك اليوم الظهر بخوت مشيت وكرهت اجلس في البيت وحدي ...لو جلست اعرف ماراح اطلع منه الا الاسبوع الجاي و تستلمني كئابة العاده ..."
اتسعت حدقتي قربى بعدم استيعاب هي تعلم بأن هذا اليوم قادم لا محاله لكنها لم تراها للمره الاخيره ...." بخوت مشيت ...ليه ماقلتي لي .."
تنهدت اميمه وهي تجلس مراقبه باب المكان الذي اغلقته خلفها للتو ...." هي وصتني ما اقول لك وتوصل سلامها لك ....قالت عروسه مالها ومال همي ...عاد كنت بكلمك بس قلت لو بكلمها اش بيفكني من لسان عمران ...ومحاظرات الوقت المناسب و خرابيطه..."
ضحكت قربى بسخريه ....." ياعمري هي ..اترك الدنيا كلها واجيها...والله ياهي واحشتني مايندرى متى بشوفها ذحين نتقابل على خير ان شاء الله ...وعن عمران من بكرة الزواج مشي للان ماشفته ولسى كمان بيغيب اسبوع قدام او عشره ايام ...ماعليك اش كنتي تبغين وهونتي تطلبين عيوني لك يا اميمه ...."
لم تستوعب اميمه قولها الاخير ...." من جدك ...ياربي ياعيال اختي هذا مسافر من يوم زواجه وذاك من اليوم بيرجع يداوم ..مدري يحسون بنقص اذا ارتاحوا ولا اذا عاشوا زي الخلق ..قربى امسحيها في وجهي ياحبيبتي ..."
قاطعتها قربى تنهي الموضوع الذي فكرت به كثيرا ...." ياشيخه يعني توي اعرف عمران هو زواج شكليات اصلا ..."
صمتت وهي تريد ان تشتم نفسها بصوت عالي لما قالته حتما ستفهمها اميمه بطريقه اخرى ...ضحكت اميمه ...." والله عاد انتوا ادرى ..."
في محاوله منها لانهاء الموضوع ...." أمريني ...اميمه لو تبغين شيء والله طيبه انا الحمد لله قاتلني الملل ..."
تنهدت اميمه بغير اقتناع مستصعبه قولها ...." مدري وقتها فين كنت افكر لمن قلت ممكن تساعديني ...خلاص طنشي عروسه مو فايقه لي وكمان تعبانه ..."
عاتبتها بصوتها ..." اميمه..مابينا هالكلام ..تكلمي اسمعك ..."
نفثت اميمه نفسا عميقا ...." ياستي على اساس بكرا عندي ملتقى في فندق موفنبيك بجنب الحرم للجمعيات الخيريه في المنطقه والدعم وتبادل الخبرات تعرفينه ..بما انو جمعيتنا مو معروفه مرا ماحسبت احصل على دعوه بواسطه من عمران ابغى الكل يعرفها ..مو مهم ..قبل امس اكتشفت انه الملتقى مو بس للجمعيات الخيريه في السعوديه في جمعيات من دول اسيويه واجنبيه وعربيه ..ولازم يكون معاي متحدث بلغه انجليزيه ...معرف غيرك ونصره ..اول شيء قلت نصره امس استوعبت انها راحت قطر ..قلت بكلم قربى اول وبعدين اكلم عمران ..ولا اكلمها هي واخلي عمران عليها افتك من مناقشته ..يعني اكيد انتي تعرفين كيف تجيبين راسه ..بس بعد التفكير قررت اعتذر وبلاها ..لساتك عروسه وتعبانه ..خذي راحتك .."
عاتبتها قربى بحزم ..." اميمه من جدك فرصه كبيره وجات لحدك ..تقولين لا ..وموضوع المتحدث الانجليزي ماعليك منها خليها علي ..خلاص انسي همها وعمران خليه علي معاكي ان شاء الله ..كم يوم بنجلس بس...؟؟"
أجابتها اميمه وهي غير مصدقه موافقتها ..."هو قائم ليومين بس نحنا مايحتاج نروح نحضر الحفل الرئيسي وبس حتى الاقامه اعتذرت عنها ...يعني بكرا ان شاء الله نمشي الظهر نرجع بعد العشاء بالكثير ...."
أبتسمت لها قربى وهي حقا تحتاج لهذه الرحله بشده تشتاق الى الحرم للغايه رغم الوقت الحساس من شهر واحد الذي تكتض المدينه بالحجيج فيه الا انها فرصه واتتها ...وكم حقا تريد الهرب ولو للحظه من حوائط هذا المنزل الخانقه ..التي لاتحمل لها سوى صمت التساؤلات ..." خلاص بأذن الله معاك ..بكرا مريني وتلقيني جاهزه وربي يقدرنا ان شاء الله نرد لك شوي من حقك علينا ..."
ابتسمت للطفها .." حبيبتي انتي ...ما سوينا الا واجبنا ...خلاص ان شاء الله على وعدنا بكرا ...سلامتك ياعمري ..مايقدر والله هالعمران اللي يتركك في هالوقت .."
همست لها قربى وهي تراقب الباب تنتظر دخول اميمه الصغيره في أي لحظه لقد افتقدتها حقا هذه الايام ...." ان شاء الله ..."
وقفت اميمه وهي تنهي المكالمه متجهه الى الباب ..." خلاص حبيبتي يصير خير ..ذحين بروح استأذن من خالتي وامشي ..من بدري وانا هنا سلمي لي على ميمي ورافد ...أستودعتكم الله"
أخذت قربى نفسا عميقا وهي تجيبها ...وكأنها مرسله لها من السماء ..." يصل ياقلبي سلمي لي على خالتي ..في امان الله"
:
أغلقت منها وهي تستقيم في جلوسها ولازال هاتفها بين يديها ...والان ..كيف تصل له ..وتستأذن منه ..تريد حقا ان تذهب ..طلبت رقمه دون ان تفكر ..من بين لائحه ارقامها القصيره ...رن مره ..لم تستطيع اكمالها واغلقت الهاتف ...
رفعت شعرها عن محياها وهي تكرها نوبة الجبن التي مرة بها للتو ..أخذت نفسا عميقا واعادت طلب رقمه للمره الثانيه ..لم يكن هناك اجابه ..
طلبته مره ثالثه ...ولا اجابه ..هل تراه يتجاهلها ..نعم بالتأكيد يتجاهلها ..لكنها وعدت اميمه وتحتاج هذا ..ولن يوقفها شيء ...حسنا لتطلبه وقتا اخر لربما هو مشغول الان ..ستعطيه خبر فقط لانها مصره على الذهاب ..
تأملت اسمه فوق شاشة هاتفها ..اليوم أنا أسأل نفسي حقا من انت بالنسبه لهذه المشتته المشرده ياعمران ....لم تفكر من قبل بشخص بهذه الكثره عداك ...؟؟ آه لو كانت حياتي لاتحمل اسمك كم كنت سأكون مرتاحه ..
أرتجفت للفكره وهي تراقب اسمه كراهه الحياه ونابذتها كيف ستكون يوما من دون غموض اسم عمران يمر بها ويثير الاعاصير ويمزق الاشرعه بداخلها ...
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::
لقد أصرت عليها خالتها بتناول وجبة العشاء معهم ..لم تكملها حتى لتطلب سائقها وتخرج ..انها متعبه حقا ..ستنام فورا ولن تسمح لهواجسها بتعذيبها بالسهر اليوم ...لتنام ولتفكر غدا ..غدا ايضا ستتهرب منها وستعيش ايام متشابهه وراء بعضها ...أليست هذه من شيم اميمه ..
:
أغلقت باب المنزل الخاوي الهادئ خلفها ..وصعدت بهدوء لغرفتها ..أخذت حمام سريع و ارتدت منامتها ..
تأوهت لشدة الصداع الذي يمر بها .بحثت عن الماء في غرفتها لتناول المسكن لم تجد ..حاملت على خطواتها المتكاسله نزول السلم ..لم تفتح اضاءه المطبخ حتى وهي تتناول زجاجة الماء وتعود طريقها ...
سمعت طرق خفيف يشبه انكسار الرياح على باب المنزل الضخم ..كذبتها في المره الاولى اتجهت الى السلم الا انها سمعتها للمره الاخرى ..كاد قلبها ان يتوقف لشدة رعبها ..تأكدت هي من اغلاق البوابه الرئيسيه مع السائق ..
كانت ستكذب هذا الصوت في رأسها الا انها خيل لها انعكاس وجود ما خلف الباب الزجاجي المعتم الذي انعكست عليه اضواء الفناء الصفراء ..فشكلت ظلال لشخص يقف بالقرب منه ..
:
نزلت السلم بخطوات متردده ...سألت بهدوء ...تحاول ان تخفي خوفها ..." مين ..؟؟"
لم تسمع صوت ..فتحت الباب بهدوء وكلها استعداد لغلقه مره اخرى ..ارتعبت اكثر وهي تتأمل المرآه التي كانت تقف مترنحه لشدة تعبها وعلت شهقات بكاءها وتغطى طرف عبائتها بالغبار ..
أستوعبت من قد تكون لم تهمس سوى بكلمة واحده بين تعبها وشهقاتها المخيفه التي كادت ان توقف قلبها ..
" عمه ..."
وهي تترك جسدها ينهار بضعف لتسند اميمه سقوطها بقوه و تفلت زجاجه الماء من يدها فتصدر دوي ارتطام مزعج في المكان الهادئ ..
غير مصدقه ابدا انها عادت لحضنها ..وكلها خوف ورعب من السوء الذي تعرضت له لتعود لها بهذه الطريقه ...
حاولت رفعها عبثا ...وليس اضعف و ارق من بخوت الا اميمه ..دون ان تعي كانت تردد اسمها بلا هواده ..صرخت بأسم الخادمه علها تسمعها لتساعدها ..
فكفيها المرتجفه وحدها لاتقوى على المساعده ...وقد راقبت انعكاس الاضواء الخارجيه على محيا تلك المتعب المصفر وقد تشبع بالبكاء والدموع ...
أي خيبه وحزن اعادتك الي يا بخوت ...كون في عوننا يا الله ....
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
جلست بجانب هيا وعمتها وكل تفكيرها في ابنتيها التي تركتهم في اخر لحظه في منزل معد وليس في منزل هيا ..مع الخادمه التي اعتادوا عليها سريعا ..لقد خلدوا للنوم قبل خروجها لحظات وستعود قبل استيقاضهم لكنها لا تستطيع منع نفسها عن التفكير بهم ...
مناسبه ليست بغريبه تشبه لحد كبير مناسبات السعوديه التي اعتادت عليها ..لكن ما لا يشبهها هو التحديق المستغرب بها ..والنظرات المتلصصه ..لاتنكر بأنهم عائله راقيه وفخمه للغايه للمره الاولى تلتقي بهم انهم الكثير من بنات عمتها علياء يشبهون لهم كثيرا سواء بالشخصيه او الملامح ...
خصوصا ابنة عمهم ثاني التي حسبتها للوهله الاولى من بنات عمتها لولا اختلاف ملامحها قليلا و أكثر ماعلقها بها هو اسمها المشابه لاسم اختها الصغرى " مها .."
لكن الاستقبال الحافل الذي تلقته في اول المناسبه هو مايخجلها حقا ..الهدايا و المباركه و ابداء الاعجاب ..خصوصا من جدته التي تراها للمره الاولى لقد تحدثوا كثيرا عنها لكنهم حقا اجحفوها حقا ..كم هي رقيقه ولطيفه ..وبكت عندما رأتها لعدم تصديقها بأن معد ارتبط اخيرا ..فهو الحفيد الفخر الذي علقوا عليه الكثير من الامال والتوقعات ...
لكن هذا لاينفى بعض نظرات عدم التقبل والاستهجان التي تجاهلتها ...بحثت عن هاتفها حولها لم تجده ..
تذكرت بأنها تركته في غرفة قوت موصول بالشاحن في الطابق العلوي ..وقفت بهدوء ...سألتها عمتها بحب ..." وين يانصره ..."
أشارت على الباب ..." شوي بس بأكلم البيت اشوف كيف البنات ..."
طمئنتها عمتها ..." ترى خدامتك شاطره اول كانت هي اللي تمسك بزوة هيا و أسماء لاتخافين ..."
أبتسمت لها بحب على مراعاتها ..." ياعمري ياعمه مو خايفه لكن بس بشوفهم ..."
ابتسمت لها عمتها وهي تومئ لها بأن تأخذ راحتها ..الذي لايخفى عليها وتخجل منه اليوم هو نظرات الفرح والفخر التي راقبتها بها عمتها...
مرت على دورة المياه أولا ...وقفت امام المرآه الضخمه نفثت نفسا عميقا يخفف قليلا من الضغط الذي تشعر به ..
أخرجت عطرها ورشت منه بكرم ..ومن ثم اعادت على احمر الشفاه الاحمر الجرئ الذي تثق به للغايه ...وقد اكتفت قبلا بزينه خفيف بالكاد تذكر واغدقت من تمرير الماسكرا على رموشها الطويله ...
مرتت اناملها بداخل شعرها الذي نسيت ان تقصه واصبح طوله مبالغ به ..واكتفت بتصفيفه وتجفيفه وتركه على طبيعته وفرده ...
عدلت فستانها الضيق فوق جسدها ترتدي هذا اللون للمره الاولى الذهب المطفي والسكري ..حقا لقربى نظر بعيد وهي من تمسكت دوما بالالوان الغامقه ..
رفعت ساقها وهي تعدل من وضع خلالها الثقيل حولها ..اتجهت الى غرفة قوت وكلها لهفه للسؤال عن صغيرتيها ..
فتحت باب الممر المؤدي للغرفه وقد بانت لها قوت في مكان جلوسها ..أبتسمت وهي تحادثها متجهه لها وقد ترك كعبها وخلخالها نغمه على الارضيه الرخاميه الملساء ..." شكل بزعجك اليوم ..بدق على بناتي واشوف اذا كمل شحن بأخذه ..."
اتجهت اليه بالقرب من قوت وهي تحدثها بحب ..." ياعمري طالعه قمر ...ومناسبتك تجنن ..."
قالتها وهي ترفع عينها لقوت التي كانت تنظر للجهه الاخرى من الغرفه ..وكانت نظراتها بها خجل لا يفسر ..
هبط قلبها من مكانه وتملت قدميها حتى كادت تفقد توازنها ...تسارعات نبضات قلبها وهي تترك الهاتف من يدها وتستقيم واقفه ..وكل خوف في حياتها اجتمع تلك اللحظه قبيل ان تلتفت لموضع نظر قوت ...
التفتت لتستوعب من كان في الغرفه ..لم تكن قوت ابدا وحدها لحظتها ..لقد ذابت قدميها ومدت يدها تسند جسدها الذابل لخوفه على الجدر ..
وقد كادت روحها ان تشتعل لم تكن يوما في هذا الوضع كيف وهي التي تمسكت دوما بسترها ..
عضت على شفتيها وهي تغمض عينيها تقاوم فقدانها لوعيها وتقاوم الضمأ لشدة غرابتها ورعبها مررت اناملها متشتته فوق شعرها بشرود وهي تبحث عت برقعها عبثا ...وتشعر بالمكان يضيق بها حتى لم تقوى على ان تأخذ نفسا أخر ...
وقد تعلقت عينيها فيما كاد ان يخرج روحها من جسدها ...تمنت ان يتلاشى كل هذا ..لتغمض عينيها وتستيقض واذا بها لازالت تشعر بالكسره والعجز في غرفتها في بيت جدتها ..
:
:
:
لو أُعطى فرصه ثانيه سأقع في نفس الخطأ مراراً وتكراراً ..هذه الاخطاء هي من تمنح النفس لحياتي الكئيبه ..
:
:
:
هذا وقد كان بحمد الله الجزء الثامن والعشرون ..ولي بكم ان شاء الله لقاء قريب..
كاتبتكم / مشاعل الحربي ...كم احبكم يا الله ..
"سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك"
|