كاتب الموضوع :
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: أسمتني أمي قربى
# القسم الثالث .
ارتجفت في نومها ..فتحت عينيها هلعه استوعبت المكان حولها ...نفثت نفسا عميقا وهي تستوعب مكانها ..فلازال قلبها يحمل النفور من منزل عمتها ...وخوف خفي داخلها يتجدد كلما فتحت عيينها بأن يكون كل ما مرت به حلم ولازالت تختنق في بيت عمتها ...
:
وقفت بكسل و هي تراقب قشور الحناء على الارض ...نظرت الى باطن يدها لقد جفت منذ وقت طويل كم الساعه الان ...
أتجهت لدورة المياه القريبه لتزيلها ...أبتسمت للونها الاحمر في يدها وقد تركت عبقها في المكان ..
صعدت السلم بكسل وقد أظلم المنزل وتوقفت الحياه به لا بد بأن الوقت متأخر للغايه ...غضنت جبينها وهي توبخ نفسها على اليوم الذي ضاع في النوم ...فهي في الصباح ستتجه الى المدينه ..لكنها يبدو بأنها ستؤجل هذا الامر وتنزل يوم الزفاف الصباح ..وحتى الان لم تدبر فستان ليومها ..
دخلت غرفتها واغلقت الباب خلفها ...كانت ستتجه لدورة المياه لتتوضىء وتصلي مافاتها لولا انها التفت الى سريرها بأستغراب وهي تقترب منه ..متى كان هذا هنا ..
تأملت التغليف المخملي الفخم بأسم دور مصمم ازياء تركي شهير مذهب ..أبتسمت وقد ارتجف صدرها غير مصدقه ...
مررت باطن كفها على جنبات قميصها لتزيل الرطوبه منها ..وهي تمد يدها المرتجفه لتفتح السحاب ...
ابتسمت وهي تغضن جبينها لتبعد دموعها وتجلس بالقرب من سريرها على ركبيتها ...مدت يدها تخرجه ...كتمت شهقتها بأناملها ...تأملته في يدها ...يالفخامته ولونه السكري المطعم بالفضي...اتقانه ..كمه الطويل ..و كلاسيكيته ...ضحكت غير مصدقه وهي تقف ..وتفرده جيدا للتتأمله ...طوله ..والنقش الفخم على اطرافه الناعمه ...لمست قماشه التل الرقيق غير مصدقه وهي تلتفت حولها ...حقا من اين اتى ...؟
وضعته في مكانه وهي تفتح الصندوق على الارض ..شهقت وهي ترفع الكعب الفضي الفخم من صندوقه ...لقد رأته في موقع ازياء ما انه يكلف اكثر مما تستوعب ..
التفتت حولها غير مصدقه ...ماذا هل لي ام عرابه جلبت كل هذا الى هنا ...وقفت وهي تتفقد المكان حولها ...لفتتها العلبه الصغيره على سريرها ...تركت الحذاء واتجهت اليها ..تناولتها وهي تفتحها بأهتمام ..وجدت بداخلها دبله فضيه فخمه ..اغلقت العلبه مجددا ..وهي تمرر ابهامها على اسم دار الحلي هذه ..فتحتها غير مصدقه وهي تلمسها ..أنها الماس ..اخرجتها من علبتها لترتديها ...كانت وكأنها قد فصلت لها ...
رفعت الفستان مره اخرى وهي تريد ان تستوعب حلمها ..سقط كرت ما منه ...اعادته وهي تلتقط الكرت من على الارض جلست وهي تفتحه ..
غضنت جبينها ...من حسن حظها بأنها تقرأ الانجليزيه ..كان مصمم خصصيا بطلب السيد عمران العمران ...
اسنتدت رأسها على طرف سريرها وهي تعض شفتيها بحيره وهي تراقب الاسم المذهب داخل الكرت ...
مالذي يريده ...؟ الا تكفيه حيرتي ...الا تكفيه ..اني متعبه حقا ..اريد ان ارتاح يوما واحدا فقط ..اريد ان اكون طبيعيه ..دون التفكير به وبتواجده الجائر في حياتي ومخيلتي ..
الضعف بدأ يتسرب حقا لدواخلي منه ...انه الرجل الوحيد في حياتي الذي حقق لي كل هذا ..من هو ...؟ اريد ان اعرف كي ارتاح ...كي افهم كل ما بداخلي..
هل يريد أن يشعرني بأهتمامه ....أم يشعرني بالذل لحاجتي اليه لاظهر بالمظهر الائق امام معازيمه الاستقراطيين ...
مررت اناملها على الفستان ...أني مضطره لارتدائه ...فقط لاجل هذا ..تأملته ..انه حتى اجمل مما تخيلت نفسي به يوما ...
نفثت نفسا عميقا بأرتياح بعدما حلت هذه المعضله ..شكرا له ..ايا كان دافعه شكرا له ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
التفتت حولها لتتأكد من ليها لكل حاجيتها ...الساعه الان التساعه صباحا ..جيد حينها لن تضطر الى المكوث في الشقه ...فقد اقنعت رافد الصغير بأنها تريد الذهاب اليوم لانها لازالت تستعد هنا ..
:
خرجت من باب غرفتها ....وقد خلى المنزل والطابق الا منها ...لمحت باب غرفة هنده مفتوح ...رفعت حاجبها وقد لمعت في ذهنها فكره ليست بهينه ...
تعرف جيدا بأن هنده ستحاول ان تخرب عليها هذا اليوم بشتى الطرق ...وايضا لتنتقم لفستانها ...تسللت بهدوء لباب غرفتها ...اطلت منه كانت تلك منشغله بحديثها في هاتفها وكانت كما تتوقع تكيل اليها الشتائم والوعيد ...
ابتسمت قربى بخبث وهي تسحب المفتاح بهدء ...وقفت امام الباب ...تنتظر خروج تلك التي كانت متجهه نحوها ...
ما ان فتحت تلك الباب تهم بخروج حتى صدمت بوقوف قربى امامها مبتسمه بأنتصار ...استغربت فعلتها ...
بدون ان تستوعب كانت قربى قد دفعتها داخل الغرفه ...واغلقت الباب بخفه واقفلته ...تعرف خبثها وخبايها جيدا لن تترك مفتاح اخر لها مع احد اخر ...
سمعت صراخها المزعج من الداخل وهي تحاول فتح الباب ..وتكيل لها ابشع الشتائم والوعيد ...
نظرت الى المفتاح في يدها ..التفتت حولها ..رمته في سلة المحملات في ركن الطابق وهي تنزل السلم متجاهله وعيد تلك ...
الم تقول يوما بأن جناحها هو سكن مستقل ....اذا لن يضرها ان تعيش بداخله يوم هاديء دون الخروج ..تحتاج لوقتها الخاص حقا لتفكر جيدا ...
:
استقلت السياره بأبتسامه هادئه وهي تلتفت منتصره لسياره سائقها الذي ينتظرها ...هذه الحمقاء المتعجرفه انها حتى لا تركب مع ابناءها نفس السياره ..
حسنا لا يوجد هناك انسان كامل ....ولو كنت اسعى اليه ..فهذه الهنده تحتاج الي حقا في العاقبه الاخلاقيه لافعالها التي ادمت قلبي بها مسبقا منذ لحظة دخولها المنزل ..حتى وفاة اهداء ...
:
واليوم يومي لن اغامر به لطيبتي ....مهلا من قال اني طيبه ...لقد ولدت في مقبره انا شؤم ان نسيت هذا ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
لقد بدأ الازعاج يتسرب اليها داخل هذه القاعه الفخمه الواسعه ...لكنها تجاهلت كل هذا وهي ساجده ..وقد بللت دموعها السجاده ..متناسيه توصية المزينه لها بعدم البكاء ..
ارتجف صدرها وهي في اخر سجده لها من صلاة العشاء ..دعت الله من كل قلبها وحزنها وماضيها ...أن يخفف عنها هذه الليله ويهديء قلبها للهدوء..ويفتح عليها باب للخير والتوفيق من هذا الارتباط ...وبالرحمه لوالديها ..وبأنها ظلمت نفسها حقا بالاعتراض وهاهي اليوم راضيه عن كل ماقسمه الله لها ...
:
:
رفعت رأسها وانهت صلاتها ..وهي تشعر براحه كبيره تسري اليها وبرودة يستكن بها قلبها ..دخلت قربى حينها المكان ومعها خادمتين ...
اغلقت الباب حلفها وهي تأمر الخادمه بأستعجال ...." طلعي فستان ميمي ..بس طلعيه انا البسها ..."
ابتمت جليله لجمال قربى الغريب كان مخيف في اول مره قابلتها ولكنه الان يبدو أهدأ بعد ان فهمته ...التفتت اليها قربى مبتسمه ...." جليله ...أعذريني ما انتبهت لك عسى بس ماقطعنا صلاتك ...؟"
وقفت جليله وهي تفتح طرحتها بهدوء حتى لا تبعثر شعرها ...." لا ياعمري خذي راحتش سلمت خلاص..."
تبادلن بعدها السلام و المباركه ..وكل منهن في دواخلها الخوف والوحده تتعاظم ..
أبتسمت لها قربى وهي تراقب شعرها الاسود الطويل التي سرحته بطرقه تركته مفرود على طوله ..." ماشاء الله عليك تجرأتي تتركيه مفتوح ...انا فستاني ما ينفع افرده ..."
:
ابتسمت جليله بخجل وهي تعدله فوق كتفها ولازالت ترتدي التيشرت القطني و الجينز ...." قلت كذا اريح ..ما احب المه ...بشري دبرتي فستان ..."
ردت عليها قربى براحه ..." طالع حلو ما شاء الله ..الله يحفظك ...أيوا الحمد لله دبرته ..."
راقبت قربى وهي تتحرك في الغرفه بكل ثقه ولا يبدوا بأنها تفكر في يومها هذا ابدا ...وهي تهم بمساعدة ابنة زوجها حسبما عرفت في ارتداء ملابسها وترتيب هندامها ..
قد تكون غريبه كما سمعت كثيرا من عائلتهم الكبيره التي احتكيت بهم مكرهه ..لكنها قد عاشت معاهم لفتره طويله وتعرفهم جيدا بل حتى انها تعرف زوجها فهو من رباها ..حالتي لاتقارن بها ابدا ..أتمنى ان احصل على ثقتها وقتها هذه ..لليوم فقط ..
:
التفتت اليها قربى مبتسمه وهي تسألها ..."جليله تبغيني اساعدك تلبسي فستانك ...؟؟"
احمرت خديها خجلا وقد ايقضها سؤالها من سرحانها ...." لا تسلمين ..مايحتاج ذحين اقوم البسه ..."
:
دخلت الغرفه الملحقه بالمكان وهي تغلقها خلفها ...تنفست بهدوء وهي تهديء نفسها ارتدت فستانها ..حذائها ...واغدقت من عطرها الورد الخفيف ..اتجهت للعلبه التي تركتها فوق المنضده ..فتحتها للمره الاولى اليوم كانت تهرب من فتحها لانها ستؤجج مواجع الاسئله السرمديه داخلها ...
تأملت طقم الذهب الفخم داخله ..نفثت نفسا عميقا هي ترتديه امام المرآه بصعوبه ..
عدلت العقد الثقيل على عنقها وهي تعدل وضعه ...رفعت جيب الفستان الواسع الذي فضح صدرها ...
جلبت خصلات من شعرها تستر به مافضح..تناولت الطرحه من الخزانه ..وهي تضعها لنفسها فهي خفيفه ولاتحتاج الى تثبيت ...تأكدت من وضعها ومدى ثبوتها ..اعتدلت بوقوفها امام المرآه ..
أبتسمت تمنع شهقة بكاءها ليتك كنتي هنا يا امي هذه اللحظه ...لتري كم بت جميله ..لتريني في اليوم الذي لطالما تخيلتيه ودعيتي لي به ..لأرى الفرج ومن بعده الحياه بعيدا عن بطش ابي ...لكن يا امي انا لا اعرف ما سألقى ...الحيره تكاد تفتتني يا امي ..
سمعت صوت اميمه في الخارج ...ابتعدت عن المرآه متجهه الى الباب ..فتحت الباب لتغرق في مدح تلك وثناءها و تحصينها ...
:
في الغرفه الاخرى كانت تلك تقف امام المرآه سارحه وهي لازالت تحمل فستانها في يدها ...
تأملت انعكاسه في يدها ..لما انا اخاف من وضعك على جسدي ...لما اراك قيد ..قيد وثيق وعصي ومكروه ..بوضعك على جسدي بأنقيادي للنهايه في كل هذا اليوم المزدحم ماذا سألقى ...؟ الراحه .....؟ قل لي ..؟ انا وحيده جدا لدرجه بأني ارتجي من قطعه قماش اجابه ..
انا منبوذه ..منسيه ومهمشه ...وفوق هذا متمسكه بالحياه ..واستغل كل لحظه تمر بها لأعيش ...
رفعت رأسها للتأمل نفسها ..انها اليوم جميله للغايه ..انها اميره في عيني نفسها ..تأملت اتساع حدقتيها الرماديه ..لم انساك ..ان نسيتك سأنسى من انا ..سأنسى ماجعل مني قربى ..انا من كنيتني بأسم لم تنطقه الامهات قبلا ...أنا شؤمك ..حزنك ..أنا ليالي بكاءك الطويله ..
لو احتفظتي بي يا امي .. لو استمريتي بقسوتك تلك ...اليست قسوتك يا امي احن من الايام واخف ..القسوه منك مبرره وقسوة الايام جائره يا امي ..
لو كنتي هنا يا امي.. بل لو كنت معك يا امي ..هل شعرت بكل هذه الوحده والنبذ الان ..
لو ما اعتدت غضبي وحنقي هذا ..لو لم تزرعي بداخلي نفوري وخوفي منك... لهفتي واغترابي ....لو لم تتركي ملامحك فوقي ..لكان هذا اهون يا امي ياترى ....؟؟
نفثت نفسا عميقا تخرج به كل هذه السلبيه وتعود قربى القويه الواثقه ..فهي لم يرى حزنها يوما سوى المرآه ..
:
ارتدت الفستان ..واكتفت بدبلتها ..وخلخال فخم كانت قد اشترته في تسوقها الاخير ..
ثبتت الطرحه الناعمه اسفل تسريحتها بخفه ...تفقدت مكياجه الوردي الخفيف الذي لم يخفي بشرتها البرونزيه الملفته ...
رشت عطرها بكثافه وتفقدت هندامها للمره الاخيره فتحت الباب ..فكانت نصره تقف في منتصف المكان ..لم تكن معها في نفس صالون التجميل ...
لكنها ناعمه طاغيه بأنوثتها كالعاده وقد اكتفت بكحل وروج احمر قاتم مرتديه فستان اسود طويل بكم طويل بفتحه كتفين ونحر واسعه ...تغزلت بها قربى ..." اروح فدوه اني لهالجمال ...؟"
تجاهل المرآه التي كانت مرتديه عباءه استديوا تصوير شهير في المدينه بعدما القت عليها السلام من مكانها ....ضحكت نصره لقولها ..." الله يالعياره هو بعد جمالك اليوم جمال ...اش هالجمال منين جا هالفستان ..."قالتها وهي تقترب منها متفاجئه ومستغربه ...
همست قربى وهي تنظر لتلك خلفها ...." العريس المصون جابه لي ..."
رفعت نصره حاجبها بأعجاب ..." ياعيني ..ياعيني ...جابه يعني بعد ما حرقت زوجته الفستان ولا كيف ..."
هزت تلك رأسها بعدم اهتمام ...." ما اتوقع ...شكله من زمان ناويه ...ماعليك مني وحده تلبس يوم زواجها اسود ..."
اقتصرت نصره الموضوع وهي تغير موجة الحديث ...." قربى انتي حجزتي مصوره ..؟؟"
هزت قربها رأسها بالنفي مستغربه ..."لا ..."
أشارت على المرأه في ركن الصالون الصغير ..." طيب تقول انه جايه حجز بأسمك لان جليله ماحجزت ..."
اقتربت منها هامسه بأستغراب..." اميمه تقول متعب مارضى ..."
التفتت قربى ورائها بأستغرب عندها نطقت تلك ...." يا اختي انا اللي اعرفه عندنا حجز اليوم بأسم قربى ..الله يخليكم اتركوني اسوي شغلي ..ممكن تكون مفاجئه من شخص ثاني ..."
:
حينها تبادلن نظرات بمعنى كبير ...ضحكت نصره ..." زوجك ياخي ..اللي اخذه عمران العمران ماتشقى ...الله يخليكم لبعض ..."
حينها كانت وردة قد دخلت المكان وهي تتمنى ..." ليت باقي عيال العمران يتعلمون ويتسنعون ياختي ..."
تبادلت السلام والشوق والتبركيات مع قربى التي لم تراها منذ زمن طويل ...
التفتت الى نصره يبدو بأن حالها لم يعجبها تبادلت معها السلام وهي توجه حديثها لقربى ..." عاد اعذرينا يا قربى بالنسبه لنا هاذي عروستنا اليوم ..."
أبتسمت نصره ظاهرها الخجل وداخلها الضياع ..حينها غيرت قربى مسار الحديث وهي تنظر لصديقتها ..سائله وردة عن زواجها وحياتها في بدر..
:
:
في الجهه الاخرى في قاعة الرجال ..كان المكان مكتض بالمعازيم ..فأسمي العريسين لاتغيب ابدا عن اهل المنطقه ..
حتى معارفهم من المناطق الاخرى لم يغيبوا عن هذا اليوم الكبيره ..
صمت هاتفه الذي اصر برقم ما مزعجه وهو يرحب بضيوفه ..عدل بشته السكري فوق كتفه وهو يلتفت لاخيه ..
كان ذاك يقف بوجوم بأستقامه حاده وعينيه ترقب المكان كصقر ..وبادل معازيمه السلام دون ان تغيب عينيه عن القاعه ..
يالحياته الصعبه حقا حتى في يوم زفافه تسيطر عمليته وشخصيته عليه ...لقد نسي اخي نفسه وكل ماضيه ومطالبه في عمله القاسي هذا ...
:
بجانبه كان ذاك يقف يرحب بضيوفه ..وهو مدرك لكل ما يدور حوله ..حياته ليست بهينه بمنصبه هذا لا يأمن الغدر ولو للحظه في التجمعات وفي الهدوء ..
كان باردا بالكاد يلقي لمن بالداخل وسيلتقي بها بعد ساعه اهتمام ..ام يكون هذا الهروب من اللحظه الحاسمه ...؟؟
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
وقف بالقرب منها وهو يعدل غترته ..لازالت ترتدي معطف قميصها الحريري ..تقف امام المرآه وضع لمساتها الاخيره بأرتداء حليها ...
:
لقد عادت للتو من الصالوان التي كانت به مع نصره وبنات عماتها ..بينما كان هو في القاعه من المغرب وعاد ليخرجها ويأخذها للفندق ليبدل ملابسه ومن ثم للقصر ..
أمرها بلطف ..." جوزيده ..تأكدي ماتنسين لك شيء لان بنزل اسوي اخلاء ..."
ابتسمت له وهي تحاول اغلاق عقدها ..."حاظر.."
مد يده ليساعدها ..اغلقه بخفه ..راقب تأملها السارح له وهو ينهي فعلته ...قبل رقبتها مبتسما ..." هيا خفي خيلنا نخرج ...اخاف ما القى لي موقف عشان اقدر اخرج بدري ..اوديك بدر قبل ارجع المطار ..."
:
شعرت بأنها ثقيله حقا ...." يامهاب خلاص مو مهم ترجعني بدر ..ارجع مع جدتي ..."
هز رأسه بالنفي ...." انا ليش زوجك ...عشان اتركك ترجعي مع جدي وجدتي ..يمكن يبغون يأخذون راحتهم .."
قالها وهو يغمز لها بخفه مبتسما ....وهو يراقب اتساع حدقتيها واحمرار خديها خجلا " خلصينا ...بعدين ابغى اشع منك قبل اسافر ...ما ادري متى راجع ..."
:
انتابها الحزن لقوله ...لاتريد حقا ان يبتعد عنها ...مهلا بماذا تفسرين هذا ياجوزيده ..هل هذا تعلق ..لا ..كفي عن الحماقه ..
ابتعدت عنه وهي تتناول فستانها ...." ليش قطعت اجازتك ...؟"
أبتسم لها وهو يرفع رأسه من انشغاله بهاتفه ...." افهمها غيره هاذي ..." قالها وهو يراقب ردة فعلها ...لم تكن ما يرجو..
راقب برودها وهي تتجه لدورة المياه ...." سؤال بس .....لحظه واجهز ...؟؟"
راقب مكان اختفاءها بعدم رضا..الى متى هذا الخجل والهروب ..والحواجز ياجميلتي...لكن بيننا الايام كما وعدتك ..سأحاول بكل قوتي ان احميك واقنعك ...وكل يوم حبي لك داخل قلبي يتشعب ..
:
فُتح الباب ببطء ..اطلت من خلفه وهي تنظر الى موضع قدميها ..ابتسم لشده تفاجئه وتعلقه بمنظرها الخجل .." بتروحين الزواج كذا ...؟؟"
نظرت الى نفسها بخوف تبحث عن ثغره ...وهي تهمس ..." ايوه ليه ..؟"
يراها ترتدي هذا اللون للمره الأولى ..فستان احمر جريء حتى منتصف ساقيها واكمام طويله وفتحه صدر وكتفين واسعه ...
تلذذ بمحاولة ارضاءها له ....وهي تسأله بخوف ..." اغيره ؟؟"
مثل عدم الرضا ...." غيريه ..بس مو ذحين ..لارحنا بدر ..." قالها وهو يحبس ابتسامته ...
وبخته وهي بالكاد تتحمل توترها ..." سالاكـ..." =أحمق ..
اغمضت عينيها توبخ نفسها وهو يسألها مبتسما لنصره ..." ني ديدين جنم ..." =ماذا قلتي ياروحي ..
ارتدت عبائتها تفرغ توترها وهي تهمس اليه ..." هيا نمشي .."
أبتسم لها وهو يراضيها مقتربا منها يستحثها للخروج ...." بس طالعه قمر ...بنم جوزيده ..قوزال جوزيده .."
أبتسمت لقوله خجله ولم تخفي شوقها لامها بالجمله التي اعتادات مناداتها بها ..الى اين تأخذنا يا هذا الرجل ...
:
توقف الحفل قليلا ,,قد رحبا بضيوفهم لتناول وجبه العشاء ..ولا زالوا يستقبلون الحاضرين ...
بعد انتهاء وجبة العشاء واكتمال الحاضرين ..بدأت مراسم أخرى تنتهي بها معظم حفلات الزفاف في الحجاز لدى الرجال تمتد احيانا حتى الثالثه فجرا ..خلت القاع الواسعه الا كبار العائله وبعض الحضور وقد توجه الجمع الى الساحه الخارجه الكبيره المخصصه لمثل هذه التقاليد ...
التفتت الى اخيه الذي انشغل بحديث ما مع عمه صلاح ..لحظات حتى دوى صوت البارود من الاسحله وتسللت رائحه احتراقه للمكان ..وضج المكان بترديد الاهازيج الشعبيه ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
انعزلت في غرفتها التي لم يمرها بها سوى نصرة واميمه ..بينما ضجت غرفة جليله بصديقاتها في عملها الاخير ...
:
امتثلت لامر المصورة وهي سارحه على مضض ..حينها عاتبتها المصوره..." ياعروستنا ..ماشاء الله عليك قمر اعطينا ابتسامه حلوه كذا ..."
لاحظت المصورة رغم انها عروسة لم يمر عليها بجمالها من قبل سوى قليل لكن ايضا لم يمر بها عروس بهذه الوحده ...
اخذت نفسا عميقا وهي تفضي توترها وقد تسللت الى مسامعها اصوات الطرب بالخارج ....
فتحت اميمه الباب مبتسمه ...اتجهت الى قربى وهي تمر بالمصوره لتهمس لها في اذنها بقول ما ...
نظرت اليها قربى بملل وهي تسدل يدها التي مسكت بها باقة وردها الحمراء الريانه ..." عمه اميمه فين ميمي ناديها تتصور ..."
ابتسمت لها اميمه وهي تهز رأسها لها بالايجاب متجاوزتها للباب خلفها المؤدي للخارج ....ادارت المفتاح داخله وفتحته التفتت اليها قربى مستفهمه ...
ارتجف صدرها وهي تراقب دخوله..لم تقوى على اخفاء رجفتها التي علتها فأهتزت كتفيها ..انها عاطفيه اليوم ..دمعت عينيها وهي تتأمل دخوله بكل هيبته ...شخصيته العصيه ..بكل رغبتها بأن ترتاح ويكون لها شريك حياه ...بكل املها بأن هذه المسرحيه التي تعيشها اليوم تنتهي براحه وهدوء ..
بادل خالته السلام والمباركه دون ان يرفع عينيه لها ....
رفع رأسه لها ..اقترب منها يتأملها ...لقد وصف شخصيتها فقط للمصمم لم يتوقع بأنها ستكون جميله لهذا الحد اليوم ..لقد باغتته رغبه جامعه غبيه اختفت في لحظتها يوما ما ...بأن قربى ستلبس الابيض له ...
:
عدل غترته ..وحركه معصمه ليعدل ساعته ..حينها لم تكتم شهقتها وهي تتأمل فعله ...لقد تذكرت يوم زفافه قبل سنوات طويله ...ارتجفت شفتيها ..حبستها بين اسنانها وهي تبعد نظرها عنه للمصوره ..
شعرت به يقترب منها ..وضع يده على كتفها وهو يقبل جبينها ..بدون ان تعي لنفسها وضعت يدها على صدره ..وهي تغمض عينيها لتغرق بهالته التي احاطتها ورائحة عودته التي احتلت المكان ..همس لها ..." مبروك ..."
قالها وهو يبتعد عنها ..نظرت الى اميمه والمصوره حولها في المكان ..مدت يدها لكفه الايسر تناولتها بين انامها وهي تقبلها ..." الله يبارك فيك ..."
تعلقت حدقتيه بفعلها ...صغيرته ..جميلته ...وصيته ..حلمه ..الحمى والرغبه ونهاية الحلم الكسير ...تقف اليوم بين يديه له ...لأخر يوم في حياته هي له ..بصعوبتها ..بجمالها ..بغموضها ...بماضيها ..أنفتها ...ونفورها ...هي كلها له ..ولايقف بينمهما عائق سوى غرورهما وتكبرهما ...اعرف الكره في عينيك ..وافهم النفور في جسدك ...لكن فوق كل هذا أقسم في هذه اللحظه ...لن يحلو لأبن أدم على وجه الارض وصلك ..ثغرك ..وحتى ذكر اسمك ..مادمت حيا ..تمنى لو ان يتلاشى كل مابينهما والماضي ..ليقفان اليوم كثنائي يتطلع لحياة جديده مستقره وطبيعيه ...
:
:
خرجت اميمه وهي تحيطهما بالدعاء والتبريكات بعدما استأذنت منهم وهي تنظر لشاشة هاتفها ..
رفعت عينيها اليه لا اراديا وهي للمره الاولى تتأمله بتخيلاتها تلك التي لم تعرفها سوى بعد ارتباطها به ..أبتسمت اليه ..أطال تأمله لها وهو لا يعرف كيف يفسر ابتسامتها المسالمه هذه ..
دون ان يعيان كان لا زال يحتفظ بأناملها داخل كفه ...رفعها الى شفتيه وهو يقبل باطنها بخفه ..ضحكت لفعلتها و قد ارتجفت تقاوم بكاءها ...لفت ساعديها حوله وهي تخفى ملامحها داخل اتساع صدره ..
استغرب فعلتها أهذه اول بودار استسلامها له ..شدد على احتضانها ..وهو يقبل رأسها ..
استغلت المصوره فعلتهم ..ارتجفت قربى وهي تبتعد عن صدره لتأثير سطوع ضوء الكاميرا في المكان حولهم ...
ابتعدت عنه وهي تضع يدها على شفتيها تكتم ضحكتها خجله وهي تنظر الى عينيه التي راقبتها بتوهان ..استغلت المصوره الموقف مره اخرى ..
حينها ابتسم ذاك لبرائتها و اهتراء حصونها التي عهدها ..مد يدها وهو يعدل الخصلات على جبينها ...حينها ازعجهما رنين هاتفه ..
اصرت عليه قربى برقي ذوقها ...." رد امكن احد يبغاك ضروري ...."
ابتسمت وهي تتأمله يخرجه ويبتعد ...حسنا ليكن ماكان تريده ..حقا تريده من كل قلبها ورغبتها ..انها حتى لاتعرف نفسها ولاتعرفه اليوم وتشعر بفرحه عامره تغمرها ..وتكاد تمحي كل حزن قد مر بها يوما ما ...
:
مرت دقيقتين ..اغلق هاتفه وهو يلتفت اليها ..كان يرفع حاجبه بعدم اقتناع ...اقترب منها ..حينها امرتها المصوره بأن تقترب منه اكثر ..اشار بيده الى المصوره ان لحظه ...
التفتت اليها يسألها هامسا ...." صح انتي قفلتي الباب على هنده .."
راقب تبدل ملامحها الوديعه وهي ترفع حاجبهأ بأستهجان وثقه ..." أيوا .."
كان سيتخطى الامر لولا ان نرفزه اسلوب ملامحها وردها الواثق ..." وتقولينها كذا عادي ..."
نظرت قربى الى فتحتة صدرها وهي تعدلها ببرود وترد عليه هامسه ...." دين ورديته لها .."
استغربت المصوره همسهم ...توقفت عن فعلها وهي تراقبهم ..
سألها بأستهزاء ساخط .." هذا عشان حرقت فستانك ...توقعت عقلك اكبر من كذا ..."
اجابته بأستهزاء اكبر ..." لا عقلي مو اكبر من كذا ...ومو عشان فستاني ...قلت لك دين ورديته لها ..."
أستغرب قولها وهو يسألها ...." أي دين واي خرابيط ...أش بينكم انتوا الثنتين ..."
كان سيتحدث لولا انها قاطعته ....وبأمل في صوتها الغاضب المرتجف "اللي بيننا بيننا.... نسمي بالرحمن ونرجع زي ما كنا طبيعين وننهي السالفه ...ومانخرب ليلة عمرنا ..ولا كيف ؟؟"
:
هز رأسه بالنفي وهو يبتعد عنها ...." اسرارك وافعالك الغير مبرره كل يوم تكثر ...انا اللي طبيعي انتي اللي غريبه ...وانتي اللي خربتي ليلتك بيدك ...اول ماتنزفين تركبين السياره وعلى بدر ....وبيننا هناك كلام ثاني .."
:
قالها وهو يخرج من الغرفه بأعصار لا يشبه هدوء دخوله ...دوى صوت اغلاق الباب المكان ..رمت باقة الورد من يدها بعنف لتفضي توترها بها ..جلست بعنف ..وهي تهمس ..." كنه انا اللي بست يدك وقلت تزوجني ..."
:
كل هذا والمصوره تراقب غير مستوعبه كل ماحدث في اقل من ربع ساعه امامها ...
:
رفعت رأسها وهي تحاول ان تعود لطبيعتها بدخول نصره التي تبدلت ملامحها للغرفه وكأنها تهرب من شيء ما ...
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :
:
كان أخر الخارجين من غرفتها الجده قوت ...التي امطرتها بالدعاء والوصايا ..لقد خرج الكل لأقتراب موعد زفة العروس الاخرى ..
سمعت صوت اميمه خلف الباب ..أرتجف صدرها وهي تشدد من قبضتها فوق مسكة الورد الابيض في يدها ..
دخلت اميمه مبتسمه كعادتها ومن خلفها نوف التي كانت ترتدي عبائتها وتضع طرعتها على كتفيها وبيدها هاتفها ...
ضاعت بنظراتها بينهن ...أمرتها اميمه بلطف .." جليله حبيبتي ..خلاص جاهزه متعب بيمشي .." قالتها وهي تشير للباب المقفل وراء جليله ..
التفتت جليله ورائها وهي بالكاد تستوعب قولها ..كانت تنتظر دخله وبالكاد قد حملتها ساقيها وشعرت بذوبان فخذيها ..اذا هذه هي لحظه المواجهه ..
اعادت نظرها لاميمه التي مدتها بعبائتها ..تناولتها منها ببرود وشرود وهي تراقب نوف التي همت بحزم حاجيات جليله المهمه من الغرفه في حقيبة يدها ..
أبتسمت لها اميمه بهدوء توضح لها ..." يستناكي برى في السياره ...عجلي ياعمري وراكم طريق لبدر .."
حينها تذمرت نوف التي همت بأغلاق حقيبة جليله بعد ان وضعت هاتفها بها ..." ياربي من ابوي يعني اش فيها الفنادق ..؟"
عارضتها اميمه وهي تساعد جليله المسلوبه في ارتداء عبائتها ...." تعرفين ابوك ما ينام في مكان غريب..خلصينا ..."
التفتت الى جليله مبتسمه بحب وهي تلقي نظره على نوف التي ارتدت حجابها وهمت بفتح الباب ...." حبيبتي جليله ..اغراضك رتبتها لك هناك زي ما وصفت لك ...ناقصك شي ..تبغين شيء .."
هزت جليله رأسها بالنفي وهي تقاوم دمعتها ..وبلا مقدمات رمت بجسدها داخل حضن اميمه ...احاطتها اميمه بذراعيها وهي تتفهم كل ما تمر به ..هذه الانثى اللطيفه التي داهمت حياتها ..انها ارق وابسط من كل تعقيدات نبذها والخوف منها ومن ماضيها الغامض ...
قبلت خدها وهي تبعدها عن صدرها ..." حبيبتي ..ربي يبارك لك ويسعدك ياعمري ...هيا البسي رجالك يستناكي برى ..اخر شيء نبغاه نتأخر عليه ..." قالت جملتها الاخيره وهي تبتسم وتمحي دموع تلك التي استدلت طريقها فوق وجنتيها ....
لفت حجابها وهي تستمع لصوت نوف خلفها وهي تنبهها ..." اهو ابوي جاء ..."
ارتجفت يديها وهي تحمل نقابها في يدها ..لا مفر يا جليله ..وكأن لك خيار ...او أي ملجيء سواه ..
ابتسمت تخفي توترها بين دموعها لأميمه وهي ترتدي نقابها ...وضعت طرف طرحتها السوداء فوقه لتغطي فتحة عينيها الواسعه ....
نهتها اميمه عن فعلها ..." اكشفي يابنتي ماحولك أحد ..كذا كيف بتشوفين طريقك ..."
عارضتها جليله ...." لا ..تمام .." قالتها وهي تغطي فستانها بعبائتها الواسعه وترفعه عن الارض ..
نظرت الى الباب الذي اتاح لها رؤية مقدمة سيارته الفخمه اياها ..لقد حملها اليها ذاك اليوم المشؤوم ..وها هي الحياة تدور بها لتعود اليها بوضع اخر ..لكنها ايضا به مجبوره مسيره ومقيده ..
أخذت نفسا عميقا وهي تجمع كل ثقه قد مرت بها يوما ما متقدمه للخروج ..توقف رجليها وخانتها ..وقد تعلقت عينيها به ...
كان يقف خارج السياره ولا زال ممسكا الباب بيده وهو يهمس لأبنته بحديث ما ..رفعت ابنته رأسها وهي ترمق جليله بأبتسامه ...هزت رأسها لها بالايجاب وهي تبتعد عنه بعدما قبلت يده ..
:
تركته متجهه الى جليله لتساعدها على ركوب السياره ..ارتجف صدرها وهي تبعد نظرتها عنه بمجرد ان التفت اليها معتدلا بوقوفه للعودة للجلوس على كرسيه ..
بينما رمقها هو بنظرته البارده الحارقه تلك ..بالفراغ القاتل داخلها ..ساعدتها نوف على ماتوقفت عن فعله ..وقد دفعها خجلها من نوف الى اجبارها على الحركه لاتعرف كيف وجدت نفسها جالسه بجانبها ..ما ان اغلقت نوف الباب حتى تحركت السياره ..
قاومت رجفتها الى انها طغت على جسدها وهي تود ان تترجل وتعود مع اميمه الى شقتها وينتهي كل هذا ..
اعتدلت في جلوسها ..ولازال الارتجاف الجارف يجتاحها دون رحمه ..اغمضت عينيها ..وهي تمني نفسها بالاستيقاض من هذا الحلم الغير مفسر ...
فتحت عينيها وكانت لازالت في مكانها وقد انكسرت اضواء الشارع الصفراء على متن السياره امامها المها بطنها للذكرى التي جلبتها هذه الرؤيه لها ..
التفتت بهدوء للكائن بجانبها ..تأملت يده السمراء فوق المقود ..والثوب الابيض الذي اشتد فوق ضخامة جذعه المخيفه ..وقد فضح تقسيم جسده الرياضي القوي ..رفعت عينيها لملامحه ..
للمره الاولى يسمح لها خوفها واتضاح ملامحه ان تعرف ملامحه ..ارتجف صدرها وهي تبعد عينيها لمجرد ان التفت لها ..الانعدام في عينيه أضاع كل منحى وسامه في ملامحه البدويه الحاده ...سماره ..الشعرات الرماديه التي غزت عوارضه ..لاتدري هل هي الاضاءه ام انها اول مره تتأمل عينيه من هذا القرب ..لونها غريب ..أسود ام عسلي فاتح لا تعلم لكنها مرعبه للغايه ..و رأت بها رجل بلا أقدار لا يزرع بها سوى الخوف ..والعقد ..والضياع ..
:
بينما كان رجلنا الغريب ذاك في الجانب الاخر بالكاد تحرك شعور داخله ...لازال كل هذا مبكرا على كل شعور ...وهل هو رجل يمتك هذا ...الشعور ...؟؟ لقد هجر كل هذا من قبل ان يصبح رجل حتى ...
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :
:
تناولت باقتها من على الارض وهي تبعد نظراته عنها لتخبئها ...فموعد الرحيل واللقاء قد اقترب .. وبعد ساعات ستكون فيبلد أخر لم تزره يوما ..وبيت تضن بأنها كانت تعرف صاحبه ..
أغمضت عينيها وهي تخرج مشهد وداع اخوانها وابيها وجدها لها اليوم ...وقد هربت من اللقاء بأعمامها ..
مدت الباقه وهي تعدلها لقربى وهي تتصنع الابتسام لها ...." تجهزي ..خلاص كذا دقايق وتشتغل الزفه ..."
:
أبتسمت لها قربى وهي تأخذ الباقه منها وتجرها لحضنها ...همست لها .." حبيبتي انتي ..الله يوفقك ..بفقدك يانصره ... انتي واهداء مره وحده تتركوني ..ارحموني شوي .."
أبتعدت نصره عنها لترى وجهها وهي تقاوم دموعها ...عاتبتها ..." قربى حبيبتي لاتقولين لي كذا ..انا لك العمر كله ..أخت واكثر من اخت ..لكن يشهد على الله ياقربى الظروف اقوى و حدتني..واوعدك بنتقابل كل مالقيت فرصه ..بدايه جديده ..؟؟"
قالتها برجاء وهي تراقب عيني قربى لترى الامل فيها ...أبتسمت قربى على مضض وهي تهز رأسها بالايجاب ...." بدايه جديده ..."
أبتسمت لها نصره وهي تثني هذا الشعور ...." طالعه قمر ...هيا بسم الله ..بتأكد تطلعين واروح اجلس مكاني واتفرج على رواقه .."
أبتسمت قلبها لقولها بتوتر ...." المفروض انتي اليوم تنزفين على هالجمال ..."
ضحكت نصره تثنيها وهي تعدل خصلات شعر قربى على جبينها ..قبل اطلع تبغين شيء ..؟"
هزت قربى لها رأسها بالايجاب وهي تأخذ نفسا عميقا تبعد توترها ..." اعطيني الروج والعطر ....نصره الاجواء كيف ..؟؟ " قالتها مستفهمه عما ستواجه ...
أبتسمت نصره وهي تناولها ماطلبت ...." فخمه ..الاجواء فخمه ..وزحمه ..معارف زوجك عبوا المكان غير العيله ماغاب أحد منها ..."
أبتسمت جليله بسخريه ...وبوجع داخلي تخفيه وهي تمرر أحمر الشفاه على شفتيها ..." أكيد مو على شاني ..."
اليست هي بأنسان ...اليس يجن الانسان الى رحمه وصلته بأسمه في هذه الدنيا ..وهاهي في اهم ايام حياتها تكون وحيده ...ليس لها من الدنيا سوى نفسها ..
أبتسمت لها نصره بحزن ....وهي تراقبها تغدق من رشات عطرها حولها ..." كلنا اهلك يا قربى .."
التفتت قربى لها مبتسمه وهي تتناول باقة الورد بعدما مررت يديها على فستانها لتعدله فوق جسدها ..." الله لا يحرمني منك .."
قبلت نصره خدها وهي تهم بالخروج ..." ولا منك ...هيا ياعروستنا ..استودعتك الله ..."
نبهتها قربى والحزن في صوتها ..." امانه لاتمشين وانتي ماسلمتي علي ..."
هزت نصره رأسها بالايجاب مبتسمه وهي تحثها على الاستعجال ....أخذت قربى نفسا عميقا وهي تراقب خروجها ...التفتت الى المصوره ...." نخرج ..."
:
قالتها وهي تستمع لاول نغمات زفتها الكلاسيكيه الهادئه ...امتثلت لأمرها المصوره وهي تخرج قبلها ...
صعدت الدرج داخل غرفتها المخصص لخروجها على الممر داخل القاعه ...قبل خروجها بلحظات ...التفتت خلفها ...فلم يكن سوى درجات الممر الخاليه ..تأملتها بتمعن وبداخلها صوت يصرخ بها ...."أقسم بأن اليوم سيكون أخر ايام وحدتي ...." .."أقسم بأنني سأعيش راضيه وسأبني عائله كبيره وسعيده ...وسأترك كل هذا النبذ خلفي ..."
:
:
بدلت ملامح الحزن فوق محياها ...وهي تستبدلها بأبتسامه واثقه و ترفع أحد حاجبيها و تخطو اول خطواتها كزوجه له امام هذا الجمع الكبير ...لطالما محت ملامح حزنها في اصعب ايامها ليس هذا بعصي عليها في اهم ايام حياتها ..ولو انها ضحت بهذا اليوم واقنعت نفسها بنبذه لصالح اهداء ...لكنه أتى ..وهاهي تقف به وحيده دون تؤامها ..وسعادتها ..وهي التي وعدتها بأنها هي من ستزفها لشريك حياتها في يوم قريب ...
همست " الله يرحمك يا اهداء ليتك هنا اليوم ..."
:
وقفت كعادة أي عروس ...رفعت عينيها وهي تراقب من حولها ..كان الصمت والوجوم سيد الموقف ..ولم تخفى عنها ملامح الحقد والاستحقار ابدا ..فمن يعرف من هي بادلها بهذه النظرات اما من يجلها فقد بهت بغرابه ملامحها ..كانت كدميه ذهبيه فعلا ..
وصلت الى المنصه ..وكانت خاليه ..انتهت زفتها ارتجفت تخفي القهر الذي خلفه حزنها داخلها ..وقد خلى المكان حولها واكتفى الجمع بمراقبتها ..التفتت لصوت اميمه بالقرب منها ..عندها ابتسمت بين رجفتها لأميمه وهي تحتضنها وقد امطرتها تلك بقبلاتها دعائها ومباركتها..لحظات حتى صعدت نصره المنصه وهي تساعد جدتها قوت ..ابنتي متعب ..وابنة عمران ..اتعست ابتسامتها وهي تحاول اخفاء دموعها ..اذا هم عائلتي ..
اكتضت المنصه بعائلة العمران ومعارفهم ....لكن ........لم يمد احدهم يده الى قربى بل اجتمعوا حول نصره وهم يودعونها ويباركون لها ..وانفردت قربى بمعازيم من طرف معارف ذاك خارج العائله ..وهم يثنون على اسم زوجها ويباركون لها دون ان يعرفون اسمها حتى ..
:
التفتت اليها نصره بين الجمع وهي تغضن لها جبينها بمعنى سامحيني ...هزت رأسها لها بالنفي مبتسمه أن لا بأس ...
راقبت نظرات جمع نساء عائلة زوجها حوله نصره المستغربه ...التفتت الى حيث نظرهم ..ضنت بأنهم معارفه ...كانت سيده كبيره في العمر سمراء ..وقوره و مريحه للنظر ..وخلفها شابات في مختلف اعمارهم ...
أقتربت من قربى وهي تبارك لها وتحيطها بدعائها ...قبلت قربى رأسها ويدها لا اراديا ...حينها نطقت تلك بحب..." والله يابنتي من ينبع جايين لك ..ولانضيع لك واجب ..والله فرحنا يوم شفنا الكرت ..وحلفت اني لا احضر واجيب معاي كل بناتي ..ابوك الله يرحمه يصير ولد عمتي ..وما لي من اهل ابوي غيره الله يرحمه ...أنا خالتك ام منصور .."
أبتسمت قربى غير مصدقه وهي تقبل يدها مجددا ... وتنظر الى بناتها خلفها بفرحه كبيره ...انها ترتبط بأبيها بطريقه ما ..انها تعرفه ..وتعرف اسمه ..ربما قابلته يوما ما ...و دمها من دم جدتي ...." الله يحيك ياخالتي..الله يحيك ..تعبتكم ..مو قادرهاصدق لقيت لجدتي اهل .."
ابتسمت لها بحنان الام وهي تقبل خدها ..وتثني على ابيها وجدتها ...عرفتها ببناتها الخمسه ..تحدثت اخرهن وهي تثني على قربى ..." امي اصرت علينا الا نحضر فرح قريبتها ..حضرنا بس ماتوقعنا هالجمال ربي يحفظك ويتمم لك على خير ..."
ابتسمت لها قربى بخجل ولاتكاد الفرحه تسع صدرها ..." حبيبتي الله يسلمك ..."
ابتعدت قليلا لتترك مجال لتلك ..." اجلسي خالتي ....ارتاحي ..."
عندها عارضتها تلك ..." لا يابنتي خلاص مشايه ...ورانا طريق ..."
أبتسمت لطريقه حديثها البدويه التي تشبه لهجة ابيها .." الله يخليكم اجلسوا ...شوي بس ..امشوا الصباح ليش مستعجلين ...اجلسوا معاي انتوا اهلي .."
بادلتها اكبرهن الابتسام ياللطفها انها حقا اميره .." حبيبتي الله يرفع قدرك..لكن دوام اخوي مانقدر ..وان شاء الله نتقبال في الافراح دايم .."
هزت قربى رأسها بالايجاب وقد انساها حماسها من حولها ..." لاتقطعون الله يخليكم ...اعطوني ارقامكم .."
نظرت خلفهم أشارت بحماس للصغيره ..." ميمي تعالي شوفي اهل ابوي .."
دون ان تلاحظ بأن الجميع كان يراقبهم ....اتت الصغيره خجله وهي تبادلهم السلام ...أبتسمت وهي تشير اليها ...." هاذي اميمه بنت عمران ...زوجي .."
أشارت الى عنود ...." عنود هاتي جوالك وتعالي ..."
اقتربت عنود مبتسمه و هي تبادلهم السلام ...أشارت اليها وهي تعرفهم بحماس فهي اليوم قد عادت طفله ...." هاذي عنود بنت عمي ...اعطوها ارقامكم ..."
راقبت الاستغراب في اعينهم ...ابتسمت تتدارك قولها ..." بنت متعب اخو زجي..."
لم تفتها ابتسامات حزينه توزعت على ثغورهن وهن يبادلن تلك التحيه ....ودعتهن على مضض فهي لم تصدق وجودهم حتى الان بعدما عرفتهم على نصره واميمه ...وقد انساها لقاءهم كل ما مر بها اليوم ...
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
انه هاديء دوما ...لكن اليوم بالذات هو ليس على عادته ..وقد رافق هدوءه شرود غريب ..
تأمل الفراغ والهدوء امامه وقد خلت القاعه نسبيا الا من اهل الزفاف الذين ينتظرون انتهاء حفل زفاف النساء ...
قبل يومان ..كان يوم حفل زفافه للرجال فقط في الدوحه ...لقد طاله نقد كبير لما لا يقيم حفل للنساء ايضا...لكن له اسبابه التي هو لا يعرفها ..لم يقصر ابناء خواله معاه ..
لم يتحدث مع جده حتى الان ...لكنه بالكاد قرأ من نظراته ذاك اليوم كلمه واحده ..وقد كان صديق عمره صلاح بن شايق العمران يجلس بجانبه ذاك اليوم الكبير ...
يحتاج حقا ليراها اليوم لتنطفئ هذه النيران كلها في صدره ...من غدا ..من غدا ستكون كلها لها ..ولن يحارب نفسه ابدا ...لكن ماله ..لايشعر بالفرح ...ما به يراقب النوافذ يشعر بالرياح قريبه ..
جلس ذاك بجانبه مبتسما ..التفت اليه يقاوم ابتسامته وهو ليس بمزاجه ..." أش عنده العريس ..؟؟"
:
رفع معد حاجبه بملل ..." فايق انت ..من يوم ما تزوجت وانت صاير رايق وغثيث وين مهاب المنفس رده لنا ..."
أبتسم ذاك بمغزى وهو يتأمل صديقه ..." اتريق اتريق مصيرك تحن ..واخيرا معد...جورج كلوني الدوحه تزوج ...مدري احس بطعم نصر غريب ..."
ابعد معد نظراته عنه وهو ليس بمزاجه ...." دق على زوجتك سريها ...سافر ..شوف شغلك مافي غيري يبتلش فيك .."
وضع مهاب يده على كتفه وهو ينهي مزاحه ...." ابو عبد العزيز ..لا اوصيك تراك اخذت شيختنا ..يشهد علي الله اني من قرحتي ماني مصدق ..فراقها صعب بس معليش راحت لبيت الشيخ ..."
أبتسم له معد ..كم يحب هذا الفخر بالحديث عنها في عيون رجالها ..." افا عليك ..نصره شيخه علي قبل الناس كلها ...ما اتوصى عليها ..."
أبتسم له ذاك وكل عينيه رضا وفخر ..." الله يوفقكم ....متى رحلتكم ..؟"
أجابه معد بعمليه ...." اربعه ونص الفجر ..."
نظر مهاب الى ساعته التي تشير الى الثانيه صباحا ..." قدامكم السلامه ..دوبك تصل المطار ..خليني اكلم نصره اعجلها .."
نهاه معد ..." اتركها على راحتها ..."
ابتسم ذاك له وهو يرفع هاتفه ..." يارجال وش بعد اثنين .."
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
ردت على هاتفها بعدما خلت الغرفه سوى منها ومن بناتها ..قربى و ابنة عمران ...وقد همت قربى بجمع اغراضهم وهي تحث الخادمه على الاسراع ...لاتريد ان تأتي اميمه او احدهم وهي تكون امامها وتعرف بأنها لن ترحل مع ذاك كأي عروس اخرى ..
:
أغلقت هاتفها وهي تأمر خادمة جدتها بهدوء يخفي الكثير ..." مونا ...خرجي حقيبة السفر الكبيره حقتي وحقت البنات برى عند الباب الخارجي ..تلقين معد يأخذها منك ..."
:
التفتت قربى لقولها وهي تعتدل واقفه تخفي حزنها بأبتسامه ..." خارجه ..؟"
أبتسمت لها نصره بشرود وهي تعدل بنطلونها وقد نزعت فستانها وزينتها للتو ...بدلت فساتين ابنتيها بملابس مريحه ..." شكله كذا ...وانتي ..؟؟"
ألتفتت قربى للخادمه التي خرجت لترتب الاغراض في سياره السائق التي وقفت بالقرب من الباب خلفها ..." ألم اغراضنا بس ..."
:
ارتدت الاثنتين عبائتهن ...تأكدن من خلو الغرفه من حاجياتهن ...التفتت قربى من مكانها للسياره الواضحه وقد انتظرها الكل داخلها ..
بدون ان تتبادلا أي قول ...أكتفتا بحضن طويل يلخص كل الفقد والغياب الذي سيعانيانه ...غير الحياه المجهوله القادمه ..
أبتسمت نصره بين دموعها لقربى التي ودعتها قبل اخر لحظه من ركوبها للسياره ...
محت دموعها وهي تستحث ابنتيها النعستين للحركه .." هيا مشينا يا ماما ..." ارتدت نقابها ..وحملت حقيبتها عدلت حقيبتي ابنتيها على ظهورهن ...يبدو بأن في الصغيره لاتنوي ان تتحرك خطوه ..
حملتها بخفه وقد دفنت الصغيره رأسها في رقبة امها ...تريد الخروج قبل ان تودعها جدتها مره اخرى ...تريد ان تقاوم كل هذا ..
مدت يدها لابنتها الكبرى وهي تخرج و تقفل الباب خلفها واجهتها خادمة جدتها اعطتها المفتاح ..مايريحها بأنها اوصت جوزيده جيدا على جدها وجدتها ومهاب ..تلك الرقيقه لن تقصر ابدا ..
مرت بين جموع الحضور المتبقين في انتظار سيارتهم وصالة العشاء ..دون ان يعرفها أحد ..وقفت امام باب القصر وهي تلتفت حولها اين يكون ...؟؟
لمحت عمتها علياء وامتنان يقفون بالقرب منها ...كشرت لا اراديا وهي تستحث ابنتها لنزول السلم القصير ..
ترائت لها سياره مهاب بين الزحام ..كان ذاك يقف بالقرب منها وهو يحدثه ...تنهدت لرؤيته لاتعلم لماذا ..اتجهت اليهم ..
رفع رأسه وهو يحدث مهاب ..توقف عن الحديث وهو يتأمل اقترابها ..تعلقت عينيه بها ..هاهي ..نهاية يومي المثاليه ..اقترب منها ..وقد اخفت توترها خلف نقابها ..مد يده لها وهو يأخذ ابنتها من حضنها ..لم تعارضه وهي تتركه يأخذها ..ابتعدت بجذعها للخلف تتفادى قربه ..
همست له بالسلام ...رده لها بأبتسامه هادئه ..وهو يمد يده لطيف التي تعلقت بها بكسل ..
ما ان لمح اخيها اقترابها حتى ترجل ليلقي عليها التحيه قبل رحيلها..
أبتسمت بحزن وهي تقترب منه ..تشتاق اليه منذ الان ..تناول يديها يقبلها ومن ثم قبل جبينها ..مررت يدها على خده وهي تتناول يده وتقبلها..." حبيب أختك ...عمري انت ..زورني هاه لاتنساني ...مهاب لا اوصيك ...خف شوي ...علشانك ياحبيبي مو على عشان احد ثاني "
:
أبتسم لها وهو يهز رأسه لها بالايجاب ..مهما كان هناك الكثير يدور بداخله لاتفهمه سوى اخته لانها مرت بجزء منه معه ...انه رجل ولازال يحمله في صدره فكيف بها ارق الاناث..
اومأ لها برأسه ان انظري خلفك ...." معد يانصره ...معد .."
التفتت خلفها ...تاهت نظراتها في معد الذي وضع ابنتيها داخل السياره ..وكأنه اعتاد على هذا وكانت ابوته تطغى على كل الموقف ...
اعادت نظرها الى اخيها ولم تخفي الحيره في عينيها ...أبتسم لها بهدوء .." مع الايام يانصره بتعرفين ليش أصريت تاخذينه ..لا اوصيك عليه يانصره .."
نفثت نفسا عميقا وهي تعيرد نظراتها اليه ...همست ترتجي القوه .."أن شاء الله.."
قادها اخيها حتى السياره ..فتح لها الباب ..اعتدلت في جلوسها وقبل ان يغلقه أوصاهم ..." دقوا علي لا وصلتوا ..قدامكم السلامه.."
التفتت الى اخيها الذي اتجه الى سيارته مطئطئاً رأسه ..ارتجف صدرها وقد ابتعدوا عنه ..نظرت الى ابنتيها في المقعده الخلفيه ..نفثت نفسا متقطعها ومرتجفا تقاوم بكائها لم تتوقع بأن هذا سيكون صعب لدرجته هذه ..
سألها فنظرت اليه مطولا ...." على المطار ولا ناقصك شيء...؟؟"
أبعدت نظرها عنه ..وهي تهز رأسها بالنفي وترد هامسه ..." سلامتك .."
غضن حاجبيه وهو يركز على طريقه ..الا تعرفين يانصره بأني أشعر بك ..أشعر بك حتى أنسى مابداخلي ..حتى انسى من أنا ..
كانت هي في الطرف الاخر تحتضن كفيها وقد تاهت حدقتيها في سرحانها المشتت ..تمنت لو انها تعرف معد اليوم للمره الاولى و تتلاشى كل هذه الغرابه التي تحيطها وتقتحمها ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
وضع هاتفه على متن السياره الداخلي امامه وهو يلقى نظره على الباب ..يشتاق اليها ..لم يصدق او يتوقع يوما بأنه سيتعلق في أنثى بهذه الطريقه ..بأن الجمود بداخله سيتبدد ويحل محله كل هذا الشغف بها ..
كان قد اغلق منها للتو وعلم بأنها في طريقها اليه ..كان المكان قد خلى نسبيا من السيارات ..أبتسم وهو ينظر الى اقترابها ..ترجل من السياره متجها اليها ليفتح الباب لها ..
الا ان اوقفه صوت تباطئت خطواتها له..التفتت خلفه كانت قد اقتربت منه وهي تتصنع حديثها ..." ترضى يامهاب عمتك و ام زوجتك يجلسون للحين مامشوا تجت رحمة سواق مايدري وين الله حاطه .."
نظر الى جوزيده غير مستوعب ماتقوله تلك ...أقتربت وهي تأمر ابنتها ..." أركبي الحمد لله زوجك فك الازمه .."
أبتسمت تلك وهي ترمق جوزيده بنظرتها المنتصره ..فتحت الباب بخفه وركبت ..أقتربت جوزيده من مهاب أشارت بيدها المرتجفه ...على الباب الذي فتحه مهاب .." اركبي ياعمه .."
رمقتها بنظرتها وهي تهم بالركوب ...اجابتها بأستصغار .."أكيد ..اجل لايكون تبغيني أركب ورى ..." أغلق الباب خلفها وهو يلعن مرؤته التي لن تطيق ان تترك هاتين الافعتين في الخارج لقد انشغل مع جوزيده وانسته الدنيا رغم وعيده للحمقا ابنتها ...
كانت تريد ان تترك المكان وتعود الى جدتها ...تشعر بالغربه و الوحده بينهم ..لو نست للحظه بأن مهاب ليس لها وحدها ..يعيد الواقع وكل ماحولها ليذكرها بأن هناك من كفتها اعلى وارجح ..ولها نصيب الاسد من مهاب ..
مد يده لها وهو يمنيها بأبتسامته الخفيفه بأن كل شيء على مايرام ..تلقفت يده بين اناملها ...أوصلها للباب خلفه فتحه لها ..ركبت ..لم تنتبه له ..كان قد رفع عبائتها عن الارض ليغلق الباب ..التفتت اليه غير مستوعبه فعلته ..أبتسم لها وهو يغمز لها بعينه ويغلق الباب..
خبئت عينيها بكفها تخفي ابتسامها الحزين ..سهل ممتنع انتي يارجلي ..رمقتها تلك بنظره تكاد ترديها قتيله ..
يالخبثها المتمسكن ..صنعت منه رجل أخر ..لكن انا لها لن تهنأ به لحظه بعد اليوم ..
:
همست بغنجها هل هو مصطنع هل هو طبعها لا احد يفرق ..." كيف حالك مهاب ..؟؟"
همس ذاك بأقتضاب وهو ينظر الى الطريق بعد طول صمت ..." الحمد لله .."
رمقت من بجانبها بنظره مستفزه وهي تحادثه ..." الحمد لله على السلامه ....آآ ..صح ..نسيت مارحت مكان .."
لم يرد عليها ..بينما التفتت جوزيده للجهه الاخرى ..يالها من تافهه ..هل يستوعب سطحيتها وغرورها ام انه رجل ينطلي عليه كل هذا ...
عندها أكملت امها الحديث ..." للحين مو مصدقه ..في عريس مايروح شهر عسل برى ..ومين مهاب ..."
تحدثت ابنتها بتشمت ..." محد يسافر برى برى بدون لايكون معاه احد يشجعه ..."قالتها وهي تلتفت لتلك التي لم تعرها اهتمام ...
أخذ نفسا عميقا ليجاري الحماقه حوله لينهيها ..." بنت عمي ما اشتهت السفر ..اللي يريحها يريحني ..بعدين هاذي خصوصيات الحديث فيها من أي شخص اخر مو مقبول .."
كادت ان تحرقه معها لرده ..." ماعمرها جربت السفر برى ولا ماتقول لا ..."
لم يرد عليها احد وساد الصمت السياره ..
شعرت بأن الطريق اطول من العاده ..لكن عندما ينتهي الطريق ببدر الانتماء تنتهي كل تساؤلات الصمت هذه في رأسها وتلجأ الى مكان تحبه للغايه ..تشعر به أبيها وكل عائلتها واسمها ..
أوقفهما اما بيتهما ...ترجلت عمته وهي تشكره ..." عقبال مانفرح بكم ياحبيبي ..تسلم .."
رفعت جوزيده رأسها من سرحانها وهي غير مستوعبه القول الاخير ولم يسمح لها مكانها برؤيه ردة فعله ترجلت تلك وهي تنظر اليه مبتسمه ...الا انها رمقتها بنظرتها الصاغره قبل ان تغلق الباب ..
نفثت نفسا عميقا بخروجهم ..أتجه ذاك الى موقف المنزل ..قبل ان يطفئ محرك السياره كانت تلك قد ترجلت من السياره دون ان تلتفت اليه ..
أتجهت للباب المؤدي لجزهم المستقل من المنزل ..فتحته ودخلت وتركت الباب خلفها مغلق ..نزعت عبائتها ورمتها دون ان تهتم لمكانها ..
كانت ستهم بنزع فستانها ..الا انها تباطئت في فعلها وهي تنظر لعبائتها على الارض ..هذا ماتريده منها امتنان بالتمام ..أن تكره نفسها وتستصغرها تماما كما عايشتها سنوات صعبه في المدرسه ..أن تنزع منها سعادتها البسيطه وثقتها ..
ان تدمر حياتها معه بيدها ..و بدل ان تجلبه لها وتجذبه تنفره منها ...فلا يرى سوى تلك ..ماذنب مهاب فعلا ...؟؟
ذنبه انه جمعهما ..ذنبه انها مرحله انتقائيه وراء الاهواء في حياته سينساها يوما ما ..وسيستقر بتلك ..من تربت معه وفي بيئته ..
لا ..لا ..ياجوزيده هنا داخل هذا المكان لا يوجد سواكي ..أنت ملكة كل شيء ..ومن ضمنها مهاب ..لتقصيها ..لتنساها ..لتتحدث هي ولتعملي انتي ..
:
أخذت نفسا عميقا وهي تعيد رفع عبائتها وتضعها في مكانها المخصص ..أتجهت الى دورة المياه وهي تستجمع قواها ..وتبعد السلبيه هذه ..أنه اخر يوم له معها وسيسافر ليغيب اسبوع ..
غسلت وجهها وجففته ... وقفت امام المرآه لتخفف وتعدل من زينتها ..اعادت وضع احمر الشفاه ..عطرها ..واغلقت سحاب فستانها ..
حينها كان هو قد دخل غرفة النوم وبيده حقائبهم ..كان يبدو شارد الذهن ..أبتسمت له على غير عادتها الجامده ..
وضع مابيده على الارض وهو يستقيم واقفا ليتأملها ...بادلها الابتسام ..انها معقده للغايه أكثر مما توقع ..او تصور ..
مررت يدها في شعرها لتعدل خصلاته وتبعدها عن جبينها ..أخذت نفسا عميقا وهي تتجه اليه ..مدت يدها لغترته لتنزعها ...أبتسم وهو يساعدها لفرق الطول بينهم ..
ابتسمت خجله لفعلته ..نسي كل شيء وهو يراقب خجلها مستمتعا ..فتحت اعلى زر في ياقه ثوبه ..مرر يده على رقبه بتعب ..مررت اناملها على نقوش حزام سلاحه الجلدي البدويه ..فتحته بصعوبه وهي تحرر كتفيه وعضلات صدره منه ..
وضعته على طرف التسريحه ..مدت يدها اليه تستحثه للحاق بها ..أبتسم بفضول وهو يستجيب لأمرها ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::
:
تشعر بأن رائحته التصقت بها ..بوجوده نسيت من هي وانعدم أي كيان قد بنته لنفسها ..وهذا شعور بشع للغايه ..ألتفتت الى الطريق المؤدي للجمعيه و شقتها ..أغمضت عيينها لتتجنب مشهد تجاوزه الطريق الذي أعتادت عليه ..
أخذت نفسا عميقا وهي تنفثه بهدوء شددت على اناملها التي تسابكت وهي تهمس ..." يارب.."
:
لما المكان يزداد بروده .. يا الهى لم تعد تستطيع كتم ارتجافها ..مد يده ففزعت في مكانها رغم بعده في السياره الواسعه ..استوعبت مايفعله بعدما اعاد يده على المقود ..كان قد أقفل نظام التكييف ...تباطئت السياره وهي تقترب من منزله ..نظرت الي يديها في حجرها لاتريد ان تبني أي ذكرى عن هذه اللحظه المخيفه ..داهم الهدوء المكان سوى من صوت الحصات اسفل محرك السياره الهادئ..
رمقته بنظرتها دون ان تلتفت وهو يترجل من السياره ..احتضنت يديها بتوتر ..اضطرب نفسها وصدرها هلعه وهي تشعر بالهواء الرطب الدافيء يداهمها ما ان فتح ذاك الباب وكان يقف امامه كجبل عظيم الهامه ..
فرغت توترها في طرف فستان الذي حاولت جمعه بذهن مشتت ويدين متعثره وما زادها توترا وشرودا كان وقوفه بالقرب منها يراقب حركتها بهدوء ..
لا تعلم كم استغرقت في فعلتها كانت تريده ان يبتعد لكن يبدو بأنها تهذي ..ترجلت من السياره وهي تستقيم واقفه ..لم تنتبه بأنها كانت متشبثه بساعده المشدوده وهو مازال ممسكا بالباب الذي فتحه لها ..أستوعبت الملمس أسفل يدها ..أبعدتها على مضض وقد عجزت قدميها عن حملها لشدة قربه منها ...
أبتعد عنها خطوه للوراء قد تكون خطوه له ..لكنها ميل شاسع من الهواء النقي لها ..أبتعدت عنه ..سمعت صوت اغلاق باب السياره خلفها ..لا اراديا التفتت الي باب الفناء الضخم الذي عاد للأنغلاق من تلقاء نفسه ..
لكن هذا لم يغفل الصقر الذي راقب كل ردات افعالها صغيرها قبل كبيرها ...رفعت نظرها له وهو يقترب منها كان رافع حاجبه بعدم اقتناع وهو يراقب فعلتها ..
أغمضت عينيها تريد شتم نفسها على جبنها هذا ..انه زوجها الان ..يجب ان تتجاوز شعور الرغبه بالهرب في وجوده ..
اذا كان هذا اول موقف صامت بيننا وهذه نظراته لي فماذا عن بقية الحياه ...ياربي كن بعوني ..أرشدني يارب للراحه والصواب ...
لم ترد أن تسبقه تشعر به يراقبها بطريقه خانقه ..تركته يتقدمها لكن كان الفارق صغير ..وما الباب الا خطوات معدودات في نظرها أتساع لانهاية له من شدة ملاحظته وغرابه نظراته ..
:
أدار المفتاح وهو يدفع الباب بهدوء ..كان المنزل مضاء واقرب لأستقبال العيد ..رائحة البخور والاضاءات الساطعه في كل ركن وسقف ..
عضت على شفتيها تمنع دموعها من اكمال طريقها ..حينها استوعبت بأنها كانت تبكي ..لاتعلم هل بكاء ام دموع تأبين صامته ترفض ان تكف عن الانهمار..
فتحت النقاب وهي ترجوا ان لا يبين عليها ما كان ...أخذت نفسا عميقا وهو تبعده عن محياها ..
مررت ظاهر اناملها الممسكه بالنقاب اسفل عينيها لتمحي أي أثر ...رفعت عينيها قد كان للحظه معطيها ظهره ..بهتت وهي تراقب نظراته المخيفه الفارغه لها ..أسفل هذه الاضاءه القوية ..لم يشدها سوى حدقتيه ..لهذا كانت تشعر بالرعب منه دوما ..أطراف حدقتيه واوسطها سوداء داكنه بينما بقيتها عسليه ..ترى عينان كهذه لأول مره في حياتها ولا تريحها ابدا ..لكن لربما بأنها عرفت سرها سيخفف هذا قليلا من خوفها منه ..أو سيضاعفه ..لاتعلم ..
صعد السلم قبلها ..لحقته وبعد خطوتين التفتت الى الباب ..الا انها اثنت نفسها وهي تغمض عينيها لتوبخ نفسها عليها ان تتفادى هذا الشعور انه ملم بكل ماتقوم به ..
رفعت فستانها وهي تلحقه ..أخذت نفسا عميقا تبعد انهاكها..انها لاتقارب بجسده وطاقاته الرياضيه هذه ..مع هذا الفستان والكعب وضغط الرعب على صدرها ..
كان قد انهى السلم ..وقف في نهايته وهو يلتفت اليها وقد تباطئت خطواتها ..مد يده لها ..كانت امامها لا مفر من تجاهلها ابدا ..مدت يدها بهدوء وهي تبعد نظرها عنه ..تلقف اناملها بين كفه ...كان دون ان يشعر يتأملها بين يديه ..وكأنه قد بدأ يستوعب للتو ..
شدها بخفه اليه حتى انها لم تعد تشعر بثقل جسمها ..اقتربت منه وهي تترك فستانها ..وتحاول ان تقصي كل شعورها وتركيزها عن يدها التي يملك ..
حمدت الله سرا عندما ترك يدها لكنها كانت تقف امام باب جناحه الذي فتحه ..وينتظر دخولها ..
دخلت وهي تسمع لصوت الباب يؤصد خلفها ..أرتعدت ساقيها للذكرى ..لكنها هذه المره شعرت بدخوله خلفها ..
ألتفتت خلفها بتردد كان قد تجاوزها ..وهو يتناسى وجودها تماما ..ويمارس روتينه بهدوء ..وهالة رماديه ساكنه حوله ..وكأنها تراقب فعل ماضي له ..
ألتفتت في المكان حولها كان لايبعد شبيهه في جده تصميما ورسميا و رتابه ..نزعت عبائتها وهي تحاول تناسيه هو ايضا بدورها ..
تركتها في المكان المخصص لها بالقرب من الباب ..غضنت جبينها بأستغراب وقد أختفى ..كان يقف هنا للتو ..
القت نظره حولها في استكشاف ..أتجهت للباب الكبير في نصف المكان وقد فتحت احد ظرفتيه ..وكشفت عن طرف السرير الضخم في الغرفه ..أخذت نفسا عميقا وهي تتجه لها تريد التبديل والتخلص من هذه الزينه ..
دخلت الغرفه وهي مطرقه رأسها ..لم تنتبه لوجوده كان يهم في فتح أعلى أزرار ياقه ثوبه ..توقف عما يفعل ولا زالت يده في محلها ..
يراها للتو بفستانها الابيض ..جالت نظراته حولها ..ترتدي الابيض له ..له هو ..هل كان يصدق يوما بأنه سيكون في هذا المكان .. وكأنه يملك الوقت للنوم كي يملك بعضه للتخيل ..
أنها جميله ..جميله للغايه كما شدته اول مره ..أنها الانثى التي لايقوى على ذكر اسمها ..
لاحظ ارتعاد صدرها وهي تبعد نظرها عنه ..توقف عما يفعل وهو يكتفي بمراقبتها ..للمره الاولى ايضا لا يجبر نفسه بأن يرفع نظره عنها ..ويقطع شك الرغبه بيقين الواقع ..
أتجهت الى الخزانه الجداريه في أقصى الغرفه وهي تحاول تخطي وقع نظراته عليها ..تشعر بنفسها تتطفل على عزلته ..بأنها غير مرغوب بها في المكان ..
:
فتحت اول ظرفه في الخزانه قد دلتها عليا اميمه بأنها وضعت كل ماتحتاجه الليله بها ..اغلقتها بقوه وتوتر لم تشعر بها وقد تبدلت ملامح وجهها لما رأته ..ماهذا انه مبالغ به للغايه ..تداركت موقفها وهي تعدل شعرها وترفع فتحة جيب فستانها الواسعه ..فتحت الظرفه الاخرى ...أيا كان ما ستجده ستلبسه فهي تشعر بنظراته لهيب في جسدها ..
أخذت اول قطعه وصلت لها يدها ..اغلقت باب دورة المياه خلفه وهي تنفث نفسا عميقا وتشعر بأن عضلات صدرها تؤلمها لشده كتمها انفاسها ..
مررت يدها على جبينها بتعب وهي تترك مابيدها وراء الباب وتنظر للمكان حولها .ماهذا يا اميمه ..؟؟ كانت تلك قد جهزت دورة المياه بأغراضها ومستحضراتها ...
جمعت الاغراض من حولها بعنف تفرغ به توترها وهي تفتح الخزانه وتضع مابيدها بها وتغلقها بصعوبه ..لا استطيع اقتحام حياته بهذه المبالغه ..
وقفت امام المرآه ...شهقت لمنظرها ..واحمرت خديها خجلا ..وكادت ان تبكي لمنظرها ..لذا هو كان يحدق بي مطولا ..وقد فضح وجهها خوفها وبكاءها وذبولها ..وكأنها تمر بيوم حزين متعب وليس يوم فرحها وقد أختفت وبهتت اغلب زينتها ...نزعت الفستان وملحقاته ..وما وصلت يدها له من ذهبها الا دبلتها الثقيله ..وغسلت وجهها ..
نزعت الدبابيس من شعرها وهي تغضن جبينها ..غضنت جبينها وهي تخرج نفسا متقطعا بتعب لمنظرها ..وقد تبعثر شعرها و لوث السواد ملامحها النقيه ..لست ابدا بمزاج هذا ..
فتحت تيار المياه الساخن ورمت بجسدها اسفله بتعب ..لا تذكر متى اخر مره ذاقت طعم النوم ..أو شربت الماء حتى ..
أخذت اسرع حمام مر في حياتها وهي لاتريد ان يشعر بها ثقلا او تطفلا سمج لحياته الغريبه المنغلقه ..انه حمامه ..وفوق هذا احتلته اميمه بهذه الطريقه المستفزه لي انا فكيف برجل مستقل مثله ..
وقفت امام المرآه وهي تلف جسدها بمنشفتها ..نفضت يديها في الهواء تحاول ان تفرغ الضغط الذي تشعر به ...أغمضت عينيها وهي تنفث نفسا عميقا ...انها كبيره ..وعاقله وواعيه ..ليكن هذا رجل تقابله اول مره ..هذا ابدا ليس بمتعب الذي تتذكره ..لتتحلى بهدؤها الذي ميزها دوما ..
رفعت عينيها لأنعكاسها ..ارتاحت لمنظرها الذي اعتادت عليه ولم يتبقى سوى بعض اثار الكحل التي علقت برموشها الكثيفه ..
تناولت فرشاة الشعر وهي تمررها في شعرها بأستعجال .. لقد امضت وقتا طويلا حقا ..تناولت ساعتها التي نزعتها للتو ..لا زال متبقى عن صلاة الفجر ساعه ..غضنت جبينها يالطول هذا اليوم ..
اغدقت من عطرها حول جسدها غير واعيه وهي سارحه بأنعكاسها ..وضعت مرطب الشفاه على استعجال وهي تتناول ماجلبته من الخزانه ..قد يكون استعجالها هذا نتيجه توترها ..أو محاولة اقناع نفسها بجهل من يكون الرجل بالخارج الذي قبل لحظات كانت تريد الهرب منه ..
لكن ربما هذه نتيجه الحاحها بالدعاء أن تمر هذه الليله بيسر ..
أرتدت ماجلبت بعدم انتباه ..سحبته للاسفل وهي ترتبه على جسدها ..رفعت عينيها لمنظرها ...أحمرت خديثها خجلا ..وداهمتها دموعها ..هذه نتيجة التهرب ..
لقد اعتادت على ارتداء هذا اللون لكنه اليوم غريب للغايه ..تأملت نفسها وهي توبخها في دواخلها ..اغمضت عينيها وهي تصبر نفسها بأن كل شيء سيكون على مايرام هي فقط لم تعتد على هكذا ألبسه ..
أعادت فتح عينيها وهي تعيد تأمل نفسها ..شدت طرفه فوق خصره لو كان اوسع بقليل ..لكنه اهون مما اختارته لها اميمه ..بلونه العودي الجريء طويل صدره من الجوبير و بيقته من الساتان الناعم ..حاولت جره الى الاسفل عبثا محاوله ان تقصر من طول فتحة ساقه التي امتدت حتى منتصف فخذها..
سمعت صوتا بالخارج ..اثنت نفسها من كل هذا وهي تستحث نفسها للخروج جمعت فستانها وبقية اغراضها ..
فتحت الباب بهدوء ..لم يكن في الغرفه ..اتجهت الى الخزانه مسرعه وهي تضع مابيدها بها وتهم بالبحث عن قطعه اخرى ..
الا ان يديها ارتجفت وتوقفت عما تفعله وهي تسمع صوته للمره الاولى هذا اليوم ...وكم يرعبها صوته .." نصلي .."
حتى لم تكن في صيغته استشاره او سؤال بل كان امرا واضحا ..
داهمها خجلها لمنظرها وهي تشعر بالاشواك تتوزع حول ما انكشف من جسدها ....التفتت اليه وهي تبعد شعرها الرطب البارد عن فتحه ظهرها الواسعه ..هزت رأسها بالايجاب هامسه وهي تتحاشى النظر الى عينيه..." حاظر .."
:
ليتها رفعت عينيها ..ليتها رأت ذاك الذهول المأخوذ المنقاد في عينيه ..طوال مرور احداث ارتباطه به ..لم يتطرق لهذه اللحظه في ذهنه ..وكم هي رقيقه ..كم هي انثى ..للرجل الذي نسي من هم الاناث منذ ومن طويل ..
:
عادت لدورة المياه لتتوضأ ..وهي تلوم نفسها لو كانت اسرع قليلا لبدلت قبل عودته ..خرجت ببطء وهي تقلي نظره عليه كان قد فرش سجادة صلاته و لازال مرتديا ثوبه ..
شعرت كم هي غير مرغوب بها وهي تتأمله ينظر الى ساعته ..أتجهت الى الخزانه تبحث عن رداء صلاتها وسجادتها ..لم تجدها في مكان ..التفتت ..وهي تقاوم بكاء خجلها منه ..كان يهم بالسلام من صلاته ..
لمحتها بالقرب من التسريحه ..تنفست الصعداء وهي تفرش سجادتها خلفه ..لم يلتفت اليها وكبر للبدء في صلاته ..
وكم اراحها فعله ونزع الخوف من صدرها نزعا وكأنه لم يكن ..ونسيت تماما بعد سلامها متعب الذي تعرف ..
ألتفتت اليها بكامل جسده ...عرفت نفسها في حياتها كفتاه ممتلئه ..لكنها امامه الان طفله لا يذكر حجمها ..وضع يده على رأسه وهي بالكاد تسمع همسه ..اغمضت عينيها لفعلته ..تقاوم دموعها ..هذه المره لاتداهمها خوفا او رعبا او حزنا او وحده ..انها تداهمها لشده راحتها ...لتعاتبها على مشاعرها هذا اليوم ..
:
فتحت عينيها لم يكن بالقرب منها لا تعلم اين هو ..وقفت لتصلي وترها ..وهي تحاول ان تريح نفسها بصلاتها التي لتعرف ملاذا غيرها ..
سلمت وهي تلتفت حولها بتردد بعد طول سكون انه ليس هنا ..رتبت مكان صلاتها ..وضعتها فوق سجادته التي رتبها بالقرب من مكان صلاته ..
تناولت زجاجة الماء البارده من فوق المنضده المتخمه بحلوى الاستقبال الورد وهذه الامور ..أبتسمت بخجل لمنظرها ..مررت اناملها على بتلات الزهور البارده وهي سارحه تماما..
التفتت حولها اين هو ..؟؟ انها تملك وقتا لتبديل ملابسها ...لكن لا لقد رأها بها ..من مكانها نظرت للمرآه الواسعه ..وهي تعدل شعرها ..الحمد لله ..انه في شكل افضل الان وقد بانت الراحه على محياها ..
لكن لحظات الهدوء والانتظار هذه تزعجها ..دخل الغرفه وهو يجفف شعره مرتديا بنطلون المنامه الاسود ..أبعدت نظرها عنه بخجل ..ومن ثم استوعبت اين تحمم ..؟؟ شعرت بالخجل بأنه ترك حمامه ..رمى بالمنشفه السوداء بالقرب منها ..
انها بالفعل استحلت دورة مياهه التي اعتاد على منشفته السوداء ومستحضراته القويه القليله فقط بها ..كره ان يزعجها او يخجلها بمشاركتها المكان ...
رفعت عينيها لفعله اتسعت حدقتيها غير مستوعبه وقد ارتجفت اطرافها وذابت رعبا لمنظر صدره المليء بالندوب البشعه التي تنكسر فوق اشتداد عضلات صدره وبروزها ..
التفت يعطيها ظهرها وهو يرتب شعره امام المرآه ..كان ظهره لايقل عن صدره نصيبا ..وضعت يدها على شفتيها تحاول ان تكتم شهقتها لمنظره ..
رش من عطره ..وهو يمرر يديه على ذقنه ..وشعره ليتأكد من ترتيبها ..وضعت يدها على صدرها تحاول ان تهديء من روعها ..يبدو بأنها لاتشكل معه هما هذه الندوب المخيفه التي تدل عن صراعات قديمه ..
كما انه متجاهل وجودها هنا بالكامل ..وكأنها خفيه لاترى ..
اعاد النظر الى ساعته وهو يتجه الى السرير بعدما خفف من الاضاءه في الغرفه ..تأملته غير مستوعبه فعلته انه حقا يقتصد ان يتجاهلها ..وهو يفتح الدرج العلوي للكومدينو بالقرب من جهته في السرير ..أقفل هاتفه اللوحي ووضعه به واخرج هاتفين صغيره غير ذكيه وهو يتأكد منها ..وضعها على سطح الكومدينو و هو يغلق الدرج ..
رفع الغطاء وجلس وهو يستعد للنوم ..لكنها دون ان تعي ..كان تجاهله هذا لها يريحها شيء فشيء ..
ألتفتت اليها وهي لازالت تقف في مكانها سألها ولم تفهم مقصده السخريه ام الفضول ..ام الاهتمام ...رافعا حاجبه هز رأسه بأستعلام .." ماتبغين تنامين ...؟؟"
ارتعد نفسها وهي تترك الزجاجه من يدها وتلقي نظره على الصاله الهادئه ..اجابت على مضض هامسه ...."الا بنام .."
قالتها وهي تتجه الى السرير الضخم ببطء محاوله الا تتعثر لشدة ما ألمّ بها ..لا تريد ان ترفع عينيها له هي تشعر به يتأملها ...جلست بهدوء على طرف السرير ..وهي تفرك كفيها بتوتر ..
سمعت صوته يداهمها ..." جليله ...خير ..؟؟"
اسمها ...أسمها فخم ..أسمها قدير..يليق بها ..ولها منه نصيب كبير ..رفعت عينيها اليه وقد التمعت لتجمع دموعها بها ....ناداها بأسمها ربما للمره الاولى ..لاتذكر ربما قد ناداها به قبلا ...لكنه غريب منه الان ..يعطيه الحق في نطقه له ..
هزت رأسها بالنفي مستفهمه .." خير ..."
أومأ لها بنظرته وقد رفع حاجبه ...." ليش جالسه كذا ..؟"
تلعثمت وعاد لها خوفها القديم منه ..." ها ..عادي جالسه ...؟"
اكتفى بتأمله لها ..وهذا ما ارعبها يالهي لنظراته تلك التي تتجاوز كل حاجز وتفضح دواخلها ...نظرت الى يده الممدوده لها وقد بسط كفه ...."أقربي ...لاتخافين .."
رفعت عينيها له لشدة وقع كلمته الاخيره عليها ..تأملت جمود ملامحه ..عدلت من وضعية جلوسها وهي تضع اناملها داخل كفه السمراء..
جر يدها اكثر ناحيته ...استجابت لفعلته وهي تقترب اكثر منه ..توقف عن فعلته وهو يتأملها ..كانت ستسحب يدها منه ..لترتحاح في جلسوها الا ان جرها اقوى ناحيته ..
شددت على الغطاء الوثير بين قبضة يدها اليمين لتوقف هذا الشعور ..وهي تشعر بأنها ستقسط من فوق جرف رغم جلوسها ..وستفقد اتزانها رغم ثبوتها ..وقد دار بها المكان وتوقفت انفاسها وتلعثمت وتبعثرت دقات قلبها ..وفقدت الشعور بأطرافها ...
خبئت شفتيها بأناملها وهي تشعر بنبضات قلبها بها ..وكادت ان تختنق من قوة رائحته ..بينما ملامحه هو لم تتبدل ابدا وكأنه لم يقدم على فعله ..قلبت كيانها ..وانتشلتها من بحور عميقه كانت قد اعتادت الغرق بها ....وكانت النجاه بقبلته هذه ..
همست وهي تلومه بنظراتها المتفاجئه..." متعب .."
هل هذه ابتسامه.. لاتعلم ...رفع حاجبه بعدم اقتناع لردة فعلها ..." أش متعب ..تعالي لي اشوف .."
جرها اقوى ناحيته حتى تملكها داخل حجره ..كانت واهنه لحظتها ..لا زالت لم تفق من اثار فعلته ..
لم تقاومه ..
لم ترد للحظه ان تقاومه ..
أنه متعب جليله ..
انه درعها ..حلمها ..وسهوها ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
جلس حيث أمرته بالجلوس وانتظارها ...نظر الى ساعته لقد اقترب موعد صلاة الفجر والمنزل خالي لابد بأن جده وجدته سيصلون الفجر في الحرم ثم سيأتون ...
:
نظر الى الباب المؤدي للمنزل المظلم ..أين هي ..؟؟ مرر يده على شعرات لحيته القصيره المشذبه بعنايه ..ليرتبها وهو يأخذ نفسا عميقا ويمررها بدورها على شعره ليرتب منظره ..سمع صوت خطوات كعب حذائها تشق الصمت وهي تقترب ..
أبتسم بشوق وكأنه لم يكن معها للتو والحماس لرؤيتها يكاد يخلق لقلبيه جناحين فكل مره يراها تدخل المكان يشعر بأنه يراها للمره الاولى ..هب نسيم بارد محمل برائحه النخيل و ياسمين وورد جدته وليمونها في المكان الذي انتبذته معتزل لها ...
أطلت مع الباب مبتسمه وهي تحمل في يدها فنجانين القهوه ...جلست أمامه على الطاوله المنخفضه نسبيا وهي تمده بفنجانه ..." تفضل .."
أبتسم وهو يأخذه منها ..أشار لها بنظراته على المكان الخالي بجانبه ..." تسلمين ...تعالي اجلسي بجنبي .."
هزت رأسها بالنفي وهي تشير لحزام حذائها بنظراتها المتكاسله ...." ما فحالي افتحه .."
وضع الفنجا من يده وهو يمد يده لينزعها له ..خجلت هي تبعد ساقيها..." مهاب ..لا .."
اثناها وهو يعاتبها ...." مو بيننا ..."
همست له بطريقه لم تفهمها وهي تتأمله بحزن فقدها ..." الله يرفع قدرك .."وقد تمعنت في قوله وملامحه وهو يهم بنزع حذائها بخفه ..ارتجفت للمساته وقد احمرت خديها خجلا ..
ابعدت نظراتها عنه وهو يعود بظهره ليتكئ على المسند خلفه ...وضعت الفنجان من يدها وهي تجلس على الارض وتبعد خصلات شعرها التي تناثرت حول كتفيها ..فتحت الدرج الملحق بالطاوله ..وهي تبحث عن شيء ما ..
همست وكأنها تحدث نفسه ..." تركته هنا .."رفعت مقتنيات جدتها المتفرقه واداوت خياطتها وهي تبحث أن امر ما ...
زاد فضوله عندما التفتت اليه واقتربت منه حتى التصقت ركبيتها بركبتيه ..فتحت الدفتر الازرق في يدها وهي تبحث عن صفحه ما وقد غص بخربشاتها ...
وجدت ضالتها وهي تمده له ..وضع الفنجان من يده وهو يتناوله منها ...تأمل الرسم الدقيق بالقلم الازرق الجاف ...
يعرف هذا الوجه من مكان ما ...رفع رأسه لها ..كانت تتأمل الرسمه معه ..رفعت نظراتها لها ...لم يفته حزن حدقتيها و التماع دمعها ...أبتسمت بين حزنها وحسرتها وهي تشير للورقه ..." ارسمه كل فتره ...أخاف أنسى شكله .."
أعاد نظره للدفتر المتواضع بين يديه ...وهو يتأمل ملامح عمه الراحل التي نقلتها بالطريقه التي تذكرتها به ...
همس ..." الله يرحمه ..."
قلبت الصفحات ولازال الدفتر بين يده وهو تحاول ان تبدل الحزن هذا ...اشارت بأناملها على الصفحه المرجوه " هذا مين ..."
ضحك غير مصدق وهو يتأمل الصوره ..." جدي صلاح ..الملامح هاذي نادر اشوف جدي فيها فيها ..."
سألتها بأستغراب وهي تتأملها ..."أي ملامح ..؟؟"
أجابها وهو يتأمل الصوره وفي عينيه حديث قديم ...حديث عميق غير قابل الافصاح عنه ..." الحنان .."
أبتسمت وهي تتأمل الصوره ..." جدي دايم حنون ..."
رفع رأسه لها ...وهو يدلي معلومه ربما تسمع بها للمره الاولى ..." انتي من قبل وجودك لجدي كنتي غير ...تدرين انه حلف انه يعطيك كل حلاله وماله واملاكه لو كنتي موجوده ..بعد ما لقيوك ...كان بيتمم وعده لولا رده مفتي يعرفه أنه بكذا يكون ظالم ..الافضل انه يتصدق ..لانه حرم خلفته وذريته من حقهم .."
بهتت ملامحه وهي تراقبه غير مصدقه ...." من جدك ..."
هز رأسه بالايجاب وهو يتأمل الصوره ..حاول ان ينهي الموضوع وهو يقلب الصفحه اتسعت حدقتيها مستوعبه فعلته وقد داهمها خجلها واستحيائها ..وهي تمنعه وتحاول اقصاء فعلته ..." خلاص هات الدفتر ..."
الا انه كان اقوى منها وهو يرفعه عن مستوى جلوسها حاولت اخذه منه الا انها تعثرت حينها كان قد رأى ما تخبيه ..جمدت ملامحه وهو يراقب الرسمه التي كانت اكبر من مثيلاتها ..
:
همس وهو يتأملها .." كيف ..." قالها وهو ينظر الى التاريخ الذي كتبته في هامشها ...لم يستوعب وهو يتأمل دقة الرسمه ..." كيف تحفظين الملامح بالسرعه هاذي ...."
ألتفتت اليها وهو يبحث عن الاجابه ناحيتها ..." ليش بالذات هذا الموقف ...ليه مارسمتي ..جدي ..عمامي ..أي شخص ثاني ....ليه أنا ..؟؟"
ابعدت الخصلات التي تبعثرت عن محياها وهي تتهرب بعينيها عنه وهي تمد يدها لتأخذ الدفتر ....مخبيه كل اماله فيها..
الا انه منعها واعاد نظره للرسمه ..لم تكن ملامحه واضحه وقد رسمته واقفا ينظر الى الارض ويحمل سيفيه بيده ..حزام سلاحه ..تشخيصه غترته ..وكل تفاصيله ذاك اليوم ..
هز رأسه بالنفي يحاول الاستيعاب ...وهو يشير الى الدفتر ...همس وكأنه يحادث نفسه ..." هذا اليوم ...هذا اليوم ..عرفت بكل وضوح ..ما احتجت لنظره ثانيه ..عرفت انك راح تكونين زوجتي ..انك راح تكونين لي ..ليه رسمتيني انا بالذات ...؟"
قالها وهو يرفع نظره لها ويبحث عن الاجابه في عينيها ..كانت تشاركه النظر في الصوره ..همست ..." كنت ابغى افهم ...؟؟" قالتها وكأنها تستحضر الذكرى ..
سألها بأهتمام ..."أش تفهمين ...؟"
مدت يدها للدفتر أخذته وهي تتأمل الصوره والتاريخ التالي لذاك اليوم أسفلها..." كنت ابغى افهم ليش انت بالذات ..تستفزني ..ليش انت بالذات اكره نظراتك ..؟؟"
تبدلت نظراته للرجاء والتشفق للجواب ...هل هو يسألها هل هو يستحثها على الاكمال هلل هو متفاجيء من شعورها لايعلم ...." تكرهيني ...؟؟"
:
لم ترد عليه وهي تتأمل الرسمه في يدها ...أغلق الدفتر وهو يأخذه منها ويضعه على الطاوله بالقرب منه ...." جوزيده ...تكرهيني يابنت عمي ...لو تكرهيني حد الله بيني وبينك لا اغصبك على شيء ...واستري ما واجهتي .."
:
رفعت رأسها له وهي تهز رأسها بالنفي والرعب يسيطر على نظراتها ...من ان يتركها ..ان يتخلى عنها ويبتعد مثل ابيها وتعيش على حلو ذكرى اللحظات القليله التي تجمع بينهم ...
أقتربت منه أكثر وهي تحاوط محياه بكفيها ....وتجاوب نفسها قبل ان تجاوبه ..." ما اكرهك ..كيف اكرهك ...لاتتركني ...لاتتركني ..."
قالتها وهي تتأمل ملامحه المحتاره ..وكأنه غير مقتنع بقولها..همست نادمه لأي شعور ظلمته به وهي تقبله وتأخذ نفسا عميقا تريد ان تكتفي من رائحته التي دون اني تعي ارتبطت بالامان بالنسبه لها ..." لا تتركني ..أوعدني ..مهاب ..لو يصير اللي يصير لا تتركني ..مهاب انا ضعيفه وجبانه وما اعرف اعبر ...واخاف ..بس لا تتركني ..لو قسيت يوم لو مافهمتني يوم ..أعرف اني خايفه ...خايفه تهجرني وتنساني ..لاتحبني ..بس لاتتركني ..اتزوج امتنان كمل حياتك ..بس لاتحرمني منك ..."
أغمضت عينيها توبخ نفسها وتمنع دموعها وهي تبتعد عنه وتلوم تسرعها ضعفها هذه اللحظه ...ياه كم هي حمقاء كشفت نفسها له ..وعرتها ..
طال سكوته ..فتحت عينيها وهي تتأمل نظرات عينيه التي راقبتها بلا أي معنى ..ارتجفت تمنع شهقة بكاءها وقد تعلقت حدقتيها به ..جالت بنظرتها حول محياه ..لاتقرأ منه شيء ..سوى من نظراته التي تعلقت به ...تشعر بها تستقر في قلبها ..
هز رأسه بالندم اللائم ...." و أنا ما احبك يا بنت عمي ..."
شهقت تمنع بكاءها لقوله وهي تهم بالابتعاد عنه ...مسك ساعدها وهو يثنيها عن الابتعاد ..." كيف تقولين ما احبك ..لو ثانيه بس تخليتي عن نظرتك هاذي ..لو لحظه نبذتي خوفك وسلبيتك وطالعتي بعيوني ..لو بس لحظه ..كان شفتي قد أيش انا اعشقك ..أعشقك ..أحس قلبي مو قادر يتحمل حبي لك ..حبك كفاني في هالدنيا عن كل شيء ودي اسخر نفسي بس لحبك ..عمري ماجربت هذا الشعور واحيان ما افهمه ..ليه تخافين ..انا رجال كبير واعرف اني ابغاك ..وشاريك اكثر من روحي ..بوجودي انا انسي كل خوفك ..كله ..انا بينك وبين الخوف والخذلان والذكريات وكل شيء...بس اتركي لي مجال ..افهميني ..انا ما اخاف ..ولا انبذ ..هذا الشعور واصارحك فيه هاذي اللحظه لاني واثق منه وبصارحك فيه كل يوم ..."
:
كانت تنظر الى الصدق في عيينه ...وقد انهمرت دموعها الصامته دون ان تعي بها ..تريد ان تؤمن بهذا الصدق في نظراته لها ...تريد ان تعتنق كلامه منهجا وراحه ...لكنها لاتعرف كيف ..تشعر بنفسها مهدده معه...وسيخذلها يوما وينساها ..وضعت يدها على يده التي حاوطت ساعدها ..رعبها في اول لحظه بعد مده تصنعت بها القوه والاستغناء ..كان سببا في افضاءها له بكل هذا ..يا جوزيده النقيه هل تعلقتي به ..ماذا ستفعل اذا الايام القادمه بك .....
:
سحب كفه من اسفل كفها وهو يفتح ذراعيه لها ..." تعالي ياعمري .."
أغمضت عينيها مبتسمه بحزن تمنع انهمار دموعها وهي تنصاع لامره ..فدون ان تعلم كانت قد ادمنت حضنه ..ادمنت الشعور المضطرب بداخلها الذي يخلقه قربه ولمساته ..قبلاته وهمساته بأحاديث كانت تضن بأنها لا تهمها حتى بات قلبها يرتجف لها ويتشوق لها ..
:
كانت لاتعلم بأنه يجيد قراءة عينيها ..نظراتها وتوتر حركتها حولها ..كان يفهمها ..يفهمها جيدا ولا تحتاج لأن تتحدث .. لكن لا يعني اتقانه لفهم دواخلها بأن فهمها سهل ..لا انها تغرق في احاديث واسرار ومواجع قديمه لانهايه لها ...
:
لكنه يعرف الان بأنها تعلم لأي درجه هو يحبها ..وليترك الباقي يأتي على مهل ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
تأففت وهي تخرج المفتاح من حقيبتها وتحمل فستانها في يدها بصعوبه ...مستمعه الى صوت اذان الفجر القادم من المسجد القريب ...
فتحت الباب وهي تلتفت الى اميمه الصغيره تقف خلفها بكسل متثائبه وقد همت الخادمه بأفراغ حاجياتهم من السياره ..فتحت الباب وهي تأمر الصغيره ..." ادخلي ياعمه .."
لقد كان السائق بطيء جدا ومتكاسل وقد استغرق الطريق معهم وقتا طويلا للغايه ..صعدت السلم خلف اميمه التي اختفت متجهه الى غرفتها امرتها وهي تنحني متجهه الى غرفتها ..." أميمه صلي قبل تنامين .."
:
تجاهلت باب جناحه وهي تتجه الى غرفتها اغلقت الباب خلفها بهدوء ..نزعت عبائتها ..وكعبها ..أتجهت الى المرآه ..وقفت امامها تتأمل نفسها ..
حسنا لقد مر اليوم اليس كذلك ..الايام الصعبه تمر يا قربى وانتي الادرى بها قد عشتي ايام اصعب واقسى ..
مسحت زينتها ..الا ان بعضها لازال عالقا بملامحه ..فتحت شعرها ..أخذت نفسا عميقا بعدما انتهت من نزع دبابيس شعرها ..
:
دون ان تلقي نظره اخرى على فستانها ...نزعته واتجهت الى دورة المياه ..أخذت حماما سريعا ..توضئت و من ثم صلت ..
نزعت رداء صلاتها وهي تقف امام خزانتها ..أخرجت قميص بلون وردي فاتح كانت اشترته مؤخرا ..حتى شعرها الذي بلل قميصها ..و ترك قطرات على صدرها وكتفيها لم تفكر في تجفيفه ..
ولم ترتب المكان حولها ..استلقت على سريرها بكسل ..وكأنها تريد الهروب من كل شيء للنوم ..نظرت الى مفتاح الاضاءه بجانب الباب..تكاسلت عن القيام واغلاقه ..انها تريد ان تقضي يومها كله في السرير وتختبيء كل هذه الايام وحدها ..لما كلما ابتسمت يعارضها الواقع ..
:
راقبت الفراغ بشرود ولايقل ذهنها عنه فراغا ..سمعت صوته البعيد يأتيها متقطعا من وراء الباب يبدوا بأنه يحادث ابنه ...ومن ثم صوت باب جناحه يغلق ..وقد غرق المنزل في هدوء مابعد الايام المتخمه بالاحداث والاستعدادات ..
اخرجت نفسا عميقا متقطعا وهي تترك السرير بعد طول سرحان غير مفسر ..لاتعلم مالذي دفعها لفعلتها هذه ...لكنها تريد الهروب من كل هذا التفكير الذي لا تستوعبه فيه ...أليه ..للمره الاولى في حياتها لاتفهم خانة شخص ما في حياتي ...تعرف من تريد ومن تنبذ ..لكن هو بالذات لاتعرف هل تريد وصاله ام هجرانه ...
:
اغلقت باب غرفتها خلفها بهدوء وهي تجر خطواتها الاهدأ ناحيه باب جناحه كان المنزل خاويا و مظلما حتى الشمس لم تشرق بعد ..
فتحت باب جناحه بهدوء ..أرتجف صدرها واحكمت من اشتداد قبضتها فوق مقبض الباب تمنع الشعور الجارف الذي اجتاحها بمجرد ان همت بأقتحام عالمه الغامض هذا ..رائحته ..أسلوبه ..هدوؤه ..و صعوبته ..
اغلقت الباب خلفها بهدوء ..وهي تتأمل المكان الخالي حولها ..اتجهت الى غرفة نومه ..كان يقف امام حاسبه المحمول فوق المنضده بالقرب من النافذه ..وبيده كوب قهوه ارتشفها ببطء ..ووزع نظراته بين الشاشه والاوراق بجانب الحاسب..
اسندت جسدها على الباب وهي تتأمله ..مرر يده على التقاء كتفه العاري برقبته بتعب ..ضن انه يتوهم عندما رفع رأسه ورأها تقف تتأمله بهدوء بحدقتيها هاته ..بلون الحزن الذي لفته في مرته الاولى وسيلفته مادام حيا ..
:
سألته وهي تقترب بهدوء ناحية التسريحه ..." بتنام ..؟؟"
هز رسه بالنفي وهو يتأملها بفضول واستغراب ..راقب ثقتها ..وغفل عن ارتجاف حركة يديها المتوتره فوق تسريحته تحاول اخفاء جيش مشاعرها المضطرب من الانقلاب ..
هز رأسه لها بالنفي وهو يعود للنظر بشاشة حاسبه هاربا من التأثير الذي تتركه عليه ...رفع رأسه لها مره أخرى كانت تتأمل ملامحه في انعكاس مرآته وقد همت بتمريرالمحارم على أسفل جفتها تزيل اخر ماتبقى في محياها من أثار للكحل ..
:
سألها بأهتمام وهو يراقب هدوءها ...." ليه ماتنامين ..؟؟"
نظرت الى انعكاسه خلفها في اقصى الغرفه في المرآه ...هزت رأسها بالنفي وهي ترمي المحارم ..." مافيين نوم ...أريدك .."
تاهت عينينه في الكلمه التي نطقتها شفتيها وكاد ان يفقد سيطرته ويسقط الكوب من يده ..وضعه بهدوء على المنضده وهو يستمع لها تكمل حديثها وهي تقترب منه ..." أريدك تسمعني للأخر .."
تعلقت عينيها به وهي تقترب منه ..راقب هدوؤها العاصف وهي تقترب منه فلا يفصل بينهم سوى انفاسهم ..آه يا وصيتي ..لو تلمسين هذا العذاب في صدري..ألم يأن لي أن ارتاح ..
بينما كانت هي في الطرف الاخر تريد تجاوز كل هذا تريده ان يفهم كل شيء وكل حديث و همس ..وشكوى من نظراتها ..ليريحها من كل هذا العذاب ..
حاولت ان تبحث عن الحديث الذي رتبته داخلها ..لتنساه فقط بمجرد رؤيته ..مررت اناملها بخفه على ندوبه البارزه على صدره وهي سارحه ..
كان يراقب فعلتها ..وقد اطرق رأسه لها ..حتى مع طولها الفارع هي بمقابله طفله كما عهدها ..رفعت رأسها حينها ..لأول مره تتجرأ بأن تطيل تأمل عينيه ..
هزت رأسها بالنفي وكأنها تنهى نفسها عن ضعفها هذا ..غللت أناملها في خصلات شعرها التي التصقت برقبته متأثره برطوبتها ..
تأملت ملامحه القويه ..تشعر بأنها تراه للمره الاولى ..تستوعبه في داخلها للمره الاولى ..وتقصي كل ذاك النبذ المجحف بحقه ..تريد ان تتخلى عن كبرياءها الاحمق لرجل مثله ..
أخذت نفسا عميقا وهي تبعد شفتيها عن شفته دون ان تقبله وهي تثني انجرافها المتهور هذا ..كره ابتعادها وهو يقف في مكانه يمنع نفسه من لحاقها وهو يغمض عينيه بشده ليزيح تأثيرها وعذوبة رائحتها من ذهنه ..
أبتعدت عنه وهي تقف في منتصف الغرفه ...كانت نظراتها ذات معنى جاهد ليفهمه لكنه فشل ..سألته برجاء تخفيه في صوتها ..." تسمعني ..."
هز رأسه بالايجاب وهو يأخذ نفسا عميقا ويتمسك برباطة جأشه ..ويرتب خصلات شعره بعدما اغلق حاسبه واتجه للجلوس في جهة من السرير ..."أسمعك ..."
أبتسمت له على مضض بين شرودها ..أقتربت من مكان وقوفه للتو بالقرب من المنضده يبدو بأنها تجتمع ذكرياتها ...وكل ما خبئته يوما و زمنا طويلا قد عاد للذكرى ..وكلما طمرته في دواخلها كلما صعب استعادته وكلما كان ابشع ...
مررت سبابتها بشرود على طرف كوبه الذي ترك للتو ....وكأنها تريد جلبه معها لذكراها كي يفهمها أكثر ..." تتذكر صباحية زواجك من هنده ..."
غضن جبينه يحاول فهمها ..أبتسمت بسخريه تحاول الهرب من ذكرياتها ..." زمان كنا معنين نفسنا حفلة الصباحيه أكبر من الزواج نفسه ..."
ابعدت نظراتها عنه لتهرب من نظراته التي تفحصتها بأستغراب لكي يفهم ماتريد ان تصل اليه ..دفعت بجسدها الذي اسندته على الطاوله وهي تتجه للجلوس على طرف سريره استندت على يدها وهي تحادثه دون ان ترفع عيينها اليه ...."اول مره اقول لأحد عن هذاك اليوم .."
:
مررت يدها على خصلات شعرها تبعدها عن محياها ..." تتذكر أهداء تعبت ..تعبت ..وتنومت في المستشفى ..عشانها بذلت جهد كبير و انكتمت بسبب مشاكل جهازها التنفسي وضعفه ...وانت هزئتني وقتها لاني انشغلت عنها ..وكان يوم فرحه ومهم وضاع والكل لامني ...تتذكر ..."
هز رأئسه بالايجاب وهو يستعيد الذكرى معها ..وكره نفسه لفعلته حينها وهو يتأمل الوجع في صوتها ...رفعت عينينها التي اغرورقت بدموعها ..." تعرف فين كنت ...؟؟"
فقط تعلقت عينيه بها ينتظر اجابتها ....وكأنها يستحثها على الاكمال ...أبتسمت له بسخريه حزينه ..." كنت في الحمام...من قبل صلاة الظهر الين الساعه 11 في الليل ..."
أتسعت حدقتيه غير مصدقا قولها وهو يعتدل في جلوسه ....أخذت نفسا عميقا وهي ترفع عينيها للأعلى تمنع تساقط دموعها ...." تدري انه انا ..أتعذب ..روحي تطلع ..ولا اشوف اهداء تقول آه..أو تتألم ..أو تحتاج ..أو تزعل ..كيف بتخلى عنها لحظه وانا اللي لازمتها العمر كله ..ولا عارفه اعيش بدونها ..وأستعديت للناس كلها بعد ماتركتني أهداء ..تعرف ...قولي انك تعرف انه لا يمكن اغيب عنها لحظه واكون سبب في تعبها بس قولي ..وانا ارتاح .."
:
أستغرب طريقة حديثها التي يسمعها للمره الاولى منها ...اجابها وهو يريد فهمها ..."أعرف ..بس ليش كنتي طول هالوقت بدورة المياه ..."
أبتسمت له بنفس حزنها الذي سيطر عليها ..." أهم شيء عندي انك تعرف ...هنده ..حبستني ..عشان لايشوفوني اهلها ..وعشان .." سكتت وهي تتأمله وكأن هناك ما اثناها عن الاكمال ...
لازال لم يستوعب أخر قولها ...ماذا هنده ...يعرف بأنها ليست لطيفه لكنه لم يتوقع بأنه تقدم على كذا فعل اتجاه من حرص على راحتها واحسن الوصايه عليها ..وفي أول يوم تدخل منزله ..أكملت وهي تستحضر الذكرى ...." اخواتها ..اللي اكبر منها واللي اصغر منها ..." وضعت يدها على شفتيها وهي تحاول ان تتمالك نفسها وقد حنت على قربى الصغيره التي تعرضت لكل هذا في تلك اللحظه ..." أضاءة الحمام كانت تتقفل من برى ..أختها الكبيره قالت لي ..أهداء هنا تناديك ..أنا استغربت اش يجيب اهداء هنا الا انها تعبانه ..رحت لها ..وكانوا الثنتين واقفات وراى على باب مدخل دورات المياه ..دورات المياه بعيده جهة مجالسك اللي ماعاد تستقبل فيها أحد ..مالقيت أحد ..ألتفتت وراي كنت برجع ..كان همي ادور اهداء ..لانها قالت لي بتروح تسلم على عمها صلاح عند الباب ..ولا رجعت .."
سكتت وقد علقت حدقتيها السارحه في الفراغ ....أكملت وكأنها ترى كل مامر بها امامها ..." اللي اتذكره ..اني كنت تعبانه ..كنت صغيره و ....و الدورة لمن تجيني تتعبني ..الآلم هذاك للأن مامر في يوم ..بعده ألم أقوى ..الثنتين ضربوني ..لدرجة شفت دمي على الارض ..بعدها جات هنده ...وقال لي ...أتذكرها لليوم ...قالت لي أبعدي عن زوجي ..ومن محل ما جابك بيرجعك يوم ...ليه ما استوعبت وقتها ..أني طفله ..وكنت بنظري عمي ..ليه..؟؟ ماشكلت لها أي تهديد ..هي سيدة البيت هي زوجتك ذحين .." أخذت نفسا عميقا وهي تكمل بعد توقف ..." دفتني داخل الحمام ..وقفلته علي من برى .. اول شيء كنت اتألم ما استوعبت فعلتها ..كنت بس أفكر في اهداء لحظتها ...وقت علاجها قرب ..كيد بتحتاجني ..امس تعبت .." مررت اناملها اسفل جفنيها لاتريد لدموعها الهرب ..." تعرف ..أفكر في قربى الصغيره هاذي ..اللي كانت ماتفهم شيء لحظتها ..ماكانت تفهم مخاوف هنده ..أش ذنبها ..أش حطها في هذا الموقف ..صح كنت طفله ..بس مافكرت في امي ولا ابوي ...فكرت في اهداء راح تتعب وانت راح تزعل مني ..لأني ..لحظتها كنت متعودة على كل هاذي القسوه ..كنت فاهمتها ..لكني كنت أتألم أكثر من المعتاد ...حاولت وحاولت محد فتح لي ..ولمن غابت الشمس ...اللحظات القصيره الي انتظرتها عشان تنفتح اضائات الحوش كانت مرعبه ...عمران انا اكره الظلام ..أكرهه ..ربي رحمني والشباك دخل شوي من اضاءة الحوش ...الساعه 11 الخدامه فتحت لي الباب ...وكنت في حاله يرثى لها ...ساعدتني ارتب نفسي وكأن شيء ماصار ...كانت تعرف انه مقدر اقول شيء ولا احد راح يصدقني ..عرفت انه اهداء في المستشفى لانها تعبت وهي تدورني ومحد ساعدها ...تعرف في زحمة المناسبه مين بيلتفت لها غيري ..وما كنت في ...وسكتت وتحملت كل اللوم ...بس عشان راحة اهداء ..وعشانك ..كيف بشتكي زوجتك ..كيف بنكد على الكل وقتها وبطلع كذابه ..أكيد ..مين بيصدق الدخيله اللي هم خلقه يادوب مستحملين تواجدها ..وكمان تتبلى على عروستهم الجديده ....من يومها ..لأخر أيام اهداء ..عرفت اكتم زين ..عرفت اكتم كل شيء تعرضت له من هنده ..ومن كل الناس ..عشان بس اهداء ترتاح ...لو ما اهداء تعبت ذاك اليوم ..وتنومت في المستشفى ثلاث ايام ..ماكان فكرت اليوم ارجع ديني لهنده واقفل عليها باب غرفتها ...عمران انا مو ملاك ..انا مليانه اخطاء ..يمكن انت تشوف انه ردة فعلي تافهه وغيرك ناس كثير بيلومني ويذكروني بالحلم...لكن انا بس اللي فهمت اش سويت امس ...ندمانه ..لا مو ندمانه ..لو اعرف شيء في كل حياتي الغريبه هذه اعرف انه ما اندم فيها الا على لحظه وحده .....هي اللي وافقت منيره على اني اكون معاها ذاك اليوم ..."
لم تغفل عنها نظراته المتقلبه بين حيره وندم واستغراب طوال حديثها ...لكن نظرته هذه المتأججه شررا وهو يعدل من جلوسه ليستمع لقولها وقد شده الاسم ....أكملت وهي تتجاهل ردة فعله ...تريد ان تتحدث اليوم ...." عمران انا تربيتك ...ومن قبلك ياعمران انا تربية ابوي ...وانا ربيت نفسي انا اعرف الحرام من الحلال ...اذ انت يا عمي ياللي ربيتني وكنت غريبه عنك ..وكنت دايم في مستوى الشبهه اني اغويك من اكثر من شخص عمرك ماشفتني ولاسمعت صوتي اجل كيف الغريب ...انا سنين تربيت بين العمران وعيالهم ...عمري غلطت ولا لفتت احد ..لا وانت تشهد لي ...لمن تركتكم ...الحياه مع عمتي وعمي كانت صعبه ..وزادها علي ماجد ..وانظلمت..ظلمتني عمتي اللي من دمي ولحمي ...وكنت راح اموت بسبب ضرب عمي وماجد ..بس سكتت ..عشان لقيت نفسي بدون خيار مسؤوله عن ولد عمتي المريض ..بدون أي مصدر دخل او شهاده ..صح خريجه بكالريوس بس بدون شهاده اش اسوى ..كنت في بيئه اشوفها واعيشها للمره الاولى مو قادره استوعبها ...غير انه ما كنت اقدر اخرج من البيت عشان ادور لي عن وظيفه او استقل ...اصلا على مين بكذب في مجتمعنا هذا كيف بقدر استقل ...
عمتي شافت في كنز وكانت الفرصه الوحيده لي اني اتوظف واقدر ابني نفسي واصرف على سليم واشتري له علاجه ...اشتغلت مع فرقه ..."
قالتها وهي تراقب ردة فعله ....كانت ملامحه وجهه خاويه من شدة صدمته ...أكملت وهي تبعد نظراتها عنه ..." فرقه ...تعرف يعني على قولتهم دقاقه ..ساعتها ماقدرت اتكبر على الموضوع ...يعني انا جايه من طبقة على خط الفقر من العراق ..وابوي مخاوي شيخ ..وهاذي حال عماني ..الرفاهيه اللي عشتها كم سنه عندك مو لي ...ولا ثوبي ..ولو ماتعبت ما راح أعيش ..أشتغلت ..ماقلت لا ..لاني كنت محتاجه ..حتى بعد وفاة سليم ما وقفت ..لانها كانت منجاي الوحيد من بطش عمي وعمتي ...ولو حطيت القرش على القرش بقدر ارجع المدينه ..كان همي ارجع المدينه مايهمني بأي طريقه ...في يوم اختفى كل اللي جمعته ..وكنت على بعد خطوه من رجعتي للمدينه ..لكن ..يومها كلمتني منيره ..ورحت معاها ...وكان اللي كان .."
لم تخفى عنه ارتجافه صدرها و كفيها وهي تغمض عينيها لتبعد الذكرى البشعه ...وقفت وهي تهم بالخروج ...
وهي لاتريد ان تلتفت اليه لاتريد ان ترى ردة فعله ...بينما هو اكتفى بمراقبتها صامتا ..صامتا بكل ماتحمله الكلمه ...من الخارج والداخل ..وكل هذا اكبر من ان يستوعبه بأنه مر بالطلفله التي كانت وصيته ..بالطفله التي رباها وحرص على راحتها وحسن مألها ..
:
لم تلتفت اليه وهي تهمس تنهي حديثها الذي كما توقعت أراحها الا انه ينى هما جديدا في داوخلها ...." قلت لك علشان ارتاح ..واخرج من منظر المذنبه في عينك ..الشك في نظراتك يحرقني ..مو طبعي ..تدري ان اللي صار مو طبعي ولا في يدي ...ما اتوقعك تفهمني ..ولا تعذرني ..لكن بس أبغاك تسمع عشان ارتاح .."
قالت جملتها الاخيره وهي تترك المكان بهدوء ...لكنه ليس أي هدوء ...هدوء يشبه الموت ..موت المشاعر ...التوقعات ..الاحلام ..والذكريات ..وكل جميل ...وكل بشع ..ولا يخلف سوى الفراغ ...
:
و هل ابشع من الفراغ عاقبة ...؟؟
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
هناك رائحة تحاولطها تعرفها للمره الاولى ..ياله من حلم غريب ..تشعر بعظامها تكاد تتفتت من شدة انهاكها ..
فتحت عينيها بكسل ..كانت اشعة الشمس قد تسللت للمكان قليلا من وراء الستار ..أعادت اغماض عينيها لاتريد ان تستيقض ..
قد يكون هذا الحلم مخيفا ..لكنه جميل بطريقه ما ..انه من تلك الاحلام التي تكره واقعك بعدها ..تلك الاحلام التي تنتهي فيها كل مصاعبك ..وتتكلى بتحقيق امنياتك المستحيله ..
أخذت نفسا عميقا وهي تعدل رأسها فوق الوساده ..فتحت عينيها مره اخرى ..غضنت جبينها بأستغراب وهي تتأمل الثوب المعلق بالقرب من الباب ..من أين أتى هذا ...؟؟
رفعت عينيها للسقف البعيد ...تأملته غير مستوعبه ماذا حدث لغرفتها الضيقه ..ألتفتت يمينها ..أبتسمت وهي تغلق عينيها وتضعه كفها فوقها تمنع خجلها ..يالحماقتها ..
فتحت عينيها مره اخرى والتفتت اليه بهدوء ..كان مستلقيا على ظهره و يضع ساعده الايسر اسفل رقبته ..غطى جزء جسده الاسفل فقط بالغطاء الثقيل ..كيف يستحمل هذا المكان بارد للغايه ..
مررت كفها على محياها بتعتب وقد استوعبت للتو مامرت بهد طوال الشهر الفائت ...لينتهي بها الاستيقاض بجانبه ..
رفعت الغطاء الثقيل تستر به جسدها وهي تجلس متكاسله ..رباه المكان بارد للغايه حتى شعرها لم يجف حتى الان ..رفعت الغطاء بهدوء وهي تلقي نظره خاطفه عليه كي لاتزعجه ..أدخلت يدها بهدوء اسفل الغطاء تبحث عن لباسها ..ارتاحت حينما وجدته سريعا ..أرتدته جالسه بكسل كبير وقد كادت عظامها أن تأن كل التعب الذي تجاهلته داهمها اليوم ..
تحاشت النظر اليه وتأمله خجله وهي تهم بالخروج من السرير بتعب كبير يسيطر عليها ..تأملت المكان حولها وقد خيم عليه الظلام نسبيا لتستدل طريقها ..أتجهت الى هاتفها ..غضنت جبينها بأستغراب وهي تنظر للساعه ..تبقى عن صلاة العصر ربع ساعه فقط ...هل نامت كل هذا الوقت ..
:
هل صلى هو ..ولم يوقضها ...؟؟ التفتت الى مكان الثوب لم يكن هنا عندما نامت لابد بأنه صلى ..انتباها الخجل لفكره بأنها كان مستيقضا ولم تشعر به ..
تحركت بهدوء وهي تتجه الى دورة المياه لاتريد ايقاضه ..ما ان دخلت بجسدها تحت هدير المياه الساخن حتى كتمت بكاءها ..
لم يكن حزنا لا ابدا ..انه لشدة سعادتها وراحتها الغريبه هذه ..تعجلت في استحمامها حتى لم تخرج ملابس واكتفت بمعطف استحمامها لا تريد ان تؤخر صلاتها أكثر ..
:
تسللت بهدوء للصاله ..لم تفتح اضائتها واكتفت بأشعة الشمس التي غمرت المكان ..صلت مافاتها ورتبت مكانها ..تثائبت بكسل وهي تتجه الى الغرفه مره اخرى ...شربت قليلا من الماء ..لازالت تريد النوم ..
لستسلقي فقط حتى صلاة العصر ..نظره الى الخزانه بكسل هل سيستيقض ليشاهدها هكذا ..لتنبذ الكسل وترتدي شيء ما ..
الا انها تجاهلت كل هذه الندائات وهي تتسلل للسرير و تعدل غطائها فوق جسدها تبحث عن الدفء..
حينها لم تمنع نفسها من الالتفات له بجسدها..و أن يكن ممن تخجل ليس هنا أحد سواها ..لتستوعب وجوده قليلا ..غير ان النظر فيه وهو نائم مخيف نوعا لكنه اهون من النظر اليه في صحوته ..
:
غضنت جبينها وهي تتفادى تأمل ملامح وجهه وهي تنظر للندبه الناتئه في أيسر خصره ..كانت افتح من درجة سماره ..ملساء وكأنها اثار مرور نصل فوق جسده ..
غضنت جبينها بهدوء وهي تستوعب ما خلّفها ..ارتجف صدرها للذكرى التي هربت منها كثير ولكنها رغم عنها لاحقتها في كل غفوة وحلم ..
لقد تلوثت كفها بدمائه تلك الليله الطويله ..ورأت أثارها على قميصه لحظة وصولهم المنزل ..
لاتعلم الشعور الذي تولد بداخلها ...بأن تركت تلك الليه اثرا على جسده يشبه الاثر الذي تركته على قلبها ..
مدت طفها ببطء وهي تمرر سبابتها على ظاهرها بهدوء وبالكاد قد لمسته لا تريد ايقضاها ولا تعلم مالذي دفعها لفعلتها هذه ..تريد ان تلمس آلم قد ألم به ..يشبه ولو قليلا ما مرت به تلك الليله ...
لم تشعر بنفسها ..الا وهي ملقاه على ظهرها وقد التف ساعدها الايسر الذي كان للتو على خصره خلفها ...
نآوهت بصوت عالي لفعلته وهي تشعر بكل قوته وثقله فوقها ...انهارت باكيه وهي تضربه في باطن كتفه الايسر ليبتعد عنها ...وقد ترجته بين بكاءها ورعبها ..." آه متعب ...يدي ..آه أبعد .."
:
أستعب حينها وهو يبتعد عنها ويراقبها بنظرات مستغربه ..وقد التفتت حوله ..وضع كفه على جفنه وهو يغمض عينيه متذكرا وموبخا ...كيف نسيها ..؟؟
بينما كانت هي قد اجتمعت حول نفسها تكتم شهقاتها ..كانت تضن بأنها نسيت وقع العنف الجسدي هذا ..
همس وهو يحذرها منه ..." لاتلمسيني وانا نايم ....ناديني حتى لو ما انتبهت بس ناديني قبل ...الافضل ماتقربيني وانا نايم ..."
قالها وهو يترك السرير وهو يبدوا عليه عدم الرضا مما حصل ...أنه عسكري ..بكل تفاصيله و روتينيه واعتياده ..بكل تعامللاته عما يحدث حوله ..
نظر الى ساعته ..كان سيتجاهلها ليكمل طريقه لدورة المياه ..لكن كم هو جاهل بالانثى هذه ..لفته بكاءها ونشيجها المكتوم ..
قد يكون فعل اعتيادي وروتين له هو الخشن العنيف ...لكنه آلمها للغايه و أخافها ..لم يعرف ماذا يفعل وهو يلتفتت حوله الا انه استسلم لغريزته الاصليه هو يقترب منها ...
حاول احتضانها قاومته في بادئ الامر الا انه استسلمت لقوته ...
لم يعرف حقا ما ولده هذا من تأثير عليها وانساها كل جميل قد شاركها اياه بالامس ..وقد ايقض هذا كل الرعب الذي زرعته في داخلها منه ..واعاد لها ذكرى ابيها من قبل ..فعندما شعرت بالامان معه ..كان هذا ما انتهى به المطاف به ..وهي التي ضنته رقيقا بطريقته الخاصه ونفت كل فكره اتخذتها عنه ..
:
لكنها كانت اضعف من مقاومته والهرب منه ..أستكنت داخل حضنه الواسع ..وتباعدت شهقاتها ....انها تعرف هذا للمره الاولى ..كانت امها أخر من احتضنها ....لكن ليست بهذه الطريقه ...دفنت رأسها داخل حضنه اعمق ..
تناول ساعدها الذي أذاه للتو ..طبع قبلته عليه وهو لازال يدفنها في حضنه ...كم انت قاسي ...كنت تضن بأنك نسيت الانثى ..لا ..أنت لم تعرفهم يوما ..أنه الشيء الوحيد الذي انت جاهل به في حياتك ...وقد فشلت فشلا ذريعا منذ البدايه فقط...
:
:
شعرت بفعلته ..أغمضت عينيها بحزن بين دموعها وهي تستنشق رائحته ..الايام أصعب مما توقعتي يا جليله ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
اقفلت باب السياره خلفها وهي متجاله كل ماحولها من شدة تعبها تريد فقط ان تغمض عينيها فتكون على سريرها ...كم هي متعبه ..
حتى انها لم تستلسم للنوم طال رحلتهم ..لم تتوقع بأن الرحله الى الدوحة ستأخذ منها هذا المجهود وتكون بهذه الصعوبه فكيف عنه الذي لا ينقطع عن هذا النوع من الرحلات ...
ألتفتت الى ابنتيها في المقعده الخلفيه وقد انهكهن التعب ...
شق صوت رنين هاتفه الصمت رد عليه قبل ان يدير محرك السياره ..غضنت جبينها وهي تتأمل المكان حولها بكسل ناعس ...
التفتت اليه مستغربه النغمه في صوته ....وهو يسأل غير مصدق ..." كيف ...؟؟ حجزت لي طيب ....خلاص طيب ..خلاص اتركه علي ..."
:
:
هبط قلبها من بين ظلوعها وهي تتأمل ملامحه التي تبدلت والنغمه التي تسمعها للمره الاولى في صوته ...
عساه خير ياربي ....لم تفكر الا في أخيها مهاب هذه اللحظه ...
:
:
لماذا نقسوا على انفسنا بتفكرينا ..الاقدار اهون من مخاوفنا ...فوقنا خبير رحيم ...
:
:
هذا وقد كان الجزء السابع العشرين ولي بكم لقاء أقرب من القريب أن شاء الله ..
وكل عام وانتم بخير ..وعام دراسي يسير وموفق ان شاء الله ..
:
"سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك"
:
:
|