لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-16, 05:51 AM   المشاركة رقم: 1936
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241651
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1903

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أسمتني أمي قربى

 


# القسم الثاني.
:
:
نظر الى الغرفه من حيث مكان جلوسه راقبه وهي ترتب رداء صلاتها ببطء ... وضعته على الكرسي ونظرت الى نفسها في المرآه ...
غضن جبينه للنظره المفرغه على وجهها و هي تتأمل نفسها بشرود وتعدل خصلات شعرها النحاسيه فوق كتفيها ..
مررت كفيها على محياها وهي تأخذ نفسا عميقا وتمحي هذه النظرات عنها ...همست لنفسها بكلمات لم يسمعها وهو يراقب حركة شفتيها ....
اتجهت للخروج من الغرفه عدل من وضعية جلوسه وهو يتكيء بظهره على الكرسي الوثير ويمد رجليه ليعجز عليها المرور من امامه ....يريد حقا أن يحتك بها بأي طريقه ويأخذ منها لو جمله واحده ...
لقد مرت ثلاث ايام له معها في هذا المكان وبالكاد عرف عنها شيئا ...في العاده هذه اجمل ايام المرتبطين حديثا لن يتوقفوا بها عن الكلام او الاكتفاء من بعضهم فهذا دليل قاطع على تفاهمهم ...
اما هي تكتفي بصمتها وخجلها الباكي الذي يثنيه عن أي ما يقدم عليه ضنا بأنها لا تطيقه ...لا يكاد يفهم نظرات عينينها الحزينه ...
لكنها تبتسم له بطريقه جميله للغايه تنسيه أي صمت او نفور منها ....
:
أقتربت منه وقفت في مكانها تراقب مكان مرورها الذي سده بضخامة جذعه ...تسأل حينها ببرأه مبطنه ...." تعالي اجلسي ليش واقفه ...؟؟"
:
هزت رأسها بالايجاب وهي تقترب على مضض ...لم تشعر بنفسها الا وهي تجلس في حجره ...
لا يزال يستحوذ على كفها بين انامله ....اطرقت رأسها خجلا وهي تحاول اخفاء ردة فعلها عنه ...
تأمل خطوط الحناء في اناملها وهو يرفعها ليقبلها ...حاول حقا فهمها ...سألها بأهتمام ..." جوزيده ...خير اش هالشرود والحزن ...ليش امك رجعت تركيا بدون تقول لك ...؟؟"
قالها وهو يتذكر دموعها الصامته بالامس طوال ليلها بعد سماعها الخبر ....
هزت رأسها بالنفي وهي تهمس ..."كنت عارفه انها بتمشي بدون لا تقولي ..."
غضن جبينه لردها الصادق اذا تعترف لها بأن ما يكدرها ليس بعدها عن امها ...ابتسم لها يحاول ان يستخرج من احاديثها الموجزة لو خيطا يؤدي لفهمها ..." تبينا نلحقها ...ماعمرك رحتي تركيا صح ...؟"
التفتت اليه بملامح واجمه الا ان ذعر قديم يلتمع داخل حدقتيها ..."لا ..."
استغرب رفضها الصارم ....." لا ما رحتي و لا لا ماتبغين تركيا ...."
غضنت جبيها وهي تنهي المحادثه ...."ابى ارجع بدر ...."
ابتسم لها وهو يقبل باطن كفها ....."لا عاد في هاذي ما اقديتي ...نرجع بدر اللحين ..انا ابغى استفرد فيك وانتي بتشردين عني ....اسمعي كلامي خلينا نسافر لنا كم اسبوع استغل اجازتي ....بعدين عاد بسافر في الاسبوع مرتين ..ولااد شايفه وجهي الا ليله في الاسبوع نسرقها واشبعي من بدر واهلها ...."
هزت رأسه بالنفي بملامحها الصامته قبل برودة ردها ..."ما احب اسافر ...او اخرج من مكان سكني ..."
لا يكاد يفهمها ابدا ...وهذا ما يشده اكثر لها ....وراء هذه الحدقتين العسليه ملايين الاسرار ..." زوجة مهاب العمران وماتحبين تسافرين ...تشوك أيب .."
بهتت وهي تتذكر موقفها ذاك به متأملته ...." تتكلم تركي ؟؟"
:
أبتسم وهو يعدد على اناملها بين يديه ..." انجليزي ..وفرنسي ...واوكراني ..و اوردو ..واسباني ..وتركي ..وفارسي..."
غضنت جبينها غير مصدقه وهي تراقبه ...انه مبتسم لطالما حادثها حتى في سؤاله عن ابسط الاشياء ...اين المتعجرف الذي تنفر منه ....اكمل وهو يوضح لها ..." انتي ماتعرفين زوجك اش يشتغل ...مترجم و دبلوماسي متحدث في الخارجيه ..."
:
ابتسمت بفخر لا تعلم من اين ظهرت ردة فعلها ...وهي تهمس ..." ماشاء الله ..."
بهتت ابتسامتها وهي تتذكر هي من مقابل منصبه وتعليمه ومن تكون تلك ...ابعدته وهي تتخلص من حجره واقفه مبتعده عنه ...
راقب انزعاجها وهي تبتعد عنه حتى غابت عن ناظريه ....
غضن جبينه وهو يتأمل الفراغ الذي تركته .....أنه ليس امام انثى بألف سر ...أنه امام انثى من حطام ..
:
:
:
أراد ان يخرجها من جوها هذا ...لحقها ..كانت تهم بتغطية نفسها تنوي النوم ..اثناها معاتبا ..." هذا وقت نوم ....البسي عبايتك امشي خلينا نخرج ...."
هزت رأسها بالنفي معتذره ..." مافيا خليها يوم ثاني ..."
ابتسم بخبث وهو يجلس على طرف السرير ..." كيفك ..؟؟ تبينا حتى اليوم مانخرج ..."
:
تركت السرير واقفه على استعجال ..وهي تسأله ..." فين نروح هالوقت ...؟"
قالتها وهي تنظر الى ساعتها ...منع ابتسامته لبراءه هروبها ....اجابها وهي يستند على ذراعه يعدد لها الاحتماليات ..."كيفك ...؟؟ ننزل الحرم ونوتر ..ونخرج نشوف لنا كوفي ولا مطعم ...صح المدينه مافيها اماكن كثير بس خليها علي ...."
:
:
راقب الرفض في عينيها ..." لا ..الحرم لا ...استنى شويا البس ونطلع ..."
:
غضن جبينه لرفضها القاطع ذاك ...لما لاتريد نزول الحرم ..وقد صلت العشاء لتوها امامه ..
وقف ليتجهز حتى هو للخروج فقد ضاق به ذرعا الجلوس في الفندق ...
وقف خلفها يعدل غترته ...مررت احمر الشفاه الوردي على شفتيها وهي تمثل الانشغال به مبعده نظراتها عنه ...
لفت طرحتها على عجل وتناولت نقابها وهي تبتعد عن وقوفه الفخم خلفها ....
اطالت تأمله وهو يعدل غترته ...كان هناك شيء في قلبها اتجاهه ...يتلاشي كلما التفتت اليها محدثا او تذكرها في نومها المتعب المتقطع بقبله ...
ما بالك جوزيده ...هل ضعفتي في ثلاثه ايام فقط ...لكنه زوجي حتى انا اليس كذلك ...؟؟
من انا بالنسبه له لا اعلم ....لذا على ان اكف عن حماقة هذا الشعور ..والتزم بحذري ذاك ...
:
:
التفتت لها وهو يأخذ مفاتيحه من فوق الطاولة ...." يالله ..؟؟"
:
:
وقفت وهي ترتدي نقابها ...نظرت اخر مره الى نفسها في المرآه ..كرهت منظر يديها فاتحة البشره الملفته وقد زادتها خطوط الحناء ...
اغلق باب الجناح وهو يمد يده لها ...لم تتجاهلها وهي تدفن اناملها في باطن كافه الكبيره ...واخفت الاخرى اسفل نقابها ...
وقف منتظر العامل ان يجلب سيارته وهو يلتفت الى ساحات الحرم المضيئه ...سألها لاخر مره ...وهو يقترب من سيارته التي توقفت للتو ..." متأكده الحرم لا ...؟"
هزت رأسها بالنفي له مصره على موقفها ....
فتح لها باب السياره ...اعتدلت في جلوسها وهي تبعد طرف طرحتها الذي غطت به فتحة نقاب عينيها الواسعه ..
تضن بأنه لم يلاحظ ....لكنها جاهله به كم هو مهتم وملم بكل تحركاتها حوله ...
:
:
لم يبتعدا كثيرا عن وسط المدينة ....في مقهى شهير ما كان قد اعتاد عليه ....عدلت حجابها بعدما نزعت نقابها وهي تتأمل الجدران بلون القهوه بشرود ..
جلس امامها ...كان يحادثها في ما شردت عنه وهي تتأمل لون اناملها بين يديه ....تماما كأمها وابيها...
الا ان الفرق هنا بأنه ابن عمها ...لكنها لاتزال ابنة امها ..
:
:
كان توقف عن الحديث لحظتها ...كرهت صمتها اردات ان تتحدث من قلبها ..لأي كان ...
مررت ابهامها فوق كفه السمراء ....سارحه بذكراها ..." مره ..ابوي اخذنا انا وامي الحرم ...كنت وقتها في الروضه ..امي وقتها ماكنت مغطيه وجهها ...جلسنا في الساحه حقت الحرم ...وكان بجنبنها حريم جالسات ...نعتوا امي بلفض مو طيب ..وهاجموا ابوي ..كانوا قليلين ذوق وتعمدوا صوتهم يوصلنا ...وحتى على ملامح وشكلي علقوا وكانوا قاسيين لدرجة هاجموا شرف امي ...كانت اول مره في حياتي افهم ..واول مره في حياتي اتجنب اقراء عيون امي وابوي ...امي قويه ..وابوي مقتنع بامي وقتها ...لكن امي ليلها كله مانامت من البكى ...لانهم هاجموها في اعز ماتملك انا وابوي ....مهاب اذا الناس بشعه في اطهر مكان بهذه الطريق ..كيف خارجه ....."
:
:
انتهى حديثها وهي تمرر اناملها اسفل جفنيها لتبعد اثر الماسكرا المختلطة بأمتلاء حدقتيها بدموع قاومتها ....
لم ترفع رأسها اليه استوعبت انفتاحها بقصه تقولها لاول مره ...ضلت مطرقه رأسها لاتريد ان ترى ردة فعله التي ربما ستكون غير متفهمه او مستصغره الامر ...
مد يده ليرفع رأسها ..استجابت لفعله وهي تبعد نظراتها عنه ...
" الناس البشعه هي اللي تخلينا اقوياء..."
التفتت لقوله وهي تراقب ابتسامته الواثقه في ردة المقتنع به ....شبح ابتسامه حزينه مر على شفتيها ...
غير الموضوع وهو ينظر الى هاتفه ومفاتيحه ومحفظته على الطاوله ...." ها نمشي...؟"
ابتسمت وهي تهز له رأسها بالايجاب ..." نمشي ..."
وقف وهو يستأذنها ....." لحظه واجيك ..."
:
كانت دون وعي منها تراقب مكان اختفاءه ولازالت تحمل ابتسامتها كان رده بسيطا جدا ومتفهم ...
هل كانت حمقاء في بوحها وشكوى ذكراها ...
نظرت الى هاتفها من جهتها وقد التمعت شاشته منذرا بأتصال ما صامت ...لم تلقي له بالا ..الا انها استوعبت الاسم ..."منو " يتصل بك ...
رفعت حاجبها وكل سخطها القديم يعود متدافعا لقلبها ...مدت يدها ببرود وهي تلمس ايقونة الرفض ...
اعادت يدها لحضنها وهي تبتسم بنصر ...كانت ردة فعل لحظيه غرقت بعدها بمخاوفها تلك منذ ان فكرت بالارتباط به ..
حدقت بمكان الهاتف سارحه ..للحظات كانت تنساها وتحاول تقبل من يكون زوجها ...لأكنها تكره امتنان لدرجة ان فكرة مهاب زوجها هي ايضا يجعلها تكرهه بدوره وتنفر منه ...
هل سيشاركها بكل ما يشاركني اياه....لربما بأكثر ...لربما انا مجرد احاديث سخريه تمر بهما ...
:
افاقت من سرحانها على صوته وهو يأخذ مقتنايته من فوق الطاوله ....ويحثها على الرحيل ...
نظرت الى عينيه وهو ينظر الى شاشه هاتفه ..حاولت ان تقرأ ملامحه دون جدوى ...
هل كان ينتظر اتصالها ياترى ...
:
طوال فترة ركوبهم السياره كان يتحلى بالصمت ...ليترك لها مجالا للتحدث .. تعرف هذا المكان انه الشارع المؤدي من الحرم حيث مكان سكنها القديم ...
لم تستوعب بأنها ستتجاوز المكان حينها نطقت ..." لف يمين ..."
غضن جبينه مستغرب قولها الذي شق الصمت بحماس حاولت تخفيه ...استجاب لقولها ليدخل في حي للطبقة المتوسطه ليس بقدم بقية احياء المدينه ...
اشارت له على الطريق امامها ..."أمشي سيدا ..."
ابتسم لقولها ..." سيدا ياحقون المدينه ..."
ضحكت ولاول مره يسمع ضحكتها لقوله وهو يقلد لهجتها المدينيه ...." امشي لمن اقولك وقف ..."
استجاب لامرها بصدر رحب وفضول .." حاظر ..."
اشارت لها يسارها على عماره اقدم ما في المكان نسبيا ...."وقف هنا ..."
نظر الى العماره بأستغراب وهو يوقف محرك السياره بالقرب منها ....التفتت اليها مستغربا ترجلها ...اقفل السياره مسرعا وهو يلحقها ...
صعدت الدرجات الثلاث اقصي يسار المنزل بأعتياديه...لحقها يثنيها ..." جوزيده اش تسوين ؟؟"
همست له ..."لحظه .." قالتها وهي تتجاوزه في الدرج الضيق نزولا متذكره امرا ما ..اتجهت الى الركن اسفل الدرج ...المليء بالاتربه واوراق الشجر المصفره ...
نبشت المكان بأناملها واخرجت مفتاح ما ...يبدوا بأنها اعتادت وجوده هنا ...نهاها حينها بعدما رأى المفتح في يدها ..." جوزيده ..يمكن البيت انسكن ..."
هزت رأسها بالنفي ...." ما اتوقع ..امي قالت لي اذا نزلت نهاية الشهر بتفضيه .."
:
ادخلت المفتاح في الباب الحديدي الابيض وقد اصفر لونه قدما ..جرت الباب اليها وقد اعتادت على ثقل حركته ليفتح ...
دفعته ليفتح ...مفرجا عن اكثر منظر افتقدته ...اعتادت ان تكرهه لكن كثره الكره لربما تولد اعتيادا يؤدي الى التعلق ..
تأملت السلم الضيق المؤدي للأسفل وقد تغطى بأوراق الشجر المصفره الذابله ...
مدت يدها لمفتاح الاضاءه القديم ...ما ان لمسته حتى اضاء المصباح القديم المعلق فوق الباب متقطعا نوره ليضيء لها مكان دخولها...
التفتت اليه وهي تنزع نقابها ..."تفضل ..."
دخل خلفها مستغربا ...اغلقت الباب بدخوله ...توقع ان تكون حالتهم الماديه متواضعه لكن ليس لهذا الحد ...
نزلت السلم متجاوزته ...كانت كمن تناست وجوده ..وهي تنزل حتى انتهاء السلم الضيق ...اتجهت الى اصيص وردها المديني الفخار وقد ذبلت ورداتها جفت وتحول طينها لغبار ...
مررت اناملها داخل الغبار ...تبحث عن شيء ما ...اخرجت مفتاح اخر وهي تزيل عنه كتله الطين الجاف الذي تعلقت به ...
نظرت اليه مبتسمه بحزن ...وهي تفتح الباب وتنفض يديها من الغبار ...."تعودنا انا وامي نحط المفاتيح في اماكن نعرفها عشان اوقات شغلنا تختلف ...تفضل ..."
قالتها وهي تدخل قبله في الظلام ..لحقها مستغربا من كل ما تهم به ...اضاءت المكان الضيق ...وقفت امام مفتاح الاضاءه وهي تتأمل المكان ...
ولازال يحمل رائحة امها ...لما يبدو اضيق من العاده في نظرها ...
تركته وهي تكمل اضاءه بقية المنزل الصغير ...
عينيه بالكاد تجولت في المكان الا انها تعلقت بالمكينه في ركن المكان والرفوف الخشبيه خلفها التي امتلئت بأكياس الاقمشه ...
اقتربت منها بهدوء ..وهي تمرر اناملها على عجلتها التي كساها الغبار ..جلست على مكانها الذي اعتادته امامها وهي تنزع حجابها وتحرر خصلاتها الصهباء ....
اخذت نفسا عميقا وهي تتأملها ...رفعت يدها لمفتاح المكيف القرب من مكان جلوسها وهي تفتحه ...ضج المكان الحار لصوته ...
ابتسمت ....هامسه بذكرى ما في عقلها " فيه حيل يشتغل ..."
كل هذا وقد بهتت ملامحه من المستوى الذي وجد نفسه به ..كره نفسه لحظتها ...للحياة الفارهه التي احاطته منذ لحظة ولادته ...
ومن هنا اتت زوجته ...هل يعيش البعض في اماكن كهذه ...لقد تخيل وسمع ...لكنه لم يواجه هذا المنظر ..
نظرت الى ردة فعله الصامته وقد قرأت من ملامحه كل كلمه تدور بداخله ...
أبتسمت له بسخريه وهي تفتح درج مكينتها الخشبي الصغير ...اخرجت منه صندوق حديدي قديم لمنتج ما ....فتحته وهي تمده له ...استغرب وهو يأخذه منها ...
ابتسمت له وهي تشير له بين يديه ..."75 ريال ...كنت اجمع عشان اشتري لامي مكينه كهرباء ..."
غضن جبينه وهو يتأمل فئات الخمسات والريالات داخل الصندوق ...
همست له ...." مهاب ...الدبلوماسي ...مهاب العمران ....تعرف زوجتك اش كانت تشتغل ..."
هز رأسه بالنفي وهو يكاد يتوقع الاجابه وهو يتأمل المكان حوله ....التفتت حولها ..." خياطه ...اغلى فستان تسويه ب300 ...وكل جمعه اروح بيت جارة اهل البيت اسمها حياة ..أطبخ لهم ...وارجع ب550 في الشعر ....نعمه صح ..يعني تكفي الاجار ...وباقي متطلباتنا تجي ...ربك كريم الا ما تزيد لنا 200 ولا 300 في الشهر ..."
:
بهتت ملامحه وهو يستمع لقولها ..وقفت وهي تغطي الماكينه بقطعه قماش اخرجتها من درج مجاور ....مررت يدها على الاكياس ...."امي قالت لي تفاهمت مع الزباين وطلباتهم لمن رحنا بدر ...لكن باقي هنا ثلاث فساتين ما استلموها اصحابها ...يعني لو استلموها كان حسابنا 350 ....نعمه من رب العالمين الحمد لله ..."
:
:
تكاد الدماء ان تنفذ من جسده وقد احس بها تجتمع في رأسه ...كره نفسه ..لا يعلم لام نفسه لمعيشتها القديمه هذه ...
اقتربت منه وهي تنفظ الغبار من يديها ...نظرت الى عينيه تسأله بما سألت نفسها كثيرا ...." مهاب ..هذا بيتي ...وهاذي حياتي ...عمري ماكنت بنت البلد بنظر أي أحد ..كنت اتعامل بجنسية جدتي ...حتة جنسية امي مابانت علي ....ماكملت تعليمي ..ولا معاي شهادة جامعيه بتقدير ممتاز ..مامعاي اكثر من لغه ...و لا احتار أي دوله اسافر واي دولة ابتعث ..ولا اتباهى بأنجازاتي واسماء معارفي ...كان همي اصحى بكرا والقى لي شغل عشان اقدر اعيش بسلام لاخر الشهر ...كان همي ابو اجهل مصيره ...بحياه مهمشه ...تمر علي شهور المكان الوحيد اللي اخرج له بيت حياة ....عشان المشاور للحرم يكلف ...العشرين هاذي نحتاجها في شيء اهم ...افرح لمن يجي رمضان ..عشان المسجد في اخر الحاره يصلي التراويح ...بس احيانا كثير ما اروح ...وانا اسمع العبارات العنصريه حولي ...كان في ناس ...يوصل لها انه ابوي سعودي ..واشاعات من هنا وهناك ...الناس اللي عرفت ما عاملتني صح ...بالعكس كنت مسخ للمجتمع ...مهاب أسألك ....ليش اخترتني ...جاوبني ...؟؟ وانا من بد الناس كلها على امتنان ...ليه ....؟؟ما اكذب انا اخترتك لمصلحه ...ايوا عشان امي انا اكبر انانيه ....بس انت ...بعد ماشفت انا منين جيت ..لسى مصر علي ومقتنع في ...مو بريستيج الدبلوماسي اهم شيء قدام المجتمع ...."
:
:
كان يراقبها بملامح واجمه ....راقب التساؤل في عينيها ..اجابها بكل ثقه وهو ينظر الى عينيها ..." اخترتك ..لان شفت فيك الانثى اللي تناسبني ...ولانك شديتيني ...وفكرت فيك .. كرهت اني افكر في بنت عمي بطرقه مماثله دون ما انهي الموضوع بالارتباط احترام لها ..."
:
راقب عدم الاقتناع في عينيها لجوابه ....انه لا تثق بي كما يبدوا ...سيثبت لها مع الايام لن يتحدث ويبرر سيثبت فقط .....سألها هو بدوره ..." يعني انتي مو مقتنعه في كشريك حياه ..."
:
:
تأملته مطولا ...لتجيب ...." مستسلمه ....لكن لحد الان انت اهم شيء حصل في حياتي بعد فقد ابوي ..."
أبتسم لها بمغزى اخر في قوله ..." حنا للحين في بداية علاقتنا ...وحنا المتحكمين فيها لبقة حياتنا ...وسعي مداركك شوي عشان تفهميني ....وبالنسبه لامتنان ...في حال انا وانتي كنا امام بعض ...ممنوع تذكرينها او تفكرين فيها ...انتوا الثنتين ممنوع تتكلمون عن بعض قدامي ...وثقي ثقه تامه ان اللي يجمعني فيك لا يشبه ابدا اللي يجمعني فيها .."
:
رفعت حاجبها لاخر قوله وهي تهمس ..."أكيد ...."
سألته وهي تطفيء الاضاءه ....."نخرج ..؟؟"
:
راقبت عرض منكبه التي انكسر فوقها الضوء القادم من الخارج وهو يقترب منها ...اغمضت عينيها لفعله وهي تقاوم كارهه هذا الشعور داخلها ...تريد حقا ان تتقرب منه ....تريده ان يكون لها وحدها ...ابتسمت بحزن لتأثير قبلته عليها ..مررت يدها على خده بأبتعاده عنها ...كانت للمره الاولى تبدي ردة فعل لمبادراته المشابهه ...
:
خرجت خلفه وهي تغلق الباب خلفها ..مراقبه عرض منكبيه وهو يترك المكان ..اغلقت الباب الخارجي وهي تعيد المفتاح الى مكانه ...
كان هو حينها في السياره يهم بتشغيل المحرك ....نظرت اليه ولم تلتفت خلفها ...تود من كل قلبها ان تودع كل هذا وراء ظهرها لتنظر اليه هذه اللحظه ...
لتتخلص من شعور العوده ...لم تعرف هذا المكان للتو ...لتسعى لشعور الانتماء ..لتكون قويه ...لأجلها ...لتكون قويه ...
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
اغلق اخر زر في ياقة ثوبه السكري ..وقف امام المرآه..لا ينظر الى نفسه ينظر الى دواخله ...رجل مثله لا يحتاج للمرآه ..انه اقوى من ان يحدق بنفسه ...
نظر حوله ...كان يبحث عن أي شيء يربطه بها ...تذكر بأنها لم تكن تأتي معه لهنا ...هل حررها منه ...و زلت رغبته قبل لسانه بتلك ...
أينك مني يا رفيده ..؟؟ الفتور والبرود الذي جمعني بك ...الاعتياديه ...تسيطر علي ..اقفز من وحدتي و رهبانيتي الطويله ...فجأه بدون تخطيط ..لأرتبط من جديد ..لاعيش صراعات هذه العلاقه الغريبه التي لا افهمها ..
الزواج ...لم اكن افهم الزواج يا رفيده ...لم اكن افهم الاسره ..ليتك قلتي لي كلمه ..كلمه واحده فقط قبل رحيلك تقودني لفهم كل هذا ...لقد كنتي جيده في كل ما يتعلق بأمر الاسره ...
هل تقدمي في العمر يا رفيده هو مايدفعني لكل هذه التساؤلات التي لم تكن تعني لي شيء يوما ..؟؟
لقد استيقضت يوما ..لأتخلى عن عملي واختار انثى مجددا في حياتي ....هل فقدت السيطره على حياتي بتخلي عن كل ما اعرفه ..عملي ..ووحدتي ...
لا زلت اقف هنا ...مستنكرا اقدامي ...بيدي ان اتراجع وانسى الموضوع كله ارتدي بذلتي واتجه الى جده ...
لكن ...أنا قلت يارفيده ...تعرفيني عندما اقول ....
:
:
هل كنتي تعرفيني يارفيده ام استسلمتي مع الايام من فهمي ...؟؟
:
:
رحيلك المساحه التي اعتدتي على تركها لي باتت أكبر واكبر ...حتى تحرجت ..حتى بت ناسيا من انا ...المساحه هذه زرعت داخلي التساؤلات ....
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :
:
اخذت نفسا عميقا وهي تنظر لملامحها المرهقه التي جفتها الراحه من بعد ان خانها النوم للثلاث الايام الماضيه ...
مررت يدها من اسفل صدرها حتى فخذيها وهي تعدل فستانها ..ارتعد صدرها وهي تلتفت للباب الذي فُتح خلفها ...
أطلت منه أميمه مبتسمه ولا تكاد الفرحه تسعها ...." حبيبتي جليله تعالي الشيخ يبغى يسمع موافقتك ..."
مررت يديها بتوتر جانبي فخذيها وهي بالكاد قد ترك لها تلعثمها مساحه للرد ...." خلاص قولي له موافقه .."
هزت أميمه رأسها بالنفي وهي تترك الباب وتقترب منها ...." يا بنت اشبك ...انا العروسه ولا انتي ...تعالي بس يبغى يسمع صوتك والموافقه ...عشانك ولية امر نفسك لازم كذا ...أمشي قدامي وعن التوتر ..."
:
كانت اميمه ستهم بالخروج لولا ان تعلقت جليله بيدها ونظرة رجاء مستنجده تعلو محياها ....."اميمه الله يخليك ما ابغى اقابله ...."
أبتسمت لها اميمه تطمئنها وهي تمرر يدها على يد جليله المتعلقه بساعدها ...."حبيبتي زواجكم نهاية الشهر كيف يشوفك ....أمشي الله يصلحك ...بس ترى اذا طلب اقوى رأس هنا مايقدر يقول له لا ...."
:
:
غضنت تلك جبينها تقصي خوفها على الاقل لترى مكان خطواتها ولم تطمئنها بقولها هذا بل زادتها ...لحقتها ونبض قلبها يصم أذنها ...و طرقات كعبها على الارضيه الخاويه هي ما يرتد لها فقط ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
:
ألتفتت الى اختها بعدم رضا على ملامحها ...."خير أشبك انتي مكشره ...؟؟"
:
كانت ملامح تلك لاتُقرأ ....ردت عليها بعد طول صمت سارح ..."يعني مره عايدي يانوف ..."
رفعت تلك حاجبها بعدم رضا ...." اسمعي ...انا ادعم ابوي في هذا القرار تماما ...لأو تخليتي عن انانيتك شوي ...والتفتي لابوي لو لحظه تعرفين انه هذا الشيء كان المفروض يسويه من زمان ....من قبل تموت امي حتى الله يرحمها ...."
قاطعتها تلك ..."نعم ..نوف خير اشبك انتي ...ترضينها على امي ..."
قاطعتها تلك بحزم اكبر ...." عنود متى تفهمين امي الله يرحمها ...انا كبرت بين ابوي وامي وكنت افهم علاقتهم مو ذنبي اذا انتي مره فاله الدنيا ومقتنعه بغفلتك وعايشه لنفسك ....قرار ابوي وانا ادعمه ...وجليله افضل من مليون وحده ممكن يرتبط فيها ..فأسكتي ..على الاقل كلنا نعرف البنت ...اطيب من قلبها مافي ...."
:
هزت تلك رأسها بالنفي غير مقتنعه ....." نوف ..انتي اللي غافله معليش ابوي وامي كانوا طبيعين ...واصلا ابوي من متى فهمناه ولا ترك لنا مجال نلاحظه ...وجليله معليش مسويه نفسها قدامنا حمل وهي ذيب ...هيا لفت لفت واخذته ....بالله حنا نعرف هي مين ...منين جايه ...وهي تعرف عننا كل شيء ...ومدخلينها ومطلعينها معانا ...وهاذي نهاياتها تاخذ ابوي ...."
:
رفعت نوف حاجبها بعدم اقتناع بقول اختها ...." عنود انتي بنفسك لمن في عزومة عمي صلاح البنات تكلموا عن عمه قربى بنفس طريقتك ذي دافعتي عنها ...وسكتيهم ....تجين ذحين نفس كلامهم اللي ما اعجبك تقولينه عن جليله ...وكلامك هذا كله اعرف انه مو من قناعتك واعرف زين ...من اللي زرعه في راسك ....للاسف يا عنود لو مخك في راسك كان عرفتي ان جليله اطيب من القريب اللي واثقه فيه ...."
::
كانت ستهم بترك المكان لها .....الا ان اخر حديثها اثناها...."نوف ...اش الكلام ذا ....اش قصدك يعني ..."
:
وقفت نوف لتترك المكان ..." قصدي انتبهي ...وحكمي الامور بعقلك انتي ونظرتك ومعرفتك لقلوب اللي حولك ...اليوم حركاتك الماصخه اتركيها عنك ...على الاقل احترمي اللي كان بينك وبينها قبل ذا كله ...بالعكس جليله من حقها توافق ...ابوي كان درع لها ضد باسم ..ووقف معاها في المحكمه ...شافت فيه الامان وهي مسكينه مالها احد وبطلت تثق بأي أحد ....قولي الحمد لله ابوي اختارها ....صح لو ابوي اختار وحده غيرها وطلعت موهينه تتوقعين ابوي بيسمح لها تضرنا ...اللي في راسك لو اخذت ابوي ...هي بالذات اللي بتضرك...وانتبهي لاتجرك بأنقياك هذا لها لامور لا يحمد عقاباها ....ترى الزم ماعليها نفسها ...."
:
:
ضاعت تلك بين رأي اختها والرأي الاخر لكنها تعرف انها تثق بأختها للغايه ....كما كانت تثق بأمها بل أكثر ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
:
بالكاد سمع المأذون همسها وهو يأمرها بأن تعيد قولها مرارا ...
:
عادت الى الصاله التي كان الجميع ينتظرها فيها ...بخوت اميمه وابنتيه و الجده قوت فقط ...
أستحثتها اميمه للدخول ..أخذت نفسا عميقا تتمسك بأخر طرف من رباطة توازنها ولا انهارت امامهم ببكاء هي حتى لن تفهمه ...
دخلت المكان ..ولم تصطنع ابتسامه حتى ..وهي غارقه تماما في ملكوت خوفها وتساؤلها عن واقعها ...
لم تفقه من قولهم وفرحهم ومباركاتهم كلمه وهي تنتقل حضن واحده الى اخرى ...
التفتت خلفها للباب الذي دخلت منه وكل خوفها هذه اللحظه من أنه يدخل من هذا الباب ..
ابعدت عينها عن الباب لتقع في عيني عنود التي كانت تجلس بجانب اختها ...أبعدت نظرها عنها لاتريد ان تقرأ من عينيها هذه الصغيره لو كلمه ..لكن لم يخفى عنها مقدار النبذ الذي قرأته في عينيها ...تماما بعكس نوف التي غالبتها دموعها ...
:
لم تعلم المده التي جلست بجانب الجده قوت وهي سارحه تماما ..الا ان ايقضها سؤالها المستغرب...." وين متعب ماهو داخل ...؟؟"
:
أرتجفت وهي تلتفت لأميمه مستنجده ....اجابتها اميمه نافيه بأبتسامه متفهمه ..."لا يا خالتي ..وينك ووين متعب ..خرج من زمان ..مشغول زين لقى وقت يجيب المملك اليوم ...بيعشي الرجال في بيته ...ويقول ما يِصبح الا في جده ...."
:
عارضتها قوت بعدم رضا ...." عجيب ..يملك ولا يدخل يسلم على زوجته ولا يبارك لها ...عيال رافد مخبل ماغير طايرين ولا يمسكون لهم ارض ...متعب رضي والدين القطه كل سنه لكن هذاك مدر يمتى حدي به ....عاد هه قولي كمان لا ملكه ولا حفله ولاشيء ...بيأخذ البنت سكيتي ..."
:
اجابتها اميمه بهدوء تنهي الحديث ..."ياخالتي اذكري الله ...يعني زواجها نهاية الشهر اش له من داعي كثر الحفلات يادوبك تتجهز ...."
:
حينها قاطعتها تلك بحزم ..." علي انا ...لاتتعبون ولا شيء حنتها علي والله ماتقولون شيء ...بنيتنا مانفرح فيها ...."
:
حينها تذكرت اميمه ردة فعل اغلب العائله بل ان لم يكن اجمعها من دخول جليله بينهم في مناسباتهم القيلله مؤخرا والنظره السلبيه التي احاطوها بها ...بل انها سيتعاظم بمجرد سماعهم خبر زواجها من أكبر شخصيه في العائله لها مكانتها بعد الشيخ صلاح ...." امرك ياخالتي ولا حنا رادينه بس انا قبل قلت لجليله انه حفلة حنتها علي نبغاها هاديه ومحدودة يعني اريح لها واروق لها هي وقربى مع بعض ....ولا مو كذا ياجليله ..."
قالتها بنظره ترجي لجليله أن انقذي الموقف ....هزت جليله رأسها بالايجاب وهي تفهم اميمه تماما ....مزيفه ابتسامته وقد تاهت نظراتها بينهن ...."صح ..اميمه وعدتني قبل ...ولو ان مالها داعي ..."
قالتها وهي تبعد نظرها عن الحضور وتنظر الى فنجان القهوه التي بردت بين يديها ....تجاهل عقلها كل الاحاديث حولها عن امرها ..زفافها وكيف سيكون الاستعداد له في هذا الوقت الضيق ...
:
رفعت رأسها وهي تنظر للفراغ ...أمي ..ليتك كنتي هنا للحظه ..لتهدئيني ...لأفهم ما يريده قلبي ..
لم أشعر بأني وحيده من قبل كما هذه اللحظه ..ليكن الله بعوني يبدو بأن الوحده ستزورني مكثفا في الاونه الاخيره ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
كانت مستلقيه على طرف سرير تلك وقد تركت شعرها يلامس الارض ..وقربى تقف بالقرب من زانتها التي غطتها العشوائيه ...انقلبت على بطنها ضاحكه وهي تتأمل الكرت المذهب في يدها ...." ياربي من زمان ماضحكت كذا ...ودي اشوف ردة فعل هنده ..."
:
اعادت قراءته ...." يتشرف الشيخ صلاح بن شايق العمران ....لحضور حفل زفاف الشيخ .لواء/ متعب بن رافد العمران على ابنة المرحوم / محمد بن صادق الـ..و الشيخ .د / عمران بن رافد العمران على ابنة المرحوم / محمد نصير الـ... "
:
:
اقتربت منها قربى وهي تنزعه من يدها بعنف ..." انا بعرف منين جايبته هذا ..."
أبتسمت نصرة وهي تعتدل في جلوسها ...." أش شعورك ..؟؟ وكمان جليله بتزوج معاكي ..."
:
رفعت تلك حاجبها وهي تتخلص من الكرت وتعود لمكان وقوفها مستمره في فعلها ..."عادي تخفف شوي ...بدال ما يهجمون اهلك عروسه وحده يهاجمون ثنتين ...ولا ..."
:
تنهدت نصرة بعدم رضى وهي تبدل الموضوع ...." حليله هالجليله ربي يتمم لها على خير ...ما علينا ...أخذتي مهرك ...؟؟"
:
رمت تلك هاتفها بالقرب منها ومن ثم جلست بجانبها وهي تحمل قطعه من خزانتها في يدها ..اشارت لها على هاتفها بحدقتيها ..."أقري ..."
تناولت نصره هاتفها بأستغراب ....ابتسمت للرساله التي بثتها شاشه هاتف قربى بأضافه مبلغ الى رقم حسابها ....." قربى من جد شكله شاريك ....؟؟"
اخذت قربى منها الهاتف وهي تغلقه .....وبقل صبر عارضتها ...."هذا مايشري الا نفسه ومايهمه الا برستيجه ..."
:
كشرت نصره لها لمقدار سلبيتها ...." خفي شوي عليه ...من اليوم تنغبرين في الدولاب صدعتيني اش تسوين ..."
هزت قربى كتفيها ببرود ..." طفشت من دولابي بأرمي اللي ما ابغاه ..."
:
زاد حماس نصره وهي تترجاها ..." انزلي السوق ...خذي اسبوع في المدينه انبسطي زمان مانزلتي المدينه ...أش رأيك ..."
ألتفتت اليها قربى ترمقها بنظره ...." خير ....على اساس ذحين السيد عمران رضي اخرج ..وبعدين صح نفسي انزل اقضي تغيير لنفسي مو له ...وكمان مالي نفس ..حتى فستان بأطلب من النت واريح رأسي ..."
:
لم يعجب نصره ردها...."كش عليك ..انتي ليش ماتفرحين لنفسك يا ختي..."
أبتسمت لها قربى بخبث ...." مستعده استأذن من عمران واذل نفسي لتكبره و ردوده اللي تجلط وتنرفز ...وبيصدق روحه اني اقضي لعيونه ...بس بشرط انتي تنزلين معاي واللي اشتريه تشترينه...مو عشان أحد على شان ندلع نفسنا و ننبسط ونقاهه قبل كل وحده تروح في طريقها .....نرجع قربى ونصرة زمان كم يوم قبل لا ننسى نحنا مين ...ها ...؟؟ "
:
:
كانت تقلب الفكره في رأسها ...فهي لم تزر السوق لنفسها منذ وقت طويل ....تغيرت ملامحها وهي تنبذ الفكره ...." لا ...لا ...أحلمي ...صح باقي عن زواجك عشره ايام ...ومافي حل الا المدينه ...لكن لا ...ذحين غصبا عني لو بروح مكان ادق استأذن معد ..ما ابغى احسسه بأي شعور من هذا النوع يكفي انا متجنبته من ايام العيد ...أحلمي ..."
:
:
أبتسمت لها قربى وهي تمثل الاقتناع ...." خلاص كيفك ...تدخلين الفكره في راسي وتعارضينها ...أجلس انا كذا بدون لا اجهز ...."
رفعت نصره لها حاجبها وهي تفهمها ...." توك تقولين ما ابغى ...انتي ليش متناقضه ..."
اغمضت قربى عينيها بقل صبر ...."لأنها ذريعه اقدر استغلها عشان اخرج لو لحظه من البيت ..من جد انخنقت ولسى بتجي الخنقه الاكبر ...كلميه اش بيصير معد حليل وعلاقتكم دايم بسيطه مع بعض اجل انا اللي بكلم عمران ...."
:
لم تستطيع المقاومه ...." أف ..خلاص لاتطالعين فيني كذا ...أوكي ...بس بشرط لا اشتري أي شيء فيه ذوقك الماصخ اللي كلنا نعرفه ..ولافستان زواج ..لبس عادي مكياج واكعاب وخلاص ..."
:
:
رفعت قربى حاجبها بعدم اقتناع ...."خير ...اش فستان لا ...؟؟ "
تحولت ملامح نصره للجديه في لحظه واحده..." ايوا لا ...اصلا مافي حفل ولا أي شيء ...جدي اتفق معاه ..حفلهم في قطر قبل زواجكم بيوم ...وبيحضر زواجكم وبيأخذني وبنروح قطر ...وبس ..."
:
:
لم ترضى قربى بأجابتها وهي تلومها ..."ليه كذا يانصره ..معد ما له حق يفرح ...؟؟"
أخذت نفسا عميقا وهي تغمض عينيها تخفي حزن حدقتيها ..." له حق يفرح ...هذا اللي انا ما ابغى اخربه عليه ...."
كانت ستكمل معارضتها لها لولا انها قاطعتها ..."قربى الله يخليك ..ما ابغى موضوع معد ينذكر كمان ...نسكره رجاء توي كنت فايقه ..."
:
اخذت قربى نفسا عميقا وهي متفهمتها جيدا متفهمه هروبها هذا ...لم تكن يوما لتتوقع بأنها ستفهم شعورها ...لكنها تفهمه هذه اللحظه ..." اللي يريحك ...طيب والبنات ..كيف ...؟"
:
ابتسمت نصره بين حزنها وتوترها ..."بأخذهم معاي اكيد ..بنفس اليوم بأخذهم ...ما اقدر استحمل يوم واحد زياده في بدر وهذا اللي راح يخليني اجي معاك المدينه ..كرهتها لدرجه ما تتصورينها ..."
:
ابتسمت قربى لها بحزن ...." كيف يطاوعك قلبك تكرهينها ....قلت في يوم كذا لكن ما استحملت فراقها ما اشوف نفسي في يوم عايشه برى بدر ....حبها في قلبي ...احس اني قريبه من ابوي واصلي فيها ...."
:
ابتسمت لها نصره بسخريه ...."كنت في يوم اقول نفس كلامك ...لين مليت من كل هذا التدخل والسيطره على حياتي ...وبدفع نفسي لمجتمع ما اعرف منه الا معد وخالتي ...بس عشان اهرب ...مو خايفه من اللي راح اواجه ...لاني من الان مخططه اني لا اختلط بأحد ولا انخرط في العائله ...مجرد اني اعيش بسلام واربي بناتي ...حتى عملي في السعوديه بتركه نهائي ...مهاب قال لي هو بيتوكل بكل الامر ...الوظيفه كانت تربطني أكثر ببدر ..زي قيود زي ثقل يجبرني اكون هنا ..."
:
:
نظرت اليها قربى وهي تشعر بحزنها ...." ربك كريم ...."قالتها وهي تمد يدها لتشدد على كفها تؤازرها ....." أش كانت ردة فعل مهاب ....؟؟"
:
غضنت جبينها وهي تراقب الفراغ ...." كان صوته واثق ...او متوقع ...وهذا اللي قهرني ..انه كان واثق تماما بأضطاراري للموافقه ...حتى مهاب اللي متحرر من كل قيود هاذي العيله مؤخرا ما صرت افهمه ....على طاري مهاب ....اليوم بيرجع بدر ...خليني اروح وكمان امدي بناتي صحيوا وجدتي بديت تتذمر من خرجتي "
:
:
وقفت قربى لوقوفها ....مستغربه ..." بدري راجع والله ....فين كان ..؟؟"
ابتسمت لها نصره وهي تتجه الى مكان عبائتها ..." المدينه وجده بس ...مين يصدق مهاب بعد زواجه مايسافر برى ....يقول بجي واقنعي جوزيده نسافر ...ماتبغى تطلع برى ابدا ....كلمي سواقكم يوصلني ...مافحالي ادق على سواقنا وشوفونه داخل وانا معاه ويقعدون يزنون توها ارمله وتخرج توها انخطبت وتخرج تحتضر وتخرج ...من جد غثوا عليه بهرجهم الماصخ ..."
:
اجابتها قربى بسخط ..."انا مدري الناس ذي متى تلقى وقت هدوء سلام داخلي كل وقتهم حش وذم ...اسمعي ...بكلم عمران اليوم وليكون الله في عوني مو تسحبين ...خلينا ندق الحديد وهو حامي لانكسل يصير ننزل بكره ..بس في عمارتكم ..لاتنسين المفاتيح ..."
:
تفهمتها نصره ....."يصير خير تصدقين استأذن من معد اهون من اكلم جدتي يصير موافقته تسكت الكل ...بس انزل مع واحد من اخواني الصغار وبناتي وشغالتي ...."
:
كشرت لها قربي...."جيبي عمي صلاح مره وحده ياختي اللي تشوفين بس ماتسحبين اهوه ذحين بكلمه ...." قالتها وهي تتذكر ماستواجهه منه ...
:
هزت تلك رأسها بالايجاب ...." خلاص ان شاء الله ..وصح برسل لك رقم جليله تتفاهمين معاها ...من تنزف اول الكوشه وقرف العرايس ..."
:
ضحكت قربى لقولها ...." على اساس انتي مو عروسه ...."
ابتسمت لها نصره على مضض وقد احست بتقلصات في بطنها وقشعريره تباغت جسدها ...لم تستوعب موضوع انها تزوجته حتى الان ...
:
فقط استيقضت بالامس لتعلم من جدتها بأن عقد القران تم صباحا في المحكمه ...ولم تستوعب حتى الان ...
وقد اخذت ساعه تحدق ببطاقة البنك فوق منضدتها لتستوعب ولو جزء طفيفا من الامر ...
:
:
ودعت قربى وهي تعدها بأتمام ما اتفقنا عليه ...أخرجت هاتفها ما ان استقامت جالسه في السياره ...
تأملت السطور الفارغه اسفل اسمه ...تحتاج للجرءه لجزء من الثانيه لترسل اليه ما تود قوله ...
:
:
في الطرف الاخر ....تمددت على سريرها وهي تتناول هاتفها من حيث تركته ...أخذت نفسا عميقا وهي تطبع الرساله اليه بسرعه ..
اغلقت هاتفها ووضعته بجانبها ..هربا من أي كان رده ...اغمضت عينيها توبخ نفسها لاستعجالها ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :
أنه منهك من الوقت الذي اخذته سفرة عمله هذه ..لكن بنهايتها سيكون قد انجز شوطا كبيرا ومهما من عمله سيوفر له الراحه للاسابيع السته القادمه ...
كما انه بداخله لا يود لهذه السفره ان تنتهي ...سيعود لها ..سيضطر ان يفكر بها ..وقد انشغل تماما بعمله وانهكه فلم يعد يجد وقتا كافيا للنوم حتى ...لقد وفر هذا له معزل شبه امنا بالحيودعن التفكير بها ...لكن بالتأكيد لم يخلوا اسبوعه من ساعات ارق ..تبتديء بعينها وتنهي بصوتها ...
:
:
الهروب من لحظه المواجهه هل هذا ما يعتريه ...
التمعت شاشة هاتفه الذي وضعه على طرف الطاوله ...رمقه بنظره اعتياديه وهو يستمع بأهتمام لمن يجلس امامه ...
الا انه القى نظره اخرى عليه بسبب الاسم الذي حمله ..استأذن وهو يرفع الهاتف ليفتحه ...
كانت الرساله لاتحوي سوى ..." عادي انزل المدينه ..؟؟"
:
بدون أي مقدمات او سؤال عن الحال ....في لحظه واحده تصاعدت نشوته وقتلها ..كلها داخل ملامحه الجامده ويده السمراء المطبقه على هاتفه بتحكم وسيطره كبيره ...
:
" مع مين ؟" كان هذا رده البارد لها ....
ارتجفت وهي تلتفت لانذار هاتفها ....رد عليها لكنها متردده من فتح الرساله ...خوفا من محتواها ...فهي تشعر بضعف كبير هذه اليومان وفي غنى تام عن اجحافه وغطرسته ...
فتحتها بتردد ...رفعت حاحجبها بسخط وهي ترى تماما ردة فعله امامها ...
" مع نصره .."
:
مع نصره ....لما الكل يأخذ حصته من هذه الفتاه سواه ..رد لها موافقته على مضض لولا انه يعرف مدى احتياجها للخروج وقضاء متطلباتها لرفض وارتاح ...ولن يكون على اعصابه ايام تغيبها ..وسيرتاح بمجرد علمه بأنها حبيسه منزله بالكاد تجد ماتفعله ..." ثلاث ايام .ممنوع الخروج بعد الساعه 8 وخذي وحده من الخدامات "
:
:
اغلق هاتفه وابعده عنه ...وهو يعود للتحدث مع من معه ..لو ردت حقا سيرفض فهو على شفا حفرة من عدم الرضا ...
:
عضت على الوساده تكتم صرختها لمدى السيطره في ردة الاحمق وكأنها تعمل تحت أمره ...لن ترد عليه ..لا ...أثنت نفسها من رد مجحف ولئيم سترد به ...لكن لتنهي هذا هنا ...والا سوف تنهار اكثر منه ...تبا له ..ولكبريائه الاحمق ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
:
كانت قريبه من منزلها عندما وصلها رده ...." درب السلامه ..خذي راحتش.."
:
غضنت جبينها وهي تترجل من السياره لن ترد عليه يكفيها حتى هنا ...آه يا معد مالذي وضعت نفسي به معك ..كانت نظرتي للموضوع ليست بهذه الشموليه عندما وافقت ...
هل سأندم ...؟؟ نصره انتي قويه ولن تتركي للندم مكان أليس كذلك ...تحتاجين لبدايه بعيده عن هيمنة عائلته على حياتك هذا كل ما تحتاجينه ومعد قد وفر لك هذا ...
:
دخلت البيت ..اغلقت الباب خلفها بهدوء ...كان المنزل غارقا في مظاهر الضيافه وقد بردت أدخنة البخور والعود في اركانه ...
صعدت بسرعه الى غرفتها لاتريد ان تلمح جدتها ...لتبدأ في لومها وعتابها ..كيف لعروس حديثا ان تخرج من منزلها هذا الوقت ...
اغلقت باب الغرفه خلفها وهي تنزع نقابها ...أبتسمت لابنتيها التي عاثتا بالغرفه عبثا و خادمتها التي تحاول ترتيب المكان قبل وصولها ...
نسيت كل ما كان خلف هذا الباب وهي تتجه الى ابنتيها وتمطرهن بقبلاتها وتدليلها ...وتنبذ كل عالمها المتخم بالتعقيدات لتغرق في عالمهن الصغير البسيط ...
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
:
لا تلعم ما تريده اميمه من زيارتها اليوم وهي التي أخبرتها مبكرا بأنها ستذهبان سويا مع نوف غدا الى جده لكي ينتيهان من التحضير للزفاف الذي اتاهم في وقت ضيق ..
:
لم تفهم من اميمه نيتها من القدوم ومن لحظتها وهي تغرق في مخاوفها أن يكون ذاك معها ...
ماذا لو قرر بأن يزورني هنا او يطلب رؤيتي من سيمنعه ..لربما انشغل بخوف غير محتم مصيره كهذا عن خوفي الاكبر من لقياه ذاك اليوم القريب ...حينها حقا لا مهرب منه ولا من مواجهته ..
:
رن جرس الباب ..وقفت امام المرآه القريبه من المدخل تلقي نظره اخيره على هندامها ...حركت يدها في الهواء لتتلاشى بقية دخان البخور الذي هيمن على مساحات الشقه الضيقه ...
:
:
فتحت الباب مبتسمه لاميمه ودون قصد منها القت نظره خلفها بخوف ...أبتسمت لها اميمه وهي تقبلها ملقيه السلام ...." البنات في في الشقه ..."
هزت رأسها بالنفي وقد بهتت ملامحها خوفا ..."لا ...ليه ..؟؟"
صحكت حينها اميمه وهي تدخل وقد حملت في يدها ما اتت لأجله ...." ارتاحي في جده من يوم العقد ما شفناه اليوم يجي المغرب..."
:
:
أبتسمت لها جليله بخجل ان فضحت ملامحها مخاوفها ...." تفضلي الله يحيك ..."
:
بعدما ارتاحت اميمه في جلوسها ومدتها جليله بفنجان القهوه وضعته اميمه على الطاوله ...." قبل لانتقهوى ونبدأ هروج وأنسى اللي جايه على شانه ..."
:
مدتها بما في يدها ...." تفضلي يا ستي وصلنا الامانه ..."
:
نظرت جليله داخل الكيس بعدم رضا ....وقد كفتها نظره لتعلم ما بداخله ..." ليه يا اميمه طقم الذهب اللي اهداني اياه في ملكتي الاولى لسى مالبسته ..و.."
قاطعتها اميمه بجديه ...." جليله ..سيرة زواجك الاول لا تجيبينها خلاص ...سيره وانتهت..وربي كتب لك الاحسن ...وبتقارنين هديه ..بذهب زواجك من متعب ..اكيد لا ...اسمعي كلامي ..أمحي ارتباطك الاول من ذاكرتك ولا تفكرين الا في متعب وحياتك معاه ولاتستقلين شيء في نفسك بسبب خوفك ..تراكي اخذتي متعب العمران ..."
قالت جملتها الاخيره وهي تبتسم ..." وعلى حسب علمي متعب اللي اعرفه لو سهيتي بس قدامه بذا الموضوع الله يرحمك ...."
تعلقت حدقتيها في اميمه وكادت ان تدمع لشدة هلعها ....ضحكت اميمه لردة فعلها ...." يابنتي انت ليش كذا تفهمين الامور كلها سلبيه ...يعني الله يرحمك ...." قالتها وهي تغمز للمعنى الكامن في قولها ...
:
احمرت خدي جليله وكادت تفلت ما بيدها وهي للمره الاولى تستوعب ماقد سيكون حينها ...
:
ندمت اميمه لقولها يالخجلها هذا ...." اف منك ...أسمعي ..خلاص بكرا العصر ان شاء الله وانتي جاهزه ..في اشياء نوف الله يسعدها سوتها وخلصنا المصوره والكوفيره حجزتهم وهالكلام ..وقالت لي على الفستان قلت لها عاد ذا الشيء الوحيد اللي جاهز عندها ..انا شريته لك ومصره اشوفك فيه يوم فرحك الا اذا انتي تبغين تبدلينه ...اما الامور الباقيه هينه ماراح تاخذ معانا وقت يمكن الذهب بس ياخذ وقت"
:
ابتسمت لها جليله بعرفان لاتدري أي دعوة غيب من امها سخرت لها هذه الاميمه ...." حبيبتي تسلمين ...بتعبكم معاي ..وبالعكس الفستان ولا افكر اغيره دامه منش...وترى يعني لانتكلف ...انا لو من اطرف محل اقضي اموري"
:
ابتسمت لها اميمه تعاتبها ....." حبيبتي الله يكملك بعقلك ..جليله لاتستقلين نفسك ..الا بنقضي لك من افخم شيء ...انتي ذحين زوجة شيخنا ...ولا ...؟؟"
:
بادلتها جليله الابتسام شارده ...فيما وضعتي نفسك ياجليله ..لما دخلته مكتبه ذاك اليوم ...مالذي جريتي اليك بحماقتك ...انتي ابنة الحي الشعبي والطبقه الكادحه ...ستجارين هذا العلم ...؟؟
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
تريد ان تهرب منه ..لو تجلب لها عودتها لبدر شيء فهو الراحه من الهروب المستمر منه ...تريد اني تبني بينها وبينه حائط فولاذي لا ينهد ولا يتصدع ..
فهو لن يكون سو عابر سبيل في حياتها عليها ان تكون متأهبه لأي انسحاب من جهته ...لاتريد ان تتعلق به حتى لو فهمت بوجوده معنى الرجل في حياتها ...
:
:
وضعت كوب القهوه الورقي الذي برد في يدها في مكان الاكواب بينها وبينه وقد تجمدت اطرافها لشدة برودة السياره ...
احتضنت كفيها ..تأملت خطوط الحناء التي بدت بالتلاشيء اخيرا ..تريد ان تنفي أي مظهر يظهرها أمامه بمنظر العروس الراضيه ...تريد ان ترفضه قبل ان يرفضها ...
مال برأسه لزجاج الواجهه في السياره وهو يلقي نظره على السماء .....نظر الى ساعته ...
التفتت اليها وهو يحاول ان يجرها لحديثه ..." الجو حلو ...نروح بدر طوالي ..ولا فايقه لمشوار نقضي فيه عصريتنا ...."
:
غضنت جبينها مستغربه من قوله فهي كانت غارقه في سرحانه ولم تسمع ما قال ...همست ..." اللي يريحك ..."
..
ما ان قالت الكلمه حتى انحرف بسيارته عن الطريق متخذا طريق فرعي ترابي ...التفتت حولها مستغربه المكان ...انه ابنة المدينة التي لم تخرج منها يوما ...لاتفقه شيئا في ديار قبائل الحجاز المتشعبه بين جبالها دون نهايه ...
:
:
توقف مبتسما وهو يميل مرآه السياره نحوه ويعدل نسفة غترته الرسميه متجاهلا حرصه على منظرها ...لف اطرافها حول العقال ..مال بجسده نحو المقاعد في الخلف واخرج عصاته ...
هلعت لما سيفعله ...امرها وهو يوميء لها على الباب ..." أنزلي ...بوريك شيء..."
:
:
راقبته وهو يترجل من السياره ويغلق الباب خلفه ...وقف ينتظرها ...اضطرت الى الاستجابه الى فعلته ..
أتجه لها وهو يمد يده لها ...." تعالي اوريك حلالك ..."
:
غضنت جبينها ....وهي تمد يدها اليه غير مستوعبه ..."أيش ..؟؟"
ابتسم وهو يجرها نحوه...." تعالي يالحضريه ..."
:
:
امتثلت لامره ...وهي تنظر الى المكان حولها بأستغراب ...للمره الاولى فعليا تكون في مكان كهذا وقد غطت جنبات الوادي الواسع جبال صماء عملاقه خلقت طلا ....أسموه بدو الحجاز ..." الفيه ..." وكانت افضل اوقات يومهم ...
واحجار الوادي بألوانها الملفته ...زرقاء رماديه وحتى بنفسجيه وحمراء ...أبتمت لا اراديا للرحاه في المكان ...
أشار لها على بنيان حجريه كانت قد تهدمت اطرافها ...." هذا بيت جدي بن شايق...هاذي ديرة اهلك ..."
:
أبتسمت وهي تتأمل البنيان غير مصدقه ..." جد ...؟؟"
تأمل اعجابها ...." أجل ...يالله خفي خيلنا نلحق الفيه فوق ..."
التفتت حولها ...." وين فوق ..."
حينها لم يتمالك ضحكته ...." والله لا اجيبك يوميا هنا يالحضريه لين تفهمين هرجنا ...فوق يعني شوي قدام ..."
:
:
أبتسمت بخجل لانتقاده ...ونسيت كم هي تكره نعتها بهذه الكلمه ...تبعت خطواته الواسعه المعتاده وهو يرفع ثوبه متخطيا الصخور الكبيره التي جلبها السيل لتعيق وصول السيارات وتدمر الخط للوصول حيث وجهته ...
:
:
تبعته بخطوات متعثره ....أمرها ...."خفي يابنت ولا اجي اشيلك ..."
نهرته ..."لحظه الطريق مره مقربع ..."
أبتسم لقولها ...وهو يتجه نحوها ...لف يده حول خصرها متجاهلا رفضها ..." خطوات قليله حتى كان في مكانه المنشود ....انزلها لتلامس قدميها الارض وقد اتسعت حدقتيها وتعلقت بما امامها ...من يصدق بأن هذه الارض المستويه برمالها الناعمه تقبع داخل هذا الوادي ...
لكن ما شدها أكثر هو ما توزع في المكان ....التفتت اليه وهي تبتعد عنه ..." أش هذا ...؟؟"
:
أبتسم لها وهو يقترب منها ويتأمل دهشتها اللذيذه ....." وش يعني حلال ...؟؟"
هزت رأسها بالنفي ...."يعني كيف حلال ..."
رد عليها بأبتسامه ساخره ..." كيف يعني ...؟؟ حلال ...زمل ...وش يقولون الحضر ؟؟...جمال؟؟"
التفتت اليه وفي عيينها حماس الاطفال ...." مهاب تخوف كبيره ...." ضحكت وهي تلتفت حولها ..."حقت مين ...؟؟ كثيره مره ..."
اقترب منها وهو يقف خلفها ...." نصها لي و نصها لك ...هاذي لي بس ...حقت جدي وعمامي ولا ترضا فيها ..." ..
التفتت اليه مستغربه وغير مصدقه ...." نصها ليا ...بس هاذي كثيره ...لا ما ابغاها اش اسوي فيها حرام تموت ..."
:
ضحك لقولها ....غير مصدقا برائتها ...." انا جايب لك سمكة حوض ..ولا نياق ...لها رعيانها وعمالها و شبكها ..انتي مالك الا حقها ...وترضين عليها تطلين عليها عصريه ..وبس..."
:
اقتربت منه أكثر ....حتى التصق ظهرها بصدرها وقد اقتربت منها أحد تلك الكائنات الضخمه ...أبتسم وهو يمد يده لها بأعتياديه ليمررها على رقبتها الطويله الضخمه ....
همست له بخوف...." مهاب خلاص مشيها..كولها هش ..اي حاجه تخوف ..."
أبتسم وهو يتجاهل طلبها ...اخذ يدها ومررها على رقبة تلك الواقفه بوجوم وفخر الاعرابي ...." أجل هش ها ....مربي لي بس انا ...."
:
مررت اطراف اناملها بخوف حيث ترك يدها ....تأملته بشرود ...." أول مره اشوفها في حياتي ..."
حاوط خصرها بذراعه المتحكمه وهو يقبل خدها ...." عاد صار حلالك ...وبتشوفينه كل مده ...وبتتعودين عليه ..."
:
التفتت حوله ....بينما هي راقبت تلك تبتعد عنهم ...
" تصدقين ..."
التفتت الى نبرته الصادقه ..تسمعها للمره الاولى ....أكمل وهو يتأمل عناك الجبال حوله ...." لفيت البلدان ...وخرجت ..ورحت كل مكان ...ماعندي اغلى على قلبي من هذا المكان ..ارتاح فيه .."
:
تأملت ملامحه قبل قوله ولازالت حدقتيه متعلقه في الغرق بالمكان ....همست وهي تقترب منه ...." يحق لك ...."
:
أبستم لقولها وهو يعود ادراجه ويمد يده ..."أيوا اظهري البدويه اللي بداخلك ..."
ابتسمت لقوله ..وهي تمد يدها له ...." سمعت من ابوي كثير ..بس اللي نسيته ...واللي اشوفه لاول مره ..."
:
همس وهو يساعدها في خطواتها ...." الله يرحمه ....عاد ان شاء الله ما نجي مره ثانيه الا وانا مصلح الخط ....السيل خربه وانا انشغلت عنه ...يصير تسوقين براحتك ..."
التفتت اليه وقد اتسعت حدقتيها لقوله ...." نعم اسوق ...؟؟"
ابتسم لهلعها ...."ايوا تسوقين وش فيها ديرتك وارضك ..الله ماشفتي جدتي قوت وحنا صغار تسوق الوايت تجيب الماء للحلال .شيء ....تحسبين جدي يحبها من قليل ...نصره تسوق ...عماتي كلهم يسوقون وبناتهم بس مو في بدر عشان لا جدي يقصهم ...لا هنا في الديره ...."
:
:
هزت رأسها بالنفي ...معرضه ..." يسوقوا هما الله يستر عليهم انا مو زيهم ..."
:
تأملها بحدقتين لم تفهمها ...." أبد مو زيهم ...انتي اصلا من في يشابهك ..."
أبتسمت بخجل لأخر قوله ...الا انها محت هذه الملامح سراعا وحل محلها الاعتياديه ودفنت كل مشاعر وليده جميله داخلها ...لا تريد ان تنسى خوفها و هروبها ...حتى لاتبكي يوما لقد اكتفت من البكاء ...
:
:
تأملت اناملها بين كفه السمراء المتحكمه ...هل ستتبعه حتى النهايه ...لا تريد ان تؤمن به ...سيخذلها حتما يوما ما ...
:
صعدت السياره بجانبه وهي تغمض عينيها تعلم انه ينتظرها يوم طويل وشاق...تشعر بثقل كبير يتكون فوق صدرها بعد علمها بزواج نصره ..ستتركها وحيده حقا ...
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
رمت بجسدها بجانبها فوق السرير بتعب ...ضربتها تلك تثنيها ...."بشويش توها في نامت ..."
:
عارضتها قربى ..." كيف تنومينها العصر بعدين قولي اف سهرتني ..."
ايدتها نصره ...." ادري بس حرام من الصبح في السوق تعبت ..."
اخرجت قربى هاتفها من جيب بنطلونها ...." قلت لك ارسليهم الشقه مع الشغاله واخوك مارضيتي ...."
تأملت شاشه هاتفها بحزن ...." حبيبتي ميمي وحشتني ...روح عمتها ...كان نفسي اجيبها .."
حزنت نصره لحالها ...." البنت ذي مسكينه ...تحزني لمن تجي مكان مع امها تشوفينها مبسوطه محد قدها ...دقيقتين وترجع تنغلق على نفسها ..."
تنهدت قربى ....بكل ماتحمله في قلبها اتجاه الصغيره ...." آه ياشيخه خليها على ربك ..."
ابتسمت نصره بحزن وهي تغطي ابنتها ..." ونعم بالله ...خلصت مشاويرك لليوم ولا باقي "
:
هزت قربى رأسها بالنفي ..." أكيد لا ...حجزت فستان في بوتيك وبروح اشوفه بعد المغرب ..ونرجع السوق اذا في وقت نتسوق شوي نتعشا ونرجع ...وترى مو علي ها شايفه انك ماشريتي كثير ..."
:
ابتسمت نصره لها متهربه ...."خير ..والله اشتريت اللي ناقصني ..وبعدين لبسك ذا ما ينفع لي ...ولا لحالتي .."
عاتبتها قربى ...بمبدئها القديم .." انا البسه لنفسي يا اخي ...خليك انيقه بعين نفسك لا تلبسينه لأحد ..."
عارضتها نصره ...." مره لاتحاولين كل مين انيق بعين نفسه بطريقته لك طريقتك ولي طريقتي ....قربى ..." قالتها وهي تتأمل نظرات تلك ...."قربى ...من ايش تهربين ..قولي لي انا ادرى الناس فيك بعد اهداء الله يرحمها ..."
:
أبتسمت لها قربى بحزن وقد اكتضت الاحاديث بحدقتيها الرماديه التي تعلقت بالفراغ ....همست ..." من كل شيء...اريد اهرب حتى من حالي ...خليها على ربج..." غيرت الموضوع وهي ترفع هاتفها لتطلب رقم اميمه ...." يوه نسيت اكلم اميمه ...خليني اشوف وضع جليله ..."
:
تفهمتها نصره وهي تبتسم بحزن وتراقبها تطلب رقم تلك ...تأملت احمرار جفنيها ..انها تمنع بكاءها كما عرفتها دوما ...
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
قضين ليلتهن بالامس لديها كعادتهن في غياب ابيهن ...لذا هو تناول وجبة الغداءهنا ومن بعدها قهوه العصر ...
كانت تجلس معه وابنتيه في نفس المكان وقد غرق بمجلسهم بالنقاش حول يوم الزفاف الموعود والاستعداد له ..وهو بالكاد بادلهم أي كلمه ...محتفظا بهدوءه المرعب ...
:
حينها رن هاتف اميمه ...ابتسمت وهي تنظر الى الاسم ....ردت ...وبعد السلام والسؤال عن الحال ...سألأتها قربى بأهتمام...." عمه اميمه انا في المدينه ....كلمي جليله لو تحتاج شيء ..أجيبه لها ....؟؟"
:
شاكره هي لمدى لطفها ...." لا ياعمري تسلمين ربي يسعدك اليوم نازلين جده ان شاء الله ....ودام ارتحنا من حوسة الفستان خلاص كل شيء هين ....أنتي محتاجه شيء ينقصك شيء..."
:
أجابتها قربى وهي تراقب نصره تترك الغرفه ...." لا جزاكم الله خير كل شيء تمام ...قبل انسى عمه كلمي جليله شوفوا اتفقوا الزفه كيف مين اول ..تبغى هي تسويها ولا انا اسويها مع حقتي مره وحده "
:
اجابتها اميمه بأهتمام للموضوع الذي غاب عن بالها ...." والله حبيبتي لسى موضوع الزفه ما تكلمنا فيه بس خلاص انا اتفق معاها واقول لك ولا ارسل لك رقمها واتفقي معاها ..."
:
لم تنتبه في خضم حديثها بالنظرات الناريه الرافضه التي القاها ذاك عليها من مكانه ...
:
انهت حديثها مع تلك وهي ترفع عينيها اليهم مبتسمه ....." ياحليلها قربى تسأل عن زفة جليله ..."توقفت متباطئه في قولها وهي تراقب نظرات ذاك وهي تحمل لها ما لايحمد عقباه ...
حينها اضاف ذاك ببرود ...." ماتنزف ...."
تبادلت النظرات المستهجنه مع نوف ....عارضتها ..."متعب الله يهديك كيف ما تنزف ...البنت مالها نفس تفرح ..وبعدين معازيمك يحضرون زواجك ويخرجون وهم ماشافوا عروستك ..أش يقولون عننا الناس ...؟؟"
لا زالت نظراته تلك تعلو محياه وهو يعيد قوله ببرود ..." انا قلت ماتنزف ..."
لن تجادله فهو بجملته هذه ينهي النقاش في الموضوع ...بل ان الموضوع نفسه منتهي و يفرض رأيه رغما عن أي رغبه ...
:
أخذت اميمه نفسا عميقا وهي غاضبه بداخلها على تصرفاته الغامضه ....وبدون رضا همست ..." على راحتك ..."
همست لدواخلها ...اهدئي يا اميمه بالامس كان يرفض موضوع الارتباط بمجمله ...ليفعل ما يشاء ...فقط لنسايره حتى تدخل جليله بيته حينها سيعي الفروق في حياته ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
أخرج هاتفه ليطلب من سائقه ان يقله من امام باب المشفى الواسع ...اعاد هاتفه الى جيبه وهو يرفع رأسه ويعدل من وضعيه وقوفه مستندا على عكازه ..بعض الايام يشعر بأعياء في مشاويره الطويله طفيف فيضطر لان يأخذ عكازه ..غضن جبينه ..لم يتوقع ان يراه هنا ..يعرفه جيدا ...فمن الرجل الذي يجهل هذه الهامه الملفته ..وهل يغيب صخر العمران عن ذهن رجل يقدر الرجال ومعادنهم ...
:
أستوقفه مستغربا ..." أبو رباح ...."
التفتت ذاك الى مصدر الصوت ..مستغربا لكنة ابناء منطقته التي تنادي بأسمه ...تأمل الرجل الذي يقف مبتسما ينظر اليه ..والسواد سيطر على هندامه المرتب ..يعرفه ..يعرفه من اين يعرفه ....
ياه متى كانت اخر مره رأها كان يرقد على سرير المشفى هيكل عظمي بالكاد يستجيب للأطباء وهاهو اليوم ...انه اضخم حتى من قبل ما اعتاد ان يكون قبل الحادث المأساوي ذاك ...
انه شاعر قبيلته ....وابنها المنسي الذي افتخرت به المجالس يوما ما ...مثله هو اعتزل حياة دياره الاجتماعيه ...أقترب منه وهو يتبادل معاه التحيه ...وكم هو فخور بتواجده هنا بين غربته وقد استمد منه ولو قليل من طابع وطنه البعيد ..." أبو يوسف ...كيف حالك يا رجال ..طمنا عنك ..علومك اخبارك ..بشرني كيفها دنياك ...؟"
أبتسم له صياف ...وهو يتأمل ذاك الذي لم تثنيه الدنيا واحتفظ بشبابه ...." الحممد لله اببشرك بخير و ..والامور ط طيبه ...ننحمد الله .."
:
ربت على كتفه ..وهو يتظاهر بتجاهل التأتاه في صوته التي لم يعهدها من فصاحته مسبقا ..." الحمد لله على كل حال ...ماشاء الله الله يديمها عليك صحه وعافيه ..تغيرت علي يارجال ما عرفتك ..."
أبتسم ذاك له بوديه ...." و و ننعم بالله ...اي اي والله ننحمد الله الل اللي انعم علي ببالصحه و والعافيه .. الا الا طمني عـ عسى مـ ماشر ليه متواجد هنا ...ما أخبر في شغلك مستشفيات ...؟"
لاحظ صخر التأتاه التي لاتغلب كل حديثه بل تداهمه فجأه بين جمله ..اجابه متشبثا بأمله ...
بينما راقب صياف الايمان يعلوا محياه وهو يشير الى باب المشفى خلفه ...." والله الولد حولوه هالشهر لواشنطن ....المانيا خلص علاجه فيها وان شاء ان هنا نلقى له علاج بأمر الله ..."
:
تذكر صياف اضغاث احاديث قد سمع بها عن مرض ابنه المزمن ...." و و نعم بالله ..ممعافى بأذن الله ...و و ليس الامر على الله بعسير ..الله ييشفيه و ييخليه لك ويبلغك ففيه اعلى المراتب ..."
:
هز ذاك رأسه بالايجاب مقتنعا ببلاءه ...." امر الله كله خير ..."
حينها اضاف صياف وهو يراقب سائقه يقترب ...." ييأ ابو رباح ...تترى لك وولد عم ...هنا ..لاينقصك شيء..."
:
شكر ذاك مرؤته التي ليست بغريبه عليه ...." ماتقصر والله ورايتك بيضاء وفعولك سابقتك يا ابو يوسف ...نسلم عليك ..."
قالها وهو يتركه بعد ان تبادلوا السلام ....تنهد صياف وهو يستقل السياره سارحا ...يفهم هذا الايمان في عينيه لقد كان يوما في مكانه يحمل كل هذا الحزن والامل في قلبه على فلذة كبده ...ليكن الله في عونه ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
لقد مرت الايام القليله هذه سراعا ولم يتبقى عن موعد الزفاف سوى اربعة ايام ...
جلست في الصاله وهي تراقب قربى التي كانت تشير الى الاغراض وهي تهمس لذهنها بما في داخلها كي لا تنسى شيئا هنا ...
:
حملت ابنتها من على الارض ووضعتها في حجرها وهي تعيد تصفيف شعرها ....." قربى خلصتي ولا لسى هيا يابنتي خلينا ننزل بدر قبل تظلم الدنيا ...."
:
أبتسمت قربى لها وهي تأمر الخادمه بأن تنادي السائق لحمل امتعتهم ...." خلاص جاهزه البس عباتي بس ....اخوك وين ...عشان بأمر أأكد حجزي و جليله في الصالون ...."
:
اشارت لها خلفها ....." اوكي حاظر بس خفي ولا تنسين فستانك ماحسبنا يطلع في يومين بس ..."
ابتسمت قربى وهي تلتفت اليه ...." لا هذا انا بأنزله معاي ..." تعرف بأن فرحها سيكون اسطوري من ناحية المعازيم الذين سيتاوفدون لتلبية عزومه الشقيقين الاكثر شهره في قبيلتهم ..لن تظهر بمظهر البالية ثيابها لشده رفضها وحزنها ...لا ستمثل نفسها فقط لطالما اختارت ان تكون انيقه وملفته ...فقط من اجل نفسها ...لن تسمح لأحدهم بأنتقاد اناقتها من اجل ذاك العمران ....أين هو حتى ...؟؟ ليس من عادته ان يغيب عنها كل هذه المده بدون ان يظهر بموضوع يزرع الضجر ويأجج الغضب داخلها ....
:
:
نظرت نصره الى التماع شاشة هاتفها الذي يعكس اسم ذاك الذي احتفظت به منذ زمن بعيد به ...
غضنت جبينها وهي تقفل هاتفها ملقيه نظره على قربى التي همت بأرتداء عبائتها ...رابت يدها المرتجفه التي لازالت تمسك بهاتفها ...نصره ...ما كان هذا ...؟؟ ردة فعلك غريبه حقا ...يا الهي بت لا اعرف نفسي حقا ...مالذي يريده ...ومالذي يريده يانصره معد الذي تعرفينه واعتدتي عليه ...اعتاد ان يحادثك ولو في الاسبوع مره ليطمئن عليك ...
:
تاهت افكارها وسكتت وهي تراقب الفراق ....لقد اعتادت عائلتي ان تضعنا بمنظار العم وصغيرته ...الم يفكرا بيوما هكذا ...لما ...؟؟
لا اعرف أي انثى يحادثها ابن عمتها بهذه الاريحيه ..والكثافه ويحرص على مشاعرها اشد من اخيها حتى ...
ياه ...عائلتي حقا تغرق في كل الاغلاط التي تؤدي الى ما لايحمد عقباه ...مبرره ذلك ...بعادتانا وما كبرنا عليه ...وابن عمك ماهو الا اخيك حتى يختارك زوجة له ...وبرروا كل هذا ..."بأنتم أخوان دمكم واحد وماضر الاولين من قبلكم شيء...."
لقد تغير المجتمع اليوم ...لم يلاحظوا هذا ..لقد تغير كل شيء...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
راقبتها وهي تتأمل مابيدها في شرود ...لا تعلم حقا ما ستقوله لها ...لكن موعد الزفاف اقترب وهي لم تخبرها بما قرره ذاك ...
:
استرعت انتبهاها وهي تلتفت لنوف التي شاكرتها الاهتمام بما ستقوله ...." جليله ..."
رفعت تلك رأسها مبتسمه تمحي شرودها ...." نعم..."
أبتسمت لابتسماتها اللطيفه ...." جليله عادي لو ماتنزفين ....؟ " القت سؤالها وهي تراقب ردة فعلها بأهتمام كبير ...
هزت جليله كتفيها وكأن الموضوع لا يعينها ...أضافت اميمه مستغربه ردة فعلها ..."يعني عادي...لان متعب رافض تماما انك تنزفين ..."
:
نظرت اليها جليله تراقب حسرتها على قراره ....حقا لقد انقذتها بقولها هذا ..." عادي ..."
:
لم تعجب اميمه ردة فعلها البارده ...." يعني عادي عندك ماتنزفين في ليلة عمرك ...؟"
اضافت جليله مقتنعه ....." اكيد عايدي ...وانا كنت ادور طريقه اقول لك فيها انه ما ابغى انزف ..."
كانت اميمه ستعاتبها لولا ان قاطعتها جليله بأبتسامه تقنعها ......" اميمه ..لاتزعلين مني بس من جد انا ما ابغى انزف مو على شانه قال كذا ...بس هاذي رغبتي ..."
:
أبتسمت لها اميمه غير مقتنعه ...." اللي تشوفينه ..ما ايبس من راس متعب الا راسك ..."
:
تصنعت الابتسام لقول اميمه ..و دقات قلبها تكاد تفضح خوفها الذي يتعاظم كل يوم عما سبقه ..فهي تشعر بأعياء هذه الايام فهي بالكاد حتى نامت لساعات طوال هذه الايام الفائته ..ولا تذكر متى اخر مره اكلت ...غير منصته لعتاب اميمه لها عما يجدر بالعروس ان تحضى به من راحه كبيره واهتمام ...
:
لكن حقا اين هي من كل هذا ..؟؟ لا تعرف ..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
همت في ترتيب مشترياتها وهي تتخلص من بعض ما اقتنته في خزانتها منذ سنوات ...وقد سمحت لاميمه الصغيره التي لم تنساها للحظه...بمساعدتها وابداء رأيها فيما اشترته ...
:
لمست تغليف فستان تلك المخمل ...." عمه قربى عادي افتحه ..."
أبتمست لها قربى بحماس ...." أممم ...لاء ..بخليه مفاجأه ...أش رايك ..؟؟ ولا تبغين تشوفينه ..."
هزت الصغيره رأسها بالنفي مبتسمه ...." لا خليه مفاجأه أحلى ..."
:
التفتت وقد بهتت ملامحها للصوت الذي صرخ بأسمها خلفها ...." ميمي ...أنتي اش جابك هنا ...أخرجي اشوف ...بعض الناس ماحد يأمنهم ..." قالتها وهي تلقي نظره مستحقره على قربى ...في الواقع قربى تعرف بأن هنده بداخلها تعرف بأن قربى احرص منها حتى على ابنتها وهي من ربتها نسبيا في السنوات الفائته ...
:
راقبت قربى انسحاب الصغير المنكسر وهي تنتبذ اقصى طرف الباب الواسع هربا من بطش امها ..
القت تلك نظره بقرف على الغرفه ...." بنت الفقر ...الـ..." قالتها وهي تترك المكان خلفها ..
رفعت قربى حاجبها بسخط مشفقه عليها ...مثلها لن يتخلى ابدا عن جهله وعنصريته حتى لو وصل اعلى مناصب الدنيا ...
في الواقع هي في مزاج جيد للغايه هذه اليومان لن تنتزعه منه سلبيتها ابدا ....عمران بذاته لو واجهته اليوم لن يؤثر بها ..
:
:
تثأبت بكسل وهي ترد باب غرفتها ..أنها اكسل حتى من ان تقفله ...تمددت على السرير وهي تنزع قميصها الحرير الوردي ...متعبه لدرجه انها ستخلد الى النوم بالجينز والبدي الداخلي ...
أحتضنت وسادتها وهي تأن بتعب حتى قبل ان تخلد للنوم ...
لم تعلم كم المده التي قضتها في النوم ..انتفضت وهي تنظر الى ساعتها تشعر بأنها اغمضت عينيها للتو ..
لقد صلت المغرب قبل نومها بربع ساعه ...غضنت جبينها وهي تسمتع لأذان لا بد انه العشاء ..لم تنم حقا ...
غضنت جبينها وهي تنظر لاشعة الشمس التي تسللت خيوطها من بين الستائر ...جلست هلعه وهي تنظر الى ساعتها ...
ماذا انه اذان الظهر ...مررت يدها على محياها بتعب نادمه ...لقد اضاعت يوما كامل حقا ..
:
وقفت بتعب بالكاد تتبين موضع خطواتها ...بعدما صلت ..وتناولت رشفه من علبة العصير ...غضنت جبينها بتعب وهي تقف وتنزع رداء صلاتها ...
اتجهت الى خزانتها لتخرج ما ترتديه بعد استحمامها ...التفتت حولها وهي تغضن حاجبيها بأستغراب من الرائحه الكريهه التي كتمت داخل الخزانه ...
مدت يدها لتغليف فستانها المخمل الكحلي وقد صدرت الرائحه منه ...فتحت السحاب ..تاهت نظراتها امام ما تراه ...وقد تحول فستانها الى كتله رماد سوداء كريهة الرائحه ولم يتبقى منه سوى حدائد المشد الصدئه ...
:
وقفت تتأمله بصدمه وقد لوثت بقاياه الارض ...لا تصدق حقا ما حل به ...عرفت الفاعله جيدا ...تركت الغرفه متجهه الى غرفة تلك ...وهي لاتكاد تستوعب مافعلته ..
طرقت على باب غرفتها ...." هنده ...هنده ..اطلعي لي اشوف .."
خرجت تلك بعد حين مبتسمه بنصر طفولي وهي تتأفف منها ..." اف اش هاذي الريحه ...."
:
اغمضت قربى عينيها وهي تحاول كتم غضبها وحنقها فهذا ماتريده لكن حقا الوقت داهمها وكان هذا الفستان هو الوحيد الذي ارضى ذوقها .....فتحت عينيها وهي تسألها لتفهم هي اولا ماحدث ...." ليش حرقتي فستاني ....؟؟"
:
زمت تلك شفتيها وهي تلقي نظره على اظافرها بتغطرس مريض ...." ماعجبني ..بيئه زي صاحبته .."
كادت قربى ان تنزع هذه الملامح من على محياها ...." انتي مخك فيه شيء ...مريضه ...الفستان كلفني 9000 ...تحرقينه بأي حق ..؟؟"
رفعت تلك حاجبها بتكبر سقيم ....." بسسس....قلت لك وجه فقر ماصدقتيني..."
:
التفتت قربى حولها وهي حقا تريد ان تتمالك نفسها ...." هنده لاتحطين راسك براسي ...والله لا اردها لك اقوى ...دام انتي هذا عمرك وللان تمارسين العايب المراهقين هاذي ..انا كمان اعرف العب ..وعلى مستوى كلنا عارفين انك ماتقدرين ليه ..."
:
تأففت تلك بملل تصطنعه ...وهي لم ترى النتيجه المرجوه على قربى ...." اف ..اف انقلعي اتحممي بس نظفي حالك ...ولا حنيتي لاصلك اللي بين القمايم ..."
::
غضنت قربى جفنيها وهي تتوعدها بما ستلقى ....فقدت سيطرتها وقد على صوتها ...." ودين اللي خلقني ..يالسقيمه يالمسخ اني ما اسيبها لك ..."
كانت سترد عليها لولا وجومها وهي تنظر خلف قربى ..و في ثانيه فقط تحولت ملامحها لحمل وديع لا يكاد يؤذي زهره ...
شعرت بنفسها تبتعد عن تلك وهي في أوج تهديدها لها ....نظرت الى ذراعه التي حاوطت خصرها بتحكم وكأنه دميه ...رفعت رأسها له وهي تبعد نفسها عنه بسخط ....أشارت عليها ..." عقل ام عيالك ...لا والله يجيها مني اللي يعقلها ...مريضه مجنونه ...حرقت فستان زواجي ومبلغه مو قليل ...لو هي لذي الدرجه مبذره ومايهمها غيرها يتمنى الريال .."
:
غضن جبينه غير مستوعب ماتقوله وهو يلتفت لتلك ...التي بادلته ابتسامه صفراء ..وهي تنظر لقربى بعينين لن يفهم خوفها وعداءها سوى قربى ..." خلي البيئه هاذي تلعب بعيد عني ...انتي مين يعني عشان انا بنقهر منك ولا بحرق فستانك البشع هذا ...جايبته لي من مجمع الخياطين وتقولين تسعه الاف "
:
:
امال ذاك رأسه وقد رفع حاجبه ورسم ابتسامه ساخره منها وقد فضحت نفسها تماما ...حينها صرخت تلك به ..." انا مالي شغل ...وهاذي كذابه ..تسمع ..كذابه ..." قالتها وهي تنسل عائده لغرفتها خلفها مغلقه بابها بعنف ..وقد على صدى ادارتها للمفتاح بداخله المكان الهاديء ..
:
حسابها معه عسير حقا ..التفتت لتلك ..لم يراها منذ اسابيع ...هل افتقدها ..لا يعلم ..لكنه قلبه يجيبه قائلا لقد تجمع شوق صبابته ابد الدهر به حتى كاد ان يتوقف لرؤيتها ...
راقب الحزن في عينيها وهي تكتم دموعها ...عادت ادرجها وهي تغلق باب غرفتها خلفها بهدوء ..للمره الاولى يراها منهزمه امام هنده الطائشه ...
لا بد بأن الفستان هذا كان يعين لها الكثير ...لكن مصائب قوم عند قوم فوائد لولا طيش هذه الرعناء لما وجد مناسبه أكبر لتنفيذ ما خطط اليه ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
:
كانت تجلس في تحد غرف منزل اميمه الداخليه وهي تراقب النقاشه التي همت مندمجه برسم خطوط الحناء على انامل جليله السارحه ..
اين بخوت لقد كانت هنا للتو تخفف من هذا الهدوء عنها ...الذي لم يزيدها سوى تفكيرا وتشتتا ..
دخلت اميمه مبتسمه لتواجدها...." تستنين دورك يالعروسه ..."
ردت لها ابتسامه ساخره ..." اقولك فكيني الله يرحم والدينك شارده عن جدتي وعماتي هنا لايدرون عني لا يغصبوني عليه ...قربى وينها ..."
:
هزت اميمه كتفيها بقل علم وهي تجلس بجانبها ..." ما ادري عنها كلمتها الا وقافله معاها البنت مره قلت لها اش فيك قالت ماعليكي مني ...ومو جايه ...قلت لها طيب والحناء ...قالت يع ما ابغى ..."
ضحكت نصره لاخر قولها وهي تتخيل قربى الساخطه تقوله ..." حبيبتي شكل في شيء مزعلها بس اعرفها تحب الحناء لو ارسلتي لها النقاشه ما راح تقول لا ..."
:
أبتسمت لها اميمه ..." مين قالك ...دوبي رسلت لها وحده ...تلقينها ذحين خلاص على وصول ..."
لم تنهي اميمه حديثها حتى رن هاتف نصره بأسم تلك ...تركتها اميمه وهي تقترب من جليله التي كاد الملل ان يجهز عليها لتتبادل الحديث معها ...
:
سألتها عن حالها بعد السلام ببرود وهي تسألها ..." أنتي قلتي لعمه اميمه ترسل النقاشه...؟؟"
ضحكت نصره لقولها ...." لا والله هي رسلتها من راسها ....أشبه صوتك ..وليش ماجيتي ...؟؟"
عندها انفجرت تلك ...." بسبب المجنونه هاذي غسلت دولابي كله عشان تخف الريحه من الملابس ....تخيلي مامداني نمت صحيت الا لقيتها حارقه فستاني يانصره قهرتني ...والله اول مره انقهر في حياتي كذا ..."
:
اتسعت حدقتي نصره غير مصدقه وهي تسألها لتستوعب ..." نعم ...يعني هنده حرقت فستان زواجك ..."
التفتت اليها اميمه لوقع الخبر الغريب حينها اكملت قربى ...." رماد ..شفتي اش يعني رماد ...كويس اتصلتي ...كلمي لي وردة لو عندكم ترسل لي فستانها وانا بشوف لو اقدر اعدل عليه اعدله بنفسي ...."
حزنت نصره حقا وانتابها من غضب صديقتها جزء...." حاظر انا اكلمها وكمان ارسل لك فستان جوزيده طولكم واحد ....بس فخم شغل يدها هي وامها عاد عدلي اللي تقدرين عليه ..اف قهرتني ...الله يكافيها ..."
همست قربى تنهي المحادثه..." أجل انا اش اقول ... بسكر ذحين وباخلي النقاشه تسوي أي شيء ناعم مره مشغوله .."
:
ودعتها نصره الغير مستوعبه ومصدقه ما اقدمت عليه تلك ...غضنت اميمه جبينها بأستغراب ..."خير ...اللي سمعته صح ولا انا فاهمه غلط هنده حرقت فستان قربى ...؟"
:
هزت نصره رأسها بعدم استيعاب ...." تقول قربى ....مخي مو قادر يستوعب اشبها هاذي انجنت رسمي ..."
اضافت جليله مستعطفه ..." ياحبيتي الله يعينها ...طيب ما مداها تشتري جديد ...انا مو منزفه بس في فرق كبير بين مقساتنا ولا اعطيها فستاني وادبر حالي..."
أبتسمت نصره للطفها .." ياعمري ياجليله ماتقصرين ...مره مسكينه ما مداها تنزل المدينه تدور لها واحد ثاني ...انا ارسل لها اليوم بالكثير فساتين وردة وجوزيده وتشوف هي ..."
:
غرقن في حديثهن حول هذه المعضله التي واجهت قربى المسكينه ...
:
في صالة استقبال بيت اميمه ..جلست عنود بجانب اختها بملل وهي تراقب الحاضرين ...." اش ذا ...أكثر حفل حنا كئيب شفته في حياتي ..."
تأملت نوف الجمع الصغير الذي اقتصر عليهن والجده قوت ونصره وصديقات جليله من عملها في الجمعيه مؤخرا الاتي لا يبدين راضيات عن ارتباطها الكبير ...وقد اكتفوا بتملق الحضور ..ولم يفوتوا لحظه ساحنه للانتقاد ..." عادي ..الله يتمم لها على خير ...خاله اميمه عزمت الكل بس كانت عارفه حركاتهم النص كم ...حنا جوزيده جو غصبن عنهم ..لكن ذحين بيجون لجليله ولا لقربى .. ماتعرفين اهل ابوك انتي ..."
:
التفتت عنود حولها بملل ...." كيف ما اعرفهم ...احسن ناس منغلقين هم ...وينها بخوت سلمت واختفت ..."
نظرت نوف حولها بأستغراب ..." ما ادري ..حتى عمه قربى ما جات ..زمان عنها ..والله حنا مقصرات في حقها ..."
كشرت لها نوف بعدم رضا ...." وع تذكري هنده وتنسد نفسك ...لنا حق ما نزورها كثير الا ماتمرك هذيك بثقل دمها ..."
نهرتها نوف ...." عيب لا تتكلمين عليها كذا ...حبيبتي عمه قربى الله يكون في عونها حتى عمي عمران يوم موجود وشهر مختفي ..."
:
يبدو بأن الكلام لم يعجب عنود وهي تتجاهل اول قول اختها وتراقب الحضور بملل كبير ...
نهرتها اختها وهي تهمس لها من بين اسنانها ...." بنت ..اجلسي عدل ..اش هالنظرات ...؟"
:
تأففت وهي تفعل ما امرتها اختها بصدر غير رحب ....
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
:
مرت بغرفة اميمه الصغيره بعدما اوصدت باب غرفتها خلفها ...كانت تلك قد تعلقت عينيها بجاهزها في يدها ...
لم تدخل الغرفه وهي تسألها مبتسمه ...." ميمي ..النقاشه جات ماتبغين تتحنين ..."
:
هزت تلك رأسها بالنفي وهي لم ترف رأسها لها حتى ...تفهمت قربى ما لم بهذه الصغيره لابد بأنها تعرضت لنوبات غضب امها وتوبيخها الجائره التي لا تتذكرها ها سوى ان ارادات ان تفرغ ما بداخلها ...في حاله اخرى كانت قربى ستبتعد عن الصغيره لتكفيها من بطش امها ...لكن حينها من يكون لها ...خصوصا بأن أمها تعرفها فقط عندما تريد ان تعرفها ..وتهلمها بقية الوقت ...
همست لها قربى لترضيها ...." اصلا مو حلو نقشها انا بس بأنقش عشان عمه اميمه ارسلتها ..."
رفعت تلك عينيها لتبتسم لقول عمتها التي تحاول ان تقلل الامر في عينيها حتى لاتحزن ...
ابتسمت لها قربى وهي تتأمل الشبه الكبير بتلك الراحله ...." حبيبتي فدوه انا لمبسمك ..."
:
اغلقت الباب بهدوء خلفها وهي سارحه متجهه الى السلم ....تشعر بأنها نسيت من يكون حقا ..وفقط اهتمت للحظه بنفسها ..فهذا اليوم الذي تحلم به كل فتاه ..
:
لم تلبث النقاشه عندها وقت طويل ..أكتفت بنقش باطن كفيها وساقيها ..فهي لاتريد ان يضيع وقتها وهي تنتظر جفافه رغم عشقها له ..فهذا يكفي فهو بالكاد حتى سيبين ..
:
امرت الخادمه التي ارشدت الخادمه للخروج بأغلاق باب الصاله الصغيره عليها ...ولتحرص على ان لا يدخلها احد ...
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::
أخذ نفسا عميقا ولا زال نعسا ..نام بالامس للمره الاولى بهذا العمق ..حتى تغيرت ملامحه لشده الراحه وتأثر صوته ...
مرر يده على شعره الرطب وهو يرتبه ...ارتدى غترته ..اغدق من عودته القويه على اماكن نبضه ...
ارتدى ساعته ...حمل هاتفيه وخرج ...سيذهب الى المدينه من اليوم لازالت هناك الامور التي لم يتممها ...
:
تفقد غرفتي طفليه قبل ذهابه ..وهو يوصي ابنه بوقت قدومه وان ينتبه لأخته وعمته ...
نزل السلم ..راقب الخادمه تخرج من الصالون الصغير في القصى المنزل وبيدها ما جمعته من خلف الزياره القصيره للتو..
كان سيخرج لولا انه غير وجهته وهو يسألها عن من بالداخل ...أجابته بأقتضاب وهي تكمل طريقها ...
لا يعلم مالذي دفعه بالاتجاه الى الباب ...دفعه بهدوء ..توقف في مكانه متأملها ..وقد تبعثر شعرها حولها ..بقميصها القطني الوردي الطفولي وقد بدت عليه ملامح كثرة ارتدائها له ..
كانت تترك يدها بتعب متدليه خارج الاريكه لتجف الحناء في يديها ..لم يبتسم قلبه من قبل سوى هذه اللحظه ..أقترب منها وهو يغلق الباب خلفه بهدوء اكبر تحمله خطواته اليها ..
:
كان التعب واضح عليها في طريقة نومها العميقه ..يا للذة نومها الذي تبعثه ..لحظات سكونها هذه التي لا تشبه أي من ثوراتها ...
اقترب منها اكثر ...الهروب منك ياقربى لا يقارن وجع الاقتران بك ...كم كنت استهين بك يا أنثى حياتي..
النبذ في عينيك ..يقصى كل مابي في أخر ذرة بي ولا يطغى علي سوى تملكي الجائر بك ...وهل يشفي غليلي سوى تملكي هذا ..
مرر ظاهر انامله داخل باطن ساعدها ..راقبها وهي ترتجف وتبعد يديها ..يا أنانية عمران تتجسد في أنثى ..
بعد غد ياقربى ..بعد غد سنضع لكل هذا الوضع حدا ..لقد تعبت حقا من الهرب منك لينتهي المطاف بك ...حينها ياقربى لو لازلتي تنبذيني ..لو لم اعرف منك ما كان ..سامحيني يا صغيرتي مما ستواجهينه مني ...أنا ضعيف امامك ..أضعف من رماد في مهب ريح عاتيه ..وانا يا سيدتي اشرس ضعيف قد يواجهك ..
:
مال وهو يبعد شعرها عن جبينها ويقبله بسكينه وقد غرق برائحتها البارده ..وان غدا لناظره قريب يا وصيتي ...
:
خرج بنفس هدوءه ما ان اغلق الباب حتى فتحت حدقتيها على اتساعها وهي تراقب الغرفه الخاويه الا منها ...لقد كان حلما غريبا ...
هل بات من الرغبات التي ستطاردك حتى في احلامك ياقربى ...ماذا هل حتى النوم الان يكون تحت حكمه وسيطرته ...
نظرت الى الحناء التي بدأت تجف في يديها ..أعادت اغماض عينيها ..لتنام ..ستكون ايام متعبه ..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::

 
 

 

عرض البوم صور ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛  
قديم 20-09-16, 05:52 AM   المشاركة رقم: 1937
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241651
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1903

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أسمتني أمي قربى

 

# القسم الثالث .
ارتجفت في نومها ..فتحت عينيها هلعه استوعبت المكان حولها ...نفثت نفسا عميقا وهي تستوعب مكانها ..فلازال قلبها يحمل النفور من منزل عمتها ...وخوف خفي داخلها يتجدد كلما فتحت عيينها بأن يكون كل ما مرت به حلم ولازالت تختنق في بيت عمتها ...
:
وقفت بكسل و هي تراقب قشور الحناء على الارض ...نظرت الى باطن يدها لقد جفت منذ وقت طويل كم الساعه الان ...
أتجهت لدورة المياه القريبه لتزيلها ...أبتسمت للونها الاحمر في يدها وقد تركت عبقها في المكان ..
صعدت السلم بكسل وقد أظلم المنزل وتوقفت الحياه به لا بد بأن الوقت متأخر للغايه ...غضنت جبينها وهي توبخ نفسها على اليوم الذي ضاع في النوم ...فهي في الصباح ستتجه الى المدينه ..لكنها يبدو بأنها ستؤجل هذا الامر وتنزل يوم الزفاف الصباح ..وحتى الان لم تدبر فستان ليومها ..
دخلت غرفتها واغلقت الباب خلفها ...كانت ستتجه لدورة المياه لتتوضىء وتصلي مافاتها لولا انها التفت الى سريرها بأستغراب وهي تقترب منه ..متى كان هذا هنا ..
تأملت التغليف المخملي الفخم بأسم دور مصمم ازياء تركي شهير مذهب ..أبتسمت وقد ارتجف صدرها غير مصدقه ...
مررت باطن كفها على جنبات قميصها لتزيل الرطوبه منها ..وهي تمد يدها المرتجفه لتفتح السحاب ...
ابتسمت وهي تغضن جبينها لتبعد دموعها وتجلس بالقرب من سريرها على ركبيتها ...مدت يدها تخرجه ...كتمت شهقتها بأناملها ...تأملته في يدها ...يالفخامته ولونه السكري المطعم بالفضي...اتقانه ..كمه الطويل ..و كلاسيكيته ...ضحكت غير مصدقه وهي تقف ..وتفرده جيدا للتتأمله ...طوله ..والنقش الفخم على اطرافه الناعمه ...لمست قماشه التل الرقيق غير مصدقه وهي تلتفت حولها ...حقا من اين اتى ...؟
وضعته في مكانه وهي تفتح الصندوق على الارض ..شهقت وهي ترفع الكعب الفضي الفخم من صندوقه ...لقد رأته في موقع ازياء ما انه يكلف اكثر مما تستوعب ..
التفتت حولها غير مصدقه ...ماذا هل لي ام عرابه جلبت كل هذا الى هنا ...وقفت وهي تتفقد المكان حولها ...لفتتها العلبه الصغيره على سريرها ...تركت الحذاء واتجهت اليها ..تناولتها وهي تفتحها بأهتمام ..وجدت بداخلها دبله فضيه فخمه ..اغلقت العلبه مجددا ..وهي تمرر ابهامها على اسم دار الحلي هذه ..فتحتها غير مصدقه وهي تلمسها ..أنها الماس ..اخرجتها من علبتها لترتديها ...كانت وكأنها قد فصلت لها ...
رفعت الفستان مره اخرى وهي تريد ان تستوعب حلمها ..سقط كرت ما منه ...اعادته وهي تلتقط الكرت من على الارض جلست وهي تفتحه ..
غضنت جبينها ...من حسن حظها بأنها تقرأ الانجليزيه ..كان مصمم خصصيا بطلب السيد عمران العمران ...
اسنتدت رأسها على طرف سريرها وهي تعض شفتيها بحيره وهي تراقب الاسم المذهب داخل الكرت ...
مالذي يريده ...؟ الا تكفيه حيرتي ...الا تكفيه ..اني متعبه حقا ..اريد ان ارتاح يوما واحدا فقط ..اريد ان اكون طبيعيه ..دون التفكير به وبتواجده الجائر في حياتي ومخيلتي ..
الضعف بدأ يتسرب حقا لدواخلي منه ...انه الرجل الوحيد في حياتي الذي حقق لي كل هذا ..من هو ...؟ اريد ان اعرف كي ارتاح ...كي افهم كل ما بداخلي..
هل يريد أن يشعرني بأهتمامه ....أم يشعرني بالذل لحاجتي اليه لاظهر بالمظهر الائق امام معازيمه الاستقراطيين ...
مررت اناملها على الفستان ...أني مضطره لارتدائه ...فقط لاجل هذا ..تأملته ..انه حتى اجمل مما تخيلت نفسي به يوما ...
نفثت نفسا عميقا بأرتياح بعدما حلت هذه المعضله ..شكرا له ..ايا كان دافعه شكرا له ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
التفتت حولها لتتأكد من ليها لكل حاجيتها ...الساعه الان التساعه صباحا ..جيد حينها لن تضطر الى المكوث في الشقه ...فقد اقنعت رافد الصغير بأنها تريد الذهاب اليوم لانها لازالت تستعد هنا ..
:
خرجت من باب غرفتها ....وقد خلى المنزل والطابق الا منها ...لمحت باب غرفة هنده مفتوح ...رفعت حاجبها وقد لمعت في ذهنها فكره ليست بهينه ...
تعرف جيدا بأن هنده ستحاول ان تخرب عليها هذا اليوم بشتى الطرق ...وايضا لتنتقم لفستانها ...تسللت بهدوء لباب غرفتها ...اطلت منه كانت تلك منشغله بحديثها في هاتفها وكانت كما تتوقع تكيل اليها الشتائم والوعيد ...
ابتسمت قربى بخبث وهي تسحب المفتاح بهدء ...وقفت امام الباب ...تنتظر خروج تلك التي كانت متجهه نحوها ...
ما ان فتحت تلك الباب تهم بخروج حتى صدمت بوقوف قربى امامها مبتسمه بأنتصار ...استغربت فعلتها ...
بدون ان تستوعب كانت قربى قد دفعتها داخل الغرفه ...واغلقت الباب بخفه واقفلته ...تعرف خبثها وخبايها جيدا لن تترك مفتاح اخر لها مع احد اخر ...
سمعت صراخها المزعج من الداخل وهي تحاول فتح الباب ..وتكيل لها ابشع الشتائم والوعيد ...
نظرت الى المفتاح في يدها ..التفتت حولها ..رمته في سلة المحملات في ركن الطابق وهي تنزل السلم متجاهله وعيد تلك ...
الم تقول يوما بأن جناحها هو سكن مستقل ....اذا لن يضرها ان تعيش بداخله يوم هاديء دون الخروج ..تحتاج لوقتها الخاص حقا لتفكر جيدا ...
:
استقلت السياره بأبتسامه هادئه وهي تلتفت منتصره لسياره سائقها الذي ينتظرها ...هذه الحمقاء المتعجرفه انها حتى لا تركب مع ابناءها نفس السياره ..
حسنا لا يوجد هناك انسان كامل ....ولو كنت اسعى اليه ..فهذه الهنده تحتاج الي حقا في العاقبه الاخلاقيه لافعالها التي ادمت قلبي بها مسبقا منذ لحظة دخولها المنزل ..حتى وفاة اهداء ...
:
واليوم يومي لن اغامر به لطيبتي ....مهلا من قال اني طيبه ...لقد ولدت في مقبره انا شؤم ان نسيت هذا ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
لقد بدأ الازعاج يتسرب اليها داخل هذه القاعه الفخمه الواسعه ...لكنها تجاهلت كل هذا وهي ساجده ..وقد بللت دموعها السجاده ..متناسيه توصية المزينه لها بعدم البكاء ..
ارتجف صدرها وهي في اخر سجده لها من صلاة العشاء ..دعت الله من كل قلبها وحزنها وماضيها ...أن يخفف عنها هذه الليله ويهديء قلبها للهدوء..ويفتح عليها باب للخير والتوفيق من هذا الارتباط ...وبالرحمه لوالديها ..وبأنها ظلمت نفسها حقا بالاعتراض وهاهي اليوم راضيه عن كل ماقسمه الله لها ...
:
:
رفعت رأسها وانهت صلاتها ..وهي تشعر براحه كبيره تسري اليها وبرودة يستكن بها قلبها ..دخلت قربى حينها المكان ومعها خادمتين ...
اغلقت الباب حلفها وهي تأمر الخادمه بأستعجال ...." طلعي فستان ميمي ..بس طلعيه انا البسها ..."
ابتمت جليله لجمال قربى الغريب كان مخيف في اول مره قابلتها ولكنه الان يبدو أهدأ بعد ان فهمته ...التفتت اليها قربى مبتسمه ...." جليله ...أعذريني ما انتبهت لك عسى بس ماقطعنا صلاتك ...؟"
وقفت جليله وهي تفتح طرحتها بهدوء حتى لا تبعثر شعرها ...." لا ياعمري خذي راحتش سلمت خلاص..."
تبادلن بعدها السلام و المباركه ..وكل منهن في دواخلها الخوف والوحده تتعاظم ..
أبتسمت لها قربى وهي تراقب شعرها الاسود الطويل التي سرحته بطرقه تركته مفرود على طوله ..." ماشاء الله عليك تجرأتي تتركيه مفتوح ...انا فستاني ما ينفع افرده ..."
:
ابتسمت جليله بخجل وهي تعدله فوق كتفها ولازالت ترتدي التيشرت القطني و الجينز ...." قلت كذا اريح ..ما احب المه ...بشري دبرتي فستان ..."
ردت عليها قربى براحه ..." طالع حلو ما شاء الله ..الله يحفظك ...أيوا الحمد لله دبرته ..."
راقبت قربى وهي تتحرك في الغرفه بكل ثقه ولا يبدوا بأنها تفكر في يومها هذا ابدا ...وهي تهم بمساعدة ابنة زوجها حسبما عرفت في ارتداء ملابسها وترتيب هندامها ..
قد تكون غريبه كما سمعت كثيرا من عائلتهم الكبيره التي احتكيت بهم مكرهه ..لكنها قد عاشت معاهم لفتره طويله وتعرفهم جيدا بل حتى انها تعرف زوجها فهو من رباها ..حالتي لاتقارن بها ابدا ..أتمنى ان احصل على ثقتها وقتها هذه ..لليوم فقط ..
:
التفتت اليها قربى مبتسمه وهي تسألها ..."جليله تبغيني اساعدك تلبسي فستانك ...؟؟"
احمرت خديها خجلا وقد ايقضها سؤالها من سرحانها ...." لا تسلمين ..مايحتاج ذحين اقوم البسه ..."
:
دخلت الغرفه الملحقه بالمكان وهي تغلقها خلفها ...تنفست بهدوء وهي تهديء نفسها ارتدت فستانها ..حذائها ...واغدقت من عطرها الورد الخفيف ..اتجهت للعلبه التي تركتها فوق المنضده ..فتحتها للمره الاولى اليوم كانت تهرب من فتحها لانها ستؤجج مواجع الاسئله السرمديه داخلها ...
تأملت طقم الذهب الفخم داخله ..نفثت نفسا عميقا هي ترتديه امام المرآه بصعوبه ..
عدلت العقد الثقيل على عنقها وهي تعدل وضعه ...رفعت جيب الفستان الواسع الذي فضح صدرها ...
جلبت خصلات من شعرها تستر به مافضح..تناولت الطرحه من الخزانه ..وهي تضعها لنفسها فهي خفيفه ولاتحتاج الى تثبيت ...تأكدت من وضعها ومدى ثبوتها ..اعتدلت بوقوفها امام المرآه ..
أبتسمت تمنع شهقة بكاءها ليتك كنتي هنا يا امي هذه اللحظه ...لتري كم بت جميله ..لتريني في اليوم الذي لطالما تخيلتيه ودعيتي لي به ..لأرى الفرج ومن بعده الحياه بعيدا عن بطش ابي ...لكن يا امي انا لا اعرف ما سألقى ...الحيره تكاد تفتتني يا امي ..
سمعت صوت اميمه في الخارج ...ابتعدت عن المرآه متجهه الى الباب ..فتحت الباب لتغرق في مدح تلك وثناءها و تحصينها ...
:
في الغرفه الاخرى كانت تلك تقف امام المرآه سارحه وهي لازالت تحمل فستانها في يدها ...
تأملت انعكاسه في يدها ..لما انا اخاف من وضعك على جسدي ...لما اراك قيد ..قيد وثيق وعصي ومكروه ..بوضعك على جسدي بأنقيادي للنهايه في كل هذا اليوم المزدحم ماذا سألقى ...؟ الراحه .....؟ قل لي ..؟ انا وحيده جدا لدرجه بأني ارتجي من قطعه قماش اجابه ..
انا منبوذه ..منسيه ومهمشه ...وفوق هذا متمسكه بالحياه ..واستغل كل لحظه تمر بها لأعيش ...
رفعت رأسها للتأمل نفسها ..انها اليوم جميله للغايه ..انها اميره في عيني نفسها ..تأملت اتساع حدقتيها الرماديه ..لم انساك ..ان نسيتك سأنسى من انا ..سأنسى ماجعل مني قربى ..انا من كنيتني بأسم لم تنطقه الامهات قبلا ...أنا شؤمك ..حزنك ..أنا ليالي بكاءك الطويله ..
لو احتفظتي بي يا امي .. لو استمريتي بقسوتك تلك ...اليست قسوتك يا امي احن من الايام واخف ..القسوه منك مبرره وقسوة الايام جائره يا امي ..
لو كنتي هنا يا امي.. بل لو كنت معك يا امي ..هل شعرت بكل هذه الوحده والنبذ الان ..
لو ما اعتدت غضبي وحنقي هذا ..لو لم تزرعي بداخلي نفوري وخوفي منك... لهفتي واغترابي ....لو لم تتركي ملامحك فوقي ..لكان هذا اهون يا امي ياترى ....؟؟
نفثت نفسا عميقا تخرج به كل هذه السلبيه وتعود قربى القويه الواثقه ..فهي لم يرى حزنها يوما سوى المرآه ..
:
ارتدت الفستان ..واكتفت بدبلتها ..وخلخال فخم كانت قد اشترته في تسوقها الاخير ..
ثبتت الطرحه الناعمه اسفل تسريحتها بخفه ...تفقدت مكياجه الوردي الخفيف الذي لم يخفي بشرتها البرونزيه الملفته ...
رشت عطرها بكثافه وتفقدت هندامها للمره الاخيره فتحت الباب ..فكانت نصره تقف في منتصف المكان ..لم تكن معها في نفس صالون التجميل ...
لكنها ناعمه طاغيه بأنوثتها كالعاده وقد اكتفت بكحل وروج احمر قاتم مرتديه فستان اسود طويل بكم طويل بفتحه كتفين ونحر واسعه ...تغزلت بها قربى ..." اروح فدوه اني لهالجمال ...؟"
تجاهل المرآه التي كانت مرتديه عباءه استديوا تصوير شهير في المدينه بعدما القت عليها السلام من مكانها ....ضحكت نصره لقولها ..." الله يالعياره هو بعد جمالك اليوم جمال ...اش هالجمال منين جا هالفستان ..."قالتها وهي تقترب منها متفاجئه ومستغربه ...
همست قربى وهي تنظر لتلك خلفها ...." العريس المصون جابه لي ..."
رفعت نصره حاجبها بأعجاب ..." ياعيني ..ياعيني ...جابه يعني بعد ما حرقت زوجته الفستان ولا كيف ..."
هزت تلك رأسها بعدم اهتمام ...." ما اتوقع ...شكله من زمان ناويه ...ماعليك مني وحده تلبس يوم زواجها اسود ..."
اقتصرت نصره الموضوع وهي تغير موجة الحديث ...." قربى انتي حجزتي مصوره ..؟؟"
هزت قربها رأسها بالنفي مستغربه ..."لا ..."
أشارت على المرأه في ركن الصالون الصغير ..." طيب تقول انه جايه حجز بأسمك لان جليله ماحجزت ..."
اقتربت منها هامسه بأستغراب..." اميمه تقول متعب مارضى ..."
التفتت قربى ورائها بأستغرب عندها نطقت تلك ...." يا اختي انا اللي اعرفه عندنا حجز اليوم بأسم قربى ..الله يخليكم اتركوني اسوي شغلي ..ممكن تكون مفاجئه من شخص ثاني ..."
:
حينها تبادلن نظرات بمعنى كبير ...ضحكت نصره ..." زوجك ياخي ..اللي اخذه عمران العمران ماتشقى ...الله يخليكم لبعض ..."
حينها كانت وردة قد دخلت المكان وهي تتمنى ..." ليت باقي عيال العمران يتعلمون ويتسنعون ياختي ..."
تبادلت السلام والشوق والتبركيات مع قربى التي لم تراها منذ زمن طويل ...
التفتت الى نصره يبدو بأن حالها لم يعجبها تبادلت معها السلام وهي توجه حديثها لقربى ..." عاد اعذرينا يا قربى بالنسبه لنا هاذي عروستنا اليوم ..."
أبتسمت نصره ظاهرها الخجل وداخلها الضياع ..حينها غيرت قربى مسار الحديث وهي تنظر لصديقتها ..سائله وردة عن زواجها وحياتها في بدر..
:
:
في الجهه الاخرى في قاعة الرجال ..كان المكان مكتض بالمعازيم ..فأسمي العريسين لاتغيب ابدا عن اهل المنطقه ..
حتى معارفهم من المناطق الاخرى لم يغيبوا عن هذا اليوم الكبيره ..
صمت هاتفه الذي اصر برقم ما مزعجه وهو يرحب بضيوفه ..عدل بشته السكري فوق كتفه وهو يلتفت لاخيه ..
كان ذاك يقف بوجوم بأستقامه حاده وعينيه ترقب المكان كصقر ..وبادل معازيمه السلام دون ان تغيب عينيه عن القاعه ..
يالحياته الصعبه حقا حتى في يوم زفافه تسيطر عمليته وشخصيته عليه ...لقد نسي اخي نفسه وكل ماضيه ومطالبه في عمله القاسي هذا ...
:
بجانبه كان ذاك يقف يرحب بضيوفه ..وهو مدرك لكل ما يدور حوله ..حياته ليست بهينه بمنصبه هذا لا يأمن الغدر ولو للحظه في التجمعات وفي الهدوء ..
كان باردا بالكاد يلقي لمن بالداخل وسيلتقي بها بعد ساعه اهتمام ..ام يكون هذا الهروب من اللحظه الحاسمه ...؟؟
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
وقف بالقرب منها وهو يعدل غترته ..لازالت ترتدي معطف قميصها الحريري ..تقف امام المرآه وضع لمساتها الاخيره بأرتداء حليها ...
:
لقد عادت للتو من الصالوان التي كانت به مع نصره وبنات عماتها ..بينما كان هو في القاعه من المغرب وعاد ليخرجها ويأخذها للفندق ليبدل ملابسه ومن ثم للقصر ..
أمرها بلطف ..." جوزيده ..تأكدي ماتنسين لك شيء لان بنزل اسوي اخلاء ..."
ابتسمت له وهي تحاول اغلاق عقدها ..."حاظر.."
مد يده ليساعدها ..اغلقه بخفه ..راقب تأملها السارح له وهو ينهي فعلته ...قبل رقبتها مبتسما ..." هيا خفي خيلنا نخرج ...اخاف ما القى لي موقف عشان اقدر اخرج بدري ..اوديك بدر قبل ارجع المطار ..."
:
شعرت بأنها ثقيله حقا ...." يامهاب خلاص مو مهم ترجعني بدر ..ارجع مع جدتي ..."
هز رأسه بالنفي ...." انا ليش زوجك ...عشان اتركك ترجعي مع جدي وجدتي ..يمكن يبغون يأخذون راحتهم .."
قالها وهو يغمز لها بخفه مبتسما ....وهو يراقب اتساع حدقتيها واحمرار خديها خجلا " خلصينا ...بعدين ابغى اشع منك قبل اسافر ...ما ادري متى راجع ..."
:
انتابها الحزن لقوله ...لاتريد حقا ان يبتعد عنها ...مهلا بماذا تفسرين هذا ياجوزيده ..هل هذا تعلق ..لا ..كفي عن الحماقه ..
ابتعدت عنه وهي تتناول فستانها ...." ليش قطعت اجازتك ...؟"
أبتسم لها وهو يرفع رأسه من انشغاله بهاتفه ...." افهمها غيره هاذي ..." قالها وهو يراقب ردة فعلها ...لم تكن ما يرجو..
راقب برودها وهي تتجه لدورة المياه ...." سؤال بس .....لحظه واجهز ...؟؟"
راقب مكان اختفاءها بعدم رضا..الى متى هذا الخجل والهروب ..والحواجز ياجميلتي...لكن بيننا الايام كما وعدتك ..سأحاول بكل قوتي ان احميك واقنعك ...وكل يوم حبي لك داخل قلبي يتشعب ..
:
فُتح الباب ببطء ..اطلت من خلفه وهي تنظر الى موضع قدميها ..ابتسم لشده تفاجئه وتعلقه بمنظرها الخجل .." بتروحين الزواج كذا ...؟؟"
نظرت الى نفسها بخوف تبحث عن ثغره ...وهي تهمس ..." ايوه ليه ..؟"
يراها ترتدي هذا اللون للمره الأولى ..فستان احمر جريء حتى منتصف ساقيها واكمام طويله وفتحه صدر وكتفين واسعه ...
تلذذ بمحاولة ارضاءها له ....وهي تسأله بخوف ..." اغيره ؟؟"
مثل عدم الرضا ...." غيريه ..بس مو ذحين ..لارحنا بدر ..." قالها وهو يحبس ابتسامته ...
وبخته وهي بالكاد تتحمل توترها ..." سالاكـ..." =أحمق ..
اغمضت عينيها توبخ نفسها وهو يسألها مبتسما لنصره ..." ني ديدين جنم ..." =ماذا قلتي ياروحي ..
ارتدت عبائتها تفرغ توترها وهي تهمس اليه ..." هيا نمشي .."
أبتسم لها وهو يراضيها مقتربا منها يستحثها للخروج ...." بس طالعه قمر ...بنم جوزيده ..قوزال جوزيده .."
أبتسمت لقوله خجله ولم تخفي شوقها لامها بالجمله التي اعتادات مناداتها بها ..الى اين تأخذنا يا هذا الرجل ...



:
توقف الحفل قليلا ,,قد رحبا بضيوفهم لتناول وجبه العشاء ..ولا زالوا يستقبلون الحاضرين ...
بعد انتهاء وجبة العشاء واكتمال الحاضرين ..بدأت مراسم أخرى تنتهي بها معظم حفلات الزفاف في الحجاز لدى الرجال تمتد احيانا حتى الثالثه فجرا ..خلت القاع الواسعه الا كبار العائله وبعض الحضور وقد توجه الجمع الى الساحه الخارجه الكبيره المخصصه لمثل هذه التقاليد ...
التفتت الى اخيه الذي انشغل بحديث ما مع عمه صلاح ..لحظات حتى دوى صوت البارود من الاسحله وتسللت رائحه احتراقه للمكان ..وضج المكان بترديد الاهازيج الشعبيه ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
انعزلت في غرفتها التي لم يمرها بها سوى نصرة واميمه ..بينما ضجت غرفة جليله بصديقاتها في عملها الاخير ...
:
امتثلت لامر المصورة وهي سارحه على مضض ..حينها عاتبتها المصوره..." ياعروستنا ..ماشاء الله عليك قمر اعطينا ابتسامه حلوه كذا ..."
لاحظت المصورة رغم انها عروسة لم يمر عليها بجمالها من قبل سوى قليل لكن ايضا لم يمر بها عروس بهذه الوحده ...
اخذت نفسا عميقا وهي تفضي توترها وقد تسللت الى مسامعها اصوات الطرب بالخارج ....
فتحت اميمه الباب مبتسمه ...اتجهت الى قربى وهي تمر بالمصوره لتهمس لها في اذنها بقول ما ...
نظرت اليها قربى بملل وهي تسدل يدها التي مسكت بها باقة وردها الحمراء الريانه ..." عمه اميمه فين ميمي ناديها تتصور ..."
ابتسمت لها اميمه وهي تهز رأسها لها بالايجاب متجاوزتها للباب خلفها المؤدي للخارج ....ادارت المفتاح داخله وفتحته التفتت اليها قربى مستفهمه ...
ارتجف صدرها وهي تراقب دخوله..لم تقوى على اخفاء رجفتها التي علتها فأهتزت كتفيها ..انها عاطفيه اليوم ..دمعت عينيها وهي تتأمل دخوله بكل هيبته ...شخصيته العصيه ..بكل رغبتها بأن ترتاح ويكون لها شريك حياه ...بكل املها بأن هذه المسرحيه التي تعيشها اليوم تنتهي براحه وهدوء ..
بادل خالته السلام والمباركه دون ان يرفع عينيه لها ....
رفع رأسه لها ..اقترب منها يتأملها ...لقد وصف شخصيتها فقط للمصمم لم يتوقع بأنها ستكون جميله لهذا الحد اليوم ..لقد باغتته رغبه جامعه غبيه اختفت في لحظتها يوما ما ...بأن قربى ستلبس الابيض له ...
:
عدل غترته ..وحركه معصمه ليعدل ساعته ..حينها لم تكتم شهقتها وهي تتأمل فعله ...لقد تذكرت يوم زفافه قبل سنوات طويله ...ارتجفت شفتيها ..حبستها بين اسنانها وهي تبعد نظرها عنه للمصوره ..
شعرت به يقترب منها ..وضع يده على كتفها وهو يقبل جبينها ..بدون ان تعي لنفسها وضعت يدها على صدره ..وهي تغمض عينيها لتغرق بهالته التي احاطتها ورائحة عودته التي احتلت المكان ..همس لها ..." مبروك ..."
قالها وهو يبتعد عنها ..نظرت الى اميمه والمصوره حولها في المكان ..مدت يدها لكفه الايسر تناولتها بين انامها وهي تقبلها ..." الله يبارك فيك ..."
تعلقت حدقتيه بفعلها ...صغيرته ..جميلته ...وصيته ..حلمه ..الحمى والرغبه ونهاية الحلم الكسير ...تقف اليوم بين يديه له ...لأخر يوم في حياته هي له ..بصعوبتها ..بجمالها ..بغموضها ...بماضيها ..أنفتها ...ونفورها ...هي كلها له ..ولايقف بينمهما عائق سوى غرورهما وتكبرهما ...اعرف الكره في عينيك ..وافهم النفور في جسدك ...لكن فوق كل هذا أقسم في هذه اللحظه ...لن يحلو لأبن أدم على وجه الارض وصلك ..ثغرك ..وحتى ذكر اسمك ..مادمت حيا ..تمنى لو ان يتلاشى كل مابينهما والماضي ..ليقفان اليوم كثنائي يتطلع لحياة جديده مستقره وطبيعيه ...
:
:
خرجت اميمه وهي تحيطهما بالدعاء والتبريكات بعدما استأذنت منهم وهي تنظر لشاشة هاتفها ..
رفعت عينيها اليه لا اراديا وهي للمره الاولى تتأمله بتخيلاتها تلك التي لم تعرفها سوى بعد ارتباطها به ..أبتسمت اليه ..أطال تأمله لها وهو لا يعرف كيف يفسر ابتسامتها المسالمه هذه ..
دون ان يعيان كان لا زال يحتفظ بأناملها داخل كفه ...رفعها الى شفتيه وهو يقبل باطنها بخفه ..ضحكت لفعلتها و قد ارتجفت تقاوم بكاءها ...لفت ساعديها حوله وهي تخفى ملامحها داخل اتساع صدره ..
استغرب فعلتها أهذه اول بودار استسلامها له ..شدد على احتضانها ..وهو يقبل رأسها ..
استغلت المصوره فعلتهم ..ارتجفت قربى وهي تبتعد عن صدره لتأثير سطوع ضوء الكاميرا في المكان حولهم ...
ابتعدت عنه وهي تضع يدها على شفتيها تكتم ضحكتها خجله وهي تنظر الى عينيه التي راقبتها بتوهان ..استغلت المصوره الموقف مره اخرى ..
حينها ابتسم ذاك لبرائتها و اهتراء حصونها التي عهدها ..مد يدها وهو يعدل الخصلات على جبينها ...حينها ازعجهما رنين هاتفه ..
اصرت عليه قربى برقي ذوقها ...." رد امكن احد يبغاك ضروري ...."
ابتسمت وهي تتأمله يخرجه ويبتعد ...حسنا ليكن ماكان تريده ..حقا تريده من كل قلبها ورغبتها ..انها حتى لاتعرف نفسها ولاتعرفه اليوم وتشعر بفرحه عامره تغمرها ..وتكاد تمحي كل حزن قد مر بها يوما ما ...
:
مرت دقيقتين ..اغلق هاتفه وهو يلتفت اليها ..كان يرفع حاجبه بعدم اقتناع ...اقترب منها ..حينها امرتها المصوره بأن تقترب منه اكثر ..اشار بيده الى المصوره ان لحظه ...
التفتت اليها يسألها هامسا ...." صح انتي قفلتي الباب على هنده .."
راقب تبدل ملامحها الوديعه وهي ترفع حاجبهأ بأستهجان وثقه ..." أيوا .."
كان سيتخطى الامر لولا ان نرفزه اسلوب ملامحها وردها الواثق ..." وتقولينها كذا عادي ..."
نظرت قربى الى فتحتة صدرها وهي تعدلها ببرود وترد عليه هامسه ...." دين ورديته لها .."
استغربت المصوره همسهم ...توقفت عن فعلها وهي تراقبهم ..
سألها بأستهزاء ساخط .." هذا عشان حرقت فستانك ...توقعت عقلك اكبر من كذا ..."
اجابته بأستهزاء اكبر ..." لا عقلي مو اكبر من كذا ...ومو عشان فستاني ...قلت لك دين ورديته لها ..."
أستغرب قولها وهو يسألها ...." أي دين واي خرابيط ...أش بينكم انتوا الثنتين ..."
كان سيتحدث لولا انها قاطعته ....وبأمل في صوتها الغاضب المرتجف "اللي بيننا بيننا.... نسمي بالرحمن ونرجع زي ما كنا طبيعين وننهي السالفه ...ومانخرب ليلة عمرنا ..ولا كيف ؟؟"
:
هز رأسه بالنفي وهو يبتعد عنها ...." اسرارك وافعالك الغير مبرره كل يوم تكثر ...انا اللي طبيعي انتي اللي غريبه ...وانتي اللي خربتي ليلتك بيدك ...اول ماتنزفين تركبين السياره وعلى بدر ....وبيننا هناك كلام ثاني .."
:
قالها وهو يخرج من الغرفه بأعصار لا يشبه هدوء دخوله ...دوى صوت اغلاق الباب المكان ..رمت باقة الورد من يدها بعنف لتفضي توترها بها ..جلست بعنف ..وهي تهمس ..." كنه انا اللي بست يدك وقلت تزوجني ..."
:
كل هذا والمصوره تراقب غير مستوعبه كل ماحدث في اقل من ربع ساعه امامها ...
:
رفعت رأسها وهي تحاول ان تعود لطبيعتها بدخول نصره التي تبدلت ملامحها للغرفه وكأنها تهرب من شيء ما ...
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :
:
كان أخر الخارجين من غرفتها الجده قوت ...التي امطرتها بالدعاء والوصايا ..لقد خرج الكل لأقتراب موعد زفة العروس الاخرى ..
سمعت صوت اميمه خلف الباب ..أرتجف صدرها وهي تشدد من قبضتها فوق مسكة الورد الابيض في يدها ..
دخلت اميمه مبتسمه كعادتها ومن خلفها نوف التي كانت ترتدي عبائتها وتضع طرعتها على كتفيها وبيدها هاتفها ...
ضاعت بنظراتها بينهن ...أمرتها اميمه بلطف .." جليله حبيبتي ..خلاص جاهزه متعب بيمشي .." قالتها وهي تشير للباب المقفل وراء جليله ..
التفتت جليله ورائها وهي بالكاد تستوعب قولها ..كانت تنتظر دخله وبالكاد قد حملتها ساقيها وشعرت بذوبان فخذيها ..اذا هذه هي لحظه المواجهه ..
اعادت نظرها لاميمه التي مدتها بعبائتها ..تناولتها منها ببرود وشرود وهي تراقب نوف التي همت بحزم حاجيات جليله المهمه من الغرفه في حقيبة يدها ..
أبتسمت لها اميمه بهدوء توضح لها ..." يستناكي برى في السياره ...عجلي ياعمري وراكم طريق لبدر .."
حينها تذمرت نوف التي همت بأغلاق حقيبة جليله بعد ان وضعت هاتفها بها ..." ياربي من ابوي يعني اش فيها الفنادق ..؟"
عارضتها اميمه وهي تساعد جليله المسلوبه في ارتداء عبائتها ...." تعرفين ابوك ما ينام في مكان غريب..خلصينا ..."
التفتت الى جليله مبتسمه بحب وهي تلقي نظره على نوف التي ارتدت حجابها وهمت بفتح الباب ...." حبيبتي جليله ..اغراضك رتبتها لك هناك زي ما وصفت لك ...ناقصك شي ..تبغين شيء .."
هزت جليله رأسها بالنفي وهي تقاوم دمعتها ..وبلا مقدمات رمت بجسدها داخل حضن اميمه ...احاطتها اميمه بذراعيها وهي تتفهم كل ما تمر به ..هذه الانثى اللطيفه التي داهمت حياتها ..انها ارق وابسط من كل تعقيدات نبذها والخوف منها ومن ماضيها الغامض ...
قبلت خدها وهي تبعدها عن صدرها ..." حبيبتي ..ربي يبارك لك ويسعدك ياعمري ...هيا البسي رجالك يستناكي برى ..اخر شيء نبغاه نتأخر عليه ..." قالت جملتها الاخيره وهي تبتسم وتمحي دموع تلك التي استدلت طريقها فوق وجنتيها ....
لفت حجابها وهي تستمع لصوت نوف خلفها وهي تنبهها ..." اهو ابوي جاء ..."
ارتجفت يديها وهي تحمل نقابها في يدها ..لا مفر يا جليله ..وكأن لك خيار ...او أي ملجيء سواه ..
ابتسمت تخفي توترها بين دموعها لأميمه وهي ترتدي نقابها ...وضعت طرف طرحتها السوداء فوقه لتغطي فتحة عينيها الواسعه ....
نهتها اميمه عن فعلها ..." اكشفي يابنتي ماحولك أحد ..كذا كيف بتشوفين طريقك ..."
عارضتها جليله ...." لا ..تمام .." قالتها وهي تغطي فستانها بعبائتها الواسعه وترفعه عن الارض ..
نظرت الى الباب الذي اتاح لها رؤية مقدمة سيارته الفخمه اياها ..لقد حملها اليها ذاك اليوم المشؤوم ..وها هي الحياة تدور بها لتعود اليها بوضع اخر ..لكنها ايضا به مجبوره مسيره ومقيده ..
أخذت نفسا عميقا وهي تجمع كل ثقه قد مرت بها يوما ما متقدمه للخروج ..توقف رجليها وخانتها ..وقد تعلقت عينيها به ...
كان يقف خارج السياره ولا زال ممسكا الباب بيده وهو يهمس لأبنته بحديث ما ..رفعت ابنته رأسها وهي ترمق جليله بأبتسامه ...هزت رأسها لها بالايجاب وهي تبتعد عنه بعدما قبلت يده ..
:
تركته متجهه الى جليله لتساعدها على ركوب السياره ..ارتجف صدرها وهي تبعد نظرتها عنه بمجرد ان التفت اليها معتدلا بوقوفه للعودة للجلوس على كرسيه ..
بينما رمقها هو بنظرته البارده الحارقه تلك ..بالفراغ القاتل داخلها ..ساعدتها نوف على ماتوقفت عن فعله ..وقد دفعها خجلها من نوف الى اجبارها على الحركه لاتعرف كيف وجدت نفسها جالسه بجانبها ..ما ان اغلقت نوف الباب حتى تحركت السياره ..
قاومت رجفتها الى انها طغت على جسدها وهي تود ان تترجل وتعود مع اميمه الى شقتها وينتهي كل هذا ..
اعتدلت في جلوسها ..ولازال الارتجاف الجارف يجتاحها دون رحمه ..اغمضت عينيها ..وهي تمني نفسها بالاستيقاض من هذا الحلم الغير مفسر ...
فتحت عينيها وكانت لازالت في مكانها وقد انكسرت اضواء الشارع الصفراء على متن السياره امامها المها بطنها للذكرى التي جلبتها هذه الرؤيه لها ..
التفتت بهدوء للكائن بجانبها ..تأملت يده السمراء فوق المقود ..والثوب الابيض الذي اشتد فوق ضخامة جذعه المخيفه ..وقد فضح تقسيم جسده الرياضي القوي ..رفعت عينيها لملامحه ..
للمره الاولى يسمح لها خوفها واتضاح ملامحه ان تعرف ملامحه ..ارتجف صدرها وهي تبعد عينيها لمجرد ان التفت لها ..الانعدام في عينيه أضاع كل منحى وسامه في ملامحه البدويه الحاده ...سماره ..الشعرات الرماديه التي غزت عوارضه ..لاتدري هل هي الاضاءه ام انها اول مره تتأمل عينيه من هذا القرب ..لونها غريب ..أسود ام عسلي فاتح لا تعلم لكنها مرعبه للغايه ..و رأت بها رجل بلا أقدار لا يزرع بها سوى الخوف ..والعقد ..والضياع ..
:
بينما كان رجلنا الغريب ذاك في الجانب الاخر بالكاد تحرك شعور داخله ...لازال كل هذا مبكرا على كل شعور ...وهل هو رجل يمتك هذا ...الشعور ...؟؟ لقد هجر كل هذا من قبل ان يصبح رجل حتى ...
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :
:
تناولت باقتها من على الارض وهي تبعد نظراته عنها لتخبئها ...فموعد الرحيل واللقاء قد اقترب .. وبعد ساعات ستكون فيبلد أخر لم تزره يوما ..وبيت تضن بأنها كانت تعرف صاحبه ..
أغمضت عينيها وهي تخرج مشهد وداع اخوانها وابيها وجدها لها اليوم ...وقد هربت من اللقاء بأعمامها ..
مدت الباقه وهي تعدلها لقربى وهي تتصنع الابتسام لها ...." تجهزي ..خلاص كذا دقايق وتشتغل الزفه ..."
:
أبتسمت لها قربى وهي تأخذ الباقه منها وتجرها لحضنها ...همست لها .." حبيبتي انتي ..الله يوفقك ..بفقدك يانصره ... انتي واهداء مره وحده تتركوني ..ارحموني شوي .."
أبتعدت نصره عنها لترى وجهها وهي تقاوم دموعها ...عاتبتها ..." قربى حبيبتي لاتقولين لي كذا ..انا لك العمر كله ..أخت واكثر من اخت ..لكن يشهد على الله ياقربى الظروف اقوى و حدتني..واوعدك بنتقابل كل مالقيت فرصه ..بدايه جديده ..؟؟"
قالتها برجاء وهي تراقب عيني قربى لترى الامل فيها ...أبتسمت قربى على مضض وهي تهز رأسها بالايجاب ...." بدايه جديده ..."
أبتسمت لها نصره وهي تثني هذا الشعور ...." طالعه قمر ...هيا بسم الله ..بتأكد تطلعين واروح اجلس مكاني واتفرج على رواقه .."
أبتسمت قلبها لقولها بتوتر ...." المفروض انتي اليوم تنزفين على هالجمال ..."
ضحكت نصره تثنيها وهي تعدل خصلات شعر قربى على جبينها ..قبل اطلع تبغين شيء ..؟"
هزت قربى لها رأسها بالايجاب وهي تأخذ نفسا عميقا تبعد توترها ..." اعطيني الروج والعطر ....نصره الاجواء كيف ..؟؟ " قالتها مستفهمه عما ستواجه ...
أبتسمت نصره وهي تناولها ماطلبت ...." فخمه ..الاجواء فخمه ..وزحمه ..معارف زوجك عبوا المكان غير العيله ماغاب أحد منها ..."
أبتسمت جليله بسخريه ...وبوجع داخلي تخفيه وهي تمرر أحمر الشفاه على شفتيها ..." أكيد مو على شاني ..."
اليست هي بأنسان ...اليس يجن الانسان الى رحمه وصلته بأسمه في هذه الدنيا ..وهاهي في اهم ايام حياتها تكون وحيده ...ليس لها من الدنيا سوى نفسها ..
أبتسمت لها نصره بحزن ....وهي تراقبها تغدق من رشات عطرها حولها ..." كلنا اهلك يا قربى .."
التفتت قربى لها مبتسمه وهي تتناول باقة الورد بعدما مررت يديها على فستانها لتعدله فوق جسدها ..." الله لا يحرمني منك .."
قبلت نصره خدها وهي تهم بالخروج ..." ولا منك ...هيا ياعروستنا ..استودعتك الله ..."
نبهتها قربى والحزن في صوتها ..." امانه لاتمشين وانتي ماسلمتي علي ..."
هزت نصره رأسها بالايجاب مبتسمه وهي تحثها على الاستعجال ....أخذت قربى نفسا عميقا وهي تراقب خروجها ...التفتت الى المصوره ...." نخرج ..."
:
قالتها وهي تستمع لاول نغمات زفتها الكلاسيكيه الهادئه ...امتثلت لأمرها المصوره وهي تخرج قبلها ...
صعدت الدرج داخل غرفتها المخصص لخروجها على الممر داخل القاعه ...قبل خروجها بلحظات ...التفتت خلفها ...فلم يكن سوى درجات الممر الخاليه ..تأملتها بتمعن وبداخلها صوت يصرخ بها ...."أقسم بأن اليوم سيكون أخر ايام وحدتي ...." .."أقسم بأنني سأعيش راضيه وسأبني عائله كبيره وسعيده ...وسأترك كل هذا النبذ خلفي ..."
:
:
بدلت ملامح الحزن فوق محياها ...وهي تستبدلها بأبتسامه واثقه و ترفع أحد حاجبيها و تخطو اول خطواتها كزوجه له امام هذا الجمع الكبير ...لطالما محت ملامح حزنها في اصعب ايامها ليس هذا بعصي عليها في اهم ايام حياتها ..ولو انها ضحت بهذا اليوم واقنعت نفسها بنبذه لصالح اهداء ...لكنه أتى ..وهاهي تقف به وحيده دون تؤامها ..وسعادتها ..وهي التي وعدتها بأنها هي من ستزفها لشريك حياتها في يوم قريب ...
همست " الله يرحمك يا اهداء ليتك هنا اليوم ..."
:
وقفت كعادة أي عروس ...رفعت عينيها وهي تراقب من حولها ..كان الصمت والوجوم سيد الموقف ..ولم تخفى عنها ملامح الحقد والاستحقار ابدا ..فمن يعرف من هي بادلها بهذه النظرات اما من يجلها فقد بهت بغرابه ملامحها ..كانت كدميه ذهبيه فعلا ..
وصلت الى المنصه ..وكانت خاليه ..انتهت زفتها ارتجفت تخفي القهر الذي خلفه حزنها داخلها ..وقد خلى المكان حولها واكتفى الجمع بمراقبتها ..التفتت لصوت اميمه بالقرب منها ..عندها ابتسمت بين رجفتها لأميمه وهي تحتضنها وقد امطرتها تلك بقبلاتها دعائها ومباركتها..لحظات حتى صعدت نصره المنصه وهي تساعد جدتها قوت ..ابنتي متعب ..وابنة عمران ..اتعست ابتسامتها وهي تحاول اخفاء دموعها ..اذا هم عائلتي ..
اكتضت المنصه بعائلة العمران ومعارفهم ....لكن ........لم يمد احدهم يده الى قربى بل اجتمعوا حول نصره وهم يودعونها ويباركون لها ..وانفردت قربى بمعازيم من طرف معارف ذاك خارج العائله ..وهم يثنون على اسم زوجها ويباركون لها دون ان يعرفون اسمها حتى ..
:
التفتت اليها نصره بين الجمع وهي تغضن لها جبينها بمعنى سامحيني ...هزت رأسها لها بالنفي مبتسمه أن لا بأس ...
راقبت نظرات جمع نساء عائلة زوجها حوله نصره المستغربه ...التفتت الى حيث نظرهم ..ضنت بأنهم معارفه ...كانت سيده كبيره في العمر سمراء ..وقوره و مريحه للنظر ..وخلفها شابات في مختلف اعمارهم ...
أقتربت من قربى وهي تبارك لها وتحيطها بدعائها ...قبلت قربى رأسها ويدها لا اراديا ...حينها نطقت تلك بحب..." والله يابنتي من ينبع جايين لك ..ولانضيع لك واجب ..والله فرحنا يوم شفنا الكرت ..وحلفت اني لا احضر واجيب معاي كل بناتي ..ابوك الله يرحمه يصير ولد عمتي ..وما لي من اهل ابوي غيره الله يرحمه ...أنا خالتك ام منصور .."
أبتسمت قربى غير مصدقه وهي تقبل يدها مجددا ... وتنظر الى بناتها خلفها بفرحه كبيره ...انها ترتبط بأبيها بطريقه ما ..انها تعرفه ..وتعرف اسمه ..ربما قابلته يوما ما ...و دمها من دم جدتي ...." الله يحيك ياخالتي..الله يحيك ..تعبتكم ..مو قادرهاصدق لقيت لجدتي اهل .."
ابتسمت لها بحنان الام وهي تقبل خدها ..وتثني على ابيها وجدتها ...عرفتها ببناتها الخمسه ..تحدثت اخرهن وهي تثني على قربى ..." امي اصرت علينا الا نحضر فرح قريبتها ..حضرنا بس ماتوقعنا هالجمال ربي يحفظك ويتمم لك على خير ..."
ابتسمت لها قربى بخجل ولاتكاد الفرحه تسع صدرها ..." حبيبتي الله يسلمك ..."
ابتعدت قليلا لتترك مجال لتلك ..." اجلسي خالتي ....ارتاحي ..."
عندها عارضتها تلك ..." لا يابنتي خلاص مشايه ...ورانا طريق ..."
أبتسمت لطريقه حديثها البدويه التي تشبه لهجة ابيها .." الله يخليكم اجلسوا ...شوي بس ..امشوا الصباح ليش مستعجلين ...اجلسوا معاي انتوا اهلي .."
بادلتها اكبرهن الابتسام ياللطفها انها حقا اميره .." حبيبتي الله يرفع قدرك..لكن دوام اخوي مانقدر ..وان شاء الله نتقبال في الافراح دايم .."
هزت قربى رأسها بالايجاب وقد انساها حماسها من حولها ..." لاتقطعون الله يخليكم ...اعطوني ارقامكم .."
نظرت خلفهم أشارت بحماس للصغيره ..." ميمي تعالي شوفي اهل ابوي .."
دون ان تلاحظ بأن الجميع كان يراقبهم ....اتت الصغيره خجله وهي تبادلهم السلام ...أبتسمت وهي تشير اليها ...." هاذي اميمه بنت عمران ...زوجي .."
أشارت الى عنود ...." عنود هاتي جوالك وتعالي ..."
اقتربت عنود مبتسمه و هي تبادلهم السلام ...أشارت اليها وهي تعرفهم بحماس فهي اليوم قد عادت طفله ...." هاذي عنود بنت عمي ...اعطوها ارقامكم ..."
راقبت الاستغراب في اعينهم ...ابتسمت تتدارك قولها ..." بنت متعب اخو زجي..."
لم تفتها ابتسامات حزينه توزعت على ثغورهن وهن يبادلن تلك التحيه ....ودعتهن على مضض فهي لم تصدق وجودهم حتى الان بعدما عرفتهم على نصره واميمه ...وقد انساها لقاءهم كل ما مر بها اليوم ...
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
انه هاديء دوما ...لكن اليوم بالذات هو ليس على عادته ..وقد رافق هدوءه شرود غريب ..
تأمل الفراغ والهدوء امامه وقد خلت القاعه نسبيا الا من اهل الزفاف الذين ينتظرون انتهاء حفل زفاف النساء ...
قبل يومان ..كان يوم حفل زفافه للرجال فقط في الدوحه ...لقد طاله نقد كبير لما لا يقيم حفل للنساء ايضا...لكن له اسبابه التي هو لا يعرفها ..لم يقصر ابناء خواله معاه ..
لم يتحدث مع جده حتى الان ...لكنه بالكاد قرأ من نظراته ذاك اليوم كلمه واحده ..وقد كان صديق عمره صلاح بن شايق العمران يجلس بجانبه ذاك اليوم الكبير ...
يحتاج حقا ليراها اليوم لتنطفئ هذه النيران كلها في صدره ...من غدا ..من غدا ستكون كلها لها ..ولن يحارب نفسه ابدا ...لكن ماله ..لايشعر بالفرح ...ما به يراقب النوافذ يشعر بالرياح قريبه ..
جلس ذاك بجانبه مبتسما ..التفت اليه يقاوم ابتسامته وهو ليس بمزاجه ..." أش عنده العريس ..؟؟"
:
رفع معد حاجبه بملل ..." فايق انت ..من يوم ما تزوجت وانت صاير رايق وغثيث وين مهاب المنفس رده لنا ..."
أبتسم ذاك بمغزى وهو يتأمل صديقه ..." اتريق اتريق مصيرك تحن ..واخيرا معد...جورج كلوني الدوحه تزوج ...مدري احس بطعم نصر غريب ..."
ابعد معد نظراته عنه وهو ليس بمزاجه ...." دق على زوجتك سريها ...سافر ..شوف شغلك مافي غيري يبتلش فيك .."
وضع مهاب يده على كتفه وهو ينهي مزاحه ...." ابو عبد العزيز ..لا اوصيك تراك اخذت شيختنا ..يشهد علي الله اني من قرحتي ماني مصدق ..فراقها صعب بس معليش راحت لبيت الشيخ ..."
أبتسم له معد ..كم يحب هذا الفخر بالحديث عنها في عيون رجالها ..." افا عليك ..نصره شيخه علي قبل الناس كلها ...ما اتوصى عليها ..."
أبتسم له ذاك وكل عينيه رضا وفخر ..." الله يوفقكم ....متى رحلتكم ..؟"
أجابه معد بعمليه ...." اربعه ونص الفجر ..."
نظر مهاب الى ساعته التي تشير الى الثانيه صباحا ..." قدامكم السلامه ..دوبك تصل المطار ..خليني اكلم نصره اعجلها .."
نهاه معد ..." اتركها على راحتها ..."
ابتسم ذاك له وهو يرفع هاتفه ..." يارجال وش بعد اثنين .."
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
ردت على هاتفها بعدما خلت الغرفه سوى منها ومن بناتها ..قربى و ابنة عمران ...وقد همت قربى بجمع اغراضهم وهي تحث الخادمه على الاسراع ...لاتريد ان تأتي اميمه او احدهم وهي تكون امامها وتعرف بأنها لن ترحل مع ذاك كأي عروس اخرى ..
:
أغلقت هاتفها وهي تأمر خادمة جدتها بهدوء يخفي الكثير ..." مونا ...خرجي حقيبة السفر الكبيره حقتي وحقت البنات برى عند الباب الخارجي ..تلقين معد يأخذها منك ..."
:
التفتت قربى لقولها وهي تعتدل واقفه تخفي حزنها بأبتسامه ..." خارجه ..؟"
أبتسمت لها نصره بشرود وهي تعدل بنطلونها وقد نزعت فستانها وزينتها للتو ...بدلت فساتين ابنتيها بملابس مريحه ..." شكله كذا ...وانتي ..؟؟"
ألتفتت قربى للخادمه التي خرجت لترتب الاغراض في سياره السائق التي وقفت بالقرب من الباب خلفها ..." ألم اغراضنا بس ..."
:
ارتدت الاثنتين عبائتهن ...تأكدن من خلو الغرفه من حاجياتهن ...التفتت قربى من مكانها للسياره الواضحه وقد انتظرها الكل داخلها ..
بدون ان تتبادلا أي قول ...أكتفتا بحضن طويل يلخص كل الفقد والغياب الذي سيعانيانه ...غير الحياه المجهوله القادمه ..
أبتسمت نصره بين دموعها لقربى التي ودعتها قبل اخر لحظه من ركوبها للسياره ...
محت دموعها وهي تستحث ابنتيها النعستين للحركه .." هيا مشينا يا ماما ..." ارتدت نقابها ..وحملت حقيبتها عدلت حقيبتي ابنتيها على ظهورهن ...يبدو بأن في الصغيره لاتنوي ان تتحرك خطوه ..
حملتها بخفه وقد دفنت الصغيره رأسها في رقبة امها ...تريد الخروج قبل ان تودعها جدتها مره اخرى ...تريد ان تقاوم كل هذا ..
مدت يدها لابنتها الكبرى وهي تخرج و تقفل الباب خلفها واجهتها خادمة جدتها اعطتها المفتاح ..مايريحها بأنها اوصت جوزيده جيدا على جدها وجدتها ومهاب ..تلك الرقيقه لن تقصر ابدا ..
مرت بين جموع الحضور المتبقين في انتظار سيارتهم وصالة العشاء ..دون ان يعرفها أحد ..وقفت امام باب القصر وهي تلتفت حولها اين يكون ...؟؟
لمحت عمتها علياء وامتنان يقفون بالقرب منها ...كشرت لا اراديا وهي تستحث ابنتها لنزول السلم القصير ..
ترائت لها سياره مهاب بين الزحام ..كان ذاك يقف بالقرب منها وهو يحدثه ...تنهدت لرؤيته لاتعلم لماذا ..اتجهت اليهم ..
رفع رأسه وهو يحدث مهاب ..توقف عن الحديث وهو يتأمل اقترابها ..تعلقت عينيه بها ..هاهي ..نهاية يومي المثاليه ..اقترب منها ..وقد اخفت توترها خلف نقابها ..مد يده لها وهو يأخذ ابنتها من حضنها ..لم تعارضه وهي تتركه يأخذها ..ابتعدت بجذعها للخلف تتفادى قربه ..
همست له بالسلام ...رده لها بأبتسامه هادئه ..وهو يمد يده لطيف التي تعلقت بها بكسل ..
ما ان لمح اخيها اقترابها حتى ترجل ليلقي عليها التحيه قبل رحيلها..
أبتسمت بحزن وهي تقترب منه ..تشتاق اليه منذ الان ..تناول يديها يقبلها ومن ثم قبل جبينها ..مررت يدها على خده وهي تتناول يده وتقبلها..." حبيب أختك ...عمري انت ..زورني هاه لاتنساني ...مهاب لا اوصيك ...خف شوي ...علشانك ياحبيبي مو على عشان احد ثاني "
:
أبتسم لها وهو يهز رأسه لها بالايجاب ..مهما كان هناك الكثير يدور بداخله لاتفهمه سوى اخته لانها مرت بجزء منه معه ...انه رجل ولازال يحمله في صدره فكيف بها ارق الاناث..
اومأ لها برأسه ان انظري خلفك ...." معد يانصره ...معد .."
التفتت خلفها ...تاهت نظراتها في معد الذي وضع ابنتيها داخل السياره ..وكأنه اعتاد على هذا وكانت ابوته تطغى على كل الموقف ...
اعادت نظرها الى اخيها ولم تخفي الحيره في عينيها ...أبتسم لها بهدوء .." مع الايام يانصره بتعرفين ليش أصريت تاخذينه ..لا اوصيك عليه يانصره .."
نفثت نفسا عميقا وهي تعيرد نظراتها اليه ...همست ترتجي القوه .."أن شاء الله.."
قادها اخيها حتى السياره ..فتح لها الباب ..اعتدلت في جلوسها وقبل ان يغلقه أوصاهم ..." دقوا علي لا وصلتوا ..قدامكم السلامه.."
التفتت الى اخيها الذي اتجه الى سيارته مطئطئاً رأسه ..ارتجف صدرها وقد ابتعدوا عنه ..نظرت الى ابنتيها في المقعده الخلفيه ..نفثت نفسا متقطعها ومرتجفا تقاوم بكائها لم تتوقع بأن هذا سيكون صعب لدرجته هذه ..
سألها فنظرت اليه مطولا ...." على المطار ولا ناقصك شيء...؟؟"
أبعدت نظرها عنه ..وهي تهز رأسها بالنفي وترد هامسه ..." سلامتك .."
غضن حاجبيه وهو يركز على طريقه ..الا تعرفين يانصره بأني أشعر بك ..أشعر بك حتى أنسى مابداخلي ..حتى انسى من أنا ..
كانت هي في الطرف الاخر تحتضن كفيها وقد تاهت حدقتيها في سرحانها المشتت ..تمنت لو انها تعرف معد اليوم للمره الاولى و تتلاشى كل هذه الغرابه التي تحيطها وتقتحمها ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
وضع هاتفه على متن السياره الداخلي امامه وهو يلقى نظره على الباب ..يشتاق اليها ..لم يصدق او يتوقع يوما بأنه سيتعلق في أنثى بهذه الطريقه ..بأن الجمود بداخله سيتبدد ويحل محله كل هذا الشغف بها ..
كان قد اغلق منها للتو وعلم بأنها في طريقها اليه ..كان المكان قد خلى نسبيا من السيارات ..أبتسم وهو ينظر الى اقترابها ..ترجل من السياره متجها اليها ليفتح الباب لها ..
الا ان اوقفه صوت تباطئت خطواتها له..التفتت خلفه كانت قد اقتربت منه وهي تتصنع حديثها ..." ترضى يامهاب عمتك و ام زوجتك يجلسون للحين مامشوا تجت رحمة سواق مايدري وين الله حاطه .."
نظر الى جوزيده غير مستوعب ماتقوله تلك ...أقتربت وهي تأمر ابنتها ..." أركبي الحمد لله زوجك فك الازمه .."
أبتسمت تلك وهي ترمق جوزيده بنظرتها المنتصره ..فتحت الباب بخفه وركبت ..أقتربت جوزيده من مهاب أشارت بيدها المرتجفه ...على الباب الذي فتحه مهاب .." اركبي ياعمه .."
رمقتها بنظرتها وهي تهم بالركوب ...اجابتها بأستصغار .."أكيد ..اجل لايكون تبغيني أركب ورى ..." أغلق الباب خلفها وهو يلعن مرؤته التي لن تطيق ان تترك هاتين الافعتين في الخارج لقد انشغل مع جوزيده وانسته الدنيا رغم وعيده للحمقا ابنتها ...
كانت تريد ان تترك المكان وتعود الى جدتها ...تشعر بالغربه و الوحده بينهم ..لو نست للحظه بأن مهاب ليس لها وحدها ..يعيد الواقع وكل ماحولها ليذكرها بأن هناك من كفتها اعلى وارجح ..ولها نصيب الاسد من مهاب ..
مد يده لها وهو يمنيها بأبتسامته الخفيفه بأن كل شيء على مايرام ..تلقفت يده بين اناملها ...أوصلها للباب خلفه فتحه لها ..ركبت ..لم تنتبه له ..كان قد رفع عبائتها عن الارض ليغلق الباب ..التفتت اليه غير مستوعبه فعلته ..أبتسم لها وهو يغمز لها بعينه ويغلق الباب..
خبئت عينيها بكفها تخفي ابتسامها الحزين ..سهل ممتنع انتي يارجلي ..رمقتها تلك بنظره تكاد ترديها قتيله ..
يالخبثها المتمسكن ..صنعت منه رجل أخر ..لكن انا لها لن تهنأ به لحظه بعد اليوم ..
:
همست بغنجها هل هو مصطنع هل هو طبعها لا احد يفرق ..." كيف حالك مهاب ..؟؟"
همس ذاك بأقتضاب وهو ينظر الى الطريق بعد طول صمت ..." الحمد لله .."
رمقت من بجانبها بنظره مستفزه وهي تحادثه ..." الحمد لله على السلامه ....آآ ..صح ..نسيت مارحت مكان .."
لم يرد عليها ..بينما التفتت جوزيده للجهه الاخرى ..يالها من تافهه ..هل يستوعب سطحيتها وغرورها ام انه رجل ينطلي عليه كل هذا ...
عندها أكملت امها الحديث ..." للحين مو مصدقه ..في عريس مايروح شهر عسل برى ..ومين مهاب ..."
تحدثت ابنتها بتشمت ..." محد يسافر برى برى بدون لايكون معاه احد يشجعه ..."قالتها وهي تلتفت لتلك التي لم تعرها اهتمام ...
أخذ نفسا عميقا ليجاري الحماقه حوله لينهيها ..." بنت عمي ما اشتهت السفر ..اللي يريحها يريحني ..بعدين هاذي خصوصيات الحديث فيها من أي شخص اخر مو مقبول .."
كادت ان تحرقه معها لرده ..." ماعمرها جربت السفر برى ولا ماتقول لا ..."
لم يرد عليها احد وساد الصمت السياره ..
شعرت بأن الطريق اطول من العاده ..لكن عندما ينتهي الطريق ببدر الانتماء تنتهي كل تساؤلات الصمت هذه في رأسها وتلجأ الى مكان تحبه للغايه ..تشعر به أبيها وكل عائلتها واسمها ..
أوقفهما اما بيتهما ...ترجلت عمته وهي تشكره ..." عقبال مانفرح بكم ياحبيبي ..تسلم .."
رفعت جوزيده رأسها من سرحانها وهي غير مستوعبه القول الاخير ولم يسمح لها مكانها برؤيه ردة فعله ترجلت تلك وهي تنظر اليه مبتسمه ...الا انها رمقتها بنظرتها الصاغره قبل ان تغلق الباب ..
نفثت نفسا عميقا بخروجهم ..أتجه ذاك الى موقف المنزل ..قبل ان يطفئ محرك السياره كانت تلك قد ترجلت من السياره دون ان تلتفت اليه ..
أتجهت للباب المؤدي لجزهم المستقل من المنزل ..فتحته ودخلت وتركت الباب خلفها مغلق ..نزعت عبائتها ورمتها دون ان تهتم لمكانها ..
كانت ستهم بنزع فستانها ..الا انها تباطئت في فعلها وهي تنظر لعبائتها على الارض ..هذا ماتريده منها امتنان بالتمام ..أن تكره نفسها وتستصغرها تماما كما عايشتها سنوات صعبه في المدرسه ..أن تنزع منها سعادتها البسيطه وثقتها ..
ان تدمر حياتها معه بيدها ..و بدل ان تجلبه لها وتجذبه تنفره منها ...فلا يرى سوى تلك ..ماذنب مهاب فعلا ...؟؟
ذنبه انه جمعهما ..ذنبه انها مرحله انتقائيه وراء الاهواء في حياته سينساها يوما ما ..وسيستقر بتلك ..من تربت معه وفي بيئته ..
لا ..لا ..ياجوزيده هنا داخل هذا المكان لا يوجد سواكي ..أنت ملكة كل شيء ..ومن ضمنها مهاب ..لتقصيها ..لتنساها ..لتتحدث هي ولتعملي انتي ..
:
أخذت نفسا عميقا وهي تعيد رفع عبائتها وتضعها في مكانها المخصص ..أتجهت الى دورة المياه وهي تستجمع قواها ..وتبعد السلبيه هذه ..أنه اخر يوم له معها وسيسافر ليغيب اسبوع ..
غسلت وجهها وجففته ... وقفت امام المرآه لتخفف وتعدل من زينتها ..اعادت وضع احمر الشفاه ..عطرها ..واغلقت سحاب فستانها ..
حينها كان هو قد دخل غرفة النوم وبيده حقائبهم ..كان يبدو شارد الذهن ..أبتسمت له على غير عادتها الجامده ..
وضع مابيده على الارض وهو يستقيم واقفا ليتأملها ...بادلها الابتسام ..انها معقده للغايه أكثر مما توقع ..او تصور ..
مررت يدها في شعرها لتعدل خصلاته وتبعدها عن جبينها ..أخذت نفسا عميقا وهي تتجه اليه ..مدت يدها لغترته لتنزعها ...أبتسم وهو يساعدها لفرق الطول بينهم ..
ابتسمت خجله لفعلته ..نسي كل شيء وهو يراقب خجلها مستمتعا ..فتحت اعلى زر في ياقه ثوبه ..مرر يده على رقبه بتعب ..مررت اناملها على نقوش حزام سلاحه الجلدي البدويه ..فتحته بصعوبه وهي تحرر كتفيه وعضلات صدره منه ..
وضعته على طرف التسريحه ..مدت يدها اليه تستحثه للحاق بها ..أبتسم بفضول وهو يستجيب لأمرها ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::
:
تشعر بأن رائحته التصقت بها ..بوجوده نسيت من هي وانعدم أي كيان قد بنته لنفسها ..وهذا شعور بشع للغايه ..ألتفتت الى الطريق المؤدي للجمعيه و شقتها ..أغمضت عيينها لتتجنب مشهد تجاوزه الطريق الذي أعتادت عليه ..
أخذت نفسا عميقا وهي تنفثه بهدوء شددت على اناملها التي تسابكت وهي تهمس ..." يارب.."
:
لما المكان يزداد بروده .. يا الهى لم تعد تستطيع كتم ارتجافها ..مد يده ففزعت في مكانها رغم بعده في السياره الواسعه ..استوعبت مايفعله بعدما اعاد يده على المقود ..كان قد أقفل نظام التكييف ...تباطئت السياره وهي تقترب من منزله ..نظرت الي يديها في حجرها لاتريد ان تبني أي ذكرى عن هذه اللحظه المخيفه ..داهم الهدوء المكان سوى من صوت الحصات اسفل محرك السياره الهادئ..
رمقته بنظرتها دون ان تلتفت وهو يترجل من السياره ..احتضنت يديها بتوتر ..اضطرب نفسها وصدرها هلعه وهي تشعر بالهواء الرطب الدافيء يداهمها ما ان فتح ذاك الباب وكان يقف امامه كجبل عظيم الهامه ..
فرغت توترها في طرف فستان الذي حاولت جمعه بذهن مشتت ويدين متعثره وما زادها توترا وشرودا كان وقوفه بالقرب منها يراقب حركتها بهدوء ..
لا تعلم كم استغرقت في فعلتها كانت تريده ان يبتعد لكن يبدو بأنها تهذي ..ترجلت من السياره وهي تستقيم واقفه ..لم تنتبه بأنها كانت متشبثه بساعده المشدوده وهو مازال ممسكا بالباب الذي فتحه لها ..أستوعبت الملمس أسفل يدها ..أبعدتها على مضض وقد عجزت قدميها عن حملها لشدة قربه منها ...
أبتعد عنها خطوه للوراء قد تكون خطوه له ..لكنها ميل شاسع من الهواء النقي لها ..أبتعدت عنه ..سمعت صوت اغلاق باب السياره خلفها ..لا اراديا التفتت الي باب الفناء الضخم الذي عاد للأنغلاق من تلقاء نفسه ..
لكن هذا لم يغفل الصقر الذي راقب كل ردات افعالها صغيرها قبل كبيرها ...رفعت نظرها له وهو يقترب منها كان رافع حاجبه بعدم اقتناع وهو يراقب فعلتها ..
أغمضت عينيها تريد شتم نفسها على جبنها هذا ..انه زوجها الان ..يجب ان تتجاوز شعور الرغبه بالهرب في وجوده ..
اذا كان هذا اول موقف صامت بيننا وهذه نظراته لي فماذا عن بقية الحياه ...ياربي كن بعوني ..أرشدني يارب للراحه والصواب ...
لم ترد أن تسبقه تشعر به يراقبها بطريقه خانقه ..تركته يتقدمها لكن كان الفارق صغير ..وما الباب الا خطوات معدودات في نظرها أتساع لانهاية له من شدة ملاحظته وغرابه نظراته ..
:
أدار المفتاح وهو يدفع الباب بهدوء ..كان المنزل مضاء واقرب لأستقبال العيد ..رائحة البخور والاضاءات الساطعه في كل ركن وسقف ..
عضت على شفتيها تمنع دموعها من اكمال طريقها ..حينها استوعبت بأنها كانت تبكي ..لاتعلم هل بكاء ام دموع تأبين صامته ترفض ان تكف عن الانهمار..
فتحت النقاب وهي ترجوا ان لا يبين عليها ما كان ...أخذت نفسا عميقا وهو تبعده عن محياها ..
مررت ظاهر اناملها الممسكه بالنقاب اسفل عينيها لتمحي أي أثر ...رفعت عينيها قد كان للحظه معطيها ظهره ..بهتت وهي تراقب نظراته المخيفه الفارغه لها ..أسفل هذه الاضاءه القوية ..لم يشدها سوى حدقتيه ..لهذا كانت تشعر بالرعب منه دوما ..أطراف حدقتيه واوسطها سوداء داكنه بينما بقيتها عسليه ..ترى عينان كهذه لأول مره في حياتها ولا تريحها ابدا ..لكن لربما بأنها عرفت سرها سيخفف هذا قليلا من خوفها منه ..أو سيضاعفه ..لاتعلم ..
صعد السلم قبلها ..لحقته وبعد خطوتين التفتت الى الباب ..الا انها اثنت نفسها وهي تغمض عينيها لتوبخ نفسها عليها ان تتفادى هذا الشعور انه ملم بكل ماتقوم به ..
رفعت فستانها وهي تلحقه ..أخذت نفسا عميقا تبعد انهاكها..انها لاتقارب بجسده وطاقاته الرياضيه هذه ..مع هذا الفستان والكعب وضغط الرعب على صدرها ..
كان قد انهى السلم ..وقف في نهايته وهو يلتفت اليها وقد تباطئت خطواتها ..مد يده لها ..كانت امامها لا مفر من تجاهلها ابدا ..مدت يدها بهدوء وهي تبعد نظرها عنه ..تلقف اناملها بين كفه ...كان دون ان يشعر يتأملها بين يديه ..وكأنه قد بدأ يستوعب للتو ..
شدها بخفه اليه حتى انها لم تعد تشعر بثقل جسمها ..اقتربت منه وهي تترك فستانها ..وتحاول ان تقصي كل شعورها وتركيزها عن يدها التي يملك ..
حمدت الله سرا عندما ترك يدها لكنها كانت تقف امام باب جناحه الذي فتحه ..وينتظر دخولها ..
دخلت وهي تسمع لصوت الباب يؤصد خلفها ..أرتعدت ساقيها للذكرى ..لكنها هذه المره شعرت بدخوله خلفها ..
ألتفتت خلفها بتردد كان قد تجاوزها ..وهو يتناسى وجودها تماما ..ويمارس روتينه بهدوء ..وهالة رماديه ساكنه حوله ..وكأنها تراقب فعل ماضي له ..
ألتفتت في المكان حولها كان لايبعد شبيهه في جده تصميما ورسميا و رتابه ..نزعت عبائتها وهي تحاول تناسيه هو ايضا بدورها ..
تركتها في المكان المخصص لها بالقرب من الباب ..غضنت جبينها بأستغراب وقد أختفى ..كان يقف هنا للتو ..
القت نظره حولها في استكشاف ..أتجهت للباب الكبير في نصف المكان وقد فتحت احد ظرفتيه ..وكشفت عن طرف السرير الضخم في الغرفه ..أخذت نفسا عميقا وهي تتجه لها تريد التبديل والتخلص من هذه الزينه ..
دخلت الغرفه وهي مطرقه رأسها ..لم تنتبه لوجوده كان يهم في فتح أعلى أزرار ياقه ثوبه ..توقف عما يفعل ولا زالت يده في محلها ..
يراها للتو بفستانها الابيض ..جالت نظراته حولها ..ترتدي الابيض له ..له هو ..هل كان يصدق يوما بأنه سيكون في هذا المكان .. وكأنه يملك الوقت للنوم كي يملك بعضه للتخيل ..
أنها جميله ..جميله للغايه كما شدته اول مره ..أنها الانثى التي لايقوى على ذكر اسمها ..
لاحظ ارتعاد صدرها وهي تبعد نظرها عنه ..توقف عما يفعل وهو يكتفي بمراقبتها ..للمره الاولى ايضا لا يجبر نفسه بأن يرفع نظره عنها ..ويقطع شك الرغبه بيقين الواقع ..
أتجهت الى الخزانه الجداريه في أقصى الغرفه وهي تحاول تخطي وقع نظراته عليها ..تشعر بنفسها تتطفل على عزلته ..بأنها غير مرغوب بها في المكان ..
:
فتحت اول ظرفه في الخزانه قد دلتها عليا اميمه بأنها وضعت كل ماتحتاجه الليله بها ..اغلقتها بقوه وتوتر لم تشعر بها وقد تبدلت ملامح وجهها لما رأته ..ماهذا انه مبالغ به للغايه ..تداركت موقفها وهي تعدل شعرها وترفع فتحة جيب فستانها الواسعه ..فتحت الظرفه الاخرى ...أيا كان ما ستجده ستلبسه فهي تشعر بنظراته لهيب في جسدها ..
أخذت اول قطعه وصلت لها يدها ..اغلقت باب دورة المياه خلفه وهي تنفث نفسا عميقا وتشعر بأن عضلات صدرها تؤلمها لشده كتمها انفاسها ..
مررت يدها على جبينها بتعب وهي تترك مابيدها وراء الباب وتنظر للمكان حولها .ماهذا يا اميمه ..؟؟ كانت تلك قد جهزت دورة المياه بأغراضها ومستحضراتها ...
جمعت الاغراض من حولها بعنف تفرغ به توترها وهي تفتح الخزانه وتضع مابيدها بها وتغلقها بصعوبه ..لا استطيع اقتحام حياته بهذه المبالغه ..
وقفت امام المرآه ...شهقت لمنظرها ..واحمرت خديها خجلا ..وكادت ان تبكي لمنظرها ..لذا هو كان يحدق بي مطولا ..وقد فضح وجهها خوفها وبكاءها وذبولها ..وكأنها تمر بيوم حزين متعب وليس يوم فرحها وقد أختفت وبهتت اغلب زينتها ...نزعت الفستان وملحقاته ..وما وصلت يدها له من ذهبها الا دبلتها الثقيله ..وغسلت وجهها ..
نزعت الدبابيس من شعرها وهي تغضن جبينها ..غضنت جبينها وهي تخرج نفسا متقطعا بتعب لمنظرها ..وقد تبعثر شعرها و لوث السواد ملامحها النقيه ..لست ابدا بمزاج هذا ..
فتحت تيار المياه الساخن ورمت بجسدها اسفله بتعب ..لا تذكر متى اخر مره ذاقت طعم النوم ..أو شربت الماء حتى ..
أخذت اسرع حمام مر في حياتها وهي لاتريد ان يشعر بها ثقلا او تطفلا سمج لحياته الغريبه المنغلقه ..انه حمامه ..وفوق هذا احتلته اميمه بهذه الطريقه المستفزه لي انا فكيف برجل مستقل مثله ..

وقفت امام المرآه وهي تلف جسدها بمنشفتها ..نفضت يديها في الهواء تحاول ان تفرغ الضغط الذي تشعر به ...أغمضت عينيها وهي تنفث نفسا عميقا ...انها كبيره ..وعاقله وواعيه ..ليكن هذا رجل تقابله اول مره ..هذا ابدا ليس بمتعب الذي تتذكره ..لتتحلى بهدؤها الذي ميزها دوما ..
رفعت عينيها لأنعكاسها ..ارتاحت لمنظرها الذي اعتادت عليه ولم يتبقى سوى بعض اثار الكحل التي علقت برموشها الكثيفه ..
تناولت فرشاة الشعر وهي تمررها في شعرها بأستعجال .. لقد امضت وقتا طويلا حقا ..تناولت ساعتها التي نزعتها للتو ..لا زال متبقى عن صلاة الفجر ساعه ..غضنت جبينها يالطول هذا اليوم ..
اغدقت من عطرها حول جسدها غير واعيه وهي سارحه بأنعكاسها ..وضعت مرطب الشفاه على استعجال وهي تتناول ماجلبته من الخزانه ..قد يكون استعجالها هذا نتيجه توترها ..أو محاولة اقناع نفسها بجهل من يكون الرجل بالخارج الذي قبل لحظات كانت تريد الهرب منه ..
لكن ربما هذه نتيجه الحاحها بالدعاء أن تمر هذه الليله بيسر ..
أرتدت ماجلبت بعدم انتباه ..سحبته للاسفل وهي ترتبه على جسدها ..رفعت عينيها لمنظرها ...أحمرت خديثها خجلا ..وداهمتها دموعها ..هذه نتيجة التهرب ..
لقد اعتادت على ارتداء هذا اللون لكنه اليوم غريب للغايه ..تأملت نفسها وهي توبخها في دواخلها ..اغمضت عينيها وهي تصبر نفسها بأن كل شيء سيكون على مايرام هي فقط لم تعتد على هكذا ألبسه ..
أعادت فتح عينيها وهي تعيد تأمل نفسها ..شدت طرفه فوق خصره لو كان اوسع بقليل ..لكنه اهون مما اختارته لها اميمه ..بلونه العودي الجريء طويل صدره من الجوبير و بيقته من الساتان الناعم ..حاولت جره الى الاسفل عبثا محاوله ان تقصر من طول فتحة ساقه التي امتدت حتى منتصف فخذها..
سمعت صوتا بالخارج ..اثنت نفسها من كل هذا وهي تستحث نفسها للخروج جمعت فستانها وبقية اغراضها ..
فتحت الباب بهدوء ..لم يكن في الغرفه ..اتجهت الى الخزانه مسرعه وهي تضع مابيدها بها وتهم بالبحث عن قطعه اخرى ..
الا ان يديها ارتجفت وتوقفت عما تفعله وهي تسمع صوته للمره الاولى هذا اليوم ...وكم يرعبها صوته .." نصلي .."
حتى لم تكن في صيغته استشاره او سؤال بل كان امرا واضحا ..
داهمها خجلها لمنظرها وهي تشعر بالاشواك تتوزع حول ما انكشف من جسدها ....التفتت اليه وهي تبعد شعرها الرطب البارد عن فتحه ظهرها الواسعه ..هزت رأسها بالايجاب هامسه وهي تتحاشى النظر الى عينيه..." حاظر .."
:
ليتها رفعت عينيها ..ليتها رأت ذاك الذهول المأخوذ المنقاد في عينيه ..طوال مرور احداث ارتباطه به ..لم يتطرق لهذه اللحظه في ذهنه ..وكم هي رقيقه ..كم هي انثى ..للرجل الذي نسي من هم الاناث منذ ومن طويل ..
:
عادت لدورة المياه لتتوضأ ..وهي تلوم نفسها لو كانت اسرع قليلا لبدلت قبل عودته ..خرجت ببطء وهي تقلي نظره عليه كان قد فرش سجادة صلاته و لازال مرتديا ثوبه ..
شعرت كم هي غير مرغوب بها وهي تتأمله ينظر الى ساعته ..أتجهت الى الخزانه تبحث عن رداء صلاتها وسجادتها ..لم تجدها في مكان ..التفتت ..وهي تقاوم بكاء خجلها منه ..كان يهم بالسلام من صلاته ..
لمحتها بالقرب من التسريحه ..تنفست الصعداء وهي تفرش سجادتها خلفه ..لم يلتفت اليها وكبر للبدء في صلاته ..
وكم اراحها فعله ونزع الخوف من صدرها نزعا وكأنه لم يكن ..ونسيت تماما بعد سلامها متعب الذي تعرف ..
ألتفتت اليها بكامل جسده ...عرفت نفسها في حياتها كفتاه ممتلئه ..لكنها امامه الان طفله لا يذكر حجمها ..وضع يده على رأسه وهي بالكاد تسمع همسه ..اغمضت عينيها لفعلته ..تقاوم دموعها ..هذه المره لاتداهمها خوفا او رعبا او حزنا او وحده ..انها تداهمها لشده راحتها ...لتعاتبها على مشاعرها هذا اليوم ..
:
فتحت عينيها لم يكن بالقرب منها لا تعلم اين هو ..وقفت لتصلي وترها ..وهي تحاول ان تريح نفسها بصلاتها التي لتعرف ملاذا غيرها ..
سلمت وهي تلتفت حولها بتردد بعد طول سكون انه ليس هنا ..رتبت مكان صلاتها ..وضعتها فوق سجادته التي رتبها بالقرب من مكان صلاته ..
تناولت زجاجة الماء البارده من فوق المنضده المتخمه بحلوى الاستقبال الورد وهذه الامور ..أبتسمت بخجل لمنظرها ..مررت اناملها على بتلات الزهور البارده وهي سارحه تماما..
التفتت حولها اين هو ..؟؟ انها تملك وقتا لتبديل ملابسها ...لكن لا لقد رأها بها ..من مكانها نظرت للمرآه الواسعه ..وهي تعدل شعرها ..الحمد لله ..انه في شكل افضل الان وقد بانت الراحه على محياها ..
لكن لحظات الهدوء والانتظار هذه تزعجها ..دخل الغرفه وهو يجفف شعره مرتديا بنطلون المنامه الاسود ..أبعدت نظرها عنه بخجل ..ومن ثم استوعبت اين تحمم ..؟؟ شعرت بالخجل بأنه ترك حمامه ..رمى بالمنشفه السوداء بالقرب منها ..
انها بالفعل استحلت دورة مياهه التي اعتاد على منشفته السوداء ومستحضراته القويه القليله فقط بها ..كره ان يزعجها او يخجلها بمشاركتها المكان ...
رفعت عينيها لفعله اتسعت حدقتيها غير مستوعبه وقد ارتجفت اطرافها وذابت رعبا لمنظر صدره المليء بالندوب البشعه التي تنكسر فوق اشتداد عضلات صدره وبروزها ..
التفت يعطيها ظهرها وهو يرتب شعره امام المرآه ..كان ظهره لايقل عن صدره نصيبا ..وضعت يدها على شفتيها تحاول ان تكتم شهقتها لمنظره ..
رش من عطره ..وهو يمرر يديه على ذقنه ..وشعره ليتأكد من ترتيبها ..وضعت يدها على صدرها تحاول ان تهديء من روعها ..يبدو بأنها لاتشكل معه هما هذه الندوب المخيفه التي تدل عن صراعات قديمه ..
كما انه متجاهل وجودها هنا بالكامل ..وكأنها خفيه لاترى ..
اعاد النظر الى ساعته وهو يتجه الى السرير بعدما خفف من الاضاءه في الغرفه ..تأملته غير مستوعبه فعلته انه حقا يقتصد ان يتجاهلها ..وهو يفتح الدرج العلوي للكومدينو بالقرب من جهته في السرير ..أقفل هاتفه اللوحي ووضعه به واخرج هاتفين صغيره غير ذكيه وهو يتأكد منها ..وضعها على سطح الكومدينو و هو يغلق الدرج ..
رفع الغطاء وجلس وهو يستعد للنوم ..لكنها دون ان تعي ..كان تجاهله هذا لها يريحها شيء فشيء ..
ألتفتت اليها وهي لازالت تقف في مكانها سألها ولم تفهم مقصده السخريه ام الفضول ..ام الاهتمام ...رافعا حاجبه هز رأسه بأستعلام .." ماتبغين تنامين ...؟؟"
ارتعد نفسها وهي تترك الزجاجه من يدها وتلقي نظره على الصاله الهادئه ..اجابت على مضض هامسه ...."الا بنام .."
قالتها وهي تتجه الى السرير الضخم ببطء محاوله الا تتعثر لشدة ما ألمّ بها ..لا تريد ان ترفع عينيها له هي تشعر به يتأملها ...جلست بهدوء على طرف السرير ..وهي تفرك كفيها بتوتر ..
سمعت صوته يداهمها ..." جليله ...خير ..؟؟"
اسمها ...أسمها فخم ..أسمها قدير..يليق بها ..ولها منه نصيب كبير ..رفعت عينيها اليه وقد التمعت لتجمع دموعها بها ....ناداها بأسمها ربما للمره الاولى ..لاتذكر ربما قد ناداها به قبلا ...لكنه غريب منه الان ..يعطيه الحق في نطقه له ..
هزت رأسها بالنفي مستفهمه .." خير ..."
أومأ لها بنظرته وقد رفع حاجبه ...." ليش جالسه كذا ..؟"
تلعثمت وعاد لها خوفها القديم منه ..." ها ..عادي جالسه ...؟"
اكتفى بتأمله لها ..وهذا ما ارعبها يالهي لنظراته تلك التي تتجاوز كل حاجز وتفضح دواخلها ...نظرت الى يده الممدوده لها وقد بسط كفه ...."أقربي ...لاتخافين .."
رفعت عينيها له لشدة وقع كلمته الاخيره عليها ..تأملت جمود ملامحه ..عدلت من وضعية جلوسها وهي تضع اناملها داخل كفه السمراء..
جر يدها اكثر ناحيته ...استجابت لفعلته وهي تقترب اكثر منه ..توقف عن فعلته وهو يتأملها ..كانت ستسحب يدها منه ..لترتحاح في جلسوها الا ان جرها اقوى ناحيته ..
شددت على الغطاء الوثير بين قبضة يدها اليمين لتوقف هذا الشعور ..وهي تشعر بأنها ستقسط من فوق جرف رغم جلوسها ..وستفقد اتزانها رغم ثبوتها ..وقد دار بها المكان وتوقفت انفاسها وتلعثمت وتبعثرت دقات قلبها ..وفقدت الشعور بأطرافها ...
خبئت شفتيها بأناملها وهي تشعر بنبضات قلبها بها ..وكادت ان تختنق من قوة رائحته ..بينما ملامحه هو لم تتبدل ابدا وكأنه لم يقدم على فعله ..قلبت كيانها ..وانتشلتها من بحور عميقه كانت قد اعتادت الغرق بها ....وكانت النجاه بقبلته هذه ..
همست وهي تلومه بنظراتها المتفاجئه..." متعب .."
هل هذه ابتسامه.. لاتعلم ...رفع حاجبه بعدم اقتناع لردة فعلها ..." أش متعب ..تعالي لي اشوف .."
جرها اقوى ناحيته حتى تملكها داخل حجره ..كانت واهنه لحظتها ..لا زالت لم تفق من اثار فعلته ..
لم تقاومه ..
لم ترد للحظه ان تقاومه ..
أنه متعب جليله ..
انه درعها ..حلمها ..وسهوها ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
جلس حيث أمرته بالجلوس وانتظارها ...نظر الى ساعته لقد اقترب موعد صلاة الفجر والمنزل خالي لابد بأن جده وجدته سيصلون الفجر في الحرم ثم سيأتون ...
:
نظر الى الباب المؤدي للمنزل المظلم ..أين هي ..؟؟ مرر يده على شعرات لحيته القصيره المشذبه بعنايه ..ليرتبها وهو يأخذ نفسا عميقا ويمررها بدورها على شعره ليرتب منظره ..سمع صوت خطوات كعب حذائها تشق الصمت وهي تقترب ..
أبتسم بشوق وكأنه لم يكن معها للتو والحماس لرؤيتها يكاد يخلق لقلبيه جناحين فكل مره يراها تدخل المكان يشعر بأنه يراها للمره الاولى ..هب نسيم بارد محمل برائحه النخيل و ياسمين وورد جدته وليمونها في المكان الذي انتبذته معتزل لها ...
أطلت مع الباب مبتسمه وهي تحمل في يدها فنجانين القهوه ...جلست أمامه على الطاوله المنخفضه نسبيا وهي تمده بفنجانه ..." تفضل .."
أبتسم وهو يأخذه منها ..أشار لها بنظراته على المكان الخالي بجانبه ..." تسلمين ...تعالي اجلسي بجنبي .."
هزت رأسها بالنفي وهي تشير لحزام حذائها بنظراتها المتكاسله ...." ما فحالي افتحه .."
وضع الفنجا من يده وهو يمد يده لينزعها له ..خجلت هي تبعد ساقيها..." مهاب ..لا .."
اثناها وهو يعاتبها ...." مو بيننا ..."
همست له بطريقه لم تفهمها وهي تتأمله بحزن فقدها ..." الله يرفع قدرك .."وقد تمعنت في قوله وملامحه وهو يهم بنزع حذائها بخفه ..ارتجفت للمساته وقد احمرت خديها خجلا ..
ابعدت نظراتها عنه وهو يعود بظهره ليتكئ على المسند خلفه ...وضعت الفنجان من يدها وهي تجلس على الارض وتبعد خصلات شعرها التي تناثرت حول كتفيها ..فتحت الدرج الملحق بالطاوله ..وهي تبحث عن شيء ما ..
همست وكأنها تحدث نفسه ..." تركته هنا .."رفعت مقتنيات جدتها المتفرقه واداوت خياطتها وهي تبحث أن امر ما ...
زاد فضوله عندما التفتت اليه واقتربت منه حتى التصقت ركبيتها بركبتيه ..فتحت الدفتر الازرق في يدها وهي تبحث عن صفحه ما وقد غص بخربشاتها ...
وجدت ضالتها وهي تمده له ..وضع الفنجان من يده وهو يتناوله منها ...تأمل الرسم الدقيق بالقلم الازرق الجاف ...
يعرف هذا الوجه من مكان ما ...رفع رأسه لها ..كانت تتأمل الرسمه معه ..رفعت نظراتها لها ...لم يفته حزن حدقتيها و التماع دمعها ...أبتسمت بين حزنها وحسرتها وهي تشير للورقه ..." ارسمه كل فتره ...أخاف أنسى شكله .."
أعاد نظره للدفتر المتواضع بين يديه ...وهو يتأمل ملامح عمه الراحل التي نقلتها بالطريقه التي تذكرتها به ...
همس ..." الله يرحمه ..."
قلبت الصفحات ولازال الدفتر بين يده وهو تحاول ان تبدل الحزن هذا ...اشارت بأناملها على الصفحه المرجوه " هذا مين ..."
ضحك غير مصدق وهو يتأمل الصوره ..." جدي صلاح ..الملامح هاذي نادر اشوف جدي فيها فيها ..."
سألتها بأستغراب وهي تتأملها ..."أي ملامح ..؟؟"
أجابها وهو يتأمل الصوره وفي عينيه حديث قديم ...حديث عميق غير قابل الافصاح عنه ..." الحنان .."
أبتسمت وهي تتأمل الصوره ..." جدي دايم حنون ..."
رفع رأسه لها ...وهو يدلي معلومه ربما تسمع بها للمره الاولى ..." انتي من قبل وجودك لجدي كنتي غير ...تدرين انه حلف انه يعطيك كل حلاله وماله واملاكه لو كنتي موجوده ..بعد ما لقيوك ...كان بيتمم وعده لولا رده مفتي يعرفه أنه بكذا يكون ظالم ..الافضل انه يتصدق ..لانه حرم خلفته وذريته من حقهم .."
بهتت ملامحه وهي تراقبه غير مصدقه ...." من جدك ..."
هز رأسه بالايجاب وهو يتأمل الصوره ..حاول ان ينهي الموضوع وهو يقلب الصفحه اتسعت حدقتيها مستوعبه فعلته وقد داهمها خجلها واستحيائها ..وهي تمنعه وتحاول اقصاء فعلته ..." خلاص هات الدفتر ..."
الا انه كان اقوى منها وهو يرفعه عن مستوى جلوسها حاولت اخذه منه الا انها تعثرت حينها كان قد رأى ما تخبيه ..جمدت ملامحه وهو يراقب الرسمه التي كانت اكبر من مثيلاتها ..
:
همس وهو يتأملها .." كيف ..." قالها وهو ينظر الى التاريخ الذي كتبته في هامشها ...لم يستوعب وهو يتأمل دقة الرسمه ..." كيف تحفظين الملامح بالسرعه هاذي ...."
ألتفتت اليها وهو يبحث عن الاجابه ناحيتها ..." ليش بالذات هذا الموقف ...ليه مارسمتي ..جدي ..عمامي ..أي شخص ثاني ....ليه أنا ..؟؟"
ابعدت الخصلات التي تبعثرت عن محياها وهي تتهرب بعينيها عنه وهي تمد يدها لتأخذ الدفتر ....مخبيه كل اماله فيها..
الا انه منعها واعاد نظره للرسمه ..لم تكن ملامحه واضحه وقد رسمته واقفا ينظر الى الارض ويحمل سيفيه بيده ..حزام سلاحه ..تشخيصه غترته ..وكل تفاصيله ذاك اليوم ..
هز رأسه بالنفي يحاول الاستيعاب ...وهو يشير الى الدفتر ...همس وكأنه يحادث نفسه ..." هذا اليوم ...هذا اليوم ..عرفت بكل وضوح ..ما احتجت لنظره ثانيه ..عرفت انك راح تكونين زوجتي ..انك راح تكونين لي ..ليه رسمتيني انا بالذات ...؟"
قالها وهو يرفع نظره لها ويبحث عن الاجابه في عينيها ..كانت تشاركه النظر في الصوره ..همست ..." كنت ابغى افهم ...؟؟" قالتها وكأنها تستحضر الذكرى ..
سألها بأهتمام ..."أش تفهمين ...؟"
مدت يدها للدفتر أخذته وهي تتأمل الصوره والتاريخ التالي لذاك اليوم أسفلها..." كنت ابغى افهم ليش انت بالذات ..تستفزني ..ليش انت بالذات اكره نظراتك ..؟؟"
تبدلت نظراته للرجاء والتشفق للجواب ...هل هو يسألها هل هو يستحثها على الاكمال هلل هو متفاجيء من شعورها لايعلم ...." تكرهيني ...؟؟"
:
لم ترد عليه وهي تتأمل الرسمه في يدها ...أغلق الدفتر وهو يأخذه منها ويضعه على الطاوله بالقرب منه ...." جوزيده ...تكرهيني يابنت عمي ...لو تكرهيني حد الله بيني وبينك لا اغصبك على شيء ...واستري ما واجهتي .."
:
رفعت رأسها له وهي تهز رأسها بالنفي والرعب يسيطر على نظراتها ...من ان يتركها ..ان يتخلى عنها ويبتعد مثل ابيها وتعيش على حلو ذكرى اللحظات القليله التي تجمع بينهم ...
أقتربت منه أكثر وهي تحاوط محياه بكفيها ....وتجاوب نفسها قبل ان تجاوبه ..." ما اكرهك ..كيف اكرهك ...لاتتركني ...لاتتركني ..."
قالتها وهي تتأمل ملامحه المحتاره ..وكأنه غير مقتنع بقولها..همست نادمه لأي شعور ظلمته به وهي تقبله وتأخذ نفسا عميقا تريد ان تكتفي من رائحته التي دون اني تعي ارتبطت بالامان بالنسبه لها ..." لا تتركني ..أوعدني ..مهاب ..لو يصير اللي يصير لا تتركني ..مهاب انا ضعيفه وجبانه وما اعرف اعبر ...واخاف ..بس لا تتركني ..لو قسيت يوم لو مافهمتني يوم ..أعرف اني خايفه ...خايفه تهجرني وتنساني ..لاتحبني ..بس لاتتركني ..اتزوج امتنان كمل حياتك ..بس لاتحرمني منك ..."
أغمضت عينيها توبخ نفسها وتمنع دموعها وهي تبتعد عنه وتلوم تسرعها ضعفها هذه اللحظه ...ياه كم هي حمقاء كشفت نفسها له ..وعرتها ..
طال سكوته ..فتحت عينيها وهي تتأمل نظرات عينيه التي راقبتها بلا أي معنى ..ارتجفت تمنع شهقة بكاءها وقد تعلقت حدقتيها به ..جالت بنظرتها حول محياه ..لاتقرأ منه شيء ..سوى من نظراته التي تعلقت به ...تشعر بها تستقر في قلبها ..
هز رأسه بالندم اللائم ...." و أنا ما احبك يا بنت عمي ..."
شهقت تمنع بكاءها لقوله وهي تهم بالابتعاد عنه ...مسك ساعدها وهو يثنيها عن الابتعاد ..." كيف تقولين ما احبك ..لو ثانيه بس تخليتي عن نظرتك هاذي ..لو لحظه نبذتي خوفك وسلبيتك وطالعتي بعيوني ..لو بس لحظه ..كان شفتي قد أيش انا اعشقك ..أعشقك ..أحس قلبي مو قادر يتحمل حبي لك ..حبك كفاني في هالدنيا عن كل شيء ودي اسخر نفسي بس لحبك ..عمري ماجربت هذا الشعور واحيان ما افهمه ..ليه تخافين ..انا رجال كبير واعرف اني ابغاك ..وشاريك اكثر من روحي ..بوجودي انا انسي كل خوفك ..كله ..انا بينك وبين الخوف والخذلان والذكريات وكل شيء...بس اتركي لي مجال ..افهميني ..انا ما اخاف ..ولا انبذ ..هذا الشعور واصارحك فيه هاذي اللحظه لاني واثق منه وبصارحك فيه كل يوم ..."
:
كانت تنظر الى الصدق في عيينه ...وقد انهمرت دموعها الصامته دون ان تعي بها ..تريد ان تؤمن بهذا الصدق في نظراته لها ...تريد ان تعتنق كلامه منهجا وراحه ...لكنها لاتعرف كيف ..تشعر بنفسها مهدده معه...وسيخذلها يوما وينساها ..وضعت يدها على يده التي حاوطت ساعدها ..رعبها في اول لحظه بعد مده تصنعت بها القوه والاستغناء ..كان سببا في افضاءها له بكل هذا ..يا جوزيده النقيه هل تعلقتي به ..ماذا ستفعل اذا الايام القادمه بك .....
:
سحب كفه من اسفل كفها وهو يفتح ذراعيه لها ..." تعالي ياعمري .."
أغمضت عينيها مبتسمه بحزن تمنع انهمار دموعها وهي تنصاع لامره ..فدون ان تعلم كانت قد ادمنت حضنه ..ادمنت الشعور المضطرب بداخلها الذي يخلقه قربه ولمساته ..قبلاته وهمساته بأحاديث كانت تضن بأنها لا تهمها حتى بات قلبها يرتجف لها ويتشوق لها ..
:
كانت لاتعلم بأنه يجيد قراءة عينيها ..نظراتها وتوتر حركتها حولها ..كان يفهمها ..يفهمها جيدا ولا تحتاج لأن تتحدث .. لكن لا يعني اتقانه لفهم دواخلها بأن فهمها سهل ..لا انها تغرق في احاديث واسرار ومواجع قديمه لانهايه لها ...
:
لكنه يعرف الان بأنها تعلم لأي درجه هو يحبها ..وليترك الباقي يأتي على مهل ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
تأففت وهي تخرج المفتاح من حقيبتها وتحمل فستانها في يدها بصعوبه ...مستمعه الى صوت اذان الفجر القادم من المسجد القريب ...
فتحت الباب وهي تلتفت الى اميمه الصغيره تقف خلفها بكسل متثائبه وقد همت الخادمه بأفراغ حاجياتهم من السياره ..فتحت الباب وهي تأمر الصغيره ..." ادخلي ياعمه .."
لقد كان السائق بطيء جدا ومتكاسل وقد استغرق الطريق معهم وقتا طويلا للغايه ..صعدت السلم خلف اميمه التي اختفت متجهه الى غرفتها امرتها وهي تنحني متجهه الى غرفتها ..." أميمه صلي قبل تنامين .."
:
تجاهلت باب جناحه وهي تتجه الى غرفتها اغلقت الباب خلفها بهدوء ..نزعت عبائتها ..وكعبها ..أتجهت الى المرآه ..وقفت امامها تتأمل نفسها ..
حسنا لقد مر اليوم اليس كذلك ..الايام الصعبه تمر يا قربى وانتي الادرى بها قد عشتي ايام اصعب واقسى ..
مسحت زينتها ..الا ان بعضها لازال عالقا بملامحه ..فتحت شعرها ..أخذت نفسا عميقا بعدما انتهت من نزع دبابيس شعرها ..
:
دون ان تلقي نظره اخرى على فستانها ...نزعته واتجهت الى دورة المياه ..أخذت حماما سريعا ..توضئت و من ثم صلت ..
نزعت رداء صلاتها وهي تقف امام خزانتها ..أخرجت قميص بلون وردي فاتح كانت اشترته مؤخرا ..حتى شعرها الذي بلل قميصها ..و ترك قطرات على صدرها وكتفيها لم تفكر في تجفيفه ..
ولم ترتب المكان حولها ..استلقت على سريرها بكسل ..وكأنها تريد الهروب من كل شيء للنوم ..نظرت الى مفتاح الاضاءه بجانب الباب..تكاسلت عن القيام واغلاقه ..انها تريد ان تقضي يومها كله في السرير وتختبيء كل هذه الايام وحدها ..لما كلما ابتسمت يعارضها الواقع ..
:
راقبت الفراغ بشرود ولايقل ذهنها عنه فراغا ..سمعت صوته البعيد يأتيها متقطعا من وراء الباب يبدوا بأنه يحادث ابنه ...ومن ثم صوت باب جناحه يغلق ..وقد غرق المنزل في هدوء مابعد الايام المتخمه بالاحداث والاستعدادات ..
اخرجت نفسا عميقا متقطعا وهي تترك السرير بعد طول سرحان غير مفسر ..لاتعلم مالذي دفعها لفعلتها هذه ...لكنها تريد الهروب من كل هذا التفكير الذي لا تستوعبه فيه ...أليه ..للمره الاولى في حياتها لاتفهم خانة شخص ما في حياتي ...تعرف من تريد ومن تنبذ ..لكن هو بالذات لاتعرف هل تريد وصاله ام هجرانه ...
:
اغلقت باب غرفتها خلفها بهدوء وهي تجر خطواتها الاهدأ ناحيه باب جناحه كان المنزل خاويا و مظلما حتى الشمس لم تشرق بعد ..
فتحت باب جناحه بهدوء ..أرتجف صدرها واحكمت من اشتداد قبضتها فوق مقبض الباب تمنع الشعور الجارف الذي اجتاحها بمجرد ان همت بأقتحام عالمه الغامض هذا ..رائحته ..أسلوبه ..هدوؤه ..و صعوبته ..
اغلقت الباب خلفها بهدوء ..وهي تتأمل المكان الخالي حولها ..اتجهت الى غرفة نومه ..كان يقف امام حاسبه المحمول فوق المنضده بالقرب من النافذه ..وبيده كوب قهوه ارتشفها ببطء ..ووزع نظراته بين الشاشه والاوراق بجانب الحاسب..
اسندت جسدها على الباب وهي تتأمله ..مرر يده على التقاء كتفه العاري برقبته بتعب ..ضن انه يتوهم عندما رفع رأسه ورأها تقف تتأمله بهدوء بحدقتيها هاته ..بلون الحزن الذي لفته في مرته الاولى وسيلفته مادام حيا ..
:
سألته وهي تقترب بهدوء ناحية التسريحه ..." بتنام ..؟؟"
هز رسه بالنفي وهو يتأملها بفضول واستغراب ..راقب ثقتها ..وغفل عن ارتجاف حركة يديها المتوتره فوق تسريحته تحاول اخفاء جيش مشاعرها المضطرب من الانقلاب ..
هز رأسه لها بالنفي وهو يعود للنظر بشاشة حاسبه هاربا من التأثير الذي تتركه عليه ...رفع رأسه لها مره أخرى كانت تتأمل ملامحه في انعكاس مرآته وقد همت بتمريرالمحارم على أسفل جفتها تزيل اخر ماتبقى في محياها من أثار للكحل ..
:
سألها بأهتمام وهو يراقب هدوءها ...." ليه ماتنامين ..؟؟"
نظرت الى انعكاسه خلفها في اقصى الغرفه في المرآه ...هزت رأسها بالنفي وهي ترمي المحارم ..." مافيين نوم ...أريدك .."
تاهت عينينه في الكلمه التي نطقتها شفتيها وكاد ان يفقد سيطرته ويسقط الكوب من يده ..وضعه بهدوء على المنضده وهو يستمع لها تكمل حديثها وهي تقترب منه ..." أريدك تسمعني للأخر .."
تعلقت عينيها به وهي تقترب منه ..راقب هدوؤها العاصف وهي تقترب منه فلا يفصل بينهم سوى انفاسهم ..آه يا وصيتي ..لو تلمسين هذا العذاب في صدري..ألم يأن لي أن ارتاح ..
بينما كانت هي في الطرف الاخر تريد تجاوز كل هذا تريده ان يفهم كل شيء وكل حديث و همس ..وشكوى من نظراتها ..ليريحها من كل هذا العذاب ..
حاولت ان تبحث عن الحديث الذي رتبته داخلها ..لتنساه فقط بمجرد رؤيته ..مررت اناملها بخفه على ندوبه البارزه على صدره وهي سارحه ..
كان يراقب فعلتها ..وقد اطرق رأسه لها ..حتى مع طولها الفارع هي بمقابله طفله كما عهدها ..رفعت رأسها حينها ..لأول مره تتجرأ بأن تطيل تأمل عينيه ..
هزت رأسها بالنفي وكأنها تنهى نفسها عن ضعفها هذا ..غللت أناملها في خصلات شعرها التي التصقت برقبته متأثره برطوبتها ..
تأملت ملامحه القويه ..تشعر بأنها تراه للمره الاولى ..تستوعبه في داخلها للمره الاولى ..وتقصي كل ذاك النبذ المجحف بحقه ..تريد ان تتخلى عن كبرياءها الاحمق لرجل مثله ..
أخذت نفسا عميقا وهي تبعد شفتيها عن شفته دون ان تقبله وهي تثني انجرافها المتهور هذا ..كره ابتعادها وهو يقف في مكانه يمنع نفسه من لحاقها وهو يغمض عينيه بشده ليزيح تأثيرها وعذوبة رائحتها من ذهنه ..
أبتعدت عنه وهي تقف في منتصف الغرفه ...كانت نظراتها ذات معنى جاهد ليفهمه لكنه فشل ..سألته برجاء تخفيه في صوتها ..." تسمعني ..."
هز رأسه بالايجاب وهو يأخذ نفسا عميقا ويتمسك برباطة جأشه ..ويرتب خصلات شعره بعدما اغلق حاسبه واتجه للجلوس في جهة من السرير ..."أسمعك ..."
أبتسمت له على مضض بين شرودها ..أقتربت من مكان وقوفه للتو بالقرب من المنضده يبدو بأنها تجتمع ذكرياتها ...وكل ما خبئته يوما و زمنا طويلا قد عاد للذكرى ..وكلما طمرته في دواخلها كلما صعب استعادته وكلما كان ابشع ...
مررت سبابتها بشرود على طرف كوبه الذي ترك للتو ....وكأنها تريد جلبه معها لذكراها كي يفهمها أكثر ..." تتذكر صباحية زواجك من هنده ..."
غضن جبينه يحاول فهمها ..أبتسمت بسخريه تحاول الهرب من ذكرياتها ..." زمان كنا معنين نفسنا حفلة الصباحيه أكبر من الزواج نفسه ..."
ابعدت نظراتها عنه لتهرب من نظراته التي تفحصتها بأستغراب لكي يفهم ماتريد ان تصل اليه ..دفعت بجسدها الذي اسندته على الطاوله وهي تتجه للجلوس على طرف سريره استندت على يدها وهي تحادثه دون ان ترفع عيينها اليه ...."اول مره اقول لأحد عن هذاك اليوم .."
:
مررت يدها على خصلات شعرها تبعدها عن محياها ..." تتذكر أهداء تعبت ..تعبت ..وتنومت في المستشفى ..عشانها بذلت جهد كبير و انكتمت بسبب مشاكل جهازها التنفسي وضعفه ...وانت هزئتني وقتها لاني انشغلت عنها ..وكان يوم فرحه ومهم وضاع والكل لامني ...تتذكر ..."
هز رأئسه بالايجاب وهو يستعيد الذكرى معها ..وكره نفسه لفعلته حينها وهو يتأمل الوجع في صوتها ...رفعت عينينها التي اغرورقت بدموعها ..." تعرف فين كنت ...؟؟"
فقط تعلقت عينيه بها ينتظر اجابتها ....وكأنها يستحثها على الاكمال ...أبتسمت له بسخريه حزينه ..." كنت في الحمام...من قبل صلاة الظهر الين الساعه 11 في الليل ..."
أتسعت حدقتيه غير مصدقا قولها وهو يعتدل في جلوسه ....أخذت نفسا عميقا وهي ترفع عينيها للأعلى تمنع تساقط دموعها ...." تدري انه انا ..أتعذب ..روحي تطلع ..ولا اشوف اهداء تقول آه..أو تتألم ..أو تحتاج ..أو تزعل ..كيف بتخلى عنها لحظه وانا اللي لازمتها العمر كله ..ولا عارفه اعيش بدونها ..وأستعديت للناس كلها بعد ماتركتني أهداء ..تعرف ...قولي انك تعرف انه لا يمكن اغيب عنها لحظه واكون سبب في تعبها بس قولي ..وانا ارتاح .."
:
أستغرب طريقة حديثها التي يسمعها للمره الاولى منها ...اجابها وهو يريد فهمها ..."أعرف ..بس ليش كنتي طول هالوقت بدورة المياه ..."
أبتسمت له بنفس حزنها الذي سيطر عليها ..." أهم شيء عندي انك تعرف ...هنده ..حبستني ..عشان لايشوفوني اهلها ..وعشان .." سكتت وهي تتأمله وكأن هناك ما اثناها عن الاكمال ...
لازال لم يستوعب أخر قولها ...ماذا هنده ...يعرف بأنها ليست لطيفه لكنه لم يتوقع بأنه تقدم على كذا فعل اتجاه من حرص على راحتها واحسن الوصايه عليها ..وفي أول يوم تدخل منزله ..أكملت وهي تستحضر الذكرى ...." اخواتها ..اللي اكبر منها واللي اصغر منها ..." وضعت يدها على شفتيها وهي تحاول ان تتمالك نفسها وقد حنت على قربى الصغيره التي تعرضت لكل هذا في تلك اللحظه ..." أضاءة الحمام كانت تتقفل من برى ..أختها الكبيره قالت لي ..أهداء هنا تناديك ..أنا استغربت اش يجيب اهداء هنا الا انها تعبانه ..رحت لها ..وكانوا الثنتين واقفات وراى على باب مدخل دورات المياه ..دورات المياه بعيده جهة مجالسك اللي ماعاد تستقبل فيها أحد ..مالقيت أحد ..ألتفتت وراي كنت برجع ..كان همي ادور اهداء ..لانها قالت لي بتروح تسلم على عمها صلاح عند الباب ..ولا رجعت .."
سكتت وقد علقت حدقتيها السارحه في الفراغ ....أكملت وكأنها ترى كل مامر بها امامها ..." اللي اتذكره ..اني كنت تعبانه ..كنت صغيره و ....و الدورة لمن تجيني تتعبني ..الآلم هذاك للأن مامر في يوم ..بعده ألم أقوى ..الثنتين ضربوني ..لدرجة شفت دمي على الارض ..بعدها جات هنده ...وقال لي ...أتذكرها لليوم ...قالت لي أبعدي عن زوجي ..ومن محل ما جابك بيرجعك يوم ...ليه ما استوعبت وقتها ..أني طفله ..وكنت بنظري عمي ..ليه..؟؟ ماشكلت لها أي تهديد ..هي سيدة البيت هي زوجتك ذحين .." أخذت نفسا عميقا وهي تكمل بعد توقف ..." دفتني داخل الحمام ..وقفلته علي من برى .. اول شيء كنت اتألم ما استوعبت فعلتها ..كنت بس أفكر في اهداء لحظتها ...وقت علاجها قرب ..كيد بتحتاجني ..امس تعبت .." مررت اناملها اسفل جفنيها لاتريد لدموعها الهرب ..." تعرف ..أفكر في قربى الصغيره هاذي ..اللي كانت ماتفهم شيء لحظتها ..ماكانت تفهم مخاوف هنده ..أش ذنبها ..أش حطها في هذا الموقف ..صح كنت طفله ..بس مافكرت في امي ولا ابوي ...فكرت في اهداء راح تتعب وانت راح تزعل مني ..لأني ..لحظتها كنت متعودة على كل هاذي القسوه ..كنت فاهمتها ..لكني كنت أتألم أكثر من المعتاد ...حاولت وحاولت محد فتح لي ..ولمن غابت الشمس ...اللحظات القصيره الي انتظرتها عشان تنفتح اضائات الحوش كانت مرعبه ...عمران انا اكره الظلام ..أكرهه ..ربي رحمني والشباك دخل شوي من اضاءة الحوش ...الساعه 11 الخدامه فتحت لي الباب ...وكنت في حاله يرثى لها ...ساعدتني ارتب نفسي وكأن شيء ماصار ...كانت تعرف انه مقدر اقول شيء ولا احد راح يصدقني ..عرفت انه اهداء في المستشفى لانها تعبت وهي تدورني ومحد ساعدها ...تعرف في زحمة المناسبه مين بيلتفت لها غيري ..وما كنت في ...وسكتت وتحملت كل اللوم ...بس عشان راحة اهداء ..وعشانك ..كيف بشتكي زوجتك ..كيف بنكد على الكل وقتها وبطلع كذابه ..أكيد ..مين بيصدق الدخيله اللي هم خلقه يادوب مستحملين تواجدها ..وكمان تتبلى على عروستهم الجديده ....من يومها ..لأخر أيام اهداء ..عرفت اكتم زين ..عرفت اكتم كل شيء تعرضت له من هنده ..ومن كل الناس ..عشان بس اهداء ترتاح ...لو ما اهداء تعبت ذاك اليوم ..وتنومت في المستشفى ثلاث ايام ..ماكان فكرت اليوم ارجع ديني لهنده واقفل عليها باب غرفتها ...عمران انا مو ملاك ..انا مليانه اخطاء ..يمكن انت تشوف انه ردة فعلي تافهه وغيرك ناس كثير بيلومني ويذكروني بالحلم...لكن انا بس اللي فهمت اش سويت امس ...ندمانه ..لا مو ندمانه ..لو اعرف شيء في كل حياتي الغريبه هذه اعرف انه ما اندم فيها الا على لحظه وحده .....هي اللي وافقت منيره على اني اكون معاها ذاك اليوم ..."
لم تغفل عنها نظراته المتقلبه بين حيره وندم واستغراب طوال حديثها ...لكن نظرته هذه المتأججه شررا وهو يعدل من جلوسه ليستمع لقولها وقد شده الاسم ....أكملت وهي تتجاهل ردة فعله ...تريد ان تتحدث اليوم ...." عمران انا تربيتك ...ومن قبلك ياعمران انا تربية ابوي ...وانا ربيت نفسي انا اعرف الحرام من الحلال ...اذ انت يا عمي ياللي ربيتني وكنت غريبه عنك ..وكنت دايم في مستوى الشبهه اني اغويك من اكثر من شخص عمرك ماشفتني ولاسمعت صوتي اجل كيف الغريب ...انا سنين تربيت بين العمران وعيالهم ...عمري غلطت ولا لفتت احد ..لا وانت تشهد لي ...لمن تركتكم ...الحياه مع عمتي وعمي كانت صعبه ..وزادها علي ماجد ..وانظلمت..ظلمتني عمتي اللي من دمي ولحمي ...وكنت راح اموت بسبب ضرب عمي وماجد ..بس سكتت ..عشان لقيت نفسي بدون خيار مسؤوله عن ولد عمتي المريض ..بدون أي مصدر دخل او شهاده ..صح خريجه بكالريوس بس بدون شهاده اش اسوى ..كنت في بيئه اشوفها واعيشها للمره الاولى مو قادره استوعبها ...غير انه ما كنت اقدر اخرج من البيت عشان ادور لي عن وظيفه او استقل ...اصلا على مين بكذب في مجتمعنا هذا كيف بقدر استقل ...
عمتي شافت في كنز وكانت الفرصه الوحيده لي اني اتوظف واقدر ابني نفسي واصرف على سليم واشتري له علاجه ...اشتغلت مع فرقه ..."
قالتها وهي تراقب ردة فعله ....كانت ملامحه وجهه خاويه من شدة صدمته ...أكملت وهي تبعد نظراتها عنه ..." فرقه ...تعرف يعني على قولتهم دقاقه ..ساعتها ماقدرت اتكبر على الموضوع ...يعني انا جايه من طبقة على خط الفقر من العراق ..وابوي مخاوي شيخ ..وهاذي حال عماني ..الرفاهيه اللي عشتها كم سنه عندك مو لي ...ولا ثوبي ..ولو ماتعبت ما راح أعيش ..أشتغلت ..ماقلت لا ..لاني كنت محتاجه ..حتى بعد وفاة سليم ما وقفت ..لانها كانت منجاي الوحيد من بطش عمي وعمتي ...ولو حطيت القرش على القرش بقدر ارجع المدينه ..كان همي ارجع المدينه مايهمني بأي طريقه ...في يوم اختفى كل اللي جمعته ..وكنت على بعد خطوه من رجعتي للمدينه ..لكن ..يومها كلمتني منيره ..ورحت معاها ...وكان اللي كان .."
لم تخفى عنه ارتجافه صدرها و كفيها وهي تغمض عينيها لتبعد الذكرى البشعه ...وقفت وهي تهم بالخروج ...
وهي لاتريد ان تلتفت اليه لاتريد ان ترى ردة فعله ...بينما هو اكتفى بمراقبتها صامتا ..صامتا بكل ماتحمله الكلمه ...من الخارج والداخل ..وكل هذا اكبر من ان يستوعبه بأنه مر بالطلفله التي كانت وصيته ..بالطفله التي رباها وحرص على راحتها وحسن مألها ..
:
لم تلتفت اليه وهي تهمس تنهي حديثها الذي كما توقعت أراحها الا انه ينى هما جديدا في داوخلها ...." قلت لك علشان ارتاح ..واخرج من منظر المذنبه في عينك ..الشك في نظراتك يحرقني ..مو طبعي ..تدري ان اللي صار مو طبعي ولا في يدي ...ما اتوقعك تفهمني ..ولا تعذرني ..لكن بس أبغاك تسمع عشان ارتاح .."
قالت جملتها الاخيره وهي تترك المكان بهدوء ...لكنه ليس أي هدوء ...هدوء يشبه الموت ..موت المشاعر ...التوقعات ..الاحلام ..والذكريات ..وكل جميل ...وكل بشع ..ولا يخلف سوى الفراغ ...
:
و هل ابشع من الفراغ عاقبة ...؟؟
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
هناك رائحة تحاولطها تعرفها للمره الاولى ..ياله من حلم غريب ..تشعر بعظامها تكاد تتفتت من شدة انهاكها ..
فتحت عينيها بكسل ..كانت اشعة الشمس قد تسللت للمكان قليلا من وراء الستار ..أعادت اغماض عينيها لاتريد ان تستيقض ..
قد يكون هذا الحلم مخيفا ..لكنه جميل بطريقه ما ..انه من تلك الاحلام التي تكره واقعك بعدها ..تلك الاحلام التي تنتهي فيها كل مصاعبك ..وتتكلى بتحقيق امنياتك المستحيله ..
أخذت نفسا عميقا وهي تعدل رأسها فوق الوساده ..فتحت عينيها مره اخرى ..غضنت جبينها بأستغراب وهي تتأمل الثوب المعلق بالقرب من الباب ..من أين أتى هذا ...؟؟
رفعت عينيها للسقف البعيد ...تأملته غير مستوعبه ماذا حدث لغرفتها الضيقه ..ألتفتت يمينها ..أبتسمت وهي تغلق عينيها وتضعه كفها فوقها تمنع خجلها ..يالحماقتها ..
فتحت عينيها مره اخرى والتفتت اليه بهدوء ..كان مستلقيا على ظهره و يضع ساعده الايسر اسفل رقبته ..غطى جزء جسده الاسفل فقط بالغطاء الثقيل ..كيف يستحمل هذا المكان بارد للغايه ..
مررت كفها على محياها بتعتب وقد استوعبت للتو مامرت بهد طوال الشهر الفائت ...لينتهي بها الاستيقاض بجانبه ..
رفعت الغطاء الثقيل تستر به جسدها وهي تجلس متكاسله ..رباه المكان بارد للغايه حتى شعرها لم يجف حتى الان ..رفعت الغطاء بهدوء وهي تلقي نظره خاطفه عليه كي لاتزعجه ..أدخلت يدها بهدوء اسفل الغطاء تبحث عن لباسها ..ارتاحت حينما وجدته سريعا ..أرتدته جالسه بكسل كبير وقد كادت عظامها أن تأن كل التعب الذي تجاهلته داهمها اليوم ..
تحاشت النظر اليه وتأمله خجله وهي تهم بالخروج من السرير بتعب كبير يسيطر عليها ..تأملت المكان حولها وقد خيم عليه الظلام نسبيا لتستدل طريقها ..أتجهت الى هاتفها ..غضنت جبينها بأستغراب وهي تنظر للساعه ..تبقى عن صلاة العصر ربع ساعه فقط ...هل نامت كل هذا الوقت ..
:
هل صلى هو ..ولم يوقضها ...؟؟ التفتت الى مكان الثوب لم يكن هنا عندما نامت لابد بأنه صلى ..انتباها الخجل لفكره بأنها كان مستيقضا ولم تشعر به ..
تحركت بهدوء وهي تتجه الى دورة المياه لاتريد ايقاضه ..ما ان دخلت بجسدها تحت هدير المياه الساخن حتى كتمت بكاءها ..
لم يكن حزنا لا ابدا ..انه لشدة سعادتها وراحتها الغريبه هذه ..تعجلت في استحمامها حتى لم تخرج ملابس واكتفت بمعطف استحمامها لا تريد ان تؤخر صلاتها أكثر ..
:
تسللت بهدوء للصاله ..لم تفتح اضائتها واكتفت بأشعة الشمس التي غمرت المكان ..صلت مافاتها ورتبت مكانها ..تثائبت بكسل وهي تتجه الى الغرفه مره اخرى ...شربت قليلا من الماء ..لازالت تريد النوم ..
لستسلقي فقط حتى صلاة العصر ..نظره الى الخزانه بكسل هل سيستيقض ليشاهدها هكذا ..لتنبذ الكسل وترتدي شيء ما ..
الا انها تجاهلت كل هذه الندائات وهي تتسلل للسرير و تعدل غطائها فوق جسدها تبحث عن الدفء..
حينها لم تمنع نفسها من الالتفات له بجسدها..و أن يكن ممن تخجل ليس هنا أحد سواها ..لتستوعب وجوده قليلا ..غير ان النظر فيه وهو نائم مخيف نوعا لكنه اهون من النظر اليه في صحوته ..
:
غضنت جبينها وهي تتفادى تأمل ملامح وجهه وهي تنظر للندبه الناتئه في أيسر خصره ..كانت افتح من درجة سماره ..ملساء وكأنها اثار مرور نصل فوق جسده ..
غضنت جبينها بهدوء وهي تستوعب ما خلّفها ..ارتجف صدرها للذكرى التي هربت منها كثير ولكنها رغم عنها لاحقتها في كل غفوة وحلم ..
لقد تلوثت كفها بدمائه تلك الليله الطويله ..ورأت أثارها على قميصه لحظة وصولهم المنزل ..
لاتعلم الشعور الذي تولد بداخلها ...بأن تركت تلك الليه اثرا على جسده يشبه الاثر الذي تركته على قلبها ..
مدت طفها ببطء وهي تمرر سبابتها على ظاهرها بهدوء وبالكاد قد لمسته لا تريد ايقضاها ولا تعلم مالذي دفعها لفعلتها هذه ..تريد ان تلمس آلم قد ألم به ..يشبه ولو قليلا ما مرت به تلك الليله ...
لم تشعر بنفسها ..الا وهي ملقاه على ظهرها وقد التف ساعدها الايسر الذي كان للتو على خصره خلفها ...
نآوهت بصوت عالي لفعلته وهي تشعر بكل قوته وثقله فوقها ...انهارت باكيه وهي تضربه في باطن كتفه الايسر ليبتعد عنها ...وقد ترجته بين بكاءها ورعبها ..." آه متعب ...يدي ..آه أبعد .."
:
أستعب حينها وهو يبتعد عنها ويراقبها بنظرات مستغربه ..وقد التفتت حوله ..وضع كفه على جفنه وهو يغمض عينيه متذكرا وموبخا ...كيف نسيها ..؟؟
بينما كانت هي قد اجتمعت حول نفسها تكتم شهقاتها ..كانت تضن بأنها نسيت وقع العنف الجسدي هذا ..
همس وهو يحذرها منه ..." لاتلمسيني وانا نايم ....ناديني حتى لو ما انتبهت بس ناديني قبل ...الافضل ماتقربيني وانا نايم ..."
قالها وهو يترك السرير وهو يبدوا عليه عدم الرضا مما حصل ...أنه عسكري ..بكل تفاصيله و روتينيه واعتياده ..بكل تعامللاته عما يحدث حوله ..
نظر الى ساعته ..كان سيتجاهلها ليكمل طريقه لدورة المياه ..لكن كم هو جاهل بالانثى هذه ..لفته بكاءها ونشيجها المكتوم ..
قد يكون فعل اعتيادي وروتين له هو الخشن العنيف ...لكنه آلمها للغايه و أخافها ..لم يعرف ماذا يفعل وهو يلتفتت حوله الا انه استسلم لغريزته الاصليه هو يقترب منها ...
حاول احتضانها قاومته في بادئ الامر الا انه استسلمت لقوته ...
لم يعرف حقا ما ولده هذا من تأثير عليها وانساها كل جميل قد شاركها اياه بالامس ..وقد ايقض هذا كل الرعب الذي زرعته في داخلها منه ..واعاد لها ذكرى ابيها من قبل ..فعندما شعرت بالامان معه ..كان هذا ما انتهى به المطاف به ..وهي التي ضنته رقيقا بطريقته الخاصه ونفت كل فكره اتخذتها عنه ..
:
لكنها كانت اضعف من مقاومته والهرب منه ..أستكنت داخل حضنه الواسع ..وتباعدت شهقاتها ....انها تعرف هذا للمره الاولى ..كانت امها أخر من احتضنها ....لكن ليست بهذه الطريقه ...دفنت رأسها داخل حضنه اعمق ..
تناول ساعدها الذي أذاه للتو ..طبع قبلته عليه وهو لازال يدفنها في حضنه ...كم انت قاسي ...كنت تضن بأنك نسيت الانثى ..لا ..أنت لم تعرفهم يوما ..أنه الشيء الوحيد الذي انت جاهل به في حياتك ...وقد فشلت فشلا ذريعا منذ البدايه فقط...
:
:
شعرت بفعلته ..أغمضت عينيها بحزن بين دموعها وهي تستنشق رائحته ..الايام أصعب مما توقعتي يا جليله ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
اقفلت باب السياره خلفها وهي متجاله كل ماحولها من شدة تعبها تريد فقط ان تغمض عينيها فتكون على سريرها ...كم هي متعبه ..
حتى انها لم تستلسم للنوم طال رحلتهم ..لم تتوقع بأن الرحله الى الدوحة ستأخذ منها هذا المجهود وتكون بهذه الصعوبه فكيف عنه الذي لا ينقطع عن هذا النوع من الرحلات ...
ألتفتت الى ابنتيها في المقعده الخلفيه وقد انهكهن التعب ...
شق صوت رنين هاتفه الصمت رد عليه قبل ان يدير محرك السياره ..غضنت جبينها وهي تتأمل المكان حولها بكسل ناعس ...
التفتت اليه مستغربه النغمه في صوته ....وهو يسأل غير مصدق ..." كيف ...؟؟ حجزت لي طيب ....خلاص طيب ..خلاص اتركه علي ..."
:
:
هبط قلبها من بين ظلوعها وهي تتأمل ملامحه التي تبدلت والنغمه التي تسمعها للمره الاولى في صوته ...
عساه خير ياربي ....لم تفكر الا في أخيها مهاب هذه اللحظه ...
:
:
لماذا نقسوا على انفسنا بتفكرينا ..الاقدار اهون من مخاوفنا ...فوقنا خبير رحيم ...
:
:
هذا وقد كان الجزء السابع العشرين ولي بكم لقاء أقرب من القريب أن شاء الله ..
وكل عام وانتم بخير ..وعام دراسي يسير وموفق ان شاء الله ..
:
"سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك"
:
:







 
 

 

عرض البوم صور ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛  
قديم 20-09-16, 06:03 AM   المشاركة رقم: 1938
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Feb 2015
العضوية: 289774
المشاركات: 1,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: شيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسي
نقاط التقييم: 4305

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شيماء علي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أسمتني أمي قربى

 

ماني مصدقااااااه
الرد كتبته ع الفيس من فترة
بحطه وارجع اقرا الجزء وارد ان شاء الله


(قرن من الزمان أنتظر فيه تلك اللحظة التي أرى فيها ميمي تكتب (عودا حميدا) ..
روايتك هنا أصلا طالما نقلتني إلى عالم آخر تماما .. عالم من الفخامة ، العفوية ، والبساطة ..
تنقلينني بشكل كلي إلى حياة ومشاعر كل فرد من أفراد الرواية بل إن طغيان اللهجة أحيانا على السرد الفصيح لا يسبب لي أي إزعاج بل على العكس أجدني أقول هذا كلامهم ..
كلام أبطالي المفضلين ..
روايتان قيد الاكمال الان ..
العشق أنفى للعشق .. وجع لن أتكلم عنه إلا عندما يحين وقته لكن يكفي أن أبطالها يحيطون بي طوال الوقت حتى مع شغفي الشديد بآل عمران ومن حولهم ..
أسمتني أمي قربى .. الرواية التي تحمل خليطا من الشخصيات ، الاعراق ، اللهجات ، الطباع .. خليط يلائم اتساع المكان وينقل الروح الحقيقية لساكنيه ..
خليط مبهج ساحر ..
الفصل الذي يحمل احداثا منتظرة يكون كالاحتفال عندي..
الفصل الذي يحمل حزنا ما يكون سعادة من نوع خاص سببها وجود هؤلاء الابطال حولي يرسمون أحداث يوم جديد..
من جمود متعب الذي ربما لن يصل لغموض صخر إلى فخامة عمران ثم انعزال صياف ورجولة معد وعقل مهاب إلى ضعف جليلة وتعب أميمة وكبرياء قربى ثم نزف بخوت وجمال نصرة وورود جوزيدة ..
من كل هذا إلى كل ذاك .. وبينهم جميعا عشت وعشنا لحظات ترقبنا طويلا على امل ان تعود من جديد حتى حانت اللحظة أخيراا..
اهلا بعودتك وعساها اخر الغيبات والى لقاء قريب بعد الفصل إن شاء الله ..
#قربى)

 
 

 

عرض البوم صور شيماء علي  
قديم 20-09-16, 10:52 AM   المشاركة رقم: 1939
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متميزة الابداع


البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 296904
المشاركات: 655
الجنس أنثى
معدل التقييم: امال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1266

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
امال العيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أسمتني أمي قربى

 

عودا حميدا مشاعل هرمنا شوق لقلمك
*
كل عام وانتي بخير وجميع المتابعين يارب

البارت جميل جميل جميل

واحلى شي اليوم اشيك الصبح على المنتدى ولقيت بارت شي جميل

أعجز عن التعليق بس مثل جمالك وجمال قلمك ما شفت

لكل شخصية في الرواية أعجز عن وصفها كومه جمال وابداع

مهاب وجوزيدة ليتها تريح رأسها من أفكارها ونظرتها لمهاب بس اشوف بدت تتقبل مهاب وتفهمه ..* واقرب من القريب اشوفه مطلق امتنان اتوقع راح تسوي مصيبة جديدة أو حركه قذرة ويتم الطلاق .. مدري عن الجد صلاح يمكن هو اللي مقف مهاب عن طلاقها ما يدري عن حركاتها بس اللي متأكدة منه مهاب ينتظر الفرصة عشان يطلقها والله يستر لا تبدأ تسوي شي لجوزيدة

عمران قربى آه يا قلبي على طفولتها المريرة وردت الدين لهندة وهنده ما قصرت خربت عليها ليلتها لكن ربما ضرا نافعاً ونشوف كيف حياتهم راح ترجع من جد وجديد ومتى تنكشف أوراق هندة عند عمران وسر اللي داسته عنه وهو شيل رحمها لكن ما الخسران إلا انتي محد بيعوضك اذا طلقك عمران عيالك مو حولك وبعيدة عنهم

متعب وجليلة يا عمري عليك بغى يكسرك انتبهي وانا اختك لا تروحين فيها يبغى له وقت متعب عشان يستوعب أن أحد مشاركة الغرفة

معد ونصرة ياليت تسوعبين حب معد لك وتعوضيته عن الي رأح بس الأيام تبين لك ويا فرحتك يا معد فيها صارت ملكك .. وش سر آخر اتصال ومين حجز له وأي يقصد في الحجز قاعه زواج او تذكرة وشهر عسل أو أحد حاجز له في فندق يعني هديه الزواج بس الموضوع أكبر من كذا لأنه استغرب واندهش الموضوع كبير كبير ويمكن جدة أبو ابوة له دخل في السالفة

صخر ولدة رباح كثير فيه أسرار فيه حياته ما انكشفت حياته السابقة كيف كانت وليش مرض ولده ومستقبل القادم كيف راح يكون يلا متى اميمه تنور حياته ومستقبله

صياف وبخوت إن شاء الله العجوز على قولك تصبحك وتمسيك في حكيها ولهجتها بس انت شد حيلك وخذها .. أما وليد ليته يتعدل عشان أمه بس أشك فيه يتغير

بارت شامل لك الأشخاص تسلمين مشاعل وتسلم أناملك الجميلة يا جميلة

انتظر البارت الجاي بكل شوق عاد لا تطولي علينا لو بكرة فيه بارت ما عندي مشكلة نبغى نتدلل عليك نستاهل صح عليكم يا بنات فيها

القوم يطالب في بارت باكر
القوم يطالب في بارت باكر
القوم يطالب في بارت باكر
القوم يطالب في بارت باكر
القوم يطالب في بارت باكر
القوم يطالب في بارت باكر
القوم يطالب في بارت باكر
القوم يطالب في بارت باكر
القوم يطالب في بارت باكر
القوم يطالب في بارت باكر
القوم يطالب في بارت باكر
القوم يطالب في بارت باكر

 
 

 

عرض البوم صور امال العيد  
قديم 20-09-16, 11:14 AM   المشاركة رقم: 1940
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Feb 2015
العضوية: 289774
المشاركات: 1,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: شيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسي
نقاط التقييم: 4305

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شيماء علي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أسمتني أمي قربى

 

مشيا ميشا ميشاااا
حي الله الطش والرش والزين المزركش
اسفرت وانورت واستهلت وامطرت ❤❤
وحشتيني وحشتيني وحشتيني وحشتييييينييييييي
يا مطول الغيبات يا جايب الغنايم
وش ذاااا
يااا قلبيييييييييييييي
ساموت وانا مرتاحة بعد جزء اليوم
فخامة فخامة فخامة على كافة المستويااات ياا قلبي بسس
نبدا بعمو مهاب
قلبي وربي راضيين عليك يا ابني
ايه الحلاوة والطعامة دي اقسم بالله 😍
من الاول حنون ومتفهم يا قلبيي عليه بس يستحق جائزة على تفكيره وطريقة تعامله مع جوزي ❤❤ حتى لما جت امتحانووه الغبية تتكلم وتتمسخر رد عليها رد مسكت الصراحة
لا وايه
مخلص نفسه
على طول ما احبش اعشقش هيييييييييييييييييح بسس
بس معلش يعني معلش يا عمو مهاب اذا ما فيها ازعاج سلفني لغتين .. لغتين بسس يا عمري انت لاني بالعافية افهم عربي وعنجليزي وكذا 😀😀
طبعا ما يحتاج اوصف واتكلم عن مشاعري لما خذته جوزي لبيتها اللي قبل بالمدينة .. يا قلبي من حقه ينقهر بس كلامه وتفهمه برد حرتيييي .. طبعا ادري به مستحيل ينسى لذيك العقربة هي وامها حية الرمال انهم كانو يدرون بوجودها وما خبروه 😠😠
بس خايفة من شي .. ان امتنانوه تلاحظ بطريقة ماا مخاوف جوزيدة من ترك مهاب لها (هاتولي جوزيدة اطقها) وتكثف شغلها على ذا النقطة اللي هي اصلا من قبل تشتغل عليها ووقتها يا كثر المشاكل اللي بتنزل على راس المسكينة من وراها خصوصا اذا وصلت لمرحلة تجرح مهاب بكلمة بسبب خوفها وان شاء الله ما توصل لها والا اناا اللي هوقفها عند حدها ولا احد يضايق هذا الكائن العسل 😍
والله يكفي كلامه وحنانه مع نصره وقت اللي اخذها معد من القاعة
وصحيح بالمناسبة .. ذاك الشي اللي بتفهمه نصرة ، سبب اصرار مهاب على زواجها من معد .. اظن مهاب ادرك اخيرا وبعد مرور سنين حب معد لنصره ويتمنى ان اخته تكون من النباهة بحيث انها تفهمه لان للاسف معد اللي من الاول سكت ما ظنتي يتكلم الحين 😔
.
.
نجي لجوزيدة
مدري وش اقول عن ذا البنت
هذي اللي غامضتني وقاهرتني بنفس الوقت
ازعل لمن اشوف وحدتها وعذابها والهواجس اللي تسيطر عليها بشان امكانية ترك مهاب لها .. ازعل لما اشوف برائتها وانها ما تعرف انها لو بسس اعطته وجه شوي كان يمكن اتصالات امتنان ما يرد عليها حتى .. زعلت لما تركتها امها وسافرت بدون لا تخبرها
يعني هي حتى لو تعرف ومتاكدة بس صعبة والله
لكن تقهرني لما اشوف ضعفها بينها وبين نفسها بسبب امتنانووه الزفت وامها الطين وكلامهم
يعني حية جابت عقرب وش مستنيين منهم حنا ؟!
انتي خابزتهم وعاجنتهم يا بنت ودارية بعداءهم لش منذ مبطي وللحين متاثرة بسوالف العقرب 😠
الحين سؤال
هي جوزيدة مش بالدنيااا ؟!
مش عايشة ببيت بن شايق ؟!
ما تسمع عن سوايا امتنان وحلفان صخر ومهاب وسخط سيار عليها 😠😠 ؟!
يا شيخة اتقي الله على قولة الدكتور عادل >> لو همسمس هنا تطرين دكتور عادل 🙊
اممم
مدري حسيت بنوع من الارتياح عند جوزيدة بعد ما زارت بيتها القديم مع مهاب .. كانه برده عليها حتى لو رد مختصر جدا وبنظرات عيونه وبحنانه معاها طمنها اني هناا ، لا تخافين .. انتي لش القلب
ولما اخذها هو للديرة ، لعند الحلال حسيتها رسالة مبطنة منه .. وريتيني مكانش هذا مكاني .. ترتاحين هناك وانا هنا
انتي جزء مني وانا جزء منش
يااا قلبي على مهاب وحنية مهاب وجمال مهاب
مهاب سين ❤❤❤
ضحكت ضحك لما كانو بديرة بن شايق
يختي ما اتصور كائن بشري ما يعرف وش معنى كلمة الحلال 😂😂 صحيح انش حضرية يا بنت رباح 😂😂
لا وردة فعلهااا
تصورتها بالمصري تصارخ
مهااب ابعده عنيي .. مهاب انا خايفة .. لئاااااه .. مهاب هيموتو انتا جايبهوملي اعمل بيهم ايييه
يختااااااي 😂😂😂
لا جد تخيلت شكلهاا تححفففة
اياالحضرية 😂 وانا اللي هموت واشوف ابل ع الطبيعة 😍😍 يالهوي ع الجمال ياا نااااااااس 😍😍😍
لا ولما مهاب شاف الرسم
احساسي وقتها بعد ما كنت حزنت على جوزي للمرة العشرتاش بسبب ابوها وابتسمت بسبب جدها
المهم احساسي كان
يا سيدي يا سيديي 💃💃
افرح يا مهاب افرح ياا مهااب 💃💃
جوزي بتحبك ياا مهاب 💃💃💃
يا جودعان الاثنين ذولا بردون حرتي اليووم .. فرحوني .. اسعدوني .. ابهجونييي
اللي اسعدني اكثر من اعتراف مهاب هوو اعتراف جوزيدة بسبب خوفها وسبب وجومهااا .. مهاب لا تتركنيي ابددد .. عز الله ما تركك يا بنت رباح ولا دار وجهه عنش ❤❤ يترك القلب ؟ ليش ولد سيار اهبل وانا مدري 😱😱
.
.
.
امتنانووه
امتنااانوه بنت اللظينا هي وامهاا
يعني فوق ما انا مقهورة منكم بسبب صخر وبسبب انه شال سالفة جوزي وامها فوق راسه معكم وهو اللي طنته نفذ وصية اخيه وتركهم يسافرون مع بعض جايين انتو الثنين بدل ما تلمو الليلة وتغطو ع السالفة وتنكتمون تقومون تعكرون مزاج البنية وزوجهاا
جعلكم الكوبرا اللي تسممكم والاناكوندا اللي تحولكم عصير ان شاء الله 😡😡😡
.
.
انا جبت سيرة صخر بس بتركه لرد منفصل خاص به وبصياف بما انهم اتقابلو بواشنطن ويمكن اميمة ووليده التبن بعد يجون ع السيرةة
ويلااا سيي يوو كمان شوي ان شاء الله
اسعدتيني ميشوو
اسعدتيني جد جد يعني الله يسعدش دنيا واخرةة ❤❤

 
 

 

عرض البوم صور شيماء علي  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسمتني, قربى
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t199150.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 12-11-16 10:35 PM
Untitled document This thread Refback 31-05-16 02:16 PM
ط±ظˆط§ظٹط© ط³ظ…طھظ†ظٹ ط§ظ…ظٹ ظ‚ط±ط¨ظ‰ - Rocket Tab This thread Refback 26-04-16 08:37 AM
ط§ط³ظ…طھظ†ظٹ ط§ظ…ظٹ ظ‚ط±ط¨ظ‰ ط؛ط±ط§ظ… - Rocket Tab This thread Refback 21-04-16 06:56 PM


الساعة الآن 02:22 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية