كاتب الموضوع :
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: أسمتني أمي قربى
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كل عام وانتم بخير وصحه وسلامة ورضا ..اعاده الله علينا وعليكم اعواما عديدة وازمنة مديده ..
كان في نيتي ان اتوقف في رمضان لكن هذه هديه مني بمناسبة الشهر الفضيل ..
الجزء اهداء لكل قارئاتي الاتي سألن عني في وقت انقطاعي ..والى روحهن الجميله ..
اخاف اذكر اسم فيسقط البقيه مني ..
واهداء لمتابعتي الهنوف بمناسبة سلامتها ..الحمد لله على سلامتك هنوفي ..بنات خالة هنوف اوفيت وعدي ..
متابعتي الجميله اختي واكثر من اختي منار ..ربي يفرحنا بسلامتك ويسهل لك حملك ..
:
:
الجزء الخامس والعشرين ..
:
:
كلِّ ما أدفن خيالك ياعنيد
تمطر الدمعه وينبت من جديد
شفت وش سوى بي حبَّك يا بخيل
لو نويت أعاتبك القى الكلام
يعتذر لي منك ويلوم الملام
والقى حتى كِلمة أحبَّك قليل:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
مررت باطن كفها واناملها على نحرها وكأنها تمحي اثر ذكراه الا انه لا زال هنا ....كادت ان تختنق بعد ان توقف فجأه عما هم بفعله ورمى بكل ثقله فوق جسدها الرقيق ..دفن رأسه بين رقبتها وكتفها وتأثر خدها ببرودة شعره الرطب ..
همست بأسمه بصعوبه ..."عمران ..."
لم يرد عليها سوى انينه المكتوم ..بالكاد استطاعت الحيول بين ملمس صدره العاري على جسدها بكفيها وهي تدفعه بكل قوه تملك لتستطيع التنفس ...وقد احاطتها حراره جسده..
ما ان ابعدته كادت ان تشرق بالهواء الذي تدافع لداخل صدرها ..وهي لازالت ترتجف لما بدر منه ..ولم تفهم رغبتها هذه ابدا ..راقبته بعينان هلعه شارده ..وهي تجمع الغطاء الى صدرها ..ندم كبير يكاد يتحول لبكاء لانه سايرته بلحظه ضعف ...
قدميها اضعف من انها تغادر المكان فقط رمت بجسدها بتعب بالقرب منه ...التفتت اليه كان مستلقي على صدره وقد دفن رأسه وسط الوسادات الوثيره ...هل لازال يتنفس ؟؟ مدت يدها المرتجفه اليه وهي تبعد خصلات شعره عن جبينه ..
كان يغرق في نوم متعب للغايه يبدو بأن المسكن أخذ مفعوله ..نفثت نفسا عميقا ممتنه للخلاص في اخر لحظه ..
:
:
هلعت لمن لمس كتفها ...التفت للمصدر دون استيعاب ...كانت الصغيره تشير اليها على باب منزل الاتي قصدنه ...استوعبت بعد ان تأملت الباب بشيء من شرود ان كل شيء قد انتهى ...
أبتسمت لاميمه الصغيره من اسفل نقابها ..."ما انتبهت اننا وصلنا ....هيا انزلي ياروحي ..."
:
:
ترجلت من السياره وهي تأخذ نفسا عميقا تتمالك به نفسها ...لقد كان وانتهى عليها نبذ هذه الذكرى كالكثير مثلها ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::
لم تستغرق وقتا طويلا في ارتداء ملابسها ...كانت تتأمل محياها بداخل المرآه ومن خلفها الغرفه الخاليه ..وهي ترتدي بناجرها الذهب ادخلت اخر واحده ..وعدلتها فوق معصمها الصافي ..
أخذت قلم الكحل واعادت رسم اطرافه توقفت عما تفعله للحظه ...رمت القلم من يدها وهي تبعد خصلات شعرها الطويله على كتفيها ويديها ...
مدت يدها لهاتفها وهي تطلب رقم هجرت طلبه منذ مده ...
بعدما انتهاء الطلب دون اجابه ...لم تتردد في اعاده طلبها ...لم يلبث حتى انقطعت رتابه صوت الطلب ليظهر صوته المكتوم من الجهه الاخرى ...
"هلا .."
أخذت نفسا عميقا وهي تتأمل نفسها في المرآه ...."معد ...انت في بدر ...؟؟"
:
:
كان للتو قطع المئة والخمسين كلم الفاصله بين المدينه وبدر ...على عكس رغبته سيقضي العيد هنا وسيحضر حفل زفاف مهاب لن يستطيع التأخر عنه خصوصا ان اخواته الفتيات وامه هنا لوحدهن ..وليس هناك من يعدن معه لقطر سواه ...
ما ان تغلل في شوارع بدر الرئيسيه متجها الى منزل جده حتى رن هاتفه ...لم يلقي له بالا وهو شارد تماما ...لايود ان يحادث احدهم هو يعلم بأنه سيكون جده لابيه يلومه على عدم قضاء العيد معهم ...
لكنه بالكاد سيرتاح يوم العيد هنا قبل الزفاف ويعود يوم الزفاف لقطر ..اقترب من المنزل الا ان هاتفه لازال مصرا على الرنين ...
رفعه بقل صبر ..الا ان ملامحه تجمدت وهو يتأمل اسم من تطلبه ..اوقف سيارته ومن ثم رد عليها ....حاول ان يؤد الشوق واللهفه في صوته لها ...."هلا ..."
:
:
أجاب سؤالها الغريب هذا بأستغراب حاول اخفاءه ..." ارحبي انا افداش ..هذا انا واصل مالي دقيقه ..."
:
قابله صمت متردد منها الا انها همست بقناعه .." قابلني في مجلس جدي ..."
غضن جبينه لم تعطيه فرصه ليرد عليها وقد اغلقت الخط للتو ...تأمل الفراغ بعدم استيعاب لمده ..الا نه ارتجل من سيارته على عجل وهو يتسأل عما تريده ...اتجه الى المجلس في خطوات واسعه ..
لايهمه أي مما تريد قوله فقط ...لهفه صغير جاهل في داخله تتعاظم بأنها سيراها ولو للحظه ...
:
:
ما ان اغلقت الخط منه حتى همت بلف طرحتها ..واخذت برقعها من فوق المنضده على عجل وهي تترك المكان ..
تجاهلت نداء جدتها لها وهي تتجه مستعجله الى المجالس الخارجيه ...
:
:
دخلت المجلس وهي تبحث بنظراتها عنه ..لم تجده الا ان المكان لازال يحمل رائحته ...حاولت ان ترتب نفسها المضطرب وهي تغمض عينيها ...
كانت ستعود ادراجها وتتجاهل كل هذا ...ما ان التفتت تهم بالخروج كان يقف على الباب ..بكل هيبته وطوله الفارع ..التألق الغريب الذي لا يختص الا به وبأناقة ابناء جلدته الفريده ...
ثوبه القطري المشدود وغترته المرتبه ناصعي البياض ..عقاله القطري ..ورائحة عودته الرجوليه ..لما هي تشعر بأنها تراه للمره الاولى ..
وما هذه الهالات الحزينه اسفل حدقتيه السوداء الحاده ...
اخذت نفسا عميقا وهي تغمض عينيها تهز رأسها بالنفي لنفسها على ماستقدم عليه ..القى عليها السلام وهو لازال يقف على الباب ..
ردت عليه السلام وهي تبتعد عنه لتقف بالقرب من النافذه لشعورها بصعوبه تنفسها ...سألته بتوتر ..."كيفك حالك ...؟؟"
اجابها وهو يحاول ان يقصي رغبته بتأملها ..."طيب طاب حالش ...بشريني عنش ..؟؟"
ابتسمت الى لهجته التي افتقدها دون ان تعلم ...." الحمد لله ..."
".معد.." ..."نصره"
:
نطقاها في نفس اللحظه بأندفاع ....سكت كليهما يتأمل صمت الأخر ...أومأ لها برأسه أن تحدثي ...
مررت اناملها بتوتر على قضبان النافذه العملاقه الحديديه وهي تتأمل الخارج ...همست بخجل ...."معد ....تتزوجني ...؟؟"
:
رفع رأسه لها غير مصدقا ماقالته للتو يبدو بأن طول تخيلاته واماله الزائفه قد اثرت عليه حتى بات يضنها تنطق بها ...بل ويسمعها من صوتها الذي لطالما أسره حديثه وحسن قوله ..
الا انه راقب حدقتيها الدامعه التي تعلقت به بكل ثقه وكفها الايسر المرتجف الذي حاولت منع ارتجافه وهي تشدد على قماش ثوبها اسفل فخذها الايسر بين قبضتها ..
همست وهي تحاول اخفاء رجفة عبرتها في صوتها ..."تتزوجني...؟؟"
اعادت قولها وهي تراقب صمته وجموده ...
اقترب منها بخطوه واسعه الا انه توقف في مكانه مستوعبا ما كان سيهم به ...ازاح نظره عنها وهو يلومها ..." ماهو نصره اللي تطلب كذا ...."
لم يرفع رأسه لها ليفهم ردة فعلها ..و هي بالكاد تتمسك بكل قوتها بطرف النافذه بجانبها تمنع وقوفها ان ينهار وراء كبرياءها ....اضاف بأحترام ..."نصره بنت خالي ...بنت الشيوخ ..تنطلب ماتطلب ...تنطلب بجاهه وبرجال تعنوا وملوا المجالس لعيونها ....اعتبرها موافقه منش وانسي هذا الموقف ..."
:
ابتسمت بحزن لما بدر منه للتو وهي تكره ان تكبله معها في كل هذا ..."معد ..سامحني .."
بادلها نفس الابتسامه وكأنها يراها ..."مسامحش لو غلطتي ..."
هزت رأسها بالنفي تحاول ان تثنيه عن رحابة صدره هذه عليها ...."بشروطي يامعد .."
عدل غترته وهو يبعد نظره عنها حول المجلس وقد كره نبرتها حقا ..."اشرطي جعل مايشرط غيرش...."
غضنت جبينها وهي تراقب ردة فعله لما ستقوله ...." استقر معاك في قطر ..وبناتي معاي...ماقدر اسيبهم يامعد اعذرني ...وشرطي الثاني وعد وامانه في رقبتك ...لاقصرت معاك في يوم ..وادري بأقصر قولي ..عاتبني ..لاتسكت ..وشرطي الثالث ...لوقته يامعد ...بس اوعدني توفي به اشد من اوله وثانيه ..."
:
لم تقرأ من ملامحه رد فعل ما ...سوى كرمه و وفاءه ..." بناتش ماعاش منهو خذاهن عنش ..وان كان في تقصير محشومه يابنت خالي عساني ما اقصر بحقش يوم ...وثالثه وعد علي مثل اوله وثانيه ولو اني ماعرفته ...وكانش صادقه برغبتش في قطر.. تنور بش يابنت خالي ولاهو قاصرش شيء بأذن الله أبد ..."
:
يالكرمه ..وطولة باله ..وعظم شهامته ورجولته ....اضافت كارهه ماتفعله به ..." الله يكملك يابو عبد العزيز ...واخر مابقى لي من شروط ...ابغى الزواج يكون كتب كتاب وعشاء رجال يليق بك وبأسمك بدون حفله لي او غيره انا في غنى عن هذا كله ..."
:
تنهد بعدم رضا ..."ولو انه مهو راضي ومهو قدرش لكن اللي يرضيش حنا نلبيه لش ..."
:
تركت مكانها وهي تتوجه الى الباب بخطوات بطيئه ..."تسلم يا ابو عبد العزيز ...وسامحني وامسح سواة جدي بوجهي ..."
نهرها بصدق وحزم بان على محياه ...."نصره لاتقولين كذا ..تزعليني منش ...انا رجال امري بيدي وهذي رغبتي ..مثل ماهي رغبتش ..."
أطالت تأمل الفراغ خلفه ومن ثم هزت رأسها بأيجاب غير مقتنع وهي تهمس له ..."على خير .."
بادلها همسها وهي تترك المكان ..."الخير بوجهش ..."
:
:
التفتت للفراغ حوله...ماكان ماحدث معه للتو ..ياعمري السالف الحزين أكان ما صارحتني به للتو حلمك المؤود ..؟؟
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
دخلت للتو وهي تتجاهل الكل متجهه الى السلم تحتاج الى العزله في غرفتها للتحكم بهذه الرجفه الغربه التي اعترت جسدها ...خوفا ..وصدمة ..
الا انها لم تصد من لمحتها للتو ...سألتها بأستغراب..."قربى متى جيتي ...؟؟"
:
اشارت قربى خلفها وهي لا زالت لم تخلع عبائتها وطرحتها ونقابها في يدها ..."توني داخله ما مداني سلمت على خالتي قوت ودخلتني اسلم على جوزيده ...."
أخذتها نصره بيدها وهي تصعد السلم ..تبعتها قربى بخطوات متعثره وهي تسألها مستفهمه ...."يابنت اشفيك ...؟؟ "
أمرتها نصره شاردة الذهن ..."أدخلي وانا اقولك ..."
:
امتثلت قربى لامرها ..."حاظر ...بس عشان افهم ملامحك المخطوفه هاذي ..."
جلست قربى على طرف السرير وهي تهم بنزع عبائتها ..متأمله نصره بحيره محاولة فهم ما لم بها ....
نزعت نصره الحجاب عن شعرها وهي تضع كفها على صدره ..وتحاول ان تنضم نفسها المتدافع بعشوائيه الى داخل صدرها....همست وكأنها تحادث نفسها غير مصدقه ...."كلمته ....قربى كلمته ...ووافق ...وافق ...كان غريب كان معد احتك فيه لاول مره ..."
فهمت قربى مالم بصديقتها ...." طيب ...أش صار ...."
مررت يديها على محياها وهي في حيره كبيره وخوف من ماضي ما ...."قربى خايفه ...شوفي للان ارتجف...اش القوه اللي جاتني وكلمته ....نظراته للان احس فيها تحرقني تخنقني ....ٌربى انتي فاهمتني ..."
هزت قربى رأسها بحزن ...."فاهمتك ...فاهمتك لو وضعك غير وضعي ...."
تاهت نصره بنظراتها في المكان والحزن يخيم عليها ...."قربى اخاف انسى مين معد ..."
:
:
نظرة ذات مغزى قابلتها بها قربى ..."مين معد يانصره ..؟؟"
غضنت جبينها وهي تجلس على كرسي التسريحه ...."ما ادري ....ما ادري ...اول مره احس نفسي غلطانه ومقدمه على شيء مو فاهمته ...كل شيء غلط ..."
:
وقفت قربى وهي تثنيها ..."مافي ولا شيء غلط ...لاتصيرين موسوسه نصره ...هيا خلك قويه خلك نصره اللي اعرفها ....وانزلي كذا بجمالك هذا ...وسكتي كلام الناس ...."
قالتها قربى وهي تنظر للمرأه من وراء نصره وهي تعدل شعرها ....وبأبتسامه بها لذة كيد قربى القديم ...."انا بأنزل واكلم النقاشه تحني لميمي ....وفي كم وحدة كذا بسكت لهم حلوقهم سمعت هروجهم التافهه وانا داخله ..."
أبتسمت لها نصره من بين شرودها ...."حيوانه نسيت تأثيرك علي ...امشي نزلنا ...."
:
:
زيفت قربى ابتسامه وهي تشجع نصره للنزول ....لن اسامح عمران ابدا على النظرات ... والاحاديث التي سأجابهها الان ....
لم تقضي وقتا وهي تضمن لاميمه الصغيره دورها في الحناء بين الصغيرات ...ودخلت المجلس المكتض بنساء العائله الكبيره ومعارفهن ...ومن قبلها نصره ..
سكت المجلس عن أي حديث وهو يراقب دخولها ...في الواقع هي عاشت هنا كثير لذا لن تشكل ملامحها لغطا لان تقريبا الكل يعرفها لكن ...الصمت هذا كان مبرره أمر أخر تماما ...
لم يكن هناك صوت سوى صدى نقرات كعبها على الارضيه الرخاميه الملساء ..وهمسات هائمة صدرت من مجهول ما ...
جلست بجانب خالتها قوت ونصره ...وهي كعادتها ...قويه وجميله ومتجاهله كل مايحدث امامها لكن دواخلها كرهت نظرات ....الاستصغار ..الاستحقار...النبذ والكره هذه ...علمت بأنها ستواجهها يوما ما نظرا لما كانت وما ألت ...لم تكن سوى مرافقة اخته المريضه ...وهاهي اليوم زوجة ابن شيخ القبيله الذي اكرمها يوما ما وفتح لها بابه وكانت حالة احسان وكرم منه اتجاه مرافق ابيه ...
انها افعى لطالما كانت قويه ولم تنكسر لقد لفت من حول الرجل الذي احسن اليها بعدما توفت اخته ولم يعد لها حاجه ...
كيف تجرؤ ..يالكيدها ..لخبثها ولحضها ...تزوجت من اكبر نافذ في المنطقه ...من أبرز اسم وشخصيه ...فقد استغلت جمالها ...
انه جريئه لدرجة انها تسكن معه وزوجته ام ابناءه في نفس المنزل ...بل انها وبكل وقاحه تعامل ابناءه كأم ابناء الناس ..وكأنها تصرح بأنها ملكته تماما حتى ان ابناءه باتو من مستوى ابيهم لديها ...
الرحمه لقلب هنده المسكينه التي تركها زوجه ليرتبط بصرح الجمال هاته ...من هنده في حضرة هذه الافعى ...
لكن الرجل رجل ...أيعقل بأن كثرة رؤيته لخروجها ودخولها وحديثا امامه سيذهب هدرا ...خصوصا ان كانت بهذا الجمل ...والكيد والخبث ...ماذا اذا لو انها لربما استمالته بصمت طوال هذه السنوات وانتظرت وقتها لتنفذ خطتها بنجاح ...
:
:
كان هذا تماما ما يدور في اذهان من حولها ...لكن الم يراعو يوما هذه اليتيمه ..الوحيده ...التي لم تعش يوما ما لنفسها لحظه ..بل اخذت على عاتقها مراعاة اهداء منذ اول يوم رأتها به ...التي قامت بكل واجبات العائله الكبيره بأسم اهداء ..التي راعت الطفلين الذي اهملتهم امهم وتشاغل عنهم ابيهم ...
من عاملت كل من في هذه العائله بكل تقدير احترام ...من ربت نفسها بنفسها دون خطأ او حيد ...
:
حادثتها قوت بحب ....لامتها "ليه ماتحنيتي ....؟؟"
تجاهلت الرقم المجهول الذي التمع على شاشة هاتفها وهي تجيب عليها باحترام ..."لا خالتي ما ابغى ...خلاص اميمه حنت يادوبك اساعدها الين تنشف من على يدها ..."
الا ان قوت لازالت تلومها مصره ...."ماهو عذر ..عيب عروسه ماتحنين ..."
ابتسمت قربى بسخريه حاولت اخفاءه ...."ياخالتي راحت علي خلاص ...جوزيده هي عروستنا ..."
تجاهلت الرقم الذي طلبها بأصرار وهي تقفل هاتفها ...وتتشاغل مع نصره بحديث جانبي ما متغافله عمدا أي نعره تافهه حولها ...
حينها دخلت اميمه المجلس ومن خلفها ابنتي متعب ....مان سلمت على المجلس حتى ابعدت لها قربى مكانا لتجلس بجانب قوت ....التي تسألت فورا ...."وين جليله عنكم ...ماعزمتها انا ..."
أبتسمت لها اميمه بأنحراج ...."مو جايه تعبانه تقول ....ما ارتاحت من يوم المهرجان وهي تشتغل ...."
لم تقتنع قوت بجاوبها ...." تقولينها ..."
ابتسمت اميمه لفطنة خالتها ..... اقتربت منها هامسه ...." بعدين اقولك ياخالتي عديها الله يرحم والديك ..."
قاطعها رنين هاتفها استغربت الرقم الذي اظهرته الشاشه ...ردت بهمس ...ثانيه ثم التفتت حولها بأستغراب ...
:
كانت تهمس لنصره ...." نصره افهميني ليش تتكلمين كذا انتي .."
نهرتها نصره ..."ياختي انا ادري الناس فيك انتي وقمصانك معقوله الرجال مالتفت لو لحظه .."
رفعت قربى حاجبها بأستجان ..."نصره الموضوع جدا خاص وفوق النقاش ..وانا والرجال ذا حاله خاصه لاتحاولين تفسرين او تأولين ...كلمتين علي بعض ماتبادلنا ..ورجاء خاص لاحد يتكلم معاي عنه انا مالي شغل فيه ..."
:
قاطع حديثها نصره وهي تنظر الى اميمه التي مدت لقربى هاتفها ...."قربى كلمي ..."
:
استغربت قربى وهي تأخذ الهاتف منها ببطء متسأله ...." هلا ..." نطقتها مستفهمه عن الطرف الاخر ..
تجمدت ملامحها وهي تسمتع لصوته في الجهه الاخرى ....وفهمت نبرته جيدا ..."وينك ..؟؟"
:
نظرت حولها هامسه لن تترك مكانها والكل يراقب كل كلمه تنطقه ....وهي تخفي أي ملامح لردة فعلها ..." عند خالتي قوت .."
جمود صوته وترها ...."انا قلت لك روحي ..." ياه ..لم تكره يوما في حياتها كما كرهت صوته الجميل هذا ...صوته الكاذب الذي يوصل عكس مايحمل ...
حينها وقفت وهي تترك المجلس ...دخلت الصاله الخاليه وهي تغلق الباب خلفها ....اجابته بنفس جموده "وانت وينك عشان اكلمك او استأذنك ..."
الا انه اعاد سؤاله ببرود خانق ..."انا قلت لك روحي لخالتي .."
اخذت نفسا عميقا وهي تحاول ان تختلق صبرا ما في دواخلها ....."اميمه اصرت ماحبيت اكسر بخاطرها واخليها تجي لحالها ....وبعدين لخالتي واجب علي ...مستحيل اطنش واجبها حتى لو كان هذا يترتب على موافقتك او رفضك ...."
:
لم يجيبها او يناقشها سوى بقوله الأمر الجائر ..."اخرجي انا برى ..."
:
كانت سترد عليه لولا انه اغلق الخط ...تبا له من رجل ...تود ان تترك المكان هنا حقا لكنها ايضا لاتود ان تقابله بعد ذاك اليوم ...لكنها لاتعلم على ماسيقدم على فعله لو انها رفضت الخروج ....
دخلت المجلس وهي تمثل ان كل شيء عما يرام ....جلست في مكانها وهي تضع الهاتف في يد اميمه ...همست لها ...."خالتي بثقل عليك ....أنا بأمشي ذحين عمران برى ...اعتذري لخالتي قوت عني ...لو كلمتها ذحين الكل بيلتفت لي وبتخليها خالتي قصه وبتحلف علي ....انا بكرا بدق اعايدها واشرح لها ..وانتبهوا لاميمه ارسلي لها وحده من البنات بعد شوي...."
أستغربت اميمه مما قد يجبرها على الخروج هذه اللحظه حتى ان المغرب لم يحل بعد ...الا انه يبدو بأن اتصال عمران للتو بصوت لايفسر هو السبب ...مسكينه ياقربى انت في غنى تام عن مزاجيته الرعناء ..
:
ارتدت عباءتها بهدوء وخرجت دون ان يلاحظها احدهم في المنزل المكتض ..كان الخارج هادئا وخاليا الا من سيارته ..
ركبت بهدوء ..لم تنظر اليه حتى ..
بدأ الغروب خيم على المكان ..وخلى المكان الا من برودته وصوت همسات مذياع السيارة يبث اذان الرياض من اذاعة القرآن ..
تجاهلته عند وصولهم المنزل وهي تترجل من السياره متوجهه للمنزل لم تغلق الباب لانه كان خلفها واقرب اليها حتى من ان تلتفت ...
نزعت نقابها دون ان تلتفت اليه ..عندها سمعته بنبرة لم تفهمها أهي تهديد ام تأمر متعالي ...." الباب هذا ...ماتخرجين منه الا بأذني ...ماتسوين نفسك علي انا الفاهمه وواجب خالتي ومدري ايش ....لا كلو بأمري أنا ..."
:
:
استفزها حقا حديثه ....كانت سترد عليه لولا انه لم يترك لها مجال وهو يهم بالخروج ...ويأمرها بأستصغار ..."وعبايتك هاذي غيريها ..."
نظرت الى عبائتها الكتف الساتره وقد تقطعت قيود صبرها من اسلوبه في جملته الاخيره ...." عمران أشبيك ....اني ما ارضى تكلمني هيتج ..."
:
رفع حاجبه يراقبها ببرود يخفي وراءه مشاعر متضاربه بالكاد توصف ..." مو فاضي ياقربى ولا كان عرفت كيف ارد عليك ....اسلوبك هذا رده عندي قريب...."
:
ردت عليه بقل صبر فهي لاتفهمه حقا ...." هسه اني اللي اسلوبي كلج مو زين ...اني اعاملك بالمثل عيني ..."
رماها بأبتسامه سخريه ووعيد دون رد وهو يغلق الباب خلفه في طريق خروجه ....
:
مررت كفها بتعب على محاياها انها حقا ليست بمزاجه يكفيها ما بها ....جلست على اقرب اريكة للباب ..
عندها فُتح الباب ..اطلت تلك من خلفه بهدوء ..كأنها لاتود ان يشاهدها احدهم ..مان لمحت قربى تجلس قريبا حتى اغلقت الباب بكل قوتها ...
همست بحقد وتحقير..."يوه انتي لسى هنا ...ارجعي ارجعي بلدك شوفي لك احد يلمك ..."
:
هنده حمقاء تماما في تعاملها مع قربى لاتعلم انها بكل لفظ عنصري تنطقه اتجاهها قربى تزيد الخناق عليها ...." توء توء ..هندوي انتبهي لنفسك ترى بدى الكبر يبان عليك ..خلك شوي ريلاكس ..التجاعيد طالعه تسلم علينا ...."
:
نهرتها تلك وقد اصابتها قربى في الصميم ...بهوسها المرضي بخلود جمالها ..." هندوي في عينك ...عمتك هنده ..."
:
ارتاحت قربى في جلستها ...لتضع حنقها من زوجها بها ..."عوع بس ..عمتي عليمن عيني علي اني اللي بهالمكان قدري من قدرتج ..انتي مين داقولتج ؟؟...بعدين شنو هذا اش لابسه ..سفرات وطلعات ومعارف هاي لبستج ..."
:
تود ان تقتلها حقا ..."اقول ...كأنك مصدقه نفسك ...انتي مين ولا اش فهمك ...مين ابوك ومين امك ...عمى بعينك انتي ليش حاذفه نفسك على الخلق امك رمتك بزر وعمامك متبرين من وجهك ..حتى ابوك اللي لك ياعيني ولد جاريه وبس شاف وجهك فطس ...الا على طاري عمامك ..كيفها عمتك ام ماجد ...؟؟"
:
هي تعلم جيدا بأنها تود ان توصل لها مما قالته تهديدا لكنها لاتعرف من هي قربى ...." الله ياخذ قولتج قولي امين ...بالله مره شكبرتج هاي منطوقتج ...شنو عيني انتي ماتقراءين ماتطورين عمرتج الناس وين وصلوا وانتي باقيه لازقه بالقاع ...بدال الشد والتفخ هايا اللي مشوهتج تعلمي تسنعي كبري عقلتج ..."
:
يالله لا شعور في الكون يوازي الكره والغيره منها في دواخلها ..."تف على هذا اللسان الاعوج ...اقول ..."
قاطعتها قربى وهي تقف ..وتنهي الحديث ..."اقول...بلا لُك لُك ما اله طعمه وتافه ويصدع الراس ...."رمقتها بنظره لها الف معنى ...."بدال الحتجي والنجرة اللى لاتغني ولاتسمن من جوع ...روحي دوري لتج دكتور تجميل شاطر ..هه يمكن يقدر يخفي اثار .."
:
:
قاطعتها تلك بخوف غاضب ..."بنت ...اش قلتي لعمران...احسن لك ...انتي مو قدي ..."
:
هزت قربى رأسها بالنفي وهي تتجه الى السلم وبأبتسامه سخريه ردت على تلك ...." انتي اللي مو قدي ياهنده ...وزي ما انا عارفه كيف استر اسرار كثير برضو عارفه متى اقولها ..."
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
كان البيت خاليا الا منها حتى خادمتي اميمه استغلين عدم وجودها اليوم لقضاء يوم عرفة في الحرم في المدينه المنوره ...
تركت المنزل يغرق في ظلامه سوى من الانارة الهادئه امام شاشة التلفاز التي تبث قناة السنه النبويه ...وضعت قهوتها التي اعدتها للتو على الطاوله وهي تجلس..
كان ذهنها خاليا من أي فكره او ذكرى وهي تتأمل الشاشه امامها ...لقد اقتراب انتهاء وقت عدتها ...لن يشكل هذا فرقا ..لطالما قضت الاشهر في هذا المنزل ولم تخرج وتختلط كثيرا ...
لكنها حقا كرهت المكان وتود ان تعود لقريتها ..حتى ولو عاشت في منزل ابيها وحدها ..
:
حينها رن جرس المنزل ...هلعت من من قد يكون الاتي في هذه اللحظه ...بخطوات بطيئه اتجهت الى الباب ..
فتحته متردده ..حينها اطلت تلك من خلفه ...."السلام عليكم ..."
وضعت بخوت يدها على صدرها تهديء من روع نفسها ..."ياهلا وعليكم السلام ...اف قلبي وقف ..."
ابتسمت تلك بعدما نزعت نقابها ..." اسفه ياعمري ارعبتش...عرفت انك لوحدك ..وجالسه لحالي في البيت الافكار توديني وتجيبني قلت اجي اسهر عندك..."
:
اغلقت الباب وهي ترحب بها بحب ..." حبيبتي الله يحيك جيتي بوقتك ..ليتك جيتي بدري فطرتي معاي ...."
:
ابتسمت لها جليله وهي تنزع عبائتها ...." ما ادري مالي نفس ....شوفي جايتش بلبس البيت ...بخوت من جد عقلي بيوقف والله تمرتين على بعض ماقدرت ابلعها ...."
استغربت بخوت من حالها ..."خير ياجليله اشبك ..؟؟"
:
ابتسمت لها بتوتر ..."خير ان شاء الله ...خلينا نجلس بس ..."
ابتسمت بخوت بخجل .."ايوه صح اعذريني من الفجعه ما قلت لك تفضلي ..."
:
"زاد الله فضلش.." قالتها جليله وهي تتجه معها حيث الصاله ...
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
كانت نوف تمد يدها للنقاشه بينما جلس عنود بالقرب منها منشغله بهاتفها وتكون قريبه منها اذا ما احتاجت شيئا ...
نظرت اليهن قوت بعدم رضا ...." ماشاء الله يالبنات السنعات مدشرات بين ابوهن وظيوفه و يتحنن ..."
:
عندها نظرت اليها عنود بعتاب ....وهي تقمص اسلوب العزه "افا ياخالتي قوت ونضيع واجبك وواجب جوجو القمر عشان شوية رجال ..."
نهرتها قوت ..." انطمي لا بالباكور على راسك ....يالعِثه ..." = لفظه حجازيه تطلق على المرأه المهمله..
اتسعت حدقتي عنود بتظلم ..."خاله قوت انا عِثه ...طيب والله كنت بسوي لك كيكة دخن بس مافي ..."
نهرتها تلك ...."مابت من هم ثريدك ...." = الاكل الغير متقن الصنع ...
يالحلاوة حجازيتها البدويه التي بدأت تندثر ..
حينها تدخلت نوف لتهديء الوضع ...."خاله قوت بالله انا وعنود اش بنسوي ابوي لام القبيله كلها في مجلسه وهاذي حالته كل يوم عرفه ...حنا الثنتين يعني بنقدر ...هو دايم ينسق الفطور مع شركة تغذيه ويزبطونه ..."
:
:
تحسرت قوت ...."ياعيباه ....متعب الشيخ ماعنده مره تطبخ لضيوفه ...لكن وش السواه الشكوى لله ...انتن يالعثث لاتزوجتن عسى مانتن طابخات لرجالكن ...والله لا احبسكن معاي في المطبخ سنه الين تتأدبن ..."
حينها نوف اجابتها بما استفزها ...."خالتي وين حنا خلاص انقرضوا اللي يطبخون ذحين الرجال يبغون قميصين وامكانيه جسديه حتى عيال مايبغونك تربين ...."
:
:
وضعت قوت يديها على خديها من الحياء ...."ييه ..ييه ياربي قلت الحيا البنت ....قومي ..."
قالتها وهي تضربها بما كان قريبا منها ...." يامالي يامتعب ....يا غبني يامتعب ..ماسمعت بنتك وش تقول ...."
:
عندها ضحكت جوزيده التي كانت تحضر الموقف من بدايته .....لامتها نوف ..."أضحكي انتي اضحكي يدك في الحنا ومرضي عنك وبكرا بتاخذين جنتل العيله مهاب ....مين قدك بتتربعين ملكه على ال عمران كلهم ...متزوجه رئيس وزراء العمران كلهم ..."
:
خفتت ضحكتها وقد اعتلاها الخجل حتى احمرت خديها ...للمره الاولى منذ ان كتبت عليه زوجه تشعر بخجلها هذا ....خصوصا ان الكل يمتدحه لها ويغبطها لما ستؤل عليه ...
لما هي فقط من لاتتقبل فكرة زواجها به لاتعلم منذ الان تشعر بأنه سيتخلى عنها ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
كان يجلس في المجلس سارح تماما ..وكأن ماحوله لم يكن ..وضع الفنجال من يده وهو لم يشربه حتى على الارض فلطخت القهوه البارده كم ثوبه ..
حينها التفت اليه مهاب مستغربا ...." معد ....وشبك ..؟؟"
:
لم يلتفت اليه وهو رافع حاجبه غارقا في سرحانه بل اكتفى بهز رأسه له بالنفي ....
لم يقنع مهاب من ردة فعله الا انه التزم الصمت وهو يراقب الحديث في المجلس ...لن يقول له مايشغله ابدا ...أسيقول له اختك عرضت علي موافقتها ...هو يعلم بأنها تجاوزتهم يعلم كم العلاقه متوتره حاليا بينهم بسبب موضوع الزواج الغريب هذا ..
لطالما رغب الارتباط بنصرة..وكان حلمه الذي يؤد ويولد في ليله ...لكن ليس بهذه الطريقه ...
لن يؤجل الموضوع اكثر بعد العيد سيكلم ابيه واخوته وجده ليأتو الى بدر ويخطبها وينتهي من كل هذه المعمعه والتشتت ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
وصعت فنجال القهوه من يدها وهي تفضى عما اثقل كاهلها وكتم صدرها ...." يابخوت ...احس الامر فوقي لا انا اللي اقدر اقول لا ولا انا اللي اقدر اقول ايوه ..."
:
لم تفهمها بخوت يبدو بأنها تكتم الكثير ...." طيب ليه ياجليله ..ليه لا ..."
هزت جليله رأسها بالنفي ...." خوف ...من اول لحظه شفت فيها متعب وانا خايفه منه ..وللأن الخوف يكبر ...احيانا افكر فيه واكون ممتنه له بعد الله واشكره وادعي له ...لكن بس اشوفه يختفي كل هذا ...ويحل محله خوف حتى اسمي لو يسألني عنه ممكن انساه ..."
أستغربت بخوت حقا ...."جليله انتي من فين تعرفينه ...احسك كأنك تعرفينه ..تعرفينه اكثر من عمتي اميمه حتى كلامك عنه صادق ...."
ابتسامه سخريه بهمهه خافته صدرت منها ..." لو احكيك ماتصدقين ...بس ما اتوقع هو يبغاني اتكلم ...شفتي ..اقدر اتكلم ولا علي منه...بس اخاف احسه كأنه يراقبني وزي مازرعني في هاذي الحياة المستقره يقدر ينفيني منها بكلمه ....ما اخفيك يا بخوت انا انثى برضو ...وفكرت مره ...كذا تجرأت وفكرت ...لو ..لو انا لفت متعب مره ...ماقدرت اتعمق في الفكره اكثر او اتقبلها ..وحل محلها خوف اكبر ..احسه زي الصخر يا بخوت مافي انسانه تستقبله زوج ..."
سكتت بخوت لبرهه الا انها قررت التحدث ..."أنا عرفت رفيده زوجته في اخر سنينها ...ماكانت تتكلم عنه كثير ..تحسين علاقتهم زي رسميه ..علاقة عمل ...شيء زي كذا ...بس تعرفين اش اللي لفتني لمن انخطبتي اول مره ...اميمه كانت خايفه تكلمه ..ما ادري يمكن كان عند اميمه احساس او خبر انه يبغاكي ...مادري ..صراحه الموضوع بسيط ومايستاهل اللي مصعبه مشاعرك ....خلاص يا جليله يا ايوه يا لا مو صعبه ..."
:
اخذت جليله نفسا عميقا وهي تبعد شعرها عن محياها ...."يابخوت والله امس مانمت وانا على سجادتي ...من يوم ماكلمتني اميمه لين قبل ما اجيش ..وانا ماذقت النوم ....بس احس انه انا ما اقدر ...ماقدر اقول لا ...انا مين قدامه ....ذا اللي مخوفني كيف ارتبط بواحد انا قدامه كأني مسلوبه مالي شخصيه ...ما اقدر اقول لا او ايوه من اول مره ماقدر اعبر رأيي ..كيف بتواصل معاه ...كيف بعيش نفسي ..بعيش حياتي مع واحد كأنه متملكني كأنه رئيس ولا قائد علي ....تصدقين فرق العمر والله ولا همني .... كل اللي همني ...انا راح اكون سعيده وراضيه معاه ..؟؟ولادايم راح اكون في موقع التحكم والسلبيه .....موقع الشك ...من اول مره شافني شك فيني واستغلني ...وذحين ...يتزوجني ...انا اش موقفي ..."
:
:
اتسعت حدقتي بخوت من اخر قولها ...." جليله اش تقولين ...والله مو فاهمتك اش هو الشك والاستغلال ...اش بينك وبينه ..؟؟"
ابتسمت جليله بحزن ..."أمر كان وانتهى خلاص ...الحمد لله ياشيخه ما ابغى اتذكره ..."
:
:
اخذت بخوت نفسا عميقا وهي في حيرة كبيره من امر التي امامها ..." ونعم بالله ..ياجليله احس الامر مو بيد احد غيرك ....ولاتفكرين الا بنفسك وراحتك ...واللي ترتاحين له بعد استخارتك اختاريه ...مافي اصعب من زوج يهمشك ويقللك عشان خلفيتك الاجتماعيه ولا تعليمك .."
تفهمت جليله صدق ماتقوله ...." احس القرارات هاذي صعبه على البنت ...يعني مهما كان امها وابوها يخففونها عنها واحيانا يتخذونها عنها ...بس لو كانوا امي وابوي عايشين هذه اللحظه ماكان في متعب من الاساس ..وكنت للأن اسمع امي تبكي من فعايل ابوي ...ولاابوي يضربني بدون سبب وعلى غلط تافه ويقول انتي زي امش...ليتش ولد وارتحت من همش...."
:
ابتسمت بخوت بحزن ...." لو كانوا ابوي وامي عايشين لهذه اللحظه كان كملت تعليمي ..وما اضطريت اتزوج وليد من اصله ....عمتي اول ماخطبتني منها عمتي اميمه وافقت وانا لقيت نفسي مضطره اقول ايوه على وليد كيف كنت راح اعيش معاها اكثر ...تخيلي كانت تخاف على اولادها مني ...وكانت تقول زي ما امك بنت البياعه لفت على اخوي واخذته بتلفين على اولادي لا انا اولادي عيال شيوخ ...بنتها تزوجت معاي في نفس الشهر ...اخذت كل مهري وتجهزت فيه هي وبناتها ...جا يوم زواجي تخيلي وانا ماعندي فستان ...حتى محد وداني القصر ..لمن درى ولدها الكبير وداني ...تخيلي دخلت بعبايتي و ثوبي ...حتى الحضور العاديين ما سووها ..وشافتني عمتي اميمه ...بغت تنجن ...كلموا نصره وجابت لي فستان زواجها ..وقربى اتوقع تعرفينها ...الله يسعدها هي اللي صلحتني ...لان اميمه كانت مصره اني انزف ...مانسى كسرتي وخجلي ..حينها ..لو كانت امي عايشه كنت بهذاك الموقف ..كنت عانيت وانجبرت على انسان من اول ليله لي معاه نكد بنكد ..بس تعرفين اش كنت اقول لنفسي ...لا يابخوت اصبري ..لاتدلعين ..انتي مين لك..وين بتروحين لو تركتيه ...انتي مالك لاسند ولاظهر عشان تعاتبين وتلومين ..حاولت معاه ..حاولت اكسبه من كل الطرق ...بس الظاهر عقدة اني اقل منه اجتماعيا كانت عالقه في ذهنه ...والان باقي لي اسبوعين وتخلص عدتي ..وهذا بيته يعني بيت امه اكيد ولدها اغلى مني ...لا انا اللي معاي شهاده واشتغل ولا انا اللي عمتي شاريتني ..مالي الا بيت ابوي ...بس على حسب علمي ان حارتنا في الديره انهجرت ..والبيت خلاص يعني قديم اكيد انهار ...ولو بطلب عمتي ورثي من ابوي ادري بترفض اذا هي مهري اخذته ..حايره ..بس كل اللي اعرفه اني ابغا ابعد واترك بدر ..."
:
محت جليله دموعها التي تسللت من حدقتيها ....لكل منهن قصة مؤلمه ..."تعرفين ...ماعمره كان لي بيت محدد احن له ومتعلقه فيه ..ماعمري عرفت الاستقرار او العيله الطبيعيه ...ماكان لي في هالدنيا الا امي ...ماكنت اعرف الا امي ...ابوي كان غريب ..حريص علي بس يحسسني انه كأني ثقل عليه ..حتى تعليمي ماقدرت اكمله ..حالتنا الماديه وعدم استقرارنا من جهه ..و شدة ابوي علي من جهه ..تخيلي اكثر فتره استقرار في حياتي هي بدر ...صار لي هدف وكيان ....لكن ما ادري منين طلع لي موضوع متعب ...."
:
تنهدت بخوت لاتعلم كيف تواسيها فهي بالكاد تعلم كيف تواسي نفسها ...." ربنا كريم ...ماراح يضيعنا بتنفرج يوم ان شاء الله ...واذا على موضوع متعب ... استخيري ..ووين ماتشوفين نفسك مرتاحه اختاري ..."
:
:
لحظتها دخلت اميمه المكان ...ابتسمت بحب متفاجئه ...."ياهلا ...ياهلا والله ...اش هالمفاجأة الحلوة ...كيفك ؟ كل عام وانتي بخير .."
:
وقفت جليله تبادلها التحيه والسلام ...اضفت اميمه ..." والله احلى عيديه ...كثري منها الزيارات المفاجئه هاذي ..."
:
اجابتها جليله بخجل ...." تسلمين ..عرفت انه بخوت راح تكون وحدها ذحين قلت اسهر عندها بما انه مو جايني نوم ...."
:
ابتسمت بخوت لاميمه ..."ماشاء الله اش هالحنا الحلوة ...."
نظرت اميمه الي يدها ..."والله اول مانشف نزلته وجيت ..ازعاج ماشاء الله البيت مليان ومعاي بنت عمران قربى خلتها ومشت البنت جاها النوم تحججت فيها ومشيت ..."
ابتسمت بخوت لذكر تلك جميلة الروح ..."ياعمري ياقربى كيف حالها ....زمان عنها ..؟؟"
هزت اميمه رأسها بالايجاب ..."والله طيبه الحمد لله بس تحسينها بس شاردة وخلاص على التكه تعصب ....الله يرحمك يا اهداء فراقها مأثر عليها ..."
همست بخوت بحزن ..." الله يرحمها ويغفر لها ..."
غيرت اميمه الموضوع وهي تلتفت لجليله ...."خالتي قوت مجهزه لك تهزيئه ..وتقول والله اذا ماجت بكرا غدى العيد معاكم ...انها ماعاد تكلمك ....ترى تسويها ...."
ابتسمت جليله وهي ترفض بخجل مقدار كرم واصرار وترابط هذه العائله ..."والله مقدر ..تعذرني .."
لامتها اميمه ..."اش ماتقدرين ...مثلا بتعيدين لحالك ...تعالي معاي بس نتغدى هناك وبعدين نرجع بيتي حتى انا العشا عندي يوم العيد ...تساعدينا انا وبخوت وتسهرين عندنا بعدين لاحقه على بيتك ..."
خجلت جليله حقا من مقدار كرمهم و اصرارهم على ضمها لعائلتهم ..."حاظر هو انا اقدر اقول لا ..."
لم تحبذ اميمه ان تفتح معها موضوع متعب ...لاتريد ان تعكر صفوها ..فقط اكملت معهن السهره ..باحاديث لاتمس وجعهن وحاجتهن ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
اغلقت المنبه بيدها المتخبطة ..وهي تجلس بكسل تأملت حولها لازالت ترتدي ثوبها في الامس ...
لاتعلم كيف مر يومها ..لم تستغرق وقتا كبيرا في تبديل ملابسها وارتدت فستانا ناعما بلونها الذي تحب ولايليق سوى بها الزمردي القاتم ...
اتجهت الى المطبخ ..كانت قد تأخرت في نهوضها فتكفلت الخادمات بالقهوه و البخور ..نظرت الى الخارج ان الجو لطيف قليلا ..
اخذت القهوه واتجهت الى الخارج ..لازال الوقت مبكرا لتجهز اميمه الصغيره لقضاء يوم العيد في منزل الشيخ صلاح كما اعتادو ...غضنت جبينها وهي تجلس على الطاولة وتضع ساقا فوق الاخرى رافضه ما رأته امامها ...
التفت تلك لها وهي ترمقها من وراء نظارتها الشمسه عدلتها بغرور وهي تعيد نظرها الى هاتفها ...
:
لاحظ وجودها لكنه لم يلتفت اليها ...انتهى للتو من اضحيته الاولى وبدأ في الثانيه ..حتى وان كان يوكل عامليه بذبح اضحايته وتوزيعها لابد ان يذبح اثنتين منها كي لايفوته الاجر واتباعا لسنة نبيه ...
بالقرب منه ابنه يتعلم منه ويساعده ..واميمه الصغيره تتطفل عليهما ...
مرر يده المتلطخه بالدماء على تيشرته الابيض وهي يلتفت خلفه ..رمق ساقيها بنظره تأففت وهي تبعد نظرها عنه وعدلت من وضع جلوسها وهي تشد الفستان الذي فضح مافوق ركبتيها بجلوسها ..
نظرت الى هنده التي وصل فستانها لمنتصف فخذها بحنق ..قربى ستيره ولاتلبس هذا الطول الا وقت نومها لكن لما دوما تجمعها به هذه اللحظات المحرجه ..
:
اتت اميمه بحماس الى الطاولة وهي تمد يدها لكوب الماء ..نهرتها امها ..."حيوانه انتي اش القرف اللي فيكي عمى اش هالدم وساخه ..خير صايره بيئه ..بعض ناس اثروا عليك ..."
:
ضحكة سخريه صدرت من قربى وهي تقف ليبين طولها الفارع ...امرت الصغيره بلطف وهي تأخذ الكأس و تساعدها في شربه دون ان تلمسه يديها الملوثه ...." ميمي حبيبي اطلعي غسلي يدك وتحممي شويا اجيك اسوي لك شعرك عشان تروح بيت عمي صلاح ..."
راقبت تلاشي نظرة الانكسار من على محياها ...
عندها اضافت تلك ..." قدرك خدامه .."
التفتت اليها قربى ...وهي ترمقها بنظره ...تعرف دواؤها من اين يُأتى ..سكبت فنجال قهوه ..ومن ثم نزعت كعبها الاسود لتمشي داخل العشب حيث ذاك ...
مررت يدها على كتفه وهي تمده بالفنجال ..."تقهوى ..."
التفت اليها مستغربا ..لتو كانت تود قتله بنظراته ...تأمل ملامحها المسالمه وهو يأخذه من يدها رشفه مره وحده واعاده لها ...همست مبتسمه بخجل الطفل المخطئ ..."كل عام وانت بخير ..."
كان منهمك في عمله ..."وانتي بخير ..."..أمر ابنه بعمليه وهو يساعده ..."يارافد شد وانا ابوك زين ..."
مدت قربى رافد بالفنجال ..."خذ رافد حبيبي رجع الفنجال وانا اساعد بابا خلاص قرب يخلص ...اطلع انت تحمم ...جهزت لك ثوبك امس ..."
:
امتثل ابنه لامرها بكل احترام ...يستغرب حقا مقدار طاعه و استقبال ابناءه الاوامر منها ...لم يلتفت اليها ..لم تثبت له دوما عكس مايضن ..لما تجذبه اليها تسلبه من روحه ثم تدفعه بعنف ..
كانت تعرف ماذا تفعله ...نظر الى قدميها التي تلوثت بالدماء فوق العشب ..التفت اليها ..."لا ماشاء الله يطلع منك .."
لم ترد عليها وهي تنظر الى ماتفعله....اجابته بعد وهله ...." كنت متعوده اساعد زوج امي .."
اغمضت عينيها لقوة وقع يدها فوق جلد الذبيه الذي ازال باقيه بحركه واحده من يده ...
لم يرد عليها وهو يرميه على الارض بعنف ويهم بعمل اخر ...
وقفت في مكانها مستغربه من ردة فعله ....ماهذا ..؟؟
::::
في الناحيه الاخرى مرر ظاهر يده على جبينه الساخنه ..يكاد ان يتأكل قلبه لما قالته للتو وذكرته بكل سلام واريحيه ..من احتمال وجود رجل اخر في حياتها تشاركه ايامه ومواقفه الاعتياديه ...
أهذه غيره ...اهذا تملك ...أهذا مرض في قلبي وعقلي وسائر جسدي اسمه قربى ...؟؟
:
تركته متجهه الى حذائها الذي تركته بجانب الطاولة لاتعلم متى تركت هنده المكان ...لاتحتاج الا أي ملاحظه لتستنج اهمال هنده الفضيع بحق عمران ..
كانت لحظه مسالمه بينهم انهاها بطريقه لاتفهمها ...لم ترتدي حذائه اتجهت الى خرطوم المياة الذي تركة على الارض بالقرب منه لينظف به مايصنع ...
غسلت ساقيها ويدها ..رفعت رأسها اليه كان منهمك والغضب واضح عليه بما يفعله ...سألته .."عمران تبغى شيء ..."
التفت لها ..كأنه يستوعب وجودها حوله للتو ....هز رأسه بالنفي ..."لا بس جهزي لي ملابس ...هاتي اللي .."
:
مدته به ..كان على عجل في حركته لمس يدها وهو يأخذه ...اكمل متظاهرا بعدم الاهتمام ..الا هي ضمت يدها لصدرها وسراعا شتت حركتها وهي تمررها فوق شعرها ترتبه ...
لن تكذب ان قالت بأن عمران هو اول من لمسها بهذه الطريقه ...لمساته التي تترك اثرا طويلا على جسدها ..وقلبها من قبله ..
التفتت اليه اخر مره قبل دخولها المنزل ...هل كان يتحاشها للتو ..كان للمره الاولى يأمرها بشيء يخصه وكأنه يحاول التخلص منها ...
:
:
:::::::::::::
كم تكره غرفته ..رائحته وطابعه البارد المستفز الذي يتركه داخلها ...فتحت خزانته المرتبه ..يا يا قربى كم انتي حمقاء انها مجرد ملابس لن يضرك لمسها ..
اخرجتها ورتبتها فوق السرير ..علقت الغتره والثوب بالقرب من الخزانه ..بخرتها بالمبخره التي جلبتها معها من الاسفل ...
دخل غرفته وهو يلقي نظره على هاتفه لقد تأخر حقا ...نزع قميصه وهو يهم بدخول غرفه النوم..توقف للحظه وهو يتأمل ظهرها وهي منهمكة فيما تفعله ...
هل كان يوما ليصدق هذا المنظر ..قربى بكل ارادتها في غرفته ..
..
تحمحم فالتفتت هلعه الى صوته ...كان يقف بالقرب من التسريحه وهو يفتح ادراجها منشغلا بالبحث عن ساعه وكبك لائقه بيوم العيد ..
حادثها دون ان يلتفت اليها ...."بعد اسبوعين حفلة زواجنا .."
توقفت يدها عن ماكانت تفعله .....التفتت اليه وهي ترمقه بنظره غير مصدقه ..." نعم ...بس انا ما ابغى زواج ..ورافضه العلاقه كلها ..ماجات على الحفله ..."
:
لم يلتفت اليها ..وهو يجيبها بأقتناع ..."مو على كيفك ...قربى انا رجال لي اسمي ..اتزوج سكيتي كذا وين مكانتي الاجتماعيه و معارفي ...لاتسوين شيء اعتبري نفسك من المعازيم احضري واخرجي ...."
:
رفعت حاجبها وهي تقترب منه خارجه ..."بس هذا الموضوع ضد رغبتي .."
القى عليها نظره وهو يبتعد متجها لدورة المياه ..."ليش انتي رغبتك مهمه ..انا اقول انتي تنفذين ..."
:
التفتت اليه قبل ان تخرج ...مشفقه اجابته "الله يعينك ..جنون العظمة عندك ملتهب ..تعلم تتصالح مع نفسك شوي .."
راقب خروجها ابتسم لردة فعلها ...هو جيد في اغضابها ..لايعلم يتلذذ بردات افعالها هذه ..لايريد منها وصلا او حنانا فهي توتره وتشتته وتعيد له رغبته القديمه الا يريد هو فقط ان يسيطر عليها و يضيق الخناق عليها لما بدر منها ...
لو يفهم فقط مابدر منها بعد فشله بكل الطرق ايجاد الشخص الذي اتصل به تلك الليله ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
كأي يوم أخر كان بيت الشيخ صلاح مكتض بابناء العائله احفادها اقاربهم ومعارفهم ..كانت تجلس في مكان نائي من الدور الثاني ..وبه شرفه زجاجيه كبيره تشكل واجة المنزل ..وتكشف الفناء الذي تتوقف به السيارات...كانت ابنة خالها واختها يجلسان معاها ..
التفتت الى السياره السوداء الفخمه التي توقفت للتو ..كان بعض من اعمامها وابناءهم يقفون على باب المجلس الرئيسي الضخمه ويرحبون بظيوفهم ...
وقفت وهي تتأمل السياره ..عندها ترجل منها صاحبها الذي كان يفوق بالطول أي من اعمامها وابناءهم وضخامة جذعه الملفته ..حتى سماره وشعره الفاتح مختلف تماما عنهم وكأنه لايحمل نفس اسمهم ...
تحسرت بصوت واضح ..." من جدكم تزوج قربى ...؟؟ مو مصدقه لين اشوفها قدامي ..."
شاركتها ابنة خالها الوقوف وهي تراقبه ..." يجنن يا امتنان ..شيخ ..يذبح مو عيال عمامي المخفات ..امس سيارتنا داخله وهو طالع معاه وحده سألت البنات قالوا اكيد قربى خرجت قبل اجي ..."
زمت امتنان شفتيها ...." لو عرفت انه له مزاج زوجه ثانيه مافوته ...وعلقت مع مهاب ..اخوه تزوج ...؟؟"
نهرتها اختها ..."امتنان ترى الكلام ذا مايجوز .."
اسكتتها بواقحه ..."سخاء بالله سدي حلقك ...هذا واخوه مهاب صفر على الشمال عندهم .."
عندها اضافت ابنة خالها ..." ذحين ذا هه تلقطينه تليفزون لقاء صورة اسم ...جمعات ..متعب اللي مايلنقط ولاتشوفينه اخواني يقولون اخس من عمي صخر ..."
:
كشرت امتنان ..."تفو هو خالي صخر من زينه ....اسألي اخوانك مايعرفن له رقم صورة شيء هنا من هنا .."
عندها تدخلت اختها ..."طنشيها يا ندى ...هاذي شكلها استخفت ..."
التفتت اليها امتنان بقل صبر ..." خير ...يعني هو يحق له يروح يجيب علي الثانيه وانا اطالع ..ولو مادام لي مهابكم ذا اقعد اضرب اخماس بأسداس في الشارع ....قربى الخبيثه الفاهمه اخذت واحد ...باقي الثاني ..والله اللي فاهمه تلف عليهم مو عيال خالي وجيه الفقر ....ا لو بياخذك بيعيشك اميره ..هه ..ماراح فيها الا هنده خلقه تكره قربى ...."
:
عدل غترته ومن ثم رفع رأسه ....أحس بأحدهم يراقبه ..عدلت من وقوفها وهي تبتسم اليه دون ان تنسحب او تسدل الستار ...
ازاح نظره بسرعه وهو يناول الحارس مفتاح سيارته ليصفها ...
حمقاء كانت ...هذا الصخر لم تحركه سوى انثى واحده ...منذ زمن بعيد ...
:
شخص كان حاظر الموقف ..لم تلحظه ..ولم ينتبه له احدهم ...ابتعدت هي تتملل ..."اف انسدت نفسي ...بروح اناقر جوزيده خليني انكد عليها شوي ...ورد المدينة على قولة جدتي أي شيء يجرحها ...."قالت جملتها الاخيره بسخريه وهي تنزل السلم ...
:
القت نظره في المكان حولها لم ترى احدهم ..فتحت الباب ودخلت دون استأذان منها ولم يلحقها سوى ابنة خالها ..فقد تركتها اختها التي لاترضى على افعالها لكنها لاتستطيع ثنيها ..
:
تأملت الغرفه الواسعه التي امتلئت اركانها تماما بحاجيات تجهيز العروس ليومها الكبير غدا ...كانت تلك تجلس على طرف سريرها مندمجه بحديث وردة معها عما تعرضه شاشة هاتفها ...وقد مدت رجليها تنتظر ان تجف خطوط الحناء التي اعادتها النقاشه لها للتو ليبرز لونها اكثر امتثالا لامر جدتها فكل الحناء كانت امر مصرا من جدتها ...
:
:
تذكرت وردة بأنها لم تقفل الباب ...لم تستوعب جوزيده من القادم بالكاد حفظت وجوه بنات عمومتها ..فقط غطت فخذيها بالملائه البيضاء بخجل ..
رفعت رأسها فأستوعبت من تكون الدخيله ..حاولت ان تخفي غيرتها وحنقها وكرهها داخلها وهي تجلس متصنعه الابتسام وترمق جوزيده بنظات السخريه ..
يا لقلة ذوقها ..هذا ماهمست به دواخل جوزيده ووهي ترفع الملائه لتغطي فتحة صدرها الفاضحه ..
بدأت حديثها مع وردة المستغربه ...بلطف مزيف "كل عام وانتي بخير ياوردة ..."
اجابتها وردة بأقتضاب ...." وانتي بصحه وسلامه ..."
التفتت الى جوزيده ...وهي ترفع احد حاجبيها بسخط ..." اش هذا من جدك تتحني ..ماتدري انه مهاب مايطيق الحنا ...حبيبي ذوقه كلاس مو بيئه ..."
:
رفعت جوزيده حاجبها بقل صبر وهي تهم بالرد عليها ...الا انها قاطعتها" او باردون جوزيده هانم ..ماباركت لك بزواجك ...بس يعني ليش ابارك لك واعيشك الدور ...وهو دورك اصلا كم شهر وينتهي .."
:
تظن نفسها متعلمه وراقيه ماهذا الاسلوب الوقح ....ردت عليها جوزيده بادبها ورقتها المعهودة ..."حبيبتي مانبغى مباركتك ...ماتعرفه حاجه اسمه ادق الباب قبل ادخل يا متعلمه .."
:
:
كانت سترد عليها لولا ان هاتفها رن لم تصدق الرقم الذي التمعت به الشاشه ...فتحت الخط ومن ثم ايقونة المكبر ....رفعت هاتفها ..."يوه جبنا سيرته ..."
حينها صد صوته الفخم في الغرفه ..."امتنان ..." كان الغضب واضحا به الا ان كليهما لم ينتبهان ..ردت عليه وهي تنظر في عينا تلك ..."روحها .."
امرها وهو يغلق الخط .."قابليني عند الباب بسرعه ..."
حقا مالذي يريده الان اخر شخص توقعت ان يطلبها كان هو ...كانت جريئه حقا برفعها الصوت لربما كان يريد ان يسمها بحديث ما ...
وقفت مبتسمه وهي ترمق تلك بنظره استحقار وفوز عظيم ..اشارت عليها ..."مين اللي بيتزوجها بكرا ..انتي ...مين اللي يبغا يشوفها ذحين ...أنا ..." قالتها وهي تشير على نفسها ..
:
:
خرجت وهي تغلق الباب خلفها بكل عنف ...حزنت وردة وتعاطفت مع منظر جوزيده وهي تلمس خطوط الحناء بأناملها الرقيقه ....وتخفي عبرة بكاءها ..."نشف صح اقوم اغسلو ..."
:
مسكت وردة يدها تمدها بالمؤازرة ..."جوزيده ..."
هزرت رأسها بالنفي وهي تقف ...."وردة من جدك زعلانه عليا ..لا ياوردة انا حطيت نفسي في هذا الموقف وانا استحملو ...لاتزعلي ..."
:
:
وقفت متجهه الى دورة المياة ...انهمكت في ابعاد قشور الحناء الرطبه عن ساقيها وفخذيها وهي تقاوم بكاءها تشعر بأنها غريبه ...غريبه للغايه ..وحيدة ولاتكاد تفهم نفسها او ما حولها اليوم فقط كانت تريد أن يأتي يوم زفافها بأسرع وقت كي تفهم كل هذا لكن بعد موقف امتنان ..تود ان يمحى كل هذا ...ياربي لما هي ليست قويه ..لما هي ليست مستقله ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :
:
مرت من امام المرآة وهي تعدل من هندامها ..لو عرفت شيئا عن مهاب في سنوات راتباطها به فهو بأنه مراعي لاذواق الجميع ..لابد بأنها يود ان يراضيها عما كان وبدر منه ...لكنها هيهات لن تقبل بسهوله ..
لطالما كان مهاب لها ..
فتحت الباب ...مبتسمه وهي ترتب كل الموقف في ذهنها ..كان يقف معطي الباب جانبه الايسر ...نادته ..."مهاب .."
لم تستنج من نبرته الهادئة ما يريد ...."مجلس جدتي فيه احد ...؟؟"
التفتت الى المجلس الصغير الخاص بجدتها بجانب الباب ..." لا ليه ..؟؟"
لم تشعر بنفسها الا وهو يسحبها خلفه الى المجلس ..تألمت لشدة ضغط يده على عضدها ...تركها مشمئزا وهو يبعدها عنه ....
بادرها غاضبا ...."انتي ماتستحين ...ماعندك حيا ...ادب ..كرامه ..."
مثلت الغباء وهي حقا لاتفهم ما يقصد ..."خير ..اشبك انتي تتبلاني ..."
رفع حاجبه وهو يقترب منها ...."امتنان ..انتي ماتعرفيني زين ...والله لا دفنك في مكانك ..مهو انتي اللي بكل وقاحه واقفه لي في واجهة المكان وبطولك طالعه وكمان توزعين ابتسامات لاحيا ولامستحى الله يسود وجهك فضحتينا في ولد عمنا ..."
:
رفعت حاجبه وهي ترمقه بنظره وقحه وكأنها لم تفعل أي مما ذكر ...."وخير ..خليه يتفرج عسى حظنا يقوم ...ولا انتى تحسب كل الرجال عيونهم يمين وشمال زيك ..."
يعلم بأنها تقصد جوزيده ..وطريقه ارتباطه بها .....شدد على قبضته وهو بالكاد ينمع نفسها من محي ملامحها الوقحه .."بنت عمي ماتجيبين سيرتها على لسانك ..بنت عمي اكبر من انك تقارنينها بسواد وجهك ..."
بسخريه ردت عليه ..."هه ذحين صارت بنت عمكم شوي لا يطق فيك عرق ...قبل يومين كانت بنت الغريبه"
رفع حاجبه وهو يرمقها بنظره احتقار ..."بنت عمي الغريبه ربتها ..احسن من ماربت عمتي بنت الغريب ..."
اتسعت حدقتيها لقوله ...." شوف من يتكلم ..ياولد الــــ..." لم يسمع هذه الكلمه منذ سنوات طويله ..لقد عايرته للتو بمذهب امه الديني ..
بهت وجهه وهو بالكاد يحاول استيعاب وقاحتها و ثقتها بها ..."الله يشفيك ..."
:
تركها خارجا دون رد أخر ..تفاخرت بتعليمها ..جمالها وانفتاحها على العائله لكنها جاهله وبشعه من الداخل ..
راقبت مكانه الخالي ..."لعنه تلعنك وتفكنا منك ..."
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :
:
رمت عنود جسدها بتعب على الكرسي وهي تتنهد ..."ياخي والله العيد في بدر طفش ...في جده نطلع الاستراحه مع خالتي وبناتهم نفلها مو هنا كأننا حريم من عزومه لعزومه وكل من شافك ماشاء الله عروسه عروسه ...بنت متعب مدري ايش ..زوجوا ابوكم .."
:
ردت عليها عنود التي همت بمساعدة بخوت فيما تصنعه لعشاء هذا اليوم ...." جده ولا بدر العيد بدون ابوي ماله طعم .."
:
استغربت اميمه وهي تغلق باب الثلاجه ..."متعب مو في بدر ..."
هزت نوف رأسها بالنفي بحزن ..."لا ياعمري لبس بذلته وصلى الفجر ومن المسجد على جده ..."
تأففت نوف وهي تضع رأسها بين يديها التي سندتها على الطاولة ..."مين يتوقع انه بيجينا عيد بدون امي وابوي ...."
:
همست جليله وهي تغلف مابيدها وقد بطئت حركة يدها لموضوع الحديث الثقيل حول ذاك ..."الله يرحمها .."
:
شاركها الجميع الترحم عليها ..غيرت نوف موضوع الحديث ..."بس يالله مابقى شيء و ويلقون لابوي بديل ويتنعم بتقاعده ..من ذحين بدا يشتغل في غرفة سلاحة .."
ارتجفت اميمه للذكرى ..."اف يارغفة ابوك ذي تخلع الله يحمينا بس ..."
تود حقا ان تترك المكان لنها حينها ستلفت النظر خصوصا بأنها تكره أي عزله بينها وبين اميمه خوفا من فتح الموضوع المنتظر ...
تسألت بخوت ...."ليش ...أش فيها الغرفه ...؟؟"
اجابت عنود بحماس ...." اش مافيها هي المفروض يستغلها غرفة رياضه ولاترفيه قالبها كلها اسلحة مجمعها من ايا حرب الخليج وقبل ويعدلها هو بذوقه ....تدخلينها كأنك داخله فيلم ..ابن امه يفكر يدخلها ..انا ونوف بس مع الباب لمحناها كم مره ...امي كانت مخليتها منطقه محرمه علينا حتى هي عمرها مادخلتها ..."
:
التفتت اميمه الى جليله التى رقابت ما بيدها شاردة تماما ...اخذت اميمه نفسا عميقا وهي تراقب تشتتها ..انها غير راضيه عن رفض جليله حتى لو كانت تودها بشده ان تكون جزء من العائله ...لكنها لن تضغط عليها ..وتكون ربما سببا في تعاستها ..
:
غيرت من سير الموضوع ...." عيدتوا خالاتكم وجدتكم يابنات ..؟"
تعرف كم الفتاتان متعلقتان بخالاتهن وسيغيرن الموضوع سريعا ..لم يغفل عنها انسحاب جليله الهادئ من المكان ..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
كانت امه تجلس في طرف المجلس الخالي الا منها وبناتها في اقصاها وقد تشاركن الحديث في امر ما ..
وقف مستندا على الباب محادثها ...."كيف حالكم ..؟؟"
ابتسمت لرؤيته التي تفرج اساريرها ...."الحمد لله انت كيفك ياعمري ...؟"
هز رأسه بالايجاب وهو يلتفت خلفه لربما هناك احدا ما يود الدخول ..." الحمد لله ...كيف تركت جدتي البنات يوم العيد يجون بدر ..."
أبتسمت اليه وهي تلتفت اليهن ..."ابوك توسط لهم قالها عشان زواج بنت خالهم ... عاد ثالث العيد اخوك حاجز لنا على الدوحه ..."
هز رأسه بالايجاب وفي عينه حديث ما ..." اجليها شوي ....كلمت ابوي يجيب اخواني وجدي وكم واحد من عمامي بكرا السعوديه ...بكلم جدي اخطب نصرة رسمي ..."
:
قال كلمته الاخيره وهو ينفث نفسا عميقا ...ابتسمت امه بذهول لطالما كانت موقنه بأن هذا اليوم سيأتي ...." حبيبي انت ياعمري مبروك .."
ابتسامه غير راضيه ابداها وهي يتأمل اخواته ...."الله يبارش بش..."
غضنت جبينه لردة فعل ..."خير ...أشبك ...ياولد انت ماتبغى ترتاح ..."
هز رأسه بالايجاب ...."لا يمه لاتشيلين همي افكر بجدي حمد بس..."
أستغربت ..."خير وشبه جدك حمد ...؟؟"
اومأ برأسه لها بأن لا بأس ..." ماعليك امور بينا ...."
أبتسمت اليه تغير الموضوع الذي فهمته جيدا ...." عاد خلاص ان شاء الله مع نصرة بتستقر في الدوحه وفي السنه حسنه تسافر ..حياة العزابي مو زي المتزوج ..وجدك حمد وجدك صلاح بيلقون لهم واحد غيرك انت خلاص قدم استقالتك السنه قربت تنتهي وانت من يوم بدت ماجلست اسبوعين على بعضها في بيتك ...."
أبتسم لأمه ومراعاتها له ..."انا شكيت لش يمه ... ماعرف اجلس كذا بدون شغله ولامشغله ..."
مدت امها يدها لتلمس كفه ...."حبيبي ابو عبد العزيز ماعمرك بيوم قصرت بحق احد ...خلاص ذحين زمنك لك ...استقر وارتاح ..."
انحنى ليقبل كفها ...مررت يدها على خده ..تأملت الشعرات الرماديه تغزو عارضيه السوداء ...نظر الى اخواته ....وهو يحاوطهن بعطفه ...." اميراتي ...ها حبيباتي ناقصكم شيء ..توصون شيء..."
رددن عليه بالشكر والدعاء بأصوات متخافته ....له خمس اخوات واربعه اخوه ..يشعر بأهم وكأنهم ابناءه لفرق العمر ومكان النشئه بينهم ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
اليوم هو اليوم الموعود ثاني عيد الاضحى المبارك ..وكأنه اولى ايام اعياد السنه لفرحة الجميع الكبيره بالزفاف ..
بأصرار من مهاب حفل الزفاف كان سيقام في المنزل كما زفاف محمد ووردة من قبل ..على الرغم من اسمه ومعارفه لكنه اختار زفافا عائليا ..
لكن صخر اصر ان يكون الزفاف كبير ويقام في احد قاعات المدينة الفخمه ويليق بأسم مهاب ..فهو الذي تكفل بكل امور الحفل كما وعد مهاب في يوم خطبته لجوزيده ..
:
:::::::::::::::
:
خرجت من باب غرفتها مسرعه وهي تحاول اللحاق به "...عمران ..عمران .."
التفت اليها وهي تقبل بخطوات مسرعه رشيقه مع السلم ناحيته وقد انتصفه واقفا ..عجبا ألم تكن بالامس تود قتله ...
رمقته بنظره غير راضيه ..."بس كنت بقولك لاتمشي المدينه عن اميمه ..جهزت لها شنطتها بس خذها عند بنات عمها خلاص هما يلبسونها ..."
يستغرب حقا اهتمامها بأبناءه ..جاهلا كل تلك السنوات التي قضتها بجانبهم اكثر من عمه .."نعم ...؟"
اضافت ...وهي تتحدث بكل حب وحنان عنها .."حرام مره متحمسه ...من يوم الحنا وتحنت و تبغا تشوف العروسه تقول ..."
نظر الى ساعتها ومن ثم رفع رأسه لها ..."ليش وين امها ....؟؟"
استغربت قربى ..."ليش هي بتروح ..؟؟"
رفع حاجبه ببرود ..."غصبا عنها ..."
نفثت قربى نفسا عميقا وهي تغمض عينيها بعدم رضا على طريقة تسلطه ...." انت خذها ماتدري هنده تروح ولا لا .."
:
عندها اضافت ابنته الصغيره التي انظمت للحديث للتو وهي تحاوط ذراع ابيها ..."بابا..ماما راحت جده عند خالاتي ...عشان زواج بنت خالتها ..."
ابتسمت قربى بسخريه وهي تراقب نظرته وهو يبدو بأنه يتلقى الخبر لاول مره ..." توء توء .."
رفع حاجبه بسخط وهو يرفع رأسه اليها من مستوى بنته ....عضت على اسفل شفتها تمنع ابتسامتها ..
التفت الى ابنته ..." طيب بابا روحي جهزي نفسك دقايق ونمشي..."
:
كانت ستلحق ابنته التي تركت المكان الا انه حاصرها بجسده الضخم وهو يضع كلتا يده حولها ممسكا الديرابزين خلفها ...نظرت الى موضوع قدمها وهي تحاول ان تبعد التصاق جسده بها ..حتى لم تجد منأى عنه ..غزتها رائحة عودته البارده و مستحضرات الحلاقه ..نظر الى مستواها كطفله في صدره على الرغم من طولها اللافت هي لاتذكر امام جذعه الفارع ...
همس وهو يخفض رأسه الى مستواها ....." ايوا مدام قربى ...اش اللي يضحك ...؟؟"
لما هي غامضه لهذه الدرجه حتى الليله التي قضتها بالقرب منه لايذكر منها سوى رائحتها ولمساتها لصدره..
التفتت للجهه الاخرى وهي تتأمل الفراغ وقد كرهت حقا قربه الذي تنسى من تكون به ..اغمضت عينيها بكل قوه هربا من اللحظه التي شعرت بملمس شعرات ذقنه المشذبه للتو على جانب رقبتها وهو يطبع قبلته ..
اخذ نفسا عميقا من رائحتها الرقيقه ...يشعر بنفسه يدمنها وهو بغنى تماما عن كل هذا ..رائحتها هذه اجمل مما تخيلها بأشواط كثيره ..
وكم تخيلها وكم تمناها وكم زجر نفسه وكم تشتت حتى هذه اللحظه ...
رفع رأسه مستقيما بوقفته ...تعلقت نظراته بدمعتها التي مسحتها بكف مرتجفه ..انها تكرهه لهذه الدرجه ..لدرجه انه يرى دمعتها للمره الاولى ..
:
انسل بهدوء تاركا المكان ...اخذت نفسا عميقا وهي تكتم شهيقها ..عجزت قدميها ان تحملها وهي تجلس في مكانها ...على شهيقها وهي تكتم شفتيها بكفيها ..تجرب هذا الشعور للمره الاولى تبكي للمره الاولى بهذه الطريقه لرغبتها الشديده ...رغبتها بحياة طبيعيه ..رغبتها بأن ترتمي في حضنه تفهمه دون كل هذا الحصون والاحقاد والكبر والاسرار ..
:
لم تكره نفسها يوما ..كما تكره عجزها هذه اللحظه ...تريده بكل ما بها ...وتنفر به وتكرهه بكل مابها ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
اغلق باب السياره خلفه وهو يستقيم جالسا ..تأمل الفراغ بين يديه ..تكره قربي ..تكرهني لهذه الدرجه ..وانا ايضا اكرهك ..اكرهك لاني لا افهمك ..لاني لا اعرفك ..لاني اجهلك ..لاني تصورتك شخصا ووجدتك شخصا اخر ..
اكرهك لاني عشت سنوات طويله لا اعرف من انتي بالنسبه لي ..وصيتي ..انثاي ..مرادي ..اتملكك ..اغير حتى من قولك كان ابي ..وكان فلانا ... لا اريد لك اهل او رجل سواي ..
لكن كل هذا يختفي ويحل محله غضب ..غضب كثير لذكراي تلك ..ويختفي اجمعه عندما اراكي ..لاتخصيني بحنان او بسمه ..عندما ارى غضبك ..سخطك و نقدك ..
من انتي لي ياقربى ....من أنا لك ..؟؟ هل كل ما اقدمت عليه صحيح ..
لا تكره انثى رجلا بكل هذه الطاقه سوى ان كانت ..............تبغي أخر ..
:
:
هذا وقد كان بحمد الله الجزء الخامس والعشرين ...
|