كاتب الموضوع :
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: أسمتني أمي قربى
بسم الله الرحمن الرحيم ....
:
:
الجزء الثاني والعشرين ....."الجزء الثاني ..."
:
:
:
من كثر حبي لك تركتك وصديت............والقلب خالفني عليك وتركني
من شان عينك هنت عيني وضحيت... وش عاد لو سهر الليالي هلكني
ابيك وابعد عنك حبي وانا ميت................والوم حظٍ بالبلاوي شبكني
واذا دعاني حبي الذات عييت.....................احبك اكثر ياعذابٍ ملكني
لاجلك جميع ظروف وقتي تحديت....حتى الفراق الّي بضرسه علكني
لا ماتخلّى الحب ولا تخلّيت.................كل مابغيت اعود يمّك مسكني
:
:
:
:
التفت ذاك اليها قبل خروجه وهي تناديه بأسمه بصوتها الانثوي الرقيق الذي غير من حلاوة نطقة معنى أسمه حتى...........يالجرأتها ....
:
:
لا تحب ان تنكث بوعدها لأحدهم ابدا ....كانت منشغله تماما مع من كان بمقام ابيها وتربت فتره من حياتها في منزله ....
رفعت رأسها فكان متعب غائب تماما ....فكما هو دائما يترك المكان بمجرد ان ينهي قوله وما يصبوا اليه ...
::
و ذاك الصخري عريض المنكبين كان يهم بالخروج من المكان لولا انها استوقفته ....
:
:
"صخر ....."
:
هي لاتعلم حتى هو أب لمن لتناديه بكنيته ....لكنها تذكرت فقط بأنه طرف كبير ومسيطر في الموضوع التي هي بصدد فتحه ...
:
:
لا يعلم أهذه رغبته الخفيه ام واقعه ....لقد سمع بها ...يراها للمره الاولى لم يتوقع بأنها شابه ولها هذا الألق الانثوي الرقيق ....
لم يلتفت بجسده فقط أومأ برأسه ناحية اليمين ...
سمعها حينها وهي تحادث أبيه ................."عمي صلاح ...ماتعدني بنتك ...؟؟"
:
أجاب ذاك بفخر ...."الا والله بنيتي وتاج راسي .....أمري ...."
:
:
أبتسمت لهخلف نقابها ولازالت تشتت نظراتها عن ذاك الذي التفت للتو يغير مسار وجهته للخروج عائدا دون ان يدخل المكتب فقط استند بجذعه الضخم الذي سد الباب فلم تعد تراقب خروج متعب من خلفه ....
لطالما كانت متحدثه قويه...لما هي متلعثمه هكذا .....أن سطوته مرعبه أكثر من متعب ذاته ....تحدثت بلطف وثقه ........."ياعمي....انا موصيتني امتنان ....وانا بقول اللي عندي وبطمع في كرمك ...ورضاكم ...."
:
:
وضعت يديها على الطاولة وكأنها تشرح موضوع مشروع ما بجدية تامه ....دون أن يشعر انت مرته الاولى في حياتة التي يتأمل فيها انثى غريبه تماما ......أناملها البيضاء الرقيقه الطويله ساعتها وخاتمها الذهبيه ...أظافرها المبرودة بعنايه ....نعومة غريبه تنبع فقط من اطراف اناملها .......لاناملها فقط هذا التأثير ...بعيدا عن صوتها ...عن وجنتيها النافره و عيناها البدوية السوداء الواسعه .....كانت تغرق في حديثها .....في المهمة التي اسندت اليها ..."عمي البنت تبي تبتعتث لا توقفون في وجهها ...هذا حلمها وسعيت له لا تحرمونها من شيء تبيه ....وانا اعرفك ياعمي متفهم وماتكسر بخاطر احد ...و أكيد أخ صخر بيفهمني ...هو كمان مرحلة في حياته كان مبتعث ويعرف كيف هالخطوة تأثر ايجابيا على طالب العلم ...والبنت مربيه الحمد لله وتعرف ربها وفاهمه ....والله ماينخاف عليها ....."
:
:
:
أنتظر ابيه حتى يتحدث ...فقد اسطلى لظا من دواخله ومن تكونين انتي حتى تدخلي ...عندها ابتسم ابية بوقار وهدوء ......"يا بنتي ...ماعندنا اعتراض ابدا ...وزوجها يدعمها ...لكن هي جات بوقت غلط وبطرق ملتويه الله يصلحها ....ولا مهاب بيوقف في وجهها لا والله ولدنا ونعرفه يحب العلم ...وهذا موضوع بين المره وزوجها ماهو قصور فيك ...لكن والله حتى انا ماني متدخل فيه ...."
:
:
كانت سترد عليه لولا ان تحدث ذاك ....يتحدث للمره الاولى منذ لحظة دخوله.....صوته ....صوته كرعد في حنجرة نمر ......" يا ام وليد....البنت غلطت ...وجزى الغلط العقاب .....طول ما انا وصي ليها تنسى تطلع برى ...."
:
:
تنهدت بينها وبين نفسها وقد استفزها تماما بتسلطه المغرور هذا ....." الموضوع مو موضوع عناد ...هي غلطت ...و لازم تتعاقب ...بس لاتروح عليه السنه والقبول ...شهادتها اللي على حساب الدولة مافي زيها ولاتقارن بشهادة ثانية ....لاتضيع تعبها ...كون متفهم ...عاقبها لكن مو بطريقة زي كذا ممكن تترك تأثير على مستواها .....انا متأكدة انه الموضوع بيدك مو بيد مهاب كما الظاهر ...لان البنت تخاف منك انت بس ....."
:
:
طوال وقتها كانت تمانع ارتجافها الذي سيفضح خوفها وضعفها امامه لكنها واجهته ....
كان يراقبها باردا صامتا ......دون ان يرد عليها حتى ....
ألتفت الى ابيه .........."يبه ...تأخرنا على متعب ...."
:
:
أ كانت هذه للتو ابتسامة سخريه ......؟؟
كانت دون ان تشعر تراقبه بسخط .....تود تمحي هذه النظره عن محياه ...تلقاه للمره الاولى وليتها لم تكن ..
كل يوم تثبت لها المواقف بأن ابناء العمران .....قوالبهم من صخر ...أما هذا فهو الصخر عينه ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت منشغله تماما في الاوراق بينه يدها اعلى مكتبها ....لكنها شعرت بمروره الهادي الصاخب ...
كذبت الشعور الغريب بدواخلها متى كانت تشعر بأنسان ما على هذه الحياه ....رفعت رأسها فكان يخرج من المكان ...
:
أخذت نفسا عميقا وهي تغمض عينيها ...وغمرتها رائحة عودته التي تركها في المكان ...
تعلقت حدقتيها الكحيله في مكانه الفارغ ....تلوم نفسها ولا تلومها لهذا الشعور الانثوي الغريب ...
أن دل دل على طهر انوثتها البكر ...لإي تعلق برجل مثل ....التعلق ذاك المبكي الذي ليس له نهاية او لقاء ...
أضطراب المشاعر داخلها .....ولكن يعود الخوف ليطغى عليها ...
:
:
عدت اوراق الاستبيان في يدها وهي تشغل نفسها .....كان العدد ناقصا ...أخذت نسخه وهي تتجه الى جهة باقي الموضفات من الطابق القريب من الباب ....
لحظه دخولها سمعت صوته ....
:
:
لا اراديا توقفت تنصت اليه ....لم تقوى قدميها على الاستمرار في التقدم وهي تستمع الى هذه النبرة المخيفة منه ....
:
:
وصلها صوته من وراء حجاب ...." تطلع ايها من تحت الارض سامع ...البنت ذي هي أخر شيء يبقى لنا عشان نقفل القضيه ونخلص .....أسبوع بالكثير تسمع ولا لا ...."
:
:
تقدمت خطورة واحدة وهي شاردة ...وقد شددت قبضتها على الورقه بين اناملها ...
:
كانت كصفعه لها لتستيقض من الحلم الاحمق الذي تسلسل لدواخلها ...
جليلة ومن أنتي .....أنتي حالته الانسانيه ...التي تمر به كثيرا .....أنت من يعطف ويشفق عليها لان الدنيا تخلت عنها ....
أنتي ....من أنتي...؟؟ أنتي مثلهن تماما .....نساء بلا مأوى ...مهمشات شردتهن الأيام ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
:
تأملتها العجوز ذات الجفنين المتجعده ...." ولك ...مو هايا بنية أصيل .....؟؟"
:
:
سألت من بجانبها تأملت الصغيره بملل وعدم اهتمام ....ولم تجاوبها الا ان تلك الرحوم اقتربت منها ...
:
:
وبختها بحزم..."أنتي ش مقعدك اهني ...بيتكم أشوف ..."
:
:
تأملتها الصغيره بحدقتيها الرمادية الواسعه ....رددت تلك ماقالته ...وهي تشير على الطريق الترابي المتعرج ...."بيتكم ....."
:
:
تحركت ببطء وهي تلتفت كل خطوه للخلف ...لعجوز التي غطى الغبار طرف عبائتها اللامعه وهي تراقبها لتتجه الى منزلهم ....
:
:
ألتفتت اليها من كانت معها ...."خليها تولي الجنيه..."
:
نهرتها ...."هايا بني أدميه مسيجنه صغيره ...قاطينها بهالحر بالسكة ..."
:
:
راقبت اختفاء الصغيره وهي تكمل طريقها وتهمس ..."حسبي الله ونعم الوكيل ..."
:
:
دفعت باب المنزل بهدوء مقترن بها ....وهي تدلف اليه وتغلقه خلفها ....
وقفت في مكانها وهي تشخص بحدقتيها الواسعه في المكان وقد أثرت اشعة الشمس القوية على رؤيتها ...
:
انها صغيره لم تفهم ...فقط شعرت بالملل والفضول ....وخرجت ...أرادت ان تجد على تخيلي أخر تهرب اليه كلما قاومت بكاءها ....
:
:
تقدمت بخطواتها الصغيره بهدوء ...بجسدها النحيل ,,فستانها البسيط و شعرها الاشعث ...
وقفت على الباب ...وهي تخبىء نصف جسدها وراءه ...
كانت أمها أجمل ما رأته في حياتها .....خصلاتها المعدنية الطويله الناعمه ...عيناها الرمادية الواسعه...نقاء بشرتها ..وحدة ملامحها ...
:
:
والوجوم الغريب بنظراتها ..صمتها الطويل ...وهدوءها ...
:
:
لازالت نائمة كما تركتها ....
نظرت الى ابريق الماء الزجاجي فوق الطاولة ...اتجهت اليه ...تشعر بالضمأ لكنها لن توقضها ...
:
:
مدت يديها الصغيره لتتلقفه ....فشلت وتعثرت ....انسكب الماء منه وبللها ...راقبت الابريق وهو يتدحرج فوق الطاولة ..حتى التقى بالارض واصدر صوتا مزعجا وانتثر زجاجه الازرق حول المكان ...
:
:
عندها جلست امها مذعورة وهي تراقب المكان حولها .....نظرت الي حدقتيها الرماديه الواسعه تراقبها بخوف مرتجف من وراء غطاء الطاولة ...
:
:
صرخت بها ...."شنو هاي ....؟؟"
وقفت متجهه اليها بخطوات واسعه ...جرتها وهي تحكم قبضتها على عضدها النحيل ....."ولك الله ياخذتج .....الله لا يرضا عليتج ....حيوانه انتي ....ياربي ...فكني منها هاي النحس ...ما عاد ابيها ...خذها ياربي ....الله لا يحنن عليج قلوب خلقه ...."
:
:
كان انفجارها هذا شبه معتاد للصغيره من أي عمل تقوم به ...أنها لا تحبها هذا كل ما تفهمه الصغيره ...
كانت تحتضن كفها الصغير الذي لمست به الارض للتو وقد غارت قطعه الزجاج بداخله ....
ولوثت الدماء فستانها البالي ..
:
:
:
:
أرتجفت ولازالت رائحة ارضية المنزل الرطبة ودمائها تختلط بذكراها ....
:
:
كل هذا وهي تتأمل الندبة طرف باطن كفها الايسر ...
:
:
وكعادتها نفضت أي ذكرى حزينة تتسلسل لها وقت سهوها ..وقفت وهي تعدل هندامها ..
:
وقفت امام المرآه أغدقت على جسدها من عطرها الياسمين ..ومررت أحمر الشفاة الفوشي الجرئ..لتزداد ملامحها حدة بشفتيها الممتلئه ...
لم تبدل لباسها ..بدي قطن رمادي وبنطلون جينز فاتح ...هذا هو طابع لباسها المعتاد..
اليوم هناك شعور غريب يسيطر عليها تود ان تهرب منه يبدو بأن عزلتها مؤخرا بدأت تجلب لها الكثير من ما دفنته في الماضي ...
:
:
أخذت هاتفها وهي تخرج من غرفتها ..ما ان اغلقت الباب خلفها ...حتى رأت أمامها هنده التي ارتدئت عباتها وحملت حقيبته يدها الباذخه ..
نظرت أليها بحقد كبير ...فوق جمالها الغير مفسر هذا شخصية قوية ...لكنها لها ...
:
تجاوزتها خطى واسعه ونقرات كعبها الصاخبة تشق صمت المكان ....سمعتها تشتمها ما ان أنتصفت السلم وكانت قربى خلفها ....."بنت الـــ"
:
:
رفعت قربى حاجبها بسخط ...هذه الجاهله المستفزه ..بأمكانها الان دفعها امامها وتضع خطه اكثر من سهله وخبيثه بنفس الوقت لتنهي حياتها في بيت عمران ....
لكنها لاتود هذا ....من قبل ان تترك هذا المكان كان بأمكانها الانتقام من هنده بكل سهوله ...لكنها كانت دوما تفكر في عمران و ابناءه...
ولازالت حتى الان تفكر بهما .....وقفت أخر السلم وهي تتأمل المنظر الذي اعتادته ...ابني عمران يجلسان في الصالة ....
وتمر بهما هنده دون ادنى اهتمام و تخرج مغلقه الباب خلفها ...لقد اعتاد الصغيران على الخذلان ...
لكن هذا لا يؤلم سوى قربى ....تعرف شعور التجاهل هذا كم يترك بداخلهما الصامت ...
سيتضخم مع تقدمهما بالعمر ...
:
:
أبتسمت متجهه اليهم .....لتمحي هذه النظره التي تعلوا محيا كليهما ....جلست بالقرب منهم ..."تغديتوا ..."
:
:
همهمات متفرقه كانت اجابتهم عليها ...وهم منشغلين تماما ..بالاجهزه بين يديهما ....للمره الاولى تتأمل رافد هكذا ...
سماره ..حدة ملامحه ..حاجبيه ..رموشه السوداء الكثيفه ...و تحفظه ...أنه كأبيه تماما ..
:
:
كرهت هذا الانعزال الذي يمران به ......" أش رأيكم ...نترك هالاجهزه ...هنا ..حتى انا بترك جوالي ..ونطلع برى ...نلعب ونجلس زي زمان ...وبسوي لنا كيكة وعصير ..مو أحسن ..."
:
:
نظرت اليها اميمة بأبتسامه مؤيده ....وحماس طفولي ...."أيوا ....وانا بسوي معاك الكيكة ..."
:
لم يجاوبها رافد ...الذي يمر بعزله لربما هي مبكرة على صبي في عمره ....أمرته بلطف .."رافد ..ممكن تجلس معانا ...نحتاج رجال ...يفرش لنا الفرشه ...ونلعب معاه كورة ..وكمان ينتبه لنا ....أش رأيك ...؟؟"
:
:
رفع رأسه ....وهو يستر تأييده .."أنا قلت لا ...."
:
:
أبتسمت وهي تقف ...."حلو ...ادوني ربع ساعه وكل شيء بيكون جاهز ...."
:
:
قربى لم تنسى يوما بأن هذين الصغيرين كبرا كل يوم امامها ....ربتهما ...خففا عنها الكثير وشاركاها الكثير ..
:
:
هي تحبهم كما لو كانوا من صلبها ...لن تسمح لهنده وحتى لو كانت امهم ....بأن تعاملهم هكذا ....بهذا الاجحاف وهذا الاستغناء ,,,تعرفهم فقط في لحظات هي محتاجتهم بها ...
تستغلهم في جدال أحمق مع ابيهم ....أو في فستان لأميمه مبالغ به من نفس دور ازياء فساتينها المفضله ..
أو لتفاخر لا طائل منه امام أِخاص لا يهمهم أمر بعضهم البعض سوى في التنافس الاحمق ...
:
:
أنهم اطفال ...وبسطاء ...وبعقول جامحه تحتاج من يراعيها ....وبحاجات عاطفيه تبحث عن مأوى ...
::
::
حتى الان لاتعرفهم علاقتهم بأبيهم كيف تسير ....أبيهم ...لما هو مختفي دوما هكذا ...يتواجد فقط لساعات يقلب بها كل الاوضاع ثم يعود ليختفي ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
:
كانت منهمكة تماما في ما بين يديها ..وقد اعتادت على المكان ..المطبخ الواسع ..المكان الوحيد الذي كانت تقضي به اوقات تعتبر طويله فطوال فترة حياتها هنا لم تكن تخرج من غرفتها الا نادرا ....
توزيع الاواني ...ترتيبه ..نوافذه الواسعه ..وبابه الخارجي ..اضاءته الطفيفه والطريقه التي تغزو بها الشمس جوانبه ...
:
:
جلست أميمة بالقرب منها وهي تراقب سرحانه بما تفعله بينما كانت الخادمة الفليبينيه العجوز التي قضت منتصف عمرها في هذا المنزل تجلس أخر طاولة الطعام الضخمة وهي تنضف قطعه نحاسيه ما في يدها وهي تستمع الى الراديو الذي اعتادت على الاستماع اليه ....
:
:
وضعت ما بيدها داخل الفرن وهي تضبط درجة الحرارة ...أبتسمت بشيء من حزن وهي تستمع لما يبثه راديو تلك القديم ...
التفتت اليها وهي تطلب منها بلطف ...." نور ...أرفعي الصوت ..."
:
:
رتبت المكان خلفها وهي تعيد كل ما استخدمته لمكانه ....وهي تستمع الى الاغنية التي كانت امها تحبها ...وتقريبا كبرت تشبهها ...
لاتعلم من تغنيها بالتوزيع الجديد لكنها اعتادت سماعها من ناظم الغزالي ....
أبتسمت اميمه وهي تراقبها ..بالكاد تبين حركة رقصها الهاديء وهي تهمس بكلمات الاغنيه ...
"عمه ....أش يعني ميحانة ..."
:
:
بادلتها قربى الابتسام ...وهي التي تسعد بأي ذكرى او صلة طفيفه تجمعها بأيام سكناها بغداد ...." كلمة بغداديه معناها ...موعدنا ما بعد حان ...شيء زي كذا ..."
:
:
تأملتها اميمه الصغيره.....سألتها بفضول ....."بترجعين العراق يا عمه ....؟"
:
:
بطئت حركتها .....وهي تتأمل ما بيدها ..."يوم من الايام ...بس لو رجعت العراق اللي اعرفها ...اصلا ماعاد لي أحد بيها ...هي أمي ...وتركتها ...."
:
:
أكملت تلك سؤالها ......"طيب ...تحبينها ....؟؟"
:
:
أبتسمت قربى بحزن ..."أكيد احبها ....انولدت وتربيت هناك ...واحب السعودية كمان عشت 12 سنه هناك و12 هنا ..."
:
:
لازالت الصغيره تشعر بالفضول ....." كيف العراق ...؟؟تتذكرينها ...هي فيها حرب ....صح .."
:
:
أبتسمت قربى وكأنها تقف وسط شارع منزلها في بغداد ...."لها ريحه ....ما اقدر اوصفها فقدتها هنا ....كان فيها حرب ...ذحبن نزاعات بس ...اول ما تركت العراق ..جاها الغزو ...."
:
:
توقفت عن الحديث الا انها اكملت فجأة كأنها لاتريد النسيان ...."كان الشارع ضيق....وسكنا في حارة قديمة....قديمة مره ....زي السيح في المدينة ...بس ...كيف اوصف لك ...أخر الشارع ...كان في قهوه ..صغيره ..وقديمه ..وبابها تحت الارض ...كنت اروح انادي منها زوج امي اذا سوت العشا ...كانت دايم متروسه دخان وبيالات شاي ..وصوت السبح في يدين الشياب ...وكنت ما افهم كلامهم احيان ...كانوا من اهل بغداد القدام ...وكان ..وكان ..."
::
::
لأول مره هذه الصغيره ترى قربى هكذا ...فقد تلعثم حديثها وتعلقت حدقتيها بالفراغ و اكتست بطبقه شفافه لامه ...وتشابكت اناملها....
مررت سبابتها على ذقنها ...."أمي كان بيها دقه بالحنج ..هايا الوشم اللي بالكحل ..كنت اريد اكبر وادق مثلها ..."
:
:
أبتسمت اميمه لانها فهمتها ...."زي جده قوت ....صح ...."
::
أبتسمت لها وهي تعيد تماسكها ...."زي جده قوت ....لا تنحرق كيكتنا ويزعل السيد رافد مخرجينه برى على فاضي...."
:
:
قالتها وهي تمرر ظاهر كفها اسفل جفنيها وهي متجهه الى الفرن ....
:
:
:
:
ما بال الشوق مؤخرا يقودها ...لأقد هربت منه لسنوات طوال ....لن تسمح له بالعوده ..لضنها بأنها بلحظه ضعف و استسلام ...
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::
:
:
كلتيها كانا على غير عادتهن اليوم شاردتان كليا ...لكنهن لبثن حتى نهاية المحفل ..
:
:
وقفت جليلة بالقرب من الركن الخاص بالتنظيم ...اقتربت منها اميمه وهي تعدل عبائتها ....
:
:
تأففت وهي تحادثها ...."أستغفر الله اليوم ما ادري اشبي ...عصبت فجأة ...مالي نفس ارجع البيت ...شكلي بروح لعمران شايله انا لو ما انفجرت اليوم في أحد بأطق ...."
:
:
اسمتعت لها جليله وهي تسند رأسها على الجدار وتراقب المكان بملل ....وكأن اميمه تحادث نفسها وتجيبها ......"أعرف نفسي من جنبها ...أعصب بس اشوف اللي معصبه منه تطلع وحده متفهمه وتبحث عن حلول مدري منين طلعت ...."
:
:
:
تنهجت جليله وهي تراقب الفراغ بعينان حزينة .....راقبتها اميمه بتعاطف ....أمرتها وهي تكمل ترتيب هندامها للخروج ...."جليله ...حبيبتي خلاص روحي البيت ارتاحي ..وانتبهي لنفسك ...خلاص البنات هنا بيكملون كل شيء ...باقي ساعه ويقفلون ..."
:
:
:
أبتسمت لها جليله وهي تجيبها بود تحاول به ستر الاضطراب داخلها ...."لا ياروحي ....ما ابغا اجلس لحالي ....أجلس مع البنات لين ينتهي كل شيء ....انتي روحي وروقي ...بلاش تعصبين ماهو زين لش ...."
:
:
أبتسمت لها اميمه ...."الهرج حجازي بكلنة جنوبيه ..مره وحده بس أسهي واتكلمي بلهجتكم الجميله قدامنا ...."
:
:
دفعت جسدها من الاتكاء على الجدار وهي تعي محاولة اميمة بالتخفيف عنها وسلواها ...."ما احفل به ...بين النجراني واليمني والحجازي ضعت طلعت لي لهجة لي لحالي ...."
:
:
تأملت أميمة وحدة هذه الجميله ....."جليله ...تعالي نامي عندي اليوم ...وكل يوم الين تطفشين مننا تعالي غيري جو ......انا وبخوت طقينا من الملل ...تعالي طقي معانا ...."
:
:
أبتسمت لها جليله بشرود ...."حاظر ...أشوف وارد لك ...."
:
:
رفعت اميمه حاجبها بعدم اقتناع ...."أدري انه معناها ما ابغى ...بس ترى السواق تحت ذمتك بتخرجين بتجيني ...غيري جو شويا ..."
:
:
هزت جليله رأسها بالنفي ..."والله مرتاحه وراضيه ...."
:
:
أقتربت منهن احداهن وهي تصرخ ...."خاله اميمه ...مكانك ..."
:
أغمضت اميمه عينيها بأنزعاج .....وهي توبخها بين اسنانها ...."عنود مافي صوت اعلى من كذا ..."
:
:
أقتربت تلك ضاحكه وهي تحتضن جليله ...."الا في ...الله يادبتي ...والله احلويتي زياده ...."
:
قالت جملتها الاخيره وهي تعدل خصل جليله السوداء على كتفيها ...
:
:
وبختها اميمه ...."وخالتك ماتسلمين عليها ....؟؟"
:
هزت رأسها بالنفي ..."خاله امس كنا عندك ...وين بتروحين ...ليش لابسه عبايتك ...؟"
:
بادلتها جليله التحيه بخجل وابتسام ...ولازالت تلك تعبث بخصلاتها ...قرصت خديها وهي ترد على خالتها ...
أتسعت حدقتي جليله وهي تحمي خديها بأناملها ....
انها ليست بذاك الامتلاء الذي يدفعها لفعل هذا .....سألتها اميمه بقل صبر وهي تراقب حولها .. "انتي بنت ...اتركي الادميه بحالها ....أختك وين ...؟؟"
:
:
تأففت عنود هي تشير لمكان ما ..."مدري عنها ...نشبت هناك ماخلت احد ماسلمت عليه وتسأل وتطمن ...عايشه جو ...وين بتروحين ما رديتي ....؟"
:
نفثت اميمه نفسا عميقا ...."أحسن منك على الاقل ...بروح لبيت عمران ...بقضي العصريه عندهم وبعدين بروح بيتي ...."
:
:
أتسعت حدقتي تلك بحماس غريب ..وهي ترفع حاجبه بأهتمام ..."بيت ابو رافد ....بنروح حتى احنا اجل ...بس خلي المعرض يخلص ....ماتوقع تخلص ست نوف بدري ...ونلحقك ...من زمان كنا نبغى نروح بس مانبغى نروح لحالنا ..."
:
:
أبتسمت اميمه ...."حلو حياكم الله ...وجيبوا جليله معاكم ..وبعد عمران تسهرون عندي ...ويمكن تنامون كمان ...كذا كذا ابوكم بيمر في الليل ...يا يأخذكم يا تستأذنون منه ...."
:
:
رفعت جليله عينيها للفراغ وهي تحاول الهروب من بينهن ..لمجرد سماعها تواجده ...."انا ما ابغا اجي اليوم ..."
:
:
أسكتتها اميمه ..."أص ...لأ تجين غصب عنك ...ما اقبل اعذار ...تجلسين لحالك جمعه وسبت ليه ...."
:
:
نفثت نفسا عميقا وهي تغلل اناملها في خصلات شعرها الثقيله ...تحاول جاهده الهرب والابتعاد عن لطفهم هذا الذي يحيطونها به ويجذبونها غصبا الى حياتهم الشخصيه ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
:
:
تمددت على الفرشة فوق العشب الرطب وهي تغمض عيناها ...لتتمتع قليلا بأشعه الشمس فوق بشرتها ...
أخذت نفسا عميقا ...أبتسمت لهذه الرائحة التي تشبه رائحة ابيها ...التي تشعرها بالانتماء ...
:
:
شعرت بوجود ما ..غير ابني عمران الذين انشغلا تماما بحديث لاهي حول طرف الفرشه ...فتحت عينيها وهي تجلس ببطء...
:
:
كانت اميمه تقف بالقرب منها ...وفي عينيها كل الاحاديث الغير مفسره ...ونظره غضب وعتاب ...
لم تبعد قربى عيناها عنها وهي تقف وتبادلها التحيه بكل برود من الاثنتين ....
:
:
ألتفتت اميمه بشخصيتها القياديه المعتاده للطفلين " رافد اميمه ...حبايبي ادخلوا جوا شوي ....أبغا اكلم عمه قربى ...."
:
:
:
قالت كلمتها الاخيره وهي ترمق قربى بنظرتها ...
لكن برود قربى الواثق لا يجابهه أي شعور ...نفضت نفسها من العشب العالق بها وهي تتجه الى الأريكة المجاوره ...
جلست وهي تنفث نفسا عميقا ...
:
:
لم تلتفت لجلوس اميمه بجانبها.....التي ما ان طال الصمت بينهن وهن يراقبن الافق ...حتى تحدثت ....." أحتاج لتفسيرك ..؟؟"
:
:
لا زالت قربى تتحلى ببرودها وهي تراقب حركة قدمها العشوائيه على الارض ...."لأيش...؟؟"
:
:
تنهدت أميمه بقل صبر ...لم تنسى من تجابه .....فهذه قربى العنيده ...." كيف رضيتي لنفسك تتزوجينه ...عمران طول عمرنا عارفينه ..غريب وخياراته محد يتنبأ فيها ...كيف رضيتيها على أهداء ....تتزوجين عمران ياقربى قلوا الرجال ...."
:
:
ألتفتت اليها قربى وهي ترفع حاجبه ...لازالت تعامل اميمه بأدب فمهما كان هي صاحبه افضال كبيرة عليها ومن حقها ان تلومها حتى تتبين الحق .........." ليش أنا لي رأي ....لي رغبه ...بهالبيت ...عند السيد عمران اللي أمس كان عمي وانسان له فضل علي ..واليوم الاقيه يلوي ذراعي ويضيق الحدود علي ...وانا ومن بعدي الطوفان ....محد في هالدنيا يا خاله اميمه ايا كان ....له الحق انه يلومني او يعاتبني او ينظر لي بنظره المستغله ...عمران هو اللي استغلني ...هو اللي استغل حاجتي وضعفي مو أنا ...وانا عارفه الناس اش راح تقول ...أكيد بتوقف مع ولد شيخهم وقبيلتهم الانسان الكبير بماله وجاهه ويقولن لعبت عليه بنت المدري أيش... لفت حوله ومن هالكلام ..ومحد راح ينصفني ...لاني اني المنسيه ..اني اللي ماضل عرج مادخل بيا... أني الغريبه......لكن الله فوق عالي سماه بينصفني من الهرج اللي طايلني من واني بنت ببيته ...واهو بكل برود اثبت لهم انهم على حق ..."
:
:
كانت اميمه ستتحدث الا ان قربى قاطعتها ....."خالتي اميمه رحم الله والديج ...لا تزيدينها ...تبين تعاتبين و تلومين ...هاي ولد اختج روحي له...وفهمي منه وفهميني ...مثل ما الموضوع صعب عليتج ...أنا صعب على ألف مره ..."
:
:
ردت عليها اميمه بتفهمها اللطيف الدائم ....بشيء من لوم ...."بس مهما كان ياقربى ...انتي تحملين شيء من العتب واللوم على هذا القرار اللي صدمنا كلنا ...لهاذي اللحظه اكلمك وانا مو مصدقه فيك ..."
:
:
راقبت نظرات قربى المليئه بالمشاعر وهي تتبدل تماما وتجمد ملامحها وتتحول الى الغضب المشمئز وهي تنظر لما خلف أميمه .....ألتفتت تلك خلفها ...لتراقب اقترابه .....
هل هذا عمران الذي تعرفه ما باله تغير كل هذا التغير ...فقد شيء من وزنه الضخم و غزت الشعيرات الرماديه ملامحه الحاده ...فتح أعلى زر في ياقة ثوبه ناصع البياض الذي اشتد على عضلات صدره القاسيه الواسعه ....
:
:
كانت نظره السخريه تعلوا وجهه وهو يقترب منها تغيرت ملامحه تماما وهو يلتفت لقربى المختبئه جزئيا خلفها ....بدون حتى ان يهتم لتواجد اميمه ...مد يده لحبل قميصها القطني الفاضح على كتفها ...سحبه بسبابته وتركه بسخط وهو يهمس ..."مالقيتي أخف من كذا ...."
:
:
ابعدت قربى نظراتها عنه وهي تغطي صدرها العاري وكتفيها بشعرها وقد ملئت ملامح الغضب محياها تماما ....
:
:
وقفت تبتعد عنه لتغير مكان جلوسها ....أخر ما توده هو الجلوس بقربه...بعدما تبادل السلام مع خالته ...
جلس مكانها وهو لازال يرمقها بنظراته ...
لا يعلم أي تحسن طفيف طال مزاجه وهو يحتل مكانها الذي لا زال يزهو بدفء جسدها الغض ورائحتها الفاتنه ....
:
:
ألتفت الى خالته ....وهو يهمس بطريقته المتسيده غصبا تلك...."أيوا يا ام وليد تقولين لي قربى تحمل اللوم .....خالتي..." قال كلمته الاخيره وهو يرفع حاجبه موبخا ....." انا مو بزر انا الشيخ عمران ...واللي فيه خير يجي في وجهي ويقول ليش أخذها ....مره زي أي مره ...لو ما اخذتها باخذ غيرها ..."
:
:
تنهدت خالته بقل صبر وهي ترد عليه ......." يا عمران ...يالشيخ عمران ...الدنيا ترى مو بمزاجك ....مافكرت فيها هي ...وش شعورها ...."
:
:
ارتاح في جلسته وهو يخفي تأثيره بحركتها المستفزه ...وهي تعض طرف شفتها الممتلئه وتراقب اميمه ....رفع حاجبه متفضلا .........."تحمد ربها ...."
:
:
التفتت اليه قربى وهي ترمقه بنظراتها الساخطه لقوله الذكوري البحت المتعالي ....
:
:
همست اميمه مستغفره لقوله ..ماباله ...؟؟ هذا الرجل حتى هو لا يفهم نفسه ....
:
:
أكملت اميمه متسأله ...."الموضوع مو قادر يدخل مخي ...الاولاد اش كانت ردة فعلهم ....؟؟ ...سيبك من الاولاد ....هنده أش سوت كيف استقبلت الموضوع ...؟؟"
:
:
بعزة انثى غريبة تطغى عليها ...لا اراديا ابتسمت قربى مغتره منتصره وهي تعض شفتيها تمنع اتساع ابتسامتها ...رفع حاجبه بسخط وهو يهددها بنظراته ويتقدم بجذعه ..
وهو يهمس لها بين شفتيه ناهرها..." بس..."
:
:
هزت كتفيها بمعنى ماذا الأن ...؟
:
التفت الى خالته .....بحزم جاوبها .."الموضوع معاي يا ام وليد منتهي النقاش فيه ....رجاء ...حتى وان كانت هنده ام عيالي فهي ابدا مو مطلوب رأيها في هذا الموضوع ..."
:
:
عدلت قربى شعرها وكأن الموضوع لا يهمها بتاتا وهي تبدي تمللا من كليهما ...أخرجت نفسا عميقا و هي تعض شفتها العليا وتراقب المكان حولها ...
:
:
وقفت اميمه بعدما ازعجها رنين هاتفها ولم تقوى على تجاهل المكالمه .....استأذنتهم وهي تبتعد ...
:
:
دون ان تستوعب كانت اقرب اليه من أنفاسه فقد سحب الكرسي التي كانت تجلس عليه بخفه لتقترب منه ....لتقتحم الحيز الفخم الذي يحيط به ...عزلته الفاخره ..
:
:
أتسعت حدقتيها وقد عجزت عن التنفس بعدما استولي جائرا على شفتيها ...أبعدها عنه بعنف بعدما افضى ما بقلبه من موقف اتجاه حركة شفتيها التي اربكته منذ جلوسه ...
:
لم يتوقع بأنه يوما ما هناك انثى تترك كل هذا التأثير الجارف عليه ...وقد كان البارد المتملل دوما ...
شهقت وهي تحاول ترتيب انفاسها ...وقد ذبلت اطرافها لفعله ....لما هو يترك عليها كل هذا التأثير رائحته ...ساعديه القاسيه ...قبضتيه القويه ...وتملكه الاحمق ...
:
:
غطت شفتيها بطرف اناملها وكأنها تكتشفها لأول مره ....
التفت لقدوم خالته ....وهو يأخذ نفسا عميقا و يمرر ظاهر كفه على شفتيه يمحي ماتركته تلك ..
مرر كلتا كفيه على شعره ورتب هندامه ....وقف بأقترابها ليترك المكان خلفه ...
حادثته وهو مارا بجانبه مستغربه من رحيله المفاجيء ...."عمران لحظه ...بنتكلم"
:
:
لم يلتفتت اليها وهو يكمل طريقه ...." مابينا كلام ...اعذريني مشغول ...."
:
:
التفتت الى قربى مستغربه وقد خطف لون وجهها تماما وحدقت بمكانه الخالي واتسعت حدقتيها بسرحان جارف ساهي ...
:
راقبت قربى ولاول مره منذ سنوات طوال كانت بها الى جوارها تحارب دمعها قهرا ...مالذي يحدث هنا ...؟؟
من خلال هذا اللقاء الصغير تشعر بأن هذين الاثنان ليسا على قدر يسير من الصفاء ابدا ..
فطوال الحديث كان يراقبها بنظرات التوعد ...الشك ..و الترهيب المحتقر ..
بينما كانت هي تبادله نفسه الاحتقار و التجاهل ...والكثير من الاحقاد ...
:
:
:
جلست وهي تحادث قربى ...وهي تشير بهاتفها في الهواء ...."خالتي قوت تسألني ويني ؟؟ ..لمن قلت لها اني هنا قالت بتجي ...تقول زمان عن عمران وعياله ...."
:
:
راقبت قربى تتخلى عن سرحانها وهي تنظر اليها بأبتسامه زائفه ...
:
تأملتها وهي سارحه لاتعلم ماتقوله لها كل هذا الموقف الذي صنعه ابن اختها كانت محمله بكل غضب وعتاب لوم حتى لحظة ما قابلت هذه اليتيمه ....التي يبدوا بأن الامر بينها وبين عمران اكبر من زواج تقليدي ...وتحمل هذه القربى أكبر من أي هم ومعنى داخل مقليتها خلال حديثهما المقتطع عما تم بينها وبين ابن اختها ....
:
:
:
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
تأمل الشواهد الكئيبه اعلى المرج الاخضر المشذب بعناية كئيبه لحد ما ....تنهد وهو يقترب منها خطوة ...لقد حرمه من حقوق كثيره ...
لقد حرمة من أن يدفن جثمانه في ارض والده ...
والده المهشم ...الحزين ...بقايا العماد المنهاره ....والده المكلوم ...
:
:
:
:
أن يضيع العمر في طرد السراب ..في بكاء الليالي القصيره ....الشكوى المكتومه داخل ندوب الجراح القديمه في قلوبنا ...
لا بد ان يمر بنا يوم الندم والتساؤل عن الصواب بعدها ....؟
علينا ان نبحث عن هذا الندم ...فقط لنستمر بالعيش ...
:
:
:
:
ولي بكم لقاء قريب اخر أن شاء اه. ...
هذا وقد كان بحمد اه و تتمه الفصل الثاني من الجزء الثاني والعشرون ..
:
:
اللهم لك الحمد على نعمك ..وابتلاءك ..وامرك الذي كله خير ...
:
:
:
أحبكم ..
كاتبتكم / مشاعل الحربي ...
|