كاتب الموضوع :
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: أسمتني أمي قربى
بسم الله الرحمن الرحيم ...
:
:
الجزء التاسع عشر ...
:
:
سمراء يا حلم الطفوله ............يا منية النفس العليله
كيف الوصول إلى ((حما.....ك)) و ليس لي في الأمر حيله
إن كان في ذليي رضا ...........ك فهذه روحي ذليلة
ووسيلتي قلب به ..................مثواك إن عزت وسيله
فلترحمي خفقانه ...............لك و اسمعي فيه عويله
قلب رعاك و ما ارتضى ..............في حبه أبدا بديله
أسعدته زمنا و روى ....................وصلك الشافي غليله
ما بال قلبك ضل عنـ .............ــه فما اهتدى يوما سبيله
وسبيلك الذكرى إذا ..................ما داعبتك رؤى جميله
في ليلة نسج الغرا .......................م طيفها بيد نحيله
وأطال فيها سهد كل ........................متيم يشكو خليله
سمراء يا أمل الفؤا .................د وحلمه من الطفولة
:
:
:
:
:
ما ان فتحت الباب حتى شعرت بالطاقة السلبيه التي تركها حوله في المكان وكما يبدو بأن علق في شجار ما مع احدهم ولا احدهم هنا سوى هنده التي تركت خلفها صدى دوي اغلاق باب جناحها .....
:
:
كان يقف امام باب جناحه وقد هم بفتحه ...لا تعلم مجرد رؤيته هكذا تثير داخلها رغبه في الحرب ....
حادثها أمرا أياها بأستحقار وبرود ......"أنتي ...جهزي شنطتك ....معاك ساعتين والقاك تحت ...."
:
:
أتسعت حدقتيها لطريقة وقوله وغرابه امره ...كانت سترد عليه ...لولا انه اغلق الباب خلفه ...
:
:
تجاهلت حديثه وهي تكمل طريقها لتبحث عما تأكله ....
مالذي ينويه .....هل سيعيدني الي بيت عمتي ....ماذا هل استسلم بهذه السرعه .....لكني حتى وان كنت اكرهه لن اقبل بالعوده لهناك ابدا فقد انهارت دواخي ونسيت من انا معهم ...وبت مسخا لانثى ما ...
:
:
لكن ان اعادني هو ....بنفسه....لن اقوى ان ارد عليه ...
او اعارضه ....مالذي ينويه ....
ياه لقد بت انثى بارده لا يهمها أي حدث في حياتها ....أتراه سيخرجني في بيت لوحدي ....؟؟
::
ابتسمت للفكره ....سيترك هذا لها حرية العيش بعيدا عنه ....
لكن ماذا حينها لن ترى سواه وسيصيبها اكتئاب حاد .....
:
:
آه يا قربى لماذا انتي باردة وساخره لهذه الغايه ...لأفعل ما امر ....و أستمر في تعكير صفوه ...
وكأني املك غير لساني وشخصيتي الحمقاء هذه ...
لحظه هل أنا حمقاء .....؟؟ نعم ان وضعت نفسي في عداوة جديده مع هنده على غريب الاطوار هذا سأك حمقاء مثل هنده تماما ....
:
:
:
لا يهم .....بعد ساعتان فقط سيتبين ماينويه لي ......
لم اعد اشعر بذاك التوتر و الحماس في لحظات الانتظار لم يعد هنا مايثير اهتمامي ....
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
التفت لمن كانت تسند رأسها على الجدار خلفه .....لم تلاحظ وجوده حتى ....بينما غرق هو بها ...
الا ترحم من حولها من جمالها....الا تملك برجا عاجيا معزول تحمي الخلائق به من شدة جمالها هذه ......
:
كانت حدقتيها العسليه الفاتحه قد التمعت لدموعها التي غمرت وجنتيها النافره ....
مع كل هذا الازعاج و الفرح في الداخل الا انها اختارت ان تشارك الورد حولها حزنها ...
انها وحيده للغايه ....
:
:
مدت اناملها لكي تمحي دموعها وتهم بالتداخل مع الجميع قبل ان تخلد الى النوم حتى لا يفقدها احدهم ...وهي تالله عاجزة حزينه ....
:
:
تجمدت يدها وهي تراقبه ...يقف بكل غرورة وشموخه يراقبها رافعا احد حاجبيه ...
بملامحه الحاده هذه ...شدة سواد حدقتيه وطريقة نظراته المستفزه ....سماره البدوي الأصيل ...وهالة سوداء فخمه يتركها حوله ...
:
:
أخذ نفسا عميقا وهو يرد الباب بدون ان يغلقه ...لازال يتأمل سيل دموعها متمنيا أنه كان اقرب لخدها من انسكاب دمعها ...
:
تنهد وهو يجلس على الجلسات البدويه بالقرب من الباب .....
همس لها .....وكأنه يعرفها منذ أن عرف قلبه ............."خير يا جوزيده من بكاك .....؟؟"
:
:
لم تفهم نبرته ...جوزيده ابدا ليست كنصره او غيرها تلك التي تفهم مقصد الرجل من نبرته قبيل قوله لأعتيادها على تواجد الرجال حولها ...
أنها طوال فترة حياتها لم تحادث يوما سوى امها ....
رفعت طرف طرحتها وهي تغطي منتصف وجهها فقد كرهت تأمله الغريب هذا ....لقد ندمت بأنها لم ترتدي برقعها ...لكن حتى الأن لم يراها رجل غير محارمها سواه ..
:
:
وقفت بدون أن ترد عليه .....وقف لوقوفها ...و هو يعطي الباب ظهره .....لطالما كان يعرف ما يريد ....
وكل مايعرفه هذه اللحظه انه يريدها له لو كلفه هذا كل شيء.....همس لها يسترعي انتباهها ...بصوته العميق الرجولي الدافيء......"جوزيده ...."
:
:
كانت تنظر الى الارض ....تأمل جفنها الناعس الذي أحمر لبكاءها .....لم ترد عليه ...الا انها يعلم انها تنصت اليه ...
كانت ستتعداه خارجه لو انها تخيلت بأنها سمعت حنان غريب في صوته هي محتاجه له ....
سرعان ما تلاشت ابتسامه رسمها وهو يهم بالحديث بكل جديه ....."جوزيده ....أنا رجال ..أعرف وش أبغى ....أنا أبغاك ياجوزيده ....لي...ما ابي افكر بطريقه ثانيه بخصوصك ...كل يوم اشوفك قدامي أنا ما ابغى أي افكار او حيره انا اعرف اني ابغاكي زوجه لي وحلالي ...ما ابي أغلط بحقك يا بنت عمي ...."
:
:
أتسعت حدقتيها بعدم تصديق وهي تستوعب ما قاله لها للتو .....تعثرت الكلمات على اعتاب شفتيها .....أجابته هامسه"...يتار ....."
:
:
همت بالخروج من المكان لولا انه اوقفها ....."جوزيده لوتفا ...بيداكا ...."
:
ألتفتت له غير مصدقه أنه يتحدث التركية ......لطالما نطق اسمها بطريقته الصحيحه في كل مواقفه القصيره النادره التي جمعته بها ....
ما لا تعلمه جوزيده بأن هذا الدبلوماسي يتحدث سبع لغات ....
هزت رأسها له بالنفي .............وهي تهمس له ...."لو تنطبق السما على الارض ..ماحأخذك ..لاتسمح لنفسك تفكر حتى بكذا....."
:
:
ياللهجتها المدينيه الرقيقه تماما كوردها ونفحها ..............أكملت وهي تحاول استجماع ردها غير مصدقه ما يقوله وهي تدير نظراتها حول المكان لتجد ماتقوله .........."و أمتنان ..وحياتك ...وبتتزوجون قريب ...خطيبتك من سنين ....."
:
:
كان ينظر الى عينيها بكل ثقه .....همس لها ........."أنا أخترتك ...أنتي ......"
::
أغمضت عينيها وهي تأخذ نفسا عميقا تمنع دموعها ....من أين ظهر لها هذا ...."المفروض انك ماتكلمني بهذا الموضوع ...لأن ما يستاهل افكر فيه حتى ........"
:
:
رفع حاجبه .........وهو يرد عليها ...مستمتعا بأرتجافها الذي يدعي القوه كطير مبلول ........"أنتي مالك شغل بأمتنان و مهاب ....لك بجوزيده ومهاب ........فكري ...وصدقيني بتلاقين الوضع جدا مناسب لك .................ولك مني اذا وافقتي ...ألبي لك أي شيء تطلبينه ....."
:
:
كانت ستصرخ بوجهه وتخرج من المكان ...الا انها تأملت قوله الأخير ...أكمل عندما شعر بأنه استرعى اهتمامها .........."أنا مايهمني شعور او رضا غيري حولي ...بس ممكن انتي يهمك ...فكري بجدي وجدتي ...حياتك مستقبليا ماراح ابعدك عنهم ....جوزيده ...أسمحي لي أقرب منك ...أنا شاريك يا بنت عمي ...ومستعد احط الدنيا كلها بين يديك بس توافقين علي ....أنتي بس أطلبي..."
:
:
:
كرهت استغلالا ما ينمو بداخلها لكنها مضطره ...........لكن عقلها لازال يهمس لها ...وفضحه لسانها ........."و أمتنان ...يا مهاب ........"
:
:
يالجمال اسمه بين شفتيها ....مهاب رجل يفهم من حوله بنظره لا يحتاج لأن يتأمل ويتفكر لكي يعرف من هي التي تحمل الفضيله بداخلها ...
لو كانت امتنان في موقفها لن تذكر اسمها أبدا ....
لو كانت جوزيده تحمل ذره من شر أو خبث كان سيعلم ...كان سيلاحظ ولن يترك لنفسه مجالا ان يميل نحوها ...
لكن حورية من بحور الفضيله كهذه ستشد من كان قالبه من صخر ....لا يعرف ما نهايته مع امتنان لكنه يعلم حتما بأنه قد كره وعاف الارتباط بها حتى النهايه ...
:
:
لطالما أحاطته عائلته وظروفه بنساء قويات ...بنساء كالرجال قيمه ورأيا وقولا ...لكن هذه الرقيقه بالحزن في عينيها لأول مره تمر به ....
يشعر بكل ما أؤتي من رغبه ان يحميها باقي العمر ...أن يحتويها ان يمتلكها ...يشعر بأنه ليس هناك من يستحقها من سيلاحظ تميزها وفرقها سواه .....
غضن حاجبيه وهو يوعدها ............"مالك ومال امتنان ....أنا أبغاك أنتي ...وما ابغي اتكلم عن امتنان الله يستر عليها ..."
::
:
:
عادت الى تأمل الفراغ في الارض .....همست لنفسها الا انه سمعها ...."أي شيء.........."
:
:
وكل تفكيرها يقودها الى امها ....الى استقرار امها و رضاها و راحتها ...حتى لو كان هذا يعني لها ان تدوس على ما تريده ....متى كانت تريد شيئا في حياتها سوى رضاء أمها ...
::
::
أبتعد عنها وهو يفتح الباب متجها للخارج ...............أوصاها ....."أوعديني تفكرين ...ألين بعد بكرا ...و أتركي الباقي علي وأنا عند كلمتي بلبي لك اللي تطلبين ...."
:
:
لم تعلم كم لبثت تحدق في الفراغ الذي تركه خلفه ...في الازدحام الذي تركه لها ..في تصارع مشاعرها ورغباتها ...
:
:
:
في قصة جديده معقده في حياتها .....قلبها يقول لها لن تفكري في رجل متزوج ...بينما عقلها يقول لها أنه خلاص فاخر لأزمة أمها التي لن ترضا تسكن في بيت من مال غيرها ....
:
:
ماذا لو طلبت منه بيتا في تركيا لها ...عندها ستعيش أمها في بيت ابنتها بكل رحابة وراحة ....
::
ماذا لو بحثت عن حل ما وتجاهلت هذا المهاب المغرور ...مالذي أشار له بأنه منقذ لها ....
:
:
كرهت ظلم مهاب هذا ...فلربما كانت هي من تنوي الشرا و أغوته في نظر العائلة ..وامتنان ستظهر بمظهر البريئه المتظلمه ..
لكن هي لطالما لم تفكر أو يهمها أمر الارتباط هذا ...لم تتخيل يوما فارسا لاحلامها او رجلا يقف بالقرب منها ....
بينما هذا كان كل ماتفكر به امها لها لتأمن لها حياة كريمه ....أمها التي ضحت بكل شيء حتى تعيش هذا الجوزيده الوحيده الحمقاء .....
لن تفكر حتى ....لن تفكر ....
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
تنهدت بألم وهي ترتدي بنطالها الجينز الضيق فقد أذى تلامسه مع جسدها جرح فخذها الذي عاد اليوم لنزف بعض الدماء ....
جلست على السرير بملل وبرود غريب يعتريها وهي ترتدي حذائها الاسود ...تناولت البدي القطن الذي تركته بجانبها ...بلون عودي غامق أرتدته وهي ترتب فتحة صدره الفاضحه لتخفي نقوش صدريتها الدانتيل الاسود ...
:
:
عادت للوقوف أمام المرآه وهي تتناول محارم لازالة الزينه ...نظرت الى محياها الخالي من أي زينه سوى حدقتيها الرماديه ورموشها الكثيفه الطويله و وجنتيها الشامخه ...
:
:
عضت على شفتها السفليه وهي تراقب الفراغ في المرآه ....ما الذي يريده منها ....غضنت جبينها وهي تقاوم ألم جرح فخذها ...
:
:
أغلقت حقيبتها وهي تجرها لتسندها بجانب الباب ....راقبت الخادمه وهي تأخذها من أمامها ...أغمضت عينيها بتعب وهي ترتدي عباءتها ..وقد تباطئت حركة يدها وهي تشعر بنفسها على وشك فقدان الوعي ...
رتبت شعرها ومن ثم لفت طرحتها ...جمعت طرفي عبائتها وهي ترتدي حقيبتها على كتفها وتحمل نقابها في يدها ....
:
:
ألتفتت للغرفه حولها ...يبدوا بأن هذا الفراق الأخير ...لا أعلم الى اين ستأخذني هذه الهيمنه الظالمه حولي دون حول من أو أذن ...كل ما اعرفه أنني سأكون قوية ...
خذلان غريب حاربته اعتراها من أن يكون هذا العمران سيتخلى عتها ...غريب يا قربى ألم كن هذا مرادك ...؟؟
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تخرج لتغلق الباب خلفها ...تعلقت عينيها به للحظه غير مصدقه ...هكذا رجل لا يتنبأ بأفعاله أحدهم أبدا فريد بغرابه اطواره ...
كان يغلق باب غرفته خلفه وهو منشغل بهاتفه ولازال شعره المصفف بعنايه مبتلا وقد ترك خيوطا لامعه على ظهره العاري ....
:
:
أقفل هاتفه وهو يعدل أحرامه الابيض الناصع على كتفه ..نصف ابتسامه حزينه اعتلت شفتيها وهي تعيد لف طرحتها ومن ثم وضعت نقابها في حقيبتها ...
مر متعديها الى السلم دون ان يرفع عينه لها ....وحتى أن يأمرها بلحاقه ...وقفت للحظات ...هل ألحقه أم ماذا ...؟؟
لربما سيأخذني احدهم غيره الى المجهول ...
تأوهت وهي تحرك خطوتها ندمت لانها ارتدت الجينز لكن فات الاوان لن تعود لتبدله ...
تجاهلت ألمها وهي تنزل السلم الواسع خلفه ....
:
:
كانت قد اقترب منه عندما توقف بالقرب من باب المنزل ...وقد غمرتها رائحة رطوبه عودته ورائحه مستحضر حلاقته القوي ...
:
:
فتح الباب دون ادنى اهتمام بتواجدها حوله ..لحقته مسيره ..فهي تشعر بفضول نحو صمته هذا ...الى أين سيأخذها من الجلي والواضح بأنه ذاهب الى مكه لكن هي ما وضعها ...؟؟
:
:
راقبته وهو يصرف السائق شاكره بعمليه ويشير لحارسيه بالبقاء ...فتح باب السياره ودلف لداخلها كرهت وقوفها الاحمق هذا وهي تفتح باب الراكب ....خصوصا انها خجلت ان تقف في نفس المكان مع الحارسين الذين كانا قد رأياها من قبل ...
:
:
شددت على مقبض الباب وهي تشعر بجسدها يخونها ...ورأسها يثقل ....شعرت بحركته الثيله بجانبها على مقود السيارة الضخمه الواسعه ....
:
:
ما أن تحركت السايره وسط مخرج بدر المظلم نسبيا حتى لم تعد تحتمل الألم وهي تمد يدها لحقيبتها ...
تناولت المسكن ومن بعده ارتشفت بعضا من الماء ....أعادته لحقيبتها وهي ترتاح في جلوسها ...وقد أزعجتها برودة السياره المظلمه الهادئه الا من مقاعدها الضخمه الوثيره و اشارت المحرك المنيره ...وهمسات المذياع التي بالكاد تصلها من اذاعة القرأن الكريم ...
:
:
:
كان هذا اخر ما تذكره وهي تأخذ نفسا عميقا وتجمع جسدها حولها وتستند على سطح الزجاج البارد وتغمض عينيها ....تتجاهل كل تفكيرها وانقيادها نحو سلبية ما سيحدث ...تريد أن تغمض عينيها لأخر مره في الأمان الغريب الذي يوفره لها قرب العمران و كنفهم ....
بكل ضعفها هذا ....حتى انها لم تأكل شيئا تسد به رمق انهيارها ...
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
غضن جبينه وقد أحاطها انتباها بكل ما بدر منها ..ركز على الطريق وهو يستمع لأنينها المتألم الذي اصدرته ما أن غمرها النوم ...
:
:
الهدوء الغريب الذي تغلف به تواجدها ..الصمت الازلي الذي يغلفها فهو كما لم يكن يراها سوى نادرا الا انه لم يسمع صوتها الا أندر ...
لكن العواصف الرعناء وموجات المشاعر والمشاكل التي تتركها خلفها توتره اتجاهها ...
:
:
يشعر بها عصيه ....عصيه وكأنها كانت ما ينقصه في حياته المزدحمه ....بأعماله التي وصلت و أخيرا الى المستوى الذي كان يطلبه ..
حياته الزوجيه المتزعزعه ....اطفاله المهملين من من حولهم ...والاهم تملكه الاحمق أتجاهها ...
:
:
اليوم هو كان متجه الى مكه ...لكن عندما ظهرت في وجهه بذاك المنظر ..في لحظه اشتباكه بتلك ...شعر بأنه يستحق بتواجد انثى في حياته حتى ولو كانت هذه الرعناء ..
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أرتجفت هلعه عندما تذكرت أخر ما مرت به وهي تمد يسراها وتستند عليها لتعدل جلوسها ...
ألتفتت حولها لتستوعب أين قد تكون ....؟؟
:
:
أغمضت عينيها وهي تنفث نفسا براحه عندما استوعبت بداية الامتداد العمراني الحديث حول اطراف مكة ....
:
:
:
تجاهلت صخرة الجليد بجانبها و نزلت بجذعها وهي تفتح طرحتها لتعدلها .....رفعت رأسها وهي تعدل طرف طرحتها الذي غطت به وجهها ...
لاتريد ان تشعر بهذا الامتنان له لكنها تشكره بدواخلها لانها اشتاقت الى مكة حقا ...
:
:
لم يصعدا الى الفندق واتجه بها الى ساحات الحرم متجاهلا باب الفندق الواسع على واجهة الحرم ...
:
:
غرقت بحنان المكان وروحانيته وهي تقترب منه ...الهالة البيضاء المضيئه الضخمه التي تركها المكان ...الحركة الايمانيه حوله ....هذه العلاقه الغريبه التي يبينها المؤمنون ببعضهم ما ان يحلوا ببيت الله ضيوفا ...
الهدوء الذي يتبادلونه الالفه المحمله بالاحاديث و الراحه والتفاهم ...رائحه غريبه يتركها المكان في قلوبهم ....
:
:
أرتجفت ما أن غمرتها سكينة المكان ....هوى قلبها و داهمتها احزانها وبكاءها القديم الذي كتمت وقد تجلت الكعبه لها من بين البنيان والجموع ...
:
:
لأول مرة تكون في مكة مع محرم لها ...راقبت يده الممدودة لها ...مدت يدها دون تردد وهي تشدد على اناملها بين قبضته الضخمه ...
:
:
أدت عمرتها بكل الاحتياج الى القرب الى الله الذي كان يعتريها في ضعفها ...
:
:
في الشوط قبل الأخير من السعي ...ما أن وقف ذاك يوجه وجهه لكعبه لليبدأ في الشوط الأخير ....
حتى لم تعد تحتمل الأم بعد أن استوعبته للتو ....لقد مر أكثر من اسبوع على جرحها ...لكن بعدما نظفت الغرفه عاد لها الألم بل بدأ بنزف دماء سوداء ...بعدما كان على مشارف الالتأم ...
شددت على طرف أحرامه على كتفه بين اناملها ...وهي تعض على شفتها تشتت الألم ...لاتعلم كيف أنهت الشوط الاخير ...
وهي تجلس في طرف المسعى وتشعر بالارض البارده القاسيه تحتها ...تنهدت وهي تسند ظهرها على الجدار الرخامي ...
راقبته وهو يوصيها بأن تجلس هنا سيغيب للحظه ليقصر ثم يعود ....
طلبت من احداهن المقص وقصرت وهي حتى لم تتحرك من مكانها ...رفعت رأسها تتأمل الجمع الخاشع ...
كانت هذه العمره هي ماتحتاجه حقا ...شكرا له ...وضعها اليوم كان مختلف عن كل مره تكون هنا في الحرم ..
كان عدوها الجديد هذا يوفر لها أمان غريب ..لربما هذا هو شعور السند الذي افتقدته ...
:
:
وقفت بصعوبه وهي تراقب اقترابه لمكانها ...صلوا الفجر في الساحات قبيل صعودهم لغرفه للفندق ....
:
:
دخل قبلها ....تجاهلت الباب الواسع في اوسط الجناح الذي ينفذ لغرفه تحوي سرير مزدوج ...
:
:
وهي تجلس على اول اريكة تقابلها ...نزعت طرحتها وهي تحرر شعرها من ربطته ...نزعت عباءتها وهي تراعي ان لا تحرك رجلها ....
:
:
تمددت وهي تتأوه وتغمض عينيها ...لإقط لتطفىء لهيبها من شدة تأثرها بالحمى التي اعترتها بعد المشي....
كان أخر ما سمعته صوت باب دورة المياة وهو يغلقه خلفه ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
كانت لازالت تجلس على سجادتها وهي تراقب هاتفها ....تناولته ..تجاهلت اسمه ولم تفتح الرسائل منه وهي تفتح رسائل كانت قد وصلتها ولازالت تستمر من صديقات عملها لزفاف أحداهن الليله ....
:
:
تريد حقا ان تخرج وتختلط بأحدهم فقد ملت من وحدتها هذه ....شاركتهن الرد بتأكيد مجيئها ...
:
:
تأملت الرسائل منه ...فتحتها ....لا اراديا ابتسمت لمحتواها المستميت ....ما أن قرأت ما كتبه لها...
:
:
حتى رن هاتفها في يدها ارتجفت هلعه للحظه تأثرا لصوته الذي اقتحم سكونها ....لم ترد عليه وهي تقف وتضعه على طرف السرير وترتب مكان صلاتها ..
الا انه لازال مصرا بالرنين ...
أخذت نفسا عميقا وهي تجبر نفسها أن ترد عليه وتتخلى عن خجلها هذا ...لتتعرف عليه ...لتعلم من هو سيكون شريك حياتها حتى النهايه ...
:
:
جلست وهي ترفع الهاتف لترد عليه ........لم تحدثه حتى ...قابلتها اللهفه في صوته ....."يا هلا ..."
:
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تغمض عينيها ...تحاول الانصات لعباراته وحديثه بين ضجيج دواخلها ....
تأملت الشمس منذ لحظه شروقها حتى أن سطعت اشعتها حول المكان واقتحمت غرفتها ...
:
:
وهو يشاركها كل لحظاته منذ أن حادثها حتى وصل الى مكتبه الخالي في المدرسه ...
:
:
فتحت عينيها وهي تحدق في الفراغ عندما استمعت لأسمه بين حديث ذاك ...."متعب العمران ...."
:
:
:
ومتعب هذا في حياة جليله معضله كبيره .....اكمل ذاك حديثه ....."يحق له يكون مغرور مع منصبه واسمه واملاكه ...بس الصراحه شديد لدرجه تخوف .....بس مين قدي اخطب من عيال العمران ...."
:
:
عضت على شفتيها ترتب حديثها قبل ان ترد عليه ...."أمم ....ماقصروا معاي ...."
:
أكمل ذاك .....بفضول ..."الا صحيح يا قلبي كيف تعرفتي عليهم .....؟؟"
:
:
غضنت حاجبيها وهي تحارب ابتسامتها ...انه حتى يطلق عليها الفاظ الغرام ...لكن تعرف جيدا كيف تجيب سؤاله ......كما وصتها اميمه ...التي كما يبدو بأنها مقتنعه بما تقوله ..."عن طريق الجمعية الخيريه في جده بعد وفاة ابوي ...كرهت جده وقررت انقل ...وكانت بدر انسب مكان ...."
:
:
همس ذاك ...وحمدت الله بأنه لم يصر في الموضوع ..."الله يرحمه ...."
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
خرج من دورة المياه وهو يجفف شعره ..القى نظره لاستلقاءها المتعب ..ارتدى ثوبه ..وهو في كل حين يعاود النظر اليها ...
كانت تغط في نومها بطريقه لذيذه ...انه تقضى معضم الوقت بقربه وهي نائمه ..فعند استيقاضها تتحول الى قطه شرسه ...
:
:
وصل الفطور قبيل خروجه ...لم يوقضها او يفطر حتى ..بل اغلق الباب خلفه خارجا ...فلديه اجتماع عمل ينتظره ...
:
:
لا يعلم فيما كان يفكر عندما جلبها معه ..توقع انها ستعارض لكنها كانت كما يبدو تنوي الخلاص وضنته في طلبه لها بحزم حقائبها ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::
كانت تجلس وراء مكتبها وهي ترتب اوراقها ...تثائبت بكسل وهي تراقب ساعة الحائط ..لم تنم البارحة جيدا ..حتى بعد الفجر لم تأخذ غفوة ..
وقد حادثت ذاك حتى بدأ وقت دوامها ...بعدما حادثته مجبره كل تلك الساعات بدأت تستوعبه ...
لكنها لم تحبذ عبارات غزله الجريئه لها ....هي ليست على درايه بجنس الرجال ابدا فكل ما عرفته منهم يوما هو عقال ابيها الجائر ...
لا تعلم مالشعور الذي يعتريه هذا ...لربما هو الغربه التي تشعر بها بتواجد رجل قريب منها هكذا ...
لا تستعجل في تفسير ماشتعره فهي جديده على كل هذا ....
:
:
دخلت احدى الموظفات المكتب وهي تحمل في يدها علبة شوكولاته ....القت السلام مبتسمه وهي تجلس في الكرسي امام مكتبها وهي تمدها بالعلبه ....
"أنا جبت الحلى طلعي قهوتك اللي ترد الروح ....."
:
:
أبتسمت لها جليله ....يالجمالها الخجول هذا ...فقد زاد اضعافا بعدما ارتاحت نفسيتها مؤخرا ....وهي تمدها بفنجان القهوه ..."تفضلي ....بالعافيه ..."
:
:
تشاركن الحديث حول نوع الشوكولا ....حتى وصل بهن الى ما سألتها تلك عنه ....."متى بتقضين لزواجك ....باقي عنه شهر ...؟؟عطوك المهر .."
:
:
شعرت بالبرودة تغزوا اطرافها وألم في معدتها وضعت قطعة الحلوى من يدها على المكتب ....."لا تذكريني الله يخليك .....ما ادري مو متعودة على السوق ...ابله اميمه قالت تنزل معايا جده اخر الاسبوع ....."
:
:
أبتسمت تلك لها بحماس ....."عاد انتي ماشاء الله كل شيء عليك قبله ...وماتحتاجين لا جلسات ولا شيء بس ادخلي في الفستان الابيض واحلى عروسه ......صحيح كم عمرك جليله ...؟؟"
:
:
أبتسمت لها جليله ...."يعني على أخر السته والعشرين ...لا ياشيخه ...الجسم ذا كله والشعر اللي مدري متى اخر مره قصيته وتقولين لي ما احتاج شيء...؟؟"
:
:
غضنت تلك جبينها ...."ياويلك من ربك ....جسمك يجنن ...يعني طولك خصرك تخنك كلها حلوه مع بعض ...ولاتوصلين شعرك فاهمه ....الاصحيح اش قال بويسم عن جسمك ...؟؟" قالتها وهي تهمس مقتربه بحماس ....
:
:
اطرقت تلك رأسها بخجل ...."ما ابغا اقول ....قلبي وقف من اللي قاله ....وانا مادري هل اللي يقوله طبيعي ولا غلط ...."
:
:
ضحكت تلك بحماس ..."أش قال ؟؟بالله قولي لي ...؟؟"
:
:
أخذت تلك نفسا عميقا وهي ترتب شعرها ...."مالك شغل ....؟؟اسمعي متى بتروحين اليوم ...."
:
رفعت تلك حاجبها بدراميه ...."ايوه غيري الموضوع ....بروح يعني على تسعه ....اش بتلبسين ...؟؟"
:
:
رتبت مقتنيات مكتبها وهي تجيبها بعدم اهتمام..."عايدي أي شيء ....يوه نسيت متى اخر مره حضرت زواج ...عندي فستان عودي حق يوم شوفتي البسه وخلاص ..."
:
:
كانت تلك سترد عليها ...لولا ان قاطعهن دخول المستخدمه الاسيويه وهي تحمل في يدها باقة ورد ضخمه ..
التفت تلك بأستغراب ...."الله الله ورد في دوامنا ...اخر مره دخل علينا باقه كذا ايام زواج وليد ود اميمه ....."
:
:
وضعتها الخادمه على المكتب وهي توجه حديثها لجليله ...."هذا في رجال يقول انسه جليله ....."
:
:
اصدرت تلك صوت الاعجاب ..."يوه ياجليله صار عندك معجبين ....؟؟"
:
لم تستوعب جليله وهي تقف لتتفقد باقة الورد كانت خاليه الا من بطاقه اوسطها ......أخذتها وهي تقرأها ......كانت تحمل عبارات ما لم تؤثر بها من "باسم".......
:
:
رن هاتفها لحظتها ...راقبت دخول تلك لمكتب اميمه وهي ترد على اتصاله .....
:
:
حادثها من جهته ..."ها ياروحي عجبتك الهديه ...؟؟"
:
:
كان اول من يهديها وردا في حياتها ....ابتسمت وهي تلمس اطراف بتلاته الحمراء ....."شكرا ...."
:
:
تنهد وهو يستمع لصوتها الخجول ....."كان المفروض توصلك بدري لكن المحل في ينبع على ما يوصل لك و ........."
:
:
قاطعته وهي تبين له امتنانها...."لاعادي ....شكرا يا باسم بجد تجنن فتحت نفسي ....."
:
:
رد عليها بلهفه ...."الله اول مره تقولين اسمي .....يجنن منك ...جعل ماينادني غيرك ياقلبي ...."
:
:
نفثت نفسا عميقا وهي تحاول ان تفسر شعورها ...كانت ستعتذر منه وتغلق الخط لولا انه تحدث ...."ذحين ياعمري بدخل لحصه ...اكلمك ها ....ردي علي لا تطنشين الجوال لان عندي شيء بقوله لك ...."
:
:
:
لاتعلم كيف ردت لها عبارات الواداع وهي تغلق الهاتف وتلقى به على سطح مكتبها ....تأملت الباقه في طرفه ولا زالت واقفه ...
:
:
خرجت تلك من المكتب وهي تحيطها بعبارات الغبطة ......أمرتها قبيل خروجها ....."كلمي اميمه اذا فضيتي تبغاكي ...."
:
:
أبتسمت لأسمها ...فهي تحترمها وتحبها وتقدرها للغايه ...فلا يصلح في حق اميمه سوى هذا الشعور ...
:
:
أخذت ورده من الباقه وهي تتجه الى مكتبها طرقت الباب ثم دخلت ....
قابلتها ابتسامة تلك الجميله ....
ابتسمت لها بالمقابل وهي تستجيب لامرها بالجلوس ....راقبتها وهي تتجه الى الخزانة في ركن غرفة مكتبها وهي تحدثها دون ان تلتفت لها ...."صح انك اصريتي مانسوي لك أي حفله ...واحترم قرارك ...بس مشكله نشبتي مع ام وليد وعيلة العمران ....."
لم تفهمها وهي تراقبها تخرج صندوقا ضخما معلف باللون الابيض والشارئط الذهبيه ...ومن بعده ثلاث علب من القطيفة الكحليه ....
:
:
لم تستوعبها جليليه وهي تنقل كل ما اخرجته على دفعتين امامها ....
:
:
ابتسمت وهي تجلس امامها ...."داريه انها مو قد المقام يعني واكيد ماتوازي قيمة ورد حبيب القلب المعنويه ....بس يالله الوقت ضيق واقل من قدرك والله سامحينا ....."
:
:
غضنت تلك جبينها وهي تراقب كما يبدو الاسم المذهب الفخم لعلامة مجوهرات فارهه على ظاهر العلبه .....
مدتها بأول علبه ...."هاذي اول هديه جاتك ...من متعب .."
:
:
مدت يدها مرتجفه وهي تأخذ العلبه ...ماذا هدية ....؟؟ من متعب ....؟؟
:
:
فتحتها ...لم تقاوم ابتسامتها الحزينه وهي تتأملها ....متعب يكون اول شخص قد اهداها ذهب ...
ولايبدو بأنه ذهب عادي ...لمست الطقم الثقيل بطرف اناملها بتردد ....وهي تهمس ..."شكرا ....عنجد شكرا عقبال مايفرح ببناته ...."
:
:
في هذه اللحظه شعرت بشيء من لطف يصلها من متعب الصخري العتي ...مدتها بعلبه أخرى ...."وهاذي من خالتي قوت ...وتراها هدتت عشان كذا عطيتك هي اليوم تقول ماتشوفك في الفرح لابستها ياويلك ......"
:
:
لاحظت اميمه بأن اهل باسم وهو لم يأتوا بطقم الشبكة بعد لجليله ولو حتى بدبله الخطوبه ...
لكنها لاتريد ان تتدخل ....
أبتسمت جليله وهي تمحي دموعها .....لقد شعرت بقيمتها بموقف لاول مره يمر بها ....تناولتها منها وهي تغلق علبه الطقم وتضعها على رجلها ....
فتحت العلبه ....ضحكت بين شهقتها التي تمنع دموعها وهي تتأمل بناجر الذهب السته في العلبه ....تذكر جيدا كبف وبختها قوت لأخر مره لانها لم ترتدي الذهب ...تلك الام البدويه اللطيفه لا تعلم من انا ومن أي ماضي قد أتيت ....
:
:
ابتسمت لها اميمه وهي تحاول ان تخفف من حزنها الفِرح الباكي ...."عاد لاتنسين تلبسينها اليوم عشان لا تهزئك وانا معاكي قدام الخلق .....خالتي قوت الا الذهب عندها بدونه البنت مو انثى .....وهاذي ياستي مني انا و بخوت ....."
:
:
مدتها بالعلبه الثالثه ....أخذتها منها وهي تفتحها ...."كانت خلخالين من الذهب احدهم ناعم والاخر فخم وثقيل .....لاتعلم ولاتريد ان تفكر في قيمتها ....
لكنها اليوم اسعد من أي يوم مضى بحياتها وهي تراقب الكرم والفرح الجميل يغمرها به من حولها ....
ابتسمت وهي تقف لتقبل خد اميمه وتحتضنها ...."ياعمري يا ابله اميميه شكرا ....ِكرا ما ادري اش اقول او كيف اردها لكم ......"
:
:
بادلتها اميمه الاحتضان ....وهي تقول لها ...."وذحين ابغاكي تفتحي الهديه اللي متخوفه منها ماتعجبك ...بس حسيته من اول ماشفته انه لايق لك ..افتحيها ...." قالتها وهي تشير لها على الصندوق الضخم بالقرب منها على الارض ..
:
:
مسحت جليله دموعها ..وهي تجلس مبتسمه و تبعد خصلات شعرها عن محياها .....فتحت الصندوق ...وهي تبعد الاوراق الذهبيه ....
غضنت جبينها وهي تدخل يدها لتخرج ما التمع بداخل الصندوق ....ضحكت وهي تقف وتفرده ....كان فستان زفاف تداخلت به الخطوط الذهبيه وبموديل ضيق وناعم ....فتحة صدر واسعه ويتسع اسفله ...
:
:
مهما كانت حزينه ..وحيده ...وتحمل من ندوب جراح الماضي مايكفي ...الا انها كأي أنثى بفستان ابيض يخصها ...
يومها الكبير التي لن تكون اميره في حياتها سوى ذاك اليوم ...
مررت اناملها على الفستان الذي سندته فوق جسدها ...وهي تتأمله بعدم تصديق أنه أجمل مما تخيلت ....
كانت اميمه ستتحدث لولا انها قاطعتها ....."يجنن يا ابله اميمه ...ما كنت ابدا افكر في شيء بجماله ....شكرا ..."
:
:
أبتسمت اميمه لبساطة وشفافيه تلك الجميله الوحيده ...التي لا تتحدث عينيها الواسعه الفاتن هالا بالحزن والفقد والنقص ...
:
:
همست له وهي تقترب منها لترى ان كان يحتاج لاي تعديل ....."حبيبتي تلبسينه بالعافيه يا عروستنا ......."
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::
منذ أن صلت الفجر حتى هذه اللحظه وقد اقترب أذان الظهر ...وهي متمدده على سريرها تراقب الفراغ ....
حتى انها لم تتطمن على أمها ...خوف يدفعها من الاتصال ...وخوف يدفعها للأتصال لا تعلم ...
رفعت رأسها لجدتها التي دخلت الغرفه للتو ...أبتسمت لها وهي تستقيم جالسه ....
أبتسمت لها تلك بحنان وهي تمرر يدها على شعرها .....مستغربه .."هه حبيبيه يا وليدي انتي صاحيه ...وينك عني اليوم ياوليدي ...قلت ماتغيب عني كود انها تعبانه ...اول ما مشيوا ضيوفي جيتك ...خير يا وليدي تعبانه ..؟؟أحد مزعلك ...؟؟"
:
:
هزت رأسها بالنفي وهي تبعد أي حزن قد يصيب جدتها ...."لا ياجده ...مافيا حاجه ...بس كذا احس شويا ماليا نفس اخرج اليوم ....."
:
:
أحتضنتها جدتها وهي تغمرها بعطفها ....."نهاري بدونك اقشر ...مدري ليلة تتزوجين وتروحين عني وش بسوي ...؟؟"
:
:
أغمضت عينيها تمنع دموعها وهي تشدد ذراعيها حول احتضان جدتها .....ستتخلص من كل التفكير بمهاب وعرضه الغريب بمجرد ان تطلب من جدها ان يشتري لها بيت..
لكن هذا هو ما لاتريده هي وامها ان يشعر من حولها بأن عودتهن كانت لأمر استغلالي ما ...
أن يثبتن للشامتين ضنونهم الجائره في طمع يكون قد اصابها وامها ..
يكفيها انها وجدت عائله بعد كل تلك الوحده ...يكفي امها انها عادت لموطنها ...
:
:
دفنت رأسها في حضن جدتها أكثر تحاول عبثا الهرب من حيرتها ..............
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
عائدا للتو من الخارج ..وضع حقيبه جهازه المحمول و ملف كان بيده ....على المنضده الضخمه التي امتدت طوال الممر ...
نزع غترته وثوبه ....يالهذا الحر الخانق كأنه لم يستحم حتى ....دخل الى دورة المياه ...خرج وهو مبتل ويضع المنشفه على خصره ...
زاد من برودة نظام التكييف و أخرج قنينه ماء ...
ارتشفها ولا زال يقف بالقرب من مدخل الجناح وهو يتفقد هاتفه ...
:
:
تذكرها حين دخوله للمكان كانت لاتزال كما تركها في الصباح ...أقترب منها ليوقضها فقد صلى الظهر للتو في الحرم ....فهو لم يبتعد كان اجتماعه في نفس الفندق ...
:
:
وصله انينها المتعب قبل أن يصل لها حتى ....غضن جبينه وهو يقترب منها ...بنطلونها الجينز الفاتح ..كان قد تلطخ ببقعه سوداء باطن فخذها الأيسر ....
اقترب منها وهو يمد يده ليباعد بين فخذيها ...حينها تشبثت في يدها وهي تشهق من شدة ألمها ....
فتحت عينيها فكان قريبا منها ...دمعت عينيها وكادت ان تفقد وعيها تأثرا لألمها ....سألها وهو يرفع حاجبه بأستغراب ...."أش هذا ...؟؟
:
:
نظرت لمكان يده على فخذها ...شهقت لمنظر صديد الدماء البغيض اللزج يتسرب حول جرحها ....همست وهي تبعد يده تقاوم الآلم..."جرحي ...شكله التهب امس ..."
:
:
وبخها ببرود وتسلط ...."وساكته .....نزلي البنطلون ..."أمرها وكأنه لم يقل شيئا غريبا ...
:
اتسعت حدقتيها ...."نعم ..؟؟"
:
جاوبها بقل صبر ...."نزليه خليني اشوف جرحك ...أنظفه انا ولا اوديك مستشفى ....."
:
:
عندها التمعت عينيها بدمعها وهي تجاوبه بقل حيله ...."ما اقدر يعورني ..والبنطلون ضيق ...."
:
:
نفث نفسا عميق وهو يغمض عينيه بقل صبر ....اقترب منها جالسا أرضا على ركبتيه ...مد يده يبعد البدي القطني عن سحاب البنطلون ....شدت قميصها تعيده مكانه وهي ترتجيه ..."الله يخليكي ياعمي لا ...خلاص والله ما اقدر انزله ...."
:
:
رفع حاجبه وهو يأمرها ببرود ...."شيلي يدك ......"
:
:
رفعتها بتردد ...ألا انها اعادتها وهي تفتح السحاب ...دون ان تنظر اليه ...جلست بصعوبه تهم بنزعه الا انها توقفت متأوهه ....وهي تغمض عينيها وتضع كفها على شفتيها وتعض باطنها ....همست ..."ما أقدر ..."
:
:
لازال يراقبها بسخط وهو رافعا حاجبه ...."بلا دلع بنت نزليه ...لهادرجه يألمك ...يعني ملتهب بقوه ...."
:
:
نظرت الى عينيه الجاده وهي تعيد كرتها محاوله ان تتمسك برباطة جأشها ...الا انها توقفت عما تفعله ...
حينها ابعد يدها وكأنها دميه بين ذراعيه ..وهو يهم بنزعه ...مسكت يده وهي توصيه بخوف طفله مما قد تلاقيه ...."لاتجره بقوه ...طيب نزله بشويش والله ألم مو قادره افتح عيوني منه ...."
:
:
تأمل قربها منه ...لحظه هدوء داخلي اتجاهها مرت به ....الا انه نظر الى مكان يده وهو يرفع عينيه عن محياها الذي احمرت وجنتيه آلما ....ما ان شعرت بضيق ماترتديه يقترب من جرحها حتى دفنت رأسها في مابين كتفه الايسر ورقبته ...
:
:
رفعت رأسها وهي تشعر به يبتعد ...غطت شفتيها المرتجفه واغمضت عينيها ألما وخجلا ..وهي تراقبه يخرج البنطلون الضيق من ساقيها ....
:
:
غضن حاجبيه وهو يعض على اسنانه لمنظر جرحها مد يده يباعد بين فخذيها ...
كانت تتأمل قربه منها و تغضن جبينه ..بل حتى قطرات الماء التي خلفتها خصلاته الرماديه على قماش البدي القطني..
:
:
أمرها وهو يقف ...."لا تتحركين ....."
:
:
راقبت اختفاءه ..ومن ثم نظرت الى جرحها ...كشرت بألم وهي تلمس اطرافه التي تورمت ...والصديد الذي تركه حوله ...
:
عاد وقد ارتدى بنطال بيجامته القطني الاسود ....وبيده علبة الاسعافات الاوليه ...
:
:
ما ان اقترب منها حتى اغمضت عينيها ودفنت محيها في الخداديه التي كانت تسلتقي عليها منذ لحظه ...
:
:
كانت لمساته الخفيفه حول الجرح ...كنغزات نصل سكين حاد ....مع الحرقة التي تركها تنظيفه للجرح ...
:
:
فتحت عينيها وقد كان يهم بفرد الضماده الطبيه البيضاء حول الجرح ....مرر ابهامه على اطرافها ليتأكد من التصاقها ...
:
:
كان مركزا عليها ...لاتعلم لماذا غرقت في تأمله ....في كمية رجولته الفارهه التي يحيطها بها ...
بكمية ظلمه وغرورة وسيطرته وتسلطه الغير مشروط .....
:
:
لازال محياها يحمل احمرار تألمها وحدقتيها تلتمع لدمعات قاومت ان تذرف لشدة ما شعرت به ...
تجاهل ارتعاد صدرها لملمس يده التي مررها من أعلى طرف في الضماده حتى أن استقرت على خصرها ....
:
:
تأمل فرق لون بشرتها الناعمه الفاتحه عن ظاهر كفه الضخمه ..لون بشرتها هذا هو ماشده منذ أول مره رأها فيها ...أنها كتمثال ذهبي ....بجسدها المصقول هذا ....
اقترب ليقبل موضع توقف يده ...كتمت شهقتها لفعله وملمس شعرات ذقنة المشذبه بعنايه .......توقف عما يفعله للحظه ...وما زال يدفن ملامحه في انحناء خصرها غارقا بنعومتها ورقة رائحتها زهر الياسمين و عبق عودة عربيه بارد......
وقف مبتعدا بطوله الفارع ....وكأنه لم يكن في غمارة فعل ما ....فعل قد اهتزت له كل انوثه تلك التي تنبذه ...
:
:
نفثت نفسا عميقا وهي تجلس وتجلب عبائتها من على الارض وتغطي بها جسدها ...
عاد وهو يضعه على المنضده أمامها...."خذي المسكن والمضاد الحيوي ...بكرا اذا استمر ينزف بوديك ...."
:
:
هزت رأسها بالايجاب وهي تلوم نفسها برضا نسبي شعرت به لحظه قربه للتو ....دخل الغرفه و جلس على طرف السرير دون ان يلتفت لها وهو يفتح جهازه اللوحي الذي أخذه للتو من حقيبته ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::
حاولت ان ترتب نفسها وتدعي اللا مبالاة وهي تمد يدها لطاوله امامها وتأخذ علبة العصير ....
تناولت الدواء به و هي تنظر الى ساعتها لتعلم متى ستأخذه مره اخرى ...
:
وقف ليغلق باب الغرفه ليخلد الى النوم ....فهو قد بذل جهدا كبيرا للتو في الابتعاد عنها ....
:
:
كانت تعض طرف شفتها السفلى وهي تمسح بطرف اناملها العصير الذي بلل شفتها ...
وقفت بصعوبه وهي تبعد عبائتها متجهه الى دورة المياه ...ألقت نظره على بنطلونها على الارض ...لن ترفعه لا تستطيع ان تميل بجسدها ....
فتحت حقيبتها التي كانت تقبع على طاولة الامتعه بالقرب من باب دورة المياه ...أخرجت اول فستان قطني قد قابلها ....
:
:
كل هذا وذاك يراقب كل حركاتها العفويه واختلاجات ملامحها ...لقد نسيته للحظه لا تعلم هل صدر منها هذا من مبدأ الانكار الذي اعتادته في نسيان سلبيات ومواقف حياتها التي لا تستوعبها ...
نزعت البدي الذي لازال رطبا من خصلات شعر ذاك وهي تتجه الى باب دورة المياه ...
حمقاء ياقربى ما السكون والاستسلام الذي اعتراكي لقربه للتو ...؟؟
:
:
لم تشعر الا بجسدها يرتفع وتستقر فوق المنضده الضخمه العاليه بقرب حقيبته وملفه .....
انقطع تنفسها وهي تغرق بقبلته المتملكة العنيفه ....فتحت عينيها تراقب قربه وتغرق برائحته ..لم تعلم كم مره اعاد كرته بعمق ...حاوطت رقبته بذراعيها وهي تقربه منها ...لتغرق به أكثر...
بل دون شعور منها تفاعلت معه وبادلته فعله ....حاولت ان تستجمع الهواء لتقوى على التنفس الا انه لا زال يمتلك شفتيها ....ضج السكون حولهما بصوت انفاسهم المتقطعه ....
:
:
عندما وزع قبلاته حتى وصل الى التقاء نحرها بصدرها ...رفع فخذها الايسر على خصره العاري لولا انها تأوهت وهي تضع كفها على عضلات صدره العاري ...."آه جرحي ...."
:
:
ابتعد عنها بهدوء وهو ينظر الى الارض وكأنه يوبخ لحظة ضعفه ...حاوط بذراعه التقاء خصرها بظهرها وهو يرفعها من على المنضده ويضعها على الارض ...بالكاد استجمعت قوتها لكي تقف وهي لازالت ممسكه بذراعه ....
:
:
مررت كفها على محياها ومن ثم رفعت شعرها ولازال تنفسها لم ينتظم ....اغمضت عينيها لتستوعب ما مرت به للتو ....
مع ....من .....؟؟ من وضعته في خانة الوصي والعم طوال هذه السنوات ....
:
:
ارتجف جسدها وقد التمعت حدقتيها التي حدقت به بعدم تصديق....اقترب منها بلهفه وهو يرفع شعرها و يحاوط محياها بكفيه الضخمه البارده .....نظر الى عينيها ...رجاء فاتر في حديثه ...."قربى ....قولي لي ..يومها ليش كنتي هناك ...؟؟"
:
:
قاومت شعور ما مزعج ومؤلم في معدتها ...وهي تهز رأسها له بالنفي ....لن تقول له سببها ابدا في تواجدها هناك ...
عندها سيعرف كم هي ضعيفه بدونه ...كم هي حمقاء ولاتستطيع ان تقف على قدميها لتعيش مستقله ...
سيعرف سهو حاجتها للخلاص عندما رضيت ان تلتحق بتلك الفرقه ...
:
:
و لو كان أخذ نفسها وجسدها للتو الا انها لن تعطيه الحق في الظفر بالسخريه بها وبضعفها ...عمران هذا المتعجرف من علية القوم لن يدوم لها ....هي حالته الانسانيه ......رغبة ونزوة ذكوريته مؤخرا ...هي مختلطة الاعراق المنبوذه..لن تكون ذا قيمه له يوما ...لكنها لن تسمح لنفسها بأن تكون ضعيفه امامه ....
:
:
هلعت لمقدار تغير نظرته لها في الثواني الاخيره من اللهفه والرغبه ...الى الغضب والاستحقار ....
:
:
رفع حاجبه وهو يحيطها علما بنبره غامضه ....."كانت فرصة وضيعتيها ...لو قلتي أي شيء كنت راح اصدق ....لاني كنت في لحظه ابغى اصدقك فيها حتى لو كذبتي ....كان ممكن اغفر لك وانسى ...."
:
:
راقبته وهي تقاوم شعورها .....واشتعلت هي من موقفه هذا وكأن ما مر بها يخصه .....ردت عليه ببرودة ..."مين قالك اني ابي رضاك ...او غفرانك ...او نسيانك ....."
:
:
رفع حاجبه وهو يقترب منها اكثر ....وبذات النبره البارده ..."من الافضل لك ....انك تسعين لها كلها ..لان طريقك معاي طويل ياقربى راح تضطرين تشحدينها مني ...عشان ترتاحين ..."
:
:
لازالت ترفع حاجبها بتحدي ...هزت له رأسها بالنفي ...."ما في قوه بهالكون ممكن تغفر لك في نظري ارتباطك فيّ...أنت كمان تحتاج لرضاي وغفراني ...عشان انت راح تعرف في قرارت نفسك ان اللي تسويه معاي غلط.."
:
:
لن تكسره بسهوله فهو معتد دوما بصدق قوله ورجاحته ....."انتي بتصرفاتك حطيتي نفسك في هالارتباط ...لان بهاذي الطريقه اقدر امسكك واربي كزي ما وعدت ابوك لان الطيبه مانفعت معاك ....لو كنت عمك زي ماتقولين ولي قدر عندك ما كان خرجتي من بيتي بدون استأذاني ...أختفيتي كذا بس....ويم قلت لا البنت راجحه وبعطيها فرصه تبعد بعد اهداء ...يرجعني لك كلام الناس وموقفك ذاك اليوم ....انا صح كنت ماعرفك وهذا غلطي ..لكن قلت بنت الكريم بنت اللي ماينذكر الا بالطيب احطها على راسي واساويها بأختي ماتغلط وهي من هاك البيت ...وتدمرين كل شيء واصير فعلا ما اعرفك .....كل ما ادور لك عذر فعايلك في شهور بس تمحي كل عذر....."
:
:
ابتعدت عنه للخلف وهي تراقب مصداقيته الواثقه بعدم استيعاب .....اجابته بسخريه ...."انت انسان مريض ومتناقض ....انت ماتبغاني بين اولادك واهلك .....انت قلتها بنفسك ....انا سمعتك ...."
:
:
رفع حاجبه وهو يراقب ادعاءها الاحمق و هو يشير عليها بيده بسخريه اكبر...." بوضعك ذا من جد ما ابغاك بين اهلي وعيالي ...."
:
:
ضاقت حدقتيها وهي تحيطه بتهديدها الانثوي اللذيذ ....وهي تشير اليه ....."عمران رافد ...أنا محد يكلمني كذا ويحكم عليه من راسه ....حتى لو كان جنابك ....اللي انولدت بمقبره تقدر تخلي حياتك جهنم ......"
:
:
هو لايعلم أي شيء عن ماضيها القاسي ...عن كل النبذ الذي مرت به ...عن الاحزان الكبيره التي لم يعلم بها غيرها ....لكم هو صعب أن تمر بك كل تلك القسوة والحزن والنبذ و الحطام ولم ...ولن يعلم بها أحد غيرك ....
:
:
قالتها وهي تتركه وراها يحدق في مكانها الخالي ودوي اغلاق باب دورة المياه يحطم ركود صمت تواجههما البارد المنصهر ....
:
:
هذه الانثى صعبه ...معقده ومركبه ...ومليئه بالاسرار ...قبل لحظات كانت انثى رقيقة و جذابه ..وتحولت الى مفترسه قاسيه في ثانيه ....
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
تأملت الهدايا التي وصلتها اليوم فوق سريرها .....جلست على الارض بجانب السرير وهي تفتح علبة الطقم بهدوء وتتأمله ....
لا تعلم لما تريد ان تحدق بهذه الهديه طوال اليوم .....أهو جموده ...؟؟أهو تواجده عندما اختفى الجميع ....؟؟جليله رجل كمتعب العمران أكبر حتى من ان تتواجدي داخل يومه ...
:
:
:
تنهدت وهي تقف لتواجه المرآه ...لازالت ترتدي ملابسها الداخليه و اللفافات في شعرها ....
جلست على الكرسي وهي تهم بوضع المكياج ...كانت تريد الذهاب حقا ....لكنها بعد هذه الهديه تريد ان تحدق بها طوال الليل ويحملها التساؤل لاي ذكرى تجمعها به ...
ماذا ....لماذا ظهر الان في الصورة بعد ارتباطها ....تذكرت هاتفها الذي تركته مغلق ...لتمنع اتصالات ذاك لكنها نسيت اتصال اميمه التي ستأخذها مبكرا كما احاطتها علما ...
:
:
ريمت عينيها بالكحل برسمه عربية جريئه ...و احمر شفاة بلون فاتح ..و بلاشر برونزي زاد ملامحها حده ...
انها تعشق هذه اللحظه من اليوم التي تنفرد بها بمستحضرات تجميلها فهي شغف قديم وجدت له وقتا الان ....
أرتدت الفستان العودي أياه الذي فتن باسم ذاك اليوم فلم يخرجها من ذهنه للحظه ....
:
:
وجدت انه من الامتنان لأميمه ان ترتدي الخلخال الذهب ....
نظرت الى علبة البناجر الذهب ....أرتدت اول واحده ستكون جريئه حقا فهي لم ترتدي هذا المقدار من الذهب في حياتها ...[ل انها لم تفكر في يوما انه سيهديها احدهم كل هذا الجمال الانثوي ...
لكنها ستفعل فقط لترضي تلك الام قوت ....
:
اغدقت من عطرها الخفيف على جسدها ومن ثم ارتدت عبائتها الواسعه ...فقد غيرت طريقه حاجبها كما تحب ا ان اتت الى بدر فقد وجدت اخيرا القيمه التي تؤلها لشراء عباءه جديده ...
لكم كانت حياتها قاسيه ومتقشفه في الماضي ...فلم تلبي حتى ابسط احتياجاتها ...
:
:
جلست ولازالت الطرحه في يدها تناولت هاتفها ....ما ان فتحته حتى توالت رسائل الاتصالات الفائته ....
وصلتها رسال من اميمه بأنها قريبه عليها النزول ...
:
:
اكملت حجابها وحملت حقيبتها ....التفتت الى الغرفه خلفها ...لم تحلم حتى بأنها ستصل يوما الى هذا المستوى المعيشي الباذخ نسبيا بالنسبه لها ...
اغلقت الغرفه ونزلت السلم ...ودون قصدا منها شكرت من وضعها هنا ...وكان يدا بعد الله لتحضى بهذه الحياه الطبيعيه ....
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
كانت تجلس على طرف سرير تلك وهي تراقبها انها اليوم ليست جوزيده التي اعتادتها لطالما كانت هادئه لكن اليوم هدؤها صقيعي و يحمل الكثير من الشرود الحزين ...
:
:
حادثتها تحاول التخفيف عنها .........."جوزيده مو لازم تروحين الفرح ......احسك اليوم ماش .."
:
ابتسمت تلك لها تقاوم حزنها ........."لا ياعمري ما اقدر اترك جدتي تدخل لحالها ...عمتي مها وعمتي هيا بيجون متأخر ....."
:
:
أبتسمت لها نصره وهي تتمدد على طرف سريرها ...."أخيرا جات وحده تخفف عني الواجبات العائليه ......"
:
:
بادلتها جوزيده الابتسام فهي تحب حقا ان تكون جزء من العائله ......"يا بختي والله .....نصره مو تعبانه ؟؟" قالتها وهي تتأمل وزن جسدها و نضاره بشرتها ....ورسمة الكحل التي تزيد عينيها اثاره ...
:
:
أبتسمت لها نصره بأستغراب ...."وليش اكون تعبانه ...الحمد لله محافظه على أكلي والمشي ..وبناتي طيبات واهلي طيبين ...الحمد لله ليش اتعب ....لو بستسلم يا جوزيده ما راح اوقف بيوم ...."
:
:
ارتدت تلك بناجرها واحده تلو الاخرى وهي تبتسم لها بغموض ....تنهدت "صادقه يانصره ...لو بنضعف ما راح نعيش ...."
:
:
تأملت نصره جمال تلك داخل فستانها الزرعي الذي يلتقي بطريقه جميله مع بشرتها الثلجيه وخصلاتها الصهباء ......"الحمد لله على كل حال ......ما شاء الله اشوفك تطبقين واصايا جدتي بحذافيرها ...."
:
:
أبتسمت تلك لذكرى جدتها ........."ياعمري هي علشان ترضا عليا مستعده اسوي اللي تبغا ...."
:
:
قلدتها نصره ....."اللي تِبغااا .....ياعيني على بنت المدينه ...."
:
:
كشرت لها جوزيده تمنع ضحكتها ....."خليكي انتي على التمييز العنصري هذا ...."
:
ضحكت نصره ...."الله اكبر اتغزل في لهجتك صرت عنصريه .....هيا بس امشي خليني انبسط مع بناتي في غرفتك ...."
:
:
وضعت عبائتها على ذراعها وهي تبتسم لها بود .............."فدوه لك ولبناتك يا ام طيف ...."
:
:
ودعتها وهي تغلق الباب خلفها ....راقبت الفراغ خلف الباب ومن ثم تمددت على ظهرها وهي تتأمل سقف الغرفه الواسعه .....
تعبانه ..............
لقد مر بي الكثير يا ابنة عمي ....تعلمت أن لا استسلم ...أن انهض من جديد ...ليس هناك مايستحق في هذه الحياه لكي نتعب حزنا لأجله ....
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::
:
:
دخلت الصاله التي طغت بها مظاهر الفرح تتبع اميمه ...التي كانت تعرف الجميع حولها عليها والجميع يستقبلها بود وحبور ويثني على جمالها ...
:
:
وقفت خلف اميمه التي كانت لازالت تحادث أم العريس ...ألتفت الى طاوله قريبه وهي تعلم تماما من عليها ....أبتسمت لرؤيتها يالها من أم دافئه تنشر الحب حولها ....تحركت قوت في كرسيها ....
كن الجميع حول المكان من نفس القبيله والدم ...الا هذه الصهباء الشامخه ...كانت كفراشه ربيع ملفته و جميله وشفافه ....
::
اتجهت مع اميمه لنفس الطاولة ....كادت ان تدمع عينيها وهي تسمتع لترحيب ودعوات قوت الأم وهي تقبل كفها وجبينها ....
:
:
عرفتها اميمه على من بالطاوله ...."هاذي خالتي قوت ..وبناتها مها تعرفينها ...هيا و واخواتهم سمر وحنان ....وهاذي حفديتها جوزيده ...."
:
:
ابتسمت لهن بخجل وقد لفتها اسم تلك ..عندها حادثتها تلك ...وقد انفردت لهجتها عنهن ...."مبروك ياجليله ...الله يتمم لك على خير ..."
:
أجابتها بخجل ...."الله يبارك فيك ...."
:
:
على الرغم من الحزن في حدقتيها العسليه الفاتحه الا انها لطيفه للغايه ...وقد تجاهلت أي نظره استغراب متطفله حولها ..
لقد اعتادت جليله ان تكون غريبه ....لكنها لم تكن ملفته بغربتها وتفردها لهذه الدرجه ...راقبتها وهي تسأل اميمه ...."ام وليد فينهم نوف وعنود ....؟؟"
:
:
أجابتها تلك بود واعتياد القرابه بينهم ...."راحوا مع ابوهم جده ..."
:
سألتها مها بأستغراب ...."متعب للأن في جده ....؟؟"
:
أجابتها بقل حيله ..." كان حاسب حساب التقاعد ونقلهم ....بس للأن ماجاته الموافقه على خطاب التقاعد .....وتشتتوا البنات مو متعودات يجلسون في بدر بدونه ..."
:
:
حينها تحدثت قوت ....."حبيباتي ...الله يخليه لهم ويصلحهم فيه ويرزقه الزوجه الصالحه ....."
:
:
"أمين " صدرت منهن متفاوته ....بلا ان تشعر شددت على مفرش الطاوله بين قبضتها ....استغربت ردة فعلها .....لكن من عزباوات عائلته كهذه الصهباء وعماتها الفاتنات ...اميرات الطبقه الراقيه اللاتي يلقنَ بمقامه كيف سينظر لمن مثلها ...
ليس استنقاص في حقها فهي تؤمن ومقتنعه بوضعها وقيمتها لنفسها ...لكن يعز عليها ان تمر في كل تلك المواقف مع رجل فخم كمتعب ...تجد نفسها مجبره في التفكير به فهو يترك قيمه غريبه في ذهنها عنه ...و لو كان ...قاسيا ...مخيفا ....وباردا ....مرعب و متسلط .......
:
:
لمحت صديقات عملها يجتمعن على طاولتهن وقد أتين للتو من غرفة العروسه ...وقفت وهي تستأذن متجهه اليهن ....
أبتسمت لغزلهن المبالغ فيه بجمالها وهي تجلس بجانبهن .....تجاذبن الحديث عن صديقتهن التي تركنها للتو بفستانها الابيض ...
:
:
سكتت احداهن وهي تراقب طاولة قوت واميمه وهي تشر لصديقاتها بعينها ....
كانت جليله في مكان يسمح لها برؤية المكان .....كانت قد وقفت احداهن تتبادل السلام معهن وخلفها ابنتها الصغيره ....
كانت فارعه الطول و بجسد متناسق نحيل ولها ملامح جميله وقد صبغت شعرها الطويل بلون فاتح متدرج و جريء يليق بحدة ملامحها ....
كانت انثى بكل ماتعنيه الكمله انيقه و رقيقه و فخمه ....
:
:
تحدثت احداهن من صديقات جليله على الطاوله ....."تطلقت وقامت تتلصق ....."
:
نهرتها الاخرى ..."حرام لاتقولين كذا ....."
:
راقبت الاخرى استغراب جليله المستهجن من موقفهن......حادثتها وهي تمدها بفنجان القهوه ...."هاذي راجية من مكه هي برضوا بنت شيوخ زيهم ...كانت خطيبة متعب ولد الشيخ رافد ...بس طلقها قبل الزواج ...صارت مشاكل ما ادري كيف نسيت ...المهم بعد ماطلقها متعب الكل انصدم كان زواجهم راح يكون ارتباط فريد من نوعه ....والكل جلس يراقب من بيخطب متعب بس عاد تزوج وحده من جده ...رفيده ام بناته ...سبحان كانت لاجمال ولاشكل لكن اخلاقها تجنن ....وذحين راجيه تطلقت ومتعب ارمل الكل متوقع يرجع يتزوجها ....."
:
:
:
بنبره غامضه غريبه تحدثت وكأنها تحادث دواخلها ....."تليق فيه ......"
:
:
عارضتها احداهن ...."نعم انتي شفتيه يا جليله....هذا يبغى لها اميره ...ملكه ...عارضه ازياء ...مو مطلقه ومخلفه ...."
:
:
أجابتها جليله مدافعه وهي حقا تجدها تليق به ....."ما يعيبها شيء ...واذا مطلقه ...."
:
لازالت تلك تحتفظ برأيها ...."لا ماتليق ....أنا اليق فيه ...."
:
ضحكت صديقتها وهي تدفعها بخفه ....."ياشيخه روحي ماعرفنا لك مره متعب مره عمران مره صخر ....مابقى الا الشيخ صلاح ....."
:
:
لاتحبذ جليله هذا النوع من الاحاديث .......تجاهلتهن وهي تراقب تلك دون شعور منها .....انها حقا تليق بأثيريته وجاذبيته الفريده القاسيه ...
أستغفرت ربها وهي تغمض عينيها بقل صبر وحيله ...مابالها اليوم يسيطر على تفكيرها كأنها نسيت كل ما مرت به معه ...ونسيت رجفتها وخوفها من قربه وغموضه وسيطرته ....
:
:
هي الان زوجة لذاك الذي تخجل منه وحديثه للغايه ....
:
:
وتسأل الله ان يكتب لها الخير معه ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
لقد تركها في هذا الجناح لوحدها ....تركها للعزله الفخمه حولها ...لاتعلم هل غادر مكة ..او حتى مالذي ينويه لها ...
لقد ألمتها معدة من شده انحناءها لتخرج مابداخلها تحارب شعور التقزز الذي علاها بعدما كانت راضيه منأخذه لقربه ....
كان جسدها مايريد ذلك ...لم يعالجه قلبها و ذهنها ....
لتحارب كل هذه التساؤلات الحمقاء و تذهب لتوتر وتنتظر صلاة الفجر في الحرم أسفلها....فهي مشتاقه حقا للحرم ولن تجعل التفكير به يشغلها عن ما اشتهته لمده ليست بقصيره ...
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::
ألتزم بالنسيان ...ليس هناك مايستحق ان تعيش أسيرا لذكراه في هذه الحياة القصيره الزائله ...
علينا فقط ان نقدر قيمة راحة انفسنا ورضا مشاعرها ....
:
:
:
هذا وقد كان بحمد الله الجزء التاسع عشر ولي بكم لقاء قريب ان شاء الله ...
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
:
|