كاتب الموضوع :
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: أسمتني أمي قربى
:
بسم الله الرحم الرحيم ...
:
:
الجزء السابع عشر ...
:
:
اربعين من العمر ما من جديد ... وش بقى بعمري قولي وش بقي
لاحظ انك انت متهني وسعيد ... لاحظ إن الشيب يغزي مفرقي
الغريب إنك مثل طفل عنيد ... تلعب وتضحك وانا المشتقي
لا دانا حظي صرت انا بعيد ... ارفقي بالحال يا دنيا .. ارفقي
من يجي هواجيسي تزيد ... ما احب الليل يا شمس اشرقي
شوفتك .. وغيرها ما اريد ... كم وكم وياك ودي التقي
:
:
:
::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
بعدما جزعت لدرجة حرارته ....اطفئت التكييف وهي تتجه اليه....هي ساخطه عليه وتنفر منه ...وتعلمت ان تكرهه ...لكن تفعل هذا ...لطبع بها ...وشيء من رد جميل قديم ....
:
:
سحبت الغطاء ...وهي تفرده فوق جسده وترتبه بالقرب من كتفه الواسع...راقبت ارتياح جسده المنكمش ما ان احس بالدفء...
:
:
خرجت من الغرفه وهي تنادي الخادمه ...سرعان ما اجابتها تلك .....أمرتها بلطف ...."هاتي كمادات مويا بارده....وسوي كوب نعناع وزنجبيل ..."
:
:
:
قالتها وهي تعود للغرفه ...أضاءت المصباح بالقرب من السرير ...فأضاءت الغرفه نسبيا ....
جلست على ركبتيها بالقرب منه ....
:
:
أعلم يا ايها الرجل الغريب ...بأني لا افعل هذا حبا او اهتماما بك ...بل هي انسانيتي ولطفي تناديني ....
تأملت محياه الوسيم ....وهو متأثرا بوجعه ...غضن جبينه ...وقست ملامح وجهه ...حتى في نومه لم يتخلى عن ملامح القسوة والغطرسه هذه ...
بتغيره هو ......لم تعد تعرف حياتها حتى ,,,بقسوة من كان الطف البشر بطريقته الغامضه لها ,,,,لم تعد تعرف الحياه او تفهمها ,,,,
فهي في يوم واحد فقط واجهت رجلا انانيا وقاسيا ومتعالي ومتملك ....وظالما ..يوم واحدا معه كفيل لها بأن تكرهه لسنوات للأمام ...
ونظراته هذه ...نظراته ...بأنه انا اعلم تماما بأنك ناقصه ...وأثمه ...لا تحاولي حتى ....
:
:
:
ليله صعبه ستقضيها بجانبه محمله بالا شعور و الغضب .....كيف ستكون .......؟؟
::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::
تحرك بجسده الضخم لينقلب ويعطيها ظهره واسع المنكبين ........تنهدت وهي تجلس على الارض بالقرب من مكانه في السرير ....
تأملت ظهره للحظه .....لقد اعتادت على الخذلان و مراقبه أظهر المارين في حياتها .....اليوم هي لاتعرف انسانا في حياتها سواه ...
وابدا لاتريد العودة الى منزل عمتها ...أبدا ...حتى ان كان هذا يعني بقاءه بجانبه وهي تجهل الغد معه ...
تصارع فقط في اول يوم لتفهم ما سيربطها به .....
:
:
دخلت الخادمه الغرفه ...الا انها وقفت تعترض طريقها وتأخذ ما بيدها شاكره ...
وضعته على المنضده بالقرب من السرير ...ترددت وهي تجلس على السرير ويلتصق جسدها بظهره العاري لضيق المكان الذي تركه خلفه ...
:
:
مدت يدها اليسار داخل اناء الماء البارد وهي تعتصر المنشفه البيضاء ....تصلبت حركتها ..وهي تشعر به يعود لينقلب ...
وقد ارتجفت للحظه لحراره جبينه الذي التصق بردفها الايمن....
:
:
تعلقت عينيها للفراغ وهي تلتفت اليه متردده ...وقد احرق قربه أي طاقه مقاومه بها .....
عضت شفتها السفلى وهي تتأمله ....مالذي تنويه ....؟؟ ماذا حدث لك ياعمي الغامض الوقور ...الذي رباني وحرص على رضائي لسنوات ....
لطالما ارتحت في الماضي بعدم فهمي او معرفتي لك ...اما الان انا الوم نفسي لاني لم اعرفك او استوعبك واحذر منك يوما ما ....
:
:
حاولت الابتعاد عبثا ...فلا مكان لها ..ويبدو انها علقت مع ثقله ...للمره الاولى في حياته تكون قريبه من رجل ....ومن ...؟؟هذا المكتمل الغامض ....ويكون زوجها...
نعم ...لماذا لا تستوعب هذه الكلمه وهي من رددتها لنفسها منذ لحظه عودتها من المحكمه ...
:
:
آه .....حيره و ضياع خرجت منها ...آلم يتحشرج داخل صدرها ...بكاء لاتقوى على نزفه ...
:
:
بتردد لازمها في قربها منه ...مد يدها بهدوء وهي تغلل اناملها في شعره الكثيف لترتبه بعيدا عن جبينه ...
أرتجف جسدها ...وبرد قلبها ....فلا شعور قد جربته من قبل يشبه شعورها هذه اللحظه ....
:
:
وضعت الكمادات على جبينه ...راقبت ملامحه ..تنزعج لبرودتها ....لا اردايا وضعت يدها على خده لتهدئه ...
لقد اعتادت على افعالها الحنونه هذه مع اهداء ...وهي التي راقبتها لليال طويله لتعتني بها وقد انهكت الحمى جسدها مع مرضها ....
:
:
رفعت الكمادات الا انها لم ترفع يدها ...تجمدت اطرافها وهي تراقبه مغضن جبينه ...وينظر لها بعينان لا تُقرأ ....
حينها رفعت يدها وهي تشد قبضتها ...وتقربها لصدرها ....لا تعلم ....لربما لتنسيها ملمس لحيته المشذبه ..وقربه ...
:
:
كادت ان تفقد عقلها وهي تراقبه يبتسم لها وهو يغمض عينيه ....وكأنه يقول لها ..لي ...لقد اصبحتي لي وقد حطمتك تماما ...
:
:
أغمضت عينيها متنهده بعد موج الشعور والقلق ....الذي أحدثته بها ابتسامته الغير مفسرة هذه بين هذيانه ....أنه حتى لا يسمح لها بأن تشفق عليه فهو حتى في لحضات ضعفه وتعبه كوحش قصر كاسر في فتره سبات ماقبل المعركة ....
:
:
أقترب أكثر منها وهو يدفن رأسه في خصرها ويحاوط ردفيها بذراعه ...شهقت وهي تحاول ابعاد التفتاف جسده العاري الثقيل حولها وقد دمعت عينيها هلعا من قربه ....
:
:
حاولت رفع ذراعه القاسيه عن جسدها وقد الهبها التصاقه بها عبثا ....من الصعب اقناع نفسها بتجاهله ....بتجاهل قربه هذا ....عقلها وقلبها يرفضه ويرفض طريقة قربه ...الا ان لجسدها حديث أخر ....
:
:
على مضض اقنعت نفسها مجبره امضاء الليله الطويلة هذه بالاعتناء به .....لاخيار اخر قد تهرب اليه هذه اللحظه .....
:
:
:::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
لم تبلغ به الحمى هذا الحد ليوم ما ......وقد خيل له بأنها كانت معه وامامه ...هنا في هذا السرير البارد الخاوي ....
رائحة عطرها الياسمين الرقيق ....يحمله من فراشه الكئيب هذا لجمال حدائق جسدها ...
الذي ما ان رأه بالامس حتى دك حصونه و أنهى مقاومته ....
:
:
لو لم اكن عمران للحظه ياقربى ...لو لم تخذليني و ألوم نفسي ليوم تعلقت بك به يوما ما .....
لو لم يخطر علي خصرك و حدقتيك تلك ....بلون الحزن ..كلما اغمضت عيني أينما كنت ...على سريري هذا او حتى سرير في فندق خالي الا مني على طرف العالم ....
:
:
لو لم اكن عمران للحظه ياقربى ....لقبلتك و أحتضنتك رغبه لصدري ...حتى يستحي الهواء من ان يمر بنا في عزلتنا ....
حتى لا اتنفس هواء وروحا سواك .....
:
:
لو لم تخذليني يا جمال عمرى الكئيب ...لو ابتعدتي عني ولم تعودي لي يوما وصمدت الحصون التي بنيتها بيني وبينك لسنوات ....لو صمدت حتى الابد ....
لو عشت ...وهرمت ..ودفنت دون ان ارى قربى في سريري ...لو لم اجرب نشوة الشعور هذه ...
:
:
دفن رأسه في وسادته التي خيل له بأنها تحمل رائحة عطرها السافره ....الا انه فتح عينيه المستغربه ....وقد تردد صوت الاذان في الارجاء ....
لملمس وسادته البارده الناعم .....رفع عينيه حينها ...............لها ..
لقد كانت بجواره......لأول مره ....عانى من حمى الامتناع عن وصلها ......بوصلها ....شيء غريب ....
كره ما يفعله .....ان يبعد رأسه من حجرها .....أغمض عينيه وهو يشدد من التفاف ذراعه حولها ...ويدفن رأسه بجسدها الريان وهو يستنشق رائحة جسدها البارده ...
وكأن من حجرها هذا نمت حقول الياسمين ولم يليق بعبقها سوى ان يهبط ويسكن حجرها هذا .....
:
:
نفث نفسا عميقا ..وملمس جسدها تحت منامتها الحريريه الكلاسيكيه بالكاد يسيطر على تفكيره سواه أمرا .....وهو يستمع لانينها المتعب من وضعها ...أم من شدة احتضانه لها لا يعلم ...؟؟
الا انه تذكر منظرها ذاك ......رفع رأسه مبتعدا عنها وهو لا يطيق مع مافعله صبرا ....أبتعد عنها وهو يغطي اسفل جسدها بالغطاء الاسود الثقيل ....
وضع ذراعه اسفل رأسه ...وهو يراقب وضعها و المنشفة البيضاء التي لازالت تتمسك بطرفها وقد بللت مكانها فوق فخذها الايسر ....
:
:
سيوقضها لكن لحظه فقط ....لحظه يسرقها ليتأملها ....لقد تغيرت تماما ....زاد جمالها اضعافا ...كانت انثى منذ اول لحظه رأها فيها لكنها الان ..............ليصمت فقط ليصمت ويتأملها لو حاول تبريرها لنفسه لحدث مالا يحمد عقباه ...
:
:
ما ان شعرت بحرية في حركتها حتى مالت وهي تضم جسدها لترتاح في نومها .....وقد تبعثر شعرها حولها ....حتى لامس صدره ....
:
:
مد يده بدوء ....وهو يعبث بطرف احد خصلاتها .....يكاد يقسم لم يرى يوما انثى تشاببها ....لون شعرها هذا ....تموجات خصلاتها الشقراء الرماديه ....قلبه بين انامله وهو لا يزال غارق بتأملها....
أخذ نفسا عميقا وهو يغمض عينيه لبث على حاله هذه .........حتى سيطر على انفاعلات جسده ...
لازال يحمل صداع طفيفا الا ان الحمى غادرته ....لربما لقربها ...يالسخريه ..
:
:
وقف متجها الى دورة المياة ....ليتحمم قبل ذهابه الى الصلاة ...
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::
ألمتها رقبتها وهي تعدل من وضعية استلقاءها ....تمددت وهي تقاوم نعاسها ....أخذت نفسا عميقا وهي تبعد شعرها عن ملامحها ..
:
:
أخذت نفسا عميقا تنحي كسلها .....وهي تمدد يدها على الغطاء البارد الناعم ...عندما غزت رائحته اخر خليه ادراك من جسدها فتحت عينيها هلعه ...
وقد عادت اليها الذكرى ....نظرت الى مكانه الخالي من السرير ..حمقاء ياقربى ....لأين يأخذك تهورك الدائم هذا ....
ماذا سيفكر الان ....
:
:
أتجهت الى طرف السرير وهي تقف بسرعه ....الا انها اغمضت عينيها بندم وهي تعيد فتحها ترفعها له وقد اوقفها صوت باب دورة المياه ....
:
:
ابعدت عينيها بسرعه لمنظره ....لا زال جسده يحمل قطرات الماء ويلف خصره بمنشفه ...
:
:
لم يتحدث وهو يقترب منها ...كادت ان تفقد وعيها لوقع خطواته الثقيله ...وضاق تنفسها لقربه ...شددت على قبضتيها وهي تغمض عينيها لالتصاقها بصدره الرطب الواسع ....
:
:
الا انها لحظات وشعرت بالفراغ البارد حولها ...فتحت عينيها كان قد ابتعد عنها وهو يرتدي ساعته على معصمة الايمن ....
لم يرفع عينيه لها وهو يحادثها ....بنبرة تكرهها كل أنثى ...."ممكن اعرف ليش داخله غرفتي....؟؟يعني يكون لك منافع خفيه مثلا؟؟ ..."
:
:
رفعت حاجبيها وقد اتقد داخلها غضبا ...لقوله ...." صدقني مافي منفعه من وراك ترجى ...."
:
:
رفع نظره لها وهو يراقب سخطها ........."اكيد ...أكيد ياقربى ..."قالها وهو يقف متجها الى خزانته .....الا انه اكمل وهي متجهه للخروج ...."اتوقع منافعك اخذتيها من شخص ثاني ...."
:
:
:
توقفت وهي تفنث نفسا عميقا .....لقد ندمت حقا عن طيب بادرته به .....التفتت اليه ...وهي ترد عليه ...تجابهه بقربى يجهلها تماما ......."شوف ...لو انك كاسيني ذهب ...ها ...انا ما اسمح لك تكلمني بهاذي الطريقه ....ياعمي ...."
قالت كلمتها الاخيره وهي تتركه وحده في الغرفه راقب مكانها الخالي ............العنفوان اللذيذ الذي بادرته بها للتو ....
ان تكرر مره اخرى ....لن ينتهي بشكل جيد ابدا ...
:
:
هذه الاضافه الشقيه لحياته ..جعلت من يوم ممل واحد ...يوم طويل و مشوق ...اذا ما ابتعدت عنه للحظات ...ثارت به حفيظته واشتد لومه وسخطه لها ...لكنه لايحتمل هذا الشعور بتواجدها ..خصوصا ثقتها وقوتها هذه ...التي وان دلت... دلت على قوة شخصيه وند عتيد ...
:
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::
دخلت غرفة ابنتي متعب القديمه وهي تغلق الباب بعدها بعنف .....تبا لها وللطفها ....بعدما هدتته بالامس الا يلمسها يصحو اليوم وهي بسريره ...
أي حمقاء هي ....لا تعلم لربما ان عادت الى بدر فينشغل هو ولا تضطر للأحتكاك معه هكذا ....
في يوم واحد فقط حصل كل هذا ....رحماك يا الله ...
تريد فقط يوما واحدا يمر بها منذ وفاة اهداء تنعم به براحة البال ....من اين ظهرت لها هذه القصة ومن اين ظهر لها هذا الذي تعرف عنه سوى اسمه ....
غدا مع التخلص من ند كهذا يا قربى صعب للغايه ...ماهذه السطورة الظالمه في حياتي ....حتى لا اجد نفسي مسؤله عن ذاتي للحظه ....بدون مكيدات او استحقار ...ماهذا الزمن يا ربي؟؟
لماذا علي ان أحاط بكل هذا التوحش والظلم ....ما الذي فعلته لمنيره الجاهله انا ....وماجد ...ماجد الاحمق هو السبب في تواجدي هناك تلك الليله ....
وهذا الذي يتهمني بهتانا و زورا ...
ما سبب تواجده تلك اللحظه هناك....وما كل هذه المعلومات التي يعرفها عني وما فعلت ببعدي عن عائلته ...
أتراه كان يعلم بكل مايحصل لي ....؟؟
ألمها رأسها لأشتباك افكارها وهي تتجه لدورة المياه ....لتتوضأ وتصلي الأن ...وتخلد الى النوم ...فلا يريح ذهنها سوى النوم في وضع كهذا ....
:
:
:
::::::::::::::::::::::::
:
:
تأمل غضب أبيه...وأستهجان جده ....رفع رأسه للمجلس المكتض حوله ....
عندها نطق ابيه ........"عجيب أخرة ولدي شيخ من ظهور شيوخ ...تلعبه بنت الغريب .....والله ان يطلقها اللحين ...."
:
:
اوقفه أبيه ..."ياسيار الله يصلحك البنت غلطت ...لكن هذا مو كلام ....."
:
:
كان ذاك رافعا حاجبه وهو يتأمل الفراغ ....بحدقتيه السوداء الداكنه .....همس وهو يرفع رأسه بهدوءه العاصف المعتاد ....."خلوها علي ياجدي ....انا وهي نتفاهم ......"
:
:
قالها وهو يقف ليستأذنهم للخروج .......متجاهلا لوم و وعيد أبيه خلفه .....أنه ناضج للغايه ...ويتفهم فكرة الحوار ...
ولم يتزوج بهذه العمر حتى يتخلى ويختار الطلاق من اول موقف ...مرؤته تدفعه بالتمسك بها تلك اللعوب ....
:
:
لم يلبث زمنا حتى كان يجلس في صدر مجلس منزل عمته القريب ....حتى وان كان منزلها قريبا ....و حرص جدهم على قربها والعنايه بها ...لا زالت العائله لا تحتك بها كثيرا او تضع لها قمية ورمزا لطالما كانت خبثها يسبق خيرها ....
:
:
عندها دخلت تلك البدويه الجميله تمشي على استيحاء وبداخلها ابنتسامة رضا كبيره لا بد انه خضع لمسأله الابتعاث ....
:
:
رد عليها سلامها وهي تجلس بجانبه خجله ........دون ان يلتفت عليها ....."تدرين يا امتنان انك مكشوفه تماما قدامي .....عارف ان مسأله الابنتعاث هاذي ما تهمك قد ما يهمك انك تمشين كلامك علي .....بس انتي شكلك طول هالسنين ماعرفتيني ولا فهمتنيني ....."
:
:
تخلت عن برائتها ونزعتها .....وهي ترمقه بنظرتها الساخطه ...."انا قلت لك من البدايه ابي ابتعث هالسنه ....."
:
رفع عينيه لها .........."وانا قلت لك ....خلك هالسنه ....لين نستقر وانا حينها ادخلك الجامعه اللي تبين والافضل على حسابي ...لان هذا مو وقته ...."
:
:
ردت عليه غاضبه ......"ليه مو وقته يا مهاب ....ترى نحنا اثنين في العلاقه ذي لا تصير اناني ...."
:
:
أبتسم لها ساخرا ......."قلتيها ...أثنين بهالعلاقه ...ماهمك السنين اللي تعبت فيها حتى اثبت نفسي واستقر في العمل الداخلي ....السنه هاذي مهمه ما اقدر اترك شغلي واروح معاكي ...."
:
:
ردت عليها دون ادنى شعور او احترام...."لا تروح معاي ....أمي تروح معاي ....يعني انا بزر بضيع نفسي هناك ...."
:
:
رفع احد حاجبيه .......وهو يتوعدها ...."لا تتكلمين معاي بهاذي الطريقه افضل لك ولي ...."
:
:
ردت عليها بنفس اسلوبها الوقح ..."اش يعني بتطلقني لا حبيبي ما تقدر انت تعرف انه غصب تاخذني عشان كلام ووعد جدي"
:
:
أجابها ببرود مخيف ..."هه لا ....لا مو مهاب اللي يسوي كذا .....صدقيني ما عرفتني ....بخليك انتي تتمنين فراقي ...وطلاق ...هه ..احلمي فيه ...خلاصك الطلاق ....بخليك تتمنينه ما تلقينه ...."
:
:
عندها كانت عمته التي دخلت للتو تقف بجانبه ....وهي تحادثه بأدرى من اسلوب ابنتها ...."لا يالناقص .....هذا وحنا عادينك رجال ....."
:
التفت اليها ...."لا ماني رجال ....لو رضيت لنفسي ارتبط بوحده هذا مستوى اخلاقها ...لاتنسون اني سكتت يوم دريت باللي سويتوه مع بنت عمي .....استأذنك ياعمتي ....مشغول ...."
:
:
:
قالها وهو يخرج من المكان مبتسما و راضيا وكأنه مر بموقف روتيني معتاد .....لا تعلمان علياء و امتنان ماذا استحضرن للتو ....
أنانيا باردا لطالما عاش وحيدا و معتزا لا يهمه أي كائن كان ..........
:
:
:::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
لا زالت تقضي الليالي في غرفة النصره في الطابق الثاني ...على الرغم من طلبها المتكرر لان تشاكها نصره غرفتها في الطابق الاول الا ان نصرة اصرت ان تضل في غرفتها ...
:
:
فتحت الباب وهي تبعد ابنتي نصره وتحثهم على الخروج معها لتعيد اغلاقه ...
الا انها ارتجفت لدوي اغلاق باب غرفه احدهم في اقصى الطابق بعنف ....كشرت لفعله ...الا يستحي هذا البارد ابدا ...
انه وقت هاديء من اليوم وقد عادت جدتها الى سريرها للتو ....
:
:
::::::::::::::
همست لابنتي نصره التي كن قد استيقضن للتو ...."شش....هيا تعالوا احط لكم فطور ..."
:
:
نزلت السلم وهي تعدل طرحتها البيضاء الحريره على شعرها الاصهب ...حينها قابلها جدها بالقرب من الباب ...
اقتربت لتقبل يده ورأسه ....سألها بأهتمام ...."مهاب جا ...؟؟"
:
:
هزت رأسها له بالايجاب ...."ايوا دوبو دخل غرفته ......."
:
تطمئن وهو يرد لها ...."زين ....امك وشلونها ياوليدي ...."
:
أبتسمت للطفه ...."الحمد لله طيبه ...تسلم عليك ..."
:
اجابها ....يوصيها ..."الحمد لله ....الله الله ياوليدي في امك لا تقصرين بحقها ...يوميا كلميها "
:
ابتسمت له وهي تقترب لتقبل كتفه ...."لاتوصي يا جدي ...تبغا شيء ...."
:
:
مرر يده على خصلاتها الصهباء ...."ماتقصرين يا وليدي ...نصره كيف حالها ...؟؟"
:
أبتسمت له ...شاكره ..."لا الحمد لله ...بس مجننتني ومجننه جدتي ماتجلس في سريرها ...."
:
:
أبتسم جدها لذكرها عناد حفيدته المقربه ...."عاد هاذي نصره وذا عنادها من يقدر لها يا وليدي ....سوي لنا شاه انا جدك ونادي لي مهاب ....."
:
:
خجلت ان ترفض طلبه ....وغطت توترها ..."حاظر ياجدي بس احط للبنات فطور ....تبغا شيء ثاني ...."
:
:
هز رأسه لها بالنفي ...."لا سلامتك .."
:
:
غابت عنه وهي بالكاد تجتمع قواها لتفعل ما امرها به .....بعدما تأكدت من جلوس الصغيرتين على السفره .....أخذت نفسا عميقا ....وهي تعدل حجابها تاركة هاتفها فوق الطاولة ....
:
:
::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لازال مرتديا ثوبه ..انما فتح ازراره العلويه ...واشغل نفسه كعادته بعمله على حاسبه ....نفث نفسا عميقا وهو يغلل انامله في شعره عندما سمع صوت لطرق هادئ على باب غرفته ....
:
:
وقف وهو يحفظ عمله ....فتح الباب بقوة وهو لازال ينظر داخل غرفته ....التفت الى همسها الغير متوقع في الطرف الآخر ...
أبتسم لتواجدها الجميل ...وهي تحاول ابعاد عينيها عنه ...."مهاب كلم جدي يبغاك ...."
:
:
أبتسم لأسمه ....لطريقه نطقها الرقيقه له ..."أيش ..علي صوتك ما اسمع ...."
:
:
اغمضت عينيها ترتجي صبرا .....لما هو يبتسم في وجهها هكذا وكأنه يسخر لوجودها هنا ...."مهاب كلم جدي يبغاك دحين انزل له ...."
:
:
لهجتها المدينيه الرقيقه التي لم تتأثر بعدا بلهجة القريه البدويه الثقيله ونطقها لاسمه كاد ان يسكره ....
اغلق الباب خلفه ...."حاظر ...اللحين بكلم جدي ..."
:
:
عدلت لثامها وهي تبتعد عنه لتنزل السلم الا انه لحقها وقد كره البعد عنها ...يرتجي قربها ولو للحظات قصيره ...راقب ظهرها مبتسما ...لخصلات صهباء تمردت من وراء حجابها تغطي ردفيها ......
حادثها حينها ...."جوزيده .....أنا اسف على ذاك اليوم ...."
:
:
همست له وهي تبتعد عنه ومتجاهلته متجهه الى المطبخ ...."حصل خير ............"
:
:
راقب اختفاءها مبتسما .....ما الذي يجذبه بها ....لربما انوثتها المبالغ بها الفريده ...ام غموضها ...ام التقاء الاعراق الغريب هذا بها ...
انها تلفته تشعره بالفضول ....يشعر في تواجدها وكأنه طفل ...يفتح نظره للعالم اول مره ...
:
:
يشعر بأن السعاده تنبت من داخل قلبه ...و تتفرع حول جسده ....
:
:
لقد نسي متى كانت أخر مره اهتم بشيء ما حتى هذا الحد ....لكنها انثى غريبه بكل ماتحمله الكلمه انه حتى لايجيد قراءة عينيها ...مهارته التي سمحت له دوما بالسيطره في حوراته ...
انها يجهلها تماما تشعره بالفضول .... تجذبه حتى يتعلق بها ....واذا بجسور تنبت من الارض فجأة تفصل بينه وبين استيعابها ....
يتقدم منها ولا يصل ابدا .....تنهد وهو يكمل طريقه ذاهبا لجده ....
:
:
هي تعلم تماما ان جدها لا يرضا بدخول الخادمة مكان هو يجلس به ...لكنها لاتود الاحتكاك بهذا المتعجرف ابدا ...
لكنها مجبره ....
:
:
حمدت الله سرا عندما لم يبادلها جدها الحديث وهي تضع الشاي بالقرب منه وقد جلس ذاك امامه ...
فقط اكتفى بشكرها ...حتى ذاك احترم وجود جده واراد حقا ان يستجمع افكاره لمحادثه جده ولم يرفع عينه لها ...
:
:
قبيل خروجها سمعت جده يسأله باهتمام بالغ ...."وش سويت مع بنت عمتك ....؟؟"
:
:
كشرت مستهجنه كمية الاهتمام بهؤلاء الاثنين في العائله ...وهي تحمس محادثه نفسها ..."انخنقنا بسيرة زواجو ...اف ثقل دمه ياربي ...."
:
:
أتجهت الى المطبخ وهي تجلس بجانب ابنتي نصرة ....حينها نبهتها ابنة نصره الكبرى طيف ...."دودا...جوالتس...."
:
:
ابتسمت لحلاوة نطقها ....وهي تقبلها ..."ياحياتي ...يازين اسمي ياناس ...."
:
:
قالتها وهي تتناول هاتفها الذي انتهى الاتصال سريعا ....الا انه كان رقم امها ....وقفت وهي تأمر الخادمه ....
"اذا خلصوا الاكل طلعيهم فوق ذحين اجيهم ...."
:
:
خرجت من باب المطبخ الخلفي الى الفناء الخارجي المزروع ...وهي تعيد طلب رقم امها ...وتجلس في ظل العرزال ...
لحظات حتى ردت امها ....
والشوق يحملها الى صوتها .....بعدما انهت السلام والسؤال عن الحال ....سألتها بقلب خائف ..."أنيم ....صوتك ليش كذا ...؟؟"
:
:
أجابتها امها .....تخفيها حنانا ...."شوبو صوتي حبيبتي ....مابني شيء ...."
:
:
تنهد ...."أنيم ...أنتي تكلميني عربي ...حولك احد ...؟؟"
:
حاولت مجاراتها تدعي المرح ....."بدي احكي معك عربي من شان ما انساه ..احكي ياللي بدي اياه ....أي كيفكون ...؟؟كيفون ستك وابو سيار ...ونصرا وبناتها كيفون ...؟؟؟"
:
:
هي تعلم تماما بأن امها تخبئ شيئا ما ....خلى صوتها من أي تصديق وهي تأمرها راجيه ..."أنيم ...قولي لي ...أشبك ...؟؟انيم انا طول عمري ما سمعت الاص وتك ...لو تضايقتي انا اعرف قبل انتي تعرفين ....أمي ريحني قولي لي اشفيك يا امي ...انا هنا اتعب والله وانا افكر فيكي طول وقتي ...انا الوم نفسي اني تركتك تبعدين عني ....اتمنى في كل لحظه اكون بجنبك و اخفف عنك ....امي قولي لي ....الله يخلك ي لو ما قلتي لي اشفك والله انجن ...؟؟"
:
:
:
اغمضت تلك عينيها وهي تغطيها بكفها تمنع دموعها من الانسياب على محياها الحزين .....الحنان الاهتمام والحاجه في صوت ابنتها البعيد ...يجبرها لان تدفع لما في صدرها ....تنهدت وهي تجيبها ...."بنتي ...انا مرتاحه هون في تركيا ...والله مرتاحه ...بس..."
:
:
أكملت تستحثها تلك ........."بس ايش يا امي ....؟؟"
:
أخذت نفسا عميقا تكمل بوحها ...."ولادو لخالك ....بدون يبيعوا البيت ...ويستقروا كل واحد منهن في مدينه شكل ....وخالك ومرتوا بدون يسكنوا مع امير ...ولدهن الكبير .....وانا بحس اني حمل كتير تئيل ....ويعني هيكي بيرموا كلام الله يسامحهون ....بنتي انا ما بدي اترك تركيا ....انا ارتحت هون كتير ....والله بس فيئ الصبح ماحس على حالي ال اواخر هلكانه وبنام ...بخيط ..بطرز ...بطلع على الجنينه ...بزور رفئاتي ...ارتحت بنتي ...والله ارتحت ...بس كمان مجبورة بنتي انهم ...وين بدي انا روح بس يبيعوا البيت ....؟؟حتى مصاري ماعاد بائي معي ...."
:
:
لامتها ابنتها .....ليس لشيء سوى لحرصها على مشاعر امها ..."امي ليه ما كلمتيني ...يعني ...."
:
:
قاطعتها امها ....."لا جوزيده ...انا عارفه شو بدك تؤلي ....جدك ما بتطلبي منو ولا اشيء كتر خيروا بيعاملك منيح ...انتهينا ....بنتي انا عمري طلبت حدى وانا بأشد فئري ...لا والله هلا بدي اطلب ...."
:
:
اجبتها ابنتها تعاتبها ...."أمي ....انا بنتك انتي ربيتني معقوله بقول لجدي شيء زي كذا ....امي عيال اخوها بيخرجونها من البيت عشان يبيعونه ....امي وحقك في البيت وين راح ...."
:
:
ضحكت امها بسخريه ...."أي ماتطلع لي ليرة وحده ...ما بدي منهن شيء ...من شان هيك انا ما كان بدي كلمك ..."
:
:
تنهدت ابنتها بحزن ...."امي بنلقى حل لو ابيع حزام جدتي ...يعني اكيد بيطلع مبلغ كويس وارسل لك ....ومن هنا وهنا نلقى ...."
:
:
هددتها امها ....."اسمعي ولا ...ماتبيعي شيء ولاتشتري شئ خصوصا هيدا الحزام مابعتوا زمان بيعو هلأ...اتركيها علي انا بحلا الله كريم بنتي....."
:
:
نفثت نفسا عميقا وهي تغلل اناملها في خصلاتها الصهباء الرطبه ...."ونعم بالله امي ...بس لازم نلاقي حل ....والله صعبه انتي وين بتروحين ...."
:
:
وعدتها امها ...."انا بدي لائي حل ....لكن برضاي علكي ...بنتي اوعديني ماتكلمي جدك ولا حدا ...والله بغضب عليكي تئولي لحدا ...."
:
:
دمعت عينيها لصوت امها ....ليتها كانت بجانبها تذود كل حزن وألم عنها ....."أمي كذا انتي تتعبيني اكثر ...لازم القى حل او طريقه اساعدك فيها .أو..."
:
:
حينها قاطعتها امها ....تطمئنها بأمومتها الثمينه ....."بنتي انا وئت كنا لوحدنا وببلد غريب دبرت نفسي وحليتا ....هلأ مو ئدرانه حلا ...والله بس اسبوع زمان تلائيني حليتا ....خلص ..."
:
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي لم تقتنع بقولها ............"بس بشرط الاسبوع ذا اديكي هوا علشانك لاتقولي ازعل منك واغضب عليكي ...وما تتهربين مني تردين علي كل ما ادق انتهى الاسبوع بدون حل ....انا اتدخل هنا ....اسبوع بس يا امي ..."
:
:
تنهدت امها ...."أي شو هالعناد ..الله يرحمك يا رباح ...."
:
:
أبتسمت بين حزنها ...."الله يرحمه .....ويخلكي لي يا امي ...."
:
:
نفثت امها نفسا عميقا وكل انجاز وجميل في حياتها هي ابنتها هذه ...."أمين ...أمين ...."
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::
كانت للتو فتحت باب غرفتها عند مرور اخيها بالمصادفه .....أبتسمت له وهي تناديه ....."مهاب تعال ....."
:
:
اقترب منها وهو يرفع احد حاجبيه ...."اصغر عيالك انا ...."أبتسم وهو يراقب جمالها المعتاد على الرغم من ألمها وما تعانيه عاد لشيء من طبيعته ....
:
:
"خير الشيخه خارجه من سريرك ....جدتي بس تشتكي منك ...."
فتحت الباب على مصراعيه وهي تأمره ...."تعال تقهوى معاي .....جوزيده سوتها واختفت ...."
:
:
أبتسم .....وهو يتقدم ليدخل .....أكملت تلك ...."انت تعرف يا مهاب انه كلام الحريم ماينفع معاي ....اطق لو جلست في السرير ويكفي الشهور اللي اخذتها فيه ....الحمد لله لولا جوزيده كان انجنيت ....."
:
:
جلس على طرف السرير ....وهو يهم بسكب فنجال قهوه لأخته ....فالبدوي لطالما تحدثت عنه قهوته ...أن قدمها لأنثى فهذا يعني عظم تقديره ومكانتها عنده ....
:
:
أجابها ...."يالله الحمد لله ....بأجره أن شاء الله ....بس بنت عمي هاذي سيرته على لسان الكل ....جدي ..جدتي ..انتي ...وبناتك ....."
:
:
أبتسمت نصره لذكرها وهي تتناول فنجان القهوه منه...."تجنن هالجوزيده ....تصدق عاد ...بما انك اخوي يعني واستشيرك بكل شيء....."
:
:
ضحك لقولها وهو يسمع نبرتها التي تعتمد ان تثير حفيضته بها ....فبانت ثناياها البيضاء ..ومالت شفته السفلى بطريقه أسره ...انها نادره ضحكته هذه ...لكن جمالها يكفي من رأها عبوسه سنه ....."لا ياشيخه ....تفضلي ...أش عندك ....؟؟"
:
:
وضعت فنجان القهوه من يدها وهي تنفث نفسا عميقا ....."أفكر أخطب جوزيده من جدي لمعد .....صراحه لابقين لبعض ...متأكده لاجدي ولا جوزيده بيرفضون بس معد ...أه منه ...بس بأضغط عليه بكرهه عمره .....ذاك اليوم ابدا ما عجبني حسيته مهموم ...."
:
:
بهتت ملامحه لكنه لازال يرفع احد حاجبيه ...."و اش يخليك واثقه لهدرجه ....؟؟هو معد هين يا نصره .....ولا جدي بيوافق تخرج من عنده المدلعه الجديده هاذي ...وانتي قبلها مارضى تخرجين ....."
:
:
تنهد وهو يأمرها بحزم ...."خرجي الموضوع من راسك ....اي شيء يخص زواج معد هذا من برى خصوصياتنا معد له جد وابو وام ....وما اضن معد يقدر احد يكسر اللي في راسه ...."
:
:
تأففت وهي تجيبه ...."هيا عاد يا مهاب ...اللي اسويه مع معد كان نفسه اسويه معاك لو ما رضيت تتزوج .....بس احمد ربك زواجك قرب وبترك في حالك ...كذا احس موضو ع زواج معد في يدي ...لازم ازوجه انا اللي اقدر عليه مو معقوله يا مهاب بيصير عمره اربعين قريب ولا فكر يخطب حتى ...."
:
:
تنهد ذاك وهو ينهي ما بفنجانه ويقف ...."يا نصره ...معد موضوعه اكبر من عنادك وسيطرتك ....اتركيه بحاله ...وطلعي موضوع جوزيده هذا ...متأكد لو درى بيزعل منك ....تعرفينه لا قفل كيف ؟؟ وبعدين ترى زواجي من امتنان تأجل لوقت غير معلوم ....."
:
:
أتسعت حدقتي تلك وقد انصدمت من ما انهى به جملته بكل برود واعتياديه ...."نعم ....ليه ..؟؟مهاب اجلت الزواج سنين انت اشبك ماتبغاها قول ما ابغاها ....."
:
:
أكمل وهو متجه الى الخروج ...."الموضوع معقد ...لافضيت اشرح لك ...."
وقف بالقرب من الباب وهو يستمع اليها ....."ماشاء الله تقول لي كذا ...وتغط عني بالشهور ....واشوفك تقولي لا فضيت اشرح لك ....."
:
:
التفتت الى المنضده بجانبه ....كان يوجد دفتر بغلاف كرتوني مصمت ....بغير قصد منه وهو يستمع لحديث اخته ......فتحه .....أمرته تلك ...."مهاب اترك دفتر البنت ...انا استحي افتحه ...."
:
:
ابتسم وهو يرفعه عن متناول يدي اخته ......"عجيب ....اش فيه يعني ....؟؟"
انزل يده لكي يطلع على مافيه .....غضن جبينه وهو يتأمل الرسمات الصغريه المتقنه رغم بساطتها داخله ....
قلب صفحه واحده ابتسم ...وهو يريه اخته ..."طالعي راسمتك .....عجيب والله الصهباء طلع عندها مهارات ...."
:
:
شدت اخته الدفتر من يده وهي تغلقه ......وهي متفاجئه ..."خير ..منين تدري انها صهباء ...."
:
:
رفع حاجبه وهو يجيبها بشيء من سخريه ...."شعرها في كل مكان تقول مربين بس ....بعدين تبطل تلبس حجاب ابيض ....اليوم حطت لنا الشاهي انا وجدي خصلاته بيننا ....ماكنها لابسه حجاب ...."
:
:
ضربته اخته بالدفتر على صدره ....."وانت مستانس تتفرج ....كان قلت لي انبهها ..."
:
رفع حاجبه وهو يفتح الباب ...."وانا اش دخلني فيها نادر ما اقابلها ....."
وهو في داخله يهمس لنفسه واحرم نفسي من صدف كرم جمالها التي تبعث بداخلي حياة ما ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::
لقد تبقي على وقت انتهاء عدتها اقل من شهر ونصفه ....نفثت نفسا عميقا وهي تنزع شرشف صلاتها ...
وقفت امام المرآه وهي تعدل شعرها الذي طال مؤخرا ولم تقصه كعادتها ...الايام تمضي سراعا ...
لابد من أن تجد حلا ما لتترك المكان هنا....فهي دون قصد منها قد كرهته فعلا حتى وان كانت تحب اميميه للغايه ...لطالما لم تخرج منه منذ زواجها الا نادرا و اعتادت على المكوث به لاشهر دون الخروج ...
لكن الان هي وضعها مختلف تماما...كرهت وحدتها وحاجتها التي حتمت عليها ان تؤذي نفسيتها وتحطم رغباتها لهذا الحد ...
:
:
جلست على الارض بالقرب من سريرها وهي تفتح مصحفها ....فلا انيس لوحشة دواخلها هاته سوى مصحفها ...
:
:
ما ان قراءت صفحتين حتى فتحت حينها اميمه الباب ....
أبتسمت لوجودها حولها في الغرفه ...دخلت تلك ومن خلفها خادمتها لتضع القهوه على الطاولة ...
أغلقت حينها بخوت مصحفها وهي تلتحق بمكان اميمه للجلوس معها ....
راقبت اميمه وهي تقف متأمله المزرعه بالخارج من وراء نافذة الغرفه الواسعه .....
هي تعرف اميمه جيدا تعرف انها تحمل الكثير من الاحاديث بداخلها هذه اللحظه ...جلست اميمه بالقرب منها وهي تشغل نفسها بفنجان قهوتها وعلبة الحلوى لحظات...
الا انها رفعت رأسها وهي تسترسل في حديثها ....أبتسمت بخوت لفعلها ....اميمه جميله للغايه حتى بوقارها هذا ونضوجها لازالت تحمل جمالها القديم ....فهي في التاسعه والثلاثين في عمرها ...لكنها تحمل الكثير من القصص و وجع السنوات القديمه ...
يتمها ...زواجها المبكر ...سنوات عملها القصيره التي قررت بها أنها لاتحتمل مهنة التعليم ...
فقد كفتها مشقة اكمال تعليمها فهي خلفت وليد فقط عندما كانت في الثالثه عشر ...كان قرار تزويجها ما صعب من حياتها التي كانت تعيشها بشبه راحه لكن من حولها اراد ان ترتبط حتى تنتهي قصة احتياجها ...
على الرغم من ابني اختها واخيها الذي يصغرها بسنه ...لكن كما رأى كبار العائله لابد لها من بيت زوج يسترها ...
تزوجت هي وعلياء أبنة الشيخ صلاح في نفس اليوم لأخوين أن ارتاحت علياء بوفاة زوجها ...لإقد جربت هي مراره فقد الضنا عندما لم تزل في الخامسه عشر مطلقه وتتجرع لوعة بعد وحيدها ...
لكن ما زاد حزنها هي عودة ابنها متطبعا ومتصبغا بأفعال ابيه وشخصيته.....لطالما كان يتم اميمه وتربيتها في منازل مختلفه ...من بيت اختها لبيت خالتها ام سيار ...ولد بها شعور الامومه والمسؤوليه والاهتمام ...
حالما تخرجت توظفت مدرسه لكن اخر سنه من سير توظيفها كانت مديره لمجمع المدارس الصغر في هجرة نائيه ...حينها احتاجت مؤسسه العائله الخيريه لمديره فقررت بأنها حان وقت الارتياح ...لتكمل عمل العائله ....
:
:
و ها هي اميمه في التاسعه والثلاثين تحمل الكثير من الالم والنقص والحنين ....لكنها قويه ...تستيقض كل يوم جميله و أخاذه ...بملامحها الحاده ...طولها وشعرها الاسود الكثيف ...
تبتسم للجميع ...وتساعد الجميع ...تسيطر على خواء وحدتها بمن حولها ...ولديها هذا القلب الكبير الذي مستعد بأن يهب الحب لكل من حوله ....
:
:
:
نظرت الى بخوت مستغربه وهي تسألها...."ليش تضحكين ....ذحين انا قلت شيء يضحك ...."
:
:
عضت بخوت شفتيها تخفي ابتسامتها ....."بس طريقتك اذا تبين تقولين شيء ...تسكتين وفجأه تبدين ...."
:
:
كشرت لها اميمه وهي تأمرها ...."أهجدي بس واسمعيني ....شفتي جليله ....أش رايك فيها...؟؟"
:
راقبت ملامحها التي تغطيها الحيره ......"عمه ...البنت قمر وتجنن خير اش السالفه ....؟؟"
:
:
تنهدت تلك وهي تترك قطعة الحلوى من يدها وتعدل من وضعية جلوسها ...." شوفي البنت انخطبت ..طيب ...اليوم ردت لي انها موافقه وياحياتي عليها من الخجل مو قادره اسمع صوتها .."
:
:
أبتسمت بخوت لتذكرها جليله ....." ياعمري الله يوفقها ...طيب ...؟؟يعني انخطبت و بتوافق اش اللي شايله همه ...."
:
زمت اميمه شفتيها بعدم اقتناع ...."الناس اللي خطبوها والله طيبين واعرفهم شخصيا ....بس انا نفسي تكون من نصيب متعب ....كذا احس بتسعده وتريحه بس ذا من يقدر عليه جدر يا ربي جدر ....."
:
:
تبنت بخوت نبرتها الهادئه لتقنع اميمه ....."عمه اميمه الرجال لو يبيها تكلم ....يعني هو مايدري انها انخطبت .....اذا درى وسكت خلاص مايبيها ....أما اذا درى بعد ماوافقت يتقدمون برضوا ماراح يتكلم ويقول ابغاها ....ارتاحي انتي ياعمه ....خلاص اللي فيه الخير ربي يكتبه ...."
:
:
نفثت اميمه نفسا عميقا ....."شورك وهداية الله ....يعني هو اكيد يدري كلمته قبل اكلم البنت ...يعني صح هي اتمناها له ...لكن متعب صعب رفيده الله يرحمها مدري كيف قدرت تفهمه ...والبنت هاذي نسمه ياربي وبس تجي سيرة متعب بالغلط عيونها تدمع ...ادري فيه اقشر مدري امكن مره صارخ عليها ولا شيء ..."
:
:
أبتسمت بخوت لتحليلات وشدة ملاحظه اميمه المبالغ بها ...."عمه اميمه اللي يصلحك ارتاحي شويا من التفكير وخلي الامور تاخذ مجراها ...."
:
:
نظرت لها اميمه بقل حيله......"يعني خلاص ...؟؟"
:
سألتها بخوت مستغربه ...."خلاص ايه ...؟؟"
:
تأففت تلك ...."أكلم متعب ....."
:
أغمضت تلك عينيها غير مستوعبه ماتقوله ...."وتلمين متعب ليه الله يسعدك ..."
:
بررت لها تلك ...."يعني اكلمه يسأل عن الولد ...يقابله و يتقدمون الاهل رسميا ...كذا يعني ..."
:
:
شارت عليها تلك ....طيب ليه ما يقابلون عمران او اخوك صياف ...او حتى الشيخ صلاح اش معنى متعب ...يعني احس الموضوع صعب شويا مو تقولين توك ابغاهم لبعض وكذا ...."
:
:
تنهدت تلك وهي تعارضها بشده ...."يختي امنعينا عمران مره وحده ...ذاك محد يفهم كيف يفكر معقد ...لو بدل الولد عليه كذا بيديه نظره ويقول لا ...خلاص راسه والف سيف لا ....عمي صلاح بيكبر الموضوع ...لكن متعب ...على السكيتي من مقابله وحده بس بيفصفص طوايف طوايف اهل الولد ...اف الموضوع كله يعقد ...ياعمري ياجليله الله يعوضها ..."
قالت كلمتها الاخيره متعاطفه معها ...
عندها اكملت تلك وهي تفهمها تماما ..."من جد الله يعوضها شعور هاذي اللحظه صعب ....أصعب شيء البنت تكون بدون سند ...."
:
:
تأملت اميمه الحزن في عيني تلك على استحياء ....قد تكون اميمه ليست مسؤوله تماما عن وضع بخوت لكنها تشعر بألمها مرتين ...ألم عجزها في اتخاذ أي قرار ..وألم أنه لربما ليها يدا بحزنها هذا ...
:
:
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::
بعدما فتحت الستائر وسمحت لضوء الشمس ان يتغلل داخل الغرفه الواسعه ....وقد انتصف العصر ...
وقفت امام مرآه التسريحه الضخمه وقد ملت حقا من تموجات شعرها التي لازمتها كثيرا .....
أقتربت وهي توصل جهاز تسريح الشعر الحراري بالكهرباء .....هي لا تعلم لماذا تفعل كل هذا وكأنه وقته ...لأكنها تحتاج لشيء ما تمضي به وقتها وتشغل به ذهنها ....
و ما هي ستقدم على فعله يسمح لها بأن تشغل نفسها لساعتين على الاقل ...بكثافه شعرها وطبعه الثائر ....
مررت الخصله التي انتهت من تسريحها للتو بين اناملها الرقيقه ....لم تفعل هذا منذ مده طويله ...لربما منذ سنه ...ابتسمت للطول الذي وصل له شعرها ....وقد توقفت خصلتها عند منتصف فخذها ....
لا تعلم كم ساعه امضت في تسريحه ....وقد غمرت رائحة خمرية شعرها الرطب المكان ...
وقفت امام المرآه وهي تغلل اناملها داخل خصلاتها بلونها الاشقر الذي مال الى الرمادي ....
وهي تشعر بحراره خصلاته على كتفيها ....
أبتسمت لمنظرها فقد نسيت متى كانت جميله لأخر مره .....
بعدما صلت المغرب ....وقد احضرت لها الخادمه للتو كوب من القهوه كانت قد احتاجته فعلا ...
نظرت الي بجامتها في المرآه ...وهي تتجه نحو جهة عنود من الخزانه فهي لطالما كانت معجبه في ذوقها الانثوي البسيط ....
فتحت الخزانه وهي تقلب الفساتين ....هذا غريب فهي تحمل الكثير من الذكريات في هذا المكان ...وكأنه منزلها حقا وقد اعتادت على كل ركن به ...لربما بدون ان تشعر وضد رغبتها هي تنتمي لهذا المكان دون غيره ...
:
:
اخرجت فستان بقصه كلاسيكيه باللون الذي لطالما لفتها و اظهر درجه لون بشرتها الجذاب ....اللون الابيض ....مع طولها وتفاصيل جسدها كان يصل حتى اسفل فخذها ....
:
:
اقتربت من المرآه وهي تقلب بين مستحضرات التجميل الاتي كن قد تركنها خلفهن ...وقد كان بعضها لها او هديه منها او من اهداء....
رتبت حاجبيها ...واكتفت بالماسكرا ...واحمر شفاه بلون وردي غامق مائل للحمره ...لا تعلم كم لبثت وهي تعبث بقطع الاكسسوار و الاحذيه ...حتى استقرت على خلخال يرافق خلخالها الذهبي الذي لم تنزعه يوما وكان هديه من اميمه ....
تأملت جمالها برضا ...فهي لاتملك غيره ...لكم اشتاقت للحظاتها هاته التي كانت تعيشها بهدوء وتوفر لها سعادتها المتواضعه ...
واهداء تجلس بالقرب من النافذه تقرأ أحد كتبها ....
رمت بجسدها على السرير وهي تتأمل المكان الخالي حولها ....آه دون قصد قد تسللت من بين شفتيها الممتلئه ....
:
:
فتحت الباب واتجهت للخارج ...
كان المنزل هادئ الا من صوت خادمتين قد اشتركتا الحديث اسفل السلم ....كرهت كئباته وبرودته ...
ورائحه المنظفات التي زادت من رتابه المكان .....كرهت حزن المكان الذي لطالما تألق بوجود رفيده وايام رفيده ....
:
:
أمرت الخادمه ......"افتحي اللمبات كلها ....وبخري ...وسوي قهوه ...."
:
:
استغربت تلك الا انها استجابت لها مبتسمه وهي تسهو بجمالها الغريب....
:
:
وقفت بالقرب من الشاشه الضخمه وسط الصاله الاساسيه وهي راضيه تماما بجو المكان الذي يوفر لها ولو القليل من الاعتياد ...
انشغلت وهي تتذكر طريقه تشغيله ومن ثم تبحث عن قناة السنه النبويه فقد اشتاقت حقا للمدينه ...
:
:
عائدا للتو من الخارج استغرب المكان المضاء تماما ...
ورائحة البخور التي قابلته ...فتح الباب وهو ينشغل بوضع هاتفه في جيب ثوبه ...رفع عينه فتعلقت بتلك بلا شعور ...لقد تبدل جمالها وازداد اضعافا ...
ولم يعرفها للوهله الاولى من تكون ....توقف يسرق اللحظات يتأملها ...وكأن المكان نبعت اضاءته منها ...وأثر البخور لازال يعوم في الهواء حولها ....
لم يرى يوما انثى لها شعرا بهذا الطول وهذا اللون ....لها حدة الاملامح والتضاريس هذه ...والاهم من كل هذا انها صغيرته الغريبه هذه ....
:
:
لم يقترب منها ...استحى ان يقتحم عليها سكون جمالها هذا ....يارغبته اليسيرة الصعبه ....يا اشد رغباته جموحا ...ياقربى الوصيه ...
:
:
غللت اناملها في شعرها وهي ترفعه عن محياها ...بهتت ملامحها عندما لاحظت وجوده شيئا فشيئا اكتست ملامحها بالجمود والسخط ....
بينما ملامحه البارده وحاجبه المرفوع بغرور قد خلقه لنفسه ...لم تتبدل ...أقترب منها وهو يجلس على الاريكه بالقرب منها ...
وضعت جهاز التحكم وهي تترك المكان له متجهه الى السلم ....وقد اختنقت حقا لقربه ....فوق هيبته وسطوة هامته وشخصيته في المكان هي قد كرهته تماما و بنت عداوة شديده معه في دواخلها ...
:
:
أوقفها صوته ...ذاك الذي لازالت تذكره عنه منذ صغرها ....صوته هذا ...من دفعها للانصات له دون قصد منها او اراده في لحظات التقاءه النادره به في الماضي ...
صوتها ذا ...أول من حمل لها العزاء بأبيها ...صوته هذا اول من لاحظها و سأل من تكون ..؟؟
:
:
:
"بعد العشاء نازلين بدر ....."
:
ألتفتت اليه وهي تتسم ببروده ....."بس اني ما اريد ارجع بدر كوليش...."
:
كان يتأمل الفراغ ...لولا انه سمع نبرة حديثها هذه ...التفت اليها ...لقد نسي تماما ..عرقها هذا ...يالجمال نطقها ...
الا انه اجابها ببرود أكبر يشعل بها غضبا لا ينطفي ...."مو على كيفك ...."
:
عضت طرف شفتها السفلى وهي تراقبه بسخط ...."لا على كيفي ...انا انسان ترى لو نسيت ...بدر اني مو راده لو على قص رقبتي ..."
:
:
وقف ليقترب من مكان وقوفها ..وهو يرفع احد حاجبيه ....ثبتت اقدامها بالارض وهي تحتمي بالهواء البارد حولها ...في الواقع هي عاريه ضد اعاصيره الواثقه الطاغيه هذه لا تملك سوى لسانها ...
:
:
عدل غترته ببرود وغرور وعدم اهتمام ...وهو يتوجه لها بالحديث ...."وانا قلت نروح بدر ...خليك مؤدبه معاي ...عشان لا يطلع الوجه الثاني ...وغصب طيب بتنزلين بدر وبحبسك فيها الين ربي يأخذ روحك ونرتاح ...."
:
:
أتسعت حدقتيها الرماديه .....وهي تجيبه ...."تصدق عاد اني مالي أحد بهالدنيا ...عشان كذا اتمنى ربي ياخذ روحي ولا اقابل وجهك يوم زياده ...."
:
:
تعلقت عينيه بشفتيها التي عادت الى عض اسفلها ...أقترب منها وهو ينبهها ...بنبرة مستفزه "توء ...توء ...بدري على هالاكلام ...." مد ابهامه اليسار وهو يلصقه بذقنها وشفتها السفلى ليحررها من بين اسنانها ....
تصلبت لفعله وباغتتها رجفه جسدها ....مرر يده على عظمة وجنتيها النافرة مررها على خدها ...ومن ثم على رقبتها التي اختفت بين خصلات شعرها ...ابعد يده وهو يرتب شعرها على كتفها ويلامس بأنامله نحرها العاري ....
:
:
انها كدميه بين يديه ...تأمل التماع حدقتيها التي حدقت به مدعية القوه بالدمع ...."بدري على هالكلام .....طيب ....؟؟"
:
:
بعثر شعرها وهو يتجاهلها صاعدا للأعلى .....تأملت غيابه بحنق ....انا علم بأني لم اغلط في حقك ..اعلم بأني غلطت في حق ذاتي ...وعقابي لنفسي تجازوته ....سأجعل من حياتك جحيما ايه المتكبر ...
انا لا اعرفك ابدا حتى استشفع لك ....
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::
:
:
:
بعدما صلت العشاء ...لازالت ترتدي عبائتها ..أغلقت باب الغرفه خلفها دون النظر اليها ....يبدو بأن العودة لبدر حكم مؤبد لا مفر منه ....
لكن ماهو اشد من وقع العوده مواجهتها مع هذا الان ....فهي بالكاد تلتمس الصبر والهدوء لنفسها كي لاتنفجر في وجهه ...
فهو ند مخيف ....
:
:
عندما سمعت صوت فتحه لباب غرفته ...نزلت السلم دون الالتفات اليه حتى خرجت من باب المنزل عدلت نقابها وهي تنظر للسيارتين امامها ...
انتظرته الا ان انتظاره طال ....لمحت حقيبتها بين تلك التي هم السائق بترتيبها ....لقد تذكرتها فقط للتو ...كانت قد حزمتها دون قصد منها في اخر يوم لبثته في بيت عمتها ...
:
:
تنهدت وهي تلتفت بملل خلفها ...ابتعدت لا ارديا وقد كان يقف بالقرب منها طوال فترة سراحنها تلك ....
:
:
حمدت ربها سرا وهي تراقبه يركب بجانب السائق ....لاتعلم كم دقيقه لبثت بعدما ركبت خلفه ....حتى غرقت في سرحانها المليء بالتساؤل والترقب هذا ....
:
:
وهي تراقب الطريق الذي غرق بالصمت والظلام في الخارج ..الا من اضاءات الهجر الطفيفه حول الطريق ...
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::
:
:
كانت تجلس في صالة منزله ....وقد جلست امامه بكل وقاره و هيبته ...حتى وهو في منزله الذي يفترض به ان يكون اكثر مكان مريح له ...كان محاط بهالته العمليه العسكريه هاته ....
:
:
اكملت حديثه ...."عاد انا كلمت اهل الولد ...وفهتهم وقلت لهم اللي قلت لي عليه ....متى تفضى عشان تقابل الولد ...اخته تقولي مره مستعجلين يتممون كل شيء قبل يطلع بعثته ...."
:
نظر اليه بجمود وهو رافع احد حاجبيه ..."أكيد انا موفاضي طول الاسبوعين الجايه ...لكن بكرا الساعه تسعه الصبح يجيني مكتبي في جده....ونشوف ....غيرها انا مو متواجد"
:
:
نطقت متردده ...."متعب يعني لو ماتبي خلاص اخليه يقابل عمي صلاح ......"
:
:
تلعثمت وهي تراقب نظراته الناريه ......همست ....تحاول تغيير سير الموضوع ...."طيب جليله لازم تشوفه يعني عشان ....يعني لازم تشوفه امكن ما ترتاح ....."
:
:
اميمه المتحدثه الفذه ذات الشخصيه الجذابه ماهي الا صغير متلعثم غير مرتاح في وجوده ...
:
:
همس ينبهها ...."اذا حصل وصار في شوفه ماتدخل لحالها ...خواته يكونون معاه ...وما احتاج اكثر من يومين عشان اسأل عنه ....عرفت عنه كم معلومه بس باقي ....ليش ماقالوا انه خطب وانفصل العام ....."
:
:
بهتت ملامحها امامه ......وهي تحاول العثور على رد ....."يمكن قالت وانا ما انتبهت ...."
:
:
صمت تام واجهها وهو يحيطها بنظراته الغير مقتنعه المخيفه في ذات الوقت ......
:
:
لم تصدق المده التي اجبرت بها نفسها بالحديث معه ....رباه أي رجل هذا ....انه اقسى من صخره جرداء....
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
دفنت محياها بين ذراعيها عند لحظه مرور السياره بملحق ابيها المهجور المظلم .....لا تستطيع وصف شعورها المتضارب ....
لكن هاهو المنزل اخيرا رغم عنها وعن هروبها ....
رفعت رأسها بمجرد توقف السياره ....تأملت المكان حولها وكأنها لم تغادره ...كأنها للتو خرجت منه وهاهي تعود ....
:
:
لم تكذب للحظه شعور الامان الذي اتسع داخل روحها ...لمجرد ان فتحت الباب وشعرت بنسيم المزرعه يحمل لها رطوبه الارض ورائحه طلع النخيل ...
:
:
أستنشقته بهدوء ...وهي تتجاهل من كان بالقرب منها,,,أتجهت الى باب المنزل الضخم ...فتحته كان يغرق بالهدوء ,,,,,والصمت الكئيب هذا الذي تركه رحيل اهداء ....
:
:
صعدت السلم وقد احاطتها هاله حزن رماديه ....وانكسار غريب ....
:
:
كان سيفتح باب جناحه في منتصف الدور الا انه تذكر بأنه اقفل باب غرفتها مع اهداء اخر مره ....
راقب وقوفها امام الباب لم تمد يدها حتى للباب لتفتحه يبدو بأنها تصارع ذكرى ما بداخلها ....
:
:
ناداها ......"قربى ......"
:
:
انتظر للحظات لم ترد عليه فقط التفتت اليه ...أشار لها على باب غرفته بنظراته....."تعالي..."
:
:
أتسعت حدقتيها ودون قصد منها كانت دموعها قد غمرتها لذكرى اهداء ....هاجمته بنظراتها المستهجنه الغاضبه ...."نعم ....خير ما ابغى ..."
:
:
أمرها ولازال يحافظ على الهدوء في صوته ...."تعالي بالطيب احسن لك ....العيال نايمين ...."
:
:
لم تحتمل اخر جمله قالها لها ...هي حتى الان لا تعرف كيف ستقابلهم ...هم والعائله بموضعها الجديد في العائله ....
ما لم تعلمه وما لم يعلمه هو حتى بأنه كان يحاول ان يحميها من الحزن هذه الليله ....
:
:
طوال فترة مكوثها هنا .....لأثنى عشرة سنه ...لم تفكر يوما ان ترفع عينها حتى لباب غرفته ...او تشعر للفضول بما خلفه ....
:
:
دخلت المكان ....واغلق هو الباب من خلفها ....التفتت اليه ..كان لايعيرها أي اهتمام وهو يفتح باب منتصف يمين الصاله الواسعه ....نزع غترته وهو يتوجه لكرسي مكتبه ويجلس بأعياديه وتجاهل ....
:
:
التفتت يسارها كان الباب يتيح لها رؤية غرفه النوم التي غلبها طابع رجوليته العمليه ....
:
:
لا زالت ترتدي عبائتها جلست على الاريكة الرماديه الواسعه تتأمل الفراغ ...على الرغم بأنها في المنزل الذي عاشت به لسنوات الا انها تشعر بأنها غريبه تماما ....بأنها في مكان ليس في بدر حتى ...
وقد ترك جزء كبيرا من روحه وشخصيته في المكان .....لم تلاحظ النوم يرحم جفنيها الواسعه ...وقد ارتاح جسدها في جلسته ..
لحظات فقط حتى اصدرت انينها المتعب من داخل سكون نومها الكسير ....
:
:
رفع عينيه لتواجدها ....تعلقت عيناه بها ....بكمية الرقه والجمال التي اضافتها لمكانه الخاوي الكئيب .....وقد نسي ما بين يديه ...أخذ نفسا عميقا وهو يعيد ترتيب اوراقه بين يديه ..
يحتاج فقط لان ينهي ما بدأ به ....حينها سيخلد للنوم و يأتيها بغطاء ...
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
لا يعلم كم لبث على جلوسه بهذا الوضع وهو ينزع نظراته ويمرر يده مدلكا جفنيه بتعب ....وقف وهو يمدد جسده ...
بعدما اغلق حاسبه واضاءة المكان ....استوعب وجودها وقد كان نسيها تماما ...تأمل الفوضى التي تركتها وقد تركت طرحتها ونقابها وربطة شعرها على الارض ...حذائها وطرف عبائتها التي قد انكشفت فاضحه بيجامتها الرماديه القطنيه بشورت وبدي ورسومات بيضاء لم تزيدها سوى رقه ....
:
:
جلس على الارض بالقرب من رأسها وهو يجمع شعرها الذي تناثر حولها و لامست بعض من خصلاته الارض .....
:
أقترب منك خطوه يا قربى فيبعدني عقلي مئة ميل ...أ أكذب ما رأت عيناي ....؟؟لو اعرف فقط من صاحب الرقم المجهول ذاك .....
:
:
أنبذك في النهار و انفر منك ساخطا ....فيحملني الحنين والشوق لك ليلا .....
وضع يديه اسفل جسدها وهو يرفعها ليحملها بخفه ...سيكون من اهدار النعم ان يتركها تنام هنا ...بينما هو يمكث سارحا في سريره الخالي ذاك ....
ما ان حملها حتى سقطت عبائتها ارضا ....
وضعها وهو يبعد الغطاء من تحتها ....ما ان اعاد وضعه فوقها ...حتى تنهدت بتعب وهي تغوص داخل وسادات سريره السوداء وتشدد احتضان الغطاء لجسدها .....
غاب للحظات ...عاد وهو يجفف شعره ....تأمل خصلات شعرها بلونها الفاتن تكسر رتابه لون مفرش سريره الاسود ....
لقد نسي متى اخر مره شارك تلك السرير ....وهل يقارنها بهذه ...لكن لما هو حضه بالنساء هكذا ...أتراها علة به ....؟؟
:
:
ترك المنشفه على طرف السرير ومن ثم ارتدى بنطلون بيجامته القطني ....اغلق الاضاءة ...وهو يتأمل خصلاتها داخل الاضاءة النسبيه التي تركتها المصابيح الجانبيه في المكان ....
:
:
رفع الغطاء وتمدد اسفله .....لايعلم اهو واقع ام خيل له بأن رقتها ورائحه عطرها سيطرت على السرير واحالته قطعة من نعيم ....
:
:
أغمض عينيه ....منصتا بقلبه وجسده لحركتها في السرير بقربه ...السرير الذي اعتاد على هدوءه وبرودته ...انه على الرغم من عدم اعتياده على الحركه هذه ....الا ان الفترات التي كانت يعيشها بين سكون حركة جسدها كانت اكثر لحظات يومه مللا وترقبا ....
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
طوال اليوم لاحظت هروب نظرات جليله ....وحرصها على عدم الاحتكاك بها ....بل خجلها الذي يكاد يدفع حدقتيها لأن تدمع من شدته ....
:
:
اقتربت صلاة العصر واقترب انتهاء وقت الدوام .....لازالت جليله لم تحتك بزميلاتها في العمل لربما لانعزال مكتبها او لرغبة منها في الاستقلال والبعد عن احاديثهن المتطفله ...
:
:
نادتها اميمه ......"جليله ....تعالي وقفلي الباب معاكي ..........."
:
:
فعلت ما امرته بها اميمه على مضض .....جلست كما امرتها وهي تبعد نظراتها عنها ...أبتسمت اميمه لجمال خجل تلك ...
:
:
حادثتها بود............"جليلة ....اليوم الولد قابل متعب ...غاب عن دوامه وراح قابله ...وابشرك متعب يقول انه رجال وما عليه قصور ......وعاد متعب مو أي احد يدخل مخه ...جليله الموضوع لسى على البر ....تبين شيء ....تحسين شئ ....قولي ياعمري هاذي حياتك وقرارك ...."
:
:
لما على متعب ان يلحق بكل قرارات حياتها ....هزت رأسها بالنفي ...."ما ابغا شيء ....بس ابغا اكمل شغلي ودراستي ..."
:
:
أبتسمت لها اميمه ...."حبيبتي اذا حصل نصيب ان شاء الله بتروحين معاه برى ....بس صحيح الا دراستك وشغلك ومتعب اول شيء شرطه هالامرين ...":
:
:
راقبت هدوءها الخجل ....ومن ثم اضافت ......"طيب اش رايك ....تشوفيه ...عشان ترتاحين اكثر ...لو تبين انا اكلم متعب يكلمه ...لاجو يتقدمون رسمي يعني مع اخوانه واخواته تشوفينه .....هذا من حقك ...."
:
:
همست تلك وهي حقا لا تعلم ....."ما ادري ....اللي تشوفينه ....."
:
تفهمت اميمه ردها المستسلم الخجل .....حينها اكملت ...."حبيبتي الله يكتب لك اللي فيه الخير ....خلاص اجل بكلم اخته يتقدمون رسمي ....."
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
:
لقد اقتربت صلاة العصر .....بعد ان عاد من صلاة الظهر وتناول غدائه واكمل اليسير من عمله لم يستطيع ان يوقف ألم رأسه الا بالعوده الى السرير ...ولازالت تلك كما يبدو بأنها متعبه للغايه تغرق في نومها اللذيذ ....
:
:
انها مزعجه كقطة ....بكل حركتها وانينها هذا ....وخصلات شعرها هاته التي احتلت وسادته المهجورة ...
:
:
لقد اشتاق الى ابناءه ...تناول معهم وجبة الغداء ...لكنه لم يجد أي اثر لتلك ....حسنا هو فقط يؤجل مواجهتها فهو بغنى عن الصداع الذي تسببه لها درامتها المتصنعه ....
:
:
...................................
كانت تجلس امام مرآتها وهي تعدل رسمة عينيها ....ستخرج بعد صلاة العصر ...وحتى الان لم تراه هي تعلم بأنه موجود ,,,,,
ولربما غاضب للغايه ....لكنها لم يصلها شيء حتى الان ....وقفت وهي تعدل فستانها الضيق الذي لا يفضح سوى نحولها المبالغ به ....
لقد غيرت لون شعرها لدرجات الرصاصي الدارجه حاليا ....تأملت شكلها قبل ان تخرج وهي راضيه تماما بهوس الكمال الخاطيء الذي اتخذته لتحافظ على شبابها ....
:
:
أتجهت الى غرفته ....ترددت وهي تفتح البا ان كان نائما هذا سيسهل الكثير عليها وستتركه نائما وتخرج ستعود ولن يكون موجودا ...
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::
لم يفتح عينيه وهو يشعر بملمس ساقيها وفخذيها الناعمه ملتصقه به .....نفث نفسا عميقا وهو يحارب الا يفتح عينيه وقد أجج به قرب تلك الرقيق رغبات كان قد نسيها ....
:
:
الا انه فتح عينيه مجبرا ....كانت تدفن رأسه في وسادته هو ....وقد اقتربت منه بجذعها حتى كادت ان تلتصق به ....
حاوط خصرها بذراعه وهو يقربها اليه ....ويقبل جبينها مستنشقا رائحتها الرقيقه الشفافه ....سيكتفي بهذا ....
زرعها في صدره العاي الدافئ ...سمع أنينها المكتوم ...أبتسم لقربها ....لها تذوب في صدره وبين ذراعيه ...حتى في نومها هي مشاكسه للغايه .....
:
:
:
بثقله هذا الذي لم يستوعبه عقلها بعد يحاوطها ويترك اثرا على على عظامها المتعبه ويترك دفئا على جسدها يحميها من برودة المكان ....لم تستوعب بعد ماهيته وهي تغرق في نومها المتعب .....
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
فتحت الباب وهي تقترب من باب غرفته ...أرتاحت لظلام الغرفه وبرودتها انه نائم لا محاله ...
كانت ستخرج لولا انها استوعبت خيالا ما قد خيل لها ....
اتسعت حدقتيها غير مصدقه وهي تعود لغرفته وتفتح الاضاءه ......
:
:
:
:
:
:
:
مواجهة المخاوف ....تلك التي اعتدينا لها لزمن ...مخاوفنا التي الفنا لها اكثر من سيناريوا ....كيف سنواجهها ....
لحظتها فقط سنعلم بأننا كنا نخاف منها اكثر من ما ينبغي ...
:
:
:
:
:
هذا وقد كان بحمد الله الجزء السابع عشر ولي بكم لقاء قريب ......
|