كاتب الموضوع :
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: أسمتني أمي قربى
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::
بسم الله الرحمن الرحيم .....
:
:
:
تتمة الجزء السادس عشر .........
:
:
:
اذا كانت نظراته المتجاهله مرعبه لهذه الدرجه ....فكيف بنظراته الساخطه .....
:
:
أقتربت بهدوء نحوه ......................
:
:
ما ان لمح وجودها خلف ابنيته ...حتى دلف الى داخل السياره ....هذه الفتاه الوحيده تداخلت بحياتهم المنغلقه للغايه ..
لطالما حافظ على انغلاقها ومحدوديتها ....لطالما رفض هذا المتعب الروتيني أي تدخل خارجي داخل عائلته الصغيره ...
لطالما رفض التغيير ...
:
:
نفثت نفسا عميقا وهي تفتح الباب....ما ان استوت جالسه واغلقت باب السياره ....حتى غمرتها رائحته ...
دمعت عينيها لا ارديا ...رائحته هذه حملت لها الوجع والذكرى الحزينه ...منذ ان مكثت ليلتها المشؤومه تلك في غرفته البارده الخاليه الا من رائحته ...
:
:
كانت عنود تجلس بجانبها ....اقتربت في وضع جلوسها وهي تحادثه ...."بابا ...خاله اميمه تقول وصلوا جليله بيتها ......"
:
:
لم يرد عليها وهو يراقب طريقه .....يالصمته ....فرفضه ...ورضاءه ...وفكره ....وسخطه ....صمتا واحدا متشابها ...
:
:
عدلت فتحه نقابها على وجنتها .....بيد مرتجفه وقد توقف الهواء عن استدلال دربه لها ....لماذا تصير المواقف عليها بأن تحتك به .....الا ترحم قلبها من الخوف هذا والضعف الذي يسيطر عليها بوجوده ...
قد يكون ابيها قاسيا ...وصعب المراس ولطالما نامت لياليها باكيه من ألما من أثر عقاله على جسدها ....
لكنه ابدا لم يزرع هذا الخوف داخلها ....الخوف بأن تكون عاريا من أي مشاعر ...من أي قول ...و فكر ....
للحظه نسيت موضوع الخطبه....ودعت بأن الله يحميها من الالتقاء بهذا المتعب طوال حياتها ...
انه ذا فضل عليها .....لكنه مرعب للغايه لربما رجوعا الى طريقه دخوله حياته الهادئه ...لكنه هو وحده من يعلم ما مرت به ....
:
:
كانت تركز في نظراتها داخل حذنها وكأنها تحلل عقدة ما ....رفعت عينها فجأه له ....كانت لا زالت ملامحه الجامده تراقب الطريق ....
وقد انعكست اضواء الشارع المره على محياه الصلب .....لماذا هي دوما تباغتها هذه الفكر ...هل يلاحظني .....؟؟
:
:
جليله لن يلاحظك يوما ما .......أنه حتى لا يلاحظ مطالبه ومشاعره .....
:
:
:
كانت اثقل دقائق تمر عليها ...وضيقه ....ما ان اوقف سيارته حتى ترجلت وهي تهمس"شكرا ...."
:
:
أتجهت الى باب المبنى دون ان تلتفت الى الوراء ...ما ان اغلقت الباب خلفها حتى سمعت صوت تحرك السياره ...
نزعت نقابها وهي تتنفس الصعداء ...
كان المبننى هادئا تماما ...صعدت السلم سارحه ....فتحت باب الشقه بهدوء ...
كانت ايضا مظلمه وقد بدى بأن شريكتيها في السكن قد خلدتا للنوم مبكرا ....أتجهت الى غرفتها وهي تقفل بابها خلفها ....
نزعت عبائتها وهي ترمي بجسدها على سريرها ....
:
:
:
خاطب ....ياجليله ...أنه اصعب قرار قد يمر بها ....تعلقت عينيها في الفراغ والفكر يحملها لطريق واحد ....
عليها أن تستقر يوما ما .....
:
:
:::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
بالكاد حملتها قدميها للخروج من السرير ....وقد تغيرت ملامحها تماما متأثره ببكاءها المصدوم ...
وارتجفت اطرافها لما مرت به للتو ..وهي تحاول عبثا ان تمحي دموعها ....
:
:
أرتدت بيجامتها التي رتبتها لها الخادمه من قبل على المنضده بجانب باب دورة المياه ...لم تكن تعي حتى ماتفعله ....
:
:
ارتدت عبائتها ...وهمت بالخروج من الغرفه ....كان البيت مظلما وهادئ من أي حياه او نشاط ....
شقت شهقتها الباكيه صمت المكان ....كانت ستهم بالنزول من السلم لولا أن اوقفها صوتا ما من خلفها ...
:
"على فين ان شاء الله ...."
:
كرهت صوته ....صوته هذا العميق الذي لا يليق الا به ..الذي تعلق بذكريات فقدها وطفولتها القديمه ....
:
:
لم تلتفت له وهي تهمس ......"أي مكان ..."
:
كان السخط واضحا في نبرته ......وبجموده القاتل ..."اتعودت رجلك على الخرجه .....ارجعي الغرفه ..."كان يقصد بأنها عتادت على الهروب ....
:
حينها التفتت اليه ...لم ترى محياه جيدا وقد سمحت لها الاضاءه الخفيفه التي تسللت من الخارج وانكسرت على اطراف هامته الضخمه ....ملامح جسده الذي لازال يحمل قطرات الماء ....
:
:
أجابته وهي تتمالك نفسها .."أروح أي مكان انت مو فيه ياعمي...."
:
هذه الصدمه .....التكذيب الذي تعيش فيه ...أن يسقط انسان كنت تضعه في اعلى المراتب من منصبه ومكانه في عينيك ...
اللحظه التي لم تعد تعرف فيها احدهم كنت تضن دوما بأنك تعرفه جيدا وتثق به ...
:
:
همس ببرود ........."أرجعي الغرفه ....."
:
:
الا انها اصرت على موقفها وهي تبادره بنبره متسأله ....تحاول ان تفهم تحاول ان تستوعب ...."كيف سمحت لنفسك ....؟؟تقرب مني كيف ...؟؟"
:
:
صمت وبرود كاد ان ينتشل روحها قابلها منه ..........أكملت تلومه ..."أنت عمي ...انت عمي عمران وانا قربى ربيتني مع اهداء نسيت ......."
:
:
حينها اجابها ......."انتي مو قربى اللي انا اعرفها ..........واتوقع ان هذا حقي اخذه متى مابغيت ...."
:
:
رفعت نبرتها توقفه ......."انا ماتغيرت انا هو انا ..انا ومايهمني نظرتك لي ...انا ادري اني بريئه من كل اللي تضنه في ...انا ادرى بنفسي ومايهمني لا سخطك ولا رضاك لانك من يوم هاجمتني بكلامك وضنيت في ضن السوء بالنسبه لي انتهيت ......ومو انت اللي قلت ماتبي مني شيء....ها ياعمي ..."
:
:
قالتها نبرتها الاخيره بشيء من ألم السخريه .......
:
:
حينها اضاف ذاك بكل غطرسه وتسلط ..........."والله عاد بمجرد انك وافقتي على العقد ....هذا انهى كل قديم بيننا ...وانتي في موقف ضعيف صدقيني ....انا ماراح اكذب اللي شفته بعيني ولا حتى فيكي ياقربى ....والمفروض تحمدين ربك انه الموضوع انتهى بزواجك لي ....من الان ....انا أأمر وانهى واطلب ...وانتي مالك الا التلبيه تسمعين ......."
:
:
كان سيهم بتركها وحدها في المكان لولا انه تراجع وهو يهمس لها........."في كل مره بتناديني بعمي ....بيصير لك شيء مو طيب ......انا ما اسمح لك تقارنين نفسك ببنات اخوي ...."
:
:
حرب جديده لقربى من ند لم تتوقعه يوما ما ...........رفعت حاجبها وهي ترد عليه بنفس نبرته ...."وانا ما اسمح لك تستبيح جسمي بما انو النفس عافتني ......."
:
:
نبرة سخريه صدرت منه ..........."هه ....غلطانه ..النفس وحاجتها غير ..وانتي والسرير غير ..."
:
:
تحدته بنظراتها وهي تقترب منه متجهه الى غرفه ابنتي متعب فقد كرهت الغرفه هذه بعد قربه .......حذرته ..."لا تلمسني ......"
:
:
رفع احد حاجبيه وهو يعترض طريقها ......." لا تطلعين قدامي بهذا المنظر مره ثانيه ....وانا اشوف ...."
:
:
أغمضت عينيها تحاول تمالك نفسها ...............أخذت نفسا عميقا فحاصرتها رائحته وخنقتها ..
رقتها ...قربها ...ارتجافها ...وعنادها ........أجج شعورا بداخله لطالما هرب منه وانكره ...
:
:
أكملت طريقها وهي تغلق خلفها باب الغرفه بعنف ....وتكت خلفها عواصف الشعور و الرغبه ...تهب من وراء جبال النسيان ...
والتكذيب .....قسوة وقع المواقف على كليهما ............
:
:
:::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ما ان اغلقت الباب خلفها ....وفتحت الاضاءه ونظام التكييف ....حتى جلست بجانب الباب فالبكاد حملتها قدميها لتواجهه للتو .........
:
:
من هذا...؟؟ لاتعرفه ابدا............صحيح بأنها كانت تجهل عمها عمران تماما لكنها كانت تعيش في جميله ولطفه لسنوات لن تصدق أبدا بأنه هذا الشخص امامها ..
الرجل الذي لا زال جسدها يرتجف لقربه .......
:
:
دمعت حدقتيها الرماديه ...بلون الحزن كانت وأشد ...تأملت المكان حولها ...لقد حمل لها الكثير من الذكرى ...
:
:
لقد تعودت وتعلمت على الهروب من الماضي ....الهروب يجعل من حلو الذكريات مؤلما ...الهروب ليس حل ابدا ........
:
:
:
:::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::
دخل الغرفه وهو يطفىء الاضاءه ...أتجه الى السرير وهو يرمي بجسده المنهك الضخم ....
لقد ضعف للحظه فكاد ان يحطم كل شيء....كان مستلقي في مكانها الذي لازال يحمل رطوبه جسدها ...
أخذ نفسا عميقا وهو يستنشق رائحتها و ويجمع الغطاء الى صدره ...أغمض عينيه للحظه فشعر بحرارة جفنيه على ملقتيه ...
يالهذه الحمى ....يا تلك الايام القديمه ...ياشعور التملك اتركه يعيش بسلام ....ليس وقتا للهوى القديم ابدا ...عمران الرجل العملي الذي لم يلتفت يوما للشعور ...الرجل القنوع بأنعدام الرغبه او الحب في حياته لانها ليست مهمه ابدا ...وهذا التملك المتسلط الذي كلما نفاه وابعده عاد اليه ...مالحل ...؟؟
:
:
::::::::::::::::::::::::::
:
:
نظرت الى هاتفها ........لقد اشتاقت الى امها حقا ...تفتقدها للغايه ...على الرغم من اهميتها هنا واللطف الذي يغمرها من الجميع الا انها تشعر بأنها خاليه خاويه بدون قرب امها ....
:
:
تنهدت وهي تناول الخادمه الطعام وترسلها به الى غرفة نصره ......طلبت رقم امها مرتين لم تجد اجابه ...
:
:
لربما خلدت امها الى النوم الان .....حملت هاتفها وخرجت من المطبخ ...لفتها صوت هاتفها توقفت للحظه كانت رساله غير مهمه ...
وضعت هاتفها على المدخل بالقرب من الباب....وهي تعدل شعرها على المرآه الضخمه .....أتجهت الى السلم صاعده للأعلى لولا أنها تذكرت بأنها تركت هاتفها ...
عادت أدراجها .....
:
:
:
::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
عائدا للتو من الخارج ...وبيده حقيبه جهازه ....وضعها على ساعده الايسر وفتح فوقها ملف يتأكد من ماهيته ...
:
:
رفع عينيه لطريقه .....الا ان عينيه تعلقت بتلك التي نزلت السلم للتو برشاقه ....و خصلات شعرها الصهباء الطويله تحاوط هالتها الانثويه الساحره ...
حوريه ...بياضها ...شعرها هذا ...هل هو حقيقي...؟؟ رفعت عينيها لوجوده فتعلقت به هلعه ...
أترجف قلبه ..للعينين هذه ....فهي تباغت سهوته وسرحانه وحلمه منذ أن رأها لأول مره ...
كانت تشده وتبعثر كيانه بنقابها وصمتها ....والان بكل هذا الحديث النابع من جمالها من كل ضجيج الاعراق الذي تحمله ...تفاصيل جسد بدويه ...وملامح انثى القوقاز ....
:
:
انه ادنى من ان يفسر جمالها او ماتركه من وقع في قلبه .....
:
:
:::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تنظر لمكان هاتفها لولا ان سمعت صوت الباب ...رفعت عينيها قد يكون جدها ...الا ان ذبلت مفاصلها ولم تعد قدميها تحملها ....
:
:
وهوى قلبها لتواجده ....ازدحام المكان الواسع بجولته ...بهيبته ..غموضه وغروره ....رائحته الفخمه ...
بالكاد عرفته دون هندامه المرتب ...وهو عاري الصدر ومبعثر الشعر ....غطت شفتيها الصغيره الممتلئه بيكفها المرتجفه ...
:
:
وقد احمرت خديها خجلا لمنظره ...ودمعت عينيها ...خجلا لمنظرها هي ...
:
:
عادت ادراجها راكضه ...تعلقت نظراته بالفراغ الذي تركته خلفها....لازال يحمل لمعان جمالها الموجع ...
:
:
لقد عرفها ...ومن تكون سوى الوافده الجديده ....أبنة عمه المنسيه ....."جوزيده ...."
:
:
آه يا بلاءه الجميل .....و صهباء ...يارب من اين ظهرت له هذه ...من أين ...؟؟ وقد اقترب موعد زفافه بتلك ...
لطالما شعر بأنه لا يهم ...ستجلب العشره الاعتياد والرضا ....وقد اعتاد وسلم امره تماما بأن امتنان ستكون شريكة حياته ....
:
:
لكن الان الوجع الجميل هذا باغت قلبه وحياته ولا يكاد عقله و قلبه يستوعبانه أبدا ........
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
دخلت الغرفه وقد تغيرت ملامحها ...وغطاها التوتر ...وتبعثر تنفسها ....
:
:
أبتمست مستغربه لحالها ...وهي تتحرك في المكان كفراشة ربيع تائهه .....من الواضح بأنها لا تعي ماتفعله وهي ترتب الغطاء فوق السرير وتجلس بالقرب من نصره سارحه تماما .....ز
:
:
لم تستوعب نصره فعلها وهي تسألها مستغربه ........"خير يا جوزيده ....اش في ؟؟كلمتي امك ...."
:
:
رفعت تلك عينيها التائهه...."أمي ...لا ...ليه.........."
:
:
بهتت ابتسامه نصره وهي تراقبها فجوزيده تمر بحاله غريبه حقا ...."اجل اشفيكي ...؟؟"
:
:
تصنعت تلك الابتسام .....وهي تحاول تغيير الموضوع ..."ها ...مافي شيء ...هيا ناكل ...أمدي الاكل برد خلاص ...."
:
:
جارتها نصره وهي تراقب سرحانها ......والتيه في حدقتيها العسليه .....بينما تلك في الطرف الاخر غرقت في لج صدمتها .....
لأول مره تكون بهذا المنظر في حضرة رجل ..... ومن...؟؟... مهاب المغرور الساخط ذاك ...
كرهت النظرات التي بادلها بها للتو ....فهم لم يقصي نظرته او يتراجع ...بل راقبها بشيء من اعتلاء ...وكأنه يقول لها ...أبتعدي ..او اعتذري ....لما انتي هنا ....؟؟
:
:
::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لم يراجع حتى عمله وترك كل شيء في مكانه وهو يجلس على طرف سريره ...ولا زالت عينيه لا ترى سواها ...
:
:
تنهد وهو يرمي بظهره على السرير ...تمدد ولا زالت قدميه على الارض .....تأمل الفراغ...لاتسمح لنفسك سامهاب بأن تتشتت ....فحياتك تسير كما خططت لها تماما ....لقد أتت في وقت متأخر ..
نزوة التردد هذه يا مهاب ستختفي عاجلا .....لا تلتفت لها .......غلل أنامله في شعره وهو يغمض عينيه ....جاهل تماما مالذي يمر به ....
:
:::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :
:::
:
بعدما انهى استحمامه ...ترتيبه هذا ...اعتياده وروتينه ....الذي لا يتخلى عنه ابدا فهو من جهة عمله يعيش كل يوم مختلف عما قبله ....هذا يكفيه ....ويرضيه الروتينيه التي تسيطر على حياته في منزله ...يحتاجها ليرتاح قليلا....
:
:
جلس على سريره وهو يعدل الوساده خلفه ...أرتدى نظارته ..وفتح كتابه ....اندمج سريعا به ...كتابا عمليا تماما كتفكيره ...قد يساعده قليلا في توجهه بعد التقاعد لتخفيف عن عمران من ادارة عمل العائله ....
:
:
قلب الصفحه وهو يأخذ نفسا عميقا ...مرر يده على صدرة الملئ بالندوب ....لمعاركة القديمه التي تؤرخ كل أنجازاته في سير خط عمله الذي افنى نفسه له ..
:
:
الا أن أبرزها والاطول امتدادا ....كان الذي في يسار خصره متجها للأعلى ...كانت طعنه تلقاها من فاتح ذاك اليوم حيث حررها منه .......
:
:
ألتفت للطرف الاخر الخالي من سريره بمفرشة الرمادي الكئيب....هه ...عن أي زواج تتحدث أميمه ...
انا لا اصلح للأرتباط ابدا ...ومن ...تلك ....
لا ..
كانت رفيده ...تكفيه تماما ....رحمها الله ...صحيح بأنه لم يكن راضيا معاها ...لكنه اعتاد عليها ...
لا يستوعب ابدا غيرها زوجة له ...
::
تسأله أميمه أن كان قد رأها ...؟؟ قد رأها يا أميمه ...في تلك اللحظه عندما اصر ان يقتحم المكان ...
عرفها ...عرفها من عينيها ...يعلم تماما بأنها جميله وانثى بشكل ملفت ....لكن لا يرغبها انفسه ...
لا يرغب فكرة الزواج بأكملها فقد جرب حضه مره واحده ...ورحم الله رفيده ....
:
:
::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
:
:
تحركت بأنزعاج في مكانها ..أرتجفت وكأنها تسقط من مكان عالي ....فتحت عينيها وهي تتأمل المكان حولها ....
استوعبت حينها اين تكون ....نظرت الى ساعتها تشير للواحده ظهرا ....كانت لا زالت ترتدي عبائتها ....
:
:
انسلت من السرير بكسل ...ومن ثم قضت صلواتها ....وقفت امام التسريحه ...تأملت بعثرتها التي تركنها خلفهن...
:
:
ندمت بأنها تركت شعرها يجف دون تمشيطه ......قضت وقتا طويلا وهي تحل عقداته ...كانت قد تركت مستحضرات العنايه به منذ تركها المدينه ...
انه كثيف للغايه ويتمتع بهذا المنظر الفريد وتموجاته الهوجاء واختلاف درجات لونه....
:
:
بعدما امضت وقتها في ترتيبه ....لطالما كانت هكذا منذ صغره عندما تتوه افكارها تنشغل بشعرها ...
:
:
فتحت باب الغرفه ..تعلم ان بقيت جالسه في مكان ما لمدة طويله ...و مارست وحدتها ...ستجن من شدة التفكير ...
:
:
لم تفكر بأنها ستواجهه ...لطالما كان عمران ظلا ...لطالما كان وجوده غامضا ونادرا ...حتى نسيت ان تتجنب وجوده في مكان ما ...فهي عاشت لسنوات في قصره دون ان تستتر عنه في مره لان وجوده كان نادر ...وحتى اوقات وجوده تصادف اوقات انشغالها و عزلتها ..
:
:
أتجهت الى المطبخ لتأكل شيء ما ....لقد نسيت تماما متى شربت الماء حتى ....انها معتاده على كل ركن في هذا البيت ...
:
:
تناولت تفاحه وهي تجلس على احد الكراسي ....راقبت الخادمه وهي تعد مائدة الغداء لأحدهم ...
وبحكم هوسها بالطبخ وقربها للمثاليه به ...سألتها مستغربه .."ليش الغداء بس شربه....؟؟"
:
:
جاوبتها تلك بما أمرت به ..."عشان دوا حق مستر عمران ...."
:
:
غضنت جبينها ...."ليه ....؟؟عمي ...."الا انها توقفت عن الاسم وعن السؤال ..وهي تهز رأسها بالا مبالاة ...
فقد نسيت للحظه موقفها منه ....
:
:
راقبت الخادمه وهي تخرج حامله الطعام في يدها ....
لم تعلم كم لبثت سارحه ....حتى عندما وضعت امامها الخادمه الطعام لم تنتبه ....
الا ان نادتها تلك بأستغراب ........."مدام ....غداء ....."
:
:
أكلت لقيمات على مضض ...حينها أذن العصر ....صعدت الى الاعلى ...بعدما صلت تمددت على السجاده ..لازالت برداء الصلاه ...لطالما احبت هذا الوضع ...تعلمته من اهداء التي كانت تكره ترك مكان صلاتها فورا ....
:
:
لقد ملت من تواجدها في الغرفه ...همت بفتح الباب ...الا انها تراجعت عن الخروج وهي تراقبه ...يخطو خطواته بكسل في أخر درجات السلم ....
:
:
لم تراه لسنوات طوال حتى انها نسيت ملاحمه على الرغم من انها كانت تعيش معه في نفس المنزل ولا تواجهه الا نادرا في جلسات اهداء للعلاج ...
وكانا لا يتشاركان أي نظره او حديث متجاهلا وجود احدهما الأخر....
أما الان ...لقد تغير تماما وازداد وقارا و وسامه ....وبنى جسده الطويل عضلاته فزادته ضخامة و هيبه....تخلى عن النظاره ....و غزت ملامحه الشعيرات الرماديه ....
:
:
الا ان ملامحه كانت تحمل التعب ...فقد ذبلت عيناه واحمرت محاجره .....دخل دون ان يغلق باب الغرفه خلفه حتى ...
:
:
للحظه تذكرت هنده ...ان لم يغيبا اميمه ورافد عن فكرها للحظه ....فقد نسيت هذه الحمقاء تماما ...
كيف ستعود في نفس المكان معها .... بوضعها الجديد هذا ....
في الواقع هي لم تستوعب وضعها بعد .....لقد ارتبطت بأخر رجل تتوقع الارتباط به ....بعمها من رباها ...وتكفل بها ...
محاولة جاهده محي ما اقدم عليه بالامس ....قاومت أفراغ ما بمعدتها عندما تخيلت كيف سيكون وضعها ان لم يتوقف حينها .....
:
:
:
اغلقت باب الغرفه وهي تعدل عن الخروج .........أتجهت الى السرير ورمت بجسدها ..مراقبه حركة المصلين في المسجد النبوي على الشاشه امامها .....
:
:
تنهدت وبدون أن تلاحظ خلدت الى نوم عميق ....مطمئنه على عكس الايام التي قضتها في بيت عمتها ....
فهذه بيئتها ومكانها ...بين ذكريات اهداء و أمان ابناء العمران .....
:
:
:
::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :
لقد سخرت وقتها منذ الامس حتى خروج صلاة الجمعه ....بالاستخاره ..,والان قد اقترب الغروب ....
جلست في فناء الجمعيه الصغير الذي لايخلو من نخلتين شابه على عكس نخيل المنطقه العملاقه ....
وسخرت نفسها للدعاء حتى ترتاح من هذا التعقيد الذي أضفته اميمه لحالها منذ الامس ..ولا ملجأ لها سوى الله ...
:
:
تنهدت وهي تراقب الفراغ امامها ....للحظه فكرت بمتعب ....متعب المجهول الغامض القاسي ...
كيف يربي أبنتين في هذا العمر الحساس وحده ...
في حديثهن بالامس استشفت بأنه شديد للغايه انما حريص ....انه أب ....رحمك الله يا أبي ..
ورحم تقصيرك وابتعادك وقسوتك ....
لكن ما كانت حالي لو كان لي أب كمتعب ....هه لكانت حياتي لجانب قسوته وشدته لربما حضيت بحق من حقوقي في التعليم والحياه الكريمه المثاليه التي ترجوها أي فتاه ...
فقد تأملت رفاهية أبنتيه بالامس ....الا انها وجدت نفسها مع بخوت الجميله التي يبدو بأنها اتت من نفس طبقتها الاجتماعيه ...
لا تعلم من هي ...لكن من طريقه حديثها البدويه التي تسمعها لأول مره ....وملامحها يبدو بأنها غريبه عن العائله ....
:
:
اغمضت عينيها وهي تنقي عقلها من الافكار الجانبيه لتنعم بالهدوء الداخلي للتفكير في موضوع خطبتها هذه ....
الا انها لم ترى سوى امها ...أبتسمت لجمال امها ....لهدوء وحنان امها ...للهجة امها اليمنيه الساحره ...
لقد أثرت حياتها في جده على منطوقها النجراني الجميل الا انها لازالت تحمل اللكنه ...
:
:
ترحمت على امها مبتسمه بحزن ...أفتقدك يا أمي للغايه ....أفتقدك .....ما افعل يا امي .........لا زلت صغيره تائهه أحتاجك ...افتقدك ...معدمه جاهله بدونك ....
:
:
:
ما افعل يا أمي ....؟؟ انا حائره ...لتساعدني يا الله ....
:
:
:::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::
:
:
:
في وقت مبكر في هذا اليوم .....مبكر جدا ....
:
:
كانت للتو سلمت من صلاة الفجر وجلست في صالة المكان ....أستغفرت وهي تراقب الباب تعلم بأن هذا وقت دخوله ...حتى عندما استقل بمنزله منذ سنوات الا انه بعد كل صلاة يمر على منزل عائلته بجواره ...
:
:
أبتسمت لهيبته وهي تراقبه يفتح الباب...قد يكون معد رجلا قاسيا وغامضا وصعب المعشر ....الا انها تعرف تماما بأنه انسان مرح وحنون معها و اخواته ....لا تراه سوى طفلها الذي لم تربيه ...
اول من خلفت ....لربما اخيها لصغر سنها حينها وبعده طوال سنوات مكوثها بأميركا ....الا انه تشرب عرق ابيه القطري البدوي حتى اخر خليه منه ...على الرغم بأنه تربى في أشد مناطق الحجاز بادية و تشرب بالاصاله ...
:
:
أقترب منها وهو يقبل رأسها ويدها ...جلس على الاريكه بالقرب منها وهو يراقب المكان ..."وين خواتي ....؟؟ماقامن يصلن ....؟؟"
:
:
أبتسمت له ...."صلوا وناموا ياحبيبي امس سهرانات ..قالوا لي بنصلي وننام مانبغا فطور ...."
:
:
كان سارحا اثناء حديثها له ....سألته بود ....."أبوك ذحين يجي أحط لك تفطر معاه ...."
:
:
هز رأسه بالنفي ..."لا يمه ارتاحي ....أنا شوي طيارتي للسعوديه ...."قالها وهو ينظر الى ساعته ....
:
:
أبتسمت له ....."حبيبي الله يسهل لك ويحفظك ....عاد بتمر وردة ....سلمي لي عليها حبيبة امها ...انا كان ودي انزل هالاسبوع اطمن على نصره ....بس ما اقدر الاسبوع الجاي لا سافر ابوك انزل ...."
:
:
:
غضن جبينه بأستغراب ...."ليه نصره ...مو قبل امس قلتي لي طيبه وتمام يمه....."
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تجيبه بحسره ..."والله امس كلمتها صوتها احسن ...ونفسيتها متحسنه ....لكن الطفل مات في بطنها وماقدروا يطلعونه الا قيصيري.....آه يالبنت هاذي على كثر ماتعاني صابره ..........."
:
:
أكملت وهي تلتفت له ......."أنت بتروح بدر ...."
:
:
وقف حينها وقد جمدت ملامحها ......."ما اتوقع عندي وقت ....نسلم عليش يمه ...."
قالها وهو يقبل رأسها ويدها ويخرج بهدوء من المكان كما دخل وقد حاوطته بدعائها ,,,,,
لا تفهمه ابدا وهو أبنها ....وهي امه من ولدته ...يامعد مالذي يحمله قلبك ....؟؟
الا ترحم نفسك أبدا بني .........
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::
:
:
استيقضت لصوت اذان المغرب ......صلت وقرأت وردها ....جلست في مكانها ..الا ان الملل باغتها وكاد عقلها ان يتوقف لشدة تفكيرها ....
:
:
خرجت ...لا اراديا نظرت الى باب غرفته ....بالرغم من وسعها الا انها كانت اصغر غرفه في الطابق ....لازالت تغرق في ظلامها و ترك بابها مفتوح ....
:
:
قاومت خطواتها .....الا انها لا ارديا اقتربت ...قد يكون ذهب الى الصلاة ....القت نظره على الغرفه الباردة ....وقد مدت سجادة الصلاة بالقرب من السرير ...
:
:
كان يغرق في نومه ...وقد ترك ثوبه وشماغه على طرف السرير ....لازال شعره مبتل ولم يرتدي سوى بنطال رياضي قطني ....
:
:
غضنت جبينه سخطا وهي تهم بالخروج الا ان اوقفها منظر الطعام البارد على الطاولة وقد ترك والعلاج بجانبه كما قدمته الخادمه اليه ....
:
:
اكملت طريقها خطوتين .....الا انها غمضت عينيها وهي تلوم طيبتها وميلها الى الاعتناء بالجميع ....عادت ادراجها ...وهي تقترب منه بهدوء ....
:
:
ترددت في فعلها ....وقد ارتجفت من برودة الغرفه ومن قربها منه ....مدت يدها وهي تحسم امرها لتلمس جبينه الذي غضنه متأثرا لتعبه ....
:
:
أتسعت حدقتيها هلعا لحرارة جسده التي أحست بها قبيل ان تلمي يدها الناعمه المرتجفه جبينه الساخن ...
:
:
:
::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::
:
:
كانت تجلس مع جدتها في مكانها المعتاد .....سألتها جدتها بود ...."وينك عن نصره ...أشوف رضيتي بي ونزلتي ...."
:
:
أبتسمت جوزيده وهي تقبل يدها ..."ياعمري ياجده ...انا ما استغني عنك ....بس نصره قالت بتتحمم قلت انزل اتقهوى معاكي ....."
:
:
تنهدت جدتها ......."الحمد لله ماحسبت اشوفها تضحك ...يامالي هي ....نصره يا وليدي ما تعبها الا سدحه السرير اعرفها خبله ...ماترضا بالراحه ..بأربعينها على فّي من ثالث يوم بينا جالسه ....ما كن بطنها مفتوحه ...خبله ماتخاف على نفسها ماتقول انا مره والد تعبانه ...هوا ...برد ...لا مع الماشي ....":
:
:
أبتسمت جوزيده لتفكير جدتها ........"ياجده ذحين مافي شيء كذا ....خلاص راحه وغذاء صحي ...ومافي احسن منها ....."
:
:
نهرتها جدتها ...."والله من قلة الحيا .....وينكن عن حريم اول ...يالجيل اللي ما فيه فايده ....وكل من خلفت بزرها كبير ذا ...."
:
:
ضحكت جوزيده لقول جدتها ......الا انها تفاجئت حقا وهي تراقب الباب بعدم استيعاب ...كانت نصره ....تدخل المكان وقد ارتدت ثوبا مريحا وبنقوش هادئه وشال كبير بلون غامق ...وقد عادت رسمة الكحل لعينيها الجميله ...
وارتدت ذهبها الذي اعتادت على ارتدائه يوميا ...وقد بانت الراحه على محياها ....أتسعت حدقتيها بعدم تصديق وهي تلومها ...."نصره اش جايبك هنا ...."
:
:
كشرت تلك لها .....وهي تجلس بصعوبه على الكرسي المريح بجانب الباب ....."ياختي بشم هوا ربنا ....طفشت من السرير ..."
:
:
التفتت لها جدتها وهي تلومها بقسوه نابعه من حنانها ......."بنت ......ياعسى ما نصره ..الله يلعن ذا الخبال ....يابنت ...بطنك مشقوقه ثالث مره ...وش ذا ..والله ان صابك شيء انا مالي شغل ....لاتقولين حينها جدتي ما قالت ..."
:
:
أبتسمت نصره بين احباطها ....."يا جده الله يخليك ....والله طفشت من السرير ...ومافي الم والله ....ترى المشي يريحني نسيتي نفاسي على بناتي....قلتي نفس الكلام وهذاني الحمد لله ....لا توسوسين الله يحفظك ويخليك ......بناتي وين ...؟؟"
:
:
أجابتها جوزيده وهي تنهي النقاش ....."ياجده خلاص والله مو جايها شيء....البنات تغدوا ولعبوا وناموا ....."
:
:
أبتسمت نصره بحنان ...."يا روح امهم .....صبي لي قهوه يا جوزيده ....عذبناكي معاي انا وبناتي ....."
:
:
اجابتها تلك بلطفها ...."يانصره لا تقولين كذا ...."
:
الا أن جدتها نهتها ......"بنت والله ماتشربين قهوه .....قومي يا حبيبه سوي لها حليب بعسل ....ادري بها لو سويت لها اعشاب ماهي شاربتها .....سوي لها حليب ...وشوفي علبة العسل حق جدك في الدولاب اللي في الركن....قومي ...."
:
:
وقفت تلك وهي تلبي امر جدتها برحابه صدر ...."حاظر ان شاء الله ...."
:
:
الا ان حتى جدتها وقفت للخروج من المكان لكي تجهز علاجا ما ستغصب تصرة ان تتناوله فيما بعد ...
:
راقبت الهدوء حولها ....وصوت العصافير الذي بدأ يخفت وقد اتجهت الى اعشاشها بأقتراب الغروب ...
:
لا تلوم نفسها ابدا للحريه التي تشعر بها .....لاتفسر شعورها بوفاة بندر ...الا انها تعلم تماما بأنه لا يترك لها ماتحزن عليه وتفتقده ....ستذكره دوما من دعائها ولن تنساه ...وستلقن بناتها وتعودهم على الدعاء له ..
:
احيانا تلوم نفسها لمقدار تصالحها مع رحيله ...لكنها تعود لتوضح ....بأنه فعلا لم يترك لها جميلا تشتاق اليه ...فقد عودها على الوحده والنكران ...رحمه الله وغفر له ....
:
:
:
:
::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
كان مضطرا لمرور بدر ....فهو يحتاج لمقابلة جده واعمامه لأمر عمل ما ....بعدما انهى ما اتى لأجله ...
كان يهم بركوب سيارته للعوده الى المدينه سيقضي الليله في بيتهم هناك ومن ثم يعود الى قطر ....
الا انه تذكر بأنه لم يمر للسلام على جدته ....
ترجل من السياره ودلف الى المنزل الهادئ...
عندها خرجت جدته من غرفتها ...ما ان رأته حتى انفرجت اساريرها ....ورحبت به وهي تهم بأحتضانه ...
:
:
بعلم تماما بأنه لن يراها الان ...لكن فكرة تواجده في مكان واحد معاها تقتله ....
هو من دفن شعوره لسنوات بقربها مقتنعا بزوجها ومحترما ارتباطها ودفن حبه العذري ...لكن لا يعلم ان كان الرجل داخله سيحتمل رؤيتها الان ....
:
:
كانت تجلس في مكانها لوحدها الا انها تهيئت بأنها تستمع الى صوته ....
رفعت صوتها وهي تسأل جدتها ...."جده هذا ابو عبد العزيز .....؟؟"
:
:
جمدت ملامحه و توقف سير حديثه مع جدته وهو يستمع الى صوتها العذب ...أبتسمت جدتها هي ترد عليها ..."هذا هو قدامي .....جاي يسلم ...."ألتفتت له جدته امره ..."تعال تقهو معاي وبنت خالك قبل تمشي زمان عنك ...."
:
:
رفض طلبها ...."لا يا جده ...."
:
الا انها قاطعته حاسمه ..."والله غير تتقهوى معانا ...حلفت ...والله ...."
:
:
نفث نفسا عميقا وهو يتجه خلفها ويعدل غترته البيضاء.....حاول ان يكتم الشوق في عينيه وهو يلقي السلام على تلك التي لم تكن ترتدي نقابها ...واكتفت باللثام بطرف شالها ...
:
:
أبتسمت لدخوله ....وصوته ووجوده ....لطالما خفف عنها هذا المعد كل ثقيل ....الا انه ليس معد الذي تعرفه ...
عرفت من نبرة صوته بأنه يحمل حديثا ما بداخله ....
:
:
حزن .....شوق ....توقي .....ألم ...لقاء أمل ورغبه ....حبسها هذا الصخري في نظراته الخاويه لها ....
:
:
لقد هرب من تواجده معها في نفس المكان ...وهو يقف ليستأذن ...لم يتبادل معها أي طرف حديث بل اجاب على جدته بأجابات مختصره .....
:
:
لامته تلك وهي ترفع عينيها له ....."ليه يا معد ...والله زمان عنك حدي فيك يوم زواج ورده ...تعشى معانا يابو عبد العزيز..."
:
:
الا انه ابعد عينيها عن تأملها الذي لم يعتاد عليه ....فلطالما اعتاد على كسر عينه بتواجدها ...لكن من اليوم نصره انثى متاحه له ....لرغبته بقربها وحلو وصلها ...
:
:
أجابها بأقتضاب ...."مره ثانيه يا ام طيف والحمد لله على سلامتش .....لازم امر اسلم على وردة قبل انزل المدينه ...لاتفوتني الرحله مضطر ارجع الدوحه بكرا ...."
:
:
أبتسمت له .....وهي تدعو له ...."الله يحميك يا ابو عبد العزيز استودعتك الله ...سلم على عمتي ...."
:
:
يكره نبرتها ونظرتها هذه له ....وكأنه اقرب واعز لها من مهاب نفسه ...وكأنه اخيها ...او أشد من اخيها ...
لا يريدها ...ابدا لا يحتاجها ....
:
:
::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
بعدما جزعت لدرجة حرارته ....اطفئت التكييف وهي تتجه اليه....هي ساخطه عليه وتنفر منه ...وتعلمت ان تكرهه ...لكن تفعل هذا ...لطبع بها ...وشيء من رد جميل قديم ....
:
:
سحبت الغطاء ...وهي تفرده فوق جسده وترتبه بالقرب من كتفه الواسع...راقبت ارتياح جسده المنكمش ما ان احس بالدفء...
:
:
خرجت من الغرفه وهي تنادي الخادمه ...سرعان ما اجابتها تلك .....أمرتها بلطف ...."هاتي كمادات مويا بارده....وسوي كوب نعناع وزنجبيل ..."
:
:
:
قالتها وهي تعود للغرفه ...أضاءت المباح بالقرب من السرير ...فأضاءت الغرفه نسبيا ....
جلست على ركبتيها بالقرب منه ....
:
:
أعلم يا ايها الرجل الغريب ...بأني لا افعل هذا حبا او اهتماما بك ...بل هي انسانيتي ولطفي تناديني ....
تأملت محياه الوسيم ....وهو متأثرا بوجعه ...غضن جبينه ...وقست ملامح وجهه ...حتى في نومه لم يتخلى عن ملامح القسوة والغطرسه هذه ...
بتغيره هو ......لم تعد تعرف حياتها حتى ,,,بقسوة من كان الطف البشر بطريقته الغامضه لها ,,,,لم تعد تعف الحياه او تفهمها ,,,,
فهي في يوم واحد فقط واجهت رجلا انانيا وقاسيا ومتعالي ومتملك ....وظالما ..يوم واحدا معه كفيل لها بأن تكرهه لسنوات للأمام ...
ونظراته هذه ...نظراته ...بأنه انا اعلم تماما بأنك ناقصه ...وأثمه ...لا تحاولي حتى ....
:
:
:
ليله صعبه ستقضيها بجانبه محمله بالا شعور و الغضب .....كيف ستكون .......؟؟
::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
:
:
:
يوما أخر قد مر ....
:
:
عائدا للتو الى بدر .....لم يصعد الى جهته من الطابق بل مر مجلس جده ........وقد رفعت سفرة الفطور للتو .......
:
:
جلس بالقرب من جده ....خلى المجلس تدريجيا الا من بضع اعمامه وابيه وجده ....
عندها سأله جده ....."ها يا وليدي ....كيف امور الزواج تممتها ان شاء الله ..."
:
:
هز ذاك رأسها بالايجاب واجابه كارها ...."الحمد لله ....لكن قرتت أأجله لنهاية شهر 12 ...."
:
:
غضن جده جبينه بأستغراب ....."وشو ....مرتك امس معاي تقول لي بتقدمونه ...بعد اسبوعين ان شاء الله ....."
:
:
أستغرب ..."اسمع منك ياجدي للمره الاولى ...ماتفقنا والله ...."
:
:
اجابه جده بأستغراب أكبر ............"البنت بيبدي وقت دراستها ...ياوليدي انا ما بيها تدرس برى بس دامك موافق رجلها ومالنا كلمة بعدك ...."
:
:
:
شدد على قبضته غضبا ..............اذا ...انا تكسر لي هذه الطائشه رأيا ..."وانا ماوافقت لها تبتعث هالترم يا جدي...."
:
:
:
حينها من اعتراه الغضب هو سيار .....
:
:
:::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::
:
:
دخل منزلة وهي يترك مفتاحه على المنضده بجانب الباب ....وهو منهك تماما من الرجله الطويله ....التي اتعبته في طول الجلوس مع ظرفه الصحي هذا ...
:
:
لقد وصته اميمه بأن يطمئنها حال وصولها ...الا انه لا يقوى حتى على تبديل ملابسه ..
وقد كانت رحله متعبه...جسديا ونفسيا ....وبحثيا ...فقد لبث وقتا طويلا هناك ليرتب امور مستقبله ..
:
:
:::::::
رمى بجسده على السرير بعدما نزع ملابسه ...وهو يتنفس براحه ....اصبح غير معتاد على ترك بدر ,,,,التي هرب منها منذ زمن ....لكنها اعادتها اليه رغما عنه ....
:
:
:
:
::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::
تريد ان تحسم الامر قبل ان تلتقي بأميمه غدا .....فبعد يومين قضتها فوق سجادتها وطلبا للخيره والصواب من الله ...تشعر بأنها متصالحه مع امر الخطبه هذا ...
وسيكون نقله استقرار في حياتها الوحيده هذه ...
فهي تحتاج الى سند ..ورجل بقربها ....وقد قابلت اخته مرتين من قبل ..انها لطيفه ولا تبعد عن امميه في صفاتها الخيره ....
:
:
نفثت نفسا عميقا ...غير هذا هو مدرس ,,,واين قريه ...ومن عائله محافظه و محترمه ...حتما سيكون شخصا رزين و متعلم وبصفات راقيه ومتفهمه ....
:
:
طلبت رقم اميمه .....وهي تستمع لنبرة الرنين الرتيبه .......
:
:
ما ان سمعت الصوت في الطرف الاخر ....حتى ارتجفت خجلا ...........
:
:
القرارات المفصليه في حياتنا نتخذها دون تخطيط او تفكير مطول ...نحن فقط نعلم بأنها الصائبه ....نعلم بأننا متصالحين معها ...ولن نندم عليها يوما ما لانها تشبهنا .......
:
:
:
ولي بكم لقاء قريب ان شاء الله ....
قد يكون الجزء قصير لكن الاسبوع الفائت كان مزدحم للغايه والحمد لله بأني وجدت وقت للكتابه ...
أحبكم ....وطالبوا بالتعويض ....
|