كاتب الموضوع :
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: أسمتني أمي قربى
بسم الله الرحمن الرحيم ..
:
:
:
الجزء الثالث عشر ...
:
:
ليلة تمرين .. عطرك السافر
فضح .. وردالبساتين
وكثر الكلام ..
صحيح .. جرحت الظلام ..
بالخد.. وبنور الجبين ..
ليلة تمرين ..
يا عذبة التجريح .. شفتك بعرس الريح
والشال الذهب ..
يحجب سنا الشمس الذهب
كانت عيونك حزن ..
كانت غضب .. وكثر الكلام
ليلة تمرين ..
يا غيرة الورد ..
جرحها الكلام ..
حبيبة الورد ..
عاتبها الظلام ..
مرت بليلة برد .. وكانت دفا
عطر ودفا.. وليه الملام
يامجرحة صدر الظلام..
بالخد .. وبنور الجبين
ليلة تمرين ..
:
:
:::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::
أخذت نفسا عميقا هادئا وباردا على صدرها الحزين المكلوم ...فتحت عينيها وهي تتأمل المكان حولها لتستوعب اين هي ...
كانت الاضاءه الخافته بالكاد تهيء لها الرؤيه حول الغرفه الفخمه ...التفت في سريرها الوثير الى الخادمه التي تغرق في نوم متعب خلفها في السرير الاخر ...
:
:
أنسلت بهدوء من السرير ..أتجهت الى النافذه الواسعه التي احتلت المكان ...رفعت طرف الستار ...
تأملت الحرم أسفلها ...تنهدت وهي تتأمله ..بكل رحابته و بياضه واضواءه العاليه وهالته الايمانيه المريحه ....
لا اراديا ....تحدرت دمعتها الحزينه الهادئه على وجنتيها النافره وابتلت رموشها الطويله ...
:
:
رحمك الله يا ابي ....وسامحك الله ....ليسامحك الله على كل الحزن والألم والخذلان والفجيعه ...
على كل سنوات العقاب والعذاب الجائره ...
كميه هدوء ورضا داخلي غريبه تسيطر عليها وكأنها استسلمت للخبر لا تعلم لربما مقدار الفواجع و الاخطار التي تعرضت لها مؤخرا جعلتها متسالمه مع الصدمه ...
:
:
و لا صدمه توازي صدمتها بوفاة امها ....سقف عالمها الصغير الذي انهار بغيابها ...لقد كانت تحميها من الكثير ...
:
:
أخرجت تنهيده بين دموعها الهادئه ...وهي تلتفت لتتأمل الغرفه الفخمه حولها ...لربما متعب هذا دعوه صادقه في ظهر الغيب من امها ..
:
:
سبيل و يُسر من رب العالمين لتصل الى مكه لتطلب الصفح والرضا من رب العالمين في أطهر بقاع الارض...
:
نظرت الى ساعتها انها الثالثه الا ربع ...لماذا تشعر اذا بأنها نامت لدهر ...
لا تعلم مايحمله غدا ..او ما تحمله العوده لها ...كل ماتعرفه انها لاتريد العوده الى جده ابدا ...فقد حملت لها اياما وذكريات حزينه بما يكفي ...
او حتى نجران ...فلم يعد يربطها بها شيء أبدا بعد وفاة ابيها ...و تعز ...كيف ستصل الى تعز ..؟؟في ظروف كهذه ...
:
:
قررت بأن توقف الحيره والتساؤلات بأن تتجه الى الحرم حيث لا سؤال الا لرب البيت ...
بعدما تحممت ..أرتدت عبائتها بهدوء ...كي لاتزعج الخادمه المسكينه هذه .....و من ثم تناولت مصحف ومسبحه امها ..
:
هلعت لصوت الخادمه خلفها ..."مدام ...فين يروح ؟؟"
:
يبدو بأنها موصاه جيده عليها ....همست لها ..."الحرم ....ارجعي نامي ..."
:
نظرت لها بعدم تصديق على تحريرها من الذهاب معها ..."مدام خذي بطاقه ...."
قالتها وهي تقف من سريرها ....نظرت لها جليله بأستغراب وهي تتجه الى حقيبتها ....أخرجت منها هاتفا ...
ومن ثم تناولت بطاقه الباب من على المنضده ....اتجهت لها وهي تمدها بها بأدب ....أخذتها جليله بأستغراب أكبر ..."هذا الجوال ليه يا أني ...؟؟"
:
هزت تلك كتفيها بأن لا اعلم ...."مستر متعب قال خلي مع مدام جليله ...."
:
غضنت جبينها وهي تراقب الهاتف الاسود الفخم في يدها ....لا تعلم هي تشعر بأنها مدينه له بالكثير وكل يوم يزيد دينها نحوه ما مقدار كرم هذا الرجل غير المنتهي ...
لكنها لا تود ابدا ان تحتك به او تتذكر وجوده ...
:
:
غضنت جبينها وهي تضع الهاتف على الطاوله ...أخذت البطاقه وخرجت من الغرفه بهدوء ...أستدلت طريقها للنزول ...
ما ان مشت خطوات حتى كانت في ساحه الحرم ...كان باردا وشبه خالي من ازدحامه المعتاد ..
دخلت الى الصحن ...لم يكن جمع الطائفين كبيرا لتطوف السُنه قبل حلول وقت الصلاه و لتقصد بالاجر ابيها الراحل ...
فلم يعد سواها من يذكره في هذه الدنيا ...لا تعلم لماذا تخلى عنها و تركها خلفه دون ادنى تفكير بها ...لربما لم يجد وقتا ليعود لها وهو يهرب من الديانه و المشتكين الذي لا طالما اشتبك معهم ..
:
:
لكن كيف اقتنع مع فكره تركها ...كيف سمح له قلبه ان يستغني عنها ...هل كنت يوما اعني له شيء ياترى ...؟؟؟
:
:
استغفرت ربها ..وهي تنخرط في طوافها فينزاح كل هم عن قلبها وتصغر الدنيا و يتجلى الخشوع ماحيا كل حزن ونقص واحتياج ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
كان البيت المتهالك يغرق في الظلام والهدوء ...الا هي كانت تجلس على فراشها الغير مريح وهي تسند ظهرها للحائط ..
:
تأملت سليم النائم بتعب وكسل ..وقد هيئ لها الضوء الخافت المتسلل من دوره المياه ان تراه ...
تنهدت بتعب ..انها متعبه من الداخل تمر بلحظه ضعف كما مرت بها عند وفاه ابيها ..تمنت ان تلجأ الى حضن اهداء الان ..
أليس من حق المتعب ان يلجأ الى صدر يخفف عنه حزنه وتعبه وحاجته و ألمه ..أخذت نفسا عميقا وهي تخرج "آه .."تخفف عن آلم دواخلها ...
لن تتوقف هنا هذه ليست عقبه كبيره أ ليس كذلك قربى...؟؟ مجرد خروجك من هذا البيت لهو مفتاح لخروج اكبر ...
نعم انها الان كما يشاع متزوجه ...ستستقل ببيتها ...لكن اولا لتجمع القدر الكافي من المال الذي يسمح لها العوده الى المدينه والاستقرار هناك ..
فهي لم ترى من جده سوى هذا البيت وكرهتها للغايه ...
:
:
للحظه لمحت بدر بين ذكراها ...غضنت جبينها بأنزعاج وهي تلمح ذكراه ...لقد علمت بأنه سيتخلى عنها يوما ما ..
لكنها كانت تكذب شعورها ...انها تكرهه اكثر من أي شيء في الدنيا هو وزجته المتعجرفه الحمقاء ....
:
:
تمددت وهي تغطي رأسها بوسادتها لا تريد ذكرى تحملها لحياتها القديمه ...
غدا يوم جديد ...وستذهب الى هذا العمل الغريب ...لكن في وضعها هذا هو افضل ماتوفر لها ...
حسنا لتذهب مالذي سيحدث ...على الاقل ستواجه بشرا غير هذه المسوخ التي حبست معها شهرا واذا بهام تزوجه من شخص غير عاقل ...
لو عاشت معهم سنوات مالذي سيحدث لها ...انها الى الان لم تستوعب امر الزواج هذا ...أ يكون مزيفا ...؟؟ لكن عقد القران هذا ما وضعه...
أي تغرير هذا الذي مكن القضاء من تزويجي رجل غير عاقل ...
قربى لربما غير العاقل هذا ...ما هو الا بوابتك للنجاه ..لا تكوني متشاءمه ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::
لا تعلم كم لبثت ...أغلقت مصحفها ورفعت رأسها ...كان المكان التي هي به شبه خالي وقد غزته اشعه الشمس..
نظرت الى ساعتها ...أتسعت حدقتيها بعدم تصديق انها السابعه صباحا ..وقفت بكسل ..وقد ألمتها قدمها لطول جلوسها ...
:
:
أنهت ماء زمزم الذي في الكوب البلاستيكي امامها ...أكملت طريقها وهي بالكاد يحملها قلبها لترك المكان ..
صعدت الى دور الفندق البارد الهاديء ..كان خاليا الا من وقع قدميها المكتوم ..فُتح باب ما فجأه لأحد الغرف ...خرج منه رجلا ...معه طفله ضاحكه ..نظر خلفه ومن ثم خرجت زوجته وابنه ...
:
:
مروا من جانبها ...همست دواخلها .."العائله ..."
اختفت اصواتهم تدريجيا في وسع المكان ..ولازالت تراقب مكانهم الخالي ...ما العائله يا جليله ..؟؟
:
:
لكن اعرف فقط كم هو موجع فقد الام ..هل هذا يعني بأني افهم شعور العائله ...
أتجهت الى الغرفه فتحتها ...وجدتها على غير ماتركتها وقد اضاءتها اشعه الشمس ..وقفت الخادمه لدخولها ..
نزعت نقابها وهي تبتسم لها بلطف ..لازالت ترتدي عبائتها الفخمه التي ماهي الا من احد افضال ذاك القاسي الغامض ..جلست على طرف السرير ..استلقت ولازالت رجليها على الارض ..
:
سألتها الخادمه بود ..."مدام فطور...."قالتها وهي تشير على طاولة الافطار خلفها ..
:
هزت تلك رأسها بنفي وهي تراقب الطعام ..."ما ابغى ..."
:
تأملت جلوس الخادمه الهادئ ...."تفطرين معايا افطر ..." قالتها وهي تبتسم لها بشرود ..
:
تشاركتا وجبه الافطار بصمت ....حينها نطقت تلك ..."مستر متعب دق على جوال ...."
:
:
كادت ان تغص بما اكلته للتو .....راقبت تلك نظرات الهلع والاستغراب في عيني جليله الواسعه ..أضافت تطمئنها ..."يسأل متى انتي يبغا يرجع جده ...."
:
:
لم تجاوبها وهي تغرق في افكارها سارحه ...لقد اثقلت كاهل الرجل ...لابد ان تعود ...لكنها لا تود ترك مكه ابدا ..
ايضا لا تود العوده الى جده نهائيا ..
نظرت الى ساعتها كانت تشير للثامنه والنصف ...مدت يدها الى الهاتف القريب منها على المنضده ...
:
نظرت اليه في يدها ...نفثت نفسا عميقا وهي تفتح قفل الهاتف ..اغمضت عينيها تستجمع رباطة جأشها ..
:
:
القت نظره على جهات الاتصال ...كانت تحوي رقما وحيدا حفظ بدون أسم ...لابد بأنه له ..
وضعت الكوب من يدها وهي ترتب هندامها وكأنه امامها..... الا ان سطوة هيبته تصلها اينما كان ...
:
:
ترددت بأنامل مرتجفه وهي تطلب رقمه ...كانت ستتراجع ..لولا ان قابلها صمت مهيب لا يليق الا به من الطرف الاخر ...
:
:
بنبره متلعثمه ....حاولت الا تبين بها خوفها الغير مبرر منه ..."السلام عليكم ..."
:
رد ذاك بعمليه ...."وعليكم السلام ..." رجفه انتابتها ...وكأن كل الصقيع حولها تجمد حول صدرها ..وشهقت تحاول ادخال الهواء ..
كل هذا من شدة وطأه صوته ...العميق الهاديء الفخم ....
:
:
صمت لحظي ...حتى نطقت ..."شكرا ..."
لم يقابلها سوى صمته الذي زادها خوفا و توتر ...كانت ستغلق الهاتف ...لولا انها تذكرت و أيقنت بأنه املها الوحيد ...
ترددت الا انها اضافت...."متعب ...ممكن طلب ..؟؟"
:
صمت عميق يقابلها من جهته ...رفعت الهاتف لتتأكد ...لا زال الاتصال مستمر ...اغمضت عينيها وهي تمرر اناملها على جبينها ...
أغمضت عينها ومن ثم نطقت بكل ما اوتيت من قوه قد استجمعتها لتطلبه ...."متعب ممكن ما ارجع جده ......كرهتها بجد ...."
قالت كلمتها الاخيره من عمق شعورها دون التفكير به ..
:
همس ذاك ...."نعم..؟؟"
:
:
أكملت تستحث نفسها ان تبرر له .....قاومت ان يطغى بكاءها على صوتها الهامس ..."كرهت جده ...ونجران ..وحتى تعز ...أبغا ابدأ حياه في مكان بعيد عنها كلها ...وهذا اخر طلب لي واوعدك اختفي و تفتك مني ..بس ...."تنهدت ...وهي تشعر بكرامتها جرحت بما فيه الكفايه ..."ابغا استقر في مكان ..اكمل دراستي اتوظف ..أعيش طبيعي ...."
:
:
قاطعها ذاك بحزم ...."اش شهاداتك ...؟؟"
:
:
تبعثرت كلماتها التي بالكاد جمعتها لتبرر له ...."متوسط ..."
:
غضنت جبينها عندما فعلا اغلق الهاتف في وجهها ...تركت الهاتف من يدها وهي تدفن رأسها بين يديها ...
وتنهمر دموعها لا لشيء سوى لشده الخوف التي شعرت بها ...لابد بأنه استقلها و رآها تافهة وتشترط...لقد تلاشت أخر ذره كرامه قد ملكتها يوما ما ...
كانت حمقاء عندما طلبته اصلا ...انه جلمود لا يشعر ...حزنت الخادمه لوضعها ..تقدمت وهي تربت على كتفها لعلها تخفف عنها ..
:
:
شق صمت المكان الذي تباعدت شهقاتها المكتومه خلاله محاربه ان لا تنفجر ..صوت رنين الهاتف المُصر الرتيب ...
:
:
مدتها الخادمه به ...رفعت عينيها تتأمل الشاشه ...مسحت دموعها بظاهر كفها وهي تتناوله منها ...
لا بد بأنه يستصغرها و يحقرها ..
واجهها صوت ذاك من الجهه الاخرى آمرا بغير مبالاه و الكثير من العمليه ...."أسمعي يابنت ...من بكرا تبدين وضيفتك في الجمعيه الخيريه في محافظه بدر ....والسكن تبع الجمعيه ...بكرا تسمعين ..."
:
:
بالكاد استوعبت قول الجاهل بأسمها ...فيزيدها توترا عندما يناديها ..."بنت ..." غضنت جبينها وهي تستعيد قوله ..
ماذا ...؟؟بدر ...لحظه ...ماذا قال ...؟؟ وظيفه ...سكن ..
:
:
أ سأخرج يوما من جميِله انا المعدمه ...؟..أبتسمت بين دموعها ..وهي تشهق بضحكاتها غير مصدقه ..
:
:
طبعت رساله ..."شكرا جزاك الله خير ..."
ورسلتها له ...راقبت الهاتف للحظات ....انها حمقاء ان توقعت منه ردا ..
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::
كان ينعم بالهدوء اللحظي في غرفته ..اغمض عينيه للتو ..لقد كان عائدا من المدينه منذ دقائق ..
عدل غطاءه فوق صدره الرطب ..ولازال شعره يحمل قطرات الماء ..ليخفف قليلا من الحمى هذه التي هدته ...
لماذا يا عمران لماذا سمحت لنفسك ان تفكر للحظه....انت تعلم بأن الحمى والصداع هذه نتيجه تفكيرك ...
:
:
أغمض عينيه ولا زالت نظرات عقله تتجول حول افكاره التي لا تنتهي ..عندها فُتح باب غرفته الواسعه بعنف ..
فتح عينيه بأنزعاج ...كانت الغرفه لاتزال مظلمه الا ان شعاع الشمس المتسلل اضاءها نسبيا ...
كانت تلك تقف مرتجفه وقد غمرها بكاءها .....
وقف هلعا غير مستوعبا دموعها و انهيارها الذي يراه للمره الاولى ...اقترب منها ليحاول فهم ماتمر به ..
حاوط محياها الباكي بيديه ...."هنده اش في ...؟؟"
:
رمت نفسها في حضنه الواسع ..."أمي ماتت ...." قالتها وهي تنخرط في بكاءها المنصدم ...
حاوطها بذراعه وهو يطلب لها الرحمه .."لا حول ولا قوة الا بالله ....الله يرحمها ..."
:
:
تنهد بتعب وهو يقاوم صداعه ..."طيب لمي أغراضك هيا ..خلينا نروح المدينه ..."
:
همست من بين بكاءها ...."لميتها خلاص ..."
:
غضن جبينه ليس وقتا للجدال ..رغم صرامته ..الانها لم تعتاد مع كل توبيخه ان تستأذن منه ...لقد عاد للتو من المدينه وسيعود لها الان ..
:
::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
قبلت جوزيده ابنة نصره التي أتت للتو ....لازالت الصغرى تغط في نومها العميق وقد وضعتها نصره في غرفه جدتها ...
كانت تتأمل ابنتها بشوق سابق لاوانه وهي بالكاد يحملها قلبها لتركها وحدها فهي لم تتركها يوما لتسافر ...
:
:
أبتسمت لجوزيده التي كانت ترتدي ثوبا بدوي كحلي و وضعت طرحتها البيضاء على كتفها ...التي كانت امها من صنعتها لها من الحرير وطرزتها بيدها ..."ماشاء الله جوزيده اليوم اشوف لابسه زينا ..."
:
:
أبتسمت لها جوزيده بخجل ...."عشان جده ..."
:
رفعت جدتها رأسها عن ما كانت تفعله وهي تمد نصره بفنجان القهوه التي فاحت رائحته العربيه في المكان ..."وشبه ..؟؟ ..هه وش زينها ...."
:
أبتسمت نصره وهي تتأمل خصلاتها الصهباء التي زادت اشعه الشمس التي شرقت للتو حدة لونها ..."تجنن بسم الله عليها ..."
:
مثلت الانشغال بأبنة نصره ...أمرتها جدتها ..."ياوليدي يا حبيبه قومي أسقى البشامه يومين ما سقيتها ...."
::
::
أمتثلت لأمر جدتها وهي تتجه لها في ركن المكان ...أتسعت حدقتيها وهي تسمع صوتا مناديا ليس لجدها ...أو أحد اعمامها ...
سمعت نصره تخاطبه ..."لحظه يا مهاب جوزيده هنا ...."
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::
لقد اسيقظ اليوم باكرا كعادته أنه مضطر للسفر خارج بدر اليوم كعادته المعتاده..وضع هاتفه في جيب ثوبه الذي لم يزده سوى فخامه وهيبه وحضور ضخم كهامته التي أشتهر بها بنو عائلته ..
عدل غترته البيضاء الناصعه ..ومن ثم عقاله الذي كسر رتابه بياض ملبسه ...أتجه الى مكان جلوس جدته المعتاد ..فهي دوما تلومه لخروجه دون المرور عليها ..
:
:
لقد كان نسيها ...حتى نطقت أخته أسمها ....فحمله شعور غريب يجربه للمره الاولى طوال سنواته الست والثلاثون التي شارفت على الانتهاء ...فخلال شهرين سوف يصبح في السابعه والثلاثين ...
:
:
خرج الى منطقه جدته الصغيره الخضراء ...تحاشى النظر الى ركن المكان ..تبادل السلام مع اخته وجدته ..
:
ألتفت الى ابنه اخته التي كانت تقف بالقرب من تلك التي لا زالت تعطيه ظهرها ..حاول بأقصى قوته الا يتعلق نظره بها ..
:
سألها ....كان يريد فقط ان يسمع صوتها حتى يكتمل وجعه ..."كيفك يا جوزيده ....؟"
:
كانت لا زالت تعطيه ظهرها ..بعدما رتبت حجابها وحرصت الا يبين شعرها الكثيف الطويل ذو اللون اللافت ..لن تحتك بهذا المتعجرف ....فهي لازالت تحمل طعون نظراته المستحقره في يوم الزفاف ..
:
كان اول شخص في المكان ينطق اسمها صحيحا ..كما امها تماما ..أجبرها هذا ان ترد عليه هامسه ...."الحمد لله ..."
:
:
عندما سمع صوتها الخافت رفع نظراته لها مره أخرى ...اذا هكذا تهمس الملائكه يا مهاب ...
:
:
أمرتها جدتها بلطفها المعتاد ..."يا حبيبه هاتي لنا نعناع ياوليدي وعطيه الخدامه خلها تسوي لنا شاهي ...قبل يمشي مهاب ...."
:
:
أضافت نصره وهي تمرر يدها على كتفه الذي اشتد الثوب فوقه ...."افطرت ياعمري ...."
:
غضن جبينه وهو يتأمل تحرك تلك مظهرا عدم الاهتمام لازالت تعطيه ظهرها ...ماهذا الطول الفارع ..وهذه النعومه ...يا لانوثتها الطاغيه ...
أنزعج وهو يعيد نظره لأخته ..."أفطرت يا ام طيف ...."
قالها وهو يتصنع الابتسامه له ...وجودها مرغوب ومزعج في نفس الوقت ...
بعدما انهت ماطلبته جدتها ببطء فهي تتحاشى الالتفات لا تعلم لماذا ...أخذت نفسا عميقا وهي تحمل طرف طرحتها بأناملها لتستر به محياها ..
:
:
أتجهت الى جدتها التي كانت تجلس بالقرب منه ...وهو كان يجلس بالقرب من الباب ..أمرتها جدتها ...."اشوف ..."
:
:
فتحت لها يدها بما جمعته وقد فاحت رائحه احتضاره في المكان ...
:
:
لم يطق صبرا وهو يتأمل انكشاف ساعدها الناعم ونقش الحناء داخل كفها الرقيقه الا ان يرفع عينه لها ...
كانت تنظر لمستوى جدتها تأمل حاجبيها بلونها الغريب وجفنيها الواسعه التي حملت أثر كحل قديم ...رموشها الكثيفه ..وجنتيها البارزه ...مقدار الحده في ملامحها من وراء غطاءها ...
:
:
نظراته لها كانت تحمل شبه سكره في مقدار جمالها الاخاذ ....لا ارديا من شده توترها رفعت عينيها له ...
لرائحه عودته التي خنقت انفاسها وطرف كتفه وضخامه جذعه...لسطوة رجولته في المكان .....أبعد عينيه وهو يعدل غترته..
هل كان يحدق بها ياترى ؟؟...أنها مضطره للمرور بجانبه الان ..لا تعلم لم تعتد بعد على وجود الرجال حولها ...فهي لاتمتلك جرءه وتعامل نصره المحترف مع من حولها ..
:
:
أعتدلت في وقوفها ...كانت ستهم بالخروج بعدما استجمعت ارادتها ...الا ان جدتها اوقفتها ...."يا حبيبه نادي لي معاك وحده من الخدامات ....وشوفي كان جدك جا حطي له فطور وجيبيه هنا ..."
:
:
عدستيها العسليه الفاتحه وهي تنصت لجدتها بأهتمام ...توقفها القريب منه ...أخذ نفسا عميقا ..
وهو يسند وجهه على كفه اليسار مخبئا ذقنه ...يا لرقه رائتحها ....انها حقا كما توقع كرائحه الورد المديني العطره ...يا لانوثتها الموجعه التي لو غار منها الورد فأنحنى ذابلا ما لامه النسيم قط ..
:
:
راقب المكان الذي اصبح خاويا بعد خروجها منه .... ما الذي يجري يامهاب ...؟؟..لا انها نزوه متزعزع في قراره ستختفي ...
::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
لقد عادت للتو من عند جدتها ..كان ذاك ينتظرها في السياره ...عدلت عبائتها وهي تهم بالركوب ...
أعتذرت منه مبتسمه ...."أتأخرت بس طيف مانامت الا دوبها ...."
:
رفع احد حاجبيه ....وبنبره سخريه ...."لا حنا في خدمه الاميره ...."
:
تجاهلته وهي تذكر ربها فقيادته مرعبه حقا ...غمر الصمت المكان الا من صوت المذياع الخافت .....
:
همست وهي تراقب الطريق ...."بندر ...أنا زعلتك في شيء ياولد عمي ...؟؟قصرت قولي ؟؟"
:
رفع احد حاجبيه وهو يلتفت لها انها حتى عندما تتحجب لا يخفي هذا رقتها وجمالها ..انهما لايصلحان لبعضهما ابدا ....رغم شخصيتها التي لا تناسبه يضعفه مقدار جمالها ورقتها ..
/
:
:
هز رأسه بالنفي ...."ما تقنعيني ...."
:
غضنت جبينها بأستهجان ...كيف ...فهي بذلت كل جهدها لرضاه الذي لم يأتي ابدا ...لم تنظر يوما الى فوارق شخصيتهما او العمر بينهما ..فهي لطالما عاملته بأنه زوجها وصاحب الكلمه والقرار وله مكانته في العلاقه لكنها ايضا لم تهمش شخصيتها ...
لكن مؤخرا كثرت تنازلاتها حقا ..." يعني ...."
:
نظر الى طريقه اطال صمته لضعف حجته ...."يعني كزوجه ماتقنعيني ..يعني مؤخرا صرت افكر اخذ عليك وحده من بنات عمي ..."
:
كانت ستهم بالحديث وقد تغيرت ملامحه محياها الجميل ..صمتت للحظه ...." الله يوفقك بس اول طلقني ..ما احتمل وحده من بنات عمامي تحس انها جات على ضره ..."
:
:
لازالت ملامحه البارده تغطي ردوده الا انه غضب لأخر قولها ..."شوفي ...انا كذا من بدايه زواجنا انا مو مقتنع فيك لولا غصيبه ابوي لي والله ما اخذتك ..اخذ اخت رجال ذكرها في المجالس اكثر من ذكري ...بس طلاق تحلمين فيه ...واذا طلقتك بتززوجين غيري ...زي متعب ولا معد .... تحلمين والله اعلقك طول عمرك لكن ما اطلقك ...."
:
:
اغمضت عينيها تقاوم الم معدتها ...."يا بندر اللحين وش تبي ...انا مابي رجال غيرك ارتحت ...اقنعتني اني ما اصلح للزواج ...وبعدين وش سالفه متعب ومعد اللي تنفتح كل شوي ..متعب ومعد اكثر من اخواني ..."
:
:
التفت لها ...وبنبرته الاستفزازيه ..."مو علي ...هاه ..انا ادري انهم مفصلين على مزاجك ..لكن والله لو اموت ماتاخذين واحد منهم ...."
:
:
نهرته ..."يا شيخ بسم الله الله يخليك لبناتك ...."
:
عندها قاطعها ...."بناتك وبناتك ...بنات طالعين لك ما ابيهم ...جيبي لي ولد بس ..."
:
أخذت نفسا عميقا تلتمس به صبرا انه حقا لا تعلم ماذا يريد ...."يا بندر ....انا صابره عليك عشان بناتي .... هاه ...اللي هم بناتك كمان ...فأتقي الله شوي وفهمني انت اش تبغى ..."
:
:
علت نبرته ..."أبغا أي شيء الا انه تكونين موجوده في حياتي ,,,انتي مقويه متسلطه ...كرهتنيي بعيشتي ...كل شوي والثاني جدي وابوي وعمامي ....تراك ماخذ شيختنا ...شيختنا ومدري وشو ....وانتي كل شيء تنظرين له من فوق وكل شيء غلط ...."
:
:
حاولت تبرير نفسها ..."بندر ..انت بالذات لا تتكلم معاي كذا ...انت تدري انا كيف معاك تتغير شخصيتي ...وادوس على رغباتي وارائي بس عشان ترضا ...انا عمري حسستك انه انا متفضله عليك ...يعني مشورة ونصيحه زوجه لزوجها امر طبيعي انت ليش ما تستقبله ...ولعلمك يابندر ترى اكثر شيء يوجع لمن تنسى انت مين وتختفي شخصيتك مع شريك حياتك ...."
:
:
كان سيرد لولا انها اكملت ..."يابندر انت دايم تتهمني وتلومني بالتقصير ....بس انا ما الاقيك بجنبي ولازم اتخذ قراراتي ...بالله قولي ...في سفراتك هاذي عمري دقيت عليك ورديت ....بالله عمرك جيت معاي تقهويت عند جدتي ...عمرك شاركتني شيء تحبه ....عمري حسستك انك مقصر ...لا اكلت وسكت ...عاتبتك من مبدأ اني ابغا حياتنا تكون طبيعيه ...بندر انت اخذ الزواج تجريح وسرير بس ....."
:
:
تأفف بقل صبر ...."شوفي انتي كذا بكبرك فيك شيء مو قادره اهضمه ...يابنت الناس انا مو طايقك كيفي مزاجي ..ما ابيك ...بس تخسين اخليك تروحين لواحد غيري ..."
:
:
أغضت عينيها بتعب انها حقا تود ان يوقف السياره لتعود الى بدر لو كان مشيا ...همست بتعب ..."نرجع ان شاء الله بالسلامه يا ابو طيف ونتفاهم ..انا بجد تعبانه "
:
:
تريد حقا ان توقف الجدال معه ...هي كلها ثقه بأنها بذلت الكثير ولم تقصر ولكنها تبحث عن ثمار هذا المجهود الطائل الذي بذلته ...
:
:
::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::
نفس اليوم العشاء لقد وصلت لتوها ..لقد حل الظلام خارجا ..وكانت سارحه للغايه لم تميز المكان وشوارعه ...لكنها لم تتوقع ان تصل المنطقه لهذا التطور ...
:
:
كان المبنى عملي من الخارج للغايه ..و نظيف ومرتب من الداخل ...كان طابقا بالكامل ...ورائحه القهوه والبخور تغمر المكان ...
لكنه كان خاليا سوى من المستخدمه التي استقلبتها بسعاده ...
:
:
وجهتها حتى مكتب المديره الذي كان خاليا منها ...جلست على الكرسي امام المكتب ...أحتارت مالذي تفعله ..
فتحت طرحتها ونثرت شعرها الاسود الثقيل حوله وقد تأثر لرطوبته واتسعت تموجاته ..مسحت وجهها وهي تنظر لانعكاسها على سطح الطاولة الزجاجي امامها ...
:
:
عدلت كم عبائتها وساعتها ..تأملت المكان حولها وقد علقت شهادات ما عن الانجازات للجمعيه على الحائط ....
لحظات حتى دخلت المكان انثى في الاربعين ...بملامح مريحه واناقه شديده ...وملامح جميله للغايه ...
:
:
أبتسمت لها وهي تمد يدها لتصافحها ...."جليله .....أنا اميمه مديره الجمعيه الخيريه في منطقه بدر ...."
أبتسمت لها جليله ...تأملت ملامحها الجميله رغم تعبها الظاهر ...."عظم الله اجرك ....والحمد لله على كل حال ..."
:
أبتسمت لها جليله بين حزنها وهى تراقبها تجلس امامها و تترك كرسيها خلف المكتب ...تأملتها تلك ....تحدثت بعاطفه واحترام كبيره ...."طبعا ياجليله ..انا شغلي جدا بسيط ..أبغاكي تكونين المساعده حقتي ...ان شاء الله مساعدتي مها بتعلمك على كل شيء لانه جاها التعيين الحكومي وبتتركنا ...من بكره ان شاء تبدين فترته تدريبك اسبوع ..بالنسبه للسكن ...عندي انا مستخدمتين هنا ...طبعا هم سكنهم في الطابق الثاني ...حبيتي تكونين معاهم ماراح اقول لا ..لكن ممكن نحط لك سكن مستقل لراحتك يعني ...."
:
:
:
انها نعمه كبيره وخير وفير لا تتوقع ان تكون به مع شهاداتها المتواضعه ووضعها الصعب ....همست بخجل ...بكلنتها النجرانيه الجميله ..."تسلمين ...ان شاء الله اكون عند حسن ضنك ...والسكن ما اقدر اكون لحالي ...يعني عايدي اجلس معاهم ..."
:
:
تأملت اميمه عينيها الواسعه التي تقاوم دمعه ما ...وشعرها الذي انتثر حولها ....انها جميله للغايه لم تكن تتوقعها بهذا الجمال والشباب ...."جليله ..حبيبتي ...اذا ناقصك شيء اتكلمي ...الراتب لهذا الشهر راح ينزل لك مقدما من ذحين ...عشان لو عندك اغراض ...تحبين تشترينها ...صح الاسواق هنا متواضعه بس يعني تلبي طلب ...اخر الاسبوع ينزلون البنات انزلي معاهم ...."
:
:
هزت جليله رأسها بالنفي ..."لا شكرا ...متعب ...."
:
:
توقفت وهي تراقب نظرات تلك لها ....همست بخجل ..."ماقصر ..."
:
أعقبت تلك بنبره ذات مغزى .."جليله ..هنا الحياه مختلفه شوي وراح تعرفين اش اقصد ..بدون استعلاء او أمر ...بس لو انك ماتتكلمين عن وضعك زمان وعن متعب فهو افضل للجميع ...."
:
:
تفهمت قصدها وهي تهز رأسها بالايجاب ...حينها وقفت تلك وهي تنادي احداهن ..."يا فاطمه ..."
:
:
نظرت الى جليله بأببتسامه ...."طيب ياجليله الان اترك ترتاحين..واذا ماحبيتي تداومين بكرا اتفهمك ...اتمنى ترتاحين نفسيا معانا ...وصدقيني المجتمع هنا جدا بسيط وبيستقبلك ..يالله اشوفك على خير ...."
:
:
يالهذه الجميله المسكينه الحزن في نظراتها المشتته والتواجد في مكان غريب وبيئه مختلفه مؤثر للغايه ...
من هذه يامتعب ...؟؟ لطالما كنت سباقا للخير لكن ...هذه مختلفه ..اتمنى بأن لم يلاحظ بأنها مختلفه ...
:
:
:
::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لم تهتم للمكان ..بالرغم من انه كان مرتب للغايه ومريح بعكس سكن راني المثير للشبهه ..دلتها تلك من جنسيه اسيويه على غرفتها بأبتسامه مرحبه ..
:
:
رمت جسدها المتعب الذي مر بما يكفي من ما قد يعقله ذهنها المشتت ...لا زال صدرها يؤلمها ..
لم يمهلها النوم لتغرق في تفكيرها فأختار ان يرحم جفنيها الواسعه و حدقتيها الدامعه ...
:
:
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
:
بعدما حذرت سليم من الخروج ...وحرصت ان يتناول اخر ماتبقى له من عقاقيره ....أتجهت الى منزل تلك ..
أختارت ان لا تفكر...طرقت الباب سرعان مافتحته احداهن ...استقبلها الكل بحبور وترحيب ..
:
:
نادتها احداهن التي تبدو بأنها اكثرهن اناقه ...."تعالي يابنت والله نسيت اسمك ...."
:
رفعت قربى حاجبها وهي تلحقها ..."أسمي قربى ...."
:
:
دخلت تلك غرفه مبعثره تماما وتحتوي الكثير من الحقائب والخزائن ...."ماتبغي تغيري اسمك....يعني عشان الفرقه ...."
:
الا ان قربى اصرت بعدم اهتمام ..."لا مو لازم ....."همست لنفسها..."يعني مين بيعرفني ...."
:
تأملت تلك جمال جسدها ...."كم مقاسك ....؟؟"
:
غضنت قربى جبينها ...."مره s مره m"
:
:
أبتسمت تلك ..."والله جسمك صعب يا ستي ياقربى ....اصبري اطلع لك كم قطعه تهوس .."
:
نظرت قربى بعدم ارتياح حولها ....."فين صاله الافراح هاذي ....؟؟"
:
رفعت تلك رأسها من بين انخراطها في البحث وهي تصف لها بالتفصيل ...الا ان قربى لم يهمها المكان بقدر عملية تلك واعتيادها في الرد التي طمئنتها نسبيا ...."
:
:
مدتها تلك بفستان ...."شوفي قيسيه ....لا تطالعي كذا ..."قالتها وهي تراقب نظرات قربى للفستان في يدها ....أكملت ..."بس تقبضي حقك روحي اشتري ملابس على كيفك ..اهم شيء في الشغلانه ذيا المنظر ...."
:
:
الا ان قربى قاطعتها ..."ما البس كذا انا ...طلعي لي طويل ..او كم طويل ...."
:
أبتسمت تلك لها بأسلوبها المضحك ...."يعجبي الستر ياناس ....شوفي الدولاب والغرفه كلها تحت امرك انتي نقي والبسي ...كمان لو تحبي وحده من البنات تسوي لك شعرك والمكياج ..."
:
:
خرجت تلك ....فنضرت قربى حولها في المكان ...حسنا قربى انتي مجبره فكري في خطتك للهروب من هذا الجحيم ...انها ليست اول عقبه ياقربى اليس كذالك...؟؟
:
:
أخذت فستان طويل ضيق بلون أحمر غامق ...وكعب ناعم بلون ذهبي ..ارتدتها وهي تنظر للمرآه ..
أبتسمت لمنظرها ....أنها حقا كفتاة فرقه ...ماذا ستكون رده فعل أي شخص عرفها من حياتها السابقه على هذا المنظر...
لكن لم يعد احد يعرفها انها وحيده في هذه الحياه بوفاة اهداء بعد ابيها ...
:
:
فتحت شعرها ..ورتبته بأناملها ...أخرجت احمر شفاه بلون أحمر من حقيبتها وضعته وعادت لارتداء عبائتها ووضع فستانها القطني في حقيبتها ....
:
:
خرجت من الغرفه ...تعلقت نظرات الجمع بها وقد ارتدى بعضهم عبائاتهم استعداد للخروج ...
أمرتها نفس تلك التي اخذتها للغرفه ..."هنا ياقمر ....تعالي مع فرقه نور ....نور انتبهي لها ترى ام حلا موصيه عليها ..."قالتها جملتها الاخيره لتلك التي حدقت في قربى وهي تهمس "حاظر احطها في عيوني ..."
:
:
انها شجاعه للغايه لكنها شعرت بنفسها غريبه تماما ..وهي ترتاد قاعه الافراح التي لم يلبثوا حتى وصلوا اليها ...
دخلتها معهم ....بعدما فتحت عبائتها وهي تناولها احداهن ....رشت من عطرها ...أخرجت ماسكرا من حقيبتها ..مررتها على رموشها وهي تلقي نظرتها على من حولها ...
:
:
اعطتها الحقيبه ...لانها كانت ذات منظر رياضي ...أمرتها بلطف ..."معليش حطي الشنطه مع العبايه ...."
:
:
كان كل افراد الفرقه على مستوى عالي من اللطافه والاخلاق معها واكتنفوها سريعا ...بل ان كل واحده منهن تحمل عينيها قصه حزينه مثلها تماما ...
:
:
دخلت القاعه ..كانت اخر الجمع ...سمعت الهمسات حولها التي اعتادت عليها ...فمقدار جمالها كما رددت لها اهداء مخيف ...
:
لاتعلم حتى الان ما موقعها من هذه الفرقه ...جلست على طرف المنصه ...وهي تراقب الجمع بعدم اهتمام ...
طوال ليلتها لم تفعل شيء سوى الجلوس بملل وقد مارس الجميع التحديق بها ...غطت شفتيها الممتلئه تمنع تثائبها وهي تنظر الى ساعتها ...تشر الى الساعه الثانيه والنصف ...
:
:
رفعت احد حاجبيها وهي تقاوم النوم الذي غزاها فهي مستيقضه من قبل صلاة الظهر وكانت صائمه ..
:
:
تمنت في هذه اللحظه ان تخلد الى سريرها في غرفتها القديمه في بدر ...وليس العوده الى ذاك البيت الكئيب ..فهي بالكاد تصدق انها خرجت منه وفكرة الرجوع اليه تحملها الى البكاء قهرا ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::
:
:
خرجت للتو من حفل الزفاف ...لن يعودان للفندق ...سيتجهان الى بدر مباشره ...ركبت السياره بجانبه ...
كرهت نظرات شكه لها لان البوابه كانت محاطه بالرجال الذين ينتظرون عوائلهم للخروج ...
ارتاحت في جلوسها وهي تنزع الكعب بتعب ...تنفست بهدوء تحاول السيطره على هبوط ضغطها الحاد ..
انها لم تنم منذ أن تركت بدر ..كما انها لاتود ان تأكل ...لا تشتهي أي شيء سوى رؤيه ابنتيها ..
:
:
لن تنام ...ستراقب الطريق من اجله فهي الادرى بقيادته المتهورة ...اغمضت عينيها وهي تدلك جفنيها الواسعه ..
نظرت الى اناملها وهي تمسح الكحل منها ..فتحت نقابها ...واخرجت منديل من حقيبتها لتزيل زينتها ...
كل هذا وهي مركزه على الطريق المظلم امامها ...نزعت حليها وضعتها داخل حقيبتها ..
ومن ثم اخرجت هاتفها ..اتصلت بجدتها ..التي طمئنتها بأن ابنتيها خلدن الى النوم وخفت حراره ابنتها وقد قضت يومها باللعب مع اختها ..
:
:
أقفلته وهي تراقب الطريق سارحه ....
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
:
عادت الى المنزل بكل كسل قد حل بها يوما وعينيها بالكاد تفتحها ...لكنها تملك مالا في حقيبتها لو عملت لمدة اسبوع يوميا سيتوفر معها مبلغ لابأس به ..
اذا يلزمها شهر فقط للعوده الى المدينه وتوفير حياه كريمه لها ولزوجها المزعوم ....
:
:
صلت الفجر ومن ثم اتجهت الى فراشها .....استلقت ...بتعب ...كاد النوم ان يرحم جفنيها لولا ان شدها أرتجاف ذاك المبالغ به وهو يرقد بالقرب منها ...
:
:
أتسعت حدقتيها وهي تقترب منه هلعه ....هزته بخوف وهي تنادي اسمه وقد ازرقت ملامحه ...."سليم ....أش فيك ....؟؟"
:
:
أستيقضت عمتها لصوتها المناجي هلعه وهي تراقب حاله ابنها المعتاده مع نوبات صرعه ...
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::
:
:
:
لقد اغمضت عينيها للحظه ....لحظه فقط كانت كفيله بقلب موازين وضعها ....بالكاد استوعبت ..
كميه الازعاج واحتكاك الحديد المزعج ..والاضاءه القويه ..ورائحه احتراق العجلات المزعجه ...
:
:
انها النهايه ....لم ترى من كل هذا سوى ابنتيها ...
:
صرخت من شده الالم في ساقها واسفل بطنها ....وهي تفتح عينيها ...راقبت الدخان الذي غطى السماء والاحتراق ....وقد انار لها لهيبه طريقها وسط الصحراء ....
متى اتت الى هنا ...الا انها لم تشعر بألمها وهي تستحث خطواتها العرجاء للسياره ...التي بالكاد حافظت على شيء من شكل هيكلها ...
:
:
أتجهت الى جهته من السياره وهي تصرخ بأسمه ...حتى انها لم تعد ترى من شده المها ..."بندر...بندر ..."
:
:
سمعت صوته المخيف وقد اختلط صراخه بأنينيه ....انهارت وهي تقترب منه وقد غطاها الغبار واختلط بسيول دمائها ....
:
:
كانت الدماء تغطي وجهه الا انه تمسك بها بشده ...مسحت الدماء عن وجهه وهي تبكي ...وكأنها تبعد عنه الاذى والالم ....
:
:
كان منظره لا ينبيء بالبقاء ابدا او النجاه ...نظرت الى بقعه البنزين اسفل السياره ..
رددت معه ...وهي تحتضنه الى صدرها ...."أشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله ...."
:
:
:
كان اخر عهدها بالدنيا صوته الهامس المتلعثم وهو يردد خلفها بخوف ....ودوي انفجار ما وكانت النهايه ..
:
وهل من زاد لكليهما لسفرهما الاخير ...
:
:
:
هذا وقد كان الجزء الثالث عشر بحمد الله ...ولي بكم لقاء قريب ان شاء الله ...
:
:
:
يتبع ....
:
|