كاتب الموضوع :
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: أسمتني أمي قربى
:
الفصل الثاني ..
:
:
الجزء الحادي عشر ..
:
:
:
بسم الله الرحمن الرحيم..
:
:
:
كان للتو عائدا من خارج الحاره ...مر بجانب المسجد واختلط بجموعه كأنه خارج من الصلاه للتو ...
عندما اقترب من منزله وخفت الجموع شعر بيد توضع على كتفه ...."يا ماجد ..."
:
:
ألتفت الى رجل يدعي الدين يقدره ...ومن يقدره ماجد حتما يحمل نفس فكره ...
بادله التحايا والسؤال ...عندها نظر ذاك حوله ...
وبدأ ببث سمومه ..."يا ماجد يا اخي ...انت يعلم الله انك غالي على قلبي ....لكن انا اود ان احذرك ...فالصالح منا يجاهد والله في هذا الزمن ضد المعاصي ...أحد نساء بيتك ...سترها الله ..شوهدت تخرج في الاونه الاخيره كثيرا ...مع رجل غريب ....وانا حبيت احذرك قبل يكبر الوضوع ويحدث مالا يحمد عقباه ..."
:
:
:
أتسعت حدقتيه واشتعل ذهنه غاضبا لما وجهه له ....شدد على قبضته يمنع انفجاره بما يهذي به من أمامه ..
لها معي حساب عسير ...
:
:
:
:::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
تثأبت بكل على سجادتها ...لقد كان يوما متعبا لا زالت ترتدي رداء صلاتها ..وقفت ترتب مكانها ..ستخلد الى النوم حتى موعد السحور ..
:
:
عندها سمعت صوت الباب وهو يغلق بقوه ...تأففت بملل الا ينعم هذا المنزل بالهدوء ..
التفتت لتخرج كان يقف على الباب وصدره يرتعد من شدة غضبه وعيناه تتلضى شرا .. ..ارتفعت احد حاجبيها بملل وتحقير وهي تشير له ..."ابعد بأخرج ...."
:
:
عندها صرخ بها ....."انتي ماتستحين ...ياقليله الحيا ..يالـ......"وانهال عليها بألفاظه الجارحه لدينه قبل ان تكون جارحه لها ....
:
:
بسخط ردت عليه ...."هيه ...هيه ...أسكت ..خير اش تبغا ....؟؟"
:
:
أتسعت حدقتيه وهو يراقب خاله ينزل السلم ...."تعال يا خال الحق البيت اللي طول عمره نظيف وطاهر تجي هالـ.. توسخ سمعته ....انا من البدايه ماهو مرتاح لها ...وش ذكرها بنا بعد هالسنين ...واحد جزاه الله خير نبهني ..اللي ماتخاف الله هاذي تواعد لها واحد يوميا طالعه داخله معاه ..."
:
:
أتسعت حدقتيها وهي تراقبه يتهم اخلاقها ...."نعم ....كني ماسمعت..شوف عاد ..انت اخر واحد بالدنيا يجي يكلمني عن اخلاقي ومخافتي لربي..روح راجع نفسك ...معروف انا بنت وين ومتربيه وين ...."
:
:
عندها تدخل عمها ...."مين قال ان متربيه اصلا وانتي سنينك كلها ببيت الغريب ..الله اعلم وش كان بينكم ..."
:
:
شددت على قبضتيها وهي تراقب اتهامهم الغاشم لمبدأها و شرفها ...."عمي عمران سنين عشت عنده ولا رفع عينه لي رباني زي ماربى اخته وبنته ....عمي عمران بعد ما توفى ابوي محد فتح لي بابه غيره وصرف علي وساعدني ...بدال ماتتهمني زور ...روح ...شوف اهل بيتك وين يروحون ويجون مو تحط حرك فيا ...."
:
:
صرخ بها بلا صبر ...."وش قصدك ...امي الشريفه العفيفه بتخرج من البيت ...."
:
:
كانت تلك تراقب الوضع بخوف من باب غرفتها قربى القويه حتما ستشي بها ...عندها دخلت الغرفه واقفلت الباب وهي تبحث عن هاتفها بين الفوضى ...."لا ....لا ياهيا مو على كبر ....والله ما اسيبها ...."
:
:
عندها تدخل عمها ...وهو يجرها بيدها ..."لا ياقليلة الحيا انا من يومي وانتي مو عاجبتني ياعديمة التربيه لا ام ولا ابو رضيو بك .....مو انا اللي تجرين لاسمي الكلام اخر عمري....وتتهمين أختي ...."
:
:
قالها وهو يرميها ارضا ..نعم انها قويه لكنها مهما كانت انثى رقيقه ليست بقوه رجل غاضب ...ارتطم رأسها بأحد اعمد الحديد حول الغرفه التي سندت السقف القديم المتهالك ....
:
:
لمست رأسها بغير استيعاب وقد أظلمت الدنيا بعينها ...غضنت جبينها لم تعد تقوى على الرؤيا وهي تسمع اصوات الظلم حولها تخفت تدريجيا ...
مالذي يحدث لها ....؟ عندها همست للشخص الوحيد الذي احتاجته في هكذا وضع ...."أهداء ...."
:
:
:
كانت تحتضن نفسها بخوف وهي تستمع للأصوات خارج باب غرفتها ....طلبة رقمه بسرعه ...
شرحت له الوضع بجمل مبعثره ومتقطعه و قد اخذ الرعب منها مأخذا ....
بصوتها المرتجف ترجته ....."يا ابو مروان الله يخليك افهمني بكرا لا تجي ...ولا تجي بالمره انساني هالفتره....."
:
:
عندها اعترض ذاك .."يابنت الحلا انتي زوجتي مانسوي شيء غلط ...."
:
أرتجفت اقوى للصوت الذي قد على بالخارج ....."ولدي واخوي لو دروا ذبحوني ....أستر علي الله يستر عليك ....خلاص ما اقدر اكلمك ..."قالتها وهي تغلق الهاتف وتقف ...
:
:
ترددت وهي تمد يدها للمفتاح .....رفعتها اكثر من مره الا انها اعادتها وهي تفتح الباب ..مهما كان قربى بريئه ....لكنها ابدا لن تفصح ببرائتها ...يكفيها هكذا تحذير حتى تكف عما كانت تفعله ...فلها نفس انانيه للغايه ..
:
:
خرجت ...هلعت وهي تحدق في اخيها يخرج ويغلق الباب وراءه بعنف ..راقبت ابنها يخرج من الغرفه بخوف للخلف وقد تلوث ثوبه وقد حدق في الفراغ بعيناه الفزعه..."يمه ...ماتت ..."
:
:
صرخت "أيش..؟"وهي تدفعه وتدخل للغرفه ...كانت تقبع في ركن الغرفه جثه هامده وقد تلوث محياها الجميل بدمائها ...
لحقها بنبره خائفه مرتجفه ...."يمه والله مالمستها كله من خالي سعد ..."
عندها ... صرخت به ..."يا ويلي البنت ماتت ...يا ويلي ....الله ياخذك ياسعد ..الله ياخذك بلشت فيها ولدي ....أش نسوي فيها ماتت ...والله ماتت ..."
:
:
أقترب من امه ...."يمه انا مالي شغل يمه شوفي لك صرفه ..لاتكلمين احد يمه ...اصلا محد بيعرفها ولا يفقدها ...خليها ...خليها ...."
:
ضربت تلك على خديها ...."ياحسرتي ياا حسرتي ...و ان جا من رباها وسأل عنها ؟؟....ها ...وان جا ؟؟..."
:
:
سمعت صوتا ضعيف يصدر منها ...أقتربت أكثر كان نفسها بطيئا ومتباعدا .....أنفرجت اساريراها القاسيه ...
أمرت ابنها ومشاعرها اتجاه التي بين يديها معدومه كليا ..."تعال شيلها معاي للحمام ....با اغسل لها....فيها نفس ترجع تقوم لاتخاف وانا امك ....."
:
:
تنهد يزيح الهم عن صدره الحاقد ...وهو يقترب ليحملها ....."حقها القتل قليلة الحيا على اللي تسويه ...وانتي يايمه وينك عنها ..."
:
نهرته ...."انا ياوليدي بقعد اراقبها تعرف انا انام بدري ولا اخرج من غرفتي الا للمطبخ ....شيل معاي وانت ساكت ..."
:
:
وضعوها على الارض في منتصف الحمام الصغير المتهالك ...أمرته امه ان يختفي ...
نظرت اليها وهي تخرج نفسا عميقا يخرج معه كل هلعها ...أبنها واخيها لم يشكان بها ولو للحظه وهذا جيد ...الوضع الان يعتمد على حياة هذه ...
:
:
ما لا تعرفه هيا ولا يعرفه أحدا بأنها قويه منيعه ضد الاحزان و مصاعب الدنيا ...القوه تنبع من داخلها من قلبها المحروم ...حتى وان كانت حنونه ورقيقه ...لإهي قد ذاقت حرمانا والما في الماضي يكفيها لان تتعلم ان تكون قويه وتحيا رغم الظروف ...فهي لم تعش طفولتها ولا مراهقتها ولا شبابها كما ينبغي لأنثى ما ان تعيش ..
:
:
نزعت عنها قميصها القطني الاسود ....غضنت جبينها لمنظر ظهرها ..عضديها ..و فخذيها ..لإقد غطتها ندوب و علامات الضرب ..لكن الدم هذا اين مصدره ...
رفعتها فترك شعرها خطوطا حمراء على الارض ...نظرت الى خصلاتها التي تصبغت بالدماء المتخثره ...
أنه جرح غائر في منتصف رأسها ..تبا لك يا سعد ..وكأن زوجتك فيما مضى لم يكفيها ما نالت ...وحتى انا لو انك لست مضطر للسكن في منزلي لكنت انزلت بي سوط العقاب على كل ماصغر وكبر ..
:
:
لكنها لاتحمل اي هما او مشاعر او خوف ناحيه هذه القويه العصيه ...كل ما تريده الا يحل بها مكروه فيلحق ابها اللوم و العقاب ...
:
تأففت وهي تهم بغسل جسد الملقاه بأهمال بالماء الساخن عله يأخذ قليلا مما تشعر به ..
:
أي انسان هذا الذي لا يحمل ادناة الشعور بالذنب ..ان هذه البريئه بكل ماهي فيه بسببها ...لكنها حتى وان افاقت وهددت بفضحها لا يهم فقد وقع الشك بها تماما ...لن تخيفها من حسن حظها انها اخذت هذا عنها ...انها كغطاء لها ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::
لقد انتها اليوم تماما ....كان يوما جميلا للغايه كباقي الايام هنا في المكان الذي يناسبها تماما ولم تعتقد يوما بأنه كان موجودا ..
:
:
تأملتها ...لم تكن ابنتها سعيده هكذا يوما منذ رحيل ابيها القديم ...انها حقا في المكان الذي يليق بها ..انهم اهل ابيها ..أي اهلها انسب مكان لتعيش فيه حياتها وتتخذ قرارتها ....
:
:
كانت ترتب خزانتها التي امتلئت تماما بهدايا اهلها التي لا زالت تتلقاها ...أغلقتها ومن ثم غرقت في تأمل أمها السارح في الفراغ ...
أقتربت منها وهي تقبل جبينها ...."أنيم ...؟؟خير ؟؟"
:
:
تناولت كف ابنتها واحتضنته ...."اجلسي بنتي لأحكي لك ...."قالتها وهي تجر ابنتها للجلوس بجانبها والذكرى تحملها لما حدثها به جد ابنتها القدير ...."
:
:
في وقت ماضي من اليوم كانت تجلس بين جدة ابنتها قوت وعمتها منوة وقد جلس هو في اقصى منتصف المجلس امامها بكل وقار ..
راقبت قوله بهدوء خارجي وتضارب عاصف داخل مشاعرها ....ونطق ذاك بوقاره وحكمته ....."يابنتي ..حنا مديونين لك ليوم الدين ..وعفى الله عما سلف وعساه ان يغفر لنا لكن انتي مننا وفينا ...يا وليدي ان بغيتي وبراضك مانغصبك توافقين على سيار ...وهو كبير وعاقل ورجال مقتدر ماهو لاجل انه ولدي ازكيه لا والله انا مارضى اظلمك يكفي غلطنا بحقك زمان ...وان بغيتي من بكرا ياوليدي خرجنا من البيت وصار لك انتي وبنيتك ....اللي يرحيك انتي اطلبي وحنا نلبي ...."
:
:
:
أخذت نفا عميقا وهي تراقب من حولها .....لطالما كان رباح زوجها وستموت ورباح زوجها ..."هلا انا بس بدي ارتاح ...ياعمي ...جوزيده وسلمتها امانه لاهلها ..أهل رباح ..أمو وابو ....بنتي رجعت لاهلا وانا بدي ارجع لأهلى ....هاد طلبي ...ويتمنى ماتزعلوا ...انا ماعملت هيك الا من راحتي على بنتي ..."
:
:
:
:
حدثت ابنتها عندما انتهت من الذكرى ...."بنتي ...أنا اخر الاسبوع بدى روح لتركيا ..."
:
أمتلئت حدقتي تلك العسليه الفاتحه بدموعها وازدادت حدة لمعانها الحزين ...."أنيم ....أنا اسفه الله يخليكي لا تتركيني ...انا كنت انانيه و انبسطت سامحيني ....خلاص انيم ....هيا نرجع لبيتنا في المدينه ونرجع انا وانتي بس ....بس لا تتركيني انيم ...لطفا لا تتركيني ...."
:
:
قالتها وهي تدفن نفسها في حضن امها الحاني الذي لم تعرف سواه في سنوات غربتها ووحدتها التي انقضت منذ ايام .....
أهتز جسد امها وهي تحتضنها ...رفعت رأسها لتراقب الحزن والغربه في عيني أمها ....الغربه ...لقد جربتها وكانت قاسيه للغايه ..وقد جربتها في بلدها فما بال غربه امها الحزينه الصامته منذ سنوات فقط لتبتسم هي ....."هَيِر ..أنيم ...أُولِمه ...بنا بك انيم ...قِيتمك...دور انيم أُولِمه...ها ..كالبيم يونيور...أوزلميه...."...=.."لا ..أمي ..لا تبكي ...انظري الي امي ....اذهبي ...توقفي امي لاتبكي ....هذا يحرق قلبي ...لا تحزني ..."
:
:
أخذت نفسا عميقا بين بكاءها لكي تنظم حديثها ....."أنيم ...الله يخليك ليا لا تبكين ...امي سوي اللي يسعدك انا ماراح اكون انانيه ..ولا تخافين عليا امي انا هنا بين اهلي ومبسوطه ...حتى انتي ارجعي لاهلك نحنا بكينا كثير وحزنا كثير ...روحي امي ...لا تبكين خلاص يا امي انا وانتي حتى لو كان بيننا مسافات وايام قلوبنا عند بعض ونحس ببعض مانحتاج نشوف بعض كل لحظه ونتقابل طول اليوم ...واكيد بكلمك كل يوم وبتزوريني وبزورك ...يعني ماراح ننقطع ابدا صح يا امي ...انتي امي لو وين ماكنتي راح تضلين قريبه مني ....روحي يا امي وعيشي وانبسطي لا تشيلين همي طول ما انتي سعيده وتبتسمين الدنيا كلها تبتسم لي يا امي ياروحي انتي ....روحي لاهلك ..عيشي حياتك اللي مفروض تعيشيها من زمان وتزوجي اغا وسيم هناك و يعني تدلعي شويا غوزال انيم ....."قالت جملتها الاخيره وهي تبتسم بين دموعها الحزينه ...
:
:
:
أبتسمت امها بين دموعها الحائره الحانيه وهي تمرر يدها على جديلتها الصهباء العريضه ..."الله يرضا عليكي يا بنتي دنيا واخره ...الله يرضا عليكي ياجوزيده ...ويبعد ولاد الحرام عنك بنتي ...."
:
:
أخذت يد امها وقبلتها وهي تنظر لعينيها بأبتسامه تحارب بها تقوس شفتيها ...دفنت نفسها في حضن امها الحنون الناعم التي ما ان تشع ربه حتى تعود طفله جاهله لا زالت في اول شهورها ولا تحمل هما سوى الخوف في الابتعاد عن حضن امها ....بللت صدر امها بدموعها الصامته حاولت ان تنظم نفسها حتى لا تشهق وتشعر امها بأرتجافها فتحزن أكثر ....
هي لا تحتمل اذى او حزن قد يطال امها من البقاء هنا لقد جربت الغربه وقد كانت مؤلمه وموحشه للغايه وهي كانت في بلدها ولديها امها ....أم امها التي احتملت الغربه منذ سنوات بعيده فقط لتسعد جوزيده صغيرتها ...من حقها ان تعود لمكان ترتب على عاداته ولغته وسميت تيمنا بأسمه ....من حق كل انسان ان يعود للوطن مهما اغترب عنه ....لقد حمتها امها طوال سنوات غربتها وحزنها التي انتهت للتو من أي بكاء وحيد او حاجه عاجزه لقد حمتها امها بكل ما اؤتيت بقوه وكانت وحيده بلا سند وفي بلد اجنبي عنها بعادات واعراف صعبه للغايه ...من اقل واجباتها ان تحميها ولو بكلمه قد تكدر صفوها وراحتها هنا ....ومن حقها ان تؤيدها في موقف بعدها وعودتها ....
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لقد مر اليوم الثالث الان منذ ماحدث ...ولا زالت تلك ترقد في السرير بعناية متواضعه من عمتها التي هي سبب في كل ما تمر به ...وجروحها قد بدأت في الالتأم ....الا ان الحمى و شيء يشبه الاغماء يسيطر على جسدها الا انها منذ ساعات بدأت تأن وتهمس بكلمات غير مفهومه ....
:
:
أي انسانيه تحملينها ياهيا ...اي انانيه هذه التي تجعلك تحكمين على هذه الضعيفه بالعذاب التي تعيشه ظلما وبهتانا منك ومن اخيك وابنك وانتي اعرف العارفين من كان المقصود ...فقط خوفا على عقاب قد يطول ابنك واخيك...... و تا الله انهم الاحق بأشد انواع العذاب لظلمهم الحجري الاحمق الجائر ...
:
:
الا تعلمين يا هيا بأن قربى الوحيده هذه اقوى ..من ظلمكم ...وأذاكم ...وكل الضرب الذي قد طالها ...قربى اقوى من كل هذا ...لهذه الانثى الرقيقه الجميله نفسا قويه ابيه ...فهي من تخلت عنها امها وتوفي ابيها قبل ان تدرك الحياه يا هيا الجاهله ....
:
:
حمى ..وما الحمي ؟؟ فهي من اخفت مرضها ووقفت في عزه شامخه فقط خوفا من ان يفوتها يوما اخر في ركب حياتها البسيطه ....فهي من جعلت من ألم اليوم قوتا لغد أسعد ...بل لربما خوفا من ان لن يهتم احدا لسقوطها فيسقط قلبها في الوحده والحزن وهي اقوى من كل هذا ولا تحتاجه البيته ....
:
:
راقبت جفنيها الواسعه ترتجف وقد تلاشت اطراف كدمه بنفسجيه قد طالتها ...تنهدت وهي تقف بملل لتبدل الماء الذي فقد برودته وهي تضع بداخله الخرقه البيضاء الباليه وهي ترفعها عن جبينها التي تأثرت بحرارته ....
:
:
استوقفها دخولها اخيها البارد المتجاهل وهو يصعد للأعلى وكأنه ليس مسؤولا عن جثه ارقدها السرير ظلما وبهتانا وجورا ....
:
:
التفتت الى دخول ابنها المبتسم بفخرا وحماقه ....أستغربت ابتسامته ...."خير...؟؟"
:
:
أجابها واعتزازه التافه في غير محله يطغى على شعوره ...."والله خالي سعد سوى شيء يبيض الوجه ...ماعاش من يوطي اسمه للتراب ..."
:
:
أتسعت حدقتيها هلعه .....لا ....لم تفعلها يا سعد الاناني الطاغيه ....
:
:
و كأنها اسم يكتبه ويمحيه متى ما اراد وليست انسان و قلب ..لا ستكون المواجه معها ان اراد الله لها حياه بعد ما اوقعها به هذه الجائر المتكبر ..صعبه وناريه ...لكن ..أن كانت لا زالت تحتفظ بعقلها بعد كل ما وقع بها ...انها رقيقه و انثى مهما كان وما الحقه بها من اعتداء سيؤثر عليها حتما ...فهو ليس بهين ابدا ...
:
:
مسكينه ايتها الوحيده قربى ...مالذي يحمله لك الغد ..وكأن كل غد قد خذلك لم يكفيك يا جميله ....
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
ليس بعيدا ...حيث تلك التي جلست بملل وتوتر قاتل تراقب الهاتف ...لقد خرجت لتو من دورة المياه لازالت تلف المنشفه حول جسدها المبلول ...وقد حاوطها شعرها الرطب..لقد زال الم صدرها تدريجيا ماعادت تشعر ب هالا وقت نومها وهذا لربما سبب ارقها مؤخرا ...
تنهدت وهي تراقب الهاتف سارحه وقد تعلقت حدقتيها بحر القصص فيه ...وهي تعض طرف شفتها السفلى ....
جرت خصله طويله من شعرها ..لفتها على اناملها وهي تضيق نظرتها ولجة مشاعرها وحديث نفسها تفضحه ملامحها ....
ماذا ...؟لا لن تطلب رقمه وماذا ستقول له ....هي تود ان تكون صارمه مع وجودها هنا ووضعها في سجنها الارستقراطي هذا ..
انه منتصف الاسبوع الثانس من رمضان ولا أي خبر عن ابيها او وضعه ....ليس شوقا للقاء ابيها القاسي الغائب الذي لاتفسر مشاعرها ناحيته بعد ...ولكن فقط لكي تستوعب وضعها الذي لم يكن مستقرا يوما ...ماذا أتعود لخذلانه وقسوته وشخصيته المتزعزه ...وضربه لها الغير مبرر ...تماما كما عانت امها ..امها الحنونه الرقيقه المعتصمه بالهدوء والقناعه ....لكن اليس من حقها ان تثور ضد قسوته واهماله ....لكن يا جليله من لكي غيره...؟؟ ألم تنظري الى ضياع و انعدام سند كل من شاركتهن السكن الايام الماضيه ....
فمهما كان انه ابيك واخر من تبقى لك في دنيا جائره كهذه ....؟؟
قسوته ..أهماله ..حماقته ..انعدام مسؤوليته ..كلها تختفي عنها ما ان يبتعد عنها ويحملها الدعاء والحنان اليه تماما كردة فعل امها ...أه يا امها ..لقد اسمتني امي جليله ضنا منها بأنني سأكون وقوره ...مهابه ...ذات مكانه عاليه بين اقراني وفي حياتي وسأكون ذا شأن عظيم يوما ما ...لكن ها أنا يا امي ...
:
:
رن الهاتف فأرتجفت خيفه ....وكادت ان تفقد توازنها ...انه حتما ليست المقصودة بهذا الاتصال ....ومن يتذكرها حتى يطلبها ....تجاهلته الا ان رنينه المصر الذي شق صمت المكان الرتيب ...دفعها لترفع السماعه ...أغمضت عينيها تلوم نفسها وهي تستمع لصوته العميق المسيطر في الطرف الاخر ...صوته فقط دفع عينيها لتلتمع دمعا فهو يزرع داخلها رعب غير مفسر ....رعب غريب ...كالخوف من الخوف نفسه ..."السلام عليكم ...."
:
:
لا تعلم هل ردت السلام ام ان دواخلها تلعثمت والجم صوته الصارم شفتيها ....خفت صوته يبدو بأنه غارق في محادثه اخرى مهمه مع من حوله الا ان صوته عاد اقوى الى سمعها ..."بنت معاكي أي اوراق تثبت هوية ابوك ...."
:
:
أرتجفت وهي تمسح دموعها عن خديها ...همست ..."أيوا ..."
:
:
رد عليها ينهي الحديث كما اعتاد ..فالكلمه الاخيره له دوما ...."أرسليها مع السواق ....."قالها وهو يغلق الخط ....لبثت لحظات على وضعها ....التفتت حولها وهي تمسح شفتيها التي غرقت بدموعها المالحه ...
صوته يدفعها لأخراج كل خوفها وحزنها من الحياه ماضيها و حاضرها فتفضح شعورها وتطلق العنان لدموعها ....صوته القاسي يجردها ...يجردها من كل دفاعاتها وحصونها ...
:
:
لحظات حتى فتح الباب من الجهه الاخرى ....سألتها الخادمه اللطيفه بدماثه ..."مدام فين اوراق هذا حق مستر متعب ....؟؟"
:
:
هزت رأسها لها بلايجاب وهي تقف لتمسح دموعها ....عادت من الغرفه وهي تشد المنشفه على صدرها وتمدها بكرت العائله ...لعائله ابيها الصغيره التي خذلها كثيرا بأسم امها الراحله واسمها لا غير ...
:
:
تأملتها الخادمه بكل حزنها وجمالها العربي الاثير ...."مدام يبغا شيء ..."قالتها بدافع انساني بحت ...
هزت تلك رأسها بالنفي وابتسامه حزينه وصوت مكتوم ...."شكرا ..."
:
:
قالتها وهي تنظر الى الباب الذي أؤصده ذاك منذ زمن عليها ...ولم تحاول حتى فتحه ...أ هو خوف من ما خلفه ....؟لا تعلم شيء يتعلق بمتعب يجعلها تشعر بأمان لربما هو مفتاح هذا الباب الذي يمنع الحياه الوحشيه في الخارج عنها ...لربما ذكراه ينتشله بين الاثام ذاك اليوم التي توقضها كلما اغمضت عينيها ....
:
:
يالمتعب منقذها المرعب الغامض .....لكن لا تحمل له كلمه سوا ...شكرا ...و اطلق سراحي ...
:
:
:::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تقف أمام المرأه ....وقد بهتت روحها قبل ملامحها الحاده التي تحمل الف تحدي وقصه ...عيناها الواسعه التي قد غارت في محجرها ...والهالات السوداء التي غطت حتى منتصف خدها ونحولها ....
:
:
والحزن القاسي الذي لا يرحم جمالها ورقتها يخالط كل جميل فيها ....والان يا بخوت ...ماذا؟؟
لقد اسمتني أمي بخوت كي لا احمل بختها الحزين يوما ابدا ...كي لا احمل وحدتها وعذابها وحاجتها يوما ...
لكن ها أنا امي ....لست سوى تجسدا أخرا لك ولـ"بختك" ...وعمتي من بقيت لي وتخلت عني ...خوفا من ان يتعلق اسم احد من ابناءها قديري قبيلتهم بأبنه اخيها ...أبنه المرأه المعدمه التي اختارها اخيها وحياته المتواضعه البسيطه ....
:
:
لقد نبذتني طفله لم تتوانى ابدا في ان تنبذني مطلقه ....يالسخريه اسمك يا بخوت ...تذكرت اتصالها بعمتها ...
بعد السلام البارد وصقيع المكالمه الجافه ...."عمه .....أنا تطلقت ...."
:
:
:
صمت واجهها من تلك الجهه ...الا انها نطقت بكل قسوة قد يتحلى بها انسان ....قبل ان تغلق الخط في وجهها...."الله يفضحك ..لا اشوف وجهتس أبد ....ولاعاد تدقين علي ...ابعدي عني وعيالي يا بنت نايفه ..."
:
:
وكأنها بنطقها اسم امها بهذه الطريقه قد شتمتها ...وكأن امها اليتيمه المنبوذه نقصا او خطيئه كي تعايرها بها ....ماذا الا يليق بمقامها ...بساطه و طبقه امها ..لكن قد اختارها ابي عمتي ...وابي انسان عظيم ...لا اصدق كيف تحملين نفس اسمه ...من العار ان انسب لدماء ابي شعور عمتي....
:
:
المحزن انها قد جربت الحياه المستقره يوما ...وشعرت بالحب والحنان والعائله حولها ..انها تشتاق لهم كأنها فدقتهم بالامس....أين انتم يا امي و أبي ...ليس قنوطا من رحمة الله ...لكني اتمنى ان الحقكم قريبا وتنتهي معاناتي مع كل هذه الغربه ..
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
أغلق باب غرفته ...وهو يطلب رقم ما ...راقب باب غرفة اخته الراحله ..وجهته المظلمه من الطابق ...لحظات صمت حتى اجاب الطرف الاخر ...أنخرط في محادثه عمليه وهو ينزل السلم ...
أتجه الى الصاله الواسعه ...ختم ابنه الصوت بأقترابه ...تجاهله وهو يجلس بجانب ابنته ....مرر يده على شعرها وهو يقبل رأسها ...
:
:
تأملت التصاق قميصه القطني الاسود بعضلات صدره الواسعه لم يغلق ازراره العلويه حتى منتصف صدره الذي لازالت قطرات الماء تعكس التماع الاضاءه على تضاريس صدره المشدوده ...
وقد غمرت رائحه كريم حلاقته الرجوليه المكان ....عضت شفتيها وهي تراقبه يمرر يسراه في شعره الرطب ...وقد غمرته مؤخرا خصلات رماديه بالكاد ترى ..لكنها لاتزيده سوى أسرا وجاذبيه ...
:
:
وما عمران الا غايه ...وما هو الا نهاية يوم لذيذه ...ثقافته ,,منصبه ..رزانته ..غموضه ..ميوله ...
متى ازدادت جاذبيته هذه ..؟؟انه اجمل واوسم بمراحل منذ ارتباطها به ...هناك تفاصيل قد نسيتها منه منذ ان هجرها في حقها منذ مده ليست بقصيره ....
رائحته ...حركه ساعده الايمن ليعدل ساعته ...تفاصيله الفخمه الصغيره الاسره ....انها متمسكه به لاخر لحظه انه سبب رفاهيتها هذه ومفتاح حياتها الكريمه ...
صحيح بأنها تشعر احيانا بأنها تستحق ان تملك شخصا افضل منه ...لانانيه حمقاء واعتزاز تحمله...لكن ايضا تخاف الا تخسره فلا تجد رجلا مثله ...ان مشاعرها ناحيته مضطربه لكنها تعرف بأنها تحب نفسها اكثر منه ...ومهما اقنعت نفسها بالاقتراب منه تبتعد اشواطا انه متعب وصعب لأي امرأه ...وهي تحب نفسها ودلالها ومزاجها كثيرا ...لا تقوى ابدا على مزاجيته وغموضه ...وبروده ...نعم انه بارد من ناحيتها للغايه ...لاتجد فيه حنان ...ابدا بالرغم انه لا يقصر ..لكنه ...لا تعلم شخصيته الصعبه ليست مفصله لها ابدا ....
:
:
تنهدت لسماعها صوته .....وما صوت عمران ....الا قصيده بدويه قديمه بكلمات جزله اصيله ازليه ...لم يزدها الزمن ترديدا الا غموضا و رزانه و تقديرا ..صوته ..يأسر بكلمات عشوائيه قد تصدر منه ..عميق ..هاديء لكنه جهوري ...يعطي في نطقه كل حرف حقه ..مخارجه ..مبحوح لكنه فخم ..صوته غريب ..لا يصلح الا لنطق كلمات الغزل الصريحه او لزعيم قوم قدير...صوته ..معظم غموضه واثيريته وألقه وجاذبيته في صوته الذي لا يوصف ...
وقد ازدادات وسامته السمراء مع سنونه التي قاربت الاربعين ببضع اشهر ..تعتيقا وفخامه و هامه صحيحه تسد مهب الريح من كل وجهه ..أسمر لا يشوبه الا تحول شيء من شعرات لحيته المشذبه للرمادي ..عظام وجهه الحاده ..ملامحه الجامده الجاده ..عينا الصقر السوداوتان الاتي يملكها ..والغموض ...كل الغموض الجاذب المنفر في ملامحه هذه ...أنه بدوي ...نبيذ صحراء الحجاز الابيه ...من صمد اسلافه مع كل شضف العيش بها ...
:
:
أقتربت منه مع اقفاله هاتفه وهو يلتفت ليحدث ابنته ..تجاهلها وهي يشارك ابينه احاديثهم واهتماماتهم البسيطه الصغيره ...فهما اجمل ماقد ملك ....واهداء ...غضن جبينه وهو يلتفت لها ....كانت تبتسم له ...
همس حتى لا يؤذي ابناءه ..."ماشاء الله اشوفك اليوم في البيت ؟"
:
:
أبتسمت له تخفي كل اكاذيبها ...."يعني فين حأروح .."
:
رفع احد حاجبيه المرسومه بحده بغير اقتناع من قربها منه ...."ما شاء الله .."
:
:
عاد للحديث مع ابناءه ...أقتربت اكثر وهي تطبع قبله على رقبته التي التمعت متأثره بقطرات الماء التي سالت من شعره ...
أستنشقت رائحته القويه المسكره ...ألتفتت الها مستهجنها وهي يبتعد عنها ...حنقت لرده فعله ...
فالاختلافات بينهم اكبر مما هي تفعله ....أمرت ابنيها بشيء من قسوه ...."ولد قوم انت واختك ابغا ابوك شويا ..."
:
:
وقف بطوله الفارع ....وهو يثنيه ...."لا يا ابوك ...أجلس انا طالع ...قالها وهو ينظر لها بتملل ...
:
:
راقبت خروجه وهي تقف لتلحقه ...تجاهله وهو يدخل غرفته ...رمى هاتفه على سريره ونزع قميصه ...وهو يجلس على طرف سريره سنعم بالسكون لحظات حتى تداهم غرفته ....
كما توقع فتحت الباب دخلت وهي تغلقه خلفه ...اقتربت منه بهدوء منه مبتسمه ..لا زالت تحتفظ بشبابها ..
لم تكن طويله ..وكانت نحيله للغايه ..وقد حافظت على هذا القوام كثيرا ...ملامحها طفوليه وهادئه ..الا انها تحمل مكرا كبيرا بداخلها ...وكما اعتادت منذ مراهقتها شعرها بلون أشقر فاتح للغايه يليق مع بياض بشرتها المبالغ به ...و قصه كشعر صبي في العاشره ...
:
:
كانت ملفته وجميله ..كمراهقه ...وليست كأنثى مكتمله ....
:
:
تجاهلها وهو يبعثر شعره بملل ويعيد ترتيبه وهو يأخذ نفسا عميقا ...أقتربت منه وهي تطبع قبله عميقه على شفتيه القاسيه ..
:
:
أبتعدت عنه تراقب تأثيرها ...كان ينظر الى الارض ..رفع كلا حاجبيه وكأنه يقول ..."حسنا ..."
:
:
مسح شفتيه بطرف باطن كفه ...."أش تبغين ؟"
:
:
قال جملته الخيره ببرود و انعدام لاي رده فعل ....حاوطت رقبته بكفيها وهي تجلس في حجره بخفه ....همست له وهي تلصق جبينها بذقنه ..."يعني ما وحشتك يا عمران ...."
:
:
أخذ نفسا عميقا وهو يحاوط خصرها بيديه القويه ...رفها وابعدها عن حجره ....وقفت وق\ اتسعت حدقتيها غضبا لردة فعله ...."عمران ..."
:
سند ساعديه على ركبيته وهو يشبك انامله ..."هنده اتوقع انا قلت لك ...متى ترجعين لي ....هنده انا قبل عمرك جيتيني وقلت لك لا ...."
:
:
زمت شفتيها وهي تعلم ماذا سيقول ...."لا ..."
:
رفع احد حاجبيه ...."تركتي المانع .....؟؟"....راقب تلعثمها وعندها اشار لها بيده ان لا تبرري ..."اكيد لا ..."قال جملته الاخيره بسخريه ..
:
وقف وهو يتجه الى الباب ...."متى ما اقتنعتي انه هذا الوقت لانك تحملين ونكمل حياتنا طبيعي تعالي لي...هنده عمر أميمه 10 سنوات ....وانا امهلتك كثير ...واتوقع انا وانتي ملينا من كثر ما تناقشنا بهذا الموضوع ...بعدين هنده ...الموضوع مو بس حمل ...."
:
:
أقتربت منه وهي تحاول ان تظهر لطفها لكنها لم تعد تحتمل ...."عمران انا ما ابغى احمل انسى احمل ...لا يمكن احمل ...وانت اصلا اللي مخلي الموضوع حساس ....واي موضوع ذا الي غير الحمل ممكن يكون ...."
:
:
رفع احد حاجبيه بتساؤل ...."هنده اوراقك مكشوفه ....هه؟؟مو علي انتي داريه انا اش اقصد ...."
:
:
بلعت ريقها بخوف ماذا وصله الان ...؟؟عندها نطق ذاك ...معددا ..."بأيش نبدأ يا هانم ...انتي موج ديره في الموضع اللي انا حاطك فيه ....مهمله بيتك ...على ما يشيلون يحطون الخدم ..اولادك ...علاقتهم فيك شبه منعدمه ...لان مو انتي اللي ربيتهيم او كنتي جنبهم ...انا ...انا..عمري قصرت عليك بشي...لا ..ولو قصرت فهو ردة فعل عليك ...أنانيه ..وسطحيه لابعد حد ....لين بغيتي شيء جيتيني ....وان تحققت مطالبك اختفيتي عني ..عمرك قلتي عمران يبغا ..لا عمران تعبان ...لا عمران مايرضا ...لا عشان عمران ....أبدا ...أنا بس بفهم انتي اش دورك بيحاتي انا وعيالي مو لاقي .....واللي فات فات ..ما ابغا افتح مواضيع اهداء الله يرحمها مره ثانيه بس عيب استحي توفت وانتي عمرك ماكان لك موقف مشرف معاها ...ومع هذا كله انا مقدر ان بيننا ولد وبنت ومتمسك ...كاره ...بس متمسك .....فحسي على دمك يا ادميه ...وتعدلي ....بعدين انا اعرف انتي ليش هنا اليوم ...ادري ...كنتى بتروحين جده مع بنات خالتك بس شفتيني الصبح جيت وكنسلتي ....صراحه اهنيك يعني صار لي قيمه ....هنده اتقي شر الحليم اذا غضب انا ساكت لك بمزاجي ...."
:
:
فتح الباب ..."ممكن ...."قالها وهو يشير بنظراته للخارج ....لو كانت تهتم له بدل ان ترتمي في صدره بكل انانيه ...لكانت انتبهت الى درجه حرارته المرتفعه ...الى احمرار عينيه المتأثره بصداعه ...
:
:
غضنت جبينها وهي تخرج بغضب....لأول مره يهاجمها عمران هكذا ...بماذا يشعر ....لم تهتم وهي تتجه الى غرفتها بغضب وندم بأنها تركت واستغنت عن الرحله مع الفتيات الى جده ....
:
:
لهذا هي تنفر من عمران ولا يهمها ابدا ....بل لحماقتها وحب الانا لديها وكبريائها وعدم تفهما للحياه الزوجيه ...لم تكتنف عمران يوما ابدا ...
لذي هو ايضا يحمل شيئا من الخطاء فقد ضن ككل شرقي عملي بأنه لا يهم ...ستتغير شخصيتها ما ان ترزق بطفل ....رزقت بالطفلين ...وابتعد هو اكثر مع نمو عمله واعماله ...وضن بأنه لا يحتاج لها ....لكنه مؤخرا قد مل منها حقا ....ولو كانت علاقته معها هكذا ولكن كانت افعالها مختلفه لرما احتملها ونسيها ....فهو لا يعطي أي اهتمام لوجود انثوي في حياته العمليه المليئه بالانشغال ....
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::
:
:
:
:
غضن جبينه وهو يستلقي على السرير ....عدل غطاءه وهو يتأمل الظلام ...انه مضطر الى هنده ...مضطر لها لن يذيق اطفاله ماذاقه هو من قبل ....
تذكر اخر حديث له مع اميمه ............أبتسمت له بتفهم ..."عمران كثير ناس ينفصلون وبتفهمهم اطفالهم ما يتشتتون ...عمران صحيح اطفالك مهمين بس انت كمان مهم ...و لازم تعيش مع شخص مقتنع فيه .....طلقها ...أو تزوج ثاني ...."
:
:
رفع رأسه لها ينهي النقاش الذي لا يحبذ ان يفتحه معه احدهم نهائيا ...."خاله اميمه صحيح انه مؤخرا فكره الطلاق منها تراودني ...لكن ...ما اقدر ...اولادي ياخالتي ...بأتحملها ...بس عشان اميمه ورافد ...عشان مايضرهم شيء ...انا اعرف اش يعني مرة ابو ...ابوي مع قوته وصرامته ماقدر يصد اذاها عننا انا ومتعب ....من حق عيالي يعيشون بكرامه ...."
:
:
:
ومافكره اصرارها على عدم الحمل الا تزيده نفورا منها ....لا يعلم لماذا هو يصر على حملها ...لا يعلم انه يحمد الله على ما وهبه ومقتنع تماما....لكن هناك فكره باطنيه حول حملها ....لطالما اعتقد بأقتناعها بتكرير التجربه قد تثبت له بأنها لا زالت تحمل ذره مسؤوليه واهتمام داخلها ...قد تجعلها جديره ببقاءها بجانب ابناءها ....كلما اقتنع باالانفصال عنها كلما اثناه التفكير في شعور ابناءه ...عمران الصعب المعقد المركب بالكاد قد ينطق بكلمات لخالته اميمه عما يريد ....لكنه يعلم تماما مايريد من حياته الا في نقطه ابناءه ....انهم نقطه ضعفه حقا ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تجلس بجانب اختها وهي منشغله في هاتفها وتسند رجليها على الطاوله..
....التمعت عينيها بسؤال ..."طيب كيف نروح بدر ....؟؟والبنت المسكينه هاذ هنا لوحدها ...؟؟"
:
:
غضنت اختها جبينها بملل ...."عنود انتي عندك اهتمام في الحياه هاذي غير الضيفه المجهوله ....؟؟"
:
كانت ستهم بالرد على اختها لولا نزول ابيها من السلم ..لحقنه في الخروج من المنزل ...ركب السياره امام الباب راقب ركوب ابنتيه ....
للحظه تفقد نافذه الملحق المظلمه الواسعه ...لقد وصى ايجا ان تتفقدها كل يوم ....يبدو بأن بقاءها سيطول هنا ...
فالوضع في الحد الجنوبي في اصعب اوقاته ...والحرب في اوجها ...الموضوع في يد وزاره الخارجيه الان ..
لكن يبدو بأن ما دفعه للهروب هو اشتباكه الاخير وكميه الديون التي رفعت قضايا وشكاوي عليه ليردها الى مستحقيها ...يبدو بأن الفتاه لم تكن حياتها سهله ابدا ...
:
:
نفث نفسا عميقا وهو يعدل غترته في المرآه الاماميه ....عندها لمح اضاءه الملحق تتسلل من وراء الستاره ....
كانت هذه اشاره له لكي يهم بأداره محرك السياره ...انه يشعر بمسؤوليه عسكريه اتجاهها ..أنها كأخر قضيه له قبل تقاعده المبكر ....
:
:
:
::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::
للتو دخلت الى بيت جدها وقد عم الهدوء المكان الا من صوت الجندب الوتير بين النخيل خارجا ...
تنهدت وهي تدلف الى غرفتها ...رمت بنفسها على السرير ..وهي تراقب شال امها التي طرزته بيدها على طرف السرير ....دمعت عينيها التي احمرت من كثرة بكاءها وتورمت ملامحها ...لأول مره منذ ان ولدت تبتعد عن امها .....
:
:
لقد تعلقت بها ...تودعها وتبللها بدموعها وتسرق رائحتها ...وتوصيها بنفسها خيرا ....لا تعلم كيف تصف مشاعرها هذه اللحظه ....أنها كمن ولدت من جديد ...ولدت يتيمه الام ....
:
:
قطع بكاءها دخول نصره ....التي لن تتركها في موقف كهذا ....أقتربت منها نصره وهي تبتسم لها بحنان ...هذا الحنان الغريب الذي لا يحمله سوى الامهات ....
فتحت ذراعيها لها عندها دفنت جوزيده نفسها بحضن نصره وهي تستسلم لبكاءها .....لم تنطق نصره فقط واستها بلمساتها الحنونه على ظهرها ...حتى هدئت وتيره انفاس تلك ...وانتظمت حركة صدرها ...الا من شهقات لا اردايه كل مده ......
:
:
:
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
على مائده الفطور ابتسمت لخاله ابيها بنظره ذات مغزى مع خروج ابيها من المكان ...بادلتها الابتسام .....وهي تلتفت الى نوف ...."ها حبيبتي نوف ....ما وحشتكم بدر ....أخر مره شفتكم وشفت ابوكم عيد الحج ....."
:
:
أبتسمت لها نوف ...."إلا ياخاله اميمه يعني اكيد بدر غير عندنا بس اقنعي عنود اننا ننقل هنا ....صراحه جده ملل ومالنا احد فيها ...."
:
:
أتسعت ابتسامه عنود الواشيه....."خاله اميمه ...."
قاطعتها نوف ....."خاله اميمه الشوربه مره لذيذه ...؟؟أأ وين بخوت ..؟؟..وحشتني ليش ماجات معاكي ...؟؟انا ابحها بخوت تذكرني بعمه اهداء وعمه قربى .....كيفو خالي صياف ...زمان عنه ؟؟"
:
:
تكدرت ابتسامه اميمه الصافيه ....."الحمد لله بخوت بخير ....وصياف حاليا في المانيا عنده مراجعات عشان عمليه في يده ...."
:
:
وبنبره الطفل الواشي استرعت تلك انتباهها ..."خاله اميمه تدرين ان ابوي ..."
:
غضنت تلك جبينها منتبهه الى ماذا ستدلي بهه هذه الصغيره ....اتسعت حدقتي نوف المهدده الى اختها راقبت اميمه نظرات عنود الى نوف التفتت الى نوف التي تصنعت البرود وتلاشت ملامح التهديد من وجهها ...أعقبت تلك بحماس واندفاع ...."خاله اميمه تدرين اني ابوي عنده ضيفه ومانعرفها وممنوع نتكلم عنها ...وهي في ملحق الضيوف حقنا ...وما تخرج وما معاها رجال ...ماعمرنا شفنا رجال اصلا ...يعني حتى ابيو بس يجي ينام ويفطر ويخرج ....المهم ...انا شفتها يخاله اميمه ..مره حلوه وشعرها اسود وطويل ...انا قلت اول شي يمكن بسم الله شيء مو كويس بس ابويا قال لا هاذي ضيفه ووضعها غير ومدري ايش ....خاله اميمه تتوقعين هاذي مين ؟؟منين ...؟؟خاله اميمه تتوقعين ابوي متزوج ....؟"
:
:
كادت اميمه ان تفقد وعيها لكل ما افضت به هذه الثرثاره الصغيره وقد اتسعت حدقتيها وهي بالكاد تفهم او تسوعب ما قد قيل لها للتو ....وهي تراقب الابتسامه البريئه تعلو وجه تلك...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
فتحت عينيها بكسل وهي منزعجه لاصوات الشارع التي كأنها تنام به من شده حدتها يبدو بأن سليم قد خرج وترك الباب مفتوح ...
الفتت الى السفره التي لم ترفعها بعد الفطور بكسل ....نظرت الى ساعتها انها العاشره والنصف تماما ...
وقفت متخبطه وهي تغلق جهاز التكييف ...أتجهت الى غرفتها بملل وهي تتذكر تلك المغدوره ....لقد خفت حرارتها منذ صبح اليوم ...لقد قضت خمس ايام في الفراش هل ستتجاوز هذا ؟؟...انها حقا ملت من رعايتها لها ....
:
:
صعقت عندما لم تجدها في السرير ..وغزاها الرعب والخوف اين قد تكون ...؟؟هل هربت ...؟
:
:
:
:
:
:
:
:
:
::
:
:
تخبطت في خطواتها الباحثه عنها ...حقيبتها لا تزال هنا ....تجمدت اطرافها وهي تراقب تلك تدخل الغرفه وقد لفت شعرها في المنشفه وترتدي ثوبا قطنيا قد التصق بجسدها متأثرا برطوبته ....
أرعبها برودها هل نسي ماحل بها ياترى .....؟ كانت في يدها تفاحه تقضمها بملل وكسل ...
كانت تتجاهل وجودها في الغرفه تماما ....
وبيدها اليسار كانت تجمع حاجياتها وتضعها داخل حقيبتها ....غضنت جبينها وهي تلمس طرف كدمة اسفل حنكها ..
:
:
لا ليست طبيعيه ابدا ....تسائلت بهمس ..."اش تسوين ....؟؟"
:
:
لم ترد تلك ...وهي تجمع اخر حاجياتها .....وتهم بأغلاق حقيبتها ......عندها هيا من فقدت عقلها من شده برودة تلك ...."بنت اقول لك اش تسوين .....اش تسوين ردي علي ...."
:
:
لا اجابه .....عندها حنقت هيا من برودها وتجاهلها القاتل .....وهي تهم بنزع الحقيبه من يدها ...."كلميني ردي علي مخك صار له شيء ...."
:
:
همست قربى وهي ترمقها بحدقتيها الرماديه ...."وخري عني ...."
:
:
عندها كان سعد يقف بالقرب من الباب .....عندما جلبه صوت اخته المرتفع ....."صحيت قليله الحيا...ليتني قتلتها وافتكيت ....."
:
:
التفتت له هيا ....."يا سعد الحق لمت شناطها ...."
:
:
اقترب منها وقد كرهته تماما قربى ....لن تفضح اوراق عمتها القذره لن يصدقها هذا المعتز الاعمى بنتائج حرمات بيته التي ضن انه يحميها بجهله ....
لكنها لن تبقى هنا لحظه اخرى ....لن تعود الى عمها عمران لكنها لن تترك حقها من هذا يضيع ...
:
:
عندها اوقفها ذاك وهو يدفعها ......"اقول انطقي بس....بتحسبين بأسكت لك واسيبك لهواك ...اللحين انتي مره متزوجه ...واحمدي ربك رضا بك وبماضيك الوسخ رجال ...اصلا اللي مثلك حتى سالم كثير عليها ....."
:
:
أتسعت حدقتيها الرماديه ...وهي تراقب قوله ....أهو حلم ياربي...؟؟ليكن حلم يا الله ...عن أي كذبه ومستحيل هذا يهرطق ....
:
:
فقدت الشعور ...وبالكاد تستوعب اين هي من هول صدمتها ....متلعثمه همست وكأنها تقنع نفسها ...."بس سليم وضعه مايسمح له يتزوج ...سليم مو عاقل ...."
:
أبتسم بسخريه ...."وهو في عاقل بيرضا بك ...."
:
بهتت ملامحها وهي تمني نفسها بحل جدير ...."الزواج ذا غلط ...انا ما وافقت ...الزواج غلط مايجوز ...حرام ...أنا بروح اتطلق من المحكمه ...الزواج ذا غلط ....."
:
:
نهرها ...."نعم لو تعرفين الحرام ما سودتي وجيهنا ....ياقليله الحيا ياللي ماتربيتي ...زواجك صحيح ..بموافقتك وبشهود وبكل شيء ....هيا احمدي ربك سترنا عليك ...الله يقطع ذا الوجه ....اخرجي من ذا البيت وانا الي اقتلك هالمره وارتاح منك محكمه قال ...." وقد كان رتب كل اوراقه القذره وزور موافقتها و راعى كذبته وسترها من كل جهه...
:
:
قالها وهو يختفي ...وقد تعلقت حدقتي تلك الغير مصدقه في الفراغ وذبلت اطرافها ...وجلست بلا وعي ..حتى انها نسيت كيف تتنفس ...
:
لقد انتهى كل شيء ....؟؟ لا فائده من الامل بعد اليوم ابدا .....
:
:
:
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::
لقد مر اسبوع أخر هادي خارجيا مفعم بالصراعات داخليا .....
جلست في صالة الملحق بملل ...وهدوء غريب يخيم على المكان ...لطالما كان هادئ ...ولكن هذا هدوء الهجران والوحده ....
:
:
كانت نسائم الجو جميله والرطوبه قد خفت ...كانت تنظر الى الحديقه بسرحان من وراء الستار ...التفتت الى الباب الذي فتحته الخادمه ...
:
:
سألتها لا اراديا عما يشغلها فقد أخذ التساؤل منها مأخذا عن ماذا حل بموضوع ابيها ...؟؟
"متعب موجود يا ايجا ...؟؟"
:
هزت تلك رأسها بالنفي ...."في سفر ....امكن يرجع 7 شوال ان شاء الله ...."
:
:
راقبت الخذلان على وجه تلك وهي تعود لتراقب الحديقه بعينان دامعه ...التفتت الى انشغال الخادمه الاخرى خلفها ....وقد غمرها الحزن اتجاه هذه الجميله ...."مدام ....تبغين فطور في حديقه ....؟؟"
:
:
لو سألتها في وضع اخر لاجابتها بنعم ...لكنها لم تعد ترغب بالخروج من هنا ابدا ....ألتفتت لها وهي تغلق الستاره ....هزت رأسها بالنفي ...وهي تجلس وتفتح مصحفها ....
:
:
اتجهت تلك الى باب الملحق وهي تفتحه .....رفعت تلك عينها بأستغراب هل كان مفتوح طوال الوقت ...وقفت وهي تقترب منها ...لقد كان مفتوحا ....
لم يقفله ....لا انها متأكده بأنه اقفله .....لا ...كيف سيكون موقفها ....لا بد بأنه ارسل الخادمه لتفتحه ...ذاك العسكري الخبيث ....لقد فتحه حتى يقنعها بانها هي من تريد البقاء هنا ....
:
:
نظرت الى الخارج ....وبخطوات متردده خرجت وهي تتجه الى العشب ....نزعت حذائها وتمددت عليه وهي تغمض عينيها ...ما ان لامسته حتى نسيت كل شيء ...
وهي تشهر بملمسه الرطب على بشرتها الناعمه ...ورائحته النديه المفعمه بالحياه ...والذكرى التى تحملها لها ....
لمره واحده فقط لامست فيها العشب عندما كانت طفله ....في مزرعه جدها المتواضعه في تعز ....
:
:
:
::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::
كانت سارحه في الفراغ ...تعيش في صدمه غريبه لاتفسرها ..كان سليم يستلقي في حيز فراغها الذي استحوذته بحدقتيها الرماديه المتعبه ...
:
:
دخل ماجد الصاله ...كانت كعادتها تغطي شعرها ...لكنها لم تستر وجهها عنه في دخوله ....تعلقت عينيه بحده جمال ملامحها النادره التي يراها للمره الاولى ...
جمالها أجج كرها ما داخله ....وبنبره يقصد بها اغاضتها ..." هيه ...بنت يازوجه الخبل قومي حطي لي سحور جيعان....."
:
:
لم تنظر اليه ولازالت تتأمل الفراغ ...وهي ترد عليه بشيء من حقد...." مو فاضيه لك ...."
:
:
صرخ بها ضعيف الشخصيه ذاك ...."اقولك قومي ياقليله الادب ...."
:
:
راقبت تنفس سليم الذي صعب و حدقتيه الخائفه تتعلق بذاك فالصوت العالي يخيفه للغايه ....وقفت وهي تأمر سليم ان يلحقها ...."سليم تعال المطبخ ...."قالتها وهي تراقب خروجه قبلها مسرعا وهي يبتعد عن اخيه بخوف .....
:
:
مرت متجاهله سبابه الوقح لها ....دخلت المطبخ ..وضعت لسليم أكله على الارض ...همت بترتيب صحن أخر لذاك ليتها تدس به السم وتراقب موته البطيء امامها وتنتف لحيته المزيفه ....
لم تجده في الصاله ...صعدت له بالصحن لاول مره تصعد لهذا الدور ....
كانت ستهم بطرق الباب ....الا انه ارتعب لوجودها وهو يدس صندوق ما اسفل سريره ....لم تعره انتباها وهي تضع الطبق بالقرب من الباب بملل ...صرخ بها ...."مره ثانيه دقي الباب ...."
:
:
رفعت احد حاجبيها وهي تنزل السلم ...."دقوا راسك بجهنم ...عنتالله على صوتك ...."
:
:
قابلها سليم بخوف وهو يتأملها ..."قربى في رحتي .....؟؟"
:
أبتسمت له بلطف ..."هنا يا سليم هنا ...."تنهدت وهي تمد يدها له ..."تعال كمل أكل ...."
:
:
سليم الشخص الوحيد الصادق هنا لاتنكر بأنها كرهت رؤيته ولكن لاذنب له البته ....سرعان مانسيت كرهها نحوه فهو الوحيد الذي يشعرها بأهميتها الان ....
هي تعلم ان شرعيا زواجها بها غير جائز ....لكنها لا شعوريا اصبحت ترى نفسها مسؤوله عنه فالجميع هنا يهمله حتى يكاد لا يُرى ....
:
:
والان ...سليم زوجها ...هذا الرجل الطفل زوجها ....لم تتخيل يوما كيف سيكون زوجها ...أو كيف سترتبط بأحدهم ..من الرجل في حياتها ؟؟
لطالما تخيلت حياه رتيبه وحيده هي سيده نفسها بها ...لم تتخيل بأنها يوما تحتاج الى رجل ...أو زوج ...
:
:
انها الا منهكه نفسيا ....منهكه للغايه ....لكن هذا لا يمنعها من السعي لحياه كريمه ....وعمتها هيا ...لأهذه الجبانه الحمقاء جزاء اخر معها ...فهي من وضعتها في هذا الوضع ...وابنها التافه الاحمق ....انه السبب في كل هذا ...
:
:
أخرجت نفسا عميقا وهي تراقب سليم يعبث في طبقه ....نهته عما يفعل ولم يستجب لها ...تركته يفعل مايحلو له ...
بالكاد تحتمل ان تجادل ابسط عقل في هذه اللحظه دون الانفجار ....
:
:
لم يتبقى شيء عن العيد .....رفعت عينيها للأعلى وتجاوزت السقف المتهالك وكل حواجز واسقف الدنيا وهي تطلب الله بنبره فيها كل شكوى ومعاناه وتفويض أمر ...."يا رب..."
:
:
:::::::::
::::
العيد بعد يومين ....رغم الشوق الذي يحملها الى ابنها العاصي الا انها لاتريد ان تراه الان ابدا ....حتى صياف لا يرد على اتصالاتها ابدا ....عساه ان يكون بخير ولم يدخل في نوبات عزلته الغريبه تلك ...
:
:
سمعت صوته في الخارج ....وقفت لتستقبله مبتسمه .....وبعد قيامها بواجب ضيافته ...لم تراه منذ زمن بعيد ...الوقور الغامض الاكبر متعب ....."ياهلا بأبو نوف والله .....وينك يا متعب زمان عنك ...؟؟؟"
:
:
أبتسم لها بوقاره الذي لا يليق سوى به ....."هلا بك والله يا ام وليد ....والله الحمد لله بالدنيا هاذي ...."
:
ترددت وهي تراقبه يضع فنجال قهوته على الطاوله ....ومن ثم يعدل غترته ....الا انها نطقت ...."متعب ...أنا اعرف انك مو زي عمران ولا يمكن تتكلم معاي بشيء يخصك ...يعني مو من زين عمران بس هه يقول لي كلمتين في السنه ......متعب انت تبغا تتزوج ...؟؟"
:
:
راقب قولها بملامح وجهه البارده الجامده ....بالكاد حرك نظرته عنها ...ارتجفت منه خيفه ...اللعنه انا اميمه بمقامي وعمري وكل مناصبي أخاف من هذا العاتي ....يا ربي لماذا هو مرعب لهذه الدرجه ...."خالتي ....قولي ...؟؟"
:
:
كلمتين فقط منه كانت كافيه لها بأن تبرر...."صراحه يا متعب عنود قالت لي عن البنت اللي حاطها في بيتك ....."
:
رفع احد حاجبيه .....وهو يهمس بصوته المخيف ذاك ...."ماشاء الله ..."
:
ترجته ...."الله يخليك لا تكلمها صغيره ماتفهم ....."
تجاوز رجاء خالته لا احد يتدخل بينه وبين ابنتيه سوى رفيده و قد غادرته منذ زمن ....أكمل وهو يقف ...."أم وليد ....أنا متعب العمران ...بس بذكرك ....البنت هاذي عقولتك ...هي انسانه الدنيا حدتها لي ..أنا بخذلها ولا بضرها يا ام وليد ...حتى انا لي بنات ....ويعني لو بأتزوج ...بجيبها بيت دس ..لا و الله لا اشرع بدر من بابها للباب ...وليلتين مايسكت عيار سلاح عمي ....مو انا اللي احد يتكلم معاي كذا ...كل عام وانتي بخير ...."
:
:
قالها وهو يهم بالخروج راقبت مكانه الخالي ....لقد خلفت اختها وحشين كاسرين لا يتركان لأحدهم فرصه حتى للمسهم ...يأولون الحديث قبل ان ينطق من فاه محدثهم ...
وانا ايضا حدثته كمراهق ....وكأنني اشكك به او الومه ....يا اميمه الحمقاء هل نسيتي من هم ابناء العمران ...
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لم تنم ليلا بالامس لشده حماسها لما سيحدث غدا ...وانتظرت الحناء على يدها لتجف استعداد لفرح ورده في الغد انها متحمسه للغايه تضعها للمره الاولى على يدها وكانت كما وعدتها نصره جميله ولاتزيد اناملها البيضاء الطويله الا رقه ونعومه....وما ان اغلقت الهاتف من امها حتى صدح المسجد بأذان الفجر ....
:
:
لحظات حتى عم الازعاج المكان ..ماذا الم يكن الامس هادئا ؟؟....كان لازال شعرها يحمل لفافته وترتدي بيجامته الكلاسيكيه الورديه ....
فتحت الباب فأتسعت حدقتيها كان المنزل يعم بكل عماتها وبناتهن وحتى حفيداتهن وبزوجات ابناءهن ....انها تملك واحد وعشرون عم وسبعه عمات بالكاد تحفظهم ....
كانت تمر بين الاطفال الذين يرتدون جزء من لباسهم فقط ...والفتيات يمرون بثيابهن البدويه الفخمه بحذر وهي مغلفه بين ايديهن ...
وفي كل ركن تركت مبخره قد اغرقت المكان برائحه العوده الفخمه القويه ...وفتحت الستائر على مصراعيها حتى يعم المكان نور الصباح قريبا ....
وصوت الصلاه في المسجد النبوي يصدح من الشاشه الكبيره في منتصف الصاله ذات الجلسه الارضيه يعم المكان ...
وقد جهزت الطاوله الواسعه في منتصفها بشتى انواع الحلوى الفخمه ...وثلاجات القهوه ...التي فاحت رائحتها المسكره حول المكان ...
:
:
كانت تتجه الى غرفه جدتها حتى سمعت صوت معد امام الباب يصرخ ....."ورده ...نصره ...طريق مهاب قفل الباب حق الدور الثاني ......"
:
:
نصره من كانت قريبه من الباب...أختبئت خلفه وهي تأمر الجميع ...."طريق لمعد يا بنات ....أختبئت خلف السلم الا ان مكانها هيأ لها رؤيه مايحدث وقد اجتمعن فتيات في شده الجمال امام الباب لدخوله ....تراهن للمره الاولى لا بد انهن اخواته من قطر ...راقبت حنانه وهو يقبلهن بحب ...ويرفعهن في حضنه ...ويتبادل التهاني معهم ...للمره الاولى تراقب فعلا اخوي في حياتها كلها ....
:
:
أبتسمت وهي تراقبه يمثل بأنه سيجر الباب ليفضح نصره خلفه ...وقد تبادل التهاني معها ...سمعتها وهي تبارك له بزفاف اخته ....."وكل عام وانت بخير يا ابو عبد العزيز ومبروك ما سويت لورده مقدما وعسى الله يوفقها ويسعدها ويرزقك بنت الحلال قول امين ...."
:
:
راقبت ابتسامته الجميله وهو يرد لها بكل حب ووقار ...."ويبارك فيك والله وعقبال طيف وفي ...."
:
:
الشهر هذا الذي قضته هنا لاحظت فيه علاقه غريبه تجمع نصره بمعد ...علاقه تراها للمره الاولى لربما هي جاهله بالعلاقات ...لكن معد ونصره حتى اسميهم تكمل بعض بعكس اخيها الغامض قليل الذكر مهاب فهي دائمه الحديث عن معد ....
فعلاقه هذان الاثنين ...وكأنه لا رجل في عينيها سوى معد ...وهو كأن لا امرأه يحترمها في الكون سوى نصره ...ليس أخين او عم وابنه اخيه ...او أي صله قرابه ...انهم كشخص واحد ...
:
:
:
صعد الدرج بسرعه وهو يهني الجمسع بصوته الجهوري الفخم ....راقبت غيابه وهي تجرى مسرعه لغرفه جدتها ...
كانت جدتها تبخر بشت جدها الذي هم بلبس حذائه ....اقتربت منه مسرعه وهي تقبل كفه و كتفه جبينه ....دعى لها بالرضا ....أه كم هي مغرمه بجدها ...نزلت لمستوى رجليه لتساعده في لبس حذائه ...نهاها بحب الا انها اتمت مهمتها ...."كل عام وانت بخير ياجدي ...."قالتها وهي تقف لتقبل رأسه ......ابتسم لها وهو يرد لها بحب ...."وانتي بخير وصحه وسلامه ...."
كانت جدتها تراقبها بدمعه فهي لاتصدق ابدا بأنها ستقضي عيدا جديدا بدون حده الفقد لأبنها رباح وقد ترك بينهم ذكرا له ....أتجهت الى جدتها تحتضنها بقوه وهي تستنشق رائحتها وعدت نفسها انها لن تبكي اليوم ....امطرتها بقبلاتها وهي تهمس لها ...."كل عام وانتي بخير ياجده ...."
عندها دخلت نصره ....وأخذت البشت من يدها لجدها الذي هم بالوقوف ....عايدته نصره بحب وفخر وهي تضع البشت على كتفه ....
:
:
لحظات حتى عم نور الصباح المكان وصدحت خطبه العيد واحتشد البيت بكل افراد العائله ....
راقبت نفسها لاول مره بالبرقع البدوي وجلابيتها الورديه الفخمه الثقيله التي عدلتها حتى تليق بها وبذوقها الناعم ....ورسمه كحلها البدويه التي علمتها نصره كيف تقوم بها ....
:
:
تأملت خطوط الحناء في يدها استنشقتها لأخر مره ....أبتسمت كطفله تلقى العيد لأولى مره ....وضعت من التوله التي اهدتها جدتها ...ومن ثم عطر عود اصفهان القوي الكلاسيكي ...عدلت بناجر الذهب الثقيله على يدها وخرجت ....
:
:
كان معد ينزل من السلم مسرعا توقف للحظه لمرورها ....أبتسم لها ...."حي الله بنت العم ...."
:
:
أتسعت حدقتيها العسليه بخوف ولم ترد عليه ..."كل عام وانتي بخير ...."قالها وهو يبتعد عنها خارجا ....
خجلت وقد غمرت رائحه عودته القويه المكان ....انه اخ مثالي حقا ...انه كما تخيلت يوما الاخ الاكبر بل افضل مما تخيلت ...
:
:
بعدما رفعت سفره الغداء وتكاسل الجميع ....
راقبت نصره التي عدلت فستان ابنتها بملل ...وقد اختبئت طوال اليوم خلفها خجلا من ابناء عمومتها ...وقضت معظم وقتها خارج مجلس جدتها ...أبتسمت لها ..."نصره اشبك يا روحي طفشانه ...."
:
:
تنهدت نصره ....."مدري يا جوزيده نفسيتي في خشمي شوفي طيف اش سوت في فستانها ...."
:
:
أبتسمت جوزيده لمنظر فستان طيف الابيض ووردات شعرها التي تبعثر حولها ...."حرام عليكي تجنن اتركيها تنبسط بالعيد ...."
:
:
قالتها وهي تتذكر كل اعيادها القديمه ...وقد اغلقت للتو من محادثتها امها ولأول مره تقضي عيدا بعيدا عن امها لكن بين اهلها وياله من شعور اكثر من جميل ....
:
:
تمللت احداهن من بنات عمتها منوة القطريات كانت اكثرهن خفه ظل ...."ياخي طول السنه مرزوعين بقطر وش ذا العيد اللي بدون لِعب ولا خاشين نشاطكم للزواج بكرا ...."
:
:
غضنت جبينها وهي تسأل نصره ...."أيش يعني لِعب ؟؟"
:
أبتسمت لها نصره ...."يالحضريه ...يعني رقص ..بس رقصنا نحنا غير ....بكرا ان شاء الله بعد ما ينزف محمد تشوفين اللعب على اصوله ...."
:
:
غضنت جبينها لم تفهم ماتقصده نصره ...."أها ...."
:
:
تسائلت مره اخرى ....."نصره ...اللي شعرها ولد اصفر والبنات اللي معاها والثانيه الحرمه الكبيره مين ....."
:
:
شرحت لها نصره بتفهم ...."اللي شعرها ولد هاذي تصير مرت عمران ولد عم ابوي والبنت الصغيره بنتها ...البنات التؤام امهم متوفيه برضوا يصيرون بنات متعب اخوه ولد عم ابوي ...البشوشه هاذي تصير اميمه هاذي هاذي ياستي بنت خاله ابوي يعني جدتي قوت اميمه بنت اختها وجدتي قوت هي اللي ربت صياف اخوها ...أميمه هاذي عسل هي مديره الجمعيه الخيريه في بدر هي حقت جدي واخوه رافد الله يرحمه عسل هاذي ام الكل ...."
:
:
أبتسمت جوزيده لذكر تلك الطيب ...."من جد مره تجنن ....بس لخبطتيني مافهمت من عمران ومتعب وصياف ذيلا ...."
:
:
أبتسمت نصره ..."عايدي اجيب ورقه اشرح لك .....أسمعي ..عمران ومتعب يصيرون اولاد رافد العمران اخو جدي صلاح طيب ...امهم تصير بنت اخت جدتي قوت ....بنت اخت جدتي هاذي ام صياف توفت وهي تولده وجدتي ربته ...تمام كذا ...صياف ومعد ومهاب زي التؤام ...فهمتي ..."
:
:
أبتسمت جوزيده ...."ايوا خلاص فهمت بس دايخه بنام ...عادي اقوم انام مواصله ...."
:
هزت نصره لها رأسها بتفهم وابتسامه حنونه ...."لا ياروحي قومي نامي عادي اساسا الكل بيقوم ينام بس قفلي غرفتك لان لو استحلوها مستحيل تعرفين تعيشين ..العام احتلو غرفه مهاب ...رجع العيد اخر الليل انصدم ...تشوفينه مقفل الدور هذا العيد ...."
:
:
كشرت لذكره ...لا يعجبها هذا المهاب المتعجرف ابدا ....وقفت وهي تستأذن من جدتها للذهاب الى غرفتها ...وقفت وهي تستأذن من جدتها للذهاب الى غرفتها ...وقفت وهي تستأذن من جدتها للذهاب الى غرفتها ...لقد كان يوما جميلا للغايه والجميع يوعدها بغدا أجمل ...
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
اليوم العيد حقا ....لكنها لاتشعر بأي شعور ...كما مر بها كل عيد الا ذاك العيد القديم الذي قضته في تعز ...
:
:
قررت بأنها اليوم لن تحزن أبدا ....أخذت القهوه والحلوى التي اتت بها الخادمه للخارج ...لازال شعرها رطبا ورائحه جل استحمامها بالكرز ينعشها ....
أرتدت بيجامه قطنيه ببدي وشورت خفيفه ....فكل المشتريات التي اشترتها لها الخادمه يبدو بأنها معتاده على التسوق مع الفتيات ....مادامت هنا لتعيش هذه الرفاهيه قليلا ...لتصبح انانيه ولو للحظه ....
وقفت امام الكتب التي لم تصف الا لجماليه الديكور ...لم تفكر ان تفتح احدهم .....طوال شهر رمضان لم تفكر ان تفتح غير مصحفها كتابا ...
:
:
أخذت احدهم ...كانت جميعها اعمال ادبيه ...بنسخ فخمه ومذهبه اطراف جلد غلافها الاسود ...
لفتتها الثلاث كتب الضخمه اعلى ديكور المكتبه جرت الاول .....أبتسمت وهي تقرأ أسمه ...أنه كتاب اسطوره لم تقرأه يوما لانه لم يتوفر لها ....
فتحته ...."ألف ليله وليله ...."
خرجت للحديقه وهي تفترش العشب اسفل العرزال الظليل ....ونظام التبريد للاماكن المفتوحه يلطف الجو كل لحظات ...فتحت الكتاب واسرها الى عوالمه بأول سطر....
عوالمه ...الخياليه ...شهرزاد الحكيمه وشهريار المأخوذ بها وبقصصها ...لج بحرها ..وطواغيتها وغيلانها وحسناوتها وابطالها الخرافيين .....
:
:
كانت بالكاد تتحرك كل مهله ...وقد سعدت أيجا بخروجها وابتسامتها وضحكتها تاره يالها من جميله ...
حتى انها جلبت لها الغداء والمرطبات في الخارج ....
:
:
مدت ساعدها تتوسده بجانب الكتاب الثقيل الضخم ....وقد اخرجها كتبا وقصه قديمه من زمن الخرافه من حزن عميق قد أكل روحها ....وما الصديق الوفي الذي لا يعارضك ابدا الا صفحه كتاب صفراء قديمه ...
:
:
:
وكان اليوم اجمل عيد قد مر عليها بعد العيد الذي قضته مع امها في تعز منذ زمن بعيدا ...لأنها قررت انها ستكون سعيده اليوم ولن تفكر الا بساعدتها ...وقد كانت سعادتها كتاب ...
:::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لقد خرجت صلاة العشاء للتو ....ولازال المنزل يعج في الازعاج و الفوضى ....كان الجميع مجتمعا في الصاله الداخليه وقد ههمن بالاستعاد للغد اما بفستان يحتاج الى تعديل او قرارت جماليه لم تتخذ بعد ....
حتى فتحت الجده باب غرفتها بعنف ....راقبت جوزيده الوضع مبتسمه وهي تستمع الى تهديد جدتها المضحك وهي تحمل خيزرانه في يدها وكأنها توبخ اطفالا ....."لعن ابو قله ادبكن .....نامن ...انخمدن ....وراكن ليل ...وراكن زواج ...والله لا اصحيكن الفكر بالخيزرانه هاذي ....نامن...رقدن عيالكن ...عسى كل وحده تجيب غير ولدها عشره ....الا يا قيلات الحيا ...."
:
:
:
غرق المجلس في الضحك لم تطيق معهن صبرا وهي تضحك لضحكهن ....دخلت الجده غرفتها ولم تغلق الباب ....صرخت بهن ابنه اصغر عماتها ...."بنات جدي في ...."
:
:
عندها وقفن وهن يتعثرن بخوف ما ان قالت اسمه ....اطل ذاك مع باب غرفه جدتهن وهو يرتدي ثوب نومه الرمادي ....وكلمه واحده قلها كانت كفيله بأن يختفي الجميع من الصاله ...."يا بنت ...."
:
:
عندها تحركت بهدوء لتتجه الى غرفتها وهي تمر أمامه بخجل وتكتم الضحكه ....كان منظرا مضحكا كفسحه مدرسه ....
:
:
أبتسم لها ...."ياوليدي نامي لا يصلفون بك ذيلا ...."
:
أبتسمت وهي تقبل جبينه ..."حاظر ياجدي ....."
:
:
واسرعت خطواتها لغرفتها التي قفلتها جدتها مبكرا واعطتها المفتاح خوفا على راحه ابنه ابنها من اقتحام البقيه لها .....اللاتي احتلين جميع غرف المنزل واركانه .........
:
:
أه انها سعيده بكل لحظه سكون او ضجه تمر بهذا المنزل الكبير المفعم بالحياه ...وما يزيدها سعاده هو رضا امها التام عن وضعها هناك وهي تشاركها كل يوم بقصص الحي ومن قابلت من طفولتها واقاربها ....
:
::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أنتهى يوم العيد بلا أي فعاليه تذكر انهم حتى لم يبتاعوا الحلوى له ....لكنها البست سليم ثوبا نظيفها وقصت له شعره واغدقت عليه من عطرها ...
:
:
أي نوع من البشر هذا الذي لا يفكر ان يفرح بيوم شرعه الله لنا للفرح به ....فهو أقترن بفرحه دخول الجنه للصائم ....
لكن أي انسانيه قد يستوعب هاؤلاء الوحوش البشريه المجرده بالمشاعر ....
:
:
:
نزل ذاك من السلم ....وبسخريته الحمقاء التي لا تليق برجل ابدا ....."هه وش رايك بالعيد يا مره الخبل ....مافي هدايا ومنافع قطعها عنك اللي سوى عمي سعد ....يالرخيصه ...."
:
:
اتسعت حدقتيها حقدا وهي تقف تراقب اختفاءه ....."علي يا ماجد ...والله لا اعيد فيك ياولد عمتي ....."
قالتها وهي تصعد للأعلى وفي عينيها الف قصد ومغزى .....
:
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
هذا وقد كان الجزء الحادي عشر ولي بكم لقاء قريب ان شاء الله ....
:
:
الحمد لله لقيت لاب توب شغال بس كل شوي يطفي ويمسح شغلي اكتب سطر واحفظ ...المهم اعذروا الاخطاء الاملائيه الجزء ذا انكتب مرتين وانلغى لكن مصره يطلع بالمستوى اللي انا اتمناه ....
أي سؤال او تواصل على حساباتي /
Twitter:@welada113
Instagram:welada113
Snap:welada113
BIN:5A1024FB
الكاتبه / مشاعل الحربي
و رجاء كل الرجاء اكتبوا لي في الخاص في انستغرام و تويتر عشان اقدر ارد عليكم ...اما السناب فدايم احاول ارد ...شكرا ...أحبكم ....
أسفه على التأخير ...
:
:
:
|