لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-16, 07:47 PM   المشاركة رقم: 376
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2011
العضوية: 232664
المشاركات: 436
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 628

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنت أرض الكنانه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بنت أرض الكنانه المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
Dancing رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كيلوبتراء مشاهدة المشاركة
   💕💕💕💕💕💕. حمامة الأرباش 💕💕💕💕💕💕
🌹🌹أختي العزيزة بنت أرض الكنانة🌹🌹
ماشاءالله تبارك الرحمن على ابداعك في هذه الرواية الصعبة
ولكن في نفس الوقت سهلة في تسلسل الأحداث و
صراحة أسلوب كتابتك مختلف وشيق مع ان الرواية فيها الكثير من المشاكل والانتقام ولكن ليست كئيبة
وحبيت المفأجأت وتقلب الأحوال في الأحداث والشخصيات
أما بالنسبة لأبطال و بطلات الرواية ،،،، المساكين ولا شخصية مرتاحة في هذه الرواية هههههههههه
البنات قمة في العناد وكبت المشاعر والهروب الدائم من حل المشاكل
الشباب قمة في الانحراف والخيانة و الغيرة المريضة على زوجاتهم والعقد النفسية
الوالد شمس التبريزي
زبرجدة وسلمان
ناصر وشفاء
قيثارة وشكري
وتوت والسلطانة
تبر ومصطفى وأولادهم منصور وياقوتة
سلام ووليد
منصور وبسنت وساندي
علي وملك و انجيلا
مارسيلا وأدامز وألفونسو

صباح وشاهين
ريحانة صديقة زبرجدة في السجن
الضابط سيف وسامح
العميد رؤوف
أزاهير وأحمد وبناتها التوأم ملك وانجيلا
أزاهير وزوجها الحالي مسعد
بسنت ابنة ريانة وبشير
أمورة ابنة ملك
محمود وأم محمود وزوجها الحارس المتوفي
السلطانة وزوجها الشاب سعيد
كريمة خادمة السلطانة
تومة ابن زبدة
رحاب جارة توت
حليمة وخديجة
أمل الصديقة الخائنة لاعمار زبرجدة
زبيدة
الصديقي
🌹🌹أختي العزيزة بنت أرض الكنانة🌹🌹 روايتك جميلة واسمك اجمل وأتمنى لك التوفيق وإلى الأمام دائماً
وحافظي على قلمك الجميل وخاطري تكتبين قصة رومانسية ودمتي في رعاية الله وحفظه وفي انتظار الفصل القادم بكل شوق وحبة 💕
🌹🌹أختك كيلوبتراء🌹🌹

اهلا وسهلا نورتي كيلوبتراء
انتي اول حد ينتبه لكونها صعبة ومجهدة حتى بالنسبة للتفكير فيها
انا مش بحب القتامة لكني تورطت في عدة افكار قاتمة
ما حدش يرتاح ويايا لازم كلهم يتعبوا ويلفوا حوالين نفسهم
سلام عنيدة بس مصيبة هي الاستثناء لقاعدة هروب البنات من المشاكل هنشوف
مش كل الشباب عندك سلمان يا عيني نسمة جنب زبرجدة هي المفترية عليه
توما زوج السلطانه وخديجة هي ساندي
بس اسمحيلي اهنئك ما شاء الله قدرتك على حفظ الاسماء قوي حتى بالنسبة لناس تم التنويه عنهم لمرة واحدة
شكرا لرايك هي رواية متشعبة وانا من ضمن ناس ما بحبش الروايات المتشعبة ولكني تورطت في الفكرة
خاطرك في عيني بس تبر ومصطفى رومانسيين خالص
عموما ربنا يحييني واخلصها على خير وساعتها هشرع في كتابة رواية محدودة الابطال وفكرتها رومانسية ومش طويلة
اسمك احلى
ممتنة لكي كيلوبتراء ردك المسهب الجميل

 
 

 

عرض البوم صور بنت أرض الكنانه   رد مع اقتباس
قديم 12-01-16, 04:35 PM   المشاركة رقم: 377
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2011
العضوية: 232664
المشاركات: 436
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 628

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنت أرض الكنانه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بنت أرض الكنانه المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر

 

 
 

 

عرض البوم صور بنت أرض الكنانه   رد مع اقتباس
قديم 12-01-16, 08:59 PM   المشاركة رقم: 378
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2011
العضوية: 232664
المشاركات: 436
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدابنت أرض الكنانه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 628

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنت أرض الكنانه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بنت أرض الكنانه المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر

 

السلام عليكم
ممتنة لكي نجمة ساطعة
ممتنة لكي كيلوبتراء
ممتنة لكي honayda
اتمنى تصلي لحيث نقف الخاشعة
ممتنة لكل رد جميل
اتمنى اخلصها قريبا على خير
البارتوت الاول من الثالث عشر
سانتظر رأيكم وتوقعاتكم فلا تبخلوا بها
ارق التحايا لكم

سلام
بيني في الحب وبينك ما لا يقدر واش يفسده
ما بال العاذل يفتح لي باب السلوان وأوصده
ويقول تكاد تجن به فأقول وأوشك أعبده
مولاي وروحي في يده قد ضيعها سلمت يده
ناقوس القلب يدق له وحنايا الأضلع معبده
وليد
ولي طفلة جازت العشرين كبعض الملائك أو أطهر
بعينين في مثل قارورات العسل وسنين يا حبذا الجوهر
تسيطر عليّ بصفائها فأجحد بها وأحاول أن أهرب
حيرانٌ ففخ الحب مُرْدِي وأنا يجب ألا أذعن
ما بالي قد هويت امرأة ينبلج الصبح من ثغرها وتستوطن الأفراح أغاريد صوتها
لو كانت صفد سأحطمه ولو كانت روضة غَنَّاء فمن أين لي الفكاك
" لا يروقني ولوجك للبيت في مثل هذا الوقت المتأخر... إن ألحَّ عليكِ التسوق فكان يجب أن تستقلي السيارة.... الأوبة عن طريق وسائل المواصلات غير آمن أبدا في مثل ذلك الميقات"....
يبدو مستهجنا وممتعضا من عودتها المتأخرة.... أَسْرَفَ وقته في انتظارها.... لمَ لم يستمتع به مع الساقطات اللواتي ولج لأحضانهن... لماذا وثقت به ومنحته تفويض ليتصرف في إرثها... ما الذي كانت تريد أن تثبته لنفسها... أنه سيراعي أموالها ولن يخذل حبها... أكانت تدفعه لكشف أوراقه سريعا أم كانت متأملة أن يكون الهوى الذي لطالما سخرت منه بل وأحيانا اشمئزت من تأثيره على من يعتريه حقيقةً ساطعة... وليد ذلك العربيد ستتركه قريبا ولكن والحطام محاوطه... لقد كانت تتوخى الحذر تجاه الحب طوال عمرها ولكنه أحالها حمقاء معتوهة على يده ولذلك ثمن باهظ سيدفعه.... حسنا ليلهو مع الساقطات ليهدم محراب مقدساتها... ليحتفظ بتسجيلات معيبة لابنة عمه وزوجة أخيه ليتسلى بها منفردا.... لقد أوقعت نفسها حبة دراق طازجة بين يديه.... لقد خالفت معتقداتها لأجله.... وضعت ثقة في شخص غير جدير بها.... حسنا هو نعتها بليمونة لاذعة مسبقا وهي ستحشو ذلك المذاق صرفا في ثغره ليرفع غصة دائمة في حلقه.. ستلقنه درس عمره ثم تنفض يدها منه....
نهض من مقعده غير مستوعب حالة الوجوم التي اعترت زوجته.... هي هادئة جدا وعيونها فقط هي ما يُظْلِم في وجهها.... متسمرة البصر عليه وكأنه تلاقيه لأول مرة في حياتها....
اقترب منها وأحاط ذراعيها بيديه وسألها مناوشا :" ألن تريني الأشياء الأنثوية التي ابتعتيها؟!!"....
نقل بصره على يديها كانتا فارغتين فقط حقيبتها الصغيرة والتي يستحيل أن تسع مشتريات مثبتة على كتفها....
تمتمت وهي مقطبة الجبين بعدما أطلقت تنهيدة :" فقدت كيس المشتريات... لا أدري أين نسيته تحديدا... "....
هدهدها :" حسنا لا داعي لذلك العبوس... بإمكاننا أن نخرج سويا غدا لتبتاعي ما تشائين وأنا سأخالف طبيعتي الرجولية وسأتحمل إهدار الوقت في التسوق ولن أتذمر".... كان يمازحها....
أعلنت وهي لا تلبث متجهمة التقاسيم :" لا... لم أعد أرغب في التسوق... أريد أن أسافر!!!"
سألها متوجسا :" أين؟!!!"
ازدردت ريقها وأحادت ببصرها عنه وأعلنت وعودها ينتفش وأصابعها تشتبك:" اشتقت لرحلات السفاري خاصتي... الوقت الوحيد الذي كنت أشعر فيه بالراحة تنتابني كان الوقت الذي أقضيه منخرطة فيها.... تلك أيامي الخوالي وأنا أريد استردادها.... والحمد لله لم يحدث حمل يعيق مخططاتي فأنت اقترحت تأجيله وأنا لبيت رغباتك... "....
غض الطرف عن اتهامها الصريح له برغبته في أن يؤخر الإنجاب منها إلى أجل غير مسمى
كتفت ذراعيها أمام صدرها وأبلغته بصيغة الأمر الواقع وهي شامخة بأنفها:" أنا حجرت بالفعل سأسافر شرم الشيخ أولا ومنها سأنطلق لجنوة وباريس".....
عقد حاجبيه وأعرب ساخرا :" لا أدري لمَ يوحي لي كلامك بأن تلك المخططات لا تشملني...فأنا لا أعتقد أنكِ حجزتِ لي خلسة رغما عن أنفي...."
واستطرد وشفته تلتوي تهكما وهو يدور من حولها :" وسيادتكِ أصدرتِ القرار معتبرة زوجك مقطف... ليس له أدنى حق في رفض مخططاتك"...
التقت عيونها بخاصتيه وعقبت وهي تطلق تنهيدة تذمر :" أنت تطلق أحكاما غير صحيحة عني... مخططاتي تشملك.... لو تريد أن تنضم لي على الرحب والسعة... وأعتقد أن رجل بقامتك المديدة وبعراضة منكبيك ليس مقطفا أبدا.... لا أحب أن تقزم من نفسك ولو حتى في ثنايا حديث وإياي".... تفوهتها بنعومة مريبة....
أجبرها على التداخل معه بصريا وسألها متوجسا من حالها :" ما الذي طرأ عليك اليوم"....
راوغت حتى اقتحم عقلها جواب مجحف في حق شقيقها :" أخي يبسط نفوذه على الشركات.... والنسبة التي ورثتها من أمي متجمدة تماما فلا أخي يعطيني أرباحها ولا يرتضي شرائها مني فأنا لن أبقى في شركة تحمل معظم أسهمها تلك السوما ..." وبترت الجملة كي لا تكشف ستر عائلتها لحقير مثله ستغسل يدها منه قريبا جدا
هدهدها :" باقي إرثك من أمك كبير وتحت سيطرتك فلمَ تعولين على تلك النسبة كثيرا.... بإمكانك التفاوض مع أخيكِ وستصلان لأرضية وسط تقفان عليها.... أحسب مصطفى يعدك كابنة له أكثر من شقيقة ومهما بلغت سيطرة زوجته عليه سيحن لكِ فأنتِ لحمه ودمه"....
رددت قائلة بتذمر مبدلة دفة الحديث :" في بداية زواجنا كنت تقريبا مقيما معي بصفة دائمة... لا تفارقني أبدا.... منذ استسلمت لمحاولات أبيك وأخيك ليعيدوك لحقل الأعمار وأنت صرت تهملني ولم تعد تهتم بي... أنا أريد أن أستجم وأريح أعصابي... أشعر أني كنت صغيرة على الزواج وذلك الالتزام يقيدني ويرفع ثقلا على كاهلا.... أنا أبتغي فسحة من الحرية لأتمكن من التقاط أنفاسي.... أيصعب عليك أن توافقني على شيء ستكمن فيه راحتي؟!!!!"
دار من حولها وهو مازال مرتاب في أمرها وتفكه عليها قائلا :" وقلبتِ الأمر ليصير صيغة لوم توجهيها لي.... كم أنتن بارعات يا معشر النساء.... حتى أنتِ يا سلام مراوغة ومكيرة وزئبقية لا أكاد أستوعب دوافعك ومبررات تصرفاتك"....
تبرمت سلام معربة وهي تشوح بيديها :" أنا أيضا لا أستوعب المرارة التي نطقت بها كلماتك الأخيرة.... ولا أفهم لمَ تُشْعِرَني أنك محبط وخائب الأمل في... هل أنا جاريتك الحبشية التي ابتعتها لتصير مقصورة في بيتك لا تغادره أبدا.... أنا أطالب بإجازة زوجية وذلك حقي.... لقد أُلْقِيَت عليّ مسئوليات بيت على حين غرة.... لقد اعتدت الحرية ذلك التقيد يخنقني.... أريد أن أتفاهم مع نفسي بعيدا عنك قليلا... أحسبني كنت زوجة مطيعة طوال الشهور المنصرمة... كنت متفانية في إحالة بيتك لجنة لكي تميل نفسك للأوبة له وتهفو روحك للإقامة فيه... لو تريد أن ترافقني لا بأس... وإن كان من سيصحبني فيها مجموعة من الشباب والبنات من نفس عمري ولا أظنك ستستريح معهم فنحن غادرنا للتو المرحلة الجامعية ومازالت نفوسنا مشربة تفاصيلها وتفكيرنا لا يتناسب مع من اختبر معترك الحياة"....
كز على أسنانه وقبض عليها كاتما تميز غيظه منها بشق النفس:" أنتِ تعتبريني عجوزا على مجاراتك أنتِ ورفاقك"....
وتهكم عليها بقساوة مردفا :" أظن أنكِ تأقلمتِ معي جيدا طوال الفترة المنصرمة.... لم يبدو عليكِ تبرم وضيق سوى اليوم"....
علقت بفتور وهي تمط شفتها وتعقد ذراعيها أمام صدرها:" حسنا لكل شيء بداية!!!!!"
حدجها برمقة احتقار وعقب قائلا :" إذاً لم تكوني تقومي بتسوق من الأصل.... كنتِ تتسكعين مع رفاقك القدماء.... صبيان وبنات.... وقررتم في نزوة استبدت بكم أن تعيدوا أيامكم الخوالي غير عابئين بوجود أشخاص آخرين في حياتهم لهم حق الاعتراض على تهوركم ونزقكم".....
هبت قائلة مستنكرة وهي تشير لصدرها بيديها :" أنا متهورة ونزقة..."
وتمالكت نفسها وقالت وعيونها تزداد قساوة وعتامة :" معك حق.... أنا رخصت نفسي بزواجي منك دون موافقة أخي.... ذلك القرار الوحيد الذي اتخذته بتهور ونزق.... وبالنسبة لرفاقي من الصبيان فأنا لا أحتك بهم أصلا لأني محترمة ولكن صديقاتي المحترمات أيضا ولكن اللواتي لديهن قناعات مختلفة عني يخالطونهن بشكل متحضر ولا ينتقص من قدرهن...."....
تململ منها معربا :" ما بكِ اليوم يا امرأة.... كان البيت جنة بالفعل ولكنك اليوم تحيليه جحيم.... ظننت أنني فهمتك ولكن يبدو أنكِ متقلبة المزاج ومجنونة... أنتِ غير صريحة أبدا.... في البداية قلتِ أنكِ ترحبين بمرافقتي لكِ وتغيرت الصيغة لتصير إجازة زوجية أي إجازة مني أنا...".....
وتحجرت عيونه قساوة عليها وتلفظ بغلظة:" افعلي ما يحلو لكِ أنا لا أبالي"....
واستطرد باعتداد :" وإن كنتِ تظني الزواج قفصا بالنسبة لكِ فهو بالنسبة لي شيء مقيت.... كان كذلك وسيستمر كذلك.... لا تحسبيني سأتشبث بكِ أبدا... أنا أيضا أريد إجازة منكِ.... وأنتِ مجرد امرأة عادية.... ملامحك ليست خلابة للدرجة.... قوامك ليس متناسق مقارنة ب....".....
ناشدته بصوت متحشرج وغصة ترتفع في حلقها :" لا تردف..."
وتشابكت معه بصريا وهي تستطرد مغالبة عبراتها :" أعرف أني لست مميزة للدرجة.... ولكنك شرير جدا لتجعلني أظن أنني كذلك على الأقل بالنسبة لك وأنت نافر ومشمئز من ملامحي وقوامي في الحقيقة أو على الأقل لست راضيا عنهما"....
أحجمها عن الهروب لحجرتهما لتوصد الباب خلفها.... واحتجزها بين أضلعه متمتما لها وأنفه يستنشق عبير شعرها :" من ينتهج اليوم سلوك شجار للبيع... أنا أم أنتِ.... من يتصرف اليوم بغموض ويعمق هوة بيننا على شيء لا أفهمه.... لو تريدي الرحيل عني لفترة أنا لن أمانع.... ولكني أريدك أن تعلمي شيء أنتِ مميزة جدا بالنسبة لي... وأنتِ أحلى ظبية شاهدتها أعيني.... وأنتِ أثمن مقتنياتي لأنكِ من لحم ودم تتنفسين في اختلاجاتي"....
أحاط وجهها بأكفه وأردف وهو متواصل معها بصريا :"وجمالك الداخلي قبل الخارجي هو ما يأسرني.... أما حسنك وبهائك فهما أسطورتان في حد ذاتها.... حسنكِ ظالم يا سيدتي له نهكة لاذعة تُفْقِدني صوابي تماما"....
أعلنت متبرمة ومبرزة شفتيها :" نكهة الليمون"....
أردف فورا ومحياه يطلق سراح ابتسامة طفيفة حالمة :" الغارق في محيط السكر"....
أعربت ممتعضة وهي تشيح عنه ببصرها :" لكَ تشبيهات تزعجني!!!!!"
وأولجت بصرها إليه وأعلنت بجدية وسيماؤها متجهم :" حسنا أنا سأرحل عنك لفترة وجيزة وأنت لا تمانع وهذا جيد".....
سألها مشاغبا :" حسنا سيدتي الوقورة ألن تفردي سحنتك قليلا فلقد تم لكِ ما تريدين كما أنكِ ستشيبين سريعا هكذا لو استمررت في التشبث بزي العبوس"....
ردت بغتة منتهزة فرصة كلامه:" ليس هذا ما يقلقني.... هناك أمر آخر يشغلني حيال جسدي..."
عقد حاجبيه غير مستوعبا :" ماذا؟؟؟"
غضت الطرف عن حيرته من قولها وأعربت مجفلة إياه :" دعك من كل هواجسي وهواجسك حيال جسدي.... هل أنت مغرم بي؟!!!"
_______________________________________
كم تجرّعنا هوانا
ولقينا في هوانا
فهو نصلٌ مستقرٌّ
ولهيب لا يداني !
يا حبيبي هدأ الليل
ولم يسهر سوانا
لا الدجى ضمَّد جرحينا
ولا الصبح شفانا
حليمة
لم يكن بقاؤهم في مصر أمر مخططا له، كان ينبغي لناصر أن يقنع أعمار زبرجدة بالرحيل معه ويغادروا كلهم البلاد إلى اللاعودة، ولكن أعمار يبدو أنها غير عابئة برمقات الاحتقار التي يسددها لها المجتمع الذي تعيش فيه، واللاتي دفعتها ولا ريبة إلى الإحجام عن الخروج من الدار الذي يعزلها فيه سلمان، بل لربما فكرة المروق من البيت لم تطرق لبها من الأساس، وفي النهاية فأعمار زبرجدة متبدلة عنها لا يمكن لناصر أن يبقيها معه عن طريق الابتزاز والتهديد، لقد قررت حليمة قديما أن تكون قربانا ولكن مكوثها في مصر عذابا، رأفت تزوج تلك الممثلة الخليعة وكأنه يتحداها ويثبت لها أنه غير عابئ بعودتها للبلاد، تبا له لقد عاش أعزبا لسنين لمَ انتظر عودتها ليعربد على جراحها ويذكرها بإخفاقها في قصة حبها، لو كانت زوجته فتاة محتشمة حيية لهان الأمر عليها وتمنت له السعادة ولو مع غيرها ولكن سوء اختياره يخز فيها وذنبها حياله يحرقها في كل أوقاتها، إنها لا تطيق تلك الأعمار الصغيرة، إنها تمقتها رغم كل محاولاتها لتحبها وتؤدي دور الأم الحنونة لها، ولكنها ببساطة تبغضها إنها قبس من الشيطان ناصر، تحمل كل صفاته التي تكرهها، دارت بعيونها عن محجريهما متأملة تلك الحجرة الباردة التي تضيق عليها لربما تكون فعلا فسيحة وشاسعة لكنها تخنقها، ناصر ذلك الداهية يبتاع كل ما تصله يداه ويسلك منوال من يمقتها بكل قواه، كانت مستلقية على سريرها متكورة على نفسها تحمي كينونتها من لسعات البرد العاتية التي تحدق بها من كافة الاتجاهات، وتململت من خنوعها لدور الضحية ألا يمكنها الاستمتاع بتلك الحياة، وهبت من رقدتها ساخطة على ركونها للعزلة خلف أسوار الحياة والتقطت جهاز التحكم عن بعد وشرعت التلفاز وشهقت مشمئزة حينما ارتطم بصرها بمشهد خليع تؤديه من جمع الرباط المقدس بينها وبين رأفت، لم يتسلل لها ولو نذر ضئيل من الشماتة برأفت فهو ساوى بينها وبين تلك الوقحة حينما أعلن أمام وسائل الإعلام أنه قابل نصفه الثاني وحبيبة حياته أخيرا، لم تشعر بنفسها وهي تطلب رقم الخالة سمرا ولكنها انتبهت لما وقعت فيه حينما واتاها صوتها الرخيم ومعه قولها المرحب :" السلام عليكم... من معي"....
خيم الصمت على حليمة لهنيهة ولكنها قررت المواجهة ولو لمرة يتيمة في حياتها :" كيف حالك يا خالة، أنا حليمة"....
يبدو أن الصمت عدوى في تلك المحادثة فلقد التزمت الخالة الصمت لبضعة برهات ومن ثم عقبت ساخرة وموبخة وهي تُعْمِل نظرها :" أمازلتِ تذكرين رقم الخالة سمرا بعد كل تلك السنوات يا حليمة... أم أنه عالق في تلافيف مخك لأنه رقم ولدي رأفت كذلك"....
سألتها بقساوة وهي عابسة المحيا :" لمَ تخاطبيني يا حليمة؟!!!"
شعرت بغصة تتكتل في حلقها إلا أنها استجمعت كل شجاعتها واعتصرت أناملها في قبضة واحدة وأعلنت:" أريد رقم رأفت.... أريد أن أحدثه"....
عاتبتها سمرا كاشفة عن طبيعتها السمحة رغما عنها :" لمَ غدرتِ به يا ابنتي.... لقد عاش عمره مخلصا لقصة هواكِ.... أتستطيعين انتشاله من الدرك الأسفل الذي انزلق فيه.... حفلات ماجنة وزوجة فاسقة وما خفي كان أعظم"....
أجابتها بإصرار وعيونها تومض بشرر من عقد عزمه على القيام بشيء ما :" أستطيع يا خالة... أنا في النهاية حليمة من روضت قساوة جدتها قيثارة لسنوات"....
كانت الشاشة تومض برقم غريب... قطب رأفت جبينه متسائلا عن هوية المتصل.... ذلك الرقم يخص دائرة معارفه المقربين هو رقم لا يستخدمه في مجال عمله.... وعلام الحيرة ليشرع الهاتف ويكتشف الهوية...
واتاه صوتها ليهدد بتقوض عالمه الذي كان يظنه صلبا متماسكا واتضح أنه رخو متداعي:" كيف حالك يا رأفت؟؟"
اصطنع أنه لم يتعرف على صوتها وأعرب بغلظة ونفاذ صبر:" لقد سئمت من النساء عديمات الكرامة اللواتي لا تكففن عن اقتحام خصوصياتي والادعاء بأن لهن ركن في حياتي... معاكسة الشباب ومغازلتهم يا آنسة أوووو يا مدام في مثل هذا الوقت المتأخر عيب ويدل على نوع التربية التي تلقيتها!!!!.... الركض خلف الشباب المشهور يدل على أن نساء هذا الزمان كلاب مسعورة"....
اندفعت ناهرة إياه غير عابئة بطبيعة الموقف الذي هما فيه وهي تعتدل جالسة القرفصاء:" أنا حليمة توجه لي هذا الكلام.... كل ما تفوهت به كيف حالك يا رأفت فاندفعت تنفث ضغائنك في.... تسنيت نهزة رغبتي في الاطمئنان عليك فأخرجت أحقادك الدفينة... أيها القرطاس... من لا يغار على امرأته يكون ديوث في مرتبة الخنزير أوأدنى... فلو كنت تراني كلبة مسعورة فأنت خنزير... لقد شاهدت فيلما مخلا لزوجتك... أعرف أنها صورته قبل زواجك منها... ولكنها مازالت تسير على نفس المنوال المعيب وعليك أن تردعها حفظا لشرفك وشرف عائلتنا...."....
وأردفت مطالبة إياه بمزيج من السخرية والأسى عليه :"أفهمت أيها النجم اللامع الذي غرق في الوحلة بدون أن يشعر"....
علق غير مكترث بما سبق وتفوهت به وهو مختال بنفسه ومنتشي ويستوي مستريحا على متكئه ويضع ساقا فوق ساق :" تترقبين أخباري عن كثب.... وتعرفين تاريخ زواجي وتاريخ أعمال زوجتي.... حسنا أنت مُسْتَفَزة لأني تجاوزتك وتنفث آذانك دخانا أسود.... لم أكن لأُصْفَد بقيد هواكِ للأبد.... أنا مُطَّرِب بحالتك... تعفني أكثر بما يعتريكِ من ندم رهيب يا حليمة...."....
أوصدت الهاتف في وجهه فأوجمته وأشعرته بالخواء برحيل صوتها عن عالمه لمرة أخرى.... كان هو من يدق عليها تلك المرة ولكن بإلحاح... ولكنها لم تشرع هاتفها له أبدا....
_____________________________________
توت
" توحشتك يا رحاب... شهور لا تسألين عن توت؟!!!"
سألتها توت بعتب وهي واقفة عند عتبة دارها ومنكسة رأسها....
جذبتها رحاب لحضنها واعتصرت عيونها وانزلقت العبرات مدرارا على وجناتها وتمتمت بلوعة :" آه يا توت... قد تكونين قاسية ولئيمة فعلا لكنكِ تسكنين دمي وكأني قطعة منكِ.... أنتِ من لا يسأل يا توت....أنتِ من التزم رفقة أعمار زبرجدة منذ خروجها من محبسها... أنتِ من لا ترين سواها"....
اندفع وبيل من الحجارة صوب توت والأطفال في الشارع يهتفون :" خالة القاتلة هنا.... خالة الفاسقة هنا.... هيا لنحيلها بركة من دماء"....
ذادت عنها رحاب بجسدها وهي محتدة والشرر يتطاير من أحداقها :" أطفال عدماء التربية.... هل هكذا يلقنكم ذويكم؟!!!.... أن التجبر على جسد سيدة عجوز مفخرة ونيشان؟!!!"....
وانهالت عليهم رحاب بحفنات من تراب كورتها من على الأرض عَفَّرت بها أجسادهم وهي محتدمة المزاج منفلتة الأعصاب..... ومن ثم أوصدت الباب في وجههم وهي تقذفهم بوبيل سباب نابي وتلعنهم بملء فيها....
والتفتت لها رحاب وسألتها بجزع ولهفة:" هل جرحوكِ يا توت؟!!!!"
هزت توت رأسها نافية وهي تغالب ترقرق عبراتها وضمت رحاب لصدرها بقوة عاتية وهي تتوسلها :" سامحيني يا رحاب... أنا إنسانة لئيمة وشريرة الله لن يعفو عني يوما.... لقد دمرت حياتك أنتِ وأعمار... ولكنكم لا تلبثون تتلقفوني بمنتهى المحبة وكأني فعلت شيئا لكم يوازي الطهر الكامن في قلوبكم حيالي"....
ضاقت رحاب ذرعا بتوت لمَ تجمعها مع أعمار في بوتقة حديث واحدة.... ألا تستطيع التلفظ بجملة بدون أن تأتي على سيرتها... فاندفعت متبرمة :" أعمار أعمار أعرف أنها ابنة أختك الوحيدة ولكن ألا تكفين عن ترديد اسمها ألا يستطيع لسانك أن يقوم بشيء سوى ذكرها.... تجمعيني بها لمَ.... ما الذي يجمعني بتلك الحثالة.... لم أقتل مثلها... لم ألوث شرف قريتي أبدا.... أعيش فقيرة وعلى هامش الحياة وهي تجد زوجا بعد سنوات سجنها مستعد ليحارب بلدته كلها لأجلها يغدقها نعيما وكأنه يجازيها خيرا على غدرها به.... "....
وأومأت رحاب برأسها وأردفت وطعم المرارة يتشعب في حلقها :" معكِ حق... هي أفضل مني.... هي محط أنظار الجميع منذ نعومة أظافرها وأنا مجرد فتاة متواضعة الجمال منحسرة الحظ.... أنا أغار منها فعلا.... تلك المرة الأولى التي تتفوهي فيها باسمها في خضم حديث يجمعني بكِ ولكني فضحت نفسي.... كنت أراها تشع من أحداقك كلما تحدثنا عن الأمل.... كنت أراها تلتصق بشغافك كلما أخذتنا دفة الحديث صوب الجروح الغائرة والآلام الثخينة.... تحدثت عيونكِ عنها كثيرا جدا يا توت على الرغم من أن لسانك التزم الصمت المطبق.... وأنا.... أنا مجرد جارتكِ الفقيرة يا توت التي تحسنين إليها حالما توفر لديكِ مال.... فلمَ تصطلي في رغبة دائمة بأن أتنافس مع أعمار عليك؟!!"
أطلقت توت تنهيدة رتيبة وتهاوت على أقرب متكأ وصلته أقدامها وأسهبت متذكرة في تفاصيل الماضي :"كان زوج ابنتي الأولى أمير فقيرا جدا إلا أن زهر كانت مغرمة به وتتحمل مرارة العيش وقصر ذات اليد لأجله بابتسامة صبر باشَّة.... نعم زهر تكون ابنتي يا رحاب...."
وتلاحمت عيون توت ورحاب وبدى وكأن رحاب بدأت تربط أشياءً ببعضها فأشاحت توت عنها ببصرها ونكست من جديد هامتها وهي تردف :" أنا من كان يغار من أمير فابنتي شُغِفَت به حبا وأنساها مرارة تجربتها الأولى مع الهوى حينما صارحتها بأن محمد ابن على الجبلاوي الجبالي يكون شقيقها!!!!!.... لن أجسر على التطلع نحوك يا رحاب إلى أن أفرغ ما في جعبتي... دعيني وأنا منكسة الرأس يا رحاب أكشف لكِ حقارتي...."....
جثت رحاب على ركبتيها بجوارها وتوسلتها وهي تلوح برأسها يمنتا ويسارا :" لا تكملي... لا أريد أن أعرف... لا أحب أن أكرهكِ يا توت"...
تابعت توت غير عابئة بحالة رحاب الرثة وهي مثبتة بصرها على نقطة في الأرضية :" كان أمير شعاع الفجر لابنتي.... كان غيمة وردية أظلتها.... صارت قمرا في أفلاكه تجري... وأنا.... وأنا صرت مهمشة.... صارت ترغب في إقصائي من حياتها.... كانت تخافني.... كانت تحسبني حقودة شريرة وسأهدم سعادتها إذا ظللت على مقربة منها.... كانت محقة يا رحاب.... ابنتي كانت محقة!!!!... كان حقدي صوب أمير يتنامى وحينما وردني خبر حمل ابنتي صرت معتكرة المزاج كثور هائج... أوعزت لغانية أن تغويه وبذلت لها كل ما ادخرته من نقود لتعيد لي ابنتي واثقة من أن الشيء الوحيد الذي سيفرق بين زهر وأمير هو الخيانة.... فابنتي تتحمل الكفاف في سبيله!!!!... كانت راقصة توافي بلدنا كل عام مع استهلال مولد سيدي عباس ويقام لها سرداق ويبذل الشباب النقدية ليتفرجوا عليها، لم يكن أمير من ضمن هؤلاء الشباب فلقد كان حسن الخلق.... رفاق السوء اصطحبوه لهناك بإيعاز مني وهي قامت بالبقية وتم لي ما أردت.... انهارت زهر خائبة الأمل في أمير... ونزف رحمها دما غزيرا.... كادت تجهض وصارت ملتزمة داري لا تخرج منه ولا تلاقي أحد... وفي المرة الوحيدة التي قابلت زهر فيها أمير كان الصدع الذي أقمته مهولا بينهما... وكل ما طلبته بجفاء وبكلمات مقتضبة كان الطلاق... وأكدت على شائعة إجهاضها لأن أمير سألها.... وحينها شعر بوضاعته لأنه تسبب في قتل طفله فأطلق سراحها.... ازداد انهيار زهر حينها كانت تتصور أن أمير سيتشبث بها مهما طالبت بالفكاك منه.... اقترحت عليها أن نرحل عن البلد لفترة لتهدئ أعصابها وحسنا لم أخطط لما جرى يوم ولادة زهر الأولى ولكنها كانت فكرة شيطانية داهمتني حينها وتمكنت من تنفيذها.... غابت زهر عن الوعي بعدما وضعت طفلتها الأولى فاتفقت مع القابلة ونبشنا قبر طفل حديث الولادة وأودعناه بجوارها.... أما أنتِ يا رحاب.... نعم أنتِ يا رحاب تركناكِ عند مسجد القرية التي كنا مستقرين فيها آنذاك.... كان المطر ينهال عليكِ وثيابك الرقيقة لا تحتمل لسعة البرد وزمجرة الرياح العاتية.... أمعنت النظر فيكِ لوهلة قبل أن أركض مبتعدة عنكِ.... مرتعبة من رسالة خستي التي حملتها عيونكِ البريئة لي.... كان يجب أن تموتي يا رحاب لأن بقائك في حياة ابنتي كان يعني أن تكرس نفسها لكِ ولا تسعى لتحقيق تطلعاتي... كان يعني إمكانية أوبتها لوالدكِ.... ولجنا للقرية وابنتي تسكب عليكِ العبرات مدرارا بلا نشيج... كل ما فيها ذَبُل وكأنها عجوز من الغابرين... أمير حاول رد أمكِ لعصمته إلا أني لم أسمح لهما بفسحة من الوقت يمضياها متعاتبين ليصفو الجو بينهما.... قصدت الشيخ شمس ليوظف ابنتي عنده في محالج القطن خاصته.... كنا معدمتين تماما ولذا اضطررت أن أخفض سقف طموحاتي وأن أدفع بابنتي لعمل يكفينا شر الفاقة.... إلا أن إعجاب زهر بشخصية شمس أبرزت فكرة جديدة في عقلي.... كان إعجابا بريئا ولكني أردت توجيهه لشيء آخر.... شمس لا يدري كيف انتشرت في البلدة شائعة ارتكابه الفاحشة مع ابنتي ولكني من دبرت ونفذت.... ابنتي عرفت.... عرفت من عيوني أني العقل المدبر لتلك المصيبة ولكنها لم تعاتبني.... تقوقعت وانطفأت وذبلت قاطبة أغصانها.... لم أتعظ يوما ولا أنتوي أن أتوب أبدا..... رحاب وأعمار شقيقتان.... تلك حقيقة تعبت من إخفائها.... والشيخ أمير مؤذن القرية منذ أعوام يكون والدكِ.... أعمار ليست سيئة يا رحاب.... إنها مسكينة.... إنها ضحيتي أكثر منكِ أنتِ وأبيكِ.... أحبيها وادعميها....نجم أعمار يتهاوى بسرعة فائقة يا رحاب.... الطالع يقول أن ذلك العام سيكون نذير شؤم عليها"
وانتصبت توت واقفة ورحاب مفترشة الأرضية متهاوية.... واختفت توت عن ناظريها بخطوات رتيبة تقطعها وانطلقت الحجارة ترشق جسد توت البالي.... لقد كان الكل يرهبها في زمن مضى... متى انحسرت عنها تلك الهالة المعتمة التي كانت تحاوطها.... متى صارت عادية في نظر الناس... أمنذ أن كفت عن تعاوذيها السحرية إكراما لسجن حفيدتها أعمار فلقد كان هذا طلبها التي لم تفتأ تكرره عليها عبر سنوات عمرها.... توت مازالت شريرة تحيط نفسها بتعاويذها ولكنها لا تنفخ فيها محبةً لأعمار التي تحسبها لم تتوب بعد ولن تتوب أبدا لأجل أي كان ولكنها تابت نسبيا وفقط لأجلها....
_______________________
" هناك سيدة عجوز تطلب مقابلتك يا سيدة ياقوتة، تزعم أنها معرفة قديمة"....
عقدت ياقوتة حاجبيها غير مستوعبة من تكون الغريبة التي وافتها والتي تزعم علاقة تربطها بها
فنهضت من فراشها وغسلت وجهها ولبست عباءتها ونزلت لمقابلة الضيفة الغامضة نافضة انهيارها بسبب ذلك الغريب الذي حمل صورة ابنتها
سمرت ياقوتة بصرها عليها وهي في منتصف الدرج وصرحت بمزيج من التجهم والاحتقار :" لمَ أنتِ هنا يا خرابة البيوت العامرة؟!!!!"
انتصبت جمرة واقفة ببطء وتقاعس وشبكت أناملها في قبضة واحدة وتفوهت بنعومة لادغة :"يبدو أن فاروق أورد لكِ ذكرا عني قبل أن توافيه المنية، انزلي يا ياقوتة يجب أن يكون حديثنا خفيض لكي لا تتأجج فضيحة نحن في غنى عنها"....
أذعنت ياقوتة لكلام جمرة على مضض وافترشت مقعد وثير في الردهة وفردت جسدها في عزة وخيلاء
سألتها جمرة :" أنتِ تعرفين من أكون صحيح؟!!!"
أجابتها ياقوتة :" تواريتِ من ذاكرتي لأعوام.... ولكن وأنا أحدق بكِ منذ لحظات أدركت من تكونين!!!"
طالبتها جمرة بفظاظة :" ومن أكون؟!!!"
ردت ياقوتة بنفس ذات الهدوء الذي يخفي لهيبا متأججا وهي تصر على أسنانها :" خائنة.... أنتِ خائنة"....
هزت جمرة رأسها نافية وعلقت بفحيح الأفاعي :" خطأ.... أنا كنت وسأظل زوجة فاروق التبريزي.... لست فاسقة يا ياقوتة... كنت قرينة زوجكِ على سنة الله ورسوله.... أنتِ لا تتصورين أن فاروق كان سيرحب بإنجاب الطفل الذي رغب فيه طوال عمره عن طريق السفاح... ابنتي التي فرت هاربة من فرط قساوتكم عليها أنا سأنتقم لها منكم.... قولي الحقيقة يا ياقوتة هل أجهزتِ عليها أنت وولدك لتستوليا على وفر فاروق وحدكماا!!!!!".....
________________________________

 
 

 

عرض البوم صور بنت أرض الكنانه   رد مع اقتباس
قديم 13-01-16, 03:58 PM   المشاركة رقم: 379
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Oct 2012
العضوية: 247363
المشاركات: 8,023
الجنس أنثى
معدل التقييم: نجمة ساطعة عضو ماسينجمة ساطعة عضو ماسينجمة ساطعة عضو ماسينجمة ساطعة عضو ماسينجمة ساطعة عضو ماسينجمة ساطعة عضو ماسينجمة ساطعة عضو ماسينجمة ساطعة عضو ماسينجمة ساطعة عضو ماسينجمة ساطعة عضو ماسينجمة ساطعة عضو ماسي
نقاط التقييم: 5182

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجمة ساطعة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بنت أرض الكنانه المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل رائع بكل معنى الكلمة يا امونة
بداء الفصل بحوار بين سلام وزوجها الخائن
هى تريد فسحة وتريد الرحيل
رافت وحليمة هل انتهت قصتهما ؟
من اعترافات توت ان رحاب واعمار زبرجدة اخوات
يسلمووووو امونة على الفصل الرقيق
ويعطيكى مليون عافية
وبانتظار الجزء المتبقى
ودمتى بود ياغالية

 
 

 

عرض البوم صور نجمة ساطعة   رد مع اقتباس
قديم 14-01-16, 06:08 AM   المشاركة رقم: 380
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 218827
المشاركات: 147
الجنس أنثى
معدل التقييم: الخاشعه عضو على طريق الابداعالخاشعه عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 172

االدولة
البلدFalkland Islands
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الخاشعه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بنت أرض الكنانه المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1

 

السلام عليكم
كيف حالك.....كل بارت لازم فيه سر ينكشف...حليمه واعمار خوات والجد الشريرة توت مستمره عندها مشكله عقليه تدمير من تحب نسأل الله العافيه
تبر حقيقة انها بنت فاروق وجمرة بالحلال راح تخليها تتصافا من نفسها وتكبر في عين زوجها
علاقة حليمه وناصر مو فاهمتها تعيش من رجل خوان يجيبلها بنته تربيها ...
وليد وسلام علاقه تفسدها الريبه والشكوك
تسلم ايدينك

 
 

 

عرض البوم صور الخاشعه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الهند, جرحك!!!!!!!, وأذكر
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:50 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية