كاتب الموضوع :
بنت أرض الكنانه
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: حمامة الأرباش
السلام عليكم
تفضلوا نهاية الثامن
لان الحياة مؤلمة جدا فالفرحة فيها عزيزة جدا
اتمنى اشوف تفاعل
لكم ارق التحايا
هو لكي اميرتي البيضاء لانكي نبهتيني لاشياء كان يجب علي توضيحها الان
بقية الثامن
ملك
((وأحيانا أريد أن أبكي بدون أن أعرف لمَ أبكي
وأحيانا يتجبر عليّ الشقاء ويفنيني ويبعثرني
وأحيانا جمة أتوه عن ذاتي وأنسلخ عن نفسي
بليدة في الدنيا مهما ادعيت حصافة الروحِ
وأحيانا أنخرط في دورٍ لم يُكْتَب لي فأصدقه وأنصهر فيه
وأحيانا أشمئز من احتلالي مقعد أختي
أستولي على مشاعر تسكبها أمي لها
وأعزف على أوتار قلب ابنتها وكأني فعلا والدتها
وأحيانا تكون الدنيا رتوش غير واضحة
وضحكات غير صادحة
ووجوه متلونة كاذبة
وأحيانا أعترف بتخلي قلبي عمن أنشأني كابنته
وأحيانا أقف في وجه الدنيا بقناع شقيقتي فملامحي زالت من روحي وطُمِسَت من جوانحي))
عادت أدراجها لأمها، لم تلتحق بعلي، أخبرت أزاهير بأنها تورطت في علي من جديد، وأن عقد قرانهما قد تم في الصعيد، بان الانزعاج والتبرم على وجه أمها فطمأنتها بأنها لا تطيقه وستتخلص منه عن قريب...
أمورة برفقتها وأمورة مغرمة بأبيها ولهذا فأمان مكبلة بقيد من حديد، يجب أن تعيدها له وتجمع شملهما فابنة شقيقتها لا تتوانى عن الحديث عن عشقها لأبيها...
هي في الاسكندرية لأن حياة أختها كانت هناك، توجهت للنادي مرة أخرى مع إشراقة الصباح وتبادلت الأحاديث مع جورية، ولاح لها شبح هزيل لامرأة ذابلة مطموسة التفاصيل، وجهها مجهد ونحيل وكأنه لعجوز من الغابرين، وملابسها غير مهندمة، وهيئتها وكأنها للمدمنين.... كانت ترمقها بحنين.... تتوسلها السماح بالاقتراب... تستجديها الصفح الجميل.... تمد لها يدا لم تتلقفها روكسان يوما.... وهذا أشعرها بالذنب الرهيب...
همست جورية في آذانها بعدما أطلقت تنهيدة " تلك ورد نوار!!!"
وأردفت وهي تبعد ثغرها عن جهاز روكسان السمعي " هي غزال شارد عن درب السعادة... تعيسة رغم ملاعق الذهب الذي انزلقت في تجويف فمها رغما عنها.."
وأردفت جورية بإدانة لملك " اجتبيتيها لتكون صديقتك ولكنكِ لفظتيها بمنتهى السهولة واليسر فقط لأنها وقعت في شباك من أدنيتيه منها، لكِ جانب شرير يا رفيقة!!!"
مع حلول الليل تبعت روكسان جورية في احدى صالات الرقص المطلة على شاطئ البحر....
ندمت جما لأنها خضعت لاقتراحها.... العالم يعج بالانحلال والخلاعة.... ولكن ذلك عالم أختها ولزاما عليها أن تنصهر فيه لتفك طلاسم حادثها....
أحيانا يشطط عقلها ويصور لها أن ليون هو من دبر حادثها الدموي ليزيحها من الحياة بأسرها وينشب براثنه في ثروة الصديقي المترامية....
ولكنها تستنكر هذا الاستنتاج، وتستهجنه جما، فليون أحقر من جرذ هو جد جبان، الفرصة فقط تسنت له بعد اختفائها، وهو انتهزها بخسة ونذالة....
مارسيلا بدلت رقم هاتفها الخلوي ولا تجيب على الاتصال الأرضي، أين أنتِ حبيبتي مارسيلا؟؟.... جذوة الشوق لكِ أينعت في دواخلي....
لقد تبنت ألفونسو تحت وطأة ظروف تعيسة جدا لا تود تذكر تفاصيلها.... ذلك الفتى الزنجي البريء لا ريبة في أنه تداعى من فقدانها.... ولكن لا شك في أن مارسيلا شملته برعايتها وحنانها الدافق... وهدهدت احتياجاته لها....
آدمز.... لا يصح تفكيرها فيه الآن فهي مقترنة بذلك العلي الكثير الظن المنغمس في الريبات.... أن ينقش قلبها حرف شوق لآدمز خيانة لروحها قبل أن تكون خيانة لزوجها....
الصديقي.... افترسوك في غيابي.... ومضغوك لقمة سائغة في بعادي.... يمتد بيننا النوى أبتي.... ولكن اصبر صبرا جميل فإني آفلة لك عن قريب.... وسأخلصك من أنياب الجرذ الذي ظن نفسه ذئب مخيف...
يجب أن تحيط علاقتها بعلي بدائرةٍ سوداء... فهو كان زوج أختها... وتفكيرها فيه خيانة لذكرى شقيقتها... صحيح أنها تزوجت بعده ولكنها لا تطمع في شيء كان لأختها الغالية أبدا....
مسعد زوج أمها رجل نبيل... ربما لا يستحق امرأة متعجرفة مثل أمها... هي قاحلة المشاعر معه جدا وهو يغمرها بسخاء عاطفي غير محدود... قمة التناقض أن يفني الرجل نفسه في الحب وأن تأخذ المرأة منه فحسب بدون أن تبادله ولو نذر ضئيل من العطاء...
إلى متى سيستمر مسعد صابرا على جفاء أمها وبرودتها معه؟؟....
فارس واتى منزل أزاهير بالأمس حينما علم بأوبتها لها، كانت روكسان قاطنة في بناية مجاورة ولكنها وافته لأنه طلبها، قدم لها اعتذار صادق عميق وأبدى ندمه على الإيحاء لعلي بوجود علاقة ماجنة تشملهما... أعرب لها عن ارتعابه من معرفة زوج عشيقته بفعلتهما في خيانته... لم يتجلى لها خجلا من انغماسه في المعصية، تراءى لها فقط هلع من بطش زوج عشيقته لو تناهى لعلمه الخيانة...
شرنقة من الحرير كانت أختها غارقة فيها، لم تتمكن يوما من تمزيقها والخروج منها... حاولت اتخاذ منحنى جديد في حياتها بزواجها من نديم لكن يد الشر كانت لها بالمرصاد أعادتها للشرنقة بالإجبار، إن دور أختها في الحياة كان قدرا وليس اختيار....
خيوط دخان تتشابك وتتصاعد، أجساد شبه عارية تتمايل، زجاجات خمور تفور والقهقهات تنطلق في مجون... حياة تشبه الماخور.... مظلمة لا ينبعث منها نور... مقرفة لأية فطرة جبلها الله على الاستقامة والصلاح.... قلوبهم مقفولة عن فسحة الضياء....
ألمَّت بها موجة غثيان... فقررت المغادرة فما تبحث عنه يستحيل وجوده هنا، الكل هنا مصاب بشطط لا يرضى عنه الله.... ليس بينهم مجرم وإن كان كلهم مجرمون!!!!....
في الخارج أكملت تدثرها بالمعطف ومع ذلك هبت عليها نسمات الهواء العليل، فانتعشت روحها، ومطَّت لها جسدها وفردت أذرعها لتحتضنها، وارتفع صوت أثيرها الخلوي فأخرجته من حقيبتها وقلبت بصرها حنقا فالمتصل بعلها، شرعته واستمعت لزمجرته الثائرة وهو يضغط على أسنانه
" سمعتي لن تلطخيها مستقبلا، شرفي سيُصان تلك المرة يا ملك، عودي أدراجك لبيتنا فورا"....
وأردف بوعيد "دلائل فُسوقك لا تلبث في حياذتي، سأنتزع أمورة منكِ لو لم ترتدعي عن مسلكك، ردي يا باردة.... جابهيني بوقاحتكِ هيا"....
تنهدت روكسان وأجابت عليه بهدهدة لتحتويه " أنا آسفة... زواجنا أربك حياتي، كنت بحاجة لقاء والدتي لتطمئني وتبعث السكينة في نفسي، أنا مخطئة كان لزاما عليّ أن أنبئك بتحركاتي، اغفر لي رجاءً يا عليّ، تكاد تكون الوجه الوحيد الذي أرتاح له وسط ذلك المحيط الذي لا يعج سوى بالذئاب، أعرف أنك طيب وأنك لا تثق بي، ولكن الحادث بدلني تماما، أنا أقسم لك، كان بيني وبين المنون خيط غير مرئي، لو انقطع لكنت سقطت في بئر سحيق بلا قرار، ولكن الله نجاني لأتغير، لأعمل صالحا وأتوب عن حياتي المنصرمة في المعاصي"....
تنهد علي وقد لان صوته وسألها "متى ستحضري وتجلبي أمورة معكِ؟؟"
قبل أن تجيب اندفع أحدهم نحوها وألصقها به عنوة وأعرب لها بتهليل " ملوكة ولجت لحياتنا، لمَ أنتِ بالخارج يا ميمي؟!!!، الاحتفالات بأوبتك لنا لم تبدأ بعد"....
وجذبها من معصمها وأعادها للداخل وهو ساحبها ورائه....
فقط رعدت في آذان ملك بصقة عليّ " لتتعفني في الجحيم يا كاذبة!!!!"
وارتطم بمسامعها صوت انفجار رهيب، لاريبة في أنه قذف هاتفه وحطمه أشلاء متبعثرة...
شعرت بألم في قلبها مما ألحقته به.... وانتزعت نفسها من براثن ذلك الرقيع بقوة عاتية، وصاحت فيه بلغة فرنسية مثالية " ابتعد عني يا قبيح.... أنت سافل ودنيء"....
وهمت بالرحيل مرة أخرى فارتطمت بإطار رجولي براق....
رفعت نظرها إليه لوهلة فعرفته.... ذلك رائد زوج ورد نوار....
كانت لحية خفيفة نابتة فيه.... وشارب طفيف يعلو ثغره المستقيم.... بدا غير مهندما تماما وإن كان ظلَّ على ألقه الجميل...
باغتها بقوله " أريد أن أتحدث معكِ!!!!"....
كان لزاما على روكسان أن تنساق ورائه وأن تنصاع إليه....
حقيقة أختها تكمن في عيون ذلك الشاب!!!!!
لم يتوجها لمكان بالتحديد فقط سارا سويا فوق الكثبان الرملية لشاطئ البحر الممتد الطويل..... وجلسا على صخرة عتيقة.... وابتدأ رائد الحديث بصوت أبح ينضح اشتياقا لها
" رياح الأنين لا يهدأ عصفها بداخلي، انطفأت مصابيحي لأني خذلتكِ منذ ردحٍ بعيد، وكأن هذا ذنبي ولا ينفك يراودني في كل حين، أداري جرح بعادي عنكِ بالانصهار مع امرأة لا أشعرها مخلوقة لي، موجوعٌ بحبك... بغيابك.... بزواجكِ من رجال آخرين، صببتِ عليّ سوط عذاب بارتضائك أن تكوني لغيري"....
طفرت دمعة في أحداقه وهو يتابع شاخصا ببصره نحو السماء المزينة بالمصابيح النجمية
"تسكنين عيني ودمي.... أنتِ هي من خلقها الله لتكون لي!!!!!"
وتداخل معها بصريا وهو يردف " لمَ لا يمكننا أن نكون سويا يا ملك من جديد؟؟"
واستطرد وهو يطلق تنهيدة رتيبة " وعدي لكِ بالوفاء كان شبحا، تفهمي يوما ضعفي واغفري لي!!!!"
سألته روكسان وهي تتراجع برأسها وتستوي أكثر على متكئها " لمَ أرأف بكَ وأتفهمك؟؟.... لقد خنتني جهارا.... وسفحت دماء قلبي عيانا... ما تعانيه هو ما سعيت للوصول إليه!!!!"
وثبتت روكسان بصرها عليه.... ونهضت نافضة الغبرات التي علقت بثوبها....
ابتعدت عنه روكسان بالخطوات فتناهى لسمعها توسله لها " فقط أنصتي لتغريدة قلبكِ الهاتفة باسمي... ولا تتركيني هكذا يا ملك... الجرح ينزف في.... لقد أخطأت..... كلنا نخطئ يا ملك.... فلمَ أنتِ جلمود هكذا حينما يتعلق الأمر بي؟؟"
التفتت له روكسان فلقد طفح كيلها من أنانيته المفرطة وأفصحت له بانفعال، وهي تشوح بيديها " لقد هدمت صداقة امتدت عمرا.... وانتزعت النضارة من وجه زوجتك.... وأتلفت حياتي لدهور طويلة.... وتزعم أنكَ البائس هنا!!!!.... لا تلبث متناسق العود بهي الطلعة وماذا عن زوجتك لقد رأيتها اليوم هي حطامٌ صنعته بيديك، اتقي الله فيها، لا يعود الماضي يا هذا، ما ينصرم لا يلج متنفسا الحياة"....
آبت روكسان لبيتها واحتضنت امورة واعتذرت لها لتركها وحيدة وتأخرها عليها.... خابرت ريح الخزامي لتعرف رقم هاتف عليّ الأرضي.... ودقت عليه وواتاها صوته المتجهم
" ألو من معي؟؟"
ردت روكسان بتأنِ واحتراس... وبصوت مفعم بالعذوبة " زوجتك ملك!!!"
قلصت روكسان وجهها استعدادا لإكالته الشتائم لها.... أو إغلاقه الهاتف في وجهها.... ولكنه أجفلها بقوله الهادئ الذي يرشح فرحة حذرة " متى ستعودي؟؟...."
اندفعت روكسان مبررة " لقد باغتني ذلك الرقيع... لقد ذهبت إلى هناك تحت إلحاح من صديقتي جورية... ولكن المكان أثار غثياني فقررت مغادرته... كنت خارجا وأنت تهاتفني ولكن ذلك السافل تجاوز حده معي، أنا دفعته عني بقوة جبارة، وأزبدت له الإهانات"....
رد باقتضاب لم تفلح في سبر أغواره " لم أطالبكِ بتفسير"
ردت بعزيمة أن تُكْمِل ما بدأته " سألج لكَ مع ابنتنا في الغد"....
وأوصدت هي الهاتف وضمت السماعة لصدرها وأسدلت أهدابها.... وشعرت بقلبها يتخبط بعشوائية مجنونة خلف أضلعها.... دقاته غير منتظمة ولكنها تعجبها....
انبلج الصباح.... وتوجهت نحو قصر والدتها وزوجها.... تناولت الإفطار الشهي معهم... مسعد كان يتصفح في الجرائد كما عادته وبغتة صاح قائلا "لاحول ولا قوة إلا بالله...."
سألته أزاهير مستفهمة " ما الأمر؟؟"
رد وهو يمط شفتيه " ورد نوار لاقت حتفها ليلة أمس، وأصابع الاتهام تشير نحو زوجها..... هو من اغتالها بالأمس في قصرها بأسوان.... لقد تم احتجازه تحت ذمة التحقيق...."
وصوب إبصاره تجاه روكسان وسألها بصوت يزخر بالاهتمام... وبالأسف الحقيقي.... وبمشاطرة الابتلاء " كانت صديقتك.... أليس كذلك؟؟"
غزت تلك الأفكار روكسان... ليلة أمس كان رائد بالإسكندرية.... لقد التقته قرابة الثالثة صباحا.... يستحيل عليه الطيران لأسوان لسفك دماء ورد في غضون ذلك الوقت الوجيز..... لو تمت الجريمة ليلا فهو ليس مرتكبها.... جورية كانت برفقتها ولكنها كانت منغمسة بالرقص ولم تنتبه لوجود رائد..... هل هذا يعني أنها ربما تكون الشاهدة الوحيدة على وجود رائد في الاسكندرية لأغلبية الليل؟!!!!
|