الفصل السادس عشر
آخر ما كنت أريده وأتمناه العودة لمنزل والدي ولكن لا خيار أمامي منزل الجيران
فكرة جيدة من كل النواحي مستقل وقريب منهم وقد يجعل الجالسة هناك تنطق رغم
اعتراضها لا تريد ذكر السبب ولكن عليها أن تقول ولوحدها لما فعلت بي ذلك ولما
تستمر في كذبها وكأن شيء لم يكن
نزلت من السيارة وتوجهت لها وهي تجلس على الصخرة تحضن ساقيها تشاهد أضواء
المدينة من الأعلى وقفت بجانبها وقلت " هل نغادر ؟! "
نظرت لي وقالت بهدوء " قليلاً بعد نكاد نصل لنبقى قليلاً رائد "
جلست بجانبها في صمت فقالت بعد وقت " كم هي جميلة من هنا "
قلت بهدوء " نعم كنت في الماضي أحب زيارة هذا المكان كثيراً "
سكتت قليلاً ثم وضعت ذقنها على يديها المحتضنتين ساقيها وقالت بذات
الهدوء " رائد هل لي بطلب ؟! "
قلت ونظري حيث تنظر " ماذا ؟ "
قالت بشبه همس " لا أريد العيش بذاك المنزل "
نظرت لوجهها بصمت وهي تنظر للمدينة ثم قلت " والسبب "
غمرت وجهها بين ذراعيها وساقيها وقالت
" أرجوك رائد أفعل ذلك من أجلي هذه المرة فقط "
قلت ببرود " وإن كانت شفقة ؟؟ "
رفعت رأسها ونظرت للبعيد وقالت " إذاً نسكن فيه "
قلت بحزم " قمر لما تفسري اعتنائي بصحتك شفقة !! "
قالت بحزن " لأنها لا شيء غير ذلك لا أريدها هي "
رميت حجراً بغيض وقلت بحدة " لو أفهمك يا قمر لو أفهمك "
قالت بحزنها ذاته " لن يحدث ذلك لأنك لا تريد "
نظرت للجانب الآخر وتنهدت بضيق ثم نظرت لها وقلت " وماذا لو لم تكن كذلك "
نظرت لي وقالت " وما ستكون إذا اشرح لي "
وقفت وقلت " شيء لن تعرفيه دفن مع الكثير قبله , هيا فأمامنا عمل كثير هناك
وعلينا شراء غرفة أكبر من غرفتي السابقة ومكتب صغير أيضاً لنضعه فيها "
ثم غادرت جهة السيارة وركبتها فلحقت بي وركبت وقالت من فورها
" لن نعيش في ذاك المنزل ؟! "
قلت " نعم حتى نبحث عن غيره "
لاذت بالصمت ولكن لا بأس ستطلبين بنفسك أن ننتقل إليه يا قمر فلن يعجبك الوضع
هناك أبداً , وصلنا منزل والدي دخلت قمر قبلي وأنا أنزلت الأغراض , بقي المزيد
هناك عليا العودة من أجلهم قريباً , دخلت المنزل ووجدت زوجة والدي وقمر , ألقيت
التحية ودخلت , هي تعلم مسبقا بقدومنا فلقد أخبرتها قبل مغادرتنا
نظرت لها وقلت " أين الفتاتان ؟! "
قالت " في غرفتيهما "
قلت ببرود " هل خرجت معه مجدداً ؟! "
نظرت لي بصمت فقلت بجدية " خالتي هل خرجت معه ؟! "
قالت " نعم وشقيقه الأصغر معهم "
قلت بضيق " شقيقه الأصغر !! كيف توافقين ذلك لن تخرج معه إلا
برفقتك أو رفقتي حتى نور لا "
قالت معترضة " ولكن ...... "
قلت بغضب " لن تخرج معه بعد اليوم فليأتي ويقدم اعتراضه لأطرده نهائيا "
خرجت حينها غيداء قائلة بحدة " خطيبي وسأخرج معه رضيت أم لا "
توجهت ناحيتها وغضب العالم كله يعتريني فأمسكتني والدتها وقالت
" رائد أرجوك ليس بالضرب "
قلت بصراخ غاضب " بماذا إذاً ألا تسمعينها كيف تتواقح علي "
قالت غيداء " ليس من حقك منعي ها هي ذي زوجتك من سألك من أي شارع أتيت بها "
أبعدت والدتها ووصلت لها أمسكتها من شعرها وقلت صارخاً في وجهها
" أقسم يا غيداء قسماً بربي وربك إن تطاولتِ عليا بكلمة ثانيتا كان مصيرك الضرب
ولن تخرجي معه قلتها ولن أعيدها "
كانت تبكي وتتألم بين يدي ففككتها فدخلت غرفتها وضربت الباب بغضب , نظرت
لوالدتها وقلت " لن يخرج أحد دون إذني ولن يخرج إلا معي ونور أنا من سيأخذها
لجامعتها وأنا من سيتكفل بمصاريف البيت وحاجياته من اليوم فصاعداً "
تنهدت وقالت " تفاهم معهما باللين يا رائد لا أريد مشاكل أنت
شقيقهم ووليهم ولكن ليس هكذا "
ثم التفتتْ جهة قمر الواقفة بعيداً وقالت " سامحينا يا ابنتي ما كان عليها قول ذلك عنك "
نظرت لي ثم لها وقالت " أنا وهي امرأتان ونتفاهم ولكن كان عليها احترام شقيقها بما أن
من رباه رباها فالمفترض أن تكون النتيجة تربية واحدة "
هنا سكتت خالتي ولم تعلق لقد أصابتها إصابة مباشرة لا اعلم انتقاماً لنفسها أم لي والمؤكد
نفسها غريبة حقا هذه الفتاة أحياناً تكون وديعة وحقها يضيع أمام عينيها وأحياننا تهاجم بشراسة
مغلفة بالهدوء والرقة , قلت ببرود " ما لدي قلته ولا أعتقد أنني مخطأ ويوم يقرر الزواج بها
ليأتيني ويتفاهم معي وإن خرجت معه دون علمي ستلقى مني مالا تحب "
توجهت حينها قمر للحاجيات وبدأت بحملها للغرفة وجلست أنا في الصالة وجلست
خالتي بجواري وقالت " رائد أعلم أنها أخطأت في حقك ولكن سجنهما هنا ليس بحل "
قلت ونظري على قمر مارة بالصندوق في صمت
" أنا لن أسجنهما سيخرجان معي أين ما أرادتا "
تنهدت وقالت " وماذا بشأن الغرفة لن تتسع لكل هذا ثم هي بسرير فردي "
قلت " سأستأجر منزل الجيران ولكني سأقيم هنا مؤقتا وسأحضر
غرفة أكبر وسأنام مؤقتا في المجلس "
وقفت في صمت مغادرة وخرجت أنا للخارج دخنت سيجارتي متكأ على عمود الكهرباء
ثم نظرت جهة منزل خال قمر فطارت عيناي لا إراديا لسطح المنزل تأملته مطولاً ثم
ابتسمت وقلت " فتاة السطح ... يفترض أن تكون بطلة حكايات كالبقية "
ثم ركبت سيارتي وزرت أنور وتنقلت من مكان لآخر برفقته حتى مر أغلب الليل
عدت بعدها للمنزل دخلت غرفتي لأخذ ثيابي فوجدت الحاجيات مرتبة والصناديق جانبا
وقمر تفترش الأرض وقد تركت لي السرير , ابتسمت واقتربت منها جلست أمامها وعادت
لي تلك الأفكار المجنونة , اقتربت من عنقها استنشقت عبير عطرها القاتل وانتقلت لوجهها
وقبلت شفتيها قد تكون مستيقظة ولكن لا يهم لن أمنع نفسي , فتحت عينيها ونظرت لي في
صمت فوقفت وقلت " يمكنك النوم على السرير سأنام في المجلس "
جلست وقالت " وحتى متى ستنام هناك ؟! "
وضعت يداي في جيوبي وقلت " لا أعلم "
جمعت شعرها ورمته خلف ظهرها وقالت ناظرة لي
" نام على السرير سأنام هنا لا تقلق بشأني "
هززت رأسي بلا دون كلام فقالت " حسناً والحل ؟ "
أشرت بنظري جهة السرير وقلت " ننام كلانا هناك "
أنزلت رأسها ولاذت بالصمت فأمسكت مقبض الباب وقلت " تصبحين على خير "
هممت بالخروج حين استوقفني صوتها قائلة " رائد "
التفتت لها فرفعت شعرها خلف أذنها مع احمرار وجنتيها ثم نظرت للأسفل وقالت " حسناً "
دخلت في صمت أخذت ثيابي واستحممت وحين عدت للغرفة كانت نائمة على السرير
تعطيني ظهرها وتأخذ طرفاً وتركت لي طرفاً وكله بالكاد يكون طرفاً وأحداً , دخلت
السرير فالتصق جسدي بها بسبب المساحة ووضعت يدي على خصرها وقلت هامساً
" عليك تحملي فالسرير لا يتسع لكلينا "
قالت بهمس " للضرورة أحكام "
ابتسمت ولذت بالصمت , كانت جامدة تماماً طوال الوقت لا اعلم نائمة أم لا وقد فارق
النوم عيني رغم أني كنت أكاد أنام واقفاً وكيف أنام وهذا الجسد ملتصق بي , أمضيت
وقتا طويلاً وأنا ألعب بشعرها الطويل بأصابعي تارة وأرميه على وجهي أستنشق عبيره
تارة أخرى حتى قالت " رائد متى ستترك شعري أريد أن أنام "
رفعت جسمي قليلاً قربت شفتاي من أذنها وهمست فيها قائلا " ومتى أنتي ستتركينني أنام "
قالت بهدوء " لما !!! ما فعلته أنا "
وزعت قبلاتي على عنقها الناعم الناصع البياض وقلت " أنا رجل يا قمر وهذا فوق طاقتي "
شدت اللحاف على جسدها بقوة وقالت بعد صمت " أنت اخترت هذا "
جلست وغادرت السرير والغرفة وجلست على الأريكة في الخارج لا أحاول طرد النوم
بل أن أطرد من دماغي ما كنت فيه ... جسدها أو عنقها أو رائحتها أو أي شيء فخرجتْ
بعد لحظات ووقفتْ مستندة بالجدار بكتفها بفستانها القطني القصير جداً يغطي حوافه شعرها
الحريري الطويل حافية القدمين , وقفت في صمت قليلاً ثم قالت
" ما الذي أغضبك فيما قلت ؟! لما تشعرني دائماً أني المخطئة "
سافرت بنظري بعيداً عنها ولذت بالصمت ولم أجبها فقالت بهدوء
" رائد دعنا نتصرف مرة كزوجين عاقلين "
قلت ونظري للأرض " وهل ثمة زوجين عاقلين كل منهما ينام في مكان وإذا اقترب
أحدهما من الآخر أبعده عنه كالوباء "
ابتعدت عن الجدار وقالت " أنت من يفعل ذلك دائماً يا رائد فلا تلقي باللوم علي "
قلت ببرود " وأنتي السبب أم نسيتي "
اقتربت مني أمسكت يدي وسحبتني معها في صمت دخلت بي الغرفة ثم تركت يدي
ودخلت السرير وقالت " لست بلا مشاعر لا تنسى هذا "
لم أعلق على كلامها ونمت معها هذه الليلة قد نكون تجاهلنا كل شيء حتى الصباح
أو تناسينا بعضه ولكن ما حدث حدث وما كنت لأقاوم امرأة يفتنني كل شيء فيها
حتى ضحكتها , عند الصباح استيقظت وكنت وحدي في السرير جلست بتعب نظرت
للساعة ووقفت مفجوعاً ... لقد فآتتني الصلاة كيف لم توقظني !! قمر يا مهملة
اقتربت من باب الغرفة وسمعت صوتاً أعرفه جيداً من أميال صراخ أطفال مريم
هذه من يخبرها عنا حتى أنها لم تنتظر المساء , فتحت الباب وخرجت قبل أن أدخل
الحمام وقفت عندهما واضعا يداي وسط جسدي وقلت بحدة ونظري على قمر
" هل لك أن تخبريني يا سيدة الحسن والجمال لما لم توقظيني لأصلي "
نظرت لي باستغراب فقلت بغضب " قمررر "
ارتجفت بفزع ثم قالت " أيقظتك "
قلت بحدة " ولم أصلي "
قالت بصدمة " صليت "
نظرت لها باستغراب وقلت " هل صليت ؟؟ "
هزت رأسها بنعم دون كلام فقلت " كيف لا أذكر !! "
كانت هي ومريم تكتمان ضحكتهما فقلت بغضب " هل بي ما يضحك ؟! "
نظرتا لبعضهما وانفجرتا ضاحكتين فقلت بغضب أكبر " قمر ما المضحك بي "
قالت بين ضحكاتها مشيرة لمريم بإصبعها " هي أضحكتني لا دخل لي "
نظرت جهة مريم فازدادت ضحكاً عدت بنظري لها وقلت بحدة
" تتركيني بلا صلاة ثم تضحكي علي "
نظرت لمريم ثم لي وقالت " أقسم أيقظتك وأنك صليت "
قالت مريم ضاحكة " عليك إعادتها يبدوا لي لم تقرأ فيها شيئاً هذا إن توضأت "
نظرت جهتها بضيق فعادت للضحك بهستيرية فقلت
" هل لي أن أعلم ما المضحك بي "
دخلت حينها صبا راكضة من جهة الباب وما أن رأتني حتى أشارت لي بإصبعها
وبدأت بالضحك فمسحت وجهي بأصابعي لأرى إن كان عليه شيء ثم عدت للغرفة
نظرت للمرآة بغيض وما أن وقع نظري على شعري حتى انفجرت ضاحكاً وقلت
" سأريكما "
صليت وغيرت ثيابي وخرجت لهم جلست على الكرسي الفردي وهما غيرتا مكانهما
جالستان معاً , نظرتا لي والضحكة تكاد تخرج منهما فنظرت لقمر وقلت بضيق
" تضحكين إذاً هذا بدل أن تنبهيني تتركي الجميع يضحك مني "
ثم ابتسمت بمكر وقلت " وهل أخبرتها أنك من فعل هذا "
نظرت لي بصدمة ثم شهقت بقوة وتحول خداها للون الزهري وشتت نظرها للأرض
جيد تلقت العقاب , نظرت مريم لابنتها وقالت بحدة " العبي في الخارج هيا يبدوا لي
أحدهم فقد السيطرة على لسانه "
ضحكت ووضعت ساق على الأخرى وقلت
" مريم هل تذكري حين زرتك صباحاً في الماضي و كنتي .... "
وقفت وسحبت ابنتها خارجة بها بغيض فضحكت وقلت منادياً " تعالي لتسمعي باقي القصة "
نظرت جهة قمر نظرة جامدة فقالت ضاحكة دون وعي " أقسم أني أيقظتك وأنك صليت "
قلت بحدة " ليس هذا ما أعني "
قالت بهدوء " حسناً وما ذنبي أنا "
قلت " لو لم تتركي زوجك وحده في الغرفة وكأنه غير متزوج لما حدث ما حدث "
نظرت لي بصدمة فقلت " نعم قولي ما لديك "
هزت رأسها وقالت " أدفع عمري ثمناً لفهمك يا رائد "
دخلت حينها مريم وعادت للجلوس بجوار قمر ثم قالت
" ماذا بشأن إقامتكما هل قررتما البقاء هنا في المنزل ؟! "
قلت ببرود " نعم "
ضحكت وقالت " مهلك علينا الأمر لا يستحق "
ثم أشارت بعينيها على قمر وقالت " أم أنك متضايق من رؤية أحدهم لك بذاك المظهر "
نظرت لها بحدة فضحكت وهمست لقمر شيئاً في أذنها فاحمرت خجلا ولم تجبها فضحكت
مريم من فورها فقلت " فيما تتهامسان "
قالت مريم ببرود " في أمر لا يخصك "
قلت بضيق " يا سلام عني ولا يخصني "
قالت " ليس عنك أمور تخص النساء ارتحت "
نظرت لقمر وقلت " ماذا قالت لك ؟ "
هزت رأسها بلا دون كلام فقلت " ماذا تعني لن أقول أم لا أستطيع أم لا شيء "
نظرت للأرض وقالت بهمس " لا أعلم أيها "
قلت بغضب " قمررررر "
نظرت لي وقالت بارتباك " لا لا أستطيع "
قلت ببرود " عليكما إخباري أو ستريان مالا يعجبكما "
قالت مريم بحدة " ما هذه الحشرية رائد لم تكن هكذا يوماً "
قلت ببرود " الآن تتكلم إحداكما أو نمتما الليلة في الخارج "
قالت مريم بابتسامة " سأتصل بزوجي لأخذي من هنا زوجتك من
ستنام خارجاً وأرني كيف ستنام بدونها "
وكزتها قمر بمرفقها فضحكت مريم وقلت بغيض " ستريان "
قالت مريم بحدة " إنها أمور خاصة ما بك أنت "
قلت ببرود " هيا بسرعة لا خاص معي "
تأففت مريم وقالت " سألتها عنكما "
قلت بهدوء " كاذبة "
قالت بضيق " في وجهي تقولها "
قلت بأمر " قمر تكلمي بسرعة "
قالت هاربة جهة الغرفة " لن أتكلم ولو شنقتني "
ضحكت ونظرت لمريم فقالت بضيق " رائد لما هكذا ؟! "
قلت " هذا عقابها بقي عقابك أنتي "
قالت " يا عيني وبما ستعاقبني "
قلت " ستري بنفسك إن لم تتكلمي "
قالت بحدة " رائد لقد أحرجتها كنت أسألها كيف نمتما على
ذاك السرير معاً هل ارتحت الآن "
ضحكت وقلت " وهل ستخجل مني وأنا من نامت معه "
قالت بحدة " بل مني أنا يا ذكي "
قلت ببرود " ولما أنتي تقولينها لي ولم تُحرجي مني "
قالت بغضب " لأنك نفخت لي رأسي "
ثم قالت بابتسامة جانبية " ولما كنت تصر على معرفة الأمر ؟! "
قلت ببرود " هكذا فضول "
قالت بذات الابتسامة " أُقسم أنك تحبها "
نظرت لها ببرود وقلت " طريقة فاشلة للنيل مني "
نظرت للجانب الآخر وقالت " افهمها كما تريد ولكنها الحقيقة "
خرجت حينها زوجة والدي وانضمت إلينا وقلت بعد وقت
" ماذا عن جامعة نور ألا محاضرات لديها ؟! "
قالت بعد صمت " لا تريد الذهاب اليوم "
قلت ببرود " إن كان لأني سأوصلها فأخبريها أنها ستخسر محاضراتها على هذا الحال "
قالت بهدوء ممزوج بالضيق " رائد للفتاتين روتين تعودتا عليه كل حياتهم "
قلت بحدة " هل الخروج مع الغرباء من ضمنهم "
قالت بضيق " كانت غلطة والأولى أيضاً "
مرت حينها نور متجهة للمطبخ , تنفست بقوة وقلت بهدوء " نور "
وقفت ونظرت باتجاهي فقلت
" جهزي نفسك لآخذك لجامعتك أقسم أني أخاف عليكما وأريد مصلحتك "
أعرف نور جيداً غيداء تؤثر عليها ولكنها ليست مثلها , هزت رأسها بنعم وعادت جهة
غرفتها فوقفت وتوجهت لغرفتي لأخذ مفاتيحي دخلت وكانت قمر تجلس على السرير
تلعب بطرف اللحاف بين أصابعها فوقفتْ ما أن رأتني , توجهت ناحيتها واضعاً يداي
في جيوب بنطالي وقلت " لما لم تخبريني ما قالت لك ؟! "
نظرت للأرض وقالت " هل أخبرتك ؟! "
قلت " نعم "
عادت بنظرها للأرض وأنا أتأمل ملامحها بتركيز عميق ودقيق
أنكست رأسها أرضاً يبدوا هرباً من نظراتي لها فأخرجت يدي من جيبي وقربتها من
وجهها وما أن لامست أطراف أصابعي خدها حتى عادت للوراء مرتعبة وسقطت جالسة
على السرير , بقيت يدي معلقة كما هي في الهواء أنظر لها بصدمة ثم دسستها في جيبي
ونظرت لها وقلت " قمر أنظري إلي "
رفعت رأسها وعيناها لعيناي فقلت بهدوء وحيرة " هل تخافين من أن أضربك يا قمر ؟! "
عادت برأسها للأسفل ولم تتكلم فقلت بذات الهدوء " لما خفتي مني ؟! "
قالت بتوتر " لم أخف "
قلت بجدية " ماذا إذا ؟! "
قالت بدموع تساقطت من عينيها " بلى خفت منك وليس منك وحدك بل من كل يد تمتد لوجهي "
نعم الماضي هكذا إذاً , قلت بهدوء " ولكني ما كنت سأضربك ولن أفعلها "
قالت بشهقات متواصلة " ذاك فوق إرادتي لا أستطيع منعه "
قلت بجدية " لماذا ؟! "
لاذت بالصمت فقلت بأمر " لماذا يا قمر ؟! "
أمسكت الوسادة حضنتها وقالت بأسى " من الماضي من أشياء منغرسة في قلبي وتتحكم به "
قلت بتوجس " لم أفهم "
نظرت لي بعيناها الممتلئتان بالدموع وقالت برجاء " رائد يكفي أرجوك "
تنهدت بضيق أخذت المفاتيح وخرجت كنت أنوي استجوابها والضغط عليها أكثر لتتكلم فهي
فرصتي ولكني ضعفت ... أجل أعترف ضعفت أمام عيناها الدامعتان ورجائها الباكي
ولكن لا بأس لن تكون الأخيرة , خرجت لسيارتي وبعد وقت لحقت بي نور ركبت
السيارة في صمت فانطلقت وقلت
" أعطني جدول محاضراتك أو أخبريني كل يوم متى تذهبي ومتى تريدي العودة "
قالت بشبه همس " حسناً "
عدنا للصمت مجدداً حتى قالت ورأسها للأسفل ونظرها على يديها
" أستاذ لي في الجامعة تحدث معي يريد مقابلتك "
نظرت لها مطولاً باستغراب ثم قلت " كيف تحدث معك ؟! "
قالت " قال يريد خطبتي وأنا أخبرته أن يأتي لمنزلي مباشرة بلا لف ولا دوران "
قلت بعد صمت " كنت أعلم دائماً أنك أعقل من سنك وممن هي أكبر منك , أخبريه
ليأتي إلي وأنا من سأسأل عنه بنفسي وأوقفيه عند حده كلما حاول التجاوز معك "
قالت بهدوء " حسناً "
قلت " وما رأيك أنتي به يا نور ؟! "
أحمرت وجنتاها خجلا وقالت مطأطئة برأسها " هوا أستاذ جيد والكل يحبه ومحترم جداً "
ابتسمت وقلت " لو كان كذلك فلن تكوني إلا راضية أما إن كان العكس فلن يرى ظفرك
ما حييت والكلام عن غيداء أيضاً فسأتقصى عن خطيبها بنفسي إن وجدت ما يعيبه فلن
تتزوجه إلا على جثماني "
نظرت لي وقالت بقلق " رائد غيداء لا ترد الإساءة إلا بالانتقام فحاذر من انتقاماتها "
قلت " لن أخشى من شقيقتي , لو كان شاب جيد فلن أعترض فأنا لا أفعل ذلك كرها لها
ولكني لا أريد لكما التعاسة "
قالت ونحن نقف عند الجامعة " ما اسم كتابك الجديد ؟! "
قلت بحيرة " لما !! "
قالت مبتسمة " صديقاتي يزعجنني كل يوم يضنون أنني أقرأه
أعطني العنوان على الأقل لأرتاح منهن "
ضحكت ثم قلت " عنوانه اكتمال القمر ويتحدث عن العلاقات العاطفية "
قالت مبتسمة " سأخبرهم أنني قرأته لأتبجح عليهن "
ضحكنا معاً ونزلت متوجهة لبوابة الجامعة , نور لو تبتعد عنها غيداء تكون بخير فكم
أخشى عليها منها , جلت محلات بيع الأثاث مررت بجوار غرف النوم وقلت بابتسامة
" لا نحتاجها "
اخترت مكتباً صغيراً قد أضعه في غرفة الضيوف بدلاً عن غرفتنا لأني أسهر كثيراً على
الكتب , دفعت لهم عربوناً واتفقنا على إيصاله للمنزل , زرت بعدها المكتبة سريعاً ثم عدت
للبيت وجدت مريم وأنا داخل فقالت " تأخرت "
نظرت لها باستنكار فضحكت وقالت
" لو كنتي مكان زوجتي ما ستقولين أعلم هذا الجواب "
قلت بضيق " إن كانت زوجتي لا تسألني فما سأقول عنك "
ابتسمت ابتسامة جانبية وقالت " لو كانت تحبك لاهتمت للأمر "
أعلم أنها تتعمد قول ذلك ولكن كلمتها ضايقتني فقلت ببرود
" لم يكن هذا كلامك حين كنت في منزلك "
قالت بابتسامة " لم أتكلم عنها وحدها بل وعنك أيضاً فحاسبني على الاثنين "
قلت بحدة " مريم أنا لست في مزاج لك ولا تتدخلي في حياتي رجاءً "
قالت ببرود " هل ستشتري غرفة نوم ما هذه الغرفة التي تعيش فيها "
قلت بضيق " هل اشتكيت لك ؟! "
قالت بخبث " أنت لا , غيرك نعم "
نظرت لها بصدمة وقلت " قمر قالت لك ذلك ؟! "
ضحكت وقالت " أقسم أنك تحـبــ ....... "
قلت بحدة " مريم أقسم أن أغضب منك "
نظرت للجانب الآخر وقالت " زوجتك لم تخرج منذ دخلت الغرفة وأنت هنا تفقدها "
قلت بضيق " أنتي من أخبرك أني هنا وما هذه الزيارة الطويلة "
نظرت لي وقالت بصدمة " وهل ستطردني من منزل والدي "
توجهت لغرفتي دون كلام دخلت وكانت قمر مرتمية على السرير وتمسك يدها اليسار
بقوة وتخفي وجهها في الوسادة ركضت اتجاهها أجلستها وقلت " قمر ما بك ؟! "
قالت بتألم " يدي .... تؤلمني "
ركضت خارج الغرفة وتبعتني مريم للمطبخ وهي تقول بخوف
" ما بك ما بها زوجتك ؟! "
لم أجبها أخذت صحن الزيتون من الطاولة أمام غيداء وخرجت ركضاً وعدت
للغرفة ومريم تتبعني , وجدتها عادت لتتكور على السرير وضعت الصحن ثم
أجلستها مجدداً وقلت " قمر كلي الزيتون هيا "
هزت رأسها بلا دون كلام فقلت بغضب " قمر لما العناد ستأكلينه الآن رغماً عنك "
قالت بتألم ورأسها يتكأ على كتفي " لن يفيد "
قلت " إذا آخذك للمستشفى حالاً "
قالت " لا سأكون بخير "
قالت مريم " هيا سأرافقكما "
سقطت على السرير وتمسكت باللحاف وقالت " لا أريد لن أذهب لن يفعلوا لي شيئاً "
قلت " هل هذا يحدث معك سابقاً أخبريني ؟! "
قالت ووجهها مغمور في اللحاف " نعم وقد اتصلت بطبيبي في ألمانيا وقال أنه طبيعي "
قالت مريم " وهل ستبقي تتألمي هكذا لنذهب ليعطوك المسكن فقط "
رفعتها من كتفيها مسحت وجهها لأبعد شعرها عنه وقلت
" هيا سوف آخذك ليحقنوك بالمسكن فقط حسناً "
أمسكت بقميصي وقالت " أحضر حبوبا مسكنة لا أريد الذهاب رائد أرجوك "
نومتها على السرير وقلت " حسناً سأجلبها حالاً "
ثم وقفت وقلت " مريم ابقي بجوارها حتى أعود إن حدث شيء اتصلي بي "
خرجت لأقرب صيدلية وأحضرت مسكناً قوياً وعدت للمنزل دخلت الغرفة أجلستها
لتتكئ على كتفي وأحضرتْ مريم الماء وضعتُ الحبة في فمها وأشربتها الماء ثم
أعدتها للسرير غطيتها باللحاف وقلت " المسكن قوي سوف تنام الآن هيا لنخرج "
خرجنا وتركناها وجلسنا في الخارج قالت مريم " ما بها مما تعاني ؟! "
قلت بهدوء ونظري للأرض " لقد أجريت لها جراحة خطيرة على القلب منذ ثلاثة
أعوام وهي في فترة نقاهة لإجراء أخرى "
قالت بصدمة " نقاهة كل هذه السنوات !! "
نظرت لها وقلت " لا لقد كانت تتلقى العلاج المكثف خلال الأعوام الماضية النقاهة هذان
العامان فقط ومنعوا عنها الرياضة والإنجاب والمهدءات حتى نهاية العام القادم وقت العملية "
تنهدت بأسى وقالت " مسكينة كيف لكل هذا الجمال والرقة أن تكون صاحبته بقلب معطل "
نظرت للأسفل وقلت بهدوء " ما كان ليستحمل ما مر به "
نظرت لي مطولاً بصمت ثم قالت " وأنت تريد فعل المزيد أي قلب هذا الذي تحمله يا رائد "
نظرت لها وقلت بحدة " ذاك شيء وهذا شيء "
قالت بحدة مماثلة " رائد الفتاة تحبك وأنت تضيعها من يدك من قال أن الاضطرابات النفسية
وسوء المعاملة لا تسبب ما يحدث لها "
لذت بالصمت مشيحا بنظري عنها فقالت بغضب " أتعلم ما قالت لي صباحاً حين سألتها
عن مشكلتك وغيداء أمس , قالت لم تؤلمني إهانتها لي بحجم ما ألمتني إهانتها لشقيقها "
نظرت لها في صمت فقالت " لما تريد إغماض عينيك عن الحقيقة يا رائد "
قلت ببرود " لن أصدق أن من خانتني وخذلتني تحبني أقنعيني بهذا "
قالت بحدة " بلى تحبك وأنت كذلك "
نظرت لها بضيق فقالت ببرود " لا تحاول معي حاول مع قلبك إن استطعت فهوا من
جعل وجهك ينقلب ويتلون حين رأيتها تتألم "
وقفت وقلت " الكلام معك لا يأتي بنتيجة أبداً يبدوا لي مخيلتك أوسع مما تخيلت "
خرجت من عندها فتقابلت وزوجة والدي فقالت بهدوء " ما بها زوجتك سلامتها ؟! "
قلت " سلمك الله مجرد تعب بسيط "
تخطيتها خارجاً فأوقفني صوتها قائلة " سأخرج و غيداء وخطيبها الليلة "
قلت ببرود " لا فعليا السؤال عنه أولاً قبل أن أعترف به خطيباً لها "
قالت " ولكن والدك وافق عليه "
قلت مغادراً المنزل " أنا لم أوافق بعد "
ثم خرجت من المنزل ولم أرجع إلا مساءً , دخلت الغرفة فجلست قمر التي كانت نائمة
على السرير وقالت " هل أعد لك العشاء ؟! "
قلت وأنا أنزع قميصي " شكراً لقد تعشيت ... كيف تشعرين الآن ؟! "
قالت بعد صمت " بخير شكراً لك "
توجهت للحمام من فوري دون كلام , لأول مرة تشكر سؤالي عن حالها دون أن تعتبره
شفقة , استحممت طويلاً ثم خرجت لافا المنشفة على خصري توجهت للمرآة مشطت
شعري ورششت العطر على جسدي ثم توجهت للسرير جلست وهي مضجعة وتعطيني
ظهرها دخلت تحت اللحاف وقلت هامساً في أذنها " هل تأخذين الحبوب ؟! "
قالت بهمس " نعم "
ومرت الأيام بعدها على ذات الوتيرة أقضي جل يومي في غرفة الضيوف عند مكتبي
الصغير والكتب حيث يوجد مكتبة هناك وأنام ليلاً نومتِ المعتادة وقمر في حضني على
ذاك السرير الضيق وكأننا عاشقان ليلا ينسيان كل شيء بطلوع شمس النهار فلم أعد
أراها إلا ناذرا , كنت جالسا على المكتب حين طرقت قمر الباب فقلت من فوري
" تفضلي "
هي لم تزرني سابقاً غريب لما أتت الآن !! اقتربت مني ببطء ثم قالت
" أريد شراء بعض الأغراض هل تأخذني عند الغد "
قلت وعيناي على الورق " سوف آخذ نور غدا لتشتري فستان الخطوبة يمكنك مرافقتنا "
قالت بعد قليل " وأريد زيارة مريم هل تأخذني بعدها "
قلت " حسناً "
قالت " هل هذا كتابك الجديد ؟! "
نظرت لها مطولاً بصمت حتى أخفضت بصرها فقلت " نعم أكاد أنهي مسودته الأولى "
رفعت عيناها لي وقالت بابتسامة " هل أطلع عليه ؟! "
قلت مشيراً للكرسي " أجلسي سأريك بعضاً منه "
جلست وأعطيتها بعض الأوراق وبدأت بقراءتها بتركيز وانسجام , يبدوا لي لم تحتج
لتطلب مني أخذها غداً بل تشعر بالوحدة والملل , عُدت لأوراقي ولم أستطع التركيز
في شيء أكتبه منهم رغم أنها تجلس بهدوء ودون صوت إلا من أنفاسها وتحريك
الورقة بعد انتهائها من قراءتها , أنهت جميع الأوراق ثم نظرت لي وقالت
" رائع وموضعه مهم هل أخذت هذا من تجارب الواقع أم من إحصائيات للآخرين "
قلت وعيناي على الورق أمامي " بل من تجاربي "
قالت بعد صمت " وكم تجربة كانت ؟! "
نظرت لها وقلت بجمود " ما معنى هذا السؤال هل تحاسبينني ؟! "
قالت بارتباك " لا لم أقصد ذلك "
عدت بنظري للورق وقلت ببرود " كانت واحدة وفاشلة أيضاً "
سكتت مطولاً ثم قالت بهمس حزين " لما فشلت ؟! "
شتت نظري المصدوم على الأوراق كي لا تلاحظه , تفعلينها وتسألين يا قمر
مزقت الورقة أمامي وقلت " لأنها لا تستحق ولم تستحق يوماً "
وقفت من فورها فنظرت لها وقلت " وأنتي كم تجربة كانت ؟! "
نظرت لي مطولاً ثم قالت " واحدة أيضاً وفشلت "
قلت " لما ؟! "
نظرت للأرض وقالت بحزن " هكذا شأت الظروف ويبدوا لأنني لا أستحقه "
ثم أمسكت قلبها وقالت بدمعة محبوسة
" ليت الظروف كانت غير الظروف ولكن هكذا شاء قدري "
وصلت الباب مغادرة فوقفت وأمسكت ذراعها وأدرتها ناحيتي كانت دموعها بدأت بالنزول
مسحتها بأصابعي وقلت " هل هناك من تقول هذا الكلام لزوجها وتبكي على ماضيها أمامه "
انخرطت في نوبة بكاء وارتمت في حضني شددتها بذراعاي وقبلت رأسها , ليتك تتكلمي
وترحميني يا قمر , قولي الحقيقة مهما كانت قاسية وموجعة هي أرحم لي من هذا الصمت
والعذاب , بعد بكاءها الطويل ابتعدت عني وقالت " رائد هل لي بطلب ؟! "
قلت بحيرة " بخصوص ماذا !! "
قالت " بخصوص الكتاب "
قلت " الكتاب !!! "
هزت رأسها بنعم ثم قالت " أتركني أنا أكتب الخاتمة سأعطيك إياها في ظرف ورقي
ولا تفتحها حتى تنتهي من صياغته النهائية "
بقيت أنظر لها بصمت فخرجت منها شهقة بسبب تأثير بكائها السابق فابتسمت وقبلت
شفتيها وقلت " حسناً "
ثم عدت للجلوس على المكتب وغادرت هي في صمت ومرت بي هذه الليلة دون نوم
ولا دقيقة ولم أغادر المكتب , كانت الليلة الأولى بعد انتقالنا هنا التي لا أنام فيها معها
عليا التحدث معها عليا مصارحتها وفهم ما تخفيه وسبب تركها لي , عليا فهم معنى
كلماتها البارحة ومنها هي تحديداً , بعد وقت سمعت صوت وكأنه شجار بأصوات
غير مرتفعة فخرجت من الغرفة وكان الصوت من المطبخ توجهت هناك واقتربت
من الباب وبدأت أسمع فارتفع صوت غيداء وهي تقول لقمر
" نعم نعم أخفي حقيقتك عن زوجك ولكن عني لا , أعرفك جيداً حين كنتي تعيشين مع
عمتك هنا وأعرف ماضيك الأسود وبالدلائل أيضاً هه يا .... هل أقول عن مغامراتك
العديدة أو لما فأنتي أدرى مني بذلك "
لم تجبها قمر خرجت بعدها غيداء ونظرت لي ببرود ثم غادرت فعدت أدراجي للمكتب
قبل أن تراني وارتميت على الكرسي بصدمة ... أنتي يا قمر لهذا إذاً كانت كل تلك
المسرحية ليلة البارحة لتعودي لخداعي مجدداً يالي من ساذج وواهم كيف صدقتها
وقررت التحدث معها كانت ستكذب عليا إحدى أكاذيبها وكنت سأصدق طبعاً لأني
قتلت عقلي بقلبي لكن الحل لدي فأنا من سيجعلك تنطقين يا قمر وليس بأي شيء بل
بالحقيقة كاملة , بعد وقت خرجت متوجها لغرفتنا فتحت الباب نظرت لها وقلت
" منذ الغد سننتقل لمنزل الجيران "
وعند هنا كانت نهاية الفصل السادس عشر
كيف ستواجه قمر ماضيها وهوا يظهر أمامها من جديد
كيف ستحتضنها تلك الجدران مجددا بعدما عادت إليها وهي لم تخرج
منها حتى الآن وما موقف رائد من كل ما سيحدث
وهل سيكون ذاك المنزل سببا في تغيير مجرى الأحداث بينهم
ستعرفون كل هذا وأكثر في الفصول القليلة القادمة فكونوا بقربي
دائما أختكم ......... برد المشاعر