كاتب الموضوع :
لولوھ بنت عبدالله،
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
القسم الثاني من الجزء التاسع والسبعون
(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)
القســــم الثــــاني مــــن الجــــزء التــــاسع والسبعــــون
،
شعر بالقلق من صوتها الذي يرتعش بجنون ما ان نطقت بإسمها ... الا انه تمالك اعصابه وهو يقول بحزم: بنت عبدالله ... ريلج وين !!
فـ سمع الإجابة من صوت امرأة أخرى: بومحمد ... انا حنان بنت حميد .. ميرة ما تروم ترمس الحينه .... حمد طايح بدمانه دخيلك الحق عليه ... وسيف .... سيف ماعرف شبلااه ......
انتصب ظهره بتحفز ليقول بصرامة: حنان .... حنان سمعيني ..... انا بعيد عنكن وايد .... منو وياكن !!
نظرت حنان للرجل الذي اردته ارضاً بضربتان عنيفتان منها ومن حمدان .... لا تعرف أي معجزة جعلتها تصل لمكان ميرة وفي هذا الوقت بالذات ... يبدو ان الاستماع لنصيحة الأطفال تفيد احياناً في المواقف الصعبة
تذكرت ما حدث قبل هذا ... كانت في كوخ الأطفال ولا يعرف احد بهذا حتى الرجل الذي يراقب الكوخ من الخارج
فهي كانت اساساً عندما جرت كل هذه المعمعة في حمام الصغار تحمم كلاً من عبيد الصغير وسعيد
ولم تفقه لما جرى الا عندما سمعت صراخ ابن عمها سلطان آتٍ من الخارج .... ففهمت بعضاً مما يجري
لكن الصغار لم يتركوها ...... الحماس واللهفة للقتال غزت عقولهم ...... والفضل يعود لبرامج المصارعة الحرة المدمنين عليها !
اعترضت ... ووبخت ... وامرتهم بالسكوت كي لا يمسهم الخطر لكنهم اخذوا يقفزون فوق رأسها يريدونها ان تدعهم يخرجون ويضربون الرجال في الخارج
بعد جهد جهيد منهم .... رضت هي ان تخرج ... هي فقط .... ومعها خويدم ابن بطي وحمدان شقيق ناعمة ..... ليس لشيء ... فقط قلقاً على عائلتها ورغبةً منها ان تعرف ما اذ حدث لاحدهم ضرر
عندما خرجت
لم تجد احد من الرجال يقف يعترض طريقها ... وفهمت من الضجة الآتية خارج المزرعة وصوت الطائرة وصخب الرجال
ان الجميع لاهٍ بأمر ما في الخارج .... لكنها لمحت مايد ابن سيف يهرع نحوهم ووجهه يتلألئ بالسعادة .... فهو كان يشعر بحق بالرعب والهلع خاصةً بعد ان تركه سلطان في زاوية حجرية بين احدى جدران المزرعة من الداخل محذراً إياه ان يترك مكانه حتى يأتيه لكنه لم يستطع الجلوس وهو يرى اخيراً بعض اهله معه !
مسكت يده بقوة ...... وتلثمت ... ثم خرجت معه وخويدم وحمدان من الباب الخلفي
واخذت تسير وتسير معهم ............ حتى توقفت قدماها عند صياح ميرة ... الآتي من خلف احدى الكثبان الرملية
"
امسك خويدم عصا مدببة وملفوف حولها الشوك كانت ملقاة بين الرمال وقال بعينان تبرقان بالقوة/الشجاعة: خالووووه ..... انا بزخ السيخ هااااا ..... لو حد يانا بدخله في بطنه شرات ما سوى ترابل اتش في شون مااااايكل
اتسعت عيناها وهي تنزع العصا من يده: وابوووويه .... منو ها ترابل اتش وشون مايكل .... هات هات عن تغز عويناتك يا ولدددددد ....
حمدان ببسالة: خالوه حنان لا تخافين انا معاااااج .... عميه سلطان علمني الكراتيه السنة اللي طااااافت
: يا ربي انا شو خلاني اشل هاييل ويايه ... صخوا صخوا خلوني اعرف وين امشششششي
الصياح يحتد ويرتفع .... وهلعها اثر ذلك .... يحتد ويرتفع اكثر فـ اكثر
ابتلعت ريقها واقتربت بحذر ... حتى سقطت عيناها على احدهم ... يقترب من ميرة الجاثية قرب جسد ما ..... تصيح بإسمه بفاجعة وعذاب !
اشتدت قبضتها لا ارادياً بالعصا .............
وقبل ان يلمس الرجل ميرة ... كانت هي تهوي بالعصا على ظهره ....... ولم يكن ليسقط ارضاً الا بعد ان اعقب ضربتها ....... رمية صخرة عنيفة على اذنه اليمنى ............!!
ارتفعت عيناها على حنان ...... والأطفال ........... وهي تهذي بإسمه بوجهها الذي غدا كوجه الأموات تماماً: حـ ..... حمد ........ حـ .......... حمدددددد
هرعت حنان اتجاه حمد ........... ولأنها حازت على شهادة الإسعافات الأولية ومعلمة أطفال في المقام الأول ....... فهي تعرف جيداً ما تفعل !!
ابتلعت ريقها وهي تسيطر على اعصابها كي لا تنهار من منظره المخيف بدمائه المتفجرة من ظهره ...
فحصت نبضه ...... وكان للأسف ضعيفاً جداً
قالت بصلابة وحزم: نبضه ضعيف وواضح انه نزف وايد ..... لازم نلحق عليه
وقبل ان تستل هاتفها لتتصل بأحمد كان هاتف حمد يرن ........... فاستلته ميرة بسرعة واجابت على الاتصال
"
كرر سؤاله بنفاذ صبر: منو وياكن حناااااان !!!!
تلعثمت وهي تجيب بارتباك: سيف ....... وحمد .... حمد ولد خالك متصاوب في ظهره وطايح ..... لازم حد يوديه المستشفى .... نزف وايد ونبضه غدا ضعيف ....
لعنهم بصوت مزمجر واردف بسرعة: الله يلعنهم ...... حنان .... حنان سمعيني ..... سوي اللي بقولج عنه
ابتلعت ريقها وقالت: اسمعك
حارب: انتي وميرة اربطوا ظهر حمد بخلقة ..... بأي شي .... وقفوا صبيب الدم يلين ما اقدر اييكم
هزت رأسها بتوتر لتقول: لا تخاف انا عنديه شهادة اسعافات أولية واعرف ادبر عمريه
حارب: زين حلو ... بتّجل عليج عيل ...... بس سمعي
محتاينج في شي ثاني
: آمر بومحمد
حارب: سلطان ........ أبا أوصل رسالة لسلطان الحينه
.
.
.
.
.
.
.
وقف الرجل وهو يقول لمانع: المبلغ كامل مانع
هتف باسم الذي الى الآن ينظر لرفيقه الميت بصدمة وألم لا يوصفان: سلطان
مع نداء مانع ...... سمع همس صغير آتٍ من زاوية بعيدة ..... همس لم يسمعه سواه
كان حمدان ابن أخيه
رفع الأخير امام وجهه ورقة مكتوب عليها
"الحريم في امان عند حارب"
بعدها نظر سلطان لمانع .. ثم لخلفان المقتول بغدر شنيع بين يداه !
ثم لعتيبي ...... بل لظهر عتيبي ........... الذي اخذ يسير مبتعداً عن الجميع بغير هدى ....... وكأنه بسيره الميت هذا ............... يترك كل شيء خلفه ............ يترك الرؤوس تتناحر ............ والصقور تتناقر ............. وغيوم السماء تتناثر !
زمجر بحقد ..... وألم ....... وحزن ............ كيف لا .......... وهو يشهد بعيناه مقتل اخ على يد أخيه !
كيف لا ........... والمقتول يبرئ القاتل من دمه ............. بكل بساطة !
كيف لا ................. والميت خلفان !
رباااااااااااااااااااه !
عاد بانظاره نحو مانع ..... متذكراً فحوى الرسالة
اذا .... فـ حارب قد وجد اخيراً النسوة .......... لكن كيف !!
نظر بطرف عيناه لابن اخاه حمدان الذي ما زال يحمل الورقة
ثم امره بعيناه ان يبتعد ......... فرسالته قد وصلت !
انزل بهدوء رأس خلفان على الأرض .... منتزعاً بخفية سلاحاً مربوطاً بساقه اليمنى اسفل بنطاله
وبخفة يد عالية ..... صوّب على رأس الرجل الذي كان يعد المبلغ
ومعه رجلان كانوا معه
انتفض مانع بهلع وهو يصرخ بغيظ عاصف: خلنا على اتفاااااااقنا يا سلطاااااااااااااان
لكن الجنون تملّك سلطان
كل ما جرى حوله اليوم جعله ضحية الجنون لأول مرة
زوجته المرمية في السيارة
عائلته
رفيقه
كرامته
شرفه
قلة حيلته
كل شيء ....... كل شيء جعله يجن الآن ببساطة
اقترب منه ... وعيناه تبرقان بشر هستيري
غمغم من بين اسنانه ..... وعيناه المحتقنتان بالدم: الحينه براويك اتفاقنا ........... زين ما زيييييييييييين .....
وهجم عليه كالصقر الجارح
لم يترك الا جثة هامدة ... بوجهٍ تشوه من اللكمات والضرب والدماء
وساقٍ ثانية معطوبة !!
.
.
.
.
.
.
.
بعد غروب الشمس
انتشر رجال الأمن حول المزرعة
رجال سلطان المقربين .... ومعهم رجال الشرطة
والاسعاف
والاطفاء ............. فـ احد رجال مانع ممن الذين هربوا قبل القبض عليهم قام بإحراق جزء من المزرعة قبل هروبه
قبض الامن على ما من بقي من المجرمين ..... الا عتيبي ........... الذي رحل لمكان لا يعلمه احد
وحملت الإسعاف المصابين
حمد ... بطي ... وفلاح ... سيف ... شما ... وحصة ....
وبالطبع .... وبعد ان نهض الرجال الكبار ومعهم ذياب ....... توحشت ارواحهم وغضبوا بما سمعوه وعرفوه ...... الا ان سلطان طلب منهم بصرامة ان يذهبوا مع المصابين كي يفحصوهم ويتأكدوا من خلوا المنوم من مواد أخرى ضارة ...
هرعت ابنة أخيه نحوه .... ورمت جسدها بأحضانه وهي تبكي برعب: عميييييييييييه .... عمييييييييه شفت شو سووا فينا هاييل !!!!
احتضن رأس فطيم بقوة ... ولثم جبينها قبل ان يقول لها بصوت دافء مطمئن: خلاص بابا .. خلاص .. كلهم التعنوا محد بيجيسكن بشر ان شاء الله
قالت ناعمة وعيناها تدمعان قلقاً على شما: عميه شما شبلاها !!
تنهد بقلق ...... وقال: ما بلاها شي ان شاء الله ... ادعولها انتو بس الله يقومها بالسلامة
ناعمة + فطيم: ياااااارب
استدارت نحو زوجها القادم نحوهم ...... قبل ان تخطو نحوه بحزن وهي تقول بألم على حاله: شو ريلك الحينه !!
اجابها بحنانه المتفرد: لا الحمدلله .... خلاص ما تعورني
ناعمة بشك متألم: صدق ولا تقص عليه !!
جر انفها هاتفاً ببسمة ناعمة: حق شو بقص عليج .... والله ما تعورني الحينه
تمتمت بخفوت: الحمدلله
حارب: سيري يلسي عند موزة .. ما صدقت على الله حالتها بدت تتحسن .. أخاف تنتكس مرة ثانية
اومأت برأسها وقالت: ان شاء الله
اقترب من سلطان ......... وبعفوية من الأخير اشر لفطيم ان تعود للنسوة
سأله بوجه شاحب ممتقع: شو صار !! خـ .... خلفان ...... خلفان منو جتله !!!
اغلق سلطان عيناه ألماً وظل صامتاً لا يعرف بالضبط ما الذي يجب عليه قوله !
: منو جتله سلطاااااااان !!!
اشاح بعيناه ليقول بحرقة قلب نابض: عتيبي
شهق وهو يتراجع بفزع/صدمة: اخوووووووووووه !!!!
أومئ سلطان برأسه باقتضاب
حارب: لييييييش !!!!!!
وانت ............. انت خلييييييييييته !!!!
: هاي وصية خلفان
هدر حارب بانفعال هائج: وصييييييته !!!!
واخبره سلطان ما حدث بصوت قاسي جامد غليظ ... وصورة خلفان المغدور لا تفارق مخيلته !
وضع يده على جبينه بفزع ليقول: يالله .... يالله
شو مستوي في الدنيا .... شووو مستوووووي !!!!!
سلطان بمرارة: آخر الزمان يا حارب .... آخر الزمان
حارب بذات مشاعره: اللهم ارحمنا برحمتك .... اللهم ارحمنا برحمتككككك
التفت الاثنان بحدة ما ان سمعا صرير سيارة عنيف قربهما
يعقبة نهيان وهو يخرج من السيارة بسرعة
نهيان بانفعال ... وقهر مما حدث بغيابه: بومييد .... حارب ..... السموووحة .... والله السموووحة ما رمت ألحق عليييكم
شو صااااار .... خبروني شوووو صار بالضبطططط .....
وضع سلطان يده على كتف نهيان وقال: هد هد هد ... صار الشي وانتهينا منه الحمدلله ... خبرنا شو صحة حرمتك !!
نهيان ... بوجه شاحب ... مرهق .... وحزين: الحمدلله على كل حال .. الحرمة بخير بس الياهل طاح
حارب: لا حول ولا قوة الا بالله
سلطان: الله يعوضكم خير ويرزقكم بداله ثلاث واربع وعشر ...
: الحمدلله على كل حال ... خبروني شو صار ... انتو يوم دقيتولي كنت مدوده وياها النزيف يزيد ويزيد ... خفت اكمل دربي لأقرب عيادة وانتو محتاييني وتبون فزعة .... وخفت من صوب ثاني اييكم وتزيد حالة الحرمة ولا يستويبها شي
واقرب عياده بعيدة عن المزرعة ساعة ونص ....
سلطان: معذور يا نهيان والله معذوور ... انت كنت في شي ونحن كنا في شي ....
نهيان بربكة: وين امايه ... وباجي الحريم ..... ياهن شي !!
تنهد سلطان فقال: لا الحمدلله كلهن بخير وصحة وعافية
رآى نهيان إبراهيم وهو يمسح دمعته من بعيد
نهيان بقلق وتوتر: شو مستوي ... إبراهيم شبلاه !!!
حارب بحزن مرير: خلفان .................. خلفان راح
اتسعت عيناه بحدة وصاح: رااااااااااااح !!!!
سلطان بخفوت: الله يرحمه
نهيان بفاجعة: شقاااااااااايل !!!!!
اخبره حارب بالمختصر ما حدث
ومع آخر كلمة من فاه حارب ....... كان إبراهيم يقترب منهم بعنف ووجهه محتقناً تماماً من الحزن/الفاجعة
رص على فكه ..... وصورة صديقه الدامية لا تزال ترافق عقله وعيناه الدامعتان:
ليش .... ليش خليته بومييد ....... جتل خلفاااان
بح صوته واختنق:
جتله بكل دم بااااارد ..... ليش خلييييييييييته !!!!!
سلطان بجمود:
هاي وصيته يا إبراهيم
إبراهيم بحدة:
وصيته !!!! كييييف خبرني كييييف !!!!
اغلق عيناه بقهر من نفسه قبل كل شيء ...... ليهدر: الله يخليك ابراهيم اللي فيه يسدني ....
هاي وصيته وخلاص لحد يناقشني في اللي صااااااااااار
نهيان بحدة: والمسؤولين ..!!!! لازم بيسألونا عن اللي صار .. شو بنخبرهم !!!!
تنهد سلطان بإرهاق ..... وقال: خلوا السالفة عليه .... انا بتصرف .... لكن سمعوني ...
رفع سبابته ليردف بجبروت: غافااااان محد بيجيسه
لو دمي هو الثمننننن
وتركهم مبتعداً عنهم ............ وخلفه تتراكض كلمات خلفان الأخيرة معذبةً روحه بصورة مريعة
"
انا .................. انا مسامحنه ............ جدامك وجدام رب العالمين اقولها ..... مسامحنه ........... دنيا وآخرة ............... خـ خخخلوه ............... خلوووه يروح في حال سبيله .....
"
"
مـ مـ ..... محلل .... ومبيووووح ..... ولد عوض .......
مححححلل .............. وو ...... ومبيووووح
"
"
اترجااااك .............. هاي وصيتي الوحيده .................. اخويه لا تسوون به شي ...............
هاي ....... هاي وصيتي سـ سلطااااان
"
شهق غضبه .... وحسرته ...... وكل شعور مقيت يعتريه ...... ليزفر نيران خارجة من قلبه فـ رئتاه فـ انفه !
تركت في قلبي يا صاح ........... نار مستعرة لن تنطفء حتى الممات .......
.
.
.
.
.
.
.
صباح اليوم التالي
في مستشفى ليوا تحديداً
اقترب منه الضابط منادياً إياه بخفوت: بوعبيد
ابتعد نهيان عن الرجال المنتشرين حوله ...... ليقف مع الضابط في مكان منزوي
الضابط وهو يعطيه آخر التقارير بعد ان علموا من روضة مسبقاً ان المجرمة هي امرأة وليست رجل: لقيناها ..... كاميرة محطة البترول الجريبة من عزبتكم جكتها وهي خاطفة عليها عقب اللي صار .... نفس الوقت والساعة تقريباً .....
اشترت ماي وكملت دربها يلين بوظبي
نهيان بعينان تقدحان شراراً: اباها جدامي الحينه ....... الحيييينه
الضابط: تم بوعبيد
ثم عاد نهيان لزوجته التي علمت بشأن موت جنينها منذ ان استيقظت فجراً
تأمل وجهها الشاحب تماماً ... وقال بخفوت رقيق: شخبارج الحينه فديتج ؟؟
هزت رأسها بانهاك ....... وقالت بصوت مبحوح غليظ: الحمدلله على كل حال
قبّل يدها ليقول بحزن:
الله بيعوضنا ان شاء الله
اجابته بمرارة رغم أنها بالفعل موجوعة بشدة على طفلها الذي مات:
فقدت أغلى البشر امي .... تحسبت وفوضت أمري لله سبحانه .... ما بسويها الحينه على ولدي !!
ربت على يدها برقة وقال:
كل شي يتعوض ... كل شي يتعوض يا ام عبيد
برقت عيناها بسعادة موجعة وقالت بحشرجة:
أم عبيد !!
نهيان بعينان تلمعان بالثقة/الصدق: أكيد
بلعت ريقها الجاف ... وقالت بصوت رقيق ملتاع: كلمتك هاي بردت النار اللي كانت شابه في يوفي
وضع كفها على لحيته ليقول بندم حقيقي: اسف ما قصدت موليه اضايقج باللي صار قبل
نزعت بنعومة كفها من يده ..... قبل ان تغلق بها فمه وتقول:
اشششش ...... انسى .... قلة عقل مني يوم عصبت عليك
رمقها بغرام من بين عيناه الباسمتان برجولية فاتنة ........... وقال بخفوت تحت سلطة اصابعها: فديت الغيور
كشرت وجهها بسبب خجلها الشديد من نفسها وقالت بدلال حانق: نهيااان
ضحك ببحة صوته الحلوة ....... هامساً لها وهو يقترب من وجهها:
عمره انتي
.
.
.
.
.
.
.
بعد خمس ساعات
كسر الباب بركلة واحدة منه ............ ليدخل بعدها الشقة مثيراً بها زوبعة لا تصدر بهذا الشكل المتفرد الا منه هو
نهيان !
صرخ بأعلى صوت خرجه يوماً من حنجرته: ميسوووووووووووووووووووووووووون
خرجت من غرفتها الخاصة ........... وخلفها زوجها
لم يتفاجئ ... ولم يكترث كذلك
هجم على الرجل من غير تردد ....!!
هجومه الأول عليه كان في باريس ولم يتمكن من قتله آنذاك
لكن الآن هو في بلاده !!
سيقتله
هو وتلك العقربة الواقفة قربه ترتعش هلعاً !
التفت زوجها بـ جبن وخوف لزوجته بعد ان تمكن من التحرر اخيراً من لكمات نهيان المتوالية الغاضبة ....... وخرج من الشقة هارباً من بطشه تاركاً الأخيرة وحيدة بين يداه !
شهقت بصدمة غير متوقعة ان ذلك الوغد سيتركها لوحدها مع نهيان
رص على اسنانه بشراسة وهو يقترب منها ببطء مخيف:
انتي ....... يالحششششرة
تتجرأين وتتنبشين عن علومي وتراقبيني وين سرت ووين ييت ..... !!!!
انتي ...... يا اوصخ انسانة مرت عليه
تتجرأين وتتعدين على حيااااااتي واطرشين وحده عسب تضر هليه !!!!!!!!
تلعثمت وهي تنادي اسمه بتوسل:
نـ نـ نهياااااااان
صرخ بغضب اسود:
جججججججججب
وصفعها بقوة صفعةً اردتها ارضاً
: الحيوااان بس يسوي اللي سويتييييه ...... تضرين حرمتيه وفوقها حرمة ربيعي !!!!
ليششش !!!!
شو سووبج هن !!!!
خبرينييييي .... شو سووبج !!!!
هدرت بخوف .... بقهر ..... بغل: خرجاااا .... الله لا يوفئاااااا
اتسعت عيناه ذهولاً ....... والنيران تتطاير منهما
أكملت بهستيرية: سررررررئتك مننننني ... وسررررئت عبيد كماااان
قاطعها باصقاً كلماته باحتقار/كره: وانا من متى يالزباااالة كنت لج !!!!
صرخت بجنون: انت بتحبنننننني
نهيان مصدوماً من خيالها الواسع واوهامها التافهة: احب منوووو !!!
احبج انتي يالخاااااايسة !!!
احب وحده خبلة شراتج ..... ترابع من ريال لريال !!!!
شعرت بالاهانة فهدرت بانفعال: كلو بالحلاااال
شخر ساخراً ليقول بازدراء: وايه عليج يا شريفة مكة ..... ياللي عمال الحرم حفظوا ويهج من زود الإيمان والتقوى
ضرب قلبه بعنف ليهدر بشكل مخيف امام وجهها الممتقع الشاحب:
شو فايده الحلال والروح ميييييتة !!
والأخلاق صفررررررر !!
وسكت ....... متنفساً الهواء من انفه بقوة .... تحت سلطة نظراتها المغتاظة المضطربة
هز رأسه بخيبة ..... واحتقار ....... ليكمل ما اتى لفعله بعيداً عن الكلمات ... فالكلمات مع مثل التي من صنف ميسون ........... لا ينفع للأسف !!
رفع هاتفه بحدة وهو يغمغم ساخراً:
تقول شو ... تقول احبها ... نكتة الموسم هاي
ثم اردف بصوت حازم بعد ان رفع الطرف الثاني الخط:
شاهين ازقرهن ....
هتفت ميسون بلعثمة مرعوبة:
شو ..... شو بدك تعموووول !!!!
اغلق هاتفه وهو يقول بشفقة تشوبها السخرية: يا حبيبتي انتي خطر على المجتمع .... لازم يعقونج بقفص شرات البهايم
ميسون بهلع: ما ما عندك دليييييل
نهيان بحاجب مرفوع: يوم انج مب قد سوالف افلام جاكي شان جان انثبرتي محلج مستورة في بيتج راحمه الخلق من شرج ....... بس هاي انتي شرات ما اعرفج ......... خبله ..........
دقائق حتى دخلن العسكريات ليأخذن ميسون ....... التي اخذت تتحرك بجنون بين ايديهن ........... وعندما فقدن السيطرة عليها .... ضربتها احداهن بقوة على راسها حتى فقدت وعيها تماماً ........
.
.
.
.
.
.
.
في المستشفى
فتحت عيناها بارتعاش ..... ولسانها لا يهذي الا بكلمة "ولدي"
الضربات التي تلقتها كانت في بطنها بالضبط ... ضربات عصا خشبية غليظة صلبة
الا اغلبها كانت فوق يدها .. فهي بعفوية حمت طفلها بيديها وكأنها كانت تشعر انه هو الذي في خطر وليس هي !
لهذا يداها كانتا مكدومتان ملونتان بالازرق بشكل مخيف !
لكنها ملفوفة الآن
شعرت به يرفع يداها ويقبلهما بشغف ....... بقلق عاصف
تأوهت بألم: اااااه
همس بصوت مُعذّب: ليته كان في فواديه ولا فيج
خرج وجهه كالشمس امام ناظريها
همست بحشرجة: سـ ....... سلطااااااااان
وووو .... ولدناااااااا
احتضن وجهها بكفاه وهو يطمأنها برقة: لا تخافين ما ياه شي الحمدلله
تلألأت عيناها بالدموع وهي تهمس بسعادة: صددددق !!!
هز رأسه ليقول بسعادة مشابهة: هيه والله
مسحت دموعها المتساقطة وهي تحمد الله بقلب مرتعش
تنهد .... ليقول بعدها بضيق: حرمة نهيان سقطت
شهقت بفزع: كـ كيييييف !!!
سلطان بضيق يشوبه القهر: الجلبة اللي تعدت عليج ... كانت مطرشه من صوب حرمة نهيان الأولية .... خربطت بينج وبين روضة
تحرتج هي
ويوم شردت عقب ما طحتي ... شافتها وكملت عليها
بس ما تحملت حرمة نهيان ضرباتها
أغلقت فمها وهي تقول باختناق متحشرج: يا ويلي عليج يا رووووووووضة
سلطان ... سلطان دخيلك ودني صوبها أبا اشوووفها
سلطان: يا بنت الحلال وين تبين تسيرين ....
لازم اتمين راقده خطر عليج تتحركين الحينه
بكت اكثر وهي تتوسله: أبا اشوفها سلطاااااان
يا ويلي عليها تلاقي الحينه ميتة صياااااح
سلطان وهو يأخذ نفساً عميقاً: الله بيعوضهم خير ان شاء الله
بوديج صوبها من عيوني بس ريحي الحينه ولا تتحركين .... هي بعدها بتم في المستشفى كم يوم
شما بلوعة: حسبي الله على اللي كان السبب .. حسبي الله عليهااااااا ... هاي شو من قلب عليهاااااا !!!
سلطان بصرامة ..... وثقة بالغة: كلن بياخذ يزاته فديتج
.
.
.
.
.
.
.
في مكان آخر من المستشفى
خرجت من غرفة التمريض بعد ان وضعت الممرضة فوق جرح جبينها اللاصق
الوغد الذي جرّها بكل قسوة تعمد ضربها على جبينها عندما كانت تقاومه وتهتز بين يداه
عندما أغلقت الباب خلفها .... تراجعت بفزع وهي تراه يقف امامها
بثوبه المتقطع ... الاغبر .... والمتلوث بالدم
بلا شماغٍ يعلو رأسه
فقط وجه مرهق ... شاحب .... متلهف حد العذاب !
همست بإسمه وجسدها رغماً عنها يرتعش ويخفق: فـ فلاااح
مع نظراته المعتمة ...... المتلهفة ........ الثملة بشكل مُهلك
تساقطت دموعها على وجناتها وقد فقدت السيطرة على نفسها
ومن غير كلمة ......... جرّها بقوة حتى جعلها بين اضلعه تماماً
بين أنفاسه الثقيلة المتلاحقة
ونبضات قلبه المرتعبة عليها ولأجلها ولها فقط !
اخذت تهذي على صدره الصلب بهلع ما زال نابضاً في جوفها: شـ شفففته ..... شـ شفتتته وهو وراااااااااك
كان ........ كان يبا يضرررربك
شـ شفتتتتته ... كاااان
كاااااان .....
آآآآآه فلااااااااااح
تشبثت بثوبه بلوعة وهي تبكي بانهيار
كانت ستفقده للأبد ............ كانت ستعيش هذه الدنيا من غيره/نبضه
كانت منطقياً .............. ستصاب بالجنون !!!!!
متى احبته بهذه الطريقة المرعبة !!
متى تعلقت بطيوفه/بريق عيناه بهذا الشكل الغريب !!
متى استوعبت انها من غيره ستمووووووووووت !!!
اجل ........... عندما احست بفقده .............. استوعبت هذا
استوعبت وبالطريقة الصعبة المميتة للروح !!
: كـ كنت ....... كنت ابااااا ...... اباااااا
اغلق عيناه بقوة وكأنه للتو فقط شعر انه في النعيم !
همس بخقوت وهو يحتضن رأسها قرب صدره بعنف كـ عنف مشاعره:
هدي اول ... هدي غناتي .....
: ما ...... مارووووم ........... مارووووووووووم
انا ............... انا شفت المووووت اليووووووم
دموعها تتساقط بلا هوادة مما اوجع تلابيب قلبه بشدة
هو ايضاً عاش الموت .......... كما يعيش الحياة الآن وهي بين احضانه
: تعالي
ابعدها عنه بعفوية لكنها صاحت وهي تلتصق به بجنون:
لاااااا لااااااااا لا تخليييييني
بموووت فلاح بموووووووت لا تخلييييييني
امسك وجهها الأحمر المنتفخ من البكاء وهو يهدر بانفعال: بسم الله عليج من الموت
لا تقولينها حصووووه والله ماقهر اسمعهااااا
رفعت أصابع قدميها لتصل الى عنقه .......... وضعت رأسها عليه ونست كلياً ان المكان غير مناسب الآن !
لكنها ليست بوعيها كلياً من فرط رعبها وتهتسر اعصابها !
ولم يجد سوى ان يحملها بين ذراعاه ويدخلها مرة أخرى غرفة التمريض
خافت الممرضة فاقتربت وهي تقول بالانجليزية:
What happened sir ???
فلاح:
Please .. Leave us alone
بطواعية رسمية ... هزت الممرضة رأسها وخرجت من الغرفة فوراً قبل ان يقفل فلاح الباب خلفها
ثم وضعها على السرير الطبي ..... نازعاً نعليها وغطاء رأسها
كان يفعل كل ذلك وهي تتشبث بقوة بثوبه لا تريد تركه
وهو يردد بين كل حركة وحركة:
انا عدالج حبيبتي .... ما بخليج
تمددت على ظهرها ...... وجعلته يتمدد قربها
لم تتركه البتة .... وكأنها بهذا تعوض أيام البعد الطوال بعيداً عنه
قبّلها على جبينها وهي يهدهدها كالاطفال
حتى نامت
يبدو انها اخذت دواء ثقيلاً يجعلها تنام .... يجب ان يتأكد من حالتها عند الطبيبة بعد قليل
ابتسم وهو يرى شفتاها المنفرجتان قرب صدره الايمن
امسك ذقنها برقة
قبّل شفتيها
ثم اسند رأسه في الوسادة هو الآخر ................ ونام !!!
.
.
.
.
.
.
.
رآها تقف قرب غرفة زوجها تتنظر خروجه
اقترب منها وقال: يعلج تسلمين يا بنت حميد .... خبروني شو سويتي معايه .... مشكووورة وما قصرتي
خرج احمد من غرفة الطبيب الذي كان يعاينه ويتأكد من تمام صحته
ليعقد حاجباه باستغراب وهو يستمع لحديث ابن اخيه
ابتسم له سيف وقال موضحاً: ياي اشكر حرمتك ... ما قصرت ويانا اليوم
نظر احمد نحوها لتخفض عيناها بحرج/تخبط
اكمل سيف بامتنان: الدكتور قال لوما الماي والملح اللي عطتني إياه قبل ما ايون الاسعاف جان دمي تسمم اكثر من المادة ورحت فيها
همست بخجل: سويت اللي قدرت عليه يا بومايد وها واجبي واقل من واجبي
سيف بحزم ودود: ما قصرتي في ذمتيه ... كثر الله من شرواج
اومأت براسها لتقول ببسمة ناعمة: الف لا باس عليك وما تشوف شر
نظر لعمه وقال متسائلاً: عميه بتيي ويايه !!!
كان يحدّق بها بخدر ......... وافتتان عاصف ......... ليفقه بعدها لنظرات سيف وقال مستيقظاً من شروده: ها !!
قال سيف: اقولك بتيي ويايه ..!!
تنحنح بحرج ..... متسائلاً بصوت غليظ مبحوح: وين !!
: ساير اشوف الشواب واطمن عليهم .... هم في الحجر اللي تحتنا امرره
احمد: اسبقني انت وانا لاحقنك
: ان شاء الله
بعد ان ابتعد عنهما سيف .... التفت نحوها ...... وقال:
اللي سويتيه اليوم كبير حنان .. ساعدتي سيف وميرة وريلها ..... ولولا الله وفضله ولولاج جان الحينه الله اعلم شو صاير ابهم .....
انزلت عيناها ارضاً وهي تهمس: ما سويت الا اللي لازم اسويه ..... وهلك تراهم هليه ..... واللي يصيبهم يصيبني انا قبلهم
مسك يمناها بقوة .............. وهو يقول بنبرة صادقة شفافة مؤثرة: لا خليت منج
اخرجها من اعمق نقطة في قلبها ...... فدخلت لأعمق نقطة في قلبها ...
أحست بطيور تحلق فوق قلبها سعادةً وفرحاً
اقترب منها
ثم تراجع
فكّر ........... لا
ان أراد فعلها
فسيفعلها بالطريقة المناسبة وبالمكان المناسب
وليس هنا
تنحنح مرة أخرى .. ثم امسك يدها .............. وقال:
تعالي خل نشوف شحوال الباجيين .....
.
.
.
.
.
.
.
وقف مع العسكري في غرفة الحجز ........ وجهه منتفخ من الضرب المبرح
ولا يستطيع تحمل اكثر ألم ساقاه
لكن ألم روحه الحاقدة غطت على كل ألم .......... كلللللللل ألمممممممممم !
شهق وهو يلتقط أنفاسه المختنقة ..
يشعر بالاختناق
الغضب ... والغل ... والقهر .... يجعلون دمه يفور ... والهواء بدل ان يريحه ... كان في رئتيه يثور
ويتضخم
ويغزو بوحشية حتى مخارج انفه
هواء حار ..... حار حد الهلاك !
عندما دفعه العسكري ليدخل الحجز المؤقت
كان يتصلب ..... ويرفض تماماً اطاعته
فـ امره العسكري بصرامة: ادخل
نظر إليه بعيناه المنتفختان المزرقتان ........ وهو يقول: وين بومرشد !!!
العسكري: مالك خص ... ادخل يلا
ودفعه للداخل بقوة .....
بعد ربع ساعة
كان يقف بتوتر ويترقب رؤية الآتي نحوه
عندما رآه
انتفخت اوداجه غضباً مريراً
لقد وثق به
وثق به حتى اكثر من أبا مرشد نفسه
لكنه في نهاية المطاف لم يكن سوى احدى رجال سلطان الذي يكره !
غمغم من بين اسنانه ... التي سقطت بعضها من لكمات سلطان: ها اننننننت !!!
: مرحبا مانع
مانع بسخرية غاضبة حد الموت: مرحبا !!!
شخر مستهزئاً ....... واردف: عقب البونجور صرنا نقول مرحبا !!
ابتسم نهيان باستفزاز ليقول: شو نسوي ردينا لأصلنا .... ملينا من رمسة الشقران الحمر
مانع بقهر هستيري: لعبتوها صح انت وربعك
رص نهيان على عيناه ...... وقال: مانع ما تحس نفسك غبي !!
زمجر مانع بجنون: انا مب غببببي .... مب غبببببببي ... انا بغيت اعيييييييش
بغيت أكون شرات باجي الناااااااس
أعيش حيااااااتي بطولها وعرضهاااا
بغيت فلوووووس ... بغيت عزززز وكراااامة وجااااااااه ومكاااااااااانة
بغيت اسوي اللي ما سواه ابووووويه .....
ضرب صدره وهو يكمل بحرقة: ويمكن كان بيسويييييه بس ربيعك جتله قبل لا يحقق طمووووحه
: طموحه في درب الحرام !!
مانع بصراخ بح من حدته/عنفه: واللي سويتوه حلااااااااال ... خبروني حلاااااااااال .......
: سلطان ما جتل ابوك
بومرشد اللي جتله
مانع: جذابيييييييييين
نهيان: جب واسمع السالفة كلها
واخبره كل الحكاية باختصار تام !
ثم ختمها وهو يقول: انقص عليك يا مانع
مانع بعدم تصديق: جـ جذاااااااااااااب
هز كتفاه وهو يقول بعدم مبالاة:
مب مهم ...... بريت ذمتيه وذمة سلطان وخبرناك ......
اساساً شو مصلحتيه اجذب عليك وانت خلاص بين ايدنا ... لا تهش ولا تنش ....
واستدار مولياً إياه ظهره
: اصبررررر
وقف نهيان مع كلمته
مانع بقهر: ليش ما زخيتوا عتيبي ..... هو كان ويايه في السالفة
عند اسم عتيبي
التقط نهيان انفاساً عميقة
وهو يتذكر كلمات سلطان الصارمة
"غافان محد بيجيسه .... لو دمي هو الثمن"
اجابه ببرود تام: مالك خص
: اصبر
هنا استدار نهيان نحوه وقال: مانع خلاص ما عاد للرمسة فايده
ابتلع مانع ريقه بصعوبة ..... وقال بصوت مكتوم متحشرج: صدق بومرشد .... اللي جاتل ....... ابويه !!!
: هيه مانع ........ هيه .....
وذهب ......... تاركاً إياه يعد خيبات حياته المتوالية !
جثى على الأرض بقوة
وعيناه تلمعان بدموع الفاجعة .... والمرارة ...... والعذاب
وفجأة
ضرب رأسه بالقضبان وهو يزمجر من بين اسنانه:
بججججججججججتله ........ والله بججججججججججججتله .......
الكككككككككككككلبببببببببب
.
.
.
.
.
.
.
تركت والديها بعد ان تأكدت من الممرضة انهما بصحة وعافية ... فـ ضغط أمها عاد لحالته الطبيعية اثر ارتفاعه المفاجئ البارحة بسبب ما حصل ..... وكذلك والدها
الذي اشعل الدنيا بغضبه ما ان علم ما جرى .... ما ان علم ان ابناءه كانوا في خطر وهو للأسف كان منوماً لا يدري ما يحدث حوله .....
رأت اخوها يقترب منها .... فـ لم تتوانى عن الركض والسقوط بين احضانه ....... فلم تتحمل وانفجرت بالبكاء:
شو صحتك الحين يا عين ميرة !!
سيف برقة: ليش الصياح الله يهداج ... ما قصدت على الله اسكت عنود وامايه ...
ميرة ببكاء: كنت بفقدك يا عمري ... يعل يومي قبل يومك
: يعل عمرج طويل بطاعته يالغالية ... والله ما بلايه شي .. ها طاعيني .... اشقح وانطح
بحشرجة قالت: الحمدلله رب العالمين ..
سيف: شو قال الدكتور عن حالة حمد !!
ميرة بصوت مكتوم: قدروا يطلعون الرصاصة .... الحمدلله ما دخلت في عضو حيوي بس
بس لين الحينه ما نش .... ماعرف ليششش !!
سيف: بينش إن شاء الله ها مفعول المخدر فديتج
ميرة بتأمل موجع:
ان شاء الله
.
.
.
.
.
.
.
بعد دقائق
كانت تقف امام غرفته ............. متعثرة الخفقات مختنقةَ العبرات !
فتشجعت ودخلت وهي تسمي الرحمن داخل قلبها
كان مستيقظاً ...... لكن مغلق العينان
عندما احس بوجودها ... فتح عيناه ببطء .... لتبرقان بغرام ....... وشوق مجنون
ابتلعت ريقها وهي تحاول قدر المستطاع الا تفقد السيطرة على ثبات صوتها ............... ثم قالت بخفوت وهي تخفض عيناها ارضاً: شـ ..... شخبارك حمد ؟؟؟
فاجأها بنبرته القوية الآمرة .......... الأجشة:
تعالي
بعفوية من روحها المضطربة ....... هزت رأسها بـ "لا" ..... بشكل قوي متعثر !
غمغم من بين اسنانه .... غاضباً .... مشتاقاً ..... تواقاً:
كافي عذاب ميرة .... روفي بحاااالي
كرر كلمته وهو يرفع يده نحوها: تعالي
هنا ...... أغلقت عيناها وهي تشهق بحرقة/لوعة
إحساس ما يقتلها ...... احساسٌ انها كانت على وشك فقده ..... "يقتلها" !
اقتربت منه وجسدها الصغير بأكمله ........ يهتز
جرها ما ان أصبحت قربه ...... وهو يقول لها بحزم وقوة ....... يشوبهما رقته الفريدة:
لا تصيحين ....... الحمدلله انا ما بلايه شي
اخذت نفساً من بين دموعها المتساقطة .... وهي تهدر بحدة ناعمة:
منو قال اصيح عشانك !!!!
ابتسم بعشق ..... ليقول متسائلاً من بين نظراته المتأملة المتلهفة:
عشان منو عيل !!!
أشاحت بوجهها عنه .... وصمتت
ناداها بالتياع: مـ .... ميرة
قطع ندائه سعال قوي اجتاح رئتاه .....
امسكت يده بقوة وهي تهتف بقلق:
ارتاح ولا ترمس .... الرمسه بتعبك زود
سعل مرة أخيرة .... ليأخذ نفساً ..... ويتنحنح بسرعة ....... ويقول بنبرة ذات معنى مليئة بالشجن:
محد متعبني غيرج
تراجعت ميرة وهي تقول بشحوب وارهاق عاطفي/جسدي:
المفروض انا اقول هالكلام هب انت
امسك يدها وقربها منه ....... حتى اصبح انفها مقابل انفه
تجاهل تماماً رجفات جسدها ....... وقبّل ما بين عيناها بقوة اخرج معها كل مشاعره/احزانه/آلامه/اشواقه
الا ان "آه" متوجعة خرجت منه بسبب ألم اعتراه في ظهره !
: اااخخخخ
شهقت ميرة بخوف لتقول مرعوبة:
بسم الله عليك
امسكت خده بعفوية وهي تتلفت هنا وهنا تريد ان تعرف مكان ألمه بالضبط
هنا .... شعر بالثمالة ...... بالغرام ينصب صباً على رأسه !
امسك يدها ...... وقبّل باطنها .......... ليقول بصوت أجش:
سامحيني ..... غلطت بحقج وايد
تذكرت ما فعله بها ....... فأبعدت يدها عنه لا ارادياً ....... لكنه منعها من الابتعاد اكثر:
ميرة
ميرة بوجع خالص:
اللي سويته في حقي كبير
حمد من بين عيناه المتلألئتان بالأمل الأليم:
بس انتي اكبر من كل شي ....... وقلبج أكبر وأكبررررر
أنزلت عيناها وهي لا تجد رداً على ما قاله
بعد صمت وجيز ...... قالت بخفوت ..... وتردد:
عطني وقت ..... محتايه وقت عسب اصفي ذهني واقدر افكر زين بحياتنا
حمد باندفاع .... ولهفة ...... وامانٍ تطير بين السحب:
لج كل الوقت
اكمل وهو يتحرك بعدم راحة في سريرة: بسسسس
نظرت نحوه بتعجب متسائلة: بس شو !!
ابتسم برقة ليقول: بس يلين ما تقررين مصير علاقتنا ....
ممكن تحطين موسده ورا ظهريه !!
شهقت برقة .... لتقول بقلق اثار خافقه وألهبه:
من عيووووني ....
اقتربت منه لتضع وسادة خلف ظهره
كان أنفه قرب عنقها بالضبط
غمغم بصوت اجش مُغرم: ريحتج غاوية
تورد وجهها خجلاً ..... وتذكرت انها وضعت على عنقها دهن عود بعد استحمامها قبيل صلاة الجمعة
قالت لتدارك خجلها:
وين غاوية الله يهداك ... بقت فيه ريحة غاوية عقب الركيض والمعافد فوق الرملة البارحة !!
لم يكن يستمع إليها .... بل لخفقاته القوية العالية ........ ولعيناه اللتان تتأملانها بجوع ...... ومن غير توقف
اكمل بنظرة متخدرة ناعسة:
وشامتج .....
لمست شامتها بدهشة وتوتر
: شامتج ....... تجتل
تورد وجهها اكثر .... فـ اكثر
رباه ............. ما الذي يتفوه به هذا الرجل بحق الله !
تلعثمت بحرج وهي تهمس:
البنج لاعب في عقلك
قاطعها بصوته المتخدر ذاته: وشفايفج
اطبقت شفاهها على بعضها ...... وعيناها تتسعان بصدمة !
عيناه المرهقتان الناعستان ..... مع صوته المتخدر ........ اشعلوا في قلبها بركاناً ثائراً
: يوم حبيتهن ............. حسـ ....... حسيتتتت
بدأ يغلق عيناه تدريجياً
: حسـ حسسسسيت
خفق قلبها بجنون ...... وحرارة جسدها ارتفعت واحرقت عظامها
اغلق عيناها بالكامل هامساً بصوت ممدود ... مبحوح .... أجش ..... ثمل:
بالحياااااااااااااااه
وغرق في نوم عميق
.
.
.
.
.
.
في العاصمة أبوظبي
: يـ يعرررس !!!
قالت بحزم ..... وتعقل .... وهي تطعم ابنها الصغير: هيه ....
شيخة باستهجان: بس ... بس امايه توها متوفية
تنهدت فاطمة ..... وقالت: شيخه امايه متوفية توها بالنسبة لنا .. بس ابويه في غيبوبة من سنين طويلة .. يعني منطقياً هي والكل متوفين بالنسبة له من زمان ..... صح ولا لا !!!
وبعدين ..... بعدين أبا ابويه يرد شرات قبل ..... اباه يرد يشتغل .... يكون صداقات .... يكون علاقات منيه مناك .... اباه يرد خليفة اللي كان قبل
شيخة بحدة: وشو خص العرس في اللي تقولينه !!
فاطمة: لانه ريال ... محتاي حرمة وهو ما شاء الله بعده شباب مب عود وايد ...
شيخة وهي تكتم حنقها بقوة: منو تبين تخطبيله !!
فاطمة: الصراحة
شيخة بترقب حاد: هيه
فاطمة ببساطة: رفعة
وقفت شيخة لتهدر مستنكرة: اشووووه !!!
فاطمة: احم ..... الصراحة يعني ...... اشوفها مناسبه له
شيخة بانفعال: هاي قد بناااااااته
هزت كتفيها لتقول: شو اللي يمنع .... وبعدين حسيت ان ابويه يباها
شيخة عاقدةً حاجبيها: شو دراج !!
فاطمة: الصبح يلست وياه وسولفنا .... وقالي انه كل يوم يسير عندهم عقب موت ابوهم .... يبا يساعدها هي واخوانها .... بس هي ما تخليه
شفته متضايج بسبة هالشي .... فقلت في خاطري يمكن البنية ما تبا حد يرمس عنها ويتهمها بشرفها .....
عسب جيه فكرت فيها وقلت ليش ما ياخذها بالحلال ويصك حلوج الناس !!
شيخة بمشاعر مكبوحة: قلتيله !!
فاطمة: لا ..... بس بقوله الليلة ان شاء الله
هدرت شيخة بحدة: كيفكم ... سووا اللي تبونه ... أصلا انا منو عسب تخبروني وتاخذون رايي
وبعد هيجانها المفاجئ الذي صدم فاطمة ..... هرعت نحو السلم وذهبت للأعلى نحو غرفتها
همست فاطمة بتعجب بينها وبين نفسها: هاي شبلاها جيه معصبة !!
رن هاتفها ...... وكان غانم زوجها
استلته بهدوء وقالت: هلا غانم
..
: روضة ..!!
شبلاها !!
..
وقفت بعنف لتصيح فزعة: شوووووووو !!!!!
نهايــــة الجــــزء التاســــع والسبعــــون
.
.
.
ترقبوا الجزء الثمانون "الخاتمة" الاسبوع القادم إن شاء الله تعالى ....
|