كاتب الموضوع :
لولوھ بنت عبدالله،
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
القسم الأول من الجزء التاسع والسبعون
(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)
الجــــزء التــــاسع والسبعــــون
،
إن من يعطي رأسه للأرض يصبح في غنى عن الرثاء
الذين يستحقون الرثاء هم الباقون على قيد الحياة
الذين سيصعب عليهم العيش دونه !
لـ الطاهر بن جلون ..
،
لم يكن يتوقع نشوب مشكلة تعيق عليه عملية المداهمة .... أي سقوط احدى النسوة مريضة ...... الا انه بعدها تجاهل الامر واكمل بث أوامره على جميع رجاله ......... رجاله الذين كانوا حلفاء سابقين لأبا مرشد والذي استعان بهم في مهمة انتقامه الذي طال انتظارها ...
اقترب ببطئ من الرجل الذي يصوب سلاحه نحو كلا من احمد وسلطان ....... وقال بقسوة: تشرفت بشوفتك مرة ثانية يا بن ظاعن
احمرت عينا سلطان وهو يغمغم من بين اسنانه: مااااااانع
نظر احمد بتوتر لما يجري حوله وقال باضطراب: سلطااان ....... شماااا ....
نظر سلطان نحو زوجته بحدة ..... ليقترب بشر مهدد نحو مانع ويهدر: اقصر الشرررر مانع وخل الأمور بعيدة عن الاهل ..
عقد حاجباه هاتفاً بسخرية: اقصر الشر .... والحينه !! لا لا لا صدقني .... احسن وقت عسب امد الشر واخليه يحرقك بنيرانه هو الحينه ... الحينه بالذات ...
زأر سلطان بجنون وهلعه على زوجته وعائلته جعلت النيران تفور بدماغه: مااااااااااااااانع
وانقض قابضاً تلابيبه وهو يبصق كلماته بوعيد اسود: اقصصصصر الشر وخوووز عن دربنا لا والله ما بتشوفك امك الليلة الا جثثثثثثثثة ......
صدح صوت رصاص في المكان ...... وقبل ان يلتفت ويرى احمد ........ كان الأخير يشتم الرجل بقسوة ... الرجل الواقف اعلى نافذة السيارة ....... ويركض نحوه ليرديه ارضاً غير آبهاً البتة بالسلاح بين يديه ......
الا انه توقف مع هدير سلطان القاسي: احمد لاااااا ... خلك مع اختك ....
نظر مانع لسيارة سلطان وهو يقول ببراءة مستفزة: الا حرمتك شبلاها !! شفنا حرمة تضربها وتشرد
انقض عليه ممسكاً بتلابيبه مرة أخرى وهو يصرخ: حرمة اللي ضربتها ولا انت وجلابك يالخمممممه !!!
رفع يداه بشكل بارد مستفز وهو يقول: لا لا احلفلك بالله ما زخيناها ... شو مصلحتيه اجذب عليك وانا أصلااااااا
ثم ابتسم بشكل واسع ... مخيف ..... وشيطاني ......!
انزل سلطان يداه عن مانع وهو يتراجع بعينان متسعتان ........... ورنين الرعب تنبأه بالاسوء ..... والافظع
دفع مانع بوحشية .... وهو يهرع نحو داخل المزرعة ويصيح محذراً احمد بقسوة: احمد حط باااالك عليهااااااا
ما ان اصبح امام اكواخ النسوة ........... حتى توقف ........ فاغراً فاهه ....... تاركاً شحوب الخوف تغزو وجهه بلا هوادة ....
المنظر امامه مفجع .... ولم يتصور ان يعيشه حتى في اقصى درجات كوابيسه !!
مايد ابن سيف مقبوض الجسد بين يدي رجل ضخم اسود ويحاول بشتى الطرق التفلت من بين يداه
صاح ما ان رآى سلطان امامه: عميه سلطاااااااااااااان ... خذوا مامااااااااااااااا ... خذوا يدوووووووووووه ....... شفتهممممم والله شفتهمممممم .....
سأل وقلبه يخفق ... ويخفق ..... حتى كاد يخنقه ..... يخاف معرفة الحقيقة .... يخاف ان احد من النسوة حصل لها ضرر .... والسبب من ... السبب هو !!!!!:
و..... وينهننن ....... امك ..... يدتك ..... ناعمة ..... والبنات كلهن ...... وينهن !!!!
بكى الطفل وهو يحاول ضرب الرجل الذي اخذ يبتسم بشر وهو يستمع لنبرة الرعب بصوت سلطان: شفتهمممم عميه ..... والله شفتهممممم ...
اشر نحو الباب الخلفي من المزرعة وهو يكمل صائحاً: طلعوهم من هالبااااااب ودخلوهم كلهم سيارة عووووده وودوووووهم ...... والله شفتهممممم
الجنون حل محل عقله ........... والغضب ................. رباه من الغضب المتفجر فييييييييه !!!!!
ومن غير تفكير ....... استل بحركة رشيقة من قدمه سكيناً مرمياً على الرمال ... والتي كانت من اثر سهرة الأولاد ليلة البارحة على الألعاب النارية والمفرقعات الثقيلة ....... وسددها بشراسة على جبين الرجل .......
أتت وسط جبينه تماماً ......... ولن تكون في غير الوسط لو لم يكن الرامي بمهارة سلطان نفسه !!!
سقط الصغير ارضاً وهو يكح بحدة ...... ركض نحوه سلطان ..... وحمله بين ذراعه ودخل اول كوخ امامه ... الكوخ الذي كان مخصصاً للنسوة الكبار ... امه والبقية ...... لم يجد احد منهن الا اثارهن .... مما جعل الفزع يغزوه حد ان الرؤية امام عيناه تضببه وتشوشت
بحث في الكوخ الثاني ... فالثالث ....... ولم يجد احد ........ لاااااا احد !!!
خرج ووقف وسط المزرعة ............. وهو يفكر بحيرة قاتلة ......
اين الرجال .......... اين اخاه وابن اخاه ورجال آل الحر ..... وآل خويدم !!!
بطي .......... بطي كان معهم قبل قليل ........... اين اختفى فجأة ........!!!!
رباه ........... يكاد يموت من فرط رعبه واضطرابه
نهيان ......... اجل نهيان ......... هو الوحيد الذي شهد بعيناه ابتعاده عن المكان بأكمله فسيارته لم تكن موجودة .....
استل هاتفه وحاول الاتصال به الا ان الارسال اختار هذا الوقت بالذات ليعلن انعدامه من المكان
تباً ..........
حارب .............. اين حارب !!!!
اخذ يبحث بعيناه عن اثر له لكنه لم يجده
بجنون تام ..... صرخ: وينهمممممممم ......!!!!!
كان الصغير يبكي وكأنه ببكاءه كان يعلم ان مكروهاً مريعاً يحدث بعائلته
سأله بنبرة يحاول خلالها تخفيف هلعه: مايد بابا خلاااااص هد وصخ عن الصياح .... امك بخير وما عليها شر ان شاء الله ......
عاد يسأل وعيناه على كوخ الصغار: اخوانك وينهم !! وعيال عمك بطي واحمد .....!!
تذكر حمدان ............ ابن أخيه
وعاد يسأل باضطراب: وو ... وحمدان ... وعبيد الصغيروني ..... وينهممم !!!!!
هز مايد كتفاه وهو يبكي ويقول : ماعررررف ... يمكن بعدهم في البيت يشوفون تلفزيووون
وقبل ان يتقدم سلطان ليرى الأطفال كان احد الرجال يخرج امام عيناه من حيث لا يعلم ويمنعه من الدخول ....
ثم بعد ذلك ..... سمع خطوات تقترب .... ومعها قهقهة شيطانية مقرفة ......... هو لا غير ..... مانع !
استدار نحوه وهو يزمجر بهستيرية: والله .... واللي خلاك يلين الحينه حي تتنصخ هوا الدنيا .... ان لمستوا اشعره من راس هليه ..... لاخليك تصيح تبا الموت وما تلقااااااااااه
اخرج مانع صوتاً ساخراً من لسانه هاتفاً: تؤ تؤ تؤ .... ما تعبت من التهديدات يا سلطان ..... وين الفعل .... ماشوفه ..... ولا بس الفعل من صوبنا ومن صوبكم الكلام !!!!
رص على اسنانه وهو يتقدم وبين يداه الصغير مايد: لو الكلام من صوبنا ما كان الحينه معزبك الجلب في السجن خاااااايس هناك
لو الكلاااام من صووووبنا ...... جان عرفت انه الحينه ينابح بين اربع يدران يصيح عيوووونه اللي انببببببطت
تراجع مانع بتوتر ...... اخفاه بجدارة خلف جمود عيناه الحاقدتان
برقت عينا سلطان بشر ماكن مستهزئاً: هيه ...... عيونه راحت ..... وايده راحت ....... شرات ريلك
ولا ظنك سلطان بن ظاعن ما يعرف شو سويت من وراه .... وشو سوا حمد السبع فيك ...... بس اشهد انه ما برّد يوفي ..... لو جاتلك جان ابرك يالووووصخ .......
انتفخت اوداج مانع وهو يقول بهمس خشن: ترمس معايه جيه ....... وحريمك عنديه .......!!!!
نظر للخارج .... نحو احمد الواقف بغضب وقلق وقهر قرب شما المغمى عليها الى الآن
واكمل بخبث: وحرمتك تحت رحمتيه
زمجر سلطان بعينان تقدحان شرراً: محد تحت رحمممممممتك يالحشرة .......... لا تسوي لروحك جيمة وانت الترااااااب ما توصل جييييمته
يرحم الله حال امك اللي لولاها كنت يلين الحين خايس في السجن ...... ويرحم الله حال الطيبين اللي بعدهم يعرفون الله ويخافونه ويقدرون دمعة الام لي طاحت عشان ظناها
مانع بشك يشوبه الغيظ: شو قصدك !!!
سلطان بازدراء تام: قصدي انك جلب .... وبتم طول عمرك جلب ....
التفت حوله وهو يسأله بوحشية: وينهم ..... وين اليميع !!!
مانع ببسمة شيطانية: تطري منو بالضبط ..... الحريم .... ولا الرياييل ....!!!
هدر بصوت جعل مايد ينتفض بين يداه: وينهم كلهممممممممم رد علييييييييييه !!!
: هههههههههههه هد اعصابك حبيبي ما يرزى كل هالعصبية ... الحريم كلهن في الحفظ والصون ...... بس الرياييل ... اممممممممم ماعرف والله لو بعدهم حيين
اتسعت عينا سلطان بذهول ....... ونيران الهلع تلسع مقلتاه قبل دماغه: اشوووووووه !!!
: في الخيمة راقدين .... بس واحد من ربعنا يقول حطلهم جرعة زايدة من المنوم وشكلها تجتل .....
سيجن ... لا محالة سيجن .......... ما الذي يحدث حوله يالله ..........
كلهم وقعوا ضحية المنوم !!!
لا يصدق !!
بطي
فلاح
ذياب
حمد
سيف !!!!
و ................ وحاااااااااارب !!!!!!
اخذت السماء تتبلد بالغيوم ..... والجو ... وبشكل مفاجئ .... يغرق في ظلمة رغم ان العصر للتو حل عليهم !
قلبه يخفق ..... وهلعه في ازدياد متواصل
قال بعد ان تمالك اعصابه ... وقوته .... ورباطة جأشه ...... فوضعه حساس ولا يقبل ابداً الضعف والخنوع !!
: خلصنا ...... شو هي طلباتك !!!!
مانع بضحكة شريرة: هههههههههه يعجبني اللي فاهم عليه
رفع ابهامه .... واردف:
واحد
لا تحاولون ابد تضربوني ورا ظهري لأن مثل ما تعرف الحريم كلهن بين أيدي
رص سلطان على اسنانه .... ليقول بنظرة ممتلئة بالغل/الغضب:
الله يلعنك
مانع: ههههههههههههه حلو شكلك وانت معصب
اقترب سلطان منه يريد تشويه وجهه وتغيير معالمه حتى لا يتعرف هو نفسه عليه !!!
مانع وهو يتراجع بحذر:
انتبه حبيبي ما خلصت طلباتي
رفع سبابته فأكمل:
اثنين
700 مليون درهم .... درهم ينطح درهم .... اباهم في شنطة خلال ساعة وحده بسسسسس
رفع اصبعه الأوسط وهو يكمل بخبث ماكن:
ثلاثة
طيارة خاصة بأوراق مختمة رسمية اطلعني من البلاد اول ما استلم الشنطة
وهنيه ....... اباها تنزل في هالبقعه
هدر سلطان باستنكار:
بس مستحيل نجهز كل شي في ساعه وحده بسسسس
: انت سلطان بن ظاعن ولووووو ... كيف يصعب عليك شي تافه مثل اللي طلبته
تلفون واحد لربعك الشيوخ وبيكون كل شي زاهب
قبض سلطان على يمينه بشدة وهو يقول: الحريم .... الحريم وينهن !!!!!
عقد مانع ساعداه امام صدره قائلاً: في الحفظ والصون ...... لو طلباتي كلها تنفذت
اشر سلطان برأسه .... بعينان غدتا كالجمر من فرط كبحه لأعصابه وثورانه: خل احمد يودي الحرمة المستشفى ........ انت جيه جيه ظامن أن الأمور كلها بين ايديك
مانع بخبث شيطاني: لا الخوي .... ابا الكل تحت عيني .... الحرص واجب لا اكثر
صرخ سلطان بوحشية: ما بتستفييييد شييييييييي
خله يوديها المستشفففففى
مانع بدهشة زائفة: الله أكبر ........ ها سلطان اللي يزاعج ولا اتخيل !!!
اخيرا حبيبنا طلع من قالب الثلج اللي حابس روحه فيه طول الوقت !!!!
سلطان بوعيد مرعب: مااااانععععععع
رفع مانع حاجباً ليقول ببرود مستفز: سو اللي قلتلك عنه .... لا تنسى هلك كلهم الحينه تحت رحمتيه
تحت انظار مانع المتسلطة عليه ..... والمترقبة لكل حركة منه ..... رفع هاتفاً ........ ولحسن حظه تمكن من التقاط ارسال .....
فاتصل بالمسؤولين بسرعة .....
.
.
.
.
.
.
.
امسك بذراع سيف واسند جسده بقوة مبتعدان قدر المستطاع عن الخيمة التي حدثت فيها الحادثة المفزعة !!
كل الرجال الكبار ناموا وكأن الشيطان نفسه هو من يقف فوق رؤوسهم يمنعهم من النهوض
ومعهم ذياب
إلا أنه تمكن .... بعد عودته من الحمام .... ورؤيته لمانع الكلب وهو يقف بمرصاد سلطان واحمد .... من حمل سيف الذي كان يتقيىء كل ما في معدته وكأن المادة التي شربها أعطت نتيجة عكسية له وبدل أن تنومه تركته ينتفض كالمصاب بالحمى !!
يعرف أن سيف مريض بالتصلب اللويحي إلا أنه ليس متأكد ما إذ كان تفاعل المرض والمنوم هما ما تسببا له هذا الأمر الجلل ...... او انه قبل دقائق معدودة اخذ دوائه المعتاد فتفاعل مع المادة المنومة واعطت نتيجة ضارة جداً على جسده !!
اسند ذراعه على كتفه وهو يقول بصرامة وثبات: سيف تحمل ... الحينه بتصل بنهيان ...... هو الوحيد اللي قدر يظهر من المزرعة قبل لا ايون هالكلاب ......
لكن سيف لا يسمعه ولا يراه !!
ينتفض ... ويتعرق .... ويهذي بأشياء مبهمة .... وبين نفضة ونفضة يتقيء !
وضعه حمد في ابعد نقطة عن المزرعة ....... وراء إحدى الكثبان الرملية الضخمة .....
هتف قريباً من اذنه: بردلك اصبر شويه ....
صلب حمد ظهره ..... وابتلع ريقه بتوتر شديد .... قبل ان يربط شماغه حول وجهه لكي لا يعرف هويته احد !!
وعاد اتجاه المزرعة
إلا أنه وبفطنة ...... ورشاقة
سار من الخلف ودخلها من إحدى الأبواب الصغيرة القريبة من المطبخ التي سقطت أمامه شما ..
قرب المطبخ رأى حمام ..... لكن ما أثار فضوله هو صوت البكاء الآتي منه
حرك رأسه يمنةً ويسرة وقرر انه لابد أن يجد سلاحاً يدافع به عن نفسه
فلاح .... أين أنت يا أخي !!!
أخذ نفسا قوياً واقترب من الحمام ...... ليأتيه الصوت أقرب وأوضح
تمتم بفزع : ميره
اقترب أكثر من الباب وهو يناديها بلهفة: ميرة هاي انتي ؟؟؟
فتحت الباب قليلاً .... لتخرج له عيناها الدامعتان من خلفه هامسة بفزع جنوني: حـ ...... حممممد
دفع الباب ليدخل .... ويصبح امامها تماماً ........ ارتمت بحضنه وهي تبكي برعبها وخوفها وتوترها ...... كانت تتمشى حول المزرعة تبحث عن اختها المختفية منذ لحظات طويلة ...... وعندما شعرت انها بحاجة الى الحمام دخلت اقرب حمام صادفها .... والذي كان بقرب المطبخ ....... وعندما رغبت بالخروج سقطت عيناها على منظر الرجال المنتشرين في زوايا المزرعة .... والرجل الذي يمسك برقبة ابن شقيقها وامامه سلطان يقف له بالمرصاد .... وبردة فعل غريزية أغلقت باب الحمام مرة أخرى وظلت بداخله حتى تستوعب الذي يجري في الخارج !!!!
اخذت تهذي بكلمات لم يفهمها بادئ الأمر: شو مستوووووي .... ليش الكل يزاعق ويصاااااارخ ....... ليشششش ... ليش الريال هذاك كان يزخ ماااااااايد ....... وسـ .... وسلطاااااااااان يتواجع وياااااااه ........
حـ ... حممممد بمووووت من الرووووع ..... شو مستوي هنيييييييه !!!!!!
قرّب رأسها لصدره وهو يقول بصوت قوي قاسي متفجر بالمشاعر: لا تخافين من شي دامج ويايه .... تسمعيني ميره !!
: بسسسس ....... بس انا خااااايفة ......
امسك رسغها وهو يأمرها بلطف: تعالي
وذهبت معه ....... خارجان من الحمام ......... وهي لا ترى الطريق امامها من دموعها المنهمرة !!
بقدرة قادر ... وكأن الله أعمى بصيرة أحد رجال مانع كان يمشي في الخلف ليرى الأوضاع
استدار مولياً ظهره لهما ....... في ذات الوقت الذي خرج به حمد من خلف المزرعة ومعه ميرة
بعد سير مليء بالتوتر والحذر والتلفت هنا وهناك ....... اصبحا عند سيف ....... اجلسها قربه ..... واوصاها بكلمات قصيرة ان تعتني به والا تتحرك من مكانها حتى يعود لهما ...........
: لا تخافين .... بإذن الله محد بيجيسكم بسو ... انتي خلج هنيه ولا تتحركين ......
هزت رأسها ببراءة وبوجهها المحتقن المتورد ....... الا انه قبل ان يبتعد عنهما .... مسكت يمينه وهي تقول بحشرجة وخوف شديد:
لا لا .... لا تروووووووح
حضن وجنتها بكفه ...... هامساً بصوته الرجولي الدافء الرقيق: برد ميرة ... بس اول لازم اشوف شو اللي صاير بالضبط
هزت رأسها بـ لا بحدة وتوتر .... لتعود وتقول بدموعها الغزيرة: لا لا لا ترووووح ..
: ميرة ... قوي قلبج ..... خلج ميرة اللي باسها قوي واللي ما يهزها ريح
سوي هالشي عشاني
قبّل رأسها بعنف مشاعره التي يكنها لها ...... ثم قال: زين !!
بعد ان تأملته ثوانٍ ... والدموع تغشى ناظريها كالضباب ...... هزت رأسها بطواعية ...... ثم تركت يده
ابتعد عنها وشقيقها ....... الى ان اقترب من الخيمة .......
اختبئ وراء أحد اعمدتها الخشبية الضخمة الغليظة ....... لكنه بعد عدة لحظات شعر بأحدهم يكتم أنفاسه ...... فانتفض بقسوة وكاد يضرب الذي ورائه بكوعه
: اششششششششش ....... ها أنا حاااارب
استدار نحو ابن عمته هاتفاً بدهشة: حارب !!
من غير كلمة إضافية ... أعطاه حارب سلاحاً وقال بحزم: اندوك ..
اخذ السلاح من غير تردد ..... فقال بعدها بقهر شديد:
الكلب ها شو يبا !!
حارب بريبة: تعرفه !!
: هيه .... بس لا تسألني من وين ....
هز حارب رأسه ..... فعاد يقول وهو ينظر لرجال مانع المنتشرين امام المزرعة بحذر بالغ: مب وقت الأسئلة الحينه أصلا ..
مثل ما قلت ها كلب ...... وبيسوي اي شي عسب يحقق انتقامه
نظر لحمد واردف بصلابة: حمد .... فلاح مغمى عليه ومفرور في وحدة من مواتر موينع
انتفض حمد فزعاً على شقيقه: شووووو !!!!
حارب توني وانا اراقبهم ....... شفتهم يحطونه داخل موتر
هدر حمد بجنون: شو سووبه عيال الككككلب !!!!
حارب بقلب جامد وكأن ما يمر به لا شيء مقارنةً بما مر به في السابق:
لا تخاف ما جتلوه ...... اللي كان يشله شفته بعيني بفحص نبضه وقال انه حي .... بس لازم ناخذه قبل لا تدهور حالته نحن ما نعرف بشوف هو مفلوع ووين بالضبط
هز حمد رأسه بارتباك عاصف ... قبل ان يقول: الرياييل كلهم رقود ...... واحد من حيوانات موينع حط لهم منوم
حارب: ادري
حمد بقهر ..... وخوف: بس ..... بس سيف تعب وتم يزاوع المنوم ما والمه وضره زوووود
رص حارب على فكاه ليغمغم بغضب بالغ: يالله ...
اردف وهو يأمره بحدة: خلك هنيه بييك
من غير ان ينتظر رده ..... كان يركض بسرعة كي لا يلتقطه أحد بعيناه ...... يركض بعيداً عن مدار المكان كله ......
يريد الوصول لقمة تساعده على التقاط ارسال ... فالارسال في الأسفل ضعيف جداً
عندما وصل لمبتغاه ...... اتصل بنهيان ..... ثم بابراهيم وخلفان .....
.
.
.
.
.
.
.
قال وعيناه تلمح من بعيد زوجته المرمية بلا حياة على المقعد الخلفي من سيارته ... واخيها الواقف قربها بقلة حيلة تشوبها التخبط ونفاذ الصبر: خلوه يودي الحرمة ..
أشر مانع بيده نحو السائق الذي تعمد ضرب سيارة سلطان من الخلف .... وفهم الاخير اشارته
خرج من السيارة .... وقام بصمت بإمساك احمد ...... الا ان احمد دفعه وهو يصرخ هادراً: خوزززززز
التفت سلطان نحو مانع هاتفاً بفوران: شو تبوووووبه !!!
ولأن السائق ... حجمه طوله ضعف حجم وطول احمد ... تمكن من جرّه من عنقه وابعاده عن السيارة تحت مقاومته العنيفة وصراخه الغاضب المنفعل
سلطان: وين مودييييينه !!!
مانع بنبرة ثلجية: عند الأول ........ شو اسمه !!!!!
امممممم هيه
فلاح .......... فلاح بن عبيد الحر
رص على عيناه مردفاً بنبرة شيطانية: اخو حمد بن عبيد الحر .....
إلا بتخبرك ..... وينه حمد ؟!!
سلطان باحتقار: شو خصك بحمد !!
دار مانع حول سلطان ... ويداه معقودتان خلف ظهره ........ وقال: اممممم لا ابد بس ابا اسلم عليه
سلطان بحدة: مانع .... اتفقنا على اني اعطيك اللي تباه بس خلك قد الاتفاق ولا تفكر تمس هليه بشرررر
توقف مانع للحظات .... قبل ان ينظر لسلطان ويقول بحقد اسود: ما فكرت بغيرك وانت تجتل أقرب الناس لهم !!
هدر سلطان بقهر ونفاذ صبر: انا ما ذبحت ابوووك يالغبببببببببي
صرخ مانع مغتاظاً وقلبه ممتلئ بالغل/الضغينة: ذبححححته ........ ذبحته بايدك الوصخه يا سلطااااان
سلطان: غبي وبتم طول عمرك غبببببي
اللي ذبحه بومرشدددد هب انااااااااا
مانع: جذاااااب
سلطان: يعلك ما تصدددددق ....... شو برتيي من واحد غبي إلا أنه يصدق اوهامه واحلامه التافهة الدنية شراااااته !!
زمجر بغيظ عارم .... ومن غير ان يشعر ..... استدار وهرول اتجاه شما ........ امسك سلاحه وصوّبه بعينان تقدحان شراراً نحوها .......
سلطان: لاااااااااااااااااا
ركض نحوها ...... وقبل ان يصل لمانع ..... وقف امامه اثنان سود ......... يحميان مانع منه ........
صرخ حتى بح صوته واختنق: خلهااااااااااا
ابتسم مانع بشكل هستيري وهو يقول: انكسررررر ..... ابا أشوفك منكسسسر ومذلوووووول
سلطان بفوران ..... بصوت كالبركان الثائر: تهبببببببببببي
ومع كلمته الأخيرة ....... اخذ يضرب الرجلان بجنون ويتصارع معهما حتى تمكن في الأخير من الإطاحة بهما ........
مسح الدم المنصب من فمه وجانب عينه اليمنى ........... وهمّ بالانقضاض على مانع لولا الصوت الذي سمعاه
التفت بحدة ..... ولمح احمد يركض نحوه ويبدو من ملابسه المتقطعة والدم المتصبب من جبينه انه هو الآخر كان وسط صراع حامي مع الرجل الذي قبض عليه
ما ان اصبح مع سلطان .... رفع السلاح الذي سرقه من ذلك الرجل ووجهه نحو مانع
شرفه ....... كرامته ......... دم آل خويدم النابض فيه ...... كلهم اجتمعوا في عقله وكونوا امر واحد ........... الاجرام !!!!! .....................
هدر بغضب جنوني تام: بتجتلهاااااااااا ....!!!!!
وان مااااااااااتت !!!!
منو بيخليك عقبهااااا تفلت من اييييييدي يالسفففففففله !!!!!
جيه ولا جيه بتمووووووت ..........
اهتزت يداه رعباً .............. وجه احمد كان مخيفاً وحشياً بحق ............ فقال محاولاً عدم اظهار ارتباكه وخوفه:
قلتله يا سلطان عنننننن ...........
رفع سلطان يده بتحذير قائلاً: نزل سلاحك احمد ..... الحريم عنده ....
اتسعت عيناه هلعاً وهو يهدر بخافق مرتعش: شوووووه !!!!!
سلطان بحدة: نزل سلااااحك
بعقل وقلب مشوشان متخبطان مضطربان ........ انزل احمد سلاحه ببطئ
قال سلطان لـ مانع .... بعد ان هدأ من اعصابه وجعلها تحت مستوى البرودة الطبيعية بعدة ارقام:
مانع خلنا على اتفاقنا
تاخذ اللي طلبته ........ وتردلنا الحريم وهن بخير وسلامة
مانع بقسوة: 700 مليون يا سلطان
ردد سلطان بتأكيد وصرامة: 700 مليون
والحينه ....... شل سلاحك وخلك بعيد عن الموتر
لعب مانع بالسلاح بين أصابع يده ....... وضحك بمكر .......
.
.
.
.
.
.
.
لم ينتظر عودة حارب ... قلقه على محبوبته واخيها فاق الوصف/الخيال !
عاد حيث وضع سيف ..... كله امل ان يكون وهي بخير .... لكن قلبه انقبض بشدة ما ان رأى الفراغ مكان جلوسها !!
لم تكن موجودة ........... فـ جن ببساطة !! اخذ يتلفت هنا وهناك منادياً إياها بخفوت كي لا يصل صوته لأحد
لكن ما من مجيب
جثى على ركبة واحدة ليتأكد ان قلب سيف ما زال ينبض .... ثم تنفس الصعداء ما ان شعر بالارتياح ... لا يعرف ما به الا ان المهم الآن هو انه ما زال حياً .......
اخذ يلتفت حوله مرة ثانية
تباً ...... أين ذهبت هذه المجنوووووووونة !!!!
قلت لها الا تتحرك من مكاااااااانها .......
انتفض واقفاً ما ان سمع صوتها الرقيق يناديه: حمد
اقترب منها بحدة وهو يهتف من بين اسنانه اثر خوفه العارم عليها:
قلتلج لا تتحركين من مكاااااانج
تلعثمت وهي تأشر بيديها بشكل عشوائي مرتعب مضطرب: تـ تـ تخبببببلت والله ..... ما شفت اللي شفتتتتته ...... سيف نش فجأة ويلس يزاااوع وينتفض محله ..... اخوووويه بيموووت حمد بيمووووووت
مسك بكلتا ذراعيها بقوة محاولاً تهدأتها وبث الطمأنينة في جوفها الا ان جبلاً ضخماً خرج امام وجهه فجأة .......!
ابتسم الرجل بخبث مخيف: هلا هلاااا
اختبأت خلف حمد بسرعة ....... والأخير رفع سلاحه في وجه الرجل وعيناه تقدحان بالشر
لكن يد أخرى جرت ميرة بعنف مبعداً إياها عن حمد
صرخت بمناجاة: حممممممد
بردة فعل لم يستوعبها حمد .... صوّب الرصاص على عنق الرجل الذي خلفهما
ردة فعله كانت سريعة خاطفة ..... مرتبكة وغير مدروسة !
لكنه لم يتوقع أن الرصاصة التي خرجت من سلاحه ...... ستدخل بديلة عنها في ظهره هو !
لم يتوقع حتى سقط أرضا أمامها وأمام الرجل الذي كشر عن انفه بخبث بعد أن أرداه أرضاً !
جثت على الأرض بقوة ........... وعيناها تتسعان شيئاً فـ شيئاً من الصدمة ........... من الفاجعة المُهلكة !
كلمتان اخذتا تترددان كصياح أبناء ابليس في عقلها
حمد ................ مات
حمد
مااااااااااات !!!!!!!!!!
وضعت يديها على وجهها ........ وبكل عذاب اعترى روحها .......... صرخت لافظةً اسمه مفجوعة:
حممممممممممممممددددددددددددددد
.
.
.
.
.
.
.
في مكان آخر .... بعيد كلياً عن المسرحية المرعبة في المزرعة
تحديداً ..... في مؤخرة سيارة غامقة اللون كبيرة اشبه بالحافلات الصغيرة !
انتفضت ام نهيان وهي تهمس بهلع:
حمد
انتفضت مهرة بوجه شاحب اصفر ....... فهي لن تنسى ابداً كيف دخل الرجال المسلحين الاغراب عليهم المنزل وقاموا يإيقاظهم من النوم واجبارهم على الخروج والسير امامهم ........ ولولا العقل الذي بقي قليلاً في رأسها واختفاء اغلبه مع الرعب لكانت قد نسيت هي والبقية تغطية رؤوسهن ووجوههن
وقالت بقلق عاصف: شبلاه حمد امايه !!!!
لكن أمها لم تجبها .... كانت تبكي بحرقة شديدة .... بعد حين هزت كتفيها بقلة حيلة وقالت بحشرجة:
ماعرف ماعرف ....... قلبي منقبض يا بنتيه
قالت أم سعيد وهي تمسح رأس آمنة التي نزل ضغطها من هول ما حل بهم: تعوذي من بليس يا عذبة .... تعوذي من بليس
انفجرت آمنة بالبكاء مع كلمات خالتها ام زوجها: عموه خايفة على ريلي وعيااااااااالي
ام سعيد بصلابة تُحسد عليها: يا بنتيه قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا
شريفة بانفعال ...... وخوفها على زوجها وعائلتها "وابنتها ميرة بالاخص" جعل تقاطيع وجهها تبدو اكبر من عمرها الطبيعي بشكل واضح مخيف:
ليش جيه انتي باردة عمووووه !!!
ام سعيد بحزم: هب باردة بس الصياح شو بيسويبي !!!
سنة من السنين يا بنتيه عشت اللي اردى عن ها اللي اعيشه
يعني يا امايه انا ظاريه على هاللي نحن فيييييه .....
ام هامل وهي تتذكر تلك الحادثة القديمة التي تقصدها ام سعيد:
تطرين يوم قوم بن نايم سرقوج انتي وامج وبغوا يبيعونج لواحد من هل الرويس !!
ام سعيد: هيه .... سرقوني وأنا عمريه 8 سنين ....
بس الحمدلله لقوني عقب ورديت بيتي بخير وسلامة
قالت فطيم التي كانت تضع رأسها في حضن ناعمة وتحتضن بطنها بردة فعل طبيعية بسبب خوفها ورعبها مما حدث:
يدوه لطيفة عايشة الاكشن من صغرها
لكزتها ناعمة على كتفها وهي تقول موبخة: هب وقتج فطيم خلاص
اغرقت وجهها في بطن اختها وهي تقول بصوت مختنق مرتجف: خليني ارمس ولا بتخبل من الرووووع
احتضنت رأس اختها وهي تقول بقسوة وقوة انثوية جبارة: والله اللي بيدقج ما بخليه عااااااايش
مسحت فطيم دموعها وهي تقول: حبيبتي نعووووم
قالت شريفة وهي تخرج أشياء حديدية من جيب ثوبها العربي الفضفاض: يودن بنات .... خلن هاييل عندكن
مهرة: شو ها خالوه !!!
شريفة من بين عقدة حاجبيها: شوج
(شوج = شوك .... تقصد الاشواك المخصصة لتناول الطعام)
فطيم بتوتر: شو نسويبهم !!!
شريفة بحنق:
شو بتسوين ابهن بعد ...... اللي بيمسكج حطي ها ف عيييييييينه
تحركت حصة .... التي كانت في الأساس مغشياً عليها فوق حضن والدتها ....... وبدأت شيئاً فشيئاً باستعادة وعيها
انتفض الجميع غير مصدقين انها واخيراً ستستفيق ... فهن منذ ان دخلن الى السيارة رؤوها مرمية فيها وهن يحاولن ايقاظها بشتى الطرق ولم تستفق ................ سوى الآن
: فـ ............ فلاح ............ وين .................. فلااااااااح
واخذت تسعل بقوة ......
هتفت والدتها بسعادة باكية: حصصصصة .... حصة يا عمممممري ..... شخباااااارج ...... شو تحسين الحيييين !!!
: فـ فلاااااااااح ...... ووووو ...... وين فلاااااااااااح !!!!!!
أغلقت أمها فمها وهي تحبس صوت بكائها بقوة .....
ماذا تقول لها بحق الله وكل الرجال ومعهم زوجها في قبضة اغراب مسلحين لا تعلم من أي مصيبة خرجوا منها إليهم وما سبب فعلتهم المريعة هذه !!!!
أهم لصوص !!
أهم إرهابيين يهددون امن الدولة !!
أم مجرد حثالة يريدون اللهو واللعب بأرواح البشر الأبرياء !!!!
لا تعرف ......... حقاً لا تعرف
أخرجت ناعمة سلاحاً ابيضاً من جيبها ......... ارتعبت ام هامل وهي تقول:
ويدييييييييه يالله بالسترررر ..... من وين يايبتنها هالسجييييينة !!!!
ناعمة بحزم .... وبرود ...... وقوة: مخلتنها في مخبايه دوم يدوه
بالطبع ... هي لم تقل لهم عن امر اختطافها السابق .... وانها بعد تلك الحادثة لم تتخلى عن السلاح الأبيض ... فهي تضعه دوما في جيبها اينما ذهبت وخرجت !!!
فطيم بخوف حقيقي:
احس عمريه في كابوس يا ناااااااااااس
ناعمة: خلج قوية ..... هاييل خمة ما يستقوون إلا على الظعاااااف ونحن هب ظعاااااااف
آمنة بانفعال غاضب: شلوا تلفوناتنا الكلاااااب
ام نهيان بحقد: يعلهم العدددددم ......... بس عيبتيني يا امون
كيف رمتي تصفعين هاك الحيوان اللي درعم علينا هو وربعه وغصبنا نسير وراااااه !!!
هدرت آمنة وهي تنظر للرجل الذي صفعته .... والواقف خارج السيارة يراقب الوضع بعينان لا ترفان:
قهرني الحيوااااان ...... عيني عينك كان يبا يتحرش فيه ....
مهرة بفخر: يدوه لطيفة فرته بالمدخن عقب صفعتج والدم انصب صب اليهد من راااااسه ......
آمنة بغضب: هددني بعياااااالي الحيوان ولا جان والله ما سرت وراااااه
غمغمت ام نهيان بخوف بالغ: هددنا كلنا بعيالنا
وضعت ناعمة رأسها على كتف ام العنود التي كانت من الأساس تحاول قدر المستطاع تهدئة بكاء العنود ...... وهمست بخوف لم تستطع كبحه:
الله يحمي حارب ومن معاه .... والله احاتيهم خالوه
ام العنود بصلابة ورباطة جأش: حطوا الرحمن في قلوبكن ويلسوا أقروا سورة البقرة ..
حرّكت مهرة يدها على وجهها باختناق هامسة لوالدتها:
امايه مصطككككككككه .....
احتضنتها امها وهي تحاول تهدأتها بقراءة بعض الآيات من سورة البقرة على رأسها بعدها نصحتها الا تتنفس بقوة وسرعة .....
وضعت موزة يدها على عنقها .... هي الأخرى تشعر بالاختناق ............. لكن اين يد والدتها لتمسح رأسها وتبث في روحها الطمأنينة والسكينة !!
طوت رجليها امام وجهها ...... وانزلت رأسها وهي تكتم شهقات الألم/الخوف فيها ...... راجيةً الله عز وجل ان تلتقي بشقيقها حارب عما قريب ..... وهو بكامل صحته وعافيته .........
.
.
.
.
.
.
.
بعد نزوله من القمة ... عاد لحيث كان واقفاً مع حمد الا انه لم يجده ....... غضن جبينه بتوجع ....... وتأوه وهو يجلس ....
قدمه ما زالت في طور التحسن الا انها لم تتحسن كلياً
شعر بأحدهم يحاول مساعدته في تمديد رجله
عقد حاجبه بتوجس قبل ان يرخيه براحة وهو يهمس: بطي
شمر ساعده بطي بحدة هاتفاً بقهر اسود: عطني سلاحك
: لا .....
كان يتنفس بعنف ويتعرق بشدة ...... وواضح انه اجهد ساقه المصابة كثيراً
بطي بانفعال: انت متعور يا حارب عطني سلاحك وخلك هنيه
عندما حاول الاعتراض قاطعه بطي بصرامة: ما بتعرف تسوي حايه وانت جيه صدقني .... عطني إياااااااه
: لا ...... خله وياي .....
اشر لأسفل دراجة كانت قريبة منهم وهو يقول بانهاك .... وبنبرة غليظة قاسية: شي سلاح دسيته تحت هالدراجة قبل شويه ..... شله .....
اومئ بطي برأسه وركض نحو الدراجة .....
سأله حارب وهو يمسح عرقه بيده: وين كنت !!
استل بطي السلاح وهو يقول: سرت اييب موتريه من محل التصليح البارحة انبط التاير .... ويوم قدني واصل المزرعة عسب اشل امايه وحرمتيه ونلحق ورا سلطان وختيه الا اشوف الدنيا قايمة فوق تحت ...... ويوم شفت موينع الكلب عرفت شو مستوي .....
رآى الاستغراب على وجه حارب فاردف مفسراً: شفته في وحده من صور بومرشد اللي راواني إياها سلطان قبل
هز رأسه مغلقاً عيناه بتعب
قال بصوت مبحوح مليئ بالقهر: الحريم ...... الحريم يا بوخديم
ابتلع بطي ريقه وقال بتوتر: شبلاهن !!!!!
: خطفهن .............. كلهن ....... الا اختك ...... في موتر سلطان مع اخوك احمد
اتسعت عينا بطي لبضعة ثوانٍ ...... قبل ان يرص على فكاه بقسوة ويغمغم من بين بريق مقلتاه السوداوتان المرعبتان: والله ليمووووووت الساااااااااع .......... والله
صاح حارب بصدمة بالغة: بططططططططي تعاال ....... لا تتهووووور
لكن القهر والغضب والعار شتتوا كل ذرة عقل في رأس بطي !!!
عندما اصبح امامه .............. امامه بالضبط ............ كان يوليه ظهره ويأمر رجاله ان يبعدوا سلطان واحمد عن وجهه
وقبل ان يصوب رصاصة في رأسه ............... كان احدهم يضربه من الخلف ............. ويسقطه ارضاً
التفت مانع للضجة خلفه بحدة ............. وعندما علم مالذي جرى سأل الرجل بقسوة وفظاظة: منو انت !!
: مب مهم تعرفني ... المهم المنفعة اللي بتييك من ورايه ... ولا تحاتي ... انا وبومرشد بينا مصالح مشتركة
هدر مانع بعصبية وثقة الرجل بنفسه تثير فيه الغيظ: سألتك سؤال .... منو انت !!
اجابه احد الرجال القريبين من أبا مرشد سابقاً: عتيبي
اقترب عتيبي وهو يقول ببرود شديد: بساعدك في مهمتك ... اللي اكيد بتفشل بلياي ...
كشر مانع انفه وهو يقاطعه بثقة وعنجهية واضحة: حاط حسابي لكل شي
عتيبي ... بنظرة جامدة ........ مثيرة للأعصاب: بس بتفشل ..
غضب مانع ... فزمجر وهو يتقدم خطوتان من عتيبي: شو تبااااا خلصنيييي
: خلفان
عقد حاجباه وهو يهمس بغرابة: خلفان !!
عتيبي: خلفان بن عوض الـ..
مانع بريبة وتوجس: ها واحد من ربع سلطان ... شو تبابه
همس الرجل الذي بجانبه بتوتر: ها اخووه
رفع مانع حاجباه ليقول بسخرية: ياي تسأل عن اخوك عندنا !!
عتيبي: مب ياي اسأل عنه ... قلتلك ..... اباه .....
قال مانع من بين اسنانه: شو سالفتك يا انتتتت ...
عتيبي: المسألة بسيطة ... تعطيني خلفان واعطيك فزعتي ...
مانع بشك: وبس !!!
عتيبي: بس ...... وكان الله غفوراً رحيما
كان صوته بعيداً .... غليظاً ...... وميتاً بشكل فظيع !!!!!
وكأنه آتٍ من ......................... جنازة !
مانع بحدة: أتوقع وصوله قريب ...
عند كلمة مانع الأخيرة ...... جلس عتيبي على اقرب صخرة .... انتزع من جيبه خنجراً .... خنجراً لا يفارقه البتة .... واخذ يلعب به بصقيعية مستفزة امام ناظر مانع
امر مانع رجاله بحمل بطي ووضعه مع الرجال في الخيمة .... التي حوصرت من اول المداهمة ..... بعشرة رجال معدين بأسلحتهم ......
واجه الكثير من المشاكل لاقناعهم بالتعاون مع كل هؤلاء الرجال المجرمين ..... الا ان ثمن تعاونهم معه هو كم جعلهم يرضخون لطلبه بكل رحابة صدر
وبالطبع ..... فلديه رجال أبا مرشد .... الذين يعطون كل الولاء له ولكل من يقف بجانبه ......!
.
.
.
.
.
.
.
رص على اسنانه وهو يشهد من بعيد سقوط بطي على يد عتيبي
ذلك المجرم الخبيث ....... يخرج في الأوقات الحرجة .............. وبشكل غريب لا يفقه هو بالذات أسبابه ......
تحامل على نفسه .... ووقف ......
نزع شماغه عن رأسه ... وربطها حول قدمه بقوة ......
لن يضعف ..... ليس الآن ..... ليس ومصير عائلته وعائلة زوجته على المحك
ليس ومحارمه ..... وكرامته ..... وشرفه ........ كلهمم على المحك !!!!!
عليه فقط البحث عن مكان النسوة ...... ان قام بانقاذهن أولاً فستسهل المهمة عليه فيما بعد ......
ابتلع ريقه .... والعرق يتصبب من شعره الغزير حتى جبينه وندبته طرف جبينه
ردد آية كان سلطان دوماً يحثه وباقي الرجال على ترديدها ان واجهوا موقف كهذا الموقف
"وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون"
رددها خمس مرات .... قبل ان تلتمع عيناه بالعزيمة والقوة ...... ويهرع راكضاً نحو المزرعة من الخلف
كلما لمح احد رجال مانع ...... يختبئ بسرعة ... اما خلف نخلة
او برميل نفايات
او سيارة من سياراتهم المنتشرة هنا وهناك ......
وهكذا
مع ركضه المستمر السريع ... كان يبحث بجنون عن اثر لهن
أي اثر ولو كان صغيراً
توقف وهو يلمح شيئاً اوقفه ....... سلسال ذهب !!
التقطه وهو يهمس بـ اسم صاحبتها: موزة ..
مع اسم شقيقته ... عادت اليه كوابيسه ومخاوفه وذكرياته المرعبة
لا ............. لن يفقدها ........ ليس الآن ..... ليس عندما اخيراً تمكن بفضل الله سبحانه من رؤيتها تعود كالسابق شيئاً فـ شيئاً
ليس وهو يبني من جديد حياته معها ... ومع زوجته ... وعائلته المتبقية !!!!
كان يبحث بأنفاس متلاحقة ............. حتى ابتعد نسبياً عن المزرعة ...... واصبح وسط الصحراء ذاتها
وليس حوله سواء الرمال .... والسماء ....... واصوات الطيور المهاجرة !
كان يردد برجاء: وينكم ..... وين ودوكم !!!
وهو وسط بحثه الطويل ...... لمح من بعيد احد الرجال من الجنسية السودانية ..... يركب ناقة .... ويقترب منه ببطء
فـ اقترب منه بسرعة متوسلاً الله ان يمسك بخيط من هذا الرجل يدله على مكان النسوة !!
.
.
.
.
.
.
.
نزع عن عيناه العصبة وهو يقول: مواتر ياية صوبنا ...... سر شوف لو هم ولا لا
رمقه سلطان بكره صافي ... وبصمت تام .... صمت مدروس كلياً .....
تحرك وذهب من الاتجاه الذي اشر نحوه مانع
ورآه
عتيبي
لم يوجه له كلمة .... فتواجده المفاجئ الغريب في كل مرة يكون في ورطة ... اصبح معتاداً عليه
تجاهل وجوده .... وسار مبتعداً عنه ..... حتى وقف امام القادم نحوه بهدوء وسكينة لا تعكس ما يعتريه جوفه من قلق
: شخباركم
اشر بعيناه وهو يقول بقسوة: شرات ما انت شايف ...... اختار الوقت المناسب في المكان المناسب
: وين إبراهيم ؟؟
اجابه خلفان وعيناه على مانع ..... وشقيقه: يزهب الطلبات
مانع بفظاظة: الساعة قربت تخلص ..... اذكركم بس يا حلوين
سلطان بغضب يتراكم في روحه اكثر فـ اكثر: شو يسوي اخوك هنيه !!
اجابه خلفان وعيناه على شقيقه: يباني ....
عقد سلطان حاجباه هاتفاً بشك: يباك !!
فـ غمغم خلفان بعدها بصوت جامد لا حياة فيه: الشي اللي خلاه يلين الحين ما يجلتني ....... راح ..............
هز سلطان رأسه نافياً وهو يقول بانفعال: ما فهمت
لم يجبه خلفان بل ظل يحدق به مطولاً ومن غير ان يرف له جفن
بعد دقائق طويلة صعبة مليئة بالصمت والترقب والاعصاب المنفلتة
كانت الطائرة الصغيرة تحط امامهم ...... مسببة ضجة كبيرة في المكان بصوتها العالي المخيف وتيارها الهوائي الذي هز المزرعة والخيمة ومن فيها/حولها هزاً بشدتها ......
وحقيبة صغيرة محمولة بين يدي إبراهيم تقترب شيئاً فشيئاً نحو مانع
رفع سلطان يده وهو يهدر: الحريم اول .... عقب البيزات والأوراق الرسمية والطيارة
مانع باعتراض حاد: لا ............ الشنطة اول عقب ادخل الطيارة ومعايه الاوراق .... ويوم أكون في ابعد نقطة عنكم بييكم اتصال من ريال يخبركم بمكان الحريم
سلطان: وشو الضمان !!!
ابتسم مانع بسخرية ليقول:: ما شي ضمان ... انت ما تمتلك أي صلاحية تخولك تأخذ ضمان من عندي ..... يه توافق .... يه الحريم كلهن ينفدن بدقيقة
قال سلطان لـ عتيبي الجالس محله بصمت تام راغباً يلعب لعبة مستفزة تثير أعصاب مانع: شو راي عتيبي ؟؟
هدر مانع بغضب: عليك مني اناااااااا ... عتيبي ماله خص في أي شي مخطط له
سلطان بمكر: ما يبا منك بيزات مقابل مساعدته !!
قال مانع وهو ينظر لعتيبي بشراسة: ولا فلسسسس
قال عتيبي بصقيعية تامة وهو يلعب بخنجره: دوري بس اضمن ان العملية تنجح ....
سلطان باستفزاز واضح: اهااا .... ثرك قريندايزر ونحن ما عندنا علم
لم يجبه عتيبي ..... ظل كما هو ....... يلعب بخنجره وكأنه في عالم آخر ... آخر كلياً
اشر سلطان بعيناه لابراهيم ليتقدم
أعطاه الحقيبة .......... وبحماية رجاله ... جثى على ركبتيه ليتأكد من المال
ثم امر احدهم بعد كل ورقة كي يتأكد من صحة عدد المبلغ المطلوب ......
في تلك الاثناء
سار خلفان ووقف امامه
: عظم الله اجرك
عتيبي يلعب بخنجره بشكل متوالي سريع مخيف
خلفان: الصبح وصلني الخبر .....
لم يجبه .... ما زالت عيناه على الخنجر ...... يلعب به بشكل يثير الاعصاب بحق
دقيقة مرت وهو يقف فوق رأسه
حتى وقف هو اخيراً !
ورفع عيناه نحوه
اقترب منه
ذات الطول ...... ذات الملامح ...... ذات العينان ......... الذي يختلف ...... هو القلب .... القلب لا غير !!!!
وفجأة
لانت عيناه ..... وابتسم
خفق قلب خلفان
غافان يبتسم !!!!!
وله !!!!
ربااااااااااااااااااه ................. كـ .............. كيف !!!!
ما الامر العظيم الذي حدث ليبتسم بسببه غافان له !!!! له هو بالذات !!!!
انزل عتيبي عيناه وهو يتلمس خنجره ويتلمس نعومة الحديد فيه ......... قبل ان يقول بصوت مرتخي .... هادئ:
امايه الله يرحمها ..... كانت تقول ...... الاخو ماله غنى عن اخوه .....
رفع عيناه نحو أخيه ............ ليردف ببسمة ملؤها الشجن .... والحنين ....... والذكريات العتيقة:
الاخو له عين ... وعينه الثانية اخوه
الاخو له نبض .... ونبضه الثاني اخوه
الاخو له ذراع .... وذراعه الثاني اخوه
الاخو .............. الاخو ماله بد من اخوه ..... ان طاح يطيح الثاني
ان قام يقوم الثاني
ان ضحك يضحك الثاني
ان زعل يزعل الثاني
الاخو عزوة ..... وفدوة ....
قاطعه خلفان بعينان تتلألئان بالشوق/اللهفة/العذاب: وقد الهقوة
ابتسم عتيبي تصف ابتسامة مخفضاً اهدابه ارضاً ............. ليكمل:
الأخو
نظر له بحنين اثار رعشة خافقه الملتاع .................. وقال بصوت مختنق:
الاخو خلفان .......... وما لـ خلفان بديل
شهق قلبه ... وروحه
وغشت مقلتاه دموعاً .... لا يعرف سببها الا هو ...... والذي امامه ...... ووالده !
غمغم بوجع اصيل: انا ............ آسف .................. والله آسف
ابتسم له عتيبي بدفء .... بمحبة .........
يالله ...................... أهذا حقاً غافان !!!
أهذا حقاً من عاش عمره كله يرتجي عودته لأصله وحقيقته !!!!!
رفع غافان ذراعاه ........... مطالباً إياه بالاقتراب ..... واحتضانه بقوة
يطالبه بحضن يملؤه الشوق والحنين والاخوة الضائعة المشتاقة
ولم يخب ظنه ............ لا يعرف سبب تغيره الغريب ............. وليس متأكد ما اذ علم بالحقيقة المدفونة .....
لكنه يبتسم .......... وغافان لن يبتسم له الا اذا عرف انه حقاً بريء ...........
ولكن لو كان يعرف انه بريء ..... فهو قد عرف ايضاً من هو المذنب الحقيقي !!!!
لا لا .............. لا يهم .............. لا يهم فليذهب كل شيء للجحيم
المهم انه هنا .................. ويبتسم له
يالوجع قلبي ولهفته عليك يا ابن ابي وامي
وبخشونة شديدة اقترب منه واحتضنه بقوة
بقوة سنين البعد ..... والجفاء .... والضغينة
بقوة سنين القحط .... والفقد ....... والفاجعة
بقوة ألمهما ... ومرارة فؤادهما !!!!!
همس اسمه بصوت مختنق مبحوح ........... ودمعة حارقة تسقط على وجنته بعذاب: غافاااااااااان
اغلق غافان عيناه وهو يقول: الاخو ماله حياة من غير اخوه .... ماله حياااااااة
شد خلفان من احتضانه له ..... وصورة امه لا تفارق مخيلته
وصوتها كذلك ... وكأنها تهنيهما على عودتهما متلاحمان بعد طول انتظار
هز رأسه وهو يقول بصوت غليظ باكٍ: هيه ...... ماله حيااااااااااااة ابددددن
ابتسم غافان ..... حتى بانت صف اسنانه العلوية ............
وفعلها ................ فعل تماماً ما كان يقصده في كلماته
اتسعت عيناه خلفان بجنون حتى كاد مقلتاه تتلاصقان بجبينه
غرس خنجره في قلبه .... وسط قلبه بالضبط
: غـ غا .......... فاااااااااا .... نننننننننن
ردد وهو يغلق عيناه ببرود ......... ويغرس الخنجر اكثر في قلبه: الأخو ماله حياة من غير اخوه ................. يا خووويه
ابتعد خلفان ببطء متخبط مرتجف عنه ...... متشبثاً بكتفاه بشدة كالغريق
واجه عيناه ............. كانتا بالبلور
جامدتان
شفافتان
ميتتان !!!!!
انزل عيناه الحمراوتان الجاحظتان للأسفل .... نحو الخنجر المنغرس بقلبه ....... وهو يقول بحشرجة ..... بحرقة ........ بعذاب خالص:
لـ .......... لـ .......... ليييييششششش !!!!
مع كلمته .......... انتفض وابتعد اكثر عن أخيه ......... ليشهد الجميع مشهد الخنجر المصلوب بين احشاءه
ثار سلطان ... واندفع بهلع دافعاً كل رجل امامه .. حتى إبراهيم ....... حتى اصبح قربهما .... وقبل ان يسقط خلفان ارضاً .... كان يد سلطان تتلقفه وهو يصيح بإسمه مفجوعاً: خلفاااااااااااان
اخذت عيناه تنتقل بين الخنجر ..... والدم الخارج من فمه ...... مزمجراً بصوت رجل فقد للتو من اعز رفقاء دربه/قلبه:
خـ خلفااااااااان ..... يا ........... يا الكلللللللللللللب ليييييييش ...... ليش تجتله ليييييييييييييش !!!
ها اخوووووووووك
بح صوته وتحشرج وهو يقولها بحرقة قلب شديدة: اخووووووووووك يا عديم الضمييييييييييير ...... ليش تجتلللللللللللللللله !!!!!
لكن عتيبي ............... لم يجبه ....... بل حتى عيناه ............... لم تكن عليهما !
بل ينظر في الخواء .....!
شهق خلفان بقوة ........ ليقول بصوت متقطع غليظ مبحوح قرب وجه سلطان:
سلطان ........... سلطان قرب ........... اذنك
سعل دماً تناثر بعضه في ثوب سلطان المفجوع ...... ثم اردف هامساً بصعوبة واختناق: لا ............ لا تسوون ........ به شي
فتح سلطان فمه ليتكلم الا ان خلفان قاطعه بحدة:
خلني أتكلم ..
لا ............. تسوون به شي
بلع ريقه بعذاب ................ ليكمل:
انا .................. انا مسامحنه ............ جدامك وجدام رب العالمين اقولها ..... مسامحنه ........... دنيا وآخرة ............... خـ خخخلوه ............... خلوووه يروح في حال سبيله .....
مـ مـ ..... محلل .... ومبيووووح ..... ولد عوض .......
مححححلل .............. وو ...... ومبيووووح
كان مع كل كلمة ..... يلمح سلطان وهو يهز رأسه بغضب جنوني ...... ورفض تام
فقال موصياً برجاء وعيناه تدمعان:
اترجااااك .............. هاي وصيتي الوحيده .................. اخويه لا تسوون به شي ...............
هاي ....... هاي وصيتي سـ سلطااااان .......... وصيتــــ....................
وخرجت روحه لبارئها !
.
.
.
.
.
.
.
ماذا قال له الرجل السوداني !!!
على بعد 5 كيلومترات
سيجد منزل صغير منصوب فوق علم الامارات
المنزل يشرف على منحدر كبير حاد ... لا يستطيع النزول منه سوى السيارات الكبيرة المتمكنة
سيرى امامه مجموعة كبيرة من النخيل
بينها سيارة كحلية كبيرة اشبه بالباص متوقفة منذ وقت طويل
وحسب ما قاله الرجل ... فهو رآها لكن لا يعرف ان كان داخلها ما ينشده حارب ..... لكنه فقط قال ما اعتقد انه ربما سيساعده في بحثه
مشى .... ومشى ..... ومشى ......... ولو كانت سيارته غير محاصرة من قبل رجال مانع لما ترك نفسه ضحية الصحراء هكذا !!
لكن لا ...... في سبيل انقاذ عائلته سيفعل المستحيل ...
حتى انه رفض مبادرة السوداني ورغبته بايصاله للمكان الذي يرغب بالوصول إليه لشكه المنعدم في كل شخص حوله الآن
بعد مشي طويل ..... تحت اشعة الشمس التي توشك على الغروب
وصل للمنزل الصغير
ورآى حقاً منحدراً حاداً اسفله
عندما وقف في حادة المنحدر نظر للأسفل ورآى السيارة التي وصفها الرجل
لكن تباً
السيارة محاطة بـ رجلان كل رجل فيهما يزن شاحنة بأكملها
اخذ يبحث عن خطة تساعده في اجتياز هذان البغلان
حتى برق دماغه بالحل الأنسب وهو يرى شيئاً ما يتحرك قرب المنزل
حتى يتمكن من الوصول للنسوة يجب عليه ابعاد الرجلان من السيارة وبجهد اقل منه ..... ومن غير سلاح فـ للأسف لم يبق لديه الا رصاصة واحدة ولن يتهور ويستخدمها مع وجود رجلان لا رجل واحد !
اقترب من الذئب المربوط بالسلاسل الحديدية .... الذئب كان بحق ..... كالوحش ......... مرعب بسواده وضخامته ولهاثه المتوحش المقشعر للابدان
وفكّر
الذئب جائع .................... ويبدو ان صاحب المنزل غير مكترث به الآن
حسناً .... هذا جيد ..... جوع الذئب سيساعده في مهمته !
ليس هناك وسيلة أخرى .... لا بد من استخدام الرصاصة المتبقية ..........
جيد ...... لم ينسى كاتم الصوت !
برشاقة ..... وصلابة ........ جثى على ركبته ........ وصوب السلاح على رأس احد الرجلان
اختبئ قبل ان يلمحه الرجل الآخر الذي اخذ وضعية التحفز رافعاً سلاحه ......
وبخطوات سريعة خلع رأس الحديدة ..... قبل ان يتشبث بحديدة متدلية من سقف المنزل ويتسلقها حتى اصبح فوقه !!
تاركاً الذئب يركض بجوع ولهاث نحو رائحة الدم !
في الوقت الذي كان الذئب يركض نحو فريسته
كان هو ينزل من المنزل .... ويركض بعيداً بحيث يتمكن من النزول من المنحدر من غير ان يراه الرجل الآخر
وصار الامر سريعاً ..... اصبح خلف السيارة بينما يسمع باذناه المعركة التي تحدث بين الذئب والرجل
كان يسمع أصوات النسوة في الداخل ... صوت عمته .... اخته ... زوجته .... شقيقة زوجته ..... والكثير !
نظر نحو الرجل ...... ولمحه يرفع سلاحه ويصوب نحو الذئب
لم يستطع التردد ... التردد في وضعه سيضعف موقفه ويحبط مخططه !
قبل ان يضغط الرجل على الزناد ...... كان حارب يهوي صخرة كبيرة على رأسه ...... ويرديه ارضاً !!
وبسرعة كبيرة رفع سلاح الرجل وصوبه مباشرة على الذئب
ذهب خلف السيارة ... وفتحها ..... ليخرج وجهه كالشمس الساطعة عليهن
صرخت موزة بسعادة قصوى: حاااااااااااارب
وقفزت بجسدها كله عليه
بعد ذلك رفع هاتفه واتصل بحمد كي يستطيع نقل خبر عثوره على النسوة لسلطان من غير ان يعلم مانع بهذا
لكن من رد على الاتصال .... ميرة زوجته لا هو !!
نهايــــة القســــم الأول من البارت التــــاسع والسبعــــون
.
.
انتظروا القسم الثاني من البارت الـ 79 قريب ان شاء الله ... قبل يوم الاربعا الياي اذا الله كتب ويسّر ..
|