كاتب الموضوع :
لولوھ بنت عبدالله،
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
القسم الأول من الجزء الثامن والسبعون
(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)
.
.
الجــــزء الثــــامن والسبعــــون
،
نالت على يدها مالم تنله يدي
نقشاً على معصمٍ أوهت به جلدي
كأنهُ طُرْقُ نملٍ في أناملها
أو روضةٌ رصعتها السُحْبُ بالبردِ
وقوسُ حاجبها مِنْ كُلِّ ناحيةٍ
وَنَبْلُ مُقْلَتِها ترمي به كبدي
مدتْ مَوَاشِطها في كفها شَرَكاً
تَصِيدُ قلبي بها مِنْ داخل الجسد
إنسيةٌ لو رأتها الشمسُ ما طلعت
من بعدِ رُؤيَتها يوماً على أحدِ
سَألْتُها الوصل قالتْ :لا تَغُرَّ بِنا
من رام مِنا وِصالاً مَات بالكمد
فَكَم قَتِيلٍ لَنا بالحبِ ماتَ جَوَىً
من الغرامِ ، ولم يُبْدِئ
ولم يعدِ
فقلتُ : استغفرُ الرحمنَ مِنْ زَلَلٍ
إن المحبَّ قليل الصبر والجلد
قد خَلفتني طرِيحاً وهي قائلةٌ
تَأملوا كيف فِعْلُ الظبيِ بالأسد
قالتْ: لطيف خيالٍ زارني ومضى
بالله صِفهُ ولا تنقص ولا تَزِدِ
فقال:خَلَّفتُهُ لو مات مِنْ ظمَأٍ
وقلتُ: قف عن ورود الماء لم
يرِدِ
قالتْ:صَدَقْتَ الوفا في الحبِّ شِيمتُهُ
يا بَردَ ذاكَ الذي قالتْ على كبدي
واسترجعتْ سألتْ عَني ، فقيل لها
ما فيه من رمقٍ .. و دقتْ يداً
بِيَدِ
وأمطرتْ لُؤلؤاً من نرجسٍ وسقتْ
ورداً ، وعضتْ على العِنابِ بِالبردِ
وأنشدتْ بِلِسان الحالِ قائلةً
مِنْ غيرِ كُرْهٍ ولا مَطْلٍ ولا
مددِ
واللهِ ما حزنتْ أختٌ لِفقدِ أخٍ
حُزني عليه ولا أمٌ على ولدِ
إن يحسدوني على موتي ، فَوَا أسفي
حتى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسدِ
لـ يزيد بن معاوية
،
لمحت من بعيد ابن عمها زايد يحاول بجهد حمل كيس ثقيل من سيارة عمها بطي ..... فـ شعرت بالشفقة عليه وذهبت لمساعدته بعد ان لبست لباساً ساتراً وغطت رأسها بإحكام ....
حمدت الله ان جميع الرجال يجلسون الآن في الخيمة الكبيرة المنصوبة خارج العزبة ..... فوق احدى "النقيان" بجانبهم ...
وضعت الكيس قرب المطبخ وهي تقول للصغير: ها زيودي ... شي سامان بعد في الموتر ؟؟؟
قال الصغير وهو يحك رأسه: هيه شي حطب ... بس ها ثقيل وايد صوصة
ابتسمت حصة بـ حنان لابن عمها القلق عليها وقالت: عادي حبيبي اروم عليه ... عطني سويج الموتر .. بشل الحطب منه وبصكه
بعد ن أعطاها مفتاح السيارة .... عادت للسيارة لتحمل رزمة الحطب .... في البداية لم تجد صعوبة الا بالثقل طبعاً .... لكنها عندما رغبت بركوب الدرج المؤدي للمطبخ ..... تأوهت بوجع .....
رأس احد الحطبات خدشت ذقنها وهي تحاول ميل رأسها لترى الأرض التي تمشي عليها .....
عقدت حاجبيها بألم وهي تنحني لتضع حزمة الحطب على الأرض وتتلمس جرحها
غمغمت وهي تشعر بدمها يسيل: حسبي الله على ابليس ... تشوهت
امام باب المزرعة الكبير
كان يسير مع اخاه حمد نحو المطبخ ليجلبوا بعض الماء للرجال عندما سقطت عيناه عليها من بعيد
لم يكن يحتاج لبرهان ليتأكد من هويتها
يعرف تضاريس "ام عويل" خاصته ويعرف كذلك انها الوحيدة هنا تلبس الكعب الطويل حتى لو كان المكان لا يسمح ابداً بالاحذية الفخمة ذات الاكعاب الطويلة ..
وفكّر بتعجب حانق ............... ما سر حبها الغريب لهذه الأحذية الغبية المتعبة !!!!
وضع يده على صدر أخيه ليوقفه ..... وقال بعد ان أعطاه نظرة خاطفة: انت رد الخيمة وانا بييب غراش الماي
رمقه حمد باستغراب ........ ليفهم بعد ذلك سبب فعلة أخيه وهو يلمح من بعيد طيف فتاة
ابتسم ببرود ...... وعاد للخيمة .......
شمر عن ساعده وهو يغمغم بينه وبين نفسه: زخيناج يا غصين البان ....
كانت تحاول حمل الحطب عندما اخذ يقترب منها شيئاً فـ شيئاً ......... وفجأة صرخت ........ قبل ان تسقط على ظهرها جرّاء اختلال توازنها من الحذاء الطويل .......
لكنه بسرعة التقطها ممسكاً بشدة بخصرها النحيل ....
صرخت مرة أخرى بهلع وهي تضرب من غير وعي وجه الذي انقذها
فلاح بتأوه خشن: اخخخخخخ .... يا غبية شبلاااااج !!!
شهقت وهي تلتفت إليه وتدفعه بصدمة: فـ .... فلااااااح !!!
رباه .................. الكحل في محاجرها ............... كـ سحرٍ اسود مُباح ........
هدر بحدة سببها شوقه ............. لهفته .............. غرامه الجائع: انتي يه تسبين يه تضربين .... ما عندج شي حلو تسوينه فيّه !!!!!
قالت وهي تبلع ريقها تحت وطأة "رعشة خافقها المجنون": آ .... آسفه .... والله ما .............
عندها تراجعت .... وانقلبت نبرتها وهي ترى عقدة حاجباه وتتذكر افعاله بها: لا هب آآآآآآآسفة .... تستاااااااااهل ...... خوز عن ويهي اشووووف ....
حرّك شفاهه بطريقة مغرورة اثارتها ................. ويحهه ....لقد اشتاقت له ولـ غروره .....
همس وهو يتأمل عيناها ببسمة كسولة: ما ييت عسب اخوز عن ويهج يا ........... حلـ ـ ـ ـوة ...
كلمته الأخيرة ............ خرجت من فاهه كأنها قصيدة يعود غزلها الفاحش لما قبل عصر الإسلام !
كي تسيطر على ما بقي من انهيارها الداخلي ..... قالت وهي تستدير: عيل خلك مع الطوَف ...
قفز الدرجات الصغيرة بقفزتان رشيقتان ليأتي امامها تماماً ... وعندما فتح ثغره ليتحدث رآى بوضوح الخدشة التي تسببت بها كومة الحطب ....
لمس وجهها هاتفاً بقلق: شو ها !!!
لمسته اوجعتها .............. ليس فعلياً .............. بل روحياً ............ اوجعتها حد الثمالة !
ووجدت نفسها تقول بهدوء اثار غرابته .... وبهجته كذلك: تعورت وانا اشل الحطب من شوي
اصدر صوتاً معترضاً مستنكراً من بين اسنانه وهو يرى كومة الحطب التي بجانب قدميها
جرّها خلفه نحو المطبخ وهو بقول بغيظ قلق: تعالي يمكن نلاقي علبة اسعافات في المطبخ
: مـ مابا ..... مالك خص فيه ....
قال بحزم: جب حصة
هدرت بحدة: لا تقولي جب
فلاح مستهزئاً: الحينه "جب" زعلتج !!! الله اكبر عليج بس يا ام لسان ... ما تشوفين روحج وانتي تسبين الخلق بليا مخ ..
زمت فمها بتذمر وانجرت خلفه رغماً عنها
عندما دخلا المطبخ ... سحبت يدها من يده بفظاظة وهي تغمغم: كسرت ايدي حشى
رمقها بطرف عينه وتجاهلها باحثاً عن علبة الإسعاف التي يريد ....
عندما وجدها اخيراً في احدى الرفوف القريبة من الثلاجة قال بأمر لم يتعمده: تعالي
اتسعت عيناها غضباً ... واضعةً يدها على خصرها ..... قائلة: ويتأمر بعد .... حبيبي اللي يباني اييني ..
حرّك عيناه بضجر .... وقال مقترباً منها: زين زين صخي بس وشلي ايدج عن خصرج ...
سألته بحاجبان مرفوعان: وشعنه !! حتى ايدي تبا تتحكم فيها !!
عقد حاجباه بمشاعر حارة هائجة ...... هاتفاً بغضب عاشق وهو يجر وجهها نحوه بقسوة: وانتي منو يروم يتحكم فيج أصلا !!!
: عيل شو تبا في ايديه !!
غمغم بأنفاس متلاحقة وهو يمسح جرحها بالقطن: لاني اباج ............ وايد اباج .... عسب جيه اصطلبي وخليني هادي ..... شوفة عيونج وويهج وجسمج يسوون فيه بلاوي الله وحده يعلم بعذابهن .....
فغرت عيناها وفاهها بـ صدمة .......... وربكة ............. وزلزال روحي اهوج !
وصمتت .... ذلك الصمت الذي يرافقه خمول عصبي .......... وخدر جسدي ........... وفوران روحي !
تحت ثمالة نظرة عيناها .... وتوهانهما ..... اخذ ينظف جرحها ........... ومن غير إحساس منه ........... بدأت الحروف تخرج من حنجرته وعيناه على ما بين يداه فقط:
ليتك بعمري ثلاثة اشخاص ما ملّك
عقدت حاجبيها بغرابة ...............وكادت تفتح ثغرها لتسكب عليه جام غضبها بسبب فهمها الخاطئ لمقصده الا انه اكمل ما بدأه بسرحان وشرود عميق:
واحد معي دوم ..... وواحد روحي يملاها
انزل يده وعيناه على العلبة ....... ليلتقط لاصق الجراح .......... ويكمل همسه الدافئ الاجش:
والثالث بجفن عيني لا فقد حسك
او غمض الجفن جاني فيك يتباهى
برقت عيناه بصدق وهو يربت برقة على اللاصق ................ واكمل:
مو بس احبك ... انا والله من حبك
احب حتى ثرى الأرض اللي تطاها
كان صدرها ........... من غير إحساس منها .................. يأخذ شهيقاً صعباً مختنقاً ....... ليُخرج زفيراً اصعب من ذي قبل واشد اختناقاً .........
ابتسم برجولية حلوة ليختم ما يجيش في روحه ويقول: اشتقتلج ..
اخفضت عيناها خجلاً فظيعاً ........ فهذه المرة الأولى ترى هذا الوجه العذب من فلاح
وبسبب خجلها الشديد سألته ببلاهة: منو الشاعر ؟؟؟
اتسعت ابتسامته وهو يجيب: طلال الرشيد الله يرحمه
اطبقت شفاهها على بعضهما وهي تهمس: الله يرحمه
: عيبنج ..؟!
كانت ستجيب .... وتقول "اجل" لولا انها استافقت فجأة ........ وقالت ساخرة: حلوة من ثم الشاعر نفسه لانه قايلها لحبيبته .... بس انت الله اعلم حق كم وحده قايلها !!
جرحته .... بل جرحته هذه المرة بشكل اهانه واستحقر من شأنه
هدر بقسوة: انا الغلطان اللي ياينج والله
زمت فمها بغضب ..... صورة صاحبة العينان الكشميريتان الشامتتان لا تفارقها .....
اكملت بصق غضبها عليه وغيرتها المريرة: هيه حبيبي غلطان .. سر اخيرلك حق خفاشتك المصونة ... شو تبا في الحص وهذربانها اللي ما منه فود ..
تنهد بـ ضيق ..... بـ نفاذ صبر ....... بـ قهر مكتوم .......... ليرمقها بعدها بخيبة مليئة بالحسرة ...... ويخرج
انقبض قلبها ............... نظرته رغماً عن كل ما يجيش في قلبها الغاضب ........ اثرت بها حد النخاع
كانت نظرة رجل تسول الزاد ولم يلقاه .................. تسول الحاجة ولم يتلقاها ............. تسول القُرب ولم يجد الا الصد والامتناع ..........!!!!
ولأول مرة ............. لأول مرة بعد ذلك اليوم الذي رغبت به ان تعتذر منه عن افعالها المشينة بحقه ......... شعرت انها أخطأت بحقه ......... وتسرعت بشكل احمق ........
"مو بس احبك ..... انا والله من حبك ........ احب حتى ثرى الأرض اللي تطاها"
"اشتقتلج"
"اشتقتلج"
"اشتقتلج"
تأففت بقهر من نفسها وهي تكاد تبكي حقاً
ايتها الخرقاء الغبية ............ مالذي تفوهتي به بحق الله !!!
الرجل يأتي ليقول لك اجمل الكلمات واعذبها غزلاً وانتي تحادثينه بتلك الطريقة الخشنة الفظة المعتوهة !!!!
يا ربييييييييي .............. ما الذي عليها فعله الآن !!!!!!!!
وهي في خضم صراعها مع مشاعرها العاتية ........... وصلتها رسالة آتية من رقم غريب
قرأتها ................ وقلبها يخفق كـ خفقان قلب عداء اولومبي بالضبط !!!!
.
.
.
.
.
.
.
حول النار يتسامرون ......... احدهم يحرك الحطب المشتعل اسفل ابريق الشاي ......... واحد آخر منهم يشوي الدجاج واللحم .... واربع شبان يلعبون الورق داخل الخيمة ....... ومجموعة أخرى تلعب الشطرنج بجانبهم ....... وهكذا .........
رفع حمد رأسه نحو فلاح القادم إليهم بيدين خاويتين ..... مرهفاً السمع لوالده الذي يسأله باستغراب: فلاح وين الماي ؟؟!
اجابه فلاح بوجه ممتقع شاحب: السموحة ابويه نسيت ....
والده باستنكار: طاعو ... وين مخك يا بويه ؟!!
عندها علم حمد سبب تغير مزاج أخيه المفاجئ ... فـ وقف وهو يقول متداركاً الوضع: خله بويه انا بسير اييب الماي
ذياب: فلاح تعال خذ مكان اخوك
فلاح بتعب: لا الغالي اسموحه مالي بارض الحينه
ذياب: افااا
فلاح: هيه والله
ذياب: على هواك
اردف هاتفاً لـ عمه سلطان الجالي في الخارج يحادث حارب: عميه تعال خذ مكان حمد
استدار نحوه سلطان ليقول: اصبر يالس ارمس نسيبك .......
اردف مكملاً حديثه مع حارب: انزين حارب
مثل ما اتفقنا .... سلم الاحد كل اغراضك للمؤسسة وسر عند خلفان عسب توقع على بعض الأوراق قبل لا تظهر ..
حارب: ان شاء الله .......... بس سلطان .......... امانة ..... ان احتيتوني في أي وقت تراني زاهب ..... الروح ترخص لبلادي وانت تعرف
: كفو يا ولد محمد وكثر الله من شرواك ..... ادريبك ما تقصر .... وامره لا تستهم ... ان بغيناك بنعرف نييبك ...
حارب بمزاح لطيف: مب على جمس اسود لو سمحت
: هههههههههههههههههههههههههههه لا لا على ليموزين اسود
ذياب بنفاذ صبر: عميه يلااااااا
حارب ببسمة ماكرة: أقول ..... شحقه ما تشل ذياب وتخليه في ساحة التدريب يوم واحد !!
سلطان مجيباً بذات بسمة حارب: يباله والله ..... طاع انت بس كرشته تقول كرشة هندي توه داق صينية عيش
حارب: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
صاح ذياب من بعيد مغتاظاً: سمعتكممممم
.
.
.
.
.
.
.
منذ يومان ... منذ ذلك الحوار الحامي المليئ بالاعترافات الساخنة والمشاعر العاصفة .... لم يتحدث معها
ان اصح التعبير ..... هي لم تتحدث معه !
بعدما عادا الى البلاد ... بعد رحلة ايمانية قصيرة الى مسجد الله الحرام .... حاول تدارك الوضع وفتح باب النقاش معها علّ الغضب المتفجر منها يزول ويرى مرة أخرى بسمتها التي يعشق
متى عشق بسمتها بهذه الطريقة الاجرامية !
أيكون في تلك الليلة التي قالت فيها بكل براءة الكون وسكرها:
" بالعكسسس .. انا اعشق اسم احمدددد"
ام عندما برقت عيناها وهي تقول بحنكة انثى تعلم تماماً ما تقول:
"انا ما احلل شخصيتك .... في فرق بين تحليل شخصية الغير وبين الإحساس الذاتي"
ام يالله .......... عندما قفزت كالاطفال وهي تصيح بانتعاش:
"تلعب طااااااولة ...!!!!"
ام ...................... ام عندما سقطت والدتها ضحية نفسيتها الصعبة بعد عودتهما من الكويت ....... قائلة بشفافية موجعة:
باجر مدارس وماقدر اخلي سعود وزيودي ......... وماقدر اخليك .......
رغم كل عدائيته .... وسلبيته ...... وقسوته ..... وجنونه .......... كانت له ملمس الحرير ورقة الخرير ...... كانت له نورٌ في الغسق وظلُ في ظهيرة حارة ملأى بالعبق !
السؤال الذي يؤرق قلبه التائه بين دروب عيناها هو !
كيف يتمكن من الخلو بها بعيد عن اعين الرجال والنساء والصغار ...... والتحدث معها !!!
اففففففففففففف .......... يالسذاجتك أيها الأحمد .......... منذ متى أصبحت هكذا عديم الحيلة عند التعامل مع النساء !
لمح من بعيد سلطان ابن أخيه بطي ............ ناداه بسرعة قبل ان يختفي عن انظاره ويعود لأقرانه:
سلطااااااااان .... تعال باباااا
اتاه الصغير مهرولاً: لبيه عميه
احمد بعفوية: سلطان طلبتك
رد سلطان الصغير بقوة رجولية مبكرة عليه: تم على هالشااااارب
احمد هامساً: اباك تشوفلي وين خالتك حنان ..
رفع سلطان الصغير حاجباه ليقول بتعجب بريء: شحقه ما ادق عليهااا !!
لأني سأموت ان احسست اكثر بنبرة البرود بصوتها او رسائلها النصية يا ابن اخي ...
احمد بحنق خفيف: انا أباك تزقرلي إياها ....... يلا بسرعة
استدار الصغير وهو يقول: ان شاء الله
بعد دقائق
كان يأتي راكضاً نحوه وهو يناديه
وقف وابتعد عن جمعة الرجال ........ ليسأل الصغير بلهفة: ها وينها ؟؟
: خالوه حنان راااااقده ..
احمد بخيبة: راقده !! شو عرفك !!
سلطان الصغير: سألت عموه شما وهي قالتلي ...
عقد حاجباه بضيق ليقول بمزاج اسود: زين خلاص سر
شعر بالخيبة .... وبالقهر ........... أتنام في الوقت الذي يرغب بأن يراها وينفرد بها !
صبرك يا رب ..
"
"لـ .....لو ...... لو عوشة ما حبتك .......... انا ..... انا احبك لين آخر نصخ ف حياتي"
"لو ...... لو عوشة ما بغت تييب منك عيال ..... انا ....... انا ميتة واييب منك لو ياهل واحد"
"لو عوشة بغت غيرك ........... فـ انا مابا الا انت ......... والله مابا الا انت"
"انت اول انسان خفق له هالقلب .............. وآخر انسان بيخفق له"
"
كلماتها المُعذبة .... والتي تصرخ بالصدق/الحب ............ ما تزال تحرقه ....... ما تزال تشتته فـ تجمعه فـ تشتته مرة أخرى
إلهي ................. كيف ترك مخاوفه تجرحها بتلك الطريقة ........... كيف !!!
: بوزاااااايد
استدار نحو نسيبه سلطان هاتفا بصوت رنان شارد: لبيه
: لبيت حاي ....... العشا زهب اقرب يلا ..
عاد الى الرجال ............... وهو يفكر بقلق ............. أتذوقت صغيرته قليلاً من الزاد قبل ان تنام !!!!
.
.
.
.
.
.
.
قبل منتصف الليل بساعة ونصف
اجتمعن الفتيات حول النار .... في الباحة الخلفية للمزرعة الكبيرة ..... حيث الرمال الناعمة والهواء البارد والحيوانات الاليفة المسالمة ...
وبدأن .... باقتراح من العنود ..... بلعب لعب التحدي والحقيقة
اول شوط كان بين شما وموزة ..... والتي اختارت الحقيقة ووقعت ضحية سؤال شما المُضحك: في أي موقف حسيتي روحج غبية صدق ؟؟؟؟
عندها اجابت موزة بفكاهة: من كم يوم بس ..... كنت في المول ... في محل العاب اشتري لعب حق عيال العنود ..... ويوم طلعت من المحل اكتشفت اني ناسية اشل الأغراض وفوقهن الباقي من بيزاتي هههههههههههههههههههههههههههه
ثاني شوط كان بين حصة وفطيم .... وكانت فطيم من عليها الإجابة على سؤال او قبول التحدي من حصة ....
حصة: فطيم ....... روحي خيمة الرياييل وقولي بابااااتي تعااااال
فطيم بصدمة: لا لا غش نحن متفقين الجرأة تكون بحدود
رقصت حصة حاجبيها لتقول بعناد: ماشي .... يلا سوي اللي طلبته ولا بتخسرييييين
هنا قالت فطيم بفيظ لـ اختها الكبيرة: نعوم طاعي ربيعتج .. تعرفين زين ان أبويه بيقصبني ان دست شبر صوب الخيمة
كتمت ناعمة ضحكتها وهي تقول: حصوه عاد عن السخافة دوري حركة ثانية
لتعاند حصة اكثر وتقول بضحك: ماباااا ....... ها طلبيه ههههههههههههههههههههههه
وقفت فطيم بعصبية وقالت: تبطيييين ........ ونفاد علني ما لعبت ويااااكن
قالت ميرة بغيظ: حصوه لا تستهبلين شو هاي الحركة !!! غيريها يلااااااا
حصة بضجر: افففففف زين زين حشرتوني ....... اممممممم دقي على ذياب وقوليله موزة تقول انها معجبة فيك ....
ضحكت فطيم بشقاوة لتقول: هاااااي بسيييييطه
وقفت موزة باستنكار وقالت بحدة: أقول استريحي انتي وياهااااا
اتسعت عينا حصة ذهولاً من انفعال موزة لتقول بحنق خفيف:
موزوووووه ..... ظهري منها انتي ..... ها بيني وبين فطيم
موزة بعنف: قلتيها بينج وبينها شخصني فيكن !!!!
وقفت حصة لتكون امام موزة تماماً وتقول لها وجهاً لوجه: عادي ترانا نلعب
هدرت موزة بعينان مشتعلتان: لعبي بعيد عنننني
التمعت عينا حصة بالغضب:
موزوووووه
صاحت موزة بصوتٍ اعلى واشد رعباً: حصوووووووووووه
تراجعت حصة بارتباك لتردف موزة رافعةً سبابتها بوعيد:
ان خليتي فطيم تسويها بسير عند ولد الخال واقوله خذ حرمتك تراها تصيح تبااااك
شهقت حصة وقالت: هاااااااااه !!!!
موزة ببسمة مستفزة: من قال هااااه سمع ....... ترى نحن مب بقر .... نشوف ونسمع بس نعني عيونا عن اللي نباه ونتصيمخ ....... ولا طلال الرشيد له رأي ثاني !!!!
شهقت مرة أخرى ...... هاتفة بصدمة شديدة: يا حماره كنتي هناااااك !!!
ابتسمت بخبث لتقول: احم ..... وسمعت كل شي بعد
سألت ميرة بتعجب: شو السالفة !!
موزة بتهديد ماكر: هاا اقولهم !!!
أغلقت حصة فم موزة بحدة لتقول بربكة حادة تشوبها الحنق/الذهول: حسبي الله على العدو ثرج بليس متنقل
موزة: ههههههههههههههههههههههههههههههه
ناعمة: ههههههههههههههههههههههههههه مقوااااج يالطفسه ...... . طلعت حصوه ولا شي جدامج
موزة ببسمة واثقة: دوااااها
حصة بقهر: خلاص كشفت ويهج الثاني من يوم وساير بعاملج مثل ما اعامل باقي أعدائي
موزة بغرور مسرحي: ما ترومين انا حبيبتج الموز
حصة بحاجبان معقودان: لا الموز ولا التفاح دام هاي علومج
البنات: هههههههههههههههههههههههههههههههههه
ميرة: يلا غيري تحديج
حصة: حشى لوعتن جبدي ..... فطيم ....... باجر تشويلنا ربيااااان
فطيم: ان شااااااء الله .... الربيان مقدور عليه
اما الشوط الثالث فكان بين موزة وناعمة
عضّت موزة جانب شفتها وهي تسأل زوجة اخيها: احم .... خل نسألج يا الغرشوب .... شو احلى اسم عندج ؟؟
ناعمة بتفكير: ولد ولا بنت ؟؟
موزة: ولد
اجابت ناعمة ببسمة تعقبها حاجب مرفوع:
حارب
ضحكن الفتيات مكراً وشقاوةً ....... ولم تخلو الضحكات من نغزات حصة وتعليقاتها الجريئة
عادت موزة تسأل بحماس:
ولو عندج طير شو بتسمينه ؟؟
ميرة باعتراض: لا لا بس سؤال واحد
ناعمة: لا خليها عادي ........ جوابي هو ما تغيّر ........... حارب
موزة: هههههههههههههههههههههههههههه ولو عندج شبل صغيروني شو بتسمينه ؟؟؟؟
تنهدت ناعمة بحالمية لتقول: حاااا...
انتفضت ما ان هتفت حصة ومعها مهرة وميرة بميوعة ساخرة: حاااااااااااااارب
ناعمة: هههههههههههههههههههههههههههههههههههه مسخفكن يا ربي ..
الشوط الرابع كان بيت آمنة ومهرة
آمنة: مهرة يا مهرة امممممممم ...... ابااااااج
مهرة بتحفز: هييييه !!!
آمنة: امممممم هههههههههههههههههههه اباج تسيرين عند امج وتقوليلها امايه اشتريلي بكيني ابا اتسبح ف بحر جي بي آر ويا ربيعاتي
اتسعت عينا مهرة بهلع: جدام كل الحريييييم !!!!
آمنة: هيه ههههههههههههههههههههههههههههه
مهرة بذات هلعها: لو الموووووووت
آمنة: هههههههههههههههههههه عيل خسرانه
مهرة بفم مزموم: لا مابااااااا
اردفت بقهر لـ شما: يا ام بطي شبلاها بنت أخوج وخالتها عليناااا !!!!
قضبيهن لا نتوهق بسبتهن ونندبغ من ورا هاللعبة
شما ههههههههههههههههههه امون تبين ام نهيان تجتل البنية الله يهداج !!
آمنة بتذمر: بس لازم يكون التحدي على مستوى ثقيييييل
مهرة: ثقيل ما اختلفنا بس ما يتسبب بموووتنا الله يصلحج
آمنة: زين زين بغيره ...... اممممممممم
سيري عند نهيان أخوج ضربيه على علباه وتعالي
وقبل أن تعترض مهرة اردفت بحزم:
ما بغير الطلب سوري
مهرة: هئ هئ لازم اتشهد روحي
استدارت نحو روضة وهي تهتف بتعجب مغتاظ:
اشوف الشيخة روضة ما علقت !!
غمغمت روضة بصوت غير مسموع اثر غضبها المستمر من نهيان الذي لم يحاول حتى الآن مراضاتها:
عضي ايده بعد ما عندي مانع
مهرة: شو قلتي ؟؟
روضة ببسمة باردة: ماشي .... سيري سوي اللي قالولج عنه ... اللعب لعب وها تحدي
الشوط الخامس كان بين ميرة ومهرة .............. والتي عادت راكضة هاربة من غضب نهيان الذي ما ان تلقى ضربتها وعلم بأمر التحدي حتى اقسم الا تنتهي الرحلة الا وهي معلقة على احدى شجر الغاف .....
مهرة بنظرة ذات معنى:
عنود قالت سيف أخوج راقد في حجرة اليهال ..... سيري عنده جبي عليه ماي وتعالي
شهقت ميرة بجزع لتقول: لا لا قويه هااااي مهاااااري
سيف أبويه ما عنده تفاهم بيعطيني سطار يطيح كل ضريساتي ..... مابااااا
مهرة بعناد: مااااشي ..... خلج قد التحدي يا بنت عبدالله
ميرة بتذمر: العنود شوفيهااا
العنود: هههههههههههههههههههه التحدي تحدي
شما بصدمة ضاحكة: وابوي عليها ما تخاف على ريلها هاي ....
العنود: لا وانتي الصادقه ...خايفه على ميروه منه هههههههههههههههههههههههههه
ميرة: امرنا لله ....
وقفت وذهبت باتجاه كوخ الأطفال ..... وهو الكوخ الأقرب لـ الاكواخ المخصصة للنسوة ......
فتحت باب الكوخ ودخلت ........ ولمحت ثلاث غرف صغيرة قرب بعض
الا انها توجهت مباشرة للغرفة اليمنى لأنها الوحيدة المفتوحة ... والتي تفوح منها هواء المكيف البارد بشكل قوي ومرعش للأوصال .......
رفعت ثوبها العربي وربطته على خاصرتها ليظل ساقاها مستورتان بالسروال الأبيض القطني الطويل ...... تقنية دفاعية لتطير هاربة من امام سيف بلا معوقات ما ان تسكب الماء على رأسه ......
رغم انه سيكون آخر هروب لها بساقيها بعد ان تُقتل على يد شقيقها
فليكتب الله لها الشهادة اذن
همست بصوت خافت مرتعب: اشهد ان لا اله الا الله ... وان محمد رسول الله
وسكبت الماء بقوة على رأسه ............ لتستدير برعب مجنون على شهقة النائم الفزع
: شو هاااااااااااا !!!!!!!!
التفتت بعنف نحوه لتصيح بذهول مرتبك: حـ ......... حمممممد !!!!
انتفض واقفاً من السرير وهو يمسح عن شعره ووجهه الماء بوجه منتفخ وعينان حمراوتان ناعستان من النوم العميق
كان ببساطة ............. غاضباً بشكل جنوني ولم يستوعب الى الآن ان التي امامه هي ميرة !
نزع يده عن وجهه ليلكم وجه الذي باعتقاده يمرح ويفعل به المقالب على حساب راحته ونومه لينفجع بها
همس بغلظة وصوت مبحوح من اثر النوم: انتي !!!!
من فرط حرجها ..... وربكتها .... وتخبطها ....... اشرت للنافذة وهي تقول بتعلثم مرتعب: ما ما كنت ادري ..... مـ مهرة .... مهرة قالت ان اللي راقد سييييف .... و ووووالله مااااااا .......
غضب ................ غضب مرير اشتعل به ............. ولم يأبى لما تقولها مصدقاً احساسه الوحيد الذي يقول انها لم تأتي الى هنا الا لإذلاله والسخرية منه كما اعتاد منها طيلة الأسابيع الفائتة ... لكنه اكتفى بحق .......
هدرت بعيناه الحمراوتان المرعبتان وهو يقترب منها بشكل خطير: فوق الذل ... والاهانات ... ياية تجبين عليه ماي !! تبين تمرضيني !! تبين تجتليني !! يعني خلاص ميره ودرتي العقل مرة وحده !!
: و .... والله العظيم اني تحريتك سيييف ..... هاي لعبة ومهروه تحدتني فيهااااا ... والله العظيم ما كنت اعر........
سحبها من ذراعها وهو يرص على اسنانه بقوة:
ماصدددددقج
قالت بنبرة لاذعة: ومن متى أصلا انت تصدق شي أقوله !!
تراجع وهو يرص على شفتاه حتى شحبتا واصبحنا بيضاء اللون
بعد حبسه لأنفاسه صوانٍ طويلة .... زفرها بحدة ...... وقال بخشونة .... وحدة وهو يستدير ليعود للفراش مرة أخرى: اظهري وصكي الباب وراج
نجح "من غير تعمد منه" .......... بإيقاظ تنينة الغضب الصغيرة فيها
رفعت حاجباً لتقول بعدها بسخرية: وان ما ظهرت وصكيت الباب .... شو بتسوي ..... بتضربني بالعقال مرة ثانية !!!!
نزع عنه الغطاء وهو يصرخ بصوت نفضها وجعلها تتراجع للوراء جزعاً: قلتلج اظهررررررررري .... ما فيج عقل انتتتتتي !!!!!!!
لم تتوقعه غاضباً لهذه الدرجة ..... بل لم تظن انه سيتجرأ ويصرخ عليها بعد كل ما فعله بها
مرارة من نوع غريب اخذت تمر بشيطنة شامتة على كل جنبات جسدها وجلدها ............ وذكرى لياليها المرعبة معه عادت لسطح ذاكرتها .........
ارتعش فكها وهي تهتف بكره علقمي: كان فيك عقل وانت تتهمني بشرفي !!
ضربت دماغها بأصابعها وهي تضيف بشراسة: كان فيك عقل وانت تضربني وتكسر الدنيا على راسي !!!!
صرخت مكملة نفث حممها المجنونة: كان فيك عقققققل وانت ادوووس بكرامتيه القاااااااااااع !!!!!
كانت تصرخ بهستيرية ............. لا تعرف لم انفجرت رغم انها وعدت نفسها الا تكون سوى سلطانة البرود والقسوة واللامبالاة امامه
الا تكون سوى البيدق الهادئ المستفز المهاجم بصمت ......... لا البيدق الغاضب المنفجر المهاجم بجنون !!!
قام من سريره وهو يهدر بحسرة ... بغضب من ذاته ومنها ........ بجرح ماكن في روحه: يعلني نفددددددددت قبل لا افكر اسويهااااااا .... يعلني نفدددددددددت
ظهرت الكلمات من فاهه بحرقة .... بصدق آلمها ولم تعرف السبب !!!!
اشاحت بوجهها عنه بعنف وصدرها يعلو ويهبط من الانفعال .......
وهو بالمثل ............ حرارة جسدها فاحت منه وتطايرت حتى كادت تلسعها بالفعل
تنهد بما يجيش في جوفه ......... ليهمس بإرهاق وهو يقترب منها: ميره
ارتجفت وهي تبتعد عنه: لا تقرّب
: انا ............. انا آسف ...........
عندما لمح شحوب وجهها واصفراره المثير للقلق اردف متسائلاً بخوف: ميرة شبلاج !!
ردت بعنف: ما بلايه شي ...
: انتي .... تتراقلين ......... بكبرج تتراقلين .......
لا ارادياً من حواسها/اعصابها ........... اندفعت اتجاهه بشكل جنوني واخذت تضرب صدره بحقد عارم: اكررررررررهك ... اكررررررررهك يا عديم الضمييييييييير
هدر بانفعال وهو يحاول السيطرة على هيجانها الصادم: مييييييرة
دفعته من صدره بوحشية لتصيح بعينان حادتان دامعتان:
اكرررره كل ششششششي فيييييييييييييييك
: مـ .......... ميرررره
جرّها بقوة نحوه ............. واخذها بين احظانه رغماً عنها
كانت ما قال تماماً .... ترتعش ...... عيناها متسعتان على نحو هستيري مرعب .............. وانفها يتوسع ويضيق جرّاء أنفاسها المتلاحقة المجنونة .....
ما تزال تدفعه بكلتا يداها ........... وهو يرغمها على السكون بين احظانه اكثر فـ اكثر ........
حتى استكانت ............ لكن جسدها/مشاعرها لم يستكينا ابداً
اغمض عيناه وهو يتنعم بشم عبق شعرها وملمس طراوة جسدها المحظور عليه: بسوي اللي تبينه .......... أي شي تبينه ........
قالت بجمود ووجهها بالكامل لاصقاً بصدره الحار: تباني اسامحك !!!
: قبل كنت أقول اني ما استاهل غفرانج ..... بس الحينه اباه .... مب عشاني عشانج ..... لان الغفران بيصفي قلبج وبيريحه ....... لانه بيحررج من القهر والنار والويع ......
قالت ساخرة بمرارة: واثق اني بتحرر من السجن اللي حطيتني فيه ....
قال وهو يبلع ريقه بصعوبة: ما في شي مستحيل ميرة ....
رصت على اسنانها وهي تقول: ليش كلامك يوّري زود الغيظ فيه ويخليني اقطع بضروووووسي !!!!!
امسك وجهها بقوة حانية ........ متأملاً تفاصيلها الفاتنة بوله ............ حتى ابتسم ببطئ مثير .........
عبست وهي تسأله بحدة محاولةً ابعاد وجهها عن يداه الدافئتان: ليش تبتسم ... قلت شي يضحك لا سمح الله !!
هز حمد رأسه بلا ليقول بذات ابتسامته الغريبة: لا .......... بس اكتشفت شي ...
سألته بتوجس وهي تنظر لكل شيء عداه: شو هو !!!!
قرّب وجهه منها اكثر ........ وقال بنظرة تلمع بالافتتان الخالص: يوم تحرجين ..... عينج اليسار تتسكر اول عقب اليمين
كتمت شهقتها وهي تتراجع بحرج ..... وغيظ .......
كشرت انفها لتقول بغل: ماخذ راحتك الحبيب وتتمقل
قال حمد بخفوت وعيناه على شفتيها: حرمتيه واتمقل فيها على راحتيه .....
هدرت بقهر شديد رغم انها تعلم سخافة ما تقوله: هب حرمتك ... انت طلقتني
ابتسم هذه المرة بثقة وهو يقول: ورديتج
ضربت رجلها الأرض هادرة بشراسة: لا تقوووولها ...... انتتتتت ..... انتتتتتتت
خرج صوت غليظ من حنجرته دليل فقده التام على مشاعره ورغبته المجنونة في اشباع شوقه/توقه إليها ......... ثم غمغم من بين اسنانه بعنفوان رجولي بحت: يا ربيييييييييييه
وبلمح البصر ..... كانت يداه تتراقص ثمالةً على كل شبر من جسدها ........... وفمه يجتاحها بجنون ............ بجوى .............. بعطش جوف جرّده قحط الحب من الحياة .............
ملمس شفتيها وجع خالص .............. كالجهنمية ........... اجل
كـ زهر الجهنمية .............. مجنونة ......... عنفوانية ....... زاهية ......... بريقها عنيف ....... وهيمنتها على الأرض الجدباء اعنف !
: شفا
عقدت حاجباها بخدر ..... بسكر ....... بضياع حائر
: انتي .................. شفا ....
صدرها ينتفض ..... اهدابها تهتز ........... وقلبها .................. آه من قلبها
ما باله هكذا يخفق كالمجنون !!!
وما بال نظرتها غدت ضبابية مظلمة مشوشة بهذه الطريقة المخيفة !!!
بيدان مرتعشتان حد النخاع ........... دفعته بعيداً عن مرمى وجهها المحتقن المثخن بقبلاته الساخنة العنيفة .......... وفعلت ما استطاعت فقط فعله ..............
الالتفات ........... والهرب !!!!!
لكنه قبض يدها بقوة وهو يهمس بتوسل عاشق: لا تروحين .......... دخيلج
: هـ ......... هدددني
سحبها إليه وهو يأن بجوع جنوني: لا ميرة .... مب هالمره بعد ...... دخيلج خلج يمبي ولا تروحين
هزت رأسها بعنف ..... بهستيرية ........ لتصرخ به: لااااااااااااا .......
ضربت يده وهي تكمل بهيجان .......... هيجان لا تعرف أهو بسبب احقادها ............ ام مشاعرها الغريبة التي احستها مع قبلته العنيفة: ماباااااااك مابااااااااااااك .... انت ما تفهممممممم
سحبت ذراعها بقوة ........... واستدارت خارجة من المكان .............. هلعةً من طيوف الوجع والربكة والضياع التي تتخبط فوق رأسها تخبط لا قبل له ولا بعد ............
.
.
.
.
.
.
.
بعد سهرة حافلة عند الرجال والنساء ايضاً ..... نام الجميع مستسلمين بعد يوم متعب ومليء بالمرح ....... رغم ان البعض عاش المرح والحزن على حد سواء .......
وعند أذان الفجر ..... نهض أبا سعيد ليوقظ جميع الرجال ويأم عليهم في الصلاة ..
أبا سعيد لـ حفيده سيف: ماشوف حارب ونهيان ... وينهم ؟؟
مسح سيف باقي ماء الوضوء من على وجهه ليقول: مادريبهم والله ... تخبر عميه احمد هو المفروض بايت وياهم
استدار أبا سعيد لابنه الذي للتو استيقظ واخذ يسير نحو الحمام كي يغتسل ويتوضئ: احمد حارب ونهيان وينهم ... حدرت بيتكم ما لقيتهم ...
هز احمد كتفاه بحاجبان معقودان وقال بصوت اخشوشن من اثر النوم: ماعرف .. يمكن بعدهم في الخيمة يالسين
امر ابنه بصرامة: سر سر ابويه وعهم جانهم رقود هناك .. الصلاة ما بتترياهم ....
احمد: ان شاء الله
ثم اتجه نحو الخيمة ليراهم بالفعل نائمان هناك ..... حارب على ظهره ممدداً على وسادة ثقيلة قدمه التي ما زالت ملفوفة
ونهيان على بطنه بشكل كاد يثير ضحك احمد بحق ...... وكأن الأخير كان يتصارع مع النوم ذاته ........
ناداهم بصوت قوي رنان: حارب .. نهياااان .... يلا نشوووا صلاااااااااة
بعد الصلاة
تثائب بصوت عالي ..... وعيناه تدمعان من النعاس ... ليقول بعدها لحارب بصوت خافت كي لا يسمعها احد: متى رقدت ؟؟
حارب وهو يحك عيناه من التعب: قبل ما يوعونا بنص ساعة بس
نظر نهيان للرجال ثم قال: قلت حق سلطان !!
حارب بحزم: لا وما بنقوله يلين ما نتأكد ... يمكن مجرد اوهام
نهيان بغيظ: بس انت تقول حسيت حد يحوم حول المزرعة البارحة .... وزيغتني ياخي خليتني الا يالس ومبلق عيني على المكان حولي .... حتى النمل والذبان ما اسلموا مني ..... آخرتها تقولي أوهام !!!
حارب: ما نبا نسوي شوشرة على الفاضي يا بوعبيد ... يمكن أكون غلطان ياخي ....
نهيان وهو يحك رأسه بنعاس بالغ: زين زين ... أصلا انا ماعرف شو يالس اخربط الرقاد ماكل راسي اكل .... يلا ساير ارقد في الحجرة
حارب: بوعبيد ما عليك امر دق على حرمتك قول حقها خل تخبر حرمتيه عسب ادق عليه ..... لا هي ولا موزة يردن عليه ...
: الظاهر خلص الشحن من تلفوناتهن وما لقن كهربا .... البارحة بوخويدم يقول احتمال الكهربا تتبند عقب نص الليل ... عاده مادري تبندت ولا لا رقدت خاري انا ...
حارب: هيه صدقك ..... امبلى تبندت ......... مريت المطبخ قبل الفير بساعتين وشفت الكهربا مبندة .... بس الحمدلله تبطلت الحينه ...
ثم اردف: عط حرمتك خبر لا تنسى ...
نهيان ......... والحديث عن زوجته قد اثار به شتى المشاعر: ان شاء الله
: يزاك الله خير
ذهب نهيان نحو الكوخ وهو يفكر بها ........... بغزاله الشارد .............. وبغرابة تعاملها معه منذ ذلك اليوم ............ يعترف انها بالغت بردة فعلها العنيفة ....... لكنه يعترف كذلك انه شعر بالنشوة وهو يرى وجه جديد لها
لكنها غاضبة ........... وقبل كل شيء امرأة حامل ........... وهو صبور ........... صبور جداً وابداً وكلياً !
الصبر هي السمة الوحيدة التي انغرست به منذ ان دخل مجال عمله الخطر ....
صحيح انه ينسى الصبر عند العاطفة ... العاطفة المجنونة الذي يكنها لـ روضة ....... لكنه يستطيع التمسك به بقوة لو أراد الحفاظ عليها قريبةٍ منه ..
وهو يريدها قريبة منه دوماً وابداً ..... لهذا هو يصمت حتى تهدأ .... لهذا هو يتشبث بالحُلم ويصبر حتى تبرد نيران غضبها ........... ولهذا ايضاً هو لم يتفوه بكلمة حتى وهو يعلم انها ذهبت من غير علمه لميسون ولقنتها درساً قاسياً في الادب والأخلاق .........
الحرس الذي وضعهم ليحرسوا عائلته اخبروه بكل خطوة خطتها .......... مثلما اخبروه كذلك بكيفية معرفة ميسون بمكان عبيد ومحاولتها ابعاده عنه بصورة معتوهة لا تنم الا على تفكيرها المحدود الصغير .....
الخبيثة ......... استغلت رؤيتها صدفة سائق منزل زوجته وهو يوصل عبيد من الحضانة الى المنزل ....... فلحقته وعلمت اين يقطنون .......
لو انها تأخرت قليلاً بخطتها لما حصل ما حصل ..... فهو كان قد قرر مسبقاً انه سيعود وابنه ومعه زوجته الى دبي خاصةً وان والدها قد اصبح بخير وعافية الآن ولا يحتاج الا لمنزل خالٍ تماماً من ازعاج الأطفال .... وابنه بحق مزعج ويثير الصداع بشغبه ولعبه الصبياني .....
حسناً ...... ما ان تنتهي إجازة الأسبوع ... سيعود الى دبي مع عائلته الصغيرة ...... في منزل والده سيكون المكان لهما اشد امناً وسلامةً ........
نهــــاية القســــم الأول من الجــــزء الثــــامن والسبعــــــون
|