لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تفضل ان تكون الرواية القادمة كلها باللغة العربية الفصيحة ام كـ الحالية ؟
كلها باللغة العربية الفصيحة 7 6.93%
كـ الحالية 94 93.07%
المصوتون: 101. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-12-15, 08:38 PM   المشاركة رقم: 4221
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 
دعوه لزيارة موضوعي

شيخة اكيييييد
بعد الزواج



يسعد مساك يا عسل

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 14-12-15, 09:37 PM   المشاركة رقم: 4222
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2014
العضوية: 281642
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: شعله ضياء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 55

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شعله ضياء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

شيخه وناصر

 
 

 

عرض البوم صور شعله ضياء   رد مع اقتباس
قديم 14-12-15, 10:19 PM   المشاركة رقم: 4223
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 
دعوه لزيارة موضوعي

توقعي الثاني ..
ادري غريب شوي لكن
حارب و موزة

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
قديم 15-12-15, 10:58 AM   المشاركة رقم: 4224
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 
دعوه لزيارة موضوعي

التوقعات
شيخه و ناصر
موزه و ذياب
حارب و موزة


و عندي توقع جديد ..
سيف و حصه

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
قديم 15-12-15, 01:34 PM   المشاركة رقم: 4225
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي الجزء السادس والسبعون

 








(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)




.
.





الجــــزء الســــادس والسبعــــون



،



إذَا جاءَني مِنْهَا الكِتَابُ بِعَيْنِهِ


خلوت ببيتي حيث كنت من الأرض


فَأبْكِي لِنَفْسِي رَحْمَة ً مِنْ جَفَائِهَا


ويبكي من الهجران بعضي على بعضي


وإني لأهواها مسيئاً ومحسناً


وأقْضِي على نَفْسِي لها بِالَّذِي تَقْضِي


فحتى متى روح الرضا لا ينالني


وحتى متى أيام سخطك لا تمضي




لـ قيس بن الملوّح




،




المنزل اصبح فارغاً تماماً .... ولم يبقَ سواهما .... بعد ان أمر الجميع ان يخرجوا منه .... عداه وابا مرشد


قال بنظرةٍ غدت معتمة اشد من ذي قبل: ما عرفتني ...؟!


ببرود شديد ............. ببرود غريب اثار استغرابه في الوقت الذي يجب عليه ان يتخذ هو وضعية البرود !


اقر أبا مرشد ببساطة شديدة: حارب


رغم ازدياد توجس حارب الا انه حافظ على جمود تقاطيع وجهه السمراء الشبيهة بـ والده تماماً ........... واخذ بخفة ينزع الشمع المتقن الصنع عن ندبته ووجنتاه وجسر انفه .............. وقال: هيه نعم ....... حارب .......


سأل مردفاً ما ان لمح بريق المعرفة بعينا الأخير: متى عرفت اني حارب ..؟!


ابتسم أبا مرشد بثلجية ليقول: مب من بعيد ... شكيت فيك من هاك اليوم اللي معاون غلام خان شافك وتخبرنا عنك .... عقبها ما عطيت للسالفة أهمية ........ بس يوم شفتك في العرس ولاحظت شقد الشبه بينك وبين لاكي .... شكي زاد ..... وقلت خل انبش منيه ولا مناك هب خسران شي ...... واكتشفت عقب ما طرشت ناس يسألون ورا عايلة جانجوس ان لاكي اساساً ميت من فترة .........


ضيّق حارب نظرته بصورة مبهمة وهو يقول: وشحقه ما قلت لـ ديرفس ..؟!


: واطوّف عليه شوفة مسرحية هزلية تصير جدامي ..... ههههههههههههههه لا طبعاً


اشعل سيجارته ...... قبل ان يأخذ نفساً قوياً منها ويخرجها من فمه ............... ويقول بينما هو يدور حول حارب بشكل مستفز:
وانت تسعى لـ شي يا ولد محمد .... خل غيرك يمشي جدامك ..... عسب ان طاح تتفادى انت طيحتك ......


ميّل حارب رأسه ليقول ببسمة لم تتجاوز حدود عيناه: يعني طول هالوقت كنت متخذ ديرفس الشخص اللي يمشي جدامك واللي على أساسه بتروم تتفادى طيحاتك ....


: امممممم تقدر تقول جيه ......... ديرفس غبي ............ وادريبه مظروب في مخه ويتعاطى ادوية نفسية ........... قلت شحقه ما استغله ....... نفيد ونستفيد ....... افيده بكوني احسسه انه كبير وشخص ما يفشل ابد .......... واستفيد كوني ازيد من فلوسي وسيطرتي وعلاقاتي ومعارفي حول العالم ....


قست نظرة حارب بأن قال بعدها: بس انتهى كل ها ... وطحت بين ايدنا


: انت تتحرا اني ياي وانا جاهل بالمداهمة اللي بتستوي ...؟!


عقد حارب حاجباه ببرود ولم يظهر ابداً صدمته مما يسمعه


أبا مرشد بشيطنة ساخرة: مسكين يا حارب .. مسكين .... ثرك لين الحينه ما تعرف بو مرشد ....


حارب: ليش ييت يوم انك تعرف ان نحن بنزخك !!!


: خل اصحح معلوماتك ... بومرشد ما يزخونه


اشر الى احدى النوافذ المطلة على الخارج وهو يردف: ييت عسب ما اشكك ديرفس فيّه ..... صحيح كنت اعرف بالمداهمة .... بس احتمال عدم حدوثها وارد ....


ابتسم بقسوة ليضيف اكثر: تصرفات سلطان وخططه محد يقدر التنبأ لها ...
ما بغيت اجازف عقب كل التعب والجهد اللي عانيته ....
ما بغيت اجازف بالفلوس او بالأسلحة ........ ديرفس صح مينون بس تصدر منه أفعال ما تتوقعها ...... تباه يكوّش على البيزات كلها وانا اطلع من كل شي ايد ورا وايد جدام ..!!! .. كان لازم اتأكد بنفسي ان الفلوس اللي بتتحول من جماعة غلام خان لين حساب ديرفس بيرجع اكثر من الربع لحسابي .....
طبعاً اكثر من الربع ليش ظنك !!!
ببساطة لان لبّس البارحة فليمون والمصري قضية إرهابية ما بيظهرون منها ابد ... مؤبد يعني ...... عقب ما عرف انهم كانوا يلعبون عليه ورا ظهره ويسوون صفقات بعيد عن عينه ..... فـ نصيب الاثنين توزّع علينا نحن الثلاثة ... انا وآندي وهو ....
عقب ها تباني اخلي كل شي وابتعد !!!
لا حبيبي ....... دخول الحمام مش زي خروقو ...


وضع حارب يداه داخل جيوبه ليقول: بس المداهمة حصلت ....... وزخيناك





لم يكد ينتهي من جملته .... حتى احس ببرودة معدن على عنقه .................... فوهة سلاح !




حرك أبا مرشد عيناه بنزق ليقول: ما كان له داعي كل هالتأخير عتيبي ..


قال ساخراً وهو ينفض عن كتفه العارية الاتربة ووساخة المنزل العالقة به: عيبتني سالفتك وياني فضول اعرفها كلها قبل لا ادخل رسمياً للمسرحية .... بعدين شو هالمكان الخايس الضيّج !!! ..... بغيت اختنق وانا ادش البيت من السطح .....


حارب بحاجب مرفوع ومن غير ان يلتفت: عتيبي ..؟!


اتسعت ابتسامة عتيبي على نحو اخرق ليقول: شحالك حارب ..؟!


حرّك حارب رأسه لينظر للشاب الذي يقاربه بالسن بطرف عيناه ......... ويقول بعدها بنظرة صقيعية: انت عتيبي ..؟!


: لا ابوه ههههههههههههههههههههههههههههه


أبا مرشد بحدة: عتيبي لا تستخف دم .... ظهرني من هنيه بسرعة ....


قال عتيبي لـ حارب بنظرة تزيّفت بالاسف والخيبة: آسف حارب ..... عطاني فلوس ما حلمت ابها في يوم .... ما قدرت اردهن


أبا مرشد بانفعال: عتيبي يلااااا ... مابا حد من قوم سلطان يشوفك .... عقبها تصرف مع ها ... اجتله وادفنه في الصحرا .....


حرّك عيناه بضجر حقيقي وقال: متى عتيبي بيفتك من الروتين اليومي .......... زين زين يلا جدامي ...... حارب حبيبي كيب سايلنت ماباك تموت الحينه


كان يجب على حارب "بديهياً" ..... ان يطيع ما يقوله عتيبي ..... هو لا يعرفه ويجهل ما يتقنه ..... لذا كان من الأولى اولاً ان لا يتصرف بحماقة ويتسرع كي لا يعود الامر عكسياً عليه .........


ما ان اصبح الثلاثة امام سلطان ورجاله .......... حتى انتفض الجميع بصدمة وهلع ..............


كيف دخل هذا الرجل المنزل من غير علمهم !!!!!!



تقدّم سلطان صائحاً بذهول متوتر: حاااااااارب


حارب بهدوء تام: ما عليك سلطان ........... ما عليك ........... انا اروم اتصرف ...........


صاح خلفان قرب سلطان بقسوة .... ووجود شقيقه هنا وفي هذا الوقت قد جلب له "الهلع الخالص" ......... فـ عتيبي لن ينام الليلة من غير قتيل .......... هذه سنته في الحياة: عتيبي خله



حرّك عتيبي رأسه يميناً ويساراً هاتفاً ببلاهة متعمدة: منو يناديني ......... ما اشوفه .............


صرخ خلفان بغضب مجنون: غافااااااااان


صرخ حارب فجأة صرخةً شقت قلوب كل من يكن له المحبة والمودة ................ ما ان اطلق عتيبي رصاصةً على رجله اليمنى

تحولت تقاطيع وجه عتيبي ............ من البلاهة والسخرية ............ الى شيء لا يمت للإنسانية بصلة ..........وقال بصوت كـ فحيح الثعبان ..... خافت .... مرعب .... مثير للقشعريرة: اسمي عتيبي ................... عتيبي يا خلفان


رفع خلفان يداه بتوتر شديد هاتفاً بسرعة: عتيبي ........ عتيبي لا تتخبل زود .......... انت شو مصلحتك أصلا مع بومرشد ........... خبرني .........


ببساطة شديدة رد وهو ينظر لـ حارب الذي يعض شفته السفلية بوجع شديد وعيناه غدتا كـ الياقوت الأحمر اثر غضبه الناري المحتبس: فلوس


صرخ خلفان بانفعال حاد مستنكر: تبا فلووووس ..!!! فلوووووووس !!!
فلوس وابوك عوض بن خلفاااااااااان ....... بكامل عقلك انننننننننت !!!!!!


قال رافعاً حاجباً ببرود بالغ: ابويه سلمان ......


غمغم خلفان بخفوت وملامحه غدت محتقنة من الانفعال والقهر والغضب: خبل ..... خبل ......... سلطان شو السوات الحينه ......!!!


إبراهيم: ربيعنا وراه بالسنايبر ماله .......... نعطيه الإشارة


خلفان: لاااااا


سلطان بحزم شديد: لا إبراهيم اصبر


تنحنح بخشونة ليقول منادياً بصرامة: عتيبي ......



اخذ يدير وجهه ببلاهته المستفزة .......... قبل ان يقول: ماشوف اللي اطوالهم تتعدى المستوى الطبيعي


كرر سلطان بصبر شديد ..... صبر لأجل حارب .... وخلفان: عتيبي ....


تجاهله عتيبي وهو يقول لـ أبا مرشد بصوت جامد حاد: بومرشد .... جدامي


إبراهيم: اعطيه الإشارة ولا لا سيدي !!!


خلفان برجاء: اصبروا اصبروا


إبراهيم بقهر: ما ينفع الصبر الحينه خلفاااان


عتيبي: أي حركة منيه او مناك بفجّر راسه



فجأة من غير ان يستوعب احد .. حتى هو ......... هبط خلفه طيف .... سرعان ما اطاحه بضربه من كوعه على عنقه حتى ارداه ارضاً


: بتفجر راس منو يا حبيبي .... راس ولد عمتيه ...؟!


حارب بنظرة ممتنة: نهيان


زفر سلطان الراحة ليقول: ييت في وقتك


نهيان بحاجبان معقودان وهو يسند ابن عمته ويساعد على الوقوف: ما كنت بظهر لانك امرتني بهالشي بس ما رمت ايود عمري


اومئ سلطان رأسه بتفهم وهو الذي حقاً قد امر مسبقاً نهيان ان يختفي ما ان ينقذ حارب من ايدي رجال ديرفس بعد ان اكتشفوا امره ............ اختفاء نهيان كان يجب ان يحصل كي لا يكشف امره احد .....!!!!


همهم أبا مرشد بوجهٍ شاحب ... ومخطوف اللون من الصدمة العاتية: آ ............ آندي !!!!!


على كلمة أبا مرشد ......... كان خلفان يهرع اتجاه أخيه ليطمئن عليه


تجاهل نهيان وجه أبا مرشد المصدوم كلياً وهو يقول لـ خلفان مطمئناً إياه ببرود شديد: لا تخاف عليه قطو بسبعة أرواح .... خمس دقايق وينش ....


لم تمر حتى ثلاث ثوانٍ على كلامه الا وعتيبي يدفع بقسوة خلفان بعيداً عنه ويقول ببسمة قاسية: وايد خمس دقايق


ابتسم نهيان بسخرية .............. وحدّق بالشخص الذي كان نسخة مصغرة عن "عوض بن خلفان" .... مدربه ... ليس بالوجه بالمعنى الدقيق .... او بالعينان ..... او بالانف .... او بالشفاه ...... او حتى بشكل الفك ............. لا ........... بل بالابتسامة

تلك الابتسامة التي ما ان تراها حتى تشعر ان الدنيا كلها قد اظلمت امامك من الربكة والاضطراب !





وسط انشغال الجميع ببعضهم البعض ..... استغل أبا مرشد الوضع المرتبك .........


استدار وفعل اول امر خطر بباله ناسياً "من فرط توتره وهلعه" ان هناك سيارة تنتظره في قرية صغيرة بجوار القرية التي يقع فيها المنزل ...



هرع نهيان اتجاهه بسرعة .... وكان سيلتقطه بسرعة ومن غير جهد لولا ان دفعه حارب "بساقه المصابة" وزمجر بوحشية: خلووووه حقي ........ حقي اناااا هااااااا





اكمل أبا مرشد ركضه وهو يتجه نحو منحدر جبل صخري صخم مستغلاً ضعف ساق حارب ... لكن الاجرام الناضح من عينا الأخير يزيد من توتره مع ازدياد قربه منه ............ حتى تمكن من امساكه قرب حافة صخرة حادة .........


ضرب أبا مرشد ساقه المصابة كي يبتعد عنه .............. الا ان حارب كتم بقوة صراخه المتوجع بأن اخنق انفاس الأخير بساعده المحاطة بعنقه بعنف


هتف ابامرشد بانفعال وهو بالكاد يستطيع التكلم: لا تتحرا عمرك بتقدر ادخلني السجن ...... ان دخلتها يومين وبظهر ...... انا بومرشد ..... ومعارفي اكثر عن عدد شعر رااااااسك ...... حتى لو القضية فيها أسلحة ....... بظهر منها مثل الشعرة من العيين


غمغم بصوت اجرامي قرب اذنه: شرات ما قدرت اظهر ولد عمك الوزير من قضيته هاييج !!!


صرخ أبا مرشد بحدة شاعراً ان الحيل قد بدأت تنفذ من يده: ما عندك ولا دليل ضدي .......... انا اعرف زين خطوتي قبل لا اخطيهاااااااا .........


برقت عينا حارب الحمراوتان بشراسة ليقول: ومذكرات سعيد بن خويدم !!!!


اتسعت عيناه صدمةً من معرفة حارب بأمر المذكرات: مذكرات !!!!!


: هيه .........


بتلعثم ... وتوتر ... وارتباك .... قال: ا ا المذكرات هب موجودة ... مختفية .... لا انت ولا انا بنحصلهم .......... ولو حصلتهم ما بتلاقي الا كلام واحد ضعيف يائس ما لقى الا الكتابة عسب يطلع خيبته وفشله واحباطه فيها .......... واقدر اطعن بهالدليل بسهووووولة


دفعه حارب بقوة الى الامام ... ليمسك ملابسه من الخلف ويضرب ركبته بساقه السليمة كي ينحني ويجلس تحت رجلاه


قبل ان يقول بسخرية غاضبة: ها لو كان الدليل بس مجرد كلام واحد ضعيف يائس محبط على قولتك


ابتلع أبا مرشد ريقه ................ وقال بشحوب واضح: شو تقصد !!!


: ما خبروك اننا حصلنا مذكرات عميه سعيد !!!


صاح أبا مرشد بهلع: جذاااااب


حارب بابتسامة قاسية متشفية: ليش خايف !!


أبا مرشد بصوت مختنق مرتعب: انا ......... انا مب خاااااااايف


: لا خايف ........... لان السجن عندك اهون من انك اتم عايش والمستندات والاوراق هاييج توصل للناس المذكورين في الأوراق الموجودة في مذكرات عميه سعيد .......



: مب خااااااااايف ..... بومرشد ما يخااااااااف .... لا انت ولا غيرك بيروم يذلني ويخوفني تسسسسسمع ..... وشرات ما طاح ابوك وسعيد شرات الجلاب المذبوحة تحت ريلي بطيحك انت واللي معااااااااك ........




صياحه المرتعب ... المرتجف .... اشعراه بالجنون .......... بالتشفي الآتي على نحو مجنون مخيف ........... وكأن حياته الآن تقف على هذا المنظر ..... وهذا الموقف ..... وهذه الصورة:
تضمن تعيش يلين ما تشوفني طايح عند ريلك يا عبدالوهاب !!!!!


رآى الفزع الخالص بعينا أبا مرشد ............ الذي كان منذ لحظات يتشدق ويصيح تكبراً وتعالياً عليه ..........


في ثانية واحدة ........ كان يرفعه من الأرض ............ ويجره كما تُجر الخرفان ........... نحو مرتفع الجبل


ينسى الكثير حقيقة الأشخاص الذي يواجهونهم .... وحقيقة ما يبطنون ويعلمون ويتقنون ............. حارب ابن جبل !!
ابن منطقة اغلب ناسها بين الجبال والبحار ..... بين الصخور والوديان ......... تسلق جبل صخري وعر كهذا يعتبر لا شيء بالنسبة لهم !!!!!


رغم الدماء التي تنصب من ساقه ............ الا ان غضبه .......... ومرارة السنين التي عاشها ...... قد فجرا قوةً غريبة فيه ......... قوة انسته انه مصاب حتى !!


ما ان اصبح واقفاً في مرتفع لا بأس به يخوله لفعل الآتي ......... امسك بتلابيب أبا مرشد "اللاهث من الجهد والتعب والهلع"......


أصبحت ساقه على اطراف الصخر أي ان أية حركة بلهاء منه ستسقطه ويموت بعدها شر ميتة !



قال حارب بصوت خافت غليظ ..... بنظرة مجرم لا يعرف الرحمة .... مجرم كان في يوم من الأيام شاب صغير يضحك سعادةً بين امه وابيه .... وفي لمح البصر سُلبت منه السعادة .... والضحكات:
جاتل امي ...... جاتل عمي سعيد ..... جاتل ابوي ............... جاتل اخوي .............. تسببت في معاناة اختي ............ خطفت حرمتي .......... خططت وساعدت في تخريب بلادي ومساس بأمنها وامانها .........
هل تتوقع اني بخليك حي عقب كل اللي سويته !!!


هدر مرتعباً وعيناه بين حارب والارض "البعيدة عنه بمسافة ستسبب له على الأقل بالشلل الكامل ان سقط منها": حـ حارب .... انا ....

اكمل بتلعثم والحروف بالكاد تظهر منه بترتيب: ما .... ما جتلت امك ..... ابوك اللي جتلهااااااااا


زمجر حارب وسكاكين الحقد والكراهية تنهش عظامه: لانك خليت ابويه يتعاطى .......... يتعاطى يا عبدالوهاب .......... ابويه انا اللي ما عمره ودّر فرض ولا سنة .......... خليته يتعاطى سمومك ..........


التمعت عينا أبا مرشد بدموع الخوف الخالص وهو يصيح: انا ماااالي خص .. مااااالي خص .... ما قلتله يجتلهاااا .....



اتسعت عينا حارب على نحو هستيري وهو يكمل تعداد ضحايا الذي يتلوى هلعاً بين يداه: وعمي سعيد ...... واخويه .......


: عمك سعيد ما جتلته ........ ولا اخوووووك ........... ولاااااااا ..............


شد من قبضته على عنقه هادراً بصوت بحّ وتقطع من المشاعر المتهيجة بداخله: جتلتهممممم ........ كلهمممم جتلتهمممم يالووووصخ
انت وجلاااااااابك .........


: حـ حااااا....................


صرخ حارب عليه بوحشية: طاااااالعني .....


: حـ حااااااارب ...


صرخ اشد من ذي قبل: اقولك طااااااااااااااالعني ....


نظر نحوه أبا مرشد وصدره يعلو ويهبط بعنف .......


خرج زئير غليظ من حنجرته قبل ان يقول بنبرة شيطانية: طالعني زين يا عبدالوهاب ........ طالعني زييييييين


اتسعت عينا الأخير بشكل كبير وقبضة حارب على عنقه تمنع عنه استنشاق الهواء ................... وظنّها النهاية !!!!

لكنه اخطأ ...............



صرخ .... حتى صدح صدى صراخه بين جنبات الجبال ...............



فقء عينه اليمنى !!!!!



اخذ يلوي ساقاه يميناً ويساراً وكأنه قط يشارف على الموت


رماه حارب ارضاً بعنف ................ وقال بذات نبرته الشيطانية وكأنه لم يفعل شيء: تتحرا عمرك بتفلت بسواياك ....!!! .... تتحرا عمرك بتقدر تعيش للابد براحة وانت شال على ظهرك ذنب ناس ابريا ........ لا والله ما بتقدر ............


جر أبا مرشد الذي يبكي ألماً وهلعاً من عينه المفقوءة .................. مردفاً بصراخ متحشرج ملؤه المرارة/القهر: عيشتني الضييييييم .......... عيشتني المووووووووووت .......... وتباني اخليك مرتاااااااااااااح ........ تباااااني اخليك تنفد بفعاااااااااااايلك !!!
لااااا والله .................. لااااااا والله


: حـ حاااااااارب ....... دخيييييييلك ........... اخخخخخخخخخخخخ


حارب بنظرة شبه هستيرية: في يوم عرسي ....... يوم ييتني وانت رافع خشمك عليه وتتفاخر انك خطفت حرمتيه ...... شو قلتلك .....!!


: حـ حاااار..........


حارب: شو قلتللللللللك !!!!!!


صرخ أبا مرشد ببكاء متوسل وعيناه اليمنى تنزف دماً بغزارة: لا لااااااااا دخيييييلـ............. لااااااااااااااااا




كسر يده بقبضةٍ جبارة منه حتى سمع طرقعة ذراعه كلها ........



ابتسم بوحشية: هاي لانك طعنت بلادي في الظهر ......





من فرط المه .... احس به حارب سيفقد وعيه ............. لكمه بقوة على وجهه وهو يصرخ: نششش .... نشششش لا تموووت الحينه قبل لا ينتهي حسااااااااابنا يالجججججججلب


انتفض أبا مرشد من لكمة حارب ..... ثم قال بإعياء شديد: حـ حااااااارب .........




صرخ بجنون ما ان لوى حارب يده المكسورة حتى خلع كتفه ................



حارب باصقاً كل غضبه في وجه أبا مرشد الذي يتلوى بين يداه بلا حول ولا قوة: وهاي لانك جتلت اعز ما املك بايدينك الوصخه





هنا ............... لم يتحمل أبا مرشد .............. وفقد وعيه كلياً ............. فقده بعد ان اخرج حارب كل المرارة في روحه عليه هو وحده .............. المتسبب الأول والأخير لما حصل لعائلته ...........!!!!



.
.
.
.
.
.
.



شهر كامل مر وهو في مزرعته بعد ان عاد إليها فاقداً كل الامل ان تعود حصة معه .......... يتذكر جيداً ذلك اليوم الذي واجه به سيف وطلب منه بصرامة الا يقف بينه وبين زوجته وان يكون "محضر خير" في علاقتهما الا ان الأخير ابى ان يفعل ما ترفضه اخته شخصياً ..........


أراد مجيئها معه لكنها رفضت ............. أراد بناء علاقة جديدة معها بعيداً عن بداية علاقتهما السيئة لكنها رفضت .......... حاول التحدث مع اباها وجدها الا ان سيف كان من اقنعهما انه من الأفضل ان يخرجا ايديهما من الموضوع وهو من سيتكفل به !!!


لم يحاول التحدث مع والده وجده فالاخيران كانا من الأساس غاضبان عليه وبالطبع لن يقبلا ان يقفا بصفه بدل صف حصة !!!


ان ارادت العودة لتلك المزرعة فسيكون برغبتها هي وحدها لا برغبته ......


أحقاً اخطأ عندما اعترف لها بحبه !!!


أكان اعترافه هو الوسيلة لجعلها تذله وتهينه اكثر من ذي قبل !!!


تنهد بعمق .......... قبل ان يلتفت ويعود ادراجه نحو صقره المريض والذي منذ أيام يشرف على العناية به .......


الأسابيع التي مرت كان يعيش بتوهان ..... بنهارٍ يمضيه في عمله في دبي ..... ثم عصرٍ طويل يمضيه في الطريق الى مزرعته البعيدة عن دبي مسافة لا تقل عن الـ 120 كيلو متر ......... ثم ليلٍ يمضيه يناجي طيفها الحلو على النفس ..... الحمدلله ان النوم لا يتركه يتعذب اكثر لوحده !


عاد الى عمله بعد اجازته الطويلة وكانت عودته لصالحه .... لصالح قلبه فقط !!!







خرج من شروده وهو ينظر لـ هاتفه ................ ومن غير إحساس منه ................ رفعه وارسل رسالة نصية لها ..


"شحالج ..؟!"


بعد دقيقة ........... اتاه ردها


" بخير دامني بعيدة عنك"


ابتسم بشحوب ليكتب: "جذابة"


حصة: "الجذب خليناه لاهل الجذب"


فلاح: "انتي دومج تجذبين عليه يا حصة"


حصة: "متى جذبت عليك ؟؟"


فلاح: "تقولين ماباك وانتي تبيني"


دقيقتان مرت ... ليأتيه بعدها ردها الغاضب: "لو اروم ادخل ايدي من التلفون جان دخلته عسب اقطع خشمك يالخقاق"


بعد ثلاث دقائق ............. كتب بأنفاس ثقيلة عنيفة: "احبج"




لم تجبه !!!!!



عاد يكتب بمشاعر عنيفة: "رديلي"


كذلك لم تجبه !!!!!!!!


كتب بانفعال بالكاد يستطيع السيطرة عليه: "حصة"


عندما فقد الامل في الرد عليه ..... اتصل بها ........ الا ان هاتفها كان مغلقاً !!!!



تنهد بقهر ..... بخيبة ....... قبل ان يضع هاتفه في جيبه ويكمل عنايته بصقره ..............



.
.
.
.
.
.
.



يسير بغضب داخل باحة منزلها ...... ويكاد يقسم انه يرى نيران تخرج من عيناه من فرط ما يعتريه !!!!!


لقد تعدت كل الحدود ... كل الحدووووووووووووووود





: نعم



ما ان اتاه صوتها .... حتى استدار واقترب منها بحدة ....... هادراً امام وجهها بكل غضب الدنيا: بأي حق تساااافرين البحرين اسبووووع من غير شوووووري !!!!!!


رفعت حاجباً باستهتار لتقول: سافرت مع اخويه وحرمته هب مع حد غريب


هتف بذات غضبه العاتي: حتى لووووو .... شقى تسافرين من غير ما اعررررررف !!!!


: بس انا ما سافرت البحرين بس


تراجع وهو يقول باستغراب مفاجئ: هاه !!!


صدمته اكثر بضحكتها الساخرة: هههههههههههههههههههههههههههههههههههه


سألها بحدة: ليش تضحكين ؟؟


ميرة: هههههههههههههههههههههه سوري بس شكلك يضحك ههههههههههههههههههههههه


حمد قبل ان يبتلع ريقه بقهر: شو قصدج بكلامج هذاك !!!!


: امممممممممممممم سافرت وياهم البحرين .... وعقب اخويه فديته ما بغى يردني يوم قلتله أبا اسير الخبر .... والرياض ..... وووو
قطر


اتسعت عيناه بصدمة كاسحة ليقول بنبرة مرعبة: نعم !!!


حركت فمها بضجر ..... وقالت ببرود مستفز: شرات ما سمعت ........... يلا فديتك مع السلامة انا رادة من سفر وتعباااااااانة .... أبا ارقد ....




استدارت وهي تبتعد عنه .... الا انها توقفت ما ان اتاها صوته مكتوماً ... غليظاً ..... محترقاً: شهر كامل ما سدج تعذبيني بقسوتج وبرودج واهانتج اللي ما تنتهي !!!!
شهر كامل يا ميرة ............. ما برد اللي في خاطرج صوبي وانتي تصبحيني وتمسيني على كلام سم زفت ووصخ !!!!
شهر كامل ماا...........


رفعت كلا حاجبيها وهي تقول بدهشة مسرحية: شو اللي حادك تصبر عليه !!!! ...... طلّق ............


حمد بوجه مُرهق شاحب: الطلاق انسيه


ميرة باستهزاء قاسي: ليش ..... المرة الأولى ظهرت الكلمة منك مثل الزبدة ..... ساحت سيح بلسانك ...... شعنه الحينه ما تبا اطلّق !!!!


حمد: تسرعت المرة الأولى


ميرة باستفزاز واضح: اهاااا ...... يلا هب مشكله نتريا يلين ما تتسرع المرة الياية .....


حمد بصوت يشوبه القهر ..... والمرارة الحقيقية: ميرة ............... انا ندمان ............ صدقيني ندمان


ميرة بجمود: اندم بعيد عني .......... اندم عقب ما تقولي مرة ثانية "طالق"


اخفض اهدابه ليقول بعدها بخفوت غليظ: ذليتيني وايد يا بنت عبدالله


: طعم الذل يذبح ........... ذوقه شرات ما ذوقتني إياه


حمد: انا ............. احم .............. راد دبي اليوم ........... بيتنا خلص ............... باجر ان شاء الله قوم امايه بيردون


تجاهلته وهي تكمل سيرها نحو باب المنزل ....


هتف بصوت مرتفع كي تسمعه: ما بتقولين شي ...!!!


لم تجبه ...................... كيف تجيبه وهي بالكاد تستطيع السيطرة على مشاعرها "الداخلية" !



ناداها بنبرة تنضح بالندم واللوعة: ميرة


أكملت سيرها مكملةً تجاهلها إياه .... الا انه ندائه الأخير .............. الخافت المتوسل على نحو اثار نبضات قلبها ........... اوقفها .............

: ميرة




اقترب منها حتى غدا خلف ظهرها بالضبط .............


ارتعش ما ان دغدغت رائحتها انفه ................. رباااااااااااااااه

انه يعشقها ........... يعشقها حد الثمالة ..................



بوجع خالص .... اقترب منها ............ لا يعرف ما عليه فعله ليطفئ نيران روحه

أيكتفي بإحساس قربها !

ام يتجرأ ويشمها ............. يشمها فقط وكأن لمسها سيجعلها تختفي من امامه .......... وبعدها سيصاب لا محالة بالمرض !


اغلق عيناه ببطء وخفوت ....... واخذ يستشق شذاها المسكي وكأنه يريد ان يحتفظ به في روحه كي يتمكن من العيش حتى يراها مرة أخرى ......!!!!


حاول الابتعاد ..................... لكن أوامر قلبه لم تتوافق مع عقله !!!!







ارتجف جسدها ما ان شعرت به يقبّل كتفها ببطئ ... وما ان سمعت همسه الخافت يخترق مسامات روحها خرقاً عنيفاً: الله يحنن قلبج علي ...................................... مع السلامة


انزل عيناه ارضاً تحت صمتها التام ................ وذهب مبتعداً عنها خارج المنزل !!!!!



عندما خرج من المنزل ............ انقلبت معالم وجهها .... من البرود والجفاء واللامبالاة .............. للذبول والامتقاع فجأة


بخطوات متعثرة ... مرتجفة ............ دخلت المنزل .......


ووجدت امامها آخر شخص ترغب بمواجهته ................... خالتها ام العنود



يالله .................... لابد وان أمها "الخائفة عليها حد الوسواس من تغيرها وبرودها" قد شكت الحال لأم العنود وهي من أرسلتها كي تحادثها ..... رغم انها تعلم تمام اليقين ان الأخيرة لا تتدخل في شؤون غيرها بنفسها الا عند الضرورة !!



رأتها وهي تؤشر لها "آمرة بصمت حازم" ان تجلس ..........


ابتلعت ريقها باضطراب ............. وجلست على الكرسي الذي اشرت عليه ام العنود


وقفت امامها مباشرةً ............. هاتفةً بقسوة: اللي تسوينه غلط


قالت وعيناها على الارض: شو سويت ...؟!


ام العنود: تعرفين زين عن شو ارمس يا بنت عبدالله ......


ارتعش فكها بانفعال قائلة: انتي ما تعرفين شو سوابي ..


: امبلى اعرف


نظرت نحوها بوجه امتقع وغدا كـ لون الكركم ........ وقالت بصدمة: شو !!!!


هزت ام العنود رأسها آسفة على الحال الذي وصلت به ميرة البريئة اللطيفة ........ غاضبة منها ولأجلها بحق .......


: قبل شهر ريت يدج يالس على الدجة ... مويّم وحالته غريبة حسيته ضايج ...... تنشدته وهو عاده عسب يفج غيظه خبرني عن حمد وعن اللي قاله ........ ومن روحي عاده فهمت اللي صار كله .......... لان ماشي ريال حار يشوف اللي شافه ويروم يزخ روحه .....


عندما رأت صدر ميرة يعلو ويهبط بانفعال ............. اردفت مهدئةً إياها: اللي تسوينه غلط يا ميرة ............ طالعيني انا ارمسج .......






رمقتها بنظرة شرسة ملؤها المرارة ........... لتردف خالتها ام العنود بحزم: غلط يا بنتيه .... تراه لا بيبرد غيظج به ولا بيفيد فوادج المتعور .....



قبضت على يدها بقوة .......... لتقول من بين اسنانها: جتلني


لانت نظرة ام العنود بشكل عطوف حنون ............... لتكمل ميرة بصق كلماتها الحارقة: شحقه ما تبيني اجتله شرات ما جتلني ......


ام العنود وهي تجلس على ركبة واحدة امامها: انتي مب هو .... انتي ميرة .... ما ترومين تتصنعين القسوة وان رمتي تراها بتعبج في الأخير ......
انتي احسن منه .... لو هو ضربج واهانج وشك فيج تراه معذور هو ريال حار وشاف صور يخليه يشك بس انتي شو عذرج !!!


ميرة بعنف: عذره أقبح من ذنبه


ام العنود بصرامة: أقبح من ذنبه بس يظل عذر يا بنتيه ....... الغضب يعمي البصر والبصيرة ....... هو ما سوابج اللي سواه مستقصد هالشي ولا متعمده ..... لا .............. هو ضحية واحد جلب ..... شرات ما انتي ضحية .......


قالت ووذكرى تلك الايام تنهش روحها نهشاً: خالوه .... صلخ يلدي بعقاله ..... انتي مستوعبه هالشي !!!



أغلقت ام العنود عيناها وهي لا تستطيع تخيل ان ميرة ............ التي ربتها وكانت كـ إبنة صغيرة لها .... قد تعرضت لهذا الضرب الشنيع ..........



احتضنتها بقوة .................... لتقول تحت وطأة انفاس ميرة الثقيلة الحادة:

والله ما تهونين يا ميرة ... والله ............ والويع اللي فيج احس به .......... بس خبريني يا عمري ..... يلين متى بتخلين الغبنة تاكل فوادج جيه ....... امج تقول لا قمتي تاكلين ولا ترقدين شرات الاوادم ...... دومج نص الليل تيين عندها وترقدين في حظنها


زمت ميرة فمها وقالت باقتضاب: امايه ما تعرف تخش شي عنج .....


: ما رمست الا لأنها خايفه عليج يا بنتيه ...... انتي ما عدتي الاولانيه ............. وبعدين شو سالفة مص الصبع ها !!!



اخفضت اهدابها بانزعاج ما ان تذكرت ذلك الصباح الذي علمت به والدتها بشأن عادتها السرية عندما أتت عندها الليلة السابقة لتنام عندها ......


لا تريد تذكر هلعها ذلك والذي اشعرها انها غدت بنظر أمها كائن غريب آتٍ من المريخ ........... وبعد إصرار صارحتها بما كانت تفعله طيلة السنوات الماضية ..........


قالت بجمود متباعد كي تُبعد ام العنود من الدخول اكثر بشأن هذا الموضوع: ماشي سالفة ...


: ماشي سالفة وانتي تمصين صبعج شرات اليهال !!!!


هدرت بانفعال مفاجئ: امص ولا ما امص كيفيييي


ام العنود بصدمة: ميررررررررة


انفجرت ميرة بالبكاء .............. واعصابها لم تعد تتحمل المزيد ..................... هنا ادركت ام العنود انها ضغطت كثيراً عليها ................. فـ تداركت الوضع وهدأت من اعصابها ............


: شحقه الصايح الحينه ...؟!



هدرت من بين دموعها المتساقطة الحارة: آ آ آ .... آآآآآآسفة ........... والله آآآآآآآسفة ...... ماعرف شفيني ............ آسفة خالووووه



وسقطت في حضن خالتها .... ناثرةً على صدرها اوجاعها ..... وحزنها ....... ومرارة روحها ........






بعد ان هدأت ............. مسحت ام العنود دموعها بحنان ......... وقالت بعزم: ماباج جيه ميرة ... موليه ....اباج قوية مثل ماحيدج دوم ................ لو حمد هو اللي خلاج جيه بنطلقج منه ........


عندما لم يصدر من ميرة إجابة ........... اردفت بحزم: انتي تبينه ولا ما تبينه .....!!
قوليلي
لو ما تبينه انا روحي بخليه يطلقج .....


: لا


ام العنود بشك: ليش !!!


ميرة بصوت تحشرج من البكاء الطويل: هو يطلق من روحه ....


كررت ام العنود تساؤلها: ليش !!


: بس


ام العنود بحدة: ميرة


ميرة بإرهاق نفسي/عصبي: دخيلج خالوه خلاص


ام العنود بيقين ... وغضب: انتي تبين تذلين الريال زود ...


هتفت ميرة من غير لف او دوران: هيه


تنهدت ام العنود بعمق قبل ان تهمس بحنق: الله يصلحج بس ........ ماحيدج جيه يا ميرة


ميرة بجفاء ...... وجمود: هو خلاني جيه


ام العنود بنظرة حازمة: صفي قلبج يا ميرة وسامحي ...... ترى قسوة القلب هب لج ........ باجر ان اخطيتي ولا بدر منج شي هب شويه بحق الناس بترتيين المسامحه منهم ولا بتحصلينها .....
الله بيسلط عليج اللي بيعلمج صدق شقد هو رحيم على عباده من الناس وعسب يعلمج كل يوم تحمدينه وتشكرينه أن الرحمة بيده هو هب بإيد خلقه ......


رغم الرجفة التي اعترتها من كلمات ام العنود ..... الا انها هتفت ببرود شديد: حسستيني مسويه به شي يخليه يستحق هالكلام كله .....


ام العنود بنظرة حادة مقهورة: ميرة تبيني اذكرج قبل 10 أيام شو سويتي في حمد .....!!


عندما رأت شحوب وجه ميرة أكملت وهي تقف: مخليه الريال يبات الليل كله خاري في البرد ......


ميرة بملامح ممتقعة مخطوفة اللون: ا ا ... انااااااا ......


: انا وامج ويدتج عرفنا بس سكتنا عسب نشوف يلين وين ناوية توصلين ....... البشكارة يت اليوم الثاني وخبرتنا انها شافته راقد جدام دجة المطبخ الوراني قبل الفير بساعة ..........
خلاف سرنا عند حصة .... قلنا اكيد هي عندها العلوم ..... المصايب ان بغيتي تعرفينها عرفيها من حصة بنت عبدالله .....
وما خليناها يلين ما يرينا منها الرمسه كلها .....





افٍ من حصة التي لا تستطيع كتم شيء في جوفها ............. لن اشاركها ابداً افكاري مرة ثانية .........








أكملت ام العنود غير آبهة بتورد وجه ميرة من الحرج والربكة: زقرتيه اونج تبين تشوفينه .... ومن هناك عطيتيه بو لباس وخليتيه يترياج كل الليل في حوي البيت ......


ميرة بكذب جلي: ا ا ا ...... نسيت اني زقرته ورقدت ....


قاطعتها ام العنود بقسوة: جذبتي ..... زقرتيه وتعمدتي كل دقيقه تخبرينه انج نازلة يلين ما المسكين غفى فوق دجة المطبخ تقولين واحد محتاي فقير ....... أمه لو درت باللي سويتيه في ولدها والله ينها بتبغضه بغض إبليس



انزلت عيناها وهي تغمغم بجفاء: ليت عاده برد اللي فيّه صوبه ...........


تحركت ام العنود مبتعدةً عنها وهي تهتف بذات قسوتها: ولا بيبرد صدقيني .......... حكمي عقلج وعيدي التفكير باللي تسوينه ..........



.
.
.
.
.
.
.



أسابيع مرت على ذلك اليوم الذي عاد فيه صوتها ............ والى الآن تشعر بدغدغة في كل روحها ما ان تتحدث مع نفسها ما ان تنزوي بغرفتها وتبتعد عن الجميع ...............


السعادة تعتريها حد الوجع الا انها كلما همست بكلمة تتذكر المرة الأخيرة التي نطقت بها ...... هذا غير الرعب الذي يهجم عليها كل صباح ما ان تنهض من النوم شاعرةً انها فقدت صوتها من جديد وان ما حدث لها مجرد حلم جميل !!!


حديثها منذ أسابيع كان قليلاً ... مختصراً ...... ولأنها مضت عدة سنوات تستخدم يدها في التواصل .... فهي الى الآن ما زالت بعفوية تمارس ما اعتادت عليه الى ان تتذكر انها صوتها قد عاد وما عادت تحتاج ليدها او لدفتر وقلم لتتحدث مع الاخرين


ما زالت تتذكر بكاء عمتها ما ان علمت بعودة صوتها ....... ما زالت تتذكر جدتها ام والدها وهي تحتضنها بعنف وتتساقط دموعها بغزارة على كتفها ..... ما زالت تتذكر العزيمة الضخمة التي أقامها شقيقه في منزل جده في رأس الخيمة والتي على اثرها ذبح الذبائح ووزع لحمها على الفقارى والمحتاجين .....


ما زالت تتذكر العنود وهي تدخل في احاديث لا حصر لها فقد كي لا تتوقف عن الكلام وكأن الأخيرة كانت لا تصدق الصوت الذي تسمعه .......


وميرة الحلوة ........... الحلوة رغم حزنها الجلي وانطفاء حماسها الغريب ........... اهدتها من فرط سعادتها عقداً من الذهب الخالص .......


وحصة ....... الحنونة رغم شرود ذهنها الملحوظ وقلة حديثها الغريب عن شخصيتها ........... اهدتها حقيبة يد ذو علامة تجارية معروفة وغالية ........


وآمنة ....... وجدتها ام سعيد ........ وخالتها شريفة ......... وشما ........... وحنان ....... وناعمة .......... الجميع بلا استثناء سعدوا لأجلها واهدوها الغالي والثمين فرحاً بها .........


لكن الذي اثار حقاً خجلها ............... هو ما حدث عندما علم ذياب بأمر عودة صوتها !!


تتذكر جيداً ذلك الحديث الذي ألهب انوثتها حد السماء/الأرض



"



هتفت بحنق لشقيقها الذي يحادثها على الخط: يا ذياااااااااب


..


: لا حول ولا قوة الا بالله .... هاللي بيفضحنا على آخر العمر ... اثقل يا ريال اثقل


..


: وابوووووي ...... وصلت انك تترجاني يا ولد هامل ههههههههههههههههههههههههههه


..


: هههههههههههههههههههههههههههههههه بيودها عليك لين ما اشوف احفادك انا براويك


..


: هيه هيه بذلك ذل اليهد هههههههههههههههههههههههههههههه


..


: زين زين اصبر







أبعدت الهاتف وهي تناديها بخفوت حامدةً الله ان حارب ليس معهما: موزة ...


استدارت موزة نحوها باستغراب


ناعمة كاتمةً ضحكتها بقوة: والله مالي خص هو اللي محتشر عليه


عقدت موزة حاجبيها حيرةً وخجلاً فظيعاً .....


: يبا يسمع حسج


شهقت بصدمة وهي تهز رأسها باعتراض حاد ....


: قسم بالله مالي خص .... هو حاشررررني ....


هزت رأسها بـ لا غاضبة ....


: ماباج تشلين التلفون .... بس ارمسي قولي أي شي ..... خليه يعتقني لويه الله


هزت رأسها اقوى للمرة الثالثة وقالت بصوت مختنق: لـ ...... لااااا







عادت لشقيقها وهي تقول بحزم: ذياب ما تبا


..


: ما بحطه سبيكر


..


: اوهوووو صدق انك عنيد ... هاذوه حطيته سبيكر




احتقن وجه موزة وهي تسمع صوته الرجولي الرخيم: موزة ...



لم تنطق موزة ببنت شفه



ذياب وخفقات قلبه تطرق جدرانه بجنون: تسمعيني ..؟!!


ناعمة بمكر: تسمعك


ذياب بصوت متلهف: موزة أبا اسمع حسج


ولّت ظهرها ناعمة بخجل غاضب وناعمة انفجرت بالضحك العالي .....


ذياب بقهر: نعوم صخي ............. موزة ......... ورفجة ...... ورفجة بس كلمة وحدة


ناعمة: هههههههههههههههههههههههههه ما تبا ترمس ذياب خلاص البنت ذايبة من المستحى


هتف ذياب وهو يتخيل موزة تحترق خجلاً وحرجاً منه: يا ويل حاليه ... مستحيه !!! دخيلج صورة على السريع


ناعمة بابتسامة مستنكرة: ذيااااااااب استح


تجاهلها ذياب وهو يقول لـ موزة: موزة ارمسي دخيلج .... قولي أي شي أبا اسمع حسج


كادت موزة من فرط خجلها ان تصرخ عليه غاضبة وتأمره بالسكوت الا انها لم تستطع .....


ذياب بأمر قاطع: قولي ذياب


ناعمة: ههههههههههههههههههههههههههههههه ذياب خلاااااااااص


ذياب بعناد طفولي مُضحك: دخيلج قولي ذياب


ناعمة بحنق تمثيلي: بسكر التلفون ترى


ذياب بغيظ: ناعمة انطبي شوي ..................... موزة ..


ناعمة: يا هي بلشششششة ... شو بيفججنا عاد من حنة ذياب بن هامل ..!!


ناداها ذياب هذه المرة بـ خبث كي يستفزها وتتكلم: يالبتانية


شهقت موزة بقوة فجأة ....... لتنتفض بمكانها بغضب وتصيح بحدة: من حلاة عيووونك عاد .... يالسبااااااااال ....


فغر ثغره بصدمة ..................... شاعراً ان كل جزيئاته تذوب ............ وتذوب ............

انصدم من صوتها .... وذاب ............


هتف بصوت بحّ اثر المشاعر المُسكرة التي هاجمته على حين غرة ..... واثر الافتتان الذي ارعش جسده كله واثاره: نعوم ........... ها صوت منو .....!!


ناعمة بخبث: صوت منو بعد ..... ام يدتيه الله يرحمها ..؟!!


: صوتها !!!!!


ناعمة: هيه


ذياب بذات ذهوله ومشاعره المنتفضة المتخدرة .... وهو يتحرك حول مكانه لا شعورياً: حلفي !!!

لم تسيطر ناعمة اكثر على ضحكها من اخيها الاخرق: ههههههههههههههههههههههههههههههههه والله



: يخرب بيييييييييييييييييتها
اف اف اف



ناعمة بذهول: شبلاك .....!!



ذياب بصوت حاد مرتعش اقرب للأمر من الرجاء: اباها نعوم .... يوزوني إياه الليلة دخيلكم


على جملته الأخيرة .......... هربت موزة خارجةً من الغرفة ............... بينما ناعمة لم تسكت ابداً عن الضحك الهستيري ...........



"



التفتت "بوجه متورد محتقن" لـ ناعمة المنهمكة بين الكروشيه الذي تتعلمه وبين الحديث مع صديقاتها في برنامج الواتس آب ..... ورصت على عيناها: شفتج


ناعمة: هههههههههههههه خلاص خلاص ما برمسهن


موزة وهي تنزع الهاتف من يدها: الف مرة قلت وقت الحصة مابا لعب


: هههههههههههههههههههههههههههههههه حاظر حاظر ابلة آخر مرة والله



تصنمت انامل ناعمة فجأة


موزة باستغراب: شبلاج ..؟!


مسكت ناعمة يسار قلبها بعفوية وهي تقول بشحوب: ماعرف ...


موزة: بسم الله ... زيغتيني نعوم


تنحنحت ناعمة بخفوت لتقول ببسمة باهتة: احم ..... لا لا ماشي


موزة: شبلاج خبريني ...!!!


ناعمة: لا حبيبتي لا ..... اتوهم ....


موزة بقلق: تتوهمين شو ...؟!!


ناعمة: ههههههههه لا ماشي حسيت بويع في صدري عقب راح


موزة: تبين تسيرين العيادة ؟؟


ناعمة: لا لا خلاص راح الحمدلله







ربي ............. استودعتك يا رحمن إياه فاحفظه لي ولـ شقيقته ..........








وبسبب قلقها ..... غفت حواسها عن موزة التي كانت تهز ساقيها بتوتر منتظرةً عودة شقيقها الى المنزل ...... فـ هي قد قررت ان تعطيه ردها على خطبة ذياب لها الليلة ..............!



.
.
.
.
.
.
.



اتى مهرولاً ما ان أوقف سيارته بعنف قرب سيارة سلطان: وينه !!!


صرخ سلطان رافعاً يداه ليمنعه وعيناه تنتقلان يهلع بين وبين ذلك الذي استغل بسرعة اقتراب بطي: بطي لاااااااااااا


انقض عليه عتيبي من الخلف وهو يقهقه بشر: حظي اليوم قايم ما شاء الله


سلطان: عتيبي خله الريال ماله شغل في اللي امبينا


: لا تزاعق ..... الزعيق يصدعبي ......


خلفان: عتيبي ..... اذكر الله ...... قسم بالله اللي تسوي ما بيردلك بالخير .......


: لا إله الا الله محمد رسول الله ... يزاك الله خير اخوي العود .... يلا الحينه مضطر اخليكم .. سوولي درب انا والحلو هذا


بطي بتخبط وارتباك: منو ها سلطان !!!



اردف بسرعة وهو يرى وجوه سلطان ورفاقه المضطربة المتوترة: ها بومرشد !!!


عتيبي بسخرية: اخ لا .... انا هاك الشيبة بو ضروس سودا ..... سلطان ربيعك جرحني


سلطان بحدة: عتيبي .... روح مكان ما تبا بس خله .....


عتيبي بحاجبٍ مرفوع: اكيد بروح مكان ما أبا عيل بتم مجابلكم ... صح يلستكم ما تنمل يا خوان شما بس انا واحد بزي وعندي اعمالي الخاصة ....


خلفان: عتيبي .... طالعني


اشر بيده بضجر ولامبالاة: درب درب لو سمحتوا ....


خلفان بصوت مرتفع قاسي: خله ............. لا تلوث ايدك بالدم اكثر .......... هب عشاني ولا عشانك .......



ارتعش صوته وهو يكمل: عـ .....عشانها .........




رفع عتيبي يده ..... واطلق على القناص الذي خلفه بمهارة شديدة ...... قبل ان يعيد انظاره لـ خلفان ويقول بنظرة انقلب للسواد التام: عشانها ........... مستعد اذبح العالم كله


صرخ خلفان شاعراً انه ما عاد يستطيع التحمل اكثر: ليش عيل ما تذبحني وتريح نفسك لييييييييييش !!!!!!!


: قبل لا اشوفك محترق جدامي من القهر !!! ............ لا ............. انسى ................. موتك انت بالذات لازم يكون شرات موتي ................ ولا نحن اخوان على الفاضي


بهت الجميع وصمت وهم يستمعون للحوار الغريب بين الشقيقان ............


اشاح عتيبي عيناه عن أخيه بتعابير مبهمة مخيفة ................ وجرّ بطي معه الى ان وصل لسيارة خلفان ......


صاح آمراً: بطّل الموتر


نظر خلفان الى سلطان ................ ولم يخطو أي خطوة الا بعد ان اشر له سلطان بعيناه ان يفعل ما يقوله ........


فتح باب السيارة اوتوماتيكياً ..... قبل ان يرمي الجهاز الصغير داخل السيارة ويبتعد ............. آملاً بحرقة الا يفعل اخاه بـ بطي شيء لا يحمد عقباه ................




ادار وجهه مغمضاً عيناه بعنف .............. ولم يفتحها الا عندما طار الأخير بسيارته بعنف مصدراً صوتاً حاداً شق الأرض وهزها .............


همس بقلق وهو يستدير الى سلطان: بطي .....


تنفس الصعداء ما ان رآى الأخير يقترب من سلطان وهو بكامل صحته وعافيته !!!!



.
.
.
.
.
.
.






ليلاً
بعد عقد قران الدكتور ناصر وشيخة




الأيام مرت عليها بسرعة البرق .... لم تعتقد خلالها انها حقاً سائرة على درب مختوم بحياة جديدة .... وممن !!!!!
من ناصر ........... الذي كان لها الاب "الخيالي" عندما كانت فقيرة بـ "الحقيقي" ...... عندما كان اول من هز انوثتها جاهلةً أهي هزة طفلة تتعطش الحنان .......... ام انثى تتعطش الحب !!!!! ام ببساطة كلاهما !!!!!

عندما وافقت عليه ......... كانت غاضبة ... مصدومة ... الخذلان يجرحها !!!

لم تكن مستوعبة حقاً ان الذي خطبها ............. هو الدكتور ناصر بشحمه ولحمه .......... كان غضبها من والدها وردة فعله على اول خطيب يأتيها هو ما اعماها عن كل شيء آخر !!!!

لكن الآن ........ الآن بالذات .......... ادركت الوضع .........


ادركته وهي ترى نهيان يدخل منزل والدها "رغم ارهاقه الواضح" ملقياً السلام عليها من بعيد رامياً كالمعتاد عليه احدى كلماته التي تشعرها بالخجل والحرج ....


ادركته وهي ترى اختها الكبرى تمسح بطرف حجابها دمعة سقطت من عيناها داعيةً الله ان يرحم ويغفر لوالدتهم ......


ادركته وهي ترى روضة تعطر وتبخر ثيابها بيدين ترتعشان من التأثر ......... كانت الأخيرة بالكاد تستطيع السيطرة على دموعها !!!!


ادركته وهي ترى صديقاتها المقربات يرتبن زينة وجهها وشعرها ويساعدنها على تنسيق كل امر صغير يخصها !!!!



وبالطبع ........... ادركته كـ انفجار قنبلة بدماغها ............ ما ان وقعت على موافقتها في كتاب عقد القران !!!!!!






والدها خرج من المستشفى منذ اسبوعان .............. وخلالها لم تره سوى بضعة مرات قصيرة رسمية باردة


حقاً لا تستطيع ان تتحكم ببرودها امامه ............. فـ هي قد آمنت بقوة ان والدها ................... لا يراها سوى عبأ متعب وقد تخلّص منه !!!!!!




خرجت من شرودها ما ان سمعته يقول: شيخة .... مبروك يا بنتي ....



كان يقف ................ والدها يقف بكامل هيبته وطلته الإماراتية الجذابة !!!


متى عادت صحته واصبح بهذه القوة والنشاط !!!


اتراه عاد لما كان عليه في الماضي منذ فترة وهي ... بسبب بعدها عنه .......... لم تلحظ هذا !!!!!





اخفت مشاعرها في جوفها لتقول بجمود: الله يبارك فيك ......


قبّل رأسها بحنان بالغ "غفلت عنه بسبب افكارها الخاصة" ............. قبل ان يقول: ناصر ريال والنعم فيه .... الله يهنيج فيج ويهنيه فيج ..........



لم تجبه .... وانما اكتفت بإعطائه ابتسامة بالكاد ظهرت ........ وانزلت بعدها عيناها ارضاً .........



في داخلها ..... كانت تنتظره يحضنها بشغف ...... يمسك وجهها بقوة ويذكرها انه والدها ...... وانها لن تجد سواه "ان اظلمت الدنيا في وجهها وعانت من المشاكل في حياتها الجديدة" من يساندها ويقف معها ويحارب لأجلها !!!!


انه اباها الذي سيعوضها عن سنين الحرمان والفقد ..........!!!!




لكن ........ ويالخيبة روحها .............. لم يصدر منه أي شيء مما ارادته بقوة ............



ببساطة ابتعد وهو يقول ببسمة حنونة "كانت متكلفة بالنسبة إليها": بزقر ناصر ...



شيخة بخوف: و ..... وين ..؟!!!



خليفة: بزقر ريلج ...... يبا يشوفج



شيخة بلهفة موجعة ............. الا يكفيها اشتياقه الآن لوجه والدتها !: ايلس معايه شوي ...........


خليفة بعفوية: ههههههههههههههههه لاحقه عليه يا بنتي .....


لم يتجاهلها متعمداً ................ الا ان شيخة كانت من ظنّت هذا !!!!!!!!!!!








بعد ان خرج ............. مرت خمس دقائق ........... حتى دخل عليها ناصر مجلس المنزل الداخلي .....



: احم .................... السلام عليكم



رفعت عيناها نحوه بسرعة وانزلتها ................. لتقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته




يالله ......................... أيرى الآن امامه ............ ملاكه الحزين الجميل الذي يزوره كل ليلة في منامه !!!!!



مد يده نحوها مسلّماً ........


رأت يده الممدودة ... فـ احتقن وجهها خجلاً .... فوق احتقانه "حزناً" ............. ومدت يدها نحوه ............



الا انها شهقت ما ان احست به يلثم ظاهر كفها برجولة تعدت رجولة امراء العالم اجمع ............... حركتها ألهبتها واثارتها حد اللامعقول !!!!!



نظرت نحوها بنظرة برّاقة ..... وقال: شيخة


صوته .................. صوته يالله اثار دموعها ..................... أهذه النبرة التي كانت تنتظرها من والدها ولم تجدها !!!!


ابتلعت ريقها كي تتحكم بدموعها ................... بينما اذنيها تلتقطان بتشوش همسه الاجش: مبروك


بعد ان اخذ نفساً حاداً تبعد خلاله مشاعرها العاتية ........... قالت بحشرجة مكتومة: وانت بعد ......... احم .......... مبروك


ابتسم لطفولية كلماتها ...... وعفويتها الفاتنة ........... الا انه شعر انها مختلفة ............... وان هناك امر ما يحزنها !!!!!




وخاف ..................... أتكون غير راضية عن زواجها منه وان والدها قد اجبرها على هذه الزيجة !!!!


سألها بلهفة وكله امل ان يسمع العكس: فرحانة ......؟!


تفاجأت من سؤاله وارتبكت .......... قبل ان تقول بصوت حاولت إخراجه عادياً قدر المستطاع: ا ا .... الحمدلله


: من قلبج ..؟!


هزت رأسها بـ "نعم" ... وقلبها ينبض بالحزن/الخيبة ....


: ما احس بهالشي ..



فكها ارتجف ........... ولا شعورياً سقطت دمعة ساخنة على وجنتها ..........


انتفض خوفاً واضطراباً مما رآه ..... وبعفوية اقترب منها وهو يقول بقلق: شيخه .... حد جابرج علي ...؟!


مسحت شيخة دمعة بحرج شديد وهي تنفي بسرعة: لـ ... لا لاااا .....


ناصر بذات قلقه وخوفه: ليش الدموع انزين ..؟!!


: ما ... احم ..... اقصد ..... لا .... ماشي ..... عيوني تحرقني بس


ناصر بشك: تبيني اصدق ان عيونج تحرقج ...!!!



عضت شفتها وهي تهز رأسها بـ نعم وتقول: هيه


ناداها بصوته الرخيم المليئ بالحنان: شيخه


لم تتحمل صوته ................ انزلت عيناها وقالت بصوت مرتعش مختنق: مافيني شي دكتووور


ارتفع حاجبا ناصر قائلاً بذهول: دكتور !!!!


وضعت يدها على فمها وهي تدرك ما قالته ............ فـ انفجر ناصر بالضحك الشديد ........


تلألأت عيناها هذه المرة بدموع الحرج ............. وقالت بتلعثم وتخبط: آ ... آسفة


قهقه .... قبل ان يقول بابتسامة واسعة: ناديني ناصر ... انا صرت زوجج الحين ...


على وطأة صمت خجلها وتوهان مشاعرها .......... عاد يسأل ...... فقط كي يرتاح ضميره من ناحيتها:
انزين ما طمنتي قلبي .... تصيحين لانج مجبورة علي !!!


شيخة: لا والله ... أ أ .......


ناصر بترقب وصبر: أي !!!


شيخة بحزن: مابا أتكلم عن الموضوع الحين


شعر ان الموضوع حساس بالنسبة لها ......... فاكتفى بأن هز رأسه وقال: على راحتج ....



طرق باب المجلس فجأة .......... ليدخل بعدها كل اطفاله ........... واولهم منال ابنته ........... التي دفعت شيخة بحقد طفولي لتجلس بينها وبين والدها .........


كل ابناءه سلموا على شيخة الا هي ... فهتف بحزم ابوي: منال سلمي على خالوه شيخة

تجاهلته منال وهي تقول لشيخة بكره واضح: انتي مو حلوة


ناصر بصرامة: بابا منال عيب هالكلام


ابتسمت شيخة بحنان وتفهم لتقول: خلها ناصر عادي


صاحت وهي تنظر لوالدها مغاضبة: بابا مو حلوة ... ماما احلى منها بواااااااااايد ...


قسى نظرته هاتفاً لها بتقريع: مناااال



شعرت بالالم ..... والحرج ......... لكنها حقاً تتفهم الطفلة الضغيرة ولا تنوي الا بناء علاقة جيدة معها .....


لعبت بإحدة خصل شعرها وهي تقول برقة: وانتي احلى بنت شفتها في حياتي


زمت منال فمها قبل ان تدفع يد شيخة بعيداً عنها وتصرخ بحقد: لا تخربين شعري ولا بخبر عليج عميمة مناير


قال ناصر وقد نفذ صبره من ابنته الشقية ذات اللسان السليط: عيب يا منال .......قوليلها آسفة ............ يلاااا


منال بعناد: ما بقووووول


ناصر بحدة: منال تأدبي ....


: ما بقووول ما بقوووووول .......... وهاااا



ضربت بقوة بطن شيخة التي تأوهت بألم ........... لتهرع الصغيرة ركضاً نحو باب المجلس وتخرج .......



مسك كتف شيخة وهو يقول: عورتج ..؟!


شيخة ببسمة خفيفة: لا لا خفيفة ....


تنهد بقلة حيلة .... وقال بصدق: آسف


شيخة باعتراض لطيف: ياهل ناصر لا تتأسف ....... عادي مع الوقت بتتعود علي وتحبني


تأملها بحبٍ صافٍ ........... قبل ان يهمس بأجش: انا متأكد من هالشي



مرّر اصبعه على صفحة وجهها الناعمة ............... وهو يكمل بافتتان ..... وذوبان:
محد يشوف هالوجه العافية ........ وما يحبه ...........











نهــــاية الجــــزء الســــادس والسبعــــون






.
.



(استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه) .................. :)

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
منهوو, الاحساء, الجوى،, القوي, يهواه
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t198232.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 17-03-17 02:45 PM
Untitled document This thread Refback 03-02-17 02:14 AM


الساعة الآن 09:40 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية