كاتب الموضوع :
لولوھ بنت عبدالله،
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء السابع
(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)
الجـــزء الســـابــــع
بَيْنَ الهُمُومِ أَنامُ الآنَ فى ضَجَرٍ
قَدْ هَدَّنِى اليَأسُ .. فاسْتَسْلمتُ حَيْرَانَا
حَتَّى الأَحِبَّةُ سَارُوا فى غِوَايَتِهِمْ
وَضَيَّعُوا عُمْرَنَا شَوْقاً .. وَحِرْمَانَا
خَانُوا عُهُودًا لَنَا .. قَدْ عِشْتُ أَحْفَظُهَا
فَكَيْفَ نَحْفَظُ يَوْمًا عَهْدَ مَنْ خَانَا ؟
إِنِّى لأَعْجَبُ .. عَيْنِى كَيْفَ تَجْهَلُنِى
ويَقْطَعُ القَلْبُ فى جَنْبَىَّ شِرْيَانَا ؟
كَمْ عَرْبَدَ الشَّوْقُ عُمْرًا في جَوَانِحِنَا
وَقَدْ شَقِينَا بِهِ فَرْحًا وأشْجَانًا
مَا سَافرَ الحُبُّ .. مَا غَابَتْ هَوَاجِسُهُ
ولا الزَّمَانُ بِطولِ البُعدِ أَنْسَانَا
إِنْ حلَّقَتْ في سَمَاءِ الحُبِّ أُغْنِيَةٌ
عَادَتْ لَيَالِيه تُشْجِى القَلْبَ أَلْحَانَا
لَمْ يَبْقَ شَىْءٌ سِوَى صَمْتٍ يُسَامِرُنَا
وَطَيْفِ ذِكْرَى يَزُورُ القَلْبَ أَحْيَانَا
قَدَّمْتُ عُمْرِى لِلأَحْلامِ قُرْبَانَا..
لا خُنْتُ عَهْدًا .. وَلا خَادَعْتُ إِنْسَانَا
شَاخَ الزَّمَانُ .. وَأَحْلامِي تُضَلِّلُنِي
وَسَارِقُ الحُلْمِ كَمْ بِالوَهَمِ أَغْوَانَا
شَاخَ الزَّمَانُ وسَجَّانِي يُحَاصِرُني
وَكُلَّمَا ازْدَادَ بَطْشًا .. زِدْتُ إِيمَانَا
أَسْرَفْتُ في الحُبِّ .. في الأَحْلامِ .. في غَضَبِى
كَمْ عِشْتُ أَسْألُ نَفْسِى: أيُّنا هَانَا ؟
هَلْ هَانَ حُلْمِي .. أَمْ هَانَتْ عَزَائِمُنَا ؟
أَمْ إِنَّهُ القَهْرُ .. كَمْ بِالعَجْزِ أَشْقَانَا ؟
شَاخَ الزَّمَانُ .. وَحُلْمِي جَامِحٌ أَبَدًا
وَكُلْمَا امْتَدَّ عُمْرِى .. زَادَ عِصْيَانَا
وَالآنَ أَجْرِى وَرَاءَ العُمْرِ مُنْتَظِرًا
مَا لا يَجِىءُ .. كَأنَّ العُمْرَ مَا كَانَا
لـ فـاروق جـويـدة
،
رأس الخيمــــة
قررت بعد صلاة العصر أن تذهب للسوبر ماركت المجاور سيراً مع الخادمة، فهي معتادة منذ أن كانت صغيرة أن تتمشى بالقرب من منزل جديها وتتنسم الهواء المنعش المنبعث من أشجار السدر والغاف .. وتستمتع بجمع الحجارة الصماء الملساء لكي تزين بها حديقة منزلهم، ولم تخن هذه العادة حتى بعد ما كبرت وأصبحت صبية ..
كانت تمشي بروية على جانب الشارع ومن خلفها الخادمة، في هذا الوقت لمحت شاباً لم يتبين لها ملامحه كثيراً خارجاً من منزل إحدى أقاربهم البعيدين ..!!!
لم توليه اهتماماً .. وأكملت سيرها إلى أن وصلت لتقاطع يجب أن تسلكه لتصل للسوبر ماركت
ما إن قطعت التقاطع حتى سمعت صراخ خادمتها الذي أنبأها بخطر محدق لا شك فيه:
ماما موزاااااااااا بي كيرفوووووووووووووول ..
لا تعرف مالذي جرى ..
ولا تعرف كم من الوقت استغرقت لتستوعب صراخ الخادمة ..!!!
لكن قبل أن تخفض ناظريها لتنظر للمكان الذي تأشر إليه بأصبعها الذي يرتعش برعب
أحست بارتطام صخرة متوسطة الحجم بقرب قدميها وهي تشعر أن دقات قلبها تجاوزت كل المقاييس
مالذي حدث بالضبط ..!!
أذلك كان عقرباً حقيقياً كاد أن يلدغها ...!!!
اتسعت عيناها برعب ودموع الجزع تدغدغ صفائهما
رفعت عيناها للشخص الذي انقذها من موت محتم ...... وتفاجأت ..!!
هو ذات الشخص الذي خرج من بيت اقاربهم منذ دقائق قليلة ..!!
هتف الرجل باهتمام وهو يتأكد من موت العقرب: سلمتي ختيه من الشر .. تعورتي ..؟!
لم يسمع اجابةً منها مما جعله برفع عيناه بحيرة من صمتها
وتساءل ما اذ كانت لا تزال تحت تأثير الصدمة/الرعب ..!!
ما إن رأى عيناها حتى شعر بنقصان شديد في أكسجين جوه ..!!
أتلك عينان أم بركة عسل مصفى من الجنة ..!!
دق قلبه دقة لم يستطع تفسيرها ..!!!
اخفض عيناه وكرر تساءله عليها بعد أن تنحنح بثقل: ختيه فيش شي ..؟؟
عدلت موزة غطاء وجهها الذي انكشف بسبب ارتعاشة يديها .. وتراجعت للخلف لتعود للمنزل برعب/خوف/توتر وخلفها الخادمة ..
ولم تعلم بأنها علقت للتو قلباً على أعتاب عيناها العسليتان ..
.
.
.
.
.
.
.
اسبانيـــا
توليدو (طليطلة)
أتى المشرف السياحي ليقول لذياب بأن وقتهم في المسجد قد شارف على الانتهاء، فـ لديهم أماكن أخرى ليزوروها قبل أن يسافروا للغد إلى جنوب اسبانيا ..
حيث ذروة حضارة الأندلس ..!!!!
خرجت المجموعة السياحية واتجهوا للحافلة .. بينما كان آخر من يهم بالخروج هو ذياب وشقيقته ناعمة
وقبل أن يخرجا من المكان
سمعت ناعمة جدال وصل لمسامعها جعل من أعصابها الدماغية تفور ..
وعندما تفور أعصاب ناعمة الدماغية
فإن الحديث هنا ينتهي
ولا نمتلك سوى المشاهدة والاستماع ..!!!
احتد صوت أحدهم بإنجليزية متكسرة تخللتها لكنة الأسبان: أنتم أيها العرب متغطرسون وذوي ضمير خالٍ من الإحساس
أتأتون الآن وتتباهون بماضيكم وعراقتكم وفنونكم وكنتم من احتل أرضنا في السابق ..!!
ياللعجب، أتتباهون بماضيكم المجيد في أرضٍ ليست بأرضكم بالأصل ..!!
وبنظرة حقودة من رجل أحمق غمغم: لصوص أغبياء ..
قطبت المرأة التي امامه "والتي لم تكن سوى معلمة مصرية مقيمة في اسبانيا" حاجبيها غاضبةً من تهجم الرجل عليها ووقاحة كلماته ..!!!
هي لم تفعل شيء يستحق هذه الجلبة كلها ..!!!
كانت فقط تخبر طلابها الصغار بفخر واعتزاز عن عراقة الفن الاندلسي الذي ازدهر بسبب دخول نور الإسلام إلى الاندلس ..!!!
فلمَ التعصب والغضب والإحتقار ..!!
آتى لمسامع الرجل الأسباني والمعلمة المصرية صوت ناعمة التي قالت بإنجليزية محترفة واثقة أشد الثقة:
بل أنت الغبي الجاهل الذي لا يفقه بتاريخ الأندلس شيئاً ..!!!
فلتتثقف يا هذا ولتعرف بأن الأندلس من الأساس لم تكن ملكاً لأحد وإننا نحن كمسلمين لم ندخلها ونسلبها ظُلماً..!!
لطالما أرض الأندلس كانت مملوكة لشعوب ليست شعوبها، أمتلكها الأغريق ثم الرومان ثم القوط ثم نحن المسلمين الذين حررناها من كل أشكال الجهل والظلم والعبودية ..!!
لا تأتي أنت وتحرف التاريخ كما يحلو لك ..!!
اصاب الرجل ذهولاً باغته بقوة من ثقة الفتاة المتحجبة وقوتها في الحديث .. وكان سيقاطعها ويكسر تلك الثقة لولا انها أسكتته عندما أردفت وهي ترفع حاجباً واحدة بثبات باسم ساخر:
حقدك وغضبك انساك بأن نحن المسلمين من بنى الأسس الصارمة لحضارة هي للآن منارة ثقافية علمية وفنية تجتذب ملايين الناس من كل بقاع الأرض ..
حضارة ازدهرت لأكثر من 800 سنة ومازال آثار ازدهارها تفوح من حنايا بلادك ..!!!
حضارة تكونت من ثلاث حضارات، بثلاث ثقافات، بثلاثة اديان سماوية،
الإسلام والمسيحية واليهودية، ولولا التعايش الذي استطاع المسلمين بعقليتهم الفذة إدراك معانيها
لكنت أنت ومن معك في غياهب الجهل والظلم للآن ..!!
ودعني اقل لك أمراُ مهماً غاب عن فهمك المحدود، لولا الأندلس التي تأسست على أيدي المسلمين
لم يكن ليدخل العلم والفن والثقافة إلى اوروبا نفسها التي كانت تقبع في وحل نتن من الهوان .. الفقر .. الجهل .. الظلم والعبودية ..!!!
ولكانت للآن تحت سيطرة الكنيسة البابوية المشهورة بظلمها الجائر على الناس ..!!!
تراجع الرجل بإحراج شديد بعد أن تسلطت نظرات الناس المحتقرة/المستهزئة .. وقرر ان يخرج من المكان لولا ان ناعمة بأن قالت بنظرة خبيثة واثقة:
أتستطيع أن تنكر بأنك الآن تخرج من إحدى آثار المسلمين العريقة التي لم يتمكن اجدادك من بناء أقل من أقل جزء منها ..!!
وابتسمت ابتسامة ساخرة وتابعت: الغريب إنهم حولوا المساجد لكنائس ولم يدركوا أنهم خالفوا الفكرة الجوهرية التي ازدهرت عن طريقها الأندلس..!!!
يالغرابة عقلياتهم ..!!
ضحك الحاضرين بزهو واعجاب لحديث الفتاة الواثقة من نفسها وخرج الرجل الاسباني بغضب واحراج تام ..
أما ذياب فتسمر كلياً فارغاً فاهه بصدمة/اعجاب/فخر ..
وقال في نفسه وهو يضحك: "ههههههههههههه يلعن بليسج يا نعوم كلتي الريال أكل بلسانج"
أتت المعلمة المصرية لناعمة وهي تكاد تقفز سعادةً: يسلم فممممممك يا بت، دنتي عسسسسل
ايه الجمال كلو ده يا خواااتي، قبتي الكلام القميل ده منيييين !!!
ده الراقل الغلس خِرس خالص بعد اللي ئولتيه ..
ابتسمت ناعمة بإحراج/خجل فهي لم تستوعب بأن حديثها اجتذب مسامع المتواجدين في المسجد إلا بعد أن انتهت:
هههههههههههههههه فديت قلبج ما قلت الا الحق ..
المعلمة المصرية بابتسامة طيبة: إنت اماراتية ..؟؟
ناعمة بابتسامة ناعمة خجولة: هيه نعم إماراتية ..
التفتت عندما أتاها صوت شقيقها الباسم بإعجاب/فخر: والله انج شنب يا نعوم .. عطيتيه من جرعاتج الصعبة هههههههههههههههه
ناعمة بابتسامة واثقة: عيل اخليه يشعن ويلعن ويهذرب على كيفه ..!!!
(يهذرب = يتحدث بكلام غير مفهوم أو بلا معنى واضح)
.
.
.
.
.
.
.
بعد عدة أيام
يــوم الخميـــس
العيـــــــــن
بكت برعب شديد وهي تبتعد عن والدتها الذي امتلأ وجهها بالبياض فجأة .. ثم اختبأت في حضن عمتها ..
حصة وهي تضحك: ههههههههههههههه حبييبي فوفووو زاغت من صبغ التشقير اللي على ويه أمهاااا
هتفت آمنة وهي تحاول امساك ضحكتها لتتمكن العاملة من حف وجهها بهدوء وتأني: انا عسب جيه ما شقرت ويهي ..
لطوف تزيغ منه وتتيبس هههههههههههههههه
العنود وهي تلتفت لابنتها الخائفة: وابووويه بنتيه ما عرفتنييي
تعالي ماما انا امج والله ههههههههههههههه
قالت شما التي كانت تحتضن فاطمة وتنتظر دورها بعد العنود ابنة شقيقها الراحل: ههههههههههههههه حبيبي اللي يخاف والله
عنوده انا عقبج ترى .. غسلي اللي في ويهج وشلي بنتج واظهري ..
مافينا على حشرتها ..
ثم نظرت الى العاملات الهنديات وهمست لها ببسمة خافتة: طاعي كيف محرجات ويخزْنّا بعيونهن ..
(غلامتين = الفتاتين)
اجابت العنود وهي تنظر للساعة: هيه ان شاء الله .. أصلا بسير أطبخ قبل لا ايعطن ولد اخوج ويحدث مالا يُحمد عقباه
(ايعطن = يعود من الخارج عند الظهر)
ضحكت ميرة وهي تختار الألوان التي تريد وضعها على اظافرها: ههههههههههه أهم شي مالا يُحمد عقباه
شما بنصف عين: ميراني لو عليج صلاه لا تحطين مناكير مايوز
(مايوز هنا تعني لا يجوز)
قالت ميره وهي تنظر لعمتها: لا عموه ما عليّه صلاه ..
دخلت أم العنود على الفتيات وهن يتزين للعزيمة المقامة غداً على شرف فاطمة الصغيرة .. وبنبرة حنونة قالت: ها عدكن ما خلصتن ..!!
حملت حصة الصغيرة فاطمة من عمتها شما وهي تقول: كلنا تقريبا خلصنا باجي عموه شما بس
هتفت شما بتساؤل لـ ابنة خالتها ام العنود: ام عنوده رمستي خالوه وقلتيلها تيي هي وموزانه ..؟!!
ارتسم على ثغر ام العنود بسمة حنونة لـ شما التي لا تنسى أحد وتسأل عن الجميع بلا استثناء .. شما التي يهمها راحة/سعادة الجميع في المقام الأول:
هيه فديتج رمستها وقلتلها
شما بارتياح: زين الحمدلله
ميره: خالوه خالووووه .. وقوم مهااااري ..!!!
ام العنود بذات بسمتها: ومهاري وامها بعد .. البارحة اتصلت بـ ام نهيان وعزمتها
حركت ميرة يديها وخصرها بسعادة وقالت: عاشووووووو .. يعيشووون يعيشوووون
فرغت العنود فاهها بدهشة: واحسرتيه على بنت العم استوت طقاقه ..
ضحك أم العنود بخفة .. ثم تسائلت بتعجب: الا عوشة وينها .. شحقه هب وياكن ..!!!
حركت آمنة شفتيها بـ بغض .. وغمغمت بخفوت لم يسمعه سوى شما: يا شين الطاري .. منو قال نباها أصلا ويانااا
رمقتها شما بنظرة لوم حادة .. ثم اجابت ام العنود باهتمام: ام زايد حليلها ميهوده من يومين وقالت خلاف بتروح الصالون
.
.
في ذات المنزل
لكن في جناح آخر ..
كانت تستفرغ ما في جوفها وعيناه تدمع بإرهاق تخلله بغض/حقد: الله يلعـ.. الساعة اللي عرست فيها وحملت .. كنت في بيت هليه مرتاحة لا ورايه هم عيال ولا هم حمال
اففففففففففففف لازم افتك من هاللي فيّه .. مابا اتحمله زود ..
خرجت من الحمام وهي تنشف وجهها بالمنشفة
اتاها ابنها زايد ممسكاً بالهاتف ويقول باستعجال: ماما ماما يدوه تباج
أخذت الهاتف .. وهتفت بنبرة مُرهقة: ألووو هلا امايه
أم عوشة بخوف/قلق امومي: هلا عوشه ..
بلاج ..؟! ..... يقولون تعبانه ..؟؟
ردت عوشة بارهاق تخلله مزاج متعكر: لا ما فيّه شي ضاربني زجام من يومين
وتعرفين عاد يوم ازجم اتلعوز وايد وامرره ماقهر شي
(ماقهر = لا اتحمل)
ام عوشة بذات قلقها الحاني: فديتج غناتي .. بييج الحينه وبوديج العيادة
عوشة بارتباك/جزع: لا لا ما يحتاي امايه .. ما فيّه الا العافية الحمدلله
خذت دوا قبل شوي وبيخف ان شاء الله
ام عوشة: ان شاء الله
هتفت محاولةً تغيير مجرى الموضوع: خبريني شحالكم شعلومكم ..؟؟
أخذت الأم بالتوغل بالأحاديث والأخبار مع ابنتها .. وقالت من بين ثرثراتها المحببة: ما خبرتج شو صااااار ..!!!!
عوشة بضجر: وشو صار يا ام حميد ..؟!
ام حميد: حرمة عمج تبا تيوز ولدها
وكأن طنينا قوياً قد دوى بشراسة على مسامعها
مـــــــاذا ...!!
أيتزوج ذلك المتكبر ويعيش براحة وهناء وأنا اترمد من القهر/الغل في حياتي ..!!
لماذا يتزوج الآن ..!!!
ألم يوحي لنا وللجميع إنه مقلع عن الزواج الى اجل غير مسمى ..!!
لا ..
لا تحرق قلبي يا هذا أكثر مما أحرقته في الماضي ..!!
لا تحــرقه لكــي لا يكتويــك بشــراره ..!!!
تمالكت نفسها المُحطمة .. واخرجت صوتها بصورة كأنها طبيعية وبسخرية تامة:
من سنين هاي رمسة ام هامل
وهاذوه ولدها عده ماعرّس ..
ام حميد بثقة: لا يختي الظاهر هالمرة خلاص معزمة صدق
وسلطان تراه كبر ولازم يعرس .. كم بيتم بليا حرمة ..!!
اشتدت قبضتها على الهاتف بحقد دفين/غيظ شديد .. وقالت بنبرة أظهرتها هادئة غير مكترثة: اهااا
الله يهنيه شو نسويله يعني ..!!
.
.
.
.
.
.
.
أبوظبـــــي
دخلت منزل توأمها الغالي لتبدأ مهمتها التي لابد وأن تفعلها كل أسبوع، فهي لا تستطيع ترك منزله الضخم من غير تنظيف ولا ترتيب لأنه ما يزال منزلاً "لرجل أعزب" ..
حتى بوجود الخدم، هي لا ترتاح حتى ترى بنفسها البيت يلمع نظافةً أمامها ..!!!
وهي في وسط معمعة التنظيف، دخل فجأة سلطان بـ بنطاله البني وقمصيه الخفيف الأبيض الذي اظهر قامته الضخمة بشكل اكثر عبثيةً .. ورجوليةً ...!!!!
صاحت سلامة وهي تحذره بصوت عالي: سلطان سلطااااان انتبه تحتك صابوووون ..
ابتسم بسخرية .. وقال بتفك اخوي لا يظهره الا امام "توأمه" فقط: استغفر الله العظيم .. يت سلامي مع صوابينها وفوطها ومخمتها .. منو مسلطنّج عليّه أبا اعرف ..!!!
وضعت سلامة يدها على خصرها وقالت بتهكم: هيه يت سلامي .. عيل أسير دبي وانا مخليه بيتك مزبلة ..!!!
قفز سلطان بخفة/برشاقة ليتجاوز الكراسي والطاولات المبعثرة في صالة المنزل ..
صاحت سلامة بخوف: سلطااااااااااان شوي شوي بتزلق ..
وصل إليها وهو يهتف بضحكة رجولية: ههععععههههههه بلاج يالخبلة لابس جوتي انا وين بزلق ..
وانحنى بجسده الطويل وقبّل رأسها مازحاً: حبة على الراس تسدج توأميه الغالية، مافينا على ريحة الكلوركس
زمت سلامة فمها وردت بتهكم: يالدب .. هب منك من اللي مودره بيتها وعيالها وياية تنظف بيتك ..
سلطان بنظرة باسمة: نحن مالنا غنى عن ام ظاعن، لكن طوليه بعمرج البشاكير شو شغلتهن خبريني ..!!
هن ترى ينظفن ويخمن ويرتبن ..
هتفت سلامة بانفعال/بعصبية عندما تذكرت الأتربة التي كانت تملأ أرجاء المنزل ما ان دخلت: امححححححق تنظيف بس امححححححق ..
انت لو شفت اللي شفته جان ما قلت هالرمسة .. لكن انت 24 ساعة خاري وما تظوي الا نص الليل ..
(خاري = خارج) (تظوي = تعود ليلاً)
والبشاكير يسرحن ويمرحن وانت لاهي في شغلك ماتدري عن حايه ..
وأردفت وهي تمسح الأرض بذات عصبيتها: ماعرف متى بتعقل وتعرس وتخلي حرمتك ترعاك وترعى بيتك ..!!!
انطفئ بريق البسمة في عيناه وهو يرى شقيقته تنفث عليه نيران تهكمها المستمر عليه بشأن منزله ...... وعروس منزله التي لم تأتِ بعد ..
وقال وهو يرفع حاجباُ واحداً ببرود: ام ظاعن متريقة فلفل اليوم ..؟؟!!
أكملت سلامة تهكمها وهي تعصر المنشفة من الماء: هذا انت كل ما نرمس في سالفة عرسك تطّنّز وتغير السالفة ..
(تطنز = تستهزأ/تسخر)
هتف سلطان بابتسامة وهو يمر من جانبها ليذهب ويبدل ملابسه: الغالية تراني مستعيل ولازم ارد الدوام الحينه
التفتت سلامة إليه .. وقالت بنبرة مقصودة ومن تحت رموشها: ترى بنت خويدم ردت الريال اللي خاطبنها ..
تسمر فجأة بمكانه ..!!!!
لا يعرف مالذي انتابه عندما سمع ما قالته شقيقته ..!!
أيفرح لأنها ما تزال حرة طليقة ..... ولم يسلبوا منه حلمه الأبيض ..!!
أم يحزن على روحه التي احترقت وتحولت لفتات رماد وهو يوهمها
بأن "تلك" له
ملكه هو فقط ..!!
وهي .... ويالخيبة وجعه .... بعيدة
بعيدة ويأبى كبريائه اللعين امساكها وتقريبها لـ يحتضن شرارات طيفها العذب ..!!
: سلطاااااااااااان سمعتني شو قلت ..!!!
زفر كبريائه المجروح بعنف وبشكل جعل سلامة تدرك ذبذبات الارتباك/الألم فيه .... وكان هذه المرة الأولى التي ترى فيها سلطان بهذا الضعف ..!!!!!
رغم انه توأمها .. الا ان الأخير كان يتفنن دوماً بإخفاء كل خلجة من خلجات روحه بمهارة ...!!!!
أحقاً ما زالت تلك الشماء لم تفارق قلبه ...!!!!
إلهي ... أهو يعشقها ذلك العشق الذي يجعله يكره الاقتران بأي حواء سواها ..!!!!
وهو .. ورغم انفعالات روحه .... الا انه قال بنبرة صقيعية خالية من الإحساس: وشو المطلوب اقول ولا اسوي ..!!
امعنت سلامة النظر في عيناه الفارغتان .. وهتفت باندفاع: لو بعدها في خاطرك بنرد نخطبها لك ..
تحول لون عيناه تدريجياً للون السواد الحالك .. ونظرته أصبحت قاتلة شرسة متفجرة بغضب أسود/بكبرياء مخدوش .. وهتف من بين اسنانه:
وظنج سلطااااان بن ظاعن بتحق نفسه يرد يخطب بنية ردته قبللللل ..!!!!!
تراجعت سلامة للخلف وهي ترى شقيقها .. ولأول مرة منذ سنوات بهذا الغضب الشديد "الشفاف"
يالله . شقيقها يتعذب .. يتعذب وللتو فقط رأيت عذابه ..
كانت تعرف بأنه كان يكن لـ شما العاطفة .. وان الأخيرة قد خسرت بحق هذه العاطفة بعد رفضها له ....!!!
رفضٌ سبب الصدمة للجميع بعد ان كانوا متيقنين ان الفتاة قد وافقت عليه حقاً ..!!!
تمنت ان ينساها .. او يتناساها ويسير قدماً بحياته ... لكنه وكما ترى الآن .. لم يستطع فعل هذا ....!!!
لم يستطع فعلها حتى بعد اثنا عشرة سنة ..!!!!
ماذا أفعل ليرتاح فؤادك أيها الحبيب الغالي ..!!!
هتفت بحزم وهو تصر على أن تعرف ما يجول في قلبه: قدر سلطان وحشيمته فوق راس الكبير والصغير
لكن يالغالي إنت تباها ..
شحقه تعذب روحك جيه ..!!!
شخر سلطان بسخرية مريرة ظهرت مع اشتعال عيناه بـ جرح متهيج: شو يضمن إنها ما بتردنيه مرة ثانية !!
هااااه ..!!!
سلامة بثقة: ما بنخطبها لك الا يوم نجس النبض ونتأكد هالمره ..
زفر سلطان غضباً بدأ يتحول لبرود فاتر .. وهتف بجمود وهو يصعد لغرفته: انا اقول طبي هالسالفة عنج أحسن .. انا ما بوطي خشميه مرتين .. لا أبا بنت خويدم ولا غيرهااا ..
ذهب تاركاً اخته واقفة وتفكر بطريقة تمكنها من معرفة السبب الذي جعل شما ترفض شقيقها
الذي "لا يُرفض" ..!!
.
.
.
.
.
.
.
اسبانيـــا
قرطبــة
أمضت ناعمة ومعها روضة والطالبات في أول أيامهن في قرطبة بحضور برنامج مدته أربعة أيام في جامعة قرطبة ..
والبرنامج كان السبب الحقيقي لسفر الطلاب إلى اسبانيا، فـ ناعمة عندما سمعت بالبرنامج المقام في اجازة نصف السنة الدراسية ..
لم تتردد ثانية واحدة في تقديم طلب لحضورها مع المدرسة الثانوية ..
فهذا كان حلمها ..!!!
ومن جانب آخر لتتذوق القليل من روعة/جمال السياحة الأندلسية العبقة ..
بشكل عام كان البرنامج يعرض أهم الأحداث التاريخية والفاصلة التي حلت بالقرطبة وبالحضارة الأندلسية قديماً ..
بدأت بـ محاضرة تقديمية وترحيبية على الطلاب، وجولة على جميع أقسام قسم التاريخ وفروعها، ثم فلم وثائقي عن المعالم الرومانية، الاسلامية، المسيحية، واليهودية في قرطبة ..
وفي اليوم الأخير أي هذا اليوم، عُقدت مناظرة كانت والحق يُقال حماسية وناجحة نجاح منقطع النظير بين دكتور اختصاصي أدب وعلوم انسانية من جامعة القيروان وأثنان آخران من ماليزيا واسبانيا نفسها ..
بعد المناظرة، خرجوا من الجامعة عائدين الى الفندق
روضة بسعادة: اففففففف واخييييييراً خلص هالبرناااااااامج
ما بغيييينا ..
ناعمة بابتسامة رقيقة: لا بالعكس كان ممتع وحلو .. عن نفسي حبيته واستفدت منه وايد ..
روضة بنصف عين: على فكرة ما كنت اتوقع منج غير هالتعليق
ناعمة بضحكة خفيفة: ههههههههههههه اجذب عليج يعني واقولج عكس اللي فيّه ..!!!
أتتها طالبتها زينب وهي تهتف بتساؤل: أبلة ناعمة، متى بنروح نشوف مدينة الزهراء اللي رمستي عنها قبل ..؟؟
ناعمة بتفكير: امممممم والله ماعرف فديتج متى .. يه العصر أو باجر ان شاء الله
وأردفت وهي تستدير لـ أخيها الذي كان يمشي ويتحدث مع القنصل الاماراتي في قرطبة: بتخبر أخويه خلاف لأنه هو اللي يتفاهم مع مسؤول الجولات ..
.
.
هتف ذياب وهو يصافح القنصل الإماراتي بابتسامة رجولية: عيل سلملي على بوهناد ما كنت ادري انه يصيرلك ..
القنصل بذات ابتسامة ذياب: يبلغ يا بن هامل ان شاء الله
وأردف بتساؤل: في أي قسم تشتغل في وزارة الخارجية ؟!
ذياب: في الشؤون الاقتصادية ..
القنصل بابتسامة: اووه عند بومحمد
ذياب: هيه نعم
القنصل: سلم عليه عيل
رد ذياب بابتسامة خفيفة: يبلغ ان شاء الله ..
.
.
.
.
.
.
أبــوظبـــــي
دخلت المنزل وعلى ثغرها ابتسامة خبيثة وعيناها لا تفارقان شاشة الهاتف ..
وهتفت في نفسها بمكر انثوي بالغ: هههههههههههه مصيري اييب راسك يا حلوو ..
فجــأة ..
اتاها صوت خشن متهكم: ما شاء الله تبارك الرحمن اخيراً شرفتي ختيه العزيزة ..!!!
استدارت وعيناها الباسمتان تتحولان بشيءٍ من السخرية واللامبالاة: اوووه الشيخ مانع هنيييه ..!!!
مب بالعاااااااااده ..
رد مانع بحدة ساخطة: ييت اشوف المصخرة اللي تستوي من وراايه ..
شو اللي مأخرنج الشيخة اليازية ..!!
احيد دوامج يخلص 2 مب 5 ..!!!
أتت أم مانع وهي تحمل صينية الفواكه وتضعها على الطاولة .. ثم قالت بتوتر/خوف: اماية يزوي وينج ...!!
تحيرتي وااااايد ..
خلعت اليازية عباءتها بنظرة ثلجية .. وتحركت باتجاه الحمام وهي تقول بنبرة تشبه نظرتها: كان عندنا اجتماع في الشركة وتأخرنا ..
فيهااا شي ..!!!!
لحقها مانع وامسك كتفيها بقوة مؤلمة .. وهتف بغضب شديد: عندكم اجتماااااع و لا تسترغدييين من وراااااااناااا ..!!!
صرخت أليازية بغضب ناري وهي تحاول فك يد شقيقها من عليها: يالغبي شل ايدك عني شو هالهمجية هااااي ..!!!
دفعها باحتقار تام وهو يوجه حديثه لوالدته بصوت عالي حاد: جابلي بنتج هالهايتة، وان تأخرت مرة ثانية خبريييني تسمعييين ...!!
وخرج من المنزل بعد أن أغلق الباب بقوة ارتعدت على أثرها جسد ام مانع الضعيف ..
وضعت الأم يدها على جبهتها وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل، صبرك ياربي كم بتحمل انااا ..
أتت اليازية الغاضبة وهي تتهكم بحدة: ولدج الهمجي شو يبا مني بالضببببط ؟؟
اربع وعشرين ساعة برع البيت وما يدري عن هوا دارنا
ويوم يرد يعصب علينا ويزاعج ويتفلسف ويروووح ..
قوليله ماله خصصصصص فيييه
ماله خصصصصصصص ..
حملت حقيبتها وعباءتها وهرولت باتجاه غرفتها وهي تشتم شقيقها باحتقار/بغض ...
زظلت أم مانع جالسة لوحدها في الصالة بحزن ولوعة على حال هذا البيت الذي فقد معاني الارتباط والاحترام واواصر المحبة ..!!!
.
.
.
.
.
.
.
العيـــــــن
كانت آمنة جالسة على الأريكة الطويلة وتتلمس بغنج انثوي مشتاق شعر زوجها الوسيم الذي وضع رأسه على فخذها ليغفى قليلاً بعد أن قطع طريقاً متعباً من العاصمة إلى العين ..
همست بدلال ينضح رقةً في أذنيه: حبيبي
كان بطي غارقا في قيلولة لذيذة بين جنبات رائحة زوجته المسكرة .. الا انه سمعها وهي تردف بذات الدلال بصوتها:
بطي حبيبي بيأذن المغرب
حرك بطي رأسه حتى اصبح وجهه امامها .. وغمغم بنعاس: همممممممم
اتسعت ابتسامتها وهمست بـ غنج وهي تقبل أنفه الطويل: نش حبيبي يلا ..
فتح عينه اليمنى فقط .. وظل يتأمل وجهها البدري بنظرة طويلة هاتفاً بعدها بنبرة ناعسة خشنة "ثمل": لعنبو هالمبسم كيف انه يتل القلب من اقصاه ..
تجمدت يد آمنة التي تلاعب شعر بطي واحمرار غزا وجهها من كلماته العذبة ..
امسك بطي يد محبوبته وقبّل باطنها بهيام واكمل بابتسامة رجولية كسولة:
تولهت على دفاج ..
ارتفع صدرها وأنفاسها أصبحت ثقيلة من شدة الخجل ومن قوة عاطفة "هذا المجرم" .. وهمست بخفوت غارق بالعشق:
وانا تولهت على عيونك حبيبي ..
استمرت موجة العشق الخافتة بين العاشقان مدة من الزمن ..
إلى أن قام بطي من احضان زوجته ليتوضأ ..
بعد أن دخل الحمام .. سمعت آمنة نغمة هاتفه الذي ينبأ عن قدوم اتصال قادم
لم تعره اهتمام في المرة الأولى .. لكن زوجها أخرج رأسه من باب الحمام وقال: حبيبي طاعي منو داق ..
اخاف ها المقاول يباني في شغل مهم ..
التفتت آمنة لتلتقط هاتف زوجها: إن شاء الله حبيبي ..
فتحت قائمة المكالمات الفائتة ورأت بأن المتصل هو المقاول بعينه من الإسم المخزن، لكنها قطبت حاجبيها بتساؤل وهي تنظر لكثرة عدد الاتصالات المستقبلة من رقم واحد مميز ..!!!
أخذت تفكر وتتذكر ما اذ تعرف صاحب الرقم المميز أم لا ..!!
لكنها لم تعرفه
وفجأة باغتتها رسالة قادمة، وبعفوية شديدة فتحتها:
"تـــرى الشــــوق غــــلاب يـــا ظـــــالم"
اتسعت عيناها ونظرتهما ترتجفان بتساؤل/حيرة وأخذت تفكر بارتباك:
شوق وظالم ..!!!
منو اللي بيطرش لـ بطي هالكلام ..!!!
تمعنت النظر في الرقم المرسل ورأت بأنه هو ذات الرقم المتكرر بشكل ملاحظ في قائمة الاتصالات ..!!
بدأت دقات قلبها تدق دقات شك وتساؤل عن هوية الشخص ..!!
هي من المحال أن تفكر بأن بطي يخونها، أو يتلاعب من ورائها ..
ليس بسبب ثقتها العالية بـ حبه لها .. بل لأنه يخاف الله ويحرص على الابتعاد عن حرماته ..!!!!
خرج بطي من الحمام وابتسامة تنور ملامح وجهه: ها منو طلع ..؟؟
وضعت آمنة الهاتف على المنضدة وملامحها لا تُفسّر من شدة غرقها في بحر الشك/الحيرة: المقاول ..
.
.
.
.
.
.
.
أبـــوظبـــي
أتاه اتصال وهو في قمة انغماسه بأكل تلك الفاكهة الجديدة التي بين يديه، لم يعر الاتصال أدنى اهتمام فهو ما إن يرى جنس بنات حواء حتى يفقد حواسه الخمس عن كل أمر كبير وصغير ..!!
وفي وسط الاندماج توقف وصلح للفتاة بعصبية تخللتها احتقار شديد: وانا ماخذنج مسيار يا الـ..... عشان تتيمدين عندي
إلتعني عن ويهي لا بركتن فيج من بنية ..
وكرر بزمجرة شديدة الغضب/القسوة: إلتعنننننننننني اقووووولج ..
قامت الفتاة المرتعبة التي ما كانت إلا إحدى ضحايا الفقر والحاجة اللذان اضطراها لبيع حياتها وجسدها سبيل حفنة من المال .. ثم دخلت الحمام وهي ترتجف خوفاً/ألماً/ذلاً ..
زمجر الرجل باستياء عصبي وهو يشتم الفتاة التي لم تتجاوب مع رغباته الحيوانية ..
أمسك هاتفه ليرى المكالمات المهمة التي فاتته ..
قطب حاجبيه بتفكير وهو يتصل على رقم فاته قبل قليل ..
وبصوت حازم خشن قال: ألووووو
الآخر رد عليه بعربية متكسرة/خبيثة: أهلا أهلا بالسيد ئبدالوهاب
أبا مرشد بنبرة متعالية غاضبة: بومرشد يا وووولد ..
الآخر بخبث باسم: اوووه اني اسف أبومرشد فلتئزرني ئلى ئفويتي (فلتعذرني على عفويتي)
أبا مرشد بذات الغضب المستاء الذي يريد اخراجه بعد الذي حصل قبل قليل: خلصني انت منوو ..!!!
الآخر بذات اللسان المتكسر وذات الخبث: اووووه ألم تئرفنييي يا سديكي..؟؟؟ (ألم تعرفني يا صديقي !!)
انا آندي ..
رفع حاجبه الأيسر بتساؤل خشن: آندددي ..!!!
صمت وهو يشعل سيجارته، وبعد أن نفث الدخان قال بذات خشونة صوته:
وين غاط انت .. !! امره مالك حس ..
(غاط = مختفي)
رد آندي بنبرة متلاعبة ظهرت مع عربيته التي إرتكّت داخل لسانه الفرنسي:
كنت استجم كليلا كبل أن يبدأ اللئب الهكيكي (كنت استجم قليلا قبل أن يبدأ اللعب الحقيقي)
أبا مرشد بنبرة صارمة حذرة: ومتى بيبدا اللعب الحقيقي على قولتك ..!!
آندي بابتسامة خبيثة: هذا السبت يا سديكي (يا صديقي)
نهض أبا مرشد بصدمة: هالسبببببببت ..!!!!
بغضب كاسح اردف: ليش ما تقولووولي من قبل ..!!!!
رد آندي بضحكة باردة: هههههههههه اهدأ يا سديكي اهدأ .. انا شخصياً لم أئرف إلا منذ كليل
فجمائتنا لم تتأكد الا اليوم من المكان الذي سنجتمئ فيه ..
(اهدأ يا صديقي اهدأ .. انا شخصياً لم اعرف الا منذ قليل فجماعتنا لم تتأكد الا اليوم من المكان الذي سنجتمع فيه)
أبا مرشد بتهكم حاد: خبرني يلا وين بيكون الاجتماع ..!!!
آندي: سيكون إن سبين (في اسبانيا)
تهديداً في ........
.
.
.
.
.
.
.
اليــــوم التــــالي
الجمعــــــــــة
كان بيت خويدم الكبير كخلية نحل كبيرة، فتلك تنظف المجلس وترتب طاولاته بتناسق، وتلك تغسل الصحون والأكواب والملاعق، وتلك مع شقيقتها يصنعان الحلوى والأطايب والسلطات
وتلك تبخر المنزل وتعطر أجوائه بروائح عودية تُسكر الحواس ..
ما إن انتهين النساء والفتيات من التنظيف والترتيب حتى دخلت كل واحدة منهن حمامها الخاص واستحمت لتخرج وتتزين بعدها ..
خرجت شما من الحمام وهي تنشف شعرها الطويل بأنفاس منهكة ووجه محمَر من أثر بخار المياه الحارة
وقفت أمام المنظرة لتتأمل ملامحها الناضجة بالفتنة .. وهمست لنفسها بعد أن زفرت زفرة موجعة عميقة:
يلين متى يا شما بتمين جيه ..!!!!
يلين متى بتمين تضيعين شبابج على انسان ما يفكر بج ولا حفلبج من الأساس ..!!!
(حفلبج = اكترث لك)
وابتسمت بخفة ساخرةً من حالها البائس: والمشكلة جرحج ..؟!
كيف تفكرين انتي يا شما ؟!
كيف ؟؟
تنهدت وأخذت تضع مرطب الوجه ومرطب العين بذهن شارد تماماً
ذهن رفرف مع ذكريات "كانت" مفرطة بالجمال ..!!!
.
.
قبــل 13 سنــة
كانت جالسة كعادتها اليومية في حديقتها الغناء التي تقبع خلف البيت بجانب المطبخ الخارجي
وتقطف زهور الفل والياسمين لتنسق باقة تهديها لمعلمتها التي تعزها كثيراً في الغد ..
قالت وهي تفكر بطفولية عذبة: اممممممم وينه مرشيه مال الماي ..!!
التفتت وهي تحاول تذكر أين وضعته ..!!
مشت لحيث النخيل المتواجد في باحة المنزل الأمامية ورأت بخاخ الماء الصغير ذات اللون الأنثوي على التراب الخصب
حملت البخاخ وهمت بالرجوع إلى حديقتها .. ولكنها تراجعت برعب وهي ترى سيارة أخيها بطي تدخل البيت فجأة ..
ما إن لاحظت وجود رجل غريب بجانبه حتى اختبأت بين الحائط والنخيل الذي اخفاها عن الأنظار ..
وقفت مكانها وساقيها ترتجفان .. وأخذت تدعو ربها أن لا يراها أحد ..
كان قلبها يدق بشدة والعرق بدأ يتصبب من وجهها الصافي .. وحر الشمس بدأ يسبب دوار طفيف في رأسها ..
خرج الشابان من السيارة ..
ورأت أخاها بطي يجلس فوق مقدمة سيارته بجلسة مسترخية كسولة .. والآخر واقف بوقفة مسيطرة متفجرة بسمو النفس عاقداً ساعديه أمام صدره الرحِب ..
بدأت دقات قلبها تصدح أرجاء دماغها المرتعب
يا إلهي ماذا سـ تفعل ..!!
تقسم بأنها سـ ترى رأسها معلقاً امام عيناها لو "فقط" اشتم بطي رائحتها قريبةً منهم ..!!!!
يا إلهي ..!!
أكان يجب عليها أن تخرج الآن وتنسق الباقة ..!!
لمَ لمْ تنتظر قليلاً ..!!
يالغبائها ..
افففففففففففففف
اختبأت إلى أن لاحظت بأن أصوات شقيقها والرجل الذي معه اختفت تماماً، أخرجت رأسها قليلاً لتتفاجأ بأن الرجل الغريب ذو القامة الضخمة الطويلة مازال موجوداً وكأنه ينتظر أحداً ما ..
استغلت الفرصة لتتأمله وتمسح بناظريها ملامحه التي فتنت مقلتيها بصورة غريبة ........ مؤلمة ..
توردت خدودها .. وشعرت بضربة قوية على قلبها ... وانقلبت نغمات خفقاتها بلحن شديد الثوران .. والهيجان ...!!!!
خفقات اصطدمت بـ خجلها .. روحها العذرية .. وزلزلت كيان براءتها ...!!!
ظلت على وقفتها المتأملة وعيناها تغرقان في بحر هيبته المفرطة ..
إلى أن لمحت من بعيد قدوم شقيقها بطي ويداه تحملان أكياس عدة ..
أخذ الرجل الغريب الأكياس وسلم على بطي .. ثم دخل السيارة وخرج من باحة المنزل ..
خرج الرجل الغريب كما دخل جاهلاً أمر الصبية المختبئة ... وما حلّ بقلبها الذي تشبث بمعالم رجوليته الصرفة بجنون ..!!
وبعد سنة واحدة، كانت صدمتها أقل ما يقال عنها بالشديدة ... عندما علمت بأن الرجل ذاته الذي أحبته وتعلقت بخياله العـذب هو نفسه يطلبها للزواج ..!!
كيف ولماذا ومالذي حصل ..... هي لا تعرف ابداً ..؟؟
الذي تعرفه أن في تلك الليلة لم تنم من فرط سعادتها ... من شدة ارتباكها الذي تفجر مع حيائها الفطري ..... وبسبب اشتعال احلامها الوردية بـ حياتها القادمة معه .....
ولكــــــــن
ذلك كله طار بخفة كما تطير الأوراق المحترقة السوداء بـ ترمد باهت فاقداً للحياة ..!!!!
طار عندما عرفت بأن الرجل الذي احبته وتعلقت به لم يكن ليفكر بها كأنثى تستحق الحب والاحترام ...... لم يكن ليفكر بها كأنثى تستحق عزة نفس بعد ان مارس اجرامه عليها بشكل بشع/وحشي ...!!
.
.
رجعت لأرض الواقع وهي تقبض بيديها زاوية طاولة الزينة بشدة ... ووجهها تحول لجمود قاسي
وهمست بخفوت مرتجف/بقوة عاطفة مجروحة:
خلاص لازم اعدي هالمرحلة من حياتي .. عمري بيضيع على أوهام رسمتها انا بغباء في خيالي ..
وإنت يا سلطان
صدقني إنك فقدت أغلى قلب حبك ودسته
صدقني ..!!!!
تنفست بعمق لتبث في روحها طاقة ايجابية تخولها لرسم بسمة شفافة على ملامحها ..
وضعت اللمسات الأخير من مكياجها الناعم ورتبت شعرها الذي لم ينقصه سوى تجفيف خفيف بمجفف الشعر ويصبح في أروع حلة ..
نزلت فيما بعد لتشرف على الأوضاع بشكل كامل قبل أن يأتوا الضيوف ويجتمع الجميع على الغداء ..
.
.
.
.
.
.
.
اسبانيـــــا
قرطبـــة
كان الهواء العليل يهب بنسائمه المنتعشة أجواء المكان الذي حام حوله عبق أطلال ماضٍ مجيد، وأبداع فن كان ولازال من أهم الفنون التي شهدها العالم أجمع ..
هتفت الأخصائية مريم بانبهار وهي تصور الأعمدة نصف المحطمة والتي كانت من بقايا مدينة الزهراء الفاتنة: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله، منو يصدق إن المسلمين في العصور الجديمة كانوا بهالإبداع الفني والعمراني ...!!!
أنا عن نفسي ما اكتشفت هالشي الا الحينه ..
أردفت ناعمة بنظرة لامعة تنتعش بالفخر: كانوا أقل من مبدعين وفنانين، وعبدالرحمن الناصر يوم قرر يبني هالمدينة كان هدفه إنه يحولها لمدينة عالمية تنافس كل المدن اللي كانت مزدهرة في ذاك العصر وقدر يحقق هدفه وخلى مدينته تحفة معمارية اييها القاصي والداني من كل مكان، سواء للتعليم أو العلاج أو التجارة أو السياحة ..
الطالبة حمدة وهي تتسائل: أبلة أبلة، عبدالرحمن الناصر هو صقر قريش صح ..؟!
اجابتها ناعمة وهي تهز رأسها بـ "لا": لا لا صقر قريش هو عبدالرحمن الداخل الأموي، ومؤسس مدينة الزهراء عبدالرحمن الثالث أو الناصر اللي انا ارمس عنه يكون حفيد الأمير عبدالله واحد من أحفاد عبدالرحمن الداخل وسابع أمراء الأندلس ..
حمدة: يعني عبدالرحمن الداخل يده العود
ناعمة بضحكة خفيفة: هيه يده العود على قولتج
أتتهم زينب مهرولةً بسعادة .. وبيدها حبات من الزيتون الأسود الطازج: أبلة ناعمة شوفي شو لقييييييييت ...
اتسعت عينا ناعمة وهي تتساءل ببسمة حلوة: من وين يبتي هالزيتووون ..!!!
لفت زينب رأسها وهي تأشر على شجرة زيتون كبيرة قريبة منهم: من هاييج الشيرة ..
ثم أشرت لعلى رجل طويل القامة يصور المناظر الطبيعية من بعيد: هذاك الريال الهندي قطفلي الزيتون يوم شافني اناقز تحت الشيرة وما رمت اقطفهم ..
حمدة: ههههههههههههههههه مشكلة ياخي السيدة ملعقة ..
مدت زينب لسانها وقالت بتهكم: ها ها ها ما يضحك ..
ناعمة بنصف عين: قلتلكن ألف مرة خلكن عداليه ولا ترمسن أي واحد غريب
(عداليه = بقربي)
زينب بفم مزموم: أبلة هو ياني ورمسني مارحتله أنا
ناعمة بذات النظرة: زين يلا امشن جدامي
وأخذت تبحث عن روضة بعيناها: بنات شفتن أبلة روضة ..؟؟
: بخخخخخخخخخخخخخخ ..
صرخت ناعمة بجزع: وابوووووووويييييي .. يعععلج يا رويضضض ريل يععلمج المذذذذهب ..
ضحكت روضة بصوت عالي .. ثم هتفت بخبث متلاعب: آمييييييييين وانتي معايه في نفس الليلة ..
ناعمة بغضب طفيف: وين تختفين انتي ..؟؟؟
روضة: هههههههههههه ام حمودي ردت من صلالة ودقت عليه تسلم فديتها ..
توني مسكره عنها ..
اختفى الغضب من ملامحها لترتسم بدلاً عنها ابتسامة دافئة .. وقالت:
فديت أم حمودي ياربي ولهت عليها والله
روضة: شو سويتن من ورااايه اعترفن يلاااا ..
هتفت ناعمة وهي تضع جهاز الكاميرا الخاص بها في حقيبتها: ماشي قعدنا نصور ونتكلم شويه عن مدينة الزهراء
روضة: ايووووووا .. انزين نعوم حبيبتي لا تنسين تسويلي كوبي من صورج .. تصويرج احلى عن تصويري ..
ناعمة بخبث باسم: ما نعطي شي ببلاش نحن
روضة بتهكم رقيق: نعوووم عاااااد عن السخااااافه ..
ضحكت ناعمة: ههههههههههههه زين زين افففف حشرتيني ..
ومشت مع روضة والفتيات إلى أن وجدن انفسهن بقرب الرجل الهندي الذي قطف لزينب حبات الزيتون ..
وبطفولية لعوبة من حمدة: كيسااااااهيييييي ؟؟؟
التفت إليهم الرجل ذو الطوق الأسود الموضوع فوق رأسه ليرفع شعره إلى الوراء كما حال الشباب هذه الأيام ..
عدل نظارته ذو الإطار الأخضر الفسفوري فوق انفه وهز يهز رأسه بابتسامة كبيرة بلهاء: تيك هييييي (انا بخير)
وبانجليزية تخللتها لكنة الهنود المعروفة: وات أباوت يوووو ؟!
هزت حمدة رأسها ببلاهة مضحكة: آم فيري قوووود شكرياااا ..
فرغت روضة فاهها بـ دهشة .. وهتفت بصوت عالٍ غير مبالية للهندي الذي لا يفقه العربية: يخرب بيتج يا حمدووه ماخذه راحتج في السوالف مع الرياااال ..
ضحكت زينب لتقول: هههههههههههههه أبلة روضة، حمدوه مدمنة أفلام هندية وتحب الهنود وايد ..
جرت ناعمة يد حمدة التي مازالت تهز رأسها بشكل مضحك .. وقالت وهي تكتم ضحكتها بقوة: حسبي الله على عدوج يا حمدوه بسج هز هززتينا وياااج ..
ابتعدوا قليلاً عن الرجل ومازالت ابتسامته الكبيرة ترسو فوق ثغره ..
هتفت روضة بحالمية مضحكة ناسيةً أن طالباتها معها وان الرجل مازال قريباً منهم وسمع احاديثهم:
اف اف اف يا نعوم يلعن شكل ابليسه مزيوووووون ..
وأردفت بعينان تملأهما القلوب بشكل كرتوني: متأكدين ها هندي يا جمااااااعة ..
حمدة بذات الحالمية: آآآآه والله صدقتي يا رويض اسميه صارووووووووخ ..
ضربت روضة مؤخرة رأس حمدة وقالت بتهكم: رويض أونه .. وين راحت هيبتي يا مسودة الويه..!!!
حمدة بفم مزموم متهكم: يوم نرد المدرسة بنردلج هيبتج، خلينا الحين ناخذ راحتنا بشوفة هالويوه السمحة
ناعمة بضحكة لم تستطع كتم رناتها: ههههههههههههههههه امفففففففف عليكن من بنيااااااات تتغزلن بالريال وهو عدالكن .. لو هو يعرف عربي وفهمكن شو بتسون ..!!!!
(امف = تعبير شعبي يخرج عند التهكم والاستنكار)
روضة بضحكة خفيفة: ههههههههههه لا لا ماظنتي يعرف عربي شكله هذا مودرن هب شرات هنود بلادنا ..
التفتت ناعمة للرجل الذي مازال مبتسماً لتقول بنبرة أنثوية لعوبة: يا جماعة من حيث إنه مزيون فهو تعدى مرحلة الزين والله هههههههههههههههههههههه
صفرت زينب وهي تصفق بشقاوة مرحة: اوووووووووه أبلة نعوم انحرفت بعدددددد
قرصتها ناعمة برقة وهي تضحك بنعومة: هههههههههههههههه نعوم في عينج خلي هيبتيه في حالها ولا تقربين صوبها
وأردفت وهي تدفع الفتيات من أكتافهن بعجلة: يلا يلا امشن جدامي بطينااا على الباجيين ..
.
.
.
.
.
.
.
دبـــــــــي
كان الرجل المُسن جالساً لوحده في الجلسة العربية أمام باب صالة المنزل ..
واشعل مدواخه وهو يهز عصاه امامه ..
كان شارد الفكر لمكان بعيد، بعيد جداً ..!!
آآآآه .. إن السنون قد تراكمت بحزنها ووجعها على قلبي المُسن ..
أكُتب علي أن أشهد بعيني فراق زوجة حبيبة، وابنة مدللة ..!!
أكُنت من الرجال الذين كُتب عليهم أن يبكون فقد إناث كنّ فراشات تطير في سماء قلوبهم
وفضاء ارواحهم ..!!
نيلا
يــا نيـــــلا ..
يـــا خفقـــات عمــــر أبــــيكِ
كيف ذهبتِ هكذا من غير أن أشم رائحة قبلتك على كفوفي المجعدة ..؟؟
أخبريني كيـــــف ؟؟
قاسية أنتِ يا مدللة ...... قاسية ..
رحلتِ وأخذتِ معك جمال دنيا ناصعة البياض
وضحكات كانت من إرث روحك الطاهرة ..!!
آآه يا ابنة الروح ..
مسح جانب وجهه وشيب لحيته الرمادية بيده اليمنى "التي ارتعشت من عظم حزنه".. وقال بنبرة مبحوحة خافتة:
ربي يرحمج ويغفرلج يا بنتيه .. ويرحم ريلج وولدج الغالي عبيد ..
وبشوق كبير داهمه على حين غفلة .. صاح بأحدٍ يجلب له الهاتف: عبيييييييييد .. بو نهياااااااااااان
حمممممممممممد ..
حد فيكم اييبلي التلفون ابا ارمس ولديه حاااارب ...
كان حمد ينزل من الدرج صدفةً عندما سمع نداء جده: لبيه يديه آمرني ..
الجد بصوت مبحوح عميق: فديتك حمد هاتلي التلفون ابا ارمس حارب
حمد وهو يخرج هاتفه: تامر يا بوعبيد الحينه بتصلبه
أتصل بـ حارب ووجد أن هاتفه مغلق ..
قطب حاجبيه باستغراب: يديه تلفونه مبند
هتف أبا عبيد وتنفسه بدأ يثقل وبحة صوته تكاد تخنقه: وينه حارب ..!!
تولهت عليه وعلى اخته موزانه ..
حمد بابتسامة مطمئنة: ماعليك الغالي .. برد اتصلبه إلين ما يرد عليه وبخليه يرمسك ..
.
.
.
.
.
.
.
العيـــــــــن
كان مجلس النساء يعج بصخب لعب الأطفال وأحاديث النساء والفتيات وضحكاتهن الممتلئة بالبهجة والاستمتاع ..
ام مهرة بابتسامة حنونة: يلا ميراني شدي حيلج هالسنة انتي ومهاري ..
نباكن تييبن نسب ترفع الرااااااس ..
ميرة بخجل طبيعي: ان شاء الله خالوووه ادعيلنا انتي بس
مهرة بنصف عين ماكرة: امايه ميروه ما تذاكر أصلاً وين بتييب نسبة حلوة ..!!
قرصتها ميرة بحنق .. وقالت: اشششش انتي .. لا تخربين سمعتيه عند خالوه فديتها
ادرس انا ادرس .. حتى سألن حصوه هي مجابلتني 24 ساعة ..
حصة وتأشر بيديها بسخرية: انتي كتبج ما تعرفين وينهن اصلاً
ضحكن الأمهات والفتيات على تعليق حصة الذي اثار غضب ميرة وقالت بفم مزموم:
والله ادرس، حصوووه تخرط عليكن ..
شما بمكر باسم: هذا الميدان يا حميدان
الفصل الثالث بيبدا هالأحد والامتحانات بتهل عليج وبنشوف شطارتج عاده ..
ميرة بتهكم طفولي: ماعليه بتشوفون كلكم ميرة بنت عبدالله كم بتييب ..
العنود بابتسامة ناعمة: عنيه افدا ميرة عمة العيال والله ..
محد غيرها اللي بتييب أعلى نسبة ان شاء الله ..
ميرة بابتسامة كبيرة وهي تقبل خد ابنة عمها وزوجة شقيقها: اممممموووووواححححح
ويلوموووني بحبج يالقلب .. انتي اللي تعرفين وتقدرين مواهبي يا ام مااااااايد ..
هتفت عوشة بنبرة نزقة ساخرة: الله يستر بس اخاف عقب تيبيلنا في ال 60 ويبتلش ابوج فيج وما يحصل جامعة تقبلج ..
آمنة بغضب حاولت اخماده تحت نظراتها الباردة المستهزئة: تييب في ال 60 وتنجح أحسن من ما تعيد السنة 3 مرات ..
صمت فجأة كل من في المجلس بتوتر الا حصة وميرة اللتان كانتا تكتمان ضحكاتهما بأصابعهما ..
عضت أم سيف شفتها السفلى وهي تسب في قرارة نفسها لسان شقيقتها آمنة الذي لا ينفك يخرج سليطاً على عوشة دوماً .. وبنبرة خافتة همست لوالدتها ام معضد: بنتج أمون متى بتيوز عن سوالفها ..!!!
هزت ام معضد والدة شريفة وآمنة رأسها بقلة حيلة ثم اجابت بحدة خافتة: ماعرف شو اسوي في هالبنية .. غدت حرمة وام عيال وبعدها ما ودرت شطانتها ..
من جانب آخر ...
قبضت عوشة يديها بقوة وهي تشتم آمنة في داخلها والغضب يكاد يعمي عيناها ..!!!
لكنها قالت ببرود ولامبالاة أظهرتهما بقوة شديدة: والله على ايامنا المناهج كانت صعبة وايد هب شرات الحينه
كانت سترد عليها آمنة بسخرية لكن شقيقتها أم سيف اسكتتها بأن قالت: هيه والله صدقتي يا ام زايد لوّل المناهج كانت صعبة محد يروم عليها ..
اقتربت ميرة من خالتها آمنة لتهمس لها بشقاوة مُستمتعة: يسلم يمين من رباج يا بنت عيسى ..
آمنة بفم مزموم مغتاظ: ما خلتنيه امج اكمل ولا كنت راويتها جيمتها بنت ابوووها ..
التفتت لترى شما ترمقها بنظرات غاضبة: وابويه طاعي شميم شقايل تخزني بعيونها هههههههههههههههه
(شقايل = كيف)
انضمت حصة لهن وهي تهمس: ايه خلاص اسكتوا طاعو يدوه محَرجه واطالعنااا
(محَرجه = معصبة)
قالت أم نهيان وهي تلتفت لموزه الصامتة: اشحالج موزه امايه ؟!
موزة وهي تأشر: انا بخير الحمدلله انتو اشحالكم واشحال يديه ..؟!
فهمت أم نهيان اشاراتها البسيطة وابتسمت: طيبين ما نشكي باااااس ويدج تراه يباااااج تيينه انت وحارب يقول متوله عليكم وايد ..
ابتسمت موزة ابتسامة ناعمة كنعومة ذرات الثلج: فديت يديه يا ربي .. بييكم ان شاء الله جريب ..
أمضين النسوة في احاديثهن ومواضيعهن اليومية التي لا تنتهي حتى نهضت أم نهيان وقالت باعتذار:
اسمحولنا عاده بنترخص عنكم ..
أم سعيد: افااااا يا ام نهيان وييين .. تقيسون الدرب وتروحون ..!!
أم نهيان: ماعليه فديتج السموحة منكم .. قوم بوظاعن عم العيال يايينا من بوظبي وما نبا نبطي عليهم ..
ميرة باستياء: ما شبعت من مهااااااري
مهرة بذات استياء صديقتها: ولا انا والله ..
أم نهيان: اقربوا صوبنا يا جماعة ونوروا دبي ..
ام العنود: ان شاء الله يا ام نهيان لازم نردها لكم فديت قلبج ..
سلمن النساء والفتيات على بعضهن أمام الباب ثم خرجت أم نهيان مع ابنتها ..
أم سيف بصدمة وهي تضع يدها على خدها: طاعوووووو أم نهيان نست صواني العيش والهريس ..
والتفتت الى حصة باستعجال وقالت: حصووه حصووه سيري إلحقي عليهم قبل لا يتحركوووون ..
لبست حصة غطاء رأسها بسرعة وهي تبحث عن حذائها لتلبسه ..
خرجت للخارج وهي تركض لتوقف السيارة ..
لم تكد تمسك مقبض باب باحة المنزل حتى فُتح الباب بقوة شديدة أدى لارتطام زاويته برأسها ..
صرخت بألم شديد وهي تتراجع للخلف: آآآآآآآآآي ..
مسحت على رأسها وهي تشعر بدوار والرؤية تشوشت امام عيناها .. وزمجرت بتهكم غاضب: علكم الدحق ماتشوفون انتوو ..!!! عمياااااان ..!!
اتاها صوت خشن ذو بحة متغطرسة متعالية لكنها لم تتجاوز حدود اللباقة: السموحة ختيه ..
ثم أكمل سيره للباحة حيث توجد أطباق الطعام الكبيرة من غير أن يلتفت إليها ابداً ..!!!
حمل الأطباق الثقيلة بخفة وهو غير مبالٍ ابداً بتلك التي تتوجع من رأسها ...
وبغضب قالت حصة في نفسها: الحماااااااااار الخقاااااااااااق ماعرف على شو رافع خششششمه
لكن هالويه انا وين شفته ..!!!!!!
وين شفته يااااااربي وووووين ...!!!
اتسعت عيناها بصدمة عندما تجاوزها ليخرج للخارج ...
وبلا احساس منها قالت بنبرة حادة خافتة وصلت مسامع الرجل: اوووويه انت المغازلجي اللي تحرشت في البنية في دبي مووووول ..
توقف.. واستدار ببطئ قاطباً حاجباه بذهول خرج مع صوته الخشن "البارد": نعم ختيه شو قلتي ..!!!
حركت حصة شفتيها باحتقار شديد .. ورصت على غطاء وجهها وهي تهتف بصوت حاد مزدري:
امفففففف عليييك ..
خسارة والله هالشنب فيك يالهرررم ..
وبسرعة كالصاروخ استدارت ودخلت المنزل ....... تاركةً فلاح في حالة أقل ما يقال عنها
بــالغضــــب الكــاســـح/المصـــــــدوم..!!
.
.
فـي الداخـل
حملت الأطباق وهي تضحك مع شما التي أصبحت قريبة من روحها بعد أن فقدت والدتها الغالية ..
وتعتبرها من الأناس القلائل التي تقبلت وجودهم بحياتها بعد الصدمة النفسية التي واجهتها وذلك لحرص شما دوماً على اشعارها بقيمة الحياة وقيمة الانسان اذ كان محملاً بالقيم التي تؤهله لخلق مستقبل مليء بالإنجازات والإبداعات ..!!!
ولأن شما كإنسانة مُلمة بالتبعات النفسية التي تنشأ في نفس الإنسان بعد أي صدمة عاطفية أو مشكلة كبيرة عاشها في الماضي ... وذلك لأنها درست علم النفس وتعرف كل الأمور المتعلقة به .... جعلتها تشعر بالاطمئنان أكثر لتتحدث بين الفينة والفينة معها ..!!!
شما بمزاح رقيق: هههههههههه اسكتي يا موزوه، اسميني استحيت يوم الهندي تحراني وحده من بشاكير بيتهم،
لهالدرجة انا اشبه الهنووود ...!!!
ضحكت موزة بصمت وهي تضع الأطباق في المطبخ وأشرت:
هيه فيج شوي من جمال الهنديات ما شاء الله ..
لكن عاد يبين انج بنت عرب وناس هههههههههههههه ..
فهمت شما ما قالته موزة وضحكت بخجل: اشدراني يختي شككني في أصلي هذا ههههههههههههههههه
أتت ميرة راكضة ووضعت ذراعها بخشونة خلف رقبة موزة وبصوت عالٍ صبياني قالت: موزانه مس يوووو يالدددبة ..
مرة ثانية ما بنخليج تروحين راس الخيييمة ..
ابتسمت موزة برقة وأشرت: وانا بعد والله ولهت عليكم ..
دخلت حصة ووجهها المحتقن يوحي بعصبية ستنفجر بعد لحظات .. وجبهتها منتفخة ولون ازرق بدأ يغزوها بشكل مرعب ..!!!
شما بجزع: حصيييص بلاااااااه ويهج ..؟؟!!
انفجرت حصة بغضب وهي تصب لنفسها ماء بارد في كأس زجاجي: وااااحد حمااااار ضررربني بحافة الدروااازه ..
(الدروازه في الأصل كلمة فارسية تعني "الباب الكبير"، وانتشرت هذه الكلمة في الامارات كغيرها من الكلمات الدخيلة المجلوبة من الفرس والعجم)
امسكت ميرة وجه اختها بقلق متفجر: منووو هاااا ..؟؟؟
حصة بذات غضبها المشتعل: ماعرف منووو بس جنه حد من قوم مهاري وامها لأن نزل عسب يشل صواني العيش والهريس ..
ميرة: اووووووويه هذا فلاااااااح ..
وأردفت وهي تأخذ قطع الثلج من شما لتضعه على جبهة شقيقتها: مهاري قالتلي ان اللي يابهم اخوها فلاح ..
قالت حصة في نفسها بانفعال: عيل الريال المغازلجي هو فلاح اخو مهاري ماغييييير ...!!!
امف علييييه مسود الويه .. ورافعليه خشمه ماعرف على شووو ..!!
موزه وهي تأشر لحصة بخوف/قلق: تحسين بدووووخة ..؟؟
هزت حصة رأسها بـ "لا" بابتسامة مطمئنة: لا تخافون علي الحمدلله احس العوار خف ..
قطبت ميرة حاجبيها بقلق: شو ما نخاف طاعي يبهتج كيف وارمة ..
شما: لو حسيتي بشي خبرينا عسب نوديج المستشفى
لا تستهينين بضربات الراس تراها خطرة وايد ..
حصة ببال شارد: إن شاء الله ..
شما وهي تستعجل الفتيات: يلا خل انظف بسرعة .. ابويه والرياييل بيحدرون الحينه عسب انثّر على فطامي فديتها
.
.
.
.
.
.
.
أبوظبــــــي
منزل زايد بن سلطان (أبا حميد)
دخل مجلس عمه وهو يضع الهاتف في جيبه بعد أن انتهى من مكالمة مهمة كان بانتظارها
بعد أن جلس بجانب عمه قال بحزم تخلله احترام شديد: عميه طوليه بعمرك بغيتك في سالفة
رد أبا حميد وهو يقطب حاجبيه بتساؤل: خير يا سلطان خبرني
استدار سلطان بجلسته بحيث اصبح وجه مقابلاً لـ وجه عمه: جماعة بومرشد يبون يزخون حارب وماعرف شو السبب ..!!
يعني ماعرف الصراحة هل هم يبونه يتعاون معاهم شرات ماكانوا مخططين قبل ..
ولا يبون منه شي ثاني نحن ما نعرفه ..!!
أبا حميد بحزم بالغ: شحقه يبون حارب ..!!!
هم يعرفون إنه مستحيل يتعاون وياهم عقب اللي سووه في هله ..!!
حك سلطان ذقنه بخفة وهتف من بين نظراته المظلمة: وهاللي ابا اعرفه ..
انا متأكد انهم يبون شي من حارب لكن ما اعرف شو هو ..
وأردف وهو ينظر مباشرةً لـ عمه: بما إنك كنت المسؤول عن سعيد بن خويدم قبل .. قلت يمكن تعرف شي انا اجهله منيه مناك ..
غير ان بوحارب ولد خالة سعيد وربيعه .. فاحتمال كبير يكون يعرف شي يخص سعيد نحن ما نعرفه .. وظني ان ما خاب ايقول ان هالشي هو اللي يباه بومرشد من حارب ويتحراه عنده ..!!!
تغيمت عينا أبا حميد بنظرة عميقة شديدة الحزن/الخيبة المريرة:
لا تذكرني باللي صار دخيل من يعز عليك يا سلطان .. يلين الحينه وانا متلوم ومتحسر من اللي صار في سعيد بـ سبتيه ..
وماظنتي في يوم بسامح عمريه على اللي سويته ..
هتف سلطان بحزم شديد مستنكر: افا يا عميه افا .. انت برمستك هاذي تعترض على حكمة رب العالمين واللي كاتبنه
استغفر ربك بس استغفر ..
تنهد أبا حميد تنهيدةً حارقة وهمس: استغفر الله العظيم واتوب إليه
سلطان بذات نبرته الحازمة: قدر الله وما شاء فعل
ولو انت كنت وياه وقتها .. كان بيموت بيموت لو إن ربك سبحان كتبله الموت ..
هاي مشيئة رب العالمين .. لا تحمل نفسك سبب موته يالغالي .. ما ايوز ..
نهـــاية الجــــزء الســـــابـــع
|