كاتب الموضوع :
لولوھ بنت عبدالله،
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء الخامس والعشرون
(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)
الجــــزء الخــــامس والعشــــرون
،
كشحاذ
أضع جبهتي على عتبة باب الكلمة
وأنتظر
منتفضا كعصفور
لعل الكلمة تخرج من صمتها
وتعطف على تضرعي
لعلها تتبرع لي بمعطف يدفىء أيامي
أو بقميص صغير
يغطي هذا الصدر المفتوح للريح
كراية
وحين أحرك رأسي بعد حين
تتحرك عتبة باب الكلمة
من جبهتي
والكلمة واقفة كطود شاهق
يا حبيبتي أرجوك
لـ قاسم حداد
،
صرخت بكل مافيها من ذهول ناري حارق ... ذهول امتزح مع لهيبه بـ قلة حيلة كسرت ما فيها من إرادة .... وقوة .... واشعلت تمرد روحها العنفوانية وطبعها الحاد الصعب:
ومنوووه قالكم انيه موووووافققه ..!!!
الففف مرررررة قلتلكم انا هذااا مابااااااااه .. ماباااااااااااااااه شحقه ما تفهمووووون انتوووو ...!!!!!
التمع الشرار الاجرامي فوق مقلتي ابا سيف وصرخ نازعاً عن رأسه العقال: جججججب يالـ..... ان ما لمييييتي ثممممج ياا بالعقااااال على جبدددددج والله ..
امسك احمد اخاه بقوة بينما رمق بطي ابنة شقيقه باستنكار حاد ساحباً اياها خلف ظهره كي يبعدها عن براثن شقيقه المتوحشة: حصووووه جب واحشمي ابوووج .. شو هالرمسة بعد هااااي ..!!!
كان سيف بكرسيه يراقب الذي يحصل بنظرات غامضة سحيقة ...
لم تسكت حصة .. ليست هي التي تسكت عن ظلم بحقها ولا عمن ينهب ارادتها في هذه الحياة .. صرخت بكل مافيها من غضب تخلله وجع حقيقي "لم تظهره بتاتاً": عميه الله ما يرضى باللي تسووونه .. الله ما يرضضضضى ..
انا هب وحده من دبشكم عسب تبيعوون ابهااا وتشترووون ..
انا بنتكمممم يا ناااااس بنتكممممم ..
زمجر أبا سيف بغضب وحشي قاسي: جبببببببببب ولا كلمة .. هب عليه انا دلع البنااااات ورمستهن الفااااااضية اللي ما منهاااا فوووووود ..
فلاح بتااااخذينه يعني بتاخذيييينه ..
بتيين انتي ياليااااهل على اخر عمريه تفضحينيه عند العرب والناااااااااااس ..!!!!!
كانت حصة تنتفض .. بأكملها تنتفض ... تلبستها مشاعر كالشيطان الرجيم .....!!!!
مشاعر لا تستطيع وصفها بتاتاً سوى بالجنون ...!!!!
هتف احمد مهدئاً الوضع الناري بنبرة صارمة متعقلة: يا جمااااعة هدوووا .. بلاكم جييييه ..!!!
حصة فديتج شو شايفه انتي على الريااال ..!!
والله انه خوي شما وسنااافي وفوق ها شارنج .. لو ما هو شارنج ما تعنى وياب الشيوخ والاعيان من كبيرهم لصغيرهم يلين العين يخطبونج ..
هتف ابا سعيد بنبرة شديدة الحزم مشيراً لـ حصة لتجلس بجانبه: حصة ابويه تعالي ايلسي وصلي على النبي ..
تحركت حصة من خلف عمها بطي وقالت بشراسة وهي تأشر باتهام لجدها ودميعاتها الحارقة توشك ان تسقط "بلا رغبة او ارادةٍ منها": يديه ليييش ما رمست وقلتلهم بشاور البنت اول ليييييش .. لو انيه شمااا بنتك ما رضيت اليه المهااااااانه هااااااي ..
دفع ابا سيف احمد بقوة واسرع ليمسك بتلابيب ابنته والشياطين تتراقص امام وجهه بكل حرفنة تامة .. ما ان همّ برفع يده ليضربها بعقاله حتى صرخ ابا سعيد به بغضب صارم قاسي: عبدالله والله ما تضربهااااااا وانا عدني حي ..
حلفففففت ..
خوووووز عنها .. خوووووووووز .....
نظر ابا سيف لوالده بعين اسودّت تماماً من الغضب المجنون ثم اشاح بناظريه ورمى حصة بكل قوة نحو شقيقه بطي وصرخ بصوت ملؤه الغيظ والازدراء: الله يلعـ... هالتربيه اللي متربتنهااا ..
شما .. وباقي النسوة كانوا في الطابق الثاني .. ولم تتجرأ واحدةً منهن على النزول والتفوه بكلمة ..
اثنتان رغبتا بالتكلم .. اثنتان فقط ..
الاولى لتوقف الجدال وتستنكر ما فعله رجال عائلتها بـ ابنة شقيقها ..
والثانية لتفهم وتستوعب ما جرى .. تستوعب فقط انها للتو قد انخطبت رسمياً من غير موافقة منها ..!!
حتى انها للآن لا تعرف من هو العريس المنتظر ..!!!
حرك سيف كرسيه بهدوء ووقف وسط الرجال هاتفاً لـ حصة التي ترتجف بوجه يشتعل احمراراً بحظن عمها بطي .. وقال بحزم هادئ:
حصة تعالي ويايه ابا ارمسج ..
تنهد بطي بخفة وقال مربتاً على كتف ابنة شقيقه بحنان "رغم انه غاضبُ منها لما تفوهت به بحق والده" لكنه يعرف شخصية هذه الـ حصة ويتفهم سبب غضبها المتمرد .. هي ليست كـ شما .. ولا كـ اختها ميرة ..هي مختلفة عنهما بشكل متفرد صعب: حصة سيري مع اخوج وخلي ابوج يهدا شويه .. سيري ..
تمكنت من لمح لمعان الحنية المخفي بين نظرات سيف السوداء "غير المفهومة بتاتاً".. لمعان افتقدته منذ أشهر طويلة مع قرار سيف الذاتي ان يبتعد بقلبه وروحه عن عائلته وشقيقاته ..
وتعترف ان دموعها انبثقت من العدم مرة أخرى ما ان شعرت ان احدهم يرغب بتخفيف ما تشعر به من ألم ..
ولا إرادياً .. ابتعدت عن عمها واقتربت من اخاها الذي تحرك امامها متجهاً للخارج ..
حيث حديقة المنزل ..
.
.
.
.
.
.
.
وقفت امام أحد المحلات الراقية المتخصصة لأحذية الكعب العالي بحماس وأشرت بيديها هاتفةً لـ شقيقتها الصغرى: فطيم شرايج في هالكعب ..!!!
يوالم فستاني صح ..؟!
اقتربت فطيم وقالت بنظرة اعجاب: ما شاء الله واااااايد حلووو .. هيه يوالم ..
ناعمة: تعالي ندش بيربه ..
ثم استدارت واشرت بخفة من بعيد لـ ذياب الذي يجلس في احدى مقاهي المجمع التجاري مع اخاه الصغير حمدان ..
وهز بدوره رأسه فاهماً اشارتها على انها ستدخل هذا المحل قليلاً ..
دخلت ناعمة وفطيم المحل وبدأن يجربن الاحذية المناسبة لما سيرتدينه في حفلة زفاف عمهم سلطان ..
ناعمة باقتناع: خلاص باخذه .. وانتي على شو رسيتي ..؟!
بتاخذين الابيض ولا الأصفر ..؟!
فطيم: خلاص باخذ الأصفر ..
ناعمة بنظرة باسمة لامعة: هيه الشوز الاصفر بيطلع خبال على فستانج التيفاني ..
دفعت ناعمة ثمن اغراضها واغراض اختها قبل ان يخرجن من المحل ..
استدارت لكي تذهب للكافيه الذي بها شقيقاها الاثنان . ولكنها توقفت باستغراب وهي تلمح من بعيد رجلاً ذو قامة متفردة واقفاً مع ذياب ويسلم عليه ..
لا تعرف لمَ شعرت بدقات قلبها تأخذ مسرى غير مسراه المعتاد .. مسرى شديد الوعر ..!!!
سمعت فطيم وهي تتسائل: منو هالريال اللي مع ذياب ..؟!
لم تزح ناعمة نظرها المغطى تحت غطاء وجهها عن ظهر الرجل وقالت بهمس ثقيل تخلله توتر مجهول الاسباب: ماعرف ..
امسكت فطيم يد اختها وقالت ببهجة بالغة: نعوم نعوم تعالي بشتري حلاوة بيبسي من الكشك ..
انجرت ناعمة خلف شقيقتها عنوةً ووجهها يستدير نحو الرجل بخاطرٍ ضعيف "ينضح املاً مؤلماً" .... متمنيةً بغرابة في قرارة نفسها ان يلتفت فقط إليها وتراه ..!!!
يالله .. لمَ تشعرين يا ناعمة ان هالة هذا الرجل مألوفة بشكل حميمي لروحك ..!!
أيكون هو نفسه الذي لم يفارقك خياله بعذوبة حضوره الطاغي ...؟!
أيكــــون ..!!
منقــذك الأسمــر ذاتــه ..!!
.
.
من جانب آخر
ضحك ملء شدقيه وهو يهتف لـ الذي رآه صدفةً قبل دقائق: هههههههههههههههه احلفففف ..
: قسم بالله
ذياب: زين وخلاف ..!!!
ثم اضاف بنبرة سريعة: ايلس ايلس بومحمد شو موقفنك ..!!
استند حارب على الحائط القريب من طاولة ذياب وحمدان وقال بحزم ودود وهو يمسد كتف حمدان بدفئ: لا عادي اصلا الحينه مروّح انا ..
المهم شو كنت اقولك ..
هيه .. عاده انا عرفت انه اللي يديملي بوغنيم ربيعكم ويتحراني انت .. وكان الخبل يبا يرايس ..
ويوم وقفنا عند الاشارة نزلت الجامة وشافني وتيبس هههههههههههههه
اسميه ويهه غدا احمررررر من الفضيحة ..
اتصل فيه وتم يستسمح وجيه وقال تحريتك ذياب كنت ابغي ألعب وياه شوي ..
(يديملي = اي يسطع علي من الخلف ضوء السيارة القوي) (يرايس = يتسابق بالسيارة)
ذياب: هههههههههههههههههههه غربلات بليسك يا بوغنيم فضحتناااااا
حارب: ههههههههههههههههه الله يهداك ذياب ما يبتلي الا رقم يشبه رقم موترك ..
ابتسم ذياب ابتسامة ذات معنى وتذكر ذلك اليوم ..
قبل اشهر ..
عندما سقطت "جنية العسل" بذات الفخ الذي سقط فيه صديقه ..
لم يستوعب صمته .. ولا تنفسه الذي اثقله خفقات قلبه "لمجرد مرور طيفها" الا بعد حين ..
وبسرعة بارعة هتف بنظرة رجولية ضحوكة: اسكت يا ريال .. انت لو تعرف شو سويت عسب اخذ هالرقمين ما قلت هالرمسه ..
ثم أردف لـ حمدان وهو ينهض من مقعده: حمدان سِر عند خواتك استعيلهن .. انا بوصل حارب موتره وبييكم ..
حارب برفض صارم: يا ريال ما يحتاااااااي سِر سِر عند هلك انا ادل دربيه ..
ذياب: ياخي انا في خاطريه اخاويك لين الباركنات شو عليك انت ..
(شو عليك انت بمعنى ما دخلك انت)
ابتسمت عينا حارب بمحبة دافئة وقال: علني افدا خشمك ..
ذهب حمدان باتجاه ناعمة وفطيم .. بينما تحرك حارب ومعه ذياب باتجاه البوابة المؤدية لمواقف السيارات ..
حينها رن هاتفه معلناً قدوم اتصال من عمته ..
رفع الهاتف وقال بنبرة مشاكسة محبوبة: هلا فديتش هلاااااا
..
: ههههههههههههههههههههه طويلة العمر بوظبي ما نستني رمسة الغوالي ..
..
: إهْنِهْ انا في المول .. توصينا على حايه الغالية ..؟!
(اهنه اي هنيه = هنا .. وهي بلكنة هل رأس الخيمة والمناطق الشمالية)
اتسعت ابتسامة ذياب وهو يستمع لمحادثة حارب باستمتاع صامت .. وخمّن انه يكلم عمته او جدته ..
فـ شقيقته الوحيدة وكما هو معروف عند الجميع .. بكماء ..
انزل رأسه بنظرة تضبّبت بأحاسيس لا تدور الا في فلكها "هي" ....
آه .... وكأن بكمها يالله لم يزد طلتها الأثيرية الا بهاءاً وحسناً يصمت عنده الحروف والأوصاف ..!!
ولكنه البكم الذي يحل بوهن مع خضوع القلب لأسمى معاني الحزن ..
أجل .. فعيناها المنقوعتان بعسل الجنة حزينتان بشكل أليم حتى الصميم ..!!!
ازداد تضبب عيناه وهو يتأمل حارب الذي يمازح ويضحك في الهاتف ..
حزينة يا انتي كـ الحزن الذي ينضح من جنبات احاديث شقيقك هذا وان كان يضحك بقوة ..
أرى الحزن فيك أيها المحارب وان كنت تخبأه بكل وسائل الدفاع لديك ..!!!
أراه كما أرى الشمس في كبد السماء ..!!
.
.
.
.
.
.
.
توقف ما ان اصبح بين الشجيرات الصغيرة وقال بهدوء لا يشوبه شائبة الانفعال: حصة
شعرت حصة برغبة كبيرة بأن تستكين على حضن احدهم والبكاء ..
تشعر ان الكل خذلها في الوقت الذي رغبت فيه بشدة ان تمنع "ذلك المتعجرف" من التلذذ بالانتصار عليها ..
لمَ اذقته يالله لذة التشمت فيني .. لمَ ..!!
جثت على ركبتيها فوق العشب .. عند ساقي شقيقها .. واقتربت منه قبل ان تضع رأسها على رجليه وتقول ببحة ضعيفة مرتجفة رقيقة تقطر ألماً شفافاً: دخيلك لا تستوي شراتهم سيف .. ما ازداد انا والله ..
لانت ملامحه بشكل عجيب وابتسم ..
ابتسم وهو الذي لم يشعر بوجهه الجامد يتحرك منذ أشهر طويلة ..!!
ابتسم لأنه ادرك انه ما زال ذلك الأخ الذي تلجأ إليه شقيقته بقلب لين ولسان أنثوي رقيق "لا يظهران الا له" ... و"نادراً أيضاً" ..
هتف بحزم دافئ ممسداً شعرها الذي خرج من تحت غطاء رأسها جاعلاً لمشاعره الحنونة الحرية بالإنفلات:
تتحرينيه راضي ومقتنع باللي صار قبل شوي حصة ..!!
محد راضي .. حتى ابوج ..
بس لازم تفهمين ان الامور طلعت من ايدنا .. هالسوالف يمكن انتي ما تفهمينها .. بس نحن الرياييل نفهمها ونعرفها زين ..
ان ردينا فلاح هاييج الساعة شو بيفججنا من رمسة الناس ..؟!
رفع وجه اخته الممتقع من شدة كتمانها لانفعالها ودموعها .. وقال بنظرة عطوفة لينة: ترضين انتي عادة الناس ترمس عن هلج يا بنت عبدالله ..؟! ترضين ..؟!
حاولت حصة ابتلاع غصة تكورت بشراسة في حنجرتها ولم تستطع .. هتفت من بين انفاسها الثقيلة الحارة بنبرة مرتجفة: لا مارضى .. بس انا ماباااه سيف .. ليش هم يبون يغصبوني على شي مابااااااه ..!!!!
سيف بنظرة ثاقبة متسائلة: انتي شفتيه اصلا ولا قد لمحتيه عسب تقولين ماباااه ..؟!
خفق قلبها بجزع وتوتر وقالت بتلعثم بالغ: أ أ أ لا .. بـ بـ بس س ماباااه ..
احسه انسان تافه ما عنده هدف في الحياااااااااه ..
تحولت ملامح سيف الجدية لـ ملامح ضحوكة متسلية وقال: وابووووكم .. تافه مرة وحده وما عنده هدف في الحيااااه .. شو عرفج انتي بالرياااااااال ..؟!!
خبأت حصة وجهها المحمر المُحرج برجل شقيقها وقالت بتذمر ناعم: سيف عااااااااااد لا تضحك عليييييه ..
قال سيف بابتسامة هادئة: خلاص خلاص حقج عليه ..
تحولت ابتسامته تدريجياً لشيء من الحزم البالغ وقال: سمعي خل نتفج على حايه .. بيني وبينج ..
رفعت حصة وجهها وهمست بتساؤل موجع: شوووه ..؟!
هتف سيف بذات حزمه الذي امتلئ بالثقة: انتي لا تعاندين وارضي باللي صار ويربي العيشة مع فلاح .. ان بس فكر هو يهينج ولا يسويبج شي ساعتها حقج عند بومايد .. ومحد بيردلج اياه الا هو ..
شو قلتي ..؟!
تنهدت حصة بعمق .. تنهدت الحسرة ذاتها بـ فداحة علقمها ..
أهي من الاساس لديها الحق لتعاند وتعترض على امر تم وانتهى ..!!
لو كان لديها 10% من حق وارادة ذاتية لما توانت عن اعلان رفضها مرة ومرتان وثلاث ..
ليس بيدها الآن سوى الرضوخ قليلاً .. علّها فيما بعد تتمكن بشكل وبآخر من اقناع والدها بعدم جدوى زواجها من شخص لا ترغب به وبقربه ..!!
انزلت رأسها المحموم بـ الخيبة/القهر .. وهزته بخفوت قبل ان تقول بنبرة مقتضبة: ان شاء الله ..
سيف: ترى الملجة الاسبوع الياي ..
اتسعت عيناها بذهول: اشوووووووووووووه ..؟!!
رمقها سيف من تحت رموشه وقال: حصة نحن شو قلنا تونا ..؟!
احتد فمها باستنكار غاضب وقالت: انزين وميرررره ..!!!!
عنبوووه اذا هي لين الحينه ما تعرف منو خاطبنهااااا ..!!!
حاول كتم ابتسامته وقال محركاً كرسيه باتجاه باب المنزل الداخلي: خطبها حمد خو فلاح ..
شهقت حصة بـ ذهول كبح مشاعر التفكير في دماغها وقالت: اشووووه ..!!!
ما الذي يخطط له هذا الفلاح .. أيرغب بتوريطي وتوريط شقيقتي بزواجات مأساوية نتائجها كارثية ...!!
بحق الله ... كيف لـ شخص عاقل ان يفكر بالانتقام من فتاة بهذه الطريقة الشنيعة ..!!
كيف ..!!!
.
.
.
.
.
.
.
جلست بجانب اختها وقالت بحاجبٍ مرفوع: رواضي شو فيج ..؟!
تنهدت روضة قبل ان تحك عينها وتقول بانزعاج: تخيلي شيخوه .. مب انا قلتلج نعوم عطتني رقم ريال كان ربيع ابويه ايام شغله ..!!!
اعتدلت شيخة بجلستها وقالت باستغراب: هيه ..
روضة بذات نبرة الانزعاج: من البارحة وانا ادق على بيتهم وما يردون .. ردت مرة عليه بنت وبندت في ويهي .. جنه الا باكلها لو رمستني وخذت وعطت ويايه ..
شيخة بعدم اقتناع: رواضي تبين الصدق انا مب مقتنعه بالسالفة .. شو خص هالريال في ابويه وباللي فيه .. يعني شو بتحصلين من وراه خبريني ..!!
هزت روضة كتفيها بقلة حيلة وقالت: ماعرف شيخوه ماعرف .. على الاقل نعرف منه شو كان ابويه يسوي قبل الحادث وقبل ما يطيح في هالغيبوبة .. اكيد هو يعرف شي نحن ما نعرفه ..
الدكتور ناصر قال ان اللي في ابويه شي نفسي وهو اللي يبا يتم في غيبوبته ويبتعد عن الواقع ..
شو اللي شافه ابويه قبل الحادث وخلاه بهاليأس والضعف خبريني ..!!
جفل قلب شيخة ما ان سمعت بإسم ذلك الطبيب .. مرّ زمن طويل لم يتراقص في مسامعها حروف اسمه الرجولية .... تشعر ان اسمه طرق بعنجهية صرفة قلبها الخامل "الا من دقات اندثرت بوهن تحت بقاع روحها" ..
قالت محاولةً اخراج ذاتها بقسوة من حلم صعب اللمس/المنال: انزين بس انتي ما خبرتي امايه .. اخاف تحرج يوم بتعرف انج رمستي ريال غريب ..
روضة: انا والله مب في نيتي ارمسه هو .. قلت سبحان الله حرمته ترد عليه ولا وحده من بناته ترد عليه لو عنده بنات ..
اصلا انا استحي ما بروم اقول كلمتين على بعضهن جدامه ..
ويوم اللي رفعت السماعه بنية بندته فـ ويهي .. افففففففف
شو هالحظ النحس ..!!
شيخة: عطيني تلفونج خليني ادق انا هالمره ..
اعطتها روضة هاتفها .. ثم اتصلت بعدها شيخة ببيت الرجل المنشود ..
سمعت بضعة رنات قبل ان تتسع عيناها وتأشر لـ اختها ان احداً ما رفع الهاتف ..
تنحنحت برقة وقالت: السلام عليكم ..
سمعت صوت انثوي جامد: وعليكم السلام .. خير ..!!
رفعت شيخة حاجباً واحداً مستنكرة اسلوب الفتاة النزق .. استجمعت زمام صبرها وقالت بنبرة حازمة لبقة:
ختيه ماله داعي الخوف وتسكير الفونات .. نحن لو مب في حاية راعي البيت ما اتصلنا والله ..
سمعت زفير الفتاة الثقيل والتي قالت بعد صمت قصير الامد: راعي البيت مب موجود منو اقوله ..!!
وجهت شيخة نظراتها لأختها والتي آثرت الصمت وجعل الامور بين يدي اختها علّها تجد وسيلة لمهاتفة الرجل ..
قالت شيخة للفتاة بنبرة لينة: انزين فديتج عطيني الوالده ..!!
اجابت الفتاة بحدة: الوالده متوفيه .. انتي شو تبين خلصيني بسرعة ..؟!
تلعثمت شيخة بارتباك وانزعاجها من فظاظة الفتاة يزداد: الله يرحمها .. آ آ آ آ ....
نحن نبا الوالد عسب يخبرنا عن امور تخص ابويه الله يقومه بالسلامة ..
سألتها الفتاة بذات حدة نبراتها: شو هي هالامور ..!! .... قولي اللي عندج بسرعة لو سمحتي ..
صمتت شيخة بتردد ولكنها تشجعت عندما حثتها روضة بالاشارة ان تكمل: انا بنت خليفة .. اسميه شيخة ... شيخة خليفة يابر الـ..
الوالد كان مـ..........
طووط طوووط طووووط طووووط
ازاحت السماعة عن وجهها بـ ذهول غاضب وقالت: صدق ما تستحي ولا تخيل .. بندته في ويهي ..
عقدت روضة حاجبيها بريبة/استغراب ثم قالت: هاي شو سالفتها ياخي ..!! ما تخلينا نكمل رمستنا الا وبندت الخط في ويوهنا ..
.
.
.
.
.
.
.
هرعت لغرفتها والاسم يتردد في بالها كألسنة الشيطان الرجيم ....
"روضة خليفة يابر الـ... ، ، ، ، ، شيخة خليفة يابر الـ..."
"خليفــــة يابـــــر الـ.."
للمرة الثانية ....
للمرة الثانية تسمع بـ إسمه .....!!!
خـ ـ ـلـ ـيـ ـفـ ـ ـة
اقفلت باب غرفتها ثلاثة مرات بجنون اعمى وانزوت في اقصى مكان في الغرفة وهي ترتجف وتلهث بصوت عالي حاد ..
عيناها الشاخصتان في الفراغ تنضحان هلعاً قانياً مرعباً ..
كانت ترتجف .. ويرتجف معها كامل جسدها المتقوقع .. ولسان حالها يرتعش مع طيوف مرعبة اهلكت ذكرياتها القذرة:
حسبي الله عليييييييك ..... حسبي الله عليييييييييك ..
الله ياخذذذ حقي منك .. الله ياخذذذ حقي مننننننننك ..
.
.
.
.
.
.
.
في الطريق الطويل المؤدي الى "دار الحي"
يقسم انه لم يذق كـ هذا الأحساس من قبل ..!!
يشعر انه امسك ضوء الشمس بيده من فرط نشوة انتصاره ..
حسناً يا من تُسمَينَ "حصة" ..
فلنرى الآن كيف سترفضين الزواج بعد الذي حدث اليوم ..!!!
هتف لـ اخاه الجالس بقربه في السيارة ولوحدهما .. بينما استقل جده واباه سيارة نهيان:
بلاه معِيِوَنّا صاخ ..
(معيونا اي المْعِيون وهو الشخص الذي يجلس بجانب السائق)
هتف حمد بالذي يدور بجوفه من غير ان يحاول إخفاءه: فلاح ظنك بنت الناس راضيه ولا بيغصبونها عليه ..!!
أجل .. هو قلق ..
لا يريدها ان تقترن به من غير رضاها .. يريدها في بيته بـ كامل رغبتها هي ..
لا يريد لأباها ان يرغمها على الزواج .. لا يريد ..!!
هز فلاح كتفيه بلا مبالاة وقال ببرود: شو يهم .. خلاص اتفقنا نحن على موعد الملجة ..
اجابه حمد بانفعال لم يتحمل كبحه: شو شو يهم ..!! .... انت لو تبا اللي خاطبنها تاخذك مغصوبه فـ ها شي راجعلك .. اما انا لا ..
مابا اخذ بنية ما تبااااني ..
رمقه فلاح بنظرة جانبية ساخرة وقال: وشو دراك انها ما تباك .. ما بتعرف بـ هالشي الا وقت الملجة .. ان قالت هي جدام المليج
*وقلب فلاح لسانه باستهزاء هزلي*
لا اوافق عليه زوجاً .. هاذيج الساعه قول مغصوبة وما تباك ..
أشاح حمد بوجهه وشعور الضيق يزداد في روحه: ياخي محد غير نهيان معلمنّك على ثقالة الدددم ..
فلاح بنظرة باسمة: حووووه بلااااااااك ..!!! ... اليوم انت ابد هب على المووود ..
تنهد حمد بعمق وقال: لأن اللي صار كله هب عايبني .. لو ادري انهم بيخطبوليه وياك ما كنت بطيع والله ..
رفع فلاح حاجباً واحداً وقال: الحين ها يزاتيه اني سعيتلك ويايه ..!!!
وبعدين تعال .. انت مكبر السالفة تراك .. البنية بنيتهم واكيد يهمهم رايها ومصلحتها .. وهي ما بتردك منيه والدرب ..
اصلا ليش تردك .. شو شايفة علييك بنت عبدالله ..!!!
هتف حمد باستنكار غزاه بعض التوتر: شووه امبينا عسب تشوف عليه شي ..!!!
فلاح: ها انت قلتها بلسانك .. شحقه عيل الوسواس والضيج ..!!
.
.
.
.
.
.
.
خرج من المصعد الكهربائي ما ان وصل للطابق الاعلى .. حيث جناحه الخاص ..
ابتسم بمرارة على حاله .. كان فيما سبق قد بنى هذا المصعد بتصميمه الجميل المبهر في حالة اضطروا لنقل اغراض كبيرة للأعلى او ليستخدمه كبار السن من اهله في الصعود والنزول ..
لم يكن يعلم انه بنى هذا المصعد ليستخدمه هو في الأخير وليس غيره ..!!
دخل غرفته بنظرات جامدة غائمة ..
توقف ما ان رآها واقفة امام نافذة الغرفة الكبيرة المطلة على الخارج .. وببطئ ...... التفتت إليه ونظرة عيناها الضبابية تنبأ بوجود الآلاف من الاحاسيس "التي لا تُفسر" في جوفها ..
رمقها من تحت حاجباه المعقودان ما ان لمحها تقترب منه وتجلس نصف جلسة امامه ..
ثم وفجأة ..
انزلت رأسها وقبلت فخذه الأيمن قبل ان تقول ببسمة رقيقة حزينة:
شكراً ..
زاد ثقل تنفسه ولم يرغب بالتفوه بكلمة .. لكن نظرتها الحزينة ارغمته على قول: على شوه ..؟!
اسندت العنود ذقنها على ظاهر كفيها المستندان على فخذي حبيبها وهتفت بنظرتها الناعسة الحزينة: لأنك واخيراً راويتني بسمتك الغاوية ..
رفع حاجباً واحداً وقال بخشونة باردة: ما فهمت ..
وقفت العنود قبل ان تستدير بصمت وتقترب من النافذة ..
لم تجبه .. تشعر بأنها على حافة انهيار تام ..!!
يجب عليها ان لا تشعره بضعفها .. يجب ان تسترجع العنود السابقة كي تتمكن من انقاذ علاقتها المهتزة معه ..
يجب ان تريه ان العنود قوية .. وقوية جداً ليستطيع هو الاعتماد عليها بكل شيء ..
الاعتماد عليها بسعادته وحزنه .. بهمه وكربه .. بعذابه ونجاته ..
يجب ان تريه انها الشخص الذي يجب الاتكاء عليه وقت المحن .. هي وليس غيرها ..!!!
نعم شعرت بالغيرة .. شعرت بها عندما رأته عبر النافذة يحادث حصة بحميمية ويضحك لها ..
وبين السعادة لرؤية ضحكته وبسمته وبين الحزن من نفوره منها هي بكل بساطة شعرت "بالغيرة" ..
هي من يجب ان تتلقى هدايا مبسمه الفاتن بكل رحابة صدر .. هي .. محبوبته الوحيدة ..
لمَ عليها ان تتذوق حلاوة بسمته ونظرة اللامعة من بعيد دون ان تتحرك فيما بعد وتلثم كل وجهه بقبلات لا حصر لها في الوجود ..
لمَ عليها تلقي القساوة فقط .. وغيرها يتلقى الوجه الحسن والكلمة الطيبة منه ..!!!
مالذي فعلته لتُجزى بكل هذا .. ماذا فعلت بحق الله ..!!!
لن تخبره ابداً انه اعطاها هدية لا تُثمّن من غير ان يدرك ... وانها ممتنة له ..
لن تخبره ..
لن تدع له المجال لـ يسخر من مشاعرها ويقتلها ببروده المعتاد وقسوة لسانه/نظرته ..!!!
.
.
.
.
.
.
.
جلست على حافة سريرها بحيرة مرتبكة بريئة .. قبل ان تشعر بقدوم والدتها وجلوسها بقربها ....
مسدت شعرها قبل ان تقول بنظرة تقطر حناناً عبقاً: بلاج ميراني صخيتي ..؟!
بقولج شي .. لا تخلين اللي صار مساعه بين ابوج واختج يضايقج ويوترج .. حمد اخو ربيعتج مهاري وولد خال موزانة وحارب ونعرفه زين هو وهله ..
ناسن اياويد طيبين الساس ماشي منهم في ذمتيه ..
خلج من رمسة الرياييل وسوالفهم .. خلج في روحج .. استخيري ربج وفكري .. وما بيستوي شي الا برضاج صدقيني ..
تلعثمت ميرة بحيرة/اضطراب وهي تقول: بـ بس خلاص هم اتفجوا على كل شي .. والملجة الاسبوع الياي ..
همست ام سيف بحزم: قلتلج ماعليج من رمسة الرياييل .. اباج انتي تستخيرين الله وتفكرين ..
اهم شي نفسج تكون متقبله وراضية العرس .. وما تعرفين شو الله كاتبلج ..
الخيره فيما اختاره الله ..
شعرت ميرة بالارتياح يرسو بخجل على مراسي قلبها الوجل ما ان احست ان والدتها تقف بجانبها وتخفف عنها صدمة ما حدث لها ..
هزت رأسها بخفوت ثم قالت برقة: والنعم بالله سبحانه ..
ام سيف: انا بسير اطالع اختج الخبله .. من استوت السالفة وهي منزربه حجرتها ..
تمتمت بقلب صادق وهي تتحرك: الله يهديها ويهدي اليميع ..
اقفلت ميرة باب غرفتها بسرعة ما ان خرجت والدتها واستلت هاتفها لتتصل بـ صديقتها ..
.
.
.
.
.
.
.
رفعت الهاتف وقالت بنبرة مرتبكة سريعة: ميراااااااني حبييييييبتي وووووينج ..!!
عقدت ميرة حاجبيها بضيق طفيف وقالت بتشكك: مهاري حلفتج بالله .. كنتي تعرفين ان اخوج ناوي يخطبني اليوم ..؟!
اتسعت عينا مهرة وقالت بجزع: لاااا ورب الكعبة ماعرف .. اصلا حالي من حالج ما عرفت باللي صار الا يوم اخطبوا وخلصوا ..
اضافت بضيق عندما لم تعلق ميرة وصمتت: ميرووه والله ماعرف والله ..
ميرة: صدقتج مهاري ..
مهرة بنبرة مرتبكة حاولت اخمادها قدر المستطاع: انزين شسمه .. شو صار خبريني .. !!
هزت ميرة كتفيها وكأن مهرة امامها وقالت: ماعرف .. كل اللي اعرفه ان ملجتيه على اخوج الاسبوع الياي ..
اتسعت عينا مهره بـ صدمة وقالت: حلللللللللفي ..
ميرة بنبرة ساخرة: والله
وفجـــــــأة ..
: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه اللاااااااااااااااي كشششششششخهه
هههههههههههههههههههههههههههههه ..
بتصيرين حرمة اخوووويه ..
وضعت بجنون طفولي لذيذ هاتفها بين اذنها وكتفها الايمن واخذت ترقص وتهز يديها بشكل عبثي مضحك ..
حاولت ميرة كتم ابتسامة شديدةَ الخجل الا انها ورغماً عنها اتخذت مسراها نحو مبسمها الرقيق وقالت: جب مهاااااااااااااااري ..
لم تهدأ مهرة وانما اخذت تصرخ من فرط سعادتها واكملت مافي جعبتها من امنيات:
يااااااااااااااي هب مصدقه والله .. يعني بتكونين في بيتناااااااااا ومعانااااااااااااا ..
واوووووووووو بنسهرر ونصييييع كل يوووووم على كييييف كيفنااااااا
هههههههههههههههههههههه عاشوووووووووو ..
فلتت ضحكة من فم ميرة انتشرت بكامل وجهها المحتقن بدم الخجل وهمست:
هههههههههههههههههههه بس مهااااااااري سكتي .. عن حد يسمعج ونفتضضضح ..
.
.
.
.
.
.
.
رفعت حاجباً واحداً باستنكار غاضب: شعنه يسوي جيه وانتي جد رديتيه قبل ..!!
شو مقصده من الحركة يعني ..؟!!
اشتدت قبضتها على الهاتف وقالت بغيظ حاد: الهرم يبا ياخذني غصب عسب خلاف يفج حرته فيه في بيته ..
ردت ناعمة بتوبيخ ناعم تخلله نبرة التعقل: مايوز تسبين الريال يا حصة عيب ..
وبعدين يمكن هو نيته زينة ويبا القرب منج على سنة الله ورسوله ..
انا احيد فلاح ريال طيب وهادي في حاله وعرب الله كلهم يمدحون علومه واخلاقه ..
ما اقولج جيه لنه من الاهل وولد عم عيال عمتيه سلامة .. بس ها الصدق ..
هتفت حصة بذات غيضها الذي يكاد يفجر دماغها: قلتلج نعوم هو شو سوى وشو قال وراويتج المسج اللي طرشه .. اكيد ما بياخذني حباً فيه ..
هذا خبيث يبا يردلي الحركة بسوايااااااه ..
ناعمة بحيرة: انا استغربت من قريت المسج .. فلاح هب راعي سوالف يهال ومنكر ..
حصة بازدراء لـ ذلك الذي تكرهه بشدة: لا غلطانة حبيبتي .. راعي سوالف يهال ومنكر وعلومن رديه ..
ناعمة بحدة: يا حصوه انتي لو تودرين عنج هاللسان الوصخ بتكونين بألففففف خير ..
أضافت عندما لم تنبس صديقتها بكلمة جرّاء ما ينفثه انفها من انفاس ملتهبة شديد الثوران: قلتي حق رويض اللي صار ..؟!
ردت حصة بصوت خشن مكتوم: لا .. بتصلبها الحين وبخبرها .. عاده رويض بدال ما بتواسيني بكلمتين بتيبب ..
(بتيبب = ستزغرط)
ناعمة: هههههههههههههههههههه وانا بيبب بعد بس يوم بتسكرين احتراماً لحالتج النفسية ..
حشى اخيراً وحده فينا بتعرس وبتودر العنوسة ههههههههههههههههه
.
.
.
.
.
.
.
خرج من قاعة المؤتمر وبريق فخر يتراقص فوق مقلتاه من ذلك الطبيب القطري الذي حاز للتو على جائزة فخرية لبراءة اختراع تخص مجال المخ والاعصاب ..
جميل ان ترى طبيب عربي بهذا الذكاء والعبقرية العجيبة ..
توقف مكانه ما ان رأى الطبيب الذي احتل تفكيره منذ ثواني أمامه ويحدّق به بنظرات مبالغٍ فيها ..
رفع حاجبيه باستغراب بريئ، ثم تدارك الوضع وقرر ان يسلم عليه ويبارك له على الجائزة، وبحكم تلبسه لشخصية غير شخصيته، فقد هتف بانجليزية سلسة مبتسماً برجولية جذابة:
أهلا بالطبيب العبقري، تهانيَّ لك بالجائزة .. فقد استحقيتها حقاً بعد جهدك المبذل على انجازك العظيم ..
رص ناصر عيناه بتشكك/حيرة وهو ما زال يحدق بالرجل .. ورد بإنجليزية حازمة رسمية: شكراً لك ..
ثم اقترب بخفة منه وقال بتساؤل: إن لم يخب ظني، فأنت الدكتور المغربي مجدي تهامي أليس كذلك ..؟!!
ابتسم بدوره ورد بنظرة تنضح صقيعاً غامضاً: أجل يا دكتور ناصر انا الدكتور مجدي .. أعذرني ارجوك فـ عربيتي ركيكة للغاية بحكم ابتعادي كلياً عن موطني ..
هز ناصر رأسه نافياً: لا لا ارجوك كن طبيعياً وتحدث بأريحية فأنا اعرف بأنك لا تستطيع التحدث بلغتنا الأم ..
ثم فتح ذراعيه هاتفاً برسمية تخللها طباع العرب الكريمة المحببة للقلب: هلا نتمشى قليلاً ثم ادعوك لشرب كوب قهوة ساخنة ..؟!
اومئ الرجل برأسه بتمثيل متقن يجدر التصفيق له .. ورد ببسمة ودودة: انه من دواعي سروري يا دكتور ..
ومشى الاثنان بقرب بعض ولم يدرك ناصر ان الذي معه كان كـ ذئب وسط مئة ضبع متربص .. لم يكن يرى نظرته السوداء وهي تتحرك بخفية وتراقب بدهاء شيطاني التحركات والاعين التي تتحرك خلفهم ..
في الحقيقة لم يكن يفكر ناصر الا بشكه المريب بهذا الطبيب، فالذي يعرفه ان الدكتور مجدي يملك فراغاً واضحاً بين اسنانه العلوية وهذا لا يملك ..!!
أعمِل عملية تجميلية ام ماذا ..!!
لم يدرك توجسه/شكه حتى شعر بجسده يرتطم على حائط في زاوية حمام وقبضة يد قوية توضع على فمه وصوتٌ يقول بغلظة صارمة: اشششششش ..
لم يستوعب ناصر الذي حدث بسرعة حتى حرك عيناه ونظر للرجلان القريبان منهما، وسمع أحدهما وهو يقول بعربية .. تحديداً بلهجة اماراتية: هالجلـ... وين اختفى ..!!!
ثم التفت لصاحبه وزمجر بغيظ: انت متأكد انه متنكر ومخلي روحه دكتور ...؟!!!
هتف الرجل الثاني من بين انفاسه المتسارعة: هيه متأكد .. رشود قبل شوي دق وقال انه شاف الدكتور مجدي حادر شقته في فرنسا ..
يعني اكيد الدكتور اللي شفناه في القاعة هو نفس اللي ندور عليه ..
استدار ناصر بصدمة/ارتياب/غضب للشخص الذي امامه .. لم يتفوه بكلمة ولم يُبعد يده عن فمه الى ان ابتعد الرجلان عنهما ..
ابعد الرجل يده عن فم ناصر وقال بنظرة سوداء جامدة .. وبالعربية هذه المرة: لك حق تنصدم من اللي سمعته .. تعال ..
ظل ناصر متصنماً متصلب الجسد ونظرة عيناه البنية تنضحان شك وتوجس بالغان ... لانت ملامح الرجل وهتف بنبرة اقل حدة واقل جموداً: دكتورنا لا تتروع .. انا أليف بشكل انت نفسك ما تتصوره هههههههههههه ..
زفر ناصر بعمق بعد اللحظات المتوترة التي مرت عليه للتو ... لحظات شعر خلالها انه في فلم بوليسي متحرك ..
امعن النظر بوجه الذي امامه وترددت فكرة في باله .. فكرة تقول ان هذا الشخص حقاً ليس برجل خطير ولا مؤذي ..!!!
وبعد ثواني من التفكير المتردد .. قرر ان يذهب معه ... وبجلسة واحدة شعر بألفة وتجاذب غريب نحوه ..!!
لم يعرف وقتها قصته وسر تنكره .. ولكن كان متيقناً ان لذلك الرجل قلب لا يخون ولا يكذب ..!!!
ومرت الأيام والسنين .. وبالفعل، تبيّن لناصر ما كان يريد معرفته .. واصبح مقرباً من الآخر الذي بدوره رحب بهذا القرب وبهذه الصداقة بشدة ..
فسبحان الله جلّ علاه، الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف ...
: نهيااااااااااان وينك ياخوي ..؟!
خرج نهيان من شرود ذهنه "الذي اخذه لليوم الذي التقى به أول مرة بـ اعز أصحابه " ومحياه الباسم بـ ود يحكي عن مشاعر اخوية لا وصف لها ..... وقال بمزح عابث: نقعتنا على الخط يا دكتوووور ..
اجابه صديقه ناصر ببسمة حرجة: اسمحلي بوعبيد هاذي منول الشيطانة تبيني اركبلها لعبتها اللي اشترتها قبل شوي ..
اي كمل .. شـ صار بعدين ..!!
هز نهيان رأسه ببرود وقال: ولا شي .. اتفجت مع اخوانيه ما افتح سالفة الولد الا عقب ما اتم خطبتهم ..
عقد ناصر حاجبيه وقال: والخطبة تمت .. يعني لازم تخبر اهلك الحين ..
مسد نهيان رأسه واغلق عيناه بإرهاق وغمغم: يصير خير يا بومشعل يصير خير ..
يشعر بالعجز يتملكه ..!!
ليس عجزاً ...... انما الخوف من عدم قبول والداه وجده بـ صغيره البريئ "الذي لا يحمل اي ذنب من الذي حصل" ..
لم يتصور ان خطبة شقيقاه ستتم بهذه السرعة ..
كان يرغب حقاً ان يستعد نفسياً للمواجهة وليس ان يُقذف داخل عرينها بشكل مباغت ..!!
حسناً يا نهيان .. في كل الحالات ليس امامك سوى خيارين ..
إما المواجهة ..
أو
المواجهة ..!!
.
.
.
.
.
.
.
تتشـــــرف
عائلة المغفور له بإذن الله السيد ظاعن بن سلطان بن هادي الـ.. ، وعائلة السيد خويدم بن زايد بن سعيد الـ ..
بدعوتكم لحضور حفل زفاف
سلطان بن ظاعن بن سلطان الـ..
على كريمة السيد
خويدم بن زايد بن سعيد الـ..
وذلك في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم الأحد
في صالة الخبيصي للأفراح – العين
ودامت دياركم عامرة بالأفراح والمسرات
.
.
رفعت بتروي وحذر شعرها الغجري الغزير ذو الألق اللامع المظلم ... وبدأت بارتداء فستانها ..
لم تفقه مدى بهاء سمارها العربي الا عندما انزلق على جسدها الرشيق المتناسق احمرار فستانها الحريري ..
هتفت بعجلة وهي تقترب من اختها: فطيمي بليز سكريلي اليرار ..
(اليرار = جرار الفستان)
دخلت عمتهن سلامة المتألقة بفستان اسود اللون أظهر تناسق جسدها الممشوق وزاد طلتها تفرداً/فتنة:
يلا بطينا على العرب طاعن السااااعة كم ..
ارتدت فطيم بعجلة اقراط اذنيها واستدارت لأختها كي تقفل لها الفستان وهي تهتف باستغراب:
بعدها الساعة سبع .. على شو مستعيلات ..!!
سلامة بتهكم رقيق: شو على شو مستعيلات .. لازم نوصل القاعة قبل المعازيم ..
سكتت فجأة قبل ان تقول ببسمة تتلألئ اعجاباً: صليت ابكن على النبي يا بنات اخووويه .. محلاااااااتكن ربيه يحرسكن من العييين .. ما شاء الله تبارك الرحمن ..
رمشت فطيم بغنج طفولي وقالت وهي تدور حول نفسها بدلال: شرايج عموووه .. بذمتج هب عروووس ..!!
رمقتها عمتها من تحت رموشها وقالت بمكر: طاعو اللي ما تخيل .. ثرج تبين ريل انتييي ..
ضربت فطيم صدرها بدهشة مصطنعة مقلدةً اسلوب كبار السن: ويدييييه يا بنت ظاعن .. حد ما يبا الريل ..!!
ناعمة: هههههههههههههههههههه يالطفسه بسج هذربان يلا خل ننزل ..
مرت بجانبها عمتها وهمست لها بحزم يقطر حناناً و"اعجاباً حد السماء": الناعم دخيلج اقري على روووحج مافيناا اطيحين علينا من عيون الحرمااااااات ..
تلون وجه ناعمة بخجل باسم ثم قالت بخفوت: فديتج عموه .. ان شاء الله الحينه بقرا ..
ارتدين الفتيات عباءاتهن بسرعة وخرجن من الجناح بعد ان اتصلت ناعمة بـ اخيها وطلبت منه المجيء إليهن ليوصلهن لصالة الافراح ..
فـ هو قد سبق وحجز لعمته واختاه جناح في فندق كي يتمكن من تجهيز انفسهن براحة من غير ان يحملن عبئ المسافة الطويلة بين أبوظبي والعين ..
اما الجدة ام هامل فآثرت ان تأتي فيما بعد مع ولديها هامل "أبا ذياب" وسلطان ..
وهن في الطريق .. اتصلت ناعمة بـ روضة لتسألها عما اذ كانت قد انتهت من تجهيز نفسها وخرجت من أبوظبي ..
ناعمة: ألوووو .. ها رواضي وينج ..!!
اجابتها روضة وهي تتأكد من وضع اللمسات الاخيرة على وجهها وشعرها: يلا خلصت .. سايرة اشوف شواخي لو خلصت ..
ناعمة: يلا حبيبتي نترياكم .. مع السلامة
روضة: مع السلامة
.
.
.
.
.
.
.
كان في طريقه الى العين بعد ان مر على مدينته الأم رأس الخيمة ليأخذ معه جداه الغاليان ..
اوصل كل منهما الى وجهته .. فالجد عند احتفال الرجال .. والجدة عند احتفال النساء ..
وبعدها تحرك بسرعة "لضيق الوقت" باتجاه بيت عمته ام العنود ليأخذها هي واخته لصالة الافراح ..
ما ان توقف في باحة المنزل حتى فُتحت أبواب سيارته ودخلن اميراته وروائح العود والبخور العبقة تسبقهن لأنفه ..
ابتسم وهو يتلفت ليمينه وخلفه وقال: يا وووويل حاليه انا .. كم بتحمل الزيييييين ..
ابتسمت ام العنود ذات العينان الكحيلتان من خلف برقعها قبل ان تهتف بخجل جم: وين الزين يا ولديه الله يهداك .. خلينا الزين للموز فديتهااا ..
التفت حارب لـ شقيقته وقال بنظرة لامعة: اشوف اشوف المووز ..
موزة ومن شدة خجلها .. ولأنها منذ زمن طويل لم تعش تجربة التألق والتأنق والتجمل اللاتي تعشنه الفتيات طوال الوقت ..
تشعر انها ليست موزة .. تشعر انها وفجأة كبرت .. وغدت كباقي الاناث في اعمارهن العشرين ..
تشعر انها مختلفة اليوم حقاً .. قلباً وقالباً ..!!
وهذا الاختلاف كان اولاً واخيراً والحق يقال بسبب عمتها وابنة عمتها العنود ..
فـ لولاهن لما تجرأت هي واختارت لهذه المناسبة فستان زاهي اللون بلون اصفر كركمي اظهر عسل عيناها ولون بشرتها البيضاء المائلة للون القمح الصافي ..
حتى انها تجرأت واختارت قصة اظهرت بؤر الانوثة في جسدها بشكل راقي غير مبتذل ..
هزت رأسها رافضةً بخجل شديد ....
نزع حارب غطاء رأسها بخفة وهو يهتف باصرار ملؤه الحماس: يلا عااااااد موزوووه رواييييني ..
ظهر وجهها الفاتن الغارق بجمال العسل العذري ... عسل لا نهاية لـ سحره ولا حدود لـ بهاءه ..
تسمر حارب اعجاباً بـ طلة شقيقته المتغيرة والواضح عليها نعشة الصبا المتفتح .. ثم تمتم ببسمة برّاقة: ما شاء الله تبارك الله .. موزوووه وين داسه هالغوووى كله ..!!
ضحكت موزة بصمت وتداركت ما تشعر به من خجل عميق بأن أسدلت الغطاء عليها مرة أخرى وأشاحت بوجهها بنعومة تقطر حياء حقيقياً ..
ام العنود: ههههههههههههههه حرام عليك حارب البنت ذابت من الحيااا ..
اعتدل حارب بجلسته قبل ان يعيد ترتيب غترته ويقول ببسمة عابثة: والله محد يشوف هالغوى ويسكت .. ان الله جميل يحب الجمال ..
ضحكن اميراته بسعادة وكل نبضةٍ فيهن تطرب حباً له ..
له ...... للذي لم يسقهن عذوبة بسمة ثغره منذ أمد بعيد .. وكأن شهور الفراق بينهم كانت كعمر نوح وأكثر ..!!!
اما هو .. فصمت وتحرك بهن خافياً عنهن طيف تألق بألوان الحزن الشفاف ...
تذكر امه ما ان نظر لوجه شقيقته ..!!
موزة وان كانت لا تمتلك عينا والدتها نيلا .. لكنها اليوم وبشكل غريب ..... بشكل موجع حتى النخاع...
أخذت لمحات مذهلة من وجهها رحمها الله ..
لانت عيناه الحادتان تحت جبهته النابضة بتلك الندبة التي لم تزد ملامحه الا خشونةً رجولية ... وارتفع جانب فمه ببسمة ذات معنى ..
أجل ....... تذكرها ..!!!
أهناك سواها من يتذكرها ما ان يتذكر جنته نيلا ..!!
ليس هناك سواها .. ابداً ..!!
تنهد بخفوت غير مسموع منزعجاً/مستاءاً من حاله ..
لا يريد ان يصدق حقيقة انه يرغب برؤيتها مجدداً .. لا يريد لـ عقله استيعاب حقيقة انه وقع تحت تأثير توأم نيلا ..
لا يريد ..!!
يشعر ان حياته على المحك .. وان اقتران قلبه بأمور عاطفية لن تزيدها الا سوءاً ..
مسؤولياته الحالية تجبره على ارغام قلبه بتنحية اي تفكير يجره لـ "تلك" ..
مسؤولية شقيقته .. مسؤولية عمله السري .. مسؤولية انتقامه من الذين قتلوا عائلته ..
و ......
ومسؤولية قلبه الذي وان خفق لـ أنثى .. ستظل هذه الخفقات اليتيمة أسيرة لحقد وغضب لن ينضبان في روحه ..
اسيرة لظلمة ذاكرته/رائحة دماء أغلى من سكن روحه بكل شيطنة صرفة ..
.
.
.
.
.
.
.
وضعت يداها المتجعدتان المشبعتان بجمال الحناء القاني على رأس ابنتها واخذت بخفوت شفاف تتلو كلمات الله الطاهرة من سورة الفاتحة .. ثم اول عشرة ايات من سورة البقرة .. وبعدها آية الكرسي .. وانهتهم بالمعوذتين والكافرون والاخلاص ..
ثم مسدت شعرها بنظرة اهتزت من فرط السعادة ..... و"الحزن" .... سعادة لأجل ابنتها وحيدتها ... وحزن لفراقها عنها ... .. ثم أكملت تتمتم بصوتها المبحوح المُتأثر:
اعيذكِ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عينٍ لامة ..
استمرت بالقراءة على ابنتها الى ان دخلن من يُعتبرن في هذا اليوم "وصيفات العروس" ..
وصيفاتها اللاتي لم يفارقنها منذ الصباح .. لم يفارقنها غير بضع سويعات عندما ذهبن للصالون ليتأنقن ويتجهزن ..
خفقت قلوبهن الصغيرة بإعجاب حقيقي ولسان حالهن لا يتفوه الا بـ ذكر الله عز وجل .. فإن كن من قبل رأين عرائس في ليلة زفافهن ببهاء متفرد خاص ..
فإنهن لم يحملن نصف بهاء هذه المذهلة الواقفة بكل فتنة مهيمنة امامهن ..!!
كانت تتنفس ثقل الدنيا كله .. لم تستوعب للآن جمالها المتفجر منها ..
حاولت اخراج صوتها بنبرة تخلو من الارتجاف الا انها فشلت .. تنحنحت بخطوة فاشلة لتنقية صوتها لتهتف بعدها بارتباك بالغ: شو رايكن فيه ..؟!!
وضعت آمنة يدها على صدرها وقالت بتأثر شديد: ربيه يحفظج ويحرسج من العين يا قلبي .. قمررر في ذمتيه قمرررر ..
لم تتحمل العنود الوقوف امام عمتها من غير ان تقترب منها وتحضنها بخفة "كي لا تلطخها بمكياجها" هاتفةً بصوت مبحوح اخفت خلفه "دموع سعادتها العارمة": ما شاء الله تبارك الرحمن .. ما ريت في ذمتيه عروس شرات حسنج وزينج عموووه .. الله يحفظج ياربي .. الله يحفظج ..
ابتسمت بارتعاش وبخفقات مجنونة/صاخبة ...
ورغماً عنها ... رغماً عنها شعرت بعدم رضى من شكلها ..
لا تعرف متى ستتوقف عن توهم قبحها .. لا تعرف ..!!!
غير ان الجزع والتوتر العاصفان لا تتركان لها المجال لبث الثقة فيها ..
حسناً .. ليس ما فيها هو الجزع والتوتر فقط .... هي حائرة .... مشوشة .... ضائعة ........ وغاضبة حد اللامعقول من خفقاتها التي تخونها على الدوام ........ وخائفة يالله ......!!
خائفة من كل شيء ستواجهه في حياتها المقبلة .. تشعر ان حياتها تأخذ منحنى لن يدعها تشعر بالسلام العاطفي ....... والسلام النفسي ....!!!
تشعر انها عروس تُساق لدربٍ حرصت منذ سنوات ان "لا تنساق إليه" ..
عروس مجبرة ..!!!
وليست عروس طبيعية راضية تساق كباقي العرائس لحياة مستقبلية تمتلئ احلاماً وردية وسحب ملونة مثقلة بوعود ذاتية لعيش حياة جديدة برفقة رجل سيبقى معها طيلة العمر ..!!
يالله ألهم قلبي السكينة والهداية .. فأمتك بأمس الحاجة لهما الآن ..
فقط لمواجهة الماضي وحاضره ..... وسلطان قلبي الجائر ......!!
هتفت بعد صمت لم يتجاوز الثواني: وانتن بعد ما شاء الله عليكن مسكتاات من الخاطرر ..
(مسكتات تعبير شبابي يعني ان اللسان يعجز عن الوصف من الذهول والجمال)
وضعت العنود يدها على خصرها المخفي خلف فستانها الرصاصي المدمج بلمعانه مع لون الزهر الفوشي الزاهي وقالت بمكر انثوي باسم:
صدقينيه ما يينا ربع زينج .. ايعينك ربي يا بومييد .. اسميك بطيح واجف يوم بتشوف هالزين كله ..
اقتربت آمنة من ام سعيد واحتضنت كتفيها بحب/سعادة وقالت: عموه بنتج ما خلت للعذارى زين عقبهااا .. قريتي عليهااا ..؟!
رفعت ام سعيد بيد مرتجفة برقعها ومسحت دمعات تساقطت من فرط مشاعرها المتأرجحة بين السعادة والحزن .. ثم هزت رأسها وقالت بنبرة مبحوحة متهدجة: علنيه افداها شميمي .. قريت عليها قبل لا تحدرون بشوي ..
أضافت وهي تمسد كتف زوجة ولدها وقالت: يلا خلكن معاها بسير اسلم على العرب واقرب ابهم ..
العنود: ان شاء الله .. دقايق وبنلحقج يدوه ..
.
.
.
.
.
.
.
كان واقفاً وقفته الصقرية المشوبة بذبذبات التأهب والسيطرة المهيبة كـ "عادته" ..
ازدادت وسامته ألقاً .. وطلته المتفردة فخامةً .. خاصة بـ سواد بشته المتساقط على جسده الفارع والذي أظهر حدة ملامحه ودقتها بصورة أوضح ..
لم يدرك انه متصنم الملامح وصارم التعابير بشكل غامض الا عندما ارتخت عضلات وجهه بعفوية .. ببسمة رجولية صادقة ... ما ان لمح حارب مقبلاً عليه ..
لم يكن لينحني كثيراً لـ حارب كما انحنى طيلة المساء للرجال وهو يسلم عليهم بأنفه .. فـ طول قامة حارب الذي لا يفصل عن طول قامته الا بضع سنتيمترات قد اراح عضلات رقبته "مما جعل تفكيره بهذا الأمر يضحكه في قرارة نفسه" ..
أَوصل بك حالك السيء لأن تركز بـ حواسك الخمسة على امورٍ تافهة كهذه وتضحك عليها الآن يا سلطان ..!!
حسناً .. لتضحك ولو كان في قرارة نفسك .. علّك بالضحك تزيح بعض ثقل التوتر والتفكير اللذان يتملكانك منذ الصباح ..!!
اجاب على مباركة حارب بحزم دافئ ملؤه الود: الله يبارك فيك يا بومحمد .. والفال لك ان شاء الله ..
ابتسمت عينا حارب واجاب "كـ رد طبيعي ومتداول على ألسنة جميع الناس، حتى لو كان هو ذاته يشك بما يجول في خاطره من امنيات": آمين ياربي تسلم ..
تنحى حارب عن سلطان ليسلم على كبار السن وشيوخ القبائل الذين توافدوا بإقبال كبير واحداً تلو الآخر .. إلى ان وصل لـ بطي ابن خالة والده ..
اقترب من بطي والذي بدوره ابتسم له مرحباً بصوت جهوري رنان: مررحبا مررحبا مليوووون بـ حاااارب ..
حارب بترحيب مشابه: الله يرحبك على فضله يا بوخويدم .. ويعله الف الف مبروووك ..
بطي: طوليه بعمرك يا بومحمد الله يبارك فيك ياربيه ..
خبرني شحوالك شعلومك ..؟؟!
استمر الاثنان على وقفتهما واخذا يتبادلان السلام والسؤال عن الحال والأحوال ..
ثم وبشكل مفاجئ .. امسك بطي ذراع حارب وقال وهما يتجهان نحو سلطان: انت يالغالي مكانك عند معرسنا هب هنيه عند الشباب ..
اقتربا من سلطان قبل ان يهتف حارب بحرج رامقاً الرجال الكبار والشيوخ الذين يجلسون بقرب سلطان بارتباك: بوخويدم عنيه هب بلاااك مايوز اجدم ويهي وايلس عند المعرس وهاللحى البيضا كلهم واجفين ..
بطي باصرار حازم: والله ثم والله محد يسد هالمكان الا انت ..
هتف سلطان بـ ود اخوي عبق تخلله ذات اصرار رفيق دربه: حارب اقرب تعال ..
كان حارب بحق محرجاً .. ليس فقط لأنه سيقف بجانب سلطان الذي يجب عليه الوقوف بين اخاه الأكبر وعمه أبا سعيد واصهرته ..
وانما ايضاً لبعده في الفترة الاخيرة عن المناسبات الاجتماعية والاحتفالات .. فـ وجد بتوسطه نقطة التجمهر وبؤرة نظرات جميع الرجال مربكاً له ..
لا يُلام .. حقاً لا يُلام ..!!
للتو خرج من تجربة مأساوية افقدته حتى ملذة النوم بسلام ..
وقبلها عاش سنين اربع لم يتخللها اي امور ترغمه على الاحساس بحلاوة الدنيا والغوص فيها كـ باقي البشر ..
فـ كيف له الدخول مرة اخرى لضوء الحياة الاجتماعية المليئة بالضجة من غير تحفظ وارتباك وضيق نفسي ..!!
سمع صوت سلطان وهو يهتف له بقوة "حانية": الحربي .. يلا يا خويه اقرب .. هاذوه المصور يانا يبا يصورناا ..
تأثر حارب بقرارة نفسه من كلمة "خويه" شاعراً بصدقها الصافي المؤلم ..
يشعر ان الله يعوض وجع فقده بـ أخوّةٍ لا تُثمّن وبقلوب تأبى التمايل على صفيح الخيانة والخبث والحقد الأسود ..
لهذا لن يخذل من وقف معه جنباً إلى جنب في مآسيه ومحنه .. لن يخذله ابداً ..!!
ليس الآن .. وليس بعد الآن ..!!
ابتسم بخفوت ووقف بجانب سلطان بعد ان تنحى أبا ذياب قليلاً ليفسح له المكان قبل ان يربت كتفه بقلب صافي وبنظرة أبوية سموحة ..
.
.
.
.
.
.
.
اقتربت من الفتاتان وهتفت بحبٍ يحمل الكثير من النظرات اللامعة المسرورة/الاعجاب البالغ: ما شاء الله تبارك الله عليكن يا بنات عبدالله ..
ما قول الا يا حي عياليه .. اسميهم ما بيضوون الا الزين والغوى ...
سلمت على "زوجات ابنائها المستقبليات" ولسان حالها يذكر الله بصدق .. بينما هي ذاتها لا تعلم ان كل واحدةٍ منهما تحمل في جعبتها مشاعر تعصى على الفهم من فرط تناقضها وتفاوتها بين ربكة وخجل وغضب وضيق ..
مشاعر الربكة والخجل كانت من نصيب ميرة بشكل خاص .. اما مشاعر الغضب والضيق كانت من نصيب اختها الكبرى حصة ..
لم تحاول اظهار عدم لباقة اخلاقها "الذي كان ليخرج في حالتها النفسية الحالية" .... ولكنها كبحت ما فيها من ضيق .... وابتسمت باقتضاب "ظنّه الجميع ابتسامة خجل عذري" وقالت: فديت قلبج عمتيه .. الزين والغوى الا من عقبج والله ..
ضحكت ببحة عميقة وقالت مرتبةً عباءة رأسها وبرقعها خلف عيناها الكحيلتان وقالت: هههههههههههههه واغشييييييه انا على منطوقج الغاوي ..
ثم التفتت بمزاح ماكر وهي تهتف لوالدتهن ام سيف: يا شريفه عاده يلا استعيلوا السالفة .. والله ينه في خاطريه اليوم يسرن معايه دبي ..
ضحكت أم سيف بخفة وقالت: والله ماعنديه مانع .. جان تبينهن الساع شليهن وياج ..
نكزتها ميرة بأصبعها برقة وقالت بخجل بالغ يقطر من جنبات وجهها المرتبك: امايه انا بسير ايلس عند مهاري ..
ثم ذهبت بينما تلحقها نظرات ام نهيان الناضحة بالحب والزهو راجيةً في قرارة نفسها ان تكون هي وأختها فاتحتا خير لـ حياة ولداها فلاح وحمد ..
ودعت الله كذلك ان يهدي نهيان ويقبل الزواج وترك عنه اللهو واللعب اللذان لن يفيداه البتة ..!!
.
.
.
.
.
.
.
تأخر على الرجال وهو يعرف هذا جيداً .... لكنه يقسم ان الأمر يفوق طاقة تحمله ..!!
لا يريد ان يراه .. لا يريد ..
لا يريد ان يرى من تسبب "بشكل غير مباشر ... وبلا ذنبٍ منه" بهدم صورة حياته الشفافة الجميلة ... حتى لو كانت صورة زائفة مصطنعة باطنها البشاعة ... والاحقاد ... الا انها تظل صورةً لازمته واقتنع بـ تفاصيلها وتمكن من التعايش معها بألفة ...!!!!!
لا يريد ان يرى الرجل الذي "ولأول مرة في حياته" .. اشعره بالدونية ... بـ هوان الروح .... بالوجع في اعتداده/كبريائه ..!!!
يشعر ان قلبه المُغتال سـ يتفتت لأجزاء بحجم ذرات الهواء اذا وقف امامه وتذكر كل ما تأبى روحه تذكره ..!!
ولكن ما الحيلة ..!!!
لن يضع رجولته مرة أخرى في دوامة الضعف والخنوع والذل والهوان ابداً ..... ليس امام طيف "تلك" الخبيث الشامت الذي يحوم حوله كل لحظة ..
وليس امام من كانت تلك الأفعى تحبه ........ وليس أمام غيرهما أبداً ..!!!
شد من صلابة ظهره ... ومن جلمودية روحه المثقلة بالغضب/المرارة .... وقست ملامحه ببطئ لشيء يشبه قساوة الصنديد المصقول ...
واقترب من الرجال .... ومن الرجل الذي يتوسطهم ..
سلطـــــــــــان ..
نهــــاية الجــــزء الخــــامس والعشــــرون
.
.
ليلتنا طويلة ولن تنتهي الآن :) .......
ولأنها طويلة وبتستمر لـ كذا بارت .. ولأن فيها الكثير الكثير من "الاكشنات" .... فـ صعبة وايد على قلوبكم افصل بين مواقفها بالايام ....
فـ شو رايكم لو احط بارتين كاملين يوم الاربعاء ... ونلغي بارت السبت مع العودة ان شاء الله يوم الاربعاء اللي بعده ...!!!!
فكروا وعطوني رايكم .. في النهايه مابا الا راحتكم واللي تفضلونه ....
خالص محبتي/ودي للجميع ...
|