كاتب الموضوع :
لولوھ بنت عبدالله،
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء السادس والستون
(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)
الجــــزء الســــادس والستــــون
،
منكَ يا هاجرُ دائي
وبكفَّيْكَ دَوائي
يا مُنَى روحي، ودنيا
يَ، وسُؤْلي، ورجائي
أَنت إن شئتَ نعيمي
وإذا شئتَ شقائي
ليس مِنْ عُمرِيَ يومٌ
لا ترى فيه لِقائي
وحياتي في التَّداني
ومماتي في التَّنائي
نَمْ على نسيان سُهدي
فيك، واضحكْ من بُكائي
كلُّ ما ترضاه يا مَو
لايَ يرضاه وَلائي
وكما تعلم حُبِّي
وكما تدري وَفائي
فيك يا راحة روحي
طال بالوشي عَنائي
وتواريتُ بدمعي
عن عيون الرُّقَباءِ
أَنا أَهواكَ، ولا أَرْ
ضَى الهوى مِن شُركائي
غِرْتُ، حتى لَترى أَر
ضِيَ غَيْرَي من سمائي
ليتني كنتُ رِداءً
لك، أو كنت ردائي
ليتني ماؤك في الغُـ
ـلَّة ِ، أَو ليتك مائي
لـ احمد شوقي
،
رفعت عيناها بتلكؤ متخبط بطيء سببه الأول والأخير ......... هلعها الراعد !
الا ان هلعها وكل مشاعرها الثائرة ........ تجسدت على هيئة شهقة ناعمة حادة مصدومة خرجت برعب من حنجرتها .......... ما ان سقط ناظرها .......... على عيناه المفتوحتان ..... اللتان هربتا من ابنته الكبرى فاطمة ............ اليها هي !
ابنته الصغرى ....... شيخة !
خفقاتها وصلت لأوجها .. لأسخنها .... وارتباكها العاتي انساها حتى التقاط أنفاسها !
همست فاطمة بتوتر مشابه اخفته خلف بريق عيناها المتلألئتان بالدموع: تعالي شيخه
اقتربت بهدوء ... بتعثر ... بخوف غريب لا تفسير له سوى الرهبة !
رباه ........... وكأن السنين لم تمر عليه ... وكأنه نام البارحة واستيقظ اليوم
يا رب البشر ........ عيناه هي هي لم تتغير ........ لكنها ............
فارغة تماماً ........... فارغة وخاوية وممتلئة بـ "اللا إحساس" !
كانت ترتعش من غير ان تدري .... وفاغرة العينان ومنتفضة الحواس من غير ان تفقه ذلك ....
مشاعرها مشتتة ما بين فرح ..... وتوتر ..... وهلع .... وانبهار .......... "ورهبة لا وصف لها" !
تريد ان تقبل عيناه المتسلطتان عليها لكنها تخاف !
تخاف ان قبلته وابتعدت عنه تجزع من انغلاقهما مرة أخرى .............. تخشى ان لمسته ان يختفي ويعود لعالم غيبوبته مرة أخرى ...
يالله .................. أتحققت يا حلمي اخيراً واذقتني حلاوة الغرق بعينا خليفة من جديد !
اقتربت .......... واقتربت ........... حتى اصبح قرب رأسه تماماً .........
ببطء ............ ابتسمت عيناه بحنان .....
خفقاتها وصلت لحد تكاد تصيبها بالاغماء
يا رب الكون ........... لكَم حلمت ليالٍ ببسمته الفاتنة هذه !
التمعت عيناها بالدموع ........ ولم تتمكن ابداً من الاقتراب اكثر
خائفة يالله ................... خائفة حد النخاع !
سقطت دموعها لا ارادياً ما ان همست فاطمة لها: قربي شيخه .. بعده ما يروم يحرك كل جسمه .. قربي لا تخافين
اخذت انفاساً متهدجة هلعة ثقيلة ........ واقتربت كي تقبله ....... لا .......... بل لتشتم رائحة الحياة به قبل ان تلمس جلده الحي النابض ............
هذا حلمها الازلي ............. ويكاد يتحقق ......
لكن حلمها تكسّر بفاجعة امام عيناها المرتعدتان بالشوق/اللهفة/الحنين
ما ان سمعته يقول بكلماتٍ متقطعة ثقيلة شبه غير مفهومة بسبب الصمت الذي عاناه سنينَ طويلة: مـ ..... منـ
اشر بعيناه بحنان مستغرب نحوها .... ثم نظر لابنته الكبيرة واشر بيداه دلالةَ على انه يجهل الفتاة امامه .... وصمت لعدم تمكنه من اكمال الحديث
نهضت فاطمة بسرعة وبتوتر وهي تجيبه: ابويه فديتك هاي شيخه ..
نظر بسرعة نحو شيخة "المتصنمة تماماً على نحو مريب غامض" ... وابتسم بحنان منذهل متلهف قبل ان يومئ برأسه بصمت ويمد يده بثقل نحوها ...........
الا انها تراجعت خطوتان الى الخلف بوجه امتقع تماماً واسودّ من هول الموقف ...... وخرجت مسرعة من الغرفة وكأن شياطين الدنيا كلها تركلها بضراوة من كل جانب .......
وقفت فاطمة بقلق/ارتباك وهي تبرر لوالدها بسرعة قبل ان تلحق بأختها: ا ابووويه .... ا ا يمكن متوترة شوي ... بشوف شبلاها وبردلك فديتك .....
.
.
.
.
.
.
.
مساءاً جديداً
داخل احدى مطاعم العاصمة الراقية
همست بغنج وهي تميل رأسها نحوه: حبيبي
قضم قطعة من الحبار المقلي المبهر اللذيذ وهو يهمهم: همممم
: شرايك نظهر كلنا ظهره جماعية ... نحن وقوم عميه واخوك بوسيف وبوزايد وخويّك بومييد وهله كلهم ..؟!
قال بعد ان ابتلع طعامه: بوبطي ..
آمنة: هههههههههههههه نسيت نسيت ..... خويّك بوبطي ..
قال بتعجب بعد ان ابتلع طعامه: متى ..؟!
ارتشفت عصيرها وقالت: اممممممم ماعرف والله .... بس عقب عرس حارب احسن ... ومنها عسب يمر شوي وقت على وفاة ام روضة حرمة نهيان الحر ..
: خلاص ان شاء الله ... انتي خبري اليميع عسب يرتبون امورهم ... وقوليلهم الكشتة وكل الحجوزات وهالسوالف على بوخويدم ان شاء الله ..
صفقت بمرح وحماس: يااااااااااي ونااااااااااسة ...
صمتت فجأة وهي تنظر من خلف كتف زوجها متفحصةً امراً ما بتمعن مذهول ...
سألها باستغراب: شو اطالعين ..؟!
آمنة ببلاهة: اشوف هاك الريال
غمغم بطي من بين اسنانه: امون نزلي عيونج لا افقعهن لج
آمنة بشغب انثوي ماكر: ههههههههههههههههههههههههه وابوووي ... بدوي ما تتفاهم حشى
طالع طالع
زمجر بخفوت: امووووووون
آمنة بخبث وهي ترص عيناها: اخخخخ أشهد أنه مزيووووووون
سحبها يدها مهدداً بحدة غاضبة: انا الغلطان يالهرمة اللي خليتج اتمين في بوظبي وما روّحتي ويا امايه العين ..
قالت وكأن بطي لم يكن يتحدث: هاذوه هاذوه صد صوبنا
قبل ان يجرّها ليُخرجها من المطعم كالمعزة الصغيرة المشاكسة .... رن هاتفه فجأة ......
وكان سلطان ...
: ألو
: بوخويدم ... ريت موترك خاري مطعم الـ.....
انت يالس فيه الحينه ..؟!
استدار بطي بحدة وغضبه من آمنة ما زال ناضجاً ومشتعلاً .... حتى سقطت عيناه على سلطان الذي كان في تلك اللحظة يُجلس شما بلطف على احدى الطاولات في زاوية أخرى من المطعم ....
ثم أعاد نظره لـ آمنة ورآها ترقص حاجباها بمكر وتكتم ضحكتها بقوة ...
اشر إليها انه سيقطع عنقها ما ان ينتهي من محادثته .... ثم قال لـ سلطان:
هيه انا في المطعم ...
: اها ...... في وقتك ...... عقب ما نخلص أبا ايلس وياك وارمسك في حاية مهمة ...
بطي بتحفز: حاية مهمة ..؟!
سلطان بحزم: هيه نعم .... يلا عيل السموحه خلك ويا هلك ....
بعد ساعة تقريباً
اتصلت آمنة بـ شما وطلبت منها ان تلتقي بها داخل حمام السيدات
بعد ان ألقين السلام على بعضهن قالت آمنة: تولهت عليج يالطفسة
شما بضحك: ههههههههههههه يالخبلة البارحة شايفتنج في العزا ..
آمنة: صدق هب ويه مغازل ورمسة غاوية ... زولي زولي عن ويهي
شما: ههههههههههههههه فديت ام خويدم يا ربيه .. انا أصلا بخلي بنتيه تأخذ عندج كورسات في الرمسة الغاوية ..
آمنة: يعلني افداها منمن
شما بتعجب مُضحك: منمن !!! شـ منمنتَه !!!
آمنة بثقة: منمن يا شوشو ... منمن بنتج ... اكيد بتسمين بنتج عليّه شرات ما بيسمي ريلج على بعلي المصون
فتحت شما صنبور المياه وهي تهتف بسخرية: هيه ان شاء الله عمتيه .... قال اسمي عليها قال .... حبيبتي بنتيه مسمايه خلاص
سلطانة بنت سلطان بن ظاعن الـ.....
شهقت آمنة بهلع واشمئزاز حقيقي: سلطاااااااااااااااااااانة !!!!!!
يالله بالستررررر ... وععععع شو هالاسم شموووووه ... من صدقج انتي ترمسييييين !!!
بتسمين بنتج سلطااااااااانة !!!!
شمخت شما انفها بغرور مسرحي وقالت: من صدقي عيل من جذبي !
آمنة بعيناها المتسعتان على مصراعيهما: قلنا العشق يخبل بالواحد بس هب لهالدرجة عاد ! تبين تسمين بنتج على اسم ريلج !
ريلج اسمه غاوي لانه ريال ... بس بنتج انثى حرام عليج لا تظلمينها بهالاسم شموووووه
شما بتصميم شديد حانق: اظلمها اونه .... شبلاه الاسم ... والله انه غاوي وهيبة وجيه ... يحسب له ألف حساب
وضعت آمنة يدها على ثغرها الفاغر محاولةً استيعاب الاسم الضخم جداً على رضيعةٍ لم ترَ الى الآن نور الدنيا: ما اتخيل ما اتخيل .... سلطااااااااانة !!!
باجر ان يت ان شاء الله شو تبيني ازقرها .... سلطااااااانة !
لا لا يا ربي ..... ظلم ظلم مايووووز ... شما عيدي التفكير مرة ثانية لا تخلين بنيتج تكره حياتها قبل لا تعيشها ....
شما: ههههههههههههههههههههههههههههههه مااافي شي بيغيّر تفكيري .... بنتيه سلطانة يعني سلطانة .... ونقطة انتهى
غمغمت آمنة بحنق شديد: لي يلسة خاصة مع ريلج ... لازم اقنعه يوديج المستشفى يفحصون مخج المجلوب ....
في الخارج
جلس امام سلطان وهو يقول: ها النسيب خبرنا ... شو الموضوع ...؟!
اسند سلطان يداه على الطاولة وهو يقترب من بطي بملامح لا تنبأ بالخير ابداً ... وهتف بقسوة: انت بأي حق جيه تسوي من ورايه ..؟!
اتسعت عينا بطي بتوتر ....... وقال بسرعة: شو سويت من وراك بسم الله ....!
رفع سلطان حاجباً وقال: عرفنا انك زعلان علينا من سالفة اخوك الله يرحمه .. لجنك زودتها يالخوي .... مهما كان نحن ربع واخوان وبينا عشرة عمر طويلة .... بأي حق تطعني بظهريه ..... خبرني ..... بأي حق ....!
تراجع بطي بغضب عاتٍ: يهبوووون .. هيه والله يهبوووون .... بوخويدم اناااا يا بن ظاعن .... وبوخويدم ما يعرف العلوم الردية جانك تجهل علوووومه ....
فجأة
: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
عقد حاجباه باستنكار ..... واستغراب ..... وارتباك ........ وهدر سائلاً: شعنه تضحك مسود الويه ..... خبرني شو مسويبك اناااااا
: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ومن فرط ضحكه الصاخب ..... اخذ يسعل بقوة .... وبخشونة ...... حتى ادمعت عيناه .......!
امسك بطي كوب الماء الكريستالي وهو يتوعد صديقه بحنق ناري: ان ما سكت الساع بـ هذا على راسك يا سليطين ....
: هههههههههههههههههههههههههههههههههه يالله ....... يعلك العافية يا بطي ........ شكلك وانت محرج نكتتتتتتتتتته
غمغم بطي من بين اسنانه: ضحكت بليا ضروس ... شبلاك اليوم شارب شي انت !!!!!
سلطان بفكاهة اخوية لا تظهر سوى لصديق دربه: شارب من كاس حبك يا حبيبي هههههههههههههههههههههههه
بطي بصدمة: يالله بالستر ......... لا الريال شارب شي اكيد .... حووووه سليطين شو ياااك تخبلت .....
قهقه سلطان .... حتى سعل بخفة قليلاً .... ثم تنحنح قليلاً ...... قبل ان يثبت بجلسته ..... ويرسم عليه تلك الهالة المهيبة المحاطة بمرحه المميز وحنان المتدفق ........ قبل ان يقول من بين بريق عيناه الرجوليتان المعتمتان: تولهت على شوفة شي وشفته ...
بطي باستغراب ساخر: وشو هو ..؟!
اشر سلطان على عيناه وحاجباه وهو يردف بمكر: انت يوم تنصدم وتحرج تحرك حيّاتك وعويناتك لـ فوق عقب تنزلهن .... جنك تهازب حد فوقي ههههههههههههههههههههههههه
بطي وهو يمطط كلماته بشكل ساخر مُضحك: يالسخيييييييييييييييييييف
: هههههههههههههههههههههه شو نسويبك .... مسوي فيها اللي محد يروم يرمسه عقب هاييج السالفة ... قلنا شوي خل نظهر بطي الخبل منه ...
بطي بغموض: متوله يعني على بطي الخبل !!!
بخبث شديد أجاب: هيه
هتف فجأة بخوف وهو يؤشر من خلف كتفه: بومييد الحق الححححححق ..... حرمتك طاااااااحت
وقف سلطان بعنف وهو يهدر بهلع مجنون: وييييييييين !
نفخ بطي على اظافره مدعياً انه ينظفهم ..... هاتفاً ببساطة: صادوه
عض سلطان على شفته السفلية بحدة وهو يشتمه بغضب: ينعنننننننننـ
حرّك بطي حاجباه ببسمة كبيرة ماكرة وقال: دواك يالهرم ..
.
.
.
.
.
.
وضعت سماعة الهاتف في اذنيها وصوت ماهر المعيقلي يرج اركانه رجاً قوياً .... تريد بهذا ان تنسى صدى كلمات نهيان
ان تنسى حقيقة ان والدها قد استيقظ في دنيا معدومة من انفاس والدتها !
ان تنسى واقعها .. مرارتها .. وحرقة فؤادها المكلوم !
ان ......................... ان تنسى ذلك الحوار ........... الذي يعود عمره لبضعة اشهر مضت !
"
: رويضتي
: لبيه ماما
ابتسمت لها والدتها بحنان متفجر وهي تهمس: ما تقولين ماما الا يوم احط راسج فوق ريلي وترقدين .. جنج تغدين ياهل من اول وايديد
قهقهت روضة بغنج واغرقت وجهها في بطن والدتها وهي تقول: اصلا كل ما أكون عندج أكون ياهل من اول وايديد ماماااا
: ههههههههههههههه فديت عمرج انا ....
صمتت قليلاً وكأن تفكيرها تلوّن وانقلب فجأة .............. وهمست من بين بريق نظراتها الغريبة: رواضي .... شو اول شي بتسوينه لو ابوج نش بالسلامة
روضة بعفوية: امممممممممممممم ...... اول شي بسويه اصور عيونه وهن مبطلات ....
امسكت يد والدتها المسكية ووضعتها على خدها وهي تردف بشغف: بس لازم تكونين عداله ..... أبا الصورة اللي جمعتكم في عقلي سنين .. تجمعكم في صورتي سنين جدام بعد .....
: ولو ما كنت معاكم ؟!
عقدت روضة حاجبيها باستنكار وقالت: وليش ما تكونين معانا مدام مرايم !
أسندت والدتها رأسها على ظهر السرير وهي تكمل بحزن اخفته بقوة خلف مرح صوتها الامومي: ههههههه لا اقصد يمكن أكون في البيت ولا احوط منيه ولا مناك ....
روضة بتصميم: عااااااااادي ..... نأجل الصورة يلين ما تكونين عداله .....
"
لكنها يالله .......... لم ......... ولن تكن .............. بجانبه !
وهي ............. ويالهول حسرتها ........... لم تلتقط الصورة التي حلمت بها سنين ....
ايّ وجعٍ سقطتي بهاويته يا روضة ....... أيّ وجع !
شعرت بأحدهم يقترب من باب غرفتها شبه المفتوح ......... وايقنت انها اختها الكبيرة فاطمة ....... اختها التي منذ فراق والدتهم لم تتركها وشيخة لوحدهما ابداً .............. لكن الى متى !
حسناً ............ يبدو ان "المتى" ..... ستنتهي قريباً ......... فهي قد اتفقت مسبقاً مع نهيان ان يكملا زواجهما بعد العزاء !
لا ترغب بهذا الآن ليس وهي بهذه الحالة النفسية المريعة لكنها فقط كي تتجنب مصائب عمها الـ...
مسدتها جبينها وهي تستغفر الله وترجوه ان لا يؤاخذها ان تمادت في وصف عمها بأشنع الاوصاف واشدها قسوةً
فـ افعاله لم تكن بأقل شناعةً ..... ولا اقل قسوةً !
: رواضي ...
رفعت عيناها الميتتان نحو اختها بصمت مدقع
اقتربت فاطمة منها وهي تبتسم بطيبة قلب حزينة .... حتى جلست قبالتها فوق السرير ....... وهتفت: صليتي العشا
ردت روضة بجمود: الحمدلله
عادت فاطمة تسألها باهتمام اخوي: شعنه ما تغديتي غناتي ..؟! يوم رديت شفت صينية الغدا بعدها على ما هي من الظهر ... من زهبتها وسرت عند ابوج المستشفى ..
ما ان قالت "ابوج" ....... حتى تراجعت روضة فجأة واشاحت بوجهها عنها بقسوة
عقدت اختها حاجبيها بقلق من حركتها الغريبة ....... الا انها سألتها باستغراب: شحقه الين الحينه ما سرتيله ..؟! مب في خاطرج تشوفينه واعي عقب هالسنين كلها ...... بعده يتذكرج روضة ... ويتذكرني فديته
اضافت بكآبة: بس يوم شاف شيخه ماتذكرها المسكينة ... وهي شكلها واعليه عنها تضايجت وايد
اختاه ............ خليفة استفاق وتذكرنا في الوقت الضائع !
ظلت على صمتها ولم ترد على كلمات اختها حتى قالت بعد حين بصوتٍ ثلجي: سأل عن امايه ..؟!
اومأت فاطمة برأسها بحسرة ماكنة ....... وقالت: هيه .... تنشّد عنها الصبح ...... يالله يا روضة ........ حسيت حد يقطع فواديه تقطيع حزتها ......... ما تحملت ظهرت برع وصحت صياح اليهد ......
عادت تسأل بذات صوتها الثلجي: يعني عرف ولا ما عرف .....!!
تنهدت فاطمة ....... وقالت: خليت غانم يخبره عقب ما يه عسب يسلم عليه ....
حدّقت بأختها بتمعن واكملت: اليميع يه عسب يشوفه ويسلم عليه حتى ريلج على فكرة ... الا انتي
شعنه ......؟!
اجابت على مضض وهي تقف لتتجه نحو حمامها: باجر ان شاء الله بسير صوبه ....
تركت فاطمة ودخلت الى الحمام تاركةً الأخيرة تتفكر بأحوال عائلتها وشقيقاتها ......... وتتذكر البارحة وما حصل خلالها من صدمات !
"
شهقت بهلع ما ان نظرت الى اختها المحمولة بين يدي نهيان ...... حتى ان هاتفها الذي رن منذ دقائق والذي علمت خلاله من زوجها ان والدها قد استفاق من غيبوبته قد سقط على الرخام الصلب بقوة !
هتف بصرامة شديدة: ام محمد ... ما عليج امر سويلي درب بدخّل روضة
انقبض قلبها بعنف وهي تهدر: شبلاها ختيه !!!
: طوليه بعمرج سويليه درب وبتعرفين خلاف ..
تلعثمت بخوف بالغ: ا ا ان ... ان شاء الله
ادخلته غرفة روضة القابعة في الطابق العلوي ... وقبل ان تقذف عليه اسئلتها المرتاعة قال بسرعة: طاحت غشيانة يوم عرفت بسالفة نشة ابوكم
هي الحينه بخير وما عليها شر ان شاء الله بس محتايه راحة ورقاد ... ام محمد ما عليج اماره اول ما تنش عطوني خبر ..
"
.
.
.
.
.
.
.
منذ ساعة ونصف وهي تحاكي اختها .. اشتاقت لها حد اللامعقول ... عندما اتاها اتصالها كادت تبكي فرحاً وشوقاً
لكنها فيما بعد .................
حصة بتوجس: بتخبريني شو فيج ولا لا ! اعرفج انا يوم تكونين متضايجة ميراني .. ارمسي اشوف .. قولي شبلاج ؟
اجابتها ميرة بوجه شاحب مُرهق: ما فيه شي يا ختيه ... تعبانة بس وماليه خاطر لشي
حصة بمرح مزيف كي تنسة قليلاً كآبةً ما تعيشه: وي وي وي .... لا يكون حامل ههههههههههههههههههه
ميرة باشمئزاز حقيقي: لوعتي جبديه على فكرة ...
حصة بذهول/استغراب: افا .... جيه ....
شهقت فيما بعد ما ان استوعبت الامر: ميروووه لا يكون متواجعه ويا ريلج
شخرت ميرة بمرارة هاتفةً بسخرية: متواجعه ..!! خليها على ربج بس .... ثرج ما تعرفين شي يا بنت عبدالله
حصة بذات صدمتها: واللقعه .... شو مستووووي ...؟!
ميرة ببرود مغلف بالكره: هب مستوي شي ..... بس مستوي انيه كارهة حتى أنطق اسمه
حصة: اف اف اف .... ميروه سالفتج سالفة ..... والله ثم والله ان ما نطقتي لازعل منج زعلة ما مثلها زعلة
اشتعلت ميرة غضباً وسخطاً: يعلج بياهل يظهر عينج مثل ما تظهرين عيني دوم بحنتج وزنتج
حصة: هههههههههههه فديته ... يلا حوه ... ارمسي .... حلفت انا عاده ...
ميرة بحنق: حلفانج لعمرج حبيبتي شو خصني فيج
هدرت حصة بقهر: ميروووووووووووه .... انطططططقي
ميرة: لا حول ولا قوة الا بالله .... انا لابويه واميه ما قلت بقول حقج يعني !
حصة وهي تغمغم بغيظ: والكوبه يا ميروه .... انا اختج العوده ..... لو ما تخبرين اليميع لازم تخبريني انا ع الأقل .... يلا ... حلفت يا ميروه لا تكسرين حلفتيه
ميرة وهي تحرك عيناها للسقف بيأس/ندم: يا ربي .... هاي يزاتي والله .. انا الخبله اللي داقه عليج .. لو عاقه التلفون ومبندته ابركلي
: ميروووووووووووووووه
: زين زين .....
بعد ساعة ..
خرجت من الغرفة وملامحها لا تكاد ترى من اللهيب الخارج من مسامات وجهها وظلمة الغضب المحامة حولها
: الله يلعنك ويلعن اخوك في ليلة وحده
هتف فلاح ببرود شديد ولم يحرك أصابعه او عيناه من امام شاشة حاسوبه المحمول واوراقه المتناثرة: يالله لا تحرمنا من فردوسك ... تكثرن اللعن وتكفرن العشير .... هيه والله ...
خير مدام حصة ... شو اللي خلاج تظهرين من حجرتج عسب تلعنين المسلمين بغير ويه حق ....
رفعت كلتا يداها هادرةً بصوت حاد غاضب: يالله لا تحرمني من فردوسك بسبة ناس ما عندها ذمة ولا ضمير يخلون العاقل مينون والمينون عاقل
فلاح بذات جلسته الثابتة ونظراته الباردة اللامبالية: المشكلة لا انتي بالعاقلة ولا المينونة ... انتي الوصف اللي مفروض يطلق عليج بعده ادباء اللغة العربية ما اكتشفوه ... اظنتي بس نزل على ابونا آدم ...
حصة بقهر شرس: خاطريه اعرف ... انتو يا عيال عبيد من شو مخلوقين .... طين شراتنا ولا من شي لا له لون ولا طعم ولا ريحة ! خبرني لو سمحت ... لانكم بصراحة غريبين بشكل خاااااااااايس ...
رفع اخيراً عيناه عليها ............. وصمت لوهلة متأملاً إياها بنظرات برّاقة غريبة جعلتها تتورد وتنسى لثوانٍ انفعالاتها/جنونها .............. ثم ما لبث ان قتل بريق نظراته ليقول بسخرية مستفزة: غريبين بشكل خايس ....! من وين يبتيها هاي بعد هههههههههههههه
لا فديتج من طين بس ما يفهمنا الا اللي مخلوق من طين شراتنا ....
سيطرت حصة على نفسها/ارتباكها وهي تقول بسخرية مشابهة: هه هه هه ..... ما يضحك اللي أقوله عسب تضحك يا بودم ثقيييييل ....
أعاد ناظره لحاسوبه واوراقه وهو يقول: حصة .. شو تبين خلصينا ... انا مشغولة الحينه شرات ما تشوفين ....
صمتت وهي تلهث بعنف غاضب مسترجعةً حديث شقيقتها
"
: حصة .. ان نطقتي بحرف عند ريلج والله ما برمسج طول العمر ... هب معناته انيه عايشة في جحيم الحينه انيه أبا حد يعرف باللي اعيشه ... هي مب قصة الف ليلة وليلة .... دخيلج مابا ريلج ولا حد يعرف
"
غمغمت من بين اسنانها المتطاحنة: اخ بس ..... ليتني اقدر ازغدك انت وياه
رفع يده وهو يهتف بصرامة: ويت ويت .... انتي عن أي اخو ترمسين ... نهيان ..؟!
هدرت حصة محتقرة: يا حي نهيان عنكم .... اول تحريته هو الخبل امبينكم ظهرتوا انتو المخابيل هب هو ....
وقف وهو يهتف بقسوة: انتي ايه .. سكت عنج وايد ... يه ترمسين يا انقلعي هب متفيج لج ...
صرخت بحدة: لا تقول انقلعي ... الله يقلعك انت واخوك الزفت الخايس ....
استدارت بحدة ماشية وغمغمت بحقد اسود: غلطة عمرنا يوم وافقنا عليكم انا وختيه .... لجني شو بقول ... الله يسامحك يا بويه دنيا وآخرة .... عقيتنا على رياييل ما رينا منهم الا الشقا والتعب وعوار القلب ......
اتسعت عيناها بالذهول والصدمة ولحقها وهو يهدر بحدة: حصصصصصه .... ردي الحينه وخبريني شحقه فاجه لغبج على اخويه ... شو سوابج ...!!!
حصصصصصه
أقفلت باب الغرفة قبل ان يصل إليها .... وصرخت من خلف الباب بقهر شديد: مابا اشوووفك يا علة حصصصصصة .... هررررررم واحد
طرق الباب بقوة: حصصصه بطلي الباب
: مابااااااااااا
فلاح: اقولج بطلي الباااااااااااااااب
: وانا اقولك ماباااااااااااااااااا
رن هاتفه .......... وكانت يمامة
فلاح: هلا
..
: انتي خاري ..؟!
..
: وينه الحارس ..؟
..
: خلاص انا بيي ابطلج الباب
رفع كلتا حاجباه ما ان فُتح باب الغرفة فجأة بعنف ... وصوتها الأعنف يسبقها: هيييه ابووويه هييييه .... ما صدقت على الله سمعت صوتها وتخرفنت .... سر سر عندها خلها تاخذك بالاحظاااااان يا راعي البناااااااااات
وكما خرجت بنيرانها اللاسعة الشرسة ... دخلت مرة أخرى بذات نيرانها اللاسعة الشرسة
هز رأسه بأسف/يأس مردداً بخفوت: لا حول ولا قوة الا بالله ... ابتليت بلوة بهالخبلة ... حشى يابوكم فجها ما يعورها من الزعيج !!
افففففففففف
.
.
.
.
.
.
.
كانت تراقبهم من خلف نافذتها كيف يعملان مع بعضهما بحماس ... الأول يمسك بـ "التابلت الخاص به" وواضح من حركات يده انه يدوّن شيئاً ما في المدونة الرقمية ..... اما الثانية فـ كانت تمسك بإحدى القطط وتتفحص اسنانها وعيناها .....
ويحه الوغد .... انها بالتأكيد احدى القطط السوداء التي داهمتنا تلك الليلة
أمجنون هذا الآدمي كي يربي قطط سوداء !
ألا يخاف ان يدخل فيه احد الجان !
هه ........... هو بحد ذاته جني ..... بل شيطااااااااااااااان
زأرت بقهر ما ان رأت كيف اقتربت تلك الكشميرية الفاتنة من زوجها لتريه "بغنج" كيف القط يتفاعل مع الدواء ...
الحقيرة .........
حسناً ....... ربما المياسة صادقة ......... فهي حتى وان اقتربت من فلاح .... فالاخير لا يسمح لها ان تلتصق به بحميمية ...
لكن لمَ يكذب عليها ويدعي انها زوجته !
المعتوه ........... أيريد يكذبته ان يثير غضبها وغيرتها !
لكن .............. لمَ لا يكون حقاً متزوجاً بها وما اراه مجرد وهم كي امني نفسي انه لي لوحدي ...!
تراجعت بارتباك ما ان رفعت يمامة عيناها نحو النافذة ورمقتها بخبث انثوي ..
بعد دقائق
كان بابها يُطرق ............. ويُفتح من غير اذن صريح منها !
فتحت فمها كي تصرخ عليها وتطردها الا ان كلمات المياسة ترددت بدماغها
"خلج هاااااااااادية ... وبااااااااااردة ... واي شي تسويه الكشميرية عسب تقهرج اصدميها بضحكتج وابتسامتج الباردة"
ابتسمت ببرود وهي تقول: هلا هلا ... مرحبا باللي ما عرفت الادب ولا التربية ... بتخبرج ... هلج ما علموج ما تحدرين حجر الناس بليا اذن !!!
نظرت يمامة للغرفة التي أصبحت انظف واجمل واكثر اناقةً من ذي قبل ........ حتى سقطت عيناها على حصة ... وقالت باشمئزاز:
اوه قاد ..... يو آر سو أولد فاشند
نظرت حصة لثوبها المغربي السكري وقالت ببرود شديد ساخر تخفي خلفه نيران غضبها: اووه ماي قاااااد ..... امايه ان بعتي هالكندورة بتييج بيزات تسفرج حول العالم ...... ماقندا وحده
أغلقت فمها ما ان ادركت خطأها الاخرق
لا أيتها الحصة لا ...... ماقندا معناها جميلة بالفلبيني
الحمدلله أن هذه اليمامة لا تعرف اللغة الفلبينية هههههههههههههه
عقدت يمامة حاجبيها بفضول: ماقندا ..؟!
جلست حصة واضعةً ساق على ساق ... وقالت بغطرسة: أجل أيتها الخفاشة الزرقاء الجميلة .. يو ار سو ماقندا .... يعني سووو ستيوبد .... غبية ....
تجاهلت يمامة اهانتها وقالت وهي تأشر عليها من رأسها حتى اخمص قدميها:
اممممممممم لم انتي هكذا لا تحبين لبس ما تلبسه البنات ..؟!
طريقتك في اللبس قبيحة وتقليدية جداً
اغمضت عيناها بقوة ........ وهي تهمس بخفوت: اللهم صبرك .... اللهم صبرك
"حصوه ....... لو عيبت عليج ولا مصخرتج ردي عليها ولا تسكتين .... بس ببروووووود لا تخلينها ابد تنجح في استفزازج .... ان عطتج كلمة ردي عليها بألف ...... بس سمعي .......... الضرب ممنوع .......... ممنوع يا بنت عبدالله تسمعين !
لمَ ممنوووووووع لمَ .......... ارغب بتهشيم وجهها الأبيض هذا وتقطيعه بأظافري قطعاً قطعاً ..........
ردت عليها بانجليزية سلسة: اممممممممم ولم انتي تحشرين انفك بأمور لا تخصك ..؟!
هزت يمامة كتفيها هاتفةً باستفزاز واضح: اني اشفق على حبيبي فلاه المسكين
الرب وحده يعلم بمصيبته المريعة .... لقد رزق بامرأة فاشلة في كل نواحي حياتها ..... اووووه رباه فليكن الله في عونه
حصة باستهزاء مزدرء: في المقابل .... لقد الله رزقه امرأة أخرى ناجحة في كل نواحي حياتها .... أليس كذلك أيتها الماقندا ..؟!
يمامة بانفعال: لست ماقندا بل يمامة
غمغمت حصة من بين اسنانها: اسميج ماقندا ومن الخاطر يالجلبة ..... احم ........ أقول
اشرت الى الباب واكملت ببرود: دربج ادلينه ..... عطينا مقفاج ما نبا حشرة ..... يلا ......
: شو هالزعيق ..؟!
قالت بصوتٍ صقيعي جاف من غير ان تنظر إلى من دخل الغرفة وامتلأت زواياها برائحته الرجولية الفريدة: خلها تظهر من حجرتيه قبل لا اشوّه ويهها هاللي انت ميت عليه ....
كتمت شهقتها ما ان سمعته يقول لها بقسوة: جيه .... لا يكون صدقتي ان هالحجرة حجرتج ولا البيت بيتج ... ابويه تذكري زين شحقه خذتج ... لا حباً بج ولا شياته .... حمدي ربج انيه لين الحينه متساهل وياج .....
خدش قلبها بنظراته القاسية المحتقرة قبل ان ينظر الى يمامة ويقول بهدوء: هيا حبيبتي .. فلنعد الى عملنا ..
تركها مشلولةً تماماً ........ لا مشلولة الجسد ......... بل مشلولة الروح !
.
.
.
.
.
.
.
اتفق مع صديقه ان يلتقي به امام غرفة خليفة بعد صلاة العشاء .......... اولاً كي يتعرف الاثنان اكثر على الرجل ...... وثانياً كي يتقدموا اكثر بموضوع خطبة ناصر لشيخة ........... يعلمان ان الوقت غير مناسب وان خليفة ما زال غير متصل تماماً بالعالم الواقعي ......... لكن التأخير ليس من صالحهما ابداً ....... فـ عم الفتيات يقف امام وجهيهما بالمرصاد !
ما ان دخل نهيان حتى ابتسمت عينا خليفة .... وعلم نهيان من نظراته وحركات يده وهمهماته انه قد تقبله كـ صهر واحبّه كذلك ....... لا يعلم أهي محبة من الله نزلت عليه فجأة ام ان المحبة ترسخت به منذ ان التقى به وهو كان ما يزال يسبح في عالم اللاوقع !
قبّل رأسه وهو يهتف برجولية حانية: مساك الله بالخير يالغالي
: مـ ....... مسا .........ك ............. ا .......... اللـ ........... الله ........... بالنور
: عظم الله اجرك عميه ....
خليفة بمرارة عاتية: اجـ ....... اجر ........ نا ........ واجـ ............ رك
لا احد في الكون يعلم عظم مصابه ........... لا احد !
ترددت كلمات زوج ابنته الذي للتو فقط يراه ويتعرف عليه: عميه ...... محد دايم الا ربك سبحانه وتعالى ......
آ آ ........ احم ........... ماعرف شو اقولك .............. انما الصبر عند الصدمة الأولى .......
سكت قليلاً ..... قبل ان يرمي عليه "الصدمة المُفجعة": عموه مريم توفت من كم يوم ........ الله يرحمها ويغفرلها ....
لم يتفوه بأي كلمة ............... ولا حتى بهمسة ............. حتى خرج غانم ................. وعندما تأكد من خروجه
اسقط رأسه على الوسادة ........... وسقطت دمعته الحارقة وقلبه يتقطع لأشلاء صغيرة لا حصر لها ............ فالتي ماتت هي مريم !
مريم التي توجعت لفراقه سنين ......... وعندما عاد للحياة ............. هي فارقته !
مريم التي كان يلقبها بـ ام عيسى ............. فـ ذهب هو قبل ان يرى عيسى ............... وعندما عاد .......... ذهبت هي وعيسى معاً قبل ان يراهما ويشبع ناظريه بهما !
الحمدلله رب العالمين ......... الحمدلله رب العالمين ........... يا رحمن .... يا عظيم الغفران ....... اجمعني بها في جنانك وفردوسك الأعلى ...........
خرج من سطوة حسرته الدامية على صور ممزقة .... ضبابية ...... بين ذاكرته العتيقة الغابرة ... وصوت باكي من بعيد يتوسله الغفران ويناجيه بألم ......
"
آ آ آ آسسسسفه .. انا السسسسبب .. اناااااا .. آسسسسفة ..
دخيلك نش .. نش ورد لحرررمتك وبنااااتك .. رد للي يحبووونك ويبووونك ...
انت مااالك ذذذنب .. انت ما سويييت شششي ..
كللله من الحيوووان مسعووود .. انت ما لمستني هااااك اليوووم ولا قربتنننني ..
مسعووود جذذذذب علييييييكك وقااااال انك اعتديييت عليه بسس انننت مااا لمسسستني .. وووالله ما لمسسستني .. مسعووود جذذذب عليييكك ..
كان يبااااا يهددك فيه عسب .... عسب تخلي حقه الدووورة اللي .. بترررفع رتبته .. فـ في شغله ..
ربي حسييييبه .. ربييي حسيييييبه ..
"
خفق قلبه وكأن للتو فقط ......... بدأ يسترجع ذاكرته العتيقة الغابرة
مسعود
مسعــــــــــــــــود
همس بنبرة خافتة ثقيلة لثقل لسانه: مـ ..... مـ ........
اقترب نهيان منه باهتمام وهو يهمس قرب اذنه: شو تبا عميه .. آمر ...
: مـ ....... مسـ .........
اقترب ناصر وهو يهتف بتساؤل: وش في خاطره نهيان ..؟!
هز نهيان كتفاه بعدم فهم: ماعرف والله ..
نظر لعمه واردف: شي يعورك عميه ..؟! تباني ازقرلك الدكتور او وحده من النيرسات ..؟!
هز خليفة رأسه بـ لا .... وهو يحاول نطق اسم مسعود ........ حتى نطقها بشكل متقطع ثقيل: مـ .. سـ .. عـ .. و .. د
هتف ناصر لـ نهيان باستغراب: منهو مسعود ..؟!
نهيان بذات استغراب صديقه: ماعرف ..
ناصر: يمكن واحد من اخوياه ..
نهيان: يبا يشوفه هزرك ..؟!
ناصر: الله العالم ..
اردف موجهاً كلامه الى خليفة: عم خليفة ... منهو ذي مسعود ..؟! عندك رقمك ..؟! تبغانا اندقله ..؟!
هز خليفة رأسه بـ نعم وملامحه تشحب فجأة وتتحول لـ تعابير غريبة مخيفة مصفرّة .....
نهيان: انزين تذكر رقمك ..؟!
هز خليفة رأسه بـ لا ..
قال ناصر لـ نهيان: شـ الدبره بوعبيد ..؟!
نهيان: بسأل غانم ولا الاهل يمكن يعرفون الريال ولا عندهم رقمه ...
قال لـ خليفة بود حاني: انت ريّح عميه وانا بييبلك مسعود ان شاء الله ..
اومئ الأخير برأسه بارهاق واغلق عيناه لعدة ثواني قبل ان يفتحهما ويأشر نحو ناصر الذي للتو ادرك وجوده ..
اقترب ناصر منه مقبلاً رأسه ويقول: انا الدكتور ناصر يا عمي ... دكتور المخ والاعصاب والمشرف على حالتك من فترة ما هيب طويلة .. ومثل ما تشوف انا مش في رأس عملي حالياً لاني في إجازة سنوية ...
ابتسم نهيان وهو يربت على كتف ناصر: وصديج عزيز وغالي بعد ..
ابتسم له ناصر بخفة قبل ان يهمس قرب اذنه بخفوت: نهيان .. اظن الوقت ماهوب مناسب الحين .. خل نأجل الموضوع لين ما يرتاح العم خليفة شوي ويتعود على الناس حوله ...
نهيان: بس يا بومشعل ........
ناصر: صدقني احسن .... خل نأجل الموضوع ... الرجّال بعده محتاج يتذكر الناس حوله .... ولو ما خاب ظني حتى بناته ناسيهم ..... محتاج فترة لين ما عقله يستوعب التغييرات اللي صارتله ....
: متى يعني .... انت ناسي عمها واللي بيسويه ...؟!
اشر ناصر بعيناه نحو خليفة الذي ببطئ اخذ يغلق عيناه بسبب تأثير المغذي: جاه اخوه ولا لا ..؟!
نهيان: ماظنتي ... ليش السؤال ..؟!
ناصر باستخفاف: مثل ما توقعت ... اخوه خايف يواجهه .. او مرتبك
نهيان: وشحقه يخاف .... ماظنتي المسكين يعرف بفعايله في بناته وهله طول هالسنين عسب يعاقبه اول ما يشوفه ...
ناصر: الجبان والماشي على درب الضلال بيخاف حتى من ظله ... يمكن قال في نفسه اكيد بناته علموا ابوهم باللي سويته ... فـ انا ما بشوفه لين ما يهدا ومنها لاجل اخترع كم كذبة قوية تتصدق ...
نهيان: انزين يعني شو الحل ..؟! نرمسه ولا ما نرمسه ..؟!
ناصر: لا خل نصبر .... على الأقل لين ما بوخالد يجي ويشوف اخوه ...
تنهد نهيان ....... وقال بخفوت: على هواك .....
اكمل بصوت فحيحي بالكاد يُسمع وهو ينظر لـ خليفة بتمعن/تصميم: بس ان فكّر يجيس حرمتيه يقرا على روحه الفاتحة ....
لا .... بل لن يفكر أصلا ...... فـ هو قد سبق وقرر ان تكون الدخلة غداً ........ ولن يثنيه احد عن قراره سوى الله وحده .....
خرج من الغرفة بعد دقائق كي يتصل بوالدته ويخبرها بقراره ... يعلم ان مثل هذه الاخبار لا تُقال على الهاتف خصوصاً مع والدته لكنه لن ينتظر ان يصل الى دبي كي يخبرها ..... يريد ان ينهي جميع الإجراءات بسرعة .......... ولا ينسى ابنه !
ابنه لن يعيش بعيداً عنه وعن والدته الجديدة ......... ابداً !
.
.
.
.
.
.
.
منذ ان اعادها عنوةً الى منزله وهي تتجنب الاحتكاك به ........ وكأنها تعاقبه !
يعترف ان الامر يضايقه ........ يضايق روحه التي غدت تشتاق لروحها بشكل غريب ...... لكنه صامت
لمَ الصمت يا احمد ......... أتكاثر جراحك في الوتين انساك الحديث ........ ام انك بكلماتها تبك ايقنت انك لم/لن تتعلم رد قيمتك لنفسك المُهانة !
تنهدت بضيق ....... قبل ان يقرر ان يرحم عيناه من ضوء شاشة التلفاز البلازما الضخمة والتي ازدادت اثر العتمة المحاطة بالغرفة كلها ............ الغرفة الخالية منها هي !
تلك الصغيرة ........... ألم تمل من المبيت في غرفة أبنائه !
سحقاً لعنادها ............
زم فمه بحنق محدّقاً باب غرفة المغلقة ...... وقبل ان يفكر اكثر ...... وقف واتجه نحوه .... ليفتحه ويخرج من الغرفة
وقف وسط الصالة العلوية حائراً
ما الذي تفعله يا مراهق .......!
فلتتركها وشأنها تنم حيث تريد ..... هي اساساً جرحتك بكلماتها ويجب عليك ان تلقنها درساً على هذا ......
بين حيرته ....... وغضبه ........ وشوقه .........!
اقترب من باب غرفة ولداه ....... وفتحه بحذر
لكنه سرعان ما اتسعت عيناه بفاجعة ....... ما ان رآها مكومة قرب باب الحمام ..... وتبكي بصمت يكاد ينفجر من شهقاتها المختنقة المكتومة ............
اقترب منها بهلع وهو يهتف بخفوت كي لا يوقظ أبنائه: حناااااان .... حنان شبلااااج .....!!!
كانت تبكي بحرقة ..... برعب حقيقي ...... وادرك انها لم تستوعب الى الآن وجوده وما قاله ......
انزوت بجسدها وهي تغرس اكثر وجهها في حضنها وتبكي بخفوت متقطع ويبدو عليها الانهيار التام
عندما ادرك فظاعة الوضع ..... ادخل يداه اسفل جسدها وحملها وخرج بها الى الخارج .....
ملامحه شحبت من الخوف ....... ويعترف ان خفقاته ذابت ذوباناً لمنظرها المزري المثير للشفقة ..........
يالله ............... ما بها ............... لمَ تبكي وكأن احد احبائها قد توفي للتو !
جلس على الاريكة ..... وهي ما زالت في حظنه تبكي بوجع صافي
همس بحنان قلق: حنان ...... حبيبتي .... شبلاج ..... والله روعتيني عليج ...
حاول إزاحة يديها عن وجهها الا انها لم تزح يداها وظلت على وضعها .... عاد يهمس قرب اذنها وهو يغرس جسدها الصغير اكثر في صدره الصلب: بسم الله عليج الرحمن ... بسم الله عليج الرحمن ..
ومن غير تفكير ..... بدأ يقرأ على رأسها بعضاً من آيات الله المباركة .... علّها تهدأ قليلاً وتهدأ معها خفقاته المجنونة المرتعدة .....!
بعد دقائق قصيرة
سمعها تهمس بصوت مبحوح باكي مختنق حد اللامعقول: عـ ..... عـ ...... عوشة ......... حـ حلمت .......... حلمت ...... بـ عووووووشة .......
بلع ريقه الجاف وعيناه رغماً عنهما تشتعلان بالحيرة والارتباك ....... وقال: شبلاها عوشة ...؟!
لم يدرك انه نطق اسم قاتلته بسهولة ومن غير تردد .... لم يدرك ان الحقد لم يشوب كلماته ونبراته وخفقاته ..... لم يدرك ان الذي يسوق احاسيسه الآن هي فقط .......... هذه التي امامه ...... هي من جعلته لا يدرك شيئاً عدا وجودها الواقعي في حضنه وبين حناياه الملتاعة !
حنان بوجع يدمي القلوب ونبرة تختنق بالغصة/المرارة: و ...... والله كنت احبها ........ والله كنت اعشق ترابها ........ شحقه جيه تقوووووولي ........ شحقه جيه تررررمسني .......... آآآآه يا احمد ....... والله ما استاهل اللي يستويبي ..... و .... والله ......
وانخرطت مرة أخرى ببكاء علقمي ......... مخبرةً احمد من غير ان تفسر حرفاً واحداً مما قالته ....... انها تعيش الكابوس بحد ذاته !
نهــــاية الجــــزء الســــادس والستــــون
.
.
قراءة ممتعة حبايبي ......... وعيدكم مبارك مقدماً والله يتقبل ان شاء الله من حجاجنا وزوار بيت الله الحرام
باجر يوم الوقفة ...... صياماً مقبولاً ان شاء الله
حبيت اذكر الناسي .................. ذكروا هلكم وربعكم واللي حولكم بعد :)
|