كاتب الموضوع :
لولوھ بنت عبدالله،
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء السادس
(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)
الجـــزء الســـادس
يا غزالاً ! أصَارني
موثقاً، في يد المِحنْ
إنّني، مُذْ هَجرْتَني،
لمْ أذُقْ لذّة َ الوسنْ
ليتَ حظّي إشارة
منكَ، أو لحظة ٌ عننْ
شافِعي، يا مُعذّبي،
في الهوَى ، وجهُكَ الحسنْ
كُنْتُ خِلواً منَ الهَوى ؛
فأنَا اليَوْمَ مُرْتَهَنْ
كانَ سرّي مكتًّماً؛
وَهُوَ الآنَ قَدْ عَلَنْ
ليسَ لي عنكَ مَذهَبٌ؛
فكما شئتَ لي فكُنْ
لـ إبن زيدون
،
العيـــــــــن
كانت العنود تكوي ثوب زوجها وهي تشاهد برنامجها التلفزيوني المفضل باندماج تام
وطفلاها الصغيران منصور وفاطمة يلعبان تحت رجليها
منصور بغضب طفولي: ماما توفي فوفو ما تخليني ألئب
العنود بتوبيخ رقيق: منصور عيب حبيبي هاي ألعاب بنات
إنت ولد ..
هتف منصور بتهكم ظهر بفمه الجميل المزموم وهو ينتزع الدمية من يد فاطمة: مابا ابا ألئب
صرخت فاطمة ببكاء شديد وهي تمسك منصور لتأخذ عروستها منه
احتد صوت العنود بالغضب: يا ولد عط أختك عروستها
لم يسمع منصور كلام والدته وابتعد بالدمية عن فاطمة بينما أخذت فاطمة بالحبو باتجاهه ببكاء غاضب
كانت تحبو ثم تستند على طاولة جانبية وتخطو خطوة وتسقط ثم تحبو ..
وهكذا ..
ضحك منصور بمتعة وهو يرى كم ترغب فاطمة بالإمساك به .. وأخذ بالابتعاد أكثر فأكثر
هزت العنود رأسها بتهكم/بضجر من صراخ أطفالها:
يا عيال صخوا خلونيه أسمع الدكتورة شو تقوووول ..
وفجأة سمعت صراخ منصور: ماماااااااااا تووووووووفي فوفووووو
إلتفت بجزع تحول لدهشة .. ثم لابتسامة .. ثم لضحكة ..!!!
: ههههههههههههههههه فدييييييييييت اللي مشوووا انا ياااااربي
كانت فاطمة من فرط غضبها على أخيها تمكنت من الوقوف بتوازن والمشي 6 خطوات كاملة إليه ..!!!
حملتها أمها بحب فياض/فرحة عارمة وهي تقبلها: فوفو الشطووورة مشت وأخيييييراً ..
وقبلتها بحنان شديد الدفئ لا يليق إلا "بمعشر النساء"
قفز منصور بفرحة مشابهة .. وذهب ليطرق باب الحمام على والده الذي كان يستحم
: بابااااااااااا باباااااااااااااااا
اتاه صوت والده سيف من تحت رشاش الماء: هاااااا شو تبااااا ..!!!
منصور بصراخ مبتهج: بابااااااااااا تئال تووووف فوفووووو
اقفل سيف صنبور المياه ليهتف بقلق شديد على صغيرته: بلاهااا أختتتتك ..؟!!
منصور بذات صراخه: تئاااااااااال توووفها
اكمل سيف استحمامة بسرعة .. ولف على خصره المنشفة وخرج ..
عقد حاجباه وتساءل بحدة تخللها قلق: شو بسم الله ..!! بلاها فطووووم ..!!!
ما إن أكمل جملته حتى رآى كائناً بحجم علقة الأصبع يمشي نحوه بخطوات صغيرة متعثرة
إلى أن اقتربت منه وأحتضنت رجله الأيمن ..
رفع رأسه وهتف لـ زوجته العنود ببسمة تتسع سعادةً: هالفارة متى مشت ..!!!
العنود: ههههههههههههههههههه فديتها ياربي توها مشت .. هالدقيقة بسسس
قهقه بخشونة صوته الرجولي وحمل ابنته: رجولية متفجرة بالسعادة وهو يحمل ابنته: هههههههه فديت فوفووو حبيبة باباااا ..
امسكت فاطمة ذقنه المُشذب .. وضحكت بضحكة الأطفال اللذيذة التي "لا تُقاوم" .. وأخذ يقبلها ويلاعبها ويعلمها المشي ناسياً تماماً منظره العاري ..!!!
رمقته العنود نظرة حب صافية وهي تعطيه ملابسه وتطفئ جهاز التكييف: حبيبي سر إلبس أخاف تزجم ..
ابتسم لها وهو مازال ممسكاً بيد ابنته ويمشي معها بتأني لتتمكن من المشي باتزان اكثر: هالفارة نستني حتى عقلي
ضحكت العنود لتقول بحماس بالغ: شو رايك الويكند الياي نسوي عزيمة وننثر على فوفووو ..؟؟
رد سيف برجولية جذابة: نسوي حق الشيخة فاطمة عزيمة ونثور وشحقه ما نسوي ..!!
فالها طيب بنت سيف ..
(فالها طيب اي تبشر بالذي تريده)
(النثور هي عادة شعبية تُقام للطفل عندما يخطو خطواته الأولى، وفيه تُنثر الحلويات والأموال عليه)
.
.
.
.
.
.
.
أبوظبــــي
وصل بطي الى شقته عند آذان المغرب تماماً، استحم سريعاً ليزيل عنه ارهاق الطريق الطويل ثم توضأ وصلى
كان من عادته اليومية أن يطبخ عشاءه بنفسه لأنه أولاً لا يحب أكل المطاعم
هو في الحقيقة لا يستلذ بالطعام إلا أذا كان من يد والدته أو زوجته آمنة او شقيقته شما ..!!!
ثانيا ليقتل الملل الذي ينقض عليه ما إن ينفرد لوحده في هذه الشقة الباردة ..
والسبب الثالث هو لكي ينعم قليلاُ براحة/سكون وهو يستمع لذبذبات صوت زوجته المثير ..!!!
فهو معتاد أن يأخذ الوصفات منها ويحادثها على الهاتف وهو يطبخ ..
أخرج الدجاج من الفريزر وهمّ بالاتصال بزوجته .. لكن رنين الهاتف باغته فجأة ليعلن قدوم اتصال من رقم مجهول
قطب حاجبيه الكثيفين المرسومين بطريقة إلهية تجذب أعين البشر لا إرادياً ..
رد وهو يتساءل في أعماقه عن هوية الشخص: ألووووو ..
ارتجفت دقات قلبها ما إن سمعت صوته الخشن الهادئ .. وبنبرة دلع أنثوي مغري همست: يعني لازم نتصل من رقم ثاني عسب تردون علينا !!!
احتدت نظرة عيناه بـ صدمة .. وسرعان ما استوعب الصوت الأنثوي الذي اثار غضبه هاتفاً بتهكم قاسي:
تحريتج فهمتي انيه من الأساس ما ارد على اتصالات من موظفين خارج حدود الشغل ..!!
هي بصوت أنعم وأكثر إغراءاً: بس أنا اشتاق لحسك بطي
وبتلعثم "مصطنع" تابعت: أ أ أقصد استاذ بطي ..
رفع بطي حاجباً واحداً بامتعاض .. ثم هتف بغلظة قاسية: بوخويدم لو سمحتي ..
اغمضت عينها بغيظ شديد/حقد وقالت: أقصد بوخويدم
اسمحليه ..
هتف بنبرة نزقة راغباً بـ اقفال الخط متجاهلاً حميمية ما قالته للتو: في شي مهم عن الشغل تبين ترمسينيه عنه ؟!
هتفت بغيظ شديد وصوتها بدأ يخرج بهيئته الحقيقية لا "الرقيقة":
إنت انسان ما تحس ابد .. حس فيّه دخيلك
أنا احبك
احبك وايد بطي .. احبك بـ ينون
ما يهمني معرس وعندك عيال .. انا احبك
افهمني الله يخليك
احبك
عط لـ هالحب فرصة يكبر ..
قاطعها بغلظة صارمة/غاضبة/محتقرة:
البنية اللي تتعدى على حدود رب العالمين وتنزل راس هلها بسفاهتها القاع وتتصل على ريال معرس وتقوله هالرمسه
ما تستاهل الحب ولا الإحترام ولا الحشيمة ..
وأردف بنبرة اغلظ واقسى: آخر مرة أسمح لج تتعدين حدودج معاي ..
تسمعيييين ..!!!
وهالرقم انسيه لو تبين اتمين موظفة عنديه ..
وأقفل الخط في وجهها ونظرة عيناه ممتلئةً بالاشمئزاز
تنفس بحدة شاعراً أن تلك الحمقاء قد عكرت مزاجه الجميل باتصالها الوقح/حديثها المقيت ..!!!!
.
.
.
.
.
.
.
سلم من صلاته وتمتم بالأدعية المأثورة ما بعد الصلاة
بعد ان انتهى .. لفحه نسيماً بارداً عليلاً حرّك شعره الكثيف الظاهر من تحت غترته بتغنج /رقة
تربع بجلسته وظل يتأمل الصحراء الواسعة من حوله ويتشمم رائحة الرمال المنعشة ..
كسر غصن صغير من إحدى النباتات التي بقربه .. وكتب على الرمال أبيات قريبة لروحه جداً لشاعره المفضل ابن ظاهر الماجدي:
لـيـالـي بـيــن طــــي الـجـانـحـات، لـكـن ابـهـا ســوام النـمـل دابــي
وقـلــب كــــن فــيــه الـلاضـيــات، شــوات مـثـل محـمـي المـطـابـي
وعـدتـنـي الـهـمـوم لـذيــذ نــــوم، أراعــي للنـجـوم إمـتـى الغيـابـي
أرى الـدنـيـا مـمــر إبــــلا مــقــر، وارى الأرواح آخـرهـا الذهـابـي
وتـالـيــت الـحـيــاه الا الـمــمــات، وتالـيـت الـمـمـات إلا الحـسـابـي
ثــلاث مــا أرى عـنـهـن مـطــاف، مـــؤرخـــة بـــآيـــات الـكـتــابــي
سرح بعيداً ويداه تتحركان على جملة "وارى الأرواح آخـرهـا الذهـابـي"
توقف فجأة بحذر متيقظ وأنفه يشتم بدهاء خطراً يقترب منه ..!!!
وبسرعة مهيبة كالفهد أمسك بقلمه الذي تحول لسكين ذات ميلان حاد كالتي تُستخدم في الحروب والتدريبات العسكرية .. ومن غير أن يلتفت غرس سكينه في ساق الشخص المتربص خلفه ...!!!!
صرخ الرجل بزئير متألم/صدمة غاضبة من سرعة بديهة حارب وحركته السريعة ..!!!
لم ينزع حارب السكين إنما لفه دورة كاملة داخل رجل الرجل الذي صاح بقوة أشد ..
هذه الحركة تضمن لحارب استحالة تحرك الرجل برجله تلك .. لأن الطعنة بسكين ملفوف لا تبرأ بسهولة ولن يتحمل الرجل الألم من الأساس ..!!!
التفت حينها بوقفة متحفزة كالفهد وعيناه ترسلان صواعق من الخطر الأسود للذي حوله ..!!!
نظر الى الرجل الذي كان أسود البشرة ضخم الجثة بعيناي حمراوان ثائران من الغضب/الألم .. وبصراخ غليظ قاسي:
الأخشاب: يا ابن الـ ..... والله ما اخلييييك ..
وانقض عليه برجل واحدة .. ولكن حارب بدهاء أخذ حفنة من تراب ونثره على عيناه ..
صرخ الرجل بألم اشتد بجسده .. والتراب يحرق عيناه بشدة جعلته لا يبصر شيئاً
ارتفع جانب ثغر حارب بابتسامة جانبية ماكرة وهو ينفض التراب عن يدهه وثوبه:
خبّر اللي طرشوك ..
ما استوى بعده اللي يلعب على حساب حارب بن محمد ..
وتركه بعد أن أعطاه ركلة قوية وجّهها مباشرة لعنقه .. وما هي الا ثانية حتى سقط صريعاً مغمى عليه ..
استدار حارب وهو يلمح من بعيد سيارة الرجل واقفةً تحت عامود انارة في الشارع المقابل .. قطع الشارع برشاقة بنيته الرياضية ..
ولم يقترب من السيارة حتى تأكد من خلوها من أي شخص
كان يريد تفتيشها ليمسك أي دليل يستفيد منه ضد الجماعة الفاسدة ولكنه للأسف لم يجد شيئ يمكن الانتفاع منه ..!!!
كانت السيارة خالية من أي شيء عدا مفتاحها
عاده الى سيارته وهو يسمع ونين الرجل الجريح ..!!!
غمغم بكره عاتي وهو يشغل محرك سيارته: بعدكم ما شفتوا شي منيه يا عيال الجلب ..
وأردف بهيجان غاضب/حارق/مجروح متفجر بالوعيد .. والندبة بين عيناه بدأت تتوهج باحمرار قاتم مخيف:
لأشربكم حميم جهنم في دنياكم قبل آخرتكم ..
.
.
.
.
.
.
.
أبوظبــــي
دخل هو الآخر لمنزله بعد حرب نسائية ضروس اُقيمت ضده باتحاد من والدته وأخته التوأم سلامة
تأفف بانزعاج وهو يتذكر ما حدث بمزاج تعكر تماماً ..
قبل ساعات قليلة
صاحت أم هامل بانفعال غاضب وقلبها يحترق على حال إبنها الغالي: عطني سبب يخليك ما تبا العرس ..
سبب واحد بس يا سلطان ..
رد سلطان بنبرة حازمة هادئة: يا امايه علني افداج ما قلت مابا أعرس بس هب الحينه
في راسي مليون شغلة افكر ابها .. ماروم أعرس قبل لا اخلص منهن ..
تحدثت سلامة هذه المرة بتعقل: انزين يا سلطان يا حبيبي ولنفسك عليك حق
يلين متى بتم غارق في شغلك وناسي عمرك ..!!
ترى الشغل ما يخلص .. شوف نفسك يا خويه .. ترى العمر يخطف واللي يروح ما يرد
ربعك أكبر عيالهم رياييل الحينه ما شاء الله ..
صمت سلطان وهو موقن تماماً بأن شقيقته لا تقول إلا الحق
ولكن ماذا عليه ان يفعل ..!!
هو حقاً في معمعة معقدة في عمله ويتطلب منه التركيز التام/الكامل
ليس من ضمن اولياته الآن أن يتزوج ويأسس عائلة
والسبب الآخر مركون في أقاصي قلبه المجروح ..!!
هـــــي
هـي من تمنعه من الاقتراب من جنس حواء أجمع
بتسلطها الطاغي الجبار على روحه ..
تلك ..!!!! من سلبت فؤاده بدعجاء عيناها ..!!
تنهد سلطان بعمق وقال: دخيلكن صكن هالسالفة
وصدقونيه يوم أحس عمري اروم أأسس بيت وعايلة بخبركن على طول
هتفت أم هامل بنبرة لاذعة من تحت رموشها: ترى اللي شاغلة فكرك وقلبك اخطبوها ..
كان يسحب قطعة كعكة ليأكلها لكن يداه توقفتا بصدمة كاسحة لم تظهر على ملامح وجهه
وببرود قاتل قال: ومنو اللي شاغل فكريه وقلبيه يا ام هامل ..!!
رفعت والدته حاجباً واحداُ وقالت بنظرة كمن يريد سبر اغوار تفكير الذي امامه:
انت عارف عن منو أنا ارمس يا سلطان ..
قطبت سلامة حاجبيها بتساؤل: عن منو ترمسين أمايه ..!!!
حولت أم هامل نظرتها عن وجه سلطان مضيفةً بنبرة مقصودة: أخوج يعرف خل يخبرج هو ..
وضع سلطان الكعكة التي لم يأكلها .. ونهض: انا بترخص عنكن اسمحوليه ..
رمقته والدته بعتب .. وحزناً أليماً يجتاحها على ابنها الذي لا يزال عاشقاً لتلك الفتاة:
فديتك سلطان شوف حياتك وانسى البنية .. شعنه انت هب طايع تفهم إن اللي راح راح
والزواج قسمة ونصيب .!!!
اتسعت عينا سلامة بصدمة بالغة وقالت: بعدها بنت خويدم في خاطرك يا سلطاااااااان ..!!!!
تجمدت نظرة عيناه كالصقيع .. صقيعاً اخفى تحته قلب يحترق ببطئ كـ عود يحترق فوق جمرة:
ماعرف عن شو ترمسن انتن ..
وأكمل وهو يلتقط هاتفه ومفتاح سيارته: يلا في امان الله ..
خرج وأقفل الباب بهدوء عكس ما يجول في خاطره من عواصف وأعاصير ..
التفتت سلامة بذات صدمتها الشديدة لوالدتها وقالت: في ذمتج صدق سلطان بعده يبا شما ..!!!
اجابتها والدتها بنبرة مبحوحة/خائبة/معدومة الحيلة: ولا يبا غيرها يا ام ظاعن
ولا يبا غيرها ..
أما سلطان فكان في الخارج يمسك مقبض الباب بكل قوة خرجت من جسده وضباب غزا ناظريه من هول صدمته الموجعة
أتتزوجين وقلبي ما زال ينتفض ألماً تحت قدميكِ يا مُقلة العين ..!!!
،
استفاق من شروده وعيناه تبحثان عن هاتفه الذي يرن ..
أتاه صوت حارب بحزم تخلله غضب/تهكم: تخيل إن عيال الجلب بعدهم ما اشبعوا ولا سدهم اللي سووه ..
قطب سلطان حاجباه وهتف بحزم متسائل: جيه شو استوى ..!!
تحركت شفتاه باحتقار/غضب وهو يسير في طرقات الحي الذي فيه منزله: كانوا يلحقوني في راس الخيمة .. والحقوني إلين ما ظهرت منها ..
وعلى شارع الامارات ادافنت ويه واحد منهم
(ادافنت = تعاركت)
اخبر حارب سلطان تفاصيل ما حدث بينما الأخير ظل صامتاً ويفكر ..!!!
مالذي يريدونه من حارب ..!!!
اعتقدت أن بموت ابا حارب سيزيحون انظارهم عن ابنه لأن التعمق في المسألة سيعقد أعمالهم ويشربكها
وليس من صالحهم بعد كل الذي جرى أن ينبشوا عن آثارهم بأنفسهم ..!!!
هتف سلطان بحزم صارم كعادته: خبرني إنت استوابك شي ..؟!
حارب باستنكار حازم: يبطي هاللوث يسويبي شي
وأردف وهو يحاول السيطرة على أعصابه: الحمدلله انا بصحة وعافية
سلطان: الحمدلله رب العالمين
وأكمل بحزم: باجر تعال عنديه اباك في سالفة مهمة
وصل حارب لمنزله ولكنه ظل جالساً في سيارته: اممممم الصبح عندي اجتماع مهم في الطاقة النووية
(يقصد حارب مؤسسة الإمارات للطاقة النووية)
سلطان بتساؤل: متى اجتماعك يخلص ..!!
نزع حارب غترته عن رأسه قبل ان يخلل اصابع يده اليسرى في شعره الكثيف: يعني على حدود الساعة وحدة ان شاء الله ..
سلطان: خلاص تمام تعالي البيت عقب الاجتماع واتغدى عنديه وبالمرة نتناقش في شغلنا ..
ابتسم حارب بإرهاق: انزين بس قول حق شفوي خل يسويلي الجكن بتر اللي احبه
(شافي = الطباخ الهندي)
قهقه سلطان بخفة وقال بـ ود عارم: ههههههههههههه إن شاء الله فالك طيب ..
اجابه حارب بذات ابتسامته: فالك ما يخيب ولد ظاعن ..
.
.
من جانب آخر
بعد أن أنهى محادثته مع سلطان .. دخل منزله وهو يشعر بانقباضات معوية واعتصار شديد في اوردة قلبه ..!!!
آآآآآآه يالذكرياته البشعة في هذا المنزل ..
لا يعلم لمَ يرفض تركه أو بيعه بعد كل الذي حدث فيه ..!!
أتراك يا حارب تهوى تعذيب روحك المثقلة بالوجع بوجع أكبر ..!!!
كان يمشي بحاسية تهيم مع ضباب ماضٍ جميل
ماضٍ "عـــذب" ..!!!!
هنا في هذه الزاوية كانت موزه تجلس بالساعات وهي تشتغل على الكروشيه خاصتها ..
يستطيع أن يقول أن موزة كانت من أمهر من عمل بالكروشيه .. كل مفرش وغطاء في داخل المنزل والمطبخ كان من صنع يديها هي ..
ابتسم بحنين جارف وهو يتذكر الجاكيتات والأحذية التي كانت تصنعها له ولشقيقه عبيد كلما سافرا للخارج
مازال يحتفظ بكل شيء حتى بعد أن كبر وأعرضّ جسده وأصبحت قامته أكثر طولاً ..
استمر بالسير بـ عينان غائمتان بالحنين السرمدي ..
هنا في هذا الكرسي كان يحلو لعبيد الجلوس أمام حاسوبه المحمول واللعب مع أصدقائه ألعاب العالم الافتراضي ..
توقف فجأة عن المشي وغصة تكورت في حلقه بشكل كاد يخنقه ..!!!
هنــــا ..
كانت والدته الغالية تحب الجلوس أمام التلفاز ومشاهدة كل برنامج وثائقي يُعرض، خاصة فن الديكور والتصاميم الداخلية ..
كانت تعشق هذا المجال .. وهذا ما جعلها تمضي اغلب وقتها برسم تصاميم داخلية متنوعة وترتيب منزلها على الشكل الذي طالما حلمت به ..
آآه يا نيــــلا ..
نيلا هو إسمكِ والنجلاء هو عيناكِ ..!!
يالجمالهما المنبثقان من جوف نور الشمس ..!!
اشتقــت إليــك يا ريــح الجنــة ..!!
تحركت رجلاه هذه المرة لمكان كان يتناساه منذ زمن بعيد ..
مكان كان يعج بصخب هيبة رجل ...!!
ما إن فتح الباب حتى ضرب وجهه هواء بارد لا يعرف مصدره جعل من جسده يرتجف رجفةً خالية من الإحساس
استمر بالمشي الى الداخل حتى وقف أمام مكتب والده ..
مسح الغبار القابع بركود بارد على الطاولة هامساً بحسرة "آلمت أوردته" وعيناه تظلمان بشوق مغلف ببسمة لم تتجاوز عيناه .. بسمة ملتاعة بجميع المقاييس:
"سقى الله ضحكتك يا بوحارب"
احس باختناق شديد يغزو رئتيه من برودة المكان الموحش .. لم يحتمل المكوث أكثر هنا
التفت ليخرج لكنه توقف عندما رأى طاولة الشطرنج الخاصة بأبيه ..
تشوشت الرؤية للحظة أمام عينيه وصورة أبيه تتجسد أمامه جالساً على الكرسي بفخامة .. ويلعب باندماج/سكون تام
كعادته ومنذ سنين طويلة ..
اقترب من طاولة الشطرنج كالمغناطيس وهو يبتسم بشجن معتقداً أن والده حقا أمامه ..!!
تبخرت صورة والده لتتحول نظرة عيناه لصفاء أفاقه من تخيل نتج عن "لحظة شوق مدمر" ..
جلس في المكان الذي كان يجلس فيه أبيه .. وبسحر الذكريات بدأ ينافس نفسه
كـ "والــــده" تماماً ..
فإن كان هناك شيئاً قد ورثه حارب عن والده فهو "الدهـــــاء والشطـــرنج " ..!!
هذا ما قاله له خاله ابا نهيان في يوم ..!!!!
مر الوقت بدقائقه الطويلة ..
ولم يشعر حارب بأي شيء سوى هو وذاته "منافســه" وقطع الشطرنج
فجأة .. أحس بهواء بارد شديد يلفح وجهه
قطب حاجبيه بتساؤل .. فهو منذ أن بدأ باللعب وهو يشعر بالبرودة تجتاحه بالرغم من اقفاله جميع أجهزة التكييف والنوافذ في المنزل ..!!
نهض من مقعده راغباً بـ اكتشاف مصدر البرودة ..!!
عقد حاجباه بذهول عندما رأى نافذة مكتب أبيه مفتوحة ..!!!!!
متا هـذا ..!!!
هو متيقن كل اليقين انه اقفل جميع نوافذ المنزل وجميع الأبواب بإحكام ..!!!
كيف فُتحت هذه النافذة ..!!
وبعد صمت متوتر .. ضرب بقبضة يديه طاولة والده وهو يشتم بقهر:
الله يلعـ..... محد غيرهم .. هم اللي حدروا المكتب
بس متى ..!!
وشقايل ..!!
شو الشي اللي يبونه من مكتب أبويه ..!!!
.
.
.
.
.
.
.
صباح يوم جديد على وطننا الغالي
العيـــــــــن
في شركة بن خويدم للمقاولات (فرع العين)
كان أحمد يوقع على كل الأوراق التي تجمعت فوق مكتبه بعد أن سافر ليحضر مؤتمر مهم في لندن عن أحدث التقنيات المستكشفة والحلول لحل الأزمات المالية في عالم الأعمال ..
فهو قبل أن يصبح مدير عام فرع شركة بن خويدم التي أسسها شقيقه بطي بكل جهد صارم/عناء شديد
هو حائز على ماجستير الهندسة المالية من جامعة بيركلي في كاليفورنيا
دخل سكرتيره عبد اللطيف بعد أن استأذنه أحمد بالدخول .. أخذ عن مديره الأوراق الموقعة وخرج بهدوء لينغمس أحمد مرة أخرى بالعمل ..
رن هاتف مكتبه قاطعاً اندماجه في العمل .. ليلتقطه سريعاً
وبنبرة واثقة رنانة هتف: ألووو
الآخر بنبرة حازمة دافئة: السلام عليكم ..
أحمد بابتسامة اخوية ودودة: وعلييكم السلااام ورحمة الله .. هلا والله بالعضيد بوخويدم
هتف بطي مداعباً شقيقه: هلا بك زووود بوزايد
شصبحت يا الشقيق ..؟!!
أحمد بابتسامة متسعة: والله أصبحنا بخير وصحة وعافية طوليه بعمرك
ومن جداك يا الشقيق ؟!
تثائب بطي بخفة واضعاً يده على فمه: والله اصبحنا على كسل ورقاد يا بوزايد
البارحه امرررره مارقدت شرات الناس ..
(امره أي ابداً)
أحمد: افاااااا شعنه ..!!
حك عيناه الحمراوان وهتف بنبرة ناعسة: سهرت وانا ادرس اوراق مناقصة الوحدات السكنية اللي ضيعها علينا ممدوح
رد احمد وهو يكتب على كيبورد جهازه: وشو ظهر معاك ..؟؟
زم بطي شفتيه بتفكير .. وعقله يحلل المشكلة التي حلت عليهم بسبب ممدوح الموظف في شركتهم الرئيسية في أبوظبي .. وقال بصرامة:
ما بحط في ذمتيه يا بوزايد .. يه إن ممدوح صدق ما كان يقصد إن يضيع المناقصة علينا أو إنه يشتغل ضدنا لصالح شركة بن شرف ..
قطب أحمد حاجباه: واذا صدق كان يلعب من ورانا ..!!
أجاب بطي بحزم تخلله حكمة رجل مُحنك: ما بنفترض شي الحينه .. أنا عينت اثنينه يراقبون شغله ويراجعون كل ورقة تمشي تحت ايده ..
لو اكتشفنا انه صدق يلعب من ورانا .. ساعتها لكل حادث حديث ..
وأردف بعد أن تذكر أمراً: قلت حق سيف عن سالفة اليوم الارشادي للعمال المستجدين ..!!
رشف أحمد قهوته السوداء ورد: هيه نعم قلتله .. وقال بيرتب يوم معين عسب يعطي محاظرة للعمال عن ضبط قواعد الأمن والسلامة في مواقع الإنشاء ..
سيف "ابن شقيق بطي وأحمد" مهندس مدني ويعمل كمدير للعمليات والمشاريع الإنشائية في الشركة ومشرف عام على جميع العاملين في مواقع البناء ..
.
.
.
.
.
.
.
في منزل سعيد بن خويدم
جميع نسوة عائلة بن خويدم كن في بيت أبوالعنود الذي كان يتألق بالفرحة والانتعاش لعزيمة الغداء التي ستقام على شرف فاطمة الصغيرة يوم الجمعة ..
أتت ميرة تركض وهي تأكل "سنكرز" المفضل لها ..
: امايه امايه بنعزم قوم مهاري شرايج ؟؟
أم سيف بنظرة حنان/حب: هيه بنعزمهم ان شاء الله .. عاده انا من زمان ما شفت ام نهيان ولا قعدت وياها ..
هتفت أم العنود وهي تشرب الشاي: فديتها عذبة مادري شو صار عليها .. أحيدها تتشكى من ظهرها وركبها
أم سيف: ما من شر عليها إن شاء الله الدكتورة قالتلها من قلة الحركة هاي .. ووصتها تمشي كل يوم لو 20 دقيقة
أم العنود: الحمدلله والله كنت مستهمة عليها
وأردفت: بتصلبها انا وبعزمها .. ومنها آخذ علومها
ميرة برجاء: خالوه ورفجه قوليلها تييب وياها مهاري
هزت أم العنود رأسها بلطف: إن شاء الله بقولها
هتفت أم سعيد وهي تدهن شعر فاطمة بالزيت وتمشطه بعد أن مشطت شعر الصغيرة الأخرى لطيفة:
زهبي روحج وفجي كشتج اليابسة
ميرة وهي على وشك البكاء: لاااااااا لااااااااا لاااااااااااا
وذهبت للاختباء وراء ظهر العنود .. وهي تصيح برجاء طفولي "مُضحك": الفزعه الفزعه .. ثيبني يا نسل الايواااادي ..
(الفزعة = المساعدة) (ثيبني = قدم لي العون)
العنود بضحكة ناعمة: وابوووويه شـ بلااااااج ..!!!
ميرة هاتفةً بصوت عالٍ مرتعب كي تسمعها جدتها: أنا تسحّي امايه ما تحمله ويعورلي راسي
هالساع بتحمل تسحّي يدوووه ..!!!
(تسحّي = تمشيط)
شما بابتسامة رقيقة: حرام عليج ميروه تبالغين الصراحة .. ماشي أحن وأرق عن ايد ماماتي فديتها
ميرة بفم مزموم: مابا مابا روحي انتي بدالي
أم سعيد بصوت عالي مبحوح متهكم: يالهرمة ام كشة يابسة بتيين ولا أقطع ظهرج بهالعصا ..!!
ضربت ميره الأرض برجليها: مابا مابا يدوه .. هكيه عندج عموه شما سوي فيها اللي تبين
وهربت لغرفتها الأخيرة بسرعة البرق ..
أم سعيد بتوعد غاضب: غربلااات بليييسج يا ميروووه انا اراويج صنع الله
ماعليه وين بتشردين عنيه
نزعت بنظرة ضحوكة ربطة شعرها الطويل الكثيف وجلست أمام والدتها: أمايه سحي شعريه
هتفت أم سعيد وهي تقبل شعر شما: ووووايه عنيه أفدا هالشعيرات يا ربيه ..
دنت آمنة من العنود "زوجة ابن شقيق زوجها" وهي تهمس لها: من اصبحنا وانتي تغمزيليه شو عندج ..؟؟!!
العنود: خفت ارمس بصوت عالي وشميمي تتحسس من الموضوع
آمنة بتساؤل: شو السالفة انزين ؟!
نظرت العنود لشما نظرة سريعة لـ تتأكد من عدم سماعها لحوارهن: شسمه بغيت اتخبرج لو عادي
نعزم مخلفة ظاعن الـ... وبناتها ناعمة وفطيم
(مخلفة ظاعن = أرملة ظاعن) (بناتها أي بمعنى حفيداتها)
قطبت آمنة حاجبيها باستغراب: بس اللي اعرفه ناعمة مسافرة اسبانيا مع اخوها
العنود بتفاجئ: اوووه اونه ..!!
متى سافرت ..؟؟
آمنة بتفكير: امممممم ماعرف والله جنه كملت الحينه اسبوع وشوي هناك
العنود: فديتها نعوم عاد انا خاطريه اشوفها وايلس وياهاااا
آمنة: تبين الشور ..!!
العنود بتساؤل: شو ؟؟
آمنة: يوم بتظوي بنت هامل البلاد بنعزمها هي وامها العوده واختها في يوم ثاني ان شاء الله
العنود بتفكير: اممممممممم انزين ان شاء الله ..
.
.
.
.
.
.
.
في مكان بعيد
بزمجرة هزت أركان المكان ووجه يدل على غضب ناري: يعني كيييف ماقدرت عليييه يالجححححش..!!!
ما قدرت على حويرب يا عمووور
انت اللي بدزه وحدة اطيحلك عشر رياييل قدر عليك حويرب يالغبي ..!!!!!
غمغم عمر وهو مُستلقي على الأريكة ويتلقى علاج سريع من أحد أفراد الجماعة الماهر بعلاج الإصابات والجراحات: هو غلبني على غفلة مني .. الله يلعـ...ـه داهية وسريع في حركاته
هتف الذي يعالجه بتهكم: حووه انت قر مكانك شوي ولا تتحرك خلني اخيط جرحك
صرح عمر بألم فتك بأعصاب دماغه: مرزوقوووه شوووووي شووووي يا حيوااااااان
مرزوق بنظرة احتقار: محد قالك تخلي واحد ما ايي ربع جسمك الجحش يسويبك جيه ..
والتفت لكبيرهم وقال بادراك تام لما يفعله: بومرشد ودوه المستشفى .. الطعنة قوية ما تنبرا بسهولة
قطب كبيرهم حاجباه هاتفاً بغضب قاسي: افففففف شحقه بعد مستشفى ..!!!
قال مرزوق وهو يرى عمر يتصبب عرقاً ووجهه يوحي بشعوره الفظيع بالألم: لأن يا بومرشد ربيعكم اللي كنتوا تبون تزخونه طعنه ولف السجين داخل ريله .. وصعب اليرح يتسكر ويخف الدم بسرعة
هتف أبا مرشد بتهكم ينبع احتقاراً: خسك الله من خديه
(خِدْيَه = الذي لا يفطن شيئ ولا يعرف كيفية التصرف بذكاء)
وقام بمناداة رجاله المدججين بالأسلحة وأمرهم بنقله لأقرب مستشفى خاص
مع تحذيرهم من أخذ الحيطة والحذر من أسئلة الأطباء واستفساراتهم التي لا تنتهي ..!!!
حملوا عمر الذي أغمى عليه من فرط فقده كمية كبيرة من الدم .. ومن التعب والإرهاق البالغان بعد مبيت ليلة كاملة في الصحراء الباردة بجراحه ودمائه ..!!!
ولولا تمكنه من النهوض بصعوبة .. ومهاتفة جماعته بعد أن وجد لحسن حظه شبكة تمكنه من الاتصال .. لكان ما زال تائهاً هناك يستجدي المساعدة ..!!!!
قال أبا مرشد بعد زفر زفرة غيظ وبعد أن خرج الجميع عدا مرزوق: الغبي خرب خطتي .. لو عرف يشغل مخه هالتبن جان الحينه حارب عندي وعرفت آخذ منه اللي اباه ..
سأل مرزوق وهو ينظف يديه بالماء والصابون: إنت متأكد ان حارب عنده اللي تقول عنه ..!!!
أبا مرشد بذات النبرة الممتلئة بالغيظ/الخيبة: هيييييه عنده هووو ..
مرزوق بتفكير يحاول تحليل الأمور بسلاسة: ولو افترضنا عنده .. مب الاولى انه يسلمه لجماعة سلطان بن ظاعن ويودينا في ستين داهية ..!!
رد أبا مرشد وهو يجلس بقوة ويشعل سيجارته ذات العلامة الكوبية الراقية: فكرت فيها قبلك .. بس لو مب عند حارب بيكون عند منو عيل ..!!!
حك مرزوق ذقنه: ليش ما فكرت بـ خاله عبيد الحر ..!!
مب هو كان مخاوي ابوه وسعيد بن خويدم من سنين ...!!
زفر أبا مرشد دخان السيجارة بحركة شيطانية وقال: لا لأن عبيد من الأساس ما كان يعرف شي عن شغل سعيد وبوحارب .. ومع هذا طرشت الرياييل ينبشون بيته شبر شبر يوم سافر هو وهله قبل شهرين أوروبا ..
وماحصلوا شي ..
قال مرزوق بابتسامة جانبية ساخرة: ونبشت بعد مكتب بوحارب وما حصلت شي ..!!
وأردف مولعاً سيجارته هو الآخر: صدقني حارب ما عنده اللي ندور عليه
صمت الآخر وهو يكمل نفث دخان سيجارته بهدوء خبيث يبعث القشعريرة في الأجواء الكئيبة ..
.
.
.
.
.
.
.
اسبانيـــــا
توليدو (طليطلة)
كانت واقفة على الأرض الخصبة وتشاهد خلقة الخالق فيما خلق
نهر جارف صافي كصفاء سماء يوم ربيعي مُبهر ..!!
وكأن النهر نفسه لم يمر بأزمنة غابرة وشهد معارك سحيقة على مر العصور ..
فليس لنهر في العالم أجمع هذا الامتزاج العجيب من خرافات الإغريق .. وحصون الرومان .. وبيوت الله المقدسة التي بينها كنائس وكاتدرائيات ذوات جمال فني بديع ونقوش اسلامية باهرة ..!!!
تنفست النسيم المنعش الآتي من النهر بنشوة/سعادة وهي تسبح الرحمن الرحيم ..
إلتفتت فيما بعد لصديقتها الجالسة جلسة القرفصاء بقربها .. وترمي الحجارة الصغيرة بذهن شارد ..
قطبت ناعمة حاجبيها وبنعومة: رواضي حبيبي بلاج ؟!
مصدعة ؟! بعده راسج يعورج ؟!
جفلت روضة بخوف: بسم الله الرحمن الرحيم
روعتييييني نعوووم ..
ناعمة بنصف عين: طاعو اونه روعتيني
اسألج انا بعدج تعبانة ولا .؟؟
رد روضة وهي تتنهد بعمق وترجع تنظر الى النهر: لا الحمدلله خف الصداع والزجام
ناعمة: الحمدلله
وأردفت بنظرة خبيثة: عيل الحلو سرحان في منووو ..؟!!
لا ارادياً .. غزا الاحمرار وجنتا روضة .. وهمست بارتباك: آ آ آ لا لا
مب سرحانة ..
ناعمة بابتسامة أخبث: علينا يا روضوووه .. قولي قولي شبلاج ..!!
أصلا من يينا توليدو وانتي حالج متغير وكله تسرحين ..
جلست كجلسة صديقتها وتابعت بإصرار: شبلاج خبريني يلا ..
تلعثمت روضة بخجل/ارتباك اشد: اممممم مافي شي نعوم هو بس يعني ..
ماعرف .. هو يعني شسمه اممممممم يمكن هذا .. ماعرف ماعرف ..
ناعمة بضحكة: هههههههههههههه بلاه لسانج علق ..
ارمسي حبيبتي عادي .. انا ما اعضضضض
مازالت روضة تتلون بكل ألوان الطيف من أثر الإحراج/التوتر: اوهوووو نعوم ماشي ماشي ..
ما فيّه شي أصلاااا
هتفت ناعمة بابتسامة هادئة وبأسلوب ممتاز بالإقناع: خلاص بسكت وما برمس .. لانيه اعرف ان الكلام ما يطلع من ثمج بسهولة ..
بعد صمت دام دقيقتان
عضت روضة شفتها السفلى .. وهمست بحياء متفجر متردد:
شو اسم الشعور اللي اييج يوم تشوفين واحد .....
يعني جيه ..... قلبج يدق يدق يدق يدق
تحسين كل جسمج يرتجف .. وتعرقين مع ان الجو بااااارد .. وتحسين ريلج ما تشلج ..
و و و ووتحسين معدتج تنقبض ..
حتى بلاعيمج تحسينها تنبض وترتجف ..
و ووالهوا في المكان كله يختفي ..
تحسين بخنقة لكن هالخنقة ..... آ آ آ خنقة حلوة ..
وبعينان غائمتان بعاطفة لم يسبق أن شعرت بها اردفت: شو يعني هالاشياء نعوم ؟!
فتحت ناعمة فاهها بـ ذهول شاسع .. وقالت بعينان تتسعان: روااااضي
عشقاااانه من وراااايه ..!!!!!
هبّت روضة واقفةً بـ جزع/صدمة .. وهتفت باعتراض شديد الربكة: لا لا لا شو تقولين انتيييي ..!!!
شو عشقانه ما عشقااااانه ..
وقفت معها ناعمة وهي تضحك بخفة: ههههههههههه خبريني عيل شو تسمين انتي حالتج هاي ..!!!
روضة بذات الارتباك العاتي: شـ شـ شدراني انا !! .. عسب جيه سألتج لأني ماعرف ..
رفعت ناعمة كلتا حاجبيها وردت بنظرة نصف عين باسمة: قالولج عنديه خبرة ولا عاشقتلي ألف ريال ..!!!
ضربتها روضة بخفة على كتفها .. وقالت بحنق: يا الطفسة سكتي عيب .. خلاص شكراً انسي اللي قلته
جرتها ناعمة ليتمشيا قليلاً وتابعت ما تقوله ببسمة اكثر تعقلاً هذه المرة: منو هو انزين ..؟؟
اسبلت روضة اهدابها .. وهمست بـ ربكة مغلفة بـ حيرة حزينة:
بتصدقيني لو قلتلج ماعرفه ..!!
ابتسمت ناعمة بتفهم وقالت: اصدقج طبعاً
امممممممم خل اقولج اللي أحس به ..
يمكن كل السالفة إعجاب، او رغبة بأنج تعيشين هالشعور الحلوو، أو فضول لا أكثر تبين تكتشفين كيف يكون الحب
روضة بخبث ناعم: الظاهر عندج خبرة وخبرتج سنين بعد ههههههههههههه
قرصتها ناعمة على ذراعها برقة وقالت ببسمة واسعة:
سباااله
صمتت فيما بعد وهي تتأمل الطبيعة الخضراء حولها .. ثم همست: احس انا والحب خطين متوازيين ما نلتقي ..
روضة بدهشة ظهرت مع اتساع عيناها من حديث ناعمة المفاجئ: ليييش !!!
ناعمة بابتسامة أظهرت غمازتها العذبة: ماعرف يختي .. أنا انسانة هب راعية حب وخرابيط .. اغلب الوقت افكر بعقلي هب بقلبي ..
ومن وانا ياهل احب ألعب ويه الأولاد وماقرب صوب البنات وايد ..
كنت اشوف إن البنات وألعابهن وايد ماصخة ما تجذبني ولا تستهويني ههههههههههههههه
يمكن هالشي خلى تصرفاتي مرات دفشة مافيها رقة ..
هتفت روضة في قرارة نفسها كي لا تقاطع ناعمة التي نادراً ما تتحدث عن نفسها بهذه الشفافية
"كل هالنعومة وتقولين دفشة ..!!!"
أكملت ناعمة حديثها: وكبرت وأكتشفت عشقي للتاريخ
تاريخ الأمم، تاريخ الحضارات، تاريخ العصور، تاريخ الشخصيات
كل شي متعلق بالتاريخ أدمنته ..
وما ترددت لحظة وحدة اني اختص فيه في الجامعة وادخل مهنة التدريس عشانه ..
وهاي انا ..
يعني ماعرف .. أحس يميع هالاسباب كان تسد فـ انيه ماكون منجذبة وايد لأمور الحب والعاطفة اللي تحلم فيها كل بنت غيري ..
روضة بعقلانية: بس هالشي ما يخليج تقولين إنج انتي والحب خطين ما تلتقون ..!!!
ردت ناعمة بابتسامة واثقة: لأني انا شخصياً ما انجذب لأي ريال في الكون
ما يجذبني من الرياييل إلا أبويه وعميه سلطان وذياب لا خلت عينيه منهم ..
الباجيين لاااااا ..
روضة: اممممم يمكن ما يه الوقت أصلاً اللي تلتقين فيه بالريال اللي يجذب قلبج واهتمامج ..!!!
ناعمة بضحكة رقيقة: ههههههههههههههه ماظنتي بحصل شرات الثلاثة اللي قلتلج عنهم ..
لكن لو صدف وتلاقيت بـ هالشخص .. اكيد ومليون بالمية ما بتضربني حالة هستيرية نفس اللي ضربتج يا آنسة روضة هههههههههههههههههههههه
روضة بغضب/تهكم: حماره نعوووم حمااااااارة .. ما ينقالج شي ابد
خوزي عني اشوووف ..
ابتعدت روضة وهي تتذمر بارتباك/خجل تاركةً صديقتها تضحك عليها
ولا تدرك ناعمة بأن الهوى "لا يرحم"
وأن مصيرها هو الوقوع في غياهبه المُحيرة المجنونة ..!!
.
.
.
.
.
.
.
العيـــــــــن
خرجت من الحمام بعد أن أخرجت كل مافي جوفها الخالي، شعرت بدوار طفيف وصداع يفتك بخلايا دماغها
وقالت في نفسها بجزع: ياربي لا، إن شاء الله ما يكون اللي في بالي ..
جلست على السرير وهي تحسب متى آخر مرة أتتها عادتها الشهرية
وأدركت بأن هذا الشهر تأخرت كثيراً ..!!!
وبتذمر مغتاظ بشدة غمغمت:
اففففففففف ياربي إن شاء الله هب حامل
ياربي مابا ..
ضربت بطنها بكره/حقد: مابا شي يربطني بهالريال أكثر
يسد يبتله اثنين .. يحمد ربه ويشكره
افففففففففففف ..
أخذت تفكر وتخطط كيف تتخلص من المشكلة التي وقعت بها ناسيةً تماماً بأن تلك المشكلة ماهي إلا نعمة ربانية تتمناها كل أنثى في هذا الوجود ..!!!
وتحت سيطرة افكارها الشيطانية، اتصلت لتأخذ موعد عند طبيبة نسائية خاصة لـ تتأكد من صحة حملها
ولو كانت بحق حامل .. فـ يجب عليها ان تتخلص منه حالاً ومن غير أن يعلم أحد ..!!
: لو سمحتي بغيت أقرب موعد مع الدكتورة ديانا
..
: اممممم الأربعا !! .... ماشي موعد أقرب ؟!
..
: اوكي خليها الأربعا
..
: عوشة زايد الـ..
.
.
.
.
.
.
.
أبوظبـــــي
منزل سلطان بن ظاعن
دخل مجلس الرجال بعد أن تنحنح بقوة: السلاااااام عليييييكم
وقف سلطان الذي كان يعمل على حاسوبه المحمول .. وقال مرحباً برجوليةٍ بحتة:
وعليكم السلاااااام ورحمة الله بركاته
مرحبا مرحباااا بـ ولد محمد ..
حارب بعينان باسمتان: المرحب باااجي يا بومييد
وسلما على بعضهما وجلسا ..
سلطان: ها العلوووم ؟؟
وضع حارب ذراعه الأيمن على طول الأريكة الطويلة بجلسةٍ اكثر استرخاءاً .. وقال: والله يا بومييد ما من علوم
اجتمعنا مع الخبراء الهنود واليابانيين عشان نطور نظام أمني مستحدث ونجربه في كذا مؤسسة في بوظبي ..
سلطان بابتسامة خفيفة: طبعاً كالعاده ما شاء الله .. انعرضت عليك وظايف خيالية في الاجتماع ..
أجاب حارب بضحكة خفيفة تنم عن تواضع جم: ههههههههههه هيه نعم انعرض عليّه اوفرز لكني رفضت
ابتسم سلطان بـ ود هاتفاً بثقة: ادريبك رفضت .. ما تحب تلتزم في وظيفة معينة ..
حارب وبكل تواضع منه نابغة في هندسة الكمبيوتر وتقنية المعلومات ..
وعمل قبل أن تعصف بحياته المصائب في عدة شركات خاصة وشركات تابعة للجيش ليطور مهاراته العلمية والمهنية لأنه كشخص لا يحبذ استقراره في عمل واحد وإنما يفضل الانتقال بين مختلف البيئات العملية واكتساب مهارات من كل مكان ..
وبعد ان اخذ شهادة الدكتوراه عمل في السنة التي توفيت فيه والدته استاذاً في احدى ارقى الجامعات في العاصمة .. ولكن بعدها قرر ترك عمله بعد ان اجتذبه سلطان لمحيط عمله وبدأ يتدرب على يديه ليعمل معه ..
ولكنه و الى الآن ما زال يعمل كـ خبير واستشاري لبعض الشركات الالكترونية وبعض هيئات التدريس في قسم الهندسة وتقنية المعلومات في الجامعات ..
استمر الاثنان بالحديث عن عالم الأعمال والتقنيات العلمية والأمور التي تجري في الوطن والمشاكل الخارجية التي يعاني منها وطننا العربي ..
إلى أن وُضع الغداء وجلسا على الأرض
هتف حارب بعد ان شرب كوباً من الماء: ما قلتلي سلطان شو الشي اللي بترمسني عنه ..؟؟
بلع سلطان لقمته بروية وهدوء .. ثم قال: بومرشد بيجتمع في اسبانيا مع قوم ديرفس عسب صفقة الاسلحة ..
حارب وهو يقطب حاجبيه بتساؤل: هب على اساس الاجتماع كان في تركيا ..!!
شحقه غيروا ..!!
سلطان بصرامة: ما يهم شحقه غيروا .. المهم كيف ندخل هالاجتماع ونعرف المخطط كله ..
حارب بذات تساؤله: وكيف بنعرف ..؟؟
قال سلطان بنظرة صقرية خبيثة: انا بقولك كيف بنعرف ..
.
.
.
.
.
.
.
أبوظبـــي
مكتب القاضي مصبح بن نهيان الحر
ببال شارد ملؤها التفكير العميق .. غمغم وشعوراً بالاستغراب يداهمه وهو يقرأ الملفات التي بين بيديه:
هب فاهم شي موليه
في هالملف مكتوب ان الحكم في الطعن رقم 249 كان بتاريخ 15/3/2007 م
وكانت ضد وزير الـ.... السابق
وانا متذكر زين هالوزير وسمعته اللي وصلت الحضيض عقب ما فضحه واحد من موظفين وزارته ..
وسالفة اختلاسه لميزانية الوزارة انتشرت في البلاد كلها ومحد كان يتوقع انه يطلع منها بسهولة ..!!
أخذت يقرأ بتمعن تام: اممممم اللي مسك القضية هو سعيد خويدم .. والغريبة انه حكم بالبراءة للوزير ..
وضع قلمه على الطاولة وهتف بخفوت مُتعجب: معقولة سعيد طاح في غلطة ولا أصلا ما توفرت له الدلايل الكافية ..!!
واذا افترضنا هو غلط ..!!
القضاه الثانيين بيغلطون بعد ..!!
(من المعروف ان في محاكمة أي وزير تكون المحاكمة تخضع تحت إمرة أكثر من قاضي)
قطب حاجباه وهو يقلب الأوراق .. وهمس بغرابة:
في هالملف مكتوب قضية الوزير انفتحت مرة ثانية لوجود أدلة ثانية عليه ..
امممممممممم اللي رأس الجلسة هالمرة ولد خالته بوحارب تاريخ 1/11/2007، ومع ذلك طلع الوزير للمرة الثانية براءة ..!!
لو ما خاب ظني .. سعيد توفى في ليلة اليوم الوطني
تاريخ 1/12/2007
اسودّت عيناه وهو يتذكر بـ وجع روحي/غصة كادت تخنقه: في نفس ليلة وفاة نيلا ختيه الله يرحمها
صمت قليلاً .. ثم حك جبهته وهو يجلي أي مشاعر وعواطف تلهيه عن عمله الآن ..
وبذات الخفوت أردف: يعني تقريباً 9 شهور سعيد ما مسك أي قضية ثانية ..!!
غريبــــــــــة ..!!
وبنبرة أخرجها بعد زفرة قوية: انا احس اني افكر باشيا ما منها فايدة
خل اعطي هالملفات حق بوعبدالله ابركلي ..
اغلق الملفات من أمامه وهو يشعر حقاً بأن هناك أمور غريبة قد حدثت في تلك القضية ..!!!
.
.
.
.
.
.
.
كورنيش أبوظبي
في إحدى المقاهي الشعبية
كان يدخن الشيشة بشراهة وتفكيره يجول في اتجاهات غير محدودة في دماغه
رجع رفيقه إليه بعد أن ذهب لدورة المياه هاتفاً وبنبرة مستهزئة: خف شوي على روحك، بتحترق من الحقد اللي بياكل قلبك
مانع بعينان تترمدان من الحقد: الحينه ما ينفعكم مانع يا مرزوق ..!!
الحين استويت ورقة خسرانة بالنسبة لكم ..!!
مرزوق وهو ينظر لأمواج البحر: منو قالك هالشي يالأهبل ..!!!
بس إنت شارد من السجن ومب من مصلحتنا ولا مصلحة بومرشد إنك تتحرك على راحتك
وأردف وهو يأشر بيديه: شوف نفسك، بدلت شكلك وهيئتك 180 درجة عشان محد يعرف منو انت مع ها بعدك تحس انك مب في امان من عيونهم .. ولا نحن حاسين بعد .. كيف بتسافر ويه بومرشد وبتنضم لاجتماعات الجماعة قبل لا نأمن ظهورنا ..!!
زفر مانع زفرة غيظ وغمغم بتهكم شديد: افففففف لا ابركتن في الساعه اللي شفت فيها سلطان
هو السبب في كل شي يستويبي ,,
حتى طموحي يبا يهدملي اياها ..!!
ارتشف مرزوق قهوته باسترخاء وقال بـ لامبالاة: ماعليه ماعليه بس فترة صغيرة وعقب تروم تتحرك على راحتك
ساد الصمت للحظات ثم انقطع برنين هاتف مانع، إلتقط هاتفه ثم أجاب بضجر تخلله عصبية وهو يقوم من مقعده ويبتعد:
ألوووو
..
ها شو تبين !!
..
الحينه انتي داقتلي وحاشرتني عسب اييب خبز حقكم ..!!
..
يا عمي فكوني من صدعتكم، انا انسان اللي فيني مكفيني
..
قولي حق البقرة اللي معاج تييب خبز
..
انا مب في بوظبي
..
مب في بوظبي يا امايه رحت دبي
..
اوهووو صدق انكم حشْره
(حشره = ازعاج)
..
يلا يلا باي
وأقفل الخط في وجه والدته ولسانه يتفوه بـ أبغض الكلمات، وقلبه الأعمى مغطى بغشاء شيطاني أنساه بأن من يغضب والدته عليه غضب الله وسخطه في الدنيا قبل الآخرة ...!!!!
.
.
.
.
.
.
.
رأس الخيمة
قررت بعد صلاة العصر أن تذهب للسوبر ماركت المجاور سيراً مع الخادمة، فهي معتادة منذ أن كانت صغيرة أن تتمشى بالقرب من منزل جديها وتتنسم الهواء المنعش المنبعث من أشجار السدر والغاف .. وتستمتع بجمع الحجارة الصماء الملساء لكي تزين بها حديقة منزلهم، ولم تخن هذه العادة حتى بعد ما كبرت وأصبحت صبية ..
كانت تمشي بروية على جانب الشارع ومن خلفها الخادمة، في هذا الوقت لمحت شاباً لم يتبين لها ملامحه كثيراً خارجاً من منزل إحدى أقاربهم البعيدين ..!!!
لم توليه اهتماماً .. وأكملت السير إلى أن وصلت لتقاطع يجب أن تسلكه لتصل للسوبر ماركت
ما إن قطعت التقاطع حتى سمعت صراخ خادمتها الذي أنبأها بخطر محدق لا شك فيه:
ماما موزاااااااااا بي كيرفوووووووووووووول ..
.
.
.
.
.
.
.
اسبانيـــا
توليدو (طليطلة)
مسح بناظريه المنبهرتين جمال عمارة المسجد العريق، مسجد باب المردوم الذي تحول فيما بعد لكنيسة سُميت بكنيسة نور المسيح ..
كان المسجد ذو أُلق فني رائع بنقوشه الإسلامية وزخرفاته العربية الكوفية على الجدران، الأعمدة، الأسقف والقبب
لم يترك منظر خلاب إلا ووثّقه بتصويره المستمر ..
لم يكن في الحقيقة يدرك بأنه سيكون لـ جمال الأندلس تأثيره الكبير المجنون على حواسه/قلبه هكذا ..!!
لا عجب بأن أخته قد ذاقت هذا الجنون قبله ..!!
ضحكت ناعمة على وجه ذياب المنبهر: هههههههههههههههههه طاع شكلك بس
هتف ذياب ببسمة متهكمة ومازال يلتقط الصور: سكتي سكتي لا تخليني أعلق على شكلج أول ما دخلنا المسيد
رفعت ناعمة أنفها باستنكار متفكه: شكلي ما كان فيه شي عن الخرط
ذياب باستهزاء باسم: هيه واضح واضح
أتى المشرف السياحي ليقول لذياب بأن وقتهم في المسجد قد شارف على الانتهاء، فـ لديهم أماكن أخرى ليزوروها قبل أن يسافروا للغد إلى جنوب اسبانيا ..
حيث ذروة حضارة الأندلس ..!!!!
خرجت المجموعة السياحية واتجهوا الى الحافلة .. بينما كان آخر من يهم بالخروج هو ذياب وشقيقته ناعمة
وقبل أن يخرجا من المكان
سمعت ناعمة جدال وصل لمسامعها جعل من أعصابها الدماغية تفور ..
وعندما تفور أعصاب ناعمة الدماغية
فإن الحديث هنا ينتهي
ولا نمتلك سوى المشاهدة والاستماع ..!!!
نهـــاية الجــــزء الســـــادس
|