كاتب الموضوع :
لولوھ بنت عبدالله،
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء الحادي والستون
قبل البارت .. حابة اعتذر حق كل من كتبلي تعليق هالاسبوع وما رديت عليه ..... وان شاء الله ما بتنعاد .. احب ارد عليكن حبيباتي واتواصل معاكن وحده وحده :)
ملاحظة: اللي تحصل اخطاء املائية منيه ولا مناك تخبرني .. احس مراجعتي لهالبارت كانت سريعة ومب دقيقه ههههههههههههههههههههههههه
يلا ..... قراءة ممتعة :)
(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)
الجزء الحادي والستون
،
إِذا لم يكنْ مَعْنى حديثك لي يُدْرَى
فلا مُهْجْتيِ تُشْفىَ ولا كَبدي تُروَى
نَظرتُ فلم أنْظر سِواكَ أحبُّهُ
ولَولاكَ ما طَاَب الهَوى لِلَّذي يَهوى
ولَّما اجْتلاَك الفكرُ في خَلوة الرّضا
وغيّبت قال الناس ضَلت بي الاهْوا
لَعمرُك ما ضَلَّ المحبُّ وَما غَوى
ولكَّنهمْ لمَّا عمُوا أخطئوا الفتوى
ولو شَهدوا معنى جمَالِكَ مثْلما
شهدْتُ بعينِ القلبِ ما أنكروا الدَّعوى
خلعت عِذاري في هَواك وَمنْ يكنْ
خليعَ عِذارِ في الهوى سَرَّهُ النجوى
وَمزقتُ أثواب الوقارِ تَهتكا
عليكَ وطابت في محَبتكَ الْبلوَى
فما في الهْوى شكوىَ ولو مُزِّق الحَشَا
وَعارٌ على العُشاق في حُبِّكَ الشَّكوى
لـ أبو الحسن الششتري
،
تكشرت تقاطيع وجهها قبل ان تفتح عيناها المنتفختان من اثر اسغراقها بالنوم الطويل .. طويل وانما مليء بالكوابيس الفظيعة المزعجة ....
: آه ..
صداع كريه ينهش دماغها ...
أين هي ...؟!
بعد ثواني فقط ... وبعد ان استوعبت "كابوسها الواقعي" .. رفعت جسدها المتصلب الا انها هذه المرة اكتشفت انها تنام على سرير ... وليس على تلك الأرض اليابسة الصلبة القذرة ...
ماذا حدث ...؟! ما الذي جاء بي الى هنا ...؟!
ارتفع صدرها بشهيق قصير وزفير طويل .... ثم رمشت عدة رمشات قبل ان تسترجع ما حدث لها في الساعات السابقة ....
تلك المرأة ....... الحقيرة المتعجرفة ذات اللسان الشبيه بلسان الافعى .. ما ان صدمتها بحقيقة انها زوجة فلاح .. حتى التف الف شيطان حول دماغها .. وجهلت تماماً كيف اقتربت منها بغضب شرس فاق كل الحدود واخذت تضربها .. وتضربها .. وتضربها .....
ضربتها حتى اعتلى صوت صراخها مستنجدةً بـ ذلك الحقير الآخر ....
عندما سمعت صراخها المستنجد باسمه .. ارتفعت وتيرة غيظها وقهرها ... ومن غير ان تشعر .. اخذت تشد شعرها وتعض خدها وكل مكان تطأه اسنانها حتى ختمت كل موضعٍ في وجهها وذراعيها بختم "غضب حصة المبجل" ....!!!!
خرج زئير مرعب من اسفل قاع من حنجرتها ما ان تذكرت كيف اتى مهرولاً خائفاً على حبيبته ..
الحقير ... الحقير الحقير الحقير .......
كيف تجرأ وفعل فعلته الوضيعة بها ......!!!
كيف يتزوج عليها ..... وممن ....!!! من تلك الكريهة صاحبة الاعين الزرقاء البغيضة ... تلك التي الى الآن لا تعرف أي بقعة أرضية اخذت من ترابها جمالها الأخاذ ...
سحقاً ............
حسناً .. هي على الأقل تمكنت من اخراج "القليل" من غضبها على رأس تلك ...
وتمكنت من احراق أعصاب ذلك المغرور المتغطرس واغضابه بأن رمت كل شيء امامها عليه وتشتمه بنيران نظراتها المتفجرة بالكره حتى انهت كل الشتائم من قواميس اللغة العربية ... قبل ان تهرع وتخرج من المكان وتبحث عن اقرب غرفة "صالحة للمعيشة البشرية" وتغلق الباب خلفها وتقفله ثلاث قفلات .....
مطت ذراعها قبل ان تتنهد وتتلفت بلا هدى حول الغرفة الخاوية من أي شيء سوى من سرير صغير وخزانة خشبية متوسطة الحجم وحقائبها ..
هههه يا لكِ من ابنة اباك يا حصة .. كيف استطعتي جر حقائبك بسرعة صاروخية قبل ان يتدارك ذلك المغرور الوضع ويلحق بك الى الغرفة ...!!
ههه ... فليحفظكِ الله ورشاقتكِ وفطنتكِ .....
انحسرت ضحكتها عندما تذكرت اخيراً ... انها لابد ان تخرج وتواجهه ...
لن يفلت منها بعد فعلته الشنعاء ....
كيف استطاع ان يتجرأ ويجلبها الى هذه المزرعة القديمة وهي عروس جديدة ...!!
بل كيف من الأساس تجرأ وتزوج عليها .....!!!
أتراه كان متزوجاً قبل ارتباطهما ام بعد ......!!!
ارتعشت شفتيها وهي تطبق اسنانها ببعضها البعض ... وشعور غريب ... "من الحرقة" ... تغزو شرايين قلبها وتشعل فيهم الهشيم .........
رباه ........ لمَ يستمر بجعلي اكرهه واحقد عليه اكثر ... واكثر ....
انه .......... يؤلمني يالله ............
انتفضت غضباً عاتياً من مكانها ... وغمغمت بخشونة وهي تقترب من حقيبتها المفتوحة والتي سبق وفتحتها لتغير ملابسها وتزيح عن كاهلها ثقل الفستان .. هذا طبعاً بعد ان اخذت حماماً ساخناً طويلاً:
هذا اللي ما يسوى اخليه يعور فواااديه ....!!! يهبي والله يهبببببي ..... لكن ما عليه ..
ان ما ظهرت حرتيه منه ما أكون بنت عبدالله .. مسووود الويه يتحرا بيروم يقهربي بسواياااااه ...... عنلااات بليسه ...
زمت فمها بحقد وخلعت ملابس نومها الرقيقة .... لكنها جفلت بجزع ما ان طُرق الباب فجأة بعنف ...
اتاها صوته الغليظ من خلف الباب: بطلي الباب .. خليناج على راحتج وايد ..
بلا تفكير وجدت نفسها تصرخ عليه بحقد/غل: زول عن ويهي يالزفت يالغلس يا بو دم ثجييييل ...
احتد صوته وظهر من خلاله كم هو "يكتم غضبه بقوة": بطلي الباب يا حصة احسلج ...
رمت قميصها بقوة فوق السرير وصرخت بشراسة: تحللللللللم .....
التفتت وهي تجثو على الأرض مغمغمةً بشتى أنواع الشتائم وهي تبحث عن ملابس جديدة بغضب ...
الا انها شهقت بهلع ما انفتح الباب بركلة عنيفة منه ..
بغير إحساس .. اخذت تبحث بتوتر بالغ عن شيء يستر جسدها العاري الا من قطعتان وهي تصيح بصدمة تفجرت بالخجل الفظيع:
يا الووووصخ اظهررررررر ....
امسكت اخيراً بمنشفتها ولفت بها جسدها بسرعة مرتبكة قبل ان تراه "بأكمله" امامها ....
جرها من ذراعها العارية بقوة حتى اصطدمت بجسده الصلب ....
من شدة خجلها .. لم تكن تعرف ان خداها قد توشحتا بلون الورد حد اللذة/الفتنة .... ولم تكن تعرف انها كانت تغمض عيناها بقوة حتى سمعت صوت القريب جداً جداً من فمها ... صوته الذي كان ......... "خفيضاً بطيئاً متروياً مثيراً لقشعريرة الخفقات":
خاطريه مرة وحدة بس .. مرة وحدة .. تسوين اللي اباه من غير عناد ولا شتايم ..
ارتجف فكها وهي ما زالت مغمضةّ العينان جاهلةً تماماً تغيم نظرته والحرارة الخارجة من كل ثغرةٍ منه .. من مقلتاه اللتان تحدقان "بمشاعر حارة مجنونة" بانوثتها الباذخة .. وانفاسه المتلاحقة الساخنة .. الى كل تفصيلة من تفاصيل جسده المستنفر كلياً ....
رصت على شفتيها وهي تهتف بصوت مختنق .. متمرد .. حاد متشبثةً بكلتا يديها بمنشفتها التي تحوط جسدها الطري المرتعد: خوووز واظهر برررع ...
استشعرت اخيراً الحرارة "العاتية" الخارجة منه ... ما ان الصقها اكثر به وما ان اقترب همسه اكثر وغدا لا يفصل عن منافذ أنفاسها سوى "اللاشيء تقريباً": طالعيني
لم تفتح عيناها بل زادت من عنف اغلاقهما وهي تصرخ هذه المرة بصوت احد عن ذي قبل: قلتلك اظهررر برررع ....
قرب انفه من وجنتها الساخنة المحتقنة ضارباً بعرض الحائط صراخها الذي لم يكن الا صراخ "الانثى الخجول فيها" .. بشكل ما .... احب رؤية هذا الوجه العذب منها ... احب خجلها وتوردها بهذا الشكل الشهي .. وهمس بأجش:
طالعيني حصة ..
وضعت يدها على عيناها وهي تحاول الابتعاد عنه ... الابتعاد عن قربه المُهلك للخفقات ... وصاحت بكل غيظ تمركز في كيانها: ماباااااا مابااااااااااا ... اظهر برررع .. روح حق الحقيرة اللي ماخذنهااااا ... اظهررر مابا اشوووفك يالوصخخخ يالردددي
اسبل اهدابه وهو يقهقه بخفوت ... ثم رفع عيناه وقال متأملاً الغضب المتفجر من حور عيناها:
بظهر متى ما بغيت .. ولا تسبين حرمتيه لو سمحتي .. ما ظنتي هي سوتبج شي ....
توهجت عيناها المظلمتان بالغضب المجنون .. ولم تستوعب كيف اقتربت منه ودفعت صدره بيدها وهي تقول بشراسة عاصفة حد النخاع:
تخسسسي تسويبي شي هالحيـ... اللي ما تسوى بيززززة ....
وانت ... اسمعني ..... لا تتحرى ان يوم خذت هاي عليه ... يعني خلاص رمت تكسرني .. تبطططي ... سر خذلك بدال الوحدة هنتين زود ... ولا بتفرق ويايه ... لانك أصلا ولا شي بالنسبة لي .. تسسسمعني ...!!! ولااااا شي .....
لم يبق بعد كلامها سوى عنف أنفاسها الخارجة بهستيرية من صدرها المرتعد من اثر الانفعال/الغضب ....
أنفاسها التي تضرب وجه فلاح "الساكن التعابير كلياً" .....!!
هدأت أنفاسها تدريجياً بعد لحظات الا انها غضنت جبينها بتوجس .. بحقد .. بتوتر ... وهي تراه الى الآن ساكن ... لا يفعل سوى حدشها بنظراته المظلمة الغامضة ....
ثم ............ وبتروي ............... ارتفع جانب فمه ببسمة خافتة قاسية .... مغرورة حد اللامعقول ..... وهمس:
تغارين ..؟!
شهقت بحدة وكلماته اخترقت بجدران قلبه بوحشية .... الا انها كزت على اسنانها بقهر وقالت من بين شرار عيناها:
الانسان يغار على واحد يحبه .. هب .......
انقطعت الكلمات بحنجرتها فجأة "وبلا إرادة منها" ما ان اشتدت نظرته المسيطرة المظلمة عليها وكأن بنظرته هذه يتحداها ان تكمل كلامها ....
حقيقةً .... هي لا تعرف كيف اخرستها نظرته للحظات .... لا تعرف لمَ تأثرت بها على نحو اغاظها ..... ويالوجع كبرياء روحها .. لا تعرف كذلك لم اشاحت بوجهها ولم تواجهه وجهاً لوجه قبل ان تكمل بصوت بالكاد خرج ثابتاً: هب على واحد ما يحبه ....
خرج صوتاً خافتاً .. عميقاً .. "خبيثاً" من اسفل قاع من حنجرته وهو يعض باطن خده بعين ضبابية براقة ذات معنى قبل ان يخفض رأسه ويغرق وجهه في عنقها تاركاً إياها ترتعش بأكملها بين يداه مصدرةً شهقة مذعورة ملؤها الخجل/الاضطراب:
امممم .... ريحتج ...... تسكر العقل ........
ألصق انفه خلف اذنها بعنف واخذ يستنشق عبيرها بينما يداه تحاوطان خصرها بقوة ... واكمل بأجش صوته الخافت:
على فكرة ...... شعورنا متبادل ...... يا حلوة .......
كل كيانها يرتعد .. كل كيانها بلا مبالغة ... ربااااااااه ......
لمَ لا يرحمني من قربه البغيض ... الـ ....
المُـ ـ ـسـ ـ ـكر ...
إلهي ............. ماذا تقولين يا حصة ....
استيقظي ... استيقظي يا غبية ...............
بالكاد خرج صوتها مسموعاً .. انما مختنقاً من اثر تخبط الخفقات/استنفار مكامن الانوثة: هـ هـ هدددني ....
لثم شحمة اذنها ببطئ ... وبأنفاس حارة عاصفة .... واكمل بصوته الباعث للارتعاش من فرط غلظته/حرارته:
ماقدر ..... ريحتج ...... تسكر ...... انتي ...... بكبرج ...... تسكرين .......
تأوهت باسمه وقد فقدت سيطرتها كلياً على نفسها: فـ .... فلاااااح .....
لثم عنقها بمشاعر حارة وهمس: عيونـ.....
: فلاااااااااااااااااه .. هبيبي ... وير آر يووووووو
فتحت عيناها الغائمتان المتخدران ببطئ ..... وبعد ثانيتان .... شهقت وهي تدفعه عنها بعنف بعد ان ادركت فداحة ما كانت تفعله بحق شخصها/كرامتها ... وصوت تلك المرأة الكريهة يرن رناً قوياً بأذنيها .....
جسديهما متقابلان ... مستنفران ... منتفضان ... محترقان ... وقبل كل شيء ... مرتبكان حد النخاع ....
اسبل فلاح اهدابه مخفياً مشاعره بقوة قبل ان يتكرر صوت المرأة "المغنج الساحر" والذي غدا هذه المرة قريباً جداً ... تحديداً امام الغرفة التي كُسر بابها منذ لحظات: اوه هبيبي ... انا ينادي انته واجد .. تئال هبيبي آي نيد يووو ...
لم تكن حصة ظاهرةَ الجسد لعينا المرأة لأن فلاح قد اخفاها بجسده الفارع .. قال بصوت هادئ غامض وهو يتأمل ارتعاشة فك حصة والذي كان اكبر دليل على "غضبها الناري المكبوح": سيري .. ياينج ..
زمت المرأة فمها بامتعاض وقالت وهي تحرك عيناها بغطرسة باردة: اوكي هبيبي ..
ما ان خرجت ... حتى قالت حصة بصوت جامد كلياً: اظهر فلاح ... لو سمحت ...
تأملها بتمعن .... بمشاعر ما تزال حارقة/صارخة .... وبشكل غريب .... شعر بنفسه يتنازل عن عناده مع كلمتها "لو سمحت" ....
رفع اصابعه نحو كتفها العارية راغباً "بجوع" الشعور بملمسه الحريري الخرافي ... الا ان عقله اخبره ان ملمسها سيصيبه بالجنون .. سيصيبه بهلاك الخفقان ... سيهدد سيطرته .. سيهدم حصونه المنيعة ..... تراجع في آخر لحظة ....
ثم ولى ظهره بصمت سحيق ..... وخرج .......
.
.
.
.
.
.
.
: هارب ... هااااااااااارب
خرج من شروده وهو يجيب نداء الخادم المُسن: هلاا بورضا
أبا رضا: هارب هادا عمال مال صيانة ايجي .... هو يقول وين يبدا ... فوك ولا الملهك
حارب: لا خلهم يبدون فوق ويوم يخلصون يسيرون الملحق ..
اومئ أبا رضا برأسه ليذهب بعدها الى العمال الذي أتوا لعمل صيانة كاملة للمنزل لاستقبال العروس الجديدة
عروس حارب المنتظرة ...
نظر حارب نحو ساعته وتذكر انه اتفق وخلفان وبقية الرفاق زيارة إبراهيم الذي يتماثل بالشفاء ولله الحمد مساءاً .....
نهض من مقعد غرفة الجلوس الوثير ... ورغماً عنه ... كان يدخل عالم الشرود مرة أخرى
عالم عمره فقط ...... يومٍ واحد ......... البارحة .....!!!!
لن ينسى ابداً إحساس الاجرام الذي انفجر داخله ما ان انتهى ذياب من حديثه .....
تمكن من التقاط تحفز الأخير وتوجسه تحسباً لتلقي لكمتان على الأقل تكسران الصف العلوي من اسنانه .......
الا انه لم يفعلها لحسن حظه
ليلة البارحة
هتف بصوتٍ غليظ مرعب: تعرف لو واحد غيرك قال جيه شو بسويبه .....!
حافظ ذياب على قوة اعصابه/سيطرته على نفسه وقال بشجاعة: بتذبحه
حرك حارب شفتيه بشكل خافت لا يكاد يرى واخذ يتأمل المشاعر الحارة الهائجة النابضة من عينا ذياب وكلماته وحركات جسده ......
اجل ... لو ان احداً غيره قال الذي قال .... ووضع لنفسه الحق ليتحدث عن محارمه هكذا .... لكان قد ذبحه بكل دمٍ بارد .....!
الا ان ذياب .... الهائج تماماً ..... الفائر على نحو غريب مرثي ..... المتوتر على نحو يثير العاطفة
جعله يتريث قليلاً .....
قال وهو يحدّق به بقسوة: ادريبك سمعت رمستنا انا ونهيان قبل شوي ... لمحتك وانت ياي صوبنا لجنك يوم ريتنا نسولف ما بغيت تيي صوبنا ...
امسك عنق ذياب من الخلف وسحبه نحوه بخشونة وهو يضيف: لوي الذراع ما يمشي مع حارب بن محمد .... يوم انك سمعت رمستنا وسمعتني انا بالذات شو قلت حق ولد الخال بخصوص ختيه ... شحقه استغليت فوزك بالسباق حق هالسالفة ...!!
شحقه تسويها وانت تعرف اني ما اثني رمستيه وفي نفس الوقت ما بروم اردك يا ولد هامل ....!؟؟؟
بلع ذياب ريقه وهو يرمق حارب من بين عقدة حاجباه ونظراته المنفعلة ...... قبل ان يقول بخفوت أجش ممتلئ بالعنفوان:
اباها يا بومحمد ...
تراجع حارب وهو يرفع كلتا حاجبين بصدمة/استنكار غاضب
هذا الذياب قد جن بحق ولا يعرف ما الذي يتفوه به .....!!
قبل ان يسقط عليه براكين غضبه المتصاعد .... اسكته ذياب بأن اكمل بخفوت وهو يخفض اهدابه: اخت عبيد ما بتكون لـ غير خويّه
عبيد
عبيد
عبيد
آه يا من اسمك من بلسم الورد والبَرَد وزخات المطر ......
اشاح حارب بوجهه المتجهم ..... وظل عدة دقائق في صمت مهيب تام ......
تنهد ذياب شاعراً بالاسف لانه ازعج حارب واثار زوابيع آلامه: حارب
: كم حافظ من كتاب الله ...؟!
فغر ذياب فاهه وقد باغته حارب بسؤاله المفاجئ: هاااه ....!!
نظر حارب نحوه بقسوة وكرر: كم حافظ من كتاب الله يا ذياب ...؟!
تلعثم ذياب لثوانٍ قبل ان يقول بارتباك خجول: اممممم هب وايد ... جزء عم وتبارك ... ووووو
وصمت قليلاً محاولاً تذكر ما الذي يحفظه اكثر من القرآن الكريم الا ان حارب قد قاطعه بصرامة:
احفظ اول اربع سور مع التجويد ... البقرة وآل عمران والنساء والمائدة ... ان ما حفظتهن ما بتشم ريحة اللي تباه
فتح ذياب عيناه بذهول كاسح وقال: في ذمتك ..؟!
ابتسم حارب بشر ماكن وقال: غلطة وحدة تظهر منك في القراءة والتجويد تعتبر المسألة منتهية ومالك نصيب عندنا
غضن ذياب جبينه بغموض قبل ان يقول بعدها متسائلاً: انزين وشو عن رايها ..؟!
ابتسم حارب بسخرية غاضبة وقال بنبرة لاذعة: جيه انت كنت تبا تفكر برايها يوم طلبت اللي طلبته قبل شوي ..؟!
زم ذياب شفتاه بحرج لم يظهره .... قبل ان يقول بانفعال ملؤه العنفوان/التملك هارباً بعيناه من عينا حارب الحادتان:
شو اسوي .... الف شيطان ركبني يوم سمعت ان حد غيري يبا يخـ......... آآآآآآآآآآآآخخخخخ
تأوه بوجع وهو يضع يده على خاصرته بعد ان اسكته حارب برفسة غاضبة مغتاظة
حارب من بين شرار عيناه: هاي عسب مرة ثانية ما ترمس عن محارم غيرك بليا حيا ولا مستحى ..... وعسب المرة الياية ما تلوي ذراعي بشي انت عارف رايي فيه ...
يلا عطنا مقفاك ولا تيينا الا وانت حافظ السور اللي قلنالك عنها
ثم ولاه ظهره وتحرك باتجاه سيارته .....
اتاه صياح ذياب المتوجع من ألم خاصرته: وان حفظت السور .... بتيوزني إياها هاييج الساع ...؟!
رد حارب بخبث صقيعي قبل ان يفتح باب سيارته: ما بيوزك إياها إلين ما اسمعها باذنيه تقول انها موافقة
لمح ذياب من خلف النافذة يهز رأسه ببسمة منتشية غير مصدقة ....
وقبل ان يحرك سيارته .... سمع شهقته العالية المعترضة:
حااااااااااارب ......... بس اختك ما ترررررمس .........
حافظ بقوة على برودة وجدية ملامحه ولم يبالي بصدمة الأخير واعتراضه ..... بلمح البصر شق صمت المكان الخاوي المظلم بهدير سيارته العالي .....
رفع عيناه نحو مرآته الامامية ولمح شيئاً فشيئاً اختفاء ذياب وسيارته الواقفة ..... وما هي الا ثانيتان حتى انفجر ضاحكاً متذكراً المقلب الذي اسقط ذياب داخله .....
المجنون ........... يظن انه سيأخذ شقيقته الوحيدة بهذه السهولة ومن غير ان تعلن موافقتها الكاملة عليه .......
هذه موزة يا بشر ....... موزة بركة العسل الصافي ..... التي ان قالت ان القمر مستطيل فسيكون مستطيلاً مدى الحياة بالنسبة له .....!!
استيقظ من شروده على صوت رسالة آتية إليه من برنامج الواتس آب
كانت من حلوته العسلية
حك حاجبه الايسر ..... وفكّر بفكاهة حلوة .....
أيمكنه اقناعها بالزواج من ذياب قبل ان تقنعه بسحر عيناها ان القمر مستطيل .......!
.
.
.
.
.
.
.
بعد ساعة ونصف
شمخت بأنفها ما ان تأكدت ان جاهزة تماماً "للمواجهة" .... وخرجت من الغرفة ....
رفعت حاجباً واحداً ببرود .. وللتو فقط .. جمعت كامل تركيزها لترى المكان بوضوح اكثر بعيداً عن اضطرابها ليلة البارحة وتشوش فكرها الذي اجتاحها اثر الصدمات المتوالية على رأسها ...
المكان في الحقيقة .... المنزل التابع للمزرعة الضخمة .... لم يكن بأكمله قذراً ووسخاً ومتهالكاً .... القسم الذي هي فيه الآن كان نظيفاً وقابلاً للعيش ..... والترفيه قليلاً ...... مع وجود التلفاز على الأقل ...!!!
اما الذي وجدت نفسها نائمةً فيه بعد ان استافقت اول مرة .. فكان قذراً حد اللامعقول وكأنها زريبة حيوانات مغلفة بطابع البشر بوجود سجادة عتيقة وبعض المراكئ المتناثرة هنا وهناك .....
السؤال الذي يثير غضبها الآن ... لم جلبها هذا المغرور البغيض الى هنا ...؟!
و....... ولمَ زوجته الحقيرة هنا معهما .....؟!
أيريد حرق قلبها بفعلته الخسيسة المهينة لي ....؟!
خرج دخان الغضب من فتحتي انفها وهي تمشي بخطوات حادة حانقة الى ان مرت من احدى البوابات الكبيرة المفتوحة والمطلة على مجلس آخر واسع ..... مجلس متواضع بسيط ... والاهم ...... ليس قذراً .....
عضت باطن شفتها السفلية وهي تلمحه اخيراً ..... كان منبطح الجسد مغطياً عيناه بـ ذراعه اليمنى واضعاً ذراعه اليسرى فوق معدته .....
وتلك الـ.... الجميلة البغيضة ذات العينان الزرقاوان ... تعبث بهاتفها وجسدها يتمايل قليلاً على الاريكة بعيداً عن فلاح ....
ما ان رفعت عيناها نحوها .. جفلت بخوف وكأن نظرة واحدة من حصة إليها ذكرتها بالضرب المبرح الذي تلقته منها منذ ساعات ....
وبتوتر شديد اعتلاه نظرات الغطرسة/الغرور/الحقد .. اقتربت من فلاح وهي تقول بميوعة صوتها المتغنج المستفز: هبيبي فلاه ... اووه هبيبي ويك آب ... آي مسد يووو ....
مع كلمتها الأخيرة .. كتفت حصة ذراعيها امام صدرها ببسمة باردة تعلوها السخرية ..... والكره الشديد ....
كررت الفتاة ندائها بميوعةٍ اشد اغراءاً: فلاااااااااه ...
انزل فلاح ذراعه عن عيناه بحدة واستعدل بجلسته بذات حدته واخذ يرمق الفتاة بنظرات غائمة ناعسة غريبة وكأنه يحاول تذكر اين هو ومن التي تناديه بصوتها المغري المدلل ....
ثم رفع عيناه نحو حصة محدقاً بها لحظات قبل ان يغمس أصابعه داخل شعره بعفوية ويرجعه الى الخلف ...
سأل "المتغنجة" بقربه بصوته الذي اخشوشن من النوم: كم الساعة ..؟!
تمايلت بجسدها نحوه قبل ان تضع ساق على ساق وتقول بهيام ودلال: تسعة ونص بليل ..
اومئ برأسه بصمت قبل ان يعود لينظر الى حصة ............. المتوهجة من الغضب البارد الواضح بقوة لعيناه .....
ثانيتان حتى اقترب منهما ... بخطواتٍ باردة .. بطيئة .. تشع شموخاً/اباءاً ....
وبحركة عنيفة من قدمها ... دفعت ساق الفتاة الموضوعة فوق الساق الأخرى حتى جعلتها تجلس عنوةً بشكل طبيعي ... وقالت وهي تنظر لعيناها بتعجرف قاسي: ان يلستي جيه جدامي مرة ثانية بكسرلج ريلج وراسج .. تسمعين ...!!!
وانت .....
التفتت لـ فلاح الصامت على نحو غامض .... واكملت بقوة مفعمة بالنفور/الغل: سؤال وابا اعرف جوابه ..
اشرت بأنفها للفتاة من غير ان تنظر إليها واكملت بجفاء: هاي من أي علة يايبنها ..؟! ومتى خذتها ..!!!
قبل ما تملج عليه ولا عقب ..؟!
مشط عيناها بـ بطئ بارد مغرور .... ثم وقف حتى اصبح ينظر إليها من علو قامته الرجولية ...
وبشكل غريب ... ارتعشت خفقاتها ... وتذكرت قربه الساخن منها قبل قليل وتذكرت كيف اشعرها بالضعف ... والخنوع ... وبلذة الانوثة المُثارة ...........
رباه .......... اخرسي أيتها الغبية وليخرس معك هذيان افكارك الخرقاء ..........
ابتسم بسمةً خافتة بالكاد ظهرت ومد يده نحو الفتاة وهو يقول: السموحة ما عرفناج على حرمنا المصون .. يمامة .. وهي مسلمة كشميرية وخريجة ارقى جامعات أمريكا ...
رفع حاجباً واحداً واكمل وهو يحدق بمكر مستفز بها من اسفلها الى اعلاها: فـ مالها داعي الخقة حصة بنت عبدالله لان المقارنة امبينكن بتكون فاشلة ...
رباه .............. تمكن بحق من ايلام خفقاتها واشعارها ..... بـ الضآلة .....
حسناً ... انتي حصة .... حصة .. حصة .. حصة .. تذكري هذا يا مجنونة ولا تضعفي .....
نظرت له باستخفاف "ظاهري متقن" ثم حولت نظرتها لـ تلك التي تنظر إليها بسخرية .... وقالت وهي تهز كتفيها ببرود شديد:
ما نختق على اللي ما يسوى دوسة نعالنا يا اخ فلاح ... واذا "دوسة نعالنا" تخرجوا من ارقى جامعات أمريكا ... فـ بنت عبدالله خريجة جامعة الامارات فديتك .... وجامعة الامارات تسوى عندها جامعات الدنيا كلها يا حلو ....
نظرت للفتاة واضافت ببسمة ساخرة مستهينة: اممممم عيل قلتلي اسمها يمامة وكشميرية .....
ههههههههههههه قدرك هذا أصلا .. ما تيمع الا الطيور والحيوانات .. مرة متوه ومرة يمامة .. والله اعلم باجر تييبلي خفاش ..
اعطته نظرة محتقرة واكملت من بين حور عيناها الساخرة: عمرك ما بتقدر تملك الثمين يا ولد عبيد ولا تقدر ترخص به .. والحص ثمين جانك جاهل وما تفطن ...
تأوهت بـ شكل ساخر مسرحي ثم اشرت باستخفاف نحوه ونحو يمامة واكملت: يعني افهم انك خذتها عقب ما ملجت عليه صح ..؟!
يا ربي .. خاطريه اضحك بس ويوهكم ما تساعد الصراحة على هالشي ....
أصدرت صوتاً انثوياً متغنجاً ساخراً من بين شفتيها ... ثم اردفت بفظاظة وهي تمد يدها نحوه: خلصني .. عطني جرج أبا اجرج تلفوني .. جرجي نسيته في البيت ..
نظر لها باستخفاف تخلله سخرية ... ثم غضن وجهه بقرف وهو يقول: اخيييج ... انتي تشوفين نفسج شقى ترمسين .. يعني مصدقة عمرج انج بنت ..!!
نظر إليها بازدراء واكمل: لسانج وصخ ... اسلوبج في الرمسة دفش وما فيه ذرة انوثة ... لا رقة ولا ادب ولا حشيمة ولا حتى منطوق يشرح القلب ...
وفوق ها خقاقة ورافعة خشمج على ولا شي ...
اشر على يمامة التي ترمش بنظرة ازدادت فتنة وقال: تعلمي من البنات .. طاعيها كيف ترمس وتبتسم وتدلع .. سمعي حسها النعيم دخيلج ... هاي بنت هب انتي ..
وترى انتي فهمتيني غلط ... هي صح خريجة ارقى جامعات أمريكا .. بس هب ها اللي يميزها .. اللي يميزها عقلها الكبير .. طموحها العالي .. احلامها الكبيرة ووظيفتها ...
بس انتي شو ..؟! خبرينا ..؟!
انتي مثل ما يقولون .. كثرة مرعى وقلة صنعا ... لا شغلة ولا مشغلة ولا طموح ولا حتى مجرد تفكير انج تسوين شي مفيد ومهم في حياتج ..
عقلج صغير يناسب احلامج الصغيرة وايد في هالحياة ...
اشر عليها بانفه وهو يكمل بسخرية بالغة: خبرينا شو تعرفين تسوين في يومج ووقت فراغج ..؟!
هاه ..؟!
مجابلة التلفزيون والنت والتلفونات اربع وعشرين ساعة ... ومخسرة ابوج من زود ما تشترين نعل وشنط ماركات ... والمشكلة انج تتحرين ان النعل والشنط بتسويلج جيمة وقدر في هالدنيا ...
شخر بذات سخريته: يالله .. انتي فاهمة الدنيا غلط على فكرة ... الثمين يا بنت عبدالله المفروض يملك عقل ثمين .. عقل يشتغل وإيد تعمل ... وانتي لا هذا ولا هذاك .. اسأل الله العفو والعافية ....
اشر على يمامة الباسمة بشماتة ... واكمل بقسوة باردة: يمامة دكتورة بيطرية .. ولو فكرتي تستهينين بالبيطرة فـ ما بستغرب .. لاني سبق وقلتلج .. عقلج صغير وما يشتغل شرا العالم والناس ...
هز كتفيه بخفة واكمل وقد تعمد هذه المرة جرحها في الصميم: يمكن عسب جيه اخترتي تخصص ربيعتج بنت هامل بن ذياب اختارته عن قناعة .. اللي هو التاريخ .. اخترتيه عسب بس اتمين ويه ربيعتج .. ويا ليت عاده فلحتي في التخصص ... يه ترسبين او تنجحين على الحافة ...
زم فمه ببراءة مصطنعة تخللها خبث شديد: اممممم طبعاً ماروم أقول شو معدلج يوم تخرجتي .. لأن المعدل الصراحة .. يطيح الويه ... ما ينقال ...
كانت تنظر إليه بصمت وهو يقذف عليها كلمات .......... صعقتها حد النخاع ....!!!
وياللغرابة ....... اوجعتها جداً وابداً .......
من الذي اخبره بكل هذا ...؟!
من اخبره انها تعشق شراء الحقائب والاحذية ذوات الكعب العالي ...!!!
وانها اختارت تخصص التاريخ لانها رغبت بأن تظل قريبة من صديقاتها ...!!!!
من اخبره بحق الله بتعثرها الدراسي ومعدلها الجامعي الضعيف ....!!!!
رباه ......... أطعم الإهانة مر هكذا وقاتل ....!!!
لم تدرك انها كانت تضعظ بقوة على اسنانها وتحبس أنفاسها من فرط هيجان مشاعرها الا بعد لحظات طويلة من التحديق "الناري الحارق" به ....
وببطئ .... استدارت مبتعدةً عنهما .. عن هذا الذي يرمقها بنظرات تصرخ سخريةً/استهانةً .. وتلك التي تتشمت بها بنظرتها الزرقاء المتغنجة وبسمتها الانثوية اللعوبة ...
لكن .. وقبل ان تخرج من المجلس .... سمعته بقول بصوتٍ خشن هادئ وكأنه يرغب بإكمال هدم حصون قوتها بأبسط طرقه المتوافرة لديه "بكثرة": وهيه ... خذتها عقب ما ملجت عليج ... طبعاً ما ظنتي بتسألين عن الأسباب ... لأنها هي بكبرها "سبب" ...
اجل .. هي بأكملها سبب .. أهناك رجل يستطيع مقاومة كل هذه الكمية الباذخة من الجمال/الانوثة .....!!!!
ابتلعت جملتها مع غصة شديدةَ المرارة في بلعومها ... وخرجت بذات صمتها السحيق ...
حرك شفتاه وتفكيره يدور في فلك بعيد .. بعيد جداً ... بعدها استدار ببطئ نحو يمامة وقال بصوت رجولي خشن وقد قلب لسانه للانجليزية:
اعتذر مرة أخرى على الذي حصل بغيابي .. واكرر كلامي لك ... من مصلحتك ان تكوني اكثر حذراً مع حصة ...
مرر لسانه على شفته السفلية ببسمة مظلمة ذات معنى ... واكمل: فـ هي فتاة شرسة كما ترين ...
التمعت عيناها بثقة شديدة وقالت: لا تخف عزيزي .. ما حصل منذ ساعات سأعتبره سلاماً تعارفياً بيني وبينها ..
واكملت ببسمة حلوة وهي تتلقف الشبل الصغير الآتي ركضاً نحوها: وسلاماً تعارفياّ ايضاً بينها وبين ستورم
ابتسم بشكل باهت للشبل الجميل .. وقال باقتضاب ليمامة: غداً لدينا عمل كثير .. شحنة المواشي ستصل في الصباح الباكر .. يجب ان ترتاحي قبل ان تبدأي عملك الروتيني معهم ..
ردت ببسمة رقيقة وهي تداعب اذن الشبل: لا عليك ... اني اترقب صباح الغد بفارغ الصبر .. تعرف جيداً ادماني اللذيذ بعملي وسط الحيوانات البريئة ..
اومئ برأسه بهدوء وخرج من المنزل نحو مزرعته الجديدة والتي اشتراها منذ شهر فقط من رجل طاعن في السن قضى اغلب سنين طفولته ومراهقته فيها ... صحيح انها شبه مهجورة .. متهالكة .. وقذرة .. الا انه عزم على ترميمها وإعادة احيائها وتنظيفها ..
وقبل هذا .. تحقيق رغبته بامتلاك مزرعة دواجن ومواشي .. مع بناء قسم خاص لـ حيواناته المفترسة ...
حسناً ..... حبه بامتلاك الحيوانات المفترسة والصقور كان منذ القدم .. الا ان تأسيس تجارته الخاصة مع الحيوانات الأليفة اصبح هاجسه مؤخراً ....
يحب تحدي نفسه وفعل كل ما يطرأ على باله ..
.
.
.
.
.
.
.
: ألو
اتاه صوت صديقه المقتضب المتباعد: مرحبا سلطان .. وينك ..؟!
تنهد سلطان بعمق وأجاب بطي وهو يجول بناظريه نحو البحر الغارق تماماً بالظلام الا من ضياء القمر والنجوم ... وضوء سيارته الامامية الساطعة: مرحبتين .. صوب بحر البطين
رد الآخر بتعجب بارد: بحر البطين ...!!
سلطان: هيه
قال بطي باختصار: ياينك ..
لم يكن سلطان بمزاج يسمح له ان يزيد من تساؤلاته عما يريده بطي منه الآن .. واكتفى بأن قال: اترياك ..
في الحقيقة .. كان يشعر بأحاسيس مشتتة .. ضائعة ...... احاسيس مخزية بشعة ....!!!!
كيف لا وهو كان سبباً بشكل او بآخر .... في هدم حياة انسان .... وقبله روحه .....!!
كيف لا وهو كان سبب مرض ابنة عمه التي جرحت زوجها شر جرح وبأبشع الطرق واشدها جنوناً .....!!
رباه ...... لا يستطيع تخيل نفسه مكان احمد ............ يقسم انه لا يستطيع ..!!!!
يشعر بالكآبة ... بالضيق ... وبالحزن على حال اخٍ له لم تلده امه .....!!
بعد حوالي 45 دقيقة
اغمض عين واحدة ما ان سطع على وجهه ضوء سيارة صديقه القادمة من بعيد .. وما هي الا ثواني حتى خرج الأخير من سيارته ومشى بهدوء نحوه ..
: السلام عليكم
وقف سلطان وسلم على بطي بأنفه وهو يقول بصوت عميق خفيض: وعليكم السلام اقرب حياك
شعر بطي بشكل غريب .. ان صوت سلطان ونظرة عيناه كانا مختلفان .. وكأنه حائر .......... وحزين ..!!
تنحنح بثقل ... ثم جلس وسلطان على الأرض ... وقال وهو يمشط بعيناه المكان حولهما: شعنه يالس هنيه روحك ... وفي هالليل ..؟!
نظر إليه من تحت اهدابه واضاف بنبرة جافة "متصنعة" ... لأنه في الحقيقة كان قلقاً ومهتماً بما يجول بخاطر صديق عمره ... لكنه لا يستطيع الى الآن تجاوز الشرخ الذي حدث بينهما ومعاملته بعفوية كالسابق:
شي بلاك ..؟!
نظر سلطان نحو صديقه نظرةً خاطفة قبل ان يبتسم ابتسامةً لم تتجاوز حدود عيناه .. وقال بهمس: ولا شي بوخويدم ..
ضرب فخذه بخفة عفوية واكمل: خبرنا .. شو يانا على بالك الحينه وبغيت تشوفنا ..؟!
غضن بطي جبينه وهو يرمق المكان من حوله بفكر متشابك سحيق .. ثم قال بعد ان نفض يديه من رمال الشاطئ التي نثرها بعفوية امام قدميه: بغيت ارمسك في شي ..؟!
سلطان من بين حاجباه المعقودان: عن شو ..؟!
نظر بطي إليه بعيناه المظلمتان الجامدتان وقال: عن سعيد
رفع سلطان حاجباً واحداً بـ استغراب مذهول تمكن من كبحه بمهارة قبل ان يقول: شبلاه اخوك الله يرحمه ..؟!
بطي بنظرة تقدح شراراً معتماً مخيفاً: ما بيبرد خاطريه من اللي صار في اخويه الا يوم اشوف هالجلب بومرشد ميت عند ريلي ..
اكمل بسرعة تحت نظرات سلطان المتوجسة: سلطان .. أبا أكون على علم بكل صغيرة وكبيرة تخص مخططكم ضده ..
سلطان وقد اظلمت عيناه صرامةً مسيطرة: بس انت تعرف ان هالشي مب مسموح لك .. شغلنا سري تماماً ..
حتى لو كانت السالفة اللي تبا تدخل فيها تخص اخوك .. ها ما يعطينا الصلاحية والحق انه ندخلك فيها ونورطك بمشاكلها ..!!
بطي من بين اسنانه: لانه اخويه فـ ها يعطيني كل الحق انيه ادخل .. قلتلك .. ما بيبرد خاطريه الا يوم اشوف الجلب بومرشد ميت عند ريلي ..
حدّق سلطان بتعابير بطي الحادة الغاضبة ثواني قبل ان يقول: ما فهمت .. تبا تذبحه ..؟!
تتحرا الدنيا سايبة ..؟! البلاد ماشيه على قوانين وقضاء ومحاكم .. لو نبا نذبحه جان من زمان ذبحناه وفكينا خلق الله من شره .. بس نحن هب في غابة يا بوخويدم ..
شخر بطي بسخرية مريرة وغمغم: واللي سواه في اخويه تعتبره عادي وطبيعي ..!!!!
سلطان بحدة: اذا هو حيوان ويتحرا البلاد غابة حق جشعه وطمعه فـ نحن اوادم وفينا عقل ونعرف نفرق بين اللي المفروض يستوي واللي المفروض ما يستوي ....
اشاح بطي وجهه عن سلطان وقد وصلت حرقة قلبه على شقيقه حدها الأقصى في روحه .... ثواني حتى قال بعد ان تنهد بقهر جمري: على الأقل عطني خبر يوم بتزخونه ...
نظر نحو سلطان الذي يمعن النظر فيه .. وتابع من بين نظراته المشتعلة: تسمعني سلطان ..!!
يوم تزخونه أبا أكون حاظر وياكم .... ها طلبيه الأخير ..
حدّق سلطان بعينا صديق عمره بعمق ...... ثم اومئ رأسه صامتاً قبل ان يهمس بصوتٍ ثقيل: ان شاء الله
اكمل بحزم بعد ان وقف وانتعل نعليه: هاللي اروم اسويه عشانك ... بس مسألة انيه اخبرك بسوالف شغليه فـ ها اسمحلي .. ماروم ..
.
.
.
.
.
.
.
بعد مرور أسبوع .... العصر
: ها حبيبتي .. شو رايج ..؟!
مصت شفتها السفلية وهي تسبل اهدابها خجلاً .. وهمست: اذا هو يبا جيه .. خلاص على راحته ..
رمقتها بنصف عين ضحوكة تشع مكراً وقالت وهي تمطط كلماتها بمشاغبة حلوة: اذا هووو يباااا هاااااااااه ....
يا عيني يا عيني .. ما نروم على الدلع ...
قرصت ناعمة يد شما موبخةً ببسمة حانقة خجولة .. خجل اشتعل بدواخلها وبين مسامات بشرتها منذ ان علمت ان حاربها الأسمر قد اعلن رغبته بأن يكون الزفاف بعد ثلاث أسابيع فقط: شمووووه عاد عن الطفااااااسة ....
شما: هههههههههههههههههههههههههههه
قطع حديث الفتاتان رنين هاتف ناعمة ...
استلته وقالت بعد ان ضغطت زر الاستقبال: هلا هلا بالحلوين ...
: هلا عمري .. شحالج ..؟!
ابتسمت بغرابة وقالت: بلاه جيه صوتج رايح حنونة ..؟!
قهقهت حنان بخفوت ملؤه "الإرهاق التام" .. وهمست: حميد فديته عاداني بزجمته .. أصبحت الصبح الا واشوف صوتي رايح من التعب ..
لكن ناعمة احست ان مع اختفاء صوتها حنان .. كان هناك اختفاء من نوع آخر .. نوع يسمى "سعادة" ...
قالت بقلق: سلامات حبيبة قلبي ..
واستمرت تحادث ابنة عم عمها سلطان حتى قالت لها الأخيرة فجأة: نعوم ..... ا ا فـ فاضية الحينه ..
شعرت ناعمة لحظتها ان ظنونها لم تخطئ وان حنان تواجه مشكلة ما ... ردت وهي تنظر بعفوية نحو شما التي كانت مشغولة بمحادثة زوجها كتابياً: لا فاضية غناتي .. شعنه ..؟!
صمتت حنان قليلاً ... ثم قالت بصوت بعيد مكتوم: تعالي عندي الحينه .. انا في بيت ابويه ..
قطبت ناعمة حاجبيها بتوجس ... ثم تداركت الوضع وهي تقول بسرعة وقد استشعرت بقوة كمية حاجة حنان لها الآن:
افا عليج ... مسافة الدرب وانا يايتنج ان شاء الله ...
أغلقت ناعمة هاتفها واخذت تطرق به جانب فمها بتفكير متشربك عميق ... ولم يخرجها من عمق تفكيرها الا سؤال شما:
شبلاها حنان ..؟!
جفلت ناعمة بخفة قبل ان تقول وهي تهز كتفيها: ماعرف
رفعت شما كلتا حاجبيها بتعجب وقالت: ما تعرفين ..؟!
ردت ناعمة بعد ان استوعبت كلمتها الخرقاء: ا ا اقصد لا .. ما بلاها شي الحمدلله بس تباني اسيّر صوبها شوي ..
شما: تعرفين .. من متى أبا اقولج خل نسير صوبهم أبا اسلم على خالوه ام حميد واشوف شو صحتها فديتها .. يقولون ميهودة هالفترة مادري شبلاها ...
وقفت ناعمة وهي تقول بحزم رقيق: يلا عيل خل نسير ..
شما: صبري بخبر سلطان اول ..
.
.
.
.
.
.
.
بعد ساعتين
رغم انها في بداية رؤيتها لـ شما شعرت بضيقٍ ما .. لأنها رغبت بأن تستفرد قليلاً بـ ناعمة والغرق في الحديث معها من غير تحفظات ولا قلق ..
الا انها الآن ممتنة لوجودها .. فـ جلستهن أصبح احلى واروع .. خاصةً وان الأخيرة قد تمكنت من بث البسمة على وجه والدتها فيما مضى بحكاويها الشبيهة بحكاوي كبار السن وظرافة كلامها العجائزي المماثل لهم ..
واكتشفت ان هناك خصلة جميلة في شما ... تحب التعامل مع الذي امامها وفقاً لعمره .. لشخصيته .. لفكره .. لطباعه .. من غير ان تستبدل في الحقيقة "شما القابعة فيها" ..
أمها ........ آهٍ من أمها .....!!!
ازداد تعلق الأخيرة بها خاصةً في هذا الاسبوع ... بعد ان .............
لا ..... لا تريد تذكر ذلك اليوم .. ذلك الموقف .. تلك النظرات .. تلك الكلمات "السامة كـ سم الثعبان" ....
" منكرج .. ووصاختج .. هب عليّه انا .... الظاهر انكن يا بنات حميد ظاريات على الخياس .... ظاريات على المرابع ورا الرياييل"
رباه ..... كلماته السامة لا تغادر أذنيها ابداً مهما حاولت وترن داخلها كـ رنين ضحكات الشيطان
كلماته كسرت باباً من روحها لم يُفتح الا لأجله
ادمت نبضة وليدة خُلقت لعيناه/لكله
اوجعت وتيناً لم تعلم بوجوده الا على يداه
موجوعة منه حد السماء وما فوقها ...
كيف استطاع بكل ضمير معدوم ان يفعل بها هذا ...!!
ان يعذبها مرة أخرى بضربه .. وكلماته المشينة الحارقة ... وبنظراته المحتقرة المتشككة ...!!
كيف فعلها بعد ان تمكنت بقوة من نسيان فعلته الاولى ليلة زفافهما الأولى ..
آه يا انت .. آآه ..
هي حزينة .. موجوعة .. مجروحة .. وغاضبة غاضبة غاضبة حتى بلغ الغضب منتهاه ..
غاضبة من نفسها ومنه
غاضبة لأجلها ولأجله
غاضبة عليها وعليه
مجنونة هي وتعترف بهذا ... تعترف انها ورغم ما يفعل بها من تصرفات قاسية فظيعة .. ما زالت تعشق مشاركته معها حتى في المشاعر ..
وليس هذا فحسب .. بل تقدم نفسها عليه وكأنها تضع اللوم وكل المشاعر السلبية على عاتقها قبل ان تضعها عليه
وكأنها يالله تهوى تعذيب نفسها وحمل اكبر كمية من العذاب وترك البقية الخفيفة منه له ...!!
هل الحب يجعل الانسان ساذج ابله لهذه الدرجة ..!!
تشعر بقلبها منهك ... يكفيها يالله انهيارها الصامت في اول لياليها في منزل والدها .. يكفيها حرقان الدموع بمقلتاها كلما تذكرت صفعته المهينة ... كلما تذكرت قسوة .. نمروديته .. بروده .. شتائمه وتحقيره لها ..
يكفيها حيرة وهي تحاول بشتى الطرق اكتشاف لمَ هو يعاملها بهذه الطريقة .. لمَ دوماً يربطها بشقيقتها التي .... "والله وحده يعلم" .... تثير فيه اشد أنواع الحقد/الكره/الاحتقار ...
تشعر بقوتها التي حاولت الحفاظ عليها منذ ان تزوجته تذوب شيئاً فـ شيئاً ... وما عادت تلك الحنان التي تستطيع مواجهة احقاده اكثر ...
لهذا فقط قررت الذهاب لمنزل والدها ..
في الحقيقة ... هي "حجةٌ وحاجة" ... حجة لتظل قليلاً مع والدتها التي تستمر بإشعارها انها تركتها ونستها ولا تريدها .. وحاجة لها هي ....!!
لكيانها الجريح .. لأنوثتها المختنقة .. لقلبها الباكي المتألم ...
تريد تجاوز صدمتها المؤلمة بما فعله والتمسك بالقليل المتبقي "منها" ..
تريد اشعاره بالذنب .. بالأسف .. واخباره بحركتها انها تعبت من تصرفاته الهمجية وتعامله المتناقض الفج الصلف معها ...
لكنها .... ويالسخريتها من سذاجتها/غبائها .... الى الآن لم ترى أي من هذا وذلك ....!!!
لم يتصل بها حتى لـ يطمئن انها موجودة بأمان في منزل والدها .....!!!
وكأنه ....... وكأنه كان ينتظر فعلتها هذه ......!!!
يالله ........... يا لقسوتك يا موجع الفؤاد .... يا لقسوتك ...........!!
أتبغضني/قربي لهذه الهدرجة ......؟!
اتاها صوت ناعمة الخفيض المتفاجئ نوعاً ما: الله يرحمها .. ما جد ريتها تضحك جيه ..
متى هالصورة حنون ..؟!
رفعت عيناها الغائمتان من اثر ذكرى "موجعها" وحدّقت بـ ناعمة التي تقف قرب طاولة تسريحة غرفتها القديمة وتحمل بيدها صورة قديمة مبروزة .. "صورة اخرجتها من تحت الأنقاض لتذكرها انها في يوم من الأيام كانت تمتلك اخت تعرف كيف تضحك وتبتسم بحلاوة لها من غير جفاء وتعجرف"
ابتسمت بحزن وقالت: سنة 2001 ..
ناعمة بذات نظرتها المتفاجئة: اجذب عليج ان قلتلج شفت عوشة تضحك بهالشكل من قبل .. سبحان الله ....
التفتت نحوها وسألت: شو اللي كان يضحكها ..؟!
اسبلت حنان اهدابها .. وهمست: كانت تضحك على شي قاله ابويه ...
صمت وجيز تذكرت خلاله طفولتها وايام عمرها مع اختها الوحيدة قبل ان ترتمي على فراشها وتقول وهي تضع يديها على بطنها بعفوية: تعرفين .. احيد مرة .. ضحكت ويايه ضحك هب طبيعي يا نعوم .. لدرجة تمت تلوي عليه وتبوسني عقبها .. ما انسى ويهها هاك اليوم ... وماقدر اوصفلج شقد صدمتني وفرحتني في نفس الوقت .. حسيت عمريه أنجزت انجاز حقها مع ان اللي سويته شي عادي ما يسوى ...
ناعمة بفضول: شو سويتي ..؟!
هزت كتفيها بعفوية وقالت: ما أتذكر والله شو صار بالضبط هاك اليوم .. بس احيد انيه سمعت امايه ترمس خالتيه ام سعيد وتباركلها على خطبة سلطان لـ شما ..
أكملت موضحةً: خطبتهم الأولية اطري ..
والسالفة هاي كانت سكيتي محد يعرف عنها الا الجراب بس لاني سمعت امايه تقول حقها كلام بمعناه انها ما بترمس عن السالفة حق حد الا يوم تستوي الخطبة رسمية ..
بس انا من لقافتيه وفرحتيه سرت عند عوشة وقلتلها اللي سمعته ..
ابتسمت بألم متمكن في الروح .. وهمست: تبين الصدق سرت وخبرتها لانيه بغيت اتشارك وياها اسرار ... اسرار بين الأخت واختها ... عمريه ما ذقته هالاحساس وياها ويوم يتني الفرصة ما طوفتها عليّه ابد ..
شعرت ناعمة بالحزن ينتشر على صفحة روحها/وجهها من هذه التي لطالما طمعت "بأخت" ولطالما اعتراها الشغف لاكتشاف ماهية الاسم ومعناه الباطني ... الا ان هذا الشغف "على ما يبدو" تحطم لأشلاء على مر السنين ولم يُعطى أهمية البتة ...!!!
همست كي تحثها على الاكمال: انزين وعقب ..؟!
تنهدت حنان بعمق .. وتابعت: تخبلت .. يلست ادزني وتقول عنيه جذابة .. وما خلت سبة ما سبتني إياها ..
ناعمة بذهول: شعنه ..؟!
حنان: الله اعلم ..
بس عقب يومين .. يتني ويلست تترجاني اقنع امايه انها تسير وياها العين في العيد ..
ناعمة: ليش انتي تقنعينها هب هي ..؟! احيد هي المبزاية واللي تروم تفر راسهم بكمن رمسة حلوة ..
ضحكت بسخرية اخفت خلفها مرارة عمر بأكمله .. وهمست: لان وقتها امايه كانت زعلانة منها .. لان الحبيبة مدت لسانها عليها وقلت ادبها .. فـ ما طاعت توديها عقابٍ الها ..
ناعمة بادراك: اهاااااااا .. انزين وعقب ..؟!
لفت حنان ناحية باب حمامها وقالت بفكاهة مفاجئة: شما خاست في الحمام .. هب ناوية تظهر ..؟!
ناعمة: هههههههههههههه لا نزلت عند امج مرة ثانية يوم سرتي قبل شوي تيبيلي جاهي حليب ..
تابعت بحنق رقيق متلهف: يلا كملي حنووون عنبوه اير الرمسة منج ير ..
حنان: ههههههههههههه زين زين ... اممممممم .. وين وصلنا ..؟!
هيه ...
وعقب عاده يا ستي ما هان عليه اردها ... سرت عند امايه وليّنت فوادها بكمن كلمة لين ما طاعت ... ويوم قلت حق عوشة ان امايه رضت .. ضحكت ضحك مب طبيعي .. ضحكت من قلبها حتى انيه تروعت يا نعوم ... ولوت عليه ويلست تحببني من الخاطر ..
هههههههههههههه بعدني كل ما أتذكر شكلها اضحك من الفرحة .. بس لين الحينه تبين الصدق ماعرف شو اللي خلاها تستانس جيه ..
ابتسمت ناعمة بغرابة وهمست: غريبة والله ...
وارجعت ناظرها لـ وجه عوشة الضحوك ..... ولم تعلم ... كما لم تعلم حنان .... ان هناك من سمعت الحوار كله من خلف الباب الموارب .....!!!
حوار اشعل لهيب ذكرياتها ورتب تفاصيل الاحجية حتى اكتملت صورتها الحقيقية بمخيلتها .......!!!
.
.
.
.
.
.
.
أسبوع كامل مر وهي بهذه الحالة الغريبة من الصمت ......!!!
وكأن لسانها قد فقد قدرته على الكلام والعقل على التفكير صدمةً وهلعاً مما حدث لها ليلة زفافها .....!!!
أسبوع كامل وهي حبيسة غرفة الجناح الفندقي .. لم تره ولم تتحدث معه .. ما ان تسمع صوت باب الجناح يُفتح .. تخرج لتتحرر من سجنها ولتطعم جسدها بعض الطعام ... فقط لتحيى يوماً آخراً لا يحوي الا الألم والقهر والجرح ....
وما ان تشعر بقرب دخوله ... تدخل غرفتها ولا تخرج منه الا بعد خروج صباح اليوم الآخر ....
تحدثت مع أهلها عدة مرات خلال الأسبوع .... الا انها لم تتجرأ وتفتح فمها لتشكو إليهم جور ذلك الرجل النمرودي ....
ماذا تقول لهم يالله ....... وكيف تشرح لهم ما حصل .. وعبر الهاتف .. المصيبة التي وقعت على رأسها .....!!!
والدها لا يعرف التفاهم والعقل في أمور الشرف ... ان علم بموضوع ذلك الرجل الحقير والصور التي التقطها سيقتلها لا محالة ... بل لن ترف عيناه حتى وهو يقتلها ......
حكت عينها المنتفخة الحمراء من قلة النوم والأرق ....... والحزن ..
رباه .... كم هي مجروحة منه ... مجروحة ولا تعرف ما اذ ستتمكن من مسامحته يوماً ما على اقترفته يداه بها ....
أهناك ابشع من ان يُشك بـ شرف فتاة نظيفة شريفة .....!!!
اخذت نفساً عميقاً متهدجاً .... وقررت انها لابد ان تسيطر مرة أخرى على نفسها ....
لابد ان تقوي قلبها/ارادتها .. لابد ان تحل المشكلة قبل ان تزداد سوءاً .. لابد ....
اخذت نفساً عميقاً آخراً .. اكثر حدةً واشد عنفاً .... ثم دخلت الحمام كي تستحم وترخي اعصابها وعضلاتها المشدودة ...
أوان الصمت انتهى ..... ستنتزع حقها من ذلك القاسي الغليظ القلب بالقوة ورغماً عن انفه .....
بعد ان استحمت .. نشفت شعرها الناعم قليلاً قبل ان تخرج وترتدي ...... اجمل ملابسها .....!!
بعد دقائق
كانت تتأمل هيئتها المنتعشة وكأنه زهرة تفتحت للتو لتنشر شذاها على كل فراشة تمر فوقها ..
رغم هذا .. ورغم انها ارضت غرورها الكلي ببهائها ... الا انها ما تزال تشعر بالحسرة على ليلة زفافها .....
آه يا حمد ..... هدمت قصور سعادتي ودنيا احلامي بتلك الليلة بعد فعلتك الشنعاء بي .....
رباه ............. سكين قسوتك السامة انغرست في فؤادي وادمتها حد الهلاك المريع .....
شمخت بأنفها محاربةً دموعها التي علقت بين اهدابها كي لا تنهمر وتخرب زينة وجهها الخفيفة التي وضعتها منذ دقائق ..
لقد قررتِ يا ميرة وانتهى الامر ... انتي لن تضعفي ...
لن تضعفي يا فتاة ...
سمت بالرحمن بقلبٍ ينتفض توتراً/تخبطاً .... ثم امسكت مقبض باب الغرفة وسحبته للأمام ....
جالت بناظريها حول غرفة الجلوس الكبيرة الفخمة ببطئ ... وكادت تظن انه غير موجود ف الجناح لولا صوت خشن عميق آتٍ من خلف طاولة ما .. تحديداً بين الطاول المستطيلة الكبيرة وبين أطول اريكة بين الارائك المتناثرة بشكل مرتب انيق جذاب ..
صوت اشبه بشخير .... الا انه لم يكن شخيراً .....!!
كان انين خشن غليظ ........... مبحوح ....!!!!
انتفضت خفقاتها خوفاً وكادت تتراجع الا ان شيئاً مثل المغناطيس كان لا ارادياً يجتذب قدميها للأمام .. اكثر واكثر ..
حتى اصبحت تقف قرب رأسه ....!!
كان نائماً على الأرض ونصف وجهه مخبئ تحت الملاءة الخفيفة ........ ويأن .......!!
وضعت يدها على قلبها المرتعد شاعرةً بعاطفةٍ شديدة تجرها نحوه ... وتفجر حنانها رغماً عنها ما ان رأت هيئته التي كانت كـ هيئة طفل تائه نائمٌ في العراء ....
الا ان ملامح وجهها قست واحتدت ما ان اتذكرت افعاله المريعة واتهاماته البشعة ...
زمت فمها بغضب بينما انينه يزداد .. ويرتفع ....
وسرعان ما جفلت بذعر ما ان اتحرك قليلاً لتصطدم يده بإحدى ارجل الطاولة ويصدر تأوهاً حاداً ..... متوجعاً ..
نزع عن وجهه الملاءة بحدة والف شيطان غاضب يتراقص فوق رأسه ..
عندها ... وجدت نفسها تتراجع الى آخر غرفة المعيشة وتمعن النظر به بعيناها المرتبكتان عن بعد ..
اسند يده على الأرض لينهض ويستقيم بظهره .... وببطئ شديد ملؤه النعاس/الخمول .... استدار نحوها وتأملها بعيناه الحادتان الحمراوان ....
تغضن جبينه اكثر ولا تعرف هل انزعاجاً منها ام من امرٍ آخر ..... ورأته كيف رفع يده اليمنى ممسداً إياها وكأنها .... تألمه ...!!!!
ما باله ...!!! أكان انينه ذلك بسبب يده ...!!!
بلا سيطرة من عقلها المتشوش .. اقتربت قليلاً لترى ما اوجع تلابيبها خوفاً...!!
كانت يده منتفخة بشكل مخيف وانقلب لونها للون اخضر مزرق يرعب القلب من هوله ...!!
كتمت شهقتها بقوة .. خاصةً وهي تراه يزيح الملاءة عن جسده ويقف لتظهر قامته بأوج رجوليتها خلف فانيلته البيضاء الخفيفة وإزاره ..
اخفضت عيناها بخجل قاتل وتراجعت خطوتان وكأنها بهذه الطريقة تخفي نفسها عن مدار جاذبيته الكاسحة ....
اقترب منها بثقل صامت ...... ولم تكد تفكر بالهروب حتى لمحته بطرف عيناها الوجلتان يتجاوزها ويدخل الحمام المحاذي لها ..
بعد دقائق .. خرج ووهو يمسح وجهه ورأسه من قطرات الماء ..
وقف امام القبلة ..... وكبّر .....
طيلة صلاته وهي تحدّق به .. لا تعرف أهو رهبةً .. ام توتراً .. ام رغبة طفولية رعناء منها لتأمله فقط ..
تأمل الجانب الإنساني الرقيق المسترخي منه ... ذلك الجانب الذي عشقته قبل ان يحصل ما حصل يوم زفافها ....
عندما سلم من صلاته .. ظل بمكانه يستغفر ويذكر الله .. قبل ان يصمت وينظر إليها بعينان داكنتان ..
بهدوء خالٍ من السخرية قال: شعنه مصطنه هناك ..!!
اشر بأنفه نحو الاريكة واكمل: يلسي
شعرت بمعدتها تنقبض توتراً .. واضطراباً ... الا انها تذكرت قرارها ...
هي لن تضعف ....!!!
اقتربت من اقرب اريكة امامها .. وجلس على حافتها بصمت ..
رفع حمد سجادته .. ثم اخذ كيس ابيض مكتوب عليه اسم احدى الصيدليات الشهيرة كان موضوعاً قرب التلفاز ..
جلس على الاريكة المقابلة لأريكتها ... قبل ان يخرج مرهم طبي مسكن للألم ... ويدهن يده المنتفخة بها ...
لم تتمكن من السكوت .. ليس وقلبها يتوجع من العرق المتصبب من جبهته وكأنه يصارع ألماً شديد بصمت ومن غير ان يظهره على تقاطيع وجهه الجامدة ....
: لـ ... ليش ايدك منتفخة ..؟!
اغلق رأس المرهم بعد ان انتهى ورماه على الطاولة امامه قبل يسند ذراعيه على ركبتيه ويميل الى الامام ويقول بصوتٍ خشن مستكين لا إحساس يتخلله: اخيراً شفناج وسمعنا حسج ...
تململت بمكانها متوترةً من نظراته المتسلطة عليها .... ولم تعلق على قاله ... لحظات حتى همست بصوت بالكاد ظهر من حنجرتها: ا ا ابا أقول ... شـ شي ...
رفع حاجباً واحداً بنظرة لم تتزعزع ولم تهتز .... وقال بصوتٍ خفيض: تقولين شو ..؟! الأمور كلها انكشفت وعرفنا انج ......
سكت وكأنه كان يرغب بقول شيءٍ ما الا انه اكمل وهو يقول: هب شرات اللي بالنا ......
حريق ...... هذا الانسان لا ينفك اشعال الحريق في كرامتها بقبح ظنونه وظلمه .....
أغلقت عيناها بعنف هاتفةً بانفعال: دخيلك .. احترم انسانيتي شوي وخلني على الأقل ارمس واظهر اللي في خاطري .. يسد اللي سويته فيه يوم عرسي .. والله يسد يا ولد الناس ..
فتحت عيناها ورمقته بنظرة تبرق بعواصف من جرح/قهر/ألم/حسرة .. وسرعان ما اطبقت شفتيها ببعضهما بعزيمة وقوة وهرعت اتجاه غرفتها ...
عندما عادت .. كان ترفع امام وجهها هاتفها المحمول ...
وتحت انظاره المظلمة الحادة الغاضبة ... ضغطت عدة ارقام قبل ان تضغط على زر الاتصال .. وزر المكبر ..
: خالوه
.
.
.
.
.
.
.
أغلقت الخط عن شقيقها ناصر بعد ان طلبت منه ان يأتي إليها ويرجعها الى الفندق بعد ان تمر على منزل صديقتها الإماراتية وتأخذ أبنائها وأبناء شقيقها من عندها ....
كانت قد وضعت الأطفال لدى المرأة ليلعبوا مع اطفالها حتى يتسنى لها زيارة ام فاطمة في المشفى والاطمئنان على حالتها ...
عندما علمت بمرض الأخيرة أصابها الذهول والحزن الشديد عليها ... وهي التي أتت من قطر فرحةً مستبشرةً بالخير في موضوع زواج شقيقها من شيخة .... أتت كي تخطب البنت من والدتها ولم تجهز نفسها لتلقي خبر مرضها المريع ......!
تنهدت بخفوت واخذ تذكر الله وتستغفره بنظرة حزينة ....
حسناً .... كل تأخيرةٍ هي خيرة من رب العالمين ...... لن تتحدث عن امر الخطبة حتى تتماثل ام فاطمة بالشفاء ان شاء الله
اتاها صوتها المرهق جداً .... المكتوم جداً جداً: مـ ... منيرة
التفتت منيرة بقلق نحو ام فاطمة التي على ما يبدو قد استيقظت بعد سبات دام فقط دقائق
ظنت ان الأخيرة قد غرقت في النوم لذا قررت الرجوع الى المنزل وترك المسكينة تنام بهدوء من غير ازعاج
كحت ام فاطمة بوجهٍ شاحب كلياً ...... وقالت بحشرجة: حبيبتي تعالي .... في شي .... أبا اقولج عنه ......... الحين
دنت منيرة منها وهي تقول باهتمام حنون: رقدي فديتج شاللي خلاج تقومين ....؟!
هزت ام فاطمة رأسها بالنفي ... وصمتت ثوانٍ كي تلتقتط أنفاسها التي أصبحت ثقيلة على مجرى تنفسها وخفقاتها:
لـ ... لا ....
في .... في شي ضروري ...... لازم ......... أقوله ......
لـ ..... لاززم
.
.
.
.
.
.
.
غضن جبينه وامارات المرض ما زالت تغطي كل معالم وجهه من عينيه ووجنتيه الى انفه وشفتيه ..
قضائه في البحر مستحماً ساعاتٍ طوال في ذلك اليوم الذي ذهبت فيه زوجته لمنزل والدها لم يخفف من لهيب غضبه بل فقط جعلته ضحية رشح حاد لم يفارقه حتى الآن
رغم هذا .... لم يتوانى عن توبيخ ابنه الكبير بنبرة هادئة ليست بعالية: زيود ... هاي عاشر مرة اسمعلك الحديث وبعدك تخربط فيه ... يلين متى بترياك تحفظه ...!!
زم زايد فمه وغمغم بطفولية عابسة: وين ماما حنان .. اباها هي تسمعلي ..
هدر فجأة بغضب من كلمات ابنه التي وضعت الملح على الجرح: زيووود ... انطم يلا واحفظ .... ولا والله ما اخليك تبات عند عيال عمك بطي الأسبوع الياي ..
انزل زايد اهدابه بخوف وقال بصوتٍ يثير الشفقة: صعب ابويه
رمقه والده بحدة لعدةِ ثوانٍ قبل ان يتنهد ويقول بهدوء وصبر: ييب ورقة وقلم وتعال
اخذ زايد اقلامة ودفاتره واقترب من والده .... وسرعان ما طلب منه بتأني ان ينسخ الحديث عدة مرات كي يتمكن من حفظه بسهولة ....
بعد دقائق .... تمكن زايد من حفظ الحديث بالفعل وامتحنه والده به حتى تأكد من هذا ....
التقط زايد هاتفه وقال ببهجة برّاقة: بدق على ماما حنان واقولها اني قدرت احفظ الحدييييييث
: لااا
نظر الابن لوالده بخوف قبل ان يقول بتلعثم: بـ بس ابويـ....
: رمسها خاري ... هب هنيه عندي
خرج زايد مهرولاً وهو يقول: ان شااااء الله
رباه ........... أكان ابنه يستوعب ما كاد يفعله به ..........!
أكان يدرك ما كاد يقترفه من جرم بحق كيانه الملتاع ....... المجنون ..........
لـ شم مسك انوثتها ............!
أسبوع كامل قد مر عليه من غيرها ..........!
أسبوع بأطول ثوانٍ ...... واقبح دقائق .......!
عطس فجأة ثلاث مرات متتالية حتى شعر بالدوار والثقل الجاثم على رأسه
من فرط تعبه .... وضعه رأسه فوق الطاولة ..... واغمض عيناه بإنهاك شديد ..
في الخارج
قالت بهيام اخفته خلف صوتها الحنون الهادئ: بابا وين حبيبي ..؟!
رد زايد ببراءة: بابا في مكتبه ... يوم قلتله بدقلج قالي اطلع برع لا ترمس عنديه ...
إلهي .......... انه لا يريد حتى ان يستشعر قربي منه .......!
ذلك القاسي عديم الرحمة سليط اللسان ......
قالت فجأة بحقد اشتعل في جوفها: وانا ماباك ابد ادقلي وهو عدالك زيود تسمعني ....!!!
رفع زايد حاجباه بدهشة ..... ثم قال: ا انزين مامااا
زفرت حنان غضبها بصوتٍ حاد قبل ان تقول بتجهم: وينه سعودي .. عطني إياه ..
بعد ان حادثت الصغير سعيد ... أبعدت الهاتف عن اذنها كي تغلقه ..... لكن صوت سعالٍ حاد خشن اوقفها
هتفت بسرعة لـ سعيد: سعودي سعودي
أعاد سعيد الهاتف الى اذنه وقال: ها ماماااا
حنان بتوتر ملؤه القلق: هذا اللي يكح بابااا ..؟!
سعيد: هيه باباا .... هو تعبان وااااايد .. كل يوم يكح .. الصبح يكح .. الظهر يكح .. العصر يكح .. الـ ...
قاطعته حنان بعينان اتسعتا من الصدمة والخوف: من متى تعبان جيه ..؟!!
سعيد: امممممم ماعرف مامااااا
خفقاتها أعلنت منذ سماع سعاله حالة من الطوارئ القصوى .... حتى انها ومن فرط خوفها عليه كادت تتعثر في السلم المؤدي الى المطبخ الخارجي من منزل والدها .....
وصلها مرة أخرى صوت سعاله الحاد المثير للقلق .. وهنا لم تتحمل ..
طلبت من الصغير سعيد ان يعطي الهاتف له
مد الهاتف الى والده الذي خرج من مكتبه كي يشرب ماءاً علّ السعال الذي داهمه فجأة يخف ويستكين:
بابا .. ماما حنان تباك
نظر بحدة نحو الهاتف الممدود ..... ثم رفع حاجباً واحداً بقسوة صنديدية وقال بغلظة غير آبهاً لتلك التي تسمعه بوضوح: وانا ماباها ... بند التلفون يلا وعن الهذربان الزايد ... وراك سبوح ورقاد ...
ترك ابنه مع هاتفه وعاد الى مكتبه "بملامح تجمدت بصقيع الإحساس/اللامبالاة"
ملامح اجاد اظهارها بمهارة شديدة يُحسد عليها !!
أعاد سعيد الهاتف الى اذنه وهو يقول: ماماااا .. باباا يقوو......
طوووووط
طوووووط
طوووووط
غمغم سعيد بعقل طفل صغير لا يفهم ما يجري حوله: ليش ماما حنان بندت الخط ....!!
نهاية الجزء الحادي والستون
|