لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تفضل ان تكون الرواية القادمة كلها باللغة العربية الفصيحة ام كـ الحالية ؟
كلها باللغة العربية الفصيحة 7 6.93%
كـ الحالية 94 93.07%
المصوتون: 101. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-08-15, 06:42 PM   المشاركة رقم: 3221
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الريح مشاهدة المشاركة
   اليوم قلبي نغزني علي حصه مدري ليش .. حاولت افكر بموقف بينها و بين الغثيث فلاح .. بس كل الافكار اللي جاتني سوداء ..
لولوة .. انتي وش ناوية عليه ...




ناوية على حاقات لا على البال ولا على الخاطر هع هع <<<<< فيس شرييييييير

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 05-08-15, 06:48 PM   المشاركة رقم: 3222
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الريح مشاهدة المشاركة
   و اخيرا ظهرتي لولوة .. ترا بارت اليوم لا يؤجل ..
لما قلتي انك في راس الخيمه قلت خلاص لين المغرب اذا ما ظهرت اللولوة بامسك خط لين راس الخيمه و اخذ اللاب توب و اقرا البارت هناك





هههههههههههههههههههههههه الحمدلله وصلنا العاصمة بالسلامة ..... وان شاء الله بيكون البارت في وقته ..... ولا تزعلين اعتبري هالبارت رضاوة لج



دسم وطويل وعلى المزاااااااااااااااج :)



وع فكرة ... اختياراتج خيااااااااااااااااااااااااال .. القصيدة تجنن تجنن تجنن ..... تبارك الله ..... ذوقج رااااااقي :)

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 05-08-15, 07:29 PM   المشاركة رقم: 3223
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، مشاهدة المشاركة
   ناوية على حاقات لا على البال ولا على الخاطر هع هع <<<<< فيس شرييييييير

شوفي لولوة .. انتي حبيبتي .. و احبج واايد وااايد ..
بس شرك ذي الايام مهوب طبيعي .. و انت تدرين ان قلبي رقيق و ما يتحمل الشر ...
ابعدي شرك عن حصه و احنا حلوين
اي و نهيان ... ابي الاصل حقي و هخلوا عندكم النسخ ما ابيها "فيس قلوب قلوب قلوب"

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
قديم 05-08-15, 08:26 PM   المشاركة رقم: 3224
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي البارت الستون

 






طبعاً آسفة حبايبي ع التأخير ... بس كنت اعدل البارت ع السريع ....


بارت اليوم دسسسسم دسسسسسم دسسسسسم ... ابا تعليقات دسمة شرات دسامة البارت هههههههههههههه



قراءة ممتعة :)




.
.




(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)







الجــــزء الستــــون



،



أحبك لأنك ساخر

من كل شيء بادئاً بنفسك

أحبك لأن عينيك تكذبانك

وتصدقهما ولا تقلعهما

أحبك لأنك غجري الترحال المستقر،

لأنك القصائد وقد تقمصت طفولة متوحشة

لأن جسدك الحار قرين الإعصار

أحبك لأنني أحبك، وقلبي يحدّثني بأنك متلفي/ روحي

فداك عرفت أم لم تعرف

أدور حول أسوارك وقد جئت أطلب ناراً واليت مشتعل،

وشكوكك تتدلى أعلاماً محروقة على حصونك

آه كيف يهطل الشك المبرر من عينيك وأن أفتش في جسدك

الحصين عن موزاييك زجاجي ملون .. أكسره وأصرخ عبره إلى

قاعك وأقول إنني أحبك حقاً دون أن أكذب كثيراً

ولكن، حسناً تفعل حين ترفع جسورك وتغلق نوافذك وتفخّخ

شرفاتك

فلعلّي أحبك كما أَحبَّ حصان طروادة خديعته !



لـ غادة السمان



،



تمالكت شجاعتها بقوة .... والتفتت نحو الباب ما ان سمعت صوت انغلاقه .......

بـ اهدابها الطويلة المسبلة .... ووجهها المتورد المتوتر كلياً .... وثغرها المرتعش المُلون بـ احمرار دم الغزال ....

حركت شفتاها لتقول كلمةٍ ما ... أي كلمة ... فقط لتكسر الصمت المريب الباعث للقشعريرة ......


الا ان الصفعة التي أتتها على حين بغتة ........... أوقفت شفتاها حد التصنم التام .....!!!!

صفعة جعلتها تطير بجسدها الصغير .. وتسقط على اقرب كرسي خلفها .........


: ان فتحتي ثمج يالوصخه وقلتي كلمة وحده بييج صطار غيره ...... تسمعين ..؟!



لم تسمع ما قاله بوضوح .... الصفعة افقدتها التركيز التام "مع السمع/البصر" حد اللامعقول .......!


حتى عندما اشاح بجسده الذي يشع منه شرارات الرعب .... والغضب .... لم تلاحظ هذا ....

حتى عندما فتح الباب بحدة وصفقه ورائه بعنف ...... لم تلاحظ هذا .....!

ظلت على حالتها تلك .. ممسكةً خدها بجمود ... وبدموع ابت ان تسقط .. ليس انفةً او عزة نفس ..... بل ذهولاً فظيعاً سبب الشلل التام في كل أطرافها وحواسها ........



بعد دقائق طويلة ..... انزلت يدها ببطئ .. ورمقت باطنها بعقل غائم/متخبط .......



ما الذي حدث لها بالضبط .....؟!

أحقاً ذلك الانسان ................. قد قام بصفعها .......!!

لكن ......... لكن يالله ... لمَ .......!!!



بوجهها الجامد .. وبنظرة عيناها الضائعة ... وقفت بعد جهد جهيد .... بعد ان حاربت بقوة الألم النابض في جسدها كله وفيظهرها على وجه التحديد .. حيث ان اول شيء فيها ارتطم بالكرسي هو ظهرها ..... ولا تستطيع وصف وجعها الفظيع منه .....


الا ان وجعها الفظيع .. كان لم يتجاوز بعد حدود فظاعة ذهولها الأليم بفعلته ..........!!!!

مرهقة ... ومصدومة ... ومتعبة .... وقبل كل شيء .... هي مذعورة بشدة حد انها لا تعرف "تستخرج ردة الفعل المناسب للموقف المريع" ....


من غير احساسٍ منها ... قررت الدخول الى الحمام لنزع لباسها الفخم ومسح زينتها الثقيلة من وجهها .....

لبست بيجامة حريرية بيضاء وخرجت .. لتجد الغرفة كما هي .. خاوية الا منها هي .....

تاهت عيناها بخوف وقلق حولها ....

رباه ......... حتى دموعها تأبى الخروج ذعراً وصدمةً مما حصل .....

لكن ..... لكن لم قام بصفعها ...!!



لا ارادياً .... ذهبت لزاوية الغرفة وهي تتعثر بخطواتها ... جلست على الأرض وكمشت جسدها المرتعش حول نفسها .... وظلت تحدّق بالباب برعب مترقب .....


مرت الدقائق عليها كالدهر .... وبلا شعور ... وضعت ابهامها داخل فمها ... وغرقت في نوم عميق ملؤه الربكة .. والذعر ... والتخبط ....



.
.
.
.
.
.
.



هتفت ببرود مستهزء اخفت خلفه توجسها/قلقها: خير ابويه ... وين تبا ...!!
لا يكون هنيه بقضي شهر البصل ....!!!



لم يجبها .......... كما فعل طول الطريق الطويل من العين ..... الى الله اعلم ....!!!!

لكنها ومن لوحات الشوارع العلوية .. ومن الصحراء الظلماء التي تحوم حولهما من كل جانب ... استشفت ان المنطقة تقع في المنطقة الشمالية من البلاد .... وانهم في منطقة نائية الآن ولا يوجد بالتأكيد الا الجن حولهما ....


اتسعت عيناها بريبة .. ونظرت مرة أخرى للبوابة القديمة المتهالكة امامها والتي على ما يبدو تابعة لمزرعةٍ ما ....!!!

وسرعان ما استوعبت الامر .....!!




هدرت من بين اسنانها: تبطي السااااع ... والله ما اطب هالمكااااان ..

برقت عيناه بـ شيطنة مخيفة رامقاً إياه بنظرة خاطفة ... ثم حوّل ناظريه الى الامام قبل ان يضغط على زمور السيارة

حصة بغضب عاصف من تجاهله وصمته الذي اصبح مخيفاً: يااااا انننننت ....


قاطعها خروج رجل ضخم من خلف الباب فجأة ...... ارتعبت من هيئته المخيفة وتراجعت بعفوية حتى أسندت ظهرها على المقعد ....

تحرك فلاح بالسيارة وعبر بوابة المزرعة القديمة بهدوء تام ....

الظلام حولهما بدأ يشتد ... خاصةً وان معظم الاضاءات المنتشرة فوق سور المزرعة لا تعمل ...!!!!


تمكنت .. بمساعدة اضاءة السيارة الامامية ... من رؤية المنزل الصغير القابع في منتصف المزرعة الضخمة .... اجل كانت مزرعة ضخمة وكأن لا نهاية لها ....

ما ان توقف فلاح امام باب المنزل ... حتى انكمشت على نفسها بحركة دفاعية وقالت من بين شرار عيناها:
ما بدش هالمكان لو تمووووت .....

اتاها صوته جامداً .. ساخراً نوعاً ما: بسم الله علي ... يعله في اللي يكرهني ....

اغلق محرك السيارة وهو يقول بفظاظة: يلا وعن المصاخة .. قذيتينا ....

صرخت بأعلى صوت لديها: قلتلك ما بدششش هالمكان لو تموووووت ...

فتح بابه ورد بنظرةٍ تبرق خبثاً: يعني تبين اتمين هنيه طول الليل ..؟! في هالظلمة وبين الجلاب والذيابه والعقارب ..؟!

كبحت شهقتها المرتعبة بقوةٍ مجنونة .. وقالت من بين اسنانها: الجلاب والذيابه والعقارب اهون عنننننك .... قلت ما بدش هالمكاااان يعني ما بدددددشه ......

رفع كلتا حاجباه ببراءة مصطنعة ... ثم هز كتفيه ببرود ... وقال قبل ان يغلق بابه: كيفج .. عاد تحملي اللي بييج عقب ....

ما ان اغلق بابه حتى اخذت تبحث عن حقيبتها التي ولا بد ان والدتها وضعت هاتفها داخلها ...

التفتت للخلف بجسدها ... بصعوبة بالطبع حيث ان فستان الزفاف كان له النصيب الأكبر من ثقلها/سلبها مرونتها ...

وبحثت بعيناها ..... الا انها لم تجد شيئاً .. لا هاتفها ولا حتى حقيبتها ......



تباً ..... أتكون والدتها قد وضعت حقيبتها داخل الحقيبة الكبيرة ...؟!



تسمرت بمكانها فجأة ما ان وصل مسامعها عويل ذئب آتٍ من بعيد ....



إلهي ....... لم يكن يكذب ذلك المقيت اذا بخصوص الذئاب والعقارب .....!!!



رغم هذا ... جمعت كل قواها العصبية وعدلت من وضعية المقعد حتى تتمكن من الجلوس بشكل مسترخي واراحة ظهرها بعد عناء وتصلب دام ساعات ....

الا ان استرخائها لم يخفف خوفها وتوترها ابداً ....



ذلك الحقير ..... أأخذني من بيت اهل كي يذلني ويتركني نائمةً في العراء هكذا ....!!!!



عضت على شفتها الملونة بـ لون وردي مائل للبنفسج اعطى لـ جمالها حيويةً .. وانتعاشاً ... ومكراً حلوَ المذاق ..



لا .... لن أكون ابنة عبدالله ان تركته يتلذذ بإثارة اعصابي وايذائي ....

هيا حصة ... يجب ان تسيطري على اعصابك اكثر بوجوده ولا تدعيه يستفزك بحركاته البغيضة ....



زفرت بقوة وكأنها بهذا تبث فيها حزمة جديدة من القوة والعزم والثبات .....

ثم أسندت رأسها على ظهر المقعد .... وأغلقت عيناها لتنام ...... ضاربةً عرض الحائط انزعاجها العارم من ثقل فستانها وزينة وجهها وكل شيء حولها ....



.
.
.
.
.
.
.



كان حارب يسند جسده الممشوق على مقدمة سيارته شابكاً ساعداه حول صدره ويبتسم بشرود على المنظر امامه ..

نهيان ابن خاله داخل سيارته وبجواره صديقه ناصر ... وحامد صديق الشباب واحد احفاد ابن خال خويدم الكبير والذي هو الآخر في سيارته ... متجاوران فوق اسفلت الشارع العام استعداداً لسباق اقترحه حامد على نهيان متحدياً إياه بعد انتهاء زفاف فلاح وحمد منذ سويعات ..

والحكم كان شقيق حامد "عبدالله" الذي وقف تماماً فوق منتصف الشارع العام ... بين السيارتان ...

صاح عبدالله وبسمةً مشاكسة تشق تقاطيع وجهه في ظلمة الليل الدامس الا من انارات الشارع العام الواسع: مستعديييييين

صرخ ذياب الواقف على قارعة الطريق قرب حارب بقلق متهكم: نهياااان متأكد هالشارع مب مفتوووح ...؟!

دعس نهيان عدة مرات ع دواسة البنزين مصدراً محرك سيارته الثانية ذات الدفع الرباعي صوتاً راعداً عالياً قبل ان يصيح بملامح تنضح بالحماس والنشوة: هييييه متأكككككد


التفت نهيان لـ ناصر واردف بنظرةٍ رجولية شقية: شد بو مشعل شد والله لاخليه يكره الريس وطاريه

ضحك ناصر قبل ان ينزل طرف شماغه ويلفها حول وجهه مغطياً اياه بفوضوية: ههههههههههههههههههههههههه شديت الحزام يلا قول حق عبدالله يبدا العد

صرخ نهيان بعد ان ألقى نظرة واثقة متلاعبة نحو حامد المشتعل بالحماس: عبوود يلااااا

صرخ عبيد الصغير الجالس بشكل مضحك فوق كتفي ذياب: بابااااا يلا وااااااحد اثنييييين ثلااااااااث

ذياب بتقريع لطيف: عبيدان ابويه تقبض زين عن اطييييح

الا ان عبيد المشاغب أخذ يقفز بحماس وسعادة منتظراً فوز والده في السباق

نظر حارب الى ذياب وقال بتعجب: شبلاك متروع ... جنك الا هب ظاري على الريس ...

رد ذياب بجبين متغضن وألف صورة وصورة تدور في مخيلته: هاك اول ... ودرنا الريس من زمان نحن ...

تأمل حارب ذياب وغموض كلماته المبطنة بوجع صافٍ لا تشوبه شائبة .....



وعلم بالضبط متى كان "الزمان" ذاك .....!!

ويعلم بالضبط سبب تخلي الاخير عن كل امر طائش كان يخص "الزمان" ذاك ......!!



ذياب بالمختصر كان يلبس روح عبيد من غير ان يشعر بذلك .....!!

كل ما فيه الآن ويظهر منه كان يصرخ باسم عبيد


كل شيء .....!!

جسده فقط من يظهر هويته الحقيقية .... لكن روحه .... طباعه التي تغيرت ... نظراته القلقة ... حنانه ... أفكاره ... عقله ... نبضاته ... كلها بلا مبالغة كانت تظهر هوية عبيد ....!





صرخ الحكم: وااااااااااااحد

اثنييييييييييين

ثلااااااااااااااااااااااااااااث





وانطلق الشابان وهدير سياراتهم العالية تسبقهما بجنون .....

بعد دقيقتان محمومتان بالحماس والصياح والهتافات التشجيعية ... انتهى السباق بفوز نهيان ...

صرخ عبيد ببهجة لا حصر لها واخذ يتململ فوق كتفي ذياب لينزله ارضاً ويذهب الى والده ...

خرج نهيان من سيارته وهو يقهقه برجولية حلوة بينما أعطاه ناصر ابتسامة متهكمة وهو يقول: مبروك يالمجنون .. احسن مافي الموضوع كله اني طلعت من هالريس حي ...

اتاهم حارب وهو يضحك بخفوت وهتف لـ ناصر بمداعبة: اشلك يا ريال بـ خبال نهيان .. لو راد لـ عيالك دبي اخيرلك

ناصر: ايه والله صاج يالحربي

ضرب كتف نهيان بخشونة واردف: بس هذا الشيطان قص علي ..


اتاهم حامد وهو يبتسم بمرح: مبروك بوعبيد .. غلبتنا للأسف هههههههههههههه

نهيان: هههههههههههههههههههه تعيش وتاكل غيرها بوعلاوي

رفع يداه وهو يقول: لا خلاص الظاهر بنعتزل بسبتك يا وحش



بعد بضعة دقائق ...انصرف الجميع ولم يبقَ على قارعة الطريق سوى حارب ونهيان وذياب الذي حمل عبيد النائم ووضعه داخله سيارة والده

قال حارب بحنان: جان خليته يرد ويه يده

نهيان: ما طاع .. حاولت فيه وعمته حاولت فيه بس هو عزّر الا يرد ويايه ..

حارب: حليله .. رقد من التعب

صاح نهيان: الذيب .. ما عليك اماره ظهر الحطب من الدبة في خاطريه اشب ضو

حارب بذهول: الحينه ...!! وفي هالحر والرطوبة ...!!

نهيان بمداعبة: وابويه عليك ولد لندن .. من استوينا وجونا حر ورطوبة شو الايديد ...!!

حارب بجدية: نهيان الحينه ليل .. استهد بالله ورد انت وولدك دبي .. المسكين راقد يباا شبريته

رفع نهيان انفه بغطرسة مسرحية: خل يتعود على الشقا ورقدة الخلا شرات ابوه .. اربيه انا اربيه ...

غمغم حارب ببسمةٍ حانقة: امحق تربية بس


عاد ذياب وهو يضع الحطب على الرمال قبل ان يعتدل واقفاً ويقول: دام بتمون شويه هنيه .. عيل بسير الدكان اييب عصاير وماي ..

نهيان: تمام بو هامل




بعد ربع ساعة


خرج ذياب من سيارته وهو يبحث عن عصيره ليشربه .... الا انه حواسه قد تصنمت كلياً وهو يسمع الحوار الخافت بين نهيان وحارب





حارب: منو اللي يباها ..؟

نهيان: تعرف عبدالرحمن ربيع فلاح ..؟

حارب: هيه جني

نهيان: اخوه يباها .... ويباها يقول لو انها ما ترمس ...ما عنده خلاف الريال

حارب بخشونة تخللها استغراب: وهو شحقه يبا وحده تعبانه وما تروم ترمس ..؟

هز نهيان كتفيه ورد: مادريبه .. الظاهر هو ماشي ورا شور امه ومديحها للبنية

غضب حارب: وامه وين شافت ختيه أصلا ..!!

نهيان محاولاَ تهدئته: قلت الظاهر الظاهر هب متأكد .. وبعدين تعال .. حتى لو امه شافتها شو فيها ..!!
كل البنيات يعرسن جيه .. وهو ما بيخطب اختك الا انه سمع طاريها من امه او من اخته





كان يسمع الحوار بخفقاتٍ تتراقص على صفيح الغضب الملتهب

غضب

قهر

غيرة

ألم

وكل شيء يحمل في طياته المرارة الصرفة ......






: نهيان .. ختيه مول هب في حالة تروم فيها تعرس وتكون مسؤولة عن حقوق ريل وعيال ... موزة تعبانه وانت اكثر واحد تعرف حساسية وضعها واللي تمر به من وفاة امايه الله يرحمها ..

نهيان بـ جدية: حارب يا خويه ... انتو شحقه موقفين حياة البنية على صوتها .. يمكن مع الريل والعيال تتحسن نفسيتها وايد وتتشافى بإذن الله من اللي هي فيه ..

هز حارب رأسه باعتراض: لا ... انا لو موقف حياة ختيه على صوتها جان ما حنيت عليها كل يوم تكمل دراستها ..

ولو موقف حياتها الحينه على قولتك .. فـ انا ما بحركها الا للدرب الصحيح .. اباها تدرس وترد موزة الاولانية عقب تعرس وتشوف حياتها الثانية مع اللي يقدرها ويعرف جيمتها ..

هز نهيان كتفيه وقال: والله ماعرف شو أقول .. انت اخوها وانت اكثر واحد تعرف مصلحتها .. ربي يشافيها ويعافيها ..

تنهد حارب قبل ان يقول: اللهم آمين يا رب العالمين


أضاف وهو يحدق بالخواء: تصدق .. حطيته في خاطري ..

نهيان بتعجب: شو هو ..؟!

حارب: هههههههههههههههههه الريس

وقف وهو يقول بنظرة تبرق بالمكر والشغب الحلو: شو الراي ولد الخال ..؟!

نهيان: ههههههههههههههه لا لا ابويه منهد حيلي مابا .. من غبشة الله ناش ومب راقد ولا دقيقة وحدة .. بشل ولديه ونويّه جدا دار بوراشد علني افداه ..

حارب باعتراض حانق: يلا عاده نهيان .. دقيقتين بس ..

تثائب نهيان بصوت عالي وقال بعينان تلمعان بدموع النعاس: لا لا مابا خل الذيب يرايس وياك ...

حارب: صك حلجك انزين بلعتنا وياك

دفعه نهيان بشكل فج وقال وهو ينزع عن رأسه شماغه ويضعها على كتفه بإهمال: يلا سي يو ..

ما ان لمح ذياب حتى قال له بعفوية: يلا الذيب راد دبي انا .. شي في الخاطر خوي شما ..؟!

ذياب بملامح مظلمة لا إحساس فيها سوى إحساس "الجمود": سلامة راسك الحبيب .. هالله هالله بالدرب ورد السلام على يديه نهيان وعميه عبيد ...

نهيان: سلامن يوصل ان شاء الله ... في امان الله

حارب/ذياب: في امان الكريم



ذهب نهيان ليترك الشابان ينظران لبعضهما بشكل مريب .. الأكبر بخبث ضاحك ... والثاني بغموض شديد العتمة ...

حارب: تفكر باللي افكر به ...

ذياب: هيه ...

حارب باستغراب من ان ذياب قد وافق على السباق من غير اعتراض او استهجان: غريبة .. توك كنت معصب من نهيان على سبة الريس .. شو اللي غيّر رايك ...

ذياب: ما نبا نخليها في خاطرك بومحمد ...

اتسعت ابتسامة حارب الصبيانية وقال وهو يتحرك باتجاه سيارته: يلا عيل .. والفايز يطلب اللي يباه

اوقفه ذياب بأن قال بغموض: اللي يباه ...!!!

حارب بثقة عالية: اللي يباااااااه


وبدأ السباق بعد ان عد حارب العد التنازلي ...

لم يستمر السباق دقيقتان ... بل اكثر .... وتخطو نقطة النهاية المرسومة واكملوا سباقهم في الشارع الطويل الذي على ما يبدو سيكون معدوم الانارة في النهاية لحداثته ....

اتصل ذياب بـ حارب ... وقال له بنظرة تلمع بالاصرار/الغضب ..... والامتلاك: حارب الشارع ها بيدخلنا في رملة وما بيكون شي ليتات .... تكمل ......!

حارب: اكمل افا عليك ...

ذياب: آخر الرملة بندخل صوب الشارع الجانبي اللي يودي على البيوت الشعبية .... اللي يوصل هالشارع اول هو الفايز

حارب: تمااام


وارتفعت حرارة السباق .. واخذ الاثنان يظهران كل مهاراتهما في السواقة .. السيارتان ترتفعان مع الرمال الكثيفة وتنخفضان مع المنحدرات الخطرة ..

كل واحد منهما يريد الفوز ... فقط لغايةٍ في نفس يعقوب .... لا لغايةِ الفوز ذاته .....!


بعد عشر دقائق .... وفي الدقيقة العاشرة وخمس ثواني بالضبط ....

كانت سيارة ذياب تتخطى سيارة حارب بمسافة قصيرة جداً ... ولم تتوقف الا بعد ان قفزت من الطريق البري الى الطريق المعبد ....



توقف حارب قرب ذياب .... وقال بتكشيرة شريرة بعد ان انزل نافذته: غلبتنا يالـ ....


(ذكر حارب اسم قبيلة ذياب)


رمقه ذياب بقوة وهو بالكاد يستطيع السيطرة على أنفاسه المتلاحقة التي اعاقت مجرى تنفسه بسبب هيجانه وغضبه وارتباكه منذ بداية السباق ..... وقال بعد ان تنحنح بخشونة: ما تنغلب الا واقف وشامخ يالخوي ..




خرج الاثنان من سيارتيهما .... ليقول حارب بنظرة مشاكسة: يلا اطلب .. شو تبا ...!!

فجأة ... مد ذياب يده نحو حارب ... والذي اخذ يرمقها بغرابة واستفهام لعدة ثواني ... الى ان استوعب الامر ومد يده في المقابل ...

ما ان لمس يده .. حتى قبضها ذياب بقوة ليجره اتجاهه بحركةٍ مباغتة ويقول له من بين اسنانه بمشاعر ........... "شرسة حد الصميم": أبا اختك .... ترمس ما ترمس ابااهااا ... تدرس ما تدرس اباااهاااا ...

قبض على شارب حارب هادراً بعنفوان/انفعال غريبان يرعشان نابض الذي لا نابض له: وعلى ايد راعي هالشارب باخذها بحول الله ...



.
.
.
.
.
.
.



قبل آذان الفجر بساعة ونصف



: آه ......



وضعت يدها على رقبتها شاعرةً بلهيب يشتعل فيها ........ وكأن .....
وكأن احدهم قد نزع شيئاً صلباً منها بعنف ......



فتحت عيناها المنتفختان الذابلتان ... وتشوشت نظرتها على الجاثي على ركبةٍ واحد امامها .....

الا ان الرؤية امام نظرتها المُشوشة قد اتضحت .... ما ان سقطت عيناها على العقد المتدلي بين أصابعه .......

جفلت بعنف وهي تلصق ظهرها على الحائط بهلع ......



هذا ..... هذا العقد الذي لبسته لأجله ... العقد الذي كان اجمل هدية أُهديَت لي من يوم ولادتها .... والذي لم تخلعه حتى الآن لأجل ان تفي بوعدها له .....

لكنه نزعه قبل ان ترى ضياء السعادة بمقلتاه .......



تجمعت الدموع بعيناها وهي تتحس رقبتها بألم ..... لمّ نزعه مني بهذا الشكل الهمجي ......

كتمت شهقة وهي تنظر لابهامها ...... رباه ....... أتراه رآني وانا امص ابهامي كالخرقاء ...!!!!

لا ..... الا هذا الامر يالله .... الا هذا الامر .........



نظرته كانت داكنة ..... غامضة ..... مخيفة ..... جامدة ..... مما زاد من انكماشة جسدها وتلاصقه على الحائط خلفها ....



: ا ا انت ... ليش جيه تـ تسوي فـ فيه ....!!! ا ا انااا شـ شوو سـ سـويـ......



شهقت بحدة ما ان امسك بشعرها المنسدل على وجهها وكتفيها بوحشية "باردة كالصقيع" ... وقال بصوت كالفحيح من بين عيناه الجامدتان/المرعبتان: انا شو قلت ...؟!


قربها منه وهي يشد من قبضته على شعرها تحت وطأة تأوهاتها ودموعها التي انبثقت فجأة .... واكمل:
قلت ان فتحتي ثمج ورمستي بييج صطار ثاني ........ تبين صطار ....!!!



اخذت تشهق كالأطفال بدموعها محاولةً بفشل تغطية وجهها هلعاً منه .....



فجأة ..... تركها ....... كيف ولماذا .... لا تعرف .... لكنها حمدت الله انه ابتعد عنها .... على الأقل كي تتمكن من استرداد أنفاسها الهاربة .....


رفعت عيناها الحمراوتان نحوه .. ورأت نظرته المظلمة/المحتقرة إليها .... وسمعته يقول وهو يتأملها من رأسها لقدميها بازدراء قاني: ما تستاهلينه .... ها مصيره الزبالة لانه لمس انسانة قذرة شراتج ......



اتسعت عيناها ألماً/ذهولاً ......

ما الذي يتفوه به هذا المخلوق بحق الله ........!!!!!




خرج تاركاً إياها تلعق ألم صدمتها وقلبها الذي لم يعد يستوعب ما يجيش به من نيران .....

وفجأة ... لم تعرف كيف اتتها الشجاعة للوقوف ... والسير خلفه .... على ما يبدو .. فـ جينات خويدم بدت تتوهج داخل عروقها .....


فتحت الباب وهي تهتف بانفعال متلعثم .. متعثر .. راجيةً الله سبحانه ان لا تخونانها ساقاها وتسقط امامه: ا ا اننت .. ليش جيه تسوي فيه ....!!!! ا ا ا اانننت بأي حق تصفعني وتضربننني ..!!! بأي حققق .....!!!!
انا ..... اناااا شو سويييت ..؟! خبرني شو سويييـ...



ارتطمت فجأة بزاوية طاولة كانت امامها ولم ترها .. الارتطام اتى في فخذها .. ومن قوته .. شعرت ميرة بسريان كهرباء مجنونة على كامل جسدها منه ...... شهقت بعنف وسقطت على الأرض .... وانخرطت في بكاء حاد مرير .... بكاء كان سببه اكثر من مجرد ارتطام ... واكثر من مجرد ألم جسدي ........



الرعب الذي لازمها طيلة البارحة ..

الصفعة المدوية ..

كرامتها التي لأول مرة تذوق مرارة فقدها ..

نومها في الأرض ..

كوابيسها التي لم تتركها في هناء ..

نزعه العقد من عنقها بوحشية خادشاً قبل عنقها ... قلبها الصغير ..

ضربه لها وكأنها بهيمة سائبة ..

نعته إياها بأشنع الالفاظ والكلمات ..



رباه ........... كل هذا حدث لها في سويعات فقط ......... وممن .....!!!

من عريسها ..... عريسها الذي عاهدت نفسها ان تعطيه عاطفتها بروحها وكيانها وكلها .. بل في الحقيقة .... هي اعطته وانتهت ..... احبته ....

بكل جوارحها احبته ......

لمَ هو الآن يشعرها انه ليس بـ "هو" .....!!! انه ليس الشخص الذي "كان" .... والذي رغبت "ان يكون" طيلة عمرها معه ...!!!!

لمَ ...!!!!




من بين شهقاتها ... ودموعها التي محت الرؤية امام عيناها وجعلتها ضبابية مشوشة كلياً ... رأت خيال جسده يقترب منها ببطئ ... بتروي مريب ....



هي .. ولأنها غدت لا تعرف حقيقةً الرجل الذي يسمى الآن زوجها .... تراجعت الى الخلف بعنف وهي تصيح بانفعال شبه هستيري: لااا .. لاا تقرب ... لاا تقرب ... اباااا .. أبا ارد عن هليه .. رر .. رددني عندهم .... مابا اتم وياااااك .....


جثى على ركبةٍ واحدة امامها مسنداً ذراعاً عليها بحركة تنبأ الناظر ان نوايا هذا الشخص إجرامية بحتة ....

الا ان الاجرامية كانت ابعد عما يشعر به "الآن" ........ عض باطن شفته السفلية ليقتل ضعفه امام منظرها الباكي المزري .... امام شهقاتها وتوسلاتها ورعبها ......


ضعف سرعان ما اختفى ما ان تذكر صورها الكثيرة المقرفة في ذلك المغلف ... ما ان تذكر انها ليست اكثر من انسانة كاذبة مدعية حقيرة .......


دفع رأسها بأصبعه هاتفاً باحتقار بالغ تفجر منه الحقد: جني عاده بصدق هالصياح الماصخ ... نشي نشي عن هالحركات الغبية ....


وقف وهو يكمل ناظراً نحوها من علو اشتعل بالسخرية/الكره: لا واسمعوا .. تقول ردني عن هليه .. ابويه انا ما اتشرف من الأساس اخذ وحده وراها مصايب خايسة من هلها .. لولا الملامة جان خليتج عند هلج البارحة وافتكيت من غثاج .. شو أبا في وحده شراتج ..؟!



رباه ......... لقد تمادى .... تمادى حد البشاعة/القرف .........



بعقلٍ ثمل تحت وطأة كلماته الصادمة الشنيعة المريعة ..... امسكت بصحن الكريستال الموضوع فوق الطاولة بقربها ورمته بأعتى قوة لديها نحو زاوية غرفة الجلوس ....... قبل ان تصرخ بمقلتان حمراوان تتوهجان بالغضب التام:
ما اسمححححلك ترمسني جيييه ... ما اسمحلك ابداااا تسبني وتقول فيه كل هالكلام الوووصخ ..... ما اسمححححلك ... تسمعنننني ....!!!
منو انت أصلا عسب ترمسسسني جيييه ....!! .... منوو انت عسب تمد ايدك عليه وتضربني وترمسني جني حيووووانة عندك ....!!!
ردددني عند هليه الحيييين ... الحييين أبا اردددد .. مابااا اتم وياك دقييييقه وحددده .....



قالت جملتها الأخيرة وهي تغمض عيناها بقوة وكل تقاطيع وجهها تتشنج حد النخاع .....



حل صمتٌ جاف شديدَ الكهرباء/التوتر .. اعتقدت فيه انها قد فقدت صوتها من شدة الصراخ .....



ما زال جسدها يرتعش انفعالاً عاصفاً ..... الا ان ارتعاشها قد سكن فجأة ما ان سقطت فوق حضنها صور كثيرة ...
كثيرة حد ان عقلها الغائب من اثر الوجع/الاضطراب العاصفان لم يجد الوقت لعدهم ......



: تبين تردين بيت ابوج ..؟! فالج طيب .... بس ما اطبين بيتكم يلين ما يشوف ابوج هالصور الغاوية ويعرف بالضبط شو من البنيات مربي .... شرايج ..؟!


امسكت إحدى الصور بيدٍ منتفضة ... وما ان حدّقت بها .. حتى وضعت يدها الأخرى فوق فمها بصدمة .....


الصورة التي بين يديها كانت نسخة أخرى من الصورة التي اُرسلت لها من ذلك الرجل الحقير ... الذي ظل يلاحقها شهوراً ...
اما ما اكتفت برؤيته "بتصنم" عن بعد ... فـ كانت اغلبها صور مكشوفة الشعر ... اما تمشي .. او قرب النافذة ... او على الفراش نائمة ونور الشمس القوية تسطع فوق تقاطيع وجهها المستكين ....!!!!!

اغلب الصور مكتوب عليها كلام جريء بشع وقح لا يتحمله من يحمل في رأسه النخوة ابداً ....!!


لكن .......... لكن هذا ليس منزلها ... وهذه ليست غرفتها ........



رفعت انظارها إليه بعينان ذبلتا من الدموع .... وقالت بحشرجة: شـ .... شـ شو هالصور ...؟!


رفع كلتا حاجباه بسخرية مرعبة ... وقال مكرراً ما قالته: شو هالصور ..؟! ماشي والله فديتج هاي الظاهر جلسة تصوير على مستوى عالي ...


اسودت عيناه حتى غدتا كـ روحه السوداء .... واردف بصوت كـ فحيح الافعى: ها ما قلتي .... شرايج ابوج يشوف هالصور .... الله ايعينه عاده لو يته السكته منهن ....


شهقت برعب من كلماته القاسية الفظيعة ..... وصرخت بغضب عاتي من مقلتاها المحتنقتان بالدموع ... صرخة تنافت تماماً مع الخوف الجاثم فوق صدرها: فال الله ولا فااااالك ... اسمعني ... كل ها ما يهمني .. انا مربايه الحمدلله وما سويت شي غلط ....


صمتت قبل ان تردف بشجاعة مزيفة: هالصور مالها معنى ابد ... ماا ....


ما ان اقترب منها .. حتى انكمشت مرة أخرى على نفسها برعب وقد تلاشت شجاعتها كلياً .. وصاحت بطفولية ملؤها الجزع/الانفعال:
لا تقررررب ..... ان ضربتني والله بدق على ابوووويه والله ........



امسكت برأسها وهي تكمل صياحها المتهدج المبحوح وقد انهارت اعصابها وأصبحت لا تعي ما تتفوه به: هالككككككككلب ماعرف شقى صوووووورني .. قسسسم بالله ماعرف شقى صوووووورني .... والله مافي شي بيييني وبييينه ... ووووالله مافي شييي ..........



كان سيتراجع .... يقسم انه كان سيتراجع متعوذاً بالله من شياطين الغضب ..... الا ان كلماتها الأخيرة كانت كفيلة بإرساء دعائم الغضب .... والقهر ... ولهيب الوجع/الكبرياء فيه ......... كفيلة بشكل مدمر/مؤذي/مُهلك ......


ولم يستوعب انه اخذ عقاله المرمي فوق الاريكة وبدأ يضربها بوحشية انمحت منها الإنسانية ...... الا عندما سقطت مغشياً عليها بين يداه ... والدماء تتصبب من فمها ورأسها ..........!!



.
.
.
.
.
.
.



غضنت جبينها شاعرةً بألم فظيع في معدتها .... تململت بمكانها وهي تحرك رأسها حتى .......


: آآآخ ....



فتحت عيناها الناعستان المنتفختان والرؤية حولها مغبشة ورمادية كلياً الا من تسلل بعض اشعة الشمس الصباحية بين جزيئاتها .....


بعد لحظات طويلة .. تمكنت من صلب ظهرها والجلوس وهي تتحسس قمة رأسها الذي على ما يبدو قد ضرب شيئاً صلباً ..


رباه ..... ألم معدتها فظيع .... هذا غير الوجع الذي يكتسحها في عظامها ورقبتها من طريقة نومها الخاطئة ....



ما ان سقطت عيناها على السجادة القديمة المغبرة ... والجلسة العربية العتيقة البسيطة ... وصوت جهاز التكييف القديم يصدح فوق ارجاء الغرفة الصغيرة عنف/ارتجاج ...


حتى تراجعت شاهقةً بخوف منتفض ....


أين هي بحق الله ...........!!


عندما التفتت ليسارها ... جفلت بتوجس ..


وادركت بعد استيعاب بطيء مشوش .. ان رأسها اصطدم بهذا الشي الغريب .... الحامل الحديدي الذي يستريح عليه بالعادة الصقر ....



صقر ...!!!



وقفت بتعثر وعقلها يحاول استيعاب كيف خرجت من سيارة ذلك البغيض ليلاً وكيف في نهاية المطاف استيقظت في هذا المكان القذر القديم ....


ابتلعت ريقها بـ ارتباك ... وتقدمت نحو الباب المغلق عليها ...

بتردد .... فتحته ببطء .... واخرجت رأسها قليلاً لتنظر للخارج .....


لم تكد تأخذ أنفاسها الهاربة الوجلة .... حتى اتسعت عيناها برعب عاصف وهي تبصر الشبل الصغير الذي يركض نحوها بشكل جنوني سبّب التصنم التام لحواسها/خفقاتها ......

وقبل ان تستوعب انها لابد ان تأخذ ردة فعل مناسبة اتجاه ما رأته ... قفز عليها الشبل قفزة واحدة جعلتها تترنح صارخةً بأعلى صوتٍ اخرجته في يوم .....

من شدة هلعها .... لم تعرف كيف بدأت تناديه بإسمه وهي تبكي بهيجان عارم: فلااااااااااااح .... فلااااااااااااااااااااححححح .....


ثواني فقط حتى شعرت بثقل الشبل الصغير ينزاح من عليها .....


وصوتٌ انثوي متهكم يهتف فوق رأسها: اوه ماي قااااد ... انتي ليش يخوف ماي بيبي .... نوتي قيرل ....


تراجعت حصة بوجهٍ مخطوف اللون من الرعب ... والصدمة ... والربكة .... وقالت بارتجاف جسدي/روحي وهي تحدّق بـ الشبل والمرأة "ذات الجمال الخارق": شـ شو ها ....!!!
ا ا انا و و .. وييين ...؟!
ا ا انتي مـ منوووه ...؟!



رمقتها المرأة باحتقار شديد .... وقالت بعربيتها المكسرة المتعجرفة: بنت مجنون ما في مك ....
ذس از ماي بيبي يا مجنون ....



حركت احدى حاجبيها بغطرسة وصلت حدود السماء واكملت: وكلو هادا مكان مال هبيبي ... مال ماي هازبند فلاه ....



.
.
.
.
.
.
.



بعد حلول وقت العصر



يعلم انه سيفعل امراً سيتجاوز به الحدود .. الا انه مضطر ... فـ حقاً قد سأم من تعامل احمد البارد "الغريب" معه .. هو شخص لا يؤمن بالالتفاف ولا الهرب .. يكره الهرب من المواجهة حد النخاع ....


منذ ان علم بما فعلته عوشة في الماضي والأفكار تتبلور في دماغه ... الا ان سفرته والاحداث التي مر خلالها حالت بينه وبينه هذه الإفطار فترة من الزمن .... وها قد رجع تطفو فوق سطح دماغه ما ان عاد للوطن واستقر مرة أخرى في منزله ...


لا يعرف أهذه الأفكار محض أوهام او هي بحق تلامس شيئاً من الواقع ..... بشكل ما ..... ربط بين اليوم الذي لاحظ فيه ان احمد قد اصبح غريب التصرفات معه .. وبين اختفاءه طيلة الأيام اللي أعقبت وفاة زوجته ..... ووصل لنتيجة غريبة .. غريبة وانما مشينة بحقه على الدرجة الأولى ....


هل يا ترى كان احمد على علم مسبق بما فعلته زوجته بـ شقيقته ....!!!


هل علم انها كانت مغرومة غراماً مريضاً بـ احدٍ غيره ....!!! به هو ان صدق بالقول .....!!!!


ان صدقت ظنونه .. فـ هل شما هي من اخبرته ..؟!



كان يفكر البارحة بسؤالها عن هذا الامر ... الا انه بغض فكرة ان يعكر صفو لحظاتهما الحلوة .... "الحارة" ... بأحاديث عتيقة وماضي مؤلم لكليهما ....




لا يعرف .. الذي يعرفه انه يريد الحقيقة الآن .... وبالكامل .... ومن احمد شخصياً ....!!!




بلا تفكير .... استل هاتفه واتصل به ....



بعد لحظات ...



: ألو

..

: شحالك بوزايد ..؟!

..

: بخير ربيه يعافيك ...... بوزايد وين بقعتك ..؟!

..

: في البيت ..؟!

..

: انزين شي وراك ..؟! مشغول منيه مناك ..؟!

..

: خلاص ياينك عيل .. دقايق ان شاء الله واكون عندك ...

..

: في وداعة الله ...



.
.
.
.
.
.
.



: حنان



استدارت حنان إليه وقالت بعفوية: هلا


قال باقتضاب شديد لا يظهر ما فيه من مشاعر البتة ..... مشاعر انبثقت منذ اتصال سلطان وطلبه المجيء لمنزله ...... يشعر ان مجيئه خلفه امرٌ لن يعجبه ابداً: زهبي الفوالة ... بومييد ياينا الحينه ....


اومأت برأسها وهمست: ان شاء الله


وقفت لتذهب الى المطبخ .. الا انها سرعان ما نظرت إليه بحيرة ما ان سمعته يقول بذات صوته المقتضب ... الجامد بشكل مريب:
ما يحتاي تسلمين عليه .. خلج داخل ....





تباً ... تمكن من اثارت غضبها بحق .... هذه ثاني مرة يمنعها من السلام على سلطان ... سلطان الذي تعتبره مجرد اخ كبير لا اكثر ...


اشاحت بوجهها وهي تقول بحدة: ما يحتاي تقول .. مبوني ما بحدر اسلم عليه .. تعلمنا من درسنا الاولاني ..


شهقت مذعورة عندما مسك معصمها فجأة وجرها نحوه حتى سقطت في حضنه ..


هتف قريباً من فمها الفاغر بقسوة باردة: هالاسلوب ما يعيبني .. اصطلبي .....


اغلقت فمها بحدة ... واخذت بعيناها تتأمل عيناه بجرأة "دغدغت رجولته حد الصميم" .... زفرت بأنفاس غاضبة صفعت وجهه بنعومة واثارة .... قبل ان تقول من بين اسنانها وهي تمسك ذقنه بشراسة "رقيقة":
عليك عيون تييب العافية وويهك سمح يشرح الصدر بسسس انننننت ...



جرت ذقنه نحوها تحت انظاره المذهولة واكملت بنبرة اشد عنفواناً .. اشد لهيباً ... اشد حرارةً:
انت غرررريب .... مرة تعذبني بدفاااااك ومرة تذبحني ببروووودك ..... اففففففففف ......



ابتعدت عنه عابسة غير آبهة البتة بالذهول الكاسح المرسوم على وجه احمد ... ذهول اختلط معه ربكة ... وتخبط ..... وخفقات مُثارة حد النخاع .....!!!!




بعد لحظات .... تمكن من استرداد أنفاسه الهاربة وتنحنح بخشونة .....




تباً ..... كم هي شرسة ..... شرسة مثيرة يعصى عليه السيطرة على خفقاته بحضرتها وبحضرة الحرارة الفائرة منها .....




وقف ما ان سمع صوت محرك سيارة توقفت امام باب المنزل الخارجي ... وعلم ان سلطان قد وصل ......



.
.
.
.
.
.
.



انزل بعفوية طرف غترته على كتفه ورماها مرة أخرى من خلف عنقه حتى استقرت فوق كتفه الأخرى .... وقال وهو ينظر مباشرةً لعينا احمد رغم شعوره المتصاعد بالحرج والذي اخفاه بمهارة .. حرج طبيعي من الكلام الذي يرغب بالتفوه به:
ماعرف الف وادور يا بوزايد .... ها طبعي واعذرني لو بتشوف اللي بقوله وقاحة وقلة حيا .... يا غير انت هب الاولي ويايه .. وانا ما ارضى موليه اشوفك على هالحاله .. انا حاس انك فاهمني غلط .. او خل نقول شايف شي او سامع شي عنيه وفهمتها عكس اللي هي في الصدق ..



وضع احمد فنجان قهوته وقال وهو يسند ذراعاه على رجلاه بجلسة اقرب للهجوم .. هجوم تخلله تحفز ... توتر .... تخبط ........ وغضب خفي: سلطان شو اللي تبا تقوله بالضبط ....؟!


جلس سلطان ذات جلسة احمد ... المتحفزة الخشنة المتربصة .... وقال وهو يحدّق بعيناه بصقر عيناه: شوف يا خويه .... ما بفكر ابد اتعدى حدودي وياك ... انا بنطق باسم واحد ..... ان شفت في عينك الشي اللي خايف منه ... بسكت وبحلفلك ما افتحلك الطاري مرة ثانية يلين ما ترمس انت روحك باللي فيك ..... وان ما شفت اللي خايف منه ... بـ



قاطعه احمد بحدة بأن وقف وهو يهتف بشراسة: لا



وقف سلطان بدوره وقال وهو يشد من سيطرة نظراته عليه: بعدني ما نطقت الاسم ...



اشاح احمد بوجهه وهدر بعينان تقدحان شرار الغضب العاتي: ولا اباك تنطق به .....



علم سلطان ان حدسه قد صدق ..... ودليله ليس الـ لا فقط .... بل كمية الغضب والجرح والوجع المنتشرين بشكل مهول فوق تقاطيع وجه احمد ......



اومئ برأسه وقال: خلاص .. ان شاء الله .... على العموم عرفت اللي كنت اتريا اسمعه منك .....



نظر إليه بعنف وهدر وقد فقد حقاً اعصابه بشكل "ابغضه/اغضبه": وشو اللي بغيت تسمعه ...؟!



هز سلطان كتفيه وقال: انك كارهني عسب ........



امسكه احمد بتلابيبه وجنون شياطينه تتراقص فوق دماغه بلا رحمة: قلتلك لا تنطططق بإسمهاااااا ... لا تنططططططق ......



ابتسم سلطان له ببرود ... وقال بذكاء: اولاً ما كنت بنطق باسم حد ... ثانياً ... انا ما حددت لو الاسم لـ ريال او حرمة عسب تقول "اسمها" ....!!



شحب وجه احمد وقد علم انه سقط في فخ سلطان شر سقطة ... فك تلابيبه وهو يتراجع ويوليه ظهره .....



زم سلطان فمه وهو يخفض عيناه وكأن عقله يفكر بشيءٍ ما .... ثم رفع عيناه وقال: مثل ما قلتلك يا بوزايد ... ان شفت الشي اللي خايف اشوفه بعينك .. بسكت وما برمس عن اية حاية يلين ما تييني وترمس روحك ...
السموحة ان ضايقتبك ... تظل عزيز وغالي وما يهون علينا نشوفك بهالحالة ......



تحرك خطوات قليلة اتجاه باب المجلس وهو يقول: مع السلامة ...



تسمر بمكانه ما ان اتاه صوته البعيد ..... البعيد عاطفياً لا جسدياً .. بعيد سحيق مظلم حد الصميم:
يعني انت كنت تعرف انها تحبك ..!!!



استدار نحوه وهو يعقد حاجباه بخفة ... نظر له عدة ثواني وكأنه يدرس ما يقول وبالاسلوب الذي يجب بحذر ...... ثم قال بعدها من غير مواربة او خبث: عرفت بس هب من زمان .... هب قبل لا اخذ اختك ...



تمكن من رؤية تصنم جسده والذي تخلله رعشة خفيفة يده ... وعلم ان الذي امامه يعاني الآن ... وبشكل مريع .....!!!



اكمل وهو يقترب منه بحذر: وصدقني .... عرفت بطريقة ما تمنيت اني اشوفها في كوابيسي حتى .....



اشر بأنفه باتجاهه بخفة بحركة عفوية ... واكمل بنظرة متفحصة سوداء: من اللي عرفته ... ومن اللي اشوفه جدامي الحينه .... اقدر اقولك ان اللي فيك بسبتها هي .... واقدر اقولك بعد ... انيه شاك انها سوت فيك اللي افظع من اللي في بالي .....
للأسف واسمحلي على هالكلام ... حرمتك الله يرحمها كانت انسانة مريضة ... ويعلم الله سبحانه انيه ما كنت اعرفها صدق الا عقب الحقايق اللي ظهرتلي عقب .....



تنهد بخفة ..... وأضاف: خل أقول حاية .... انت لو صدق ظان ان بيني وبينها شي .. جان ما ترييت دقيقة وحده عسب تذبحني وبدم بارد ......
بس انت تشوفني بريء .. والدليل انك ما حاولت موليه توقف زواجي من اختك .. او تحاول تحرض هلك عليه وتقنعهم انيه واحد هب كفو عسب اناسبكم .....



زم فمه وهو يتأمل جمود جسد احمد المريب/المُقلق: السؤال هو .... ليش تشوفني بريء ....؟! ليش ما أكون صدق مذنب بنظرك ... انت ما واجهتني عسب تعرف شو صار .....



رفع حاجباً واحداً وهو يمعن النظر بعيناه الغائمتان/الجامدتان .... واكمل: الا اذا هي قالت شي يخليك تحس انيه بريء من مرضها وخبالها ......



رفع عيناه إلى سلطان ..... وظل ينظر إليه بـ سكين نظراته الجامدة المظلمة حد اللامعقول ....



قال بعد صمت بصوته البعيد السحيق: شو الحقايق اللي عرفتها ...؟!



شخر بقسوة بالغة ... واكمل: عرفت انها اللي خلت شما تهينك قبل سنين في ميلسنا بجذبها وحيلها الخبيثة ...؟!



تسمرت نظرة سلطان بصدمة ..... وفكر ...... يبدو ان احمد يعلم اكثر مما يعتقد هو انه يعلم به .....!!!!



الا انه تدارك وضعه ... وتحفزت حواسه ..... وقال بحزم بالغ: هيه نعم ... وعرفت التفاصيل من اختك ... ما برمس عن اللي صار بالضبط وبخلي الخلق للخالق .. اللهم ارحمنا برحمتك .....
وشما انا سامحتها على اللي سوته لان بغض النظر عن حجم الإهانة وكم اويعتني قبل ... هي كانت صغيرة وما تفهم بنوايا وقلوب البشر ....



ابتسم احمد بغضب مرير فظيع وكلماتها ترن بدماغه كـ رنين سوط من الجحيم ....





(.......: تسأليني ليش خذت احمدوووه ..؟!! جيه انا كان عنديه حل غير اني اعرس وافتك من حشرة امااااايه .. !!
هذاك الحقير سافر يوم صارت السالفة ولا طاح الدار الا عقب كم سنة .. كنتي تبيني اترياه لين ما يرد حضرته وعقب اترياه مرة ثانية لين ما يفكر الشيخ انه يسوي فيه خير وياخذني ..!!!!
ما كان فإيديه حيلة .. لو كان عنديه أمل واحد بالميه انه يفكر فيه كـ حرمة وحبيبة والله ما خذت احمدوه ولا فكرت اودر بوظبي واسير العين ..)

(.......: ولا كنت بفكر اييب عيال امنه .. زيود وسعود غلطة والحمدلله رمت اعق اللي عقبهم بليا علم حد ..)





خرج من الذكرى وهو يبصق كلماته بصقاً: رداً على سؤالك ... انيه ليش اشوفك بريء ..!!!



هز كتفيه بسخرية عاصفة من نفسه/حياته ..... وتابع ببساطة شديدةً البرودة: لان الأخت روحها قالت بالحرف الواحد لو كان عندها امل واحد بالميه انك تفكر فيها كـ حرمة وحبيبة جان ما خذتني ولا فكرت تودر بوظبي وتيي العين .......



تراجع سلطان بصدمة صاعقة رافعاً كلتا حاجباه بحدة .... وقال بعدم تصديق: هي جيه قاااااااالت ......!!!!



نظر احمد إليه بشيء من الاستخفاف ... استخفاف لجهل الاخير فظاعة عوشة لا استخفافاً به شخصياً ... وقال: طبعاً ما يحتاي اقولك شو البلاوي الثانية اللي قالتها وسوتها ..... اعتبر هاي نبذة بسيطة ولك حرية تتخيل الباقي ......



ظلت نظرة سلطان المصدومة على احمد ... حتى انزل عيناه اخيراً وزفر ممسداً جبينه بانفعال ...


ثم قال بأسف صادق حار: شو اقولك يا خويه ....!!!
لا حول ولا قوة الا بالله ... والله ماعرف شو أقول ...
السموحة ..... ادري الشي هب سهل عليك ... انا ريال شراتك واعرف ان هالاحساس يذبح ... ما تنلام لو بغيت تذبحني من القهر ..... السموحة يا احمد .... السموحة .....
لو شو ما قلت ماظنتي بروم اخفف النار اللي فيك .....




وضع احمد يداه داخل جيوب ثوبه الأبيض مقترباً من سلطان ببطء ... حتى وقف بجانبه مباشرةً .. وقال له بجمود:
لا .. ما تروم تخفف ابد النار اللي فيّه ..



لانت تقاطيع وجهه تدريجياً وابتسم ببرود ما ان رأى الحيرة والإحباط بعينا سلطان ...... وقال: بس بتم نسيبنا وغالي على قلوبنا كلنا .... انسى كل شي واعتبره ما صار ..... وانا مع الأيام لابد بنسى ....



عض باطن خده بـ مرارةٍ عاتية اخفاها بجدارة ... واكمل بصوت صقيعي "بكلماتٍ لا مقصد منها سوى اقفال هذه المواجهة العنيفة على نفسه الأبية": دوام الحال من المحال يا بومييد .....



اومئ سلطان برأسه قبل ان يقول بنبرة ساكنة اخفى تحتها صدمته/ضيقه: نترخص عنك بوزايد ..



التفت نحو الباب ليخرج من المجلس بينما تحرك احمد ماشياً بجواره كي يوصله الى الباب الخارجي ...



ما ان خرج سلطان من المجلس الداخلي حتى رأى ابنة عمه بكامل غطائها الساتر ... بعفوية شديده انزل عيناه وقال:
سلام عليج بنت حميد ...



جفلت حنان التي كانت قرب الباب لتحمل حقائب الأطفال واغراضهم المتناثرة ... حمدت الله انها لبست غطائها فـ هي لم تكن تعلم ان سلطان سيخرج من المجلس بهذه السرعة .....



سيطرت على رعشة مرتعبة ما ان لمحت "الغضب الأسود الصامت" بعينا احمد وامتقاع وجهه على نحو مخيف ...


اسبلت اهدابها وهي بالكاد تستطيع حمل الحقائب الثقيلة .. وردت بتوتر: هـ هلا بومييد .. وعليكم السلام ... شحالك ..؟!


رد سلطان بصوت الرجولي الفخم: بخير يعلج الخير والعافية .. ما نشكي باس ...


أضاف بسرعة قبل ان يقترب من الباب: بالبركه بنت العم ... السموحة يت متأخرة ...


ازدردت حنان ريقها بصعوبة .... وردت بصوت خفيض مرتبك تخلله خجل طبيعي: يبارك في عمرك يا بومييد تسلم ... مسموح بالحل ..


رفع يده بعفوية وقال: يلا في امان الله ... وردي السلام على عميه ...


تراجعت حنان وهي تخفض رأسها وردت: سلامن يبلغ ان شاء الله ....




ثم خرج الاثنان .. وهي ومن شدة ارتباكها وخوفها من نظرات احمد التي لم تنم ابداً عن "خير" ... اخذت تدعو الله ان تمر هذه اللحظة بسلام ....


رغم ما يعتريها من ارتباك الا انها لم تتحرك من مكانها .. تريد شرح الموضوع له ... تريد اخباره انها لم تعصيه وان الذي جرى مجرد صدفة لم تقصدها .....

لا تريده ان يظن انها تتعمد عصيان أوامره .....



ما ان دخل المنزل ... حتى تقدمت منه وهي تقول مبررة: احمد ترى والله ما....


لم تكمل حديثها .... فـ احمد قد اخرسها بـ صفعةٍ هزت كيانها قبل جسدها ..........


سمعته يقول بـ صوت داكن .... مخيف ... خفيض ... وكأنه الثعبان نفسه:
منكرج .. ووصاختج .. هب عليّه انا .... الظاهر انكن يا بنات حميد ظاريات على الخياس .... ظاريات على المرابع ورا الرياييل ....



رفع جانب فمه بازدراء مميت .. وبصق باقي كلماته غير آبهاً بالسكاكين التي تنغرس بقلب التي امامه:
احشمي عمرج يا بنت الناس واحترمي ابوج اللي ما يعرف شو من البنات يايب ......


دفعها كـ حشرةٍ قذرة بعيداً عنه قبل ان يحمل حاسوبه المحمول ويدخل مكتبه الخاص بالعمل ......




اجل ...... تمكن بالفعل من تحطيمها ...... ووحده الله من يعلم ما تشعر به الآن من انهيار مدمر في روحها .....!!!





منكرج .. ووصاختج .. هب عليّه انا .... الظاهر انكن يا بنات حميد ظاريات على الخياس .... ظاريات على المرابع ورا الرياييل ....


منكرج .. ووصاختج .. هب عليّه انا .... الظاهر انكن يا بنات حميد ظاريات على الخياس .... ظاريات على المرابع ورا الرياييل ....


منكرج .. ووصاختج .. هب عليّه انا .... الظاهر انكن يا بنات حميد ظاريات على الخياس .... ظاريات على المرابع ورا الرياييل ....





اكتسى وجهها الجمود الخالص ... حتى انها لم تتمكن من اغلاق عيناها ....

بذات جمودها المريب ... استدارت ببطئ .... وصعدت السلالم ... متجهةً نحو غرفتها .....



.
.
.
.
.
.
.



: روض القلب


مالت على هاتفها بعد ان ارخت جسدها اكثر على سريرها وقالت ببسمة توردت بالخجل: همممم


: متى بتسيرين عند امج ..


اتسعت ابتسامتها قليلاً وقالت بمداعبة رقيقة: الحينه شفت شيخوه .. عقب العشا بيبدا شفتي ان شاء الله ..


استشعرت ابتسامته الحلوة من خلف السماعة .. وسرعان ما سمعته يقول باهتمام: شو صحتها الحينه ..؟!


تنهدت بعمق مرتعش .. وهمست شاكيةً لحبيبها ما يعتريها من خوف: الحمدلله على كل حال ... انا اللي خايفه منه الكيماوي .. اخاف امايه ما تتحمله ..


نهيان بـ ايمان شديد بالله: بإذن الله سبحانه بيعدي هالعلاج على خير وسلامة .. خلي ايمانج بالله قوي غناتي ....


ابتسمت بذبول وهمست: ان شاء الله يا رب .... والنعم بالله ...


نهيان: يلا متى عرسنا ..؟!


ضحكت برقة خجولة وهي تتلقَ هذا السؤال منه للمرة المئة على ما يبدو ... وقالت: نهيان اصبر .. قلتلج ماقدر احدد اليوم قبل لا تقوم امايه بالسلامة ...


زم نهيان فمه باستياء وغمغم: امج بتقوم بالسلامة ان شاء الله شحقه التأخير اللي ماله لزمة ..


قاطعته بنعومة تعج بالألم/الضيق: حبيبي امايه وايد تعبانه ... ما تروم حتى تصلب طولها .. وين فيّه قلب احدد يوم عرسي وهي جيه خبرني ..؟!


تنهد بصوت غير مسموع شاتماً نفسه بقرارة نفسه لهفته العارمة التي جعلته انانياً وانسته الواجب .. ثم قال معتذراً:
السموحة والله .. بس والله ها من لهفتيه عليج حبيبي .. اباج عندي اليوم قبل باجر ..


قربت السماعة من اذنها وكأنها بهذا تريد الإحساس بقرب حبيبها اكثر .. وهمست بقلبٍ نقي صرخ بالخجل من جرأة ما يتلقاه من كلمات: عادي نهيان ...... و وانا ... ا ا انا بعد أبا قربك .. اليوم قبل باجر ....



.
.
.
.
.
.
.



منذ ساعات وهو يتجاهل اتصالات الجميع ... من عمه أبا سيف وابنه سيف الى والديه ...


اتصالات أسبابها معروفة .. وهو لا يستطيع ابداً اعطائهم ما يريدونه ...


يريدون السؤال عن حاله .... وهو في اسوء حاله ...


يريدون السؤال عن حال زوجته .... وهي في ............ "اسوء حال على ما يبدو" ...


يريدون السؤال عن سبب عدم سفرهم الصادم .... وهو لا يمتلك إجابة شافية لهم ...


اجل .. فوتوا موعد الطائرة وهمت بالاقلاع بعيداً تاركةً خلفها عريس ضرب عروسه حتى ادماها وآذاها حتى سقطت على الأرض مغشياً عليها ....



رن هاتفه .... ومن غير ان ينظر لشاشة هاتفه ... اغلق جهازه بأكمله وعيناه الضبابيتان .... المظلمتان كـ ظلمة قلبه المجروح ... تفترشان ارض المشفى النظيفة اللامعة بغير هدى/إحساس ...!!


نظر لباب غرفتها المغلقة وحواسها بأكلمها تتردد وتتخبط ... يريد الدخول والأطمئنان عليها الا ان كبريائه يأبى الانصياع .. يأبى الرضوخ ....



: مستر حمد ..


رفع عيناه ببطء مخيف نحو الممرضة الاسيوية .. وقال بخفوت غليظ: يس ..؟!


: دكتور موهاماد وونتس تو سي يو ..


اومئ برأسه من غير ان ينبس ببنت شفه .. وابعد جسده المتصلب على ظهر الحائط البارد ليلحق بخطوات ثقيلة خلف الممرضة المتجهة نحو غرفة الطبيب المسؤول عن حالة زوجته ...



زوجته ..!!! هه ........ ليته فقط يمكن الهروب من كل شيء يتعلق بها .. وبظلالها .. وشياطين فعلتها الشنعاء به .. ليته ...!!




ما ان دخل .. حتى مد يده نحو الطبيب الذي بادر ومد يده ليسلم عليه بمهنية مقتضبة: شحالك حمد ..؟!


رد حمد بصوت جامد متباعد: بخير الله يعافيك ..


أشار الطبيب لـ حمد بالجلوس قبل ان يجلس هو ويقول بنبرة حازمة متفحصة: اخ حمد .. حرمتك الحمدلله صحتها الحين احسن وقدرنا نضمد جروحها ... بسس ....


رفع حمد حاجباً واحد وقال بصوته الجامد الميت من كل إحساس: بس شو ..؟!


تنحنح الطبيب بخفوت .. وقال وهو يطيل النظر بعينا حمد المظلمتان ..... المغيمتان بطريقة مثيرة للشك: حاب اسألك واباك تصدق وياي ... شو سبب الضرب في راس وجسم حرمتك ..؟!
واضح ان اللي فيها اثار ضرب مب مجرد حادث سقوط مثل ما سبق وقلت للمسعفين ... نحن يوم نشت سألناها وقالت شرات ما قلت .. انها طاحت ... بس الصراحة تقريرها يقول غير جيه ...



رغم صدمته من انها خبأت حقيقة ما جرى على الطبيب والممرضات ... الا انه .. وبشكل غريب ... قسى من تقاطيع وجهه ... ووقف ..


قال وهو يحدش الطبيب احدى نظراته القاسية المتجمدة: اظنتي سمعت انا شو قلت وهي شو قالت .. عطنا راشيته الدوا ان كان شي دوا وخلنا نتوكل ...


وقف الطبيب بدوره وهو يرمق حمد بحدة لم يستطع كبح شراراته: أستاذ حمد ... الموضوع ما نقدر نستهين فيه .. البنية معتدي عليها بالضرب ... وهالشي فيه سين وجيم من الشرطة ... ووو....


اشر بأنفه نحو الهاتف فوق طاولة الطبيب باعتداد لا يضاهى تخلله قسوة .. برود عاتيان .... وقال: دق على الشرطة وخبرهم ... وبنشوف عاده شو بيقولون يوم بيسمعون راي حرمتيه ...


زفر الطبيب من انفه بصبر كبير .. وقال بصوت حازم: بيني وبينك يا أستاذ حمد ... حرمتك صدق طاحت ولا ..!!


ابتسم حمد بسخرية صقيعية ... وقال وهو يستدير: اظنتي وصلك العلم .. ماله داعي تكرر سؤالك ....



ومن غير ان يستدير لنداء الطبيب المستنكر ... فتح باب الغرفة وخرج ....



اخذ يدور حول نفسه وهو يطحن اسنانه بـ انفعال قاتل وحشي وعقله يتحرك هنا وهناك بشكل سبب له الصداع الفعلي ...


النار فيه .............. مشتعلة ......... وفي اوج اوجها ....!!!


انزل مقلتاه الجمريتان نحو هاتفه ....... ثواني فقط حتى قرر ان يرد على المتصل ...... والذي لم يكن سوى نهيان شقيقه ...!



: هلا

اتاه صوته المرح المشاكس: هلا ومرحبا معرسنا ... ها ابويه .. شالعلووووم ..؟!


يعلم ان شقيقه لم يتصل سوى ليطمئن عليه بعد حالته المرعبة ليلة زفافه .. ويعلم جيداً ان خلف مشاكسته ومكره تكمن خفقات متوجسة قلقة ....!!


رد بصوت حاول ان يظهره طبيعياً قدر الإمكان .. فـ اظهره ساخراً: علوم الخير فديتك .. شعنه داق على المعرس الحينه ..!! ما تحس ان وقتك غلط ..!!


نهيان: ههههههههههههههههههههههههه يالهرم ... داق اتخبر شحقه ما سافرتوا ..!!


رفع حمد حاجباً واحداً وقال: ما شاء الله .. وصلتك العلوم بسرعة ..؟!


نهيان ببسمة خافتة تخللها ترقباً .... وقلقاً: هيه نعم .. خبرني .. شحقه طارت طيارتكم ..؟!


رد حمد بوقاحة رجولية فجة "غريبة عليه" وقد رغب باحراج نهيان كي يغلق دائرة الحديث نهائياً: كنا نايمين في العسل من الخاطر وما حسينا بعمرنا الا والطيارة طارت ..


انفجر نهيان بالضحك: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه


حمد بسخرية: ضحكتن مديمه .. عيبتك النكتة بوعبيد ..؟!


نهيان: ههههههههههههههههههههههههههه لا مب النكتة ... بس شكلك وانت تبا تقفطني وتحرجني كان يضحك .. ابويه نسيت اني نهيان ...!!


شخر حمد بضحكةٍ قصيرة خافتة ....

صحيح ... كيف نسيَ ان الذي يحادثه نهيان الذي لا يمكن احراجه بهذه الأمور ...!!!


: ويهك لوح من استويت ..


نهيان ببسمة تصنعت الحنق/التهكم: جب جب سكتنا عنك وايد ..


ضحك حمد ببرود قبل ان يصمت قليلاً ... ليقول بعدها بصوت خفيض متباعد: انا بخير يا خويه لا تحاتيني .. اخوك سبع ما ينخاف عليه ..


سمع تنهيدة خرجت من حنجرة شقيقه الكبير .. ثم قال: ادريبك ما بتخبرني باللي فيك .. بس حلفتك بالله .. متى ما احتيت معونه دق عليه .. تسمعني ..؟!


رفع حمد جانب ثغره بمرارة تجسدت بأبشع صورها في روحه .. وهمس: ان شاء الله يا بوعبيد ..


اردف راغباً بانهاء المكالمة التي لم تخفف عنه وجع جرحه البتة: سلم على الاهل يميع


نهيان: يبلغ ان شاء الله ..


ثم سأل بسرعة بعد ان تذكر امراً ما: حمد .. بتكنسلون السفرة ولا بتسافرون على طيارة ثانية ..؟!


شعت عينا حمد بلمعان الثلج الصافي الصلب ... وتجمدت نظرته لثواني قبل ان يقول باقتضاب: كنسلناها ... بنتم في البلاد ما بنسافر مكان ..



.
.
.
.
.
.
.



عيناها متصلبتان على باب الغرفة القابعة فيها وتكاد تتقيأ من رائحة المشفى النفاثة الجالبة لكل أنواع التلبكات المعوية ...


لكنها جامدة .. وبالتأكيد لن تتقيأ .... ليس عقلها الصادم يرسل أوامره لأعضائها الجسدية ان تستكين الى حين ....


كلها مستكينة ... كلها خاوية ... كلها ............. "ذابلة" ....!!


يالله ....... وجعها لا وصف له ... ولا حدود لـ خدوش سكاكينه ......


تغضن جبينها ألماً قبل ان تلمس بأصابعها المرتعشة جانبه ....



هي ..... ابنة الشيوخ ..... حفيدة خويدم العز .... يُفعل بها هذا ......!!


رباه ..... أبعد حياة ملؤها العزة .. والأباء .. تُضرب وتُذل بهذا الشكل المشين ....!!!


أبعد حياة كانت تحت كنفك يا عبدالله ... اُرمى تحت رجل شخص قاسي/صلف/همجي ... كهذا ....!!!





اغمضت عيناها بقوة محاولةً قدر المستطاع ان لا تبكي ... ان لا تصرخ .... ان لا تنوح حظها العاثر ....


تداخلت الاحداث بمخيلتها .... وتذكرت تلك الصور التي صعقت قلبها قبل عيناها وعقلها ......

ذلك الحقير ...... ذلك الحيوان البشري ......... كيف تمكن بحق الله من تصويرها ... كيف ....!!!

أليست ام العنود من طمأنتها وقالت لها ان الموضوع سيُحل بمعرفتها ...!!! أليست هي من هدأت من روعها وطلبت منها ان تعتبر ان الموضوع منتهي ...!!!!

لمّ اذن لم ينتهي ....... لمَ .....!!!!




فتح الباب بحدة .... ورغم تصلب نظرتها .. الا انها لم تستطع التحكم برعشة الخوف في أطرافها .....


على قدر ما كانت تكن له العاطفة الحارة المتلهفة .. أصبحت الآن تكرهه .. وتكره قربه الرجولي المرعب ... ونظراته المعتمة السحيقة والتي لا تمت ابداً .......... ابداً ......... لذلك الرجل الذي احبته لطيبته وعنفوان مشاعره ودفئ صوته الرخيم .....


اتاها صوت ساخراً .. بعيداً ... مظلماً ..... وقبلهم "محتقراً حد النخاع": زين انج عقلتي وما فتحتي ثمج ... مع انيه اشك بـ السبب .. ما ظنتي سكتي الا عسب ما تنفضحين وتغدي سيرتج الوصخه على لسان الرايح والراد ....



يالله .......... طعم الإهانة كالموت .. كالموت البطيء تماماً ....



رفعت عيناها المرهقتان "الجامدتان" نحوه ........ وهمست بنظرة تبرق كرهاً/غلاً:
سيرتيه بيضا .. ابيض عن كندورتك اللي لابسنها يا عديم القلب والضمير ... وانا ما سكت الا لاني بعدني محترمة الرابط اللي بينا ومحترمة كونا معاريس بعدنا ... ومحترمة هلك اللي ماباهم ينصدمون بالوحش الهمجي اللي مربينه عندهم في البيت سنين طويلة ..



اقترب منها ... وهي بلا إرادة منها ... جفلت وتراجعت ... لا تستطيع التحكم بنفسها ما ان يقترب منها ... ما فعله بها في الساعات السابقة بث فيها نفوراً وخوفاً عاتيان اتجاهه ....


لمحته يرفع جانب فمه بسخرية نارية .. قبل ان يشخر بغلظة ويقول باستخفاف/استهانة: نشي نشي يا ام البياض وبسج هذربان .. انا لو قاص لسانج ومريح مخي جان أخير ...


حدشها بـ سهم نظرته المحتقرة ... وولاها ظهره .... وبشكل ما .... وبشكل مبهم لا يشوبه الا الغرابة بكل معانيها .... انقلب الاحتقار بعيناه "منها" .... "إليه هو" ...!!


احتقاره من نفسه طغى على .. "ويالغرابة ما يعتريه" .... احتقاره منها .....!!!


الا ان كرهه لها/غلها منه ازدادا في روحه ...... لأنها اول من جعلته يهين قيمة رجولته ... ويرفع يداه على انثى .. وبهذه الطريقة المريعة .......!!



: مابا اروح وياك مكان .. دق على سيف اخويه وخله اييني ..



احتقن وجهه بلون الدم القاني حتى اظلم .... والتفت إليها بشراسة قبل ان يزمجر بخفوت من بين اسنانه: اقسم بالله العلي العظيم .. دقيقتين ان ما شفتج ظاهرة .. بييج شي ألعن عن اللي شفتيه ...


حدّق بها بغضبٍ اسود مطولاً قبل ان يتحرك ويخرج من الغرفة بأكملها مغلقاً الباب خلفه بوحشية انفعالاته الداخلية المتراكمة ..



.
.
.
.
.
.
.



خرج من مكتبه بعد ان انهك روحه وجسده من العمل المتوصل امام جهاز حاسوبه ساعاتٍ طوال ..


كان لابد ان ينهك كل عرقٍ نابض فيه ... كان لابد ان يحرق بعمله كل صورة قديمة وحديثة تمر بمخيلته ... صورة بدأت بهيئة زوجته الحقيرة وهي تتلوى لوعةً بحب رجل سواه ... وتتشدق بوقاحة بما فعلته من جرائك بحقه ... وانتهت بهيئة اختها ... زوجته الثانية .... وهي تتعمد الظهور امام ذات الرجل ولا تعرف ان حيلها الرخيصة المشينة واضحةً كل الوضوح امامه ...


الاثنتان تحملان ذات دم الانوثة الملوث ... ذات دم الاخلاق الوضيعة ... ذات الجرأة الوقحة المستفزة ....




تذكر حركتها/كلماتها الشرسة .. ونظرتها القوية الثاقبة كالسهم: انت غرررريب .... مرة تعذبني بدفاااااك ومرة تذبحني ببروووودك ..... اففففففففف ......




تذكر ذهوله من جرأتها واندفاعها ... وتذكر قبلها كل تصرف خرج منها والذي رآى من خلاله انعكاس ليس بانعكاس أي تصرف من اختها ....


لكنه غبي .... ومغفل .... ومعتوه كعادته ...... ما كان أي تصرف من تصرفاتها الا انعكاساً حقيقياً لكل شيء يخص اختها ...


هي مثلها .... ذات وقاحتها .. ذات جرأتها المنافية للأخلاق ... ذات .... ذات ..........


رباه ...... هي مثلها ..... مثلها تماماً ..... وهو الذي ظن في لحظةٍ ضعيفةٍ ما انها لا تحمل أي شبه بها سوى شبه فصيلة الدم .... الا ان على ما يبدو ... فصيلة الدم قد حملت كل المساوئ المؤذية والكفيلة لتدمير قلب رجل مرتان ....



مرتــــــان ......!!



ارتعش فكه السفلي محارباً رغبةً شديدة للذهاب الى الطابق العلوي وصفعها من جديد ...


الحقيرة .... تعمدت الظهور امام سلطان وإظهار حسنها له واغراءه ........


عند هذه الفكرة ... لم يتحمل ... ووجد نفسه يذهب الى الطابق العلوي .. الى غرفته تحديداً ....


بلا تفكير .. فتح الباب بعنف ... ودخل والف نية شيطانية ترقص فوق رأسه .....


لكنه ما ان مشط بعيناه الحادتان المشتعلتان الغرفة الفارغة تماماً منها .. الفارغة تماماً الا من بقايا رائحتها الفاتنة ...

حتى تراجع بتوجس ....


بحث عنها في الحمام ... ولم يجدها ...


خرج من الغرفة وبحث عنها في الطابق العلوي بأكمله وبغرفة ابناءه النيام ... الا انه لم يجدها ايضاً ....


شعور التوجس انقلب للغضب والارتباك والتخبط .....


عندما عاد لغرفته ... اقترب من خزانة ملابسها ببطئ .. الا انه توقف ما ان وصله رسالة نصية على هاتفه ..


وكأنه احس بشكل مبهم ... ان ما أتاه مهم .. مهم ومريب ..!!


استل هاتفه من جيبه وفتحه بسرعة ....


"سرت بيت ابويه .. محتايه اتم عندهم كم يوم .. حط بالك على العيال"





شد من قبضته على هاتفه وفكره انعدم تماماً من الغضب العاتي والقهر الملتهب ..


فتح بسرعة خزانتها ولاحظ نقصان بعض ملابسها واغراضها الشخصية ..


اغلق باب الخزانة بغضب ملتهب وهو يشتم بصوت عالي غليظ ..


رص على اسنانه بنظرةٍ سوداء متوعدة ..



تلك الفتاة ..... كيف بحق الله فكرت ان تتجرأ وتخرج من المنزل من غير علمه ........!!!!

كيفففف .....!!!!

وتوصيه على اطفاله ....!!

سحقاً لها ولوقاحتها .... تظن ان تمثيلية الزوجة البريئة الحنونة ستظل قيد التصديق على ارض واقعه ......

تباً .......




قرأ رسالتها مرة أخرى .. كلماتها هادئة "ظاهرياً" .. مقتضبة .. جافة ... لا تظهر ان التي أرسلتها تلقت منذ ساعات صفعة قوية على وجهها من زوجها ...



كانت ............ كانت باردة ... باردة حد الاستفزاز ... ويالكرهه الشديد لبرودها .....



استدار وتحرك باتجاه باب الغرفة كي يخرج ويتجه لمنزل والدها وشياطينه تخبره ان اثارة فضيحة لتلك الصغيرة المتهورة الخبيثة يخرج معها ما يعتمل خاطره من "نار" هو ألذ ... واشفى حل ...... لروحه المتهالكة/المغدورة ....


لكنه وما ان امسك مقبض الباب .. حتى تصنم بمكانه ...


تذكر ذله ... وجراحه الداكنة المؤلمة ....


تذكر ذلك اليوم الذي افتعلت تلك الحرباء عوشة مشهد درامي وضيع بأن أرسلت له ***** كي تمسك عليه دليل تدينه ....


تذكر شكله المزري المشين "لرجولته" وهو يهرع خلفها متوسلاً إياها ان تقف ويشرح لها سوء الفهم ...


تذكر جنونه ورعبه وهو يتبعها من العين الى ابوظبي ولسان حاله يرجو الله ان تهدأ ليعرف كيف يستميل قلبها ويخبرها انه بريء ..


انه لم ولن يفكر ابداً بخيانتها مع أخرى ... ان قلبه الذي يحبها اضعف من ان يفكر بالخفقات لمرأة سواها ....



شد من قبضة يده واسنانه تصطك ببعضهما البعض بـ جرح غاضب ... غاضب غاضب حد الصميم .....


انزل مقبض الباب بوحشية مشاعره وفتحه بقوة ليخرج بعدها .. لكن ليس لمنزل والدها .... بل لمكان آخر ...



الويل له ان فكر ان يذل نفسه لـ انثى من جديد .. الويل له والبؤس لـ شخصه ......!!






نهــــاية الجــــزء الستــــون



.
.
.
.








في نقطة يمكن الكل بينقهر منها ويعارضها .. الا وهي فعلة حمد بـ ميرة "في هالبارت" .. وقسوته الشديدة الوحشية ...... وربيعتي شخصياً اعترضت على اللي صار وما صدقت ان هالفعلة تطلع من حمد الطيوب الحنون وان حركته كانت وحشية زيادة عن اللزوم وما يرزى جيه يسوي ......


حاولت اقنعها ... وخليتها تقارن بين حركة احمد بـ حنان ليلة زواجهم وبين حركة حمد بـ ميرة .....


قلتلها: احمد "كان بيخنق حنان بالماي ويذبحها" ليش ما اعترضتي وعصبتي وفرتي ...!!!

ليش يوم حمد سوى جيه استنكرتي .....!

طبعاً عقب ما تقرون البارت بتفهمون انا شو اقصد بالضبط ....


انا فاهمة ع ربيعتي واعرف هي ليش جيه اعترضت .... انا فاهمة تركيبتها يعني وشخصيتها ... قلبها رجيج ما تتحمل فديتها ههههههههههههههههههه


ابا اعرف رايكم انتو ..... شو تقولون عن حمد وباللي سواه في ميرة ......




اتريا تعليقاتكم :)

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 05-08-15, 08:27 PM   المشاركة رقم: 3225
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 25 ( الأعضاء 9 والزوار 16)
‏لولوھ بنت عبدالله،, ‏..swan.., ‏شعله ضياء, ‏مكاوية والخطوة ملكية, ‏حــــــــــور, ‏ياباني, ‏no0onah, ‏عاشقة التحدي, ‏طُعُوْن



منوووووورين :)

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
منهوو, الاحساء, الجوى،, القوي, يهواه
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t198232.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 17-03-17 02:45 PM
Untitled document This thread Refback 03-02-17 02:14 AM


الساعة الآن 09:59 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية