لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تفضل ان تكون الرواية القادمة كلها باللغة العربية الفصيحة ام كـ الحالية ؟
كلها باللغة العربية الفصيحة 7 6.93%
كـ الحالية 94 93.07%
المصوتون: 101. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-07-15, 05:15 PM   المشاركة رقم: 2956
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 
دعوه لزيارة موضوعي

اللهم اني استودعتك جبهتي
حزب السلاحف مابي طماط و لا بيض .. ترا مخي ذي الايام وايراته فاصله

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
قديم 22-07-15, 05:51 PM   المشاركة رقم: 2957
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شما بنت محمد مشاهدة المشاركة
   وعليكم السلام والرحمة

تسعدني طلتج ❤ مأجورة بإذن الله

نتريه بارت اليوم على احر من الجمر 😍

خلاص دام مع نشاط هموسه بنحاول ان شاء الله نفلح

الله يحفظج (:



ويحفظج رب الكون وين ما كنتي حبيبتي

يلا اتريا ابداعج بنت محمد .... اكيد بتبهريني ... متحمسسسسه

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 22-07-15, 05:52 PM   المشاركة رقم: 2958
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
   سلامتك يا اللولو الف سلامة وما على قلبك شر حبيبتي




هموستي ابداااع الصراحة . عجبني كتير ومستغربة اختيارك لعدوك اللدود لووول



الله يسلمج حبيبة قلبي انتي ...

وانا بعد مستغربة لووووووول ..... بس ابددددددعت همووووس جد جد ما شاء الله عليهااااا

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 22-07-15, 05:56 PM   المشاركة رقم: 2959
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الريح مشاهدة المشاركة
   اللهم اني استودعتك جبهتي
حزب السلاحف مابي طماط و لا بيض .. ترا مخي ذي الايام وايراته فاصله




قريت الموقف اللي كتبتيه يا بنت

تبارك الرحمن ... فنانة واحساسج عاااااااااااااااالي ..... برد اقراه مرة ثانية واقيمه من جميع النواحي .... طبعاً حفظته من جممممماله .. اباه يتم ذكرى حلوة عندي .....

هههههههههههههههههههههههه ضحكتيني والله ربي يسعدج

استودعي الرحمن جبهتج .... لان الثلاثي المرح .. فليح واحمدوه وسيف بيدخلون الجولة التالية من المعركة بقووووة ... لووووووووووووول .... فخلكم جاهزين ههههههههه

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 22-07-15, 06:03 PM   المشاركة رقم: 2960
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي الجزء الثامن والخمسون

 


.
.



البارت هذا اعتبره نقطة تحول ايديدة من روايتنا الحبيبة ..... ارجوكم ... ثم ارجوكم .... لا تبخلون علي بتعليقاتكم وردودكم .... ما بقول اني زعلانة وايد وماخذه على خاطري ...

لاني ما احب اتحرطم واتشره واعاتب ....

بس انتو احكموا ... نسبة المشاهدة عالية جداً بس التفاعل خفيف مب شرات قبل :(

وانا مب مقصرة في حقكم .... صح ..؟! :(

اعترف ان ظني خاب من التعليقات القليلة اللي ببارت العيدية بس ما عليه ... الشكوى لله <<<< قلبتها دراما هههههههههههههههههههه

يلا يلا مابا دلع ومصاخه ... اللي تقرا وما تكتبلي لو حرف واحد بضربهاااااا ... احم احم .....


وهذا احلى بارت لعيونكم .... ان شاء الله تستمتعون فيه حبايبي .... :)



.
.
.



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)






الجــــزء الثــــامن والخمســــون



،



و إني بغير التي ألهبت

خيالي بأنفاسها العاطرة

شريد يشق ازدحام الرجال

وتخنقه الأعين الساخرة



لـ بدر شاكر السياب



،



دخل الغرفة المجاورة لغرفته الرئيسية وهو يتنهد بعمق بعد مواجهته لـ بطي ......

الا انه سرعان ما لانت تقاطيع وجهه وهو يستنشق عبقها المنتشر حول المكان وبين الانفاس/الهواء .....


يالله ...... يعترف انه بعد اعترافه لها بحبه يشعر وكأن روحه قد انبثق من ايمنها وايسرها جناحان .... وحلقت به لـ سابع سماء ....

اعترافه الذي جاء هذه المرة مباشرةً .. مندفعاً .. عنفوانياً .. لا يشوبه التلكؤ والتخوف والتردد .... وليس كما في السابق والذي خرج في لحظات كان فيها لا يعرف الا لغة شتات المشاعر ... وحيرة النبضات ....


يعتريه شعور غريب/مُسكر ... بالحرية .. بالتحرر .. وبنشوة الغرام .....


أكلمة واحدة تفعل به كل هذه الافاعيل المدغدغة للوجدان ........!!

سحقاً ..... انها تفعل ... وتفعل .... ولو انها لا تفعل ... لما شعر انه للتو فقط ... ومنذ سنين طويلة ... يتنفس بأريحية ... وبسكينة ...

لما أحس بخفقاته ... تضحك ....!!!!

أجل .. خفقاته تضحك ... وتتراقص .... وتتمايل فوق سحب بيضاء قطنية تنافي اسوداد غيوم سماء ليلته هذه .....


كلمته هذه كانت كفيلة باسترداد كل حساباته الغابرة فوق رف الزمن .... كفيلة بأن تعالج كل وجع قلبه .. واحزانه ... وحسرته .....

ليست الكلمة من كانت العلاج ان صح هو التعبير .... بل زمن الكلمة ..... وساعتها ......

لم تكن لـ احبك ان تكون علاجاً له ... حتى رأى بأم عينه كم ان معشوقته تتعذب به ولأجله ..... وكم دموعها الشفافة المذروفة لأجله .... صادقة .... وتتلوى لوعةً/عشقاً .....

ليس ساديةً منه ..... هو فقط رغب بشدة برؤية دليل يجعله يتمسك بحبها اكثر ولا ييأس ..... بالتأكد من ان سنينه التي ولّت خلف حب "جريح" ... لم تذهب سدىً ... ولم تختفي كـ حبة تراب امام عاصفة خيبة النفس/خذلان الكلمات .....





تأوهت خفقاته حمداً وشكراً لله لتمكنه من العودة وإبراهيم الى ارض الوطن ما ان فتح الأخير عيناه وتأكد من استرداده لصحته .....


وخوفاً من اعين المتربصين والحائمين حولهما .... كتم عن جميع رجاله ومن يعملون معه خبر العودة .. وما ان نزلت الطائرة حتى اتصل بـ خلفان "الذي علم منه انه كان قبلاً يحاول الاتصال به وبلا جدوى" .. واعلمه انه قد عاد الى البلاد ..





: آآه ...


اعتلج بصدره القلق ما ان لمحها من بعيد مكومة على نفسها فوق السرير وتتأوه بخفوت رقيق .... للتو فقط استوعب الإرهاق الناضح من تقاطيع وجه زوجته الشاحب ....


اقترب منها حتى جلس بجانبها .. وقال بقلق حاني ما ان تخالطت انفاسهما الحارة: غناتي شبلاج ..؟! شو يعورج ..؟!

ارتعش ثغر شما ببسمة خفيفة ملؤها الاعياء/الخوف .. ثم امسكت يد سلطان ووضعتها على بطنها ...

همست وهي ترمق عيناه بـ دعجاء عيناها الذابلتان: هنيه يعورني ..

نظر إليها بحيرة وقال: بطنج يعورج ..؟! شو ماكلة ..؟!

ما ان وضع يده الأخرى على جبينها بحنان أليم .. حتى تراجع بقلق عاتي وقال: حرارتج مرتفعة .. نشي نشي بوديج العيادة ...

تشبثت بيده بقوة ضعيفة وهي تهز رأسها بالنفي ... وهمست: لا .. مابا عيادة .. اباك انت .. انت حايتي ودوايه ..



انتفضت اوردة قلبه لـ همسها الرقيق وكلمات روحها الأشد رقة .. والاعصف عذاباً ....

قبّل انفها بخفة ... وقال بنظرة تلمع بالتملك الرجولي: وانا ما ارضى الا انيه أكون حايتج ودواج ....

اكمل بأجش وهو يتلمس وجنتها الساخنة بطرف اصبعه: بس انتي تعبانه ... أبا اوديج العياده عسب اطمن عليج ...


عضت شما شفتها بـ غرام "مُهلك" ... وهمست قرب شفتيه: يا ربي .. ربي وحده يعلم كم احبك وكم احب قلبك وحنانك ..



تأمل تورد وجهها الشاحب بنظرة لامعة تشوبها بعض الصبيانية الحلوة .. وقال: وعبده الفقير ..!! ما له نصيب من هالعلم ولو شويه ..

اسبلت اهدابها بـ عاطفة مهتاجة ... وقالت: أي واحد فيهم تطري ..؟! في واحد منهم يعرف ....

رفع حاجباه قليلاً وقال بنظرة تشوبها سخرية لطيفة: عندج غيريه يا بنت خويدم حبيب ..؟!



ابتسمت شما بـ فرحة منتشية ... اولاً من كلمته التي خرجت من فاهه بثقة شديدة

"حبيب" .....

وثانياً من الحقيقة التي دغدغت روحها حد الضحك ... حقيقة حبيبها الثاني ... ابنها الذي ينمو في احشائها ...


ثم قالت:
هيه ...


شعر بالغيظ يقفز بجنون فوق رأسه ... الا انه وقبل ان يخرجه على هيئة كلمات .... قالت وهي تشد من يده على معدتها:
ولد الشيخ سلطان بن ظاعن ...


عقد حاجباه لـ ثانيتان فقط ... ثانيتان ليستوعب تزاحم الكلمات والحروف في عقله ... قبل ان يفرغ فاهه بـ ذهول اخذ مأخذه الكامل من تعابير وجهه اليوسفي ....


انزل عيناه نحو يده المستريحة فوق معدتها المسطحة ... ثم عاد ينظر إليها بـ فكر طار مع الصدمة ... وقال بصوت محترق:
و .... ولدي .....!!!
انتي ........ انتي حامل ....!!!!


تدافعت الدموع نحو مقلتاها وهي ترى صدمته الحارقة بالخبر ... هزت رأسها بعنف وهي تقول: هيه .... حامل ....


ظلت تقاطيع وجهه جامدة من الصدمة ... وعاد ينظر ليده الممسكة بمعدتها لحظات طويلة .... حتى قال بنظرة اهتزت من مشاعره التي تكاد تمزق قلبه وتخرج من كل جانب من جسده: متى ...؟! ....... أ أ اقصد .... متى عرفتي ..؟!


رفعت جسدها واضعةً كلتا ذراعيها فوق كتفيه ... وقالت وهي تتلمس بنعومة اطراف شعره عند عنقه وقرب اذنيه:
عقب ما سافرت .... حسيت بـ اعراض غريبة .. يوم سألت آمنة قالتلي انيه حامل .. وتأكدت من هالشي عقب ما فحصت ...





بلا تفكير .... سحبها ... واحتضنها ... حتى تمازج جسديهما بقوة/بانسيابية ألهبت اشواق كل نبض فيهما .....



اغرق وجهه في تجويفة عنقها بشراسة ...... وغمغم بخشونة مكتومة خرجت جرّاء روحه العاصفة بالجذل/الذهول:
ها بطي ........ ولدنا بطي ....... يالله ...........


تأوه وهو يبتعد عنها ليصبح وجهه مقابل وجهها ..... وهمس محدّقاً فيها بعشقٍ حد النخاع:
تعرفين شو يعني ولدنا بطي ....؟!


تساقطت دموعها بـ غنى فاحش مبتسمةً بـ سعادة لا قبل لها ولا بعد ......


اكمل وهو ما زال يحدّق بها ... وبارتعاشة الدموع بعيناها: يعني حلم وتحقق .... حلم سنين .... وتحقق الحينه بفضل الله ....



عند جملته الأخيرة ..... انخرطت ببكاء اشد وطأة على روحها ... مع شعورها المتصاعد .. والذي لا يبدو انه سيموت .... بالندم ... وبالألم ......


احتضنته بقوة .. بأقصى قوة لديها .... وقالت من بين دموعها المنهمرة بمشاعر منفلتة تماماً: آسفة .....
آ آ آسفة ....... انا احبك .... ا ا احبك وآ آ آ آسفة .... والله أحبك .....



: اشششششش ... قولي أحبك بس ... بس هي .. ولا شي غيرها ....



أبعدت جسدها عنه ... ورمقت عيناه الصقريتان بـ هيام أزلي ... وهمست بها بأنفاس حارقة:
أحبك ....


ابتسم حتى ظهرت صف اسنانه البيضاء .. ودعك برقة أنفه بأنفها .. قبل ان يقول بنبرة متلاعبة حلوة المذاق:
اكثر عن بطي الصغير ...؟!


رفعت رأسها وضحكت بدلال انثوي عبق .. وقالت بعد ان عضت لسانها بغنج: انت الأصل يا بوبطي وساس القلب ..


سلطان بنظرة ثملة .... متأرجحة على صفيح ملتهب من الحب: فديت قلبج


سرعان ما عقد حاجباه بقلق ما ان لمح وجهها يتغضن فجأة وكأنها تصارع ألماً فظيعاً .... هنا لم يتحمل ...

وقف واوقفها معه وهو يقول باصرار: تعالي لبسي عباتج بوديج العيادة ..

كادت تعارضه الا انه قاطعها بحزم شديد: ولا كلمة ... يلا تلبسي .. وانا بوعي ناعمة بخليها تسير ويانا ..



.
.
.
.
.
.
.



قبل أذان الفجر بـ ساعة ونصف



جلست في المقعد الذي وراء مقعد شما وهي تقول بـ وجه مرهق وانما باسم ماكر:
سمعت شو قالت الدكتورة ... اهتم في حرمتك ولا تروعها ... البيبي فديته ما يقهر أي شي ... ان روعت امه روعته هو ..



أعطاها سلطان نظرةً خاطفة ضحوكة وقال: عنبوه متى قالت ها كله ...

اخفض صوته قليلاً وهو يحدّق بـ شما باهتمام: قالت اللي فيها طبيعي بس محتايه راحه ....

لمس برقة وجنتها ... وأضاف متسائلاً: شو تانسين الحينه ..؟!



اعطته "اجمل" ابتسامة مرهقة وهمست بـ صوت مبحوح: الحمدلله احسن ...


غمغم: الحمدلله ..


ابتسمت ناعمة بحنان على صورة عمها وزوجته المتفجرة بالحب ..... وتسائلت بـ قلبٍ يرتعش ...



أفي يومٍ من الأيام ستنعم كـ شما بـ حنان "ذاك" .... وبلمساته العطوفة الرقيقة ...؟!



عند فكرتها هذه عضت شفتيها شاعرةً ان خداها تحترقان من الخجل .....

ثم ... وبعفوية من روحها الحلوة .... اقتربت من عمها وقبّلته بقوة على خده .. قبل ان تقول بشقاوة:
هاي حبة الـ حمدلله على السلامة ... نششتنا من رقادنا وروعتنا الله يهداك ونسيتنا حتى نسلم عليك ....



ضحك سلطان ومعه شما .. وتحركوا جميعاً باتجاه المنزل ....



بعد ان وصلوا .... خرجت ناعمة من السيارة ... وكادت تكمل سيرها لولا يد سلطان التي جرتها برقة نحوه ....


احتضنها بـ حب خالص ... قبل ان يقبّل رأسها ويقول بـ عاطفة أبوية قوية: وهاي حبة الـ مبروك .....


نظرت إليه بعينان حائرتان ... قبل ان تفهم مقصده .....


ومن فرط خجلها .... ومن فرط تأثرها بـ غيابه في يوم مهم "كذلك اليوم" ....

احتضنت خصره بقوة ..... ولم تتفوه بكلمة .....


مسد رأسها من فوق حجاب رأسها وهمس قريباً منها بـ صدق شفاف: السموحة يالغالية .... ادريبج شالة في خاطرج عليّه ... يا غير والله مريت بـ ظروف ما خلتني ارد قبل هاك اليوم ...


رفع ذقنها إليه بأصابعه السمراء .... وقال ببسمة جذابة وهو يرى لمعان مقلتاها المتأثرتان: مبروك العروس ...

اخفضت اهدابها بـ خجل شديد ... وهمست: الله يبارك فيك ...

اطبقت شفتاها على بعضهما قبل ان تلكزه برقة على معدته: سامحتك انا اصلاً .. فواديه رجيج ما يشل عليك ضيج او زعل ...

قهقه بخفة قبل ان يحتضنها بقوته الحانية ..



وفجأة ...... شعر الاثنان بـ ضوء أزال عتم المكان حولهما في ثانية واحد فقط .....

رفعوا اعينهم بدهشة باتجاه مصدر الضوء .... ورأوا شما وهي تمسك بهاتفها المحمول وعلى وجهها بسمة جذلة حلوة:
صوّرتكم احلى صورة ....



.
.
.
.
.
.
.



صباح يوم جديد
ألمانيا



: آآخخ ...


هتف الممرض المشرف على العلاج الطبيعي بـ بسمة مهنية وبـ لغته الإنجليزية السلسة: سيف .. لا تشد على عضلاتك بقوة .. حرك قدمك عند السير ببطء وتروي .. يجب ان تصبر ولا تستعجل ... فـ العلاج الطبيعي يحتاج وقت وصبر ..

اخذ يلهث بخفوت شاعراً ان روحه تكاد تتمزق كي يتحرر من هذه العكازات الكريهة وهذه الجلسات التي لا تنتهي ...

رغم نفاذ صبره ... وغيظه من سير العلاج البطيء .. الا انه سعيد ... سعيد حد الصميم وممتن لله كثيراً على نعمه ...

واخيراً عاد لـ ساقاه .. عاد لـ الحرية .. لـ الشعور بأنه مسيطر على ذاته .. على كيانه .. على عقله .....

لـ الشعور بأنه .... سيف ......!



لم يبالي بتعليمات الطبيب الصارمة وتحذيره من العودة الى البلاد قبل انتهاء العلاج .. لم يبالي بـ استنكار والده الغاضبة ... لم يبالي بـ نظرات زوجته "الحادة الصامتة" ..... ابداً ....

يريد العودة الى الوطن وحضور زفاف اختاه بـ ساقاه .... يريد ان يزفهما بنفسه ... هو فقط ...

وان تدخل احدهم ليمنعه ... فـ ليستبشر باقتلاع عيناه .....



جلس زاماً فمه بـ عصبية ما ان تذكر زوجته .... زوجته التي وما ان خرج من عمليته بالسلامة ... لا تأتيه الا نادراً .. وان أتت فـ هي تجلس بعيداً عنه بقدر ما تستطيع ..... لا تحادثه .. ولا تعطيه المجال كي يحادثها ...

أصبحت تحتمي اغلب الوقت وراء ظهر والده .... ان تحدثت تحدثت إليه هو ... ان ابتسمت فـ ابتسامتها له هو ... حتى ان نظرت .. فلن تنظر الا إليه هو ......


يكره قول هذا .... الا انه يجب ان يعترف ان وجود والده ...... يثير غيظه/غيرته ......




: احسنت سيف .. اني أرى تحسن واضح في علاجك ... استمر هكذا وستتمكن من رمي هذه العكازات قريباً جداً ....


ابتسم سيف بـ خفة تملؤها الحبور ... وغمغم بـ كلمة يعرفها الأجانب هنا بحكم امتلاء المشفى الضخم بالمرضى العرب:
ان شاء الله ...

هز الممرض رأسه وردد بـ عربية مكسرة: ان شاء الله ...


جمع الممرض عدته وخرج بعد ان دوّن في ملف سيف مستجدات حالته وتطورات سير علاجه ....


قرر سيف ان يستحم كي يزيح عنه ارهاق العلاج وينتعش قليلاً

ما ان انتهى وخرج من الحمام حتى سمع طرق رقيق على بابه ....


تراقصت نبضات قلبه فجأة ...

يعرف الطرقات هذه .. ويعرف صاحبها ......

تنحنح كي يخفي لهفته المجنونة .. وتوقه الأشد جنوناً ... وقال بهدوء بعد ان أعاد ربط المنشفة بإحكام على خصره: حياكم ..


عندما دخلت ... تراجعت بـ ارتباك ما ان ابصرت جسده العاري ... وتلونت وجنتاها بحمرة الخجل ...... والغضب ...!!!


كيف بحق الله يأذن للطارق بالدخول وهو عاري هكذا .....!!!

فليفترض انني لست انا من دخلت ..... فليفترض انها احدى الممرضات او امرأة غريبة دخلت الغرفة الخاطئة ...!!!


شعرت بـ قلبها يزأر كـ اللبوة ..... الا انها وبكل "برود الكون" ... تحركت قليلاً باتجاهه وهي تضع بعض الاكياس البلاستيكية فوق الطاولة ..... وقالت بصوت خفيض مقتضب: السلام عليكم ..


رمقها سيف بـ نظرة براقة ... وقال بذات صوتها الخفيض: وعليكم السلام ورحمة الله ...


تحركت باتجاه حقيبته ... واخرجت فانيلة بيضاء قطنية .. ومدتها إليه من غير ان تنظر نحوه ابداً: تلبّس ...

نظر للفانيلة ببطئ .. ثم رفع عيناه إليها ... وقال بصوت هادئ: شعنه ...؟!

رفعت حاجباً واحداً ببرود .. وقالت وهي ترمقه بنظرة جانبية ... في الحقيقة بالكاد كانت نظرة ... وقالت بسخرية باردة:
تستّر ... عايبنك اتم مفصخ جيه جدام الرايح والراد ..؟!

كبح بسمته بقوة .... وقال وهو ينظر إليها مطولاً: انا في غرفتيه .. ومعايه حرمتيه ... وين الرايح والراد ..؟!

رمت الفانيلة على السرير ... وقالت وهي تبتعد عنه: ما تبا برايك ... بس لا تتشكى عقب ان دش في بطنك برد ..

قهقه وهو يخفض رأسه قليلاً ... وقال بعدها وهو يحدّق بـ الغضب الواضح على تقاطيع وجه محبوبته رغم ادعائها البرود:
الحينه تبينيه اتلبس عسب اتستر ولا لانج تحاتيني عن اتعب ..؟!

أخذت ترتب الفواكه فوق صحن صغير وقالت محافظةً على ثلجية نبرتها: علها ضحكتن مديمة يا بومايد ... اختار اللي يعيبك منهن ..




آه ... يالها من لذيذة ..... حتى غضبها البارد .... لذيذ ...

لكنها قاسية يالله .. منذ أكثر من اسبوع وهي تتفنن بتجاهلي واختبار مدى صبري على برودها ...

فـ لتعاقبني بـ أي نظرة حقد .. بأي كلمة مؤنبة .. بأي شيء يبرد قهرها مما فعلته ...

لكن ان تتجمد كـ رجل الثلج هكذا ... وان تتعامل معي وكأنني احد المدراء وهي موظفة عندي ولا تتحدث معي الا برسمية وتحفظ وتبلد ..!!!!


يالله ... الأمر لا يُطاق ... لا يُطاق ابداً ....





امسك بطرف الفانيلة ... ولبسها بسرعة وهو يقول: حرمة يحيى بن احمد بعدها تسيّر عليج واتم وياج ..؟!

العنود بهدوء تام: هيه ... فديتها ما تقصر ويايه ... الله يحفظلها هلها وعيالها ...



شقتهم المستأجرة كانت بقرب شقة قريبٍ لهم يعمل في احدى شركات الطيران الوطنية الفرعية .. والرجل .. وبكل نبل .. طلب من زوجته المبيت يومياً مع العنود هي والأطفال حتى يخرج سيف سالماً من المشفى .. الا ان زوجة الرجل .. وما ان وصل أبا سيف الى المانيا ... حتى عادت لشقتها .. لكنها استمرت في المجيئ الى العنود لتطمئن عليها وعلى احوالها ...



اومئ سيف برأسه وتمتم: آمين ...


رفع عيناه ... وهذه المرة كانت نظرته مفعمة بالعاطفة ... متفجرة بالحب: ويحفظلنا ام مايد وقلب ام مايد ..


تسمرت يداها على الصحون والملاعق .... وتجاهلت ببساطة ما يقوله ..... كعادتها منذ أسبوع واكثر ...


أبسيطاً ما فعله بها ......!!!

أبسيطاً عليها ان تكتشف ان الرجل الذي لطالما كان مصدراً للدفء .. والذي وبدون سبب واضح اصبح مصدراً للصقيع .. ان يخاصمها اشهر طويلة بسبب كلمة خرجت منها في لحظة دعابة ... في لحظة طيش لم تقصدها ....!!!

أبسيطاً عليها ان تكتشف ان حبيبها وابن عمها كان ينتظر فقط الزلة منها كي يحاربها بقسوة ... وجفاء ظالم ..!!!


ليس بسيطاً ابداً .... بينهما حياة ... وأطفال ... وصلة رحم وحقوق نزلت من فوق سبع سماوات ... كيف بحق الله يعطي لنفسه الحق بإهانتها هكذا وانزال قدرها بهذا الشكل المخزي/المُذل ....!!!!


اجل هي تقدر مدى حساسية حالته النفسية بعد اصابته بمرض التصلب اللويحي .. واجل تقدر شخصيته كـ رجل صامت لا يعرف كيف يعبر عن مشاعره بسهولة ....

الا ان حساسية النفس والصمت ليسا طرقاً تؤدي لـ إساءة الظن بالآخرين ... وتحقير اخلاقهم وإيلامهم بغير وجه حق ...!!!

وهي ليست "آخرين" ... هي زوجته ....!!




شهقت بـ صوت مكتوم عندما احست بيده تمسك زندها فجأة وتسحبها إليه ....


متى وصل إليها .. وكيف لم تشعر بـ خطواته ...؟!

خطواته المتعثرة البطيئة من حداثة العملية .....




: يلين متى بشوف هالقساوة بعينج ...؟!


اكمل بأجش حارق وهو يستنشق عبير عنقها بعمق/بجوع: انا تعبان بلياج .. ارحمي حالي ...


اسبلت اهدابها بـ ارتباك ... وارتعش جسدها متجاوباً "بشكل اغاضها" مع لمساته/كلماته ..


ابتسم بمكر "خفي" وهو يلاحظ ارتعاشتها اللذيذة .... وقرر ان يجتاحها بقوة .. ان يكسر قالب الثلج التي غلفت بها نفسها اياماً كانت كالدهر بالنسبة إليه ... ألا يعطيها مجالاً الا "للغرام وفقط" ..


اسند بقوة جسده على عكازة واحدة متحملاً قدر المستطاع الألم النابض في ساقيه قبل ان يلمس ذقنها برقة ... ويقترب ...

حتى اصبح لا يفصل وجهيهما سوى انفاسهما الحارة ..

اطبق فمه على فمها بدون سابق انذار ... وبدون التقاط انفاس/إشارات ....



آه ..... يحبها ..... بل يعشقها ..... يعشقها حد غباء الفكر وقت التعقل .. وحد غباء التصرف وقت الغضب ...!!!

يحبها ولا يرغب بـ رؤيتها الا وهي تشتعل سعادةً .. ودفئاً ... وحباً .....!!!


اشتدت قبلته تطلباً .... وغراماً .... وهيجاناً مدمراً .......


يالله .... متى كانت آخر مرة شعر فيها بانتفاضة براكين رجولته امام وردته ذات النعس ....!!!

متى كانت آخر مرة شعر فيها انه تواق حد الجنون .. حد الموت .. لامتلاكها .. لغرسها مرة أخرى في تربة ارض روحه ... وارض جسده .....!!!



زمجر بـ عاطفة سدت أوردته بثقلها ... بحرارتها .... وتمكنت منه احاسيسها/ثورانه حتى ما عاد يقوى على التحمل ..

جرّها بشراسة نحوه .. وبسهولة ... وكأنها لا تزن شيئاً ....


إلهي .... ألا تأكل شيئاً هذه الصغيرة .....!!!!


تأوهت محاولةً ابعاد شفتيها عن براثن شفتيه العنيفتين .. وغمغمت: سـ سـ سيف .. لا تتخبل ... نحن في المستشفى ... وووو ...


رمقها نظرة نارية ... ظلماء تشع بالعنفوان .. تشع بالعزم .... والمكر ...!!!


إلهي ... انه سيف ..... سيف الذي تاقت لعنفوانه ولعيناه اللتان تتقدان بشكل رهيب وقت اشتداد العاطفة بينهما ....!!


لكنها ......

لكنها لا تريد ان تضعف .. لا تريد ان تشفع له خطيئته بأن تخضع له ولـ رجولته الفتاكة .... تشعر بالحقد الشديد عليه ولا تريده بلمساته المثيرة/المُهلكة سحب اعتراف منها انها وان حقدت عليه ... وان حملت في قلبها الغل نحوه ... فـ هي ما تزال تلك الانثى المتعطشة إليه ... التواقة لـ حضنه/قبلاته ..... المجنونة به حد الرمق الأخير ....




"رديله الحركة .."

"سوي شرات ما سوى ... ساعتها بيعرف ان الله حق ..."




: شحقه ضحكت عليه قبل شوي ...؟!
تتمصخر ...؟!


رفع كلتا حاجباه بـ تعجب كاد يثير ضحكها الا انها حافظت على وجهها الغاضب البارد بمهارة ...

قال بـ عدم استيعاب: متى ضحكت ..؟!

ردت بنظرة تلمع سخريةً: توك ... ليش اخ سيف ..؟! لهالدرجة تشوفنيه غبية وهبلة ..!؟
ليش ضحكت ..؟!
لانيه ارد عليك مرة بـ شي وعقبها بـ شي ثاني ...؟!
هاه ...؟!
ضحكت عليه لانيه غبية وما اعرف ارمس صح ..؟!
قولها ليش ساكت ... قول انيه غبية وماعرف ارمس ...



فتح فاهه مندهشاً من هجومها غير المتوقع وفهمها الخاطئ لـ سبب ضحكته منذ قليل .. تلعثم محاولاً افهامها الا انها نزعت نفسها منه انتزاعاً ... ورتبت قميصها الذي تشعثت من لمساته بعد ان خلع عنها بعنف عبائتها منذ لحظات .....



فجأة ... دخل عمها الغرفة ...

وهي .... وبخبث شديد ... رسمت الألم .. والحزن على ملامحها ... وابتعدت عن سيف متجهةً نحو عمها بصمت ...

سأل أبا سيف بـ استغراب: العنود ابويه شبلاج ..؟!



حمدت الله انها تمكنت من اخراج بعض الدموع لمقلتاها ... وقالت بصوت متحشرج: مـ ماشي ...
السموحة بتمشى شوي خاري ...

امسك عمها رسغها هاتفاً بحزم متفحصاً وجهها بدقة: العنود .. شبلاج ..؟!
سيف قالج شي ضايقبج ..؟!

قال سيف مدافعاً عن نفسه ببراءة تنافت تماماً مع رجولة مظهره البالغ: والله ما سويتبها شي ابويه .. هي روحها جلبت ...

هتفت بحدة وهي تمسح دموعها: لا تحلف بالله جذب ...



ما ان شعرت بيد عمها على كتفها ... حتى انخرطت ببكاء شديد .....


وهذه المرة كان بكائها حقيقياً ... حقيقياً وأليماً حد النخاع .....


غضن أبا سيف جبينه رامقاً سيف المذهول بـ غضب شديد بعد ان قرّب ابنة شقيقه إليه حاضناً جسدها الصغير بدفئ/احتماء ..

مسد شعرها براحة يده وقال: العنيدي غناتي .. شو سوابج الهرم سيف ..!؟ خبريني وانا براويه شغله ...


زفر سيف بنفاذ صبر من والده الذي يقذف عليه التهم ... وبـ غيظ من هذه الصغيرة التي وعلى ما يبدو أصبحت تجد سلواها في أحضان غير حضنه هو ....

قال بقهر: ابويه قلتلك ما سويتبها شي ....


ابتعدت العنود قليلاً عن عمها ... موليةً ظهرها سيف ... ثم وبصمت تام .. مسحت دموعها الحارقة ... وتنفست بعمق خافت ...

بعد ان استردت ثباتها ... غمزت لـ عمها ... وقالت وهي تنظر لعيناه: عميه لو شو ما سوى وقال سيف ... يمون ... ها بومايد ... عزيز وغالي ....



فهم عمها مباشرةً حركة ابنة شقيقه .. وادرك انها دخلت غمار اللعبة من الآن ولم تتباطئ .....


التمعت عيناه بالمكر ... وقال مجارياً حديثها لادغاً سيف بالحديث بصورة غير مباشرة: ما شاء الله عليج بنتيه .. حرمة وتعرفين السنع والواجب ... شو ما يقولج ريلج المفروض تحسنين الظن به وما تفهمينه غلط .. يمكن كان يمزح ويسولف وياج ...
صح ولا انا غلطان سيف ..؟!





حسناً ... ابيه مسّ نقطة حساسة فيه من غير ان يعلم ..... مسّ نقطة يكن لها الكره والغل ... فـ هي من أبعدته بكل غباء عن زوجته ودفئها طيلة اشهر ...

نقطة اسمها الكبرياء .... وما اسخفه من كبرياء .....!!


اخفض عيناه ... وقال بهدوء: صادق ابويه ... كنت امزح ...


ربت أبا سيف كتف ابنته ... وقال وهو يتحرك باتجاه الباب: بخليكم شويه .. شفت على دربي واحد من الشواب .. حليله يتريا عملية حرمته تخلص .. بيلس وياه واونسه ....



اومأت العنود رأسها بخفة قبل ان يفتح الباب ويخرج ....


ما ان خرج ... حتى استدارت نحو سيف بحدة وقال بعينان تقدحان شراراً: كنت تمزح هااااااه ...!!!
يعني صدق اللي قلته ... كنت تتمصخر عليه ....


رمقها بـ ذهول من سرعة تغير مزاجها .. فـ هي للتو منذ ثواني كانت هادئة .. والآن تشع بالغضب:
يا بنت النااااس والله ما تمصخرت عليييج ... جيه الا كنت اضحك .. ماشي سبب ....


اخذت تلبس حجابها بحدة وهي تغمغم وتهدر بعصبية وانفعال: لا لا .... شي فرق بين تضحك بليا سبب وبين تضحك مصخرة وتطنز ... مبونك انت تشوفني وحده غبية وهبلة وما تعرف ترمس شرا الناس .. انا الغلطانة اللي ييت .. لو تامة في البيت ابركلي ...
ما عليه .... شو بقول بعد .. ترانيه غبيه ومصخره .... ما أقول الا الله كريم ....



امسكت مقبض الباب .. دفعته نحو الأسفل بعنف .... وخرجت ........



خرجت تحت انظار سيف ... المذهولة تماماً .........!!!!



.
.
.
.
.
.
.



مط ذراعه نحو الأعلى بكسل ثم وضعها مرة أخرى فوق جسد محبوبته ليشدها نحوه اكثر .....

ابتسم وهو ما زال مغمض العينان جذلاً من رائحتها الفواحة وطراوة جسدها الذي تاق مطولاً لاحتوائه بين ذراعاه ....


فتح نصف عين ناعسة واخذ يرتحل مع عشقه السرمدي فوق تقاطيع وجهها الجميل .. الساكن تماماً تحت سلطة النوم العميق ....



خرجت آه خشنة خافتة من عمق حنجرته وهو يشتم رائحة شعرها ووجنتها اللينة كالقطن .... وتذكر وهو يدعك انفه على وجهها برقة ... شيئاً كاد ينساه .....

ابتسمت عيناه تلاعباً/غراماً ... وهمّ ان يحرك جسده عنها بتروي كي لا يوقظها ليجلب الذي تذكره ....

الا ان هاتفه الخاص بالعمل .. رنّ فجأة .....

التقطه بسرعة كي لا يزعج نوم محبوبته .... ورد بـ صوت اخشوشن من النوم والكسل: ألو ...

: بومييد .... يعني صدق رديت البلاد ...؟! متى ...؟! وشو سالفة الحادث هذا ..؟!

ابتسم سلطان بـ تسليةٍ كسولة ... وقال: سلم انزين عنبوه ....

: السموحة يا ريال .. خلفان الله يهداه طيح قلبي ... السلام عليكم ...

اسند ظهره على السرير ... وأجاب وهو يزيح ذراعه من تحت رأس زوجته بحذر: وعليكم السلام ورحمة الله ...

: صبحك الله بالخير ...


قهقه سلطان بخفوت وهو يستشعر بوضوح نفاذ صبر "هذا الشاب القريب من روحه" ... وأجاب:
صبحك الله بالنور والسرور الحربي ... شحالك ..؟!

حارب بـ عصبية طفيفة: بخير بخير .. يلا خبرني شو مستوي ..؟!


اخذ سلطان ببسمة ودودة يحكي بالمختصر لـ حارب ما حدث ليلة البارحة ....


غمغم حارب بتهكم: عنلات بليسهم ... ترى حتى الجثة المتفحمة يرومون يعرفون من خلالها هوية الشخص .. يه من عظام الجسم او الاسنان ... اغبيا هاييل شو ..؟!

هز سلطان كتفيه بـ عفوية وقال وهو يمسد رقبته: هاللي صار بعد ...

ابتسم حارب باحراج وقال بصوت خفيض: يلا سر كمل ارقادك واسمحلنا على الازعاج ...

سلطان بمداعبة: زين يوم حسيت انك مزعج .. يلا فارج ..

حارب: هههههههههههههههه بنفارج بنفارج ... مع السلامة ..

سلطان: الله يحفظك ...




اغلق هاتفه وهو يرفع عيناه نحوها .... حسنائه ما زالت نائمة ....

تفحصها بـ نظرة متوهجة ....

حسناً ..... يبدو ان الحمل قد اكسبها مزيداً من الوزن .... ومزيد جداً من الحُسن .....!!

اخفض اهدابه بـ بسمة واسعة وذهب الى حقيبته التي ما زالت كما هي منذ ليلة البارحة .....


اخرج منها علبة مخملية بلون الكحل ... وعاد الى اميرته النائمة من جديد .....



بتروي حذر .... ازاح خصلات شعرها المظلمة الطويلة من على نحرها وكتفيها .....


وألبسها إياه بـ خفة ......



ما ان ابتعد قليلاً حتى اهتزت اهدابها السوداء معلنةً فتح ماستاها اللتان ألهبتا في قلبه الغرام ......

رمقته بـ دعجاء عيناها الناعستان وهو تستشعر قربه/أنفاسه المثيران .....

تحسست عنقها بـ رقة .... ولم تستوعب ما تعلق فيها الا بعد همسه الأجش:
ما زان في ذمتيه الا عقب ما لبستيه ....



.
.
.
.
.
.
.



بعد عدة ساعات

في احدى المخازن العتيقة المقابلة لـ ساحل الخليج العربي



ارتعدت بهلع هستيري ما ان اقتربت منها امرأة ضخمة بملامح مخيفة مظلمة متوعدة .. وصرخت للرجل الذي يسترخي فوق مقعده واضعاً ساق على ساق بهدوء تام: لا لا دخيلك .. بقولك كل شي بس خل هاي تخوز عني .. تروووووع


نظر نحو الفتاة بذات هدوء نظراته الباردة .. الفتاة الذي تمكن من معرفة هويتها وصلتها بـ مانع بعد ان اخرج كل بيانات الأرقام التي استخدمها الأخير بعد خروجه من السجن .. ثم قال بغلظة: ارمسي .. اسمعج ..


ارتعشت وشعرت لوهلة انها تكاد تسقط مغشياً عليها من الفزع الخالص مما يحدث حولها ومن هذان الشخصان في المقام الأول ...



كيف حدث الامر وجلباها الى هنا بسرعة كـ سرعة البرق هي لا تعلم .. كانت تمشي نحو منزلها وتوقفا امامها فجأة ...

وقبل ان تصرخ وتستنجد بأحد .. أغلقت المرأة فمها وجرتها نحو سيارة سوداء مظللة بالكامل ...





تلعثمت وهي تحاول الإجابة عن السؤال الذي طرحه منذ دقيقة: ا ا اناااا ... انا اللي عرفت مانع على البنية ... بـ بسس وو


قاطعها خلفان بقسوة باردة: ادري انج انتي اللي عرفتي مانع على البنية ... مب شي ايديد ... مكالماتكم لبعض كان واضحة وصريحة ... سؤالي هو يا اخت شمسة ... شو هي علاقتج بـ مانع من الناحية المهنية ...؟!


شمسة بذعر مجنون: مـ مـ ماالي خص في مااانع .. والله مااالي خص فيه .. هـ هو يحب يرابع البنات .. و و وانا عشان اربح بيزتين من وراه دليته على هالبنية .. كـ كانت طالبة عندي في العين .. ا ا الحين هي خـ خلاص متخرجة ... و وسمععت انها بتعرس بعد ...
انا مااالي خص فيه والله بس بغيت اخذلي كمن بيزة من وراهممم ...


رمقها خلفان بسخرية قاسية هاتفاً بغلظة: انتي تعرفين البنية من قوم منو ..؟! تعرفين لو ابوها ولا اخوها ولا واحد من عمامها عرف باللي سويتيه فيها شو بيسوون فيج ...!!!


ابتلعت شمسة غصة مرتعبة بصعوبة وهي تسمعه يكمل بصوت حاد مخيف: ولا بيتفاهمون حتى .. قص رقاب سيده ولحمج بيتوزع على جلاب العين كلهم ... انتي وهاللي اسمه مانع ....


تساقطت دموعها صدمةً ورعباً وارتعاشة جسدها تزيد وتزيد متمنيةً في أي لحظة ان تستقيظ من هذا الكابوس المريع ..



رباه ...... تشعر انها في احدى الأفلام الأجنبية الاجرامية .....!!!




: تعرفين واحد اسمه بومرشد ..؟!


رفعت شمسة رأسها وهي تصيح بانفعال: لا لا لا .. قسمن بالله لا .. لا بومرشد ولا بواحمد ولا بومحمد .. أي واحد من طرف مانع انا ما اعرفه ولا أبا اعررررفه ..


رفع خلفان حاجباً بشكل يثير أعصاب الذي امامه ربكةً وتوتراً وهلعاً .... وقال من تحت اهدابه الداكنة: وشو عرفج ان بومرشد من طرف مانع ...!!!
جد رمسج عنه ...!!!


من فرط هلعها .. صرخت نافيةً كلامه: والله لااا والله .... انت كنت ترمس عن مانع .... ويوم يبت طاري هاللي اسمه بومرشد قلت اكيد هو من طرررفه ....
صددددقني ... صدددقني والله العظيم ... ماعرفه ولا اعرف أي شي يخص مانع ... انا ما بيني وبين هالزفت الا اللي قلتلك عننننه ....


صمت قليلاً وهو يحدق بها بتمعن .... ثم اشر بعيناه نحو المرأة الضخمة معطياً إياها أوامر صامتة .... قبل ان تتحرك الأخيرة لترفع جسد شمسة التي اخذت تصرخ بكاء متقطع مختنق ملؤه الذعر: وين بتودوووووني ..!!!
انا مااالي خصصصص ماااالي خصصصص ... ما سويييت شي .. والله العظيم ما سوييييت شي ......



حاولت التملص من قبضة المرأة لكن هيهات ... وظلت تصرخ وتستنجد وتتوسل حتى اختفى صوتها داخل السيارة السوداء ... والتي نقلتها لمكان تجهله تماماً ......!!



.
.
.
.
.
.
.



بعد مرور عشرة أيام
يوم الخميس




دخل سيارة وهو يدندن بـ خفوت ... ومن يراه ..... يدرك بسرعة ... ان الرجل عريس بحق ...!!!

عض شفته وهو ينظر لمرآة سيارة بـ نظرة تعج بالسعادة والرضى .....

الحمام المغربي الذي تلقاه منذ لحظات قد زادت روحه انتعاشاً .. وحماساً ....



يالله ... من يصدق انه وأخيراً سيرتبط والى الابد .. بالفتاة التي امتلكت تفاصيل روحه/نبضه .....

فقط يومان .... يومان يفصله عنها ..... والفضل يعود لـ شقيقه الخبيث الذي .. وبشكل يجهله تماماً ... تمكن من تقديم موعد الزواج ....




تنهد بـ خفقات ترتعش لهفةً/ترقباً ... ثم شغل سيارته ... وتحرك باتجاه منزله ......



رص على عيناه ما ان لمح على طبلون السيارة .. ملف لونه رملي كالملفات الورقية التي تستخدم في الدوائر الحكومية والشركات ....


أوقف سيارته بجانب الطريق ... والتقط الملف بخفة ....


بعد ان دخل سيارته .... فتحه ... ليُخرج باستغراب مجموعة من الصور .....



ما ان سقطت عيناه على اول صورة .... وما ان قرأ الكلمات المكتوبة على زاوية منها .....


حتى شعر ان الدنيا بأكملها تلتف به .... وبروحه ......!!!!



.
.
.
.
.
.
.



قهقه بشيطنة صرفة ملؤه الغل ويشيح بوجهه بعد ان رآى الرجل وهو يأخذ الملف من طبلون سيارته ...

ثم زفر بارتياح قبل ان يحرك مقود سيارته ويتحرك بالاتجاه الآخر من الشارع ...

توقف عند الإشارة الحمراء قبل ان ينزل نافذته ليسند ذراعه عليها بكسل ... الا انه فجأة شهق بقوة ما ان انفتح الباب المجاور له ودخل رجل مثخن بالعضلات مرتدياً قبعة صوفية سوداء كتلك التي يراها على وجوه رجال العصابات ...!!


وقبل ان يأخذ أنفاسه المرتعبة ويستوعب ما يجري .. احس بفوهة مسدس على رأسه وصوت الرجل يهتف بصوت صارم خفيض كـ فحيح الافعى:
ولا كلمة .... بتتحرك الحينه وانت ساكت وبتسير المكان اللي بدلك عليه .....



من غير أية مقاومة .. فعل ما امر به الرجل .. واتجه مباشرةً نحو المكان المقصود ...





بعد ربع ساعة




سقط ارضاً وهو يلهث بجنون بعد الضرب المبرح الذي تلقاه من الرجل ..

يشعر ان جسده بأكمله .. ومن غير مبالغة .. متكسراً ضلعاً ضلعاً ... ويبدو انه فقد احدى اسنانه الخلفية من اللكم والصفع ...



تأوه بألم بالغ وهو يكور جسده حول نفسه في الأرض .. في الوقت الذي رمى فيه الرجل على رأسه صورة مستطيلة الشكل قبل ان يشيح بجسده ويخرج من البيت المهجور ....



بعد دقائق طويلة .. طويلة جداً .. تمكن من الجلوس بمحله بوجهه المنتفخ المكدوم العابس .... واستوعب بصعوبة وجود الصورة قربه ...


تأوه بخشونة ما ان حرك يده كي يلتقطها ...

وعندما التقطها .... تغضن جبينه بحدة ملؤها الارتباك/الرعب/الاضطراب ....


كانت الصورة تجمع بينه وبين أبا مرشد .... ومكتوب بزوايتها كلمات بالكاد تمكن من قراءتها خاصةً مع ألم عيناه المتصاعد والذي كان جرّاء الضرب الذي تلقاه بوحشية ....



"خلك بعيد عن بنت عبدالله بن خويدم .. ولا خبر شردتك من السجن بيوصل الامن قبل حتى ما تفكر تنفد بعمرك"



.
.
.
.
.
.
.



ما ان رأته امامه .. يستند بخفة على عكازةٍ واحدة ... حتى التمعت عيناها بالدموع ... وهرعت اتجاهه لتحضنه ...

: حبيبي ... فديت ويهك وطولك .... الحمدلله رب العالمين .. اللهم لك الحمد والشكر ...



اتسعت ابتسامته وهو يشد من احتضانها ... وقال بـ نظرة تعج بالدفئ/الجذل: فديتج عموه ... لا تصيحين .. ما صدقت على الله امايه والبنات سكتن عن الصياح من شوي ....


مسحت دموعها وهي تبتسم بـ ذات جذل ابن شقيقها الغالي .. وقالت: الحمدلله على السلامة حبيب قلب عموتك ... والله لا يعودها من أيام قول آمين ...


سيف: الله يسلمج غناتي ... آمين يا رب العالمين ...

أضاف ببسمة مرحة: لا يسمع بومييد وانتي تقوليلي هالرمسة الغاوية .. بيغار منا عقب ...

ضحكت شما برقة خجولة .. وقالت: ما يقدر يلومني ... متولهة على سيف الغالي ....

اضافت بسرعة وهي تلتفت: عيل وين اليميع ..؟!

سيف: عموه عاشه وامايه ويدوه في المطبخ ... وخواتيه سارن ويا العنود بيتنا .. يبن يساعدنها بـ فرز الشنط والهدايا ..

شما: عيل بزقر سلطان ... في الموتر هو .. يبا يحدر يسلم عليك ....

اوقفها بيده بحزم: خلج خلج انا بسيرله ... خلي البشكارة تسوي دخون ..

أضاف ببسمة متهكمة: الحريم الله يهديهن احشرن البقعة كلها بـ ريحة الحمسة والقلاي ....

شما: هههههههه زين فديتك .....




ذهبت شما اتجاه المطبخ .. بينما ثبّت العكازة تحت ابطه ... وبدأ يتحرك ببطئ .. وبجهد نحو الباب .....


تمكن "خلال بقاءه في الفترة الأخيرة في ألمانيا وبعد علاج مكثف قاسي" ... من المشي على رجلاه ... وبعد ان كان يعتمد على عكازان ... اصبح الآن وبفضل الله يعتمد على عكازة واحدة ...



يعترف انه روحه أصبحت اكثر انفتاحاً .. اكثر تقبلاً لوضعه ... حتى انه لا يخجل لو رآه الناس يمشي بعكازةٍ واحدة ....
ولا يتذمر بينه وبين نفسه ان لمح احدهم يحدّق به بفضول ....

يشعر انه قد اخذ كفايته من السخف والشعور بالدونية على أسباب واهية لا قيمة منها ....

اصبح واثقاً من نفسه .. مندفعاً نحو اهداف افضل في حياته ... خاصةً بعد ان تعلم بالطريقة الصعبة ان احباط الذات هو اسوء داء يحل في ذات الانسان ....



غمغم بـ الحمد والشكر لله حتى فتح الباب وخرج .. مستقبلاً سلطان الذي وما ان رأى سيف يخرج .. حتى خرج هو بسرعة من سيارته ....


سلم الاثنان على بعضهما برجولية صرفة ملؤها الود ... ودخلا الى الداخل ...



.
.
.
.
.
.
.



ما ان دخل باحة المنزل بسيارته ... ومعه زوجته ... وابناءه الصغار ... حتى تغضن جبينه وهو يلمح سيارة سلطان ...

نظر للجهة الأخرى محاولاً بمهارة إخفاء مشاعره المشحونة وتحفظه ... ثم نظر لـ حنان وقال باقتضاب شديد:
سيري عند البنات سيده .. لا يمين ولا يسار ...

نظرت إليه باستغراب ... الا انها باغتته بأن قالت بنظرة تلمع بالبسمة: اوووه شوف قوم سلطان هنيه ...

جفلت مذعورة عندما هدر بحدة: نعمممم ...!!! وخير يعني سلطان هنيه ...!!! شو تبيبه ...؟!!

تلعثمت وهي تقول بتوتر شديد .. وحيرة .... فـ هي لا تعرف لمَ فجأة بدأ يحادثها بهذا الانفعال وهذه النظرة المرعبة .... والمتهمة بشكل ما: مـ مابا شي منه احمد شبلاك ...؟!

نظرت لـ زايد وسعيد بقلق ... ثم اضافت بصوت خفيض رقيق نضح بالعتاب: الله يهداك ماله داعي تزاعج عليه جدام اليهال ...

اشاح بوجهه بـ عصبية تخللها احتقار ... وقال بصرامة غليظة: من الموتر للبنات سيده ... ان شفتج تمرين صوبه وتسلمين عليه بزوالج ...



رغم دهشتها .. رغم حيرتها ... رغم ألمها من فظاظته التي خرجت بتناقض خلال الاسبوعان الاخيران .. فظاظةً وقسوةً تخرجان فجأة ولأسباب تجهلها تماماً .. قالت بنظرة ثابتة قوية: بس ها ولد عميه .. لازم اسلم عليه ...



لو انها صمتت ولم تتفوه بما قالته .. لتجنبت اشعال فتيل دماغه .. ولتجنبت اثار غيظ شياطينه ... الا انها للأسف .. لم تصمت ...!



تراجعت عندما لمحت احتداد فمه حتى غدا شاحباً .. وسمعته يقول بصوت اشبه بالفحيح لأبنائه:
زايد .... سعيد ... انزلوا ....


بطواعية شديدة .. نزل زايد وسعيد تاركين الاثنان لوحدهما في السيارة ..... ما ان انغلقت الأبواب الخلفية ....


حتى جرها احمد من مرفقها بقسوة بالغة ... وقال من بين اسنانه ... ومن بين زوج عيناه المشعتان بالغضب المعتم:
ولد عمج ... ولد خالج .... ولد يدج .... ما يهمني ..... طز ..... ولو قلتلج لا تسلمين على ابوج نفسه ... تسمعين رمستيه وتسوين اللي اقولج عنه وانتي منطمه .... تفهمين ...؟!


اخذ صدرها يعلو ويهبط بانفعال مكبوت .. صدرها المشابه بـ ارتجافته .. ارتجافة صدره هو ......



لم تخف ... بل لم تهتز شعرة منها .. لأنها ببساطة عوّدت نفسها مسبقاً على تلقِ أي ردة فعل عنيفة منه ... هذا الـ احمد مريض .... ليس بـ مرض نفسي .. او عقلي .... او جسدي ..... هذا الانسان مريضاً في قلبه ..... والله وحده يعلم أسباب مرضه وعلاجه .....



اخفضت اهدابها محاولةً قدر المستطاع إخفاء ألم روحها منه ..... وقال بخفوت: ان شاء الله بوزايد ... اللي تامربه ...


حدّقت بيده المغروسة في مرفقها .. والتي آلمتها حتى النخاع ... وتابعت بعد ان ابتلعت غصة مريرة: ممكن تشل ايدك عنيه ... ما يحتاي ابداً تستخدم ايدك ... نحن ناس متحضرين مب همجيين يا ولد خويدم ...

نظر إليها بعيناه الحادتان مطولاً قبل ان ينزع يده عنها ويأمرها بجمود وهو ينظر للأمام: طلعي ..



وكأنها كانت تنتظر كلمته هذه ... سرعان ما رتبت غطاء وجهها وعبائتها ... وخرجت ...

ولتتجنب مواجهة سلطان .. دخلت المنزل من الباب الجانبي وليس الرئيسي .....




اما هو .... فـ اخذ يشتم انفلات سيطرته على نفسه ...... تباً .... لمَ كل مرة يتذكر فيها فعلة تلك الحقيرة يشعر انه على صفيح ناري مشتعل ولا يستطيع الا ان يظل يقفز فوقها كمداً .. وحقداً .. وقهراً .... لمَ .....!!!

غمغم وهو يغلق عيناه بقوة: اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله .....



خلال الاسبوعان الماضيان تجنب رؤية سلطان ... كان لزاماً عليه ان يتصل على الأقل به ليهنئه على سلامته .. خاصةً وان الأخير قد شاع عنه انه قد مات .... لكنه لم يقدر .... خاف ان يتذكر مأساته ... ومواجعه .... وحرقة قلبه .....

خاف ان يبدأ من جديد في معركة طاحنة يقارن خلالها بينه وبين الرجل الذي احبته زوجته وخانته عاطفياً معه ... بل وقد فعلت به الهوائل في الماضي وقبل وفاتها لأجله هو فقط .. لأجل حبٍ مريض لم يتركها الا جسداً بلا روح .....


خاف ان يزداد حقده وغله منه ... وهو لا يريد ابداً ان يترك روحه أسيرة شياطينه ... وحبيسة ذكرياته المشينة مع تلك ..!!



بعد لحظات قليلة .... فتح باب سيارته ... وخرج متجهاً نحو منزل والده .....






: السلام عليكم

وقف سلطان وهو يقول بصوته الرجولي الفخم: وعليكم السلااام ورحمة الله وبركاته ...

اقترب منه احمد وسلّم عليه بالأنف بابتسامة متكلفة وقال: الحمدلله على السلامة ....

سلطان بـ نظرة باسمة: الله يسلمك من الشر بوزايد ...

تحرك سيف ليقف الا ان احمد أوقفه: والله ما تنش .. استريح استريح ..

انحنى بجسده وسلّم على ابن أخيه كذلك بالأنف وقال: تستاهل السلامة بومايد ... ويعل ربي يتمم عليك الصحة والعافية وما تشوف باس ابد ...

سيف بنظرة دافئة: الله يسلمك عميم ... أجمعين يا رب العالمين ....

ربّت سلطان على كتف احمد وهو يهتف بـ ود: مبروكين بوزايد ما دبرتوا ... السموحه يت متأخرة يا غير ما ريتك من رديت من السفر الا الحينه ... وما بغيت اباركلك الا يوم اشوفك ...

احمد ببسمة بالكاد ظهرت: الله يبارك في حياتك بومييد .. يعلك سالم خوي شما مبونك راعي معنى ومواييب ....

سيف باعتراض باسم: لا خلاص ودروه بومييد ... الحينه خلاص غدا بوبطي رسمي ....

قهقه سلطان بخفوت وتمتم: ان شاء الله ..

لانت عينا احمد بـ جذل شاعراً بالسعادة لأجل شقيقه الذي سيسمى عليه ابن شقيقته اكراماً/حباً له ..... وقال بعفوية باسمة:
اووه .. يستاهل بطي من يسمي عليه ... شو قال يوم عرف ...؟!

اخفض سلطان اهدابه بـ بسمة خفيفة اخفى خلفها خيبته من صديقه الذي الى الآن لم يحادثه ولم يراه بعد عودته تلك الليلة الى الوطن ... وهتف بصوت هادئ: بعدنا ما قلناله ..

رد احمد "بطيبة قلبه الفطرية" وقد كان جاهلاً تماماً بالحاصل بين الصديقان: اسميه بيستانس يوم بيعرف ... الله ايقوم شما بالسلامة وتقر عينك بشوفة بطي الصغيروني ...

سلطان: آمين الغالي آمين ....



.
.
.
.
.
.
.



تتشـــــرف



عائلة السيد عبيد بن نهيان بن عبيد الحر الـ.. ، وعائلة السيد عبدالله بن خويدم بن زايد بن سعيد الـ ..



بدعوتكم لحضور حفل زفاف



فلاح بن عبيد بن نهيان الحر الـ..

و

حمد بن عبيد بن نهيان الحر الـ..




على كريمتا السيد



عبدالله بن خويدم بن زايد الـ..




وذلك في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم الأحد
في صالة الخبيصي للأفراح – العين




ودامت دياركم عامرة بالأفراح والمسرات



.
.
.
.
.
.
.



اتصل بـ شقيقه شاعراً بالتوجس يعتريه منه وهو الذي منذ أيام مختفياً .. لا يُرى في الجوار ولا يُسمع له صوت ..


فلاح بحنق خفيف: ألو .... حمد وينك ياخي ...!!! .... بدوا المعازيم يلفون ....

حمد بصوتٍ ابعد ما يكون عن ..... "الحياة": ياي ...

فلاح بشك: حمد شبلاك ..؟! مستوي شي ..؟!

حمد: ولا شي ... ياي انا ..



اغلق الهاتف قبل ان ينتظر رد فلاح ... نظر فلاح لهاتفه بـ حنق من تصرف حمد الفظ "غير المعهود البتة" .. الا ان الرجال وشيوخ القبائل القادمين نحوه ألهوه عن حنقه وجعلوه يتجاهله ببساطة .....


واخذ يسلم على المهنئين ببسمته الثقيلة الواثقة على الدوام .....



.
.
.
.
.
.
.



بعد مرور ربع ساعة



استل هاتفه الذي رن مقاطعاً حديثاً بينه وبين سلطان: ألو ...

..

وقف بقلق .. وانزوى قليلاً بنفسه وهو يقول: حمد شبلاك .. وينك بطيت علينا ....؟!

..

حلّقت نظراته بين وجوه الرجال الجالسين منهم والواقفين في القاعة ضخمة الصاخبة .. وقال بحزم مسيطر:
لا تتحرك من مكانك .. خلك يالس وانا دقايق وياينك ان شاء الله ..
وينك انت ..؟!

..

: تمام .. عرفت الشارع .. مع السلامة ..




اغلق هاتفه ورغماً عنه شعر بالقلق والحيرة من شقيقه المنغلق تماماً على نفسه منذ يومان .. وسرعان ما رفع وجهه نحو سلطان الذي اقترب منه وهو يسأل باهتمام: بوعبيد ... رب ما شر ...؟!

وضع يده على كتف سلطان بعفوية .. وقال ببالٍ شارد: ما من شر ان شاء الله ... ساير شوي وراد ...

باغته سلطان بأن قال بفطنة سريعة: حمد وينه ..؟!

تنهد نهيان بسرعة وقال محدّقاً بجده واباه بحذر: هنيه العوق ... ساير اشوف شبلاه ...
بومييد فديت خشمك ان حد سأل عنيه قوله ساير شوي وراد ... لا تخلي حد يشك ....




من غير ان يتمادى سلطان بالسؤال والتدخل اكثر في الامر تجنباً للإحراج .. اومئ رأسه بثقة وقال:
توكل انت بسرعة وخل السالفة عليه ...

نهيان بامتنان: تسلم الغالي ....



رمى كلمته بسرعة قبل ان يترك قاعة الرجال بشكل لا يثير توجس احد .. خاصةً اباه وجده .... وسار بخطوات ثابتة رشيقة باتجاه سيارته قبل ان يحركها متجهاً نحو شقيقه .....

شقيقه الذي اثار فيه الذعر حد الصميم ... فـ صوته وان حاول إخفاء تغيره بقوة ... فقد وصله بوضوح

شاحباً .... مختنقاً .... صارخاً بالارهاق ....!!!






نهــــاية الجــــزء الثامــــن والخمســــون

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
منهوو, الاحساء, الجوى،, القوي, يهواه
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t198232.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 17-03-17 02:45 PM
Untitled document This thread Refback 03-02-17 02:14 AM


الساعة الآن 06:58 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية