لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تفضل ان تكون الرواية القادمة كلها باللغة العربية الفصيحة ام كـ الحالية ؟
كلها باللغة العربية الفصيحة 7 6.93%
كـ الحالية 94 93.07%
المصوتون: 101. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-07-15, 08:11 PM   المشاركة رقم: 2891
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2014
العضوية: 281642
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: شعله ضياء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 55

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شعله ضياء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كل عام وانتم بخير
تقبل الله منا ومنكم
ينعادعليكم يارب
منتظرين لولو
🙇🏿🙇🏿🙇🏿

 
 

 

عرض البوم صور شعله ضياء   رد مع اقتباس
قديم 17-07-15, 09:07 PM   المشاركة رقم: 2892
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 
دعوه لزيارة موضوعي

افا عليك بس .. ابببشري بالحضور القوي ...
يلا هانت .. ساعة واحدة و ينزل البارت ..
خل نتذكر وين كانوا ابطالنا ..
حصه و ميرة عرسهم تقدم بسبة الغثيث فلاح .. و الثنتين نفسياتهم صفر .. حصة بسبة الغثيث فلاح .. و ميرة بسبة مانع
موضوع ميرة صار عند رجال سلطان ..
سلطان .. جا خبر لبطي انه مات ..
شما معها حصة و ميرة ينتظرون بطي و احمد
العنود بعدها زعلانه علي سيف و بيردون من المانيا عقب ما نجحت عملية سيف و ابو سيف عندهم ..
نهيان . روضة متضايقة من غموضه و اهو مراقب
بو مرشد .. جاته اخبار عن ان نهيان يشبه ... منو؟؟؟
اخت ناصر دقت علي ام روضه .. ليش ؟؟
ام روضة متنومة في المستشفي بسبة ورم في المخ
موزة .. تراجع عند طبيبة نفسيه و متوترة من الانتقال للبيت القديم عقب العرس
ناعمه و اول موقف مع حارب عقب الملكة ... ذاااابت

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
قديم 17-07-15, 10:34 PM   المشاركة رقم: 2893
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2014
العضوية: 281642
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: شعله ضياء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 55

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شعله ضياء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

هموسه اول الحضور
ماشاء الله
كل عام وانتي بخير ياقلبي
جاري الانتظار ....................

 
 

 

عرض البوم صور شعله ضياء   رد مع اقتباس
قديم 17-07-15, 10:59 PM   المشاركة رقم: 2894
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 




.
.



آسفة .. ثم آسفة .. ثم آسفة على التأخير :(


امسحوها في ويهي حبيباتي ....


وهاي هي عيديتكم يا احلى واجمل واظرف الناس ..

غير انها عيدية ..... انا شخصياً اعتبر هالبارت اهداء خاص لـ هموسة ... لنشاطها وتفاعلها الدائم في بات من يهواه ... ان شاء الله الاهداء هذا يعجبج يا هموستي :)


اخليكم مع البارت وقراءة ممتعة ...

ومرة ثانية اقولكم ...... مباركن عيدكم :)



.
.



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)






الجــــزء الســــابع والخمســــون



،



سيدي البعيد جداً من موقعي

القريب جدا من اعماقي

لا اعلم .. هل تضخم بي الحزن

فأصبحت أكبر من الوجود

ام ضاق بي الوجود

فأصبح أصغر من حزني ؟



لـ شهرزاد الخليج



،



الخبر نزل عليه كـ صاعقة الموت ..... لم يصدقه .. حتى الآن لم يصدقه .. لكن الدلائل التي امامه تجبره على اخذ الخبر على محمل الجد ....!




اشتدت قبضته على مقود السيارة ... وبيده الأخرى .. كمش بها ثوبه فوقه صدره ....

خفقات قلبه الوجلة الهستيرية تكاد تخترق حدود جسده ...



يا رب لا تفجعني به .. لا تفجعني به ارجوك .....






سيجن لا محالة ان لم يتبين الحقيقة .... سيجن الى الأبد ....


تذكر ما حصل قبل ساعات معدودة .. عندما تلقى اتصال من مسؤول أمني من الوزارة الخارجية والذي يكون احد اصدقاءه وأصدقاء سلطان شبه المقربين .... يقول له بصلابة قلب ان هناك خبر قد وصل إليهم من ماليزيا عن سلطان ...


قال بالحرف الواحد له وبطريقة جعلت قلب الأخير يخر ويستكين لحظات طويلة:
ا ا ا ... ماعرف شو اقولك يا بطي .. قو قلبك دخيل والديك ....



صمت قليلاً محاولاً استجماع ما يجب استجماعه من كلام "مُفجع" ...... وقال بأجش متوتر: الموتر اللي كان يسوقه سلطان انفجر في حادث ..


تردد قليلاً بارتباك شديد ملؤه الحزن قبل ان يكمل بصوت منخفض متحشرج:
و و و والسايق توفى ... ا احترق بكبره ...



: شوووووووووووه ...!!!



كان هذا صراخ بطي المصعوق والذي زاد من توتر الرجل وألم روحه ...


بطي بصراخ غليظ ملتهب: انت شو تقووول يا بو عماااار ... انت متأكد من هاللي تقوووله ...؟!!

أبا عمار بـ وجه متغضن ملؤه الربكة/الحيرة: لقوا من ضمن الأغراض في الموتر بطاقة سلطان الصحية وصورة جديمة له ولك ....

اتسعت عينا بطي بـ شعور اقل ما يقال عنها ..... "بالكارثي" ....!!!!!



فاجعة ...... الذي يشعر به الآن هو الفاجعة وليست غيرها .....!!!!




هز رأسه بعدم تصديق وقال بحرقة أخرجت بحة صوته الغليظ المختنق: ماصددق .. ماصددق ... انتو شفتوووه ...!!! شفتووه بعييينكم ...!!!!

أبا عمار بحزن ماكن: الجثة صارت فحم يا بوخويدم .... دليلنا الوحيد انه سلطان هي البطاقة والصورة ...

زمجر بـ وحشية هستيرية: جذذذذب جذذذذذب .. هب سلطااااان ... انا متأكد هب سلطاااااااااان ...




أغلق الخط بعنف وصدره يعلو ويهبط بجنون ..




ليس سلطان .. ليس سلطان يالله ........




سرعان ما اخذ يتصل بالمسؤولين من الامن والخارجية .. لم يترك احد الا واتصل به .... الا ان الجميع نفوا معرفتهم بالحقيقة .. حتى ان معظمهم يجهل الخبر الذي علم به للتو ....


اتصل بـ أبا راشد الا ان الأخير لا يجيب على اتصالاته .... هنا اشتعلت حمم شكوكه ... وارتفعت وتيرة هلعه المجنون ....

حاول معرفة ارقام احد الرجال الذين يعملون تحت امرة أبا راشد وسلطان الا انه فشل .... معظم الأرقام سرية ولا يستطيع التقفي خلفها بسهولة ....


اخذ يدور حول نفسه ... يخشى الاصطدام بالحقيقة .... يخشى الرضوخ لـ حقيقة ان سلطان قد مات بحق ....!!!!





لو تمووووت وتحيا جداااامي يا سلطااااااااان ما بسااااااامحك على اللي سوييييييته فيه .. لو تموووووووت ..

لو تمووووت وتحيا جداااامي يا سلطااااااااان ما بسااااااامحك على اللي سوييييييته فيه .. لو تموووووووت ..

لو تمووووت وتحيا جداااامي يا سلطااااااااان ما بسااااااامحك على اللي سوييييييته فيه .. لو تموووووووت ..

لو تمووووت وتحيا جداااامي يا سلطااااااااان ما بسااااااامحك على اللي سوييييييته فيه .. لو تموووووووت ..





رفع كلتا حاجباه بتعبير عاصف بـ الألم/بـ الأسى الأسود على وجهه ...



يالله .... أيكون حدث له مكروه بسبب كلمة خرجت من فمي في لحظة غضب ....!!!!

أتكون كلمتي .. كلمتي التي خرجت في ثانيةٍ مجنونة .... قد تعدت سابع سماء .... وتحقق مفعولها ....!!!!

لا يا رب الكون .... لا ..... لا تعاقبني به .... لا تذقني وجع العمر به يا رحمن ...

ارجع أيها الصديق الوغد ... ارجع وسأقسم لك انني سأسامح كل زلاتك الى يوم الدين .... ارجع فقط .....






: بوخويدم هد بارك الله فيك ... اذكر الله يا خويه .. نحن بعدنا ما تأكدنا من الخبر ...



كان هذا صوت احمد الذي فُجع كـ أخيه من الخبر ... رغم علاقته الباردة والمتحفظة الحالية مع سلطان .. الا انه لا يستطيع انكار ألمه على شخص عاش معه طفولته .. لعب معه ... اعتبره اخاً وصديقاً بحكم عشرة العمر بينهما وبحكم الصداقة المتينة بين والد كل منهما ....

فقد سلطان عظيم ... عظيم ولا يتحمله احد .. ان يفقد الوطن شخص كـ سلطان ... بشخصه/مكانته ... هي خسارة تكسر الظهر وتدمي الروح ...





أوقف بطي سيارته بجانب الطريق قبل ان ينحني ظهره الى الامام ويسند جبينه على المقود بـ انهيار تام ....


همس بـ صوت اختفى تحت نصل سكين الألم المهول: تـ تـ .... تعال سوق بدالي .... مـ ..... ماروووم ...




خرج بسرعة احمد من السيارة واستدار من امام السيارة قبل ان يفتح باب بطي ويقول بصوت بث فيه القوة قدر المستطاع: نش بطي ..



استطاع بطي الخروج من السيارة بصعوبة وبمساعدة احمد ... وبعد ان اجلسه الأخير في المقعد الأيمن .. رجع لـ مقعد السائق واخذ مهمة القيادة .....



هتف وهو ينظر الى الطريق بشتات فكري/عاطفي: بطي انت وين كنت ناوي تودينا ...؟!!

اسند بطي رأسه الى الخلف بإنهاك عاطفي مميت ... وقال بصوت متهالك: عند اختك ...

نظر احمد اليه بصدمة وقال بانفعال: لا تقولي تبا تخبرهاااا ...!!!!


تغضنت عيناه وجبهته بـ ارهاق حقيقي وقال بصوت مكتوم حد النخاع: ماباها تعرف من حد غريب ... أخاف الخبر ينتشر بسرعة ويستويبها شي ان عرفت لا قدر الله ..
ابااا .......



اخذ هواءاً بعنف وبصدرٍ مرتعش .... ثم قال بتحشرج زاد من خشونة صوته الرجولي: ابا أقويها واصبرهااا يلين ما نتأكد من الساااالفة ..


هز احمد رأسه بـ رفض من الفكرة الا ان جزءاً منه يؤيد ما قاله شقيقه ... خبر الأموات ينتشر كالنار على الهشيم ... كيف لو كان الميت هو سلطان بن ظاعن ...!!!


غير انهم لم يتأكدوا بعد من حقيقة الامر .... واخته ... وكما عرف مؤخراً .... حامل .... أي ان الخبر .. ان لم يتداركوا الوضع بسرعة .. سيؤدي لانهيارها الكلي ....!!


سعل فجأة وهو يغضن وجهه بضيق من الجو الذي بدأ يزداد سوءاً وخطورةً .... الرياح العاتية والمحملة بالأتربة اخنقت صدور البشر وحطمت غصون الشجر ....



يالله ... ما اقبح هذا اليوم وما اظلمه .......



.
.
.
.
.
.
.



ابتسمت بقلق ما ان فتحت باب منزلها الداخلي الكبير ودخل عليها اشقائها ...

استغربت من وجود احمد لان بطي لم يعلمها انه سيأتي معها ... واستغربت اكثر من مجيئهما معاً .... وهما .......

بهذه الهيئة المثير للريبة ... والابتسامة التي اوجستها ورفعت وتيرة خفقاتها بشكل مبهم ....!!!


قالت بعد ان سلمت على كليهما بـ رقة متوجسة: شبلاكم ..؟!

وضعت يدها على صدرها لا ارادياً عندما لمحت ازدياد شحوب بطي وصمته الذي بالتأكيد لم يجلب الا مشاعر الفزع الخالص ...

نظرت لـ احمد بخوف وقالت بتلعثم: ا ا احمد فديتك شو مستوي ..؟!

كاد احمد يشتم بغيظ ردة فعل بطي التي بدل ان تقلل من سوء الموقف .. زادته واشعلت سخونته ....

امسك ذراعها بقوة حانية وقال وهو يحاول اجلاسها فوق الاريكة: هب مستوي شي حبيبتي .. تعالي يلسي ...

وضعت يديها على صدر احمد وهي تنقل عيناها منه الى بطي .. ومن بطي اليه .. وقالت بصوت مرتعب: دخيلك خبرني شو مستوي .. بديتوا تروعوني .. ابويه فيه شي ...؟! امايه فيها شي ..؟!
دخيلكم ارمسوا لا تعورون قلبيه ...

اجلسها احمد مجبورة ... وبذات نظراتها المرتعبة .. رمقت بطي الذي كان يحك جبهته باستمرار .. جبهته المحمرة كـ احمرار سائر وجهه الجلي عليه امارات "انهيار مكتوم ببراعة" ....

امسك احمد بكلتا يديه وجنتي شما .. واجبرها بحنان ان تنظر إليه وترى عيناه ... رأت فيهما ما كانت تخشاه ...... رأت فيهما الـ....

لا .. لا لا .... بل اشتمت بنظرة واحدة إلى عيناه رائحة موت خانقة .. رائحة آتية إليها ببطء ... وبتروي خبيث مخيف ....


ثم وبهدوء شديد ... وبصوت رزين ثقيل ثابت .... اخبرها احمد بالخبر الذي وصله وشقيقه منذ قليل ....

ختم حديثه بأن قال وهو ما زال يمسك وجهها بقوة كي يجبرها على النظر لعيناه .... لم تكن مجبورة في الحقيقة ... بل متصنمة كلياً .. فارغة الفم كلياً .... خاوية الروح/النبض كلياً: هب متأكدين بعدنا شما ... ما تأكدوا من هوية السايق المحترق ... الدلايل اللي عند الشرطة الماليزية هي البطاقة الصحية وصورة بس .... اذكري الله وقوي قلبج بالصبر والدعاااا ...

حركت شفتيها لـ تتحدث .... الا ان ما سمعته لم يترك لها قوة للكلام ... ولا للتنفس ان صح التعبير ...!!!


سلطان .......... حبيبها سلطان ......... مات .......!!!

هكذا ....!!!!

مات هكذا ببساطة .............!!!!


الغريب حقاً ...... انها وبدل ان تشعر بالدموع تحرق عيناها .... شعرت بغثيان شديد ... غثيان سرعان ما جعلها تدفع بقوة يدا احمد من عليها ... وتنحني بظهرها .... وتفرغ كل ما في معدتها على سجادة المجلس الراقية ....


هب الرجلان كي يسندانها .. بطي بصلابته التي أصبحت بشكل صادم هزيلة ما ان غدت شقيقته امامه .. واحمد بصلابته التي حافظ عليها طيلة اللحظات التي اخبرها فيها عن خبر وفاة زوجها المشكوك به .....

دفعتهما بقوة خائرة حد النخاع وفكاها ترتعشان الى مالا نهاية .... وما ان رفعت رأسها حتى اخفضته وهي تخرج دفعة جديدة من جوفها ....

جوفها الذي تقلص وانقبض وحدث به الهوائل من فداحة/فجع ما سمعته .....!!!!

لم يخرج من معدتها سوى الماء .... الا ان هذا الماء كان كفيلاً بإحراق كل عضو مر عليه قبل ان يخرج من فمها ..


فاجعة هي كلمة تافهة مقارنةً بما تشعر به .... لا .......

هي ليست مفجوعة .. هي صدقاً ليست مفجوعة .......... هي تعدت كلمة الفجع بأميال ......

هي الآن تحتاج لرؤيته كي تحيى ... كي تعلم انها ما زالت بين الاحياء ولم تندثر بعد مع الأموات .....

تحتاج ان تشعر بطيفه كي تعلم ان سلطان صباها وانوثتها لم يتركها هكذا معلقةً بـ حبل هواه انتحاراً قبل ان تسمع منه كلمة
"انا مسامحنج" .....

ان لم يتركها قبل ان تراه يبادلها الغرام كما ينبغي .. لا كما يبغيه الكبرياء الحقير الذي حال بينهما بقساوة ....

قبل ان تسمع ضحكته الرجولية الحقيقية ترن بأذنها وتتنعم بـ جمال وقعها المهيب .....

قبل ......... قبل ان تقول له انها تحمل داخل احشاءها ثمرة غرامهم ... وتحوي بين حناياها "بعضاً منه هو" ....!!


لا ......... لا تمت وتترك التي لم تهنئ بك الى الآن .....


رفعت رأسها بوجه ميت .... بنظرة غائمة حالكة الظلمة حد السرمدية ....

قالت بصوت خشن متهالك يتلوى على صفيح مدبب من الحديد الملتهب:
ما مات .... سـ سلطان ..... ما ... مات .....

رفعت انظارها لـ بطي ... وقالت بذات صوتها .. والذي ازداد شراسةً .. وقوةً: ييبولي سلطان ... ييبولي إياه الحينه .. هو ما مات .. تسمعون ...

احتد صوتها وارتفع وهي تكمل: تسمعوووون ..؟! ما مااات .. ما مااااات .....

احتضنها بطي بقوة .... وقال بقلبٍ ينتفض بالرجاء/الأمل الدامع: ان شاء الله .. ان شاء الله ما مات .. اهدي واذكري الله ...

أبعدته بكلتا يداها بقوة خائرة ... وقالت له بنظرة دعجاء حادة انما "أليمة حد الوجع": اباه بطي .. ييبلي إياه .. الحينه اباه .. دخيلك ...

هز رأسه مجارياً إياها بصبر كي لا يحصل لها مكروه او تسوء حالتها ... وقال لـ احمد بصوت حازم تشوبه قليلاً من الظلمة/الاختناق: ازقر البشكارة وخلها تنظف الزولية ... وايلس ويا اختك .. ساعتين بالكثير وانا رادلكم ..

اومئ احمد قليلاً برأسه .. وتحرك بطي مبتعداً نحو الباب بعد ان اجلس شما على الاريكة وقبّل رأسها مطمئناً إياها بصوت خافت انه سيعود إليها قريباً .... الا انه توقف عندما ناداه احمد ..

اقترب منه أخيه الذي قال بـ توجس ملؤه القلق: وين بتروح ..؟!

نظر بطي لـ شما المتجمدة تماماً بمكانها .. ثم نظر لأخيه وقال بصرامة اخفى تحتها مخاوفه:
بروح اتأكد من اللي سمعناه ... ولو اضطريت اسافر يلين ماليزيا بسافر .. لازم اعرف الصدق احمد .. لازم ..
مع السلامة ...

تنهد احمد بصوت غير مسموع وقال بصوت منخفض: ربيه يحفظك ...

اكمل وهو يرى شقيقه قد تجاوز عتبة الباب: رد عليه يوم اتصلبك لا تخليني استهم ...



.
.
.
.
.
.
.



لا تعرف لمَ أتت الى هنا .. واليوم بالتحديد .. ومع سوء أحوال الطقس والجو الماطر الراعد ...

لا تعرف أهو هرباً من مسعود الحقير الذي ومنذ فترة يتعامل معها بهدوء خبيث .. هدوء ما قبل العاصفة .. فالذي كـ مثل مسعود لا يهدئون عبث .. بل يهدئون لينقضوا فيما بعد وينهشوا ما يتوقون لـ نهشه ...

يالله .. ما ابشع لهاثه الحيواني الذي تشعر به ينضح من عيناه ما ان يتفحصها من رأسها لـ اسفل قدميها في الذهاب والإياب ..

وما اجمل معرفتها لـ حقيقة انه لن يتجرأ ويفعل امراً يضطرها للهرب والرحيل مع وجود طفلاه .. فـ هي لو تركت له المنزل ولوحده مع الطفلان .. فإنها ستحرمه من نعمة "خدمة الخمس نجوم" ... خدمة تشمل الطبخ والتنظيف والعناية بالطفلان والاهتمام بهما ....!!!

مسعود شيطان حقير ويعرف متى يخطو خطواته وكيف يخطوها ...!!!


رفعت رأسها ما ان اصبح امامها .... راقداً مستكيناً وكأنه بـ سكينته يقول لهم

اني تاركٌ لكم هذه الحياة المخيفة بكل ما فيها ... فـ اتركوني انام بسلام .....


الا انها لا تستطيع تركه ينام بسلام .. ليس قبل ان يعلم انه بريء مما يعتقد انه مذنب فيه ....

ليس قبل ان يعلم انه لم يمسها .. ولم يقربها حتى .....!!


شيء في تعابير وجهه تجذبها كالمغناطيس ..... لا تعرف أهو تعابير وجهه ام طاقة جبارة تخرج من بين حنايا جسده الجامد الخالي من معالم الحياة ... لا يدل على الحياة فيه سوى صوت الأجهزة التي تثير التوتر/الاستفزاز .....


جلست بقربه .. يفصلهما مسافة معقولة .. لا هي بالقصيرة .. ولا بالطويلة .... مسافة تمكنها من الهمس بحيث يستطيع "كما تؤمن/تأمل" خليفة ان يسمعها ........ وبدأت تدخل غمار اعترافات طفولتها ..... وصباها ..... وتتحدث بلهفة "من غير ان تدركها" مع الرجل الرقاد بسكون .... الغافي عن كل شيء حوله ....


تحدثت ..... وتحدثت ...... كـ المرة الأولى تماماً ....... لا تعرف كيف الاحاديث والقصص مع هذا الرجل تخرج بتدفق لا توقف فيها ... بكرم لا بخل فيه ....... بطيب خاطر لا خبث فيه ........


وسط احاديثها ... التي تخللتها بعض القهقهات الناعمة منها ..... وبعض الخجل بين تقاطيع وجهها .... وقفت واخذت تتمشى في الحجرة .... وهي ما تزال تتحدث ......


وكأن تلهفها المستمر للحديث ما هو الا انفجار سنين من الكتمان .. وكبح المشاعر .. والاسرار ... ما هو الا احياء طفلة دفنتها في اقصى مكان في روحها بقسوة باردة سنين طويلة ملؤها الجفاف ... والصقيع ... والظلم ... والخوف ....


كانت تتحدث جاهلةً تماماً ..... ان احد كفوف خليفة قد انقبضت فجأة .... وعدة مرات ...........



.
.
.
.
.
.
.



منذ ساعات وهو يهيم على وجهه في الشوارع .... لم يبقى احد لم يهاتفه ليسأل عن سلطان ... الا انه لم يتلق أي خبر يريح اعصابه المنفلتة ... فـ البعض منهم يجهل الامر برمته لسرية الخبر .... والبعض من الذين يعملون في الخارجية يأكدون ان الخبر أتى من ماليزيا كما هو ....

نسيَ بطي في خضم تدهور اعصابه منصب سلطان الشديد الحساسية وانتشار خبر وفاته بهذه الطريقة ستكون ضد مصلحته .. خاصةً وانه يعرف شخصياً أعداء سلطان الكثر والمتربصين له ولأخباره في كل مكان ..

الا انه مفجوع يالله ... مذعور مفجوع ولا يريد الآن سوى التأكد من سلامة صديق عمره ......


وبعد ان فقد الامل بمعرفة ما حل بـ الاخير ... اتصل بـ احد الشيوخ ليطلب منه المعونه .... وحمد الله ان الشيخ قد أعطاه رقم خلفان الذي يعمل تحت امرة أبا راشد ......

بعد ان اخذ الرقم اتصل بالرجل .... الا ان الاخير لم يجب عليه .... وقرر ان يصبر قليلاً ويتصل فيما بعد ...

وها هو الآن يدور بين الشوارع وذهنه محموم بالشكوك المرعبة والأفكار الفظيعة ......


التفت بسرعة نحو هاتفه ما ان رن ..... استلته بلهفة وأجاب ما ان نظر للرقم الذي اتصل به منذ نصف ساعة ...

: ألووو ....

: بطي .... شحالك ...؟!

عقد بطي حاجباه وقال بتشكك: شدراك اني بطي ..؟!

ابتسم الرجل بخفة وقال: اللي عطاك الرقم خبرني انك بتتصل فيّه وانك محتاي ترمسني .. آمرني ...

مسد بطي رقبته بـ توتر شديد وقال: ما يامر عليك عدو يا خلفان ... دقيت على بوراشد ما رد عليه .. وينه ..؟!

خلفان بهدوء: بوراشد مسافر وهب في البلاد الحينه ... تروم تخبرني أي شي تبا تخبره لـ بوراشد ...

اخذ بطي شهيقاً سريعاً واعقبه بزفير اسرع قبل ان يقول: يا خلفان يا خويه يانا خبر ان سلطان مسوي حادث في ماليزيا والموتر محترق باللي فيه .. هالخبر صحيح ولا لا ..؟!

رفع خلفان كلتا حاجباه بتعجب ..... الا انه تدارك الوضع بأن قال بحزم بالغ: منو خبركم بهالخبر ...؟!

بطي بقلب ينتفض ترقباً/خوفاً: الخارجية خبرتنا .... الخبر صدق ولا جذب يا خويه طمني ...؟! .. والريال المحترق هو سلطان ولا غيره ....؟!


سكت خلفان .... كيف يخبر بطي عن أمور سرية ليس من حقه معرفتها ... الا انه قال بصوت هادئ مستكين:
بوخويدم ... عطني دقايق بس .. بتنشد عن السالفة وبرد عليك ... اطمن .. اللي الله كاتب بيصير .....

غمغم بطي بـ وجه شاحب: والنعم بالله .. لا تبطي عليه يا خلفان ... اترياك ....


زفر بـ عمق ملؤه الانفعال وعيناه الغائمتان ترمقان المطر الذي تساقط بعد أيام من الطقس الغابر المصاحب معه رياج شديدة محملة بالاتربة الخانقة .........

واخذ يدعو الله .. بقلبٍ متهدج ملؤه الرجاء ..... ان يكون الذي تلقاه .... مجرد كذبة ........

ان يكون سلطان حي بين الاحياء ... لا ميت مع الأموات ..........


رن هاتفه مقاطعاً دعاءه المتوصل ..... وسرعان ما استله ما ان نظر لإسم المتصل: هلا احمد ...

احمد: ها طمنا .. شو صار ..؟!

اغمض بطي عيناه بـ انهاك شديد ... وقال بغلظة مبحوحة: دقيت على واحد من اللي يشتغلون ويا سلطان .. وقال بيرد يدق عليه عقب ما يتنشد ويسأل ...

احمد بـ صدق شفاف بعيد عن أي مشاعر زائفة: ان شاء الله يبشرنا بالخير .. هد اعصابك يا بطي ... ان كان مسوي حادث ولا هب مسوي .. ان كان ميت ولا حي ... ترى كل ها بإيد رب العالمين .... هد اعصابك وايلس ادعي رب العالمين ... الدنيا مطر ورحمة وخير ..

غمغم بطي بذات غلظة صوته: ان شاء الله يا خويه .. ان شاء الله ... والنعم بالله سبحانه ....

تابع بعد صمت وجيز: وينك انت ..؟! بعدك عند شما ..؟!

احمد: لا رديت البيت ... بنت هامل بن ذياب يتها عقب ما روّحت بساعة .. فـ خليتها وياها وروّحت ....

سأل بطي وهو مرتعب من الإجابة: وشو كانت ..؟! تصيح ...؟!

احمد بـ قلق: لا .... يامده ... لا رمست ولا نطقت بـ حرف واحد ... الله يستر ......
بس وصيتها ما تخبر حد يلين ما نتأكد من السالفة ....



.
.
.
.
.
.
.



مرت الساعات ... واشتد المطر .. وارتعدت معها اغصان الشجر .. والورد .. والزهر ..


وقفت امام نافذة غرفتها وهي تحضن جسدها الضعيف بكلتا كتفاها بقوة ...

نظرتها ما تزال جامدة .. ما تزال ساكنة لا يلتمع فيها الا بقايا امل تتشبث به بأسنانها بوحشية ...


سلطان لم يمت ....

لم يمت ......

لم يمت ......


انتفضت بأكملها مع زمجرة الرعد المخيفة ... وتلألئ وجهها مع البرق الساطع المتوهج ....


هنا ...... شعرت ان قواها ذابت ... ذابت واندثرت ... وضعت يدها على فمها كي تكتم شهقة ألم كادت تهرب من حنجرتها ..

ونظرت من خلف كتفها لـ ناعمة التي تنام على السرير بوداعة وعمق شديد .....



لم تتحمل كبت شهقاتها اكثر من ذلك .. لذا فضّلت الخروج من الغرفة والنزول الى الأسفل مهرولةً علّها تهرب من شياطين تخبرها عقلها كل حين ... ان سلطانها مات .............


ما ان أصبحت امام الباب المؤدي الى الخارج ... أسندت بإنهاك جانب جسدها على الحائط وانخرطت ببكاء مرير .. بكاء جعل وجهها يتحول لشيء يشبه "الهلاك" .....


مذعورة ... مذعورة انا يالله ...... لا تمتحني في فقده ... اتوسل إليك يا رب العزة ... لا تمتحني فيه ....



وهي غارقة وسط دموعها الحارقة ... لم تعرف كيف فتحت الباب ..... وخرجت .... بلا غطاء يغطي رأسها .... "بحكم خلو المنزل من السائق بعد ان سافر اجازةً الى وطنه" ...... وبلا ملابس ثقيلة تحميها من الرياح شبه الباردة المصاحبة مع الامطار الغزيرة ......



مشت ..... ومشت ...... حتى توقف تحت المطر الذي اخذ وابله يتساقط على رأسها وجسدها كالسهام من فرط قوته ......


هي تخاف من المطر .... لطالما كانت الفتاة التي تخاف من الكثير من الأشياء في حياتها ... حتى المطر الجميل .... المرسل من الرحمن رحمة للبشر ... تخاف منه ...

الا ان خوفها من المطر الآن ... لا يساوي شيئاً مقارنةً بالخوف المظلم القابع في روحها الخاوية .... الخاوية من رائحته هو ....

رفعت وجهها حتى اختلطت دموعها الشفافة المرتعشة بـ برودة زخات المطر الهائجة .... وحتى أصبحت بأكملها .. كـ باقي الشجر .... والزهر ..... والثرى ... كـ جميع الأشياء الساكنة بلا حول ولا قوة تحت سيطرة البرد/الرياح ..... والمطر .....


بكت بصوت حاد مرتفع وهي تناجي الله بعيناها ان يرحمها من هذا الشعور القاتل الذي اخذ يجري كالدم في عروقها ...



لم يمت سلطان يالله .... اخبرني انه لم يمت ارجوووووووك ........



صرخت بذعر وهي ما تزال تبكي ما ان اهتز المكان فجأة من الرعد الذي جاء متتابعاً ..... ومن فرط ذعرها التفتت لتهرب بنفسها الى المنزل ... الا انها تراجعت عندما لمحت احد أبواب المنزل الخارجية لم تُغلق بإحكام ...

مسحت دموعها المتخالطة مع قطرات المطر بقوة وهي ما تزال تشهق بألم عاتي ... وحركت ساقاها المرتعشان من البرد/الانهاك .. نحو الباب ....



المكان يشتد ظلمةً/ضبابيةً .. وعويل الكلاب وشراسة مواء القطط من بعيد تثير فيها ضعفي الرعب الذي تشعر به يغزو روحها وقلبها الصغير ..


اخذت تغمغم بخفوت مختنق متحشرج: يا رب .. يا رب ... شو مطلعني انا هالوقت ياربي ....

شهقت وهي تكبح موجة أخرى من البكاء قبل ان تقترب بتردد/خوف نحو الباب .... وما ان اوشكت على اغلاقه ...


حتى صرخت بهلع وهي تشعر بجسدها يطير مع الباب الذي فُتح فجأة بقوة .....




مرت لحظة من السكون التام .. ولم يقطع تراقص السكون سوى تراقص المطر الذي ازداد عنفاً من حولها ..

تأوهت بألم وهي تضع يدها على بطنها .. وحاولت فتح عيناها ورؤية الذي امامها الا انها فشلت .. فـ زخات المطر قد أحال الرؤية وجعله اشد ضبابية واسوداداً ....

حاولت ثبت جسدها المنهار تماماً من تعب "القلب/الحمل" .. وأول اسم طرأ على بالها ما ان لمحت الجسد المظلم الذي يقترب منها بتروي .. تروي وتمهل ..

هو اسم شقيقها بطي .... بطي الذي وعدها ان يجلب لها سلطانها .... وخرج من المنزل منذ ساعات طويلة الا انه لم يعد .. وهذا ما جعل وساويسها تشتعل .... ورعبها يصرخ بين جنبات روحها ....

عندما اقتربت .. توهج وجهها بـ بسمة مرتعشة ... مرتعبة ... قلقة .. أليمة حد النخاع ... وقالت بصوت مختنق ينوح املاً/توسلاً:

بـ بطي .. بشرني .. لقيته .... لقيت سلطان .. لقققـ ....


ارتعد المكان فجأة مع الرعد المخيف .... ووجدت نفسها تصرخ بهلع وهي تتراجع مغلقةً عيناها بقوة واذنيها بكلتا يديها بانتفاض لا نهاية له ... من فرط رعبها مما ستسمعه ... ومن فرط رعبها من الرعد ... صاحت بحدة مجنونة تفجرت بالهستيرية:
وييييييينه ... وين سلطاااااااااان ... قلتلك ييبلي اياااااااااااه .....
ويييييييييينه دخيلك ييبلي اياااااااااه .....


مع كلمتها الأخيرة ... اخذت تبكي بصوت عالي .. عالي وكأنه بكاء ارملة فقدت ولدها للتو واللحظة .. بكاء أخرجت معه اعصابها التي ربطتها بحلقة من حديد ساعات طويلة .... لا .... لا ..... بل أيام طويلة ...
أيام جاعت فيهم قربه ... أيام اختنقت فيهم من انفاس ليست بأنفاسه .. وليست التي كانت تضخ في رئتيها من قبلاته .....


وهي في وسط بكاءها الحاد .. الغريب المثير للقلق .. سمعت صوت احدهم ينادي اسمها من بعيد واشياء أخرى .... لم تستطع سماع ما يقوله لأنها مغلقةَ الاذنين ...... وحاولت فتح عيناها لكنها لم تستطع ...

خافت ان فتحتهما تسقط رعدة من السماء على رأسها مع رعدة من فاه اخيها يقول لها بكل ببساطة ... ان سلطان مات ...

ارتفعت حدة بكائها وهي تهز رأسها بجنون .....

هذه الفكرة تقتلها ببطئ ... ببطئ حقير بشع .........



فجأة .. احست بأحدهم يمسك كلتا يداها ويبعدهما عن اذنيها وزمجرة مرتعبة تهتف لها من بين أصوات المطر العالية والرعد: شو تسوين هنييييه يالخبببببلة ...... تبين تجتلين روووووحج ....!!!!






صمــــــــــــت ... صمــــــــــــت تــــــــــــــــام ..!!!!





فتحت عيناها بقوة ..... وللتو فقط .... للتو فقط ..... تمكنت من رؤية وجه الذي امامها .....

وشهقت شهقة أودت بحياة بحات صوتها المختنقة .....!!!


لم تصدق ما رأته .... حتى انها كذبت حاسة انفها التي انبأتها بسرعة/استنفار ... ان الذي يدغدغ انفها ... عبقه هو ....!!!


ظلت فارغة العين .. جامدةَ الوجه/الجسد الى ان اقترب منها بخطواته الرجولية التي تحفظ تفاصيلها انشاً انشاً ...

احتوى كامل جسدها الغارق بأكمله بالماء وقال بصوتٍ ثقيل تخلله غضب خرج مع شعوره المتصاعد بالقلق عليها: اشهد انيه ماخذ وحده خبله ... ما تشوفين الجو كيف مستوي ...!!!
هااااه ....!!!



اجل .... هذه رائحته ...... رائحته ...... مسك رجولية جسده ...... وعود أنفاسه .....

عبقه هو لا عبق اخيها ولا عبق انسي آخر .......



رفعت ذراعاها .... واحتضنت خصره بقوة ..... وبدأت تهذي بخفوت ... بجنون .... ببكاء تقطع معه بحات صوتها:
دخيلك قول انك سلطان .. قول ....
ا ا انا ادري انك سلطان ... كون سلطان .... لا تكون خيال ... دخيلك .....
لـ .... لا ... لا تكون ميت .... ادريبك سلطان ... انت حي ... حي ومعايه ....
ا ا احلف انك سلطان ...


صرخت بوجع عاتي: احلف انك سلطااااااااان .....


احست بجسده ينتفض ... لا تعرف أهي انتفاضة رحيل طيفه ... أم انتفاضة جسده هو ... وسرعان ما وجدت وجهها بين يداه ... في نفس اللحظة التي اضيئت السماء بالبرق واهتزت الأرض بالرعد .....


ورأت عيناه ..... عيناه اللتان فعلتا بها الاعاجيب سنين ... وكونتا بصقريتيهما داخل روحها صرحاً شامخاً من العشق/الوله لا يهدمه سوى رب الكون الذي وضعه بقدرته ....


همس بأجش تخلله قلق ... وخوف .... وحيرة ..... همس همسةً خرجت من فاهه الى فاهها المرتعش مباشرةً: حبيبتي شبلاج ..؟!
انا سلطان .... والله سلطان ....

رفع رأسه وهو يحاول حمايته بيده من المطر الذي لا يبدو انه سيهدأ قريباً ... واكمل جاهلاً تماماً انه للتو فقط ... احيى روح حبيبته بكلماته العفوية القصيرة .... الثقيلة بـ ثقل مهيب كـ هو: لا اله الا الله ... صبيييب ... من زمان ما طاح علينا مطر جيه .. تعالي تعالي خل نحدر ...

سار بها ... وهو لا يرى تبهت وجهها على وجهه .. ونظرتها الخليطة من ذهول كاسح وجوع قاتل .... بلا أي رفة رمش او انخفاض جفن ....!!!

بهت تام ...!!!


ما ان احتمى واياها تحت السقف الذي يظلل مدخل المنزل المطل على الباحة بأرضها اللامعة من المطر واشجارها المتمايلة بخنوع مع هبوب الرياح القوية ... حتى نفض شعره بسرعة قبل ان يمسح جبينه المتغضن ...


رغم اشتداد الظلمة حولهما ... تمكن من رؤية جانب من صفحة وجهها من النور الخافت جداً الآتي من احدى نوافذ المنزل ....

عرقاً فيه تلوى ذهولاً .. وخوفاً من هيئتها المزرية .. ووجهها الذي انقلب رأساً على عقب من فرط شحوبه واحمرار البكاء فيه ...

عيناها زائغتان وكأنها عاشت مع الشياطين لحظات حقيقية ولأيام طويلة ... وتحتهما هالة سوداء دليل سهاد كالدهر وانهاك كالعمر ....

نظر لها بـ نظرة تتلألئ حناناً .... وشوقاً .... وغراماً ...... وقلقاً ... وهمس بأجش وهو يحاول إعادة نسخ صورتها الحلوة في عقله بعد فراق طويل .. طويل ... وبشع: ليش ظاهرة خاري ...؟!

باغتته بنظرتها ذاتها .. المؤلمة حد الانين .. الآنية حد الألم .. وبخفوت مبحوح .. متحشرج .. قالت: انت سلطان ...؟!


مع نظرتها غير المصدقة ... وكأنها تنظر لـ خيال لا لـ انسان ... توجعت أوردته وانقبضت حول قلبه المشتاق .. وقال بصدق شفاف ملؤه العاطفة والحيرة: والله سلطان ..

امسك يدها ووضعها على ذقنه حتى تحسست خشونة شعيراته السوداء واكمل بنظرة أليمة: زخيني ... انا سلطان يا لولوته ... انا صدق هب خيال .... شبلاج ابوي .. شو مستوي ..؟!



قال كلمته الأخيرة قبل ان ترمي جسدها عليه وتحتضنه بقوة جاهشةً بالبكاء الحاد مرة أخرى ...



: قـ قـ قالولي متتتت ... قـ قالوولي سلطان ماااااااتت .. مـ ما صددقتهمم .. والله مـ ما صدقتهمممم .. لان ادري انك ما متتت .. لو متتت ما بتلقااااني اتنصخ الحييينه .. آآآآآآه ....


دخلت في حضنه اكثر وهو وبكل قلب مغرم شد من احتضانه لها ... وتأوهت بنواح ... بـ سكرة شوق مُهلكة:
حبييييبي .... حبييييييبي .......


اخذ يهدهدها بـ رقة وخفوت وهو يمسد شعرها الرطب بـ حنان جارف: اششش .. بابا .. نبض سلطان .. اهدي .. انا هاذوه جدامج ما مت ....
خذي نصخ واذكري الله ..

قبّل اذنها بـ حرارة واكمل بذات صوته الرقيق الخافت: والله هب فاهم من اللي قلتيه شي ..
منو خبركم انيه مت ... جيه السالفة لعبة ..؟!

اجابته شما بصوت اخشوشن من البكاء واختفى اغلبه خلف فمها المختبئ في صدره الدافئ: مـ ماعرررف .. مـ ماعررف ..
بـ بطي و و واحمدد ....... يوني ا ا اليووم .. وقـ قالوولي ان يااهم خبر ... مـ من ... ماليزيااا ..

شهقت بمشاعر حارقة منفلتة كلياً ... واكملت بتحشرج متقطع مرتعش: ا ا انكك .. ا انكك مسوي حااادث .. و و وموترك احترق ... و و
ووانت .... ووانت احترقت ويااااااه ...

رفع كلتا حاجباه بـ ذهول .... واستغراب اثار فيه الريبة والتوجس .....





ماليزيا .....!!! ... وحادث خلف ورائه سيارة محترقة ..!!! ....... يبدو ان هناك لبس في الموضوع ......!





قال وهو يبعد وجهها قليلاً كي يجعلها تراه وترى عيناه الذائبتان من الرقة: وانتو صدقتوا الله يهداكم ..!! أي واحد ايي يقولكم فلان مات بتصدقونه ..؟!

احتد صوتها وهي ترد عليه بغضب: اللي ما يخافون الله طيحوا قلبيه ... قالوا حق بطي انهم لقوا مع الجثة بطاقتك الصحية وصورة لك انت وياااه ...

عقد حاجباه ..... ورغماً عنه .... جال بفكره يمنةً ويسرة .. حتى توهجت نظرته بصمت بعد ان تذكر انه ما ان اصبح في تركيا ... علم بفقدانه لـ بطاقته الصحية .... وصورته العتيقة التي تجمعه وبطي .... والتي تصاحبه أينما ذهب مذكرةً إياه بإحدى نعم الله الكثيرة عليه ......

لم يستغرب تأكد الشرطة من انه هو الجثة الميتة .. فـ غير البطاقة والصورة .. هو لم يخرج من ماليزيا بجواز سفره الأصلي ... بل بجواز سفر زائف كي ينتقل الى تركيا بـ سرية وكتمان وكي لا يعرف ديرفس وجماعته انه آتٍ اتجاههم ....



تراجع بـ صدمة مباغتة عندما اجس بـ جسدها ينسل من يداه ..... وتجثو على الأرض ..... بلا حول ولا قوة .....

وشعر بأحدهم يصفعه بحرقة .... بقهر .... ما ان رآها تهذي ورأسها منخفض الى الأسفل ... تهذي بكلماتٍ لم يستوعبها الا بعد لحظات ....



: خفت تموت قبل لا اتهنابك ....
خفت تموت قبل لا تسامحني على سواتي فيك .... على غبائي ... وغباء كرامتيه اللي ماذوق عسلها الا من نظرة عينك ..... وقوة روحك ......
خفت تروح عنيه وانا ما سمعت منك الكلمة اللي ما خلت قلبيه وعقليه في حالهن ابد .....



تحشرج صوتها حد الصميم .. وحد السكين الحار: خفت تخليني وانا ما بعدني ما سمعت ضحكتك ولا ريت بسمتك ....


هزت رأسها بـ النفي ... وقالت بصوت ارتفع من الهذيان ... والوجع .... والأسى: ضحكتك اللي اشوف فيها الحب بليا جروح انا سببها .... وبسمتك اللي اشوف فيها الهنا والسعادة .....



تأوهت وهي تضع يدها اسفل بطنها ....




ظنت ان سلطان سيركع ويجلس قربها ويعاهدها بفعل كل ما ترغب به .... او يرفعها إليه ويدخلها في احضانه ويبث في روحها الأمان ... والسكينة ..... سكينة تنافت مع روحها الحالية المتخبطة المتشعثة


ثواني قليلة مرت .... حتى صاحت بخوف باكي بسبب ارتعاد المكان من صوت السماء الراعد ...


هنا .. امسك كلتا كتفيها بقوة .... ورفع جسدها حتى أصبحت امامه .... نظرتها تقابل نظرته المظلمة الضبابية ..


قالت رغماً عنها ... بصوت طفولي .. صادق وخائف: خل نحدر ... انا أخاف من المطر والرعد ... انااا ........


انخرس لسانها ... ما ان قرّب وجهه منها ... وقال بأنفاس متلاحقة .. ملتهبة .... وبصوت أجش خفيض آتٍ من بعيد .. بعيد جداً:
لو هالمطر .... زرع في يوفج خوف منه .... فـ انتي .... بجفاج ... وقطعج للوصال .... حرمتي يوفيه من كل شي الا من الشقا والقهر .... والظما ......



ظل يأسر عيناها بـ عيناه الشفافتان ... المتلألتان بـ عاطفة حزينة جعلت دموعها تتساقط في دفعة جديدة وطازجة .....


اكمل بذات صوته الخفيض ... السحيق ..... البعيد جداً:
ظلمتي قلب سلطان ...



هزت رأسها بعنف وهي تقول بتحشرج وقد فقدت سيطرتها على اعصابها: ا ا ادري .. ا ادري ...



: وذليتي قلب سلطان ...



هزت رأسها مرة أخرى ....... وقالت بصوت اشتد بحته/خشونته من البكاء: هـ هيه .. هـ هيه ... ا ادري .. اددري ..



: وبعتي قلب سلطان .....



هنا .... انزلت رأسها ... بـ عذاب .... بـ خزي من نفسها ... بخزي من مراهقة ابت الا ان تأثر لكرامتها المهدورة .. من غير ان تتأكد ان الرجل الذي "كان باعتقادها جارحها/مُذلها" بريء .... وقالت بنبرة منكسرة ... أليمة ... مُعذبة .. وقد غدا وجهها اشد شحوباً:
يعل اللي باعوه يفدونه ........ ويفدون كل عرجن فيه ..........



ذبلت عيناه بابتسامة خافتة .... لامعة .. مشوبة بـ حزن اصيل ... بمشاعر اصيلة لا تعرف الزيف/الغدر .... واكمل يخرج ما يجيش في روحه:
عقب كل ها ......... تبيني اسامحج .......؟!



اشتد اعياؤها ... وألم بطنها .... الا انها ابت ان تضعف الآن .. ليس وهو امامها بعد فراق أيام طويلة ... ليس وهو يتحدث معها لأول مرة عن وجعه بما فعلته به .... بما اقترفته بحقه قبل سنين طويلة .........

نظرت لعيناه بنظرة شفافة ... تتلوى ألماً متأملاً .. وأملاً متألماً باكياً: ان سامحت ... فـ انت الكريم ولد الكريم .. وان ما سامحت واقفيت يا ولد ظاعن .. فـ الله يشهد عليه .. ما اعاتبك ولا ألومك .... بتظل شرات ما انت في القلب والروح ..........


ارتفع جانب من ثغرها عن ابتسامةٍ حزينة بالكاد ظهرت ... وتابعت بهمس: انت ما تستاهل تيلس ويه وحده خبلة شراتي .. انانية وما يهمها الا نفسها ودوم تـ..........




: أحبج .........................




كلمة واحدة .... واحدة فقط .... كانت كفيلة بإخراس لسانها ...... ومجسات اعصابها .... ودماغها .....

كلمة تلوعت رغبةً بها عمراً ....... وانصهرت توقاً إليها دهراً ............


كرر تحت انظارها المتجمدة ....... الأليمة ......... المصعوقة حد الرمق الأخير .. كررها بصبابة دامية وهو يتأمل بقلبٍ منتفض ثائر ...... فمها الشهي: أحبج ....




ثانية ......... ثانيتان ........

ثلاث ........... ثم اربع ...........



وفجأة ....... شهقت ملتقطةً اكبر كمية من الهواء الذي اختلطت ذراته ببعض زخات المطر المنعشة ...... وتراجعت بقلب مذعور الى الخلف ....






حبيب الروح

سارق النبض

تتراقص روحي اشتياقًا

تنوح أنفاسي توقًا لعبقٍ يأتي بك

المحاني تناديك

أرصفة العاشقين تفتقدك

كل الأماكن تصرخ حنينًا إليك

كل الذكريات أنت

تأتي كـ وميض في ذاكرة

الروح فتحترق بلسعة نورك

أفتقدك حد الضياع

أخاف المطر

وكان لقاؤنا موجعًا كـ حبات البرد

كـ صوت الرعد

كـ بريق البرق العاصف

كانت رعشات الجوى تبللنا كـ قطرات المطر القاصف لكل هدوء

كانت أحبك من ثغرك دواء

لكل أمراضي

ضاعت نبضاتي وتاهت عند

مفرق حروفٍ أربعة " أ ح ب ك "

ظالمة أنا على قلبك

قاسية على روحك

وجئتني بلحظة مطر لتغرقني لأسفل درك من التوق

،

*كلمات الراقية طعون






من هول صدمتها بالكلمة .... من هول شلل عقلها ... وحواسها ....... لم تعرف انها وضعت قدميها على بركة صغيرة من الماء تجمعت من المطر ......

وقبل ان تتزحلق وتسقط ....... امسكها سلطان بقوة وسحبها الى صدره .......


قال بـ خوف شديد: بسم الله عليج .. سلمتي .........


بذات نظرتها المتجمدة .. وبذات شحوب وجهها المُرهق ..... قالت بصوت مبحوح مختنق: شو قلت ...؟!


نظر لـ حالتها المُقلقة بنظرة رجولية تعج بالحنان ... بالرقة .... بالعطف .... وكرر بصوت رخيم شفاف صادق:
قلت احبج يالخبلة .... احبج يالانانية ... احبج يالجاسية ...


اخذت تتأمله لحظات بعيناي دعجاوتان حمراوتان بالدموع .. قبل ان تتأوه باكية وقد بدا له بوضوح كم استنزف اعترافه مشاعرها .. وكم آلم ضلوع صدرها ذهولاً ..... وألماً ..........


أسندت جبينها على صدره ... واخذت تبكي هذه المرة بـ رقة ... بخفوت .... بصوت متحشرج مكتوم .... وكأن بكائها العالي منذ قليل قد انهى ما تبقى من طاقتها فلم تجد القوة الكافية لتبكي مرة أخرى بعنف ....


احتضن جسدها الغض .. الرطب المرتعش كـ جسد عصفور طال زمن وقوفه تحت المطر .... احتضنها بقوته الحانية ... المتفردة كـ هو ...... ثم قال بصوت خفيض رقيق تخلله قلق عبق: حبيبي .. تعالي داخل .... انتي خرسانة ماي بتمرضين عقب ...

شدت من احتضانها له ... حتى شعرت ان كل عضلة من جسده الصلب قد تمازج مع طراوة جسدها اللين ..... وقالت برعب:
لا .... لا ...... أخاف تروح عني وتخليني ... لا ... بنتم هنيه ... دخيلك بنتم هنيه ......



توسلها إليه ... وبهذه الطريقة الموجعة ... جعلت من شرايينه تعتصر وتتلوى حناناً وغراماً .. ورفقاً ....


بلا تفكير ...ابعد وجهها عن صدره رافعاً إياه من ذقنها ....... وقبّلها .......






أخذت مني أنفاسي بلحظة عشق سحقتنا كلانا

موجة من الحرارة غمرت رئتيّ

وكأنك قضمت على قلبي وليس أنفاسي بقبلة مجنونة

لا أعلم أهو بريق عينيك أم إجهاد روحي الذي تجلى لي في عمق الليل

سلطان قلبي

ملكت عمرًا جديدًا برؤيتك

و التهم روحي شوقًا مؤلمًا لرؤية ضحكة صادقة منك

دهشة لذيذة مازالت تغمرني لسماع كل لغات الحب منك

أهلكتني بغيابك و مجيئك ..

فما أنت فاعل بي بحق الله ؟؟

،

*كلمات الراقية طعون







في وسط عاصفة شوقه المحموم .... الاهوج ...... ازاح ذراعيها عن خصره ...... ووضعهما خلف عنقه ..... معطياً لنفسه المجال ليقترب اكثر ... واكثر ...........


لحظات طويلة مرّت ... حتى ابعد شفتاه عن فمها .... واخذ يقبّل وجهها الساخن المتورد .... ووجنتاها الرطبتان من الدموع .... واهدابها الباردة المرتعشة الملتاعة ...........

قبّلها حتى يروي ظمأه ... حتى يشبع لهفته .... حتى تعرف انه حقيقة ... لا خيال .... لا مجرد طيف أتى مع المطر ... وسيرحل مع المطر ............



همس بأنفاس متلاحقة ..... وبفمه شبه الملاصق لـ فمها: ما بروح ... بتم معاج ... ولا بخليج ان شاء الله .. خلج واثقة من هالشي ....
تسمعين ......؟!


هزت رأسها كـ طفلة صغيرة ... وبعين غائمة "تفجرت بالعاطفة المشتعلة" ....


ابتسم لها بسمة فخمة مثيرة جعلت امعاءها تتلوى وتتقلص اثارةً .... ثم همس: يلا تعالي .....


قبل ان يصلا نحو باب الفيلا ... اوقفته وهي تقول بـ وجه متورد خجول: سلطان اصبر ...

نظر إليها سلطان باستغراب وهي سرعان ما قالته مبررة: ناعمة بايته عندي ....

ابتسم بـ تهكم طفيف وقال مداعباً: عذول ....

عضت شفتيها بـ خجل شديد والى الآن لم تتجاوز اعترافه الصادم وكلماته الساخنة المتفجرة بالغرام ........


يالله ........ سلطان يحبها ....... يحبها كما تحبه تماماً ............ يالله .... قلبي لا يتحمل ....



تابع وهو يدخل الى الداخل حاضناً تقريباً كل جسدها: بس ما عليه ... بنسير الحجرة الثانية .....



.
.
.
.
.
.
.



انتفض من مكانه وقد استيقظ بعنف على صوت اشتداد المطر الراعد المخيف ....


اخذ دقائق حتى يستوعب اين هو ....!!!

إذا هو في سيارته ويبدو عليه انه غفا بعد ارهاق عصبي استمر ساعات طويلة .....

رفع عيناه الغائمتان الناعستان وحدّق بـ الشارع الذي يقابله الدوار المؤدي لـ منزل سلطان ..... وتذكر كيف انه حام حول المنطقة بارتباك وتردد غير راغباً البتة بالذهاب لأخته خالي الوفاض غير محملاً بأخبار تسر الخاطر/الروح ....

وفي النهاية أوقف سيارته مقرراً انه من الأفضل ان ينتظر .... وقد انتظر طويلاً .. طويلاً جداً ....

شهق عندما نظر لساعة يده ووجدها قد تعدت منتصف الليل ......

الى الآن لم يتصل خلفان به ويخبره عن شيء ......

بدت وساويس شيطانه تشتعل .... وبدأ قلقه المتصاعد يخرج من فوهة روحه المذعورة ....



وبلا تفكير ... اتصل به .....



بعد لحظات .....



رد وقد بدا على صوته النعاس والخمول: ألو ...

شعر بطي بالحرج للحظة الا انه ازاح ما يعتريه بقوة وهو يقول: خلفان .. السموحه يا خويه .. تحريتك واعي ...
ا ا ما رديت عليه خبر .. شو صار وياك ..؟!

عقد خلفان حاجباه باستغراب .... وقال: ما ياكم ..؟!

اتسعت عينا بطي بهلع ... وقال بانفعال: يانااا ...؟! منو هووو ..؟!

اغلق خلفان عيناه بنعاس شديد وغمغم بلا وعي من عقله الغائب: يا بوخويدم سلطان في بيته الحينه سِر شوفه .. يلا مع السلامة أبا ارقد .....

واغلق الهاتف قبل ان يرد عليه بطي ...... بطي المصدوم .... بطي الذي تجاوزت صدمته كل الحدود .. وكل الأمكنة ...


وبوحشية اعصابه .... ونبضات قلبه العنيفة .... شغل سيارته ... ودعس على مزود السرعة بكل قوة لديه ساحقاً الشارع الرطب كلياً بماء المطر ... متجهاً مباشرةً الى منزل سلطان ........


ثلاث دقائق فقط حتى اصبح امام المنزل .... وبلا تردد .. وبلا اكتراث للمطر الذي ينهمر بغزارة ....

فتح باب سيارته وهرع بخطوات سريعة نحو باب المنزل الداخلي ......

نسيَ ان الوقت متأخر ... نسيَ انه ربما في المنزل نساء أخريات غير زوجته ... نسيَ حتى التفكير نفسه ....


فكره متشوش ويريد فقط رؤية وجه ذلك الصديق الوغد ليعود فكره لـ نمطه الطبيعي المعقول ... لـ تعود خفقاته المجنونة لوضعها المستكين المرتاح .... لـ يعود هو بطي ......


بتعقل معدوم .. اخذ يطرق الباب بحدة ..... الا انه لم ينتظر .... واتصل بـ شما ......

عندما ردت عليه .. طلب منها بشراسة ان تفتح له الباب .......


لحظات فقط ...... حتى فُتح الباب امامه ..... الا ان الذي فتحه ... لم تكن شقيقته ......


بل سلطان نفسه ........



رآه .... كان يسند ذراعه على حافة الباب .. وحال صدره يرتفع ويهبط بانفعال واضح .... بغضب واضح ... لا

لم يكن غضباً واضحاً فحسب .... بل كان غضباً حارقاً ملؤه الألم/القهر ...........

هذا ما شعر به سلطان من اول نظرة منه إلى صديق عمره .......


ما ان خطا خطوة مقترباً منه ........ حتى باغته بطي بـ لكمة ارجعته للخلف خطوتان ......

مسّد فكه برؤوس أصابعه قاطباً جبينه بحدة ....... وقبل ان يتفوه بكلمة ....

كان بطي ينقض عليه باللكمات ... والضربات العنيفة الغاضبة .....

زمجر وهو يضرب معدته بقوة مجنونة: تبا تمووووووت ....!!! هااااااه .....!!!!
تبا تموووووووت يالجلـ.... قبل لا اشوووفك واشرررب من دمممك .......!!!!
تموووت وتخلييينيه بحسرة فوااااااديه يالخسيييييسسس .......!!!!!


امسك بتلابيب سلطان .... الذي ... وياللغرابة ......... كان يبتسم باستمتاع ...... ابتسامة استفزت بطي الذي صرخ بغلظة وبملئ حنجرته الجريحة .... والتي بحت/اختنقت حد النخاع:
تبا تمووووووت يا الغدااااااار قبل لا نصفي حسابااااااااتنا ......!!!!


مسح سلطان بطرف اصبعه دماً نزل من فمه .... وقال وهو ينظر لـ صديقه بقوة ملؤها الوفاء/المحبة:
وانا ساكت عنك الحينه لانيه اباك تصفي حسابك ويايه ... هاذوه انا جدامك .. ولا بحرك فيه صبع ... ان بغيت تذبحني اذبحني ..


لانت نظرة عيناه بـ دفئ خالص ... وكرر بخشونة رجولية ودودة: وانا عنديه اغلى عن بطي بن خويدم ..؟!




بطي ... ومن فرط ما يعتريه من لهيب ... ومن فرط فقده لـ اعصابه .... دفع سلطان بعيداً عنه مخرجاً زئيراً من اسفل قاعٍ من حنجرته قهراً/ألماً ......


اشاح بجسده وقال وقد امتقع وجهه تماماً: كنت ناوي تكسر ظهريه للمرة الثانية يا بومييد ..؟!
هااااااه ...؟!
كنت ناوي تكسر ظهريه ...؟!


: ما عاش ولا كان اللي بيكسر ظهرك ..... ولا عشت ولا كنت لو فكرت في لحظة بس اشوفك منكسر .....


حاول الاقتراب ولمس كتفه الا انه حرارة جسد بطي المشتعلة والتي تدل على غضبه الذي لم يهبط ويستكين الى الآن اخبرته ان يتريث ....

خطا خطوتين نحوه .... وتابع بصوت هادئ مستغرب: شو سالفة الحادث ..؟! ومنو خبركم انيه مت ..؟!

رفع بطي رأسه ملتقطاً شهيقاً ليتعبه بزفير عميق علّه بهذا يتمالك اعصابه ويهدأ ..... ثم اخذ يحكي له "بصوت جامد كلياً" .. ما حدث قبل ساعات وما فعله كي يتأكد مما سمعوه .....

تأمل سلطان حالة بطي المنهكة اعصابياً/نفسياً ..... وقال: حسيت اني مضيّع بطاقتيه الصحية .. بس ما دريت انها طاحت في الموتر اللي كان ويايه ...

صحح بطي بصوت مكتوم: وصورتنا ....


لانت عينا سلطان بـ حنان جارف ... وهز رأسه موافقاً ... وقال: وصورتنا ....

حك بطي جبينه بتوتر ... وبشكل ما ..... استكانت خفقات قلبه الوجلة الهستيرية ..... وقال باقتضاب وهو يستدير ليخرج:
الحمدلله على السلامة .......

وقبل ان يمسك مقبض الباب ... تراجع بعد ان أحاط سلطان رقبته بساعده بقوة ... وسمعه يقول قرب اذنه بشراسة:
قبل لا نصفي حساباتنا ....!!



فجأة ...... اخفض بطي اهدابه بتأثر .. وصمت ...



يعلم سلطان ان بطي ما زال مجروحاً منه .. مجروحاً ويراه ذلك الخائن الغدار بعد ان خبأ عنه خبر مقتل شقيقه سعيد .... وقبل ان يتفوه بما يجيش بصدره ويعتذر ...


قاطعه بطي بخشونة عارمة تشوبها بعض الاختناق: الخبر اللي ياني وجلبني فوق تحت يسد ..... اعتبر حساباتنا انتهت يا سلطان ....

ازاح بهدوء ساعد الأخير عن رقبته .... واكمل ممسكاً مقبض الباب: مع السلامة ....








نهــــاية البارت السابــــع والخمســــون


.
.



ثنين عشاق

يظللهم مطر

الأول يبكي بإشتياق

والثاني حنانه بالنظر

مشاعرهم تعاني اختناق

والبوح ما يكفي للسهر

قالها أحبك يالولوة المشتاق

يالقاسية على قلب منفطر

حبك وردني لجنون الإلتياع

وروحي تتوق لك يا النظر

أثر عليها حيل بهالإعتراف

واستكانت روحها ونبضها استقر

انمحى مابقى بينهم من جراح

بقبلة كالجحيم المستعر

هو مولع وهي ماتت انتظار

وضمدت روحهم غيمة مطر ...



*للراقية طعون



"الابيات هاذي اهداء متواضع لمحبي سلطان وشما" ..




 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 17-07-15, 11:00 PM   المشاركة رقم: 2895
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 
دعوه لزيارة موضوعي

و كل شعب بات من يهواه بخير و صحه و سعاده ..

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
منهوو, الاحساء, الجوى،, القوي, يهواه
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t198232.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 17-03-17 02:45 PM
Untitled document This thread Refback 03-02-17 02:14 AM


الساعة الآن 07:08 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية