لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تفضل ان تكون الرواية القادمة كلها باللغة العربية الفصيحة ام كـ الحالية ؟
كلها باللغة العربية الفصيحة 7 6.93%
كـ الحالية 94 93.07%
المصوتون: 101. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-05-15, 04:45 PM   المشاركة رقم: 1386
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 
دعوه لزيارة موضوعي

انا شخصيا يا كثر المواقف اللي هزتني " يا كثر هذرتش بس ... قلنا موقفين ط
امممم
الموقف الاول : لما سلطان قال لشما (صفصوف الله لا يحلك) ...يعني الرجال مشغووول و في راسه مليون شغله و للحين متذكر هذاك اليوم من 12 سنة بالتفصيل ؟؟؟ يعني حبه لشما عمييييق عمييييق حد الوجع
الموقف الثاني : لما نهيان ارسل لروضة المصحف ... هدية استثنائية من شخصية استثنائية للتعبير عن حب استثنائي... ربي يسعدهم

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
قديم 12-05-15, 07:07 PM   المشاركة رقم: 1387
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273510
المشاركات: 1,332
الجنس أنثى
معدل التقييم: طُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2492

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طُعُوْن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الريح مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
طمنينا علي اختبارك ...
الاسم حلو ...
يلا باب التصويت مفتوح ...
و ان شاء الله نعلن الاسم اليوم قبل البارت


اختباري كان يفتح النفس مثلي<< طيب لا تدفين
المهم انو كان جمميل.. الحمدلله ربي يسرها وسلمت الورقة
وانا واثقة من اجاباتي..


اما اكثر المواقف اللي اثرت فيني مدري تأثرت فيها.. الزبدة
موقف سلطان وشما يوم واجهوا بعض بالماضي.. و هدية نهيان
لروضة.. وموقف حارب وناعمة يوم زواج شما ههههههههههههههههههه
لالا امزح.. الصدق تأثر فيني ذكريات ذياب عن عبيد..
وبس🙊

 
 

 

عرض البوم صور طُعُوْن   رد مع اقتباس
قديم 12-05-15, 07:09 PM   المشاركة رقم: 1388
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273510
المشاركات: 1,332
الجنس أنثى
معدل التقييم: طُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2492

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طُعُوْن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، مشاهدة المشاركة
   هههههههههه خليتوهم سلاااحف ..!!!! واخزياااااااااااه

لا لا اسم آسف اهون هههههههههههه



ولا يهمك.. هما سلاحف و البنات سحالي😂🏃

 
 

 

عرض البوم صور طُعُوْن   رد مع اقتباس
قديم 12-05-15, 08:05 PM   المشاركة رقم: 1389
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طُعُوْن مشاهدة المشاركة
   ولا يهمك.. هما سلاحف و البنات سحالي😂🏃

خللاص رسميا حزب السلاحف ...

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
قديم 12-05-15, 08:05 PM   المشاركة رقم: 1390
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي الجزء الثامن والأربعون

 







(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)








الجــــزء الثــــامن والأربعــــون



،



وَاللَه ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرُبَت

إِلّا وَحُبُّكَ مَقرونٌ بِأَنفاسي

وَلا جَلستُ إِلى قَومٍ أُحَدِّثُهُم

إِلّا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسي

وَلا ذَكَرتُكَ مَحزوناً وَلا فَرِحاً

إِلّا وَأَنت بِقَلبي بَينَ وِسواسي

وَلا هَمَمتُ بِشُربِ الماءِ مِن عَطَشٍ

إِلّا رَأَيتُ خَيالاً مِنكَ في الكَأسِ

وَلَو قَدَرتُ عَلى الإِتيانِ جِئتُكُم

سَعياً عَلى الوَجهِ أَو مَشياً عَلى الرَأسِ

وَيا فَتى الحَيِّ إِن غَنّيتَ لي طَرَباً

فَغَنّنّي واسِفاً مِن قَلبِكَ القاسي

مالي وَلَلناسِ كَم يَلحونَني سَفَهاً

ديني لِنَفسي وَدينُ الناسِ لِلناسِ



لـ الحسين بن منصور الحلاج



،



صباح يومٍ جديد



تنفست الصعداء بعد ان تأكدت من خروج زوج امها من البيت .. بدأت تلبس عبائتها ومشاعر الذعر/التوتر/الربكة يتخبطون في روحها بلا هوادة ..

لا تعرف أهي تفعل الامر الحسن ام انها فقط تمشي على درب الانتحار النفسي/الروحي البطيء ..!!!


لا تعرف .... لا تعرف البتة ..!!!

الذي تعرفه انها ترغب بتخليص روحها من جمرات الذنوب الموضوعة على كاهلها كعذاب شبيه بأدنى عذاب من جهنم ..!!



خرجت من المنزل وسارت حيث الشارع العام لتوقف سيارة اجرة .. وبعدها انطلقت حيث المكان المنشود ....

وبعد حوالي خمسة عشرة دقيقة .. كانت امام المستشفى الضخم .. وذعرها في اشتداد سبب بتجمع حبيبات العرق على جبهتها الصافية ..

دفعت لصاحب سيارة الأجرة وخرجت .. ثم تحركت باتجاه ركن مظلل لتتفادى اشعة الشمس الحارقة .. واتصلت بأحدهم ..


: وينج روضة ..؟!

روضة: وصلتي ..؟!

اجابت ببحة موغلة بالتوتر: هيه

هتفت روضة بهدوء: دشي صوب الرسبشن وبييج انا ..



بعد لحظات .. كانت تمشي بجانب روضة وتفرك كفوفها بارتباك بلا ارادة منها ..

ارتفعت عيناها الى روضة التي كانت تملك طولاً بارزاً بعكسها هي .. وسمعتها تقول ببسمة متعجبة: بعدني مستغربة من طلبج .. اقصد انج تبين تشوفين الوالد ..

قبضت كفها الايسر بالايمن بقوة .. واشاحت بعيناها بشكل اوحى لروضة انها لا تستطيع الاجابة على سؤالها الفضولي ..

لكنه سؤال طبيعي أليس كذلك ..؟!

فتاة غيرها لكانت تسائلت عن سبب رغبة فتاة غريبة برؤية والدها الراقد من غير ادراك منه ولا إحساس سنين طويلة ...!!


قطبت روضة حاجبيها بنظرات انثوية متفحصة وبدأت تشك بأن هذه الفتاة "الغامضة" ليس لها ماضٍ مع والدها ...!!


كتمت شهقة مذهولة بقرارة نفسها ..

أتكون زوجته ..!!!!!


ههههههههههههههههه أيتها الغبية ذات الخيال الجامح .. والدك في غيبوبة منذ خمسة عشر سنة .. في ذلك الوقت لابد وان هذه الفتاة كانت لا تزال تتعلم الابجدية ..!!


لكن لهيب الشك زاد .. ومن غير ان تشعر خرج السؤال من فاهها: كم عمرج رفعة ..؟!

اعطتها رفعة تعبير مستغرب .. واجابت بعفوية: 28

اتسعت عينا روضة بـ ذهول شديد .. وقالت بنبرة شبه عالية: 28 ...!!!
يعني اكبر عني بـ ثلاث سنيييين ...!!!


هنا .. كتمت رفعة بسمةً خجولة مرتبكة .. وهمست: بلاج انصدمتي ..!!!

ضحكت روضة من الاحراج .. وقالت: شكلج ابد ما يقول انج بهالعمر .. والله تحريت توج الا 19 ولا 20 ..

وضعت رفعة يدها على ثغرها لتخفي ضحكة ناعمة انفلتت منها رغماً عنها .. واخذت روضة ترمقها بنظرات منبهرة .. فهي كانت المرة الاولى التي ترى فيها هذه الفتاة "الجامدة ان صح التعبير" بهذه التعابير الحلوة اللطيفة ..!!

كانت بحق ذات وجه يلائمه البسمات/الضحكات بصورة أليمة .. وتسائلت روضة ما اذ كانت رفعة تجهل هذه الحقيقة ام تعرفها ولكنها تفضل تجاهلها ...!!

هتفت رفعة وتوترها بدأ يخف بفضل عفوية روضة: يمكن لاني قصيرونة وضعيفة فما يبين عليه العمر ..

ابتسمت روضة وقالت: هيه يمكن .. ما شاء الله عليج ..



حسناً .. لو انها الآن بعمر الثامنة والعشرين .. فهي كانت بعمر الثالثة عشر عندما حصل حادث والدها ..

أي انها كانت بعمر يسمح لها "اي عقل ذو عرف قديم" بالزواج ..!!

تباً .. وسوسة الشيطان ما زالت تتقافز بمخيلتها ....

لا لا .. ما كان والدها ليفعلها ويتزوج على والدتها التي يعشقها ...

وان افترضت الامر غير القابل للتصديق .. فهو ليس صاحب عرف قديم متهالك ليختار فتاة صغيرة بعمر بناته ليتزوجها ..!!

وما ادراك يا روضة ..!!

ما ادراك ....!!!

كنت صغيرةً جداً لتعرفي كيف هو والدك وكيف يفكر وينظر لهذه الأمور ...!!

افففف .... لا لا ... لا يفعلها ...

حسناً .. هي ومنذ معرفتها برفعة وهي تستغرب غموضها وافعالها الغريبة الحادة "المنفعلة اغلب الاحيان" .. افعال تجبرها الآن على تخمين امور لا تمت للعقلانية بصلة ..!!!!


خرجت من دوامة افكارها العاصفة وهي ترى من بعيد باب غرفة والدها .. تحركت خطوتين رشيقتين واسعتين وهي تهمس بهدوء: وصلنا ..



.
.
.
.
.
.
.



فكرة ان يتقرب من ابنة عمه عن طريق التقرب المتزلف بوالدها هي فكرة حمقاء بغيضة لا يستحبها بتاتاً .. والده يحمل افكاراً غريبة لا تمت للعقلانية بـ صلة ..!!

لقد جن تماماً خاصةً بعد الموقف الاخير بينه وبين بنات عمه .. لقد علم عن طريق والدته بالمشكلة التي حصلت قبل شهر في منزل عمه بسبب موضوع الزواج .. فـ روضة قد اعلنت رفضها التام من الزواج به ..!!!

رغم ان فخره/عزة نفسه قد توجعتا من هذا الرفض الا انه اسعده بشكل ما .. فهو ايضاً لا يريدها ...


تأفف بانفعال حاد وهو يدخل المستشفى بسأم متوتر ..

لا يعرف ما الحيلة ليتمكن من التفلت من هذا العبئ .. لقد اعلن المعنيان رفضهما القاطع .. فلم كل هذه التعقيدات غير المرغوب فيها من قبل والده العنيد ..!!!

تأفف للمرة الثانية محاولاً تذكر رقم غرفة عمه الذي لم يره سوى خمسة مرات منذ ان سقط طريح الفراش ..

رفع هاتفه الذي يرن قبل ان يقلب عيناه بضيق .. واجاب: مرحبا ابويه ..

..

: هيه توني واصل المستشفى

..

: بنات عميه هنيه ..؟!!

..

: يا بويه طوليه بعمرك كيف يعني تباني اييب راسها ..!!!

..

: لا حول ولا قوة الا بالله ..

..

: خلاص خلاص ان شاء الله .. بحاول ارمسها ..

..

انت بتيي ..؟!

..

: اهاا زين عيل ..

..

: في امان الله ..



حرك شفته بذات ضيقه وتحرك باتجاه المصعد الكهربائي .. وما هي الا لحظات حتى وصل للطابق الذي فيه غرفة عمه ..


عندما كاد يفتح باب الغرفة .. تراجع فجأة وهو يسمع اصوات اناث .. احداهما تبكي .. والاخرى تحاول تهدأتها ..!!!


ابتلع ريقه بحرج/شك .. ورغب بالدخول واشباع فضوله .. الا انه تردد ..

حسناً .. يستطيع الافلات من هذا اللقاء بحجة ان هناك ضيوف عند عمه .. أليس كذلك ..!!!

استدار ورجع من حيث آتى مخرجاً زفيراً قصيراً تفجر بالارتياح .....



.
.
.
.
.
.
.



امسكت بكتفي رفعة المتشنجتان بشكل مخيف هاتفةً بنبرة متأثرة غارقة بالحيرة/الخوف المريعان: رفعة حبيبتي سمي بالرحمن وشربي ماي ..

امسكت كوب الماء بيد ترتجف حد اللامعقول ودموعها في انهمار مستمر لا نهاية له ....

هي نفسها مصدومة مما حدث لها .. لم تتوقع ان مجرد رؤية ذلك الجسد مضطجع كالاموات على السرير البارد سيهدم حصون طالما بنتها حول روحها المنكسرة بمهارة سنين طويلة .. سيسبب بسهولة شديدة انهيارها المفاجئ هذا ..!!

ما ان رأت وجهه الساكن حتى تذكرت كل تفصيل صغير من ذلك اليوم المشؤوم .. تذكرت وجه زوج والدتها الكريه وهو يجرها كالكلاب من المنزل ..

تذكرت ارتجافاتها الهلعة وهي تنتظر تفسيراً على ما يحدث لها .. تذكرت مقاومتها الوهنة لذلك الشيطان وهو يمزق ملابسها ويجبرها على المكوث في حجرة قذرة نتنة مع شخص غريب دامي "شبه ميت" ..!!

تذكرت روائح القذارة .. والدم .. والرطوبة .. والظلمة المخيفة لذلك المكان .. تذكرت وجه الرجل المسكين عندما استيقظ وأصيب بهستيرية "أليمة حد البكاء" عندما اعتقد انه حقاً قد اغتصبها ....

تذكرت عيناه الحمراوتان المتفجرتان بإحساس الذل/الفاجعة/الصدمة القاتلة ..!!!



تذكرت .......
تذكرت والدتها .. والدتها التي ماتت بحسرتها على ابنتها الوحيدة وما حلّ بها ...

إلهي .. ألم يأن لهذا الحزن المدمر ان ينتهي ..!!

رحماك يارب .. رحماك وليس غير هذا ارتجي ....

كل هذا قد تهيّج بذاكرتها ما ان رأت وجهه .... ووجهه وحده من حرّر قيد عمر لا روح ينبض فيه سوى روح الألم العلقمي المشين ..!!



رفعت عيناها الى السقف .. وبدأت تذكر الله بهمس متحشرج مختنق مبحوح .. وشربت الماء دفعة واحدة ..

ثم قالت بنبرة اظهرتها ثابتة قدر المستطاع رغم فكها المرتجف الذي يظهر مدى هشاشة روحها الآن: ر ر روضة .. مـ مـ ممكن تخليني شوي ..؟!

مشطت روضة ملامح وجه رفعة بألم لا تفسير له .. هو ألم يخرج مع ألم تراه بأعين الغير ولا تعرف اسبابه .. وهمست وهي تنظر لوالدها نظرة خاطفة: ان شاء الله ..


خرجت من الغرفة بملامح تعصف شك وريبة .. وبدأت تصدق فعلاً ان هناك امر ليس بهين قد جمع بين تلك الفتاة ووالدها .. امرٌ مخيف بحق ..!!


رن هاتفها معلناً قدوم اتصال من ناعمة .. وهنا شعرت ببسمة دافئة خافتة تغزو ثغرها .. فهذه الناعمة دوماً كانت تتصل بالوقت المناسب .....

لا تعرف ما الذي ستفعله من غير نصائحها وحكمتها المعهودة عندما ستتفرغ لحياتها الزوجية فيما بعد .. من الآن تشتاق لها .....

وتلك الحصة .. هههههههههههههههههه ليت تلك الفتاة تعقل وتترك عنها قذف صواريخ الشتائم/الاوصاف البذيئة بحق زوجها كلما تحدثوا على الهاتف .. رغم انها تضحك دوماً على فظاعة ما تتفوه به الاخيرة بحقه الا انها بقرارة نفسها تخشى ما ستؤول إليه علاقة الاثنان ..!!!

حصة اختها قبل ان تكون صديقتها .. ولن تتحمل ابداً ان ترى اختها في علاقة مهتزة مبنية على اسس البغض/الحقد مع من ستعيش بقية عمرها معه ..!!!


فليكن الله بعون المسكين .. لا يعرف اي مصيبة جميلة ستحل على رأسه بعد اسابيع قليلة ..!!


عند آخر فكرة حلّت على رأسها ضحكت بنعومة .. واستلت هاتفها بسرعة قبل ان يصمت ....



.
.
.
.
.
.
.



خرجت من بوابة المستشفى وهي ما تزال تتحدث مع ناعمة .. وبعفوية اخذت تسير على الرصيف حتى وصلت حدود البوابة الخارجية ..


: اقولج يا نعوم طيحت قلبي .. اول ما شافته صاحت .. ماعرفت شسوي ادودهت من الخاطر ..

: وابوي .. شياها ..!!!
انزين الحين هي وين ..؟!

اجابتها روضة بعد تنهيدة خفيفة: قالتلي ابا ايلس وياه روحي ..

عقدت ناعمة حاجبيها باستغراب تخلله شك: تصدقين حتى انا بديت اشك ..

روضة بضيق: ماعرف يختي الشيطان لا بركتن فيه هب مخلني في حالي .. الافكار توديني وتييبني .. والمشكله ما ترمس يوم اسألها .. غريبة هالبنية ما ترومين تاخذين عنها لا حق ولا باطل ..

ناعمة بهدوء: ماعليه .. المثل يقول الخبر اليوم بفلوس باجر ببلاش ..

اضافت بتساؤل وهي تشرب كوب القهوة خاصتها: وينج انتي ..؟!

رفعت روضة رأسها وقالت بنبرة متسلية: انا امره عند الباركنات اللي على الشارع العام

ناعمة باستغراب باسم: شو موقفنج هناك ..!!!

روضة: هههههههههههههههههه غرقت بالسوالف وياج وما حسيت على عمريه وانا امشي ..




تسمرت بمكانها فجأة .. وتمتمت بذهول شاسع: خالد ...!!!

هتفت ناعمة باستغراب: خالد ..!!! منو خالد رويض ..!!!


رصت روضة على عيناها بحركة عفوية كي تتبين هوية الرجل المتمايل بوقفته على باب سيارته ويتحدث بالهاتف .. وهمست بذات ذهولها: خالد ولد عمي ..
يختي خالد انا متأكدة .. شو يايبنه هنيه ..!!!

ناعمة: يمكن ياي يشوف ابوج ..

ردت روضة بسخرية: ههههه ضحكتيني وانا ما فيه ضحكة .. خويلد ياي يشوف ابويه .. جيه قامت القيامة وانا مادري ..!!!

هتفت ناعمة بحزم متعقل مع معرفتها السابقة بطبيعة علاقة روضة وشقيقاتها مع عائلة عمهن: ليش لا .. يمكن الله هداه ..

هزت روضة كتفيها ببرود منعدم الاكتراث وقالت: يمكن ياي حق حد من ربعه .. شو عليه انا .. ارد داخل ابركلي ..

اردفت وهي تستدير باتجاه بوابة المستشفى: بخليج نعومة ..

ناعمة: اوكي غناتي .. ربي يحفظج

روضة: مع السلامة

ناعمة: مع السلامة



ما ان خطت خطوتين حتى سمعت احدهم يناديها: روضة ..

رفعت حاجباً واحداً ببطئ وكأنها علمت بهوية الرجل ما ان سمعت صوته .. شتمت بقوة نفسها المتهاونة بعض الاحيان عن تغطية وجهها .. لو انها انزلت الغطاء على وجهها لما كان قد عرفها .. لكن حرارة شمس الصيف الحارقة هي من كانت السبب .. شعرت بضيق شديد بالتنفس ولم تجد الا ان تنزل الغطاء قليلاً كي تلتقط بعض الهواء المنعش ....


استدارت بشكل جانبي ونظرت من خلف كتفها .. وعندما كان يقترب منها هتف بنبرة تخللها حرج خفيف: مرحبا بنت العم شحالج ..؟!

اجابته روضة بحزم بالغ صقيعي لا يخلو من انوثة صوتها الفاتن: مرحبتين الساع خالد .. بخير وعافية ربي يحفظك .. انتو شحالكم وشحال عميه رب ما من شر ..؟!

تنحنح بصوت خافت .. واجاب: كلنا بخير وسهالة يسرج الحال .. آ آ ياي اشوف عميه خليفة بس يوم بغيت ادش سمعت حس بنيات جان ارد ..

ابتسمت ابتسامة لم تتجاوز حدود عيناها .. بسمة تشع سخرية بحتة .. وقالت: ما تقصر بومبارك راعي مواييب .. بس الحينه ماظنتي تروم تشوفه .. خلها يوم ثاني ان شاء الله ..

اضافت بحزم اشد: السموحة ما ينفع اتم واقفه هنيه وياك .. سلّم على عميه واليميع .. مع السلامة ..


استدارت وهي تخطو خطواتها بسرعة تتفجر قوة انثوية اشعرت خالد بإحساس مقيت بالضآلة .. والغضب ..!!!

كيف لها التحدث معه بهذه الدونية والازدراء ..!! .... من هي لتتجرأ وتفعلها معه ...!!!


تبعها هاتفاً بنبرة حادة قاسية: صبري ما خلصت رمستيه ..

ظلّت روضة تسير الى الداخل من غير ان تستدير هاتفةً بنبرتها الحازمة الصقيعية: اظنتي قلتلك ما ينفع اتم واقفة روحي وياك .. هب حلوة في حقيه .. عندك رمسة اجلها لـ عقب هب الحينه ..



اشتعل جوفه غضباً .. غضباً اشد واكثر وطأة على رجولته ..!!!

يكره الفتيات القويات المتكبرات .. يكرههن حد اللامعقول ..!!!


زمجر وقد انفلتت اعصابه تماماً: اقولج صبررررررري ..


لم تتحرك شعرة منها واستمرت بتجاهلها المستفز .. ولم تكن تعرف انه ما زال يلاحقها ..

وفجأة شعرت بيده تقبض على ساعدها تجرها إليه بعنف وتُديرها إليه ليردف وقد احمر وجهه من حرارة الشمس .. وحرارة غضبه الناري: اقولج صبري صمخخخه انتي ما تسمعييين ..!!!!!


شهقت بصدمة عاصفة من حركته الوقحة .. وجرت يدها وصرخت بانفعال حاد كالصاعقة: انت كيف تتجرأ تـ.......



اتسعت عيناها بجنون مفاجئ ما ان وقف جسد ضخم طويل بينها وبين ابن عمها خالد .. وما هي لحظات حتى رأت يد "ذلك الجسد" يمسك بتلابيب ابن عمها ويرفعه بقبضة واحدة ويرميه على العشب الاخضر المجاور للرصيف الذي يقفون عليه الآن ..


لم تكن تحتاج لرؤية وجهه لتعرف هويته ....

لم تكن تحتاج ابداً ..

فنفحته الرجولية المثيرة كافية لتعطيها الإجابة ..!!


توقف الزمن بعقلها عندما رأت ان "المثير" لم يكتفي بمجرد رمية ..!!

بل هجم على خالد ولسانه يقذف لعنات وشتائم تُرعب اكثر مما هي تُخزي ..!!

هنا فقط .. اكتشفت انها ترتعد .. ترتعد كما لم ترتعد من قبل .. ترتعد غضباً من ابن عمها ووقاحته .. ترتعد هلعاً من الفضيحة التي ستحل على رأسها بسبب الذي يحدث .. ترتعد لهفةً/توقاً شاسعا الشموخ لهذا البعيد الحاضر ..!!!


سمعت ابن عمها يصرخ بغضب ملؤه التوتر/الصدمة وهو يحاول دفع الرجل الذي يجهل تماماً من اي مصيبة حلّت عليه: انت منوووووه .. شو خصصصصك ..!!!
خوووز عني ولا اقسسسم بالله بتندددددددم .. خووووووووووزززز .. خووووو.......


انخرس لسانه مع لكمة جديدة شرسة اتت مباشرةً على فكه .. وصوت "ذلك" يزمجر بـ "غضب اسود" .. غضبَ اسدٍ رآى للتو احدهم ينتهك عرضه بلمس "لبؤته": خاازززز يلددددك عن عظظظظمك ..... والله ماخليك يا ابن الكككككككلب ..


وضعت يدها على ثغرها كاتمةً شهقةً باكية مرتعبة ما ان بدأ الوضع يزداد تعقيداً ..

ورأت من بعيد رجلان يقتربان بسرعة .. امسك احدهم جسد خالد ليُبعده والثاني تكفل بإبعاد الذي يضربه بجنون حتى ادماه ..

لم يستطع ابعاد الرجل "المتفجر كالبركان" بسهولة لقوة بنتيه وعرض منكبيه مما اضطره لأن ينادي احد اصدقائه من بعيد ليعاونه على فك المنازعة ..


وقف خالد بمساعدة الرجل الذي كان بجاوره وصرخ بملأ حنجرته غضباً/وعيداً/حقداً صافياً: والله ين الليلة مبيته في المركززززز .. ووووووالله .. هالشنب هب على ريال لو ما خليتك تخيييييييييس هنااااااك .. الله يلعـ... يالـ... يالـ..


دفع "المثير الغاضب" جسد الرجلان اللذان ابعداه عن خالد دفعة واحد وامسك تلابيب الأخير من جديد .. وزمجر بجنون اعمى:
يخسسسسسسي هالشنب على ريااااال يخسسسسسسسي .. امك ما يابت الا حريييييييم راعيات خياااااااس مسووووودات الووويه ..


ابعد الرجال الاثنان عن بعضهما مرة أخرى بقوة عاتية ... وهتف احدهم بصرامة شديدة: اذكروا الله اذكروا الله وصلوا على النبي .. والله مايووز اللي تسوونه يا جماعة الخييير .. اذكروووا الله بارك الله فيييكم .....

صاح رجل آخر باستنكار منفعل: قولوا لا اله الا الله .. حصل خير حصل خير .. وكل شي له حل يا مخاوين شما صدقوووني


دفع خالد الرجل الذي يمسك بكتفيه واندفع يصرخ بذات غضبه الملتهب: هالـ... خلى فيها خيررررررر ..!!!!!
لا اعرررررفه ولا يعررررررررفني من وين لوين ايي يكففففففخ خلق الله هاااااااااهه ..!!!!
لكن والله ماخلييييييييه الـ.... ووووالله .. مبيته في المركزززز يخيس فيه خيااااااااس الكفااااااارررررر ..


امسك "المثير الغاضب" ثوبه من كتفه الايمن باحتقار عاصف مزردي حد اللامعقول: ججججججب ولا كلللللللمة يالرخممممة .. انا اللي بخليك تخيييييس الليلة في المركز يا ولد امممممك .. وبنشوف عاده منو بيظهرك يالـ.....


هتف احدهم وقد بدأ يضيق ذرعاً من الجو المتكهرب المخيف: الله يهداكم اذكروووا الله .. ثره شو مستوي عسب كل هااا ..!!!

دفع خالد بقوة عاتية سبّبت بترنحه حتى سقط بين ايدي الرجال .. وزمجر بعقل تغيب تماماً تحت سيطرة جنون الغيرة السوداء/الغضب الماردي المرعب: هالحيوااااان كان يتحرششششش في حرررررمتيه ..



.
.
.
.
.
.
.



: اخخخخخخخخخ


كتمت باقي تأوهها بعضة خفيفة على شفتها السفلية .. وفتحت عيناها وضباب كثيف يغطي رؤيتها للحظات ..

عندما انقشع ضباب ناظريها .. استوعبت انها نائمة على كرسي في المطبخ ..!!!!

خفق قلبها ربكةً/قلقاً .. ووقفت بعنف وهي تتلفت حولها تتسائل اين هي ..!!

وما الذي جلبها لهذا المكان ..!!

عندها استرجعت احداث ليلة البارحة .. وزفرت زفرة مرتجفة والامور تتوضح بمخيلتها ....


حسناً .. يبدو ان اصبح لديها زوجاً الآن ....

أين هو ..!!!!

مسدت رقبتها بتوجع شديد ولامت نفسها على نومها المفاجئ في المطبخ ....

أتُلام ..!!!

كانت ترتعد غضباً/قهراً من افعاله الصقيعية المستفزة ..

من نظراته المظلمة المرعبة اشد الرعب ..

من بسماته الساخرة الجالبة لتقلصات المعدة المثيرة للغثيان ..

وبلا وعي منها .. دخلت المطبخ واغلقت بابه خلفها وظلت طيلة الليل جالسة على الكرسي وتفكر بقلق صاخب ما اذ كانت قد فعلت الصواب حقاً بالزواج من ذلك "البارد المخيف ذات التصرفات عديمة التفسير" ..!!!


ولم تغفى الا بعد صلاة الفجر ....


تتذكر كيف فتحت حقائبها في المطبخ كي تُخرج جلال صلاتها الكبيرة .. وكيف تسللت لإحدى حمامات المنزل السفلية لتتوضئ .. وقتها اتاها فضول تستكشف المكان المظلم كلياً حولها والذي كان خالياً منه .. وخمنت انه بالتأكيد يغط بنوم عميق في غرفته ..

الرجل بحق كان عديم الرحمة ..!!!

حتى انه لم يكلف على نفسه الاطمئنان عليها وايصالها للغرفة المفترضة ان تكون غرفتهما ..!!!!


اختنق بلعومها من احتلال غصة موغلة بالألم وسطها .. لقد سلب منها سعادة العروس في ليلة عمرها ....

سلب منها حق بهجتها واطفئ اثارتها التي كانت مخفية بخجل خلف طيات ذعرها/ربكتها ..

حرمها من سماع كلماتٍ غزلية حلوة بجمالها/ألقها كأي عروس ..!!!

حرمها من التنعم بدفئ النظرات/ود الهمسات وبدل هذا انقض على برائتها مع سيل جارف من التصرفات القاسية/المتجاهلة/الباردة ..!!!

يالله .. متوجعة منه بحق .. متوجعة حد السماء ..


سارت باتجاه باب المطبخ لتخرج عازمةً على وضع حد لهذه المهزلة ذات الدم الثقيل .. البارحة نامت في المطبخ .. والله وحده يعلم غداً أين سيتركها تنام ..!!!


تمشت بخطوات مترددة خجلة تبحث عنه بعيناها ولم تجده .. عضت على شفتها السفلية وقررت ان تقوي روحها الخجلة وتذهب الى الطابق العلوي ..

عندما اصبحت هناك .. جالت عيناها على المكان بإعجاب شديد .. ذلك المتعجرف القاسي يبدو ان ذوقه عاليَ المستوى وراقي حد الصميم ..!!


انتقلت عيناها من ابواب الغرف المغلقة الى ممر جانبي منفصل .. وعندما سارت باتجاهه رأت غرفة منفصلة عن باقي الغرف المتقابلة .. وخفق قلبها عندما خمنت انه نائم بهذه الغرفة ..


ازدردت ريقها بخجل فظيع .. ثم اقتربت من الباب .. وطرقته بخفة شديدة لا يبدو انها وصلت لمسامعه في الداخل ..


شدت من طرقتها بشكل رقيق .. وانكمشت بجسدها منتظرةً ان يفتح الباب ..

لكنه لم يفتح ..!!

اقتربت بلا وعي منها من مقبض الباب .. وحركته للأسفل وفتحته ببطئ ..

صمت المكان والنور الخافت الخارج من بين ستائر النوافذ شجعتها لتدخل بجرأة اكثر ..

سارت على اطراف اصابعها وشعور التوتر/الربكة يعتلان منصة قلبها بوحشية لا منفذ منه ..

وعندما اصبحت تقف داخل الغرفة .. ادركت ببساطة انها فارغة ..!!

أين هو ..!! .. أتكون هذه ليست بغرفتهما الرئيسية ...!!

لكن فخامة الغرفة واناقتها التي كأناقة جناح العرسان الجدد تخبرها بعكس ذلك ....

خرجت من الغرفة واخذت تبحث في باقي الغرف .. والنتيجة كانت واحدة .. كلهن فارغات من رائحة طيفه المثيرة للحواس/الأنفس ..!!!


شعور بالذعر اجتاحها في هذا المكان الصامت كلياً من الارواح .. وسرعان ما وجدت نفسها تنزل بسرعة الى الطابق السفلي وتنادي الخادمة بوجل ..

ما كان اسمها ..؟! .... دونا ..!!!



: دونااااااا .. دوووناااااااا ..



لكن تلك الدونا لم تجبها ...!!!!



فتحت الباب المؤدي الى غرف الخادمات وتنظيف الملابس واحتد عُلي ندائها "الخائف": دووووووناااااااا دووووووناااااااااااا



وكذلك لم يجبها احد ..!!!



دخلت للمنزل مرة اخرى .. واخذت تدور حول نفسها وافكارٌ مخيفة تغزو مخيلتها بلا رحمة ..


فكرت بالاتصال به .. لكنها لا تعرف رقمه ..!!

في الحقيقة هي تجهل الرقم ولو كان عندها لترددت بالاتصال به .. ما زالت لم تعتد فكرة انه زوجها الآن .. وتصرفاته ليلة البارحة معها جعلتها في حالة استنفار نفسي مُربك للأعصاب بحيث يجب ان تفكر الف مرة قبل ان تفعل شيء مرتبط به ..


اخذت شهيقاً عميقاً متهدجاً .. ثم اخرجت زفيراً اخرجت معه ما يعتمل خاطرها من ربكة مريعة .. وقررت ان تأخذ الامور بهدوء ولا تجزع ..

وعلى هذا بدأت تسير اتجاه صالة المجلس الكبيرة وتفتح ستائرها وتشعل اضواء ثرياتها حتى انقشعت ظلمة الصباح الكئيبة حولها مما ترك انطباع مريحاً/حلواً على روحها المضطربة ..

وفعلت كذلك على باقي المجالس والصالة الصغيرة التي بقرب المطبخ والممرات الجانبية ..

ثم فتحت التلفاز الكبير .. واختارت قناة السعودية للقرآن الكريم ليصدح صوت القارئ العيون الكوشي ارجاء المنزل الصامت ..

دخلت المطبخ واخذت مستلزمات الاستحمام الخاصة بها من احدى حقائبها .. وبعدها توجهت للطابق العلوي واستحمت بالحمام الخاص بأول غرفة دخلتها .. الغرفة الشبيهة بجناح العرسان الجدد ..!!


وبعد ان انتهت من استحمامها .. نزلت مرة اخرى الى الاسفل ومزاجها الذي هدأ واصبح اكثر رونقاً/انتعاشاً مع انتعاشة وجهها وجسدها قد اخبرها انها لابد وان تصنع لها كوباً من القهوة بالحليب ....!!



بعد دقائق .. كانت تجلس بطفولية امام التلفاز وبين يديها كوب قهوتها ترتشف منه ..

عندها .. عقدت حاجبيها وهي تفكر اين وضعت هاتفها النقال ..!!

آخر مرة رأته عند الفجر .. عندما استيقظت للصلاة ..!!


واخذت تبحث عنه في المطبخ .. وفي كل مكان .. لكنها لم تجده ..!!

توتر في روحها اشتد ..

هي من غير هاتفها ستكون بحق بعزلة كاملة عن البشرية في هذا المنزل ...

سمت بالله الرحمن الرحيم وبدأت تعيد عملية البحث .. لكن بلا جدوى .. لم تجد هاتفها ...!!!



.
.
.
.
.
.
.



صمــــــــــــت ...!!!!

صمت عنيف لم يتخلله سوى لهاث الانفاس/اختناقات الصدمة ...!!!!


لوهلة شعرت وكأنها ستسقط مغشياً عليها مما سمعته .. لم تستوعب تمايلها الوهن على احد الاشجار القريبة منها لتستند .. تستند لان قوتها مع كل ما حدث .. "اندثرت وماتت" .....!!!!!


الرجال الذي كانوا يمسكون بـ خالد ابتعدوا عنه باشمئزاز/احتقار .. وهتف احدهم صاح بغضب منفعل: خلوه خلوه لا بركتن فيه .. ذبحه حلال هااا ..

وهتف آخر بذات الاحتقار القاسي: امفففففف عليييييييييك .. والله هب منك من اللي مربيك يالخماااااااامم ..


اما خالد .. ومن هول الصدمة .. كان متسع العينان/فاغر الفاه بلسان معقود تماماً .. لا يعرف أهو في احدى برامج المقالب الساذجة ثقيلة الظل .. ام ان احدهم يفتعل ما يجري ليسبب له الجنون فقط ..!!!


وعند آخر كلمة .. سمع الذي هاجمه يهتف بقسوة مرعبة حد السماء:
دشششي داااااااااخل ..



رآى ابنة عمه التي ترتعد كالعصفور تستدير بجسدها وتدخل الى الداخل من غير اي كلمة زائدة ..!!!

وازداد تكهرب صدمته برؤيتها بهذا الخنوع/الضعف امام قوة هذا الرجل الغريب ..!!!

روضة بكل قوتها وجبروت نظراتها الانثوية انصاعت بصمت لذلك ... وبتلك السهولة ...!!!


ومرة أخرى .. سمع الرجل يهتف بصرامة حادة آمرة اكثر مما هي مطالبة: توكلوا يا جماعة خلاص هب مسلسل هووو .. توكلوووا ..


تراجع الرجال عندما سمعوا الامر الصريح .. وابتعدوا تاركين الرجلان في مواجهة منفردة "حامية" .. احدهم بوجهٍ منتفخ من الضربات يعلوه امارات الصدمة/الريبة .. والثاني يلهث بأنفاس ثقلت بالغضب الاسود/الغيرة الهوجاء ..


اقترب منه وامسكه من تلابيبه ليهمس من بين اسنانه المصطكة على بعضها: والله ثم والله .. ونهيان الحر ما يحلف بالله باطل ولا يحنث بحلفانه .. ان فكرت بس تسير للشرطة تشتكي على اللي صار .. حرام ينه ما يردني عنك الا التفق .. تسسسسسسسمع .....!!!!

حاول خالد دفع يد نهيان عنه الا انه لم يفلح .. وهنا صرخ من فرط عجزه/قوته الضائعة/احساس البغيض بالضعف:
انا سكت عشان سمعتنااا بين الناااااس .. ولا كنت اعرف ارد عليك يالـ....
انت منوووووه ...!!!! هاااي بنت عممممي .. انت بأي حق تقول انك ريلهاااا ...!!! هاااااااااااه ...!!! بأي حقققققققق ...!!!!




حسناً .... رجل غيره كانت ستظهر معالم الصدمة/الحرج/الندم على وجهه .. لكنه نهيان ..!!!

ونهيان لا ينحني امام مشاعر سخيفة برأيه كهذه ..!!!

خاصة وان كان الأمر يتعلق بحقوقه ..!!!

اجل .. هي حق من حقوقه حتى ولو لم يوقع بعد على عقد الزواج بينهما ..!!!

هي فتاته ...... حبيبته ..!!

هي غزالته هو ... وليس لرجل آخر الحق بلمسها سواه ..!!!


اشتعلت غيرته من جديد ما ان تذكر صورة هذا الحقير وهو يمسك ذراعها .. وهتف بعينان تقدحان شراراً حارقاً:
بنت عمممك ولا بنت خااااااالك .. ما يهممممممني .. ان شفتك تقرب صووووبها يا وييييلك .. وحلفاني بعده هو ..
اعقل يا بابا ولا تناااطح اللي اكبررر عنك ..

دفعه بعنف/بنظرات تشتعل احتقاراً وكرهاً .. ثم استدار ودخان الانفعال الهستيري يخرج من انفه بلا هوادة ...!!!!



ما ان اقترب من سيارته .. حتى اخرج هاتفه .. ليهتف بعد لحظات بنبرة انفلتت من عقال التعقل/الهدوء:
ابووويه الليلة تخطبوووولي اياهااااااااا .. الليييييييلة .....



.
.
.
.
.
.
.



امسكت رفعة كتف روضة التي ما ان دخلت غرفة والدها حتى انهارت على الارض تلطم وجهها ولسانها يهذي بكلمات غريبة غير مفهومة .. هتفت بنبرة قلقة مذعورة: روضة فديتج شبلاااااج ..!!! شو مستوووي ..!!!!



لا تستطيع الكلام .. لا تستطيع .....

تشعر ان ما حدث سلب منها قوتها المعهودة ......

لأول مرة في حياتها تشهد موقف عنيف كهذا .. والمشين انها هي السبب ..!!!!

يالله .. ما الذي سيفعله عمها لو علم ..!!!!

ماذا ستفعل والدتها لو علمت ...!!!!

ربااااااه ..

وذلك المجنون لم يكتفي بضربه .. بل الادعاء انه زوجها ..!!!!

لا لا لا .. من الافضل ان تجهز كفنها حالاً .. فلن يتركوها اهلها حية بعد هذه الفضيحة ......


قالت رفعة بقلق يتزايد خاصةً وهي ترى وجه روضة شاحب كالاموات وشفتيها اللتان غدتا بيضاء ترتعدان: روضة لا تروعيني عليج .. شفيج شو صارلج قولي ..!!!

هزت روضة رأسها بـ لا عنيفة ..... وقالت بتلعثم مبحوح مختنق: مـ مـ ماشي .. آ آ و و وين تلفوووني ..!!!

التفتت رفعة الى اليمين ورأت هاتف روضة مرمي بعيداً عنها .. اخذته واعطته لها وقالت: اندوج .. بدقين على منو ..؟!

روضة بذات ارتجافة صوتها المختنق: عـ على فـ فطوم خـ ختيه ..



.
.
.
.
.
.
.



توقف امام منزل ابن عمته حارب بقوة مما سبب صوتاً عالياً حاداً وصل صداه للمنازل المجاورة .. وخرج منه ولسان حاله يشتم ويلعن بغضب لم ينطفئ الى الآن ..!!!


تباً .. ما كان عليه ان يترك غضبه يسيطر على تعقله ولسانه ......

ما كان عليه ان يتسرع ويهتف بأمور معتوهة لن تجلب الا المشاكل لحبيبته ..

افففففففف ... استغفرك ربي وأتوب إليك ..

يكاد يقسم انه لولا تواجد الرجال لكان قد ذبح ذلك الحقير شر ذبحة ..!!!!



اخذ يتحرك ذهاباً واياباً يسترجع الموقف من جديد ..

لولا اتصال صديقه ناصر به وطلب الاخير منه ان يجلب بعض الاوراق المهمة والتي نسيها في مكتبه في المستشفى قبل ان يعود لقطر ويبعثها له عن طريق الفاكس .. ولولا انه في العاصمة منذ البارحة لإتمام بعض الاعمال المستعجلة لما رآى ما رآه .. لما كان في المستشفى ولما وصل في الوقت المناسب لتعليم ذلك الحقير عديم الشرف درساً لن ينساه ..!!!!


حسناً .. يعترف انه شعر بالقلق .. قلقٌ عليها هي لا على نفسه .. لهذا هدد ابن عمها بأنه ان اشتكى عليه بمركز الشرطة فلن يحصل خيراً له .. فالشرطة ستزيد الوضع سوءاً ولن تنفع الطرفين بشيء سوى الفضيحة ..!!!

حمد الله ان عقله قد رجع إليه للحظات وفكر بمصلحتها وسمعتها .. لا يريد اي امر ولو كان بسيطاً ان يمسها بسوء ..

والآن يخشى ردة فعل عمها .. يخشى ان يعلم بالامر ويفعل ما لا يحمد عقباه بها ..!!!


اتصل مرة أخرى بوالده .. وعندما اجاب سمعه يقول بنبرة حادة: اررررركد يا ولد اررررررركد قلنالك يايين .. والله قلبيه حاااس انك مسوووي شي هب هين يا نهياااان .. الله يستر بسسسس ..

احتد فم نهيان بانفعال مكتوم .. وقال بحزم ثابت "ظاهرياً": انا في بيت عمتيه الله يرحمها .. تعالو هنيه ..



بعد ما يقارب الساعتين



وقف مزمجراً بغضب شديد قاسي مبحوح: اشوووووووه ...!!!!
قلتله جدااام الرياييل والعرب يميع انك ريلهااااااااا ..!!!
انت شوووو ما فيييك عقللللل ...!!!!!
ما تفكككككر ..!!!!
شو هاللي هببته يالمينووووووون ..!!!!!


ضرب باب المنزل الذي كان مفتوحاً بجانبه بوحشية .. وقال بانفعال شديد/غيظ اشد: ما خلى فيه عقل ولد اللذيناااااا .. ما حسيت على عممممريه والله .. وانا هاك الوقت ما كنت اعرف انه ولد عمهاااااا ....


صرخ جده وهو يلوح بعصاته المتينة عليه: وان كان هب ولد عمهااااا ولا يجرب الهاااا انت شلللك ...!!!
شو يخصصصصك في بنات الناااااااس ..!!! سوووود الله ويهك على هالسووووات .. محد بيفضحنا الا ينوووونك هاللي ما منه رجااااااااا ..
حسبي الله ونعم الوكييييل .. الحين في ذمتك عمها لو عرف شو بيسوووي ..!!! هاااااااهه ....!!!!

صرخ اباه بغضب تخلله قلق شديد: بيذبحها بعد شوووو ..!!!!
لا حول ولا قوة الا بالله بسسسسس .. شو بنسووووي الحييينه .. شقى بنظهر من هالوررطة خبروووني ..!!!!

اجاب نهيان بحزم بالغ ملؤه الانفعال: قلتلكم اخطبوولي اياهاااا .. محد بيفج ثمه يوم بتغدي حرمتيه ..

ضرب الجد عصاته بالأرض بحدة موبخاً نهيان بغضب عاتي: جب انت جب .. غربلااات بليسك من ريااال ..

اردف وهو يوجه كلامه الصارم لإبنه: دق على مصبح الحينه وقوله تعال بيت اختك ابويه يباك ..

قطب نهيان حاجبيه بانزعاج .. وهتف بغلظة: يا يديه ما يحتاي الكل يعرف .. تعالو ويايه بيت العرب واخطبوها وكان الله غفوراً رحيما ..

وضع اباه يده على رأسه وعيناه متسعتان بهلع: يالله تصبرني بسسس على هالووولد .. انت خبل انت خببببل ..!!!! عمهااا اللي انت جاتل ولده من الضرب هوو ولي امرهااااا .. من منو بتخطبهاااا غير منه هووو ..!!!!
وشقى بتخطبها منه لو ما سرت واستسمحت عند اكبر راس فيهم على سواتك الردية في ولدهمم واترقع هالجذذذبه اللي ماعررف شقااايل ظهررت منك ..!!!

دفع الجد كتف نهيان بصرامة تخللها غيظ شديد: قلتلك انجججب .. اللي بيمشي ورا شورك معثووور ...

ابتعد نهيان بضيق ملؤه الانفعال/القهر واخذ يزفر بصوت حاد مغتاظ .. ثم سمع جده يأمر والده من جديد ان يتصل بعمه مصبح ويطلب منه ان يأتي ..




بعد دقائق طويلة




كان حارب يسلم على عمه مصبح امام باب منزله هاتفاً الاخير بنبرة حازمة قلقة: انت بعد زاقرينك ..!!!

رفع حارب كلتا حاجبيه باستغراب وهتف: منو هم ..!!!

مصبح: خالك ويدك ..

فتح حارب باب المنزل بينما يهتف باستغراب: موتر خاليه هنيه .. بس ما شكيت ان ورا ييته سالفة .. انا الا جيه راد .. خلصت شغليه واللي عليه وقلت ارد ارقد شوي .. جيه شو السالفة ..!!!


وصمت ما ان رآى ثلاث رجال امامه والصمت المتكهرب المخيف هو سيد الموقف بينهم .. لكن رغم هذا ابتسم برجولية بحتة واقترب منهم وهو يرحب ويهلل بصوت رنان جذاب ..

وبعد ان سلم الرجال على بعضهم .. جلس مصبح بقرب نهيان وتسائل بريبة: شو مستوي يا جماعة تراكم زيغتوني ..

نظر ابا نهيان لإبنه نظرة حادة مغتاظة وبدأ يحكي لـ شقيقه وابن شقيقته ما فعله نهيان .. وطبعاً لم ينجو نهيان من تقريع عمه مصبح القاسي والذي لامه بشدة على انفلات عقله وتصرفه الاهوج المتسرع .....


بينما حارب كان يكتم بشدة ضحكة مندهشة من فعلة ابن خاله .. وبشكل غريب .. غريب ومبهم .. لم يستطع لومه ..!!!


فلو كانت تلك الفتاة حقاً قد حازت على قلبه وعقله .. وتحدث عن نيته بالزواج منها .. فهو لا يُلام ..!!!

خرجت صورة تلك السمراء الغجرية امام عيناه مما سبب بحدوث كهربة لاسعة على طول خط ظهره .. وانقبض قلبه بقسوة لمجرد ان تخيل ان احدهم يلمسها ...!!!

سيقتله لا محالة ......

وبلا وعي كان يتنفس بغضب/انفعال عاتيان ..!!



: بتخاوينا حارب ..؟!!

نظر حارب لعمه عبيد .. ثم لنهيان الذي يقف وشرارات التوتر/الانفعال تحطيان به .. وقرر انه لابد ان يساعد هذا البائس قليلاً ..

وقف واقترب منه بينما يهتف لعمه بحزم هادئ: اكيد بخاويكم بس تريوا ..

امسك ساعد نهيان وجره بخشونة فجة واضاف: لازم العاشق المينون يتسبح وتهدا اعصابه .. طاعو ويهه شقى غادي يزيغ جنه شايف عزراييل ..



.
.
.
.
.
.
.



امسكت وجه اختها وهتفت بحزم بالغ يعلوه الثبات: انزين ممكن تهدين شوي وتفهميني لاني بعدني مب فاهمة شي ..



منذ ساعتين واكثر وهي على هذه الحالة المزرية .. رغم ثباتها الظاهري وجمود ملامحها الا ان جسدها لا يكف عن الارتجاف ..!!!

روضة: قـ قـ قلتلج .. شـ شـ شفت خالد فـ في المستشفى .. وووكان يـ يبا يـ يرمسـ يرمسني ... بـ بـ بس زخ ايدي ووو...



شتمته فاطمة بغضب شاسع .. وقالت: ادريبه الوصخ الردي زخ ايدج .. شو صار عقب ما فهمت ...!!!!



كتمت شهقة ذعر كادت تفلت منها .. ما الذي بحق الله ستقول ...!!!

أتقول ان من سلب قلبه تدخل وتشاجر بعنف مع ابن عمها وادعى انه زوجها ...!!!!

إلهي .. كيف اقولها ..!!! كيف ..!!!!


لكنها ابتلعت لسانها بصدمة وهي تسمع ضجيج وصراخ مرعب آتٍ من الطابق الاسفل لمنزل اختها .. صراخ تخلله شتائم ولعنات وكلمات غاضبة مخزية ....


كان هذا صوت ......... عمها ..!!!!


هنا فقط سقطت دموعها .. ليست دموع خوف بمعناه الحقيقي .. لا .....

بل لأنها اصبح بوضع مخزي مشين امام من كان دوماً يعايرهن بأنهن عديمات الاخلاق وان من تتربى على يد امرأة من غير رجل لن تجلب الا العار لأهلها ..!!!!

تخشى ان يحصل مكروه لوالدتها بعد ان تعرف ما حصل .. هي مستعدة لأن تتحمل كل شيء الا ان ترى والدتها مصابةً بسوء ..

الا والدتها يالله ..



وقفت فاطمة بحدة لتصيح باستنكار منفعل: ها شحقه ياي بيتي يزاعق ويسب ..!!!!
جيه شو يتحرا عمرررره ..!!!!

امسكت روضة يدها وقالت بذات نبرتها المبحوحة المرتجفة ولكن هذه المرة كانت اكثر اصراراً/ثباتاً: فطوم خلي امايه تيي ..

فاطمة باستغراب: ليش ..؟!

وقفت روضة لتهتف بعدها بحزم شديد: لانها لازم تعرف اللي صار قبل اي حد ثاني ..


اتصلت فاطمة بأمها وطلبت منها بهدوء ولطف ان تأتي لمنزلها .. ولحسن حظهن ان والدتهن كانت خارج المنزل وقريبة من منزل ابنتها الكبرى ..

ومن طريقة حديثها كان واضحاً عليها انها الى الآن تجهل ما حصل .. ولو كانت تعلم فأكيد سيكون عن طريق عمهم الذي على ما يبدو توقع وجود روضة هنا بعد ان مر بمنزل اخيه ولم يجدها ..


ما هي الا لحظات حتى تنحنح غانم زوج فاطمة بصوت خشن رنان ويطلب الاذن للدخول .. وعندما دخل عليهن امرهن بجملة واحد صارمة: لا تظهرن من الحجرة يلين ما اعطيكن خبر تفهمن ..!!!!



.
.
.
.
.
.
.



صاح بصرامة شديدة لم تتعدى حدود الادب وهو يقف امام باب مجلس الرجال ليمنع العم المشتعل بالغضب من الدخول للمنزل والهجوم على ابنة اخيه: يا بوخالد صل على النبي ترى والله اللي تسويه ما يرضي ربك ولا رسوووله .. ايلس وهيد واللي تامر به بيصير .. الامور ما تنوخذ بالقوة طوليه بعمرررك ..


صرخ العم ابا خالد مندفعاً بقهر شديد اتجاه غانم لولا يد ابنه التي تمنعه خوفاً من حدوث مشاجرة بالايادي:
اقولك ابا هالجللللللللبة جدااااااامي الحييييييين .. الحييييين اشششوفها جدااااااااامي الوووووووصخه راعية الـ.....
والله ماكووون مبااااارك بن يااااااابر ان ما ربيتهاااا من اول وايدييييييد ....

اشر باستهجان موغل بالحقد/الغيظ العارمان وقد انتفخت اوداجه من هيجان ما فيه: هاااااااي تووووطي رووووسنا .. هالـ.... تيي على آخر العمرررر تووووطي رووووسنا ..!!!!

قسماً بالحي الذي لا يموووت ما يبرررد يوووفي الا وهي تحححت ريييلي تصيييح دممم ..
يعللللها العددددددم .. هااااااي الـ.... تسوي فينا جيييه ..!!!!
توطي روووسنا جدام العررررب وخلق الله ..!!!
والله ماخلييييها وووالله ....


امسكه خالد بقوة وعلامات الندم تنضح من تقاطيع وجهه ..

ندم انه في لحظة ضعف/غيظ ذهب لوالده واخبره بدناءة اخلاق ابنة عمه وما جرى بينهم وبين ذلك الغريب المدعي في المستشفى ..

احتد فمه وصاح محاولاً تهدئة بركان ابيه: ابووويه هد هد فديتك .. خلاص الحينه غانم بييبها يلين عندك .. هد الغالي دخيلك ..

هتف غانم بنبرة اشد صرامةً/اصراراً وقد قست تعابير وجهه: ما بتشبر البنية بقعتها إلين ما افهم شو مستوي .. تراني لعلمكم لحينه ماعرف شي .. من حقي اعرف دام البنية في بيتي ووسط داري ..

صرخ ابا خالد قهراً وقد نفد صبره من تبجح هذا الغانم وتدخله بأمور لا تعنيه: انت مااالك خصصصص .. هاي بنت اخووويه وانا ولي امرهااااا وانااا اللي بيعلمهااااا السسسسنع على اصووول .. اظهررر منها يا غااااانم واتقي ششششررري ..


عقد غانم حاجباه بسخرية .. وقال بنبرته الصارمة التي لا تلين: يا بوخالد اظنتي انت في بيتي .. ولانك في بيتي بسكت عنك .. اذكر الله وايلس محلك وخبروني شو صار عسب ها كله ..


اجلس خالد والده بالقوة .. وهتف بنبرة مكتومة من الانفعال: انا بقولك شو صار ..



.
.
.
.
.
.
.



ارتجفت يداها بينما الكلام يتوالى على مسامعها كطعنات السكاكين ..

لم تتخيل انها في يوم ما ستضع في موقف مخزي كهذا والسبب من ..!!!

السبب احدى بناتها ...!!!

بناتها التي قامت بتربيتهن بكل صرامة أب .. وحنان امرأة .. وعطف اخت وصديقة ...!!!

ما كانت لتشك بتربيتهن ولا بحسن اخلاقهن ..!!!

ابداً ....

دوماً كانت تحثهن على فعل الخيرات وترك المنكرات .. دوماً كانت تنصحهن ان يصدقن دوماً وان يقلن الحق ولو على قطع اعناقهن .. دوماً كانت تقول وتحث وتنصح وهن يفعلن تماماً ما يسمعن ويتقيدن بدين الله وسنة رسوله ..

دوماً كن الشريفات العفيفات الطاهرات ..!!!


ورغم ارتياحها انها ترى الصدق ناضحاً من عينا ابنتها المتوسطة الا ان خيبة عارمة تملكتها من اسباب عدة .. اولها هذا العم القاسي الذي يرتجي ابسط الزلات منها ومن بناتها .. والذي على ما يبدو قد وجد ضالته كي يستخدمها ضدهن .. ثانيها اخفاء ابنتها عنها موضوعاً حساساً كموضوع ذلك الرجل الذي التقته واحبته في اسبانيا ..

حسناً .. في كلا الحالتين .. حصلت العاصفة وعليها تخفيف من وطأة نتائجها المرعبة على حياة عائلتها ..!!!



اشاحت وجهها عن ابنتها بقسوة .. وهتفت بجمود رهيب: الحينه الرمسة ما تنفع .. لكن عقب ما تعدي هالسالفة على خير بيكون امبينا يلسة طويلة يا بنت خليفة ..

احتضنت فاطمة اختها التي كانت تبكي وصدمتها من حكاية الاخيرة مع ذلك الشاب قد اخرستها بقوة ...!!!



.
.
.
.
.
.
.



اوقف ابا نهيان سيارته ذات الدفع الرباعي امام المنزل المنشود مع توقف سيارة نهيان الذي كان يتقدمهم .. وبعدها توقفت سيارة العم مصبح والذي كان معه حارب ..

وبالطبع استغرب الجميع كيف علم نهيان بمكان منزل عم الفتاة الا انهم آثروا الصمت فالجو المتكهرب لم يكن يساعد احداً على فتح فاهه والتساؤل ..!!!

ترجل نهيان من سيارته وهو يؤشر للجميع ان ينتظروا حتى يرن جرس المنزل ويخرج احدهم ليتحدث معه ..



بعد دقيقتان كانت الخادمة تهتف له بعربية متكسرة: بابا موباراك مش هني ..

سألت بحزم خشن ارعبها: وينه انزين ..؟!

هزت كتفيها بخوف .. وتلعثمت بتوتر: مـ ما يئرف .. انا يسمع ماما كبير يقول هو يروه بيت بابا كليبه ..


شحب وجهه بقلق ازداد اشتعالاً .. ثم استدار بسرعة من غير ان يتفوه بكلمةٍ واحدة .. وأشر على الجميع ان يلحقوه الى حيث هو ذاهب ..


لحقه الجميع حتى وصلوا لمنطقة سكنية اخرى .. وترجل نهيان مقترباً من باب المنزل ومخيلته تتصور آلاف الصور البشعة عن حبيبته البريئة التي تعاني الآن من بطش عمها ..


خرج هذه المرة سائقهم محرم والذي اجاب نهيان بوجه احتقن بالقلق بعد ان سأله الاخير عما اذ كان العم مبارك عندهم ..

قلق السائق الذي عاشر عائلة خليفة سنين طويلة جعله يهذي بالكلمات غير مستوعب ان الرجل الذي امامه غريب:
لا .. بابا مبارك يجي هنيه وكان وايد يصارخ ويسوي جنجال وانا شفتي هوه يشل عصا كبير في ايد مال هوه .. بعدين روه بيت مدام فاطمة مع هز سن ..
(هز سن يقصد ابنه)




هنا ادرك نهيان ان المصيبة ليست الا في منزل شقيقة روضة الكبرى .. تتبعه الدائم لها وبحثه عن كل شيء يخصها اعلمه ان لديها اختان فقط .. كبرى واسمها فاطمة متزوجة من رجل اسمه غانم .. وصغرى اسمها شيخة خريجة جامعية حديثة ..


أمر بقسوة: عطني عنوان بيت مدام فاطمة بسرعة ..




بعد ما يقارب العشر دقائق




كانت السيارات الثلاثة تقف امام منزل غانم زوج فاطمة .. وهذه المرة خرج مصبح وحارب مع نهيان ..

وعندما ضرب نهيان جرس المنزل .. خرجت خادمة تسألهم باستغراب عن هوياتهم .. لكن نهيان طالبها بحزم شديد ان تنادي صاحب المنزل في الحال ..


وبعد لحظات كان غانم يتقدم من الباب وعلى وجهه امارات شحوب غريبة .. لكن ما ان رآى الرجال حتى اشتدت قامته هاتفاً بنبرة رجولية قوية: هلا ومرحبا ..

نهيان + حارب + مصبح: السلام عليكم

غانم: وعليكم السلاام ورحمة الله ..



مد نهيان يده مسلماً ليعطيه غانم بالمقابل يده .. وقال بنبرة رجولية فخمة ثابتة وقد اخفى خلف هذه النبرة ربكة هوجاء بمهارة شديدة:
الغالي .. وياك نهيان الحر .....








نهايــــة الجــــزء الثامــــن والأربعــــون





.

.





يومنا مع ابطالنا ما زال مستمر .. وما زال مولع :)

نلتقي ان شاء الله مع البارت الـ 49 يوم السبت اذا الله احيانا ..

حزب آسف "السلاحف" ... خلكم ستاند باي لين السبت وزهبوا اسلحتكم

قراءة ممتعة ..

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
منهوو, الاحساء, الجوى،, القوي, يهواه
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t198232.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 17-03-17 02:45 PM
Untitled document This thread Refback 03-02-17 02:14 AM


الساعة الآن 09:28 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية