كاتب الموضوع :
لولوھ بنت عبدالله،
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء الثاني والأربعون
(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)
الجــــزء الثــــاني والأربعــــون
،
بدأت تتعاطى
تتعاطاه
رٌغمْ معرفتها بأن هذا النوع
من التعاطي لا شفاء منه
وكلمّـا أدركتْ .. أنه قاتل
أخذت جرُعة أكبر
وكأنها مصرة على المُوت شغفاً ..!!!
لـ ريما كركي
،
ها هو خامس يوم من ايام الشهر الكريم سينقضي .. وها هي ستتمكن ولله الحمد من ختم القرآن لأول مرة في اول اسبوع فقط ..
لطالما شعرت بالحنق من نفسها لانها لم تكن تستطيع مجاراة شقيقتاها الكبيرتان في ختم القرآن اكثر من مرة في رمضان .. لكن هذه المرة اعلنت التحدي على نفسها وقررت ختم القرآن كل سبعة ايام من هذا الشهر الفضيل ..
اغلقت المصحف بعد ان وضعت شريطته داخل آخر صفحة وصلت إليها .. ثم نهضت بسرعة لتخلع غطاء صلاتها كي تنزل وتساعد والدتها في تجهيز طعام الفطور وترتيب السفرة ..
عندما نزلت .. سمعت اصواتاً صاخبة آتية من المطبخ الخارجي .. وضعت الغطاء الكبير على رأسها والذي غطى بدوره كل جسدها الصغير بـ حشمة .. ثم خرجت عاقدةَ الحاجبين ..
الا ان عقدة حاجبيها سرعان ما انفكت وهي تبتسم بلطف للمنظر امامها ..
سائقهم محرم بقحفيته البيضاء يجلس على كرسي خشبي صغير ممسكاً بكلتا يديه مضرباً خشبياً طويلاً ويضرب بأقوى ما عنده داخل قدر الهريس .. بينما الخادمة تجلس امام الكثير من الاواني والاطباق وتضع في كل طبق القدر الكافي من الهريس ..
اما اختها روضة فـ كانت تأخذ عن الخادمة كل طبق لتبدأ بـ وضع السمن الحار الذائب على وجه الهريس والقليل من البصل المحمر .. ثم تغلق الطبق قبل تنظيفه من الخارج ووضعه جانباً بـ حرص ..
همست بوجه غارق بالسكينة وراحة البال: السلام عليكم ..
رد الجميع السلام عليها وهم مستمرين بعملهم ..
جلست بجانب اختها وقالت: امييه وين ..؟!
اجابتها روضة وهي تغلق احدى الاطباق بإحكام: روحت صوب ام يوهر .. قالت طشونه وبترد ان شاء الله ..
وقفت بعدها لتردف: يسي خذي مكاني بسير اصخن الشوربة ..
هزت شيخة رأسها ثم جلست مكان اختها وبدأت بعمل ما كان بين يديها ..
وبعد لحظات رفعت رأسها وهي تسمع صوت صبي صغير يدخل المطبخ ويهتف بـ خجل شديد: خالوه شيخه هذا حقكم ..
اتسعت ابتسامتها ما ان رأت ابن جارهم .. ثم اقتربت منه قبل ان تأخذ من بين يديه طبق متوسط الحجم هاتفةً بـ بسمة حنونة جميلة: خشمك ..
قرّب الصبي انفه من انف شيخة وسلم عليها بـ وجه محتقن ثم قال بتلعثم مرتبك: امايه تسلم عليكم وتقولكم يعله فيه العافيه .. وقالت خبرهم انها تبا تييكم عقب التراويح ان شاء الله ..
مسدت شعر الصبي الكثيف وقالت: الله يعافيك ويعافيها حبيبي .. رد عليها السلام وقولها البيت بيتج حياج في اي وقت ..
هز الصبي رأسها بـ حسناً وخرج يهرول بـ حماس بينما وضعت شيخة الطبق على الطاولة القريبة من الفرن الكبير وهتفت للخادمة: حسنا يلا ما بقى شي على الاذان سيري مدي الصفرة ..
تركت الخادمة وهي تومئ برأسها .. ثم خرجت قبل ان تتذكر امراً كان يحوم حول عقلها منذ يومين ماضيين ..
دخلت المطبخ الداخلي لتقول لـ اختها الواقفة امام الفرن: رويض شرايج دام ان كنسلنا سفرة الصيف نسير نعتمرلنا كم يوم .. هالايام فضيلة وانا في خاطريه استغل كل ثانية فيها ..
اعطتها روضة نظرة سريعة قبل ان تهتف بـ هدوء وكأن الفكرة قد راقت لها: والله فكرة .. صدقج عمرة رمضان ما تطوّف ..
اممممم خليني اشاور امايه واشوف شو بتقول ..
وضعت شيخة يدها على صدرها وهي تدعو الله بقرارة نفسها ان يكتب الله لهم هذه العمرة .. ستبكي حزناً لا محالة ان لم تقف امام بيت الله في هذه الايام المباركة وتدعو بكل قلب متهالك موجوع ان يفرج الله كربتهم ويرجع إليهم والدهم سالماً معافى ..
تريد ان تعتمر لأجله .. ان تطوف سبعاً لأجله .. ان تسعى سبعاً لأجله .. ان تكبر فوق الصفا وتقرأ
"إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم"
لأجلــــــــه هــــو فقـــــــط ..!!!
.
.
.
.
.
.
.
مجلس سلطان بن ظاعن
امتلئ المجلس الكبير المتوهج من اضواء الثريات الفخمة من اوله لآخره بالرجال والصغار وعلى الجانبين الأيمن والأيسر ..
ولحظات حتى صدح صوت الآذان ليعلن عن موعد الافطار .. وبدأ الجميع بأكل التمرات وشرب اللبن حتى يذهب الظمأ عنهم بعد صيام ساعات طويلة مرددين دعاء إفطار الصائم بقلوبٍ نقية معلقة بالله تعالى ...
وضع كبيرهم كوب اللبن على الارض بجانبه ووقف وهو يهتف بنبرته الرنانة "المبحوحة على الدوام":
اللهم لك الحمد
وقف من بعده الرجال والصغار ليذهبوا جميعاً الى المسجد المجاور لأداة صلاة المغرب .. ومن بعدها يعودون لإكمال افطارهم ..
بعد انتهاء الصلاة .. وامام باب المسجد ..
ركض سلطان الصغير هاتفاً لأشقائه وابناء عمه بشقاوة: آخر واحد ام عيااااال ياكل مصارين الفااااااااااار ..
صاح والده بطي بغضب: يا ولد وقف .. لا تتخبل سيايير حووولك
استمر سلطان بـ ركضه صائحاً بضحكة طفولية مستمتعة: ابوووويه بيخلصون عنيه السمبوووسة ..
: سلطااااااان .. اسمع الرمسة ..
توقف فجأة وهو يلتفت لـ عمه سلطان بـ جزع بينما هتف الاخير بـ صرامة: يوم ابوك يقولك وقف معناته توقف تسمع ..!!!
زم سلطان الصغير فمه بـ حرج/استياء من عمه سلطان الذي نادراً ما يوبخه .. ثم تراجع حتى يقف بجانبه ويقول بـ حنق طفولي مكبوت: ان شاء الله ..
هتف خويدم شقيقه بـ سخرية مغيظة: ويييييووو اهزبووووه هههههههههههههههههههههههههه
ضحك باقي الصغار عليه ايضاً: ههههههههههههههههههههههههههههههههههه
التفت إليهم سلطان الكبير رافعاً حاجباً واحداً بـ تهكم: شكلكم والله العالم متولهين على خيزرانة عمكم سلطان ..
انغلقت افواههم المفتوحة بسرعة وتراجعوا بخوف ليقول بعدها بطي بنظرة شريرة وهو يحاول كبت ضحكته بقوة:
هيه بزيتهم يا بومييد .. اسمينا متولهين على خيزرانتك وهي ترقص رقيص على ينوبهم هالخمه ..
(بزيتهم = دلعتهم)
انكمش الصغار على بعضهم وهم يسترجعون بذاكرتهم صورة عصا عمهم سلطان التي لا تهتز امامهم الا عندما تصل درجة صخبهم وشقاوتهم الى الحد الجنوني ..
قهقه ابا سعيد بخفوت ممسكاً بمسبحته مستغفراً مسبحاً .. بينما صعد ذياب الدرجان اللذان امام باب المنزل الخارجي بقفزة واحدة هاتفاً بنبرة مغيظة: لا انت ولا هو .. السمبوسة اليوم من نصيب الذيب ههههههههههههههههههههاي
ارتفعت شفته العلوية ببسمة خافتة على الموقف وسرعان ما ذبلت هذه الابتسامة بمجرد ان سقطت عيناه على سلطان الذي لف رأسه بغترته متعصماً بينما ترك ذيل العصامة على كتف الايمن العريض بشكل رجولي فخم ..
سؤال كان ولا زال يحرق اسلاك دماغه قهراً/حسرةً/وجع .......
مالذي جعلها تحيى بحبه وتموت جنوناً به ..!!!
ما الشي الذي وجدته به واعمت عيناها عن البحث عنه بـ روحي انا ..!!!
ما هو يا من هدمتي الاحساس/شقيت الروح ..!!
جفل عندما شعر بيد تلمس ظهره وصوت رنان يهتف بجانبه: قرب قرب بوزايد ..
كان هذا سلطان يحثه على الدخول الى المجلس قبله .....
دخل وما زال قلبه يعجز عن اخماد ما فيه من نيران مشتعلة ......
.
.
.
.
.
.
.
: واااغشييييييييه .. المجبوووووس دمااااااااااار ..
ضحكت شما بـ بهجة عارمة وقالت: صدددددق ..؟!
ابتلعت ناعمة لقمتها بـ رقة واجابت: والله شمووووه .. علميييييني يا خويتي شو سر العيش.. لذييييييذذذ
عضت على شفتها السفلى وقالت بشك مضحك: يعني ما بفتضح عند عمج والرياييل ..!!!
اتسعت عينا ناعمة بـ دهشة وقالت: شو تفتضحييييين ..!! ... اقولج دماااااااار .. حتى ما شاء الله الملح مضبووط .. اغلب الحرمات يتوهقن في عزايم رمضان ما يرومن يعرفن كمية الملح وهن صايمات .. بس انتي لااااا ما شاء الله عليج ضبطتيه .. حتى اللحم ما شااااء الله طابختنه زين ما زييين ..
التمعت عيناها بـ سعادة وقالت: وافديت الناااااعم .. بردتي خااااطريه هههههههههههه ..
اكملت بعد ان ارتشفت ملعقة من الشوربة: لولا وقفتج ويايه جان من الروع ما رمت اسوي حايه ..
ناعمة: ههههههههههههههههههههه ما سويت شي انا الا واقفة على راسج واقرقر ..
شما: قرقرتج روحها تسد .. وبعدين شو ما سويتي شي ..!!! منو مسوي السلطة والشوربة وعاوني في الفريد والمضرووبة ولف السمبووسة ..!!!
غمزت لها ناعمة بشقاوة وقالت: افا عليج يالقلب نعين وانعاون ..
شما: تبين الصدق سويتي فيه خير يوم ييتينيه وما روحتي مع عموه وفطيم عزيمة قوم بن صويلح ..
ههههههههههههههه مع انيه ما بغيت حد يفازعنيه في عزيمة عمج بس جنج الا كنتي حاسة انيه محتايه فزعه معنوية ..
ناعمة بمكر: ادريبج كنتي متروعه وقلت في خاطريه طبي عليها يا الناعم مطبخها فجأة من غير ما تحس ههههههههههههههههههههه ..
بس تعالي .. شعنه ما خليتي عميه يودي اللحم المطبخ ويفكج .. ابركلج عن هالعنا ..
عقدت حاجبيها باستنكار باسم: ويديييييه .. وانا ما عنديه ايديييين ..!!!
الحينه في ذمتج .. عقب ما ذقتي هالعيش .. شو الألذ خدمتيه ولا خدمة الهنود والمطابخ ..!!!
رفعت يدها بـ نظرة مبتهجة واجابت بصدق: لا حشى يبطون .. خدمتج ما ينحكابها .. تبارك الله ثرج طباخة نمبر ون يا حرم سلطاااااان ..
رفعت انفها بـ غرور مسرحي وقالت: احمم .. شكرا لا داعي لا داعي ..
.
.
.
.
.
.
.
انزل رأسه وابتسامة خافتة ترسو على مبسمه وهو يسمع كل انواع المدائح وكلمات الاعجاب من الافطار العامر الشهي لأقصى حد ..
هتف احد ابناء عمومته واضعاً يده على بطنه التي امتلأت حتى اصبح يتنفس بصعوبة: يعلك تبطي حي يا بومييد .. شو مسويبك نحن يا رياااااال ..!!!
روف ابناااا ما نروم على هالاكل الغااااوي .....
قهقه سلطان بـ حبور وقال: ههههههههههههه يعل فيه الهنااا والعااافية بوجسيم .. كل كل تغذى اشوفك هب بصحتك هاليومين ..
ضرب بطي بطن الرجل وقال ساخراً: كل ها وهب بصحته ...!!!
دفع الرجل كتف بطي بمزاح وقال: هب هباك الله .. بيضربني الحين اسهال من عينك ..
الجميع: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
إالتفت سلطان لـ اخاه أبا ذياب الذي سأله: سلطان .. اي مطبخ مسوي عنده العيش ..؟! .... تبارك الله نثري وبزاره خطير ..
ابتسم سلطان ابتسامة ذات معنى وقال بنبرة هادئة: هب مطبخ طوليه بعمرك .. خدمة الاهل هاي ..
هتف أبا ذياب بنبرة اعجاب: ما شاااااء الله ..
حرك ابا سيف العود الخشبي داخل اسنانه بنظرة تلمع اعجاباً وفخراً وهمس لـ والده الذي بجانبه: انا قلت هالمجبوس مجبوس شميمي .. محد يعرف يضبطه شراتهاااا ..
رد والده بـ ذات نبرة الفخر: يعل النصخ يفداها بنت لطيفة .. نعم انها حررمه ....
وقف سلطان هاتفاً بإعتذار رجولي: السموحة الغوالي دقيقة بس برد على التلفون ..
ابتعد قليلاً ورد على المتصل: هلا إبراهيم
..
: بخير يعلك الخير .. ومن صوبك ..؟!
..
: مديم ياربيه
..
: هيه هيه ان شاء الله كلنا بنلتقي عقب التراويح في ميلس عميه بوحميد
..
: لا حارب في راس الخيمة الحينه قال بيبات هالويكند عند هله
..
نهيان ..!!!
بلاه ..!!!
..
: ههههههههههههههههههههه مبونه نهيان شيبه ما يخلص تقاريره في وقتهم
..
: ماعليك يوم يطيح الدار ان شاء الله بهزبه .. يباله هزاب هالهرم
..
: ههههههههههههههههههههههههههههههه
..
: يلا في امان الله .. سلّم سلّم
.
.
.
.
.
.
.
بعد صلاة التراويح
وضعت كوب الشاي فوق طبقه الصغير .. وقالت بتردد/ربكة: شما ابا اقولج شي
ازاحت شما عيناها عن شاشة التلفاز حتى استقرتا على وجه ناعمة ذو السمرة الجميلة .. وقالت باهتمام:
قولي حبيبتي ..
صمتت قليلاً قبل ان تهمس بـ خجل شديد: آ آ امممم ..
شسمه .. ابا انشدج عن حد ..
التفتت شما بكامل جسدها نحوها .. وقالت بنظرة حذقة ماكرة: عن حارب ..!!!
اطبقت شفتيها على بعضهما بنظرة مذهولة وكأنها استبعدت تماماً ان افكارها شفافة بهذه الصورة امام زوجة عمها .. ثم همست بذات خجلها:
هيه
ابتسمت شما وقالت: تصدقين انيه كنت اترياج تيين وتسألينيه عنه ..!!
ناعمة بـ دهشة/حياء: لهالدرجة انا مكشوفة ..!!
هزت شما كتفيها وقالت بـ نبرة صادقة عذبة رقيقة: هههههه ماعرف .. احسج وايد شفافة بالنسبة اليه واللي اشوفه بعينج اترقبه من لسانج ..
احست بالخجل من الصدق الناضح بجنبات كلمات شما .. وقالت بـ سخرية لطيفة:
متأكده انتي عمة حصوه ام لسان ..!!!
شما: هههههههههههههههههههههههههههههه فديت حصيصي تولهت على لسانها الطويل ..
تحولت ضحكتها الى ابتسامة جميلة واردفت بـ اهتمام حنون: خلينا من حصة الحينه .. شو اللي يقرقع في خاطرج قولي ..
ترددت بـ ارتباك/حيرة .. وهمست بعد صمت وجيز: ابا اعرف زود عنه .. آ آ يعني ......
شما انا ماعرفه .. ماعرف شو هي حياته .. ماعرف كيف يعيش كيف يفكر كيف يتعامل مع هله واخته ووو....
خانتها الكلمات من شدة توتر خفقات قلبها ..
كل تلك الأسئلة لم تكن ذات اهمية بالنسبة لها ..
في الحقيقة كانت فقط ترغب بـ قول ..
"اعطني يا شما جملة واحدة فقط تجعلني اركض الى شقيقي واعلمه بموافقتي الكاملة بـ ذلك الاسمر ..!! ....... جملة واحدة او كلمة فقط ..... لا يهم ......"
تشعر بالحيرة ...... وبالحنق من هذه الحيرة ..
لطالما تمكنت من معرفة ما هو لصالحها والجيد لها .....
لطالما فرقت بين عقلها وقلبها بمثل هذه الامور والدليل انها الى الآن رفضت الكثير من الرجال لأنهم فقط لم يمتلكوا ذلك التوافق الفكري والتعليمي وحتى الاخلاقي معها ......
لمَ هي اذن الآن تقف على شفى صخرة الحيرة/الاحساس المبعثر ترتجي فقط كلمة كي تبتعد عنهما وتقرر بحسم مصير هذه الخطبة ..!!!
لمَ تغض الطرف باكتراث معدوم عن المعايير التي لطالما طالبت بوجودها بـ الرجل الذي يخطبها امام حضرة ذلك الفاخر ..!!!
أتراها رأت فيه رجولة هي اسمى من امور صغيرة تسمى معايير ..!!!
أتراها رأت فيه ذلك الفارس المنزه .. المتفرد .. الآسر .. الذي لم يجذبها إليه فقط .. وانما سبب بـ حدوث صاعقة في كل عقلها/فكرها/معتقداتها وجعلتها تراه هو فقط السحب العالية والرجال اجمع دونه بآلاف الأقدام ..!!!
: اممممم طاعي .. انا برمس وخلاف خبرينيه لو رمت اجاوبج على كل شي محتارة فيه .. اوكي ..؟!
نظرت إليها ناعمة بنظرة تضببت بالحيرة/الشتات .. ثم اومأت برأسها صامتة ..
ازاحت شما خصلة طويلة من جانب وجهها وقالت بـ نبرة خرجت ناعمة وانما حازمة:
حياة بوحارب ولد خالتيه موزة .. حالنا ما كان شرات الحينه ... خل أكون دقيقة وياج ... عياله اللي كانوا هب شرات الحينه ..
نحن صدق فقدنا غالي .. فقدنا اخويه سعيد عسى ربي يبرد عليه ترابه .. بس حارب واخته موزة افقدوا قبلها امهم نيلا .. وما مداهم يزفرون الويع الا ولحقها ابوهم واخوهم عبيد .. الله يرحمهم يميع ....
تعبوا وايد من رمسة الناس عنهم .. هب شي هين انج تتصوخين قول الخلق عنج من ورا ظهرج .. وايد سوالف انقالت .. اللي قال ان محمد جتل حرمته لانه شاف عليها شيّن ما ينقال .. واللي قال محمد كان خاين للبلاد وسكير وما يخاف الله وجتل حرمته بليا حاسية وقلب .. واللي قال ان الاثنينه كانوا اردى من بعض ويستاهلون اللي صار فيهم .. واللي قال واللي قال واللي قال ..
الناس ما ارحموهم وكلوا لحمهم يلين ما اشبعوا ..
وايد سمعنا سوالف .. اذا نحن يا عيال خالته انهد حيلنا من اللي سمعناه .. ما بالج ولده العود وبنته اللي ضاع حسها وهي تشوف امها تنذبح جدام عينها ..!!!!
ما كنا نعرف نصدق منو ونجذب منو .. وإلين يومج هذا ما نعرف شو اللي صار في بيت ولد خالتيه بوحارب .. وكل ما اسمع حد يسأل ابويه عن وفاة نيلا وريلها وولدهم ايرد بجملة وحده بس .. "ردوا للي هو ارحم منكم ومنا بعباده" ..
وقال حقنا كلنا .. امايه خوانيه وانا .. كل اللي تسمعونه عن بوحارب وحرمته عطوه اذنكم الصمخه .. لا تصدقون اي شي ينقال .. بوحارب ولد خالتكم ورابي على الصلاح تحت عينيه .. وانا اكثر واحد اعرف معدنه واصله الطيب .. واي شي صار في بيته نحن ما النا خص فيه .. واللي راح راح رمستنا لا بتودي ولا تييب ..
ونحن مشينا على اللي قاله ابويه .. ومحد رمس عقبها بالسالفة .. واصلاً انا كنت محتفظة بأفكاري لنفسي اولاً لانه مايوز ارمس عن شي ماعرفه وعن ناس راحوا لعند ربهم .. وثانياً لانيه مابا ازعل عاشه بنت خالتيه واكدر خاطرها بسوالف مالها معنى ..
تنهدت بعمق والصمت الثقيل يحوم في جو المكان بشكل قاتم .. واكملت:
عقب وفاة بوحارب وعبيد تغير حارب 180 درجة .. ما عاد هو الاولي .. مثل ما تقولين انها كانت الضربة اللي كسرت ظهره عقب ما قدر يصلبه ويتجاوز ويع فقد امه ..
وموزه طبعاً اعتزلت الناس عقب ما ياها انهيار عصبي خلاها شهر مرقدة في المستشفى .. احيد عاشة عمتها امره اول ما رخصها الدكتور سيده يت بوظبي وشلتها وقالت لـ حارب وللكل ان موزة بتم وياها .. احتشرت يدتها خالوه موزة لنها كانت تباها تيلس عندهم هناك في راس الخيمة بس عاشه ما طاعت قالت محد بيشيل مسؤولية موزة الا هي ..
همست بنبرة مختنقة .. والصور في عقلها تتشابك لتشكل صورة مظلمة لـ وجع حام حول اسمرها .. تشعر بالألم يأكلها وهي تتخيل ان من نهب الفؤاد عاش/يعيش مأساة لا تُطاق .. مأساة روح لا علاج منه:
وحارب ..!!
حركت شما يديها وقالت بحزن: حارب قطع الكل .. ما عاد انشاف سنتين وزود .. حتى عمته من وين لوين يتصلبها .. ما عاد هو حارب اللي يضحك ويشل المكان شل بسوالفه الحلوة وخفة دمه .. طبعاً هالكلام اقوله بلسان عمته عاشه لانيه ماظهر جدامه ..
بس ايقولون حاله تحسن هالسنة .. قام يسيّر علينا ويحدر عند قوم اميه والحرمات ويسلم عليهن .. وموزة بدت تتحسن شراته ..
بس لو تنسى شوي اللي صار جان هي مرتاحة ..
عوق موزوه امها .. لو تضغط على نفسها وتحارب ماضيها وصورة امها وهي تموت جدامها بترد موزة الاولانيه .. بس هي ما تبا تنسى ..
الله ايلوم اللي يلومها .. صعب هالشي يتنسى اصلا .. بس دوم احاول افهمها ان هاذي الدنيا .. ودنيا المؤمن ما يخلى من الابتلاءات .. لازم توقف على حيلها وتحارب اللي تعيشه واللي واقف في ويه مستقبلها وحياتها ..
سألت بـ نبرة متأثرة: ما فكرت تروح عن دكتورة نفسية ..؟!
هزت شما رأسها بـ إيجابية وقالت: امبلى .. ويوم رمستها قبل كم يوم قالتلي انها سارت اول موعد بس ما ارتاحت للدكتورة .. ونصحتها انها ما تخلي الوساويس والافكار تأثر على قرارها وانها لازم تكمل جلساتها وياها ..
انا حاولت من قبل اطلعها من حالة الحزن اللي هي فيها بس للأسف ما رمت .. ومن قبلي عمتها عاشه حاولت وما رامت عليها .. قلنا ماشي الا دكتورة تقدر تفيدها وتفيدنا بحالتها ..
سألت بـ استغراب: انزين شحقه ما تكمل دراسة ..!!! اللي عرفته انها ما شاء الله تخرجت من الثنوية بنسبة 97 % .. يمكن لو كملت دراسة وتخالطت ويه البنات وامتلى فراغها نفسيتها تتعدل وتقدر تشوف حياتها بشكل ولون ثاني ..
ابتسمت شما بـ استياء .. وقالت: حاولنا نقنعها بهالشي وبعد ما فاد .. البنية ما تبا ابد تطلع من العزلة اللي نسجتها حولها ..
تخاف تفتح قلبها للدنيا من ايديد .. تخاف تحتك بالناس اللي كلوا لحم امها وابوها .. تخاف حتى تعطي للسعادة فرصة عسب تدخل قلبها من اول وايديد ..
حركت فمها وصمتت لتتقاذفها الافكار يمنةً ويسرة بينما ظلت عينا ناعمة تسرح بتوهان مع افكار كثيرة مزدحمة ثقيلة الوطأة على العقل/الوجدان ..
هتفت شما فجأة بنبرة متحمسة: تعرفين ان حارب من الرياييل اللي يعتبرون عباقرة في مجالهم ..!!!
خفق قلب ناعمة بـ اثارة .. وهزت رأسها بـ لا لتعود شما وتقول بذات نبرة الحماس: اوونه ..!!!
ما تعرفين ان حارب عبقري كمبيوتر ..!!!
وضعت رجلها الايسر تحت فخذها الايمن واردفت: طوليه بعمرج هو خريج هندسة حاسوب من كامبريدج .. ويعتبر من الهاكرز الاخلاقيين اللي لهم هيبة وشان وحاصل على شهادات وايده من مؤتمرات وهيئات ومعارض .. حتى انه حاز على شهادات عالمية من آي تربل إي ومايكروسوفت وسيسكو وغيرهم ....
ضحكت بخفة لتضيف برقة: يمكن تشوفيني متحمسة بزود بس صدق يستاهل حارب من يتحمس عشانه لان اللي يسويه يرفع الراس ..
تعرفين ان قدر يهكر اكثر عن عشرة بنوك حول العالم لها علاقة مباشرة بإسرائيل وتمدهم بالمعونات المالية ..!!
نطقت ناعمة باندهاش شديد وخفقاتها اعتلت منصة الانتفاض: لا ما اعرف ..
شما: اووووه عيل لازم اخبرج عن انجازات بعلج المستقبلي ههههههههههههههههههه
حارب هكر عالي المستوى هكر بنوك وشركات وحسابات رجال اعمال لجل الوطن والدين .. واكثر من جريدة محلية وعربية وحتى عالمية كتبوا عنه ...
مرة قريت عنه مقال في مجلة كويتية .. عرفت انه دمر انظمة اشهر المؤسسات الاوروبية واللاتينية اللي تشن حملات تنصيرية في جنوب افريقيا والقرى النائية قي شرق آسيا ..
هذا غير انه اول واهم خبير يلجؤوله اصحاب الشأن عسب يحل مشاكلهم .. قبل سنة ساعد مؤسسة تابعة للأمم المتحدة كانت تواجه هجوم ألكتروني من واحد ياباني من المافيا وقدروا يزخونه بمساعدة حارب عقب ما اكتشف مكانه ..
تمتمت بـ فخر/اعتزاز: ما شاء الله عليه والله انه كفوو ...
وسرعان ما ابتسمت بـ استمتاع وهي ترى الانبهار الناضح من ملامح ناعمة .. واضافت: لا تنصدمين .. حارب ما شاء الله عليه انسان قدر يحط بصمته في هالارض الطيبة ..
اخذت نفساً قوياً وقالت وهي تُخرجه ببطئ .. لم تكن تتوقع ان فارسها الاسمر له هذه الانجازات والاعمال والتي اوصلته للعالمية ...!!!
هه .. وتتكلمين عن المعايير والشهادات أيتها البلهاء ..!!!!
اصمتي بالله عليكِ ..
نظرت لـ شما ما ان سمعت الاخيرة تقول: لا هو ولا اخته يستاهلون اللي فيهم .. اتمنى من كل قلبيه ايي اليوم اللي اشوفهم فيه مرتاحين البال وعايشين حياتهم بسعادة .. الواحد شو يبا من هالدنيا الا ان يشوف هله ومن يعز عليه بخير وعافيه ..!!!
.
.
.
.
.
.
.
امسك مسبحته بين اصابع يده اليسرى واسند يده اليمنى على عصاته كي ينزل من درج المسجد .. ثم هتف بصوت مبحوح رنان "يتخلله ارهاق من عملية النزول التي تعتبر صعبة لمن في مثل سنه":
لاااا إله الا الله محمد رسول الله ..
: يديه قلتلك اصبر بسندك اناااا
امسك حمد ذراع جده وساعده في النزول من الدرج مضيفاً بنبرة حانقة: ما تروم انت على الدرايه ..
قهقه فلاح بخفة قبل ان يقول بسخرية محببة: الشيبه ما يبا حد يفازعه بعده يتحرا روحه بو عشرين سنة ..
جفل بـ دهشة مُضحكة عندما ضربه جده بعصاه على رأسه وصاح باستهجان غاضب: انا راعي سمحه .. منوووه الشيييبه شيّب الله راااااسك يالهرررررم ..!!!
قهقه بتأوه مبتعداً عن عصا جده .. وسرعان ما هتف بوجه عابس تشوبه بعض البسمة: يدييييه بغيت تفلخ راااسنا الله ايهدييييك ..
هتف جده بـ غيظ : اقول جب جب .. شيبه ايقوولي .. عنبو ذا المنطوق اللي لك .. امررره ما تعرفون يا عيال عبيد الرمسة الذربة ..
وينك يالحربي تعلمهم شوي من منطوقك .. امففففف عليكم ..
حك فلاح بسبابته شعره الظاهر من تحت عصامته وقال بنبرة حرجة مضحكة: افااااا الحينه نحن ما نعرف الذرااابه يا بوعبيد .. ما اقول الا لنا الله .. ببدل اسميه بخليه حارب عسب يغدي منطوقيه ذرب ..
حمد: ههههههههههههههههههه يديه عورت فواديه .. شحقه تيمعني ويه نهيان وفلاح .. انا حمد ولدك الغالي ..
غمغم الجد بتذمر مغتاظ: جب انت بعد ماخذ منك الا الرمسه الفاضية .. هالحينه من متى انا موصنك تييب دختور ولا واحد بصيرن فهيم يوسم حق ناقتيه هااااااه ..!!! حرام ينها من شهر وهي تضلع المسيكينه .. وامررره ما تروم على المسراااح ..
اغمض حمد عين واحد هاتفاً بـ ضجر باسم: يديه الله يهداك لفاناا رمضان ورقادنا امرره انجلب وهب لاقي وقت ..
خلاص فالك طيب باجر بإذن الله بدق على ربيعنا أمين وبخليه يسير العزبة يجيك على الضالع ..
صاح الجد بـ اعتراض: لاااا .. الحينه ادق عليه .. ادريبك جذوب ما عندك الا الرمسه .. هالحينه يلا جدامي دق
هتف عبيد الصغير ببراءة والذي كان ممسكاً بيد عمه فلاح: عميه شو يعني جذوب ..؟!
ابتسم فلاح لإبن اخيه بـ عذوبة وقال مازحاً: يابوك انت ما تنقي الا الخرابيط عسب تتخبر عن معانيها ..!!!
جذوب يعني خربوطي .. جذاب .. ما يصدق في رمسته ..
اتسعت عينا عبيد بـ ذهول والتفت لـ عمه حمد وصاح بـ استنكار: عميه حمد جذاااااااب ..!!!!
غضن حمد انفه بشكل مضحك وهتف لـ جده مغتاظاً: ها يوّد .. طيحت هيبتيه عند الولد .. الحينه كل ما بقوله شي بيقولي انت جذاب ..
لكز الجد ظهر ابن حفيده بـ رأس عصاته موبخاً اياه ببحة صوته الدائمة: عبيدان عيب ابويه ايقولون حق الكباريه هالجلام ..
ثم استدار لـ حمد واضاف بـ نظرة حادة: وانت يالجذوب يلا اشوف دق دق على هذا مالك وخبره ايي باجر العزبة من غبشه ..
اشر حمد على انفه .. وقال بـ روح سمحة: ان شاء الله ان شاء الله على هالخشم
رن هاتف ابا نهيان والذي لازم الصمت طيلة الوقت اثر غرقه التام بالاستغفار والتسبيح والتهليل متجنباً الخوض في نقاشات تلهيه عن كسب الاجر والثواب في هذه الليالي المباركة ..
استل هاتفه ... وهتف بـ نبرة هادئة متزنة: ألوو ..
: السلام عليكم الغالي ..
ابا نهيان: هلا بويه نهيان وعليكم السلام .. ها وصلت بالسلامة ...!!
تنهد نهيان بـ ارهاق ثم قال: هيه بويه توها نزلت الطياره .. عاده قلت اتصلبكم واشوف شحوالكم ..
ابا نهيان بـ حزم دافئ: الحمدلله على السلامة
نهيان: الله يسلمك من الشر فديتك
تحدث الاب وابنه قليلاً قبل ان يمرر ابا نهيان الهاتف الى والده ليترك الجد يلقي السلام على حفيده .. ثم اعطاه لإبنه عبيد الذي تلألأت عيناه شوقاً .. لأنها كانت المرة الأولى التي يسافر والده فيها خارج البلاد بعد ان اصبح تحت كنفه وبين عائلته ..
بعد ان انتهت المكالمة .. كان الجميع قد وصلوا امام باب المنزل الخارجي .. تفرقوا حينها فـ منهم من ذهب لملاقاة اصدقائه ومنهم من ذهب لينجز بعد الاعمال المهمة ومنهم من دلف للمنزل لينام ..
والذي دلف للمنزل كانوا الكبار .. ابا نهيان ووالده ..
سأل ابنه من بين نظراته السوداء المتشككة: اشوفك صاخ عن ولدك هالايام .. حتى يوم انه سافر ما حرجت شرات كل مرة ..
ابتسم ابا نهيان لوالده وقال بـ نبرة واثقة: ما حرج عليه لانه يسافر يا بويه .. احرج عليه لانه بليا شغل ولا مشغله .. بس الحينه ما شاء الله اشوفه تغير وحاله تعدل .. وناوي يكون له مشروع ويكد منه جريب ..
اضاف وهو يفتح باب المنزل الداخلي لوالده: على طاري نهيان .. ابغي اخبرك سالفة ..
دخل الاثنان لـ صالة المنزل الواسعة .. ثم فاتح ابا نهيان والده بنية نهيان بالزواج ..
زم الجد شفتيه وهتف بـ حاجبٍ مرفوع: وتخبرت عن هل البنية ..؟!
هز ابا نهيان رأسه وقال: هيه نعم تخبرت عنهم .. عرب ايواد وطيبين وسمعتهم ما عليها غبار يا غير ابو البنية هب في صحته .. مرقد في زايد العسكري من سنين ومحد يعرف شو عوقه ..
الجد ابا عبيد باستغراب: مرقد ..!!
ابا نهيان: ايقولون في غيبوبة وهب واعي للدنيا ابد ..
الجد ابا عبيد بعد ان فهم مقصد الكلام: هيييييه .. الله ايقومه بالسلامة ..
واضاف بتساؤل: انزين البنية ما عندها عمام .. خوال ..!!
ابا نهيان: امبلى عندها عم واحد ينقاله بوخالد .. وخال واحد يدرس خاري ..
حك الجد لحيته الكثة وقال بعد صمت: والله دام ولدك يباها وانت تخبرت عنهم وشفت ان ما عليهم كلام فـ توكل على الله .. نحن ما صدقنا الولد يعقل ويشوف حياته شرا الخلق ..
.
.
.
.
.
.
.
: حلفت عاده انا .. باجر فطورك عندنا يا بوهامل ..
: هههههههههههههههههههههههه والله ما نردك الحربي .. خلاص فطورنا عندكم باجر .. تبا الصدق تولهت على طباخ خالوه موزه ..
: عيل لعيونك احلى عيش محمر بتاكله باجر ان شاء الله
ابتسم ذياب بـ متعة وقال: اوب اوب اوب .. باجر بنرخي الوزار عيل هاااه ..
ضحك حارب باستمتاع ... وبعد لحظات اغلق الشابان الخط عن بعضهما ..
رفع رأسه ما ان اقتربت ناعمة منه لتجلس بملامحها الباسمة الناعمة هاتفةً بـ حماس:
ذياب حط بوظبي بيحطون الحينه برنامج المسابقات ..
اعطاها نظرة ذات معنى قبل ان يهتف بحزم: خلي عنج التلفزيون الحينه .. ما عطيتينا خبر نعوم ..
نظرت إليه نظرة ابدت فيها سذاجة متعمدة .. وقالت: اي خبر ..؟!
رفع حاجباً واحداً بسخرية .. ورد: شو اي خبر .. نسيتي سالفة الريال اللي خاطبنج ..!!!
ما قلتيلنا رايج .....
زمت فمها كابحةً ابتسامتها .. وقالت بسخرية لطيفة: ما خطف شهر ولا شهرين عسب اقولك قراري ..
اتسعت عيناه بـ ذهول: من صدقج ترمسين انتي ..!!!
ضحكة بـ خفوت .. ثم صمتت وهي تخفض عيناها على الارض وتعبث بطرف ثوبها المغربي .. لحظات حتى همست بـ نبرة لم يتمكن ذياب من تحديد ماهيتها ما اذ كانت تنم عن سعادة .. او حزن .. او حيرة .. او خوف:
ذياب .. انا موافقة ..
ابتسم واحساس البهجة تمطر فوق رأسه كالمطر .. ولكن ذبلت ابتسامته عندما رمقته بنظرة قوية من عيناها النجلاوان ... وأضافت بحزم: بس على شرط ..
عقد حاجباه هاتفاً بـ ترقب: شو ..؟!
زفرت زفرةً سريعة خرجت من انفها قبل ان تقول بتصميم ثابت: ايلس في بيته اللي هنيه واخته موزه ويانا ..
.
.
.
.
.
.
.
مجلس أبا حميد زايد بن سلطان
هتف بـ صدمة مباغتة: مذكرررات ..!!!!
مذكرات شوو ..!!!!
صب سلطان فنجاناً من القهوة لـ عمه ابا حميد وهتف بـ حزم بعد ان مده له: طويل العمر عرفنا ان سعيد معطي بوحارب مذكراته قبل لا يزخونه قوم بومرشد ..
في الليلة اللي سافرت انت فيها ووكلتني مهمة اني ألتقيبه واخذ عنه الدلايل اللي ادينهم ..
هتف أبا راشد بـ حزم بالغ مضيفاً على كلام سلطان: سلطان في هاك اليوم حاول يتصل بـ سعيد لكن يعطيه مغلق .. كان ناوي يخبره ان هو اللي بيلتقي وياه بدالك بس ما عرف شقايل يوصله ..
حرك ابا حميد يده وقال بنبرة ما زالت مصدومة/متوجسة: اعرف هالكلام .. بس شو اللي بيخلي سعيد يسير لـ بوحارب في هاك الوقت ويعطيه مذكرات .. شو فيها اصلا هالمذكرات ..!!!!
سلطان: فيها اللي بيطيح بومرشد تحت ريلنا .. فيها بلاويه كلها ..
سعيد يوم شاف ان ولا تلفون ياه منا ارتبك وماعرف شو يسوي .. قال ما في الا بوحارب اعطيه المذكرات قبل لا انزخ ..
عقد ابا حميد حاجبيه بـ غضب حقيقي وهدر: شعنننه ما اتصلبببي ..!!! شعننننه ما خبرني بشكوووكه وانه حاس ان مراااقب وبينزززخ ..!!!
معطنه انا كل ارقاااميه .. شعنننه ما طلب الحمااااايه ..!!!
انزل سلطان عيناه وهو يرى كمية اللوم/الألم الجاثيان على ظهر عمه .. عمه الذي الى الآن يحمل نفسه مسؤولية مقتل سعيد ..
امسك ابا راشد كتف ابا حميد وقال بـ حزم شديد: الله العالم شو كان في راس سعيد هاك الوقت .. بس يمكن ظن انه بيقدر يفلت منهم وينال ثقتهم من ايديد من غير ما يدخلنا بالسالفة ..
ضرب أبا حميد فخذه بـ قوة وقال والحسرة تثقل فوق اوردة قلبه: والله ما كنت اباله الشر وووالله .. ما كنت اباله الا انه يظهر من هالمهمة بخير وسلامة ويرد لهله من غير ما يصيبه شي ..
امسك بجبهته ليضيف بنبرة مبحوحة غليظة تتقطر خيبةً: يارب .. انا شو سويت في حق هالمسكيييين شو سوييييت ..!!
هتف سلطان هذه المرة بـ صرامة .. فـ عمه يجب ان يعلم ان النواح على ما فات لن يغير الآتي ابداً:
عميه شو هالرمسة ..!!
خلاص الريال عند ربه الحينه ادعيله بالرحمة والمغفرة .. واللي صار ترى كتبة الله .. سفرتك في هاذيج الليلة كانت ضرورية ومستعيلة .. اللي المفروض ينلاام انااا ....
انا اللي ما رمت اوصل لـ سعيد واخبره بتغيير الخطة ..
انا المفروض كنت اوقف في ويه بومرشد عن لا يخطفه ويتعبث بالدلايل من ورانا ..
رفع ابا حميد رأسه هاتفاً من بين نظراته الغائمة من اثر انفعاله: يتعبث بالدلايل ..!!
سلطان بـ غيظ كتمه بجدارة تحت نبرة ساخرة لطيفة: الظاهر التقاعد نساك الشغل كله ..
نسيت ان يوم لقينا جثة سعيد جدام مبنى المؤسسة كان وياه سي دي ..
تلاعبوا بالدليل اللي كان فيه وسجلوا فوقه شي ثاني ..
طرقع ابهامه بـ سبابته وقال بانزعاج واضح من هذه الذكرى المؤذية: هيه هيه تذكرت ..
تابع سلطان تحليله: الظاهر والله وحده يعلم انه قدروا يسرقون السي دي منه قبل لا يسير عند بوحارب ... وبصورة ادق بعد ما فقد الامل ان واحد فينا يتواصل وياه في هاييج الليلة .. كيف وبأي طريقة الله العالم ....
لو السي دي كان بإيد سعيد يوم كان ساير عند بوحارب جان عطاه إياه ..... ليش يعطيه مذكرات مكتوبة بخطه ويترك الدليل الأقوى اللي بالصوت والصورة ...؟!
اكيد وقتها ما لقى السي دي واضطر يعطي اقرب واحد جدامه آخر دليل يمكن يساعدنا عشان نزخ بومرشد وجماعته ...
زفرة أبا حميد بانفعال وقال: حسبي الله ونعم الوكيل ... الحينه بس عرفت شو صار خلاف في بوحارب ..
هز ابا راشد رأسه وقال بـ حزم: صحيح .. دخلوه في المصير نفسه بس مب بسبة اللي في بالك .. محد عرف بسالفة المذكرات وانها عند بوحارب الا عقب ..
قطع عليهم ابراهيم الذي كان يجلس بجانب ابا حميد هاتفاً بـ حزم مهذب: ممكن انا اشرحله سيدي .. تبا الصدق محتاي ارتب الافكار بصوت عالي وان قلت شي غلط صححولي ..
ارخى ابا راشد ظهره وقال سامحاً له بالحديث: قول ابراهيم نسمعك ..
اومئ ابراهيم برأسه والتفت لسلطان وقال:
خل نعيد من اول احسن
رفع سبابته وقال بـ حزم شديد: أولا عندنا سعيد .. اللي قدر يدخل بين جماعة بومرشد ويحوز على ثقتهم وقدر يصيد ادلة خطيرة ادنيهم ..
ثانياً عندنا بوحارب اللي استنكر فعلة ربيعه سعيد بأنه يظهر الوزير براءة مع وجود ادلة واضحة كانت ادينه مع جهله التام ان هاي ما كانت الا خطة من سعيد ومن جماعتنا ..
ثالثاً بومرشد اللي شك بولاء سعيد وقرر يراقبه .. وللأسف قدر يكشفه والدليل انهم اخطفوه في الليلة اللي المفروض يلتقي بـ عميه بوحميد ويعطيه كل الادلة اللي في حوزته ..
رابعاً نرجع لـ سعيد .. اللي غلط غلطة كبيرة يوم ما خبر بوحميد عن شكوكه ومعرفته السابقة بـ شكوك بومرشد فيه .. وبدال ما يتلاقى مع بومييد ..
حرك ابراهيم اصبعيه السبابة والوسطى من كفيه الايمن والايسر و قال: "اللي كان البديل لـ عميه بوحميد من غير علمه" .. سار ولجأ لـ ولد خالته بوحارب وعطاه المذكرات ..
ومثل ما قال بومييد ... واضح جداً ان سعيد ما كان يملك السي دي بحوزته يوم عطى مذكراته بوحارب .. لانه لو كان بحوزته شو اللي بيمنعه يعطيه السي دي بعد ..!!!
السي دي كان اوردي بإيد جماعة بومرشد يوم اخطفوه .....
فتح اصابعه الخمس واردف بـ نبرة اكثر حزماً/اشد فطنةً: خامساً
نرجع لـ بوحارب اللي ما هان عليه يشوف واحد خاين وحرامي خاري السجن يسرح ويمرح في البلاد على كيفه ..
طلب فتح القضية من ايديد بس بومرشد وقف في ويهه بتهديدات وابتزازات بنقول انها ابد ما هزت اي اشعره من بوحارب .. في النهاية قرروا يتخلصون منه بالادمان وتشويه السمعة والاشاعات اللي كلت ويهه ..
سادساً .. عقب اسابيع من خطف سعيد اللي محد عرف عنه موليه حتى بوحارب نفسه .... تفجأنا كلنا بـ جثته معقوقه جدام المبنى في يوم الوطني ومعاه سي دي الادلة الملعوب فيه ..
اشر على سلطان واكمل طرحه لأفكاره: في اليوم اللي اتصل الضابط المكلف بـ جريمة بيت بوحارب وبلغك ان الريال جتل حرمته ..
زم سلطان شفتيه وهو يتذكر ذلك اليوم المأساوي على جميع الاصعدة .. وقال بـ نبرة خشنة: هيه نعم .. في هاك الوقت كنت اراقب بوحارب وكنت اكفله بمعرفتي في المراكز من غير ما ادخل شغلنا بالسالفة .. وحتى بخصوص الاشاعة انه معادي للحكومة قدرت اوقف في ويوه الكل واثبت براءته من التهم ..
حك ذقنه بحركة عفوية واكمل: بخصوص الضابط .. هو يقربليه من صوب خويه هامل .. وكنت موصنه لو عرف او سمع اي شي عن بوحارب ايي يخبرني .. وقلتله ان الموضوع انساني من الدرجة الاولى وشغليه ماله اي علاقة فيه .. وهو يزاه الله خير من وصله البلاغ عن بيت بوحارب سيده دق وخبرني ..
نظر لـ عمه أبا حميد واكمل محاولاً ازاحة الصور السوداوية الكريهة على النفس التي شهدها ما ان دخل بيت ابا حارب: دقيت على بوحميد وخبرته وسرنا بيتهم .. شفنا حارب وخاله بونهيان والحمدلله عبيد اخوه كان هب موجود .. كان في المسيرة ..
يوم شفنا بونهيان ادودهنا ماعرفنا شو نقول .. بس عميه بوحميد يطولنا بعمره قدر يلملم الموضوع بسرعة وقال لـ بونهيان عن سالفة بوحارب بس وتجنب يدخل في سوالف ثانية ..
اومئ ابراهيم رأسه موافقاً حديث سلطان .. ثم هتف بعد ان ضرب كفيه ببعضهما بخفة:
سابعاً .. انصكت قضية سعيد بن خويدم على اساس ان موته قضاء وقدر بسبب حادث سيارة .. وطبعاً عسب ايكون بوحارب تحت حمايتنا ونعرف شو اللي يصير وياه بالضبط مع بومرشد حرصنا نظهره من قضية جتل حرمته وانصكت على اساس انها حادثة ومحد كان له ذنب مباشر فيها .. كنا بنواجه صعوبة في هالموضوع لولا تعاون الشرطة الكبير معانا ..
ثامناً وآخر شي ... عقب سنة .. قدروا للأسف يخطفون بوحارب .. وخططهم ما شملته هو بس .. كانوا يهدفون يسحبون حارب لصالحهم .... طبعاً قدر الله وما شاء فعل ... في نفس اليوم شاء الرحمن ان عبيد يخاوي بومييد عقب اتصال حارب له وعقب ما رمس بوحارب وخبر جماعة بومرشد وهو فاقد عقله عن المذكرات اللي سعيد عطاه اياهن ....
وشاء الرحمن للمرة الثانية ان يتوفى عبيد وبوحارب عقب الضرابة اللي صارت هناك .....
الله يرحمهم ويغفرلهم ويجعل مثواهم الجنة ...
ردد الجميع خلفه: اللهم آمين .....
صمت قليلاً ... ثم اردف وهو ينظر للجميع: لو نسيت شي ذكروني ما عليكم امر ...
رص ابا راشد عيناه وهتف له بنبرة اعجاب: ما شاء الله عليك قدرت تلخصلنا اللي صار بشكل واضح وسلس ..
اجاب إبراهيم ببسمة مغتاظة: كنت مغتاظ سيدي ابا افهم هالسالفة المعقدة بس الحمدلله يوم رمست وفكرت بصوت عالي ترابطت الامور بمخي وفهمت كل اللي صار ..
ابتسم سلطان بسمةً باهتة ثم التفت لـ عمه ابا حميد وقال بنظرة سوداء مترقبة: عميه ليش ساكت ..؟!!
حرك ابا حميد يديه بـ حيلة معدومة واجاب: شو اقول يا ولديه .. عمك فشل .. والله انيه اقولها ويوفيه محترق .. لو عرفت من الاول اللي بيستوي جان ما راح سعيد في شربة ماي ..
شو بقول حق ابوه لي عرف ..!!
شو بقول حق خوانه لي عرفوا ان اخوهم مات مجتول خبرني ..!!
شو بقول حق امه وهله يوم بنتلاقى يميع بين ايد رب العالمين يوم الدين ..!!!!!
: سـ سـ سعييييد .. مـ مجـ مجتووووول ..!!!!!!
استدارت رؤوس الجميع بـ صدمة حلت عليهم كالصاعقة .. وتلونت وجوههم بالشحوب التام وهم ينظرون لـ آخر شخص يرغبون بوضع الحقيقة المُرّة نصب عيناه ......
وقف سلطان بعنف ولون وجهه اختفى ....... وهمس بنبرة غليظة ميتة وعيناه تعكسان صورة الرجل "الذي يرتجف بصدمة قاتلة امامه":
بـــــطـــــي .....!!!!
نهايــــة الجــــزء الثانــــي والأربعــــون
|