كاتب الموضوع :
لولوھ بنت عبدالله،
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء الأربعون
"هالبارت اهداء خاص لـ ربيعتي حبيبتي واللي عاصرت روايتي بحلوها ومرها ... ربي لا يحرمني منها"
(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)
الجــــزء الأربعــــون
،
أوَ تدرين لماذا
كلما قربنا الشوق نما ما بيننا
ظل جدار ؟
ولماذا
كلما طار بنا الحلم أعادتنا
إلى الأرض أعاصير الغبار ؟
ولماذا
كلما حركنا الشعر غزانا النثر
فالألفاظ فحم دون نار ؟
أوَ تدرين ؟
لأن القلب ما عاد كما كان بريئا ..!!
طيبا كالنبع .. كالفكرة ..
في الليل جريئاً ..!!
عاد يشكو تعب الرحلة ما بين
الموانئ السود في هوج البحار
لـ غازي القصيبي
،
بعد اشراقة يوم جديد
جلس امام ابنة شقيقه الراحل .. ثم اعطاها جميع الاوراق هاتفاً بنبرة حذرة: ان عرف ريلج باللي سويناه بيجلب الدنيا ..
اخذت الاوراق وتصفحتها بسرعة مجيبةً على عمها بثقة .. وقوة انثى لا تنكسر: امره لا تحاتي .. اعرف كيف اتفاهم وياه .. المهم الحينه ما يعرف الين يوم السفر ..
رمقها بنظرة كسولة مليئة بالدهشة والاعجاب: مقواج يا بنت سعيد ..
رفعت حاجباً واحداً ببسمة ماكرة وقالت: قلتها فديتك ... بنت سعيد ..
بادلها عمها احمد بسمة مستمتعة خافتة ثم ارخى جلسته وتسائل: وينها عيل امايتج ..؟!
العنود: سارت تشتري ميرة رمضان فديتك .. ربي يعوده علينا وعليك كل حول لا فاقدين ولا مفقودين
(ميرة = مؤونة)
احمد: اللهم آميييين والله ايعينا على صيامه وقيامه ...
العنود: آمين يا رب العالمين ..
وقف وقال بحزم: يلا برايج عيل .. ورايه اشغال بخلصها ..
العنود: بحفظ الرحمن الغالي
اتجه الى الباب .. لكنه استدار قبل ان يخرج .. وهتف بتساؤل غامض لا يُفسّر:
عنود
العنود برقة: عونك
احمد: عانج الرحمن
اكمل بنظرة ضبابية وهو يمسد انفه الى الاسفل بعفوية تام:
شرايج في بنت زايد الـ..
رفعت العنود كلتا حاجبيها باستغراب .. وقالت بتعجب: تطري حنان خت حرمتك ..!!!
احمد بذات نظرته غير المُفسرة: هيه ما غير ...
اجابته العنود بذات نبرتها المتعجبة: من اي ناحية يعني ما فهمت ..؟؟
احمد بقلة صبر: عنود ركزي ويايه .. شو من اي ناحية !! .. يعني ريال يتنشدج عن بنية شو بيكون قصده ..!!!
اتسعت عيناها باستيعاب متأخر .. وقالت بصدمة كاسحة: تبا تاخذهااااااا ..!!!!
ارتسمت على وجهه أمارات اللامبالاة الصرفة .. وقال ببرود: هيه نعم افكر اخطبهاا ..
العنود بتفكير مرتبك: بـ بـ بس .. ماعرف والله .. تبا الصدق صدمتني ..
احمد: شعنه ..؟!
العنود بخجل طغى على ملامح وجهها: يعني هذا .. ما ظنيت ابد انك بتفكر تعرس عقب عوشة الله يرحمها ..
لانه يعني .. آ آ آ امممم ...
رمقها بنظرة ساخرة اخفى خلفها مرارة روحه بمهارة .. واكمل ما تقوله ابنة شقيقه: لانيه كنت احبها ومتعلق ابها تقصدين ..!!!
العنود بربكة خجولة: آ آ هيه
حافظ على ركود صفحة وجهه بثبات ناقض اعماقه التي تفور حقداً/قهراً/اشمئزازاً .. وقال باقتضاب بالغ: لا تنسين انيه ريال ومحتاي حرمة .. غير ان عنديه عيال يبالهم مداراه واهتمام ..
هزت العنود رأسها موافقةً كلام عمها المعقول بنظرها .. وقالت: صدقك فديتك ..
ابتسمت وهي تفكر بـ اختيار عمها .. تعترف بأنه احسن الاختيار بجدارة ..
فـ حنان فتاة جميلة طيبة وحنونة .. جمال روحها وقلبها ينضح من صفاء عيناها ..
اجبرت العنود نفسها على ان لا تفتعل في داخلها مقارنةً بين حنان وشقيقتها .. فلو افتعلت مقارنة لن ترجح الا كفة حنان في سماحة النفس والاخلاق العالية وطيبة القلب ..
حسناً .. هي لن تكذب على نفسها وتقول ان عوشة كانت كـ حنان ..!!
استغفرت ربها في قرارة نفسها بأسف ودعت لـ عوشة بالرحمة والمغفرة .. فالمجازفة بالحديث عن نوايا قلوب موتى المسلمين وافعالهم لا تجوز .... حتى لو كان حديث قلب لا اكثر ..!!!
ابتسمت لـ عمها بصفاء وقالت: والله ونعم بـ حنان .. بنت حلال وطيبة وحشيم ما شاء الله عليها .. يسد انها خالة عيالك وما بتلاقي بنية تخاف عليهم وتهتم فيهم شراتها ..
أومئ برأسه بعدم اكتراث حقيقي بمديح العنود لـ الفتاة .. فهو لم ولن يحاول وضع ثقته بـ أخت من اسكنته جحيم الروح بـ افعالها الحقيرة ..
هتف بذات اقتضابه: على خير ان شاء الله .. خلي السالفة امبينا يلين ما اخبر انا يدتج ..
العنود: ان شاء الله مثل ما تبا ..
.
.
.
.
.
.
.
نظرت الى العدم بنظرة ضبابية لا احساس فيها ..
هذا كان حالها منذ ليلة البارحة .. منذ ان ارجعها سلطان من بيت اهله وذهب الى عمله الذي على ما يبدو كان السبب في تركه اياها الليل كله ..
تشعر ان احساس قلبها في تنمل كريه/بغيض ..
لا تستطيع التفكير بعقلانية .. ليس وقصر فرحتها الذي لم يكتمل بنائه سقط بأكمله على رأسها بعد تفوه زوجها بإسم حبيبته ..
لم تكن تعلم ان هناك آدمي يمكن له التمثيل عليها بمشاعره كما فعل هو .. ليس وكأن مشاعره الحقيقية التي تجسدت بـ النطق بإسم ابنة عمه بعفوية كانت مجهولة بالنسبة إليها ..!!!
لكنها توقعت انها تمكنت في الايام الماضية من نيل بعض المشاعر الحلوة والاهتمام من قلبه .....
صحيح انها حتى البارحة كانت تؤمن ان ما قاله سلطان لها في تلك الليلة من اعترافات ماهي الا مجاملة ..
لكنها تأملت بصدق في قرارة نفسها ان تكون نظراته إليها وهمساته الاجشة الدافئة هي خطوات مبدئية لـ حب يأتي في المستقبل ..
الحقيقة موجعة .. مُحرقة .. مُهلكة .. حقيقة ان كلماته ونظراته الحلوة وبسمته الرجولية العصية على المقاومة ما هي الا كذبات واهية كي يرضي رغباته الجسدية بها .....
اجل .. الامر بدأ يتضح الآن .. سلطان لم يحبها ولم يكن لها في يوم اية مشاعر سوى الاستهزاء/الاحتقار/الاستخفاف ..
يالله .... حتى غبائها اذاقها الذل/الدونية ....!!
كانت تعلم الحقيقة منذ سنين طويلة .. تعلمها وتؤمن بها ..
لمَ الآن بالذات تشعر ان ناراً مجنونة مضرومة تجاوزت درجة حرارتها ضعف حرارة النار التي كانت فيها فيما مضى ..!!!
لمَ ..!!!!
: مدااااااااااام .. مداااااااام شماااااااااا ..
نظرتها الضبابية توجهت بسكون الى الخادمة .. ولأن احساس اللهيب في جوفها اضعف حتى حركة لسانها .. اشرت بعيناها متسائلةً عما تريده الاخيرة ..
رفعت الخادمة كلتا يديها مؤشرةً على علبتين مختلفتين من الصابون السائل:
Madam which one do I have to use for your abayas ..?
مسدت جبهتها بفكر مرهق .. ثم اجابت بهمس مبحوح وهي تأشر بذقنها:
هذا اللي على يمينج ..
هزت الخادمة رأسها بـ إيجابية وذهبت بينما ظلت هي على سكون جلستها حتى وصل لمسامعها صوت باب المنزل الخارجي وهو يُفتح اوتوموتيكياً ..
وقفت وكأن مس كهربائياً قد سرى تحت بشرة ظهرها ..
عندها رأت سيارة سلطان وهي تدلف الى الداخل ..
داهمها شعور حاد بالابتعاد بسرعة والانزواء بنفسها .. فهي لا ترغب ابداً في الوقت الحالي بالحديث معه او حتى رؤيته .... يكفيها ما تعانيه منذ البارحة بسببه ..
اقفلت جهاز التلفاز وهرعت الى الطابق العلوي لكن ليس باتجاه غرفتهما .. وانما غرفة أخرى كانت قبالتها ..
كانت الغرفة اصغر واقل اتساعاً ... لكنها انيقة وراقيةَ التصميم كباقي غرف المنزل ..
اقفلت عليها الباب وظلت واقفة لا تعرف كيف السبيل الى تجنب رؤيته لأطول قدر ممكن ..!!!
من المؤكد انها لن تقبع هنا ابد الدهر ..!!
اخذت تمشي وعقلها يفكر بتشوش بطريقة مناسبة كي تتجنب سلطان باقي يومها ..
بعد دقائق قصيرة .. ازدادت وتيرة نبضات قلبها وهي تسمع صوت حركة خارج الغرفة ..
ارتجفت انفاسها في دهاليز صدرها ما ان وصلها صوته المخملي: شما ..
طرق باب الغرفة مكرراً ندائه: شما انتي هنيه ..؟!
ازدردت ريقها الجاف وعيناها تنضحان ألماً لا ينضب .. لا تستطيع الا مواجهته ..
كيف السبيل لتجنب من اصبح زوجها والمسؤول عنها ..!!!
كانت فيما مضى تؤمن ان الامور لا تُحل بالهروب .. لكنها ومنذ عرفته نست ما تؤمن/تمسكت به في حياتها ..
منذ ان عرفته وهي تستشعر كمية الجبن والضعف امامه ..
وبإرادةٍ معدومة ..... امسكت مقبض الباب وفتحته بهدوء ..
قالت ببسمة جافة وعيناها على كل شي سواه: هلا سلطان
اسند ذراعه على حافة الباب قرب رأسها .. وقال بنبرة حلوة كسولة تشوبها الارهاق الواضح:
صباح الخير
اجابت بذات بسمتها الجافة: صباح النور
سلطان: شو تسوين هنيه ؟!
التفتت شما الى داخل الغرفة وقالت بفتور: لا ماشي كنت اطالع الحجرة من داخل بس ..
رفع سلطان كلتا حاجبيه باستغراب: شعنه انزين مقفله الباب يوم انج بطالعينها بس ..!!
رفعت عيناها نحوه ولهيب القهر/الجرح ينهشان روحها المتعبة .. ثم قالت بصقيعية بالغة تنافت مع دواخلها الملتهبة: ماعرف .. بلا حاسيه قفلته ..
رص على عيناه ببسمة خافتة متعجبة: فيج شي ..؟!
مرت من تحت ذراعه وهي تجيبه بجمود: لا ما فيه شي
فكر سلطان انها من الممكن ان تكون غاضبة من تركه اياها طيلة الليل ... هو ذاته يشعر بالغضب من ظروف عمله التي اجبرته على تركها .. لكن كان لابد من حضوره خاصةً وان سير التحقيقات مع الجاسوس المقبوض عليه تطلب وجوده شخصياً ..
استدار بخفة وقال باعتذار رجولي لين: السموحة كنت مجبور اخليج البارحة تعرفين شغليه ووو...
قاطعته بنبرة خافتة ساكنة ما ان توقفت امام رف مستند على احد جدران الصالة المطلة على الغرف: عادي سلطان ما صار شي .. بعد هذا شغلك ما تروم تخليه واتم ويايه ..
لاحظ انجذاب عيناها على صورة متوسطة الحجم فوق الرف .... ابتسمت عيناه بعفوية وقال: يشبهني ..؟!
بلا ارادة منها .. سألته بذهول: هذا عميه ظاعن ..؟!
ضحك ببحة خشنة وقال: هيه .. غريبة توج تشوفين الصورة
اقتربت من الصورة اكثر وقالت متأملةً وجه عمها والد زوجها: تصدق ما جد شفتها من يوم ييت ..
امسكتها وهي تردف بانبهار لم يخرج على صفحات وجهها الجميل الجامد: تبارك الله .. ما خليت شي منه .. سلطان يالس ..
سلطان ببسمة ودودة: هيه كلهم جيه ايقولون ..
اخذت تتأمل الصورة وتتذكر بعض من لقطات طفولتها مع صديق والدها .. تتذكر جيداً مشاكسته الدائمة لها وجلبه الكثير من اللعب والهدايا لأجلها ..
لم تذكر انها في يوم ما رأت وجهه بوضوح وبشكل كامل .. منذ ان كانت صغيرة كانت تخجل من مواجهة اعين الرجال ..
حتى وهي تحادث اباها "أباها الذي تحفظ ملامح وجهه رغم كل شيء" تنظر لأنفه .. او لخده .. او لرقبته .. اما لعيناه وبشكل مباشر فـ لا ...... لذا لم يتركز في ذاكرتها صورة كاملة لوجه ابا سلطان ..
توقف خلفها تماماً حتى شعرت بصلابة صدره المفعمة بالحيوية والقوة .. همس قريباً من مسامعها بشيءٍ من الحنين: حياة ابويه كان يحب اسم شما .. كنت اسمعه دوم ايقول حق امايه ان الله كتب ويبتي بنية غير سلامة اباها شما ..
همست بدهشة/تساؤل: شمعنه شما ..؟!
ارتجف صدرها عندما تابع بنبرة اجشة نضحت بالغموض: امايه تخبرته شمعنه تبا شما .. ضحك وقال لانيه اباها شرات بنت خويدم .. ايوز لو سميتها شما تظهر على سميتها ..
اتسعت المسافة بين شفتيها ببطئ .. والصدمة سبّبت الشلل لـ عقلها ..
التفتت نصف إلتفاتة نحوه ورمقته نظرة غائمة متفجرة بانفعالات داخلية لا قبل لها .. وهمست: في ذمتك ..؟!
بادلها سلطان ذات نظرتها وقال بصدق: هيه والله ..
انزلت شما عيناها على صورة عمها واردفت بهمسها المليء بالشجن: يعله يا ربيه في الفردوس الاعلى .. الله يشهد انيه عديته ابويه الثاني ..
تأمل الحُسن في وجهها .. ثم هتف بعد صمت وجيز بنبرة باسمة: تعرفين .. كنت اغتاظ منه يوم اييب طاريج .. واعانده واقول لا ابويه انا مابا شما .. ماحبه ..
ههههههههههههههههههههههههههه جنه عاد بياخذ شوريه .. عطانيه هاييج النظرة وقال بنتيه هي ولا بنتك ..!! يوم بتييك بنت هاييج الساع سمها الاسم اللي تباه ..
اعطته نظرة مظلمة وسألته: ليش ما تحب اسميه ..؟!
سلطان بذات نبرته الباسمة الدافئة: لا هب سالفة ماحبه .. جيه الا قلت ولا الاسم غاوي مابه شي .. سالفة عناد وقلة عقل .. واحيد سلامي ختيه شقت الحلج وتمت تتريا شما اختها بس ما الله كتب ..
نظرت لعيناه مباشرةً وبقوة داهمت روحها .. وقالت: شو كنت تبا تسمي اختك لو ابوك ما كان يبا شما ..؟!
هز كتفيه بعفوية وقال: ولا شي .. ما كنت مهتم اصلا ..
قالت بشيء من الهجوم: اكيد كنت تحب اسم .. منيه مناك ..
مثلاً ميثة .. شيخة .. حصة .. فاطمة اوووووو
احتدت نظرتها وهي تنظر لوجهه القريب تماماً من وجهها: او يمكن عوشة ..
نظر لها بعدم استيعاب وقال: امممممم لا ابد .. ولا اسم ..
شعرت باللهيب يجتاح حنجرتها .. وحتى مسار تفكيرها .. وعلى ما يبدو بدأ الجرح يغلبها ..
قالت بنبرة شرسة "مبحوحة حد الفناء": ليش ..!!!
على فكرة غاوي اسم عوشة .. ليش ما قلت لابوك ابا عوشة ..
غاوي صدقني ...
عقد حاجبيه محاولاً استيعاب كلماتها وانفعالها .. وبسرعة شديدة ربط كلماتها الغريبة بما حدث البارحة عندما نادى حنان ابنة عمه بإسم شقيقتها الراحلة بالخطأ ..
شعر لحظتها بغضب يتملكه لسخريتها الواضحة منه .. لكنه رسم الثبات على ملامح وجهه وقال بخشونة حازمة هادئة النبرة:
هب ضروري اللي تشوفينه غاوي اشوفه انا بعد غاوي .. وبعدين شحقه نرمس عن حايه ما صارت ولا الله كتبها .. لا امايه يابت بنية ولا ابويه قدر يسمي الاسم اللي يباه ..
ابتلعت غصة الألم بصعوبة واخذت تنظر لعيناه مدة لم تحسب زمنها ....
انزلت عيناها ببطئ وهي تضع صورة عمها على الطاولة .. ثم ابتعدت باتجاه غرفتها بسكون وهي تقول باقتضاب: صدقك .. ماعليك تحمست شوي ويه السالفة ..
: شما ..
توقفت امام غرفتها قبل ان يردف بدوره بصقيعية تامة: المرة الياية ارمسي سيده .. ماحب اللف والدوران ..
هتفت بسخرية: شو قصدك ..؟!
جلس على الاريكة .. ورد وهو يتناول احدى الجرائد من الطاولة المقابلة: واضحة ما يبالها فهم ..
عضت على باطن شفتها السفلى بقهر شديد ..
أتراه علم بالامر ..؟؟؟
زمت فمها بغضب واقتربت منه حتى وقفت امامه .. ثم قالت بعينان تشتعلان من القهر المترمد:
الصراحة انت وايد شايف روحك ماعرف على شوووو .. لا يكون تتحرانيه منقهرة وغيرانة لانك زقرت البارحة حبيبة القلب ..!!!
ولا يمكن تتحرا انيه زعلانه لان بعدها في خااااطرك ..!!!!
انزل الجريدة بعنف .. وهب واقفاً مزمجراً بخشونة مرعبة تفجرت بالصدمة: شووووووووه ..!!!!!!!
.
.
.
.
.
.
.
وضع قدمه على طاولة مكتب والده وركب فوقها كي يتمكن من البحث في الأرفف الجانبية المرتفعة والتي تصل تقريباً الى نهاية سقف الغرفة ....
تغضنت جبهته بعفوية وهو يرى كمية الغبار فوق الملفات والاوراق والكتب .. اخذ يبحث بتمعن ويقلب الكتب والملفات وكل ما تسقط يده عليه علّه يجد ما يطمح لنيله ..
المذكرات ..!!
اخذت الكلمة تتكرر بدماغه ..!!
اين من الممكن لرجل يحمل دماغ قاضي وضع مذكرات مهمة تخص صديقه ..... أين ..!!!
فقط فكر بتمهل/بتمعن يا حارب .......
ضرب كفيه ببعضهما البعض ليزيح عنهما الغبار واستقام ليلتقط انفاسه التي كانت محبوسة من غير ان يدرك ذلك ..
قفز برشاقة من طاولة المكتب قبل ان يحرك عيناه يمنةً ويسرة ويستأنف بحثه ..
خرج من مكتب والده وبدأ يبحث في كل مكان .. من الطابق الاسفل الى الطابق العلوي .. الى سيارتي والده وشقيقه رحمهما الله ..
استقام بقامته الطويلة واشعة الشمس تتساقط على وجهه ذو السمرة المميزة وعضلات ذراعاه المكشوفان .. ثم تحرك وهو يفكر ان الوقت حان للبحث في بيت جده في رأس الخيمة .. فعلى ما يبدو ان بحثه هنا .. في منزله .... قد انتهى بلا اي نتائج مرضية ..
.
.
.
.
.
.
.
وضع القرص المدمج امام رئيسه وقال بصرامة: سيدي هذا تسجيل تحقيق البارحة ويه طالب احمد الـ..
أبا راشد: الريال اللي زخوه سلطان وحارب في العين ..!!!
ابراهيم: نعم سيدي ..
امسك ابا راشد القرص وادخله في مكانه في جهازه المحمول ثم بدأ بتشغليه ..
وقف ابراهيم بجانب رئيسه وبدآ يشاهدان التسجيل بتمعن ..
في بداية التسجيل .. كان التحقيق يمشي ببطئ وبتعطل مستفز من الرجل المسمى طالب .. حاول المحقق بشتى الطرق ان ينبش تحت الرجل لكن دون جدوى .. حتى اضطر في نهاية الامر استعمال اسلوب القسوة معه ..
هتف ابراهيم وهو يمرر الدقائق بسرعة وهتف: اهم بارت سيدي هو يوم يدخل عليه بومييد ..
اوقف التسجيل على اللحظة التي دخل فيها سلطان غرفة التحقيقات ..
قبل ساعات .. وفي غرفة التحقيقات
وقف المحقق وأدّى التحية بإجلال لـ مسؤوله .. وتنحى جانباً كي يجلس ويمسك زمام الامور بدلاً عنه ..
هتف بصرامة صقيعية للمسؤول عن هذا التحقيق: يعطيك العافية جاسم خلنا رواحنا شوي ..
اجابه المحقق برسمية بالغة ثم خرج خارج الغرفة ..
نظر سلطان للشاب الذي لم يكن يتعدا الخامسة والعشرين من عمره .. شاب كباقي الشباب المغفلين الذين يركضون وراء اهداف/مبادئ وهمية .. وحده الله يعلم ما يجري في نفوسهم .. وما الذي اوصلهم لهذه الحالة المزرية ..!!
نظر لعيناه المُزرقّتان من اثر الضرب والانهاك ... وقال بصقيعية تخللتها شفقة: والله انيه لا ارضاها على خوانيه ولا على واحد من هليه عسب ارضاها على عيال الناس .. بس يوم تشوف ان ولد بلادك يخون الارض اللي تربى عليه وينكر نعمة التراب اللي عاش فيها يحز في خاطرك ويخيب ظنك بـ خوك اللي ما يابته امك .. وحتى الضرب ساعتها جليل في حقه ..
أردف وهو يأشر باستهزاء على وجه الشاب المنكوس الرأس بارهاق شديد: شو استفدت الحينه يوم رابعت اشكال بومرشد خبرنيه ..!!!
اولاً وقبل كل شي غضب الله مسلط عليك .. لا توفيق ولا راحة بال .. ثانياً فضحت هلك ومن رباك وغدت سيرتك على كل لسان ..!!!
هذا اللي بغيته يا طالب ...!!!
ولا شو بالضبط كنت تبغي ..!!!
تسمم تراب بلادك وتزرع فيها الشر بدل الخير ..!!!
كنت تبا ترقى ايبال النجاح والبيزات والغنى على جثث شباب وطنك وعلى حساب صحتهم وامنهم وامن عوايلهم ..!!!
هتف بغلظةٍ آمرة: طااالعني ..
رفع الشاب رأسه بجزع ونظر لرقبة سلطان وصدره مفتول العضلات وازداد جزعه ..
اردف سلطان بصرامةٍ مخيفة: انطق ..
ظل الشاب على حاله صامتاً/واجماً/مرتعباً .. واستشعر سلطان خوفه لذا تراجع قليلاً وهو يقرر اتباع سياسة اخرى:
نحن نعرف انك ايديد مع يماعة بومرشد .. ما صارلك سنة وياهم .. ونعرف انك إلين الحينه ما دخلت في عملية ولا مهمة رسمية معاهم .. يعني قانونياً انت ما ارتكبت لحد الحينه اي جريمة ممكن نعاقبك عليها سوى انك ساعدت في التجسس .. هالشي لصالحك يا طالب .. انفد بيلدك قبل ما يفوت الفوت ..
ارمس .. خبرنا باللي تعرفه .. أي شي تعرفه .... وصدقني ان رمست من باجر بتظهر ..
هز الشاب رأسه بعنف وظل معلناً صمته المظلم ..
رص سلطان على عيناه مراقباً انفعالات الرجل الخارجية والتي تدل بوضوح على تصاعد توتره/جزعه ..
هتف مكرراً نصيحته مستخدماً النعومة في حزمه: ارمس لا تخاف .. انا ابا مصلحتك .. الله ما يرضى باللي تسويه في روحك ..
هز الشاب رأسه بعنف حتى شعر للحظة ان رقبته ستنفك عن جسده .. وعض على شفتيه بشراسة معلناً بقوة امتناعه الشديد عن الحديث ....
في تلك اللحظة ... تأفف سلطان في قرارة نفسه من هذا الشاب الذي يجعل من سير التحقيق رتيب .. ممل .. وبطيء ..
حسناً هو مستعجل ولن ينتظر هذا الولد اكثر كي يتفوه بـ اعتراف مفيد ..!!!
وقف بسرعة البرق ونزع غترة الشاب الموضوع على رأسه بشكل غير مرتب .. لفه عدة مرات من طرفيه .. وربطه على رقبته ورص عليه ......
اخذ الشاب يصرخ باستغاثة/رعب .. بينما همس سلطان في اذنه بنبرة "كالثلج القارص":
ارمس طالب ..
اختنق صراخ الشاب طالب وانقلب وجهه للسواد .. ضرب بيده على الطاولة وهو يصرخ:
بـ بـ بـ .... برمسسسسس .....
نزع سلطان الغترة من على رقبته تاركاً اياه يكح بقوة ويلتقط انفاسه بنهم شديد ..
جلس امامه واضعاً رجلاً على رجل وقال بذات نبرة الثلج وكأنه لم يكد يذبح احدهم للتو: هات اللي عندك ..
هتف الشاب بين شهيقه وزفيره العاتيان: ا ا انا مـ ماعرف شـ شي .. بـ بـ بسس ...
سكت تحت وطأة عنف اختناقه الشديد .... اشر له سلطان على كوب الماء الذي امامه: سم بالرحمن واشرب ..
امسك طالب كوب الماء وبدأ يشرب دفعةً واحدة حتى شهق في الأخير شهقةً عنيفة .. وبدأ تدريجياً يستعيد انفاسه ودقات قلبه ..
كرر سلطان بصرامة مترقبة: يلا اتريا انا ..
ابتلع الشاب ريقه .. ثم هتف بتلعثم مرتعب: أ أ أ أنا مرة .. قبل كمن شهر .. سمعت سالفة دارت بين بومرشد ومرزوق عن واحد بوحارب .. شقايل اخطفوه .. وعذبوه .. وهددوه .. وارمسوا عن سي ديات ..
ووومذكرات .... وواحد اسمه سعيد بن خويدم ..
مـ مـ ما فهمت بالضبط شو يقصدون .....
تحفز سلطان في جلسته وقال بخشونة هادئة الوتيرة: قول بالضبط كل كلمة سمعتها ..
تغضن جبين الشاب بخوف/ربكة لا وصف لهما .. وبدأ يذكر الحديث الذي جرى بين ابا مرشد ومعاونه: ما لحقت على كلامهم من اول .. بس اللي سمعته ان بوحارب شكل لهم تهديد يوم قرر يفتح قضية الوزير اللي يكون ولد عم بومرشد .. وهم وقفوا في ويهه وقاموا يهدوونه ويبتزونه بس هو ما عطاهم اي اهمية ..
حاولوا بكل الطرق وما فاد .. في الاخير اجبروه يدمن ويتعاطى مخدرات .. مخدرات من نوع غريب وايديد تخلي البني آدم يهلوس ويتخبل صدق .. وعقب ما ادمن سعوا لتشويه سمعته وطلعوا عليه اشاعات وايده من ضمنها انه معادي الحكومة وينشر الافكار الفاسدة بين الشباب والمراهقين .. ومع ادمانه وروحاته ورداته على مراكز الشرطة تشوهت سمعته وابتعد عن شغله وما فتح قضية الوزير مثل ما كان يتمنى ..
ازدرد ريقه الجاف وتلعثم بـ هلع مضيفاً بنبرة مرتجفة: عرفوا عقب ان بوحارب جتل حرمته وماقدر اوصفلك كمية الشماتة اللي حسيتها بتظهر من عيونهم وهم يقولون هالكلام ..
زفر بأنفاس ثقيلة حارة .. واكمل: عقب شهور من موت حرمته .. ا ا اخطفوه .. كان هدفهم يبون يصيدون حارب ولده .. شافوا ان الفايدة من الولد بتكون اكثر من الوالد بوايد خصوصاً ان في هاذيج الفترة اشتهرت عبقرية حارب في مجال الكمبيوتر وعلم الشبكات وحاز على جوايز واوسمة ..
قبل ما ايي حارب لـ ابوه .. كان مسفلين بـ ابو اسلافه بالضرب .. وعطوه جرعات اضافية من المخدر .. وقام فجأة يهلوس ويهذي بـ سوالف من شرق وغرب .. وفي ذلك الوقت عاده ياب طاري مذكرات سرية عطاه اياه سعيد ولد خالته قبل لا يموت .. وقال انه سعيد كان حاس انه بينجتل عسب جيه ربع صوبه وعطاه المذكرات وقاله اول ما يتصلبك بوحميد او حد من طرفه عطه هالمذكرات بدون ما تسأله ولا سؤال .. بوحارب تروع وبدا يشك بس سعيد طمنه وقال انها مذكرات تخص امن البلاد والمواطنين ...
الرياييل تموا يضربون بوحارب عسب يعرفون مكان هالمذكرات بس هو فقد الوعي حزتها وما قدروا ياخذون منه لا حق ولا باطل ..
رمقه سلطان بنظرة حديدية وهتف: كمل ..
تلعثم الشاب: بـ بـ بس والله .. هاللي سمعته منهم .. الباجي ماعرف عنه ولا شي ..
سأله بنظرة ثاقبة: متى سمعت هالكلام ..!!!
الشاب: قبل تقريباً اربع شهور
اوقف ابا راشد التسجيل هاتفاً لـ ابراهيم باستغراب: على كلام الولد .. يعني بومرشد يعرف بسالفة المذكرات من ثلاث سنين تقريباً على حياة بوحارب هب عقب ما توفى ..
ابراهيم: ما كانوا بيعرفون بسالفة المذكرات لو ما رمس بوحارب وهو فاقد الحاسية .. السؤال هو ليش عطى سعيد حق بوحارب وما عطاهن بوحميد بما ان هو كان المسؤول المباشر عنه وعن سير العملية ..!!
حك ابا راشد فمه بتفكير محاولاً فك هذا اللغز .. بينما اضاف ابراهيم باستياء: الامور تلخبطت في مخي ..
هتف ابا راشد فجأة: وين سلطان الحينه ..؟!
ابراهيم: من شوي ظهر .. اتصلبه عسب ايي ..!!
ابا راشد: لا لا .. خله يريح شويه خلاف انا بستدعيه ..
.
.
.
.
.
.
.
انزل الجريدة بعنف .. وهب واقفاً مزمجراً بخشونة مرعبة تفجرت بالصدمة: شووووووووه ..!!!!!!!
وقف امامها ونيران نظرته الحادة تلسع بشرتها .. وكرر ما سمعه باستنكار مصعوق: بعدها في خاااااااطريه ..!!!!
جعدت فمها باضطراب وقوة مزيفة .. وذهولها بما تفوهت به شلت لسانها .. عقلها المشوش يحاول اخراج الكلمات المناسبة للتهرب مما قالته ..
زمجر باستنكار ملتهب لم يسيطر على رنته المخيفة .. فهذه الشماء تعدت حقاً حدود ادبها معه:
اررررمسي ..
اخذ صدرها يعلو ويهبط واضطرابها/ربكتها يرتفعان للقمة .. لكنها لم ترغب ابداً ان تريه ضعفها .. رفعت انفها بشموخ ثم هتفت وكأن الكون كله يدور حول هالة سيطرتها/ثباتها:
ما ايناسبك دور الممثل صدقني .. يوم انك تحبها وتباها شعنه خليتها تاخذ اخويه ..!!!!
اتسعت عيناه حتى شعرت ان مقلتيه سيسقطان امامها .. وهتف بصرامة حادة غير مصدقاً ابداً ما يسمعه:
منووو هيييييي ..!!!! ...... عووووشة ..!!!!!
انا احب عووووشة وابااهااااااا ..!!!!
رفع اصابعه باتجاهها مكرراً هتافه القاسي غير المصدق/المذهول بحق: انتتي ... انتتي ....
انتي مستوعبة شو تقوليييين ..!!!! خبلة انتتتتتتي ..!!!! .... مينووووونة ..!!!!
انا في خاطريه حرمة اخوووووج ..!!!!
نظرت للأرض وكفيها تنكمشان بقوة على ملابسها .. تكاد تبكي وهي لا ترغب بالبكاء ..
تكاد تجن وهي لا ترغب بالجنون .. تكاد تصرخ وهي لا ترغب بالصراخ وفقد السيطرة ..
ما الذي يجري حولها بحق السماء .. لمَ عيناه بهذا الصدق .. وانفعالاته بهذه الشفافية ..!!!
ما الذي يحصل حولي يالله ..!!!
كان يصرخ بغضبه واستنكاره الشديد .. وصدمته الصاعقة بما تفوهت به بحقه ....
فجأة .. شعرت ان الاحتمال اثقل صخرة تجثو على صدرها .. صاحت بأعلى صوت لديها .. صوت اخترق خارج جدران قلبها قبل ان يخترق داخل جدران البيت بحدته/لوعته/حرقة المهانة فيه:
هيييييييه هييييييييه انت تحبهااااااا .. تحبهااااااااا تحبهاااااااااااا .. لا تجذب زوووود عليه لا تجذذذذذب .. شو اللي حارق فواديه 12 سنة الا لنك تحبهااااااااااا .. الا لنك ذلييييتني ودست كراااامتيه بريووولك عشااااااانهااااا .. ووووو.....
اختفى صوتها وغصات الالم تتشكل على شكل دموع تعلن سقوطها كالوابل:
وووووالله .. ووالله في سمااااااه .. اللي عيشتني اياه ما اتمنااااااه لعدووووي ..
شهقت بعنف ودموعها تتساقط بجنون ..... وقالت بصوت مختنق .. مختنق حد الوجع: حبيتك .. من طاحت عينيه عليك حبيتك ..
حبيتــــــــــك ..
حبيتـــــــــــــــك ..
حبيتـــــــــــــــــــــــك ..
كانت الكلمة كافية لحجب حاسية البصر عند سلطان .. الذهول كان اقوى من ان يتحمله قلبه في وقته الحالي ..
رمقها بنظرة غائمة .. ضبابية .. مشوشة .. تائهة .. مصدومة: شـ شو....
قاطعته بصوتها المختنق الموجوع: حبيتك .. وربي روحه يعلم كم طرت من السعادة يوم عرفت انك تجدمت اليه تباني ..
لكن انا الغبية ما كنت اعرف انك مغصوب عليه واللي تباها صدق هي عوشة بنت عمك .. ما كنت اعرف انيه انا يا بنت خويدم رخيصة عسب انوخذ لعبه حقك تتسلابها شوي وتعقها ..
اخذت شهيقاً قوياً لتُخرج بعدها زفيراً اقوى .. أكثر خنقة .. واشد حسرةً: تحمممممملت .. تحملتها سنيييييين .. يمكن لو ما خذت اخويه كنت بروم اطفي حرقة يوفيه .. لكن هب كل شي يمشي على هوااانا .. في الاخير كانت هي ياهل وما تستاهل اقطع نصيبها على ماضي مالها ذنب فييييه ..
بس ..
بس غصبن عنيه كنت كل ماشوووفها اتذكر سواتك فيه ... كل ما وقفت ولا رمست تظهر في ويهي صورتك .. واتذكر حسك وانت ترمسها وتطنز عليه ..
تمسك سلطان بوضعية الصمت .. صمت اختياري لا اجباري .. لطالما رغب بأن يحل طلاسم ماضي علاقتهما .. ويبدو انه سيتمكن الآن من المعرفة .. لكن جملتها الاخيرة تركته معقود الساعدين ويسأل بصرامة ساكنة تناقض هيجانها/دموعها "التي تسبب ألماً فظيعاً في اودرة قلبه":
متى رمستها وتطنزت عليج ..!!!!
رفعت مقلتاها الحمراوان إليه واعطته نظرة لن ينساها .. نظرة أليمة جارحة "ساخرة": بسك تمثيل دخيل امك ..
هدر بقسوة عاتية: سألتج سؤااااااال جاوبي علييييييييه .. متى رمستها وتطنزت علييييييج ..!!!!
ارتعش جسدها مع صراخه .... وبسرعة ... أُظلمت مقلتاها المحتقنتان وبدأت تسترجع ذلك اليوم ..
ذلك اليوم الذي زارتهم فيه زوجة عم سلطان مع ابنتيها عوشة وحنان .. كان ثالث ايام العيد .. ومن عادة ام حميد زيارة الاهل والاقارب والمعارف للسلام والمعايدة .. وتتذكر جيداً ان في تلك الايام لم ينتشر خبر خطبتها لـ سلطان على العلن .. وكانت موافقتها مبدئية لم يعلم بها سوى والديها واشقائها ..
يومها استغربت شما تقرب عوشة غير الطبيعي منها لانها كانت قد تقابلت معها مرات قليلة فيما مضى واوضحت طبيعتها الصامتة التي تخللتها عنجهية لا يختلف عليها اثنين .. وازداد استغرابها عندما خرجت هي من المجلس لتتجه الى المطبخ الخارجي ولحقتها عوشة لتنفجر بكاءاً امامها وتخبرها بما يعتمل صدرها من ألم/حزن على حبيبها الذي يرغب بالزواج من اخرى .. حبيبها الذي على ما يبدو لم يعلمها بهوية الفتاة التي تقدم لخطبتها ..
: ليش سلطااااااان جذب عليه ليييييييييش .. انا شو سويتبه عسب يلعب فيه جيه ..!!
كانت تنظر للفتاة التي "تبكي بحرقة" بـ صدمة أذاق وجهها معاني الشحوب .. معاني الذهول .. معاني الخيبة ..
أكملت الفتاة ببكاء حاد: ليش بيعرسس سلطااان خبريني ليشششش ..!!!
ليش ما ياخذني انااااا .. شو قااصرني انا عسب ما ياخذنيييي ..!!!
كانت تبكي بشكل جنوني غير مستوعبة السكاكين التي تخدش ببطئ وجدان التي امامها ..
لم تصمت .. بل أكملت بـ هستيرية وهي تمسح دموعها بعنف: بـ بـ بـسسس هو قاااالي انه بياخذها بس عسب يسكت امه .. هيه هيه هو جيه قاااالي ..
وقالي بعد ان اصلا هاذي اللي بياخذها خسفه ما تتشاهد وانيه انا احلى عنها بـ وااااايد ..
ضحكت بـ خفة لتهتف بعدها بخفوت: تخيلي بعد شو قااال ..
تراقصت جفون شما بـ انفعال "مميت" مكتوم .. وهتفت بـ بحة أبدية: شـ شو قال ...؟!
ابتسمت ابتسامة شامتة مجنونة ... وقالت: قال دام انه تورط مع هاييج اللي ما تتشاهد .. بياخذها مال شهر شهرين عقب بيعقها .. لانه هو ما يبا وحده تغث فوااده يوم بيسير عند هليه يخطبني ..
ابتسمت بـ خجل طفولي واضافت بـ سرور منتشي: وخبرني انه هو يحبني واااايددد ..
رفعت اهدابها الخجولة الى شما وأضافت بنشوة وهيام: شموه سلطان قال انه يحبني كبر هالدنيا وما فيهااااا .. وانيه عنده اسوى خلق الله يميع ..
آآآآآآآه فديته ياربيه .. ادريبه ما يهون عليه يخليني عقب ما تعلقت به ..
أكملت بهمس للتي وصلت حد الاحتضار داخلها: سلطان علقني به من الخاطر شموه .. من الخاطر .. ما بتحمل بعاده عقب ما ذقت حبه .. ما بتحمل والله ..
امسكت فجأة بـ جنون يد شما وقالت بـ حدة: ما بيخلينيه سلطان .. صح شما ..!!!
ما بيخلينيه ..
هزت شما رأسها بصورة "ميتة" وقالت بنبرة شبه مسموعة جامدة حد الفناء: هيه عوشة .. ما بيخليج ..
امسكتها من يدها بـ حماس كانت اقرب للجنون من التعقل .. وهتفت بهمس بعين تلمع خبثاً/ثقةً/سعادة: تعالي تعالي بسمعج بأذنج شو ايقول عن الياهل اللي خاطبنها .. هههههههههههههههههههههه مسكين حالها ماخذه مقلب في روحها .. تتحرا سلطان يباهااااا .....
انقادت ورائها والتصنم امتلك سيطرة تامة على حواسها الخمسة .. كانت تساق للمذبحة على يد فتاة تجهل ما يجري حولها ..
ادخلتها الى الصالة الداخلية البعيدة قليلاً عن مجلس النساء وقالت: وين تلفون بيتكم ..!!!
اشرت شما بجمود ميت الى الهاتف ..
اقتربت عوشة من الهاتف وادخلت عدة ارقام بسرعة .. وقالت بنبرة متغنجة تنضح نعومة: ألوووو
سلطان شحالك ..؟!
اشاحت شما بوجهها وأمارات الجرح/المهانة/الصدمة تنتشر على سطح محياها بوحشية .. ازداد وجهها امتقاعاً عندما سمعت ضحكة عوشة والتي قالت فيما بعد وهي تضغط على زر المكبر: لو ما يزت عن سوالفك بقول حق ام العيون السود انك تحبهااا ..
سمعت صوته الخشن قادماً إليها مشمئزاً/ساخراً/بارداً لأقصى حد: منوووه ..!!! شموووه ..!!! ماشي مونه احبها هاللصقه .. وانتي حوه لا تعقين عليه مصايب ولا ووو....
كبست عوشة على الزر لتسمع بمفردها تكملة حديث سلطان .. وبعدها هتفت بضحكة خجولة:
ههههههههههههههههههههههههههههههه فديتك حبيبي وانا بعد احبك .. حط بالك على روحك ..
ربيه يحفظك ..
اغلقت الهاتف راسمةً بسمة شامتة/مشمئزة على نظرة عيناها وقالت بشفقة مصطنعة: يا ختيه مسكينه هالبنية .. ما تعرف ان سلطان ما يداني حتى طاريها ..
ازدردت غصة بصعوبة .... وقالت بنبرة ميتة: صدقج .. مسكينة ..
السموحه عوشة .. ورايه شغل في المطبخ ..
اعطتها ظهرها وهرعت الى المطبخ وهي تجر خلفها اذيال حب مُداس .. وكبرياء مخدوش ..!!!!!
.
.
رص على عيناه السوداوان بشك مؤلم محاولاً تصديق واقعية ما تفوهت به .. محاولاً ان لا يصنفه كذباً .. او افتراءاً:
انتي مستوعبة اللي تقولينه ..!!!!
رفعت وجهها بعنف واعطته نظرة كانت اصفى من معاني الصدق اجمع .. وهتف من بين اسنانها بوجع:
بعدك تجذذذذذذذب ..!!!!!
دفع برجله الطاولة الصغيرة امامه والشياطين تتقافز فوق رأسه .. وانقض عليها كالصقر مزمجراً بشيطنة نمرودية قاسية:
ججججب .. لمي ثممممج .... اللي قلتيه هو الجذذذذذب يا مدااااام .. تبينيه اصددددق ان كل ها صااااااار ..!!!!!
متتتتتتى .. كييييييييف ..!!!!!
اردف بـ اشمئزاز ... بخيبة ملؤها الصدمة: عنبووه داااارج .. لهالدرجة اهووون علييييج ..!!!!!
تجذبين عينيه عيييينك ..!!!!
متى عوووشة اساساً يتكم .. متى صااااااار كل هالخربطااااان ..!!!!
هاااااااه ..!!!!
اغمضت عيناها بقوة قبل ان تعتصر حاجبيها امام الذي يمسك بذراعها بعنف يكاد ينزعه من جذوره ..
هتفت بنبرة ساكنة ميتة تناقض ما فيها من عواصف داخلية: ثالث يوم عيد الاضحى .. يوم الخميس .. الساعة 11 ونص قبل اذان الظهر ..
رفعت ذقنها ورمقته نظرة مظلمة واجمة لا حياة فيها: تبانيه اقولك شو كان غدانا هاك اليوم .. شو كنا لابسين .. انا شو لابسة ..!! امايه شو لابسة ..!!! عوشة شو لابسة ..!!!
تراجع وكأن صاعقة حلت وسط دماغه .. وبدأ يسير بين دهاليز ذاكرة غير واضحة المسالك ..
تذكر ذلك اليوم ..
كيف لا يتذكره وهو الذي كان يومها فوق سحب السعادة عندما تلقَ بشارة من بطي ان شما اعلنت موافقة مبدئية بخصوص خطبته لها ..
يومها اتصلت به عوشة من رقم غريب لم يعرفه .. وبدأت تتكلم بحديث يثير فيه الغضب دوماً .. كان دائماً يتجاهل حركات ابنة عمه واحاديثها التي تتعمد بها اخراجه من قالب الثلج الذي يحيط نفسه بها .. لكن يومها لم يتحمل وقرر ان يضع حداً لطفوليتها التافهة وافعالها التي لا تنم عن افعال فتاة غدت بـ عمر العشرين ..!!!
لطالما بغض الفتاة التي لا تتمتع بالحياء/الذوق ..!!
قبل اثنا عشرة سنة
اجاب بنبرته الحازمة على الدوام: ألوو ..
اتاه صوتها ذو الرنة المميزة وعلم من المتصل مباشرة: سلطان شحالك ..؟!
حرك عيناه بتملل واجاب بنزق/بمبالاة معدومة: هلا عوشة .. انا بخير الحمدلله .. بغيتي شي ..!! مشغول انا الحينه هب فاضي ..
رفع حاجباً واحداً بغرابة/استنكار عندما سمعها تضحك بتغنج انثوي لم يعهده ابداً منها .. ثم تقول بسخرية/خبث: لو ما يزت عن سوالفك بقول حق ام العيون السود انك تحبهااا ..
هتف بنبرة جافة ساخرة لـ ابنة عمه البلهاء التي تظن ان بتهديدٍ طفولي غبي ستشفي غليلها منه وهو الذي لطالما احب اثارة غيظها بتجاهله الدائم لها/سخريته المستمرة منها: منوووه ..!!! شموووه ..!!! ماشي مونه احبها هاللصقه .. وانتي حوه لا تعقين عليه مصايب ولا والله بخبر عميه .. حراام يني بخليه يمرغج بالعصا المحناااايه .... تسمعييين ..!!!
اغلق الهاتف بوجهها متأففاً من وقاحتها البالغة .. رغم انه لم يفهم سبب اتصالها وحديثها المستفز عن ابنة الجيران التي لطالما افتعلت له المشاكل في حيهم بسبب ولعها العلني "الوقح" به ..
يتذكر وقتها ضجره ونفوره من سخرية عائلته ومن حوله من حركات الفتاة البلهاء وغرامياتها التي لا تنتهي اتجاهه .. وكان يشتاط غضباً عندما يبدأ احدهم بالحديث عن جنون الفتاة وتواجدها الدائم امام منزله مدعيةً ان المكان الانسب للعب مع صديقاتها هي الباحة الكبيرة التي بقربهم ..
كانت فتاة غريبة الاطوار بحق .. حتى انه الى الآن لم يعرف سبب تعلقها الشديد به وهو الذي لم يكن يبلي اهتماماً للفتيات وقتها .. وهذا حاله الى الآن .. لم تسرق اهتمامه سوى فتاة واحدة .....
واحدة من سرقت قلبه وجعلت دقاته رهينة سلطتها .....
والغريب في الموضوع ان اسم الفتاة كان ....
: شمــا
خفقات قلبها سببت ارتجافة عاصفة في صدرها .. نظرت لعيناه اللتان اصبحتا كماستان داكنتان .. واكمل بنبرة خلت من التعابير:
البنية اللي هددتني ابها عوشة كان اسمها شما .. امايه من حبها لبنت ربيعتها كانت تزقرها دوم ام العيون السود ..
رفعت جانب شفتيها بـ عدم فهم موجع .. وقال باختناق: مـ ما فهمـ....
اسقط يده من على ذراعها .. واكمل بذات نبرته التي غدت مخيفة بهدوئها وسكونها: كنت حاس ان في شي غلط في السالفة .. كنت حاس انيه وانا ارمسها في حد غيرنا يسمع بس ابد ما طرى على بالي انج انتي اللي تسمعين ..
شخر بسخرية مرعبة .. سخرية اعتاد مرارتها عمر بأكمله .. لكن مذاقها الآن كان لا يطاق .. لا يطاق .. طعمها يُمرض .. يُنهك .. يُجرد الجسد من العافية .. اكمل بنظرة معتمة والصورة امامه بدأت تتوضح بشكل كامل:
الحينه بس فهمت سبب حركتج الخسيسة فيه .. بغيتي ادوسين خشميه لانيه بنظرج واحد لعّاب ويبا يغدر فيج .. صح ..!!!
كان التعبير الاصدق لملامح شما هو الجمود .. هتفت بهمس مبحوح خرج من تحت انقاض صاعقة الصدمة بعد دهر:
إ إ إنت شـ شو تقووول ..!!!!
زمجر بوحشية " زمجرته التي شابتها الكثير والخيبة ... والجراح ... والقهر المظلم" حتى شعرت انها على وشك السقوط .. وكانت حقاً ستسقط رعباً/ذهولاً لولا انه امسكها بقوة وقربها إليه حتى تصادمت انوفهم ببعضها البعض:
صحححححح ولا لااااااااا ..!!!!
يبتينيه من بوووظبي إلين العيييييين عشان ادوسين خشمممممميه جدام ابوووووج واخواااااانج لنيه في نظرررررج هنت قدرج ورخصت من جيييييمتج .. صححححح ...!!!!!
رفعت عيناها إليه ورمقته بنظرة قوية .. قوية وانما مزيفة في الحقيقة .. فاهتزازات جسدها تنفي ما فيها من قوة .. ثم قالت بوجوم تام:
صح .. وسويت اللي اباه .. ودست خشمك يا بن ظاعن ..
ظل يضغط بأنفه على انفها بوحشية حتى شعرت بالألم الحقيقي .. لكنها ظلت صامدة ولم تأن .....
ابتعد عنها فجأة واعطاها ظهره ..
تجمد المكان بأكمله لحظات لم تُحسب دقائقه .. صمت حل بالاثنان حتى عم الشك لوهلة بوجود الحناجر والاصوات ..
هتف بسخرية قاسية .. مريرة .. مزدرية: تعرفين شو ..!!!!
الغلطة هب غلطة عوشة اللي رامت تلعب بمخج وتقص عليج بكمن جذبة وصخه .. انيه احبها وانيه اباها وانيه مغصوب عليج والخ والخ والخ ......
ولا الغلطة غلطة ام النباهة اللي تتحرا روحها فاهمة الدنيا كلها وهي ....
ضرب بأصبعيه مقدمة شفته السفلى مفتعلاً صوتاً ساخراً محتقراً:
بففففففف .. ولا الطششششه .. كلمة توديها وكلمة تييبها .....
اعطاها نصف وجهه المظلم .. واردف ضارباً ايسر صدره بقسوة: الغلطة غلطة هالقلب اللي يوم فكر يحب .. حب الانسانة الغلط ..
انسانه ما تستاهله .. ولا في يوم بتستاهله ..
تعرفين شالفرق بينيه وبينج ..!!!!
الفرق انج يوم حبيتينيه على قولتج .. حبيتي نفسج اكثر عنيه .. وبعتي هالحب بأول عمره لجل عين كرامتج ..
وانا يوم حبيتج .. حبيتج اكثر عن نصخيه .. دست على كرامتيه لجل عينج واشتريت الحب مرتين .. اشتريته بأول عمره وآخره .....
حرك شفتيه بخيبة غرقت بـ وجع الحسرة الماكنة .. خيبة جرّت معها فؤاده الصريع وسط امواج العشق الغادر .. وهمس بنبرة ميتة: هالفرق بينيه وبينج يا بنت خويدم ..
اعطاها نظرة اخيرة "نظرة عاصفة ارجفت دموعها العالقة بين اهدابها حتى سقطت"
قبل ان يلتفت وينزل للطابق الاسفل ..... ويخرج من المنزل بأكمله ........
.
.
.
.
.
.
.
امسك بـ كرته واتى مهرولاً بخطوات طفولية غير متزنة .. ثم ابتسمت ملامح وجهه باشراق ما ان رآى والده امامه:
بابا إلعب معاي برع ..
حمل نهيان ابنه وقبّله بقوة على خده .. ثم اجاب ببسمة متعاطفة: بابا الحينه القايله والشمس بتضرب روسنا .. اصبر الين ما تبرد خلاف بنلعب ..
قال ابنه عبيد بعد فهم: شو تبرد ..؟!
اتسعت ابتسامة نهيان وقال موضحاً: الشمس
عبيد بذات نظرته البريئة الضائعة: يعني كيف تبرد ..!!
نهيان ببسمة تقطر حناناً متفرداً من نوعه: يعني اصبر إلين ما يأذن العصر والشمس تخف حرورتها ..
عبيد بتهكم: بابااااااااااااا ابا الحييين ..
عقد نهيان حاجبيه مجيباً بحزم: عبيد اسمع الكلام ..
عبيد بحنق طفولي: زين
انزل نهيان ابنه ليجيب على هاتفه الذي بدأ بالرنين ..
: ألوووو
: السلام عليكم
نهيان بنبرة رجولية رنانة: وعليكم السلاااااام والرحمة .. حي الصوووت ..
: هههههههههههههههه حي نباااااك .. العلوووم ..!!!
نهيان: بخير وسهاله عنيه افدا خشمك .. من صوبك بوخويدم .. شحالك وشحال تواليك ..؟!
بطي بحزم ودود: كلنا بخير وعافية بوعبيد ما نشكي باس ..
ظل الاثنان يتبادلون السلامات والسؤال عن الحال والاحوال حتى قال بطي:
وين دارك خوي شما ..؟!
نهيان: في البيت عند الاهل ..
بطي: انزين بتخبرك .. شعنه ما تقرب صوبنا ووياك عبيد ولدك ..؟!
ضحك نهيان على الجانب الآخر عندما سمع صراخ اصوات ابناء بطي يهتفون على وتيرة واحدة
"عميه نهيان نبا عبييييييييد"
وبخهم بطي بحنق مُحرج: حووووه فضحتوووونا .. صخوووا ولا بالخيزرانة ..
نهيان: ههههههههههههههههههههههههههه هب هين ولديه صار محبوب الجماهير ..
قهقه بطي ببحة مميزة وهتف: اسكت يا ريال من يوم الملجه وهم يهاذون به ..
نظر نهيان للأسفل .. لإبنه الذي ما زال يحمل الكرة ويتأمل ان يأتي احدهم وينقذه من حالة الضجر التي يعيشها .. وسأله:
عبيدان .. تبا تسير العين صوب عيال عمك بطي ....
قذف الكرة من شدة حماسه وصاح بصوت عالي: هييييييه هييييييييه ..
ابتسم نهيان لـ حماس ابنه .. ثم هتف لـ بطي: خلاص عيل .. يايينكم العصر ان شاء الله
.
.
.
.
.
.
.
اخذت تكتب بغيظ في هاتفها لـ صديقتيها المفضلتين:
وقسم بالله آنس ضو موراي فيه .. ابا اعرف شو سالفة هالطير ..
كتبت ناعمة بشك/ذهول: حصيص معقولة فلاح جيه بيسوي ..!!!
كتبت روضة وضحكةٌ تتلبسها خاصة وهي تتخيل ردة فعل حصة كلما تتلقَ رغماً عنها شتيمة من الببغاء:
هههههههههههههههههههههههههه حصيصي اذكري الله .. اخاف في يوم ما تتحملين المتوه وتذبحينه وتسوينه مجبوس ..
ناعمة: هههههههههههههههههههههههههههههههه ما استبعد هالفكررررة ..
حصة بحنق بالغ: اففففففففففففففف والله انكن غلسات .. دبروليه صرفه والله كارهتنه .. خاطريه ازخه من رقبته وافرررره في السكة ..
ناعمة + روضة: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ناعمة: لا حصوص حرام هذا طير ما يفتهم ..
روضة: وبعدين هاذي هدية مهاااااااري ..
انفجرت حصة بالفتاتين: خلن مهرة على يمب .. والله ينيه مغتاااااااااظة منهااااااا .. متفجة ويه اخوها عليه ..
يتحرونيه مطنزززة الهم ..!!!!!
ناعمة بنبرة عقلانية: انتي رمستيها وتأكدتي من السالفة اول ..!!!!
حصة: لا ما رمستها .. شو تبيني اقولها مثلاً ..!!!
روضة: انزين تأكدي يمكن صدق منها مب من اخوها ..
حصة بحدة: ما شفتن المسسسج .. طرشتلكن ايااااااه ..
ناعمة بتعجب: يختي والله غريبة .. ماحيد فلاح خفيف عقل جيه ...
حصة بحقد سحيق: الا أخس عن جيييييييه .. الله يصبرني بس ويفكني منننننننه ..
هتفت روضة بعد صمت دقائق: سمعي .. هذا متوه .. يعني ترومين اتعلمينه واتغيرين رمسته .. ومع الوقت بينسى الكلام وبيتعود على كلام ايديد ..
ناعمة: صدقها روضة .. لا تحرقين اعصابج على شي ما يرزى .. ترومين انتي ادربينه بالطريقة اللي تبينها ..
زمت حصة فمها ونار الغيظ بدأ ينخمد تدريجياً: وكيف ادربه ..؟! ..... ماعرف للطيور ..
هتفت روضة باقتراح: مرة وانا احاوط في يوتيوب .. شفت فيديو تعليمي كيف ادربين الببغاوات .. بطرشلج اللنك الحين ..
تنهدت حصة .. ثم كتبت: انزين ..
ومهرة ..!!!
ناعمة: بلاها مهرة بعد ..!!
حصة: افففففففف ياخي ابا اتأكد لو المتوه منها ولا من اخوووووها ..
روضة: طااااف طااااف .. لو من مهرة فـ تسلم ومشكورة وعلى العين والراس .. اما لو من اخوها ومسويبج مقلب .. فـ لا تخلينه يتهنى بالشماتة فيج .. حسسيه ان الموضوع عادي وانج هب مهتمة .. هاذيج الساعه هو اللي بينقهر وبيغتاظ ..
هدأت حصة مع حديث صديقتيها لكن فكرة ان مهرة تعاونت مع شقيقها ضدها تشعل نار الغيظ فيها ولابد ان تعرف الحقيقة ....!!!
.
.
.
.
.
.
.
تركت هاتفها بجانبها وحكاية حصة مع الببغاء ما زالت في دماغها .. وفجأة:
هههههههههههههههههههههههههههههههههه يعلج العافيه يا حصة .. سوالفج ما تخلص ..
حركت عيناها في الخواء تاركةً "طيفه" يسبب زلزال عذب في متاهات روحها ..
فكرة ان ناهب فؤادها "الاسباني" هو ذاته شقيق زوج حصة .. تجعلها تشعر بمشاعر لا وصف لها .. في الحقيقة ما زالت تحاول استيعاب صغر الدنيا وجمال قدرها المتجسد على "هيئته العصية على الوصف" ..!!!!
اخذت نفساً متهدجاً حارقاً مسترجعةً نظراته الآسرة المتمكنة .. نظراته التي اخترقتها منذ المرة الاولى كسهم قاتل لا علاج من جراحه اللذيذة .....
جفلت بعنف عندما صدح فجأة صوت الأذان من برنامج الصلاة في هاتفها .. نظرت للساعة وتأكدت من دخول وقت صلاة العصر ..
عقدت حاجبيها بتعجب وهمست بخفوت: ما شاء الله .. خطف الوقت بسرعة .. تونا متغديين ..
ذهبت الى غرفة والدتها لتوقظها للصلاة .. وعندما تأكدت من استيقاظها .. التفتت لتخرج ..
: روضة .. هاييج البنية ردت دقت عليج ..!!!
استدارت روضة نحو والدتها وقالت بعدم فهم: منوو امايه ..!!!
والدتها: هاييج بنت ربيع ابوج ..
هزت روضة كتفيها وقالت بنبرة هادئة: لا ما دقت .. شكلها ما تبا ادق من الاساس ..
أكملت بتفكير شفاف: تصدقين .. هالبنت غريبة ..
والدتها بتعجب: كيف يعني ...!!!
روضة: ماعرف .. وايد غريبة .. تصرفاتها غريبة ما تنفهم .. يعني تصرفات وحده خايفة ما عندها ثقة في حد ..
وكل ما نييب طاري ابوها تتوتر وتعصب ها لو قبلها ما بندت الخط في ويهنا ..
والدتها بتفهم: ما تعرفين يا بنتيه شو حالها وكيف عايشة .. يمكن هي جيه طبيعتها ..
حركت روضة فمها بعفوية موافقةً كلام والدتها .. وهمست: صدقج يمكن جيه طبيعتها ..
اضافت بنظرة دافئة: يلا سايرة اوعي شواخ .. خمت الرقاد كله ما شاء الله عليها ..
والدتها: هههههههههههههههههه ما شاء الله عليها ..
.
.
.
.
.
.
.
شهقت بصوت عالي حاد والعرق يتصبب من وجهها ورقبتها: اشهد ان لا اله الا الله .. اشهد ان لا اله الا الله .. ياربي بمووووت .. بموووووت ..
أعوذ بالله .. أعوذ بالله ..
امسكت رأسها ويكاد صداعاً فتاكاً يقضي عليها .. تشعر بالغثيان .. والاختناق .. واحساس شبيه بالاحتضار ...
انفجرت فجأة بالبكاء وهي تدعو الله بصوت مختنق ان لا يمسك روحها .. ليس الآن .. ليس قبل ان تنقي صحيفتها قبل مواجهته يوم القيامة .....
بعد ان هدأت قليلاً .. رفعت رأسها ونظرت للساعة .. وعوزت شعورها الخانق باستغراقها بالنوم وقت العصر .. الوقت الذي لم تعتد النوم خلاله ابداً والذي يسبب لها الصداع القوي وشعور غثيان/عدم توازن لا يُحتملان ..
اخذت تذكر الله بصوت عالي .. ودخلت الحمام كي تتوضأ وتصلي .....
وبعد ان اتمت صلاتها .. شعرت ان الملل يخنق صدرها .. لذا لم تتوانى عن لبس عبائتها وحجابها والذهاب الى بيت جارتها العجوز الطيبة وقضاء بعض الوقت معها وابنتها ..
بينما هي تسير على الرصيف الضيق .. اختل توازنها فجأة والتوى رجلها الايمن مما سبب في سقوطها على جانب الشارع ..
خرج من محرجها انين مبحوح متألم والرؤية امامها غدت مشوشة تماماً ....
رفعت رأسها محرجة من بعض اشخاص رؤوها تسقط .. وقفت بتوازن مختل واكملت سيرع بجانب الشارع وهي تجر رجليها بصعوبة ..
وفجأة .. صرخت بأعلى ما في حنجرتها من صوت وهي تبتعد عن سيارة كادت تخبطها وتسبب بموتها ...
هنا شعرت ان قلبها لا يحتمل المزيد .. جلست على الرصيف واجهشت بـ بكاء مرير .....
يالله ما هذا اليوم البغيض ..!!!! .. ما هذه الحالة ......!!!!
أكاد ارى ملك الموت بعينيَ هاتين .. يالله رحمتك .....
رحمتك يا رحمن ....... رحمتك يا رحيم .........
وقفت بصعوبة وبدأت تكمل سيرها لبيت الجيران بتعثر .. حتى وصلت بسلام .. لكن شعور الخوف/عدم الاطمئنان/الاختناق لن يتركاها بسلام ..
هذا ما تؤمن به الآن على الاقل ..!!
: هلا والله رفوعتي .. قربي قربي حياج ..
دخلت رفعة المنزل قبل ان تمد خدها الى صديقتها الوحيدة ابنة جارتها وتسلم عليها برقة .. ثم دخلت للداخل وبدأت تغرق بالاحاديث مع الفتاة علّها تنسى مافيها وينتهي يومها بـ بسمة صافية ......
.
.
.
.
.
.
.
بعد مرور ما يقارب ستة ايام
زفرت بعمق محاولةً تهدئة توترها/اضطرابها .. واتجهت باتجاه غرفة المعيشة حيث تجلس والدتها مع ابناء شقيقتها الراحلة ..
ابتسمت بدفئ للولدين وقالت: زيودي .. سعودي .. سيروا شغلوا توي ستوري في الصالة وبلحقكم خلاف ..
عارض سعيد بحنق طفولي: لا لا خالوه ابا كارز ..
هتفت لـ زايد بحنان: زايد حبيبي حط حق اخوك الفلم اللي يباه ..
خرج الولدين من الغرفة بينما استدارت حنان الى والدتها بارتباك .. وهمست بتلعثم: ا ا اميه ..
ابا اقولج شي ..
تنهدت والدتها وهي تستشعر بحدس الام ما ترغب ابنتها بالحديث عنه: قولي غناتيه ..
تحركت بتوتر لم تتمكن من السيطرة عليه .. ثم قالت بعد صمت وجيز: شـ شسمه .. آ آ
صليت استخارة .. ووو
اقتربت والدتها منها وقالت باهتمام: تانسين روحج مرتاحة وما عندج خلاف في بوزايد ..؟!
هزت رأسها بخفوت .. واجابت بهمس تخلله حيرة: هيه .. بـ بس بخصوص مرتاحة .. ماروم اجذب واقولج مرتاحة اميه بالميه .. بس قلبي ايقولي ان هالشي هو اللي لازم يصير ..
والدتها بحزم: لا تقررين قبل لا تتأكدين من اللي تبينه ..
لاننت تقاطيع وجهها بوجوم .. مجرد ان تتذكر انها ستتزوج من زوج شقيقتها تشعر بقلبها يذوي بشكل لا يُطاق ..
ان تتزوج من زوج شقيقتها اي انها ستستوحذ على مكانة ليست لها اساساّ .. ستأخذ رجلاً ليس لها منذ البداية .. ستربي اطفالاً ليسوا من صلبها هي .. ستصبح ام لعائلة لم تكن المؤسس الأول لها ..!!!
ان تكون زوجة لأحمد اي تكون الزوج البديل لا الاصل .. العنصر المساعد في عائلته الصغيرة لا العنصر الرئيسي .. ان تكون الجذع لا الجذر ..!!!
كل هذا لم تتوقع حدوثه منذ اشهر مضت ..!!!
وليت الامر أتى على هذا الحال فقط ...... من وافقت عليه للتو كان قد اهانها واهان من قدر شقيقتها رحمها الله ..!!
كيف ستتصور حياتها مع رجل كهذا ..!!!
بل كيف ستتزوجه وهي الى الآن مغتاظة/غاضبة مما فعله ..!!!!
ذلك المتعجرف صاحب اللسان المُلوَّث ......
هتفت لوالدتها باقتضاب تام: متأكدة فديتج .. خبري ابويه يوم يرد ان شاء الله ..
.
.
.
.
.
.
.
نادت على الخادمة وامرتها ان تجلب من الطابق الملاصق لسطح المنزل حقيبتين كبيرتين .. ثم دخلت الغرفة وبدأت ترتب فوق السرير الملابس والأغطية وستر ثقيلة لزوجها ..
جلبت الخادمة الحقيبتين لها ... وبدأت تضع كل قطعة في مكانها الصحيح فيهما ..
وبعد ان انتهت .. استقامت بقامتها وهي تزفر ارتياحاً لانتهائها قبل ان يصل زوجها ويراها ..
سمعت صوت كرسي زوجها المتحرك يقترب من الباب .. وبسرعة امسكت حقيبتها وخبأتها تحت السرير ..
عندما دخل قطب حاجبيه باستغراب بارد وقال: ما خلصتي شنطتيه ..!!!
اجابت ببسمة اخفت خلفها ربكتها: لا لا خلصت .. هاذيه ها زاهبة بس باجي احط البروش والمعجون والصوابين ..
نظر لـ ساعته بصمت ثم استدار ليدخل الى الحمام .. توقف عندما سمعها تقول بتساؤل: متى هي الطيارة بالضبط ..؟!
اجابها بذات بروده المستفز: الفير ان شاء الله .. 3 ونص ..
وقبل ان يكمل سيره .. اردف بتساؤل: قلت حق عميه يطرشليه الايواز والاوراق .. يابهن ..!!!
اجابته بثقة: هيه يابهن وحطيتهن في التجوري .. بظهرهن لك جريب وقت المطار ..
هز رأسه بـ حسناً .. ثم اكمل سيره الى الحمام ..
جلست على السرير ولسان قلبها يدعو ان تمر هذه الليلة على خير وبنجاح ..
.
.
.
.
.
.
.
لا تستطيع الا ان تقع في غرام هذا الطفل اللذيذ .. رغم ان عمه البغيض هو "عدوها الاول" .. لكن قلبها لا يتحمل عيناه المستديرتان البريئتان .. قالت وهي تفتح له عصير الفراولة: عبيد مستانس ويانا ..؟!
هز عبيد رأسه بقوة وقال بسعادة: هيه .. مابا ارد دبي .. محد هناك يلعب معايه وايد ..
نظرت له باشفاق/حنية عذبة .. وهتفت له بتساؤل: عموه مهرة ما تلعب معاك ..؟!
زم فمه وهتف بصدق طفولي: تلعب معايه ألعاب ما احبها .. ألعاب بنات ..
ضحكت حصة على جملته: هههههههههههههههههههههههههههه
اضاف بحماس عالي: عميه فلاح يلعب معايه كورة
ثم عقد حاجبيه بحنق: بس مب كل يوم لانه يرد من الدوام تعبان ويبا يرقد ..
رفعت احدى حاجبيها بامتعاض .. ثم تفوهت بسؤال لم تستطع كبح معالم الفضول فيه: عمك فلاح وين يشتغل ..؟!
اجابها عبيد ببراءة: في الشرطة
رفعت كلتا حاجبيها بـ دهشة .... لم تتوقع ان ذلك المتعجرف يعمل في الشرطة .. صحيح انه نظراته المستفزة ومشيته الواثقة .. وصدره العريض يعطي له هيئة الشرطي المثالية .. الا انها استبعدت كلياً عمله هذا ..!!!
تأففت بقرارة نفسها بغضب
لمَ تسألين أيتها البلهاء .. من هو من الاساس لتسألي عنه وعن مهنته ..!!
حسناً .. انه مجرد سؤال .. ألا يجب علي ان احرص على ان لا تكون مهنة زوج المستقبل مخزية/تجلب العار ..!!!
مخزية وتجلب العار ..!!!
اففففف بحق الله يا حصة .. كيف سيزوجك والدك من رجل يعمل في مهنة مخزية وتجلب العار ..!!!!
"حصة .. شلقا .. حصة .. شلقااااااااااااا"
همست بغضب مكتوم من هذا الببغاء الذي لا تعرف من اي مصيبة حلت عليها: لا حول ولا قوة الا بالله .. ناوي عليه هذا صدقوني ..
اتسعت عينا عبيد بـ دهشة طفولية: كعبووووووووووول
ركض إليه ببهجة عارمة وقال وهو يقف امام القفص: خالوه حصة منو ياب كعبوووووووول ..!!!
قطبت حصة حاجبيها وقالت بتعجب: كعبووووول ..!!!
عبيد: هيه هيه هذا كعبوول .. مال عميه فلاح ... كنت ألعب وياه في حجرته ...
استدار إلى وجهها الذي شحب فجأة وقال بتساؤل برئ: عميه فلااح يابه هنيه ..؟!
لم تعرف لم نفت بهزة من رأسها سؤال الصغير .. لكنها ارتعبت من فكرة ان يعلم الجميع بأن هذا الببغاء ملكٌ لـ فلاح في الحقيقة: لا حبيبي مب مال عمك ... هذا هدية من عموه مهرة ..
نظر للببغاء وقال بثقة: لا هذا كعبول ..
اشر لحلقة فضية صغيرة موضوعة على احد ساقي الببغاء ومنقوش عليها بأحرف انجليزية
“FON”
: شوفي .. مكتوب هنيه فون .. فلاح عبيد نهيان ...
اتسعت عيناها وهي تكتشف لأول مرة النقش المكتوب على الحلقة .. ارتعت خفقات قلبها وتأكدت هذه المرة من المؤامرة التي احكيت ضدها .. فلاح وشقيقته المشاكسة ..
حسناً أيتها المهرة .. سألقنكِ قبل اخيك درساً لن تنسيه ..!!!
جلست على ركبتيها امام عبيد الواقف وقالت بنعومة تتخللها توتراً/اضطراباً لم تظهرهما: آ آ عبيدان حبيبي .. خل هالسالفة سر امبينا زين ..!!
لا تقول حق حد ان هذا اسمه كعبول ومال عمك فلاح اوكي حبيبي ..؟!
رمقها بعيناه البريئتان وقال ببهجة لأنه سيتقاسم سراً "عظيماً" مع هذه الحسناء: اوكي سر ما بقول حق حد ..
كررت حصة بتحذير وهي تقبل خده برقة: سرنا هذا عبودي لا تخلي حد يعرف ...
هز رأسه بقوة وقال بنبرة رجولية مبكرة عليه: سرنا للأبددددددد ..
احتضنته بقوة هامسةً له بكلمات محببة .. ثم قالت بنظرة حلوة: يلا تعال خل نحدر عندهم ..
اشر عبيد للقفص وقال: وكعبووووول ..!!
رمقته بتأنيب وقالت: ها عبيد شو قلنا ..!!!
ضرب على رأسه ببراءة وقال: هيه هيه مب كعبول هذا ..
سألها بحيرة: شو ازقره انزين ..!!!
عضت حصة شفتها السفلى وصمتت ..... بعد لحظات التمعت عيناها وقالت: شرايك نسميه كاسبر ..!!
اخذ عبيد يردد الاسم بتعجب ... ثم ابتهجت عيناه واردف: حلووووو
امسك بالقفص وقال: خالوه بلعب مع كاسبر تحت ..
ضحكت بحبور قبل ان تقول بحماس: اوكي
ساعدته بحمل القفص ونزلا للأسفل ..
كانت سعيدة بوجود عبيد طيلة اليوم معها بعد ان كان في الايام الستة الماضية جالساً في بيت عمها بطي .. ضحكت عندما علمت ان ابناء عمها الصغار لم يتركوه يعود الى دبي بعد ان اتاهم يوم السبت الماضي وظل يلعب معهم طيلة ذلك اليوم ..
اتخذوا جميعهم وضعية العناد/الالحاح واجبروا والدهم ان يقنع نهيان أن يدع عبيد ينام عندهم في تلك الليلة .. والمضحك ان تلك الليلة تحولت لليلتين .. ثم ثلاث .. ثم اربع .. حتى انفجر نهيان ضاحكاً من دهاء الصغار الذي يماطلون بإرجاع "الاسير الصغير" مقرراً بعدها ان يترك عبيد عندهم حتى يوم الجمعة ..... اي اليوم ..
نظرت حصة للصالة الفارغة الا من وجود جدها .. وقالت: وين ميروه والعيال ..؟!
اجابها جدها وخطوط وجهه بتجاعيده تتحرك مع تحرك شفتيه: خاري تلعب وياهم كروك
(كروك = لعبة الاختباء)
قهقهت حصة بـ ذهول: ههههههههههههه في هالحرررر والرطووووبة ...!!
تخبلت بنتك يديه ..
هز الجد رأسه وقال بقلة حيلة: مبونها مودرة العقل بنت عبدالله ..
قهقهت بخفوت قبل ان تسأله باستغراب: جيه المكان صخه .. وين امايه ويدوه ..؟!
الجد: روّحن هن وعاشة جدا بوظبي ..
حصة: شعندهن في بوظبي ..؟!
تذكر الجد تحذير زوجته من ان يخبر الفتيات من غرض ذهابهن الى ابوظبي .. هتف بنبرة حازمة وانما هادئة: مادريبهن .. دقي عليهن تخبريهن انتي ..
أومأت رأسها ثم امسكت القفص بيدها اليسرى بينما تركت يدها اليمنى تحت سيطرة يد عبيد الصغيرة .. وخرجا الى باحة المنزل حيث ميرة والصغار ..
.
.
.
.
.
.
.
لوهلة شعرت بالدنيا تدور فيها مما سمعته .. امسكت بخفاء بطرف الطاولة كي تستند عليها بما تبقى لديها من قوة هدرت تحت وطأة ارتجافة جسدها ..
اخذت نفساً منتفضاً .. ثم همست بعيناها النجلاوان بانفعال حاولت اخفائه لكن دون جدوى:
حـ حااارب ..!!!
اجابتها فطيم بخبث غير مدركةً لشرارات الانفعال في صوت اختها: هيه .. سمعتهم ايقولون بالحرف نبا ناعمه حق حارب ..
شعرت بلهيب يجري على صفحة وجهها .. لهيب تصاعد في روحها حتى وصل لمحياها البهي ومشاعر جمة تتخالط بلا هوادة مكونةً عاصفة فيها/وجدانها ..
استدارت وفتحت صنبور مياه المطبخ واخذت ترش على وجهها الماء علّ حرارتها التي وصلت الاربعين فجأة تنخفض ..!!
مسحت وجهها بيدين مرتجفتين وعقلها يحاول استيعاب فكرة ان حارب كراها قد اقدم على خطبتها ..
أتراه حقاً يرغب بي زوجة .....!!
فجأة .......!!
طرقت فكرة واحدة دماغها جعل الدماء تنسحب من وجهها ....
لا ..... لا يمكن ..
هل اقدم على خطبتي بسبب ما حصل بيننا ليلة زفاف عمي سلطان ..!!
لا ..... لا يمكن ..
ارتجفت شفتيها بانفعال ناري والتفكير بهذا الاحتمال ينهش كبريائها/اعتدادها النفسي بوحشية ..!!!
: ناعمة يدوه تزقرج ..!!
جفلت ناعمة وخرجت من دوامة تفكيرها بشحوب تام .. ثم خرجت من المطبخ بخطوات ثقيلة حتى رأت جدتها التي كانت خارج مجلس النساء ..
ازدادت خفقاتها علواً عندما رأت امارات البهجة على عينا جدتها المتواريتان خلف برقعها اللامع .. وسمعتها تقول بنبرة تنضح حناناً عبقاً: امايه ناعمه تعالي سلمي على الحرمات ..
.
.
.
.
.
.
.
امسك مسدسه ورفعه .. ثم اغمض عين واحدة وبدأ يصوب على الاهداف امامه بحرفنة مبهرة ..
يداه تصوبان .. بينما عقله .. وقلبه .. في حالٍ آخر .... في استنفار شديد ..
هل رأتها عمتي ..!!!
هل تحدثت معها ..!!!
هل تنعمت بملمس صوتها الحريري ..؟!
هل تمعنت بنجلاء عيناها ..!!!
هل يا ترى لمحت إلتماعة منهما .. ضحكة من بين ورد شفتيها ..!!
هل استشعرت الرضا بـ محياها البهي ..!!!
هل .....
رباه ....... استغفرك يا رحمن وأتوب إليك .....
اشتدت قبضته على سلاحه بعقل مسلوب ... وزئير خافت حارق خرج من اعمق قاع حنجرته واخذ يصوب بسرعة وبشكل متوالي حاد لا توقف فيه حتى افرغ سلاحه من الرصاصات ..
انزل يده وانصدم من لهاثه المرتجف .. وعرقه المتصبب من اعلى جبهته الى ندبته القاتمة الى جسر انفه الحاد ..
يا إلهي ...... ما الذي حل بقلبك أيها المحارب ..!!
ليس من عادتك فقد السيطرة بهذا الشكل ....
ما الذي ستفعله لو رأيتها ولمستها بأصابعك وانت لمجرد التفكير بها تفقد انفاسك بلا عودة ..!!!
استل هاتفه بعد ان اخرجه رنينه من سكرته العذبة التي كان غارقاً فيها ..
كان المتصل سلطان .. سأله باقتضاب عما نتج عن بحثه في منزل عائلته في رأس الخيمة .. واجابه حارب بخيبة انه الى الآن لم يجد اي خيط يدل على وجود مذكرات في الاماكن التي بحث فيها .....
سمعه وهو يقول بصوت هادئ: ماعليه مصيرنا ان شاء الله نلاقيها ..
حارب: ان شاء الله ...
.
.
.
.
.
.
.
وقف امام البحر وصرخات الاطفال تختلط مع اصوات الموج بسمفونية كوّنت صور كثيرة/عتيقة/عبقة في صفحة من صفحات ماضيه الجميل ..
: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هتف صديقه عبيد من بين اسنانه: يوم انه الجت سكي متخشول شحقه تعطيني اياه يالهيس ..!!!
(متخشول = غير صالح للإستعمال/فيه عطل)
ضحك وهو ينظر الى صديقه الغارق بالماء بعد ان سبح مسافة طويلة من وسط البحر حتى الشاطئ اثر توقف الجت سكي الخاص به لعطل مفاجئ: ههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله ما كنت اعرف عبيداااااان ..
تأفف عبيد بغضب وخلع عنه تي شيرته الازرق المبلل وهو يشتم ذياب بصوت مسموع بينما قهقه الأخير باستمتاع وبدأ يجهز الجت سكي الاحتياطي وربط حبل متين بمؤخرته كي يتمكن من جر الثاني وجلبه للشاطئ ..
رغم غيظه من صديقه الا انه هتف بنبرة حادة تشوبها قلق: حوه انتبه على روحك وشل تلفونك ..
اعطاه ذياب ابتسامة مغيظة وقال: لا تحاتي ربيعك ذيب
ضربه عبيد على رقبته من الخلف وقال باستنكار: شو تقصد .. يعني انا يرو يالحمار ..!!!!
(يرو = جرو)
مسد ذياب رقبته وقالت ببسمة متألمة: ههههههههههههههههههههه ياخي شو فيك كارهنّييه .. قلتلك ماعرف انه متخشول
تعارك عبيد مع ابتسامة كادت تخرج وهو يرى صديقه يقلد لهجته الشمالية .. وقال بسخرية محببة: انت ويه بحر ..!!
انت يا بويه مال بوش وهوش وعزب .....
رفع انفه باعتداد ضاحك وقال: يالله عنيه هب بلا بوشيه وهوشيه .. ريحتهن يا ريال تسد العوووووق ..
عبيد: ههههههههههههههههههههههههههههههه يالله عاده على ريحتهن .. خنيييييينه ..
ضحك ذياب بصوت عالي ثم ركب مركبته ودخل البحر .....
صرخ عبيد بصوت عالي مهدداً بمزاح مغتاظ لكن نبرة القلق الحقيقي وصلت لقلب ذياب بلا مناورة: الذييييييب رد بسررعه ولا بخليك وبروّح عنك ..
هتاف موجع من زمن "قريب" دخل عنوةً بين صور ذكرياته مع صديق عمره
هتافه هو ... المرتجف .. الجزع .. المغلوب على امره والذي ألقاه على مسامع صديقه في ذلك اليوم الذي لا/لن يُنسى: عبيدان رد بسرعة دخيلك ..
صوت البحر الهادر ارجعه لواقع حاله .. رفع وجهه للسماء وهمس بخفوت يبكي القلب كـ خفوت اوراق الشجر خلفه:
ليش كسرت بخاطريه يا عبيد وما رديت ..... ليش ..!!!!
شعر بقلبه ينقبض واستوعب ما تفوه به بلحظة اغماءة حلت على عقله/احاسيسه .. همس بانفعال شديد وهو يمسد جبهته:
استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم ..
اخذذ يكرر استغفاره حتى سمع صراخ طفولي آتٍ من خلفه .. استدار بنظرة غائمة سرعان ما تبدلت للإستغراب ما ان رآى تلك الفتاة ذو الشعر العسلي تأتي راكضةً نحوه .. وتصيح بخوف: نفااااااااااختي نفاااااااااااااااختي ..
رفع ذياب رأسه ورآى بالونة تكاد تحلق عالياً .. لكنه وبسرعة فائقة قفز قفزة واحدة وتمكن من الامساك بذيلها .. ثم جثى على احدى ركبتيه ومدها بلطف حنون للفتاة التي اصبحت تقف امامه ..
انعكس لون شعرها العسلي بلمعانه المذهل على مقلتي عيناه .. وقالت بخجل طفولي لذيذ: شكراً
اعطاها احدى ابتساماته التي تطيح برؤوس الفتيات ... تلك الابتسامة التي كان يستخدمها في السابق لسلب قلوبهن الصغيرة .... وقال: بس شكراً ..!!!
أشر على وجنته وقال: مافي بوسة ..!!!
انكمشت الصغيرة بوجهها الباسم المحمر ثم اقتربت بتغنج بطيء منه وقبلته ..
اتسعت ابتسامة ذياب وهو ينظر لشعرها العسلي .. وقال باهتمام: هلج وين ..؟!
اشرت الفتاة للخلف وقالت: هناك
ذياب بحنان: يلا سيري عيل عندهم بسرعة .. ولا تتمشين روحج في الليل مرة ثانية زين ..؟!
هزت الصغيرة رأسها وقالت بخجل: ان شاء الله ..
ابتعدت الصغيرة وهي تركض بينما عيناه على لون العسل المتطاير حولها بسحر لا وصف له ..
سحر كالجنة .....
كالنعيم ......
سحر كـ كـ ...... كـ عينـــاهـــا ..!!!
انزل ناظريه بابتسامة غامضة وعيناها المشتعلتان بضوء العسل داهمته بعنجهية ارجفت خفقات قلبه ..
ألم أقل لك أيتها العسلية انك ستحوزين و"بقوة" على عقل الذئب ..!!!
ارتفع رنين هاتفه .. استله وهو يهتف بحزم: ألو
..
ذياب: هلا سالم .. شحالك ..؟!
..
ذياب: بخير ربي يعافيك ويسلمك ..
..
ذياب: انا في بحر البطين .. شعنه ..؟!
..
ذياب: اهااا .. خلاص اترياك ..
..
ذياب: مع السلامة ..
اغلق هاتفه وهو يقطب حاجبيه بحيرة متسائلاً عماهية الموضوع الذي يرغب سالم صديقه بمفاتحته اياه ..
انتظر بضع دقائق حتى وصل الرجل ..
وبعد السلام والسؤال عن الحال .. هتف ذياب بحيرة: رب ما شر سلوم .. تقول تبانيه في رمسة ..؟!
ابتسم سالم بارتباك .. وهتف بعد ان تنحنح كي يضفي صفاءاً لصوته: ما من شر عنيه افداك لجني بغيت اخذ رايك في حايه
هتف ذياب باهتمام: في شو ..؟!
سالم بنبرة مباشرة: الصراحة انا في خاطريه اناسب حارب بن محمد وبغيت فزعتك في هالسالفة ..
ارتد الى الخلف كمن تلقى للتو صفعة على وجهه .....
لم يتوقع ابداً ان الله سيضعه بموقف كهذا في يوم من الايام ..!!
في الحقيقة .... لم يتوقع بتاتاً ان لـ نار الغضب رائحة ودخان في الروح سوى الآن ...!!
غضب .. قهر .. ذهول .. استياء .. ضيق .. احاسيس خليطة من كل احساس سيء في الدنيا ....
احاسيس قبعت في روح من يشعر بالتملك اتجاه شيء ثمين .. يراه فقط ولا يلمسه .. وفجأة يأتي احدهم ليضع لنفسه الاحقية لأخذه ووضعه تحت ملكيته .....
لم يعرف كيف اكتشف شعور ملكيته لتلك العسلية .. لكن لابد وان التهديد "المتجسد امامه الآن" هو ما اجبره على الاكتشاف ..
مع هذا .. كان لابد ان يستجمع شتات تفكيره .. ويهتف باقتضاب/حيادية تعاكس بركان غضبه:
على هالخشم بوغنيم فالك طيب ..
ابتسم سالم بابتهاج .... وقال: فالك ما يخيب بن عميه ..
عندما تركه اخيراً صديقه ..... التفتت للبحر وظل هائماً بين امواجه .. شعور الجزع/الضياع احتل قلبه من هذا الاكتشاف ..
والحيرة تملكت روحه اثر اعترافه الصادم لنفسه قبل قليل ..
شعور بالضياع .. ضياع حقيقي ..
ضياع ثاني .. ومن نوع آخر هذه المرة ......
فالاول كان صديقه عبيد ....... اما الثاني فهو فقدان تلك العسـ....
زفر بغضب ملتهب ولم يتحمل المكوث اكثر هنا كالعاجز ..
حسناً .. ليس عليك الا الصبر يا ذياب .. الصبر والخروج بفكرة ممتازة لنيل ما تريد ..
التمعت عيناه الذئبيتان بوحشية وهمس بمشاعر محمومة: اذا الله قاله .. أخت عبيد ما بتكون الا لك يالذيب ..
.
.
.
.
.
.
.
ابتسمت آمنة بمكر خفي لـ ناعمة التي استأذنت بصوت مختنق من اثر الخجل لتخرج .... دنت من شما وهمست: يالله محلاهااااا .. الله يحفظهاااا ويحرسها من العين .. اسم على مسمى صدق .. يوم خبرتني ام عنود انها تباها حق حارب فرحت من خاطريه .. حسيت صدق ان ناعمه هي الوحيده اللي توالم حارب ....
أخرجت شما ابتسامة جافة لم تتجاوز عيناها وقالت بنبرة تشوبها الصدق التام: صدقج والله .. الله يسعدها وايوفجها .. ناعمة بنية طيبة وقلبها ابيض وحارب بالمثل ..
هزت آمنة رأسها بحبور .. ثم قطبت حاجبيها بتوجس وهي تنظر لشحوب وجه شما: شميمي بلاج ..؟! شحقه ويهج جيه مصوفر وعيونج حمرا ..؟!
انتفضت يديها بلا ارادة منها .. وقالت باقتضاب خرج بتلعثم خافت: شو بلايه ..!! ما بلايه شي الحمدلله ...
رفعت آمنة حاجباً واحداً وقالت: عليه انا شمووووه ..!!!
اخذت شهيقاً قوياً وقالت ببسمة خفيفة ... وبنبرة اخرجتها طبيعية قدر المستطاع: ما فيه شي يالخبله بس مصدعة .. الصداع بياكل راسيه ...
وضعت آمنة بعفوية/بقلق يدها على رأس شما وهمست: حبيبتي شميمي تبين اييبلج بندول ..؟!
ابتسم شما بذبول واشرت بأصابعها الاربع: صرطت اربع حبات اليوم وماشي فايده
آمنة بخوف: يا حسرتيه عليج .. جييييه ..؟!
همست شما محاولةً اطمئنانها: ماعليج بيخوز يوم احط راسيه وارقد ..
آمنة: شو ميلسنج انزين .. دقي على ريلج خل يشلج ..
اختفى لون شفتيها ما ان سمعت اسمه .. وشعرت وكأنها على وشك الاغماء لشدة ما تشعر به من ارهاق في "قلبها" ..
كم يوم مضى عليها لم تره ..!!!!
ليس يوم .. ولا يومين .. ولا ثلاث ......
بل ستة ايام كاملة لم تره .. منذ ذلك الصباح وبعد ان جرفتها سيول الماضي واجبرتها على الاعتراف بما شهدته قبل سنوات ...
بعد ان تركها سلطانها مشنوقة بحبل الصدمة القاتلة ملتويةً على صفيح الحسرة/اللوعة وهي تتلقى اخر كلماته الحارقة ..
بعد ان ترك قلبها ينوح الألم وهو يستوعب ما ارتكبته من حمق "لا يغتفر" بحقه ..!!!
رباه ..... ما الذي فعلته يا شما بحق الله ... ما الذي فعلته .....!!!!
يالله ....... يالوجعي .......
يالوجعــــــــــي .....
منذ ذلك الصباح وصورة عوشة بنظرتها الشيطانية لا تفارق خيالها .. لا تفارقها كالشيطان ..
كيف بحق الله استطاعت الكذب عليها ..!!!!
كيف بحيلة قذرة تمكنت من زرع الشك في روحها ..!!!!
يا رب ....... عونك ورحمتك يا رب ..
شخرت بسخرية مريرة بداخلها ...
الأدهى والأمر انها تركت شقيقها يتزوج من تلك بكل ما تحمله من بلاهة في قلبها ..
معتــــــوهة يـــــا شمــــــااا ..
معتــــــــوهة .... معتـــــــوهة وغبيـــــــة ..!!
: شما غناتيه دقي على ريلج ..
رمقتها شما نظرة ضبابية شاحبة .. وهتفت بنبرة مبحوحة: عقب شوي برد البيت .. يايه ويه الدريول انا ..
قطبت آمنة حاجبيها باستنكار: شعنه ...!!! ريلج وين ..!!!
اشاحت بوجهها وقالت بنبرة مقتضبة: مشغول شويه ..
هزت آمنة رأسها بإيجابية رغم ان الشكوك بدأت تتصاعد في روحها عما يجري بين شما وزوجها .. لكنها فضلت عدم التدخل حتى تتكلم شما بنفسها وتفضفض عما بداخلها ..
امسكت هاتفها وهي تهمس بـ حيرة لـ شما: مسودة الويه عنودوه .. ثرها بتخاوي ريلها ونحن اخر من يعلم .. ابا ادق عليها واسلم بس هب وقته الحينه وجدام الحرمات ..
شما: فديت قلبها دقت عليه من شوي وسلمت .. لو دريت انج تبينها جان عطيتج اياها ..
آمنة: ماشي خلاف دقايق وبظهر بدقلها انا ..
اضافت بتساؤل: سلمت على امها واليميع ..؟!
شما: هيه قالتليه انها مسلمه عليهم كلهم .. ههههههههههههه عقب ما تنقموا واهزبوا وان شعنه ما ترمسين وتقولين ..
آمنة: ههههههههههههههههههههههههه دواها ..
هتفت بعدها شما باهتمام شديد: عيالها ما يرومون بلياهااا .. خص عاده منصور وفطوم .. ميود وحمود كبار ماعليهم شر ..
آمنة: لا ماعليج هي اول كم يوم بيتمون يصيحون امهم بس عقب بيتعودون .. اليهال جيه ..
واصلا منصور وفطوم متعلقين وايد بـ يدتهم .. بس ان لعوزوها بشلهم عنديه .. وميود وحمود تراهم دوم مطيحين في بيت يدهم هم وعياليه ويه عيال احمد ..
همست شما بنبرة غرقت بالشوق المؤلم: عنيه ما خلى منهم .. تولهت عليهم وعلى حشرتهم ..
ابتسمت آمنة بـ حنان وقالت: تعالي انزين .. عنبوه نسيتيها امره العين .. ما ييتيها الا مرة وحده من رديتي من السفر ..
شما بـ همس هادئ: ناوية اييكم .. هالكم يوم ان شاء الله ..
.
.
.
.
.
.
.
همس مهدداً حبيبته بعد ان ابتعد عن سلطان: ان رديتي العين يا ويلج .. اباج الليلة في الشقه
ضحكت آمنة بضحكة غانية ألهبت مشاعر بطي .. وقالت بمكر: مابا
زأر بغيظ محاولاً السيطرة على مشاعره المحمومة: اموووووووون
ضحكت آمنة باستمتاع .. ثم هتفت بنبرة لعوبة: يا عين امون انته ..
عض على شفته السفلى وقال وخفقات قلبه تصدج ارجاء جسده كلها: اخخخخخ بس منج ..
لا تردين ويه امايه .. خلج شوي في بيت قوم سلطان وبييج اشلج .. اتفقنا ..؟!
ابتسمت بـ عشق لا ينضب وهمست بشكل مثير اصاب بطي بمقتل: اتفقنا حبيبي .. بس لا تبطي عليه ..
تنهد عاشقها بحرارة وهمس: عنيه اروح فدا همسج .. ما ببطي ما ببطي ان شاء الله ...
ضحكت بدلال واجابت: بسم الله عليك غلايه يعل يوميه قبل يومك
قال بطي موبخاً: جب امون
آمنة: هههههههههههههههههههههههههههههههه كم احبك يا انسان ..
اغلق عن زوجته بعد ان رمى على مسامعها كلماتٍ جريئة جداً تاركاً إياها توبخه بـ ضحكة خجولة متغنجة ...
التفت نحو صديقه الصامت منذ وقت طويل .. وسرعان ما اقتحم القلق طريق ابتسامته واجبرها على الذبول ..
ما بك يا شقيق الروح ..؟!
من ذا الذي تركك بهذا البؤس المشين ..!!
أتراه بسبب نزاع حاصل بينك وبين شما ..!!
قطب حاجبيه وتوجسه يزداد .. فـ سلطان قد اختفى بشكل مريب منذ ستة ايام .. وحجته الوحيدة كانت ان العمل تطلب منه تفرغ تام وكامل بسبب وجود بعض المشاكل الحاصلة مؤخراً ..
لم يصدق ان هذا هو السبب فقط .. فـ سلطان وان كانت يتمرغ بمصائبٍ شتى في عمله الا انه لا يخلط مشاعر/مزاجه بين حياته العملية والاجتماعية .. هذا ما اعتاد الناس والاقارب منه ..!!
عكس الآن .. نظر لوجهه المكفهر الساكن من اي تعابير تذكر .. وقال فجأة له: ما بترد تشل حرمتك ..؟!
رغم قوة سيطرة سلطان على انفعالاته الا ان بطي استطاع لمح ارتجافه شفتيه ما ان نطق بكلمة "حرمتك" ..
اجاب سلطان بنبرة جافة وهو يتأمل المارة خارج المقهى الشعبي: امبلى ..
رمق بطي نظرة غائمة لا احساس فيها واضاف: سرينا ..؟!
وقف بطي وهو يرمي على الطاولة اوراق نقدية .. وقال : سرينا ..
خرج الاثنان من المقهى وكل فكر منهما يجري باتجاهات عشوائية لا نهاية فيها ..
نادى سلطان بعد ان فتح باب سيارته: بومييد
التفت سلطان إلى صديقه وقطب حاجبيه بإيماءة مستجيبة ..
ابتسم بطي له بـ حنان اخوي وقال: كل شي اله حل في هالدنيا يا خويه .. لا تحمل روحك فوق طاقتها ..
تشتّتت نظرة سلطان بـ جمود/احساس غامض داكن .. ثم هز رأسه ودلف داخل سيارته ..
تحرك بسيارته وشياطين الذكريات تداهمه .. بل شياطينها هي من تداهمه من ايام ..!!!
تتركه وحيداً مختنقاً من مشاعر تقلب روحه جحيماً ....
شياطينها .. بنظرتها الخبيثة .. وضحكتها الاخبث .. وندائها الذي حتى وهو يُخرج اخر انفاسه كان بغيضاً/مقيتاً/مكروهاً ..
......: سـ سـ سـ سلطـ طـ طـ طـاان ن .. أ أ أ حبـ بـ بـ ك ك ..
أ أ أ حبـ بـ بـك ك ... سـ سـ سـ سلطـ طـاان ن .. أ أ أ حبـ بـ بـ ك ك ..
أنـ نـ ت ..... لـ لـ للي .. أنـ نت ..... لـ للي ...... سـ سـ سلطـ طاانن ..
: اذكري الله يا عووووووشة .. قولي وراااايه ..... اشهد ان لا إله الا الله واشهد ان محمد رسول الله .. اشهد ان لا إله الا الله واشهد ان محمد رسول الله عليها احيى وعليها امووووت ..
تشهدي يا بنت الناااااااااس انتي بين ايد رب العالمييييين ..
......: أ أ أ أنـ انت لـ لـ للي .....
سـ سـ سـ سلطاااانن ...... لـ لـ لـ للي ..
لـ لـ للي .....
رباه ..... للتو فقط استشعر كمية ما تلفظت به ابنة عمه من "مرض" .. من "هلوسة" .. من "ادمان يسحق الوجدان/العقل" ..
اجل .. للتو فقط اكتشف لعبتها الدنيئة ... اكتشف حبها المرضي له .. وكرهها العارم لـ شما .....
لهذا السبب ارسلت رسالة تدعي فيها ان زوجته عديمة الشرف وليست بـ فتاة محترمة .. لهذا السبب كذبت قبل سنين عليها وافتعلت مسرحية من كتابتها هي واخراجها كي تجبر الاخيرة على فسخ خطبتها منه بأبشع الطرق ..
ابتسم بسخرية تنضح من جنباتها مذاق العلقم المر .. كم هي غريبة دنياك يا سلطان ....
كم هي غريبة ..... ومؤلمة ..
مؤلمة عليك يا من ظننت انك وجدت هدايتك بعد ضلالة عمر .. موجعة لقلبك يا من ظننت ان حبك غالي ..!!!
غالي أبيْ لا ينكسر ..!!!
أنّى لي ان افتخر بقلب تمرغ تحت ارجل الساخرين .. وتم بيعه برخص ..!!!
أنّى لي ..!!!!
استل هاتفه .. واتصل على رقم يحفظه عن ظهر غيب ..
وبعد عدة رنات ... هتف بجمود تام: ظهري انا خاري
.
.
.
.
.
.
.
بعد سويعات
اقتربت من شقيقها وقالت بنبرة حاولت السيطرة على الانفعال فيها: ذياب فاضي ..؟!
رفع ذياب عيناه ولمعة مكر سرت عبرهما بخفاء ... فهو كان على يقين ان شقيقته ستأتي إليه وتطلب تفسيراً بعد ان اتين نسوة عائلة حارب وطلبن يدها رسمياً ..
هتف بحزم هادئ: ولو مشغول افضالج يا بنت هامل .. يلسي ..
جلست ناعمة بقربه .. وقالت بنبرة مسيطرة وهي تنظر مباشرةً لعيناه: سؤال واحد .. يه هيه يه لا ..
تنهدت من انفها بسرعة وكأنها تكتم انفعالها ... ثم اضافت: ربيعك خطبنيه لانه يبا يرقع على السالفة اللي صارت هاك اليوم ..؟!
رص ذياب على عيناه متأملاً تلألئ عيناها بخليط من خجل/اضطراب/ارتباك ..
تظن هذه الناعمة ان بوسعها تمثيل دور الفتاة الخارقة عليه .. لكنه يعرف دواخلها اكثر مما تعرف هي .. قال بنبرته الرجولية المباشرة: لا
هو لم يكذب صحيح ...!!!!
رغم شكه بـ صحة هذه "الـ لا" .. الا انه تفوه بإجابة خرجت بشكل ملتوي من فاه حارب ..!!!
نظرت إليه مطولاً قبل ان تقول بهمس متوجس: ادريبك ما تجذب عليه .. بس بغيت اتأكد من هالشي واطمن ..
ارخى ظهره على الاريكة وقال بثقة حاسمة: صدقي اخوج واطمني ..
انزلت عيناها بـ وجوم للحظة .. ثم رفعت ذقنها باعتداد وهتفت بحزم: بس هب معناته موافقة عليه
ابتسم بسخرية محببة وقال: ما بتكونين نعوم لو ما نقعتي خطابج بالشهر والشهرين يلين ما تخبرينا رايج ..
بادلته ذات النظرة وقالت: تبانيه اقول هيه جيه بليا تفكير ومشاور وتمخميخ ..!!! لا فديتك ما عندنا هالسوالف
ذياب بنظرة ماكرة: انزين هالمرة الخاطب من طرفيه مشي اموره بسرعة
اشاحت بوجهها بتغنج وقالت قبل ان تقف: لا اسمحليه انا ضد الواسطات ..
ذياب: ههههههههههههههههههههههه افااااا
ابتسمت له بـ حب واعطته ظهرها وذهبت لغرفتها كي تنام .. لكن من أين لها النوم والقلب يرتعد بهذا الشكل ..!!!
ارخت وجهها كي تريحه من عناء زيف الابتسامة ..!!
رغماً عنها تشعر ان الامور تمشي عكس رغبة كبريائها ..!!
تشعر بشيء يتآكل فيها ما ان تتخيل مجرد تخيل ان ذلك الاسمر قد اقدم على خطبتها لأنه رآها في سيارته بالخطأ .. لأنه لا يرغب ان تحدث بينه وبين شقيقها جفاء/نزاعة بسبب الذي حصل ..
رغماً عنها تشعر ان اخاها لم يصدق القول معها ....!!!
زفرت زفرة اخرجت فيها ما يعتمل خاطرها من ضيق/انفعال/حيرة ..
.
.
.
.
.
.
.
امسك بعجلة كرسيه المتحرك وادارها بعنف .. وانتفض يزمجر بغضبٍ ليس له مثيل:
شو تتحروونيه عنددددككككم ..!!!!
ياااااااهل ..!!!! اثووووول ..!!!
هتف عمه بصرامة ثابتة النبرة وهو يضع ذراعه على كتف العنود بحماية ابوية لا إرادية:
سيف قصر حسك وهد شوي .. انت لو معطنا فجه قبل عسب نتفاهم ونقنعك بسفر حرمتك وياك جان ما سوينا هالشي من وراك ..
هتف بذات غضبه الناري وكأنه لم يسمع شيئاً .. كيف له بحق الله ان يسمع ولهيب حارق يسري في اوردته من ألعوبة عمه وابنة شقيقه الخبيثة: لو شوووو .. انا هب بهيمة عسب تمشونها على شوووركم .. دامنيه من البدايه قلت حق بنت اخوك ماشي روحه ويايه يعني ماااااشي روووووحه ..
اشر باتهام على عمه واضاف بانفعال قاسي: شقى تعاااونها على عصيااااااني ..!!!! ترضاااها لروووحك عميه ترضااااهاااا ... خبررررني ..!!!
تقدمت العنود وكادت تدافع عن عمها لولا انه اوقفها وقال بذات نبرته الصارمة: سكتي عنود خلينيه اتفاهم انا ويه هالخبل ..
اضاف وهو ينظر إليه بقسوة: لا ما ارضاهااا .. بس يوم ولد اخويه منعمي على فواده بسبة هالعزة النفس وهب طايع يتحامل على روحه ويرضي حرمته تعاونه وتقوم فيه شو يإيديه ساعتها اسوي ..!!!
يوم ان ولد اخويه هب طايع يحكم عقله ويعرف وين مصلحته شو اسوي ..!!!
انت يا بومايد هب في حرب .. انت ريال ساير تتعالج .. يبالك من يداريك ويقوم فيك .. وانا والله يشهد ما كنت بقصر وياك وبخاويك إلين ما يخلص علاجك .. بس ان يينا عند الحق فـ حرمتك اولابك .. هي احسن منيه وتعرف لك وتعرف شو اللي يريحك ..
انت ما عطيتنا فجه نفهمك وجهة نظرنا .. دومك متوتر ومنفعل وما تتفاهم ..
قلنا خلاص ماشي الا نحطه تحت الامر الواقع ..
رمقه بنظرة ساخرة وهتف بفحيح ينضح منه الغيظ: وتسير تحجز لـ حرمتيه بلا شوريه هاااااه ...!!!
رفع احمد رأسه بضجر وقال: قلنا تيس قالوا احلبوه
اضاف وهو يرمقه بحدة: بومايد هي السالفة عناد ولا شو ..!!!
خلاص يا ريال استهد بالله ورانا خط إلين المطار .. استهد بالله بارك الله فيك ولا تسوي من الحبه دبه ..
(لا تسوي من الحبه دبه اي لا تكبر الموضوع)
حول سيف ناظريه إلى العنود التي تقف بجانب عمها وتنظر إليه بجرأة قوية وكأنها لم تفعل شيئاً ....
احتدت شفتيه وكتم قهره بمهارة يحسد عليها ..
حسناً أيتها الخبيثة .. لن يظل عمنا بيني وبينك طويلاً ..!!!!
سترين ..!!!!
.
.
.
.
.
.
.
وقفت حصة وهي تنفض التراب وبعض الحشيش عن ثوبها .. ثم هتفت بنبرة حيوية للأطفال: منو يبا بوب كووورن ..؟!
صرخ الجميع بحماس مبتهج: اناااااااااااا ..
حصة بذات نبرتها: يلااا دقايق وبييكم ..
مشت حصة فوق الاعشاب ثم دخلت الى المطبخ من الاتجاه الخارجي وليس عبر المنزل .. بينما التمعت عينا ميرة بشقاوة واقتربت من قفص الببغاء وهي تقرر اخراجه ..
ادخلت يدها بتردد/خوف مضحك جعل الاطفال يضحكون عليها .. وبختهم بغيظ: اششش انت وياه روحيه متروعه ..
اخرجت لسانها وهي تحاول الامساك به حتى نجحت ..
ضحكت بصوت عالي وهي تمسد ريش ظهره برقة .. وقالت وهي تغيظ الاطفال: زخيته زخيته وييييييوووو ..
ابتعدت بعفوية وهي ما زالت تمسد ظهره وتحدثه بحماس/حيوية وكأنها تتحدث مع آدمي: انت يا حلو عطنا ويه ..
طالعنا ..
انزين عق الرقم .. عادي باخذه .. كله لعيونك يالمزيون ..
هههههههههههههه ما تبا تعطينيه رقمك ..!!!!
تتغلى يالسخيف ..!!!
انزين هب مشكله اعطيك انا رقميه ..
بس احفظه
0508282...
وأرخت يدها وهي تضحك على نظرات الببغاء التي تعبر عن فهمه المعدوم .. وفجأة طار من يدها قبل ان تشهق بجزع وترتبك ..
سقط الطير على الارض واخذ يمشي على رجليه بسرعة وهي تجري خلفه وتحاول امساكه لكنها لم تستطع ..
دخل الببغاء بين الاشجار الكثيفة المتواجدة في احدى زوايا المنزل .. وهنا زفرت ميرة بغضب وغمغمت:
ياربيييييه ظلام هنيييييه وين اروم اظهره الحييييين ..!!!!
ازدردت ريقها بخوف وهي تدعو الله ان لا يظهر في وجهها شبح او مخلوق غريب مرعب ..
سمت بالرحمن ودخلت بين الاشجار وهي تناديه بنبرة ترتعد: متوووه .. وينك ..!!
اطلع ياخي والله ين ركبيه تتصافق من الرووووع ..
وينك ..!!
اخذت تصدر اصواتاً من فمها علّ الببغاء يستجيب لها ويخرج ..
ابتسمت بانتصار عندما لمحته اخيراً .. تنشط الادرينالين في دماغها وهرولت بسرعة كي تمسكه ..
وبينما هي تهرول .. لم ترى جذع الشجرة الممدود امامها .. وضرب جبهتها بقوة مؤلمة ..
صرخت بوجع قبل ان يترنح جسدها الغض مهدداً اياها بالسقوط ..
اخذت النجوم تتراقص امام عيناها وألم جبهتها يتوهج .. ويزداد .. وتكاد تشعر ان النار تشتعل فيها بحق .. ولكن شعور اللهيب تصارع مع شعور آخر ..
شعور ربكة .. زلزلة روح .. ارتعادة نبضات .. شعور رافق جسد صلب انقذها من السقوط الكامل على الارض .. ولمسات دافئة على ظهرها وخصرها ارسلت القشعريرة في كامل جسدها ..
وهمسٌ غاضب مشتعل يغزو مسامعها:
انتي ما بترتاحين إلين ما تنزفين اليه على كرسي ......
نهــــاية الجــــزء الأربعــــون
.
.
هالله هالله بالردود اللي تشرح القلب :)
قراءة ممتعة ......
|