كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثالث )
وقالت جودي ببطء :
- أفهم الآن لماذا كان ناجحا مع ماغي . فهي تحب كل ما هو قديم .أحيانا كان دان يعطيها بعض الأوراق المصنوعة باليد ، التالفة والتي لا تصلح للبيع . . فكانت تكتب عليها أبيات شعر وتزينها برسومات على الطريقة التي كانوا يفعلونها في الأديرة القديمة . ولكن طبعا .. لن تغيرأنت كل شيء .. اليس كذلك ؟ أعني أن والدك له سمعة ممتازة بصناعة أفضل أنواع الورق .. وماغي كانت تقول إن الناس يأتون من مختلف أنحاء البلاد لشراء نوع معين من الورق .
ومال إلى الخلف ينظر إليها متفحصا:
-لا أستطيع تصور نفسي راهبا . ولكنني قررت أن أتابع العمل بصناعة الورق هنا ، لفترة ما على الأقل ، بدلا من أن أبيع المصلحة . ولا أستطيع أيضا أن أعمل في مكتب خارج من قصص التاريخ . ومن ناحية أخرى ، أوافق معك أنه من غير الحكمة أن أغير أي شيء هام في المخزن أو في قسم السيدة وايت ، من الممكن أن أحول كل شيء هناك إلى العمل بالكومبيوتر ، ولكن السيدة وايت لن تقبل ، واستطيع أن أفهم لماذا . ولكن في مكتبي ، أنوي أن أحصل على التقنيات الحديثة التي اعتدت عليها
ولهذا لم تعد شقيقتك تنفعني . فهي لن تتمكن من استيعاب ما أنويه ، وهو ما أعتقد أنك ستوافقين عليه إذا كنت منصفة ، فهذا سيكون أبعد مما قد تتصورينه عن الدير .
وكان يبتسم الآن ، وكادت أنفاس جودي تتوقف عندما فهمت أبعاد ابتسامته هذه . يا للسماء ، الرجل كالديناميت ! ولا عجب أن العديد من الفتيات يسعين وراءه ، ولكنها تشفق عليهن .
وأحست بخديها يحمران ، فوضعت منديلها على فمها بسرع
- إذا ، لهذا السبب وظفتني ، أليس كذلك ؟ لأنني لست آتية من كتب التاريخ ؟
- هذا أحد الأسباب . لقد تأثرت بك كفتاة معتادة على العصر الحديث .وأنا أفضل أن يكون لدي سكرتيرة تستطيع التدرب على طرقي الخاصة بالعمل منذ البداية ، بدلا من أن أتحمل الطرق السيئة التي قد تكون فتاة غير خبيرة قد تدربت عليها .
ورفعت جودي عينيها إليه بجهد .
- واحد من الأسباب ؟ وهل لي أن أعرف ما تبقى منها ؟
- أنت طفلة ذكية ، الست كذلك ؟ هل ترغبين ببعض الحلوى ؟ كاتوا أو آيس كريم ؟
من الواضح أنه لن يذكر لها الأسباب الأخرى ، مهما كانت .
- أحب ان أتناول " الآيس كريم ".
- والقهوة ؟
- شكرا لك .. أحبها بيضاء .
وخلال باقي وجبة الطعام تبادلا الحديث بعيدا عن العمل . وحاولت جودي التركيز وهو يقوم بشرح العقود التي ستنفذ قريبا . وما قد تتوقع من مراسلات بشأنها.
- أجل .. افهم ما تقصد.
ولكنها وجدت نفسها تراقب وجهه بدل الإصغاء إلى ما يقول .وتساءلت كيف سيكون تصرفه لو أن هذه مناسبة اجتماعية بدل أن تكون غداء عمل ، ولو أنها كانت بداية إحدى علاقاته العديدة ، وسمعت صوته يتردد ثانية عبر السماعات : " أحبيني .. فأنا أحبك "
|