كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: رواية .. قلوب يخضعها الحب .. بقلم .. سيمفونية الحنين .. الفصل السادس عشر
الفصل السادس عشر الجزء الثاني
تتخافت النجوم مودعتا لحن شوق قديم*
تراقصت عليه عصافير الحب يوما تبني عشا فوق ركام حزين*
موجعة تلك الخطوات حين تتقدم قاصدا مكانا معين ، وأنت بخيالك تعود موازيا لها للخلف ترافق طور الذاكرة الذي يحكم قلبك وعقلك معا لتسير وما زلت تتقدم لكن عقلك الا وعي يصور لك حين سرت في الماضي بذات المكان لتعود الذاكرة تسير هي تختار الطرق دون ارادتك تختار من كان الاقرب لقلبك ، تختار شخصا لم تتخلص من خياله بعد ما ان تسير حتى تلتفت تظنه جوارك كالعادة ليتفاقم شعور السعادة لا اراديا لديك وينبت الامل بقلبك المرهف الطائق لمن غاب ولم يسلم بحقيقة انه غاب وسيغيب مدى العمر .. ها انت اقتربت نحو وجهتك لم يعد أمامك سوى القليل خطوتين خطوة قرع الجرس الآن سيستقبلك هو لكن ..
ذاك الامل يتبخر ويخفت بريق العيون المتلهفة تنظر للخلف تحاول ان تنكر لكن ليس هناك ايضا لم يكن خلفك وليس هو من استقبلك لتهبط من اعلى السماء لتتلقفك الأرض الصلبة محطمة آمالك المهمشة .. الانكسارات تعبث بك اكثر فاكثر حتى تشطرك لشظايا لن تتجمع بسهولة بعد الآن*
قالت بصوتها الحنون - آه عامر بني اهلا بك .. كيف حالك*؟
حاول ان يبتسم يقصي ذاك الالم ليجيب بتودد - كيف حالك خالتي وحال الاخرين
دعته لدخول لتقول بسعادة وهي تستقبل من يحمل عبق ابنها الذي فقدته -*بخير يسلمون عليك*
جلس بحجرت الضيوف يحاول ان يسيطر على عواطفه حتى لا تطارد خيال ذاك*الغائب ويفقد تعقله
- سلمك الله انت وهم من كل شر*
تبادلو اطراف الحديث ليحضر ذاك الذي يرث صفات عمه واسمه*كل شيء منه ليسلم عليه*نظر إليه بحنين يجرفه نحوه رغما عنه ليقف ويحتضنه بشوق يستنشق رائحته عله يوقف ذاك الالم ولو قليلا ليقول بصوت متحشرج
-*كيف حالك باسل*
نظر إليه كنظرات عمه الحنونة المرحة المتفهم لما يمر به الآن ويقول*
- أنا بخير كيف حالك أنت
أجاب بهدوء - الحمدلله على كل حال ما شاء الله قد كبرت كثيرا اصبحت رجلا*
قال بمزاح - قد اكملت السابعة عشر وانا بطريقي لثامنة عشر الأن
ضحك بحنين ليردف - العمر يمضي سريعا يا باسل*
نظر لحجرة باسل القديمة ليقول هو- هل نسيت اصبحت لي الآن لكن لا امانع ان تلقي نظرة عليها*
لم يمنع نفسه ان يتوجه لها ويتأملها لم تتغير كثيرا ما زالت تحمل بإركانها الراحة الهدوء الذي يدفعه ليفضل ان يمضي الوقت بين جدرانها
قال باسل - كنت انتظر قدومك هناك اود ان تلقي نظرة عليه*
نظر إليه بريبة ليقول - وما هو هذا الشيء
اقترب من خزانته ليخرج منها حقيبة يد صغيرة ويضعها امامه وقال*
- هذه .. لقد وجدتها في القبو قبل شهر وانا اقوم بتنظيفه ولم اعلم ما افعله بها*
اقترب منها بتردد ليفتحها ويجد بداخلها مجلد ضخم بالإضافة إلى ارواق مبعثرة*اخرجها ليخرج باسل ويتركه لوحده ليتفحصها .. وجد على الاوراق ابيات شعر غير منسقة وليست واضحة لينظر للمجلد ويتفحصه كان مليئ بالصور لهما ولزملاء الدراسة لتيتوقف بعد ذلك عند صورة لم يعرف احد من الشبان غير باسل*نظر إليها بفضول واضح انها حين التقطت ايام الدراسة لكن من هم هو لا يعرفهم تأملها بروية ليجد شخصا ما مألوف اكمل تقليب الصفحات ليكون هناك اكثر من صورة لباسل وهذا الشخص الذي يشعر انه قابله من قبل*ليكمل تقليبها وتنتهي الصور وتبدأ صفحات مخطوطة بيد باسل مؤرخ عليها الزمن الذي بات يختفي فيه عن انظار عامر*تذكر عامر تلك الفترة وعلم انه حين كان يعمل مع المخابرات من اجل أن يوقعو تلك الشبكة الارهابية التي تستهدفه لينضم إليهم*قرأ ما كتبه باسل
" *لا اعلم ما الذي يجول بعقلي لأدخل نفسي بهذه الورطة لكن عدت لأفكر مرة اخرى وعلمت ان ما فعلته هو الصحيح .. قلبي يرتتعد من الخوف حين اتسلل لتلك المجموعة واكون بوسطهم اقنعهم انني مثلهم حاولت كثيرا ان اكون ممثلا بارعا واتقن دوري لكن لاحظت كم هو صعب ان يثق احد بالآخر هناك فلكنا تحت المجهر بدأت احاول ان اكون علاقات معهم واكون قريبا منهم ونجحت بذلك إلا مع شخص واحد كان متباعدا عنا جميعا صعب المراس نظراته جليدية ينظر نحو ما حوله بخواء وكان روحه فارغه ليس هناك ما يمكن ملئها به حوله طاقة مخيفه تمنع احد من الاقتراب منه وأذا قال احد ما كلمه لا تعجبه يكفي ان ينظر إليه ليزدرد ريقه ويبتعد عنه وذات يوم قررت ان ابدا معه انا احضرت له كوب من الشاي لينظر إلي بطرف عينه ابتسمت وابتعدت عنه اكمل تدريبي وانا اختلس النظر إليه لأجده قد انهى كوب الشاي الخاص به وهذا ما لم يفعله من قبل فهو يرفض إي شيء يعده احد غيره وهذا يدل على ثقته المعدومة بالآخرين لكن ما دام انه احتسى ما قدمته إليه أذا هناك امل*.
في ذاك اليوم كنا نحضر مخدعنا لنوم ليمر من جوراي ويقول بصوته البارد الثابت - شكرا*
ويكمل طريقه*توالت الايام ونحن نكرر الامر ذاته حتى استجمعت شجاعتي ذات يوم واقتربت لاجلس بجواره واقول بهدوء
- ادعى باسل*
اجابني و -وانا جاسر*ا
بتسمت وهو فعل الامر ذاته لنقول معا عبالحظة ذاتها
- على ذات الوزن*
وضحكنا وهنا كانت بداية صداقتنا انا وذاك الغريب حقا بكل ما يملكه من صفات*تعمقت علاقتنا اخبرته عن حيكايتي الكاذبة التي الفها لي المحقق وكم كرهت كذبي عليه شعرت انه رجل بحق مختلف عن كل من عرفتهم رغم انه يبدو صغيرا في بداية العشرينات*قال ذات يوم
-اختلفت حياتي بسبب حادثة حصلت امامي كانت بالبداية مجرد اخططاف*لتتحول لمجزرة لن تصدق ما رأيته كم كان صعبا حينها ظننت اني لن اخرج من هناك حيا وتلك الفتاة لا اعلم ما الذي حل بها
قلت حينها بدهشة - فتاة هل كنت تحبها ؟
ابتتسامة ميتة شقت دريقها إلى وجهه المتصلب الذي خطف لونه ما ان تحدث عن تلك الحادثة ليردف -صدفة ما جمعتني بها قبل ثلاث سنوات لتترد بعد ذلك سنتين على جامعتي اتهرب منها كلما رأيتها وحين قررت ان اصارحها بإن تبتعد عني خطفت امامي لاتبعهم وهناك رأيت ما حصل حجزنا لمدة طويلة ولم اعلم ما حل بها وقررت ان انتقم منهم لذلك انضممت لهذا التنظيم
قالت حينها -احببتها لدرجة ان تنتقم لها وتدخل نفسك بهذا الامر الخطر*
قال - لا بل لانها تشبه احد ما لم استطع مساعدته بالماضي وقررت ان اساعد هذه*
قلت بدهشة - ومن هي التي تشبهها ومميزة لك لتفعل ذلك
اكمل بحزن شديد وتعبير شوق مختلط بالحنين والالم واج وضوح الشمس المشرقة - تشبه امي التي قام عمي الحقير بخطفها ودفعني انا من فوق التل لاسقط واضيع عن عائلتي واصل من قرية من دولة نائية إلى قارة اخرى
سألته بذهول - من إين انت*
قال بحنين - انا من الاردن اتعلم منذ نهضت بعد تلك الحادثة وانا اردد على نفسي قبل ان انام اسمي جاسر وامي الدره وابي عزام وجداي جاسر والكاسر وعائلتي الظاهر حتى لا انس نفسي بمرور الوقت ولا تكون عودتي امر صعب ...
*****
جلست على سريرها تنظر لصور وهي تتاملهم بهدوء لا تعلم عن ماذا تبحث لكنها واثقة انها ساجد امرا ما تاملت صورة الجد جاسر بالابيض والاسود ولاحظت لاحقا ان هناك شاب يشبهه والصور له ملونه لم تعلم من هو لكن ذاك الشخص يشبه شاهر.
*نهصت من مكانها وهي تخطط لسؤال دره لتحدثها على الهاتف*قالت دره بمرح
- اهلا غروب كيف حالك
قالت غروب - بخير واين انت الآن اريد مقابلتك حالا
قالت - انا بالطريق لمنزل عائلتي لما لا تحضري إلى هناك
قالت بتردد - لا يصح ذلك انه اول لقاء لك مع عائلتك منذ زمن فلما ازج نفسي بينكم
ضحكت واردفت - سوف يحبونك صدقيني ثم سوف تسليني ليس هناك نساء في عائلت ابي*
ترددت لتجيب - سوف اخذ أذن ابي اولا وسارى ما سيقوله*
انهت لتخبر والدها بإنها ستزور دره ليقول بمرح - ساخبر ابي والعم ناصر ايضا ربما يرحبان بزيارة الصديقان القديمان*
تحدث إليهم واخبره والده انهم سوف يأخذون اذن الجاسر اولا ليرحب بهم الجاسر ويدعوهم جميعا**لذهاب ووالدها طلب حضور ابنائه معه اما والدتها لم تحضر بسبب عملها*انطلقو للذهاب هناك وهي سعيدة لانها ستقابل دره وربما تعلم امر ما تجهله
****
*القى عامر المجلد من يده وهو يقف بضياع ويدور حول نفسه يكرر - مستحيل ما يفكربه .. مستحيل كيف ذلك ذاك الطفل الضائع للعائلة اجتمع بالماضي مع باسل ؟ لكن لما لم يعود لعائلته أذا* !
عاد يكمل من حيث توقف*قلت له - لكن كيف عائلتك ستتعرف عليك
ابتسم ليردف - هناك وشم على كتفي على شكل هلال
ليصمت بحزن ويردف بأسى - تلك الفتاة التي تبعتها لانقذها تملك ذات الوشم لكن حين رايته كانت فاقدة الوعي واخشى تكون ميته لقد بحثت عنها بكل مكان لكن لم اجدها اريد ان اعلم لما تملك ذات الوشم وذات العينين والشعر الاشقر مجرد التفيكر بجواب تلك الاسئلة يبعث الارتعاد بجسدي لا اتصور ان يكون ما افكر به صحيحا حينها لن اسامح نفسي ابدا وانا اتهرب منها لمدة سنتين*
قلت بقلق يماثل قلقه - لكن ما تلك الحادثة وكيف خرجتم من هناك
قال بألم - حضر شرطي بالنهاية واخرجنا من هناك لكن هو تم اجباره على الصمت حتى لا يقتلوه لم انسه إلى الآن كان شجاعا ذاك الديموند ماكر بشكل مريب لا تعلم ما الذي يفكر به ..
***
منذ عادت امس وهي تفكر بما قالته لها والدتها وتفكر ما العلاقة التي تربطها مع عائلة الظاهر وما شأن شاهر وأن كان حقا احد احفاد تلك العائلة قررت بالحظة جنون ان تتحدث إلى غروب تبادلا الحوار وهي مرتبكة لتقول غروب - ماذا هناك غرام
قالت بتردد - اريد رقم وليد هل يمكن ذلك رقمه الخاص
قالت بدهشة - حسنا لكن لماذا
قاطعها صوت مؤيد - غروب هيا قد وصلنا لا يصح ان نقف هنا مطولا
قالت بهدوء - حسنا قادمة لتكمل لغرام .. سوف ارسله رسالة حسنا
قالت يتردد - حسنا موافقة
انهت المكالمة وهي تنتظر لتصلها الرسالة وتطلب الرقم بتردد
انتظرت صوته الجذاب لترد - وعليك السلام انا غرام
وقف للحظات يتذكر صوتها ليبتسم بهدوؤ ويردف - اهلا انسة غرام اعتذر لا اعرف رقمك
أجابت -اعتذر طلبته من غروب دون أذنك لكن الامر عاجل
أجاب بمرح - لا عليكي ممم لكن يحيرني لما تريدين محادثتي
قالت بتردد - اريد ان اعرف عن ابي
قال بدهشة - والدك اتقصدين انك لا تعلمين بإي فندق يقيم
قالت بدهشة - هل هو هنا
أجاب بريبة ليعلم انها على خلاف مع والدها - أجل هنا هل تريدين عنوانه
أجابت بتهذيب - اتمنى أن ترسله ساكون شاكرة لك
قال بتهذيب -حسنا سأرسله وأذا احتجت مساعدتي أنا حاضر بخدمتك انستي
شكرته لتنهي المحادثة بهدوء وتنطلق نحو العنوان الذي ارسله وهي تخشى ما ستواجهه من حقائق بعد ساعات
آتاه صوت غاضب من خلفه - حاضر بخدمتها أذا سيد وليد من هذه
ابتسم بمكر ليلتفت إليها - بالطبع حبيبتي صديقة غروب كيف لا اخدمها لا استطيع
قالت بحدة - تلك الفتاة ستقتلني حقا انا بالكاد احتمل علاقتك معها لتظهر الآن صديقتها
شعر بالغضب حقا من ياسمين هي لا تتقبل غروب مطلقا حتى لو اظهرت ذلك ما يتحدث معها حتى تعود لتنفجر من جديد
- ياسمين ارجوكي إلا غروب تعلمين كم هي مميزه لدي ثم هي من جمعتنا معا توقفي عن تلك الغيرة الا مبررة
صمتت بحنق ذاك الخيط الا مرئي الذي يجمعهما معا يقلقها حقا وتكرهه وذاك لسبب بسيط لا تستطيع ان تعرف وليد كما تعرفه غروب تصل لإعماقه بسهولة اما هي تعجز عن ذلك احيانا
علم ما يدور بعقلها ليجيب - نحن يمضي عاما على زواجنا وغروب مضيت معها عمرها كاملا لذلك تعرف ادق التفاصيل وانا ستعرفينا وقد قطعت شوطا طويلا حقا لم اتوقعه سابقا
نظرت إليه بحب يستطيع السيطرة على خوفها ومشاعرها التي تتناثر سريعا لتحتضنه بحب وتقول - اعلم انني احبك اكثر من إي شخص في هذه الدنيا
ضحك وهو يحتضنها لتسأله مباغته - ماذا تريد تلك
تنهد بضجر - عنوان والدها
نظرت بريبة ليكمل هو سريعا - والدها اعرفه جيدا ويبدو انها ليست على توافق معه ربما لانها ستتزوج بشخص تركي وهي مخطوبه وخطيبها يفوقني ثرائا وجمالا لتكوني مطمئنه
ضحكت لتقول بمرح ليس هناك اجمل منك بنظري
اخرج هاتفه ليريها صورة شاهر ويضعها اما عينيها ويقول بمكر
ما رأيك به
نظرت إليه ليسقط فمها وهي تحدق به تقول - هل هذا انسان حقا
قال بحدة -ياسمين وكأنني زوجك
عادت لتقف باتزان وتقول بمكر - ليس هناك اجمل منك بنظري ما زفت عن كلامي وهذا تركي حبيبي انت قلتها جيناهم مختلفة لا شأن لنا بهم ولما نقارن حلال عليها صديقة غروب احسنت الاختيار
ابتسم وهو يحتضنها بمرح ويفكر بشأن تلك الفتاة
*****
في الركن الاخر وصلت دره مبكرا حاولت ان تجل قاسم ينزل لكنه رفض وقرر المسير اما هي ترجلت بهدوء وتخشى مقابلة عائلتها لم تعتادهم بعد توجهت لمجلس الرجال فهي واثقة من وجود جدها هناك كما انه قلة ما يزوره احد بهذ الوقت لتجد فتاة تتقدم من المجلس لم ترها من قبل وتقول - السلام عليكم
أجابتها بهدوء - وعليك السلام لتكمل المعذرة من تكونين
قالت دره - من بالداخل
قالت - افراد العائلة
اطمئنت لتفتح الباب وتدخل بهدوء لتتسع عينيها بدهشة وهي تنظر لهم جميعا رجال العائلتين يجلسون معا لم تصدق ذلك لتتوجه اولا لجدها الجاسر وتسلم عليه ثم الكاسر الجالس بجواره فوالدها وجدتها وخالها عمران والبقية
قالت بسعادة - كيف التم شملكم مجدد
قال الجاسر بهدوء - بسبب ما حصل لزياد
جلست بحزن حين سمعت اسمه تحاول تجاهل ابتعادها عنه لكن لا تستطيع شاهر وعدها انه سيعيده وهي تثق به وستنتظر لتقول
- اتمنى ان يعود سريعا
قال جاسر - كيف حصل ذلك دره
نظرت إليه بريبة طريقة سؤاله لم ترحها لتقول بحدة - هل تشك بي جدي ؟ هل تظن انني انا من لفقت له تلك التهمه
قال الكاسر بحزم - لا يا ابنتي لا نفكر بتلك الطريقة
قالت بحدة - هو يكون زوجي ومن المستحيل ان اضره لا اقدر على التفكير بذلك حتى ولا اسمح لاحد ان يتهمني بإمر كهذا والاهم من هذا ولن اسمح لاحد ان يفكر ان زياد يفعل امر مشين هو بريء وقريبا سيظهر ذلك
قال عزام بمكر وهو يلاحظ بريق عينيها وهي تتحدث عن زياد - كأن اشتم رائحة العشق هنا
شعرت وجنتيها تحترقان لتقول بحدة - ابي لا يجوز ذلك
ضحك كل من في المجلس بمرح لتقول بمرح - سأشكوكم لزياد
قال عمرات بمكر - ماذا فعل بك زياد لا أذكر انك كنت تحمرين خجلا هكذا
قالت بصدق - لنقل انه أعادني لحقيقتي الجميلة وساعدني لاجد نفسي
لينتبه جدها على حجابها وقال بمحبه - واضح انه فعل مبارك حجابك
ابتسمت وهي تجلس ملتصقة به سعيدة بهذه الجمعة العائلية وما يحصل فيها من مشاحنات لطيفة تتجاهل ما حصل مع لقائهع الاول بوالدها حين واجهته بالحقيقة وسقط مصاب بنوبة قلبية ليسعفه زياد لاحقا .. متجاهلة كم مرة تهربت من مواجهت عائلة الكاسر لتذهب اخيرا وتقابلهم معلنه نفسها ويستقبلونها بشوق وهم منتظرين عودتها .. متجاهلة ما فعله علي وهي تهرب للمنرل لتقابله من جديد لتعلم سبب حقده عليها ليجدها بعد ذلك زياد .. كل هذا لم يعد يهمها ويكفي وجود عائلتها من جديد يدا واحدة
حضر احد الفتيان ليخبرهم عن وصوؤ الضيوف وتنهض بشوق للقاء غروب .
*****
*رمش بعينيه اكثر من مرة لا يعلم لما تذكر حديثه مع دره يشعر بعقله يدور من المعلومات التي يتلقاها دفعه واحدة ليكمل*..
.. تلك الليلة لم انم من التفكير بجاسر وما يلاقيه من حزن قررت ان اخبر المحقق عله يعلم عن تلك الحادثة التي وقعت وبما انه يعلم اسم الشرطي اذا لا بد ان يصل لتلك الفتاة ويعلم اذا كانت ما تزال على قيد الحياة*انهتى المعسكر وعدنا لحياتنا في الجماعة نكمل نشاطنا وذات يوم احضرني العملاء إلى مكان معزول بطريقتهم المخيفة وهناك قابلة شخص لاول مرة يدعى صالح وانا واثق ان بحياتي كلها لم اقابل شخص يحمل هيبة مثله وقوة حضور وسطوة على العقل كما يفعل هو*ترددت هل اخبره عن الجاسر ام لا ولاحظ هو ترددي ليقول أمرني
- لا تتردد وبوح لي بما يدور بعقلك
لاخبره دون تردد*.. لاحظت الدهشة التي ارتسمت على وجهه ولم اعلم السبب ليقول بهدوء -*اهتم اكثر بهدا الشاب وعلم عنه كل شي وخصوصا عن تلك الحادثة وما حصل فيها*
فعلت ما امرني به رغم ترددي من هذا الامر علمت رغبته كم يود العودة إلى عائلته لكنه يخشى ما يمكن ان يلاقيه ثم انه لا يملك مال ثمن للعودة لكنه لم يتحدث عن الحادثة*وفي احد الايام فقد جاسر اخفيت امر اختفائه عن المجموعة ليظهر من جديد بعد اسبوع كان بحالة مزرية في شقته قلت له بخوف - اين كنت ولماذا اختفيت ؟
نهض من مكانه يسير بخطوات متعبه ليقف امامي ويلكمني بحده اعادتني للخلف واسقط متافجا واقول له - ماذا هناك ؟ ماذا حصل ؟
قال بصراخ - كيف تخبر ذاك الشخص بما اءتمنتك عليه لماذا فعلت ذلك بي اخبرني*
قلت بحزن - من اجلك حتى تستعيد حياتك وعائلتك يحزنني ما انت عليه الآن جاسر*
جلس متهالكا كرهت نفسي لانني السبب بما هو عليه الآن*قال - ذاك الماكر يريدني ان اعمل معه انه يستفزني بما يعرفه عن عائلتي لن تصدق انه صديق قديم لجدي تصور اكاد اجن*
نظرت إليه بدهشة لم اصدق ما يحصل ليردف هو - لقد شاهدت صورهم معها انها تماثل التي كانت لجدي كما انه يعلم ادق التفاصيل عني وعن حياتنا ويعلم ما كنت عليه وانا طفل قال لي بصراحة وقحة ساعدني بمهمة سأضعها لك وانا بدو ي اعيدك لعائلتك*ما هذه الحقارة اتمنى قتله اتعلم ذلك*
ما زلت اذكر تلك الليلة التي امضاها وهو يتوعد صالح وانه سوف يصل لعائلته دونه لكن بعد تلك الليلة عدنا لموعدنا بالمعسكر ليحضر شخص ويقول هناك من سوف يقوم بتفجير نفسه في احد القصور التي تعج بالفساد ويتردد عليه اكثر الاشخاص حقارة انها فرصة مناسبة لنا لنتخلص منهم*قال جاسر حينها *
- انا سافعل ذلك*
نظرنا إليه بدهشة ليقول الرجل باصرار - لن تكون هنا بل في إيطاليا*
قال بهدوء - لا يهم المهم ان نقضي عليهم*
وفي تلك اللحظة اخذوه ولم اسمع عنه شيء سألت عنه السيد صالح وقال حينها - لم يعد هناك وجود لجاسر
خشيت انه مات لكن علمت حينها انه لم يكمل مهمته*جاسر انت الصديق الذي لم استطع ان اخبر الناس عنه وكم انك شخص رائع وسعدت برفقتك وذهلت مما تملكه من معلومات تذكرت حلمك ذاك ان تكون مهندس زراعي وكم اتمنى ان تحققه ذات يوم وكم تمنيت ان اذهب لعائلتك واخبرهم الحقيقة لكن السيد صالح منعني من ذلك لكن واثق انك ذات يوم سوف تلقاهم "
ظن انه انهتى حكايته مع جاسر ليفاجئ بملاحظة صغيرة بآخر الصفحة
" اذا وصلت لك هذه المذكرات ذات يوم عامر اعلم حينها انني لن اكون على قيد الحياة وهذه ستكون وصيتي اتمنى ان توصل ما بين يديك لجاسر اعلم انه سيكون على قيد الحباة فهو مثلك لا يموت بسهولة واعذرني انني لم اعرفك عليه رغم انني تمنيت ذلك حقا .. لو وصلت إليك ابحث عنه ارجوك وساعده اذا كان يحتاح المساعدة واعه إلى عائلته أذا كان ما يزال بعيدا عنها .. صديقك المخلص باسل "
اغلقها بغضب لا يصدق مرة اخرى يتورط بامر يخص باسل لماذا !
شعر بقهر كبير لا يتصور ان يبحث عن ذاك الجاسر احساس داخلي يخبره انه سيكرهه ولن يكون صديقه ابدا .. وقف للحظة يراجا ما قرائه وما
اخبره السيد صالح له بالماضي عن باسل ومهمته وكم اخفى عنه من الامور*نظر لصورة جاسر وتعمق بها لتظهر له صورة الشاهر بوضوح وحينها فقد ادراكه تماما ليغرق بالضحك هستيري لم يصدق نفسه كم كان مغفلا وضحك عليه بسهولة ذاك الصالح تلاعب به كان يجعل شاهر هدفه ليشغله عن امر اخر لكن ما هو نهض بغضب وهو يستعيد لقاءاته السابقة مع شاهر وكيف كان يقف امامه بكل مرة ويستفزه يظهر كأنه مجرم وهو عميل مثله اخذ الحقيبة وخرج موعدهم وهو يتحدث لرجل وضعه ليراقب تحركات شاهر منذ حضر إلى هذ البلاد*وما يدور بعقله يكاد يصيبه بالجنون تذكر تلك الفتاة التي ذكرها جاسر لباسل وتذكر دره لا تفسير اخر ولا حكاية اخرى يمكن ان توضح ما يحصل كانا اخوه وذاك من العائلة وصالح يعلم ولكن السؤال الذي يريد اجايته من هدف صالح لم يكن قاسم وليس فرانك وتبين انه ليس شاهر أذا من ؟
|