كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: رواية .. قلوب يخضعها الحب .. بقلم .. سيمفونية الحنين .. الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
سألتي قلبي ذات يوم : أتحبني
تسارعت دقاته يجيبك : أيرضيك أن ينبض من أجلك
تكبرت عينيك تشيان رضاك التام وتتابعين مستفزة : هل أسنكه
ابتسمت واكملت : بل استعمرتيه منذ وقع نظري عليك
لم تكتفي فشجعة انت بحبي أدرت ظهرك والخبث الأنثوي مرتسم على شفتيك وقلتي : سؤالي الأخير هل ستتوقف عن حبي
اقتربت احاصرك بذراعي ارخي ذقني على كتفك الرقيق لتلتفي إلي لأغرق ببحر عينيك طالما : ينبض هو يحبك وغير ذاك هو تحت التراب
وما كان جوابك سوى احتضاني بقوة
خرج ناصر ليتركهما لوحدهما معا لتقول سوسن بحدة – افسخ هذه الخطبة
نظر نحوها بغضب وهو يقف يشرف عليها بقامته الطويلة بمالقمارنة بها ليقول بسخرية حادة – أعيدي عزيزتي ماذا أمرتي
رمقته بقهر تجيب – لا أحبك ولا أريدك بحياتي فتوقف عن فرض نفسك عليّ فقط سأمت حقاً من هذا الأمر
حاول ان يتحكم بإعصابه حتى لا يخسر كل شيء الآن ليجيب بشكل دبلوماسي ويعود ليجلس أمامها
- حسنا كما تريدين فالتخبري والدك الآن
نظرت نحوه بدشة لم تتوقع أذعانه السريع لكن والدها تخبره بنفسها منستحيل هي منحته موافقتها بعدما ألح عليها بشكل غير مباشر يطلعها على ما حصل أنه شاب يتمناه من كل قلبه قالت بتشتت
- لا أخبره أنت أنا لا استطيع
قال بخبث – ولما لا تستطيعين
أجابت بخجل – لأنه سمع مني الموافقة لا استطع التراجع الآن بعدما تمت قرآه الفاتحة
قال بخبث – ولما وافقت منذ البداية وتراجعت الآن
قالت بحدة يشوبها قليل من الخجل – لأن والدي يريد ذلك وأنت قمت بستغلال الموقف الذي وضع به وعرضت أمر خطوبتنا لا استطيع تكذيب والدي أما أنت لا بأس لو تراجعت
قال بحدة – لأظهر أمامه طفل لا يزن الأمور ولا يعلم خطورة ما يقوم به تحلمين سوسن لن أشوه صورتي أمام والدك ليس بعدما أصبح شخص مقرب مني ربما قمت بذلك الخطأ سابقاً لكن الأن مستحيل
قالت بحزن – ارجوك سامر هذه المرة فقط ثم والدي لن يتأثر كثيرا
غضب من طريقة تفكيرها آلا تعي أن همها يثقل قلب والدها ويحزن كثيرا ما حصل لها رغم أنه لم يوضح له إلى الآن حقيقة أدمانها لكن لن يقوم بكسر والدها عن طريق سوسن سيكون حقيراً لو فعل ذلك
قال بهدوء – سوسن حاول أن تفكري ما ستقوله الناس عنك خطبتي مرتين وفي كلتيهما تم الفسخ من قبل الخاطب وليس أنت ثم نحن لم يمضي وقت طويل على اعلان خطوبتنا فما سيقوله عنك وماذا سيكون دفاع والدك وما السبب الذي ينفر الشبان منك وربما يتم فتح مواضيع تم اغلاقها لا تكوني أنانية وضحي ولو قليلاً من أجل والدك ثم أنا لا اعلم إلى الآن ما سبب رفضك لي أنا لست سيئأ كما يظهر لك ربما المواقف السابقة هي ما تقف حاجزاً بيننا حاولي تجاهلها ولنبدأ منذ الآن وتصوري فقط لو أن هذه أول مرة تشاهدينني فيها
نظرت نحوه تفكر في ما قاله لأول مرة تكتشف أن سامر شخص يفكر بالمدى البعيد هو محق عليها التفكير بوالدها أولاً وأختها حتى أخيها ربما يتحدثون عنه ويطوله الحديث الناس لا يفكرون سوى بأكل لحوم بعضهم بعضاً وهي لن تكون وجبة دسمة لهم أبدا يكفي ما نال والدها في الماض بسببها سامر شخص من عائلة مرموقة عائلة الفايز كل فرد يطمح بنسبهم يكفي الشيخ عامر ثم هي تحب عائلته ومقربة منهم ولن يؤذونها فالتحاول من جديد وارتباطها به سيطهر ما أصابها من دخان حديثهم السيء عنها سقولون لو كان بها عيب لما أخذها ابن الفايز أجل هذا ما سيحصل .. نظرت نحوه وهي ترفع رأسها بخيلاء وتقول بثقة – موافقة
حاول أن لا تشق ابتسامة النصر ثغره ويكتفي بابتسامة عابرة ليقف بسرعة ويتوجه خارج الصالة .. نظرت نحوه بريبة ما به وسرعان ما تحول للغضب كيف يتركها هكذا ثم عادت لتنظر نحوه بذهول وهو يطرق الباب بخفة ويقول – ارجو المعذرة لا بد أنك الأنسة سوسن
نظرت نحوه وهو يبتسم بركازة لم تعهده بها من قبل لتقف رغماً عنها تبتسم بخجل وتقول – أجل أنا
تقدم منها بخفة يقف أمامها يرمقها بنظرات رضا على شكلها الحسن ليقول – قد احسنت أمي أخيارها تبدين رائعة
رغماً عنها أحتقنت وجنتيها وهي تدعوه للدخول لجلس وتتخذ المقعد الذي أمامه وعينيه تحاصرانها , عجبت كيف استطاع أن يشعرها بإنه أول لقاء لهما سعدت لهذا الأمر لتنظر نحوه وهو يسألها
- أريد أن أراك دون حجاب
رمقته بحدة ليسارع بالقول – هذا من حقي صدقيني وأن كنت تمانعين لا بأس أنتظر يوم عقد قراننا أظن أنه سيكون الأمر أكثر تشويقاً أرى شعرك وفستان أنيق يرتسم على جسدك لكن لا أريد أكمام طويلة أرجوك
لن تعد تحتمل لتفر خارجة وهي خجلة جدا بسبب جرائته ليشاهدها والدها وهو يبتسم بفرح من أجلها ثم توجه حيث سامر ابتسم له ليقف ذاك الأخر ويجلس بجواره قال ناصر بخبث – ماذا فعلت لتفر ابنتي هاربة منك
ضحك سامر وأجاب بمكر – اقسم أني فقط اخبرتها ما أريد أن ترتديه يوم عقد قراننا
ضحك ناصر بمرح وأجاب – فقط لا عجب أن تكون خجلة جدا
صمت قليلاً ليردف – سامر عدني أن تعتني بابنتي ولا تجرحها أبدا
صمت سامر وهو يحدق بناصر الذي اردف – صدقني كان بوسعي أن أتدارك ذاك الموقف لكن رغبت أن تكون زوج سوسن هي جزء من روحي وأنت اعتليت مكانه رفيعة بقلبي وعقلي أثق بك لدرجة أن أءتمنك عليها لمدى الحياة انت ترى ليس هناك سند لهنّ في هذه الحياة رغم أن رواد مقرب منهنّ لكن ليس باخ وأنا كبير بالعمر لن أدوم لها وعدا ذلك يطمع بي لكن أنت قادر على أن تكون الزوج والحبيب والأخ والأب
قال سامر بثقة – اعدك عمي لن أؤذيها ما حييت ولن ادع أحد يفعل ذلك أبدا
ابتسم ناصر بمحبة له وهو يحمد الله على وضع سامر في حياته .
* * * *
وصلتها رسالة لتسارع وتتفقد محتواها لتجدها من زوجها .. مرسل لها عنوان مكان والتوقيت لتوافيه إليه شعرت بالريبة لكن الفضول قادها لتذهب إليه بعد انتهاء دوامها بالجامعة لا تعلم كيف تصاعد التشويق بداخلها لتنظر كل لحظة الى ساعتها وتسأم لأن الوقت لا يمضي بشكل اسرع .. هذه الأيام سعدة جدا علاقتها بزياد في تقدم مستمر والماضي تركته خلفها ولم تعد تكترث له أبدا حتى أنه لم يهمها وكل ما كان يتعلق بعملها الغير قانوني وذاك الحاسوب الذي أخفته تم تسليمه لديموند ليقوم هو بأتلاف كل شي ويلغي الشخصية المزورة التي كانت تنتحلها هناك وهي تحاول أن توقع هشام ووضاح ليكمل هو العمل عنها ويخرجها نهائياً من الأمر
الآن اصبحت حياتها بسيطة جدا درّه عزام جاسر الظاهر تدرس أدارة أعمال في إيطاليا متزوجة من ابن عمها زواج تقليدي وهو يلازمها هنا من أجل شرطها أكمال الدراسة بالخارج ولا أكثر من ذلك .
وصلت أخيرا حيث المكان وكان بالقرب من متنزة لتسير حيث عزف جميل يتصاعد صوته وكلما اقتربت ظهرت أمامها العازفين ثم مفرش جميل متوسط الأرض اسفل شجرة عملاقة وأضواء جميلة تحيط بلمكان والورود متناثرة بشكل مرتب وعلى المفرش وليمة تبدو شهية جدا ليظر بوسط ذلك زوجها المتألق بثياب رسمية بنية اللون مقلمة بالون الليلكي وقميص ليلكي اللون خطف قلبها من وسامته المباغته لها ليتأملها هي بفستانا الشتوي الأرجواني الطويل لمنتصف الساق ذو كسرات عريضة يحيطة شريطة درجة أغمق من اللون ذاته وترتدي فوقه معطف طويل لونه يماثل شريطة فستانها أما حذائها ذو العنق الطويل لونه أسود وكذلك حقيبتها وحجابها موشح بكلتا اللونين وترتدي وشاح اسود أنيقة جدا ووجها خالي من مساحيق التجميل ما عدا كحل أزرق خفيف ومرطب شافة وردي .. تقدم إليها بقامتة الممشوقة على الألحان الرائعة الحالمة ليرشف عليها ويتأملها بإعجاب يرحب بها – مرحباً بقدوك حبيبتي
نظرت نحوه بذهول تتأمل ما يحصل لتقول له – ما سبب هذا زياد
منحها ابتسامة مطمئنة وهو يقترب منها يهمس أمام شفتيها بحالمية – نحتفل
شعرت بإن كل ما يحيط بها يخدرها الموسيقي , الجو الخيالي , أطلالة زياد الخاطفة للأنفاس وصوته الحريري الجذاب الذي يتسلل لداخلها مقتحم حصونها دون قتال لتسلمه قلبها سعيدة بذلك فرحة لأنجاز هذا ا الغازي الفاتن للنساء وأنه اختارها على من سواها
لاحظ تأمل عينيها الحالمتين به يعلم أيضا تأيره بها الذي بات يلاحظة كثيراً مؤخراً ليس صعب عليه ان يوقع فتاة بغرامه حتى لو كانت درّه فما هو واضح جدا عدم خبرتها مع الرجال حتى لو كانت في مجتمع منفتح لكن لا علاقات قال بنبرته الساحرة – درّتي ماذا هل أنا ساحر لدرجة أن تنس نفسك أمامي
شعرت بالخجل لتنفض عنها تأثيره الساحق وتبتعد للخالف لكن هو تقدم منها يحيطها بذراعيه يقول بنبرته التي بات لا يغيرها – لن ادعك تبتعدين عني أبدا ثم لا عيب أن تتأمليني أنا زوجك كما أنت زوجتي ومن حقك ذلك ثم أنا لا انكر أنني دائما ما أتأملك واسبح الله على خلقه أنت فتنة للنظر حبيبتي وحين نعود لبلادنا سأدعك ترتدين النقاب حتى لا يشاركني أحد النظر إليك فإنت من حقي وحدي وأغار بشدة ومتملك جدا نحو الأمور التي أحبها وأهمها أنت درّتي الحبيبة
كلماته المتوالية أفقدتها أنفاسها غزله الصريح الذي قلة ما يعلن عنه ليغرقها به دفعة واحدة لم يزعجها طلبه حتى أمره بها فالسبب الحقيقسي اعجبها طالما حلمت برجال غيور عليها يتملكها لأخر نفس أما اعلانه الأخير هل هو حقيقي يحبها هي درّه من تشاجر معها كثيرا ولا يعجبه بها شيء
تأمل عينيها الرائعتين يقترب منها أنفه يلامس أنفها وما زال يتأمل عينيها المدهوشتين وهو يردف
- أجل أحبك صدقيني أحبك درّه
لم يكذب فهو حقاً وقع بغرامها منذ زمن وتأكد من ذلك وقت تشاجر مع عامر بسببها يحبها يخشى عليها من تمردها جنونها وما فتنة خجلها الذي بات يظهر كثيراً مؤخراً وافتتانها به الظاهر للغبي ولا تستطيع السيرة على نفسها كي تخفيه حتى انه افتقد شخصيتها المسيطرة التي كانت تحاصره بها وتبعده عنها من خلالها .
كل ما يهمه الأن أن يقترب منها يحبها ويحميها ويخرج من الكارثة التي غرقت فيها ولن يدع أحد ما يقترب منها لكن عليه أن يعلن حبه لها حتى تثق به وتتشبث فيه ولا تهجره ولتعلم أنه يترك العالم كله ولا يتركها
قال يحثها على الديث – ربما تتفاجئين لكن حقا احبك وقعت ضحية عينيك الزرقاوتين أصبحت متيم بك درّتي أنت ملك لي سأحفظك بعيني أحميك من العالم أجمع ولا أدع أحد يقترب منك
ضكت ضحكة قصيرة خافتة لتقول – زياد منذ متى
أجابها بهيام – منذ تخطيت حدود مملكتي منذ اعلنت وجودك بشجاعة منذ وجدتك ملقاه على أرض والمطر يغرق من كل مكان , منذ شاهدتك موشحة بالسودا لأقترب منك وتفاجئني بشرعة ناصعة البياض ووجه ملائكي , منذ حملتك وشعرت بليونة جسدك الرقيق الخفيف , منذ احتضنتك قريبة لصدري الذي يختنق بإنفاس خائفة عليك , منذ سلمتك لوالدك وأنا جاهل حقيقتك , منذ تنازلت عن عقابك وأنت كنت الاستثناء من ذلك الأمر كله
أنت الأولى درّه ربما حزنت على قمر وربما اعجبت بجنى لكن أنت غرمت بك أحببتك وحبك تغلل لكل مسام جسدي رغماً عني دون علمي لأوافق بعد ذلك بسعادة واطالب بحقي بك تزوجتك لأني رغبتك ورافقتك لأحميك وما زلت اريد ذلك ولن أتنازل عن هذا الأمر درّه لن اتنازل ابدا
حاولت أن تتجاوز خجلها وخديها متوردن وبريق غرب تشع به عينيها تقول بنبرة أنثوية يجتاحها الدلال – رغما عني
ضحك بمرح وصوت ضحكاته خالط نوتات الموسيقى الرومنسية – بل برغبتك حبيبتي فأنا واثق بمشاعرك نحوي
بجارئه لم تعتادها رفعت ذراعيها اللتان كانتا ترتخيان على صدره لتحيط بهما عنقه وتحني رأسها بسعاة – ومن أخبرك بذلك
قبل جانب ثغرها الشهي لتتسارع دقات قلبها مرتجفة من تجربتها المقبلة عليها ثم تلتقط انفاسها من جديد وهو يردف بصوت متحشرج – هل يكفي رد فعل جسدك لن ترتجفي هكذا درّه لو لم تكوني تحبينني
اقترب ليهمس بإذنها – أنا احلم باليوم الذي تمض فيه ليلة طويلة معاً أمطرك بكلمات الغزل اعبر لك عن ما يختلج به قلبي من مشاعر جياشة نحوك
شعرت بنفسها تذوب بين أحضانه وهي تقرب نفسها منه تحتضنه بطريقة لم تفعلها مع أحد من قبل ومشاعر من نوع أخر تتفاقم بقلبها وتشعر به يكاد ينفجر بسبب ما ينتابه من تقلبات لتهمس له برعشة تستحكمها
- أحبك
أما هو أمسك رفها يدور بها بسعادة ويصرخ بصوت عالي – أحـــــــــــبك درّه
شعر من حولهما بالسعادة لهما ليتعالى التصفيق والصفر من كل مكان هدأ ليتأمل ما يحصل ليجد أن هناك جمع غفير تجمع شعر بالريبة متى حصل ذلك ليهمس أحد الشبان وهو يحتضن فتاة ببطن منتفخ باللغة الأيطالية
- نريد قبلة هيا
لم تمر درّه بموقف مشابه لهذا تمنت لو تختفي من الوجود ليقول زياد بخبث – يريد قبلة ما رأيك
قالت وهي ترتجف – لا ارجوك يكفي احراج زياد
قال بمكر – لا وزياد لا يجتمعان
قالت برجاء – حبيبي لا ترفض أول طلب لي
ضحك زياد ليقبل جبينها ويقول – حسنا كما تريدين
أشارو له الأشخاص المتجمعة حوله بالتوفيق ليصطحبها نحو المائدة المعدة ويجلسها على وسادة حريرية ويجلس بجوارها ليقوم بامساك الشوكة وغرسها بالطعام ويقدمها نحو شفتيها لتسمي هي تفتح ثغرها الجميل وتأكلها وهو يغمز لها بشقاوة علمت أنه سيقول أمر محرج لتسارع وتضع كفها على أصابعها ليقبل هو أنامل يدها ويحيط به وجنتيه وعينيه تغازلانها وتوصل لها أفكارها الجريئة
سحبت يدها ليقول – أنا من سيطعمك
حاولت أن تعترض ليقول – وأنت تطعميني
ضحكت بخجل ليطبق ما يريده هو رغماً عنها بموافقتها المطلقة
أحيا وسط غيمة وردية
والحب يظهر كقطرة ندية
أيها الحبيب احملني
وبين فراشات الليل راقصني
وعلى وسادة قلبك هددني
وبين رموش عينيك اخفيني
* * * *
لا يعلم كم جلس بالخارج منذ حضرت سيرة أحمد وهو ليس بخير أحمد اسمه مرتبط بليث بإخطائه الماضية بريم بوالدته وما شهدته وبوالده والعم ناصر لكن اهمه ليث وريم
حملته ذكرياته نحو الماضي حيث ريم
أصبحت بالخامسة عشر وقد بلغت قبل عامين ومنذ ذاك الوقت ورولا تشدد على ابنتها لكن ريم لم تعد شخصية يسهل السيطرة عليها باتت حادت المزاج متمردة وذاك لسبب بسيط جدا عودة والدها من الموت وهو أمر لم تتقبله أبدا حتى اعلنت يوم ما ليه بقى ميت
فحين ذاع خبر وفاة والدها ناصر قبل سنوات قام والده بالزواج من رولا ولكن حين ظهر ناصر من جديد ليرى أنه تم زواج زوجته لم يطالب بها وسادت نوع من عدم السطرة الكل متوتر ويجهلون ماذا سيحصل لكن ناصر قال في المجلس الذي اجتمعت به افراد العائلة وكان هو وريم وسون حاضرون
قبل أن أتوجه لجزائر من أجل أمور سياسية يتم التناقش حولها قمت طلبت من صالح أن يعتني بعائلتي لو حصل لي مكروه وأن يتزوجها أذا توفيت خشيت ان افقد حياتي بسبب سوء الأوضاع هناك ولكي أضمن وضع رولا والأطفال طلبت منه ذلك وتعلمون أنه تم أسري هناك ووصل خبر زائف عن موتي لأغيب سنوات والآن لا استيطع أن أطلب منه ترك زوجتي وقد اسس معها أسرة سعيدة
عم الضوضاء المجلس كل منهم ينظر نحوه بشكل مختلف لكن ما كان مفاجئ للكل وقوف ريم وهي تصرخ به
- لماذا فعلت ذلك لماذا
اقترب منها ناصر يحاول ان يحتضنها لكنها رفضت بقوة وهي تقول – لا أريدك لقد عبثت بحياتي أخبرتها أنك لم تموت ولم تصدقني أخبرتهم جميعاً ولم صدقني أحد لن اسامحك أنت تنازلت عنا بكل سهولة لا تطالب زوجتك أذا لا تطالب بأبنائك فهم أيضا قد اصبحوا جزء من الأسرة التي كونتها زوجتك فلا حق لك بنا طالما تنازلت عنا بمحض أرادتك كان يمكن أن تطالبه فقط أن يعتني بنا ولا داع للزواج أم علمت أنك قمت بالزواج من المرأة التي أحبها صديقك لتفكر بردها له بطريقة حضارية
كانت جملة صاعقة اجفلت كل الموجودين لتردف بقهر وهو لم ينطق بكلمة وهي تتمنى لو يأخذها رغماً عنها بي يديه حينها ستنهار معترفة بسعادتها لعودته – تحدث قل شيْ ما
لم يقل واكتفى بالصمت لتردف بقهر – ليتك لم تعد وبقيت ميت
ليخرج بعد تلك الجملة ويتكفل بها عن بعيد يرفض ارغامها على شيء
ومنذ ذاك الوقت لم يعد احد يحاول فرض سيطرته أما ليث كان سعيد جداً بعودة والده ورافقة دائما
وفي أحد الأيام كان يجالس ليث وهو يخبره عن أخر التدريبات السرية التي يخضعان لها من قبل صالح , فصالح كان يدرب رواد منذ الصغر حتى يخرج من الأزمة التي سببتها له اختطافه ليخبر هو بدوره ليث الذي أحب الأمر واعرب عن رغبته بذلك ليقوم صالح بغشراكه بالأمر مرغباً من أجل ليث الذي يريد أن يكون رجلاً حامياً للوطن وتفوق على رواد وسبقه بمراحل رغم أنها بالعمر ذاته لكنه كان محنكاً أكثر وجريء أكثر منه فرواد بسبب فترة مجهولة يخشى العديد من الأمور ولم ينجح بالتوفق على مخاوفه .
قال ليث بسعادة – هناك مهمة أخرى تنتظرني وأنا بشوق لها لكن تحتاج لكثر من التركيز ليشرع بلتحد عنها ولم يعلما أن هناك طرف ثالث مستمع لهما بفضول لتشعر بصدمة بسبب ما يحصل وتصرخ بهما بقهر
أخرجه من افكاره يد رقيقه حطت على كتفه ليلتفت إليها بفضول وهي تجلس بجواره على جذع شجرة قديم
- ادع له بالرحمة رواد
قال بهدوء – ادع له في كل لحظة
قالت بحزن – اتمنى أن أرى جنى علمت انها تحيا بقله
قال بحزن – ترى هل تشعر جنى ان قلبها يفضلنا عن سوانا ؟ هل تشعر بمشاعر أحمد
ضحكت بحزن – وما أدراني رواد الأمر غريب وعجيب اشعر بالحزن على وفاء سيكثر لقاءاتها مع جنى
ضحك بحزن – بل يفرحها ذلك صدقيني يبدوا أنها تجاوزت أحمد مروان ساعدها بذلك أحمد تتخذه الأن كذكرى جملة ومعلم رائع على عكسنا عمتي
قالت وهي تحاول أن تبتسم بمرح – انهض هيا لنمضي وقت رائع مع قاسم ونشاكسه قليلاً
ضحك عليها بمرح وقال – سيطردني صدقيني
منحته ابتسامة جميلة وهي تقوده للداخل من جديد .
ستمضي بنا الأيام حيث لا نعلم إلى إين وقطار حياتنا قد يغير وجهته في إي لحظة
الحياة لا شيء فيها مضمون ولا نعلم ما النتيجة فلا نقامر فيما نملك ولا نملك حتى لا تضاعف خسائرنا
انتهى الجزء الأول من الفصل 12
|