كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: رواية .. قلوب يخضعها الحب .. بقلم .. سيمفونية الحنين .. الفصل العاشر
الحادي عشر
حلمت وشاركتني الحلم وأبحرت أجوب في ثناياه يا حلم عمري انقضى ويا حلم مستقبل بنيت أحجاره واحد فوق الأخر اسعفني يا شريكي بالحلم انقذ ما تحرقه ألسنت الغدر ولا تعاونه لتغدرني أنت أيضا...
يا شريكي بالحلم امسك يدي وراقصني لتلاحقنا الأضواء الوردية وتتخافت صوت الغيورات يشجعوننا بحماس ..
ولا تتركني بمنتصف الحلم لا تقذفني نحو الأرض لا تسلم حصوني للندم على لحظة شاركتك ببناء الحلم ...
قال صوت ساخر من خلفها – عقبال أن تباركان لنا بحفل زواجنا
شعرت بشلل يتسلل إلى جسدها لتلتفت نحوه وترمقه بسخرية سرعان ما تتبدل لذهول وجمود وهي تشاهد فتاة تتأبط يديه بوقاحه هي ذاتها التي يخونها معها شعرت أنها على وشك السقوط قدميها تتحولان لهلام ..
وقفت غرام تنظر بدهشة نحو عامر تعلم من هو فقط شاهدت صوره لدى غروب شعرت بصدمة غروب لتقترب منها وتسندها أما ذاك المتكبر يقف ويراقبها بجمود
نظراتها تائهة حزينة مكنسرة لاحظ ذلك يعلم هذا جيدا لكن بعض الامور لا يستطيع التحكم بها ويفقد سيطرته عليها قالت كارلا التي تنظر نحوهم بمرح وتتحدث بالأيطاليه تهني شاهر وتشكره على الدعوه لتنظر نحوه غروب بذهول قالت بحزن ودموعها تغرق عينيها تأبى السقوط – لماذا تفعل هذا ؟
اقترب منها يهمس لها أمام نظر ذاك الذي تقيده كثير من الأمور – حتى تستطيعين تجاوزه صدقيني هو لا يستحقك
احتدت نظراتها واشتعلت ليست فئر تجارب له ليعبث بها كما يشاء حتى لو علم بخيانة عامر لها وشهد انهيارها لا يحق له بإن يتحكم بها لتطلب الانفصال عنه
قالت بحنق بالغته التي لا يفضلها – أنا قادرة على ان اتخذ قراراتي ولست بحاجة لتطفلك
لم يعد يحتمل عامر تبادلهما للهمسات الخافتة قال ببرود وهو يخفي غضبه الذي بات يتحكم به حين يكون موجهاً لغروب واستعاد سيطرته وشخصيته العملية التي فقدها مدة من الزمن بسبب ملازمته لحبيبته – ليس من التهذيب أن تتهامسا بوجود خطيب وخطيبة كل منكما
في تلك اللحظة رمقته بنظرة حارقة لتقول بكبرياء – لم اعد خطيبتك بعد اليوم
قال بسخرية – حقا هذا لو كانت خطبة عادية لكن ما بيننا عقد قران
اردفت بتكبر – وهناك طريقة لحل عقد القران أما ان تطلقني أو اخلعك رغماً عنك
نظر نحوها بدهشة خلع لم يتصور بحياته أن تخلعه امرأه حتى لو كانت روحة متيمة بها ليس هو من يقبل بإهانة مثل تلك حتى لو أنها من غروب قال ببرود اشعلها – لا تتعبي نفسك لتقديم الأوراق للمحكمة أنا سأمنحك الطلاق لكن في الوقت الذي يناسبني
ثم نظر إلى كارلا التي لا تفهم شيءً مما يقولونه لانها يتحدثان بالعربية ليردف بالأيطاليا – هيا حببتي لنمرح قليلاً بهذا الحفل
شعرتُ بما لم اشعر به طوال حياتي وضعت راحتها على قلبها تستشعر نبضاته التي باتت تتخافت بألم أول مرة تجرح بهذه الطريقة الدامية , جرحها هذه المرة أكبر من أن تتحمله خرجت شهقة متأخرة من أعماق قلبها لتنساب دموعها تجرح وجنتيها الورديتين وصدرها يعلو ويهبط بتسارع وشهقاتها لا تتوقف
اسرعت غرام المندهشة مما حصل لتديرها وتكون أمامها وظهرها نحو عامر حتى لا يشهد على انسكارها المحزن بسببه لتقول غرام بحنان وهي تضع يدها خلف ظهرها - اهدئي ارجوك لا تدعيه يشمت بك تماسكِ غروب اتوسل إليك لا تنهاري الآن
لكن غروب لم تكن تستمع إليها غارقة بذكريات الماضي بكل لقاء جمعهما سرق منها الحلم وأهداه لفتاة أخرى ليتمتع معها بالحظات التي كانت المفرض ملكها , سرق منها أجمل اللحظات التي كانت تطوق إليها , وسرق منها الذكرى الجميلة ليبادلها بأخرى جارحة , توعد عمرها الأن وتودع مراهقتها بسببه هو لم تكن سوى لعبة يرض بها غروره ولم تكن أكثر قيمة من فتاة يروضها ليتفاخر لاحقاً بكسر عنفوانها .
تحرك شاهر المراقب بدهشة هو الآخر يعلم جيدا حب عامر لغروب لكن لم يظن انه قد يجرحها بهذه الطريقة ندم لأنه هو من دعاه وسبب لها هذا الكم من الجرح حزن لحالها تبدو صغيرة على تحمل غدر الخيانة منذ الأن
قال بحدة – غرام خذيها للداخل
اقتربت منها غرام تحثها على التحرك لتسير ب رفقتها وذهنها غائب وجدت غروب نفسها بحجرة شاسعة ثم تدفعها لتقف بدورة المياة حزنها لم يمنحها الوقت لتتأمل الجمال المحيط بها لتقوم غرام بغسل وجهها ثم تجففه بمنشفة
واجلستها على مقعد أنيق واسرعت لتحضر لها كأس من الماء وتساعدها بتجرعه
لتقول غرام بهمس مشجع – طالما عهدتك شجاعة ماذا حصل لك
قالت غروب وصوتها بح من البكاء – لم يعد هناك طاقة غرام لقد تعبت
صمتت غرام لتحث غروب على اكمال حديثها – كان الحلم الذي أنتظرته طويلاً وعشته كل ليلة وبنيته برفقته كان تعويض لما عانيته بالماضي , كان الاستثناء من كل شيء سلمت له قلبي .. خفت صوتها لتقول بتحشرج
كان الحب الذي لم أؤمن به بالماضي وسلمت به حين شاهدته , سقيت ذاك الحب برغم من رفض من حولي وغرقت بهواه يوم تلو الأخر وأنا انتظر ان يصارحني بحبه ليصدمني كل مرة بتراجعه عن ذلك ويعود ليتقرب مني تعبت منه لكن بعد ان تم عقد قراننا وفاجئني باعلان حبه هنا بإيطاليا قررت ان اتجاهل كل شيء واحيا معه لذة اللحظة لتكون افضل ذكرى حفرت بحياتي لكن ما فعله تلو ذلك كسرني وسرق مني كل شيْ بنيه خلال المدة الماضية
بكت بحرقة تتابع – اشعر بالبرد غرام دفء حبه غادرني وتركني فارغة والبرد يغمرني ويحيط بكل ما يحاوطني .. قلبي يحترق من وقع اهانته نطقها بكل سهولة سأمنحك الطلاق لم يتردد لحظة وهو ينطقها لم يرمش قالها بثقة وكأنه ينتظر اللحظة التي يخبرني بها ليرتاح مني للأبد .. تركني ملقاه على قارعة الطريق وقد سلب مني قلبي غرام احترق قهراً احترق من خيانته النكراء احترق من خذلانه وغدره كسر شموخي كسر كبريائي كسر غروب لتغرب شمس الشجاعة والعنفوان والحب البرءي عن حياتي
احتضنتها غرام لتعود غروب للبكاء من جديد وغرام تشاركها ذلك أيضا تشعر بالحسرعة عليها وعلى حالها كيف لا وهي تساق كالشاة تعلن خطوبتها لمجرم على العلن مكسورة الجناح لا سند تستند عليه والألم يكويها وما يجعلها عاجزة ومكسورة درّه تلك الأخت ضحكت بسخرية على نفسها ليست أختها ليست هي كانت تعلم بما لفقوه حول حقيقة موتها وتعلم ما مكانتها لدي وبرغم من ذلك تجاهلت كل شيء ولم تأت حتى لتبعد رثائي لها تركتني اصارح شبح الوهم وأغرق بين الوهم والخيال لأكون أنا الخاسرة والغبية بالنهاية .
تقدم شاهر من عامر وهو رمقه بغضب ليقول بسخرية – حذرتها من البداية لكن لم تكترث لي
نظر نحوه عامر بتشتت ليقول - ومتى حذرتها وأنت لا تعرفها
قال شاهر بمكر – جمعتنا الكثير من اللقاءات معا داخل الحرم الجامعي وبين الغابات حتى أنني أمضيت يوماً برفقتها داخل المشفى نظر نحوه بدهشة ليقول – متى حصل ذلك ؟
تجاهله شاهر وهو يقول بسخرية – لم يعد يهمك أمرها بعدما تنازلت عنها قبل قليل
تصاعد غضب عامر ليقول بحدة – لماذا قمت بدعوتني لهذه الحفلة
قال بمكر – حتى ابرهن لها عن حقيقتك التي لا تراها بسبب غشاة الحب التي تخدعها
صرخ بقهر – وماذا تعني لك غروب
اجاب بمكر – لفتت نظري منذ أول مرة وقع نظري عليها واعجبت بجرئتها واللقاءات التي جمعتنا قربتني منها هناك شيء جميل بداخلها وما اعلمه الآن اريدها بجواري وحمايتها ولن اسمح لأحد أن يؤذيها ومكانتي المرموقة قد تساعدها لتصعد بها نحو القمة فغروب مثال للنوع من النساء الذي ابحث عنهنّ وساعدها كما اريد
راقبه عامر بقهر اما شاهر ألقى عليه نظرة عابرة ساخرة وتركه خلفه
عاد عامر لمكانه بجانب كارلا وهو يحاول ان يسيطر على نفسه لن يفسد عمله برغم أن ما فعله النهاية بينه وبين غروب لكن لم يعد يكترث لذلك الآن .
توقف شاهر يرمقهما بغضب ليقول بحدة رغماً عنه – طلبت منك أن تبعديها لتهدئيها وليس لتشاركيها البكاء
نظرت نحوه بكره تتمنى ان تقتله حقا لتقول غروب بحدة – ماذا تريد أن أيضا ما هذا الرجال أكبر مصيبة حلت علينا
قال شاهر وهو يجلس أمامها – تماسكي لا تجعليه يظنك غبية لتختبئي كالفئران حتى لا تريه برفقت اخرى
أجابت بسخط – لا أريد أن أراه وأريد أن أختبئ كالفئران ما شأنك أنت بحياتي
قال بمكر – كم تبدين ضعيفه لا يليق هذا بإبنه ايمن
قالت بضعف – لما تتوقعون دائما مني القوة والصمود وتنسون أنني بالنهاية فتاة لم تتم الثامنة عشر انها حتى لست راشده وتتوقعون دائما ما يفوق قدراتي أنا فتاة قابلة للكسر اشعر بمن يجرحني وقلبي يؤلمني لما يحصل لي كسر حلمي قبل للحظات وتتوقع ان اخرج وأواجه ما الذي تفعلونه بي ارحموني ارجوكم
قال شاهر برقة بدت غريبة عنه – ابكي غروب وارثي حبك الوليد لكن ليس الآن حين تكوني وحدك بين جدران حجرتك لا تدعي احد يشهد ضعفك حتى لا تكون لقمة سهلة لمن حولك ولو كان حبيبك انهضي وواجهي وأظهري قوتك لا تمنحينه أكبر من حجمه ليظن أن الحياة لا تسير دونه وحين تنتهين وتكوني وحيدة أو بين أحضان والدتك افعلي ما تشائي والافضل ان تواسيكِ والدتك لا أنا ولا غرام والدتك وحدها من قادرة على جبر كسرك ومن قادرة على تضميد جراحك , والدتك من تعلم نقاط ضعفك وكيف تقويك هي من تقرأك بسهولة وتفهمك من نظرة عينيك لتغمرك بحنانها قبل أن تشكي لها ألمك , لتكون أمك ه الملجأ بعد الله تعالى فهي أحق
|