كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: رواية .. قلوب يخضعها الحب .. بقلم .. سيمفونية الحنين .. الفصل العاشر
الفصل العاشر
طفلة أنت انطلقي وبين الربوع الخضراء أركضي ..
افتحي ذراعيك نحو الفضاء ومتعي عينيك بجمال السماء الزرقاء..
وبين الحقول المزروعة استلقي براحة منعشة ..
يا طفلة سكنت قلبي ولم تغادره عودي حيث هناك موطنك ..
يا طفللة سلبت منها طفولتها عودي واكملي طريقك من حيث سلبتي ..
عودي طفلة وانس الماضي عودي حرة واكسري قيودكِ عودي بريئة وتمتعي بحقك كطفلة..
تركض تلعب لا تمل , ظفائرها الطويلة تتطاير من حولها منذ اشرقت الشمس وهي في الحقل لكن صوت غاضب افزعها وعكر عليها سعادتها كيف لا وذاك الشخص عدوها اللدود ولا ينفك بالسخرية والغضب منها
هذا هو عزام ابن عمتها درّه وخالها الجاسر
تجاهلته كما تفعل دائما ليصرخ هذه المرة بحدة
- درررررررره
توقفت بملل وهي تستدير بسخرية لتقف أمامه بشجاعة ترفع أحد حاجبيها بمكر ليتقول – ماذا هناك
صرخ بحدة وهو يقف أمامها – ماذا فعلت لنعمة ؟
قالت بسخرية – ضربتها
اقترب منها يمسك أحد ذراعيها بشدة ويصرخ – لماذا ؟ وما شئنك بها ؟
رمقته بقهر لتقول بشراسة – اترك ذراعي ثم هي من تبلت عليّ تقول أتركي خطيبي ولا تتبعيه هو لي وحدي
قال بسخرية – نعيمة تخجل من التفوه بمثل هذه الكلمات قولي الحقيقة لماذا ضربتها ؟
ترترقت الدموع بعينيها لتصرخ بقهر – أنا درّه الكاسر لا اكذب وهذا ما قالته وهي ليست خجولة بل وقحة وأنا أكرهها دائما تتصنع الخجل أمامك وما أنت تبتعد تبدأ بمهاجمتي تظنّ بإني أحبك وأنا لست كذلك
تنهد بأسف يكره دموعها ليقول بحدة هي تهابها – يا فتاة متى ستتعلمين الخجل ومن أين تعلمت هذه الكلمات الحب وما أدراك أنت ما الحب ؟ قولي من علمك هذه الأمور ؟
صرخت بقهر وسالت دموعها رغماً عنها – نعيمة تقول بإنها تحبك وما شأني أنا هي لا تخجل وليس أنا ثم أنا لست صغيرة عمري أربعة عشر عاماً
نظر نحوها بدهشة ليقول – أنت كاذبة لما تدعين بعمر أكبر منك وتقلدين الكبار أنتظري يا فتاة سيأتي أوانك وتحيينّ عمرك في وقته لما العجلة على الحب من الآن
قالت بقهر - أنت أكبر مني بإربع سنوات وأنت بالثامنة عشر أذا أنا لا أكذب
عاد يتأملها بتمهل من ظفائرها الذهبية لوجهها الملائكي وعينيها الصافيتيت وتثغرها التوتي لعنقها ناصعة البياض ثم جسدها الذي يخفيه ثوبها ذو القماش السميك ولا يظهر تقاسيمه لكن يدفع الشخص لتخيل تلك المنحنيات وخصوصاً مع طولها الممشوق , فكر بغباء كيف لم يلحظ أنها كبرت هكذا لا شك أن غيرته المجنونة منها بسبب المكانة التي يضعونها فيها أفراد الأسرة بسبب حملها لاسم والدته اعمته عن ملاحظت ذلك.
قال بسخط – ولماذا لم ترتدي الحجاب إلى الآن كيف يدعونك على راحتك
قالت بسرخية – لا شأن لك والدي يريد راحتي انا فقط ولا شأن لاحد أخر بي
تقدم منها بحدة – من الآن سترتدينه وإلا سترين ما لا يعجبك
ابعدته عنها بحدة – اذهب لتفرض أوامرك على حبيبتك وليس عليّ
صرخ بها – أي حقاقة التي تتلفظين بها ليس لدي حبيبة
شعرت بالقهر منه دائما يزعجها ولا يتركها تسعد بيومها وما أنت تشتكي نقمة حتى يسرع لتهزيئها اقتربت تدفعه للخلف – لماذا تدافع عنها دائما وتلاحقها بنظراتك في كل مكان ؟
لاحظ ما كان مخفي عنها غيرتها المجنونة لكن ليس منه بل عليه اقترب بخبث منها يمسك كلتا يديها يقول بمكر
- ولما تسألين ؟ هل تغارين منها ؟
جنّ جنونها من تصرفاته لتحاول أن تنزع يديها منه لكن لم تقدر – أغار من نقمة تحلم أنا الدرّه يا هذا درّه عائلة الظاهر وليس هناك من ينافسني من فتيات القرية لأغار من سحلية مثلها أنا كل من شباب القرية يتمنونها لكن ما من أحد يستحقني
برغم من القهر بسبب تعجرفها لكن ثقتها وكبريائها جعله يعجب بها رغماً عنه هي محقة كثيراً من تقدم لخطبتها لكن ظنّ فقط لحجزها لم يعلم أنها أصبحت أنثى رائعة بكل المقاييس رغماً عنها أحاط بخصرها النحيل وهو ينظر نحوها بإعجاب منقطع النظير وأول مرة يتجاوز الحدود ليقول بخبث – أنت محقة ليس هناك أحد يستحقك غيري انا
شعرت بصاعقة تضرب رأسها وهي تتخيل انها له حقا مستحيل هما كازيت والنار لا يتوقفان عن الصراخ والقتال ثم هي تريد لها قلب فارغ تمتلكه لها وحدها وليس قلب شخص هناك ما يشاركها فيه أجل ليست جاهلة أو صغيرة فوالدتها قصّت عليها أجمل ذكرياتها وذكريات عمتها التي كانت تحتل قلب خالها الجاسر الذي إلا الآن رافض الزواج من امرأه أخرى ليبقى على ذكرى زوجته .
قالت بقهر – اذهب لنعمة وابتعد عني أنت لا تستحقني
قال بمكر – استطيع الحصول على كلتيكما
دفعته بقوة هذه المرة ولم يستطع منعها لتهرب منه وتصرخ به – تحلم
عاد يسير ببطئ وهو يضحك عليها ليفاجئة ابن أخيه الذي ينظر نحوه ببرائة قال بدهشة – زياد ماذا تفعل هنا
لم يجبه وهو ينظر نحوه بهدوء تأمله بحزن لينزل إلى مستواه ويمسك به ويرفعه ليلاعبه يشفق على هذا المسكين الذي توفيت والدته وهي تضعه ووالده الذي منذ غادر إلى فلسطين يجاهد مع بعض من شباب القرية لم يعودوا
تأمله بحزن فأخيه الذي يكبره بعامين قبل خمس سنوات رافق والده إلى فلسطين برغم من الصعوبات للذهاب هناك وفي تلك الفترة حدث غارات وقتل أشخاص هناك وكان من أحدهم شخص كان هنا بالقرية وعاد لبلاده ولديه ابنه كانت بالخامسة عشر وتوفيت عائلتها كاملة ولم يعد لديها أحد ليقوم والده بفرض أخيه على الزواج منها وهو لم يمانع بل رحب بالفكرة فالفتاة يتيمة وبرغم من أنها تماثله بالعمر لكن أخيه كان يبدو يفوقها بالعمر وأكبر منها جسده ناضج مكتمل تظهر عليه ملامح الرجولة من ينظر له يظنه شاب بالعشرين أما هي فتاة قصيرة القامة لكن جسدها ناضج ملامحها خلابها وعينيها عقيقين ساحرتين لم يخفى عليهم أن رامز أحبها ووقع بهواها وعادوا للقرية ونشروا زواجهم لكن كان هناك أمر أخر يخفيه رامز عنهم حبه للجهاد وذاك زرع بداخله حيث ذهب وشاهد كيف الأاطفال والنساء قبل الرجال يحملون الحجارة ويدافعون عن أرضهم وتمنى أن يكون مثلهم ويساعدهم ونشر هذه الرغبة بين أصدقائه وزرعها بداخلهم .
بعد شهرين علم بحمل زوجته تفرغ حينها لها يحبها بجنون يخشى عليها من كل شيْ لكن جسدها كان ضعيف لم يحتمل لترحل وهي تضع الطفل انهار أخيه ولم يصدق ما حصل ليهرب خارج البلاد مع أصدقائه يقاتل هناك على الضفة الغربية .
وصل حيث منزل عمته نرجس لتسرع هي بستقباله وحمل زياد الصغير الذي يبلغ الآن اربع سنوات يبدو أن عمته كتب عليها أن تعتني بإطفال وأحفاد أخيها الذي يبلغ من العمر تسعة وثلاثين عاماً .
قال بهدوء – أين عمران
ضحكت وقالت – خرج منذ الصباح يجلب بعض الفواكه تشتهيها زوجته سلافة تعلم كم انتظرا لتحمل وهو منذ حصل ذلك يكاد يطير من الفرح
قال بفرح – نعم لقد تزوج مع هشام قبل أربع سنوات وزوجته هي الأخرى لم تحمل إلى الآن
قالت بفرح – بل حتى هي حملت لقد علمت ليلة أمس
فرح بذلك رغم أنه لا يطيق اخاه الأكبر فهشام مسبب المشاكل لكل أفراد العائلة تقريبا
غادر وهو مقرر الذهاب حيث مكان والده ليطلعه على نيته بخطبة درّه والزواج منها .
اطلع عزام والده على الأمر ليشعر والده بالسعادة وأخبره بنيته بالزواج بأقرب فرصه ووالده وافق على ذلك وفي المساء جمع جاسر الرجال وتقدموا للكاسر لطلب يد كريمته وتمت الخطبة بعدما اعلن كاسر موافقته على عزام
وتم تحديد الزواج بعد شهر .
في اليوم التالي اسرعت درّه بغضب تتوجه نحو عزام وتبحث عنه وهي تشتنه بغضب وجدته أخيرا أمامها لتغافله وتدفعه من الخلف ليصقط على ظهره متألماً
نهض بخفه لينظر نحوها ويجدها هي ويتبخر الغضب ليقول بخبث – أهلا خطيبتي الجميلة
اشتعلت عينيها بغضب وهي تتقدم نحوه تنوي دفعه مرة أخرى وهو يمسكها وينظر نحوها بمكر – ما بها حبيبتي غاضبة
قالت بحنق – لست حبيبتك ولن أكون خطيبتك ابدا
ضحك بخبث ليقول – لقد تمت خطبتي عليك ليلة أمس ألم تعلمي ذلك روحي
تعلم أنه يستفزها لكن ماذا تفعل وهو يثير جنونها هكذا – أنت لا تحبني لما تقدمت لخطبتي
نظر نحوها بهدوء ليقول – ومن أخبرك أني لا أحبك
تلألأت الدموع في مقلتيها لتقول – لو كنت تحبني لما أخبرت نعيمة بإنك تحبها
قال بدهشة – أنا لم أحبها ولم أخبرها بذلك قط
قالت بحزن – ولما تقول ذلك أذا وتغيضني وتقول لأجل ذلك تحميها مني وتبعدني عنها لأنك لا تحبذ أن يؤذيها أحد حتى أنا ابنت عمتك
تقدم منها بهدوء ليقول – أنا أفعل ذلك لأنها فاقدة لوالدتها مثلي واعلم كم الشخص يحتاج لأمه ويكون سبب لقوته لذلك لم أحبذ أن تستقوي عليها ويقولو عنك أنك لا ترحمينها ويتحدثون عنك بما يشوه سمعتك وليس لأني أحبها
قاتل بمكر – أذا من تحب
قال بخبث مماثل – ليس الىن أخبرك هذا سر لزوجتي فقط
احتقنت وجنتيها وخجلت لأول مرة في وجوده قالت بتردد – أريد العودة
ضحك وهو يمسك بيدها لتسير بجواره – سأعيدك أنا
تأمل وجهها المستدير الذي يحيط به حجابها الأسود ويظهر نقاء بشرتها البيضاء الفتاتنة ليردف – ربما عليك أيضا ارتداء النقاب فالحجاب لا يخفي فتنتك
خجلت لجرائته ودهشت لتلبية رغبته بالحجاب وكيف اطاعته دون تردد وقررت أن تطيعه أيضا بكل ما يرغب .
عادت للمنزل ووالدتها تخطط لما يجب فعله للتحظير للزفاف .
تم الزواج بعد شهر وكانت ليلة جملة فعزام أخبرها بحبه لها وهي كانت تذوب من الخجل ومرت الأيام الاحق بسلام حتى علمت بإنها تحمل بإحشائها طفل من زوجها وكم كان سعيداُ لذلك والأيام تمر وتنقضي لكن هناك ما يؤرقها غيرة زياد الحادة منها ونظرات سلفها الخبيثة هشام .
خمس سنوات أخر تطوى وهي تجلس برفقت جاسر الذي يعشق والدته ويضع رأسه بحجرها كم تحب ابنها الصغير هذا وتعشه وكم زوجها يغار منه آتاها صوته
- جاسر ابتعد عن والدتك انت تزعجها
قال بمكر مشابه لوالده وعينيه اللتان تشبهان والدته تبرقان بخبث مخلوط ببراءه – هي تحبني ولا تنزعج مني
اقترب منه بحدة يبعده عنها ليصرخ ابنه بقهر – اتمنى أن اعلم لما تغار مني
قال عزام بهشة – من يغار منك يا شبر ونص
قال بخبث وهو يشير لوالدته – درّتي أخبرت جدتي بإنك تغار مني
نظر نحوها بحدة وسرعان ما يلتفت نحو ابنه ويصرخ بقهر – من درّتك
عاد ليشير نحو والدته – ومن غيرها درّتي حبيبتي
كان أن يضربه غيرته منه جنونية وهذا الأمر يسلي درّه لكن بعض الاحيان يزعجها لتقول برقة - حبيبي أتركه هو ما زال طفل
قال ابنها – ليس هو حبيبي أنا حبيبك
اقترب منه بحدة ليخرج هو يصرخ بقهر منه – سرعان ما تخرج وأعدو لدرّتي حبيبتي
احتل عزام مكان ابنه السابق وهو يتمتع بحجرها الذي يهواه – اشتق إليك حبيبتي
قالت برقة – وأنا أييضا روحي أعشقك
ضحك بخبث – وذاك المتطفل
أجابت برقة – هو ابنك لما تفعل به ذلك بات يكره وجودك أشعره بإنك ابنه ارجوك
قال بمرح – لا تقلقي لا يتصرف هكذا سوى بوجودك وما أن نذهب للحقل أو نكون بمجلس الرجال يتصرف بإدب ولا يفارقني
ضحكت بمرح لتقول – أذا يزعجك متعمداً
ضحك وقال – أجل يشاكسني
في مكان أخر
قالت رولا بتعب – أنا حامل
نظر نحوها ناصر بفرح – حقا مبارك رولا
نظرت نحوه بهدوء لتقول – لو تزوجنا من قبل لكان أبننا شاباً الآن
قال بهدوء – رولا قد تجاوزنا هذا الأمر
صمتت وهي تشعر بالقهر تركها سنوات وتزوجت وهي بالعشرين وتحمل بعد سنوات بسبب هجرها لها لقد بقيت زوجة على وقف التنفيذ لوقت طويل أكثر من خمس سنوات وتجهل السبب وهو ينغمس بالعمل وذات مرة اقترح عليها أن تكمل تعليمها وما ساعدها بإنها تقطن بالمدينة وسارعت لذالك وهي تسابق الوقت لتنال على أعجابه وأخيرا أصبح يلتفت لها ويعيرها اهتمام ويكرس لها بعض الوقت .
نظر نحوها وهي تنغمس بإفكارها يعلم بإنه ظلمها لوقت طويل لكن لم يستطع أن يتقبلها وانتظرها لأن تصبح ناضجة كما يتصور ليحصل عليها كما يريد لكن الآن هو يحبها حقا وسعيدا جدا معها ولا يتخيل يوم يمر دون وجودها فيه .
جلس بجوارها ليحتضنها بحنان ويمطرها بكلمات الغزل التي باتت تدمنها وتحبها منه هو .
في مكان أخر
جلس صالح برفقت والده ناصر يطلعه على أخر أمور تدريبه ليقول ناصر بغته – أذا أخيرا زوجت عمي ناصر حامل
قال صالح بهدوء – أجل لو تزوج معي لكان لديه الآن شاب بعمرك
قالت زوجته فدوى – هذا نصيب لتردف بهدوء وهي تنظر اتجاه زوجها أنا أيضا حامل
نظر كل منهما نحوها بدهشة ليقول ناصر – أخيرا سأحظى بأخ
ترقرقت الدموع في عينيها لتقول بسعادة – أجل حبيبي ستحظة بأخ بعد طول هذه السنوات
شعر بالسعادة لذلك الامر لكن للأسف اليوم عليه السفر من اجل مهمته الأولى بعمله ولا يعلم كم سيغيب .
في مكان بعيد جدا
جلس فرانك بجانب صديقه البريطاني ليقول بمرح – استعد قريبا ستحصل على حفيد
نظر نحوه بدهشة ليقول – حقا هل جوليا حامل
قال بسعادة – أجل
تأمل فرانك صديقة الذي زوجه ابنته من أجل أن يحميها من أبن أخيه كارلوس الطامع بثروته لكن جوليا جعلته يغرق بحبها برغم من فارق السن بينهما وهما الىن يمضيا اسعد الأوقات برغم من تخوفه من وضاح الذي بات شخصاً خطيرا بسبب تعامله مع رجال من عصبات المافيا
وضاح ذاك لديه الأن جلال الذي تزوج حديثاً كما لديه زبيده التي تدرس بالأردن مرافقة والدتها مريم
اشتاق لتلك البلاد حث يوجد أصدقائه القدامة ورائحة درّه منذ علم بوفاتها لم يرغب بالعودة هناك أبدا .
قال ذاك الصديق – علينا أن نخرج من تلك الصفقة المشبوه التي أدخلنا بها وضاح ليرغمنا على أن نكون بذاك الوضع المشبوه
قال فرانك – هو متعاون مع كارلوس لكن لا تقلق سنجد لنا مخرج من ذاك الأمر
تنهد الرجل بحزن يشعر بالقلق على ابنته الوحيدة ويتمنى أن ينتهي من ذاك الرجل الطامع كارلوس .
* * *
في مكان أخر
جلس عمران على أحد المقاعد بالحديقة ينتظر شخص ما وابتسم بمكر ما أن وجدها تتقدم باتجاهه
نهض بخفة يستقبلها بسعادة والخبث لا يفارقه – زبيده حبيبتي أخيرا
نظرت نحوه بحب تعشق هذا الرجل الذي يغدقها بعطفه وحنانه لتقول – حبيبي اعتذر لكن تعلم المحاضرات تأخرت بسببها
قال بمكر – لا بأس حبيبتي لكن مللت من مقابلتك في الحدائق ارغب أن يكون لدينا مكان خاص لنا وحدنا ويبعدنا عن أعين الفضوليين
قالت بخجل – كيف ذلك تعلم لا استطيع أن افعل ذلك
قال بمكر – لنتزوج أذا وحينها لن يكون لديك حجة
شعرت بالسعادة وبالوقت ذاته بالخوف والدها لن يقبل بذلك هو يبعدها عنه حتى لا يستغلها أحد من أعدائه وتجلس هنا بالمدينة لتكون بعيدة عن الأنظار لكن لن يرضى بإي رجل يرد شخص ثري جداً ولن يرضى أبدا بعمران برغم من أنه من عائلة معروفة
قال عمران بضيق – كنت اعلم بإنك ستعترضين زبيده
قالت بهدوء – لكن والدي لن يقبل بذلك
قال بمكر – لن يعلم بذلك
قالت بدهشة – نتزوج سراً مستحيل
أعاد بألحاح – سنضعه تحت الأمر الواقع ثم حين يعلم نشهر الزواج
ترددت قليلا ليقول – كنت اعلم بإنك لا تحبينني حسناً أذا زبيده سأغادر ولن أراك بعد هذا اليوم
ابتعد عنها وهي تشعر بالحزن لا تستطع أن تتصور حياتها دونه منذ أن تعرفت عليه صدفة هنا بالمدينة وهي تبتاع كتبها من مكتبته وهي تضعه بمكان عظيم بقلبها تسللل إليها بخفة ليشغل الفراغ الذي يحيط بحياتها ونجح بإن يكون كل شيْ يكفي عائلتها البعيدة عنها والتي لا تراها سوى نادراً نادته بخفة – عمران
نظر نحوها وهو يشعر بإنها رضخت أخيرا فمنذ أن علم أنها هي ابنت الوضاح الذي تسبب بخسار مادة كبيرة لدى والده عمه وهو يخطط للأنقام منه عن طريقها علم بإنه يخفيها عن الكل وهو استغل هذا الأمر جعل نفسه رجل فقير يعمل بمكتبه فقط ليصل إليها وهي كانت ساذجة لتنجة خطته وقريباً سيجعل وضاح يعض أنامله ندماً على ما فعله
- موافقه
ابتسم بمكر ليقول – حسنا حبيبتي سنحضر للأمر بسر .
* * * *
جلست سلاف بتعب ونرجس تراقبها لتقول بهدوء - ما بك سلاف
تنهدت بأسف لتقول – اشعر بإن هناك أمر ما يزعج عمران
قالت نرجس – ماذا تقصدين ؟
- عمتي لقد كثرت سفراته للمدينة وذلك يزعجني
ضحكت نرجس لتقول بمكر – هل تشتاقين إليه ؟
شعرت بالخجل وعينيها اللوزيتين تبرقان – كيف لا وهو زوجي وحبيبي
وقف هناك يستمع إليها بمكر وهو يقول – وأنت حبيبتي وروحي وقلبي وكل ما أملك سلافتي
احتقنت وجنتيها خجلاً لمغازلته لتقول بقلق – متى حضرت ؟
قال بخبث – وهل يهم وحبيبك أمامك آلا يجب أن تحضري لتسلمي عليّ وتطفئي نيران الشوق حبيبتي
نهضت بخجل لتفر إلى حجرتها ويتبها هو بمكر وهو سعيد بسبب نجاح خطته وزواجه من زبيده التي تركها هناك بالسكن الجامعي في المدينة لا يعتبر نفسه خائناً لها لأنه يحقق انتقامه من تلك العائلة هو يحب سلاف بحق ولا يرغب بإزعاجها أبدا يعشق هذه الفتاة بجنون ولا يخيل له أن تبتعد عنه
وجدها تجلس بهدوء على سريرها ليقترب منها ويجلس بجوارها ويقول بهدوء – ماذا هناك سلاف
قالت بهدوء – لست حامل
قال بهدوء – لا بأس
قالت بحزن - حماتي حملت وأنجبت وأنا إلا الآن لم أنجب سوى طفل واح غيث
احتضنها بحب ليردف – لا يهم ما دمت انت معي
ضحكت بحزن وقالت – إلى متى ستصبر على طفل واحد انت تعشق الأطفال
قال بمكر – بل اعشق أنت وسترين ذلك الآن
غرقت بحبه وحنانه وهي تتجاهل ما يعكر صفو تفكيرها الآن .
* * * *
خرجت درّه لتقوم بنشر الغسيل ليوقفها أمر ما يؤرقها لتلتفت للخلف وتجد هشام يراقبها أحكت حجابها لتقول بحدة
- ماذا هناك
قال بمكر – وماذا سيكون أنا أقف هنا أتأمل الجمال الذي حولي
قالت بحدة – ما تفعله عيب أنا زوجة شقيقك
قال بمكر – وما الذي أفعله أقف مكاني ؟
قررت أن تعود للمنزل خير لها من الوقوف هنا ليباغتها هو بحتضانه لها شعرت بالخوف يشل جسدها وتدفعه بحدة عنها وتعود للمنزل لكن قبل ذلك وجدت زياد يراقبها بمكر وكأنه امسكها بالجرم المشهود شعرت بالخوف لتسرع لحجرتها وتغلق على نفسها , أخرجها من عزلتها ابنها الحبيب الذي سارع إليها يقول بخوف
- ماما لما كان عمي يمسك بك
لم تتحكم بالرجفة التي سرت بجسدها – حبيبي من أخبرك بذلك
قال بخوف – لقد رأيته بعيني
خشيت أن يذاع الخبر وينشر بشكل خاطئ لتقول بهدوء – حبيبي كدت ان اسطق وهو ساعدني لا تخبر أحد وليكن هذا الامر سرٌ بيننا هل فهمت
أجاب بطاعه – حسنا أمي سيكون سر بيننا نحن الأثنين فقط
حضنته بحب وهي تدعو الله أن يسهل ما هو قادم
* * * *
مرت الأيام والأمور تتردى سيء لأسوء ازعاج هشام لدرّه لم يتوقف وزواج عمران من زبيده تم على خير أما فرانك فقد تم أختفائه وشاع خبره بإنه توفي وتم الحداد عليه وناصر وصل إلى والد جوليا واستطاع تعميق علاقته به حتى اقنعه بالزواج من ابنته وقد تم بعد أن وضعت ابنتها ريتا كما علم بإن والدته وضعت رواد وناصر حصل على طفل أخيرا ليث بعد سنوات طويلة .
في مكان بعيد وتحت الأرض يجلس هناك وحيداً ويشعر بالقهر مما يحصل له لا يعلم سبب وجوده ليفاجئة كارلوس الذي ظهر امامه بغتة وهو يقول بسخرية – فرانك العزيز أخيرا أنت بضيافتي
نظر فرانك نحوه بقهر ليقول – ماذا تريد ولما أنا هنا منذ شهور
قال كارلوس بقهر – لأنك أخذت مني جوليا وهي لي وحدي لم استطع قتلك بسبب عملنا المشترك أنا احتاجك من أجل ابحاثك اعلم هوسك بتركيب المواد الكميائية وارغب باستغلال هذا الامر لتركيب مواد مخدرة
نظر نحوه بدهشة لا احد يعلم بإن فرانك تابع دراسته مؤخرا وبعبقريته بتركيب المركبات الكيميائية كان يقرر بمباشرة حول أنشاء أدوية مفيدة وليس لها أثر ضار بالجسم كما كان يحدد ما هي المواد المخدرة للجسد وكم يدوم تأثيرها لم يعلم من أين حصل كارلوس على هذه المعلومات
قال كارلوس – لقد قمت بتحقيق خفي حولك وعلمت تحركاتك كما علمت بالأمور التي تقيم دراسه حولها وبذلك قررت أن أقوم باستغلال هذا الأمر أخطط لموت مخادع حولك حتى لا يبحث عنك أحد واحصل على جوليا لكن للأسف قام شخص أخر بالحصول عليها لا اعلم حقيقته الآن لكن سريعاً ساعلم واتخلص منه
شعر فرانك حينها بالقهر زوجته تظنه قد مات وهي الآن زوجة شخص أخر كيف ذلك وهي ما زالت له كيف ؟
مرعام أخر عليهم وفي هذا العام تغير الكثير علمت درّه بحملها وكذلك سلاف كلتيهما كانتا تشعران بالسعادة
قالت سلاف – أنا حامل عمران أخيرا سيكون لدي طفل أخر
احتضنها عمران وهو يشعر بتأنيب الضمير لأنه إلى الآن لم يستطع أن يتخلص من زبيده لكن الآن قرر أن يتخلص منها برغم أنه شعر بالحزن عليها بعض الأحيان لكن قلبه لن يكون سوى لسلاف فقط
بعد أيام ذهب عمران للمدينة لينهي علاقته بزبيده أما هي كانت تجلس بتوتر منذ علمت بحملها وهي تخشى من القادم تشعر بالخوف والقلق وجدت عمران أمامها لتسرع وتحتضنه بحب أما هو كان بارد معها أبعدها عنه بحدة
لتقول بخوف – ماذا هناك عمران
نظر نحوها بسخرية ليقول – علينا أن نفترق
قالت بدهشة – أنت تمزح أليس كذلك
ضحك عمران ليقول – لقد طالت هذه اللعبة كثيراً وأنا سأمت منها حقا
ارتجفت بخوف لتقول – أنا لا أفهمك ماذا حصل لك عمران
قال بسخرية – أنا كنت أنتقم من والدك عن طريقك
هزت رأسها رافضة ما حصل لتصرخ به – أنت كاذب
قال بسخرية – أنا عمران كاسر الظاهر عدو والدك وما حصل لانتقم منه وقد نجحت بذلك والآن حين يعلم ان ابنته متزوجة بالسر ومن خلفه دون علمه سيكسر
تراجعت وهي تكذبه لا يمكنه أن يتلاعب بها هكذا صرخت بحنق – ماذا فعلت لك ليكون هذا هو مصيري
قال بحقد – لم تفعلي شيءً لي لكن والدك فعل وانا لن ارحمه ابدا والآن أنت طالق وما بيننا انتهى
تركها خلفه ليخرج وهي محطمة لم يرحمها أبدا بسبب انتقام قام بكسرها هي اسرعت لأحد صديقاتها لتخبرها بما حصل وتلك نصحتها أن تخبر أحد ما من أهلها لكن الوقت غافلها ليكون والدها بانتظارها فعمران لم يكتفي فقط بتحطيمها بل بعث برسالة ليخبر والدها وهي ضاعت بين الرجلين وما فعله والدها بعد ذلك حطمها
قام بإخذها معه حتى يدري الفضيحة لتكتشف بعد ذلك أنه مزوجها من شخص يدعى نائل الماضي بزواج مثبت بالمحكمة دون أذنها وهي ما زالت على ذمة عمران من اجل مصالح مع ذاك الرجل وزواجها هذا بالتأكيد باطل ولم تعلم بذلك سوى حين انجبت غرام وسجلت على اسمه لكن هي لم تراه رفضت ذلك بقوة وما حصل بذاك الوقت صاعق .
* * * *
منذ علم صالح بزواج ابنه وهو بحال يرثى لها غاضب جدا بسبب ما حصل لقد تبرى من ابنه وأموره بالعمل مترديه انقطع عن أصدقائه حتى ابنه رواد الذي كان يطوق إليه لم يره سوى مرات معدودة وزوجته واضح عليها الحزن بسبب العلاقة المتردية بينه وبين ابنه وما زاد من ضيقه علمه بخطف زوجة عزام ابن الجاسر ولا اح د يعلم مكانها .
وضاح منذ علم بما فعله عمران بابنته وعلم بحملها قرر أن يرد الكف بشكل مضاعف تلاعب بعقل هشام الذي بات عاشقاً لزوجة أخيه الدرّه حتى هو يحبها حين يراها يترائها له طيفها الماضي أدخل فكرة خبيثه كان هو من سيقوم بها لو أن الدرّه الاولى ما زالت على قيد الحياة لتكون الأن من نصيب ابنه هشام .
هشام كان يظنه بعيد المنال عنه لكن قرر أن يتقرب منه عن طريق العمل ليأخذه لصفه ويغريه بالمال ويصبح جاسوس على عائلة الظاهر ويستغله ليسدد الضربات لهم ويخسرهم أموالهم .
في احد الأيام بعد أن ذاع خبر حمل درّه كانت بطريقها لمنزل أحد الجارات ليقوم هشام بعتراض طريقها بعيد عن أعين الناس حاولت أن تبتعد عنه ضربته وصرخت ولم يساعدها أحد , في ذاك الوقت جاسر تبعها لأنها فهو يخشى عليها من عمه الذي بات زعج والدته كثيرا وشاهده وهو يحمل والدته ويصعد بها نحو الجبل تبعه خفية عنه وكان هناك شاهد أخر وهو زياد الذي ظن في ذاك الوقت أنها هي من ذهبت إليه بقدميها فما كان يراه فقط سكوتها في حضرت هشام ولم يشهد من قبل صراخها واعتراضها على ما يفعله
وصل بها هشام قمة الجبل ليلاحظ أن هناك شخصٌ ما يتبعه وضعها على الأرض وهي متعبة من الصراخ وضربه لها ليجد طفل صغير ينظر نحوه بحقد ليندفع نحوه يحاول أن يضربه لكن هشام أوقفه بسهولة وهو يسخر من جاسر ويضحك عليه وعلى ما فعله لكن جاسر لم يستسلم ودرّه تصرخ كي يعود وهو رافض ذلك وفي لحظة ما اختل توازن جاسر ليسقط عن المنحدر شعرت درّه بقلبها يهوي وتكاد تفقد عقلها ابنها يسقط أمام نظرها وهي عاجزة عن فعل شيءً حاولت النهوض لتجد الدماء تغرقها أما هو لم يهتم لذلك طالما كره هذا الجاسر لكن حين شاهدها غارقة بالدماء ظنّ أن مكروه ما أصابها اسرع كي يحملها ويضعها بمغارة مخفيه لا يعلم مكانها أحد وأسرع لينادي شخص يثق بإنه لين خبر أحد بما حصل أبنه أم معاذ شققة غيداء سهر وهذا ما أشار عليه به وضاح أخبره هددها بشقيقتها ولم يطلعه على أكثر من ذلك فإن لم تطيعه سيفضح أمر شقيقتها وهذا ما حصل وكانت هي تعلم كيف تتعامل مع النساء لتقوم بإسعافها ومساعدتها لتحتفظ بجنينها .
لازمتها سحر ولم تغادر المغارة وأهل القرية يبحثون عنها بكل مكان وهشام يسخر من عزام لما أصابه وكل شخص بالقرية أصبح يطعن بإخلاقها وشرفها وفي ذاك الوقت عاد رامز من فلسطين ليتشاجر مع عزام الذي بنظره لم يستطع حماية زوجته أما هشام من قال بإنها ذهبت مع شخص ما وهو شاهدها بأم عينه وهنا حصل شجار كبير بينه وبين عمران وعزام وفي ذاك الوقت قال زياد بمكر وهو بعقل طفل يظن بإنه ينتقم من درّه التي سلبت منه عمه وحنانه ومنحته جاسر الذي يكرهه بقوة – لقد رأيتها تحتظن رجل من قبل
قال رامز وهو ينظر لأبنه بقوة – هل تكذب
حلف حينها بغنه صادق ليقول بحدة – عليك أن تجدها لتقتلها وليس لحمايتها وخوفك عليها
مرت الأيام لتخبر سهر ما حصل بالماضي وأنه يعيد نفسه علمت درّه الحقيقة كاملة وهي تتمنى أن يأتي اليوم الذي تنتقم فيه من هشام ولم تستطع أي منهما الخروج من تلك المغارة بسبب الرجال الذي يضعهما هشام على باب تلك المغارة .
وفي ليلة أختفى فيها القمر ونكست النجوم روؤسها بكاء على ما حل بدرّه بيضاء ناصعة ..
هاجم درّه المخاض لتشعر بروحها تزهق أما سهر ارغمت الرجال على احضار الماء وتسخينه من أجلها وبعد عناء وضعت سهر طفلة رائعة جميلة نظرت نحوها والدموع تغرق وجهها وشعرها ألتصق بجبهتا بسبب العرق قالت بحزن – وشعتك يا ابنتي وضعت خليفت الدرّه
نظرت سهر لتلك الفتاة المسكينة لتقول – ما بك يا درّه ماذا حصل لك
قالت بخوف – اشعر بإن اليوم نهايتي التعب ارهقني وسلب مني طاقتي
قالت سهر – بعيد الشر عنك لما تقولين ذلك
قالت بحزن والدموع تشاركها حزنها – لقد اختفيت منذ شهور وذاك النذل يزف لنا ما يتناقلوه أهل القرية وسلفي العزيز يريد من زوجي قتلي دمي مهدور يا سهر حتى لو تركني هشام لن يتركوني هم كما أنهم على ييقين بسبب ما قاله زياد لو أخبرت عزام بما حصل لما كان هذا مصيري
قالت سهر بحزن – هذا قدرك يا عزيزتي
قالت بحزن – يبدو أن هذا قدر كل درّه بعائلتي
قالت سهر – امي كانت السبب بما حصل لدرّه رحمت الله عليه وقد أخبرتني بذلك قبل موتها لأخبر السيد جاسر لكن خفت لو فعلت ذلك لما كانت الأمور آلت لما هي عليه الآن
قالت درّه وهي تحاول أن تنهض – سهر درّه أمانتك لا تدعي أحد يصل إليها وابعديها عن الكل
قالت بدهشة – ماذا سيدتي
قالت بعزم وهي تقف بإرهاق والدماء ما زالت تنزف – اسميتها درّه وستكون خليفتي ابعديها عن هذه القرية حتى لا يكون مصيرها كمصيري وقومي بوشمها
انتفضت سهر لتصرخ – كيف ذلك
قالت بحزم – الآن وشم على كتفها علامة هلال كالعلامة التي وشمتها على كتف أخيها الجاسر
قالت بخوف – ما زالت صغيرة كيف افعل ذلك بها
قالت بتصميم – ارجوك افعلي ذلك قبل ان تخرجي من هنا انا سأخرج فالرجال ذهبوا ليخبروا هشام بما حصل لي ولن يعودوا الآن أنت قادره على الخروج احميها يا سهر وما كتبته من ورق ووضعته بذاك الصندوق الخشبي الذي صنعته سلميه لها حين تصبح كبيرة وتعتمد على نفسها
نهضت سهر تودعها لتقترب درّه من ابنتها تتأمل عينيها الزرقاوتين الصافيتين مثل عينيها والشعر الذهبي أيضا احتضنتها تملئ أنفاسها برائحتها لم تودع جاسر لكن الآن قادرة على أن تودع ابنتها جاسر شيء ما يخبرها أنه ما زال على قيد الحياة تأملت جسد ابنتها الطري المحمر وما زالت الدماء عالقة به قبلتها ولم تشمئز منها وخرجت وهي تجاهد كي تسير وهي تقول لنفسها – حتى لم أقم بإرضاعها لم تذق حليبي لن تحظى بحناني لكن ستعلم كم أحبها
سارت وهي تخشى ان تنهار على فراق ابنتها الغالية لا تعلم كيف حملتها قدمها لكن التصميم لتبرء نفسها مما حصل أوصلها لتقف أمام منزلها والناس تنظر نحوها بدهشة ومن ينظر نحوها بحقد وآخرون بشمئزاز أما هي تقف بعزم وتحدي خرج الجاسر وزوجها والكاسر وأخيها عمران وكذلك رامز وهشام ووالدتها نرجس
وقفت متحدية بركة من الدماء تحيط بها والأرهاق يسلبها قوتها لكن لن تستسلم
قالت بعزم – لست انا من أخون واترك زوجي واخرج منه يشهد الله عليّ بإني صنت زوجي ولم اخنه قط ومن يقول بإن الطفل ليس منه سأقص لسانه اليوم وضعت درّه وضعت شبيهتي وشبيهت عمتي من قبل ولن تقدروا أن تحصلوا عليها فهي بريئة منكم يا عائلة الظاهر وسيأتي يوم ما لتنتقم منكم فرداً فرداً
اقترب منها عزام الذي ارهقه ما قيل عنها وغيابها والوساوس التي لم تترك له مكان للتعقل كما الجنون الذيي أصابه بعدما فقد ابنه الجاسر ولم يظهر له أثر ومن قال أنه خطف ومن قال بإنه اكلته الكلاب وكثير من الأمور الغبية والتي تفتقد للتعقل
صرخ بها بحدة – إين كنتي
نظرت نحوهم وهي ترى نظرات الأتهام بإعينهم لا أحد يثق بها الشك تمكن منهم ليتمكن منها اليأس منهم وتقول بإرهاق – فقدت حقك يا عزام بهذا السؤال والشك واضحك بعينيك
قال عزام بحدة وهو يمسك بها – تحدثي يا درّه انطقي لا تدعيني اقتلك الآن تختفين منذ شهور وتعودي في هذا الوقت
قالت وحبها يذبل بقلبها قتلها الآن قتل العزم والأصرار – طلقني
نظر نحوها بدهشة ليقول بصراخ – ماذا ؟
قالت بتعب وتشعر بإنها تفقد قواها – أنا أموت ولا أريد أن أموت وأنا لا ذمتك لا تستحق الدرّه يا عزام لا تستحقها كان عليك أن تعلم من فعل بي ذلك كان على قلبك أن يوصلك إلي لكنك فشلت
كلماتها صعقته ودون أدراك منه دفعها للخلف لتصقط على الأرض منهارة - أنت طالق يا درّه طالق ولا أريد أن تموتي وأنت لا ذمتي وسأقتلك وأغسل عاري
سقطت على الأرض لتنهار وهي ترى عمران ينقض عليه يدافع عنها والكاسر يسرع إليها يحتضنها وهي تقول أخر كلماتها – حسبي الله فيك يا هشام
وهنا اسدلت عينيها بتعب بين ذراعي والدها ولم تعلم ما حصل بعد ذلك
في ذاك الوقت وصل صالح الذي استدعاه عمران الذي يثق به بقوة من أجل أن يبحث ويجد درّه برغم من أنه وصل متأخراً وشهد أخر موقف كان الشجار قد احتد بين الكاسر والجاسر هما ما زالا بالأربعي قويان ذو بنية صلبة كل منهما كان يشاجر الأخر نشب شجار عنيف بينهما أما هو تقدم من درّه الجثة المنبوذة لم يفكر أحد حتى بتفقدها ليسرع هو وجد أنه ما زال هناك نبض لم تمت بعد خشي أن يخبرهم بذلك ليقتلوها وجد أن كل الشباب منغمسون بقتل بعضهم لينهض هو ويأخذها معه هو على معرفة بالاسعفات الأولية لكن ليس فيما يخص النساء اسرع لمركز طبي بالقرية واستدعى أحد الممرضات التي يثق بهنّ وتعامل معها سابقاً لتسعفها بالخفقاء وقال بإنه أمر سري ونجح بذلك عاد لمكان الحادثة ليخبر عمران بما حصل وحده من أتمنه على ذلك وهو يجهل السبب ليعود معه نحو المشفى بذاك الوقت كان هناك حادثة لفتاة توفيت أثر حادثة اغتصاب ولم يعرف من هي قرر صالح أن يقوم بتكفينها على أساس أنها درّه ودفنها والتستر على درّه وأخراجها نحو المدينة وهذا ما حصل حيث تم أعادة الجثة للقرية على أساس أنها درّه ودفنها وأنهار حينها عزام لم يظن بإنها قد تموت حقا وترحل وتتركه تلك الليلة لم تنتهي بعد فسلاف بسبب ما حصل فاجئها المخاض ليسرع بها عمران نحو المشفى وتفقد ابنتها وتموت وزبيدة كانت تلد هي أيضا لكن أنجبت فتاة رائعة نسخة مؤنثة عن عمران وشبيه لوالدته بكت كثيرا في ذاك الوقت ولم يكن يرافقها سوى والدتها أما والدها الذي كان بمنزله بالقرية فاجئه أحد رجاله ليخبره ما حصل بعدما يأس بإن يجد هشام ليسرع هو نحو المغارة ويجد هناك سحر تحتضن الطفلة الباكية بعدما قامت بوشمها على كتفها قام بإخذها منها وهددها بإن لا تخبر إي أحد وغادر بالطفلة ليعود بها بعد أيام ويضعها بحضن زوجته وأخبرها أن تعتبرها ابنتها وتربيها حتى لا يحرمها من غرام وهكذا حصلت زبيدة على التوأم مسجلتين باسم نائل الماضي .
تلك الليلة تغير فيها الكثير وانقطعت العلاقة بين الكاسر والجاسر بسبب ابنهم رامز الذي تزوج بعد اسبوع لينجب اخ لابنه ومتجاهل أن هناك شخص ما دفن قبل اسبوع وكان هو أحد من الذين ظلموها وعاد بعد زفافة بشهر لفلسطين وهناك استشهد اما زوجته انجبت بعد شهور رامي لتتركه لجاسر وتتزوج شخص أخر وترحل عن القرية .
كانت ليلة مشؤمة على العائلة حيك فها الكثر من المكائد ودفنت كثير من الأسرار لا يعلم أحد هل ستكشف في أحد الأيام أم ستبقى مدفونة وترحل مع العالمين بها تلك الليلة غيرت حياتي وهناك فقدتها لم اعد املكها كيف ذلك وقد نهضت بعد شهور في مكان أخر حيث كنت بالمشفى في المدينة وبرفقتي ذاك الشخص الذي يدعى صالح عدوها اللدود الآن برغم من أنه هو من أنقذها .
نهضت متكاسلة ومرهقة بسبب ذاك الماضي تتوق لأن تنتهي الحكاية تتوق للنهاية اجفلها صوته
- ماذا تفعلين هنا درّه
ضحكت بحزن لتقول – الماضي
قال فرانك بحزن – سينتهي كل ذلك قريبا
قالت بسخرية – أنا أقول ذلك منذ عشرون عاماً وإلى الآن لم يأتي هذا القريباً
تركته لتخرج نحو الشاطئ من جديد مكانها المفضل وهي تتمنى أن تعود فقد تعود هناك عشرون عاماً أمضتهم بعيداً عن كل شيء عشرون عاماً تتخل ما قد حصل من تغيرات هناك وكم هذا الأمر بات يرهقها مؤخرا قربها من رواد يتعبها يذكرها بابنها بجاسر وتفكر دائما ماذا حصل لجاسر بعدما سقط عن ذاك الجرف لكن تشعر به ما زال على قيد الحياة لا تعلم كيف لكن مؤكد ما زال فلو مات لكانت تبعته منذ زمن بعيد قلب الأم دليلها وقلبها لم يخنها أبدا لا بل خانها عندما ظنت أن عزام هو من سيحميها لكن ليست بحاجة لأحد من الرجال هي ستنتقم منهم بنفسها ستأخذ بثأرها وثأر عمتها والنهاية لم يعد عليها سوى القليل .
* * * *
هبطت السلالم بهدوء وحفيف فستانها الطويل يصل لمسامعه أزرق نيلي انسيابي عاري الأكمام منثور على صدره نجوم فضية ينسدل بنعومة وتركت خصلات شعرها الذهبية مموجة وتجمعه على كتفها الأيمن بشكل جميل مثبتة بمشبك فضي مرفص بفصوص زرقاء غامقة ويظهر ظهرها بشكل عاري اما وجهها جميل رائع تضع أحمر شفاه فاقع يجذب النظر وكحل أسود غامق وظلال زرقاء غامقة ظهرت قمة في الجمال وتلك الأقراط الفضية الرفيعة تنتهي بنوج صغيرة تلامس نهاية عنقها .
لم يعلم كم لزمه من الوقت ليتامل ذاك الجمال المبهر امامه رفعت نظرها يغرق بعينيها اللتان تبدوان غامقتان لاول مرة وتنظر نحوه بسخرية وصلت إليه ونظراتها الباردة تحيط به تتأمل قامته الفارعة وبذلته الكحلية وقميصه الأبيض وتلك رباطة العنق المقلمة بالابيض والحكلي كانت صدفة أن يرتديان ذات الألوان رفعت يدها نحوه بسخرية ليلتقطها حو بمكر ويقبل أناملها الناعمة ويتأمل أظافرها المطلية بالون أحمر مشابة للون شفتيها وتلك الأسوارة الماسية الناعمة تحيط بمعصمها حثها لتسير بجوارها ليصلا حيث الحدقة الخلفية للقصر الرائع وتلك الموسيقى الحالمة تبعث وهما يسيرا بتناغم معها وبتلات الورود الحمراء تحيط بهما من كل مكان .
وصلا إلى مكانهما المعد ليركع هو امامها بحركة فاجئتها ويعرض عليها خاتم الخطوبة تصميم ناعم وراقي صف من الماس يتوسطه ماسه نيلية اللون تماثل لون عينينا الآن ألبها أياه بخفه بعدما مدت يدها اليمنى له ليقبل يدها ثم جبينها ويحيط بخصرها ويقربها منه يبتسمان والمصورين يلتقطون لهما صور بأوضاع مختلفة .
جلست غروب من بعيد تراقبهما وهي تتحسر على غرام واضح جدا بإنها مرغمة عينينها باردتين كالماس الذي يقيدها هي وحيدة هنا ريم رفضت الحضور ورواد مختفي عن الأنظار وهي حضرت لتلبي رغبة شاهر الذي ساعدها تقدمت منهما وهي تسير بهدوء ترتدي فستان أسود طويل مغطى بطبقة من الشيفون وحجاب باللون الأسود والأبيض وجكيت من الشيفون الثقيل المبطن موشح باللونين الابيض والاسود
وقفت امامها تبارك لهما ببرود وهي تحتضن غرام – مبارك حبيبتي
قالت غرام بسخرية – شكرا لك
قال صوت ساخر من خلفها – عقبال أن تباركان لنا بحفل زواجنا
شعرت بشلل يتسلل إلى جسدها لتلتفت نحوه وترمقه بسخرية ...
وابكي على من لم يمنح لقدري قيمةً واشكي همي لمن شاركهم جرمهم المشهود
وأحن لطيف لطيفٍ عابرٍ كان يقف امام من يماثلهم الأن بإفعالهم
انتهى الفصل العاشر
|