كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: رواية .. قلوب يخضعها الحب .. بقلم .. سيمفونية الحنين .. الفصل الثامن
الفصل التاسع
الحزن يكسوني والفرح يلوح لي من بعيد ليرسم ابتسامة متفائلة على ثغري وأنا أحاول جاهدةً أن أصله واتمسك به لكن سرعان ما يخذلني ويلوذ بالفراف .
نهضت من سبات عميق اشعر بحزن كبير يثقل قلبي ويأس يغشي عينّي , مرهقة جدا أنا , وجدت بجواري ريم ولم تحدثني لأتجاهل الأمر لا أريد ان احدث أحد ولا أقابل أحد أفضل أن أكون بعزلة عن الجميع .
خرجت من المستشفى وعدت لشقتنا ريم لم تفارقني برغم أنها تتجاهل الحديث معي ويبدوا أنها منزعجة مني لم اهتم للأمر ما فيها يكفيها لا قدرة لها على مواجه أحد .
وبعد أيام قرع الجرس توجهت ريم لفتح الباب وهي ترحب بإحد ما لم اهتم لانهض واتفقد الحاضرين لكن صوت انشلني وجعلني اقفز من مكاني كالمجنونة واسرع نحوه هو أمانيو سندي طالما كان كذلك حياتي بأسرها كم اشتقت إليه وكم علمت أن الحياة دونه مستحيلة كيف لا وهو أبي شمس الحياة وضيائها , أسرعت نحوه احتضنه بشوق والدموع تغشي عيني تمنعني عن رؤية طلته المهبة الحنونة , أحطت عنقة بذراعيه أبكي دون قيود فقدت القدرة بالتحكم بذاتي مرهقة أنا جدا ولن أجد أحد قادرٌ على فهمي كوالدي , أما هو لم يصدق أنه وصل إلى أبنته اخيرا وها هو يضمها من جديد قلبه أنبئه أنها تشكو من أمر ما منذ أن علم أن عامر يقطن على ذات الأرض معها وهو لم يشعر بالراحة ذاك الشاب برغم من أنه يحب أبنته لكن يجرحها دون ان يفقه أن جراحه غائرة وفتاتة ليست بتلك القوة لتحتمل جرح حبيبها فالحب يضعفها ويكسرها وهو لن يدعه يفعل ذلك .
اقتربت سلمى من ابنتها المنهارة منذ البداية وهي معارضة لهذا العقد بينهما هي خير مثال عن الزواج في سن مبكره وتعلم الآن ما تعاني منه صغيرتها عامر الآن شاب يطمح لبناء مستقبل مبهر ولن يدع أحد يعوق مخططاته حتى لو كانت خطيبته سيكون بخيلٌ عليها جدا بمشاعره , ابعدتها عن زوجها لتحتضنها هي تهدهدها يبدو أن غروب تحملت كثيرا لتنهار بهذه الطريقة .
شعرت بشخص أخر يحتضنها ورائحتها داهمت رئتيها هي أمي لا يمكن من أين ظهرت تشبثت بها وهي نادمة لأنها ابتعدت عنها بمحض أرادتها ليتها لازمت بلادها لكان أفضل مما تعانيه الآن من قهر وحزن .
أخيرا جلست غروب بهدوء تجفف دموعها وما زالت بين أحضان والدتها قالت تحاول أن تبدد هذا الحزن
- سأمضي وقت دراستك هنا حبيبتي ولن اتركك بعد الآن
نظر زوجها نحوها بصدمة لم يتوقع أن تعرض هذا العرض يعلم مدى تعلقها بعملها لكن يبدو أنها تغيرت حقا وبدأت تفكر بأولوياتها فأطفالها أهم لكن هو
قالت وهي تقرأ ما يجول بداخله – سنمضي الأجازات معك حبيبي لا تقلق لن اتركك لوقت طويل
ضحك برزانه لتحضر ريم تقدم لهم الضيافة وتجلس بمقعد بعيد عنه قليلا قال ناصر – كيف حالك بنيتي ؟
أجابته بهدوء – بخير الحمد لله
ابتسم بحنان لها يشعر بالحزن على حالها بعدما أطلعه والده على تلك المشكلة التي حصلت بالماضي وابعدت هذه الفتاة عن أحضان والدها .
قال بهدوء وهو يحاول أن يفعل شيٌْ ما من أجل ناصر – والدك يبلغك سلامه
نظرت نحوه بريبة ليتبع – تعلمين ناصر جاري وتعددت اللقائات فيما بيننا وأخبرني كم هو مشتاق إليك
شعرت بالدموع تترقرق بين مقلتيها والدها من جرحته كثيرا ولم توانى عن اعلان العصيان مراراً وتكراراً كم حي خجلة منه وكم تتوق لتعود إلى أحضانه هل يمكن ذلك ؟ هل تستطيع أن تحظى به من جديد وتعود مدللته ؟
قررت أن تستعلم عنه لتقول – وأنا أيضاً اشتقت إليه كثيرا وكم أتمنى أن أراه
حاول أن يخفي دهشته ليقول بسعادة – وهو أيضا يتمنى ذلك أخبرني قبل أن أسافر أن اعتني بك جيدا
تدافعت الكلمات من ثغرها – أريده هو فقط من يحميني ولا أريد سواه
هذه المرة غروب نظرت نحوها بدهشة تعلم تردي العلاقة بينها وبين ولادها وكذلك أيمن لذلك سارع بأن يستغل الفرصة لا يريدها ان تعود عن كلماتها وتفكر بما قالتها قبل لحظات اتصل بناصر ليجيب ذاك الأخر بخوف ويطمئنه أيمن بهدوء ثم أخبره أن هناك من يرغب التحدث معه , منح الهاتف النقال لريم لتمسكه بتردد تخشى رد فعل والدها وفي ذات الوقت تعلم أنه لن يردها أبدا ولن يرفضها وذراعيه مشرعةٌ لها في إي وقت
قالت بتردد وهي تبتعد عنه – أبي
اطربت دقات قلبه لم يتصور يوماً أن تعود وتحدثه بمحض أرادتها وتناديه بإبي كما كانت تفعل بالسابق هل يمكن أن تكون ابنته عادت لما كانت عليه سابقا مدللته الحبيبة ملكة قلبه ؟
قال بتوجس – ابنتي ريم
سالمت دموعها الحبيسة بحزن لتقول بضعف لم تشهده منذ زمن – اشتقت إليك أبي
ترقرقت الدموع في عينيه ليقول بحنان أبوي – وأنا أيضا صغيرتي آميرتي الصغيرة لا تعلمين كيف الحياة جحيماً دون وجودك وكم افتقرت لدلالك فقيرٌ أنا دون طفلتي الصغيرة .
انهارت بالبكاء ووالدها يخبرها عن شوقه لها وكم رافقته أيامها وذكرياتها الثمينة على قلبه لتخبره هي ما عانته بدونه دون تحفظ افرغت قلبها المثقل بالهموم لتطلعه على كل لحظة كانت تؤلمها ولم تعلم أنها تشكو رواد لوالدها وكأنها تنتظر انا يأخذ حقها منه , تحدثت كثيرا وكأن ذاك الجفاء الذي امتدت لسنوات لم يكون أما استمع إليها بسعادة وحزن لحالها لم تعد تلك الفتاة المشعة بالفرح الحزن يغمرها ويبدو أن رواد يحوز على جزء كبير من حياتها هي تتحدث عنه فقط وهي لا تعي ذلك تشكو إليه أفعاله وتغيره وتطلعه على السبب الذي دفعها لتبتعد عنه لم يلومها فلو علم رواد بذاك السبب سيحرق الدنيا وما فيها إي جنون دفع صالح ليفعل ما فعله بابنه برغم أنه شاكر له فلولاه لكانت أبنته الآن بين الأموات .
شعرت غروب بالسعادة من أجل ريم يبدو أن ذاك الجليد انصهر أخيرا بينهما تعلم الآن ما شعور ريم فهي كانت بموقف ممثال من قبل وكذلك أيمن الذي لم يخفي سعادته فهو سبب لما يحصل الآن من جمع بين أب وابنته .
* * * *
وضعت قالب الحلوى بعدما انتهت من صنعه أخيرا لتقطعه وتأخذ منه قطعة تتلذلذ بمذاقها وتلتقط قطعة من الكيوي تتبع قطعة الحلو لتشعر بمذاقها الحامض الاسع بعد المذاق الحلو أصحبت تفضل الحمضيات مع تناول الحلوات ذاك المزيج الذي يجمع بين المتناقضين يعجبها لا تنكر أن طوال المدة المنصرة منذ علمت بزواجها الغريب وهي تنغمس بصنع الحلويات تهرب من الواقع لهذا العالم الصغير وما يساعدها أنها لا تقابل أحد منقطعة عن الكل ليس هناك احد سوى قاسم الذي يتجاهلها في أغلب الوقت يبدو أن هناك ما يشغل ذهنه لكن هي لم تعد تكترث ترغب بحياة طبيعية خالية من التعقيد .
باغتها وهو يمسك بيدها يحول مسار الشوكة نحو فمه وهو يقف خلفها ظهرها ملاسق لصدره ارتجفت بقوة أثر حركته المفاجئة لم تستطع أن تتحرك من مكانها وهو يرخي ثقنه على كتفها يتمتع بمذاق الحلوى الغريب لديه ليهمس بأذنها – مذاقها يشبهك حلو ولاذع بالوقت ذاته
شعرت بقشعريرة تنتاب جسدها بأكمله مخدرة هي بكاملها بسبب ما يثيره بداخلها إلى متى ستمنع ذاك الحب الكبير الذي يستحكم قلبها من الظهور والانجراف خلفه
حاولت ان تعود لتتحكم بنفسها لتبعده عنها بهدوء وتقول – ماذا هناك قاسم
قال بخبث بات يرافقه كثيرا مؤخراً – أنت زوجتي
حركت برأسها توافقه ليردف – أريدك أنت
قالت وهي ترتجف من وقع الكلمة على نفسها – بإي طريقة تريدني ؟
نظر نحوها بتردد يقول بهدوء – ماذا تقصدين ؟
قالت وهي ترتجف بشكل غريب وكلماته الماضة تعيد نفسها على مسامعها لتذكرها بما هي عليه
- أنا ألماس قاسم ولست إي كانت من قبل كما أنني لست ريتا بإي صفة تريدني ولما تريدني لتنتقم أم لأنك تريدني لذاتي ؟
نظر نحوها بغضب بغبائها وعنادها ذكرته بما مضى كان يقصد أنه يريدها فذاك حقه هو زوجها الآن لكن احتار حقا من يريد لكن واثق أنه يرغب بتلك الفتاة الخجولة التي ذابت بين يديه وتلك الثائرة التي لا ترضخ بسهولة وتلك التي تحميه وتقذف نفسها أمامه وتلك العنيدة التي لا ترضخ لمشاعرها بسهولة وإلى من تعشق صنع الحلوى وتتعلق بها من أجل ذكرى والدها لتبقى هي الرابط بينهما , يردهنّ كلهنّ معن ولن يتنازل عن أحدهنّ لكن مهلا ريتا تلك الفتاة النقية أجمل قلبه عرفه قست نظراته وهي تتابع ذلك ليقول بحدة خرجت رغماً عنه
- لن تكوني مثلها أبدا فشتان ما بينكما
عاد ليقذفها بكلماته الجارحة من جديد منذ زمن لم يفعل ذلك حتى نسيت كم وقعها مؤلم على قلبها العاشقة بطبيعتها تغار على من تحبه حتى لو لم يكن يكن لها شيء ولا يوجد رابط يجمعهما معا كيف لو أصبحت زوجته الآن وهو ما زال يحب فتاة أخرى ميته والمصيبة أنها أختها هي وتحبها بجنون لكن لو أخبرته أن خداعها هذا كان بسبب ما حصل لأختها ولتنتقم منهم ونجحت بذلك هل سيصدقها ؟
ابتعدت عنه تحمل طبق الحلوى تضعه بالبراد ليوقفها ويصرخ – لا تتجاهليني ألماس
قالت بحنق – كيف تريدني ولا حياة تجمعنا معا نحن لا نصلح لنكون سويا وأنت زدت الأمور تعقيداً بزواجك مني دون أرادتي
قال بسخرية – حقا وهل أنت معارضة لزواج الى هذه اللحظة لا يبدو ذلك أعلم جيداً بأنك تحبيني يكفي رد فعل جسدك ما ان أقترب منك ثم انت لا تستسلمي لتحاربي ما ترفضينه ولا تقلقي لن نستمر معاً اعلم جيداً انك لا تصليحين سوى لفترة مؤقته وبعد سأحصل على من تستحقني حقا وأقصيكي عن حياتي
لم تحتمل اهاناته لتقذفة بالأواني المتسخة التي أمامها وتصرخ بحنق
- أنت لا ترى سوى ما فعلته أنا وأنت الملاك أخرج من هنا قبل أن اقتلك ولا تشك بإني لن افعلها فقد فعلتها سابقاً أخرج
حاول أن يتجنب القذائف التي تلقيها بتجاهه وهو يكبت ضحكته لا يعلم لما يعشقها وهي ثائرة هكذا وكيف لها سلطة لتغر مزاجه بثوان – أهدئي حبيبتي حسنا لن اتزوج بأخرى الآن سأعطف عليك واتركك زوجتي واحتملك و...
قاطعه وعاء معدني ألتصق بجبهته نظرت نحوه بنصر ووجها متورد من الغضب وعينيها الشرستين تبرقان بوعيد وشعرها الذهبي مشعث بكل مكان وقميصها فكت أزراره العلوية ليظهر نحرها بوضوح أمامه
لم يمنع نفسها لا قدرة له على ذلك فاتنة هي وجذابة لأبعد حد اسرع نحوها أما هي خشيت أنه سيعاقبها على فعلته لم تكن تعلم بإنه منجذب إليها ويتوجه نحوها ليمسك بوجها بكلتا يديه ينهال عليها بالقبل وهي مدهوشة من تحوله خلال لحظات وسرعان ما استسلمت أمامه مندفعة معه بتلك العاصفة الوردية التي تلفهما معاً وكل منهما يمنح نفسه استراحة من تلك الضغوط التي تحيط بهما وتركان مساحة صغيرة ليتنفس ذاك الحب الكبر قبل أن يختنق لا يعلما كيف وصلا لحجرة النوم وما حصل بعد ذلك يكفي ان كل منهما يقضي لحظة مسروقة من الزمن برفقة من سلمه قلبه للأبد ربما بعدما ينهضا من هذه العاصفة لن تعود الأمور لنصابها كالسابق لكن لن يفكرا بذلك الآن الوقت أمامها طويل ليفعلا ذلك لاحقا .
* * * *
|