كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: رواية .. قلوب يخضعها الحب .. بقلم .. سيمفونية الحنين .. الفصل الحادي و العشرون
الفصل الثاني والعشرون
الحياة كلمة اختصرها بوجوك فلا تحرمني هذا الوجود
دونك تنعدم جاذبيتي أفقد أرضي وحدودي واتوه بين الملكوت
أين تكون الحياة وأنت مفقود
هل انقب عنك بين المرجان أم أحلق عاليةً أسأل فضاءً يحوي الأجرام
يا من هديته الروح ذات يوم أعد لي حياتي
ويا من أطفأت نيران غضبه ذات اليوم أنت بها تكويني
يا حباً منحته ولهاً مندلعاً أرح فؤادي
عسى الله أن يجازيك خيرا بما فعلته بي
غروب ما زالت تجلس بخوف ليفتح الباب فجأة عادت للخلف والقيد الذي بيديها يكبلها لتجد الحارس يلقي شخصاً ما على الأرض أمامها
صرخت بخوف وهي تخشى من القادم ليرفع هذا الشخص الغامض رأسه وضوء القمر المتسرب من النافذة عليه يظهر الكدمات التي تملئ وجهه ويقول بصوت مرهق وسخرية مرحة - كيف حالك شمس الأصيل
ماذا هل وفيت بوعدي لك ِ
شهقت بفرح وهي تقول بسعادة رغم كل ما يحيط بها - عامر
ليقع راسه على الأرض فاقد الوعي
نظرت إليه بذهول وهي تقترب منه بخوف رغم الحبال التي تكبلها وتناديه بخوف عليه -عامر أفيق ارجوك عامر عامر
لكنه لم يستجب جلست بجواره تحاول أن ترفع رأسه الملقى على الأرض بيديها المكبلتين لتمتلأ عينيها بالدموع وصوتها يختنق بعبراتها المتدافعة - عامر أيها المجنون لا تتركني افيق
لم يستجب لتسحب رأسه وتضعه في حجرها وتتفجر سيول دموعها - عامر ارجوك أفيق لن ازعجك مجددا اعدك لكن افيق
لم تجد منه أي استجابة لتحاول أن تفطر بطريقة تجعله يفيق بحثت حولها لكنها لم تجد لاح في في ذهنها فكرةغبية قبلة الحياة كما يسمونها ليقع نظرها على الأرض وتبتسم وقد وجدت الحل !
****
تسلل شخص واحد تلو الأخر نحو المكان المقصود ليجتمع بذاك المكان سيزار ووضاح وهشام ثم فرانك وقاسم ودره بقي هناك شخصٌ واحد لم يأتي بعد نظر فرانك بريبة لقد وضع قاسم مكانه وكان على دره أن تتخذ مكانها لكن لم تفعل سيزار يحتل مكانه ووضاح كذلك ولم يدعه لهشام ما الذي يدور هنا
أما سيزار ينتظر قدوم شاهر هو يعتمد على وجوده في هذه المرحلة فلما لا يحضر نظرت درّه للخلف هي متأكده من أنه سياتي لقد وعدها هو من زرع الأمل بداخلها حتى تنتهي من كل هذه البلبلة
****
وجدت ضالتها أمامها حقيبتها التي لم يأخذومنها منها فقد اكتفو بهاتفها الذي كان بيدها ، اسرعت لحقيبتها لتخرج علبة ماء لم تحتسي منها سوى القليل لتعود إليه وتعيد رأسه إلى حجرها وتسكب القليل على وجهه لينهض فزعا سمت عليه لتقول بخفوف - هل أنت بخير عامر
يشعر بالخدر يشل جسده فقد أبرحوه ضربا وهو لم يقاومهم كثيرا حتى لا يعلموا مدى قوته فما توصل إليه انهم يجهلون انه العميل الذي قام بإنها الخلية الإرهابية بالماضي بالطبع هم لن يستطيعوا التوصل لاعمالهم الغاية بالسريه ، نظر نحوها بسعادة وهو يراها أمامه متعبة مرهقة وتبدو انها امضت وقتا عصيبا تأمل وجهها المحتقن من البكاء ليقول بألم بسبب كدماته ويحاول الابتسام بوجهها ليطمئنها - أنا بخير غروب
سالت دموعها من جديد لتقول بسعادة - خفت عليك أيها الأحمق ما الذي فعلته بنفسك
اقترب منها اكثر لتلاحظ انه مقيد حاله حالها قال بحب
- وعدتك ان استعيد ثقتك بي غروبي وسأفعل
شهقت بدهشة وهي تثني ركبتيها وتضع يديها المقيدتين عليهما - تفعل بنفسك ذلك لتستعيد ثقتي هل جننت يا غبي ماذا لو حصل لك شي ما ماذا لو قتلوك كيف احيا أنا بعذاب الضمير بعد ذلك اخبرني ها
اقترب منها وكلماتها الغاضبة تطرب أذنيه هل يخبرها كم اشتاق للزمرد المشتعل في عينيها ام كم يطوق لتلك النبرة الحادة التي تبعث الهشوة بين أوردته أم تلك الوجنتين اللتان تحتقنان فتصبحان اشبه بحبات الفرولة يشتهي قضمها بتروي ام شفتيها التان تخرج اي رجل عن تعقله ليصبح اسيرهما للأبد لاحظت نظراته المغوية لتشعر بالتوتر وتخفظ عيناها عن عينيه الجريئة وتقول بتشتت - ما بك عامر
ابتسم ليقول بمكر - أتأمل حبيبتي
قالت بحدة - عامر هذا ليس وقتك هل فقدت رشدك
ضحك بصوت صاخب لتنظر إليه بذهول وتقول - مجنون
تخافتت ضحكته بألم من تلك الكدمات ليقول بمرح - هل منع علي التغزل بك
أجابت بحدة - عامر أنت لا تختار الوقت المناسب أبدا يا رجل كم لبثت على ذمتك اكثر من نصف عام كم مرة غازلتني خلالها ربما ثلاث أو أربع مرات ومنذ أن انفصلنا وأنت تمطرني بكلمات الغزل ما هذا الانفصام الذي تعانيه ويا ليت أننا في مكان رومانسي ننظر للسماء والنجوم ونسيم الليل يداعبنا حتى اقول ان الرجل يفقد عقله بسبب ذلك وابرر لك بل أننا مخطوفان في مكان مجهول وربما لا أحد يعلم بذلك والله اعلم نخرج من هنا على قيد الحياة أم لا
عاد ليضحك من جديد لتصرخ- أف منك يا عامر هل ألقي نكته أم ماذا
قال بمرح - وجودك يسعدني حبيبتي
ضيقت عينيها وهي تخشى أن تندفع خلف مشاعرها هذا الرجل لا يؤتمن في وضع كهذا ربما أثر عليه الضرب الذي تلقاه
قالت بسخرية - هل دماغك بخير عامر ألا تعاني من ارتجاج في الدماغ
ابتسم بمرح - حبيبتي اصبحت تكثرين المزاح ماذا حل بك
قالت بسخرية - مثل ما حل بك وتوقف عن قول حبيبتي يا اخي حلمت شهور بإن تنطقها وفعلتها مرة يتيمة والآن رددتها اكثر من ثلاث مرات في خلال دقائق
قال بخبث وهو يقترب منها اكثر ويرمي كل تعقله خلفه - لم أكن اعلم أنك تنتظرين مني كل هذا لما لم تصارحينني من قبل بذلك حبيبتي
قالت بحدة - هل أنا مجردة من الحياء لاقول لك غازلني أم أقول اتمنى ان تقول ربع الكلام الذي يغازلني به المارة
شعت عينيه بغضب وهو لأول مرة يفكر بما قد يقوله لها المارة حقا وتذكر ما سمعه من غزل الشبان الفاحش للفتايات المارات حتى لو كانت الفتاة محتشمه وتسير باحترام فذاك الكلام يطولها ايضا
قال بحدة - وكيف تسمحين لنفسك بالتفكير بغزلهم الفاحش عديم الحياء وتريدين مني أن اغازلك مثلهم هل فقدت عقلك غروب
نظرت إليه بدهشة لتضحك بعدها بمرح - نعم الآن تأكدت أن دماغك بخير هذا عامر الذي اعرفه لا يفقه شيء سوى الصراخ
تبخر غضبه ليعود ويبتسم بمكر ويقول - أنت تظلمينني حبيبتي مين يسمعك يظن أنني لم اغازلك قط ولم اقترب منك قط ألا تذكرين لقاءنا الأول وأنا احملك بين ذراعي وشعرك ذاك الذهبي يحيطني من كل اتجاه رائحته علقت بي لأيام غروبي شمس أنتي حياتي بأكملها انظري ماذا افعل من اجلك لو علم صالح لقتلني من فوره
قالت ساخطة - في المكان الذي كان عليك أن تنقذني منه وكان بمقدورك ذلك لم تفعل والمكان الذي عليك ان لا تقترب وتفكر بتعقل وتستدعي الشرطة تأتي لوحدك يا غبي متى ستتعلم التصرف بما يناسب المكان والزمان
تضّجر منها بملل - انت يا ناكرة الجميل هذا وأنا وضعت سلاح في يدك ثم ألن تنسي أبدا أنظري أنا هنا أونس وحشتك بدل أن تمضي ليلة بأكلها لوحدك ثم أنا اعلم بما افعله منك من قال أن ليس لدي خطه لكن علينا أن ننتظر لغد حتى لا نعلق بالمشاكل
صممت وذاك افضل لها لا تريد نقاشه شعرت بألم في ظهرها بسبب انحناءها لتحاول الوقف ونجحت بذلك لتتلفت حولها لا يوجد سوى نافذة خشبية اقتربت منها لتجد أنهم في الطابق الثالث واسفل البناء أشجار شامخة شعرت بالخوف من منظرها الموحش وتلك الفروع المعرية من الأوراق تعانق الظلام شعرت باقتراب عامر من خلفها ليقف وصدره يكاد يلامس ظهرها ويهمس لها يطمئنها - لا تقلقي سأخرجك من هنا غروب ثقي بي
قالت بخوف - إن شاء الله عامر إن شاء الله لا تؤكد من عندك حتى لو كنت تضع خطة دون ارادت الله لن نخرج
اردف بخفوت - والنعم بالله لكن توقفي عن القلق ولنفكر بطريقة نفك بها هذه الحبال
ألتفتت إليه لتصبح مقابلة له - وينظر إليها وعينيه تبرقان بحب ظهر من العدم لتردف - أليس هناك ما تحمله يساعدك على ذلك
قال بحدة - لا لقد جردوني من كل شيء الأوغاد وأنت ألا تملكين ما قد يساعدنا
قالت بتفكير - لا أظن حتى حقيبتي صغيرة ولم احمل فيها سوى زجاج الماء وهاتفي والنقود وأوراقي وليس هناك ما قد يساعد
صمت يفكر ليقول - هل تجمعين شعرك بتلك الدبابيس النحاسية
قالت بتردد وهي تنظ إليه - أجل وماذا قد تفيد
قال بمكر - أسنانها حادة قليلا وقد تساعد بتقطيع الحبال أو على الأقل تقليل التماسك بينها ليسهل حلها
رفعت يديها تحاول أن تنزع الدبوس من اسفل قبعتها ولم تستطع ذلك
قال بمرح - ألتفتي حتى انزعه أنا
ألتفتت بخوف وهو يقترب منها يرفع يديه بتروي ويقترب من قبعتها ليزيلها ووجد امامه ذاك ابدوس لينزعه ويسدل شعرها الذي يعشقه , داهمته رائحته العطرة كتم انفاسه وهو يحاول السيطر على نفسه ليبتعد عنها ويقول بنبرة لم يستطع أن يجعلها طبيعيه - ألتفتي
ألتفتت ليمسك يديها ويدخل الطرف الحاد من الدبوس بين عقدة الحبال ويحاول أن يبعدهما عن بعضهما لينجح بذلك وينزع الحبال عنها
قال بمرح - والآن دورك هيا أنت ازيليها بيديك
فعلت ذلك بسهولة فيديها حرتان
دلكت مكان الحبال فقد المها كثيرا لتنظر حولها وتقول بتردد - وماذا سنفعل الآن لا نستطيع ان نهرب من النافذة
قال بهدوء - من الأعلى
نظرت إليه بدهشة لتقول بحدة - ماذا
قال بحزم - أنظري للأعلى هناك فتحة ليست ظاهرة لكن ضوء القمر المتسلل والذي ينير قليلا من المكان يكشف أمرها سنهرب عن ريقها ونصعد للسطح ثم عن طريق سلالم الطوارئ فوالتي هي في الجهة الخلفية من المبنا
قالت بمرح - فكرة رائعة هيا
قال بهدوء - يا فتاة ليس اليوم بل الغد حتى نمسك بالمجرمين
قالت بحدة - وكيف تمسك بالمجرمين وأنت هنا
قال بمرح - ليس أنا بل رواد وقاسم هما من سيفعلان ذلك رواد علم الكثير من الامور وقال انه اكتشف حقيقة شخص سوف يساعدنا
قالت بحدة - عامر ما بك انا لا اعلم ما الذي تحدث عنه من هؤلاء
ضحك بمرح ليقول - لا تتعبي نفسك نسيت أنك امتثلتي لأوامري مرة واحدة وابتعتدي عن ما لا يعنيكيِ
قالت بضجر - ماذا سنفعل حتى الغد
أجاب بمكر - لما لا نخطط لمستقبلنا
قالت بحدة - نخرج اولا ثم نفعل ذلك ،عادت لتكمل وأي مستقبل تقصده عامر لم يعد هناك ما يجمعنا
اقترب منها اكثر وهو ينظر لعينيها بعمق - هل حقا لم يعد هناك مستقبل يجمعنا غروب ، هل تلاشى كل ما جمعنا يوما ما وما زال يجمعنا ، عزيزتي هل تظنين حقا انه يمكن أن نفترق يوما ما ؟
أجابت بتوتر وهي تبتعد عنه تنظر لنافذه لتظهر بطلة ساحرة وضوء القامر يحيطها بهالته الساحرة - لم اعد أثق بشيء عامر اجهل ما تخفيه الايام القادمة لذا لا تسألني الآن عما يمكن أن يحصل لأنني لا افكر بالارتباط حاليا لن اعيد تلك الكرة مرة أخرى لقد تعلمت من تجربتي رغم أن والدتي حذرتني من هذا الامر لكن كل شخص يتعلم من تجربته لذلكها أنا اتعلم من تجربتي حملت لقب مطلقة وأنا ما زلت في السابعة عشر اجهل كثير من الامور من بعمري الآن يحيون اجمل ايام حياتهم وأنا ما حالي عامر حقا سأمت أنا لا اعترض على قدري فهذا ما هو مقدر لي لكن اسخط على الامور المخيرة فيها وانا اختار ما يعارض مصلحتي لذلك بعد الآن سوف اكرس وقتي لمستقبلي سأنهي دراستي هنا واعود ولن اتعب عائلتي بقراراتي المتهورة والمتسرعة بسبب قلبي الأحمق سأفكر بتعقل وتروي وبعد خروجي من هذا المكان سالمة إذا شاء الله أمضي نحو ما خططت له لمستقبلي
قال عامر ببرود وهو يحاول تجاهل جمالها الأخاذ - أذا انت تعلنين انفصالك عني غروب
قالت بهدوء - عامر لنخرج من هنا ونتحدث بعد ذلك بهدوء
قال ببرود - لننال قسطاً من الراحة ونخلد لنوم لبضع ساعات حتى نستعد للغد
تنهدت بهدوء لتقول - وأين ننام سيد عامر
جلس على الأرض ليسند ظهره على الحائط ويقول - افعلي مثلي
اقتربت لتجلس قريبا منه لتسند ظهرها على الحائط وتنظر إليه خلة لتجده أغمض عينيه
|