كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: رواية .. قلوب يخضعها الحب .. بقلم .. سيمفونية الحنين .. الفصل التاسع عشر ج2
الفصل العشرون
كيف يبدأ عمر جديد في حياتي لحظة أن تقع عيني عليك لتأسرني بك وتكبل قلبي اللاهف خلفك يا شوقي ألن تكتفي بما فعله وما سيفعله وتعود في كل مرة ترفع رايات الأمل لينكسها هو وينهي العمر بنقطة ويبدأ عمرٌ أخر بسطر جديد .
أشرقت الشمس متسللة أشعتها المنعشة لتسقط على تلك الحورية الصغيرة المتقوقعة على الكرسي وغطاء خفيف يغطيها تأملها لينقاد أليها عينيه تلتهمان تفصيلها الصغيرة قبل الكبيرة , جلس على طرف السرير بجوار جنى لتكون غروب مقابلة له يبدو أنها مرهق جدا فهي لم تشعر بوجوده , عينيه تتفتل على وجهها لتعودان منقادتان حيث شفتيها ليضغط على شفتيه بقوة يمنع نفسه من لحظ تهور تقوده للهلاك , جهل من لبث من وقت وهو يراقبها حتى شعر بمن يهز يده ليلتفت للخف ويجد جنى أستيقظت ونتظر نحوه بحنان
ابتسم ليقترب منها ويقبل جبينها ويهمس لها
- كيف حالك الآن
ابتسمت بمرح وما زال التعب مرسوماً على وجهها لتهمس له – عيناك ستبتلعها ما هذه النظرات الجائعة أخي
ضحك بخفوت ليقول بمرح – أصبر نفسي حتى نكون لوحدنا دون عزول
همست من جديد بألم – أتظن بإنّي لا اعلم عن طلاقكما ؟ كنتم تحاولون أن تخفو الآمر لكن علمت ذلك وانت فقط تسترق النظر أليها ولست بقادر على توجيه كلمة أليها
قال بهدوء – قدرنا يا أختي وما باليد حيلة
قالت بعتب – أنت قادر على أن تعيدها أليك عامر هي غارقة بهوك
اعترف بألم – لا أقدر عليها أختي عنفوانها لا يكسر حاولت كثيرا لكن لم أنجح لا أستيطع تجاهل ما تفعله ولا تستمع ألي ووجودها يوترني وبعدها يؤلمني ماذا أفعل !
قالت بحنان – أنت ارتكبت خطأً كبيرا عنفوان غروب لا يكسر بل يروض ها أنا امامك أنظر كيف يعاملني مؤيد
قال بسخرية – أنت لست مثلها هي متمردة ومتهورة و..
قاطعته بمرح – لا يا حبيبي هذا ما يبدو لكم أسأل المسكين مؤيد ماذا لقي مني بعض الأيام كاد يقطع شعره أتعلم أحد المرات حطمت الحجرة وما فيها ولم أدع شيءً إلا وكسرته وذاك غير غيرتي المجنونة ومرضي وأمور كثيرة أحن لتلك الأيام تصور
ضحكت بخفة لينظر بدهشة – أنتِ مستحيل لا أصدق
عادت لتضحك من جديد لتتململ غروب في مكانها وهي تشعر بإزعاج حولها فتحت عينيها بتمهل لتقعان على عامر رمشت أكثر من مرة لتجده أمامها ابتسامة عاشقة تسللت إلى شفتيها وعقلها يؤنب قلبها الاحمق أين تلك العهود والوعود التي قطعتها ألاف المرات لتخلفيها في اللحظة التالية ليجيب قلبها أجل هي خائنة لكل عهد تقطعه على نفسها أجل هي كاذبة وخائنة لنفسها لكن ليس له هو فهي عاشق له وحده دون سواه أن تستيقظ على صورته الصافية بمزاجه الرائق وضحكته الخالبة للألباب أمر لم تفكر بالحلم به لصعوبة تحقيقه والآن تجده هنا , تألقت عينيها بوميض الحب والهيام وهي تنظر نحوه بجرأه لم تعهدها ليوبخها عقلها من جديد لم يعد حلالك يا فتاة عودي لرشدك وقلبها الذي تتسارع دقاته بقوة تطالب بالحظات فقط لتحفظ صورته في عقلها قلبها يخبرها أنها لن تكون سوى له وحدة لا تستطيع أن تكون لأحد سواه ليؤنبها عقلها من جديد وكيف ذلك وكيف تعودين وانت تعلمين انه لا سثق بك لا تضحكي على نفسك لا يثق بك أبدا وأنت دائما محل شك اخرست عقلها وهي لا تملك سوى جواب واحد أحبه ويكفي وسيكفيني ولا يهمني الآن سوى هذه اللحظة
شعر بها اجل عينيها تخترقانه ليلتفت لغتة وتقع بسحري عنيها الصافيتين منذ متى ولم تكونا هكذا خضراء صافية عذبة تبعث الأنتعاش بين جلبات قلبه , وجنتيها متوهجتان بحمرة وخصلة من غرتها الشقراء تسقط على جبينها لتظهر صورتها الفاتنة , أبتسم أجل هذا ما فعله لتتسمع أبتسامتها هي ويردف بنبرة تقطر حناناً ورقة – صباح الجمال الأخضر
أحتقنت وجنتيها كيف لا وهو يغازلها هذا الشاب مجنون لاشك لتقول بخجل وصوتها خرج أبحاً ليضيف سحراً أخر أليها – صباح الخير
قالت جنى بمرح – صباح الغزل الرائق على هذا الصباح
دخل مؤيد فجأة ليتأمل جلستهم ويقول بمرح - صباح الخير
أجابوا لتقول غروب – أين كنت
قطب حاجبيه وهو يقترب منها يضع يده على جبينها ويقول – جبينك حار وصوتك بحّ تماماً لقد مرضت من جديد
ابتسمت بمرح وأردفت بتعب – لماذا تتهرب من الجواب أين كنت
قال بحزم – انهضي لأوصلك للمنزل أنت متعبة هيا وأنت من تتهربين ولن اسمح لكِ لا أريد أن تتلبسك الحمى يا ألهي أنت بحاجة لعشر تأمينات وليس واحد ليغطي نفقات مرضك
كشرت وهي تشعر بخدر في جسدها يبدو أن الحمى تقف على الباب حقا لتردف – أنت تبالغ كعادتك لا يجوز ذلك
ساعدها بالنهوض ليلاحظ أن جسدها كالجمر ليردف بحزم – هيا تعالي أولا ستأخذين حقنة خافض للحرارة
نظر إليها بقلق لتخرج برفقته قال ببرود وهو يخفي توتره بسببها – لم يسأل عنك حتى
قالت بخبث – لقد تركني قبل حضورك بدقائق وهناك مريضة يتجهز من أجل عمليتها
صمت وهي تراقبه ليقول بهدوء- ماذا ستسميان الطفل
قالت بمرح – لم نفكر باسم لصبي كنا نتمى أن يكون فتاة حتى يسميها على اسم أخته
قال بدهشة – غروب
ضحكت بتعب – لديه غيرها أثنتين بل حياة رحمها الله
****
منذ عاد للمنزل وهو يفكر بكل ما اكتشفه قرر سفره بالحال ليجتمع بعائلته ويخبرأنه سيغادر بعد ثلاث ساعات
قال والده بحزن- متى عدت لتغادر
قال بحزم – هناك ما ينتظرني وعليّ أن أغادر حالا ثم ليس هناك ما يقلق حتى الصحافة لم تعد تزعجكم جيد أن زياد نقل كل حصته باسمك وإلا كانت الدولة حجزت على كل ممتلكاته لكن ما فعله آتى بصالحكم وهو يغير كل طاقم العمال على أساس أنه أنت ويشدد أنظمة المراقبة فلم يستطع بذلك أحد أدخال أي غرض دون فحصه أو مراقبته حتى ذاك العامل الذي تسلل قام بإعطاءه المال مقابل أن يخبر وضاح أن الممنوعات بداخل مستودعاتنا وها هو ينقذنا زياد ولم يعلق أحد سواه
قال جاسر بحزم – لكن عليه أن يخرج من هناك
قال بحزم – بإذن الله لن اعود سوى وهو معي ودليل براءته بيدي لا تقلق
اردف عزام – والفتاتين ماذا ستفعلان هل ستعودان
قال بحزم – لا لقد نقلت أوراقهما إلى هنا في احد الجامعات الخاصة وستكملان هنا ولن تعودان للخارج أبدا وغرام لا تدعها تخرج تحت أي ظرف أخشى عليها من ذاك المتملق علي
قال جاسر بحزن – رغم أنه كان صديق زياد بالماضي لكن ذلك سرعان ما تغير ليصبح كجده
أجاب بحدة – لن يقترب من أحد حتى لو كان ابن خال غرام سأقتله أن حاول الاقتراب منها لقد استفزني كثيرا وبالكاد أتمالك نفسي عن قتله ذاك الحقير
قال جاسر بخبث – ما هذا يا فتى تبدو غارقا بحب تلك الفتاة
ضحك بمرح ليردف بخبث – اعشقها جدي تلك الفتاة تملكتني بطريقة غريبة لا اعلم متى حصل ذلك ولا كيف هي قدري فمن بين آلاف المسافرين سقطت بين يدي أنا لتكوني أسيرتي
قال عزام بتساءل – يبدو أنها عانت الكثير
أجاب بحزن – أجل الكثير والكثير لكن لا بأس سأعوضها حين أعود
صعد أليهنّ ليطرق باب غرام التي كانت ترتدي سروال جينز وكنزة صوفية رمادية طويلة تصل لركبتيها وتجمع شعرها على شكل جديلة فرنسية
قالت بهدوء – ادخل
دخل بهدوء لتقطع عينيها عليه وهو يرتدي سروال جينز أزرق وكنزة نيلية تظهر عرض كتفيه ويحمل سترته الجلدية على يده ووشاحه الأسود يحيط بعنقه بطريقة جذابة تأملته بإعجاب ولم تعي عينيها الصافيتين وهما تعلنان بريق أعجابها ليجذبه ويتقدم منها يجلس على طرف السرير التي تستلقي عليه ليصبح قريبا منها قال بنبرة ساحرة – صباح الغرام
أبتسامته الرائقة اجبرتها على رد مثلها واللون الأحمر يتسلل لوجنتيها لتقول بهدوء – صباح الخير شاهر
قال بخفوت – كيف حالك الآن
أجابت بهدوء – الحمدلله افضل
امسك يدها التي ما زالت مضمدة بالشاش ليرفعها لشفتيه ويقبلها بهدوء لتسري رعشة لذيذة بيدها وهي تنظر لعينيه اللتان تنظران إليها بجراءه ويقول بمكر – والآن ؟
سحبت يدها منه بخجل لتردف بمكر – على حالها لم تتغير
أقترب منها أكثر حتى أصبح يتنفس أنفاسها ليقول بخبث – له نغير المكان لتتحسني بشكل اسرع
عادت للخلف بتحفز وهي تحذرة – أياك أن تتمادى معي
قال بغرام – بالكاد أمنع نفسي عنك غرامي وجنوني
اتسعت عيناها ليردف- لو أنني جاسر الآن لأحضرت أقرب مأذون وتزوجتك بالحال لكن للأسف انا شاهر
قالت وقلبها تتسارع دقاته – لكن أنا لن أوافق هل نسيت ما فعلته بي
قال بحب – اعتذر غرام تعلمين درّه اغلى ما أملكه في حياتي أمضيت عمري أفكر بها وابحث عنها أول مرة قابلتها قلت مستحيل ان تكون هي فلا بد أن تكون بين ذراعي والدي فما الذي سيجعلها تطقع نصف العالم من اجلي وفي لحظة أخرى أجبرني قلبي المتلهف لها على كشف كتفها فطالما قالت أمي أنها ستضع ذات الوشم على كلينا ليتم تمييزنا عن الآخرين وحين رأيته تضاعف الشك وحين عدت وعلمت الحقيقة أكلني الندم ولم احتمل اتهاماتك لها وفقدت رشدي وحصل ما حصل دره فقدتها لوقت طويلا ولا أريد أن افقدها مجددا يكفي أبتعادها عني ثم صحتها ليست على ما يرام هذه الأيام
شعرت بالقلق أن يكشف ما تخفيه عنه لكن لا تستطيع أن تخبره ذاك سيشوشه أكثر لذلك قالت بحدة – وأنا ما شأني لتصب جماح غضبك عليّ هل نسيت ما مررت به أنا الأخرى
قال بهدوء – غرام أنا سأغادر بعد قليلا لأنهي كل ما حصل هناك وأعود إلى هنا للأبد وحين أعود نصلح ما حدث ونتناقش بكل شيء لكن قبل سفري أريد الأطمئنان عليك واطلب منك الاهتمام بأمر درّه حتى اعود ارجوكِ غرام
صمتت بهدوء ليردف – وجامعتك أصبحت هنا الآن لقد قمت بنقل أوراقك أنت ودرّه ولا أريد الأعتراض ذلك افضل لكلتيكما
وافقته ولم تغضب فذاك أفضل من أجل وضع درّه الذي لا تعلم ما هو حاله
شعر بالريبة ليقول – ألن تغضبي
قالت ببرود – ولما أتعب نفسي بالغضب وقد قررت ونفذت
صمت وهو يجهل برودها جوابها لم يقنعه ليردف – حاولي أن لا تخرجي من البيت كثيرا سوى للجامعة وربما أعود قبل أن يبدأ الفصل الدراسي فما زال هناك شهر حتى الآن وأهل والدتك لا تزوريهم أبدا حتى والدتك اتمنى أن تكتفي بالمكالمات وهي تعلم ظروفك والافضل أن لا تعلم عن علمك بأمر والدك
صمتت وهي بداخلها توافقه ليقترب ويقبل جبينها وويهمس لها اهتمي بنفسك واستودعك لله تعالى
ابتعد عنها ليخرج بخف وهي تتجاهل تناقض هذا الشاب يعصي ره ويبدو انه على علم كبير بالأمور الدينية أي تناقض هذا !
خرج لدرّه التي وجدها جالس شاردة الذهن على الشرفة ليقاطعها بمرح – صباح الخير أختي الجميلة
ألتفتت إليه بمحب وقد تناست الخلاف بينهما ليقبل جبينها ويجلس جوارها قالت بهدوء – لماذا مستيقظ باكرا هكذا
قال بمرح – صليت الفجر وجلست أحضر نفسي سأعود لإيطاليا لأنهي كل شيء هناك
قالت بخوف – وأذا قام أحدٌ ما بإذيتك
قال بحنان وهو يحتضنها – الله الحافظ درّه ادعي لي حتى اعود بالسلامة
دعت له لتقبل كتفه وهي تقول – لا تغب طويلا ارجوك
قال بمرح – اعترفي من أجل زوجك المبجل ربما يسبقنى حتى
قالت بحدة – لا عودا معاً ارجوك
ادرف بحزم – لا أريد توريطه عليه العود وأنا لن اعود وحدي صدقيني
قالت مستنكرة – برفقت من ستعود أذا ؟
|