كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: رواية .. قلوب يخضعها الحب .. بقلم .. سيمفونية الحنين .. الفصل التاسع عشر ج 2
الجزء الثاني من الفصل التاسع عشر
ألم تتفتح الأزهار مستقبلةُ الربيع , تتلهف إليه متشوقةً نسيمه العليل
فما بالها الآن تبكي بتلاتها الصفراء , تتساقط تباعاً تلوح بالوداع
منذ أن تحدثت بصراحة أمامهم وهو ينتظر اللحظة التي يخلي فيها فقط وهو بالكاد يحكم أعصابه وما أن انشغل كل شخص بنفسه وابتعدوا عنهم حتى قال بحدة – ما هذا الهراء الذي قلته قبل قليل ؟
قالت بهدوء – هل هناك ما هو كذب بما قالته
قال بحزم وهو يصر على أسنانه – تتحدثين عن رجلٍ آخر أمامي وبكل صراحه وأمام الجميع لم تحترمي وجودي معك ولو قليلا
قالت بسخرية – ألم تكن تعلم حقيقة ما قالته مؤيد أنت كنت شاهدا على علاقتي معه منذ البداية وشهدت نهايتها فلما تعود للقصص القديمة
قال بحدة – أنت من عدت
قاطعته بغضب – بل أنت كان واضح أن شاهر يعلم ويتجاهل الأمر بسبب وجودك لكن أنت سألته كيف علم بصداقتك أنت من أردت أن تعود لتلك النقطة وهو خجل وجاوبك وانا لن اضع نفسي محل شبهات يعلمون ان باسل كان يحبني وانا كنت كذلك وكان سيتقدم لخطبتي لكن يجهلون بإنني لم اتعدى حدودي قط معه لم اختلي به حتى لوحدنا لم احدثه لوحدنا لم ارسل له شيء وهو احترم ذلك فليس هناك ما أخجل منه
الغضب يعمي عينيه ليتقدم منها ويمسك بذراعيها بقوة ويقول – هل أنت نادمة على أمر لم تستطيعي أن تفعليه معه
قاطعته بحدة – لا لست كذلك ولم اندم على مشاعري اتجاهه لكن نادمة على أمور فعلتها معك هو لم ارتكب معه ما يخجلني لكن أن أجل سمحت لك اكثر من مرة أن تمسك بي وكنت بين أحضانك ومعك لوحدنا دون علم أحد هذا ما يخجلني تجاوزت حدودي معك انت فقط وهذا ما لم افعله مع أحد أخر يا أحمق
غضب اكثر - ماذا جنى هل ظهرت لك الحقيقة أنني لا ارضي غرورك وما فعلته بالماضي لا يستحق لذلك بدأت بالتذمرا مرارا
حقا لا تعلم هذا الأحمق كيف يفكر ألا يظهر له من حديثها أن العشق أغشى عينيها وجعلها تتبع قلبها حتى لو كانت لاحقا تحلل ما فعلته من نفسها بسبب حالتها النفسية لترتكب ما هو محرم وهو يفسر الامور على نحو اخر شعرت بألم شديد في بطنها لتقول بحدة - اصمت مؤيد لا اريد أن اسمع اكثر من هذا
قال بحدة وهو يتجاهل حالتها - بل ستستمعين عزيزي مجبورة على ذلك كما أنا مجبور على تحمل ثورات غضبك حتى تُنجبي
صرخت بحدة - أنا مجبور أذا سيد مؤيد لم أكن اعلم أنني اصبحت حملا ثقيلا عليك هكذا ولما تكلف نفسك هذا العناء ثم لا تجعل نفسك الضحية انت تتهرب دائما حتى تتجاوز ثورات غضبي كما تقول تتذرع بأختك ليل نهار مرة تسافر لها ومرة تمضي الوقت بمنزل والدك وأنا بمنزل عائلتي حتى تتهرب فقط بمّا أنت من وجدت أن كل ما فعلته لم يستحق أليس كذلك وتريد أن تجعلني مدينة لك بتحملي لا يا حبيبي هذا واجبك رغما عنك وواجبك ما فعلته منذ اقترن اسمك باسمي هذا ما يمنحني أياه الشرع أنت زوجي ومسؤولة منك افهمت
ها هما يعودان للبداية كل منهما يغضب ليصب جمام غضبه على الآخر ليردف - لا لم يكن رغما عني ان اتزوج فتاة مريضة في أي لحظة قد تموت وأنت بالفعل مدينة لي فبالأضافة لهذا كتمت سر عشقك القديم
اصبحت تتنفس بصعوبة وهي تبعد نفسها عنه لتقف بغضب وتحاول أن تتحكم بنفسها بسبب الألم الذي يتزايد لتقول
- استطيع ان ارد عليك مؤيد ولتتذكر كم سرا حفظت لك ها أسرار عائلتك لدي لكن انا لن اقول بأنك مدين لي بذلك لانني زوجتك وهذا واجبي نحوك وفعلته عن طيب خاطر وليس كما أنت الذي يبدو فعلته مكرها ثم أنت تزوجتني
بمحظ أرادتك لم أغصبك على ذلك وتذكر كم شخص تقدم لخطبتي سابقا ولا تقول أن الفضل في علاجي هو أنت فقدري أن اشفى وأن كان قصدك أن تعايرني بعلاقتي بباسل فالتحلم لان معظم من كان حولنا علموا ذلك وأذا كان بقاءك بجواري سيمنحك فرصة لتطالبني برد الجميل مستقبلا فلا اريد أن امنحك ذلك ولنتطلق سيكون ذلك أفضل
نهض بغضب ليصرخ بها - تطالبين بلطلاق وأنت حامل بابني هل جننتي
انهارت على الأرض بسبب الألم لتطلق صرخة برغم عنها وقد احتملت الألم لوقت طويل ليصرخ بهلع
- جنى ماذا حصل هل أنت بخير جنى
قالت بألم - أغرب ان وجهي كله بسببك
قال بهدوء - اهدئي حسنا حبيبتي ما الذي يؤلمك اخبريني
نظرت إليه بحقد لتصرخ - لا تقل حبيبتي اقتلك مؤيد هل تذكرت الآن بإنني حبيبتي
قال بحزم - حسنا حسنا بعد أن يذهب الألم ستغضبين كما تريدين لكن الأن اهدئي حتى نذهب للمستشفى
شعرت بإنها على وشك الولادة لتقول برعب - أنا في المخاض الآن مؤيد لا أريد أن ألد لا أريد
شعر هو بالرعب أيضا وهو يجلس بجوارها بشكل مضحك يقول - تنفسي جنى تنفسي الآن ولا توتري نفسك حبيبتي ارجوكِ
عات لتستفزها الكلمة وهي تصرخ به – اقول لك أنني ألد وأن تقول أهدئي ولا تتوتري هل أنت مجنون ثم لا تنطق حبيبتي وهيا سوف نتطّلق وارتاح منك للأبد حينها ثم أنت السبب هذا الألم بسببك من أقول أريد أطفال من يا غبي حتى وضعي الصحي لم تفكر به حين فعلت فعلتك
ضغط على شفته السفلى بإسنانه حتى يمنع نفسه من الانفجار ضاحكاً ليهمس لها – لم تكوني ممانعة حبي هذا ما اذكره بل أحببت ذلك كثيرا
صرخت من قهرها ومن ألمها – يا وقح هل هذا وقتك الآن
شعرت بإنقباضات متواليه حتى تبكي بألم – مؤيد أنا ما زلت في منتصف السادس لن يعيش الجنين مؤيد
عاد ليركز بصعوبة الوضع ليصرخ بحدة وهو يحملها – أنتم يا ناس أين ذهبتم جنى في حالة مخاض
قالت بخجل – انزلي ماذا تفعل
قال بحزم – اصمتي الآن .. غروووب عامر يا حمقى أين أنتم هل ابتلعتكم الارض سامر أمي
خرجت غروب مرعوبة وهي تسمع صراخ مؤيد لتدهش وهي تراه يحمل جنى ويقول بحدة
- احضري مفتاح السيارة حالا لنذهب للمشفى واخبريهم هيا
انطلقت للداخل تخبر والديها ووالدي جنى ليخرجوا مسرعين ومؤيد يضعها بالمقعد الخلفي ووالدتها بجواها وهو بجانبا من الجهة الأخرى ووالده يسوق ووالدها بجواره
عادت غروب للداخل تبحث عنهم لتجد سامر وسوسن يجلسان بركن منعزل ينظر نحوها بهيام وهي تنظر للأرض ويبدو أنه يتغزل بها لتصرخ بهما معا – هل أصابكما الصمّ مؤيد بح صوته وهو ينادي علينا
فزع كليهما وهما يشاهدان غروب تقف خلفهما ليقول بدهشة – منذ متى أنت هنا
قالت بحدة – ليس وقتك منذ لحظة اطمئن لم اسمع شيء وحتى لو كنت أنوي التنصت لم اسمع ما هذا لا تصدر صوتاً كيف تسمعينه انت
قالت سوسون بخجل – اصمتي حتى لا نكشف الدفاتر القديمة وكأن هناك ما افعله
صرخت غروب بحدة – لا وقت لدي الآن غروب تلد هيا لنذهب للمشفى
ألقت الجملة وتركتهما لينظر كل منهما بذهول للأخر ثم يتبعانها وجدان بطريقهما مروان ووفاء ليقول مروان
- هل صرخ مؤيد قبل قليل
قال سامر بعجلة – جنى تولد هيا بسرعة أختي تنجب سأصبح خالاً تصور
صرخ مروان بفزع – لم يحن الوقت بعد اصمت حتى يأتي الطفل بالسلامة وبعد ذلك افرح كما تشاء
صرخت غروب بريم وغرام المنغمستين بحديث ما – جنى تنجب انهضا سنذهب للمشفى حالا
فزعتا هما الأثنتين ليتبعانها
|