كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: رواية .. قلوب يخضعها الحب .. بقلم .. سيمفونية الحنين .. الفصل السابع عشر
يجلسون على مائدة الطعام وكل منهم يغرق بأفكاره لاحظ شاهر شرود غرام وأنها لا تستطيع تناول طعامها بيدها اليسرى ليقوم هو بتقطيع الطعام بطبقه ويضع ما تحبه لكن نظر حائرا كيف يوصل لها الطبق في تجلس مقابله له وبجواره رواد وجوار غرام غروب
لاحظ رواد ما يفعله شاهر ليكتم ضحكاته عليه وأشار لغروب التي منغمسة بتناول الطعام لتشعر به وتشير بماذا , لاحظت إلى ماذا يشير لتبتسم وتقول بمرح
- كأن هناك أحد ما يقع بحيرة من أمره
ضحك رواد ليردف – أجل عزيزتي ويلي على القلب وما يفعل بصاحبه بعد الحب ذلوهوان
قالت ريم بحد وهي تجهل إلى ماذا يرمي – حقا سيد سامر وما الذي ذكرك بهذه الحقيقة الموجعة
قال بمرح – العاشق المسكين الذي بجواري
رمقه شاهر بغضب وهو يعلم أنهم يتحدثون عنه لينهض وهو يحمل الطبق ويضعه أمامه غرام ويأخذ طبقها ويعود لمكانه وقال لسلمى معتذرا – لا تستطيع تقطيع اللحم بيد واحدة اعتذر
ابتسمت بخفه وهي تقول – نعذرك لأجل تفكيرك بها هذه الأيام ليس كل شخص يجد شخصاً محباً مراعياً
ابتسمت غرام بتهكم وإي حبِ لتبدأ بتناول طعامها بيدها اليمنى بشكل اسهل بعدما قطع اللحم فهي كانت تخشى أن تشد عليها فلا تلتأم جراحها , شعرت بالامتنان له لم تكن تعلم مقدار جوعها فمنذ الحادثة لم تتناول الطعام بشكل جيد
قال رواد بسخرية – هل أنت سعيدٌ الآن ها هي تأكل براحة
- وما شأنك أنت يا أخي خطيبتي وحر بها
سخر منه – ماذا هل أوقعتك بشباكها حبيبي أها صحيح فهي ابنت الخال وهذا يدفعك أكثر لفرض سيطرتك
اردف بخبث – ابنت الخال , ابنت العم , ابنت الجيران ليس مهم المهم فقط أن تكون لي وحدي أنا ولا أحد يشاركني فيها ولا يحكمها سواي وأنا أنتظر أن تنتهي تلك المهم الملعونة حتى اتفرغ لها بشكل كافي
ضحك بدهشة لم يتصور أن تكون غرام هامة له هكذا
قال سامر بخبث – عن من تتحدثان هكذا لا بد أنها ريم اعلم أنا واثق ان رواد يشتكي منها
قال رواد بحزم – أنت لا تكف عن أزعاج خطيبتي
علق الطعام بحلق ريم لتسعل بحدة وتنهض غروب تضع أمامها كأس الماء لتتجرعه مرة واحدة وغرام تقول بذهول – متى تقدمت لخطبتها ؟
لتردف سوسن – ولما أنا لا اعلم عن ذلك
قالت ريم بحدة وهي تكاد تحطم اسنانها – أولا لتعلم المعنية بالأمر ثم أنت , ماذا تثرثر عزيزي رواد !
قال ببرود – تقدمت لخطبتك من والدك وكنت أنتظر والدي حتى يعود لأخبره ونتقدم بشكل رسمي , وماذا كنت تنتظرين عزيزتي تبادل كلمات الغزل دون رابط شرعي أين نحن نعيش
شعرت بالخجل لتردف بحد – ومتى تبادلنا الغزل لا اذكر سوى جولات المعارك التي لم تحسم نهايتها بعد
غمزها بمرح ليردف – هذا ما اعنيه هي الغطاء لغزلنا الصريح
شعرت بالغضب حقا ارادت ان تكمل لتجد من حولهم ينظرون إليهما لتفضل الصمت
انهوا تناول الطعام واحتساء القهوة وبعد صلاة المغرب خرجوا ليجلسوا بالحديقة , يتحدثون بكل شيء ولا أحد منهم يتطرق لموضوع خاص
قال سامر – انتظركم جميعا الاسبوع القادم حيث سيتم عقد قراننا واعلان خطبتنا بشكل رسمي
قالت غروب – مبارك عليكما بالطبع سنكون هناك وبعد ذلك بثلاثة أيام نحلق مجددا لإيطاليا
قال شاهر – ربما لن أكون هنا واحلق قبلكم جميعا
قالت غرام بهدوء – أنا لن اذهب شاهر
أجاب هو – لن تذهبا كلتيكما
قالت دره – تقصدني أنا
أجاب بهدوء – أجل وهذا سابق لإوانه سنتباحث بذلك لاحقا
ران الصمت على قلوبهم ليقول مروان بتساءل – ماذا تكون لك دره لم افهم بعد
قال شاهر بسخرية من وضعه يبدوا أن جميع من حوله لاحظ لكنهم غضوا النظر حتى لا يحرجوه – صديقة غربة
قال مروان بريبة – منذ متى صديق الغربة يتحكم بتصرفات الأخر لا اعلم وكيف تفرض رأيك عليها ثم هي متزوجة ولها عائلة طويلة عريضة كيف لا يعترضون
رغما عنه خرجت الجملة دون أن يعي – كان محقا باسل تكره ان يتم استغلال النساء بإي صورة حتى لو كان بإرادتهنّ ما هذا يا رجل مني إليها نتفاهم
اسمل باسل ليس كأي اسم يذكر بسهولة ليمر مرور الكرام فهو يحرك مشاعر مجهولة في قلب كل من عرفه واكثرهم ذاك الصديق الذي رافقه طويلا ولم يظهر مأساته برحيل صديقه قال بحزن استنكاري – من أين تعرف باسل
قال بهدوء وهو يعي الآن حجم المأزق الذي وضع نفسه فيه – صديق قديم ألتقيت فيه أثناء دراستي
قال مروان بتكم – اعلم اصدقاء باسل فهو قريب جدا لروحي
اردف هو بحزن – اعلم اخبرني بذلك واكثر من ذلك فهو أحبك كثيرا وكذلك عامر كنتما الأقب أليه لكن افترقت عنه أثناء الدراسة بسبب انتقالي لجامعة أخرى ولم ألتقيه بعد ذلك قط
قال مؤيد حينها بحدة – وكيف علمت أنني صديقه
أجاب بهدوء – سألت عنه علمت ما حل به وكيف أنقذته حين تبرعت بدمائك له
نظر مؤيد لجنى يعلم حساسية أن يذكر اسم باسل أمامها ليجدها تبتسم بهدوء , شك بالأمر كيف لا تبكي طالما اعتاد على دموعها حين يذكر اسمه وما حيره حقا حين قالت – أذا كنت تشتاق إليه كثيرا اذهب إلى منزل عائلته وقابل ابن أخيه اسمه باسل أيضا وستشعر انه لم يفارقك قط
قال بهدوء حذر وهو يعلم أنها جنى من أحبها باسل بالماضي وذكر اسمها سهوا أمامه ذات يوم ولم يعده – ومن جرب ذلك حتى تكوني واثقة من هذا الأمر
أشارة لعامر ومروان – كليهما يفعلان ذلك صعب أن تفقد شخصا تبحث عنه في كل مكان تنتظر لحظة ليخرج من ركنٍ سقط سهواً لم تتفقده لتتبعثر آمالك بالنهاية لكن حين تعثر على جزءٍ صغير يعوضك مرارة الفقط تتشبث به فلا تتركه أبدا
قال شاهر وهو يفكر بأمل أن يجد والدته من جديد – يبدوا أنك قد جربتي ذلك بالسابق
أجابت بصراحة – أجل جربت لكن ذلك لم يفد سوى لبعض الوقت التشبث بالماضي بطريقة مريضة تصيبنا بالسقم لنبحث عن علاج جديد فلا نجده بعض الأمور في هذه الحياة عليك أن تتركها تمضي ولا تطاردها اطلق سراح تلك الأفكار لتحلق بعيدة حرة حتى أذا شاهدتها من بعيد تكون فقط ذكرة سعيدة تبعث أحساس أخر غير الذي يصيبك بالاحباط حيث تقيدها فلا تستطيع أن تلمسها ولا تراقبها وأنا اكتشفت ذلك قبل عامين تقريبا كنت مرتبطة بشخص ما حتى بات اسمه يسبب الهوس لم أرى ما تركه لي بل نظرت إلى ما لم احصل عليه منه حتى عوضني الله تعالى بشخص أخرى وساعدني بتجاوز ما ظننت أنه مستحيل تجاوزه وأنا الآن حرة من تلك القيود وأحظى بحياة هادءه نوع ما أنتظر مولودي القادم وأشاكس زوجي كثيرا حتى يفر هاربا بعض الأحيان لكن سرعان ما يعود فقد اعتاد على جنوني كما يسميه وذاك لا يزعجني بل على العكس يسعدني كثيرا فلست مرغمة على تمثيل البرود الهدوء حتى ابقيه بجواري أنا اعتدت على عناده وغضبه وهو بالمقابل عليه الاعتياد عليّ كما أنا
قالت غروب بإدراك – تعنين أنت تحبينه بعيوبه وحسناته وهو عليه أن يبادلك الحب بالمثل
قال أمجد بهدوء – أظن الشخص الذي كنت متعلقة به لم تكوني تحبينه بل معجبة به فإنت قلت مع مؤيد لست مرغمة على تمثيل البرود أي سابقاً كنت تفعلين ذلك لتكسبي أعجابه المتبادل
قالت جنى - لم اعد ابحث عن المسميات لعلاقتي السابقة ولأوضح الأمر أخي وعمي وزوجي يعلمون عن أمر باسل فلا أحب أن تثار الشكوك حولي ويبدو أن شاهر يعلم ذلك أيضا والذين يعرفون باسل يعرفون اخلاقه ومستحيل أن يبدر منه ما يشين , وربما تكون محقا أمجد باسل طالما كان مثالاً للشخص الأقري للكمال في الإنسان نحن نعلم أن الكمال لله تعالى لكن هناك أشخاص قادرين أن يتفادوا الخطأ بشكل كبير يصبحوا قدوة للأخرين ربما هذا السبب الذي دفع من حوله لاحترام شخصيته والتقرب إليه
قالت غروب بهدوء – أنت صرحت بإعجابك لباسل وحقا اتمنى لو ألتقيته ذات يوم اشعر بإنه يشارك مروان بكثير من الصفات وأنا بالمثل افعل طالما تحدثت عن مروان بإعجاب امام أفراد عائلتي ولم يعترض أحد
قال وليد – ليس مروان فقط بل وقاسم وأنا طبعا بالمركز الأول ولن اسمح لأحد باحتلاله أبدا
ضحكت برقة لتشير لزوجته التي احتدت عينيها ليقول – ماذا ياسمينتي ألم نتفق على هذا الأمر ها
قال مؤيد بصدق – لا نعترض لأنني اعرفك جيدا ثم تنشأتك هي السبب كبرتي بين أحضان وليد وأبي وأنا فعتدتي على وجود الرجال من حولك وبسبب مدرستك المختلطة واشتراك بالمبادراة وغيره أصبح الأمر سيان رغم أنك لا تختلين باحد ووالدي يراقب على الدوام اذكر ان طاهر وحده من كان يزعجني لأنه يعتبر من جيلك لذلك غضبت كثيرا تلك الفترة وتشاجرنا حتى علمت أنه متكلم بخصوص قمر, ثم هناك أمر ما أنت تختلطين بهم وتحادثينهم بإدب حتى حين تمازحينهم لا تغيرين نبرة صوتك أو تتقصدين سحرهم بجمالك وما شابه بل معظم حديثك جدال ونقاش والخضوع بالقول أمام الرجال هو الحرام وأنت لا تفعلين ذلك كما أنني منذ وقت قريب بدأت ألاحظ أنك كبرت فحجمك بصراحة واعتيادي على أنك صغيرة أغشياني لوقت طويل
قال شاهر بهدوء – الحقيقة دائما نلوم الفتيات لا نبحث عن سبب المشكلة لنعالجها لو عدنا للحق علينا لوم الأهل فجعل الفتاة تعتاد على أمر ما لسنين ومطالبتها بالتغير بذات الوقت صعبٌ جدا حتى لو اقتنعوا بالفكرة وذاك لسبب الأفكار السابقة الراسخة التي تحاول دفع تحقيق الهدف المرجوا وهذه حقيقة علمية ويجهلها الكثيرون لذلك الاسلام حين آتى تدرج بالأحكام مراعيا لهذا الأمور فلو لزم التطبيق الفعلي دون التدرج لن يفلح الإنسان وذاك يفوق قرته مثال أمر الخمر
قال عامر بحزم – لا تخلط الأمور ببعضها هناك حدود للنساء لا يجب تجاوزها
قال شاهر – لو اسلمت فتاة مثلا وكانت غير محتشمه بارتداء ملابسها لا تستطيع فرض النقاب عليها فورا أليس كذلك تبدأ بعرض الأساسيات المختصة بالعقيدة والتوحيد لترسخ الأيمان بداخلها وبعد ذلك تعرض الأيات التي تأمر بالحشمة تغطي شعرها تستر جسدها ورويدا رويدا حتى لو كان لباسها غير شرعي بالكامل ستلاحظ مع مرور الوقت ذلك وتصر بنفسها على أن يكون لباسها محتشما بشكل جيد ولا يلفت الأنظار أليها
قالت ألماس – أنت محق أنا لم أكن أرتدي حجابي لأسباب والبيئة التي كنت فيها تجعلني أتهاون قليلا حتى عدت إلى هنا وحين ارتديته بعد ذلك اصبحت ألاحظ أن ذلك غير كافي ما دمت ارتدي سراويل ضيقة وقمصان قصيرة وقاسم نبهني إلى ذلك في البداية لم أرغب بمخالفته وبعد ذلك أصبحت افعل هذا حسب قناعتي ورويدا رويدا لم أعد ارتدي نصف ملابسي لعدم اقتناعي بها
قالت دره – وأنا حصل ذلك معي رغم أنني مسلمة لكن البيئة والعائلة تلعب دوراً مهماً في هذا الأمر
قالت غروب – والأمر كذلك لما يحصل معي أنا ادرس في جامعة بدولة أجنبية وتخصصي سيكون مجال عمله بشكل مختلط وأصارحكم لا اخجل بالتعمال مع الرجال فقط اعتدت على هذا الامر لكن لا اتجاوز الحدود ربما افعل معكم أنتم لأنكم من ضمن العائلة لكن مع الأخرين لا افعل ذلك ألتزم حدودي وأكون صارمة
قال أمجد – صحيح اذكر أنك كنت هكذا في المدرسة لكن ليس كل ما حولك يفهم وجهت نظرك .
صمتوا من جديد نظرت غروب رغما عنها اتجاه عامر تريد أن تعلم بما يفكر وهل ندم على تسرعه ام ماذا لكن هو لم يكن ينظر إليها بل لمكان مجهول في الحديقة شعرت بالقهر لم يهتم كل من حولها يفهمها سواه هو تعبت منه إلى متى ستدور بهذه الدائرة المغلقة عامر فقط لما لا ترى شخص أخرى سواه وهو لا يهم أبدا , نهضت بهدوء تشعر بحاجة للاختلاء بنفسها بعيدا عنهم جميعا
أما هو كان يفكر بما دار من حديث صحيح ما يقولونه لكنه ليس مقتنع به بشكل تام يشعر أن ذاك أفضل هو لا يحتمل حتى لو أنه لا يحبها لن يحتمل رجلٌ غيور يخشى يكره أن تظهر محاسن زوجته للآخرين , نهر نفسه ليفكر بوضعه الحالي المهمة التي يجهلها رغما عنه رفع نظرة ليجدها تسير بخطوات هادءه مبتعدة عنهم لوحدها تتجه نحو مكان خالي خلف الأشجار لتجلس على أرجوه وتدفعها بهدوء وهي تنظر نحو السماء وكأنها تحاول أن تجد جواباً لأمر ما
ابتسم لحركتها هذه التي طالما فعلتها فحين لا تجد جواباً تنظر للسماء وكأن الجواب سيسقط عليها من هناك ؟ أو ربما تدعوا الله ليرشدها للطريق الصواب
عاد ليؤنب نفسه ليشعر بشخص ما يراقبه ليجده هذا الأمجد المقيت أشارةبيده بسخرية نحوها ليتبعها ليتجاهله هو فيشير من جديد بمعنى " أنت حر " وينهض هو مقترب منها ويجلس على الأرجوحة التي بجوارها
لاحظ وليد اقترابه منها ليقول لحازم – ابتعه اشعر بإن هذا الفتى لعوب
ضحك حينها حازم بمرح ليقول – هو واقع بغرام فتاة فلا تخف منه لن يبدلها بعشرة من غروب
قال وليد بريبة – لماذا ؟
أجاب – حب الطفولة عزيزي هكذا يقول والمعجبات تتهافتن عليه ليل نهار لكن هو لا يريد سوى حبيبته
أجاب بحزم – حتى لو كان ذلك صحيحاً اتبعهما
قال بمرح – سأفعل بالطبع
هناك قال أمجد بمرح – بماذا تفكرين ؟
قالت – حول ما كنا نتحدث به قبل قليل
نظر إليها بشكل مريب لتشعر بالخجل وتقول – لماذا تنظر إلي هكذا
قال بخبث – معجب
قالت بحدة – ماذا ؟ أنت !
أجاب بخبث – أليس هكذا ينظرون أليك المعجبين وأنت تبادلينهم مثلهم
|